This site was last updated 10/23/23

 

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 شرح إنجيل مرقس -  تفسير الإنجيل كما رواه مرقس (مر1:2- 28)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير مرقس (مر 1: 1- 20)
تفسير مرقس(مر 1: 21- 45
تفسير مرقس (مر1:2- 28)
تفسير مرقس الفصل7
تفسير مرقس الفصل8
تفسير مرقس الفصل9
تفسير مرقس الفصل14
تفسير مرقس الفصل15
تفسير مرقس الفصل16
تفسير مرقس الفصل17
تفسير مرقس الفصل18
تفسير مرقس الفصل21
تفسير مرقس الفصل22
تفسير مرقس الفصل23
تفسير مرقس الفصل24
تفسير مرقس الفصل25
تفسير مرقس الفصل26
تفسير مرقس الفصل27
تفسير مرقس الفصل28
تفسير مرقس الفصل29
خاتمة إنجيل مارمرقس

تفسير إنجيل مرقس - مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل7 
 تفسير إنجيل مرقس الإصحاح الثانى
1. مقاومة سلطانه: شفاء المفلوج (مر 2: 1 - 12)
2. مقاومة سلوكه: حبه للخطاة (مر 2: 13 - 17)
3. مقاومة طقس عبادته: عدم الصوم (مر 2: 18 - 22)
4. اتهامه ككاسر للسبت (الشريعة) (مر 2: 23 - 28)
ألقاب المسيح التى وردت فى هذا الإصحاح (1) الطبيب (مر 2: 17) .. (2) العريس (مر 2: 19) .. (3) الخمر الجديدة (مر 2: 21- 22) .. (4) رب السبت (مر 2: 28) 

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 2

 1. مقاومة سلطان المسيح : شفاء المفلوج (مر 2: 1 - 12)

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 2

2. مقاومة سلوكه: حبه للخطاة (مرقس 2: 13-17)

 تفسير (مرقس 2: 1)1  ثم دخل كفرناحوم ايضا بعد ايام فسمع انه في بيت.

التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 
شفاء المفلوج المشلول والخطية  في كفرناحوم(مر 2: 1-)12
وردت معجزة المفلوج (المشلول) فى إنجيل (مت 9: 1ـ 8)، وإنجيل (لو 5: 17-26)
   *** ثُمَّ دَخَلَ كَفْرَنَاحُومَ أَيْضاً بَعْدَ أَيَّامٍ،

كَفْرَنَاحُومَ : إنتقل يسوع من الناصرة ليسكن ويستقر فى مدينة كفر ناحوم (مت 4: 13)13 وترك الناصرة واتى فسكن في كفرناحوم التي عند البحر في تخوم زبولون ونفتاليم "  كمقر له. ويطلق الإنجيل على هذه المدينة مدينة يسوع"  (متّى ٩: ١).1 فدخل السفينة واجتاز وجاء الى مدينته. ".مدة تبشيره في الجليل فهى تقع على شاطئ بحر طبرية حيث يسهل التنقل بواسطة المراكب والسفن بين المدن التى تقع على شاطئة ومن ثم للمدن الأخرى وكانت مركز الطرق تسهل له الوصول إلى قرى ومدن إقليم الجليل   كانت تقع على طريق القوافل الرئيسي الذي يصل بين دمشق ومصر وإسم المدينة يعني "قرية ناحوم". وسبب آخر لأنتقال يسوع لهذه المدينة هو سبب عدم إيمان أهل الناصرة،  (مر 6: 4)."فقال لهم يسوع: «ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه وبين أقربائه وفي بيته»."(مت 13: 57).  "فَكَانُوا يَعْثُرُونَ بِهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إِلاَّ فِي وَطَنِهِ وَفِي بَيْتِهِ»."
كفرناحوم كانت إحدى المراكز التي أقام فيها المسيح وعمـل كثيراً من معجزاتـه، وذلك حسب إنجيـل ق. لوقا، إذ حينمـا كـان يـكـرز في الناصـرة قيل له: «كم سمعنا أنه جرى في كفرناحوم فافعل ذلك هنا أيضاً في وطنك» (لو 23:4)
 بَعْدَ أَيَّامٍ، : ظل المسيح خارج المدينة يكرز ويشفي، ثم عاد ثانية (أيضاً) إلى المدينة بعد أيام.
  
*** فَسُمِعَ أَنَّهُ
فَسُمِعَ أَنَّهُ فِي بَيْتٍ : هذا يشير على أنه دخل المدينة خفية لئلا يزدحم الناس عليه ولأن المدينة صغيرة فيعتقد أن بعضهم رآه في بيت فأذاع الخبر. ولم يذكر الإنجيل اسم صاحب ذلك البيت. والأرجح أنه بطرس.
إنتشار معجزات يسوع وقوة إخراجه الشياطين وتعاليمه أصبخت تنتقل من فم إلى آخر جعلت كثير من الناس يأتون إليه ويروه (المرضى، والفضوليين، والساعين الحقيقيين وراءه، ورؤساء الدين من الكهنة والمعلمين والفريسيين والكتبة وغيرهم ). أقوال يسوع غالبا ما كان يوجهها إلى مجموعات مختلفة من الحضور
 لذلك ينبغي أن نقرأ الآية هكذا: «ثم دخل كفرناحوم أيضاً بعد أيام فسمع أنه في البيت» والحقيقة حتى اليوم أنه إذا سمع أن يسوع يعمل في بيت أو كنيسة فالعالم كله يتقاطر عليه، فهو لا يزال ملجأ خلاص للبشرية المتعبة أينما كانت. وحيثما كان يجتمع الناس، كان المسيح يبدأ بالكرازة، ولكن سرعان ما كانوا يأتون بالمرضى.
  
*** فِي بَيْت
لم تحدد الآية فى أى بيت كان يسوع هل كان فى بيت بطرس أم فى بيت أحد من تلاميذة ألاخرين أم دعاه أحد فى بيته أم بيت مريم أم أنه بيت مستأجر لسنا نعلم بشكل مؤكد.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside

  خدمة الرب المبكرة في الجليل لا تزال مستمرة مطردة، والأحداث التي ترد في هذا المقطع تلي مباشرة تلك التي مرت في المشهد السابق. كانت كفرناحوم المركز الذي انطلق منه يسوع إلى بقية نواحي الجليل، في أوائل الصيف أو أواخر الربيع من العالم 28 م.

 لقد لاحظنا لتونا أن المعجزات قد عملها ربنا ليريح البشر من بؤسهم وتعاستهم وليثبت مسيانيته. سنركّز أيضاً على الحقيقة الثمينة بأن هذه المعجزات قد عُني بها أن تعلنَ للبشر نعمة الله ومحبته الحانية، التي تبدت في المسيح، فكشفت على نحو كامل عمق اهتمامه بأولئك الذين استجلبوا على أنفسهم ذلك المرض الرهيب والبلوى بسبب أنهم أداروا ظهرهم له. إن الجنس البشري برمته كان يعاني بسبب الخطيئة. لقد كان إسرائيل بشكل خاص قد وُعد بمناعة من المرض إذا ما أطاعوا ناموس الله (خروج 23: 25). وكل أعمى أو أصم أو مشلول أو مصاب بالمرض من بينهم كان شاهداً على إخفاقهم في هذه الناحية (تثنية 28: 15- 23). بشفائه لذاك المريض، كان يسوع يبطل عمل الشيطان (أعمال 10: 38). وبقيامه بذلك فإنه كان يحقق ما سبق أن جاء في النبوءة عن "عبد يهوه"، ملك اسرائيل المسيا المنتظر الموعود (أشعياء 35: 4- 6). شفاء الأجساد وغفران الخطايا كانا مرتبطان على نحو وثيق في العهد القديم (مزمور 103: 3؛ 67: 2؛ أشعياء 58: 8). وكان الأمر يصح أيضاً على نفس المنوال فيما يخص خدمة الرب على الأرض كما سيوضح هذا القسم الذي سنتناوله الآن. وهناك منطق لا يزال صحيحاً حتى ولو كانت بركاتنا الآن روحية (أفسس 1:3) أكثر منها مؤقتة زائلة. ولكن يوحنا يصلي من أجل غايس لكي ينال صحة الجسد وانتعاش الروح معاً يداً بيد (3 يوحنا 1: 2). وكما في مكان آخر يمكننا أن نتيقن أن سبب ذلك هو أن الله أبانا له هدف خفي معين من البركة. إلا أن لنا الحرية في أن نصلّي على الدوام أحدنا للآخر من أجل الشفاء (يعقوب 5: 16). عندما كان يسوع يعلنُ على الأرض إنجيل الملكوت، كان من الملائم أن تتجلى بركات الدهر الآتي، وهكذا يحصل الناس على مثالٍ عما يمكن لإسرائيل والكون بأكمله أن يتمتع به بامتلائه عندما يسود مُلْكُ الله على جبل صهيون وتعم البركةُ جميعَ الأرض.

          إن كل شكل من أشكال شفاء المرض قام به ربنا يسوع يبدو وكأنه يرسم جانباً من الخطيئة، التي تشبه الحمى المتقدة في النفس، فتكون مثل برص يدنس الكيان كله، أو شلل يجعل المرء عاجزاً كلياً عن أن يخطو خطوة تجاه الله، أو كمثل ذراعٍ ذاويةٍ عاجزة عن القيام بخدمة حقيقيةٍ. أياً كان الشكل الذي تأخذه الخطيئة، فإن يسوع يستطيع أن يقدم انعتاقاً كاملاً منه.

          كل شفاء هو إلهي، سواء أكان قد تم بقوة أو قدرة معجزية، أو بعادات جسدية منضبطة على نحو صحيح، أو حمية أو تدريب، أو بمعالجة طبية مدروسة. الله وحده هو الذي يستطيع أن يقدم صحة و قوة متجددتين. فذاك الذي بقدرته أتينا إلى الوجود، وقد أعطانا كل تلك الأجساد المدهشة، بوظائفها الرائعة، هو الوحيد الذي يستطيع أن يحفظنا على نحو سليم معافى أو يشفينا من المرض.

"سُمِعَ أَنَّهُ فِي بَيْتٍ". : حضور يسوع في أي مكان كان سرعان ما يصبح معروفاً، كما في هذه المناسبة عندما انتشر خبر أن الشافي العظيم هو من جديد في المدينة التي اختارها موطناً له.

 تفسير (مرقس 2: 2) 2 وللوقت اجتمع كثيرون حتى لم يعد يسع ولا ما حول الباب.فكان يخاطبهم بالكلمة.


التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
  *** وَلِلْوَقْتِ ٱجْتَمَعَ كَثِيرُونَ 
.  إذا أستقبلت عاسلة أحد الضيوف كانت من عادات المجتمعات فى بلاد الشرق الأوسط الشام ومصر وغيرها ترك الباب المفتوح كان يعني "تفضلوا بالدخول"، وكان الأقارب والأصحاب والجيران وغيرهم يدخلون لمشاهدة الضيف .
ٱجْتَمَعَ كَثِيرُونَ قال لوقا أنه كان بين أولئك الكثيرين (لوقا ٥: ١٧).«فَرِّيسِيُّونَ وَمُعَلِّمُونَ لِلنَّامُوسِ جَالِسِينَ وَهُمْ قَدْ أَتَوْا مِنْ كُلِّ قَرْيَةٍ مِنَ ٱلْجَلِيلِ وَٱلْيَهُودِيَّةِ وَأُورُشَلِيمَ»
 
 *** حَتَّى لَمْ يَعُدْ يَسَعُ وَلاَ مَا حَوْلَ ٱلْبَابِ. 
. تعنى هذه العبارة أن ساحة المنزل الداخلية صغيرة مما يعنى أن المنزل كان صغيرا صغيرة، ولكن حتى لو كان الأمر كذلك، فإن هذا البيت ما كان ليمكن أن يتسع لعددٍ َما َكبير من الناس.
 
  *** فَكَانَ يُخَاطِبُهُمْ بِٱلْكَلِمَةِ».
هذا مبني للمعلوم ناقص إشاري، والذي يمكن أن يُفهم على أنه (1) بدء عمل أو (2) تكرار عمل. الـ "كلمة" تشير إلى رسالة يسوع الحالية والتي قالها في (مر 1: 14- 15) 14 وبعد ما اسلم يوحنا جاء يسوع الى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله 15 ويقول: «قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وامنوا بالانجيل» آياته وتصرفاته تبدلت، ولكن المحور الرئيسي لرسالته بقي نفسه ، المسيح الكلمة وكلمته حية وفعالة تخرج للعمل ولا تأرجع فارغة كلمته الإنجيل البشارة المفرحة . (عب 4: 12) "لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ، ومميزة أفكار القلب ونياته." .
يُخَاطِبُهُمْ بِٱلْكَلِمَة أي بقوله الذي سبق في (مر 1: 15) فليس من الضروري أن تكون التبشير  بالإنجيل محصورة في المعابد وفي يوم الرب. بل يجب أن نغتنم كل فرصة مناسبة لذلك اقتداء بالمسيح الذي بشر على الجبل وفي البرية وفي البيت وفي السفينة وامام ولاة حين كان السامعون ألوفاً أو حين لم يكن ممن يسمعه سوى امرأة واحدة كما كان عند بئر يعقوب قرب السامرة.
**
تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
"فَكَانَ يُخَاطِبُهُمْ بِالْكَلِمَةِ". : لقد كان يعلن لتلك الحشود التي ملأت المنزل واكتظت عند الباب الرسالة التي جاء من السماء لكي ينقلها، ألا وهي إنجيل الملكوت. لقد كانت هذه مهمته الرئيسية خلال فترة خدمته التي استمرت ثلاث سنوات ونصف. وكان شفاء المرضى أمراً ثانوياً بالنسبة له، رغم أن ذلك كان الأمر الأهم بالنسبة للناس بلا شك. ولكن مرض النفس أشد خطراً من مرض الجسد، وأن ينقل للبشر رسالة الحياة أهم بكثير من تخليصهم من الأمراض أو العلل الجسدية.

تفسير (مرقس 2: 3) 3 وجاءوا اليه مقدمين مفلوجا يحمله اربعة.

 

التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** وَجَاءُوا إِلَيْهِ مُقَدِّمِينَ مَفْلُوجاً

مَفْلُوجاً : . أما المفلوج فهو المصاب بمرض الفالج وهـو الشلل. والشلل أصناف، فيه من يستطيع أن يمشي على رجل واحدة وعكاز، وفيه من لا يستطيع أن يمشي على الإطلاق، وهذا هو مريض هذه الآية.

سبق تفسير / شرح مرض الفالج (متّى ٨: ٦). ومعجزة شفائه في شرح بشارة متّى (متّى ٩: ٢ - ٨).
الفالج أو الشلل مركب من "يخسر" و"بشكل نصفي". ربما كان هذا ضحية ضربة أو خبطة، وأصيب بالشلل فى أحد جانبية تصرفات يسوع كان لها أهداف متعددة (1) أن يحقق النبوءة المسيانية ويعلن أنه المسيا أى المسيح المتظر التي في (اش 61: 1) روح السيد الرب علي لان الرب مسحني لابشر المساكين ارسلني لاعصب منكسري القلب لانادي للمسبيين بالعتق وللماسورين بالاطلاق." (2) أن يعلن ألوهيته وسلطانه بمغفرة الخطايا. بالنسبة إلى أولئك الذين كانت لهم أعين روحية كان هذا آية واضحة وال غموض فيها

   *** َيحْمِلُهُ أَرْبَعَةٌ».

يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةٌ لم يذكر عدد الحملة سوى مرقس وزاد متّى ولوقا أنهم كانوا يحملونه على فراش وهذا يدل على أن الفالج  لم يكن نصفيا فقط بل أنه عمّ كل جسده فلم يستطع حركة. واضح من دقة وصف المشهد أن الراوي كان شاهد عيان
 

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside

    "وَجَاءُوا إِلَيْهِ مُقَدِّمِينَ مَفْلُوجاً يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةٌ".  هذا المشلول البائس العاجز لم يكن ليستطيع أن يشق طريقه بدون مساعدة ليصل إلى حيث كان يسوع، ولكن كان له أربعة أصدقاء كانوا مقتنعين بشدة على ما يبدو بأن الرب سيعطي قوة لأوصال ذلك المريض المشلولة.

 تفسير (مرقس 2: 4) 4 واذ لم يقدروا ان يقتربوا اليه من اجل الجمع كشفوا السقف حيث كان وبعدما نقبوه دلوا السرير الذي كان المفلوج مضطجعا عليه.

التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** وَإِذْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَقْتَرِبُوا إِلَيْهِ مِنْ أَجْلِ ٱلْجَمْعِ،
لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَقْتَرِبُوا إِلَيْهِ وسبب ذلك ما ذُكر في (مر 2: 2)
   *** كَشَفُوا ٱلسَّقْفَ حَيْثُ كَانَ. وَبَعْدَ مَا نَقَبُوهُ
هذه حرفيا تعنى "أزالوا السقف". األسقف كان يمكن الوصول إلي السقف (سطح البيت)  عن طريق سلالم (درجات) تصل للسقف أو خارج البيت من منزل الجيران أو من الشارع وغالبا ما كانت مكان تجمعات اجتماعية. كان السقف فى العادة منبسطة ومصنوعة من الطمي وأغصان ألشجر. وكان ظلة لمنع شمس الصيف وحرارتها من الجالسين فى المكان فرفعوا منه ما هو كاف لتركه فراغاً يُدلى منه وهو على فراشه. (لوقا 5: 19) ولما لم يجدوا من اين يدخلون به لسبب الجمع صعدوا على السطح ودلوه مع الفراش من بين الاجر الى الوسط قدام يسوع. "
 "آجر" (الآجر يعنى فى معاجم اللغة العربية : الطين يشوى / يحرق بالنار ويستخدم في البناء ، ويعرف باللبن المشوي ، وبالقرميد.  ) والذي ربما يدل على باحة (ساحة)  دار.
 
 *** دَلَّوُا ٱلسَّرِيرَ ٱلَّذِي كَانَ ٱلْمَفْلُوجُ مُضْطَجِعاً عَلَيْهِ».
  كانت هذه ملاءة صغيرة تستخدم للنوم. أو ملاءة موضوعة بين أربع خشبات
ولما لم يستطيعوا أن يقربوه من الزحام، صعدوا على السلم وأزالوا الأغصان التى تغطى المكان ودلوه بالحبـل فـكـان أمام المسيح.
 هؤلاء الرجال الأربعة الذين حملوا المفلوج لم يذكر الإنجيل أسماؤهم ولا درجة قرابتهم للمريض وربما كانوا من جيرانه أو اصحابه إلا أنهم سمعوا كغيرهم أن يسوع فى أحد بيوت مدينتهم كفر ناحوم وسمعوا أنه يفعل المعجزات ويشفى المرضى وفى إيمان شديد حملوا المفلوج وساروا به فى طرقات كفر ناحوم وعندما وصلوا للبيت وجدوا الجموع تسد الباب المؤدى للمكان  الذى فيه يسوع ففكروا بسرعة وقرروا أن يحملوا مريضهم لأعلى البيت إلى السقف وكان هذا أمرا ليس بالسهل أن يحملوا المفلوج للأعلى وعندما وصلوا السقف نقبوه أى أزالوه ازالوا أغصان الشجر ودلوا سرير بالمريض ووضعوه على الأرض أمام اقدام المسيح وهذا نوع من الإصرار الذي يزكيه الإيمان واللهفة على نوال لمسة يد المسيح للشفاء.
 وأنه  وما أتوه دليل على شدة رغبتهم في حصول مفلوجهم على الشفاء وعدم اكتراثهم بالموانع الكثيرة وشدة إيمانهم بقوة المسيح واستعداده لمنح الشفاء. فعلينا أن نظهر مثل هذه الرغبة مع مثل ذلك الإيمان في الشفاء الروحي لنا ولأصحابنا.
ويلاحظ أخيراً أن القديس مرقس قدم هذه المعجزة ليقدم برهاناً موثقاً بالشهود والعمل الجهاري أن يسوع هو المسيح ابن الله!

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
 "كَشَفُوا السَّقْفَ حَيْثُ كَانَ. وَ... دَلَّوُا السَّرِيرَ الَّذِي كَانَ الْمَفْلُوجُ مُضْطَجِعاً عَلَيْهِ".
إذ وجدوا أن كل الطرق العادية المؤدية إلى يسوع كانت مغلقة بسبب الحشد المتدافع عند الباب، فإن هؤلاء الأصدقاء النشطين، وإذ كانوا عازمين على ألا يخفقوا في محاولتهم لإحضار المتألم المصاب مباشرة إلى المخلص المحب صانع المعجزات، فإنهم حملوه إلى أعلى السطح (والذي يمكن الوصول إليه عن طريق سلم خارجي) وهناك، وإذ نزعوا القرميد والقش على السقف، صنعوا فتحة كبيرة بما يكفي ليُنزلوا المريض منها، بأن ربطوا حبالاً إلى السقالة التي كان يضطجع عليها المريض فأوصلوه إلى حيث كان يسوع يعلّم. يمكن للمرء أن يتخيل مدى الاهتياج والإثارة عند الناس وقد رأوا ذلك الرجل المضطجع وهو يُنزل إلى عند قدمي يسوع. بالنسبة له لم يكن في هذا أي تطفل أو اقتحام وقح لا مبرر له، أو مقاطعة، بل دليل صامت على إيمان الخمسة، الذين وثقوا به على أنه قادر على استخدام قدرته لشفاء المريض
.
 تفسير (مرقس 2: 5) 5 فلما راى يسوع ايمانهم قال للمفلوج يا بني مغفورة لك خطاياك.


التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ،
رَأَى إِيمَانَهُمْ أي علم إيمان المفلوج وإيمان أصحابه من أعمالهم ومن معرفته قلوبهم إذ لا يذكر الإنجيل أنهم  قالوا بكلمة. وهكذا تثبت الاية الخالدة التى ووردت فى رسالة يعقوب بأن العمال هامة لإثبات الإيمان (يع 2: 18)."لكن يقول قائل: «أنت لك إيمان، وأنا لي أعمال» أرني إيمانك بدون أعمالك، وأنا أريك بأعمالي إيماني." فأظهر هؤلاء الأ{بعة رجال بحملهم المفلوج المشلول ونقبهم للسقف وانزلوا المفلوج أن إيمانهم لا توجد فيه ذرة شك بقوة المسيح على شفاء مريضهم وأنه سيقوم سائرا على رجليه  مريضهم
  
*** قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: يَا بُنَيَّ، مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ».
ربما كان إعلان المسيح بأنه غفر خطاياه مقصود أمام رؤساء الدين الذين كانوا حاضرين.
 كان اليهود يعتقدون أنه كانت هناك علاقة بين المرض والخطيئة  (أيوب) ( يو 9: 2)  2 فساله تلاميذه قائلين:«يا معلم، من اخطا: هذا ام ابواه حتى ولد اعمى؟». 3 اجاب يسوع:«لا هذا اخطا ولاابواه، لكن لتظهر اعمال الله فيه.  ( يعقوب 5: 15- 16)  15 وصلاة الايمان تشفي المريض، والرب يقيمه، وان كان قد فعل خطية تغفر له. 16 اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات، وصلوا بعضكم لاجل بعض، لكي تشفوا. طلبة البار تقتدر كثيرا في فعلها. " 
يسوع كان يشجع أيضا  هذا الرجل لأنه ربما كان قلقامن أن تكون خطيئته نوعا ما هي السبب في شلله
النص فى  UBS4 النص في يحوي مضارع مبني للمجهول إشاري. بعض النصوص اليونانية تحوي تام مبني للمجهول إشاري W، L، D، C، A، א، ٌ 88 P)، والتي تشبه (لو 5: 20) 20 فلما راى ايمانهم قال له: «ايها الانسان مغفورة لك خطاياك».   ولكن (مت 9:2) 2 واذا مفلوج يقدمونه اليه مطروحا على فراش. فلما راى يسوع ايمانهم قال للمفلوج: «ثق يا بني. مغفورة لك خطاياك». والمخطوطة B تحوي مضارع مبني للمجهول إشاري. من الصعب أن نختار أو نحدد أى من هاذين الخيارين هو الأصلي.
قَالَ لِلْمَفْلُوجِ : اعتبر المسيح أعمال أولئك الناس صلاة له فأظهر بذلك استعداده لمساعدة الذين يلجأون إليه.
مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ : كان مرض ذلك المفلوج من خير البركات له لأنه كان سبب تقرّبه إلى المسيح ونواله مغفرة خطاياه وشفاء نفسه إلى الأبد.
وأظهر المسيح بذلك أن الخطيئة قد يسبب بعض الخطايا مرض فلزم بالضرورة رفع السبب لرفع المسبب. وكان المفلوج محتاجاً إلى شفائين شفاء الجسد وشفاء النفس وعموما المسيح كان يعطى الشفائين. أما المفلوج وأصحابه فكانوا مهتمين بشفاء جسده متوقعين قول المسيح شُفي مرضك. وأما المسيح فحوّل أفكارهم إلى شفاء الداء الأعظم وقال «مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ». وأراد أيضاً أن يعلن سلطانه على مغفرة الخطايا قدام أعدائه.
وهنا يقصد الإنجيل أن يضع معادلة في غاية الأهمية بين الإيمان والشفاء التي طالما أكـدها المسيح مراراً وتكراراً، أنه بقدر الإيمان يكـون الشفاء. ولكن الجديد في هذه القصة أن المسيح وضع معلومة جديدة وخطيرة كنا قد سبقنا وشرحناها (في شرح آية 31:1)، وهي أن المرض ليس أصلاً من طبيعة الإنسان المخلوق على صورة الرب، ولكن لما أخطأ الإنسان نحو الله فقدت طبيعته العناية الحافظة من سلبيات الحياة ومداهمة الأعداء والأمراض، حتى إن الطبيعة وكل مكونات الأرض أظهرت له العداء: «ملعونة الأرض بسببك» (تك 17:3). الأمر الذي فشره ق. بولس الرسول هكذا:
لذلك حيثما يقول المسيح: «مغفورة لك خطاياك». فالمعنى يغطي الخطية وأصلها وتفرعاتها في الإنسان، وقد قالها المسيح في زمن الحاضر المستمر: “في هذه اللحظة صارت خطاياك مغفورة لك”. وقالها بسلطان من هو قابض على الدينونة والغفران معاً وبأن واحد، ومن هو قابض على الزمن ماضيه وحاضره ومستقبله معاً!! لذلك بمجرد أن نطق المسيح بالغفران دبت الحياة والصحة في المفلوج، لذلك أعطاه المسيح الأمر بالوقوف. وليس الجسد فقط نال هذه النعمة بل الفكر والضمير والنفس والروح معاً.
إذن، فالمسيح بالتالي يرفع عنه المرض وكل متعلقاته؛ ولكن يضيف المسيح أحياناً الأمر «فلا تخطئ أيضاً (ثانية) لئلا يكون لك أشر» (يو 14:5)، إذ تعود حالة الإنسان تحت اللعنة من جديد. وقد جعل المسيح هذه العينات من الشفاء نموذجاً تعليمياً ليوضح أثر الخطية في حياة الإنسان،
– ويلاحظ في الآية (5:2) أن المسيح ناداه «يا بني» ـ يا ابني أو أيها الابن، فهذا النداء بهذا اللقب يعني ويساوي تماماً مغفورة لك خطاياك، فنهاية غفران خطايانا هي أبناء الله، وقد قالها المسيح «يا بني» قبل أن يقول له مغفورة لك خطاياك . والسبب أنه يصر بعد صليب ولا سفك دم، الذي يؤهل للتبني، فهنا المسيح وهيه التبني من عنده كعطية حاضرة فيه، لكي يحل عليه غفران الخطية.
وعلى هذا يظهر كيف أعطى المسيح بنوته لكل الذين يؤمنون بموته وقيامته. إذ لكي يعطي المسيح بنوته للناس يلزم أن يعطيهم حياته التي هي علاقته مع الآب. وكيف يعطيهم حياته إلا بسفك دمه

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside

"فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ". إنما الإيمانُ تبرهنه الأعمال. إصرار ومثابرة ونشاط هؤلاء الرجال أظهر حقيقية إيمانهم باستعداده لأن يسد حاجتهم. هذا ما أدركه، وإذ رأى أن المفلوج كان في حاجة إلى ما هو أعظم من شفاء الجسد- أي مغفرة خطاياه، "قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «يَا بُنَيَّ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ»". لقد كانت هذه لحظة درامية مؤثرة، ولا بد أن كلماته قد أذهلت المستمعين، إذ لم يسبق لهم أبداً أن عرفوا رجلاً يتحدث على هذا الشكل.

          كان المشلول حرفياً "ضعيفاً (لا قوة له)" (رومية 5: 6). وبهذه كان يمثل صورة لكل الناس في خطاياهم. لقد أدخلت كلمة المسيح القوة إلى أطرافه المشلولة، كما أن تلك الكلمة ذاتها تعطي حياة جديدة لمن يقتبله بإيمان.

          أظهر الأصدقاء الأربعة لذلك الرجل العاجز إيمانهم من خلال أعمالهم. وإذ كانوا متيقنين بأن صديقهم المريض كان في حاجة إلى يسوع، فإنهم كانوا مصممين على ألا يسمحوا لأي شيء بأن يمنعهم من إحضاره إلى مكان وجود المخلص. هل نهتم نحن على تلك الدرجة بأصدقائنا غير المهتدين إلى يسوع كما فعلوا؟ لقد كان مما يبهج المسيح رؤيتُه لإيمان هؤلاء الرجال، لأن الإيمان دائماً يمجد الله. إنه يميز حضوره في كل نفس صادقة ساعية وراءه، وهو سريع الاستجابة في تلبية رغبة القلب المؤمن.

 تفسير (مرقس 2: 6) 6 وكان قوم من الكتبة هناك جالسين يفكرون في قلوبهم

التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
  
*** وَكَانَ قَوْمٌ مِنَ ٱلْكَتَبَةِ هُنَاكَ
قَوْمٌ : معنى كلمة قوم فى اللغة العربية : "  القوم الجماعة من الرجال والجمع أقوام وتطلق على الجماعة من الناس عموما " . كان هؤلاء خبراء في الناموس المكتوب والشفهي.قدم الكتبة والفريسيون هنا أنفسهم كحفظة للناموس والشريعة، ولو أن تفكيرهم لم يخرج عن دائرة عقولهم حتى أصبح تقليددهم الشفهى الناتجج من تفكيرهم عقيدة دينية يلتزمون بها بل زيجبرون ألاخرين على تنفيذها كانوا إما (1) مفوضين رسميا أتوا من أورشليم وأرسلوا ليراقبوا يسوع أو  (2) مفسرين محليين للتقاليد اليهودية لأهل البلدة. لا بد أنهم قد جاؤوا باكرا لكي يدخلوا إلى البيت أو كانوا يتوقعون أن يُسمح لهم بأن ينتقلوا إلى الواجهة (الصفوف الأمامية أى أمام يسوع ) بسبب مكانتهم الإجتماعية. انظر موضوع : ٱلْكَتَبَةِ : هم من اليهودية ممن امتلأت قلوبهم حسداً وبغضاً للمسيح (لوقا ٥: ١٧).17 وفي احد الايام كان يعلم وكان فريسيون ومعلمون للناموس جالسين وهم قد اتوا من كل قرية من الجليل واليهودية واورشليم. وكانت قوة الرب لشفائهم. "
هؤلاء كانوا ناموسيين لم يعرفوا شيئاً عن النعمة وكانوا ينكرون ادعاءات يسوع بأنه ابن الآب. إنهم لا يلتجئون إلى الكتابات المقدسة سعياً وراء الاستنارة، بل إنما يفكرون في أنفسهم عن معنى كل ما يجري. وإذ كانوا ممتلئين بالتحامل والإجحاف ومصممين على ألا يؤمنوا بيسوع، فإنهم يناقشونه في الحال
 
  *** جَالِسِينَ يُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ:
السؤال اللاهوتي الذى يتبادر للذهن هو هل قرأ يسوع أفكارهم وبذلك يكون هذا دليلا آخر على ألوهيته (1صم 16: 7)  فقال الرب لصموئيل لا تنظر الى منظره وطول قامته لاني قد رفضته.لانه ليس كما ينظر الانسان.لان الانسان ينظر الى العينين واما الرب فانه ينظر الى القلب. ( مز 7: 9) 9 لينته شر الاشرار وثبت الصديق.فان فاحص القلوب والكلى الله البار. ( مز 139: 1-4) لامام المغنين.لداود.مزمور.يا رب قد اختبرتني وعرفتني. 2 انت عرفت جلوسي وقيامي.فهمت فكري من بعيد 3 مسلكي ومربضي ذريت وكل طرقي عرفت. 4 لانه ليس كلمة في لساني الا وانت يا رب عرفتها كلها ( أم 16: 2)2 كل طرق الانسان نقية في عيني نفسه.والرب وازن الارواح  (أم 21: 2) 2 كل طرق الانسان مستقيمة في عينيه والرب وازن القلوب. ( أم 24: 12)ان قلت هوذا لم نعرف هذا.افلا يفهم وازن القلوب وحافظ نفسك الا يعلم.فيرد على الانسان مثل عمله (إر 11: 20) 20 فيا رب الجنود القاضي العدل فاحص الكلى والقلب دعني ارى انتقامك منهم لاني لك كشفت دعواي  ( إر 17: 10)  انا الرب فاحص القلب مختبر الكلى لاعطي كل واحد حسب طرقه حسب ثمر اعماله.  ( إر 20: 12) فيا رب الجنود مختبر الصديق ناظر الكلى والقلب دعني ارى نقمتك منهم لاني لك كشفت دعواي  ( لو 16: 15) 15 فقال لهم: «انتم الذين تبررون انفسكم قدام الناس! ولكن الله يعرف قلوبكم. ان المستعلي عند الناس هو رجس قدام الله. ( أع 15: 8)8 والله العارف القلوب، شهد لهم معطيا لهم الروح القدس كما لنا ايضا. ( عب 4: 12) لان كلمة الله حية وفعالة وامضى من كل سيف ذي حدين، وخارقة الى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ، ومميزة افكار القلب ونياته. " أم أنه كان يعرف تقاليدهم ويرى تعابير وجههم؟ هذا نفسه (مر 2: 8) قد يكون هذا علامة أخرى.  لأن معلمى اليهود من الرابيون فسروا (أش 11: 3) 3 ولذته تكون في مخافة الرب فلا يقضي بحسب نظر عينه ولا يحكم بحسب سمع اذنيه. " على أنها تشير إلى المسيا / المسيح المنتظر القادر على أن يقرأ ويميز أفكار الناس
(أيوب ١٤: ٤)4 من يخرج الطاهر من النجس.لا احد."
****
 
القلب في العهد الجديد  The heart in the New Testament
تُستخدم الكلمة اليونانية kardia في الترجمة السبعينية والعهد الجديد لتعكس كلمة "لب"  lēb الِّعبرية 513  BDB 523 ,KB). تُستخدم بطرق مختلفة
(1) مركز الحياة فى  الجسد ، استعارة تُستخدم مع الأشخاص (أع 14: 17) ( 2كور 3: 2- 3) (يع 5: 5)
(2) مركز الحياة الروحية (أي الإخلاقية).
أ. الرب يعرف القلب (لو 16: 15) ( رو 8: 27) ( 1كور 14: 15) (1تس 2: 4) ( (رؤ 2: 23)
ب. تُستخدَم كلمة القلب لوصف حياة البشر الروحية (مت 15: 18- 19) ( مت 18: 35) (رؤ 6: 17) ( 1تيم 1-:5) (2تيم 2: 22)  (1بط 1: 22)
(3) مركز الحياة الفكرية أي الفكر، (مت 13: 15) ( مت 24: 48) (أع 7: 23) (أع 16: 14) (أع 28: 27) (رو 1: 21) ( 2كور 4:6) (أف 1: 18) ( أف 4: 18) ( يع 1: 26) (2بط 1: 19) (رؤ 18: 7) ؛ القلب مرادف للفكر في ((2كور 3: 14- 15) و (فى 4: 7)
(4) مركز الإرادة (أع 5: 4) ( أع 11: 23) ( 1كور 4: 5) ( 1كور 3: 37) ( 2كور 9: 7)
(5) مركز العواطف (مت 5: 28) (أع 2: 26 و37) ( أع 7: 54) ( أع 21: 13) (رو 1: 24) (2كور 2: 4) ( 2كور 7: 3) (أف 6: 22) ( فى 1: 7)
(6) المكان الفريد لعمل الروح القدس (رو 5: 5) (2كور 1: 22) ( غل 4: 6و 17) [أي المسيح في قلوبنا، (أف 3: 17) ]
(7) القلب هو طريقة مجازية لإلشارة إلى مجمل الشخص [أي الشخص ككل( مت 22: 37) مقتبسا من (تث 6: 5) ]. إن الأفكار والدوافع واألأعمال المنسوبة إلى القلب تكشف بشكل كامل نمط الشخص. هناك بعض الإستخدامات المدهشة لهذه الكلمات في العهد القديم:
أ. (تك 6: 6) (ـك 8: 22) "تأسف الرب فى قلبه" لاحظ أيضا (هو 11: 8- 9)
ب. (تث 4: 29) (تث 6: 5) "بكل قلبك وبكل نفسك"
ج. (تث 10: 6) "أختنوا عزلة قلوبكم" (رو 2: 29)
د. (حز 18" 31- 32) "قلبا جديدا أخلق فى "
ه. (حز 36: 26) "قلبا جديدا" إزاء (قلبا من حجر" (أنظر حز 11: 19) (زك 7: 12)
 تفسير (مرقس 2: 7) 7 لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف.من يقدر ان يغفر خطايا الا الله وحده.

التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 *** لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هٰذَا هٰكَذَا بِتَجَادِيفَ؟ ،
شعر
المسيح بروحه بما يفكرون. وكان تفكيرهم قد انتهى إلى الحكـم بـأن هـذا تجديف، وطبعاً حكم التجديف هو الرجم. ولكن المسيح استطاع أن يرد عليهم برد عملي ليثبت لهم أنهم على حق في قولهم إن الله وحده هو الذي يغفر خطايا، ولكنه أثبت لهم أنه هو بالفعل غفر الخطايا.
عقوبة التجديف كانت القتل رجما (لا24: 16) 16 ومن جدف على اسم الرب فانه يقتل.يرجمه كل الجماعة رجما.الغريب كالوطني عندما يجدف على الاسم يقتل."  يسوع كان مذنبا يدل على ألوهيته أو على الأقل أنه يمثل قوة و للخطايا هي ادعاء ليس غامضا سلطة إلهية.

بِتَجَادِيفَ: التجديف هو الحديث عن الرب بإزدراء، أو الإصرار على عدم إحترام الرب . التجديف هو الإهانة المنطوقة أو المكتوبة ضد إسم الرب أو شخصيته أو عمله أو صفاته. وغفران الذنوب أمر يختص بالرب وحدة لا غيره (إشعياء ٤٣: ٢٥ ) 25 انا انا هو الماحي ذنوبك لاجل نفسي وخطاياك لا اذكرها  " والمسيح حسب ما ورد فى الإنجيل هو الديان  وورد فى : "كتاب لاهوت المسيح - البابا شنودة الثالث 29- المسيح هو الديان" ما يأتى
1- يقول بولس الرسول "لأننا لا بُد أننا جميعًا نظهر أمام كرسي المسيح، لينال كل واحد ما كان بالجسد، بحسب ما صنع خيرًا كان أم شرًا" (2كو5: 10) ... .2- وقال الرب في إنجيل متى "إن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته، وحينئذ يجازي كل واحد بحسب عمله" (متى16: 27) ... 3- وقال أيضًا "ومتى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه، فحينئذ يجلس على كرسي مجده. ويجتمع أمامه جميع الشعوب، فيميز بعضهم عن بعض، كما يميز الراعي الخراف من الجداء. فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن يساره ويقول.." (متى25: 31-46) ثم يشرح تفاصيل قضائه العادل: "فيمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي، والأبرار إلى حياة أبدية".... 4- ويقول عن نهاية العالم "يرسل ابن الإنسان ملائكته، فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم، ويطرحونهم في أتون النار.." (متى13: 41، 42).... 5- ويقول القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس ".. الرب يسوع المسيح العتيد أن يدين الأحياء والأموات عند ظهوره وملكوته" (2تي 4: 1).... 6- ويقول الرب في سفر الرؤيا "وها أنا آتي سريعًا وأجرتي معي، لأجازي كل واحد كما يكون عمله" (رؤ22: 13، 14).
كان التجديف جريمة خطيرة في الناموس الذي أعطاه الله لموسى. فكان يجب على شعب إسرائيل أن يعبدوا الرب ويطيعوه. في سفر اللاويين 24: 10-16 قام شخص بالتجديف على إسم الرب وبالنسبة للعبرانيين لم يكن الإسم مجرد تسمية. بل كان رمزاً يمثل الشخص نفسه. لهذا تم رجم الشخص الذي جدَّف على إسم الرب حتى الموت.
راجع شرح بشارة متّى على السبب الذي حسبوا به كلام المسيح تجديفاً (متّى ٩: ٣).

  *** مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إِلاَّ ٱللّٰهُ وَحْدَهُ؟».
رسالة يسوع بالتوبة والإيمان بان يسوع هو كلمة الرب ومخلص العالم من خطاياه(مر 1: 14- 15) 14 وبعد ما اسلم يوحنا جاء يسوع الى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله 15 ويقول: «قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وامنوا بالانجيل». يعلن العهد القديم أن (مز 14: 3). "الكل قد زاغوا معا، فسدوا. ليس من يعمل صلاحا، ليس ولا واحد." وفى نفس الإتجاه يعلن العهد الجديد أن (رو 3: 12) "الجميع زاغوا وفسدوا معا. ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد." فحتى شعب العهد القديم أخطأ (رو 3: 9- 18) الخية خطيرة تؤدى للموت الروحى الذى أفبتعاد عن الرب الذى فيه السلام والمحبة فيفقد الإنسان الأثنين
الخطيئة خطيرةٌ وليس لها جانب شركة مؤقت فقط، بل جانب أخروي أبدي. الخطيئة، وقوتها وتبعاتها، هي سبب في مجيء يسوع (مر 10: 45) 45 لان ابن الانسان ايضا لم يات ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين». (2كور 5: 21) 21 لانه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لاجلنا لنصير نحن بر الله فيه " الربوحده يمكنه أن يغفر الخطيئة لأن الخطيئة قد ارتُكبت بشكل رئيسي ضده حذر فرعون مصر من أن يمس زوجة إبراهيم (تك 20: 6) 6 فقال له الله في الحلم: «انا ايضا علمت انك بسلامة قلبك فعلت هذا. وانا ايضا امسكتك عن ان تخطئ الي، لذلك لم ادعك تمسها. ( تك 39: 9) 9 ليس هو في هذا البيت اعظم مني. ولم يمسك عني شيئا غيرك، لانك امراته. فكيف اصنع هذا الشر العظيم واخطئ الى الله؟». ( 2صم 12: 13) 13 فقال داود لناثان قد اخطات الى الرب.فقال ناثان لداود.الرب ايضا قد نقل عنك خطيتك.لا تموت. (مز 41: 4) 4 انا قلت يا رب ارحمني.اشف نفسي لاني قد اخطات اليك.  ( مز 51: 4).4 اليك وحدك اخطات والشر قدام عينيك صنعت لكي تتبرر في اقوالك وتزكو في قضائك." بما أن سفر أشعياء هو مرجع دائم ومستمر (أو تلميح) في إنجيل مرقس، فها هنا بضعة آيات من أشعياء تتناول موضوع الدهر الجديد والغفران: (أش 1: 18) 18 هلم نتحاجج يقول الرب.ان كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج.ان كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف. (أش 33: 24)24 ولا يقول ساكن انا مرضت.الشعب الساكن فيها مغفور الاثم  ( اش 38: 17) 17 هوذا للسلامة قد تحولت لي المرارة وانت تعلقت بنفسي من وهدة الهلاك فانك طرحت وراء ظهرك كل خطاياي.  ( أش 43: 25)  25 انا انا هو الماحي ذنوبك لاجل نفسي وخطاياك لا اذكرها  ( اش 44: 22) 22 قد محوت كغيم ذنوبك وكسحابة خطاياك.ارجع الي لاني فديتك.  وهذه علامة مسيانية أخرى. أن المسيح مخلص العالم من الخطية ومعطى الغفران لمن يؤمن به

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
"مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ؟"  بالنسبة لهم، كان أسوأ شكل من أشكال التجديف هو أن يدّعي أحدهم، أياً كان، أن لديه سلطة على مغفرة الخطايا. هذا الامتياز كان وقفاً على الله وحده. لم يعرفوا أن الله المتجلي في الجسد كان حاضراً في وسطهم.
 تفسير (مرقس 2: 8) 8 فللوقت شعر يسوع بروحه انهم يفكرون هكذا في انفسهم فقال لهم لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم.

التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** فَلِلْوَقْتِ
راجع شرح / تفسير (مر 1: 10)
   ***  شَعَرَ يَسُوعُ بِرُوحِهِ
راجع شرح / تفسير (مر 2: 7)
بِرُوحِهِ :  . المخطوطات اليونانية الإنسية للعهد الجديد ليس فيها
(1)  فراغ بين الكلمات .. (2) علامات ترقيم ... (3) أحرف كبيرة في بداية الجملة ( لأن كل الأحرف كانت كبيرة.. (4) تقسيم الآليات والإصلاحات
ولذلك، فوحده السياق يمكن أن يحدد الحاجة إلى أحرف كبيرة. عادة الأحرف الكبيرة تستخدم من أجل
(1) أسماء الألوهة .. (2)  أسماء الأماكن ... (3) أسماء الشخصية
 "روح" هذه الكلمة يمكن أن تشير إلى:
(1) الروح القدس (مر 1: 5) ... (2) الجانب الشخصي الواعي الإدراكي من البشرية (مر 8: 12) (مر 14: 38) ... (3) كائن ما من العالم الروحي (الأرواح النجسة،) (مر 1: 23)
 يسوع كشخص أى كإنسان له. جسد، ونفس وروح استنادا (1تس 5: 25) 23 واله السلام نفسه يقدسكم بالتمام. ولتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح. " وفى طبيعتين (تك 2: 7) 7 وجبل الرب الاله ادم ترابا من الارض، ونفخ في انفه نسمة حياة. فصار ادم نفسا حية "  نظريات الجنس البشري بعضها يؤكد أنها ثلاث طبائع أو طبيعتين أو وحدة،
 
 *** شَعَرَ يَسُوعُ بِرُوحِهِ
 (متّى ٩: ٤)  4 فعلم يسوع افكارهم فقال: «لماذا تفكرون بالشر في قلوبكم؟  " أي عرف أفكارهم بقوته الإلهية لأنه فاحص القلوب.(إر 17: 10)."أَنَا الرَّبُّ فَاحِصُ الْقَلْبِ مُخْتَبِرُ الْكُلَى لأُعْطِيَ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ طُرُقِهِ، حَسَبَ ثَمَرِ أَعْمَالِهِ."
 
  *** أَنَّهُمْ يُفَكِّرُونَ هٰكَذَا فِي أَنْفُسِهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ: لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِهٰذَا فِي قُلُوبِكُمْ؟».
لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ : هم فكروا في قلوبهم «لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هٰذَا هٰكَذَا» (مر: 2: 6-7) . فأجابهم على أفكارهم بقوله «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِهٰذَا» ولا بد من أنهم تعجبوا من معرفته أسرار قلوبهم. ولم يكن تفكيرهم لاعتبارهم حقوق الرب أو لحيرتهم من جهلهم سلطان يسوع بل لحسدهم وبغضهم إياه.


تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
 "شَعَرَ يَسُوعُ بِرُوحِهِ أَنَّهُمْ يُفَكِّرُونَ هَكَذَا فِي أَنْفُسِهِمْ". لم يتكلموا بصوت مرتفع، أو بشكل مسموع معبّرين عن نقمتهم أو اعتراضهم على كلماته، بل إن يسوع عرف أفكارهم (مزمور 94: 11)، وأجابهم بناء على ذلك. "لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِهَذَا فِي قُلُوبِكُمْ؟" أن يكون قادراً هكذا على قراءة أعمق الأسرار في تفكيرهم وحياتهم كان دليلاً آخر على ألوهيته، ذلك أن الله وحده هو الذي يعرف أفكارنا من بعيد (مزمور 139: 2).
 تفسير (مرقس 2: 9) 9 ايما ايسر ان يقال للمفلوج مغفورة لك خطاياك.ام ان يقال قم واحمل سريرك وامش.


التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** أَيُّمَا أَيْسَرُ: أَنْ يُقَالَ لِلْمَفْلُوجِ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ، أَمْ أَنْ يُقَالَ: قُمْ وَٱحْمِلْ سَرِيرَكَ وَٱمْشِ؟».
راجع تفسير / شرح بشارة (متّى ٩: ٤ - ٦).
 المسيح فى هذه الاية يعلن سلطانين هم سلطان مغفرة الخطايا وسلطان شفاء الأمراض وهما سيّان عنده في السهولة. فلو كان خادعاً كان أيسر عليه أن يقتصر على ادعائه السلطان على المغفرة لأن لا أحد من الناس يقدر أن يعلم هل غفرت خطايا المفلوج أو لا.
ومعروف في تعاليم معلمى اليهود منالربيين أن الإنسان لا يمكن شفاؤه من مرضه إلا إذا غفرت خطاياه كلها.
أثبت المسيح لهم أول ما أثبت أنه قرأ ما في قلوبهم وأفكارهم، وهذا تمهيد للكشف الأقوى عن هويته الحقيقيـة ككلمة الله. ثم وضعهم في حرج الموازنة بين سلطان مغفرة الخطايا وسلطان إقامة مشلول من مرضه العضال الذي لا يشفى، ولكنه شفي وحمل سريره فوق ظهره!

فالآن بعد أن سألهم هذا السؤال الذي جوابه بالضرورة هو أن الأسهل هو مجرد القول بغفران الخطايا، لأنه أمر مستور لا يمكن لأحد أن يتحقق منه. فالمدعي بأنه يغفر الخطايا ليس من يحاسبه، ولكن أن يقيم المشلول ليقف ويحمل سريره ويمشي هنا الصعوبة البالغة التي لا يقوى عليها إلا الله وكلمته.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
"أَيُّمَا أَيْسَرُ؟": : بالنسبة لهم، كانوا عاجزين عن شفاء المريض كما كانوا عاجزين عن الصفح عن الخاطئ. أما يسوع فقد كان قادراً على أن يفعل كلا الأمرين. لقد اختار أن يفعل أولاً الأمر الأهم.
 تفسير (مرقس 2: 10) 10 ولكن لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا.قال للمفلوج


التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   **** «ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان
كانت هذه عبارة وصفية من العهد القديم. استُخدمت في (حز 2: 1) 1 فقال لي يا ابن ادم قم على قدميك فاتكلم معك. (مز 8: 4) 4 فمن هو الانسان حتى تذكره وابن ادم حتى تفتقده. " بمعناها المفرداتي الصحيح "كائن بشري".  ولكنها استخدمت  فى (دا 7: 13)  ويلقب اللاهوتيين المسيح بأنه مونوجينس  بمعنى وحيد الجنس  "وحيد" وتعنى إيضا " فريد " أى وحيد الجنس لمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع راجع تفسيرنا على  (يو 3: 16) 16 لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الابدية.
لابن الإنسان : تعريف جديد يدل على ناسوت ولاهوت الشخص الملقب باللقب الملكي األأخروي الجديد (مر 8: 38) 38 لان من استحى بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ فان ابن الانسان يستحي به متى جاء بمجد ابيه مع الملائكة القديسين». (مر 9: 9) 9 وفيما هم نازلون من الجبل اوصاهم ان لا يحدثوا احدا بما ابصروا الا متى قام ابن الانسان من الاموات. ( مر13: 26)  26 وحينئذ يبصرون ابن الانسان اتيا في سحاب بقوة كثيرة ومجد  ( مر4: 26).26 وقال: «هكذا ملكوت الله: كان انسانا يلقي البذار على الارض "
 بما أن هذا اللقب لم يستخدمه  معلمى اليهود من الرابية اليهودية ولذلك لم يكن له معاني ضمنية عسكرية أو حصرية أو قومية، فقد اختاره يسوع كلقب له يخفي ويكشف  بأن معا طبيعته المزدوجة، كإنسان كامل وإله كامل (1يو 4: 1- 3) 1 ايها الاحباء، لا تصدقوا كل روح، بل امتحنوا الارواح: هل هي من الله؟ لان انبياء كذبة كثيرين قد خرجوا الى العالم. 2 بهذا تعرفون روح الله: كل روح يعترف بيسوع المسيح انه قد جاء في الجسد فهو من الله، 3 وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح انه قد جاء في الجسد، فليس من الله. وهذا هو روح ضد المسيح الذي سمعتم انه ياتي، والان هو في العالم. "  لقد كان هذا هو اللقب المفضل لديه ليدل به على نفسه. يُستخدم ٍ13 مرة فى إنجيل مرقس [وغالبا  فيما يتعلق بآالم يسوع المتنوعة، (مر 8: 31) (مر 9: 12و 31) (مر 10: 33و 45) (مر 14: 21و 41) ]
السيد المسيح استخدم لقب ابن الإنسان Son of Man. ولكن كان يقول أيضًا إنه ابن الله...
قال هذا عن نفسه في حديثه مع المولود أعمى، فآمن به وسجد له (إنجيل يوحنا 9: 35- 38). وكان يلقب نفسه أحيانًا [الابن] بأسلوب يدل على لاهوته كقوله "لكي يكرم الجميع الابن، كما يكرمون الآب" (يو5: 21- 23). وقوله أيضًا "ليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب. ولا من هو الآب إلا الابن، ومن أراد الابن أن يعلن له" (لو10: 22). وقوله أيضًا عن نفسه "إن حرركم الابن فبالحقيقة أنتم أحرار" (يو8: 36).
وقد قبل المسيح أن يدُعى ابن الله، وجعل هذا أساسًا للإيمان وطوّب بطرس على هذا الاعتراف.
قبل هذا الاعتراف من نثنائيل (يو1: 49)، ومن مرثا (يو11: 27)، ومن الذين رأوه "ماشيًا على الماء" (أنجيل متى 14: 33). وطوّب بطرس لما قال له "أنت هو المسيح ابن الله". وقال "طوباك يا سمعان بن يونا. إن لحمًا ودمًا لم يعلن لك، لكن أبى الذي في السموات" (مت16: 16، 17). وفي الإنجيل شهادات كثيرة عن أن المسيح ابن الله.
إنجيل مرقس يبدأ بعبارة "بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله" (مرقس 1: 1). وكانت هذه هي بشارة الملاك للعذراء بقوله "فلذلك القدوس المولود منك يُدعى ابن الله" (لو1: 35). بل هذه كانت شهادة الآب وقت العماد (مت3: 17)، وعلى جبل التجلي (مر9: 7)، (رسالة بطرس الثانية 1: 17، 18). وقول الآب في قصة الكرامين الأردياء "أرسل ابني الحبيب" (لو20: 13). وقوله أيضًا "من مصر دعوت ابني" (متى 2: 15). وكانت هذه هي كرازة بولس الرسول (سفر الأعمال 9: 20)، ويوحنا الرسول (رسالة يوحنا الأولى 4: 15)، وباقي الرسل.
إذن لم يقتصر الأمر على لقب ابن الإنسان.
   *** سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا. قال للمفلوج:
هنا أظهر المسيح سلطانه فى فعل معجزات الشفاء بالأمر المباشر للمشلول الراقد على سريره «لك أقول قم» وبذلك برهن المسيح على أنه قادر أن يغفر الخطايا لأنه الحمل الذى يفدى البشرية والذبيحة اللانهائية التى تعطى غفرانا للخطايا بصورة سابقة للفداء لأن المسيح يملك الماضى والحاضر والمستقبل  لأنه برهن قدرته على مغفرة الخطايا بإعطاء الشفاء والقوة على حمل السرير وعلى الذهاب إلى بيته. وبهذا انتهى المسيح إلى تلقين الكتبة والفريسيين درساً لا ينسى، لأنهم قرروا أن الذي يغفر خطايا هو الله فغفر المسيح الخطايا وبرهن على ذلك بإعطاء الشفاء والقوة للمفلوج.
لقد أفعل يسوع هذه المعجزة بهدف  أن يكون هؤالاء الكتبة معلمى اليهود شهودا لهذه المعجة التى فعلها بدون أن يلمس المفلوج وبكلمة من فمه . مسألة السلطان هذه exousia ستصبح هي المسألة المعضلة. لا يستطيعون نكران قدرته، ولذلك سيؤكدون أن قوته وسلطانه هي من األرواح الشريرة أو الشيطانية في أصلها (مت 10: 25) ( مت 12: 24- 29) ( لو11: 14- 22)
هنا وضحت الرواية بأجلى وضوح، أن ق. مرقس سجلها لكي يعلن للمعاندين، الكتبة والفريسيين، حقيقة يسوع أنه المسيح ابن ا الله .
مفهوم مغفرة الخطايا في إنجيل القديس مرقس:
يلاحظ القارئ المدقق أن إنجيـل ق . مرقس يـورد قول مغفرة الخطايا بطريقة غير ما قاله لشفاء المفلوج، ففي مغفرة الخطايا يقول المسيح: «يا بني، مغفورة لك خطاياك» إذ يبني الفاعل هنا للمجهول، غير أنه ليس مجهولاً حقيقة بل هو معروف تماماً لأنه هو الله أبوه. وهذه هي الوسيلة التي حاول بها المسيح أن يخرج عن مفهـوم قـول الفريسيين أن ليس لأحد أن يغفر الخطايا إلا الله وحده، ولكن إذ قالها المسيح نيابة عن الله بصورة حادة وآنية ومطلقة، أفاد أنه ضمناً هو الممسوح المرسل، أي المسيا في صورة ابن الإنسان. وحين قال للمريض: «لك أقول قم» أثبت أنه أعطي السلطان المطلق ليشفي علناً كمدخل للإيمان أن له قوة الله وفاعلية كلمته.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
"لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لاِبْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَاناً عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا".:  كان لينجز معجزة لكي يوضح سلطته وقدرته على تحرير الناس من الخطيئة ومضاعفاتها بآن معاً.
 تفسير (مرقس 2: 11) 11 لك اقول قم واحمل سريرك واذهب الى بيتك.

التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** لَكَ أَقُولُ قُمْ وَٱحْمِلْ سَرِيرَكَ وَٱذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ».
هذان أمران ماضيان ناقصان يتبعهما أمر مضارع.
اختار المسيح ما هو أصعب على مجرد قول بغفران الخطايا هو معجزة لا يستطيع أحد فعل مثلها هى أن يشفي المرض فى لحظة بكلمة من فمه تكون برهانا ودليلا وقدرته على معجزة ظاهرة في الجسد برهان قدرته على المعجزة الباطنة في النفس الناتجة عن الخطية . فلنا من ذلك هذه القاعدة وهو أن الذي يدّعي السلطان على مغفرة الآثام ورفع القصاص الأبدي الذي تستحقه يجب عليه أن يبرهن صحة دعواه بإزالة نتيجة الإثم الوقتية المنظورة في الجسد.
 كانت هذه معجزة شفاء فورية ودائمة. لإعلان أسباب ثلاثة
(1) أن يسوع يهتم بالإنسان المحتاج ويكافئه ويكافئ إيمان أصدقائه الأربعة الذين حملوه من بيته ليضعوه امام المسيح
(2) أن يستمر في تعليم التلاميذ الإنجيل كما يتعلق بشخصه وإرساليته.
(3) أن يستمر في مواجهة ومحاورة رؤساء الدين.
رؤساء الدين هؤالء كان لديهم فقط خيارين: أن يؤمنوا به أو أن يف سروا مصدر قوته وسلطته

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
"قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ". : لذلك التفت إلى ذلك المشلول الذي كان لا يزال عاجزاً وأمره أن ينهض ويحمل سريره- وهو عبارة عن نقالة يمكن طيّها بسهولة- فعاد صحيحاً معافى إلى منزله. لقد كانت هناك قوة في كلمته. فعندما تكلّم حلّت قوة في تلك الأوصال وقام الرجل، لدهشة جميع من كانوا يتابعون المشهد.
 تفسير (مرقس 2: 12) 12 فقام للوقت وحمل السرير وخرج قدام الكل حتى بهت الجميع ومجدوا الله قائلين ما راينا مثل هذا قط.

 التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

   *** فَقَامَ لِلْوَقْتِ وَحَمَلَ ٱلسَّرِيرَ وَخَرَجَ قُدَّامَ ٱلْكُلِّ، حَتَّى بُهِتَ ٱلْجَمِيعُ

فَقَامَ وكان شفاء جسده برهاناً على شفاء نفسه.
انظر تفسيرنا فى شرح بشارة (متّى ٩: ٧)
هي بمجرد أن أعطاه المسيح الأمر قام في الحال، وكان من القوة والصحة التي له في حالته الطبيعية وأكثر، لأنه ربما قبل أن يمرض لم يكن يقدر أن يحمل سريره. إذن، فهو شفاء عاجل وصحة كاملة، حالة تشبه الخلق الجديد. المسيح هنا يمارس عملية تطهير من خطايا وإعادة الطبيعة إلى أفضل ما تكون جسداً ونفساً وروحاً. وهذه هي الصورة المجسّمة للخلاص العتيد أن يمارسه المسيح على الصليب للخلق الجديد للإنسان الروحي، ليصير فعلاً صورة الله في القداسة والحق.
خروج المعجزة عن طاقة عمل البشر على طول خبرة الإنسان رؤية ومعرفة، فهي هنا شهادة فائقة للمسيح أنه ينطق بفم الله «مغفورة لك خطاياك» ويعمل بيد بإقامة المشلول ليمشى ويحمل سريره ويذهب. وكأنما يقول ق . مرقس هذا هو إنجيل يسوع المسيح ابن الله فآمنوا بالإنجيل.

«حتى بهت الجميع»:  الكلمة اليونانية تفيد الاندهاش الشديد (الخروج عن الوعي) لشدة الإعجاز في المعجزة واستحالة نسبتها لإنسان عادي، ففي الحال مخدوا الله العامل والفعال فيها بتدخله الشخصي.

   *** وَمَجَّدُوا ٱللّٰهَ قَائِلِينَ: مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هٰذَا قَطُّ!».
مَجَّدُوا ٱللّٰهَ الذين مجدوا الله هم المشاهدون سوى الكتبة ولنا من ذلك أربعة أمور:
أن تيقن الناس وشاهدوا بأعينهم قوة المسيح هو تمجيد الله الآب. وهذا وفق قوله  (يوحنا ٥: ٢٣).«لِكَيْ يُكْرِمَ ٱلْجَمِيعُ ٱلابْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ ٱلآبَ. مَنْ لاَ يُكْرِمُ ٱلابْنَ لاَ يُكْرِمُ ٱلآبَ ٱلَّذِي أَرْسَلَهُ»
الفرق بين أعمال المسيح وأعمال رسله. فإن الرسل لم يدعوا قط السلطان على مغفرة الخطايا (قابل بهذا ما قال بطرس لسيمون الساحر في (أعمال ٨: ٢٢ - ٢٤).22 فتب من شرك هذا، واطلب الى الله عسى ان يغفر لك فكر قلبك، 23 لاني اراك في مرارة المر ورباط الظلم». 24 فاجاب سيمون وقال:«اطلبا انتما الى الرب من اجلي لكي لا ياتي علي شيء مما ذكرتما» لطف المسيح بتعزيته المفلوج وبتوبيخه الكتبة فإنه وبخهم بألطف أسلوب.إن شفاء ذلك المريض رمز إلى خلاص الخاطئ من الخطيئة ووجه الشبه بين الأمرين ثلاثة أمور:
الأول: عجزهما. أما عجز المفلوج فظاهر وأمّا عجز الخاطئ فبيّنه الله في كتابه (إشعياء ٤٠: ٣٠ ) 30 لانكم تصيرون كبطمة قد ذبل ورقها وكجنة ليس لها ماء.  ( يوحنا ٦: ٤٤ ) 44 لا يقدر احد ان يقبل الي ان لم يجتذبه الاب الذي ارسلني، وانا اقيمه في اليوم الاخير.  ( يو ١٥: ٥). انا الكرمة وانتم الاغصان. الذي يثبت في وانا فيه هذا ياتي بثمر كثير، لانكم بدوني لا تقدرون ان تفعلوا شيئا.
والثاني: وجوب الإيمان وعدم الاكتراث بالموانع في الإتيان إلى المسيح.
والثالث: القوة التي منحها الله المفلوج ليقوم والخاطئ ليتوب ويؤمن (فيلبي ٤: ١٣).

 

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside

 "مَجَّدُوا اللَّهَ".

عندما رأى الناس ذلك الرجل الذي كان مفلوجاً في السابق يقف على قدميه يمضي حاملاً سريره، استجابة لأمر من يسوع، أدركوا أن طاقة إلهية كانت فعالة في وسطهم، فأعطوا الله المجد لقيامه بهذه الأعاجيب عن طريق خادمه (وعبده) يسوع. لا شك

تفسير (مرقس 2: 13) 13 ثم خرج ايضا الى البحر.واتى اليه كل الجمع فعلمهم.

التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 
دعوة لاوي بن حلفی[2: 13و14]
ذكر الإنجيليين متى ولوقا دعوة المسيح لـ لاوى فى (مت 9: 9-13)، (لو 5: 27-32)
طريقة دعوة المسيح لتلاميذه، كانت بقول المسيح لـ كلمة أو عبارة تكون من نتيجتها إستجابة سريعة من التلميذ بترك كل شئ أو عمل او وظيفة وإتباع يسوع  وقد أتت هنا مؤخراً، والمدعو هنا عشار جالس في مكان الجباية فى العصر الحديث “مصلحة الضرائب" وكانت تُدعى تهكماً: “المسلخة”. وتقبل هذا اللاوي فجأة المسيح الواقف أمامه دعوة «اتبعني» فكان الجواب أن قام في الحال وتبعه. جملة قصيرة للغاية: « اتبعني، فقام وتبعه» وسرد الحدث هنا هنا ذات جمال رائع إذ اهتم ق. مرقس لا بقول المسيح ولا بقبول المدعو، ولكن بالصـورة الخاطفة للدعوة نفسها وظرفها البديع: مكان جباية بمعنى بؤرة اختلاسات وسرقات، غزتهـا دعـوة للملكوت وإنتشال خاطئ من مكان الخطيئة ، صورة مبدعة لانتشال إنسان من وسط النار، ليكـون كـارزاً بملكوت الرب وهذا يذكرنا بما فعله المسيح مع خاطئ آخر هو اللص على اليمين بقول للص اليوم تكون معى فى الفردوس :

   ***  ثُمَّ خَرَجَ أَيْضاً إِلَى ٱلْبَحْرِ، وَأَتَى إِلَيْهِ كُلُّ ٱلْجَمْعِ فَعَلَّمَهُمْ.

هذان فعلان في الزمن الناقص. يسوع لم يترك فرصة فى مكان أو زمان إلا وعلم كان لديه دائما وقت ليعلم الإنجيل ويهتم بآلام الناس فيشفى أمراضهم الجسدية ويعطى الطمأنينة لأرواحهم بغفران  خطاياهم . لهذا أحبه الشعب وسار ورائه ليسمع تعاليمة من مدينة لأخرى ومن برية لبرية  لقد كان مختلفا كثيرا عن رؤساء الدين الدي الديانين والحصريين


تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
وإذ غادر يسوع المنزل، "خَرَجَ أَيْضاً إِلَى الْبَحْرِ"، وهناك علّمَ الجموعَ التي تبعَتْه، كاشفاً لهم الحقائق العظيمة المتعلقة بملكوت الله الآتي والذي طالما انتظره بنو اسرائيل طويلاً.

تفسير (مرقس 2: 14) 14 وفيما هو مجتاز راى لاوي بن حلفى جالسا عند مكان الجباية.فقال له اتبعني.فقام وتبعه.

التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

دعوة متّى ووليمته وتعليم يسوع فيها للكتبة والفريسيين (مر 2: 13- 17)

وردت هذه الاية او معناها فى  متّى ٩: ٩ ) 9 وفيما يسوع مجتاز من هناك راى انسانا جالسا عند مكان الجباية اسمه متى. فقال له: «اتبعني». فقام وتبعه." وفى ( لوقا ٥: ٢٧ و٢٨)  27 وبعد هذا خرج فنظر عشارا اسمه لاوي جالسا عند مكان الجباية فقال له: «اتبعني». 28 فترك كل شيء وقام وتبعه. "

   *** وَفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ رَأَى لاَوِيَ بْنَ حَلْفَى

لمزيد من الشرح والتفسير راجع شرح بشارة متّى (متّى ٩: ٩ - ١٣).

لاَوِيَ : الإسم في العبرية يعني "رفيق". أو "مقترن" لقد كان اسم السبط الكهنوتي لإسرائيل. يسوع ربما بدل اسم هذا الرجل إلى "متى"، والذي يعني "عطية يهوه"  أو، مثل بولس، أن والديه أعطوه اسمين عند ولادته.
لاَوِيَ: وهو متّى واحد من الاثني عشر رسولاً.(مت 10: 2و 3) دعاه المسيح وهو يعمل في وظيفته كما كان بطرس ويوحنا وابنا زبدي مجتهدين في مهنة الصيد أثناء دعوته لهم . وعند ما دعاه المسيح دعاة بصوت مسموع دعاه بالروح مخاطباً نفسه فأطاع. وكان عشاراً فصار رسولاً وكاتب أول سفر في العهد الجديد وبركة للعالم.

   *** جَالِساً عِنْدَ مَكَانِ ٱلْجِبَايَةِ،

جباية الضرائب كانت مهنة محتقرة من قبل الشعب اليهودي لأنها كانت تعامل اليهودى مع السلطات الرومانية كان عليهم أن يفرضوا ضرائب معينة على جميع البضائع لأجل روما. وكانت ضرائب الأقاليم الرومانية تقسم لمناطق وتطرح فى مزاد يشتريها جابى للضرائب ويقسمها على جباة آخرين فى أحياء يجمعوها أى أن الإمبراكورية الرومانية تجمع أموال الضرائب قبل أن تجمع من المواطنين .

جباة الضرائب هم العشارون الكلمة التى ترتبط دائما بالخطاة "عشارين وخطاة (مر 2: 15) كان العشار رجل يهودي يحصل الجزية والضرائب من الشعب اليهودي لحساب المستعمر الروماني، وراتبه يمثل نسبة مما يحصله، فغالبًا كان يحصل على عشر ما يحصله، وكان تقدير الضرائب تقدير جزافي، والعشار يبالغ في رقم الضرائب ليحقق حصيلة أكبـر، وبذلك يزداد راتبه مدفوعًا بطمعه، وكان للعشار سلطة قضائية حتى أنه كان يُنكّل بكل من يعجز أو يمتنع عن دفع ما يريده، وكأن قلبه كدَّ من حديد، فلا يعرف للرحمة مسلكًا ولا للرأفة طريقًا، فيُلقي عائل الأسرة في السجن ولا يلتفت إلى ما تتعرض له الزوجة والأولاد من فاقة ومجاعة، ولذلك اقترن اسم العشار باسم الخاطئ نظرًا لما يرتكبه من خطايا الطمع والظلم والقسوة والتجبُّر والقهر، وكان اليهود يعتبرون أن من يشارك العشار طعامه فهو يشاركه خطاياه.

الخريطة الجانبية توضح الطرق الرئيسية والفرعية التى أنشأتها االإمبراطورية الرومانية فى أنحاء الإمبراطورية والتى كانت تساعد فى إزدهار التجارة وسرعة إنتقال الحملات العسكرية وإنتتقال الناس من مكان لآخر وقد إنتقل المسيح من كفر ناحوم مدينتة إلى جميع أنحاء إسرائيل فى هذه الطرق وإستخدم كذلك السفن فى بحر طبرية

الأمر العجيب في قصة العشار أنه كان لاويًا، أي لم يكن مكانه مكان الجباية، إنما كان مكانه الطبيعي في الهيكل بين الذبائح وتسبيحات إسرائيل، ولكن عوضًا أن يكون مكرَّس ومقدَّس للرب اختار أن يكرّس نفسه للمال ومقتنيات هذا العالم، وإذ ارتضى أن يعمل كعشار صار مكانه عند مكان الجباية موضع الظلم والقهر والقسوة، وجاء في هامش الترجمة اليسوعية ص 132: " كانوا يجبون "الرسوم" على البضائع التي تدخل المدينة أو تخرج منها. كانت كفرناحوم على الحدود الفاصلة بين منطقة هيرودس أنتيباس ومنطقة فيلبس (أمير ربع خراخونيطس). كانت جباية الرسوم والضرائب من تنظيم الرومانيين لكنها كانت تُؤجر لأناس يستعينون بصغار الموظفين. كان يجوز لبعض المدن أو الملوك الخاضعين لروما أن يجبوا لصالحهم رسوم مرور. وهذا ما كان شأن هيرودس أنتيباس" هيرودس أنتيباس كان له دور في جمع الضرائب. كل ما كان فوق المبلغ المحدد الذي يجمعوه، كانوا يحتفظون به كراتب لأنفسهم. جمع الضرائب كان يتميز بمدى الإحتيال الذي فيه. لاوي كان على الأرجح يجمع الضرائب على صادرات السمك أو كان يجلس على مداخل طريق كفر ناحوم يجمع الضرائب من ال الداخلين والخارجين إليها كفر ناحوم كانت تقع على الطريق الرئيسى لدمشق .

لا يدرك الكثير من الناس أن الطرق كانت مهمة في زمن الكتاب المقدس كما هي اليوم، حيث حدثت العديد من أحداث الكتاب المقدس في مدن تقع على طول الطرق الرئيسية. وسمحت الطرق الجيدة بازدهار التجارة وتنقل الناس في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك القوات العسكرية المتوجهة إلى المعركة. مرت ثلاثة طرق رئيسية عبر إسرائيل: 1) طريق الجذع الكبير على ساحل البحر المتوسط ، الذي يربط مصر ببلاد ما بين النهرين والأناضول؛ 2) طريق ريدج المركزي، الذي يربط المدن داخل قلب إسرائيل؛ 3) طريق الملك، الذي يمر بالأرض الواقعة شرقي نهر الأردن. أصبح الملك سليمان ثريًا جدًا جزئيًا لأنه سيطر على كل هذه الطرق التجارية المهمة خلال فترة حكمه.

   *** َقَالَ لَهُ: ٱتْبَعْنِي. فَقَامَ وَتَبِعَهُ».

  فقال إشعياء النبي بروح النبوة أن روح الرب عليه وهى العبارة التى قالها المسيح عن نفسه فى مجمع الناصرة : " رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ" (إش 61: 1) (لو 4: 18، 19).. لقد جاء إلى العالم ليُفرِح القلوب التي كسرتها الخطية والنفوس الحزينة، جاء ليدعو الخطاة والعشارين إلى وليمة العُرس السمائي
فهذه الخُلق الذميمة أشتهر بها العشارون إلَّا أن المسيح أختطف أحدهم وهو غارق في بحر الأثم والرذيلة، ودعاه إليه وأنقذه وخلصه إذ قيل: "فَقَالَ لَهُ اتْبَعْنِي. فَتَرَكَ كُلَّ شَيْءٍ وَقَامَ وَتَبِعَهُ" (لو 5: 27، 28). فما أصدق بولس المغبوط وهو يصف المسيح بأنه: "جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ لِيُخَلِّصَ الْخُطَاةَ" (1تي 1: 15)
قصة دعوة لاوى إحدى أعمال المسيح اليومية يقدمها ق. مرقس مختصرة أشد الاختصار، . ويراها العالم بولتمان إنها نوع من الأبوفثجما (أي قول حكيم جامع) مصور بحياة شخصية، أو ترجمة حياة شخص، في وضع يصلح أن يكون قولاً متـداولاً، وذلك بسبب اختصارها وقوة الحركة فيها التي لا تزيد عن كلمة واحدة أنشأت حياة جديدة جليلة «اتبعني» وصارت الكلمة شعاراً للطاعة الكاملة الناجحة والجريئة. وكلمة «اتبعني» أعطت مشهدأكاملاً في الإنجيل، بل قصة مثيرة لاستجابة مسيحية نموذجية. وهي تشبه إلى حد ما روايات دعوة بقية التلاميذ، إلا أن هذه الرواية تمتاز بأن المدعو عشار وهو مرفوض عند الكتبة والفريسيين، ويعتبرونه هو ومهنته غير مقبول بسبب تعامله مع الأجانب، بالإضافة إلى أن مهنته تقوم على الظلم والمغالاة في تقدير الضرائب واستخدام القـوة وربما الابتزاز. واللاوي أصلاً من عائلة كهنوتية.

 “صورة للدعوة المسيحية”.سردها مرقس الرسول بالوحى ليقدم المسيح للأمة الرومانية على أنه بطل روحى موازيا لأبطالهم فى حروب العالم  يأمر فيطاع . على أثرها حضر الرب وليمة وكأنها احتفاء بعضو بارز جديد من أعضاء الملكوت. والأعجب من الكل يبدو أن لاوي تزعم دعوة العشارين: «وفيما هو متكئ في بيته (بيت العشار لاوي) كان كثيرون من العشارين والخطاة يتكثون مع يسوع وتلاميذه لأنهم كانوا كثيرين وتبعوه» (مر 15:2). وهذه إضافة جمالية للصورة السابقة والمسيح جالس وسط عشارين وخطاة كلهـم مدعوون للملكوت!! سجلي يا سماء!! وأصحاب الملكوت القدامى المرفوضون واقفون يتحرقون غيظاً وينفثون سما: «ما باله يأكل ويشرب مع العشارين والخطاة.» (مر16:2)..
ٱتْبَعْنِي.: . هذا أمر مضارع مبني للمعلوم. كانت هذه دعوة رسمية للتلمذة (مر 1: 17- 20) ودعوة المسيح ليس إختيارا بشريا بل إختيار إلهى (يو 15: 16) لَيْسَ أَنْتُمُ ٱخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا ٱخْتَرْتُكُمْ، وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ، لِكَيْ يُعْطِيَكُمُ ٱلْآبُ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ بِٱسْمِي." و (تَسَالُونِيكِي ٱلأُولَى ٥:‏٢٤)َ ٱلَّذِي يَدْعُوكُمُ ٱلَّذِي سَيَفْعَلُ أَيْضًا.  (رُومِيَةَ ٨:‏٢٨)وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ ٱلْأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ ٱللهَ، ٱلَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ."  يجب أن نتذكر أن معلمى اليهود الرابيين كانوا يدعون تلاميذ لكي يلزمونهم بالناموس، ولكن يسوع دعا هؤلاء الرجال لكي يلتزموا به. يسوع، وليس الإنجاز البشري على أساس قوانين موسى (التلمود)، هو إلى الناموس الموسوي، بل التحول إلى يسوع، مسيا يهوه. يسوع لم يرفض الناموس، ولكن جعله في مكانه طريق الخلاص. ولكن جعله فى مكانه التقليدي وحافظ على تفسيره الصحيح (مت 5: 17- 48) . الخلاص هو شخص، وليس فقط دستور إيمان أو منجزات حسب الناموس. هذه المسألة بشكل أساسي هي السبب الذي من أجله جاء يسوع إلى صراع مقصود مع رؤساء الدين.

الدعوة للمسيحية : أتت المسيحية بعقيدة خلاصتها بساطة الضمير، ولا تبالى بالمظاهر، وتضيق بالخلاف على الفروق المصطنعة. جاءت المسيحية بعقيدة قوامها أن الإنسان خاسر إذا ملك العالم بأسره وفقد نفسه، وأن ملكوت السماء فى الضمير وليس فى القصور والعروش.. وأن المرء بما يضمره ويفكر فيه، لا فيما يأكله ويرتديه ويقيمه من معابد أو صروح. جاءت الدعوة المسيحية بالرجاء الذى يصلح البلاء الذى يعانى منه العصر، وببشارة
 لا تبالى أن يخرب ظاهر الدنيا كله إذا سلم للإنسان باطن الضمير.

آيات عن الدعوة فى العهد الجديد (1 كو 7: 20) الدعوة التي دعي فيها كل واحد فليلبث فيها.(اف 4: 1) فاطلب اليكم، انا الاسير في الرب: ان تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم بها.(في 3: 14) اسعى نحو الغرض لاجل جعالة دعوة الله العليا في المسيح يسوع.( 2 تس 1: 11) الامر الذي لاجله نصلي ايضا كل حين من جهتكم: ان يؤهلكم الهنا للدعوة، ويكمل كل مسرة الصلاح وعمل الايمان بقوة(2 تي 1: 9) الذي خلصنا ودعانا دعوة مقدسة، لا بمقتضى اعمالنا، بل بمقتضى القصد والنعمة التي اعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الازمنة الازلية،(عب 3: 1) من ثم ايها الاخوة القديسون، شركاء الدعوة السماوية، لاحظوا رسول اعترافنا ورئيس كهنته المسيح يسوع،"

ٱتْبَعْنِي.: ويصف تماما الكامل الذي يطلبه يسوع من أتباعه. على شفاه أي أحد آخر االدعاء بأن يسوع هو برهان على أنوية كبيرة، ألن يسوع يطلب أن يتمحور العالم كله حوله وأن قدر جميع الناس يتعلق بقبولهم أو رفضهم له... بحسب يسوع، مصير اإلنسان يتمحور حول ذاته. رفضه يعني الدينونة ٌم وتتج األبدية. قبوله يعني أن يقبله هللا. المسألة المحورية في التاريخ والخالص، حسب كالم يسوع، هي نفسها. أن تطيعه يعني أنك حكي نب الدينونة، ولكن أن ترفض كلماته يعني أنك أحمق وستهلك، ألن كلماته هي األساس الوحيد األكيد الذي يجب أن يُبنى عليه

وقد قامت مناقشة بين الآباء القدامى والعلماء المحدثين أيضاً: هل لاوي الذي لم يذكر اسمه هنا هو متى صاحب الإنجيل؟ أو هو آخر ذكر اسم لاوي عوض اسمه، وهل لحسب بين الرسل أو لم يحسب؟ فأوريجانوس يقول: “إنه لم يكن من التلاميذ إلا أن إنجيل ق. مرقس يضعه بين التلاميذ”، وهذا الظن يقوم على يقين الدعوة التي دعاها المسيح له مثل باقي التلاميذ: «اتبعني» هذا يحتم أن لاوي تبع المسيح كتلميذ والمسيح أيضاً دخل بيته وأكل عنده كما صنع مع ق. بطرس. والمأخذ الوحيد الذي يؤخذ على إنجيل ق. مرقس أنه ذكر اللقب «لاوي» دون الاسم، ولكنه عاد وصححه في الأصحاح الثالث (18:3): «برثلماوس ومتى وتوما …» ويعتقد العلماء أن لاوي هذا أو متى العشار الذي كان بيته في كفرناحوم الواقعة في أرض هيرودس أنتيباس كان يجمع الضرائب لحسابه!
ويلاحظ أن دعوة لاوي «اتبعني» قبلها في الحال فقام وتبعه. وهذه الاستجابة أهلته بالفعل أن يكون تلميذاً ورسولاً. وبهذا يعتبر لاوي ـ متى – أقوى من كرم الدعوة في الحياة المسيحية، خاصة أنه المال بإغراءاته وهمومه وتعلقاته التي لا تنتهي. كيف قطع كل شيء وقام ولم ينظر وراءه. على هؤلاء قامت المسيحية بل قام ملكوت الله.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
"إراداتُنا ملكُنا، وإننا إنما نجعلها لك".: ليس المسيح مخلصنا فحسب، بل هو ربنا أيضاً. والفداء يشتمل على أكثر من الخلاص من إثم الخطيئة والدينونة المستحقة من جرائها. إنه يشمل أيضاً على تحريرنا من قوة وسلطة الشيطان، معبود هذا العالم، وخضوعنا السار لذاك الذي اشترانا بدمه الثمين. ونقرأ: "إنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ.... لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ" (1 كورنثوس 6: 19، 20). بسبب ذلك فإن علينا أن نتمسك بالرب يسوع كمعلّم وسيّد أسمى على حياتنا. وإن الامتنان له على كل ما فعلت نعمته لنا، بحد ذاته، يتطلب منا الإقرار من كل القلب بسيادته علينا. فلسنا مُخَلَّصين بـ "إتّباع يسوع"، بل إننا مطالبون بإتّباع يسوع لأننا مُخَلَّصون. ويتطلّب الولاء للمسيح أن نسلم إرادتنا له وأن نسعى لتمجيده في كل طرقنا. غالباً ما نسمع هذا القول أن إرادتنا يجب أن تُكسر أو تُقهر، ولكن ذلك ما هو إلا أسوأ علم نفس وأسوأ علم لاهوت. الإنسان ذو الإرادة المقهورة أو المكسورة لا يعود قادراً على اتخاذ قرارات محددة. أنشد تينسون يقول:
وهذا ما يؤكد عليه الكتاب المقدس. علينا أن نسلم إرادتنا طوعياً لذاك الذي بذل نفسه لأجلنا، لكي تكون خدمتنا هكذا مرضية سارة، وطاعتنا مقبولة نحن الذين نبتهج بإرادة الله فوق كل شيء آخر. إننا في حاجة لأن نحترس من أن ندعو يسوع "رباً" إن كنا نستخفّ بوصاياه وأوامره. فبالطاعة نبرهن على محبتنا له (يوحنا 14: 15). إننا نرى في الطاعة الكاملة عند لاوي العشار، الذي يدعى متى في مكان آخر (متى 9: 9- 13)، مثالاً عن الصفة التي يجب أن تتميز بها قلبُ كل من رُبحوا إلى المسيح.

 "رَأَى لاَوِيَ بْنَ حَلْفَى جَالِساً عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ". : لاوي أو متى، كاتب الإنجيل الأول، كان عضواً في طبقة العشّارين المكروهة المرذولة. لقد كان جابي ضرائب في خدمة روما. وهؤلاء كان اليهود يبغضونهم لأنهم كانوا يقتطعون الضرائب ويسحقون إخوتهم لكي يغتنوا هم أنفسهم. كان هناك مكان جباية ضرائب في كفرناحوم، حيث كان يجب على جميع الصيادين أن يحضروا صيدهم وأن يدفعوا نسبة معينة كضريبة عنه. ولعل لاوي كان مرتبطاً بهذا المنصب. من الواضح أنه كان قد سمع يسوع من قبل واقتنع في قلبه بأنه كان المسيا؛ ولذلك فعندما سمع يسوع يقول له: "«ﭐتْبَعْنِي». قَامَ وَتَبِعَهُ". لقد كانت لديه استجابة سريعة لطلب المسيح.

تفسير (مرقس 2: 15) 15 وفيما هو متكئ في بيته كان كثيرون من العشارين والخطاة يتكئون مع يسوع وتلاميذه لانهم كانوا كثيرين وتبعوه.


التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 لماذا يأكل مع العشارين والخطاة؟]

   *** وَفِيمَا هُوَ مُتَّكِئٌ فِي بَيْتِهِ

كان هذا بيت لاوي (لو 5: 29)  29 وصنع له لاوي ضيافة كبيرة في بيته. والذين كانوا متكئين معهم كانوا جمعا كثيرا من عشارين واخرين. " يسوع أكل مع المنبوذين اجتماعيا مثل العشارين والخطاة وخلصهم من الخطية وغفر لهم ذنوبهم و كذلك المنبوذون إجتماعيا ودينيا مثل المرضى بالبرص فشفاهم وغيرهم كوسيلة ليبدأ حوارا دينيا ليعلم الشعب ويفحم معلمى اليهود من الكتبة والفريسيين وغيرهم . لقد كان الشعب اليهودى يقبلون بكثرةٍ إليه لأنه كان يتصرف بطريقٍة مختلفة عن رؤساء الدين اليهود ذوي البر الذاتي فكانت أمثلة المسيح تنتقل من فم سامعيها لآذان الآخرين وكذلك تعاليمة وبالأكثر معجزاته فحالما يوجد المسيح فيجتمع الكثيرين حوله .

 مُتَّكِئٌ :  معنى يتكئ في قاموس اللغة العربية : اتَّكأ الشَّخصُ على السَّرير ونحوِه جلس متمكِّنًا، أو جلس وأسند ظهرَه أو جنبه إلى شيء :-اتَّكأ على مِرْفقِه

الأكل فى الولائم كان حدثا خاصا ذو أهمية عند الناس في الشرق الأدنى القديم لأنه كان يعبر عن الصداقة والقبول. وكان يسوع يذهب إلى الولائم لا رغبة في الطعام بل انتهازاً لفرص عمل الخير وتعليم الناس وجذب قلوبهم إليه بمخالطتهم.

وكانوا يتكئون إلى كوعهم الأيسر متحلقين حول مائدةٍ على شكل مستطيل مفتوح وأقدامهم إلى الخلف وكان المضيف للمسيح يترك الباب الخارجى للبيت مفتوحا وهذا يعنى أن أهل القرية بالرغم من انهم غير مدعوين إلى الوليمة إلا أنهم كانوا يستطيعون أن يأتوا إلى منطقة العشاء ويقفون حول جدران البيت أو عند الباب أو على النوافذ ويستمعوا إلى الحوار.

هذا الإجتماع فى وليمة أعدها لاوى للمسيح وتلاميذة ودعا فيها العشارين والخطاة هى بمثابة  فرح بخاطئ واحد هى وليمة وداع لعمل الجباية لخدمة ربح النفوس للمسيح هذه الوليمة رمزية للوليمة السمائية يمكن أن نقرأها في هذا السياق. هل هذا العيد هو تنبؤ عن الوليمة المسيانية الذي ستشمل جميع المنبوذين والمطرودين والمهمشين؟ (مت 8: 11) 11 واقول لكم: ان كثيرين سياتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع ابراهيم واسحاق ويعقوب في ملكوت السماوات  ( لو 13: 29)  29 وياتون من المشارق ومن المغارب ومن الشمال والجنوب ويتكئون في ملكوت الله. "ربما تشير إلى (أش 59: 15- 21) 15 وصار الصدق معدوما والحائد عن الشر يسلب.فراى الرب وساء في عينيه انه ليس عدل 16 فراى انه ليس انسان وتحير من انه ليس شفيع.فخلصت ذراعه لنفسه وبره هو عضده. 17 فلبس البر كدرع وخوذة الخلاص على راسه.ولبس ثياب الانتقام كلباس واكتسى بالغيرة كرداء. 18 حسب الاعمال هكذا يجازي مبغضيه سخطا واعداءه عقابا.جزاء يجازي الجزائر. 19 فيخافون من المغرب اسم الرب ومن مشرق الشمس مجده.عندما ياتي العدو كنهر فنفخة الرب تدفعه 20 وياتي الفادي الى صهيون والى التائبين عن المعصية في يعقوب يقول الرب 21 اما انا فهذا عهدي معهم قال الرب.روحي الذي عليك وكلامي الذي وضعته في فمك لا يزول من فمك ولا من فم نسلك ولا من فم نسل نسلك قال الرب من الان والى الابد " إن كان الأمر كذلك، فإننا نجد هنا الفكرة اللاهوتية بأن الشركة المؤقتة مع يسوع تعكس شركة الملكوت فى السماء. الخطأة تتم مصالحتهم اللان وفي األبدية. جميع الخطأة هم موضع ترحيب )وجميعنا خطأة، حتى شعب العهد في العهد القديم، (رو 3: 9- 18)

   *** كَانَ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْعَشَّارِينَ وَٱلْخُطَاةِ يَتَّكِئُونَ مَعَ يَسُوعَ

ٱلْعَشَّارِينَ : حول موضوع منزلة العشارين بين اليهود راجع شرح بشارة متّى (راجع متّى ٥: ٤٦).

قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية - شرح كلمة "عشّار | العشارين "
← اللغة الإنجليزية: publican, tax collector - اللغة اليونانية: τελώνης.
لا تَرِد كلمة عشَّار في الكتاب المقدس إلا في الأناجيل الثلاثة الأولى، فقد وردت تسع مرات في إنجيل متى، وثلاث مرات في إنجيل مرقس، وإحدى عشرة مرة في إنجيل لوقا.
وكانت الدولة الرومانية تعطي حق جمع الضرائب والمكوس في مقاطعة ما لأحد الملتزمين من الأثرياء ليؤدي المبالغ المحددة للخزانة العامة، وكانوا عادة من أثرياء الرومان، وإن كان يبدو أن زكا رئيس العشارين في أريحا (لو 19: 2) كان ملتزمًا، إذ يوصف بأنه كان رئيسًا للعشارين.
وكان هؤلاء الملتزمون يمنحُون حق جمع الضرائب والمكوس في مدينة معينة لأحد اليهود ليقوم بتحصيل الضرائب والمكوس لحسابهم.
وكانت الحكومة الرومانية تفرض أنواعًا متعددة من الضرائب، فكانت هناك ضريبة على كل ذَكَر فوق الرابعة عشرة، وعلى كل أنثى فوق الثانية عشرة (وكان يُعفى منها المسنون). وكانت هناك ضريبة على الأراضي الزراعية، كانت تقدر حسب المحاصيل. وكانت هذه الضرائب المباشرة يقوم بجمعها الموظفون الرومانيون في فلسطين.
وبالإضافة إلى ذلك، كان هناك الكثير من الضرائب غير المباشرة، فكانت تفرض مكوس على كل الصادرات والواردات بما في ذلك تجارة الرقيق، وكان يقوم بجمع هذه المكوس العشارون المذكورون في الأناجيل، فكانوا يفحصون البضائع لتقدير ما يؤخذ عليها من مكوس، كما كانوا يأخذون مكوسًا على المرور في الطرق وفوق الجسور، كما فرض هيرودس مكوسًا على التجارة في سوق أورشليم.
ويظن "شورر" (schurer) أن الضرائب التي كانت تجمع من كفرناحوم في الجليل، كانت تودع في خزينة هيرودس انتيباس. أما في الولايات التي كانت تخضع لمجلس الشيوخ الروماني فكانت تورد له. وكانت اليهودية ولاية إمبراطورية، فكان ما يجمع منها من ضرائب، يذهب إلى خزائن الإمبراطور، وكان هذا أساس سؤال الفريسيين والهرودسيين للرب يسوع: "أيجوز أن تُعْطَى جزية لقيصر أم لا؟" (مت 22: 17؛ مرقس 12: 14؛ لو 20: 22).
وكانت فئة العشارين مكروهة عند اليهود، وهو أمر منطقي لأنهم كانوا يمثلون سيادة روما، كما كانوا يقومون بالبحث والتحري عن كل مورد من موارد الضرائب والمكوس، وكثيرًا ما كانوا يغالون في تقدير الضرائب ليضعوا الفائض في جيوبهم. وكان معلمو اليهود يضعون العشارين واللصوص في صف واحد، وفي الأناجيل الثلاثة الأولى يذكر العشارون مع الخطاة (مت 9: 10، 11؛ 11: 19؛ مرقس 2: 15؛ لو 5: 30؛ 7: 34)، وهو ما يبين موقف الشعب اليهودي منهم، فقد كانوا يعتبرون خونة يبيعون خدماتهم للدولة الأجنبية المستعمرة لكي يجمعوا لأنفسهم ثروات على حساب قومهم.

   *** وَتَلاَمِيذِهِ،

هؤلاء الرجال الذين إختارهم يسوع ودعاهم للتلمذة حتى هذا الوقتهم بطرس وأندراوس أخيه ويعقوب ويوحنا أخيه  كانوا يسيرون مع المسيح مطلعين على كل أقوال يسوع وأعماله. في الحقيقة كان هذا هو المقصود ألجلهم. فقد كان يجب عليهم أن يد ونوا وأن يفسروا يسوع للعالم

   *** لأَنَّهُمْ كَانُوا كَثِيرِينَ وَتَبِعُوهُ».
النحو غامض، ولكن يبدو أنه يشير إلى "الخطأة" وليس إلى تلاميذه.

 تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
"وَفِيمَا هُوَ (يسوع) مُتَّكِئٌ فِي بَيْتِهِ". إذ بدأ لاوي مهنة جديدة أقام وليمةً، دعا إليها الكثير من أصدقائه القدامى، "العشارين والخطاة"، وأيضاً "يسوع وتلاميذه". لقد كانت تلك هي طريقته ليدلي بشهادة تنم عن الولاء الجديد لديه، ولا بد أنها تركت انطباعاً كبيراً لدى زملائه القدامى.

تفسير (مرقس 2: 16) 16 واما الكتبة والفريسيون فلما راوه ياكل مع العشارين والخطاة قالوا لتلاميذه ما باله ياكل ويشرب مع العشارين والخطاة.

التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

   *** وَأَمَّا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ

الكتبة لم يكونوا حصريا أحد الأحزاب الدينية/ السياسية، رغم أن معظمهم كانوا فريسيين في أيام يسوع. الفريسيون كانوا طائفة الهوتية خاصة من اليهودية تطورت خالل الحقبة المكابية. لقد كانوا ملتزمين جدا ليد الشفهية ومخلصين في تدينهم وكانوا يتبعون التقوى بصرامة (التلمود).

   *** فَلَمَّا رَأَوْهُ يَأْكُلُ مَعَ ٱلْعَشَّارِينَ وَٱلْخُطَاةِ، قَالُوا لِتَلاَمِيذِهِ: مَا بَالُهُ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ مَعَ ٱلْعَشَّارِينَ وَٱلْخُطَاةِ؟
 أن الجلوس فى مائدة طعام مع العشارين والخطاة لتناول طعام كانت حادثة اعتيادية فعلها المسيح مرارا وتكرارا لعدة أسباب منها دعوة الخطاة للتوبة وتصحيح مفاهيم الكتبة والفريسيين وباقى طوائف معلمى اليهودة لعلنا نتذكر بالإضافة لهذة المائدة مائدة زكا العشار ومائدة سمعان الأبرص وتوبة الخطاة على هذه الموائد لأن هذا هو عمله  لهذا قال (لو 5: 32)."لم آت لأدعو أبرارا بل خطاة إلى التوبة»."، وليست استثناء (لو 5: 29) 29 وصنع له لاوي ضيافة كبيرة في بيته. والذين كانوا متكئين معهم كانوا جمعا كثيرا من عشارين واخرين. (لو 7: 34) 34 جاء ابن الانسان ياكل ويشرب فتقولون: هوذا انسان اكول وشريب خمر محب للعشارين والخطاة. (لو 15: 1- 2) 1 وكان جميع العشارين والخطاة يدنون منه ليسمعوه. 2 فتذمر الفريسيون والكتبة قائلين: «هذا يقبل خطاة وياكل معهم» " لقد كان أمرا صادما بالنسبة إلى النخبة الدينية ذوي البر الذاتي.
هذا هو البر الذاتى للفريسيين بعينه الذى نقرأ عنه فى هذا العدد والذى كان أوضحة المسيح فى مثل الفريسى والعشار (لو 14: 9- 18) وكلام الفريسى فى هذا المثل يدل على طبقية متعالية بقيمها ومميزاتها التي أضافوها إلى أنفسهم. فبدل أن يعطيهم اشتغالهم بالدين روح القربي من الشعب، استغلوه للتعالي والكبرياء عليه. وعـوض أن تقربهم معرفتهم بالله بالضعفاء والخطاة والمساكين، عزلتهم عنهم وأسكنتهم في بروجهم، وهكذا أصبح الدين وسيلة لركوب طبقة على طبقة وسبباً في انقسام الشعب وعزلة المساكين والخطاة. وكأن الله أصـبح وقفـاً على الأغنياء والعلماء والأدعيـاء والأصحاء، ولم يعلـم هـؤلاء الكتبـة والفريسيون أنهـم مـن أجـل تعـاليهـم عـن الشعب وإفرازهم لأنفسهم كطبقة متميزة بمعرفتهم، وافتخارهم بمعرفتهم واحتقارهم لبقية الشعب وخاصة العشارين والخطاة، ( متّى ٩: ١٢ و١٣ ) 12 فلما سمع يسوع قال لهم: «لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى. 13 فاذهبوا وتعلموا ما هو: اني اريد رحمة لا ذبيحة لاني لم ات لادعو ابرارا بل خطاة الى التوبة». ( مت ١٨: ١١ ) 11 لان ابن الانسان قد جاء لكي يخلص ما قد هلك. ( لوقا ٥: ٣١ و٣٢ ) 31 فاجاب يسوع: «لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى. 32 لم ات لادعو ابرارا بل خطاة الى التوبة». ( لو ١٩: ١٠ ) 10 لان ابن الانسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك». ( ١تيموثاوس ١: ١٥)15 صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول: ان المسيح يسوع جاء الى العالم ليخلص الخطاة الذين اولهم انا. "
في دهووة المسيح لمتى بأن يتبعه وجلوس المسيح على مائدة طعام والعشارين والخطاة يأكلون كان حدث غريب لم يعتاد الكتبة ووالفريسيين على حدوثه من معلم مثل المسيح ولكن المسيح كان عمله دعوة الخطاة للتوبة وهذا هو تعليم المسيح لجذب الخطاة للتوبة :
الأول: تعليم المسيح أن الخطيئة مرض النفس المميت. ... الثاني: إن المسيح هو الطبيب الذي عيّنه الله لمعالجة النفوس المصابة بداء الإثم. فإنه يعرف المرض والعلاج. وهو لا يعجز عن شفاء مرض مهما اشتد داؤه. وهو شفوق حنون قريب إلى كل من يدعوه ومستعد لإجابة الدعوة ولم يدعه أحد إلا أجابه. وله كل الاختبار في العلاج. ويعالج مجاناً. ومن عالجه لا يمرض أيضاً للموت. ولا طبيب للنفس سواه. .. الثالث: إن كثيرين من المصابين بداء الإثم يظنون أنهم أصحاء. .. الرابع: إن الذين يشعرون بأمراضهم الروحية هم الذين ينالون منه الشفاء لا غيرهم.
لذلك خاطب المسيح هؤلاء المتعظمين بعلمهم ومعرفتهم، الذين ظنوا أنهم أقرب إلى الله من الخطاة، وأنهم أحق بملكوت الله من كل الشعب، إن هؤلاء العشارين والخطاة والزناة بتوبتهم وأفعالهم العظيمة بعد توبتهم بلا شك سيكون نصيبهم فى السباق نحو الملكوت سيكونون فى المقدمة وقال لهم: «الحق أقول لكم إن العشارين والزواني يسبقونكم إلى ملكوت الله، لأن يوحنا جاءكم في طريق الحق فلم تؤمنوا به، وأما العشارون والزواني فآمنوا به» (مت 21: 31و32). وزاد أيضاً على ذلك وقال: «أقول لكم: إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره … ولما سمع رؤساء الكهنة والفريسيون أمثاله، عرفوا أنه يتكلم عليهم.» (مت 21: 43و45)


تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
 "وَأَمَّا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ فَلَمَّا رَأَوْهُ يَأْكُلُ مَعَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ".
في نظر أولئك المتدينين المتعصبين الشكليين، كان ذلك جريمة وإساءة كبيرة. ولكن أظهر هذا كم كان فهمهم ضعيفاً لطبيعة رسالة يسوع.

تفسير (مرقس 2: 17) 17 فلما سمع يسوع قال لهم.لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى.لم ات لادعو ابرارا بل خطاة الى التوبة.


 التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   ***  فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ لَهُمْ: لاَ يَحْتَاجُ ٱلأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ ٱلْمَرْضَى.
 

 الأَصِحَّاءُ : يعتقد الكتبة والفريسيين أنهم أصحاء ولكنهم فى الحقيقة فعلوا اشياء  أستحقو عليها الويلات واللعنات التى تفوه بها المسيح وكان كلما نطق المسيح بالويل للكتبه والفريسيين كان يقرنها أحيانا بالمرائون وأحيانا يقول لهم ايها الحيات والأفاعى وأنهم يشبهون قبورا مبيضة من الخارج وأيها القادة العميان وأيها الجهال والعميان وأفعالهم ذكرها المسيح فى (مت 23: 13- 34)

 ٱلْمَرْضَى.: نظرة المسيح للخطاة والعشارين واللصوص والزواني لم تكن أكثر من أنهم مرضى، ونظرته إلى نفسه كانت أنه هو الطبيب وحـده الذي يعرف أصـل المرض وعلـة سـقـم النفـوس وعلاجها وشفاءها. هذه نظرة الله للمجتمع أي للناس والشعب. كانت نظرة الله للشعب في البرية (في العهد القديم) كمشرع يضـع لهـم القـوانين ويسـن لهـم نـواميس الأخلاق، أميا نظرة الله لنفسه في العهد الجديد بالنسبة للعالم فهو الطبيب والمخلص. في القديم كان يمسك العصى ويؤدب، وفي الجديد يحمل المشرط ليقطع أصول الداء كما يحمل كأس الدواء ووسائل نقل الدم. فالرب الذي سن القانون وحمل عصى التأديب هو هو الذي أتى بالضمادة وحنان الطبيب. أما الكتبة والفريسيون فظنوا أن بالقانون والعصى يحيا الإنسان، أما الضعيف والمريض والخاطئ والزاني فليس له إلا القبر، ولم يدروا أنهم بقانونهم حكموا على أنفسهم، والعصى التي في أيديهم سقطت على أعناقهم «ويل لكـم أيها الكتبة والفريسيون»

كان لديهم اإلحساس بالحاجة وهذا كان أساسيا لأجل الإيمان (مت 5: 3- 4) ويسوع كان شافيهم وصديقهم (لو 7: 34) (لو 19: 10)  لان ابن الانسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك».

قال المسيح للكتبة والفريسيين : إنه لم يأت لمثل هؤلاء الأبرار أي الكتبة والفريسيين؛ ولكن جاء للذين احتسبوا لدى الكتبة والفريسيين أنهم خطاة وأنجاس لأنهم لم يحفظوا الناموس ولا عملوا به. (مت 23: 3)1 حينئذ خاطب يسوع الجموع وتلاميذه 2 قائلا: «على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون 3 فكل ما قالوا لكم ان تحفظوه فاحفظوه وافعلوه ولكن حسب اعمالهم لا تعملوا لانهم يقولون ولا يفعلون." وقول المسيح واضـح أن التوبة لا تصـح للبـار: سـواء الصـادق فهـو تائـب بالضرورة، ولا تصـح للبار عند نفسه لأنه لا يؤمن بأنه خاطئ ليتوب. أمّها الذي لا يحتسب نفسه باراً لا بالصدق ولا بالكذب فهو الذي يحتسب نفسه أنه خاطئ بالفعل ومستحق الرحمة، وهؤلاء لما سمعوا المسيح يقول ويعلم بالتوبة طلبوها فنالوها.

      ***  لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى ٱلتَّوْبَةِ».

هذه تورية، ربما كانت تعبيرا ساخرا مثل (مر7: 19) قول المسيح هذا لم يُقصد به أن يدل على أن معلمى اليهود ورؤساء الدين كانوا أبرار (مت 5: 20) 20 فاني اقول لكم: انكم ان لم يزد بركم على الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السماوات. " ولذلك ما كانوا بحاجة إلى توبة، وإلا لما لعن المسيح افعالهم فى (متى 23) بل أن رسالة يسوع )(مر 1: 14- 15) 14 وبعد ما اسلم يوحنا جاء يسوع الى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله 15 ويقول: «قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وامنوا بالانجيل».  كانت تروق أكثر لأولئك الذين كانوا يستشعرون بحاجتهم الروحية. يسوع يستخدم كلمات من أمثال في معظم تعليمه   أمثال الزرع في الفصل الرابع: مثل الزارع (مر 3:4-9)، والزرع الذي ينمي (مر 26:4-29)، وحبة الخردل (مر 30:4-32)؛ ثم مثل الكرامين القتلة (مر 1:12-12)، ومثل البواب الساهر (مر 34:13)، وهو مثل قصير.يلجأ يسوع، بالإضافة إلى هذه الأمثال، إلى الأقوال والأمثال الشعبية القصيرة. وإليكم أهمها: "ليس الأصحاء بمحتاجين إلى الطبيب، بل المرضى" (مر 17:2) "ما من أحد يرقع ثوباً عتيقاً بقطعة نسيج خام" (مر 21:2) "إذا انقسمت المملكة على نفسها فلا تستطيع تلك المملكة أن تثبت" (مر 24:3). " أيأتي السراج ليوضع تحت المكيال أو تحت السرير ؟ ألا يأتي ليوضع على المنارة" (مر 21:4). "فبما تكيلون يكال لكم وتزادون" (مر 24:4). "لا يزدرى نبي إلا في وطنه وأقاربه وبيته" (مر 4:6) "فلا يحسن أن يؤخذ خبز البنين فيلقى إلى صغار الكلاب" (مر 27:7) "الملح شيء جيد، فإذا صار الملح بلا ملوحة فبأي شيء تملحونه؟ (مر50:9). وقد استعمل يسوع بعض هذه الحكم الشعبية الشائعة ليشرح رسالته، والمصير الذي ينتظره، والجديد في تعليمه، والتوبة الجذرية التي يقتضيها قبوله وقبول تعليمه (مر 17:2-21؛ 27:3؛ 4:6؛ 27:7)؛ بينما يوضح البعض الآخر تصرفات التلميذ المثالي (مر 24:3؛ 15:7؛ 50:9).

 تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside     

  "لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ". كما أن الطبيب يخدم المرضى أكثر من الأصحاء، كذا المسيح جاء ليقدم رسالة النعمة للخطأة المحتاجين أكثر من سعيه وراء أولئك الذين كانوا يتخيلون أنهم صالحون بما فيه الكفاية أمام الله. وفي الواقع، ليس من أحد بارّ (رومية 3: 10)، ولكن كان هناك كثيرون يفتخرون في أنفسهم ببرّ لم يمتلكوه أبداً. ليس من بركة لهؤلاء. الخاطئ المعترف هو من يجد الرحمة.   

أن كثيرين تساءلوا فيما إذا لم يكن ذاك هو بالفعل هو المسيا المنتظر، ومن هنا جاء كلامهم أن: "«مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هَذَا قَطُّ!» ". لقد كان في هذا تجلٍّ مذهل وجديد لنعمة وقدرة الله.     

. مقاومة سلوكه: حبه للخطاة (مرقس 2: 13-17)

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 2

3. مقاومة طقس عبادته: عدم الصوم (مرقس 2: 18-22)
تفسير (مرقس 2: 18) 18 وكان تلاميذ يوحنا والفريسيين يصومون.فجاءوا وقالوا له لماذا يصوم تلاميذ يوحنا والفريسيين واما تلاميذك فلا يصومون.


التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

سؤال تلاميذ يوحنا والفريسيين المسيح ومجاوبته إياهم (مر 2: 18- 22) ع ١٨ إلى ٢٢

    *** وَكَانَ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا وَٱلْفَرِّيسِيِّينَ يَصُومُونَ، فَجَاءُوا وَقَالُوا لَهُ: لِمَاذَا يَصُومُ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا وَٱلْفَرِّيسِيِّينَ، وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَلاَ يَصُومُونَ؟».
راجع تفسيرنا فى شرح بشارة متّى (متّى ٩: ١٤ - ١٧).

كان تلاميذ يوحنا غيورين جداً على حفظ شريعة موسى الطقسية والعوائد اليهودية (متّى ٩: ١٤ ) 14 حينئذ اتى اليه تلاميذ يوحنا قائلين: «لماذا نصوم نحن والفريسيون كثيرا واما تلاميذك فلا يصومون؟» فأشبهوا بذلك الفريسيين.( لوقا ٥: ٣٣) 33 وقالوا له: «لماذا يصوم تلاميذ يوحنا كثيرا ويقدمون طلبات وكذلك تلاميذ الفريسيين ايضا واما تلاميذك فياكلون ويشربون؟»  وتلاميذ يوحنا والفريسيين كانوا يصومون مرتين فى الأسبوع فى ايام ألأثنين والخميس (لو 18: 12) 12 اصوم مرتين في الاسبوع واعشر كل ما اقتنيه. " ولكن ناموس موسى كان يفرض يوم صوم واحد فقط فى السنة هو يوم الكفارةة (لا 16)   هذان الصومان ليومين في األسبوع هما مثال جيد عن تطور النزعة التقليدية (زك 7- 8) . وقد أمر المسيح بالصوم فى الوقت  الملائم وبقواعد معينة (مت 6: 16- 18) 16 «ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين فانهم يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين. الحق اقول لكم: انهم قد استوفوا اجرهم. 17 واما انت فمتى صمت فادهن راسك واغسل وجهك 18 لكي لا تظهر للناس صائما بل لابيك الذي في الخفاء. فابوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية. " (مر 2: 19) (لو 1: 35) 35 ولكن ستاتي ايام حين يرفع العريس عنهم فحينئذ يصومون في تلك الايام». ويوصف الصوم الصحيح في (أش .58)  وأما يسوع فقام بنفسه بسابقٍة تصبح قاعدة تُتبع (مت 4: 2)  2 فبعد ما صام اربعين نهارا واربعين ليلة جاع اخيرا ". لقد صامت الكنيسة الأولى (اع 13: 2- 3) 2 وبينما هم يخدمون الرب ويصومون، قال الروح القدس:«افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما اليه». 3 فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الايادي، ثم اطلقوهما.  ( أع 14: 23)  23 وانتخبا لهم قسوسا في كل كنيسة، ثم صليا باصوام واستودعاهم للرب الذي كانوا قد امنوا به. ( 2كو 6: 5)5 في ضربات في سجون في اضطرابات في اتعاب في اسهار في اصوام   ( 2كور 11: 27) 27 في تعب وكد.في اسهار مرارا كثيرة.في جوع وعطش.في اصوام مرارا كثيرة.في برد وعري. "

 الدافع والأسلوب كانا حاسمين عصيبين؛ التوقيت، والمدة، (أع 15: 19- 22)

والصوم عموماً في العهد القديم سواء بحسب الناموس أو كما وضعه الربيون في زمن العهد الجديد هو الرقعة الغريبة التي إذا أُدخلت في نسيج ثوب النعمة تمزقه، لأن صوم العهد القديم بكل صوره حركة حزن تليق بغياب الله عن الإنسان. أما نحن في العهد الجديد فقد صرنا متحدين بيسوع المسيح ابن الله، وقد صارت لنا شركة مع الآب والابن كتحقيق القديس يوحنا في رسالته الأولى: «أما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح» (1يو 3:1)، فكيف نحزن ونحن نعيد كل يوم لعيد الأبدية «افرحوا في الرب كل حين وأقول أيضاً افرحوا» (في 4:4). ولكن إن صمنا الأربعين المقدسة فنحن نشارك المسيح في صومه الانقطاعي الذي بدأ به عهد النعمة، وإن ضمنا الجمعة فنحن نعيد لصليب المجد، وإن تألم الجسد منا وتعب فالروح تحلل، فأصوامنا بهجة للروح. ولما رفع العريس رفعنا معه فكيف نحزن والمسيح فينا والروح داخلنا. أصـوامنا صارت ذبائح شكر وتسبيح واعتراف لفضل الله وشركة مع المسيح، والصـوم الـوحيـد الذي صامته الكنيسة مجتمعة رسمياً بعدما رفع العريس عنهم يوم الأربعين حسب قول الرب ـ هو صوم العشرة أيام وهم في الغلية يصلون بانتظار عودة العريس الذي أرسل الروح القدس ليعد ويرتب سكناً له في قلوب أولاده إلى الأبد.
أما الأصوام الفردية فهي مفتوحة بلا حدود لكل إنسان، فالقديس بولس كان يصوم أصواماً كثيرة، والمسيح استحسن الصـوم حينما نكون في مواجهة الشيطان العنيد: «أما هذا الجنس فلا يخرج إلا بالصلاة والصوم .» (مت 21:17)

********

الصوم  ...  FASTING
 الصوم عند اليهود

كلمة «صوم» العربية تقابلها في العبرية كلمة «تسوم» وتُستخدَم كلمة «تَعنيت» مرادفاً لها في اللغة العبرية. «تذللون نفوسكم» (لاويين ٢٣/٢٧) وقد أُخذت هذه العبارة على أنها إشارة إلى الصوم. ولكنها أساس للكلمة التلمودية «تَعنيت» التي تفضل كلمة «صوم» 

ويصوم اليهود عدة أيام متفرقة من السنة  وللصوم أهمية كبيرة لدى اليهود من الناحية الروحانية، ويعد من أقدم التشريعات اليهودية بعد شعيرة تقديم القرابين في الهيكل، التي انتهى دورها بخراب الهيكل على يد نبوخذ نصر عام (587 ق.م)،
الصوم في شريعة موسى
عرف الصيام بأّنه الإمساك عن الأكل والشرب ومن مظاهر صوم اليهود أنهم كانوا لا يدهنون رءوسهم بالزيت ويبكون وينوحون وينثرون الرماد على رءوسهم ويتركون أيديهم غير مغسولة، ويلبسون المسوح. وطبقا لشريعة موسى يبدأ اليوم من غروب الشمس إلى مساء اليوم التالي. وفي فترة ما قبل السبي البابلي أخذ الصوم معنى الانقطاع عن الأكل عمومًا، أما في كتب الأنبياء فقد جاء بمعنى "عدم أكل الخبز حصرًا". وفي مدة الأسر أخذ الصوم طابع الحداد والحزن، وكان يلجأ إليه عند الخطر، ويؤديه الكاهن استعدادًا للإلهام أو إذا اعتقد أن الله ساخط عليه.
كما عرف الصوم بأنه الالتجاء إلى الرب لطلب الصفح عن الخطأ، أو التماس الشفاء، أو بعد ترمل، أو نكبة وطنية، أو لنيل وقف كارثة، كما أنه تعبير عن تواضع النفس أمام الله، وهو ما يعادل إذلال النفس.

 وثمة أيام صوم عديدة أخرى مرتبطة بأحزان جماعة إسرائيل وردت في كتب العهد القديم الأخرى. ومعظم هذه الأيام مناسبات قومية ومن أهمها

التاسع من آب، يوم هدم الهيكل (خراب الهيكل في المُصطلَح الديني) الأول والثاني،

ستة أيام صوم بالسنة
هناك ستة أيام صوم في السنة في اليهودية،

صوم يوم الغفران (في العاشر من تشري) 

الصوم الأهم هو صوم يوم الغفران، الذي يبدأ في العاشر من شهر أكتوبر، الذي يعتبر في اليهودية يوم الحساب واليوم المقدس في السنة.وهو الصوم الوحيد الذي ورد في أسفار موسى الخمسة، حيث جاء فيها: «تذللون نفوسكم» (لاويين ٢٣/٢٧) يتم الصوم في يوم الغفران بموجب تعليمات التوراة، ولا يهدف إلى الحزن، إنما إلى تعذيب الجسد من أجل التسامي وطهارة النفس.
ولقد حُددت أربعة أيام صيام إضافية بعد خراب الهيكل الأول والثاني، وهي تمثل الحزن على الخراب، والأهم هو 9 من أغسطس، يوم الصوم الأساسي لذكرى خراب الهيكل، ويمثل يوم خراب القدس والهيكلين.
في يوم الغفران والتاسع من أغسطس العبري يستمر الصوم يومًا كاملاً من مساء اليوم السابق حتى مساء اليوم التالي، هناك محرمات أخرى في هذين اليومين: الاستحمام، والدهن، والجماع، وانتعال أحذية جلدية.
السابع عشر من يوليو
والسابع عشر من تموز الذي يصوم فيه اليهود بسبب مجموعة من الكوارث القومية وردت في التلمود، فهو اليوم الذي حطم فيه موسى لوحى الشريعة، وهو اليوم الذي نجح فيه تيتوس في تحطيم حوائط القدس، ودخل فيه نبوختنصر إلى المدينة، وحرق فيه الجنرال السوري إتسونيوموس لفائف الشريعة، وأقام فيه بعض الحاخامات أوثاناً على جبل صهيون.  

صوم يوم العاشر من يونيو
وهناك صوم يوم العاشر من يونيو، العاشر من طيبت، وهو اليوم الذي بدأ فيه نبوخذ نصر حصار القدس.

صوم  الثالث من أكتوبر
كما يصوم اليهود كذلك يوم الثالث من أكتوبر،الثالث من تشري وهو ما يعرف باسم "تسوم جداليا" لإحياء ذكرى حاكم فلسطين الذي ذُبح بعد هدم الهيكل.

صوم الثالث عشر من مارس
ويصوم اليهود أيضًا في الثالث عشر من مارس ، الثالث عشر من آذار صوم «تعنيت إستير» أو «صيام إستير» ، ويقع قبل عيد النصيب.  صومًا نادت به إستير الزوجة اليهودية لملك فارس أزدشير بن بابك، قبل أن تنقذهم من مؤامرة هامان وزير الملك، ويقع قبل عيد النصيب.
صيام الحاخامات
وقد قرر الحاخامات أيام صيام أخرى إضافية، من بينها صيام أسابيع الحداد الثلاثة، بين السابع عشر من يوليو والتاسع من أغسطس، باعتبارها الفترة التي نهب الجنود الرومان أثناءها الهيكل والقدس، وأيام التكفير العشرة (بين عيد رأس السنة ويوم الغفران)، وأكبر عدد ممكن من الأيام في سبتمبر، وأول يومي اثنين وخميس من كل شهر، وثاني يوم اثنين بعد عيد الفصح وعيد المظال، وقد فُسِّر هذا الصوم بأنه تكفير عما قد يكون المرء قد ارتكبه من إفراط أثناء العيدين السابقين.
يوم الغفران الصغير (يوم كيبور قاطان)
ويصومون السابع من آذار باعتباره تاريخ موت موسى، يوم الغفران الصغير (يوم كيبور قاطان)، وهو آخر يوم من كل شهر، كما يمكن أن يصوم اليهودي في أيام الإثنين والخميس من كل أسبوع، فهي الأيام التي تُقرأ فيها التوراة في المعبد.
صوم العريس والعروس
وإلى جانب أيام الصيام التي وردت في العهد القديم، والتي قررها الحاخامات، توجد أيام الصيام الخاصة أيضًا في ذكرى موت أبويه أو أستاذه، وصوم العريس والعروس يوم زفافهما، ومعظم يهود العالم داخل وخارج فلسطين لا يقيمون شعيرة الصوم ولا حتى في يوم الغفران.


تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
ثم طُرِح سؤال يتعلق بالصوم. استغل يسوع المناسبة ليكشف حقيقة هامة في هذا الخصوص.
 لقد كان تلاميذ يوحنا وأولئك الفريسيون، الفئة التقليدية المتزمتة من اليهودية، هم الذين أثاروا هذا السؤال عن سبب عدم إتباع تلاميذ يسوع لنمطهم في الصوم. لقد كانت تلكما الجماعتين تفكران بالإمساك عن الطعام في أوقات معينة على أنها أمر يستحق المكافأة والتقدير، أو على الأقل أمر يفيد في الوصول إلى قداسة القلب والحياة. لذلك بدا لهم أن تلاميذ يسوع، من هذه الناحية على الأقل، قد نزلوا إلى مستوى أدنى منهم؛ لكن يسوع أجابهم بأن طرح سؤالاً: "«هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَصُومُوا وَالْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَصُومُوا". والمغزى أنه لم يكن مناسباً لأتباعه أن يتفجّعوا ويندبوا أمام الله وأن يحزنوا في نفوسهم طالما أنه هو نفسه، منبع كل البركة، كان معهم. ولكن يسوع، وقد شبه نفسه بالعريس، أخبر مسبقاً متنبئاً بالوقت الذي سيؤخذ فيه عنهم، فعندها سيصومون بالمعنى الحقيقي للكلمة، إمساكاً عن حماقات وجهالات العالم- ذلك العالم الذي كان سيحتشد ضدهم في معارضة مريرة لتعاليم معلمهم.

تفسير (مرقس 2: 19) 19 فقال لهم يسوع هل يستطيع بنو العرس ان يصوموا والعريس معهم.ما دام العريس معهم لا يستطيعون ان يصوموا.

التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 (مر 2: 19- 22) أجاب المسيح على سؤال تلاميذ يوحنا  والفريسيين  لماذا تلاميذة لا يصومون ؟  بثلاثة تشابيه الأول من عوائد العرس.(مر 2: 19- 20)  والثاني من مصطلحات الخياطة (مر 2: 21) . والثالث من عوائد الناس في حفظ الخمر (مر 2: 22).

   ***  فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو ٱلْعُرْسِ أَنْ يَصُومُوا وَٱلْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ مَا دَامَ ٱلْعَرِيسُ مَعَهُمْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَصُومُوا.

نحويا هذا السؤال يتوقع جوابا بالنفى

 أى أنه أنه لا يمكن أن تنحصر تعاليم  المسيح الإنجيلية الجديدة في طقوس الشريعة اليهودية القديمة كما يمارسها الفريسيون لأن الديانة الجديدة ديانة روحية عامة وهي ديانة النمو والحرية والحياة فلا يمكنها أن تكون في عبودية نظام طقسي ضيق.

تفسير (مرقس 2: 20) 20 ولكن ستاتي ايام حين يرفع العريس عنهم فحينئذ يصومون في تلك الايام.

التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   ***  وَلٰكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ ٱلْعَرِيسُ عَنْهُمْ،
ٱلْعَرِيسُ  : هناك الكثير من المجاز في العهد القديم المتعلق بفكرة "العريس". في العهد القديم يهوه هو العريس أو زوج اسرائيل. بهذا السياق  هو العريس والكنيسة هي العروس (أف 5: 23- 32) 3 لان الرجل هو راس المراة كما ان المسيح ايضا راس الكنيسة، وهو مخلص الجسد.  كما احب المسيح ايضا الكنيسة واسلم نفسه لاجلها، 26 لكي يقدسها، مطهرا اياها بغسل الماء بالكلمة، 27 لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة، لا دنس فيها ولا غضن او شيء من مثل ذلك، بل تكون مقدسة وبلا عيب.  30 لاننا اعضاء جسمه، من لحمه ومن عظامه."
  في هذه ألاية (مرقس 2: 20) "العريس يُرفع" تشير إلى زمٍن يسوع يحدث فيه انفصال.  قد تكون هذه تلميحا إلى أش ((53: 8)  8 من الضغطة ومن الدينونة اخذ.وفي جيله من كان يظن انه قطع من ارض الاحياء انه ضرب من اجل ذنب شعبي. " في السبعينية. بعد الصلب، والقيامة، والصعود، بطرس فهم بشك ٍل كامل المغزى الوارد في أشعياء (53)
 بالعرس. ما من أحٍد يصوم خلال فترة وجوده الآن، ولكن عندما يذهب العريس سيكون هناك صوم
المفسرين لديهم تفسيرين لهذه الاية .. أولا ... هذه ألاية استعارة ثقافية عن زمن يكون فيه الفرح مرتبطا العرس. وثانيا ، تفسير مجازي يشير إلى لا صوم فى زمن يسوع على الأرض وصلبه ولكن يبدأ الصوم بعد قيامته ... ثالثا : تنضم هذه ألاية لآيات نبوية كثيرة تشير إلى  
كان يسوع قد أعلن لتوه بشكٍل واضح مسيانيته وألوهيته من خلال أقواله وأعماله (طرد األرواح، الشفاءات، غفران الخطايا) . ولكن السر المسياني في مرقس يجعل المرء يتساءل. إلا أن اللغة المجازية ومضمونها في (مرقس2: 21- 22) تصور كل السياق في بيئٍة بدلية، ولكن أخروية (العريس يموت، ولكن الإبن الإلهى يرجع ويبقى(. بين الموت والعودة )الوليمة المسيانية(، أتباعه سيصومون بطريق ٍة لائقة لظرف مناسب وفي زمٍن ملائم.  
   *** فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ فِي تِلْكَ ٱلأَيَّامِ
يَصُومُونَ : هذا مستقبل مبني للمعلوم إشاري (تعبير عن حقيقة)، وليس أمرا (طلب )


تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
 علاوة على ذلك، فإن أولئك الذين أثاروا المسألة حول الصوم لم يدركوا أن يسوع كان قد جاء ليقدم نظاماً جديداً بالكلية. ويخبرنا الإنجيل في موضع آخر أن الناموس كان قد أُعطي بموسى، وأنه كانت هناك أشياء كثيرة في الناموس تتعلق بالصوم. ولكن النعمة والحق جاءا بيسوع المسيح. ولم يكن في مخططه أن يدعو الرجال والنساء للخضوع لمبادئ ناموسية تشريعية. فأن يفعل ذلك كان كمن يخيط قطعة قماش جديدة على رداء بالٍ. فهذا سيجعل الشق أسوأ وحسب. أو سيكون كمن يضع خمراً جديدة في زقاق عتيقة. فعندما يبدأ الخمر بالتخمر ستنفجر الزجاجات ويُتلف الخمر. فمن غير الممكن وضع خمر النعمة الجديدة في قوالب وقوانين وتشريعات ناموسية: فأحدهما يبطل الآخر، كما نقرأ في (رومية 11: 6): "فَإِنْ كَانَ بِالنِّعْمَةِ فَلَيْسَ بَعْدُ بِالأَعْمَالِ وَإِلاَّ فَلَيْسَتِ النِّعْمَةُ بَعْدُ نِعْمَةً. وَإِنْ كَانَ بِالأَعْمَالِ فَلَيْسَ بَعْدُ نِعْمَةً وَإِلاَّ فَالْعَمَلُ لاَ يَكُونُ بَعْدُ عَمَلاً". بجوابه هذا، ميز ربنا بين ناموسية الماضي والنعمة التي جاء ليكشفها أو ليعلنها. وكان هذا من خلال المقياس الذي أوضحه الحادث الذي تلا ذلك.
تفسير (مرقس 2: 21) 21 ليس احد يخيط رقعة من قطعة جديدة على ثوب عتيق والا فالملء الجديد ياخذ من العتيق فيصير الخرق اردا.

التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

   *** لَيْسَ أَحَدٌ يَخِيطُ رُقْعَةً مِنْ قِطْعَةٍ جَدِيدَةٍ عَلَى ثَوْبٍ عَتِيقٍ، وَإِلاَّ فَاٰلْمِلْءُ اٰلْجَدِيدُ يَأْخُذُ مِنَ اٰلْعَتِيقِ فَيَصِيرُ اٰلْخَرْقُ أَرْدَأَ.
 والرقعة الجديدة التي ظهرت في نسيج قوى جديد هو تعليم كلمة الرب يسوع لا أحد يخيط هذا النسيج الجديد الذى هو العهد الجديد على ثوب عتيق بال وإإلا سيتلف الثوب كله ويتهرأ ويتمزق فالقديم لا يحتمل قوة الجديد، فلم يعد يصلح للترقيع وإلا يصير إلى أردأ.
هنا اعتبر المسيح مبدأ الصـوم فى العهد القديم الذى يمارسه اليهود تعبيراً عن الحزن لا يتناسب أن يندس في تعليم العهد الجديد القائم على الفرح بالأخبار السارة أي الإنجيل. والقصد النهائي أنه لا يمكن الجمع بين القديم والجديد في وحدة واحدة، القديم بقدمه يبقى كما هو قديماً ليترك جانباً ويأتي الجديد بجدته وحده دون الخلط بين القديم وبينه .

تفسير (مرقس 2: 22) 22 وليس احد يجعل خمرا جديدة في زقاق عتيقة لئلا تشق الخمر الجديدة الزقاق فالخمر تنصب والزقاق تتلف.بل يجعلون خمرا جديدة في زقاق جديدة

  التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** وَلَيْسَ أَحَدٌ يَجْعَلُ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ عَتِيقَةٍ، لِئَلاَّ تَشُقَّ اٰلْخَمْرُ اٰلْجَدِيدَةُ اٰلّزِقَاقَ،
زِقَاقٍ :  الخضاضة البلدى ) كانت هذه تشير إلى النعاج التي تذبح بطريقة تسمح باستخدام فروها أو جلدها  يتم تصنيعها من جلود الماعز، وتوضع فى الجير لمدة 3 أيام حتى يتساقط الشعر ثم يتم غسلها بالماء والملح لتصبح قربة ليكون مستوعبا لتخزين السوائل.
هذه الجلود المدبوغة حديثا  تكون لها صفات أنها مرنة مطاطة بعد تصنيعها . عندما هذه الزقاق تصبح قديمة ، فإن عملية التخمر وضغط العازات الناتجة عن التخمر  للخمر الجديدة ستجعلها تنشق وتتمزق. الديانة اليهودية بتفسير معلمى اليهود كانت غير قادرة على قبول أفكار يسوع وتصحيحاته ولذلك فقد كانت على وشك أن تصير عبثية وعديمة الجدوى وباطلة. العهد الجديد (إر 31: 31- 34) ( حز 36: 22- 38) قد جاء في يسوع كلمة الرب. ما من شيٍء يمكن أن يبقى على حاله

   *** فَاٰلْخَمْرُ تَنْصَبُّ وَاٰلّزِقَاقُ تَتْلَفُ. بَلْ يَجْعَلُونَ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ جَدِيدَة».
يحمل مفهوم المثل كما قاله المسيح أن الخمر الجديدة قد مزقت الزق القديم فلم يعد يصلح لها،

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 2

4. اتهامه ككاسر للسبت (الشريعة) (مرقس 2: 23-28)

 
تفسير (مرقس 2: 23) 23 واجتاز في السبت بين الزروع.فابتدا تلاميذه يقطفون السنابل وهم سائرون.

 التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
قطف التلاميذ السنابل في السبت وكلام المسيح في ذلك  التى وردت فى (مر 23:2-28) ذكرها متى فى (مت 12: 1-8)، وايضا لوقا فى (لو 6: 1 ـ 5) ونقاش مع الكتبة والفريسيين حول الأشياء التى تكسر السبت :
  
*** وَٱجْتَازَ فِي ٱلسَّبْتِ بَيْنَ ٱلّزُرُوعِ، فَٱبْتَدَأَ تَلاَمِيذُهُ يَقْطِفُونَ ٱلسَّنَابِلَ وَهُمْ سَائِرُونَ.

 وردت هذه ألاية بنفس المعنى فى (متّى ١٢: ١ ) و (لوقا ٦: ١)

لمزيد من المعلومات عن قطف التلاميذ السنابل يوم السبت وعلى ما يتعلق بحفظ يوم الراحة في عهد الإنجيل في شرح بشارة متّى (متّى ١٢: ١ - ٨).

سار المسيح وتلاميذة  في حقول الذرة والشعير، والقمح التي كانت تحيط بالقرى والبلدات. ولعلّه مرّت مدّة ليست بقصيرة بين دعوة متّى وهذه الحادثة. ولعلّ التلاميذ كانوا راجعين يومئذ من الاحتفال بعيد الفصح في أورشليم لأن السنابل لا يؤكل حبها إلا بعد نحو أسبوع أو أسبوعين بعد الفصح. ولم يتهم الفريسيون التلاميذ بالسرقة لأن الشريعة أباحت ما فعلوه (تثنية ٢٣: ٢٥)25 اذا دخلت زرع صاحبك فاقطف سنابل بيدك ولكن منجلا لا ترفع على زرع صاحبك " بل لاموهم على أن أكلهم فان فى يوم السبت وهو يوم الراحة ممنوع فيه العمل .

 

 تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
بينما كان التلاميذ يسيرون في حقل قمح في يوم سبت ابتدأوا يقطفون بعض السنابل ويفركونها بأيديهم ويأكلون الحبوب. وكان هذا يتوافق تماماً مع التدبير الذي وضعه الناموس، لأن الله كان قد قال لموسى: "إِذَا دَخَلتَ زَرْعَ صَاحِبِكَ فَاقْطِفْ سَنَابِل بِيَدِكَ وَلكِنْ مِنْجَلاً لا تَرْفَعْ عَلى زَرْعِ صَاحِبِكَ»" (تثنية 23: 25). 

تفسير (مرقس 2: 24) 24 فقال له الفريسيون.انظر . لماذا يفعلون في السبت ما لا يحل.

 التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** فَقَالَ لَهُ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ: ٱنْظُرْ. لِمَاذَا يَفْعَلُونَ فِي ٱلسَّبْتِ مَا لاَ يَحِلُّ؟».
الخلاف فى الفكر بين المسيح والفريسيين هو حول الإجابة على سؤال : هل أكل الجائع من سنابل الحقول يوم السبت عمل يكسر السبت ؟
كان الفريسيون يعتبرون تصرف التلاميذ في السبت، غير شرعيٍ  بحسب تقاليدهم الشفهية استنادا إلى (خر 34: 21)21 ستة ايام تعمل.واما اليوم السابع فتستريح فيه.في الفلاحة وفي الحصاد تستريح. وصنفوا ما فعله التلاميذ على أنه كسر للسبت على أنه (1) حصاد؛ (2) غربلة؛ و(3) إعداد طعاٍم

لقد ركز الفريسيون انتقادهم للمسيح على بندين: الأول أن التلاميذ كسروا قانون عدم العمل في يوم السبت، والثاني وهو مترتب على الأول أنهم استهتروا بقيمة السبت .
أما بالنسبة لقانون العمل في السبت فقد وضع معلموا الناموس اليهود الربيون الكبار في المشناه تصنيفاً للأعمال الممنوعة، وعددها 39 عملاً، ومن بينها حصاد القمح في البند الثالث، وهنا اعتبر الفريسيون عمل التلاميذ كونهم يقطفون السنابل بمثابة عملية حصاد. وطبعاً لم يقبل المسيح أصلاً تأويلات الفريسيين ـ ولا المشناه لأنها ليست ملزمة ـ التي وضعوها من عندهم بخصوص هذه العمليات. تلاميذ يسوع لم يفعلوا أي شيٍء مخالف للناموس في تصرفاتهم بحسب نواميس جمع الحصاد في العهد القديم (تث 23: 25) 25 اذا دخلت زرع صاحبك فاقطف سنابل بيدك ولكن منجلا لا ترفع على زرع صاحبك المشكلة كانت في اليوم (تك 2: 1- 3) (خر 20: 8- 11) (خر 23: 12) ( خر31: 15) (تث 5: 12- 15) الذي صنعوا فيه ذلك. يبدو أن الإنجيليين يدونون أعمال يسوع في يوم السبت لكي يظهروا (1) المجادلات التي أحدثتها أو (2) أن يسوع كان يفعل هذا النوع من األفعال كل يوم ولم يكن السبت استثناء.

 تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
ولكن الفريسيين ما لبثوا أن رأوا خطأً في سلوك التلاميذ لأنهم كانوا يستفيدون من هذا التدبير في يوم السبت، ولذلك اعترضوا في الحال، قائلين: "ﭐنْظُرْ. لِمَاذَا يَفْعَلُونَ فِي السَّبْتِ مَا لاَ يَحِلُّ؟"

تفسير (مرقس 2: 25) 25 فقال لهم اما قراتم قط ما فعله داود حين احتاج وجاع هو والذين معه.

 التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

   *** فَقَالَ لَهُمْ: أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ مَا فَعَلَهُ دَاوُدُ حِينَ ٱحْتَاجَ وَجَاعَ هُوَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ،

 نحويا هذا السؤال يتوقع جوابا بالنفي. إنه يشير إلى رواية حياة داود المدونة في(1صم 21)

أَمَا قَرَأْتُمْ نتعلم من جواب المسيح للفريسيين أن أفضل طريق لدفع شبهات المعترضين في الدين أن يُجاوبوا بنصوص الكتاب الإلهي.

غالبا ما استخدم يسوع العهد القديم لكي يوضح تعاليمه  (مر 2: 25- 26) (مر 4: 12) 12 لكي يبصروا مبصرين ولا ينظروا ويسمعوا سامعين ولا يفهموا لئلا يرجعوا فتغفر لهم خطاياهم» (مر 10: 6- 8و 19)  6 ولكن من بدء الخليقة ذكرا وانثى خلقهما الله. 7 من اجل هذا يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامراته 8 ويكون الاثنان جسدا واحدا. اذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد.  19 انت تعرف الوصايا: لا تزن. لا تقتل. لا تسرق. لا تشهد بالزور. لا تسلب. اكرم اباك وامك» (مر 12: 26 و 29- 30 و 36)  26 واما من جهة الاموات انهم يقومون: افما قراتم في كتاب موسى في امر العليقة كيف كلمه الله قائلا: انا اله ابراهيم واله اسحاق واله يعقوب؟  29 فاجابه يسوع: «ان اول كل الوصايا هي: اسمع يا اسرائيل. الرب الهنا رب واحد. 30 وتحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك. هذه هي الوصية الاولى. 36 لان داود نفسه قال بالروح القدس: قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك.

 تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
 
لم يكن في الناموس أي شيء يعلن أن هذا التصرف يتناقض مع أي شيء أمر به الله، ولكنهم كانوا قد أضافوا تقاليد كثيرة جداً إلى الناموس حتى أن التلاميذ بدوا وكأنهم يخالفون وصية أو مبدأ إلهياً. رداً عليهم، لفت يسوع انتباههم إلى ما فعله داود عندما كان هو ورجاله جياعاً وجاؤوا إلى بَيْتَ اللَّهِ فِي أَيَّامِ أَبِيَاثَارَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ. فقد طلب داود طعاماً له ولأتباعه. فأجاب أَخِيمَالِكَ الكاهن، والد أَبِيَاثَارَ، أنه ما كان لديهم خبزٌ سوى خبز التقدمة الذي أُخِذَ من المائدة المُقَدَّسة وكان مخصصاً لإطعام الكهنة (لاويين 24: 9؛ 1 صموئيل 21: 6). ونزولاً عند طلب داود، على كل حال، أُعطيَ هذا الخبز للرجال الجياع، ولم تحل عليهم أية دينونة من جراء ذلك. عندما رُفِضَ خادم الله الممسوح كان من المهم أن يُصار إلى خدمته وخدمة حاجات أتباعه أكثر من الحفاظ الدقيق والشكلي على نظام خيمة الاجتماع، لأن البشر في نظر الله هم، أولاً وأخيراً، أهم من الطقوس. وكانت هذه هي الحالة هنا. فأعلن يسوع أن ﭐلسَّبْت إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ؛ و"إِذاً ابْنُ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضاً". بهذه الكلمات، إن كانت لهم أذنان للسمع، كانوا ليفهمون أنه إنما يعلن ألوهيته، إذ مراراً وتكراراً يُقال عن السبت أنه "سبت الرب"، وبما أن يسوع يعلن نفسَه رباً لذاك اليوم (السبت) فهو بالتأكيد يقر بأنه إله اسرائيل المتجلي في الجسد.

تفسير (مرقس 2: 26) 26 كيف دخل بيت الله في ايام ابياثار رئيس الكهنة واكل خبز التقدمة الذي لا يحل اكله الا للكهنة واعطى الذين كانوا معه ايضا.
 التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   ***  كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ ٱللّٰهِ  
 بَيْتَ ٱللّٰهِ : كان هذا يشير إلى خيمة الإجتماع المتنقلة التي وضعت في نود

 
  *** فِي أَيَّامِ أَبِيَاثَارَ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ،
فى أيام : أى لما كان أبياثار رئيس الكهنة حيا
أَبِيَاثَارَ :  اسم عبري ومعناه "أبو الفضل" أو "أبو التفوق" أو "الأبُ فاضل" father of abundance: that is, liberal.
وقد ورد فى
قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية شرح كلمة : "أبِيَاثَار الكاهن"
كان أبياثار كاهنًا وهو ابن أخيمالك ابن أخيطوب (سفر صموئيل الأول 22: 20) من نسل عالي. ولما قتل شاول أباه أخيمالك والكهنة في نوب لأنهم أعطوا الخبز المقدس وسيف جليات لداود عندما كان فارًا من وجه شاول، هرب أبيثار إلى داود (1صم 22: 20-23) ويبدو أنه عندما أخذ داود الملك اشترك أبيثار مع صادوق في رئاسة الكهنوت (قارن 1 أخبار 15: 11) وقد بقي أبيثار أمينًا لداود أثناء عصيان ابشالوم عليه، ولكن لما أراد أدونيا أن يخلف داود في الملك اشترك أبياثار مع يوآب ابن صروية في مساعدته على تنفيذ مطمعه، ولكن هذه المحاولة باءت بالفشل وجلس سليمان على كرسي أبيه (1ملوك 1: 5-31).
وفي بداية ملك سليمان قام أدونيا بمحاولة أخرى فغضب سليمان عليه وأرسل وقتله وطرد أبيثار من الكهنوت (1ملوك 2: 12-28). وبطرده حرم ابناه أخيمالك ويوناثان من الكهنوت وبذلك تمت النبوة على بيت عالي من حيث نهاية كمن حيث نهاية كهنوته (1 صم 2: 31-35).
وكان كذلك أحد الرؤساء الذين لسليمان (1 مل 4: 4).
وقد أشار يسوع المسيح إلى أبيثار في (مرقس 2: 26) في قصته مع داود في الهيكل.
أَبِيَاثَارَ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ ذُكرت هذه الحادثة في ١صموئيل ٢١: ١ - ٩ وهناك أن أخيمالك رئيس الكهنة. وجاء في موضع آخر أن أبيآثار ابن أخيمالك (١صموئيل ٢٢: ٢٠). فذكر المسيح أن داود دخل في أيام أبيآثار خيمة الشهادة قبل أن صار كاهناً ونعته برئيس الكهنة لأنه صار رئيس كهنة بعد أبيه واشتهر بهذا اللقب عند اليهود في عصر المسيح. ولعله خدم مع أبيه في الخيمة كما كان يفعل ابنا عالي الكاهن. وربما هو الذي ناول داود خبز التقدمة ولهذا آثر المسيح ذكره على ذكر أبيه. وظن بعضهم ولعلّ ظنهم صحيح أنه كان لكل من الوالد ووالده اسمان وهما أبيآثار وأخيمالك. ويدل على ذلك أنه جاء أن أخيمالك ابن أبيآثار (٢صموئيل ٨: ١٧ و١أيام ٢٤: ٦) وهذا يحقق لنا أن أخيمالك كان يسمى بأبيآثار أيضاً.
*******
هل أكل داود من خبز التقدمة أيام أبياثار أم أيام أخيمالك؟
كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب
1141- من هو رئيس الكهنة الذي أعطى الخبز المقدَّس لداود؟ هل هو "أخيمالك" (1صم 21: 1) أم "أخيا" (1صم 14: 3) أم "أبياثار" (مر 2: 26)؟ وهل أبياثار ابن أخيمالك كما جاء في (1صم 22: 20) أم العكس أي أخيمالك ابن أبياثار كما جاء في (2صم 8: 17)؟(1)
ج: 1- عندما جاء داود إلى مدينة نوب يبحث عن طعام وسلاح، وهو مُطارد من شاول، كان أخيمالك هو رئيس الكهنة حينذاك: "فجاء داود إلى نوب إلى أخيمالك الكاهن" (1صم 21: 1).. وقال دواغ الأدومي لشاول: "رأيت ابن يسَّى آتيًا إلى نوب إلى أخيمالك بن أخيطوب" (1صم 22: 9) وكان مع أخيمالك رئيس الكهنة ابنه "أبياثار" الكاهن والذي سيصير رئيسًا للكهنة بعد أن نجا من مذبحة الكهنة التي ارتكبها شاول الملك: "فنجا ولد واحد لأخيمالك بن أخيطوب اسمه أبياثار وهرب إلى داود" (1صم 22: 20) وكان معه الأفود: "وكان لما هرب أبياثار بن أخيمالك إلى داود إلى قعيلة نزل وبيده أفود" (1صم 26: 3).
2- عندما جاء داود إلى نوب كان هناك كل من أخيمالك وابنه أبياثار، والذي خاطب داود هو أخيمالك وهو الذي أتخذ القرار، والذي قام بالتنفيذ وسلَّم الخبز والسيف لداود هو أبياثار، ونسب صموئيل الفعل لأخيمالك لأنه صاحب القرار، والسيد المسيح نسب الفعل لأبياثار لأنه هو الذي نفذ القرار: "أما قرأتم قط ما فعله داود.. كيف دخل بيت الرب في أيام أبياثار رئيس الكهنة" (مر 2: 26) وعندما قال السيد المسيح هذا كان أبياثار قد فارق الحياة وهو رئيسًا للكهنة: "ودعا داود صادوق وأبياثار الكاهنين" (1أي 15: 11) مثلما يقول أحد عرفت " قداسة البابا تواضروس " منذ أربعين عامًا، بينما منذ أربعين عامًا لم يكن هو قداسة البابا ولا أسقف ولا راهب، إنما كان طالبًا، ولو كان هناك فاصل بين أخيمالك وأبياثار لكان للناقد حق، ولكن في وقت الحدث كان الاثنان في نفس المكان وفي نفس الحدث.
3- جاء عن أخيا " وأخيا بن أخيطوب أخي أيخابود بن فينحاس بن عالي الكاهن" (1صم 14: 3) ولم يقل صموئيل النبي ولا السيد المسيح أن أخيا هو من أعطى خبز الوجوه لداود، و" أخيا " من المحتمل أن يكون هو أخيمالك أو اسمًا آخر لأخيمالك، فمعنى " أخيا " أن " أخو الله " واحترامًا لأسم الجلالة دعوه " أخيمالك " أي الملك، وهذا لا يؤثر في جوهر السؤال.
4- ردًا على قول الناقد هل أبياثار بن أخيمالك (1صم 22: 20) أم أن أخيمالك ابن أبياثار (2صم 8: 17) نقول عندما ارتكب شاول مذبحة كهنة مدينة نوب، فقتل أخيمالك بن أخيطوب بن فينحاس بن عالي الكاهن، ومن معه من الكهنة خمسة وثمانين من لابسي أفود كتان: "فنجا ولد واحد لأخيمالك بن أخيطوب اسمه أبياثار وهرب إلى داود" (1صم 22: 20) وعندما تزوج أبياثار أنجب ابنًا ودعاه باسم " أخيمالك " على اسم جده، وهذا هو الذي أشار إليه كاتب سفر صموئيل الثاني: "وصادوق بن أخيطوب وأخيمالك بن أبياثار كاهنين" (2صم 8: 17) وتأكد نفس المعنى في سفر أخبار الأيام " وأبيمالك (وهو أخيمالك) بن أبياثار" (1أي 18: 16).. " وأخيمالك بن أبياثار" (1أي 24: 6) وجاء في " كتاب السنن القويم": "والظن أن أبياثار وابنه أخيمالك مارسا الخدمة معًا ولما عُزل الأب عُزل الابن أيضًا، فبقى في أيام سليمان كاهن واحد فقط صادوق ومن خلَّفه من نسله، وسُمي أخيمالك على اسم جده"(2).
ويقول " الأرشيدياكون نجيب جرجس":" (أ) صادوق بن أخيطوب وجده أمريا من نسل العازار بن هارون الكاهن (1أي 6: 7، 8) وقد كان صادوق يخدم خيمة الاجتماع التي كانت لا تزال قائمة في جبعون على مذبح المحرقة (1أي 21: 29).
(ب) أخيمالك بن أبياثار أخيمالك هو ابن أبياثار الذي نجا من مذبحة نوب التي ذُبح فيها شاول كهنة الرب، من نسل عالي الكاهن، وقد دُعي باسم جده أخيمالك الذي قُتل في المذبحة. وكان أخيمالك (ابن أبياثار) يقوم بالخدمة أمام تابوت عهد الرب الذي نقله داود إلى أورشليم، وكان الاثنان يتعاونان في خدمة الرب (2 صم 15: 29)"(3).
الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:
(1) البهريز جـ1 س139، س262.
(2) السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم جـ 4 (أ) ص 175.
(3) تفسير الكتاب المقدَّس - سفر صموئيل الأول ص 89، 90.
(4) موقع كنيسة الأنبا تكلا

 
  *** وَأَكَلَ خُبْزَ ٱلتَّقْدِمَةِ ٱلَّذِي لاَ يَحِلُّ أَكْلُهُ إِلاَّ لِلْكَهَنَةِ، وَأَعْطَى ٱلَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ أَيْضاً؟».
كذلك وبالدرجة الأولى تأكيد المسيح على تحليل أكل خبز الوجوه / خبز الوجوه الذي لا يأكله إلا الكهنة’’ كيف أكله الرجال الذين مع داود تلميحاً على أكل التلاميذ لسنابل القمح في مفهومها الاسخاتولوجي (المستقبلي)، الـذي سيسـتعلن بخبـز الحيـاة “الخبـز المقـدّس”، الـذي يتضـمن أن الله لم يدن داود على أكله خبز الوجوه الذي لا يحل أكله إلا للكهنة. وهـذا مـا أكـد عليه المسيح الذي يكشف أن تدقيقات الكتبة والفريسيين في شرح الوصايا لا تقف دائماً مع فكر الله في الأسفار. ومرات كثيرة ركز المسيح على جهالة وضيق فكر الكتبة والفريسيين في شرح الوصايا.

 خُبْزَ ٱلتَّقْدِمَةِ : الأرغفة كانت تزن حوالي ست باوندات. كانت هذه 12 رغيفا  تستبدل أسبوعيا والأرغفة التي لمدة أسبوع كانت ترمز إلى عناية يهوه وتدبيره من أجل أسباط اسرائيل االثني عشر لكي يأكلها الكهنة فقط (خر 25: 23- 28) (لا 24: 5- 9)  الرب عمل استثناء للقاعدة في هذه الحالة. يسوع يبرهن أن لديه نفس الحق الذي كان يمارسه داود الملك لسببين .. الأول  المسيح كلمة الرب هو صانع الشريعة فهو يصلحها إذا أخطأ الفريسيين تفسير الناموس فى وضع قوانين تفسيرية تخالف روح الشريعة والقصد الإلهى منها .. ثانيا : المسيح إبن داود ومن نسله وما فعله جده يفعله هو أيضا وإذا كان لم يعترض أحد على ما فعله جده فلماذا يعترض الفريسيين الآن لمجرد أكل تىميذه من سنابل الحقل التى ليست خبز الوجوه التى فى بيت الرب فىخيمة الإجتماع
ويلمح المسيح هنا أن داود ومن معه حينما دخلوا بيت الله السبت أنهم أكلوا خبز الوجوه، حيث خبز الوجوه لم يكن إلا رمزاً للخبز الحي النازل . عودة إلى سنابل الحنطة، فالحنطة أيضاً ، الخبز وهي إشارة دائمة إلى خبز الحياة. هنا أصبح أكـل التلاميذ لسنابل القمح هو رمز مبكر لأكل خبز الحياة النازل من السماء، والسبت لم يكن في القديم إلا يوم الرب أي يوم المسيح. إذن، أصبح نسيج هذه القصة كله رؤيوي بالدرجة الأولى ومن صميم التعبير عن لاهوت المسيح وعلاقة الإنسان بالله. إذن، نحن في إنجيل ق. مرقس وفي هذه القصة أمام من السماء. ثم هي يسوع المسيح ابن الله.

 

  تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
 
لا أريد هنا أن أدخل في الموضوع الحاسم المتعلق بالعبارة "فِي أَيَّامِ أَبِيَاثَارَ". لقد كان هذا مثار جدل وموضع نقاش كبير، ولعلنا لن نفهمه بشكل كامل إلى أن نعرف كما نُعرف. ولكن علينا أن نتذكر أنه كان من الممكن ببساطة لبعض النساخ والكتبة أن يخلطوا بالخطأ بين "أَبِيَاثَار" و"أَخِيمَالِكَ". من جهة أخرى، لعل هناك تعليل إلهي يفسر تنحية الأب جانباً في حين يتم التعريف بالابن على أنه رئيس الكهنة البار في تلك الأيام.

تفسير (مرقس 2: 27)  27 ثم قال لهم السبت انما جعل لاجل الانسان لا الانسان لاجل السبت.
 التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** «ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: ٱلسَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ ٱلإِنْسَانِ،
ٱلسَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ ٱلإِنْسَانِ ذكر مرقس هذا القول الذي قاله يسوع ينفرد به مرقس دون غيره من البشيرين.  المسيح هنا يعبر عن سلطته أو إعادة تفسيره للمفاهيم التقليدية للعهد القديم وإرشاداتها (مت 5: 17- 48) . كان هذا في الواقع إعىن آخر على أن يسوع كان يعلن أنه مسيا / مسيح الرب
وهو يتشريعات السبت كانت قد صارت هي الأولوية. هذه التقاليد صارت المسألة المحورية في الدين، وليس محبة البشر الذين ُخلقوا على صورة الرب. أولوية القوانين قد حلت محل أولوية العلاقة. الإمتياز حل محل المحبة. التقاليد الدينية (الناموس الشفهي) حل محل قصد الرب (أش 26: 13) 13 ايها الرب الهنا قد استولى علينا سادة سواك.بك وحدك نذكر اسمك.  (كول 2: 16- 23) 16 فلا يحكم عليكم احد في اكل او شرب، او من جهة عيد او هلال او سبت، 17 التي هي ظل الامور العتيدة، واما الجسد فللمسيح. 18 لا يخسركم احد الجعالة، راغبا في التواضع وعبادة الملائكة، متداخلا في ما لم ينظره، منتفخا باطلا من قبل ذهنه الجسدي، 19 وغير متمسك بالراس الذي منه كل الجسد بمفاصل وربط، متوازرا ومقترنا ينمو نموا من الله. 20 اذا ان كنتم قد متم مع المسيح عن اركان العالم، فلماذا كانكم عائشون في العالم؟ تفرض عليكم فرائض: 21 «لا تمس! ولا تذق! ولا تجس!» 22 التي هي جميعها للفناء في الاستعمال، حسب وصايا وتعاليم الناس، 23 التي لها حكاية حكمة، بعبادة نافلة، وتواضع، وقهر الجسد، ليس بقيمة ما من جهة اشباع البشرية. " 
الأقوال الثلاثة في (مرقس2: 27- 28) هي، بمعنى ما، متوازية (جميعها تستخدم الكلمات العامة للبشرية). لأجل الإنسان لأجل السبت رب السبت
كلمة "ابن الإنسان" في (مرقس 2: 28) هي مصطلح سام ي يشير إلى "الشخص البشري" (مز 8: 4) 4 فمن هو الانسان حتى تذكره وابن ادم حتى تفتقده. ( حز 2: 1)1 فقال لي يا ابن ادم قم على قدميك فاتكلم معك. ". صارت تسمية مفضلة عند يسوع يطلقها على نفسه. يسوع، الإنسان، يعلن  الوقار الأقصى والأولوية للبشرية. الكرامة القصوى وأولوية البشرية. الرب يصبح واحدا منا التقليد الديني. منا، ولأجلنا. الحاجة البشرية لها الأولوية على التقليد الدينى . الرب هو لنا فرديا وجماعيا
لم يلغى المسيح راحة يوم السبت بل أبقاه يوم للراحة مع وجوب حفظه ما دام الإنسان على الأرض ولكن ألغى التقاليد الشفهية التى تقيد الإنسان وتمنع الراحة بل تتعبه فى هذا اليوم . وذلك الوجوب لسببن:
الأول: عموم ذلك اليوم. لأنه لم يعيَّن لليهود فقط بل لكل نسل آدم لحاجة طبيعة البشر الجسدية والروحية إليه. ... والثاني: غاية تعيينه. فإن الله عيّنه في الفردوس لنفع الإنسان وجدد ذلك التعيين في طور سينا لا نيراً على الناس بل بركة لهم. فهو كونه يوم الرب ووجوب حفظه إطاعة لأمر الرب ولإكرامه لم يخل من كونه يوم الإنسان لسعادته وخيره جسداً ونفساً في الحال والاستقبال. وهو رمز إلى الراحة الأبدية (عبرانيين ٤: ٩).9 اذا بقيت راحة لشعب الله! "

 
  *** لاَ ٱلإِنْسَانُ لأَجْلِ ٱلسَّبْتِ».
لاَ ٱلإِنْسَانُ لأَجْلِ ٱلسَّبْتِ خلق الإنسان أولاً ثم عُيّن السبت لخيره (تكوين ٢: ١ - ٢). في البدء خلق الله السماوات والارض. 2 وكانت الارض خربة وخالية، وعلى وجه الغمر ظلمة، وروح الله يرف على وجه المياه. " فهدف الرب لتخصيص يوم السبت لراحة الإنسان إنما هي نفع الإنسان وتقديسه وسيلة إلى ذلك النفع. فلا يجوز تفسير الوصية الآمرة بحفظه بما يحرم الإنسان خيره الحقيقيوالهدف من تخصيصة . ولكن الفريسيين جعلوا تقديس السبت عين الغاية لا الوسيلة إليها فأوجبوا على الإنسان أن يدوس خيره إذا لم يمكن الحصول عليه مع تقديس ذلك اليوم. وهذا مخالف لإرادة الرب. ولا يلزم من أن يوم الراحة لأجل الإنسان جواز التصرّف فيه كما يشاء. والرب حباً للإنسان وعناية بخيره الأعظم أمره أن يستريح في ذلك اليوم من الأعمال غير الضرورية والتنزهات الدنيوية وأن يشتغل ذلك اليوم بالقيام بالواجبات الروحية. ومن الضرر للإنسان لا النفع أن يشغله بالأعمال التي حرمت فيه.
تفسير (مرقس 2: 28) 28 اذا ابن الانسان هو رب السبت ايضا
 التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
    *** «إِذاً ٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ ٱلسَّبْتِ أَيْضا».

 ذكرت عبارة " فان ابن الانسان هو رب السبت ايضا» فى (متّى ١٢: ٨)
انظر تفسير الآية (مرقس  2: 10)

 ٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ : أي يسوع المسيح ولم يترك المسيح مهاجمة الفريسيين دون أن يشير إلى نفسه من هو: «وابن الإنسان هو رب السبت أيضاً» بمعنى إن كـان كـل الكلام الذي قاله يصلح للرد عن التلاميذ، أما الـرد عن نفسه فهو رب السبت، بمعنى إن كان السبت قد وضع للإنسان أي للتلاميذ، فابن الإنسان يكون هو خالق السبت والزمان.

فإنه إذا كان مخلص البشر حق له السلطان على كل ما يختص بالإنسان. ولأن تقديس الإنسان يوم الراحة نفع له في الدنيا والآخرة عين ابن الإنسان رباً لذلك اليوم ليثبت الذين يقدسونه ويهب لهم أفضل البركات السماوية ويعاقب كل من يدنسه. وعلى ذلك صح أن يسمى يوم الراحة بيوم الرب لأن الرب قدسه وإبن الإنسان قننه وأوضح ما نعمل ومالا نعمل فيه .

أوضح إبن الإنسانيسوع المسيح في بشارة متّى (متّى ١٢: ١ - ٨) شريعة يوم الراحة عند المسيحيين أنه يجوز فيه ثلاثة أنواع من الأعمال، الأول الأعمال الضرورية. والثاني أعمال الرحمة والثالث الأعمال التي تقتضيها عبادة الرب كما أعطى إبن الإنسان الدليل على عدم أهمية هذا العمل وكأنه كسر للقوانين الموضوعة بما صنعه داود النبي لمها جاع ودخل بيت الله وأكــل الخبـز المقـدس الموضـوع أمــام وجـه الله (خبـز الوجوه). والمعـنى أن الوصــايا الخاصة بتقديس الأشياء والأماكن والزمان فالإنسان في حل من كسرها عند الحاجة، لأن عبرة الوصايا جميعاً بكل درجاتها حتى المهمة منها هي أصلاً جعلت لصالح ومنفعة الإنسان، حتى السبت نفسه جعل أصلاً لراحة الإنسان، والوصية أعطيت أجله ليلتزم الإنسان بإراحة نفسه من العمل. ولكن لو كان العمل أثناء السبت هو لراحة الجائع والتعبان فيحل كسره. وهنا وضع المسيح القانون الذي يضبط كافة الوصايا وهو أن الوصية جعلت للإنسان وليس الإنسان جُعل للوصية.

وواضح أن ق. مرقس قدم لنا هذه القصة ليعلن بها للكنيسة موقف المسيح من السبت وهو موقف قاطع يتسحب على كل الوصايا التي على مستوى تقديس الزمن كالسبت .
وفى هذه الأيام بكان اليهود كتبة وفريسيين وكهنة وحاخامات امتهنوا السبت ووصايا السبت، وهذا وحده يعطي هذا التعليم الوزن العالي جدا كونها أنها وصـايا استهلكها الزمن حيث صرّح ق. بطرس بكل علانية:+ «فالآن لماذا تجربون الله بوضع نير (الوصايا السلوكية) على عنق التلاميذ الذين آمنوا بالمسيح من الأمم) لم يستطع آباؤنا، ولا نحن أن نحمله.» (أع 10:15)

 

This site was last updated 10/23/23