Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

شرح إنجيل مرقس -  تفسير الإنجيل كما رواه مرقس (مر 1: 1- 20)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير مرقس (مر 1: 1- 20)
تفسير مرقس(مر 1: 21- 45
تفسير مرقس (مر1:2- 28)
تفسير مرقس (مر 3: 1- 19
تفسير مرقس (مر 3: 20- 35
تفسير مرقس (مر4: 1- 20
تفسير مرقس (مر4: 21- 41
تفسير مرقس  (مر 5: 1-20
 تفسير مرقس  (مر 5: 21- 43
تفسير مرقس (مر6: 1- 29
تفسير مرقس (مر 6: 30- 56
تفسير مرقس (مر7: 1- 37
تفسير مرقس (مر 8: 1- 21
 تفسير مرقس  (مر 8: 22-38
تفسير مرقس  (مر 9: 1- 29)
تفسير مرقس (مر 9: 30- 50)
تفسير مرقس (مر 10: 1- 27
تفسير مرقس (مر 10: 28- 52
تفسير مرقس (مر 11: 1- 31
تفسير مرقس (مر 12: 1- 27
تفسير مرقس (مر 12: 28- 44
تفسير مرقس(مر 13: 1- 20
تفسير مرقس (مر 13: 21- 37
تفسير مرقس (مر 14: 1- 21)
تفسير مرقس(مر 14: 22- 42
تفسير مرقس (مر 14: 43- 72
تفسير مرقس (مر 15: 1- 24
تفسير مرقس (مر 15: 25- 47
تفسير مرقس (مر 16: 1- 20
Untitled 8665
خاتمة إنجيل مارمرقس

  تفسير إنجيل مرقس على  - مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل2

   تفسير / شرح  إنجيل مرقس - تقسيم فقرات  الإصحاح الأول  (مر 1: 1- 20)
يروى هذا الإصحاح يوحنا المعمدان وتعليمه (سنة ٢٦ و٢٧ ب. م)
1. مقدمة السفر (مر 1: 1)
2. خدمة يوحنا المعمدان (مر 1: 2 - 8)
3. معمودية السيد المسيح (مر 1: 9 - 11)
4. تجربته (مر 1: 12 - 13)
5. كرازته بالملكوت الجديد (مر 1: 14 - 15)
6. دعوته للتلاميذ (مر 1: 16 - 20)

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 1

1. مقدمة السفر (مرقس 1: 1)  
تفسير (مرقس 1: 1) 1 بدء انجيل يسوع المسيح ابن الله

  التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
هذا العدد كله عنوان هذه البشارة لأن الآية 1 ليست جملة مكتملة من المرجح أن تكون اسما أو عنوانا  للسفر كله
بدء
 تنوعت بدايات الأناجيل فى تقديم قصة بشارة وكرازة المسيح فى بداية كل إنجيل ولكن روايات بنفس المعنى لذات الهدف لنفس القصة هو مقاصد الله الأزلية المتعلقة بخلق الإنسان وفدائه بعد السقوط بواسطة موت ابنه الإنسان يسوع المسيح. وكان بدء إظهار الإنجيل يوم سقوط الإنسان وتوقف الله عن عقابه ووعده الوعد الأول بالفادي.
بدات الأناجيل الثلاثة الأخرى بميلاد المسيح  أى بميلاد الفادي يسوع المسيح  الإنجيل بحسب متّى ابتدأ بذكر نسب المسيح بخلاف لوقا فإنه ابتدأ بذكر ميلاد المسيح وبخلاف يوحنا فإنه ابتدأ بذكر الكلمة الأزلية قبل إنشاء العالم أما مرقس فكانت بداية روايته هى بداية ممارسه المسيح خدمته العلنية. فاختار مرقس أن يجعل بدء الإنجيل ببداية كرازة المسيح وتبشيرة بلقاؤه بيوحنا المعمدان النبى الذى يربط العهد القديم بالجديد  .
تشير كلمة بدء فى الآية إلى
1) البدء الأولي نفسه كما في (تك :1 1) " في البدء خلق الله السماوات والارض " و ( يوحنا 1: 1)  "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله. "
2) بدء تجسد يسوع كما في (1 يوحنا 1: 1) "الذي كان من البدء، الذي سمعناه، الذي رايناه بعيوننا، الذي شاهدناه، ولمسته ايدينا، من جهة كلمة الحياة." 
3) بدء خدمة يسوع العلنية -

**********
 البدء - ARCHĒ :TOPIC SPECIAL
كلمة "بدء" هي الكلمة اليونانية التى كتب بها مرقس الإنجيل بوحى إلهى هى archē، والتي تعني "بداية" أو "أصل" شيء ما.
كلمة البدء وردت فى الإمتاب المقدس فى بدايته فى سفر التكوبن وبداية إنجيل يوحنا ومرقص وتعنى كلمة البدء عدة معانى كما يلى : -
(1) تعنى بداية النظام (يوحنا 1: 1؛)"في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله. "  (1 يوحنا 1: 1) "الذي كان من البدء، الذي سمعناه، الذي رايناه بعيوننا، الذي شاهدناه، ولمسته ايدينا، من جهة كلمة الحياة."(عب1 : 10) و «انت يارب في البدء اسست الارض، والسماوات هي عمل يديك "
(2) كما تعنى بدء اإلإنجيل (مر1 : 1) ( في 4: 15) "وانتم ايضا تعلمون ايها الفيلبيون انه في بداءة الانجيل،لما خرجت من مكدونية، لم تشاركني كنيسة واحدة في حساب العطاء والاخذ الا انتم وحدكم" ( 2 تس 2: 13) " 14 الامر الذي دعاكم اليه بانجيلنا، لاقتناء مجد ربنا يسوع المسيح. " ( عب 2: 3) "فكيف ننجو نحن ان اهملنا خلاصا هذا مقداره؟ قد ابتدا الرب بالتكلم به، ثم تثبت لنا من الذين سمعوا"
(3) وتعنى ايضا شهود العيان األأوائل (لو 1: 2)كما سلمها الينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة"
(4) بداية الآيات / المعجزات، وعن تحويل الماء لخمر فى عرس قانا الجليل (يوحنا 2: 11) هذه بداية الايات فعلها يسوع في قانا الجليل، واظهر مجده، فامن به تلاميذه. "
(5) بداية الأركان الإيمان فى أقواال الرب (عب 5: 12) " لانكم ­اذ كان ينبغي ان تكونوا معلمين لسبب طول الزمان­ تحتاجون ان يعلمكم احد ما هي اركان بداءة اقوال الله، وصرتم محتاجين الى اللبن، لا الى طعام قوي.  "
(6) بداءة الثقة واليقين المستند على حقائق الإنجيل (عب 3: 14) "لاننا قد صرنا شركاء المسيح، ان تمسكنا ببداءة الثقة ثابتة الى النهاية "
(7) البداءة، (كول 1: 18) وهو راس الجسد: الكنيسة. الذي هو البداءة، بكر من الاموات، لكي يكون هو متقدما في كل شيء " ( رؤ 3 :.14)واكتب الى ملاك كنيسة اللاودكيين:«هذا يقوله الامين، الشاهد الامين الصادق، بداءة خليقة الله: "
وصارت تُستخدم بمعنى "حكم" أو "سلطان":
1) السلطان الذي يتمتع به موظفون حكوميون من البشر:
أ. (لوقا 12: 11) "  ومتى قدموكم الى المجامع والرؤساء والسلاطين فلا تهتموا كيف او بما تحتجون او بما تقولون "
ب. (لوقا 20: 20) " فراقبوه وارسلوا جواسيس يتراءون انهم ابرار لكي يمسكوه بكلمة حتى يسلموه الى حكم الوالي وسلطانه "
ج. (رومية 13: 3) فان الحكام ليسوا خوفا للاعمال الصالحة بل للشريرة. افتريد ان لا تخاف السلطان؟ افعل الصلاح فيكون لك مدح منه " (تيطس3 : 1) " ذكرهم ان يخضعوا للرياسات والسلاطين، ويطيعوا، ويكونوا مستعدين لكل عمل صالح، "
2) الذي تتمتع به السلطات الملائكية:
أ. (رومية8 : 38) فاني متيقن انه لا موت ولا حياة، ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات، ولا امور حاضرة ولا مستقبلة "
ب. (1 كور15 : 24) " وبعد ذلك النهاية، متى سلم الملك لله الاب، متى ابطل كل رياسة وكل سلطان وكل قوة. "
ج. (أف 1: 21) فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة، وكل اسم يسمى ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل ايضا (أف 3: 10؛)لكي يعرف الان عند الرؤساء والسلاطين في السماويات، بواسطة الكنيسة، بحكمة الله المتنوعة  ( أف 6 : 12) " فان مصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء، مع السلاطين، مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر، مع اجناد الشر الروحية في السماويات. "
د. (كول1 : 16) فانه فيه خلق الكل: ما في السماوات وما على الارض، ما يرى وما لا يرى، سواء كان عروشا ام سيادات ام رياسات ام سلاطين. الكل به وله قد خلق.  " ( كول 2: ،10 - 15)وانتم مملوؤون فيه، الذي هو راس كل رياسة وسلطان. 11 وبه ايضا ختنتم ختانا غير مصنوع بيد، بخلع جسم خطايا البشرية، بختان المسيح. 12 مدفونين معه في المعمودية، التي فيها اقمتم ايضا معه بايمان عمل الله، الذي اقامه من الاموات. 13 واذ كنتم امواتا في الخطايا وغلف جسدكم، احياكم معه، مسامحا لكم بجميع الخطايا، 14 اذ محا الصك الذي علينا في الفرائض، الذي كان ضدا لنا، وقد رفعه من الوسط مسمرا اياه بالصليب، 15 اذ جرد الرياسات والسلاطين اشهرهم جهارا، ظافرا بهم فيه. "
هـ. (يهوذا الآية 5)  فاريد ان اذكركم، ولو علمتم هذا مرة، ان الرب بعدما خلص الشعب من ارض مصر، اهلك ايضا الذين لم يؤمنوا. "
هؤلاء المعلمون الكذبة يزدرون بكل سلطان، أرضي وسماوي. إنهم متحررون بشكل متناقض. يضعون أنفسهم ورغباتهم أولا قبل الرب والملائكة، والسلطات المدنية، وقادة الكنيسة.

إِنْجِيلِ
وردت هذه االكلمة خمساً وسبعين مرة في العهد الجديد ومعناها الأصلي بشارة أي خبر سارّ. وجاءت كلمة الإنجيل في ثلاثة معانٍ:
الأول: الخبر السار التبشير بملكوت الله ليملك على قلوب الناس فى الأرض ومكان الملك هو ملكوت السماوات  (متّى ٤: ٢٣ ) وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب " و (مرقس ١: ١٤).  وبعد ما اسلم يوحنا جاء يسوع الى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله 15 ويقول: «قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وامنوا بالانجيل»
الثاني: خبر يسوع وعمله الفداء شفاهاً وكتابة (٢تيموثاوس ٢: ٨).اذكر يسوع المسيح المقام من الاموات، من نسل داود بحسب انجيلي، "
الثالث: دين المسيح كله (١كورنثوس ١٥: ١) " واعرفكم ايها الاخوة بالانجيل الذي بشرتكم به، وقبلتموه، وتقومون فيه "
إنجيل مرقس . على الأرجح هو أول إنجيل مكتوب، هذا هو أول استخدام لكلمة euangelion
كلمة إنجيل تعنى حرفيا "النبأ السار" أو "الرسالة السارة"  هذا النبأ السار والرسالة أشار إليها أشعيا فى (أش 61: 1)    روح السيد الرب علي لان الرب مسحني لابشر المساكين ارسلني لاعصب منكسري القلب لانادي للمسبيين بالعتق وللماسورين بالاطلاق " (أش 40: 9)  9 على جبل عال اصعدي يا مبشرة صهيون.ارفعي صوتك بقوة يا مبشرة اورشليم.ارفعي لا تخافي.قولي لمدن يهوذا هوذا الهك. 10 هوذا السيد الرب بقوة ياتي وذراعه تحكم له.هوذا اجرته معه وعملته قدامه. 11 كراع يرعى قطيعه.بذراعه يجمع الحملان وفي حضنه يحملها ويقود المرضعات 12 من كال بكفه المياه وقاس السموات بالشبر وكال بالكيل تراب الارض ووزن الجبال بالقبان والاكام بالميزان. "  (أش 52: 7)   ما اجمل على الجبال قدمي المبشر المخبر بالسلام المبشر بالخير المخبر بالخلاص القائل لصهيون قد ملك الهك.
الآيات التالية تشير إلى أن الإنجيل هو المسيح وتعاليمه ورسالته : -
( مرقس 1: ,14 و 15) 14 وبعد ما اسلم يوحنا جاء يسوع الى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله 15 ويقول: «قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وامنوا بالانجيل». (مر 8: 35) فان من اراد ان يخلص نفسه يهلكها ومن يهلك نفسه من اجلي ومن اجل الانجيل فهو يخلصها  " (مر 10: 29)فاجاب يسوع: «الحق اقول لكم ليس احد ترك بيتا او اخوة او اخوات او ابا او اما او امراة او اولادا او حقولا لاجلي ولاجل الانجيل  ( مر 13: 10) وينبغي ان يكرز اولا بالانجيل في جميع الامم. ( مر 14: 9)  الحق اقول لكم: حيثما يكرز بهذا الانجيل في كل العالم يخبر ايضا بما فعلته هذه تذكارا لها». ( من قبل كاتب الإنجيل )
 من الملاحظ أن مرقس بشر مع بولس الرسول وقد ذكر بولس كلمة إنجيل بنفس المعنى الذى ذكره مرقس فى كرازته فى الإنجيل بحسب رواية مرقس (غلا 2: 2)  وانما صعدت بموجب اعلان، وعرضت عليهم الانجيل الذي اكرز به بين الامم، ولكن بالانفراد على المعتبرين، لئلا اكون اسعى او قد سعيت باطلا "  (1 تس 2: 9)  فانكم تذكرون ايها الاخوة تعبنا وكدنا، اذ كنا نكرز لكم بانجيل الله، ونحن عاملون ليلا ونهارا كي لا نثقل على احد منكم.

 يسوع المسيح ابن الله
الصيغة النحوية في هذه الجزء من الآية يمكن فهمها بمعنى
(1) رسالة يعطيها يسوع أو
(2) رسالة عن يسوع.
البند 2 على الأرجح هو المعنى المقصود. ولكن،Gospels the and Jesus of Dictionary the الذي نشرته IVP،  يقول "حالة الإضاقة / المجرور ( of)"
على الأرجح هي تشير إلى موضوع البشارة بمعنى : يسوع يعلن الإنجيل وهو يعلن قصته" ص. 285.
 المخطوطات اليونانية الإنشية القديمة  W، L، D، B، A، א، تضيف عبارة "ابن الله"
والتي تتوافق معها ترجمة NKJV وTEV ,NRSV، NIV، بينما نجد أنها غير موجودة في (1) و (2) א; والسرياني الفلسطيني؛ (3)  مخطوطة قبطية (4) الترجمة الجورجية؛ وأيضا من (5) الترجمة الأرمينية و (6) اقتباس من هذا النص من تفسير Origen على يوحنا.4UBS
يعطي ادخالها نسبة أرجحية عالية. انظر ا(مرقس :3 .11)
 هذه الإضافة تبدو مقصودة، ولام تضاف بالصدفة
. الكتبة الأرثوذكس المبكرين كانوا مدركين للآراء الهرطوقية المبكرة عن يسوع، مثل البنوية، والتي ترسخت فى الإيمان على أن يسوع صار ابن الله هؤلاء الكتبة المبكرون غالبا ما كانوا يعدلون النصوص اليونانية وهم ينسخونها لجعلها أقرب إلى اللاهوت الأرثوذكسي (يوحنا1 :5)
 لأجل المزيد من القراءة على هذا التبديل المقصود المزعج المسبب للمشاكل في المخطوطات اليونانية من قبل الكتبة والناسخين الأرثوذكس انظر. .Bart D. Ehrmans' The Orthodox Corruption of Scripture  يناقش بالتحديد ألاية (مر 1: 1)   فى الصفحة 72- 75

يَسُوعَ
يَسُوعَ أي الله يخلص ... فى التقليد اليهودى فى القر الأول الميلادى كانت منتشرة عادة أن الأب يطلق على إبنه المولود إسما  وهذا ما فعله الآب السماوى حينما ارسل ملاكا سمى الطفل إسما (متّى ١: ٢١) فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع لانه يخلص شعبه من خطاياهم». والأسم يسوع العبرى "يشوع" "يهوا شوا " مكون من مقطعين (1) يهوه و (2) خلاص .ومعنى الاسم "يهوه مخلص". الإسم . يسوع هو دمج الإسمين عبريين وهذا الإسم يحمل معاني رمزية؛ ويذكر : "قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية "  شرح كلمة "يَسوع الناصري"
يسوع المخلص: وقد تسمى يسوع حسب قول الملاك ليوسف (مت 1: 21), ومريم (لو 1: 31). ويسوع هو اسمه الشخصي. أما المسيح فهو لقبه. وقد وردت عبارة "الرب يسوع المسيح" نحو 50 مرة في العهد الجديد. ويسوع المسيح أو المسيح يسوع, نحو مئة مرة. بينما وردت كلمة المسيح أيضًا بالمخلص (لو 2 : 11). ووردت لفظة يسوع وحدها على الأكثر في الأناجيل, ويسوع المسيح, والرب يسوع المسيح في سفر الأعمال والرسائل.

المسيح
إسم المسيح هو الترجمة اليونانية للمفردة العبرية "المسيا"، والتي تعني "الممسوح". في العهد القديم كان الرب يمسح ، مسح القادة الأنبياء، والكهنة، والملوك( كان يرمز إلى دعوته لهم وتأهيله لهم لأجل قيامهم بمهمة معينة.)
المسيح / المسيا المنتظر
أنتظر اليهود ميلاد مخلص له صفات خاصة وعلامات وردت فى نبوات أسفار العهد القديم وهذا الفكر أعلنه يوحنا المعمدان فى (متى 11: 2 - 5)  اما يوحنا فلما سمع في السجن باعمال المسيح ارسل اثنين من تلاميذه 3 وقال له: «انت هو الاتي ام ننتظر اخر؟» 4 فاجابهما يسوع: «اذهبا واخبرا يوحنا بما تسمعان وتنظران: 5 العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون. 6 وطوبى لمن لا يعثر في».
الكلمة "المسيا" لا تستخدم غالبا في العهد القديم ( دا 9: ,25 26) 25 فاعلم وافهم انه من خروج الامر لتجديد اورشليم وبنائها الى المسيح (المسيا) الرئيس سبعة اسابيع واثنان وستون اسبوعا يعود ويبنى سوق وخليج في ضيق الازمنة. 26 وبعد اثنين وستين اسبوعا يقطع المسيح وليس له وشعب رئيس ات يخرب المدينة والقدس وانتهاؤه بغمارة والى النهاية حرب وخرب قضي بها. " للإشارة إلى الملك الأخروي، ولكن فكرة "ابن داود" بالتأكيد كذلك. تتفق مع (مت 1: 1) كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن ابراهيم. "   ، والتي تشير إلى نسٍل ملكي لملك اسرائيل المثالي "داود". لقد وعد الرب داود في 2صموئيل 7 بأن واحدا من نسله سيملك دائما فى إسرائيل. هذا الوعد يبدو أنه تلاشى من ذاكرة اليهود بسبب الدمار البابلي لأورشليم وتهجير سكانها  586ق.م
 ولكن الأنبياء بدأوا يرون نسلا داوديا مستقبليا (أشعياء، ميخا، ملاخي)  يسوع هو "ابن داود" الموعود و "ابن الإنسان" (دا7 : 13)  كنت ارى في رؤى الليل واذا مع سحب السماء مثل ابن انسان اتى وجاء الى القديم الايام فقربوه قدامه "  و"ابن الله" (مستخدمة خمس مرات في مرقس).
إنه ألمٌر مدهش أن المرة الوحيدة في كل الإنجيل التي تستخدم فيها التسمية "يسوع المسيح" هي في الأية الإفتتاحية ) مرتين فقط في متى ويوحنا ولا توجد أبدا على الإطلاق في لوقا) عادة ، يستخدم مرقس كلمة "يسوع". هذا الإستخدام يلائم التركيز اللاهوتي لمرقس على انسانية يسوع بينما
لاهوته محتجب (السر المسياني) حتى اكتمال رسالته المسيانية (العبد المتألم). ولا يصبح لقب "يسوع المسيح" مألوفا  شائعا حتى سفر اعمال الرسل.
   * من ألقاب السيد المسيح:
عريس الكنيسة، العريس، سليمان الحقيقي، الكرمة، الألف والياء، الأول والآخر، الأسد الخارج من سبط يهوذا، المسيح فصحنا، شمس البر، الصخرة، الرب، الإله، الباب، الراعي الصالح، ملك الملوك، رب الأرباب، الملك، ملك السلام, آدم الثاني، آدم الجديد.
 يسوع هو الترجمة اليونانية للكلمة العبرية يشوع. لقد برهن أنه موسى الجديد، ويشوع الجديد، والكاهن العظيم الجديد.
ٱلْمَسِيحِ أي الممسوح (متّى ١: ١)
ٱبْنِ ٱللّٰهِ كتب متّى إلى اليهود فبيّن لهم أن يسوع هو المسيح الموعود في نبوءات العهد القديم باقتباس خمساً وسبعين نبوءة تمت به. فكان عليه أن يبين لهم أن يسوع ابن داود وابن إبراهيم بموجب تلك النبوءات. وأما مرقس فكتب إلى الأمم فأخذ يبين أن يسوع ابن الله وسماه كذلك وبرهن على ذلك بأعمال يسوع الخارقة الطبيعة في ما أظهره من الرحمة والانتصار على الأعداء. وليس المراد بكون المسيح ابن الله إنه مخلوق كما ورد بعض الأحيان أو أنه مجرد محبوب إليه تعالى بل المراد به النسبة الأزلية أي أن جوهر الابن هو جوهر الآب وأنه مساوٍ له في القدرة والمجد (متّى ٣: ١٧ ويوحنا ٥: ١٨).

 فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

القديس الشهيد مرقس الوحيد من بين الإنجيلين ذكر كلمة إنجيل فى البداية فإبتدأ الإنجيل بالعماد كما قال القديس باسيليوس وفيلكينوس وقول مرقس أن بدء الإنجيل إتضح أنه هو الذى سماه أولا إنجيلاً ومعنى كلمة إنجيل : " بشارة مفرحة" وهى بشرى إلهية للبشرية بأن الرب أرسل كلمته مولودا من إمرأة  فداءا وخلاصا لنا

والسيد له المجد لم يبشر أو يكرز ولم يعمل آية ولا علم تعليما قبل عماده سوى المسائل العجيبة التى ألقاها فى الهيكل لما كان جالسا بين المعلمين وهو أبن أثنتى عشر سنة (لو2: 2- 4) وكان يتصرف بموجب الناموس الموسوى ووفى ما كا كان عليه واجبا فى المدة الثلاثين سنة أى إلى حين ميعاده ولكنه عندما إعتمد وتجرب تدبر حسب شريعة العهد الجديد وتقدم إلى أن يشكل صورة العالم الجديد بعماده وكرز ببشارة الملكوت قائلا توبو فقد إقترب ملكوت السماوات ،

ثم تقول الأخبار المدونة فى الإنجيل التى من ميلاده حتى عماده لا تعد من الإنجيل ولكنها اضيفت عليه لنتعلم عن أعجوبة الحبل به ومولده العجيب وكان من المستحيل أن نقبل التعليم عن البشارة له لو لم تسبق ونعرف كيفية الحبل به وميلاده العجيب - لأجل هذا - علم مرقس أن بدء الإنجسل هى المعمودية ومن المعمودية إبتدأ سيدنا بالسيرة الجديدة

ولمعترض يعترض قائلا   لماذا تكلم الإنجيليون عن عماده ؟ فالجواب ان متى أراد بذلك أن يبين للعبرانيين أنه لأجلهم يكتب ويؤكد لهم بنبوات ألأنبياء التى تقول أن المسيح سيأتى من سبط يهوذا ومن نسل داود وهكذا جاء ، أما لوقا فإنه اراد أن يوبخ  الذين إقتربوا بقلة إعتبار أن يكتبوا قصص الأمور ، أما يوحنا فكتب عن لاهوته الذى لم يتكلم عنه متى ومرقص ولوقا لكى لا يخفى السر ويظن أن المسيح إنسان لأجل هذه الأسباب كتب ما هو سام عنه ، وليس لأن الحبل به ومولده وختانه وغير ذلك من الإنجيل ـ وقد تكلما مطولاً عن شرح يسوع إبن الله فى  راجع (مت 1: 18)

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 1

2. خدمة يوحنا المعمدان (مرقس 1: 2- 8)

 تفسير (مرقس 1: 2)   2 كما هو مكتوب في الانبياء.ها انا ارسل امام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك.

  التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

تشير هذه الفقرة إلى نبوءة العهد القديم عن المسيا (المسيح المنتظر التى تكلمت عنه لنبوات) من أشعياء.
 قصة الإنجيل تبدأ بالتقليد النبوي لإسرائيل. الإقتباس الذى ذكر في (مرقس 1: 2 و3 ) هو دمج بين (ملا 3: 1) و (أش 40: 3)

*** كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ
كلمة "مكتوب" هي زمن تام، والتي كانت مصطلح إستخدمه الهيود للإلشارة إلى إعلان إلهى  السرمدي (الكتب).
الآيتين (مر 1: 2 و 3) التى تعتبران شهادة ودليل إلهى مكتوب ومعلن كإشارة على مجئ المسيح وهما دمج من اثنين من أنبياء العهد القديم وهما ملاخي وإشعياء (ملاخي ٣: ١) " هانذا ارسل ملاكي فيهيء الطريق امامي وياتي بغتة الى هيكله السيد الذي تطلبونه وملاك العهد الذي تسرون به هوذا ياتي قال رب الجنود " و( إشعياء ٤٠: ٣) " صوت صارخ في البرية اعدوا طريق الرب.قوموا في القفر سبيلا لالهنا. " فجمع شهادتي هذين شهادة واحدة مع أن أحدهما كان قبل الآخر بنحو ٣٦٠ سنة وعلة ذلك وحدة الموضوع.

*** فِي ٱلأَنْبِيَاءِ :
يشير مرقس هنا بظهور عهد جديد هو بدء إنجيل يسوع المسيح بنهاية اسفار العهد القديم. وقرن شهادة آخر الأنبياء العهد القديم بشهادة سابق المسيح مع أنه كان بينهما نحو أربع مئة سنة والمشهود له بالشهادتين واحد. ومصدرهما الأصلي واحد وهو روح الله. والمراد بالأنبياء هنا كتاب نبوءاتهم
هذا الإقتباس هو دمٌج من  ملاخي وإشعياء (ملاخي ٣: ١) و( إشعياء ٤٠: ٣)   هو ليس من النص الماسوري العبري أو السبعينية اليونانية التي في( إشعياء ٤٠: ٣)
بسبب هذا فإن بعض الكتبة بدلوا النص إلى "مكتو ٌب في الأنبياء" (في قسم الأنبياء من قانون العهد القديم). المفرد يوجد في المخطوطات الإنشية اليونانية D، L، B، א، ولكن الجمع هو في المخطوطةA وW .
أشعياء 40- 66 فيها تركيزين أخرين رئيسيين : (1) العبد المتألم ( وخاصة  أش 52: 13- 53: 12)  ..  (2) الدهر الجديد للروح القدس (وخاصة أشعياء 56- 66)   في الإ فتتاحية الموجزة التالية لمرقس هناك عدة تلمحيات محتملة إلى أشعياء

*** هَا أَنَا أُرْسِلُ
هذا قول الآب.
كلمة "رسول" يمكن أن تشير إلى ملأك (خر 23: 20أ) " ها انا مرسل ملاكا امام وجهك ليحفظك في الطريق وليجيء بك الى المكان الذي اعددته.  " (والتي ستكون تلميحا إلى الخروج) بمعنى أنه كما أرسل الرب ملاك الخروج فى العهد القديم ليخرج بنى إسرائيل من تحت عبودية فرعون وجنوده الذين يمثلون ظلم قوى الشر سيرسل الرب ملاك العهد الجديد أيضا ليحررهم من عبودية الشيطان وكل جنودة ويعتقهم من أسره   لهذا فهى تشير هنا إلى هذا الملاك  تشير إلى "مرسل" (ملا 3: 1)   " هانذا ارسل ملاكي فيهيء الطريق امامي وياتي بغتة الى هيكله السيد الذي تطلبونه وملاك العهد الذي تسرون به هوذا ياتي قال رب الجنود " قد يكون هذا معنى آخر في الكلمات على كلمة الإنجيل (الرسالة ال سارة).
هذا أحد اقتباسات العهد القديم القليلة التي في مرقس التي كتبت بشكل رئيسي إلى الرومان. إنها تشير إلى خدمة يوحنا المعمدان (مرقس1 : 4). إنها تظهر أن التقليد النبوي في العهد القديم (أى إحدى نبوات العهد القديم) يتحقق ومن الإشارات الأخرى لتحقق هذه النبوات هى معجزات يسوع الشفائية الخارقة للطبيعة وطردة للإرواح النجسة وهى أيضا نبوءات مسيانية في أشعياء.
خدمة يوحنا المعمدان وهدف إرساليته تُذكر في كل الأناجيل الأربعة

*** أَمَامَ وَجْهِكَ
المخاطب هنا يسوع المسيح الذي سمي في نبوءة ملاخي ملاك العهد ورب الهيكل.

*** مَلاَكِي
 أي رسولي وهو يوحنا المعمدان كما قال المسيح (متّى ١١: ١٠) الحق اقول لكم: لم يقم بين المولودين من النساء اعظم من يوحنا المعمدان ولكن الاصغر في ملكوت السماوات اعظم منه

*** يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ
(انظر شرح متّى ٣: ٣ و٤). إن الشعب المختار اليهودى  فسد فلذلك لم يكن مستعداً لقبول ملاك عهد الرحمة الإلهية ما لم يأته أولاً ملاك التوبيح والإنذار ليكرز بمعمودية التوبة ليعد له الطريق.


تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
كان ملاخي قد تنبّأ عن مجيء رسول يسبق الرب ويهيئ الناس لمجيئه. هذا الرسول (الملاك) ،
 تفسير (مرقس 1: 3)  3 صوت صارخ في البرية اعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة.

لتفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
    ****  صوت صارخ في البرية
  (لوقا ٧: ٢٧) هذا هو الذي كتب عنه: ها انا ارسل امام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك!  " (ومتّى ٣: ٣) فان هذا هو الذي قيل عنه باشعياء النبي: صوت صارخ في البرية: اعدوا طريق الرب. اصنعوا سبله مستقيمة». (لوقا ٣: ٤ )  كما هو مكتوب في سفر اشعياء النبي: «صوت صارخ في البرية اعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة. 5 كل واد يمتلئ وكل جبل واكمة ينخفض وتصير المعوجات مستقيمة والشعاب طرقا سهلة 6 ويبصر كل بشر خلاص الله». (يوحنا ١: ١٥ و٢٣)
***  صَوْتُ صَارِخٍ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ:
هذا اقتباس من (أش40: 3 )
" صوت صارخ في البرية اعدوا طريق الرب.قوموا في القفر سبيلا لالهنا. " من مصدر مجهول غير معروف. الكلمة "البرية" أرض قفر غير مأهولة تعني أرض رعي التى تصلح لرعى الأغنام والماشية لأن الحشائش والنباتات تنموا فيها  وهى غير الصحراء الرملية فهى جافة تذريها الريح.
 
صوت صارخ في البرية ويتشابه دماء يوحنا المسفوكة الذى قطع هيرودس مع دم هابيل الذىقتله أخيه  رأسه لأن هيروديا طلبت قطع رأس المعمدان من هيرودس الذى سر وإبتهد بعد رقصة إبنتها سالومى  وظنت أنها بقتل يوحنا ستستريح ولكن الدماء المسفوكة لا تبتلعها الأرض وصوتها يصرخ كما حدث عندما قتل قايين أخاه هابيل ( تك 4: 8- 11) 8 وكلم قايين هابيل اخاه. وحدث اذ كانا في الحقل ان قايين قام على هابيل اخيه وقتله. 9 فقال الرب لقايين: «اين هابيل اخوك؟» فقال: «لا اعلم! احارس انا لاخي؟» 10 فقال: «ماذا فعلت؟ صوت دم اخيك صارخ الي من الارض. 11 فالان ملعون انت من الارض التي فتحت فاها لتقبل دم اخيك من يدك.  " ولهذا سمى يوحنا المعمدان صوت صارخ فى البرية  (اش 40: 3) صوت صارخ في البرية اعدوا طريق الرب.قوموا في القفر سبيلا لالهنا.(مت 3: 3) فان هذا هو الذي قيل عنه باشعياء النبي: صوت صارخ في البرية: اعدوا طريق الرب. اصنعوا سبله مستقيمة».(مر 1: 3) صوت صارخ في البرية: اعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة».(لو 3: 4) كما هو مكتوب في سفر اشعياء النبي: «صوت صارخ في البرية اعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة."
 (يو 1: 23) قال:«انا صوت صارخ في البرية: قوموا طريق الرب، كما قال اشعياء النبي»


** أَعِدُّوا طَرِيقَ ٱلرَّبِّ،
هذا أمر ماضي ناقص مبني للمعلوم،
هذه العبارة أصلا  فقد صارت تشير إلى استعداد مادي لزيارة ملكية  (أش 57: 14)  ويقول اعدوا اعدوا هيئوا الطريق.ارفعوا المعثرة من طريق شعبي ( أش 62: 10) اعبروا اعبروا بالابواب هيئوا طريق الشعب اعدوا اعدوا السبيل (الطريق) نقوه من الحجارة ارفعوا الراية للشعب. "
وتشير أيضا إلى الإلحاح فى أمر الإعداد لهذا الطريق الذى هو المسيح (يو 14: 6). "قال له يسوع: «أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي." والطريق هم إسم من أربعة أسماء أطلقت على المؤمنين بالمسيح قبل إسم "المسيحيين" .
الرب : في النص الماسوري MT، الرب : ادون (adon) أدوناي (عبرية אֲדֹנָי وتعنى ربي أو سيدي)  ادوني مكتوب (כְּתִיב) نحو 400 مرة في التناخ ويشير دائمًا إلى إله إسرائيل (ع( تكوين 15: 2 و 18: 26) وهو يتميز حرف العلة الأخير عن صيغة אֲדֹנַי ادوناي، «سادتي» (تكوين 19: 2). وقد ابطل اليهود إستعمال الإسم الهى يهوه حتى لا يخطئون فى نطقه أو الإساءه لهذا الإسم
ومعنى الإسم طيهوه" ( أنا هو  الكائن) هي في النص العبري.
هذه العبارة صارت تشير إستعاريا إلى خدمة يوحنا المعمدان في الإعداد الروحي للطريق أمام يسوع المسيا الذي يُدعى أيضا kurios"الرب" .
*** ٱصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً».
النص الماسوري MT والسبعينية LXX تحوي "قوموا طريق إلهنا" مرقس عدل النص  بغعتبار ان المسيح صورة الرب الغير منظور فهو يهوه الظاهر فى الجسد

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
هو الصوت الصارخ في البرية الذي تنبأ عنه أشعياء (40: 3) الذي سيدعو إسرائيل إلى أن يعدّوا طريق الرب ويجعلوا سبله مستقيمة. الكلمة تُرجمت هنا إلى "الرب" بينما هي "يهوه" في النص العبراني للعهد القديم. وفي هذا تأكيد واضح على ألوهية ربنا يسوع المسيح .
فذاك الذي جاء في وداعة واتضاع كان السرمدي الذي تنازل إلى حدِّ توحيد ألوهيته ببشريتنا بمعزل عن خطيئتها، لكيما يصير مخلِّصَنا الفادي ويشتري انعتاقَنا من عبودية الخطيئة والدينونة التي كنا عُرضةً لها.
 تفسير (مرقس 1: 4)  4 كان يوحنا يعمد في البرية ويكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا.

لتفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
*** كَانَ يُوحَنَّا
كَانَ :  . قد تكون هذه طريقة لنبوءة ظهور إيليا قبل "الظهور المفاجئ" كعلامة لظهور المسيا (ملا 3: 1)
ذكر مرقس يوحنا متمماً للنبوءتين السابقتين وجعل كرازة يوحنا المعمدان مقدمة لإنجيل يسوع وجزءاً منه وبداية لرواية مجئ المسيا

*** يُعَمِّدُ
أي يمارس خدمه ورسالته هى المناداة بالتوبة التي كانت المعمودية بالماء إشارة إليها وختماً لها. (لوقا 3: 2- 3 )  كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا في البرية 3 فجاء الى جميع الكورة المحيطة بالاردن يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا  
 
*** لماذا عمد يوحنا بالماء؟
(يوحنا ٣: ٢٣)  وكان يوحنا ايضا يعمد في عين نون بقرب ساليم، لانه كان هناك مياه كثيرة، وكانوا ياتون ويعتمدون" أستعمل غسل الجسم أو أجزاء منه بالماء فى طقوس العهد القديم ولم يلغيها المسيح بل أكملها فى العهد الجديد
(1)
العهد القديم سجل سابقة ترمز إلى تدشين "العهد الجديد" (خر 19: 10 و 14) ( اش 1: 16) ( إر 21: 2) ( خز 36: 25)
(2)
عملية التطهير بالماء طقس شعائري فى العهد القديم وقد عرف اليهود هذه العادة واستعملوها كما نفهم من الكتاب المقدس (خر 29:؛ 30: 20؛ 40:12؛ لا 15؛ 16: 26، 28؛ 17: 15، 4، 6؛ عد 19: 8) وفى المسيحية  جعل التعميد بالماء باسم الثالوث الأقدس علامة على التطهير من الخطيئة والنجاسة (لاويين 15)
(3)
استعارة أخروية نبوية عن الماء الذي يعطي الحياة من  الرب مثل،(أش 12: 2-3 ) ( إر 2: 13 و 17: 13) (حز 47: 1) ( زك 13: 1) و 14: 8) (رؤ 22: 1)
(4) معمودية التوبة ليوحنا
محاكاة لمعمودية نموذجية معمودية المسيح بالماء والروح القدس ونار(مت 3: 11؛ لو 3: 16؛ أع 2)  جعله المسيح فريضة في الكنيسة المسيحية (مت 28: 19؛ مر 16:16) وطقس تمهيدي يخضع له من يدخل إلى الديانة الجديدة ويصبح جزءا من شعب الرب أي أن المعمودية تختم وتشهد على اتحاد المؤمنين بالرب بالإيمان والبنوة وغفران خطاياه بموت المسيح وقيامته
(5) طريقة راب ية إلعداد جميع الحجاج لالقتراب من يهوه في هيكله بأورشليم ) ربما بالتغطيس، نبذة Miqvaot في Mishnah). هذا الغسل الطقسي لا يزال يمارسه المسلمون قبل دخولهم إلى المسجد
طرح الخطايا فى الماء فى عيد رأس السنة اليهودية
كما يغسل الإنسان جسمه بالماء يغسل أيضا روحه بالتوبة بالمعمودية والماء علامة على بداية عهد جديد مع الرب بعدم الرجوع للخطية
 العرف اليهودي الذي يقام في رأس السنة العبرية المسمي “بالتشليخ”
يحتفل الشعب اليهودي اليوم (الاثنين 6 سبتمبر) بعيد راس السنة العبرية الجديدة 5782 (روش هاشانا)
ومن تقاليد العيد تناول شرائح التفاحة المغموسة بالعسل، رمزا لأمل أن تكون السنة الجديدة حلوة.
أما التقليد الثاني يسمى " التشليخ" فهو التوجه إلى مصدر مياه مثل البحر أو أحد الأنهار أو الينابيع للتنصل من الخطيئة.
التشليخ هو من الكلمة العبرية التي تعني ليلقي .. “to cast,” وهذا العرف مشترك بين اليهود السفرديم والاشكناز.تتم المراسم في راس السنة واذا كان اليوم الاول يوافق السبت فتؤجل المراسم لليوم الثاني.ونشأ هذا التقليد في القرون الوسطي .واستمر الي يومنا هذا. ويعتقد البعض ان هذا يتعلق بنحميا 8 : 1
يقول احد الرابيين اليهود ان الهدف عند اليهود هو التخلص من كل خطاياهم وطرحها في أعماق البحر , لذا يذهب اليهود في اليوم الأول من بعد ظهر اليوم الاول من عيد رأس السنة، ويقوم بصلاة على الشاطئ أو النهر حيث يتوجد السمك،(والسمك رمز التكاثر والخير ) ويصلي صلاة خاصة تسمى باسم التشليخ ، الذي هو تطبيق الإغراق الخطايا في أعماق البحر، وفقا لسفر ميخا 7 :19
الرّبُّ يَرجِعُ ويَرحَمُنا، ويَستُرُ لنا ذُنوبَنا، وفي أعماقِ البحرِ يَطرحُ جميعَ خطايانا
יָשׁוּב יְרַחֲמֵנוּ, יִכְבֹּשׁ עֲו‍ֹנֹתֵינוּ; וְתַשְׁלִיךְ בִּמְצֻלוֹת יָם, כָּל-חַטֹּאותָם
 
*** فِي ٱلْبَرِّيَّةِ
أي برية يهوذا (متّى ٣: ١).وفي تلك الايام جاء يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهودية "
 
*** وَيَكْرِزُ
أي ينادي بمعمودية التوبة ويدعو الناس إلى قبولها.
هذه هي كلمة "ينادي ويذيع" )kērussō)،أى يبشر ويعظ وينشر عقيدته وأفكارة وبمعنى أدق  "يعلن بشكٍل واسع أو علانية رسالة " (مر 1: 4 و 7 و 14و 38 و 39 و 45) لا يستخدم مرقس صيغة الفعل من الإنجيل (euaggelizō).
جاء يوحنا يكرز بمعمودية التوبة ورسالة نفسها كملها يسوع، ولكن مع تركيز إضافي على
لإيمان" )انظر (مرقس1: 15) فى العهد الجديد إرتبط كل من التوبة والإيمان التي أظهرتها المعمودية وأصبحت من المفردات المستخدمة في العظات الرسولية في أعمال الرسل )kerygma)
 1) بطرس
 العظة الأولى للكنيسة (أع 2: 37- 39) أ - توبوا .. ب - اعتمدوا
 العظة الثانية للكنيسة (أع 3: 16 و 19) أ - الإيمان .. ب - التوبة
2) فيلبس (أع 8: 12) أ. يؤمن .. ب. يعتمد
3) بولس
أ. سجان فيلبي(اع اع 16: 31و 33) أ . يؤمن ... ب. يعتمد
ب. الوداع لشيوخ أفسس (أع 20: 21) أ. التوبة إلى الرب .. ب. الإيمان بالمسيح
ج. الشهادة أمام أغريبا (أع 26: 18) أ. ابتعدوا عن الظلمة (إبليس) توبوا .. ب. إلى النور (الرب)
هدف العهد الجديد هو أن يشبه المرمنون بالمسيح شبه المسيح  لكي يرى الآخرون التغير والتبد ل وينجذبوا إلى الآيمان بالمسيح.
 
*** ِمَعْمُودِيَّةِ ٱلتَّوْبَةِ
هي تغطيس الشخص فى الماء إشارة إلى توبته عن الخطيئة وكرهه إياها وإصلاح سيرته. والتطهير بالماء رمز إلى التطهير الواجب في القلب وفي السيرة. ولا تنفع هذه المعمودية الإنسان ما لم تقترن بها المعمودية بالروح القدس.
لتوبة للمؤمنين بالإيمان ليست آلية المغفرة، بل مناسبة الإعتراف العلني بالخطايا والتوبة عنها. هذا عملا سريا يصحبة موقفا جديدا نحو قطع العلاقة بالخطية وبداية علاقة جديدة مع الرب  إنها علامة ظاهرية خارجية على تبد ل داخلي
  *** لِمَغْفِرَةِ ٱلْخَطَايَا
الكلمة " مغفرة" حرفيا تعني "يزيل". هذه أحد الكلمات الكتابية العديدة للمغفرة. إن لها دلالالت استعارية تشير إلى يوم الكفارة فى العهد القديم(لا 16) حيث أحد النعجتين الخاصتين تُساق خارج محلة اسرائيل، بما يرمز إلى حمل الخطيئة بعيدا أو إزالتها(لا 16: 21- 22) (عب 9: 28) (1 بط 2: 24)  في العهد القديم )
 عبارة "للخطايا" هي إضافة أو حالة جر موضوعية

الكلمة " مغفرة" تعنى أيضا رفع القصاص التي توجبه الخطيئة عن الإنسان ومنعها من الاستيلاء عليه وتطهير قلبه من دنسها (متّى ٢٦: ٢٨). والتوبة استعداد لنوال المغفرة التى فعلها المؤمن بالمسيح عن الخطايا السابقة على الإيمان بالمسيح وغفرات الخطية الموروثة الجدية ايضا والشرط الضروري لمنح المسيح إياها. وكما كان عمل يوحنا استعداداً للمعمودية المسيحية.
والمسيح بعد ما قام من الموت وكّل تلاميذه أن ينادوا لكل أمم الأرض بما كرز به يوحنا (لوقا ٢٤: ٤٧).
*******
  
*** التوبة في العهد القديم  REPENTANCE
هذا المفهوم حاسم ولكن يصعب تحديده. ولكن له تعريف لاهوتي "محدد" مفروض على عدة كلمات عبرية و (يونانية) يجب أن نتذكر أن ُكتاب العهد الجديد كانو كلهم مفكرين عبرانيين (ما عدا لوقا) ويستخدمون كلمات اللغة اليونانية الشائعة آنذاك، لذا فاألفضل هو أن نبدأ بالكلمات العبرية نفسها، التي نجد فيها كلمتين بشكل أساسي:
1) KB 688 ،BDB 636 - nacham
2) KB 1427 ،BDB 996  - shub 
 الكلمة الأولى nacham والتي يبدو أنها كانت تعني "يأخذ نفسا عميقا "، تُستخدم بمعان عديدة
أ- "يستريح" أو "يُعزي" مثال: (تك 5: 29 و 24: 67 و 27: 42 و 37: 35 و 50: 12و 38: 12) وتُستخدم غالبا مع الأسماء أنظر (2 مل 15: 14) ( 1 أخ 4: 19) ( نح 1: 1 و 7: 7) ( ناحوم 1: 1)
ب- "أحزن" مثال: (تك 6: 6 و 7)
ج- "بدَّ َل فكره" مثال: (خر 13 : 17 و 32: 1، 14) (عد 23: 19)
د- "شفقة" مثال: (تث 32: 36)
 أن كل هذه الكلمات تشتمل على مشاعر عميقة. وفيما يلي المفتاح: المشاعر العميقة التي تؤدي إلى تغيير فى علاقة التعامل يكون فى العادة نحو الرب  ينعكس هذا التعامل نحو الآخرين هذا التغير في الموقف والتصرف نحو الرب هذا التغيير فى  السلوك هو الذي يؤثر على هذه الكلمة فيعطيها هذا الزخم اللاهوتي في المعنى. ولكن يجب الإنتباه هنا. يُقال أن الرب "يأسف" راجع (تك 6: 6- 7) ( خر 32: 14) ( قض 2: 18) ( 1صم 15: 11 ، 35) (مز 106: 45) ولكن هذا لا ينشأ عن الأسف على الخطيئة أو الخطأ، بل طريقة أدبية لإظهار شفقة الرب وعنايته )انظر (عد23: 19( 1صم 15: 29) ( مز 110: 4) (إر 4: 27- 28) (حز 24: 14)  ذلك لأن العقاب على الخطيئة والتمرد يُغفران إذا ما تحول الخاطئ فعلا عن خطيئته واتجه نحو الرب  إنه إعادة توجه إلى الحياة.
الكلمة الثانية shub، تعني أن "ينعطف" (يتحول عن، يستدير إلى الخلف، يتحول إلى
 الفعل shub
  996 BDB، 1427 KB
يعني بشكل أساسي "يرتد" أو "يرجع". يمكن أن تستخدم للدلالة على:
1) التحول عن الرب : (عد 14: 43) ( يش 22: 16 ، 18، 23، 29) ( قض 2: 19و 8: 33) ( صم 15: 11) ( 1مل 9: 6) ( إر 3: 19و 8: 4)
2) التحول إلى الرب :  (1 مل 8: 33، 48) ( 1 أخ 7: 14 ، 15: 4، 30: 19) (مز 51: 13 ، 116: 7) (أش 6: 10، 10: 21_33، 31: 16) ( إر 3: 7، 12، 14و 4: 1و 5: 3) (هو 3: 5و 5: 4و 6: 1و 7: 10، 16و 11: 5و 14: 1، 2) ( عا 4: 6، 8- 11) لاحظوا بشكل خاص (إر 7 وعا 4)
.3 يهوه يخبر أشعياء بمبادرة منه أن يهوذا سوف لن يتوب ولن يستطيع أن يتوب (أش6: 11)، ولكن لم يكن ذلك أول مرة في السفر، فإن الرب يدعوهم لكي يرجعوا إليه.
التوبة ليست شعورا بقدار ما هو موقف تجاه الرب  إنها إعادة توجيه الحياة من الذات نحو الرب. إنها تشير إلى الإستعداد للتغيير . هي ليست التوقف الكامل عن الخطيئة، بل الإمتناع يوميا  أن عن التمرد المعروف. .إنها قلب الذات التي نشأ عن السقوط في تك3 إنها تشير إلى الرجوع إلى صورة الرب وشبهه (تك 1: 26- 27)، وإن كانت قد تضررت، فإنها استعيدت. شركة الرب مع بشر ساقطين هو أمر ممكن ثانية.
التوبة في العهد القديم تعني "تغير التصرف"، بينما "التوبة" في العهد الجديد تعني "تبدل الذهن" انظر الموضوع الخاص: التوبة في العهد الجديد(. كالهما ضروريان للتوبة الكتابية الحقيقية. من الضروري أيضا أن ندرك أن التوبة هي فعل أولي وبآن معاعملية مستمرة. الفعل الأولي يمكن أن نراه في  (مر 1: 15) ( أع 3: 16، 19و 20: 21) بينما العملية المستمرة يمكن أن نراها في (1يو 1: 9) (رؤ 2و 3)  التوبة ليست خيارا ( لو 13: 3، 5)
أن متطلبات العهد الجديد هي "التوبة" و"الإيمان" يتم بالمعمودية (مت 3: 2و 4: 17) (مر 1/ 4، 15) ( مر 2: 17) (لو 3: 3، 48و 5: 32و 13: 3، 5 و 15: 7و 17: 3) (، فعندها تشير الكلمة (nacham ) إلى المشاعر المركزة القوية إلقرار المرء بخطيئته والتحول عنها، بينما كلمة (shub ) فتكون بمعنى التحول عن الخطيئة والتحول إلى الرب أحد الأمثلة على هذين العملين الروحيين نجده في (عا 5: 4، 6، 14) عاموس :4 -6 ،11 "لم ترجعوا
إلي" ]خمس مرات[ وعاموس :5 ،4 ،6 ،14 "اطلبوا... اطلبوا الرب... اطلبوا الخير لا الشر"(.
أول مثال هام عن قوة التوبة نجده عند ارتكاب دود للخطيئة مع بتشبع(2صم 12) ( مز 32: 51) . كانت هناك تبعات مستمرة على داود، وعائلته، وإسرائيل، ولكن داود استعاد الشركة مع الرب . وحتى منسى الشرير يمكنه أن يتوب ويُغفر له )انظر(2 أخ 33: 12- 13)
ٍكال هاتين الكلمتين تُستخدمان في تواز في (مز 90: 13)  يجب أن يكون هناك اعتراف بالخطيئة وتحول شخصي مقصود عنها، إضافة إلى رغبة في طلب الرب وبره )انظر (اش 1: 16- 20) . التوبة لها جانب معرفي، جانب شخصي، وجانب أخلاقي. الجوانب الثلاثة مطلوبة، وذلك
للحفاظ على العلاقة الجديدة. مشاعر التوبة العميقة تتحول إلى تكرس ثابت راسخ للرب ولأجل الرب .


تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside

جاء يوحنا يعمّد في برية الْيَهُودِيَّةِ، فيغطّس في نَهْرِ الأُرْدُنِّ- ذاك النهر الذي كان يرمز إلى الموت- أولئك الذين كانوا يعترفون بخطاياهم ويتوبون.
 تفسير (مرقس 1: 5)  5 وخرج اليه جميع كورة اليهودية واهل اورشليم واعتمدوا جميعهم منه في نهر الاردن معترفين بخطاياهم.

لتفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
بعد أن ذكر مرقس مكان كرازة يوحنا وماهيتها أخذ يبين كيف قبلها الناس.
 
*** وَخَرَجَ إِلَيْهِ جَمِيعُ كُورَةِ ٱلْيَهُودِيَّةِ وَأَهْلُ أُورُشَلِيمَ
جَمِيعُ كُورَةِ ٱلْيَهُودِيَّةِ أي كل سكانها هذه العبارة مبالغ فيها بحسب عادات الشرق (غلو) ولكنها تظهر التأثير الهائل لكرازة يوحنا. أول صوت نبوي منذ ملاخي قبل حوالي 400 سنة. هذا زمن ناقص ما يعني أن الناس كانوا يأتون بشكل مستمر لأنهم أدركوا أن يوحنا نبي(متّى 3: 5- 6).حينئذ خرج اليه اورشليم وكل اليهودية وجميع الكورة المحيطة بالاردن 6 واعتمدوا منه في الاردن معترفين بخطاياهم " ويتضح لنا من ذلك أن أتى إليه جموع كثيرة ومن جملة من خرج إليه الفريسيون والصدوقيون (متّى ٣: ٧) 7 فلما راى كثيرين من الفريسيين والصدوقيين ياتون الى معموديته قال لهم: «يا اولاد الافاعي من اراكم ان تهربوا من الغضب الاتي؟ " والعشارون (لوقا ٣: ١٢)  وجاء عشارون ايضا ليعتمدوا وسالوه: «يا معلم ماذا نفعل؟»  وأغنياء وفقراء (لوقا ٣: ١٠).وساله الجموع: «فماذا نفعل؟»
 
  ** * وَٱعْتَمَدُوا
هذا أيضا زمن ناقص ما يدل على عمٍل مستمر في الزمن الماضي. العديد من اليهود كانوا يشعرون بيوم جديد من عمل إلهى وكانوا يستعدون له بالتوبة .
 
***  وَٱعْتَمَدُوا جَمِيعُهُمْ مِنْهُ فِي نَهْرِ ٱلأُرْدُنِّ،
فِي نَهْرِ ٱلأُرْدُنِّ ذكر مرقس أن الأردن نهر هو من ضمن الأدلة على أنه كتب إنجيله إلى الرومانيين لا لليهود. والأردن أكبر نهر في فلسطين منبعه في حضيض جبل حرمون (أي جبل الشيخ) يمرّ في بحيرتين بحيرة ميروم (أي بحيرة الحولة) وبحيرة طبرية ومصبه في بحر لوط. (البحر الميت) طوله نحو ثلاث مئة ميل وهو كثير التعاريج عميق الماء سريع الجريان وواديه أخفض من سطح البحر المتوسط. وذهاب الناس إلى الأردن ليعتمدوا كونه أقرب مكان فيه ماء من البرية التي كان يكرز فيها يوحنا المعمدان واحتياج تلك الجموع إلى كثير من الماء للقيام بلوازمهم ولوازم دوابهم فليس هو بدليل على كيفية معمودية يوحنا.
*** مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهُمْ .
هذا اسم مفعول مضارع مبني للمتوسط، ما يعني حرفيا "يقول نفس الأمر".
كان هذا إقرارهم العلني بحاجتهم إلى المغفرة الروحية. هنا المعنى الضمني بأنه إن كان هؤلاء اليهود قد تابوا وتغير نمط حياتهم، فإن يهوه سوف يغفر لهم خطاياهم بالكامل ( مرقس 1: 4) (مت 3: 6) (لو 3: 3)  هذا بالتأكيد ورد فى العهد القديم. إنه يشتمل على مغفرة كاملة من خلال التوبة، والإيمان يتم بالمعمودية ، وأسلوب الحياة المتميز بالتبدل والتغيير، والآن المعمودية كرمز خارجي. هذا النمط القديم عدلته خدمة يسوع المسيانية. نفس البنود والشروط لا تزال سارية، ولكن لأن الإيمان الشخصي بيسوع على أنه المسيح المنتظر الذى تنب به الأنبياء هو المسألة المركزية(أع 2: 38و 2: 16 ، 19 و 2: 21)  . الأناجيل الأربعة تعتبر فترة انتقالية. (مر 1: 14- 15) هي فترة يوحنا المعمدان، ولكنها تلقي الضوء الهوتيا على رسالة الإنجيل الشاملة ) التوبة، الإيمان، وعيش حياة جديدة(. المسألة الرئيسية هي من هو يسوع. إنه يهوه الظاهر فى الجسد، والمعلن عنه، ووكيل الفداء والدينونة. هذا هو السبب للسر المسياني في مرقس. يسوع هو إله كامل من البدء بالذات (الحبل العذري)، ولكن لم يعلن هذا بشكل كامل حتى بعد قيامته وصعوده.
************
 الإعتراف / الإقرار 
PROFESSION / CONFESSION 
(أ) فى اللغة اليونانية التى كتب بها الإنجيل هناك شكلان من نفس الجذر اليوناني يُستخدمان للإشارة إلى كلمة الإعتراف أو الإقرار، هما homolegeō/exomologe. الكلمة مركبة من homo،" نفس"؛ legō،" يتكلم"؛ أو ex،" خارجا ". المعنى الرئيسي هو أن يقول نفس الشيء، أن يوافق. حرف الجر اليوناني (ex) يضيف فكرة الإعلان العلني.
(ب) تُترجم هذه المجموعة من الكلمات بالمعاني التالية:
1. يمتدح ... 2. يوافق ... 3. يعلن (مت 7: 23) ... 4. يعترف ... 5. يقر (عب 4: 14و 10: 23)(ج) هذه المجموعة من الكلمات كان لها استخدامان متعاكسان ظاهريا
1) أن يسبح الرب ... 2) أن يعترف بالخطيئة
ربما نشأ هذا من إحساس البشر بقداسة الرب وعدم إثميته. الإقرار بأحد الحقيقتين هو إقرار بكلتيهما.
(د) تُستخدم هذه المجموعة من الكلمات في العهد الجديد بالمعاني التالي:
1) يعد "وعد" ( مت 14: 7) (أع 7: 17) ... 2) يوافق على أمر ما أو يقبل شيئا ما (سو 1: 20 ( بو 22: 6) ( أع 24: 14) ( عب 11: 13) ... 3) يسبح (مت 11: 25) ( لو 10: 21) ( رو 14: 11 و 15: 9) ( عب 13: 5) 
... 4)  يصد ق على
أ. شخص (مت 10: 23) ( لو 12: 8) ( يو 9: 28 و 12: 42) ( رو 10: 9) (فيل 2: 11) ( 1يو 2: 23) ( رؤ3: 5)
ب. حقيقة (أع 8: 23) (يو 4: 2)
... 5) يقوم بإعلان علني لشيء (عبارة من الناموس تطورت إلى تأكيد ديني ) ( أع 24: 14) ( 1تيم 6: 13)
أ. بدون إقرار بالذنب ( 1تيم 6: 12) ( عب 10: 23)
ب. مع اعتراف بالذنب (مت 3: 6) (أع 19: 18) (أع 19: 18) (عب 4: 14) (يع 5: 16) (1 يو 1: 9)

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
وخرج كثيرون إليه من كل الكورة المجاورة والمحيطة واعتمدوا تجاوباً مع رسالته. هذه المعمودية لم تكن بذات أهمية كبيرة، ولكن كانت إقراراً بأنهم قبلوا الرسالة واعترفوا بحاجتهم إلى التطهير والمغفرة. ونعلم من (يوحنا 1: 29) أن هؤلاء التائبين كانوا يتجهون إلى حَمَل الله على أنه الوحيد الذي كان في مقدوره أن يرفع خطيئة العالم، ويتيح الفرصة للخطأة الآثمين لأن يتصالحوا مع الله.
 تفسير (مرقس 1: 6)  6 وكان يوحنا يلبس وبر الابل ومنطقة من جلد على حقويه وياكل جرادا وعسلا بريا.

لتفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
  *** وَكَانَ يُوحَنَّا يَلْبَسُ وَبَرَ ٱلإِبِلِ، وَمِنْطَقَةً مِنْ جِلْدٍ عَلَى حَقَوَيْهِ،
كان يوحنا يلبس ثياب محاكة من وبر الإبل متمثلا بـ إيليا النبى (2مل 1: 8) فقالوا له انه رجل اشعر متنطق بمنطقة من جلد على حقويه.فقال هو ايليا التشبي."  فى الحزء العلوى من جسمه والسفلى يغطية بجلد ( مت 3: 4)  ويوحنا هذا كان لباسه من وبر الابل وعلى حقويه منطقة من جلد. وكان طعامه جرادا وعسلا بريا "كانت هذه طريقة ملابسة اليومية الإعتيادية عنده (اسم مفعول تام مبني للمتوسط ) لقد كان رجل البرية ونبيا (زك 13: 4) ويكون في ذلك اليوم ان الانبياء يخزون كل واحد من رؤياه اذا تنبا ولا يلبسون ثوب شعر لاجل الغش. " يوحنا كان يلبس مثل إيليا، الذي تقول عنه (ملا 3: 1) هانذا ارسل ملاكي فيهيء الطريق امامي وياتي بغتة الى هيكله السيد الذي تطلبونه وملاك العهد الذي تسرون به هوذا ياتي قال رب الجنود. " (ملا 4: 5) 5 هانذا ارسل اليكم ايليا النبي قبل مجيء يوم الرب اليوم العظيم والمخوف. " أنه سيكون سابق المسيا.
 
*** وَيَأْكُلُ جَرَاداً وَعَسَلاً بَرِّيّا .
ذكر مرقس هنا ملابس يوحنا ومأكوله كما ذكره متّى (متّى ٣: ٤).ويوحنا هذا كان لباسه من وبر الابل وعلى حقويه منطقة من جلد.  لقد كان يأكل ما كان متوفر له فى الطبيعة والسؤال هل هذا كان كل طعامة أو طعامة الوحيد؟ وكان طعامه جرادا وعسلا بريا. " وكان كلاهما مناسباً لدعوته الناس إلى التوبة ولكونه شبيه إيليا. كان الجراد هو الطعام النمطي لمن يعيش فى البرية. الجراد كان طاهرا  وطعاما مقبولا حسب ما أمرت به الشريعة الموسوية (لاويين ١١: ٢٢)  هذا منه تاكلون.الجراد على اجناسه والدبا على اجناسه والحرجوان على اجناسه والجندب على اجناسه. ".

فسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
لقد كان يوحنا شخصاً يشبه إيليا: رجلاً صارماً وجدياً يقطن البرية ويعيش حياة زاهد ناسك، يقتات على الجراد والعسل البري.
 تفسير (مرقس 1: 7)  7 وكان يكرز قائلا ياتي بعدي من هو اقوى مني الذي لست اهلا ان انحني واحل سيور حذائه.

لتفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
  *** وَكَانَ يَكْرِزُ قَائِلاً: يَأْتِي بَعْدِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي
اقتصر مرقس على ملخص تعليم وتبشير يوحنا فكان كلامه على ذلك أقصر من كلام متّى عليه (متّى ٣: ٧ - ١٠) وأقصر من كلام لوقا (لوقا ٣: ٧ - ١٥).
ألايتين (مر 1: 7) و (مر 1: 8) يلخصان موضوع ورسالة يوحنا المعمدان وهو الإعداد لرسالة يسوع المسيح وتهيئة اليهود له  لقد كان يوحنا يعرف دوره ومكانته بالنسبة إلى الآتي باسم الرب (يوحنا :3 30).ينبغي ان ذلك يزيد واني انا انقص. " لقد كان يسوع نفسه خادما ، عبدا على الأرجح أن هذا كتبه كتاب الأناجيل بسبب هراطقة تبعوا فيما بعد يوحنا المعمدان (أع 18: 24- 19: 7)
ومضمون تلك الخلاصة فى الأيتين 7و 8 أمران:
الأول: أنّ مقام / مرتبة يوحنا دون مقام / مرتبة المسيح أي أنه لم يكن السيّد بل العبد وأن الفرق بينه وبين يسوع المسيح أعظم من الفرق بين السيّد وأدنى عبيده.
والثاني: أنّ خدمة يوحنا كانت استعداداً لخدمة المسيح ومقدمة ويظهر ذلك بمقابلة أعمال أحدهما بأعمال الآخر. فإن يوحنا عمّد أجساد الناس بالماء وهو مادّة بلا حياة وبلا قوة على منحها. وأما يسوع فعمّد نفوس الناس بروح محيٍ غير محدود في القدرة. وتعميد يوحنا بالماء وتعميد يسوع بالروح القدس ذكره يسوع نفسه فى (أعمال ١: ٥) 5 لان يوحنا عمد بالماء، واما انتم فستتعمدون بالروح القدس، ليس بعد هذه الايام بكثير» وذكره بطرس فى (أع١١: ١٦ ) فتذكرت كلام الرب كيف قال: ان يوحنا عمد بماء واما انتم فستعمدون بالروح القدس. "  ( أع١٠: ٤٥ )فاندهش المؤمنون الذين من اهل الختان، كل من جاء مع بطرس، لان موهبة الروح القدس قد انسكبت على الامم ايضا. " وذكره بولس الرسول فى (أع ١٩: ٤) 4 فقال بولس:«ان يوحنا عمد بمعمودية التوبة، قائلا للشعب ان يؤمنوا بالذي ياتي بعده، اي بالمسيح يسوع»
 
*** ٱلَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَنْحَنِيَ وَأَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ.
أَنْحَنِيَ وَأَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ (فقط العبيد كانوا يخلعون حذاء الأخرين) انتقاص يوحنا لنفسه مدون في كل الأناجيل الأربعة وفك أربطة الحذاء ورد فى (مت3: 11) 11 انا اعمدكم بماء للتوبة ولكن الذي ياتي بعدي هو اقوى مني الذي لست اهلا ان احمل حذاءه. هو سيعمدكم بالروح القدس ونار ( لو 3: 16) 16 قال يوحنا للجميع: «انا اعمدكم بماء ولكن ياتي من هو اقوى مني الذي لست اهلا ان احل سيور حذائه. هو سيعمدكم بالروح القدس ونار. (يو 1: 27)  هو الذي ياتي بعدي، الذي صار قدامي، الذي لست بمستحق ان احل سيور حذائه». " في كرازة بولس في (أعمال 13: 25). ولما صار يوحنا يكمل سعيه جعل يقول:من تظنون اني انا؟ لست انا اياه، لكن هوذا ياتي بعدي الذي لست مستحقا ان احل حذاء قدميه. " يظهر لنا من تعبير مرقس عن كلام يوحنا المعمدان أنه كان يعتني بالإيضاح أكثر من سائر البشيرين فإن متّى اكتفى بذكره قول يوحنا المعمدان «احمل حذاءه» واكتفى كل من لوقا ويوحنا بقوله «أحل سيور حذائه». ولكن مرقس ذكر فوق ذلك انحناءه ليحل السيور. ولا منافاة في أقوالهم لأن الخادم الذي يحمل في البيت حذاء المخدوم القادم من سفر لا بد من أن ينحني أولاً ويحل سيوره.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
لم يسعَ لجذب الانتباه إليه بل كان يُعلن قائلاً: "يَأْتِي بَعْدِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَنْحَنِيَ وَأَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ".
 تفسير (مرقس 1: 8)  8 انا عمدتكم بالماء واما هو فسيعمدكم بالروح القدس

لتفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
    **** أَنَا عَمَّدْتُكُمْ بِٱلْمَاءِ،
معمودية يوحنا كانت إعداد . معمودية يوحنا لا تشير إلى المعمودية المسيحية. يوحنا كان آخر نبيٍ في العهد القديم (لو 16: 16) «كان الناموس والانبياء الى يوحنا. ومن ذلك الوقت يبشر بملكوت الله وكل واحد يغتصب نفسه اليه. ( أع 19: 17) يوحنا كان كارزا إنتقاليا ما بين عهد وعهد وما بين فترة إلى أخرى وما بين مرحلة للمرحلة التالية انتقاليا ، ولم يكن يوحنا أول كارٍز بالإنجيل ، يوحنا واقواله مثل الإقتباسات التي من أشعياء ونبوءات سائر الأنبياء عن المسيح ، الميزات التى تميز بها يوحنا هو أنه يربط العهدين القديم والجديد كما انه عمل على تهيئة الطريق أمام المسيح وأنه عاش فى عصر المسيح ليقوم بالإعداد له
 
*** وَأَمَّا هُوَ فَسَيُعَمِّدُكُمْ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ 
 الروح القدس هو روح الرب (إشعياء ٤٤: ٣ ) لاني اسكب ماء على العطشان وسيولا على اليابسة.اسكب روحي على نسلك وبركتي على ذريتك.  (يوئيل ٢: ٢٨ ) ويكون بعد ذلك اني اسكب روحي على كل بشر فيتنبا بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم احلاما ويرى شبابكم رؤى. "
الروح القدس هو قوة من ألأعالى نزل من السماء على هيئة ألسنة من نار منقسمة  (أعمال ٢: ٤ ) 4 وامتلا الجميع من الروح القدس، وابتداوا يتكلمون بالسنة اخرى كما اعطاهم الروح ان ينطقوا."
وتظهر هنا قوة ومرتبة المسيح بالنسبة لقوة ومرتبة المعمدان وكذلك الفرق بين المعموديتين فى الاية التالية (متى 3: 11)   انا اعمدكم بماء للتوبة ولكن الذي ياتي بعدي هو اقوى مني الذي لست اهلا ان احمل حذاءه. هو سيعمدكم بالروح القدس ونار. "
بمعمودية المسيحية يسوع / المسيح المنتظر / المسيا سوف يدشن الدهر الجديد للروح القدس. معموديته ستكون بـ  (أو "في" أو "بواسطة") الروح القدس. المعمودية هى الولادة الروحية من رحم جرن المعمودية الممتلئ بالماء أخذنا روحا واحدة هو الروح القدس صرنا إخوة فى الإيمان الواحد والكنيسة الأولى كان المؤمنين يطلق عليهم الأخوة / التلاميذ / الطريق  قبل أن يطلق عليهم إسم مسيحيين (١كورنثوس ١٢: ١٣) لاننا جميعنا بروح واحد ايضا اعتمدنا الى جسد واحد، يهودا كنا ام يونانيين، عبيدا ام احرارا، وجميعنا سقينا روحا واحدا. "  بعد الإيمان بموت المسيح وقيامته وأنه إبنا للآب (رو 6: 3- 4) ام تجهلون اننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته، 4 فدفنا معه بالمعمودية للموت، حتى كما اقيم المسيح من الاموات، بمجد الاب، هكذا نسلك نحن ايضا في جدة الحياة؟  (أف 4: 5) 5 رب واحد، ايمان واحد، معمودية واحدة،  (كول 2: 12) مدفونين معه في المعمودية، التي فيها اقمتم ايضا معه بايمان عمل الله، الذي اقامه من الاموات. " هذا العمل الذي يبادر به الروح القدس يُصور بدقة في (يو 16: 8- 11)
 أما أعمال الروح القدس هي: 1) التبكيت على الخطيئة ... 2) إعلان الحق عن المسيح ... 3) يحرك المؤمن نحو قبول الإنجيل ...4)  التعميد في المسيح ...5) تبكيت المؤمن على استمرار الخطيئة ....6) صياغة التشبه بالمسيح في المؤمن

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
وهذه هى العلامة والتعليم حيث يشير إليه يوحنا أنه سوف يعمّد بالروح القدس أولئك الذين اقتبلوه. ونعلم أن هذا تحقق في العنصرة وبعد ذلك عندما "سكب" المسيح القائم تلك العطية التي صاروا يبصرونها ويعرفونها آنذاك- ألا وهي عطية الروح القدس الذي يعمّد المؤمنين إلى جسد واحد ويكرسهم للخدمة.

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 1

3. معمودية السيد المسيح ( مرقس 1: 9-11)

تفسير (مرقس 1: 9) 9 وفي تلك الايام جاء يسوع من ناصرة الجليل واعتمد من يوحنا في الاردن.

لتفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
معمودية يسوع فى بيت عبره بالأردن  ع ٩ إلى ١١ (سنة ٢٧ ب. م) 
  **** فِي تِلْكَ ٱلأَيَّامِ

أي فى أيام بداية خدمة يوحنا. والأرجح أن ذاك بعد ستة أشهر من بداءة تلك الخدمة وكان المسيح حيئنذ في سن الثلاثين (لوقا ٣: ٢٣) ولما ابتدا يسوع كان له نحو ثلاثين سنة وهو على ما كان يظن ابن يوسف بن هالي " وهو السن الذي دخل فيه اللاويون إلى خدمتهم وكان ذلك سنة ٢٧ ب. م لأن الفرق بين الحساب المعتاد والحساب الصحيح أربع سنين كما سبق الكلام عليه في (متّى ٢: ١)  ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في ايام هيرودس الملك اذا مجوس من المشرق قد جاءوا الى اورشليم "
 
**** جَاءَ يَسُوعُ مِنْ نَاصِرَةِ ٱلْجَلِيلِ
ذكر متّى أنه جاء من إقليم الجليل ولكن مرقس عيّن القرية التي أتى يسوع منها وهي في واد يحيط به تلال شمالي سهل يزرعيل الذي هو مرج ابن عامرّ وهي على منتصف المسافة بين بحر الروم غرباً والأردن شرقاً. سكن فيها يوسف ومريم قبل ميلاد يسوع (لوقا ١: ٢٦ و٢٧) 26 وفي الشهر السادس ارسل جبرائيل الملاك من الله الى مدينة من الجليل اسمها ناصرة 27 الى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف. واسم العذراء مريم. " وذهبت مريم ويوسف إلى بيت لحم أرض يهوذا (إقليم يهوذا) لتسجيل أسمهما فى الإحصاء لأنهما كانا من قبيلة يهوذا التى تسكن فى جنوب إسرائيل وكانت مريم فى شهرها التاسع  وولدت يسوع في بيت لحم اليهودية، .وذهبوا إلى مصر هربا من هيرودس ورجعا إليها بعد مجيئهما من مصر (متّى ٢: ٢٣).واتى وسكن في مدينة يقال لها ناصرة لكي يتم ما قيل بالانبياء: «انه سيدعى ناصريا».
وعاشو بضعة سنوات في مصر، ثم رجعوا إلى الناصرة، موطن يوسف ومريم، والتي كانت قرية صغيرة جديدة من اليهوذاويين في الشمال. خدمة يسوع الباكرة كانت في هذه المنطقة الشمالية حوالي بحر الجليل، والتي تحقق النبوءة الواردة في (أش 9: 1)   ولكن لا يكون ظلام للتي عليها ضيق.كما اهان الزمان الاول ارض زبولون وارض نفتالي يكرم الاخير طريق البحر عبر الاردن جليل الامم "
انتقل مرقس فى روايته من الكلام على خدمة يوحنا إلى الكلام على خدمة يسوع بذكره تعميد يوحنا له وهو أعظم أعمال المعمدان. وكان ذلك التعميد إدخال يسوع إلى وظيفته.
وَٱعْتَمَدَ مرّ الكلام على هدف هذه المعمودية في إنجيل (متّى ٣: ١٤ و١٥) ولكن يوحنا منعه قائلا: «انا محتاج ان اعتمد منك وانت تاتي الي!» 15 فقال يسوع له: «اسمح الان لانه هكذا يليق بنا ان نكمل كل بر». حينئذ سمح له " وملخصها كما يلى : الأول: الاعتبار ليوحنا وخدمته. ... الثاني: بيان نسبة يوحنا إلى المسيح بأن الأول سابق والثاني الأصل.... الثالث: جعل المسيح نفسه كواحد من الناس أتى ليخلصهم سوى أنه كان لا يعرف الخطيئة ولم يعترف بها (متّى ١: ٢١).فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع لانه يخلص شعبه من خطاياهم».  ... الرابع: اتضاع المسيح وخضوعه للناموس (متّى ٣: ١٥).فقال يسوع له: «اسمح الان لانه هكذا يليق بنا ان نكمل كل بر». حينئذ سمح له " ... الخامس: رسم المسيح علانية لممارسة وظيفته بالمعمودية وبحلول الروح القدس عليه في أثر ذلك.
السادس: فرصة للإعلان السماوي ليوحنا وللجموع بأن يسوع هو المسيح ابن الله. ...
 
*** يَسُوعُ ... وَٱعْتَمَدَ مِنْ يُوحَنَّا فِي ٱلأُرْدُنِّ».
(متّى ٣: ١٣ )  حينئذ جاء يسوع من الجليل الى الاردن الى يوحنا ليعتمد منه.  
الأناجيل تختلف في تسلسل أحداثها المبكرة عن خدمات يسوع في الجليل واليهودية. يبدو أنه كان هناك خدمة فى إقليم يهوذا باكرة  وخدمة لاحقة، ولكن الأناجيل الأربعة جميعا  تتوافق فيها الأحداث بحسب تسلسل زمني لرؤية هذه الزيارة اليهوذاوية الباكرة (يو 2: 13- 4: 3)
 لماذا تعمد يسوع كان دائما كان بال موضع تساؤل لدى المؤمنين لأن معمودية يوحنا كانت معمودية توبة. يسوع لم يكن في حاجة إلى غفران لأنه بلا خطيئة (2كور 5: 21) لانه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لاجلنا لنصير نحن بر الله فيه (عب 4: 15)  لان ليس لنا رئيس كهنة غير قادر ان يرثي لضعفاتنا، بل مجرب في كل شيء مثلنا، بلا خطية. ( عب 7: 26) لانه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا، قدوس بلا شر ولا دنس، قد انفصل عن الخطاة وصار اعلى من السماوات  ( 1بط 2: 22)  «الذي لم يفعل خطية، ولا وجد في فمه مكر»، ( 1يو 3: 5) وتعلمون ان ذاك اظهر لكي يرفع خطايانا، وليس فيه خطية "الفكر الشرقى يقول أن المسيح ممثل البشرية كلها على الأرض ومندوبا عنها أمام الرب لهذا فهو وإن كان بارا إلا أنه حمل خطيئة العالم وقدم توبة عن البشرية فى معمودية يوحنا  أمام لرب الذى قبلها (لوقا ٣: ٢١)  ولما اعتمد جميع الشعب اعتمد يسوع ايضا. واذ كان يصلي انفتحت السماء "
النظريات الأخرى التي ظهرت على ذلك هي: 1) أنها كانت مثال للمؤمنين لكي يتبعونه ... 2) كانت تطابقه مع حاجة المؤمنين ... 3) كانت سيامة له وتجهيز للخدمة لمهمته االفتدائية .... 4) كانت رمزا ...5) كانت موافقة منه على خدمة ورسالة يوحنا المعمدان ... 6) كانت تنبؤ نبوي عن موته ودفنه وقيامته(رو 6: 4) فدفنا معه بالمعمودية للموت، حتى كما اقيم المسيح من الاموات، بمجد الاب، هكذا نسلك نحن ايضا في جدة الحياة؟ (كول 2: 12) مدفونين معه في المعمودية، التي فيها اقمتم ايضا معه بايمان عمل الله، الذي اقامه من الاموات "

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
بعد ذلك نقرأ أن يَسُوع قد جاء مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ وَاعْتَمَدَ مِنْ يُوحَنَّا فِي الأُرْدُنِّ. لا نعلم من هذا المقطع هنا عن اعتراض يوحنا (على تعميده ليسوع)، وكيف أن تعليل الرب قد غلب في النهاية. فهذه القصة نقرأها في كتابات أخرى من الكتاب المقدس.
تفسير (مرقس 1: 10)  10 وللوقت وهو صاعد من الماء راى السموات قد انشقت والروح مثل حمامة نازلا عليه.

لتفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
  **** وَلِلْوَقْتِ 
 هذه كلمة شائعة جدا في إنجيل مرقس تميز أسلوبه فى التعبير euthus تُترجم "للوقت" أو "في الحال"  استعمل مرقس هذا اللفظ كثيراً وذكره في الأصحاح الأول تسع مرات وفي كل بشارته إحدى وأربعين مرة. (مر 1: 10) (مر 1: 12) (مر 1: 18) (مر 1: 20) (مر 1: 21)(مر 1: 28) (.مر 1: 29) (مر 1: 30)(مر 1: 43) (مر 2: 2) (مر 2: 8)(مر 2: 12) (مر 3: 6) (مر 4: 15) (مر 4: 16) و(مر 4: 17) (مر 4: 29) (مر 5: 2) (مر 5: 13)(مر 5: 29) (مر 5: 30) (مر 5: 42) (مر 6: 25) (مر 6: 27) (مر 6: 45) (مر 6: 50) (مر 6: 54) ( مر 7: 35) (مر 8: 10) و(مر 9: 15) (مر 9: 20) (مر 9: 24)(مر 10: 52)(مر 11: 2) (مر 15: 1)
 
*** وَهُوَ صَاعِدٌ مِنَ ٱلْمَاءِ
قد تكون هذه تلميحا رمزيا إلى (أش 63: 11) ثم ذكر الايام القديمة موسى وشعبه.اين الذي اصعدهم من البحر مع راعي غنمه اين الذي جعل في وسطهم روح قدسه " حيث يفترض أنها تشير أصلا إلى البحر األحمر حيث نزل بنى إسرائيل وموسى فى البحر الأحمر وبعدها صار يسوع فى البرية ليجرب الأربعين يوما كما ُجرب اسرائيل ألأربعين سنة
  *** رَأَى
قد تدل هذه على أن يسوع وحده رأى وسمع التصديق المسياني الإلهى هذا. إن كان الأمر كذلك فإن هذا سيتلاءم مع موضوع شائع في إنجيل مرقس وهو السر المسياني. ولكن الأناجيل الأخرى تد ون أيضا  هذه المعمودية بطريقٍة مشابهة ( مت 3: 13- 17) فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء واذا السماوات قد انفتحت له فراى روح الله نازلا مثل حمامة واتيا عليه (لو 3: 21- 22) ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة. وكان صوت من السماء قائلا: «انت ابني الحبيب بك سررت!». )
  *** ٱلسَّمَاوَاتِ قَدِ ٱنْشَقَّتْ،
. قد تكون هذه تلميحا رمزيا إلى أ(اش 64: 1) هذه الكلمة تعني شق، والتي هي استعارة عن تمزيق الغطاء السماوي فوق الأرض  (تك 1: 6)
 
**** وَٱلرُّوحَ مِثْلَ حَمَامَةٍ
 (انظر تفسير / شرح متّى ٣: ١٦) وكان نزول الروح مثل حمامة (لو 3: 21- 22) ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة. وكان صوت من السماء قائلا: «انت ابني الحبيب بك سررت!». إعلاناً أن يسوع هو المسيح وشهادة بمسرة الرب بعمله وقبوله توبة العالم والبشرية منه بما فيها الخطية الجدية للذين ماتوا على رجاء  . وقول مرقس يدل على أن الذي رأى ذلك يسوع لكن يوحنا الرسول قال إنه كان علامة ليوحنا المعمدان تحقق بها أن يسوع هو المسيح (يوحنا ١: ٣٢ و٣٣). وشهد يوحنا قائلا:«اني قد رايت الروح نازلا مثل حمامة من السماء فاستقر عليه. 33 وانا لم اكن اعرفه، لكن الذي ارسلني لاعمد بالماء، ذاك قال لي: الذي ترى الروح نازلا ومستقرا عليه، فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس. 34 وانا قد رايت وشهدت ان هذا هو ابن الله».
 تشير هذه الإستعارة إلى : 1) رفرفة الروح القدس على المياه في (تك 1: 2) وكانت الارض خربة وخالية، وعلى وجه الغمر ظلمة، وروح الله يرف على وجه المياه. ... 2) الطيور التي أرسلها نوح من الفلك في (تك 8: 6- 12) الإستخدام الرابي لها كرمز لشعب إسرائيل (مز 68: 13) اذا اضطجعتم بين الحضائر فاجنحة حمامة مغشاة بفضة وريشها بصفرة الذهب. (مز 74: 19) لا تسلم للوحش نفس يمامتك.قطيع بائسيك لا تنس الى الابد.  ... 4) رمز اللطف والسلام (مت 10: 16) «ها انا ارسلكم كغنم في وسط ذئاب فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام.
 فيما يلى الطريقة الذكية التي حور فيها المفسرون القدماء تفسيرهم ليلائم عقيدتهم اللاهوتية لجأوا إلى تحويل الحروف للأرقام العددية فـ أحرف الكلمة اليونانية "حمامة " peristera والتي تعادل ،801 تتساوى نفس هذه القيمة العددية مع الكلمات اليونانية (alpha) التي تعادل 1 - و(omega) التي تعادل 800 وبذلك تصبح عدد حروف كلمة الحمامة مساوية لروح المسيح الأزلي. هذه طريقة ذكية جدا ، ولكن فيها مشاكلة، وليست تفسيرية
 
*** نَازِلاً عَلَيْهِ
هذا هو حرف الجر eis والذي يعني "إلى الداخل". لم يُقصد به أن يسوع لم يكن لديه للتو الروح القدس، بل أن كان هذا آية ِمنظورة خاصة وإعلانا إلهيا على تقوية الروح القدس لمهمته المسيانية المعينة. هذا قد يكون أيضا تلميحا إلى النبوءة المحققة (أش 63: 11). ثم ذكر الايام القديمة موسى وشعبه.اين الذي اصعدهم من البحر مع راعي غنمه اين الذي جعل في وسطهم روح قدسه 
يستخدم مرقس حرف الجر "إلى داخل" (eis)، ولكن متى ولوقا يستخدمان "على" (epi) وهذا لأن إنجيل مرقس، والذي كان لا يحوي أيا من روايات الوالدة أو الزيارات، يبدأ خدمة يسوع بحدث المعمودية. هذا الإيجاز كان يستخدمه الجماعات الهرطوقية، التبنويين والغنوسيين، لتأكيد أن بشكل فائق الطبيعة بـ "روح قدس المسيح" في هذه النقطة المفصلية أن يسوع، وهو إنسان عادي، كان قد تقوى وصار فيما بعد قادرا على أن يصنع المعجزات. ولذلك فإن الكتبة فيما بعد بد لوا حرف الجر إلى "إلى" (pros)
************
:
التبنى (هرطقة باكرة )
(
early heresy (ADOPTIONISM
هذه أحد وجهات النظر الباكرة المتعلقة بلاهوت يسوع كإله كامل وإنسان كامل (يو 4: 1- 3)  لقد كانت تؤكد بشكل أساسي على أن يسوع كان إنسانا طبيعيا  في كل المجاالت وكان قد تم "تبنيه"، "ُوِّلدَ" بمعنى خاص من قِّبَل الرب لدى معموديته (مت 17: 3) ( مر 11: 1) أو عند قيامته (رو 1: 4) . لقد عاش يسوع حياة مثالية حتى أن الرب ، في نقطة معينة المعمودية، القيامة تبناه كـ "إبن" له (راجع (مز 2: 7) أو "ٌوِّلد "، التي يقتبسها بولس في (عب 5:1) ( عب 5: 5)، في إشارة إلى يسوع. كانت هذه هرطقة ظهرت ضد الكنيسة األأولى وأيضا ظهرت في القرن الثامن بدلا من أن يصير الرب إنسانا (التجسد)، تقلب الهرطقة هذا والآن يصبح الإنسان إلها . هذه الهرطقة تنكر الوجود السابق ليسوع (يو 1: 1- 2) ( يو 8: 56- 59) (يو 28: 16) ( يو 5: 17) (( 2كزر 9: 8) (فيل 6: 2- 7) (كول 17: 1) ( عب 3: 1) (عب 5: 8- 10) 
من الصعب أن نعبر بالكلمات أو نصف كيف أن يسوع، الإبن الإلهى ، الإله السابق الوجود، قد كوفيء أو ُمجد لأجل حياة مثالية عاشها. إن كان هو إله حقا فأنى له أن يُكافأ؟  إن كان يتمتع بالمجد اإللهي السابق الوجود(يو1: 1- 2)(فيل2: 6) فكيف يمكن أن يتمجد أو يكرم أكثر؟ رغم أنه ، يصعب علينا أن نستوعب ذلك، إلآ أن الآب كرم يسوع بمعنى خاص لأجل تحقيقه الكامل الإرادة الآب
***********

: الغنوسية
من الكلمة اليونانية gnosis التي تعني "المعرفة" GNOSTICISM
)(from Greek word gnosis, which means "knowledge," cf. I Tim. 6:20)
 I- بيئة القرن الأول : العالم الروماني في القرن الأول كان زمن اصطفاء بين الأديان الشرقية والغربية. آلهة البانثيون اليوناني والروماني كانت رديئة السمعة. الأديان الأسرارية كانت منتشرة جدا بسبب تأثيرها على العلاقة الشخصية مع الآلهة والمعرفة السرية. الفلسفة اليونانية المدنية كانت شائعة وكانت تتمازج مع وجهات النظر العالمية الأخرى. إلى هذا العالم الديني الإنتقائي جاءت حصرية الإيمان المسيحي يسوع هو الطريق الوحيد إلى الإله الخالق (يو 14: 6) ، مهما كانت خلفية هذه الهرطقة تماما ، إلا أنها كانت محاولة لجعل حصرية المسيحية (يو 14: 6) (1 يو 5: 12) معقولة ومقبولة فكريا إلى الجمهور الروماني - اليوناني الأوسع. ربما نشأ الفكر الغنوسي على يد الطوائف اليهودية (مثال: طائفة مخطوطات البحر الميت). قد تفسر هذه بعض العناصر اليهودية التي في أسفار العهد الجديد المتعلقة بالغنوسية.

II- بعض المعتقدات الأساسية من هذه الهرطقة بدليل داخلي من 1يوحنا.
أ- نكران لتجسد يسوع المسيح .... ب- نكران لمركزية يسوع المسيح في الخلاص ... ج- نقص أسلوب الحياة المسيحي الملائم .... د- التركيز على المعرفة (وغالبا ما تكون سرية) .... هـ- ميل نحو الحصرية والنخبوية
III- الغنوسية الأولية في القرن الأول
أ- التعليم الأساسية في الغنوسية الأولية للقرن الأول يبدو أنها كانت تشدد على ثنوية وجودية )أبدية( بين الروح والمادة. الروح (الإله الأسمى)
كانت تعتبر صالحة، بينما المادة كانت شرا متأصلا . هذا التعارض يشبه:
1)
المثالية الأفلاطونية إزاء المادية ... 2) السماويات إزاء الأرضيات .... 3) المنظور إزاء غير المنظور. كان هناك أيضا تشديد زائد على أهمية المعرفة السرية (كلمات سر أو رموز سرية تسمح للنفس بأن تنتقل إلى المستويات الملائكية [aeons]ا رتقاء إلى اإلإ األعلى) على أنها ضرورية للخلاص .... 4) ربما تأثير من الزرادشتية
ب- هناك صيغتان من الغنوسية البدائية ربما تكونان بشكل واضح خلفية 1يوحنا.
1) غنوسية دوسنتية، تنكر بشرية يسوع لأن المادة شر .... 2) غنوسية سيرنثية، تطابق المسيح مع أحد عدة aeons أو مستويات ملائكية بين اإلله العالي الصالح والمادة الشريرة. هذا "المسيح
الروح" سكن في الإنسان يسوع لدى معموديته وغادره قبل صلبه. ... 3) من هاتين المجموعتين مارس البعض الزهد (إن كان الجسد يريده، فهو شر)، والبعض الآخر الخلاعة (إذا كان الجسد يريده، فافعله).
ج- ليس هناك دليل مكتوب عن نظام غنوسية متطور في القرن الأول. لم تظهر أدلة توثيقية حتى منتصف القرن الثاني )انظر نصوص نجع حمادي(. من أجل المزيد من المعلومات عن "الغنوسية" انظر:
Beacon Press ونشره ، Hans Jonas وضعه الذي The Gnostic Religion كتاب -1
Random House ونشره ،Elaine Pagelsوضعه الذي The Gnostic Gospels كتاب -2
Andrew Helmboldوضعه الذي The Nag Hammadi Gnostic Texts and the Bibleكتاب -3
IV- الهرطقة اليوم
أ- روح هذه الهرطقة حاضرة معنا اليوم عندما يحاول الناس أن يندمجوا بين الحقائق المسيحية وأنظمة الفكر الأخرى.
ب- روح هذه الهرطقة حاضرة معنا اليوم عندما يشدد الناس على العقيدة "الصحيحة" لإستبعاد العلاقة الشخصية وأسلوب حياة الإيمان.
ج- روح هذه الهرطقة حاضرة معنا اليوم عندما يحول الناس المسيحية إلى نخبوية فكرية إقصائية.
د- روح هذه الهرطقة حاضرة معنا اليوم عندما يتحول المتدينون إلى الزهد أو االنغماس في الملذات على أنها الطريق الأفضل لينالوا حظوة في عيني الرب .

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
تلك المعمودية كانت عربون عهد ربنا على أن ينجز حتى التمام العمل الذي جاء من السماء لكي يقوم به.
تفسير (مرقس 1: 11) 11 وكان صوت من السموات.انت ابني الحبيب الذي به سررت

لتفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
    **** وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ ٱلسَّمَاوَاتِ
كان الرابيون (معلمون) (راجع من هم الرابيون اليهود؟ مر 4: 1) يدعون الصوت السماوي باسم Kol Bath (مرقس 9: 7) وكانت سحابة تظللهم. فجاء صوت من السحابة قائلا: «هذا هو ابني الحبيب. له اسمعوا». والذي كان طريقة لتأكيد الإرادة الإلهية خلال الفترة بين العهدين حيث لم يكن هناك أنبياء. كان هذا تأكيدا إلهيا قويا ألولئك الذين هم على ألفة باليهودية الرابية
(انظر تفسير/ شرح متّى ٣: ١٧) كان ذلك الصوت:
إعلاناً عاماً أن يسوع هو المسيح ابن الإله ... إظهاراً لمحبة الآب ابنه محبة عظيمة كانت منذ الأزل ... إظهاراً لرضى الآب التام بعمل يسوع الكلمة الذى صار جسدا مخلصاً للعالم الهالك وقبوله تعالى المسيح وسيطاً في وظائفه الثلاث أي في كونه نبياً وكاهناً وملكاً.
 
****  أَنْتَ ٱبْنِي ٱلْحَبِيبُ
الآب يحب الكلمة المتجسد ويدعوه إبنا والإبن يحب الآب ويحب البشرية فصار ذبيحة وفداء فكان هذا مسرة لأبيه وللعالم المسيحية أنشودة محبة (يو 3: 16) "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية."
 
*** الحبيب
هذه العبارة هي إما تكون (1) لقب للمسيا كما في NJB , NRSV وترجمات Williams أو .... (2) عبارة وصفية كما في NKJV ,NASB وTEV. في الترجمة اليونانية للعهد القديم، السبعينية، هذا كان ليُفهم بمعنى "مفضل" أو حتى "وحيد" بشكل يشبه يوحنا (يو 3: 16) "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية." .
هذا اللقبان (الإبن ... الحبيب)  يندمجان في الجانب الملكي للمسيا (مز 2: 7) اني اخبر من جهة قضاء الرب.قال لي انت ابني.انا اليوم ولدتك " على العبد المتألم لأشعياء (أش 42: 1)  هوذا عبدي الذي اعضده مختاري الذي سرت به نفسي.وضعت روحي عليه فيخرج الحق للامم. "
كلمة "ابن" في العهد القديم كان يمكن أن تشير إلى (1) شعب اسرائيل؛ (2) ملك اسرائيل أو (3) الملك المسياني الداودي اآلتي. (انظر الموضوع الخاص على مرقس :3 .16 ) لاحظوا الأقانيم الثلاثة  من الثالوث القدوس في (مرقس :1 :11) الروح القدس، الصوت من السماء، واالإبن، الذي يتلقى كليهما.
 
***   ٱلَّذِي بِهِ سُرِرْتُ!
. هذه العبارة الوصفية تتوازى مع (مت3 : 17)  وصوت من السماوات قائلا: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت». (مت 17: 5) وفيما هو يتكلم اذا سحابة نيرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلا: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. له اسمعوا».  التجلي ولكن العبارة الوصفية لا نجدها في (مر 9: 7)وكانت سحابة تظللهم. فجاء صوت من السحابة قائلا: «هذا هو ابني الحبيب. له اسمعوا»  ( لو 9: 35)  وصار صوت من السحابة قائلا: «هذا هو ابني الحبيب. له اسمعوا».
**********

الثالوث القدوس TheTrinity 

إن عبارة ”الثالوث القدوس“ قد ابتكر كلماتها أولا ترتليان، وهي ليست عبارة كتابية، ولكن المفهوم شائع ومنتشر ومستند على أدلة وآيات كتابية لا لبس فيها .
أ- الأناجيل  : (1) (متى 3: 16- 17) (مت 18: 19) و (التوازيات) ... (2) (يو 14: 26)
ب- أعمال الرسل- (أع 2: 32- 33و 38- 39)
ج- بولس
1) (رو 1: 4- 5) (رو 5: 1و 5) (رو 8: 1- 4و 8-10)
2) (1كور 3: 8- 10) (1كور 12: 4- 6)
3) (2كور 1: 21) (2كور 13: 14)
4) علا 4: 4- 6)
5) (أف 1: 3- 14 و 17) (أف 2: 18 ) ( أف 3: 14- 17) (أف 4: 4- 6)
6) (1 تس 1: 2- 5)
7) (2 تس 2: 13)
8) تيطس 3: 4- 6)

د- بطرس- 1(1 بط 1: 2)
هـ- يهوذا- الآيات - (20 - 21)

 الجمع في إسم الرب يُشار إليها تلميحا في العهد القديم
أ- استخدام الجمع فى إسم الرب 
   1)
االإسم إيلوهيم Elohim  هو جمع (انظر الموضوع الخاص: أسماء الرب ) ، ولكن عندما يُستخدم لإلشارة إلى الرب فيأخذ فعلا مفردا
    2) الـ ”نا“ في (تك 16: 7- 13) (تك 22: 11- 15) ( تك 3: 22) (تك 11: 7)
ب- "ملاك الرب" (انظر الموضوع الخاص: ملاك الرب)كان ممثال منظورا عن الرب
   1) تكوين (تك 16: 7- 11) ( تك 22: 11- 15) (تك 31: 11- 13) ( تك 48: 15- 16)
   2)  خروج ( خر 2: 3- 4) ( خر 13: 21) ( خر 14: 19)
   3) قضاة (قض 2: 1) (قض 6: 22- 23) (قض 13: 3- 22)
   4) زكريا (زك 3: 1- 2)
ج- الرب وروحه منفصلان،  (تك 1: 1- 2) (مز 104: 30) (أش 63: 9- 11) (حز 37: 13- 14)
د- إسم الرب  يهوه (YHWH )والمسي ادون أى الرب أو السيد (Adon) منفصلان (مز 45: 6- 7) (مز 110: 1) (زك 2: 8- 11) (زك 10: 9- 12)
هـ- المسيا والروح القدس منفصلان (زك 12: 10) ،0
و- الثلاثة جميعا يأتي ذكرهم في (أش 48: 16) ( أش 61: 1)

ألوهية المسيح وأقنومية الروح القدس سببت مشاكل للمؤمنين الأوائل التوحيديين والمتزمتين وصار بعض من أفكارهم تصنف كهر
قة (انظر الموضوع الخاص: التوحيد).
1) ترتليان- جعل االإبن تابعا للآب
2) أوريجانوس - جعل الجوهر الإلهي للإبن والروح القدس ثانويان تابعان
3) آريوس- أنكر ألوهية االإبن والروح القدس
4) المونارخية - اعتقدت بتجٍل متتابع للرب نفسه، كآب ثم كابن ثم كروح قدس.

الثالوث القدوس صيغة تطورت تاريخيا مستندة على المادة الكتابية.
   1) الألوهية الكاملة ليسوع، معادلة للآب، وتم تأكيدها في عام 325 م. في مجمع نيقية
   2) الأقنومية والألوهية الكاملتين للروح القدس تعادل التي للآب والإبن وتم تأكيدها في مجمع القسطنطينية عام 381 م.
   3) عقيدة الثالوث القدوس عبر عنها بشكل كامل أوغسطين في كتابه ( De Trinitate)
إلهيا واحدا
هناك سر حقا ولكن العهد الجديد يبدو أنه يؤكد جوهرا إلهيا واحدا (التوحيد) في ثلاث تجليات أقنومية أبدية سرمدية )الآب والإبن والروح القدس .

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
وهذه صادقت عليها السماء، وكان يسوع قد تكرس علانية لهذه الخدمة عندما جاء صوت من الأعالي يقول: "«أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ!»". ذاك الذي اعتمد مطابقاً نفسه مع الخطأة المعترفين كان يعلن بذلك أنه المعصوم عن الخطيئة.

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 1

4. تجربته (مرقس 1: 12-13)

تفسير (مرقس 1: 12) 12 وللوقت اخرجه الروح الى البرية.

لتفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
الآيتين (مر 1: 12 و 13) هذه رواية مرقس عن تجربة يسوع مختصرة جدا مقارنة برواية متى (مت 4: 1- 11) ورواية لوقا (لو 4: 1- 13)  ولكن مرقس اقتصر على ذكر حوادث التجربة إجمالاً ومتّى ذكرها تفصيلاً. وهذه التجربة كالمعمودية في كونها استعداداً لخدمة المسيح العلنية مع أنه يصح أن تحسب جزءاً من تلك الخدمة.
في هذه الروايات الهدف من التجربة واضح : كيف يمكن ليسوع بعد أن صار مسيا المسيح المنتظر أن يستخدم قدراته ككلمة صار جسدا ليحقق مهمته الفدائية ولكن ما الذي يمكن أن تعنيه رواية مرقس المختصرة؟ هذه هذه الحادثة هى رمز لتأملات كثيرة منها تعلم المؤمن كيف يمكنه هزيمة الشرير بالكلمة وعزيمة وبفضل تقوية الروح القدس له ، ولكن النص نفسه لا يقدم أية إشارة أو تلميح سوى توقيت الحدث- بعد (1) حلول الروح القدس على يسوع و(2) تأييده من الآب، ولكن قبل خدمته العلنية. هذا أحد الحوادث الثلاث المذكورة قبل خدمة يسوع العلنية ( [1] خدمة يوحنا؛ [2] معمودية يوحنا؛ و[3) تجربة إبليس).
سبق الكلام على تجربة يسوع في تفسير / شرح (متّى ٤: ١ - ١١.)
 
**** وَلِلْوَقْتِ
انظر التفسير أعلاه  على (مر 1: 10)
  
**** أَخْرَجَهُ ٱلرُّوحُ إِلَى ٱلْبَرِّيَّةِ،
كلمة "اقتاد" هي الكلمة القوية "رمى به خارجا "  وغالبا تستخدم غلبا مع طرد الأرواح (مر 1: 34و 39) فشفى كثيرين كانوا مرضى بامراض مختلفة واخرج شياطين كثيرة ولم يدع الشياطين يتكلمون لانهم عرفوه.  39 فكان يكرز في مجامعهم في كل الجليل ويخرج الشياطين. (مر 3: 15 و 22و 23) 15 ويكون لهم سلطان على شفاء الامراض واخراج الشياطين.  22 واما الكتبة الذين نزلوا من اورشليم فقالوا: «ان معه بعلزبول وانه برئيس الشياطين يخرج الشياطين» 23 .فدعاهم وقال لهم بامثال: «كيف يقدر شيطان ان يخرج شيطانا؟ ( مر 6: 13) واخرجوا شياطين كثيرة ودهنوا بزيت مرضى كثيرين فشفوهم. ( مر 7: 26) وكانت المراة اممية وفي جنسها فينيقية سورية - فسالته ان يخرج الشيطان من ابنتها. ( مر 9: 18 و 28 و 38) 18 وحيثما ادركه يمزقه فيزبد ويصر باسنانه وييبس. فقلت لتلاميذك ان يخرجوه فلم يقدروا». 28  ولما دخل بيتا ساله تلاميذه على انفراد: «لماذا لم نقدر نحن ان نخرجه؟» 29فقال لهم: «هذا الجنس لا يمكن ان يخرج بشيء الا بالصلاة والصوم» 38  وقال يوحنا: «يا معلم راينا واحدا يخرج شياطين باسمك وهو ليس يتبعنا فمنعناه لانه ليس يتبعنا».
. تجربة الإبن كانت بوكالة الشرير، ولكن بتحريض من الروح القدس (مت 4: 1- 11) (لو 4: 1- 13) . لقد كانت إرادة الرب أن يُختبر يسوع كإنسان ويُجرب
   *
** أَخْرَجَه
ُ هذا يدل على أن الروح القدس ألجأ المسيح على الإسراع إلى محل التجربة.
 
*** إِلَى ٱلْبَرِّيَّةِ
 هذه إما برية يهوذا حيث كان يبشر يوحنا أو برية التيه حيث صام موسى وإيليا أربعين يوماً (خروج ٢٤: ١٨ )ودخل موسى في وسط السحاب وصعد الى الجبل.وكان موسى في الجبل اربعين نهارا واربعين ليلة  ( ١ملوك ١٩: ٨).فقام واكل وشرب وسار بقوة تلك الاكلة اربعين نهارا واربعين ليلة الى جبل الله حوريب 
في العهد القديم البرية كانت فترة اختبار للشعب الإسرائيلى ، ولكنها أيضا  كانت زمن شركة حميمة. الرابيون كانوا يسمون فترة بشهر عسل التيه في البرية بين يهوه واسرائيل. إيليا ويوحنا المعمدان ترعرعا في البرية. لقد كانت مكان عزلة لأجل التدريب، والتأمل، والإستعداد للخدمة الفعالة. هذه الفترة كانت حاسمة من أجل استعداد يسوع  (عب 5: 8) مع كونه ابنا تعلم الطاعة مما تالم به.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
ليس لدينا تفاصيل هنا عن الإغواء أو التجارب التي يتعرض لها عبد يهوه (يسوع). ونعرف، من ثم، أنه "لِلْوَقْتِ" (لاحظ استخدام هذه الكلمة في مقدمة الإنجيل كما في أماكن كثيرة منه)، للوقتِ أَخْرَجَهُ الرُّوحُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ،
تفسير (مرقس 1: 13) 13 وكان هناك في البرية اربعين يوما يجرب من الشيطان.وكان مع الوحوش.وصارت الملائكة تخدمه

  التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   ****  وَكَانَ هُنَاكَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ
 الأرقام العددية فى الكتاب المقدس تستخدم وتفسر حرفيا ومجازيا . وعدد أربعين إنها تشير إلى فترة طويلة غير محدودة من الزمن (أطول من الدورة  القمرية، ولكن أقصر من التغير الفصلي) .

أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنَ ٱلشَّيْطَانِ يظهر من كلام مرقس هنا ومن كلام لوقا (لوقا ٤: ٢)  اربعين يوما يجرب من ابليس. ولم ياكل شيئا في تلك الايام. ولما تمت جاع اخيرا." أى أن فترة  التجربة كانت مدة الأيام الأربعين كلها. وذكر متّى التجربة كأنها حدثت عند نهاية تلك المدة لكن لا منافاة بينهم لأن متّى اقتصر على ذكر ثلاث من تجارب المسيح امتازت عن غيرها في الشدة وظهور المجرب للعيان بقطع النظر عما أتاه الشيطان من الوساوس أما مرقس ولوقا فعنى ذلك كل منهما.
****
 لمزيد من المعلومات إقرأ عن " الأعداد الرمزية في الكتاب المقدس
"
   SYMBOLI
C NUMBERS IN SCRIPTURE
   ****  يُجَرَّبُ مِنَ ٱلشَّيْطَانِ
يُجَرَّبُ :  هذا ناقص مبني للمجهول فيه مواربة مرتبط بالفعل الناقص المبني للمعلوم "يكون". كلمة "يجرب" (peirazō ) لها دلالة "يختبر مع نزعة إلى التدمير". من الجمل الشرطية الفئة الأولى في (مت 4) ( مرقس 4: ,3 6) نعلم أن التجربة كانت حول كيف يستخدم يسوع قواه المسيانية ليحقق إرادة الرب فى إتمام سر الفداء .

ٱلشَّيْطَانِ أي الخصم أو المقاوم وهو عدو الله والناس. وسماه متّى ولوقا إبليس أي القاذف المشتكي لأنه يشكو الله إلى الناس (تكوين ٣: ١ - ٥). ويشكو الناس إلى الله (أيوب ١: ٩ - ١١ ورؤيا ١٢: ١٠).
لمزيد من المعلومات إقرأ عن  إِبْلِيس / Satan
  *
** وَكَانَ مَعَ ٱلْوُحُوشِ  
تعنى كلمة وحوش فى اللغة العربية حيوانات برية أو مالا يستانس منها وقد أشارت الأنناجيل فى ذكرها للتجربة أن مكان التجربة هو البرية وهى منطقة غير مأهولة. ولكن تستخدم  كلمة الوحوش أيضا  كاستعارات أو أسماء لأرواح  شريرة في العهد القديم NEB فإن هذا كان يمكن أن يشير أيضاإلى مكان نشاط الأرواح الشريرة (مز 22: 12- 13و 16 و 22) 12 احاطت بي ثيران كثيرة.اقوياء باشان اكتنفتني. 13 فغروا علي افواههم كاسد مفترس مزمجر 16 لانه قد احاطت بي كلاب.جماعة من الاشرار اكتنفتني.ثقبوا يدي ورجلي. 20 انقذ من السيف نفسي.من يد الكلب وحيدتي. 21 خلصني من فم الاسد ومن قرون بقر الوحش استجب لي  ( أش 13: 21- 22) 21 بل تربض هناك وحوش القفر ويملا البوم بيوتهم وتسكن هناك بنات النعام وترقص هناك معز الوحش. 22 وتصيح بنات اوى في قصورهم والذئاب في هياكل التنعم ووقتها قريب المجيء وايامها لا تطول (أش 34: 11- 15)  ويرثها القوق والقنفذ.والكركي والغراب يسكنان فيها ويمد عليها خيط الخراب ومطمار الخلاء. 12 اشرافها ليس هناك من يدعونه للملك وكل رؤسائها يكونون عدما. 13 ويطلع في قصورها الشوك القريص والعوسج في حصونها.فتكون مسكنا للذئاب ودارا لبنات النعام. 14 وتلاقي وحوش القفر بنات اوى ومعز الوحش يدعو صاحبه.هناك يستقر الليل ويجد لنفسه محلا. 15 هناك تحجر النكازة وتبيض وتفرخ وتربي تحت ظلها.وهناك تجتمع الشواهين بعضها ببعض  "
وإعتاد أهل الشرق أن يصفون الناس بصفات حيوانية مثل :إنسان كالأسد" أو "أنه كالحمار الوحشى" أو "أنه ماكر كالثعلب" ... ألخ
   هذه الوحوش يمكن أن تكون أيضا تلميحا مستمرا للخروج الجديد بين آدم التكوين وآدم الجديد الذى هو المسيح ، الدهر الجديد من الشركة المستعادة بين الجنس البشري والحيوانات  (أش 11: 6- 9) 5 ويكون البر منطقة متنيه والامانة منطقة حقويه 6 فيسكن الذئب مع الخروف ويربض النمر مع الجدي والعجل والشبل والمسمن معا وصبي صغير يسوقها. 7 والبقرة والدبة ترعيان.تربض اولادهما معا والاسد كالبقر ياكل تبنا. 8 ويلعب الرضيع على سرب الصل ويمد الفطيم يده على حجر الافعوان. 9 لا يسوؤون ولا يفسدون في كل جبل قدسي لان الارض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر.  (أش 65: 25) الذئب والحمل يرعيان معا والاسد ياكل التبن كالبقر.اما الحية فالتراب طعامها.لا يؤذون ولا يهلكون في كل جبل قدسي قال الرب (هو 2: 18) واقطع لهم عهدا في ذلك اليوم مع حيوان البرية وطيور السماء ودبابات الارض واكسر القوس والسيف والحرب من الارض واجعلهم يضطجعون امنين. "
الكتاب المقدس غالبا ما يصف الدهر الجديد على أنه استردادٌ لجنة عدن (تك 2) ( رؤ 22-21). صورة هللا األصلية في الجنس البشري (تك1 : 27-26) وقال الله: «نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا، فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم، وعلى كل الارض، وعلى جميع الدبابات التي تدب على الارض». 27 فخلق الله الانسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكرا وانثى خلقهم. " تُسترد من خالل موت يسوع القرباني. الشركة الكاملة، والتي كانت موجودة قبل السقوط (تك 3)  تصير ممكنة من جديد ملكوت الرب.

    *****  وَصَارَتِ ٱلْمَلاَئِكَةُ تَخْدِمُهُ
هذا زمن ناقص يعني (1) عمل مستمر في الزمن الماضي أو (2) بدء عمل أو فعالية في الزمن الماضي.
واربعين ليلة جاع اخيرا."  لأنه لم يأكل شيئاً مدة أربعين يوماً (لوقا ٤: ٢). 2 اربعين يوما يجرب من ابليس. ولم ياكل شيئا في تلك الايام. ولما تمت جاع اخيرا.  " وفي ذلك تعزية لكل معرض لتجارب الشيطان لأنه قابل أن يحصل على خدمة الملائكة.
الملائكةخدمت إيليا في البرية بنفس الطريقة مؤمنة له الطعام، إيليا النبي.. فبعد أن ذبح إيليا أنبياء البعل عند نهر قيشون.. أرسلت إليه إيزابل زوجة الملك آخاب رسولاً تقول: "هكذا تفعل الآلهة.. إن لم أجعل نفسك كنفس واحد منهم في نحو هذا الوقت غداً. فلما رأى ذلك قام ومضى لأجل نفسه.. ثم سار في البرية مسيرة يوم حتى أتى وجلس تحت رتمة وطلب الموت لنفسه وقال قد كفى الآن يا رب خذ نفسي لأنني لست خيراً من آبائي" (2ملوك 2:19-4). بطل الكرمل، خارت قواه وطلب الموت لنفسه. وأرسل الرب ملاكاً لخدمة هذا النبي الخائر، وتقويته وإخراجه من خواره... اضطجع إيليا ونام تحت الرتمة، "وإذا بملاك قد مسَّه وقال قم وكل. فتطلّع وإذا كعكة رضف وكوز ماء عند رأسه فأكل وشرب ثم رجع فاضطجع. "ثم عاد ملاك الرب ثانية فمسّه وقال قم وكل. لأن المسافة كثيرة عليك. فقام وأكل وشرب وسار بقوة تلك الأكلة أربعين نهاراً وأربعين ليلة إلى جبل الرب حوريب ودخل المغارة وبات فيها" (2ملوك 5:19-8). حين جاء الملاك إلى إيليا النبي، وعرف مدى خواره، مسَّه بلطف ورقة.. أعدَّ له كعكة وماءً.. وفعل ذلك مرتين حتى زال خوار إيليا، وقام وسار بقوة تلك الأكلة  . هذا قد يدل على أن يسوع هو الصوت النبوي الجديد (تث 18: 18- 22) وتبهانشعب اسرائيل في البرية، وهكذا أيضا  يسوع  كان في البرية. ربما كان يدل هذا ضمنا على أن يسوع هو موسى الجديد بالتوازي مع معموديته وتجربته )(1كور 10: 1- 13)

ٱلْمَلاَئِكَةُ تَخْدِمُهُ بإعطائهم إياه الطعام بعد صومه الطويل (متّى ٤: ١)  2 فبعد ما صام اربعين نهارا

 

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
وكَانَ هُنَاكَ أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنَ الشَّيْطَانِ. وَكَانَ مَعَ الْوُحُوشِ. وعندما تركه الشيطان جاءت الْمَلاَئِكَةُ وصارت تَخْدِمُهُ. لقد كان خالقَها وكان ليسرها أن تخدمه في اتضاعه. أفهم من ذلك أن الروح القدس هو الذي دفع يسوع أو قاده لأن يذهب إلى البرية لكيما يُجرّب على هذا النحو. كإنسان على الأرض، اختار أن يكون تحت إرشاد الروح القدس في كل الأشياء. كان من الملائم أن يُجرّب قبل أن يبدأ خدمته الكريمة. ولم تكن تجربته هي بغاية معرفة إذا ما كان من المحتمل أن يخفق ويزِل ويقع في الخطيئة في ساعة الشدة، بل أن يبرهن أنه لن يخفق أو يزل، ذلك لأنه الوحيد المعصوم عن الخطأ بالمطلق. يرتكبُ خطأً فادحاً كلُّ من ينسب إليه طبيعةً خاطئة أو إمكانيةَ الوقوع في الخطيئة. إن الكتاب المقدس يحذرنا من أي مفاهيم مغلوطة كهذه عندما يخبرنا أنه قد جُرِّبَ في كل شيء مثلنا، ومع ذلك لم يُخطئ- أو، بمعنى حرفي، هو في منأى عن الخطيئة. لم تكن لديه أية نية أو نزعة داخلية للخطيئة. والإغواءات كانت كلها من الخارج ولم تجد لديه استجابة من أي نوع في قلبه.

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 1
5. كرازته بالملكوت الجديد (مرقس 1: 14-15)
تفسير (مرقس 1: 14) 14 وبعدما اسلم يوحنا جاء يسوع الى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله.

التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

فى ألايتين (مر 1: 14 و 15)  كرازة يسوع بالملكوت الجديد
  
**** َبَعْدَ مَا أُسْلِمَ يُوحَنَّا
أُسْلِمَ يُوحَنَّا أي سُجن بأمر هيرودس. وقد مرّ الكلام على ذلك في تفسير / شرح بشارة متّى (متّى ١٤: ٣). ولمّح مرقس بسجن يوحنا هنا وذكر أسبابه في ص ٦: ١٧ - ٢٠.
  
*** جَاءَ يَسُوعُ إِلَى ٱلْجَلِيلِ
إنجيل مرقص يدون بدقة خدمة يسوع جغرافيا  تربى إولاً فى الناصرة ثم إلى كفرناحوم وهى بلدة تقع على ضفاف بحر طبرية إحدى مدن الجليل عندما ألقي القبض على يوحنا المعمدان كرز فى إقليم الجليل كله (مت 4: 12) 12 ولما سمع يسوع ان يوحنا اسلم انصرف الى الجليل. 13 وترك الناصرة واتى فسكن في كفرناحوم التي عند البحر في تخوم زبولون ونفتاليم ( لو 4: 14- 15) ورجع يسوع بقوة الروح الى الجليل وخرج خبر عنه في جميع الكورة المحيطة. 15 وكان يعلم في مجامعهم ممجدا من الجميع. (يوحنا 1: 43) في الغد اراد يسوع ان يخرج الى الجليل، فوجد فيلبس فقال له:«اتبعني».  " بدأت خدمة المسيح في شمال فلسطين في المناطق التي أغلب أغلب سكانها من الأمم (وأطلق على هذا الإقليم جليل الأمم) كانت تحقيقا  لنبوءة في (أش9) (مت 4: 14- 15) لكي يتم ما قيل باشعياء النبي: 15 «ارض زبولون وارض نفتاليم طريق البحر عبر الاردن جليل الامم " ما من أحٍد من اليهود كان يتوقع أي تقد م روحي ليحصل في هذه المنطقة، وخاصة  أنها بعيدة جدا عن الهيكل (يو 1: 46) وأول منطقة ُهزمت وتعرضت للسبي على يد جيوش بلاد الرافدين (آشور وبابل الجديدة). لمزيد من المعلومات أنظر خريطة أقاليم إسرائيل
 وكانت سبب ومجيئه إلى الجليل مقاومة فريسي اليهودية إياه وزيادة ميل الجليليين إلى قبوله وسمع كلامه على ميل اليهود إلى ذلك.
  
*** يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ 
معنى كلمة الفعل المضارع "يكرز" فى اللغة العربية من (فعل: ثلاثي لازم). كَرَزَ، يَكْرِزُ، مصدر كَرْزٌ. :-كَرَزَ الرَّاهِبُ :- : بَشَّرَ بِالتَّعَالِيمِ الْمَسِيحِيَّةِ كَمَا هِيَ فِي الإِنْجِيلِ وَوَعَظَ بِهَا.
بِشَارَةِ مَلَكُوتِ ٱللّٰه أي الخبر السار بأن ملك المسيح المنتظر زمناً طويلاً قد بدأ. إنتظر اليهود المسيا / اى المسيح المنتظر وتحدثت النبوات عنه أنه من نسل داود وظنوا أنه قائدا محاربا سيقودهم للتحرر من المستعمر الرومانى فى ذلك الوقت ويبنى الهيكل  غير المسيح مفهوم الشعب المختار المرتبط بالحياة الأرضية بأرض الموعد وجعل مكان  مملكته السماء وجعله مفهوما لملك سماوى ملكه المسيح (1تى 6: 14- 15) الى ظهور ربنا يسوع المسيح، 15 الذي سيبينه في اوقاته المبارك العزيز الوحيد: ملك الملوك ورب الارباب، " لشعب المسيح وأسماه المسيح "ملكوت الله" (مرقس 1: 14) وبعدما اسلم يوحنا جاء يسوع الى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله.
 بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ 
 في البداية رسالة يسوع مشابهة لرسالة يوحنا.وهذه العبارة إستخدام تصف كلمة "إنجيل" الإنجيل الكامل ليسوع َسوف لن يكتمل إلى ما بعد حياة وموت ودفن وقيامة وصعود يسوع. ألاية التالية (مر 1: 15) تعطي فحوى كرازة يسوع المبكرة. ما كان يكرز به يوحنا كان متجسدا في  شخصيا يسوع الناصري (يو 14: 6)  قال له يسوع: «انا هو الطريق والحق والحياة. ليس احد ياتي الى الاب الا بي. 

 تفسير (مرقس 1: 15) 15 ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله.فتوبوا وامنوا بالانجيل

التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** وَيَقُولُ: قَدْ كَمَلَ ٱلّزَمَانُ
هذا تام مبني للمجهول إشاري، والذي فيه مغزى نبوي/ مسياني
هذه العبارة تستهل بكلمة hoti، لكلمات المسيح والتي تشير عادة إلى اقتباس وهي شائعة في مرقس.   المبني للمجهول يعكس نشاط الرب في الزمان والتاريخ وسيطرته عليهما.
قَدْ كَمَلَ ٱلّزَمَانُ هذا وفق قول بولس «لَمَّا جَاءَ مِلْءُ ٱلزَّمَانِ» (غلاطية ٤: ٤)  ولكن لما جاء ملء الزمان، ارسل الله ابنه مولودا من امراة، مولودا تحت الناموس،  " و «مِلْءِ ٱلأَزْمِنَةِ» (أفسس ١: ١٠).لتدبير ملء الازمنة، ليجمع كل شيء في المسيح، ما في السماوات وما على الارض، في ذاك "  وهو زمان مجيء المسيح الذي عينه الله بقضائه الأزلي وأنبأ به بفم نبيه دانيال (دانيال ٩: ٢٤ - ٢٧).سبعون اسبوعا قضيت على شعبك وعلى مدينتك المقدسة لتكميل المعصية وتتميم الخطايا ولكفارة الاثم وليؤتى بالبر الابدي ولختم الرؤيا والنبوة ولمسح قدوس القدوسين. 25 فاعلم وافهم انه من خروج الامر لتجديد اورشليم وبنائها الى المسيح الرئيس سبعة اسابيع واثنان وستون اسبوعا يعود ويبنى سوق وخليج في ضيق الازمنة. 26 وبعد اثنين وستين اسبوعا يقطع المسيح وليس له وشعب رئيس ات يخرب المدينة والقدس وانتهاؤه بغمارة والى النهاية حرب وخرب قضي بها. 27 ويثبت عهدا مع كثيرين في اسبوع واحد وفي وسط الاسبوع يبطل الذبيحة والتقدمة وعلى جناح الارجاس مخرب حتى يتم ويصب المقضي على المخرب "  ومجيء المسيح الثاني معيّن كمجيئه الأول ولا بد من أن يأتي كما أتى ذاك.
 
    **** وَٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ، .
يشير هذا إلى ملك الرب . وهو يبدأ من حاضر يعيشة المؤمن المسيحى مع تحقيق مستقبلي فى إتصال بينهم . في إنجيل متى يُشار إلى هذا عادة باسم "ملكوت السماوات" ...  " َملَ هذه العبارات مترادفة قارن (مت 13: 11) فاجاب: «لانه قد اعطي لكم ان تعرفوا اسرار ملكوت السماوات واما لاولئك فلم يعط. (مر 4: 11) فقال لهم: «قد اعطي لكم ان تعرفوا سر ملكوت الله. واما الذين هم من خارج فبالامثال يكون لهم كل شيء  (لو 8: 10)  فقال: «لكم قد اعطي ان تعرفوا اسرار ملكوت الله واما للباقين فبامثال حتى انهم مبصرين لا يبصرون وسامعين لا يفهمون.  " . الملكوت حل عندما ولد يسوع. يُوصف ويُجسد في حياة يسوع وتعاليمه. سيكتمل لدى عودته. لقد كان موضوع عظات يسوع وأمثاله. لقد كان الموضوع الأساسي في رسائله التي تكلم بها.
مَلَكُوتُ ٱللّٰه إشارة إلى محل إظهار سلطان الله ومجده. وكلاهما وهو ملك المسيح ومكان ملكه فى ملكوت السموات
 
 *** فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِٱلإِنْجِيلِ
فَتُوبُوا (متى 3: 2) قائلا: «توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات. (متّى 4: 17) من ذلك الزمان ابتدا يسوع يكرز ويقول : «توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات». " من ذلك الزمان ابتدا يسوع يكرز ويقول : «توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات». اتفق كل رسل الله على هذه الدعوة منذ أيام نوح.
وَآمِنُوا بِٱلإِنْجِيلِ زاد مرقس هذا على قول متّى والتوبة والإيمان من جوهريات الإنجيل يجب على كل خلفاء المسيح في التبشير أن ينادوا بهما والذي كان على الناس أن يؤمنوا به حيئنذ هو أنه «قَدْ كَمَلَ ٱلّزَمَانُ» وأتى المسيح الموعود به والمسيا الذى ينتظرة اليهود

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 1

6. دعوته للتلاميذ (مرقس 1: 16-20)

 تفسير (مرقس 1: 16) 16 وفيما هو يمشي عند بحر الجليل ابصر سمعان واندراوس اخاه يلقيان شبكة في البحر.فانهما كانا صيادين.

التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
راجع ما كتبناه عن  دعوة سمعان بطرس وأندراوس في تفسير/ شرح (مت 4: 18-22) و (لو 5: 1 ـ 11)

رواية مرقس الرسول تحـوي قصتين فة هذا الإصحاح لدععوة المسيح للتلاميذ : الأولى: دعوة سمعان بطرس وأندراوس للخدمة  (مر 16-18) والثانية : دعوة يعقوب بن زبدي ويوحنا اخاه (مر 19و20)، ونضم إلى هاتين القصتين قصة اختيار لاوي (الذ ههو متى  (مر14:2) وفيما هو مجتاز راى لاوي بن حلفى جالسا عند مكان الجباية فقال له: «اتبعني». فقام وتبعه " لتكون ثلاث قصص تكمل رواية اختيار التلاميذ. وهذه الثلاث ولو أنها بحد ذاتها تحكي عن أعظم أعمال المسيح والكنيسة وهي “الإيمان بأن يسوع هو المسيا / المسيح المنتظر واتّباع الرب فى تواضع وإنكار ذات ”، إلا أنها بآن واحد تمهد للخدمة في كفرناحوم (1: 21_39).
وكأنما ق. مرقس كان يحمل في فكره دعوة إيليا لأليشع النبي، وهكذا يجدد التاريخ المقدس نفسه:
+ «فذهب (إيليا) من هناك ووجد أليشع بن شافاط يحرث واثنا عشر فدان بقر قدامه (12 زوج) وهو مع الثاني عشر، فمرّ إيليا به وطرح رداءه عليه. فترك البقر وركض وراء إيليا وقال: دعني أقبل أبي وأمي، وأســـير وراءك، فقــال لـه: اذهـب راجعـاً (إلى بقــرك: منتـــاش نـــافع) لأني ماذا فعلت لك (أي كأني ما دعوتك). فرجع من ورائه (مصمماً أن : يبيع ويترك كل شيء) وأخـذ فدان بقر (زوج) وذبحهما وسلق اللحم بأدوات البقر (المحراث) وأعطى الشعب (فرق وأعطى المساكين) فأكلوا، ثم قام ومضى وراء إيليا وكان يخدمه.» (1مل 19: 19-21)
ونقطة التلاقي فى دعوة المسيح وإيليا للخدام هي أن التلاميذ تركوا كل شيء وتبعوا المسيح. وق. مرقس دقق فى وصف ما حدث ، فلم يفت عليه منظر المسيح وهو سائر على شاطئ البحيرة وزبدي مع أولاده والخدام يصلحون الشباك، وهذه المناظر هي التي طبعت الرواية في ذهن التقليد الحي الذي ينقل من جيل إلى جيل. وهكذا يدخلنا ق. مرقس داخل دائرة الصيادين ونعايشهم كصيادين قبل أن نعيش على تعاليمهم كرسل. أما «هلما ورائي فأجعلكما صيادي الناس» فهي درة الإنجيل التي لن تمحى من فكر الكنيسة إلى الأبد. ويدخل ابن الإنسان هذه الدائرة بصفته معلم صيادي الناس!

 
  ****  وفيما هو يمشي عند بحر الجليل
«بحر الجليل»: هو بحيرة مقفلة من جميع الجهات في جبال الجليل، وقد ذكر ق. لوقا اسماً حديثاً لهـا وهـو بحيرة جنيسارت، وقد سماها ق. يوحنا بحيرة طبرية، وهي تبلغ 12 ميلاً طولاً و وستة أميال عرضاً في أوسع مناطقها، وتحسب طريقاً بحرياً يصل الجليل بمنطقة بيريه، وتربط . جميع المدن على شواطئها، وهي جيدة في صيد الأسماك وقراها كثيرة أهمها بيت صيدا وكفرناحوم ومجدل وطبرية.
". هذه البحيرة ترد بأسماء متعددة في الكتاب المقدس.
1) بحر شنيريث (عد 34: 11) ( يش 12: 3) ( يش 13: 27)
2) بحيرة جنيسارت (لو 5: 1)
3)  بحر طبرية (يو 6: 1) ( يو 21: 1)
4) بحر الجليل الذي يستخدم غالبا ،(مر 1: 16) ( مر 7: 31) ( مت 4: 18) ( مت 15: 29) (يو 6: 1) 
  
****   أبصر سمعان وأندراوس أخاه
«أبصر»: المسيح أبصر كما يبصر كل إنسان، ولكنه بلاهوته يبصر ماضي الإنسان، حاضره ومستقبله، أبصر مدى إستحقاق وإستعداد هذين التلميذين للخدمة ودعوة الآخرين لدخول الملكوت، بل ليكونا عاملين فيه وعاملين من أجله. إن رؤية المسيح تخترق حجب الواقع والماضي والمستقبل، بل وأعماق ما في الإنسان. انظر أنت أيها القارئ العزيز لجميع التلاميذ وكان مغظمهم صياديين وكيف فتنوا العالم بتبشيرهم ، لقد رأى المسيح في بطرس أنه لا يصلح لصيد السمك بل يصلح لصيد الناس.يسوع  بصر يجمع ا الحواس كلها ومعها تمييز إلهي ليرى كل شيء لا كما هو تماماً بل كما ينبغي أن يكون. إنها دعوة المسيح لمن كان له أذنان للسمع وعينان للنظر لينظر، لأنها آذان وعيون سيعمل بها المسيح.
لولم يبصر المسيح بطرس ويدعوه ليتبعه لبقي بطرس صياداً للسمك حتى إلى نهاية حياته ومات وصار نسيا منسياً. المسيح لا يزال يدعو ويدعو لنتبعه، ويا سعد من يتبعه .
كان المسيح ماشياً على شاطئ البحيرة رأى سمعان. وقد ذكر ق. مرقس اسم سمعان 7 مرات ولم يستخدم أبدأ الاسم مع اللقب “سمعان بطرس”، ولكنه ذكر اسم بطرس 19 مرة. وق. مرقس أكثر من ذكر هذا الاسم بين الإنجيليين. أما نطق ‘‘ سمعان ’’ باللغة العبرية فهو ‘‘ شمعون’’. وهذه الأسماء عند المسيح توضح مدى العلاقة الوطيدة مع تلاميذه. أما اسم أندراوس ، أخي سمعان بطرس فهو اسم يوناني علماني، وكان أندراوس وبطرس يعيشان في كفرناحوم، وأندراوس صار واحداً من الاثني عشر.
  
 *** «يلقيان شبكة في البحر»:
«يلقيان شبكة» في اليونانية كلمة واحدة. كان سمعان وأندراوس يلقيان الشبكة   لاحظوا أن بطرس هو أول تلميذ مدعو في إنجيل مرقس، بينما في (يوحنا1: 42-35) كان أندراوس هو أول من دُعي. بحر الجليل كان مصدر السمك لكل إسرائيل .  هذه الشبكة تشير إلى الشبكات المصنوعة باليد، والتي كانت تبلغ مساحتها عشر أقدام فى 15 قدما . كان السمك هو المادة الغذائية الرئيسية في الغذاء اليهودي وما زاد عن الحاجة كان يملح ويباع فى روما بأسعار غالية الثمن
وهكذا كان المسيح يؤسس مملكته كان يدعوا التلاميذ ويعدهم ليكونوا معلمين أى أنه كان مهتماً بالتعليم أكثر من عمل المعجزات، وهكذا ابتدأ عمله باختيار تلاميذه ليعلمهم. وبدأ يتلمذهم قبل أن يعدهم ليكونوا رسلاً. وهنا تظهر قيمة التلمذة قبل أخذ المسئوليات في الكنيسة.
 
  ****«فإنهما كانا صيادين»:
يذكرها ق. مرقس مربوطة ببحر الجليل الآن، ليظهر نية المسيح أن يجعلهما صيادين للناس.


 تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
  بعد وَضْعِ يوحنا المعمدان مقيداً في سجن مكايروس (إذا اعتمدنا كتابات المسيحيين الأوائل وشهادة يوسيفوس) كان صعود يسوع إلى الجليل، وذلك عقب فترة مكوث صغيرة في اليهودية، كما يدون إنجيل يوحنا؛ وهناك بدأ خدمته العلنية في الكرازة بالنبأ السار بأن ملكوت الله قريب. إشارة منه، وبلا شك، إلى النبوة المتعلقة بالزمان التي ترد في (دانيال 9) أعلن قائلاً: "قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ"؛ ودعا الجميع إلى التوبة- أي ليدينوا أنفسهم أمام الله، وليؤمنوا بالبشرى الحسنة.
لقد "أَبْصَرَ سِمْعَانَ وَأَنْدَرَاوُسَ.... يُلْقِيَانِ شَبَكَةً فِي الْبَحْرِ". هذان الأخوان كانا قد التقيا بيسوع قبل برهة، ولكنهما ما كانا قد دُعيا بعد ليتركا كل شيء ويتبعاه. والآن وصلا إلى مرحلة حاسمة في حياتهما، إذ عليهما أن يتخذا قراراً مصيرياً. لاحظ أن الرب يسوع، وليسوا هم، من أخذ المبادرة (يوحنا 15: 16).
"«هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا تَصِيرَانِ صَيَّادَيِ النَّاسِ»". من الخطأ أن نحاول تطبيق هذه الكلمات على جميع تلاميذ الرب يسوع. بطريقة خاصة اختار هذين التلميذين، والآخرين فيما بعد، لأجل خدمة عظيمة في ربح النفوس. ولكن يمكننا أن نكون على يقين بأن كل من يتبعه بإخلاص سيستخدمه الرب بطريقة ما وإلا لا يكون إخلاصه حقيقياً.
 تفسير (مرقس 1: 17) 17 فقال لهما يسوع هلم ورائي فاجعلكما تصيران صيادي الناس.

التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
      **** فقال لهما يسوع: هلم ورائي
«هلم ورائي»: هذا ظرف يقوم بوظيفة أمر ماضي ناقص. فيما يبدوا أن هذا لم يكن أول لقاء بين يسوع وهذين الصيادين لأن سمعان واندراوس كانا تلميذين ليوحنا المعمدان (يو 1: 35)وفي الغد ايضا كان يوحنا واقفا هو واثنان من تلاميذه " دعوتهم لأن يكونا أتباع دائمين رسميين (مر ذ: 17 و 20)  المسيح هنا يعطى أمراً بالتبعية لا كسيد يأمر عبدا؛ بل كمعلم يدعو تلميذاً بسلطان المعرفة الأفضل.
  
***  فأجعلكما تصيران صيادي النّاس
«صيادي الناس»:   هذا تلاعب في الكلمات على مهنتهم .  أى مهارتكم وعملكم هو إصطياد السمك ومن الآن سأعلمكم وأدربكم وأعدكم لتكونوا صيادى الناس بمعنى دعوتهم للتوبة والإيمان الصيد في العهد القديم كان غالبا ما يُستخدم كاستعارة تدل على الدينونة ِ( إر 16: 16) (حز 29: 4- 5) ( حز 38: 4) (عا 4: 2) (حب 1: 14- 17)  هنا هو استعارة تدل على الخلاص وبداية إنشاء أمة العهد الجديد المقدسة صيد الناس للمسيح مهنة وحرفة سماوية شغلها الروح القدس. هي اقتناص الأرواح لا اقتناص الأسماك. صيد السمك يحتاج إلى مهارة وذكاء وحيلة لكي يعرف الصياد طبيعة السمك، ثم مـن نـوع سلوك السمك يرتب له الطعم. وعلى نفس المنوال سيعلم المسيح تلاميذه كـيـف يكتشفون طبيعـة النـاس ويرتبون لهـم الـطعـم الحقيقي، لاقتناص النـاس مـن بحـر الخطيـة وفـك أسـرهـم مـن عبودية الشيطان، وذلك بكشف سر الصليب وفعله الجبار في النفوس، لذلك سُمي الصليب بصنارة أو هلب اخلاص. وما ألذ منظر المعلم بين التلاميذ وهو يعلمهم أصول مهنة الصيد الجديدة وأجرها العظيم في ملكوت الله! فقط اتبعني! ولكن ويل للذي يتبع وعينه إلى الوراء « لم نأخذ شيئاً»
صَيَّادَيِ ٱلنَّاسِ أي مبشرين بالإنجيل. ويتبين لنا من قول المسيح أربع صفات ضرورية لكل مبشر بالإنجيل.
الأولى: أن يكون مدعواً من الله كما دُعي هذان من المسيح. ومن لم يُدع كذلك فليس أهلاً لأن يبشر بكلمة الله بدليل قوله «هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا» الخ.
الثانية: أن يكون ذا غيرة واجتهاد ليأتي بالناس من العالم إلى الكنيسة والخلاص كما يجتهد الصيادون أن يأتوا بالسمك من البحر إلى الشبكة.
الثالثة: أن يكون له في صيد النفوس الصفات التي تجعل الصياد ناجحاً في صيد السمك كمعرفته بعوائد ما يصطاده وحكمته في الصيد واستعداده للتعب وصبره وإقدامه على الخطر وأمله النجاح وثباته في عمله.
الرابعة: أن يتحقق نجاح عمله إذا كان أميناً مجتهداً أكثر مما يتحقق صيادو السمك من أشد أتعابهم في صيد السمك (إشعياء ٥٥: ١١ و١كورنثوس ١٥: ٥٨).
 تفسير (مرقس 1: 18) 18 فللوقت تركا شباكهما وتبعاه.

التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
  **** «فللوقت»:
ترجمتها الصحيحة بحسب اللغة اليونانية “في الحال” Immediately.
لم يفكر بطرس ولا أندراوس أخوه ولم يتشاورا، فإن ناقشوها أو بدءو يزنوها تضعف وتتلاشى،
هي لحظة صغيرة جداً من الزمان حينما يسمع الإنسان صوت الدعوة، استجابتهم بهذه الصورة وفي الحال غير المعقولة لا بد أن يكون قد سبقها معرفة بالمسيح وحديث وتشويق.
 لقد وجدا أن الدعوة صفقة تساوي الصنعة والعمر كله. ولا نعرف عن أسرة بطرس الكثير وكيف كان يعولهم بعد أن تبع المسيح ولكن الدعوة لا تتبع المنطق، من يترك ماله وحاله وأهله وبيته ليسير وراء المسيح في الأزقة متعباً جائعاً، أي منطق هذا!! لهذا يلزم أن يفهم القارئ أن الدعوة تأتي ومعها كل اقتناعاتها ولا يستطيع أحد لا أب ولا أم ولا صديق ولا رئيس مهمـا تـذللوا للمدعو أن يثنـوه عـن دعوته. وإن هـم أثنـوه تحت إغراءات وتهديدات يأخذون دينونة لأنفسهم: «من أحب أباً أو أما أكثر مني ، فلا يستحقني.» (مت 37:10) + «من ينكرني قدام الناس أنكره أنا أيضاً قدام أبي الذي في السموات .» (مت 33:10)
 وإن هو استجاب سريعاً وفي الحال تضخم الصوت واندفقت الحياة كلها برمتها في قلبه، وانفتحت السماء، وأحس الإنسان أنه بلغ شاطئ الأمان قبل أن يضع رجليه في طريق الله . ويظـل نـور هذه اللحظـة قائمـاً لا يمكن أن يخبـو أو ينطفئ، وكلمـا سـار الإنسان في الطريق وذاق المصاعب والمقاومات والاضطهادات، كلما شعر أنه بالكاد قد قرب من هذه الرؤية التي رآها في تلك اللحظة، وفي النهاية جداً يقول: «قد أكمل» !
 
 ****  تركا شباكهما وتبعاه
شباكهما وليس مجرد الشباك، رأس مالهما، صنعتهما، تاريخ حياتهما، كل آمالهما في الحياة. تماماً تشبه قصة إيليا مع أرملة بيت صيدا عندما قال لها :  «هاتي لي كسرة خبز في يدك. فقالت حي هو الرب إلهك إنه ليست عندي كعكة، ولكن ملء کف الدقيق في الكوار وقليل من الزيت في الكوز، وهأنذا أقـش عـودين لآتي وأعمله لي ولابني لنأكله ثم نموت. فقال لها إيليا: لا تخافي ادخلي واعملي كقولك، ولكن اعملي لي منها كعكة صغيرة أولاً واخرجي بها إلي، ثم اعملي لك ولابنك أخيراً. لأنه هكذا قال الرب إله إسرائيل إن كوار الدقيق لا يفرغ وكوز الزيت لا ينقص …» (1مل 17: 11-14)
وهكذا حينما يعطي الإنسان أول ما له للرب ، يعطى ما للرب عند الرب !! (ملكوت الله). لأن مقياس الرب ليس كمقياس الناس، إن مالك في يدك، إن احتفظت به لنفسك ذهب من يدك وذهبت يدك معه، وإن سلمته ليد الرب انضم إلى ما الرب وصار مال الرب مالك وعاشت نفسك إلى الأبد.
ولكنهم بالتأكيد  نظرا للشباك والمركـب والبحـر فـوجـدا أنهـا نفاية، بل خسارة، أمام خفقـة القلب الذي انفتح أ أمامه الإحساس الغامر بحياة جديدة يضيئها نور الرب وبهجة تفوق الوصف. إن السماء التي انفتحت لعين المسيح استطاع أن ينقلها كما هي لكل من يسمعه ويطيعه ويتبعه : (مت 28:19) + «الحق أقول لكم: إنكم أنتم الذين تبعتموني، في التجديد، متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده، تجلسون أنتم أيضاً على اثني عشر كرسيا …»

 تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside

 لقد انجذبَتْ قلوبُهم في الحال إليه ورُبحت له. والآن، وقد جاءت الدعوة إلى خدمة علنية كامل الوقت، فلم يكن هناك تردد. صحيح أنه لم يكن لديهم الكثير ليتخلوا عنه، ولكنهم لأجل اسمه تركوا كل ما كان لديهم من الناحية الدنيوية، وجعلهم فَعَلَةً شجعان ومقتدرين في عملهم العظيم بربح النفوس له.
في هذا القسم نحن مدعوون إلى أن نتأمل في تجاوب مختلف الأشخاص مع دعوة الرب وشهادته خلال خدمة رسالته على الأرض. لقد سمع البعض بسرور دعوته الكريمة ليكونوا معه تلاميذ ورسلاً، وتخلوا حالاً وعن طيب نفس عن انشغالاتهم وأعمالهم العادية جميعاً محبة به. وآخرون كانوا مترددين وخائفين لئلا يحملوا نيره. كان البعض يطلبونه بسبب حاجتهم الشخصية، سواء كانت جسدية أم روحية؛ وتبعه آخرون إيماناً منهم بأنه كان المسيا الموعود ورغبة منهم في أن يكونوا شركاء له في ملكوته. ولكن أياً كان الدافع الذي قادهم لأن يتعلقوا به فإنه اقتبلهم وكان يعلّمهم بصبر وأناة، كاشفاً لهم المعنى الحقيقي لرسالته وما يتعلق بملكوت الله ذاك الذي "سُرَّ الآب أَنْ يُعْطِيه" لهم (لوقا 12: 32). إن الآب هو من اجتذب الناس إلى الرب يسوع، ولذلك كان هناك ترحيب بجميع الذين جاؤوا إليه (يوحنا 6: 44). إنه نفس الأمر تماماً اليوم. قد يأتي أحدهم إليه بقلب محطم إذ يعلم أن يسوع المسيح يشفي القلوب المنكسرة، ويأتي آخر إليه بسبب اشتياقٍ وتوقٍ لديه لم يستطع أن يشبعه في هذا العالم البائس؛ ويأتي هذا منكس الرأس بسبب الخجل والخزي والحزن من جراء حياة رديئة شريرة مبددة؛ وذاك آخر يأتي لأنه سمع أن هناك سروراً وسعادة وفرحاً في المسيح. ولكن جميع الذين يأتون ينالون نعمة واستقبالاً فخماً ملكياً. على الجميع أن يأتوا كخطأة، إذ هؤلاء فقط من جاء يدعوهم (متى 9: 13).
 تفسير (مرقس 1: 19) 19 ثم اجتاز من هناك قليلا فراى يعقوب بن زبدي ويوحنا اخاه وهما في السفينة يصلحان الشباك.

التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   **** ثُمَّ ٱجْتَازَ مِنْ هُنَاكَ قَلِيلاً
كان يسوع سائرا على شاطئ كفر ناحوم التى تقع على بحر طبرية حيث كان الصيادين يعدون شباكهم إستعداد لصيد السمك
   
 **** فَرَأَى يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَاهُ، وَهُمَا فِي ٱلسَّفِينَةِ يُصْلِحَانِ ٱلشِّبَاكَ.
هذه كانت قوارب صيد ضخمة. يعقوب ويوحنا، ابنا زبدي، كانا صيادي سمك من الطبقة الوسطى المزدهرة (كانواَ يستأجرون خداما ) من الواضح أن يوحنا كان لديه عقود عمل لبيع السمك لعائلات الكهنوتية في أورشليم (يورد لهم السمك) يوحنا كان معروفا عندهم (يو 18: 15- 16)   وكان سمعان بطرس والتلميذ الاخر يتبعان يسوع، وكان ذلك التلميذ معروفا عند رئيس الكهنة، فدخل مع يسوع الى دار رئيس الكهنة. 16 واما بطرس فكان واقفا عند الباب خارجا. فخرج التلميذ الاخر الذي كان معروفا عند رئيس الكهنة، وكلم البوابة فادخل بطرس" 
ومما يستحق الاعتبار ان أولئك التلاميذ الأربعة كانوا مجتهدين في مهنتهم الزمنية عندما دعاهم المسيح إلى خدمة سامية روحية.


 تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
أتي القسم
هذان أيضاً كانا صيادي سمك، وعلى الأقل يوحنا كان قد عرف يسوع قبلاً، وربما يعقوب أيضاً. من الواضح أن الرب يسوع المسيح قد ميّز فيهما اتقاد الروح وتكرس قلبهما المحب.
لقد دعا الرب صيادي السمك الأربعة ليصيروا صيادين للناس. لقد رأى أنهم كانوا يؤدون عملهم في بحر الجليل بخبرة وإتقان، فدعاهم وأعدهم لخدمة أسمى وأعظم، ألا وهي ربح النفوس له. علينا ألا نستنتج من ذلك أن كل من يتبعون الرب يسوع المسيح سيصبحون رابحي نفوس عظماء. البعض يُدعون للخدمة بإمكانيات وطاقات أكثر تواضعاً بكثير. والبعض ليس لديه القدرة على أن يكرز أو يعظ، أو حتى أن يقوم بأي عمل شخصي فعال. ولكن كل واحد مدعو ليخدم في أية وظيفة أو مهمة يوكله الرب بها، حتى ولو كانت مجرد أن يعاني من أجله. يمكن للجميع أن يشاركوا في خدمة الصلاة وبذلك يكونون عوناً حقيقياً لأولئك الذين عُهد إليهم أمر الكرازة بالكلمة.
 تفسير (مرقس 1: 20) 20 فدعاهما للوقت.فتركا اباهما زبدي في السفينة مع الاجرى وذهبا وراءه

التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   ****فَتَرَكَا أَبَاهُمَا زَبْدِي فِي ٱلسَّفِينَةِ مَعَ ٱلأَجْرَى وَذَهَبَا وَرَاءَه
مَعَ ٱلأَجْرَى اقتصر متّى على ذكره أن يوحنا ويعقوب تركا أباهما زبدي وتبعا المسيح.( متّى ٤: ٢١) وزاد مرقس على ذلك أنهما يتركا أباهما في المركب وحده يصلح الشباك ويصطاد ويجاهد لإطعام الأسرة لم يتركاه وحده وهو في حال الاحتياج إليهما بل تركوه وعنده أجراء. يعملون فى صيد السمك لديه  وهذا يدل على أنهما لم يتركا أباهما لقساوة أو عدم اكتراث بواجباتهما له وعلى أن عائلتهما لم تكن فقيرة.وتشترط الأديرة القبطية فى مصر على من يتقدم للرهبنة أن يكون أخلى مسئولياته المدنية من خدمة فى الجيش وألا يكون مسئولا لإطعام أسرن كأمه أو أبيه أو أخوة فإن ترك الكل من أجل التكريس هذه المشاعر ويغلبها ويتسامي فوقها بروحه حبا في المسيح والله يكون قد عبر العالم عبوراً رائعاً مشهوداً له من للرب والملائكة. التلاميذ فازوا بشهادة حب المسيح في صلاته أمام الآب: «لأنهم ليسوا من العالم» (يو 14:17)، لذلك حق للمسيح أن يطلب من الآب أن «يكون فيهم الحب الذي أحببتني به وأكون أنا فيهم» (يو 26:17). وتلفت نظر القارئ أن يعيد قراءة هذه الآية مرة أخرى، فالمسيح يطلب من الآب أن يسكب على تلاميذه نفس الحب الأبوي الذي يحب به الابن. ما هذا؟ وماذا بقي عند الآب وعند المسيح؟؟

  تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
لقد كان هذا امتحاناً حقيقياً لقد كانا بلا شك يحبان والدهما زبدي بشدة. ولكنهما وضعا المسيح ودعوته بالدرجة الأولى، ولذلك تركا المنزل وشؤون عملهم لأجله. تخيلوا ما كان ليفوت بطرس وأندراوس ويوحنا ويعقوب لو خذلوا المسيح أو لم يبالوا بمطلبه منهم بأن يتركوا كل شيء من أجله. لقد تخلوا عن عملهم في الصيد لينكبوا على أعظم عمل أُوْكِلَ لإنسان- ألا وهو ربح النفوس للمسيح.
لم يضع ربنا قالباً لطريقة تعامله مع النفوس. إنه يكشف عن ذاته بطرق وأعمال عديدة مختلفة، بحسب الحاجات الخاصة لكل فرد. الأمر العظيم والذي يهمه هو أن يصل إلى كل الضمائر وأن يجتذب كل القلوب. أياً كان السبب الذي يأتي لأجله المرء إلى يسوع، يمكنه أن يكون متأكداً أنه لن يُخزَ أو يُرذل أو يُرد خائباً. إن الرب يقدّر عالياً التكرس المحب له. وبهذه الطريقة نتجاوب مع تضرعاته الكريمة ومطالبه الرقيقة.
"وَبَعْدَ مَا أُسْلِمَ يُوحَنَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ اللَّهِ وَيَقُولُ: «قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ»" (الآيات 14، 15).
أما عن الزمن الذي انقضى بين دعوته للتلاميذ الصيادين الأربعة وتلبيتهم للدعوة، فلا يمكنننا إلا أن نخمنه. يبدو أن كل الأحداث قد جرت خلال بضعة أيام.

 

This site was last updated 01/04/24