Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

شرح إنجيل مرقس -  تفسير الإنجيل كما رواه مرقس (مر 8: 1- 21)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير مرقس (مر 1: 1- 20)
تفسير مرقس(مر 1: 21- 45
تفسير مرقس (مر1:2- 28)
تفسير مرقس (مر 3: 1- 19
تفسير مرقس (مر 3: 20- 35
تفسير مرقس (مر4: 1- 20
تفسير مرقس (مر4: 21- 41
تفسير مرقس  (مر 5: 1-20
 تفسير مرقس  (مر 5: 21- 43
تفسير مرقس (مر6: 1- 29
تفسير مرقس (مر 6: 30- 56
تفسير مرقس (مر7: 1- 37
تفسير مرقس (مر 8: 1- 21
 تفسير مرقس  (مر 8: 22-38
تفسير مرقس  (مر 9: 1- 29)
تفسير مرقس (مر 9: 30- 50)
تفسير مرقس (مر 10: 1- 27
تفسير مرقس (مر 10: 28- 52
تفسير مرقس (مر 11: 1- 31
تفسير مرقس (مر 12: 1- 27
تفسير مرقس (مر 12: 28- 44
تفسير مرقس(مر 13: 1- 20
تفسير مرقس (مر 13: 21- 37
تفسير مرقس (مر 14: 1- 21)
تفسير مرقس(مر 14: 22- 42
تفسير مرقس (مر 14: 43- 72
تفسير مرقس (مر 15: 1- 24
تفسير مرقس (مر 15: 25- 47
تفسير مرقس (مر 16: 1- 20
Untitled 8665
خاتمة إنجيل مارمرقس

 

تفسير وشرح إنجيل مرقس الإصحاح  الثامن (مر 8: 1- 21)
1. سؤال حول الخبز (مر 8: 1-10)
2. سؤال حول الآية (مر 8: 11-12)
3. حوار حول الخمير (مر 8: 13-21)

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 8

1. إشباع يسوع الأربعة ألاف (مرقس  8: 1-10)
تفسير (مرقس 8: 11 في تلك الايام اذ كان الجمع كثيرا جدا ولم يكن لهم ما ياكلون دعا يسوع تلاميذه وقال لهم

    ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
إشباع يسوع أربعة آلاف (مر 88: 1- 10) (سنة ٢٨ ب. م) إتفقت بشارة مرقس فى خبر هذه المعجزة مع بشارة متى (متّى ١٥: ٣٢ - ٣٨).والعبارة الوجيزة التي زادها مرقس على ما ذكره متّى قوله «إَنَّ قَوْماً مِنْهُمْ جَاءُوا مِنْ بَعِيدٍ» وترك مما ذكره متّى قوله «مَا عَدَا ٱلنِّسَاءَ وَٱلأَوْلاَدَ» (متّى ١٥: ٣٨).هذه المعجزة الثانية لإطعام الجموع لم يذكرها من البشيرين إلا متّى ومرقس. وهذا هو الأمر الوحيد الذي غيّر فيه مرقس منهجه لأنه ذكر معجزتين من نوع واحد لأن من عادته ذكر معجزة واحدة من كل نوع.
يختتم الجزء الحالي بالآية (مر8: 9). ورغم أن الحادثة المروية في هذا المقطع ليس لها علاقة مباشرة بالمجادلات التي كان الرؤساء يرغبون بفرضها على يسوع بدون رغبة منه، إلا أنها توصلنا إلى نهاية أحد مظاهر أو جوانب خدمته.
«١ فِي تِلْكَ ٱلأَيَّامِ إِذْ كَانَ ٱلْجَمْعُ كَثِيراً جِدّاً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ، دَعَا يَسُوعُ تَلاَمِيذَهُ وَقَالَ لَهُمْ:

 
فِي تِلْكَ ٱلأَيَّامِ : أي في مدة اعتزال يسوع الجليل فى ناحية المدن العشر بالشمال الشرقى لبحيرة طبرية (متّى 15: 29) 29 ثم انتقل يسوع من هناك وجاء الى جانب بحر الجليل وصعد الى الجبل وجلس هناك.  لا نفس الوقت الذي صنع فيه المعجزة المذكورة في الأصحاح السابق.(مر 7: 31)  والمفهوم أنه كان حينئذ في الأرض الجبلية شرقي الأردن في نواحي العشر المدن.

"إِذْ كَانَ الْجَمْعُ كَثِيراً جِدّاً وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ".  هذه تميز خدمة يسوع خلال هذه الفترة.  حيث بدأت أخبار يسوع تنتشر فإشتاق اليهود ليروة ويروا معجزاته ويسمعوا أقواله ويضم الجمع الذين ساروا مع المسيح حول البحيرة وكذلك الذين جائوا من مدن لم يخدم فيها المسيح سابقا وإلتفافهم حول المسيح كان ظاهرة متكررة

لقد كانت الظروف مشابهة لمعجزة تكثير الخبز والسمك التي جرت قبل بضعة أشهر. ومع ذلك فمن الواضح أن التلاميذ كانوا قد نسوا- كما نفعل نحن أيضاً في معظم الأحيان- التجلي اللافت المميز للقدرة الإلهية التي رأوها في ذلك الوقت.

تفسير (مرقس 8: 2) 2 اني اشفق على الجمع لان الان لهم ثلاثة ايام يمكثون معي وليس لهم ما ياكلون.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٢ إِنِّي أُشْفِقُ عَلَى ٱلْجَمْعِ، لأَنَّ ٱلآنَ لَهُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَمْكُثُونَ مَعِي وَلَيْسَ لَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ.

 إِنِّي أُشْفِقُ عَلَى ٱلْجَمْعِ،: وهنا نجد أن المسيح هو الذى يبادر ويطلب من التلاميذ أكلا للجموع ويعود ويذكر إنجيل مرقس عن لسان المسيح أن بعضهم كان له ثلاثة أيام مع المسيح لم يغادره ،وكانوا ينتبهون إلى تعليمه، إلى أن نفذت كل مؤن الطعام لديهم، والآن "لَيْسَ لَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ". ولم يستطع أن يحتمل أن يتركهم في هذه الحالة البائسة. ولمح المسيح أنهم جاعوا وأشار أنه إذا صرفهم وهم هكذا صائمون حتما سيخورون فى الطريق لأن بيوتهم بعيدة   وواضح إحساس المسيح بواجب الأب والراعى حتى ولو كانت الخراف  معظمهم غريب من الأمم " إنى أشفق على الجمع"
هذه الكلمة "إشفاق" تأتي من الكلمة اليونانية التي تستعمل للإشارة إلى الأعضاء السفلى من الجسم. (الكبد،  الكليتان، والأمعاء) في العهد القديم كان اليهود يعتبرون أن مركز المشاعر والعواطف هو الأحشاء السفلى.
يسوع يحب الناس (مر 1: 41) ( مر 6: 34) (مر 8: 2) (مر 9: 22) (مت 9: 36) ( مت 14: 41) (مت 15: 32) ( مت 18: 277) (مت 20: 34) (لو 7: 13) (لو 10: 33)  هؤلاء الناس كان ال رابيون قد رفضوهم طوال حياتهم. وكانوا ينشدون عناية يسوع.
ٱ
لآنَ لَهُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَمْكُثُونَ مَعِي :   كان هذا وقت تعليم ممتد موسع. كان اليهود يحسبون الأيام من الغروب إلى الغروب. كل جزء من النهار كان يُحسب؛ ولذلك، فهذا قد لا يشير بالضرورة إلى ثلاثة أيام كاملة مدة كل منها 24 ساعة. ربما لم يستطيعوا أن ينسحبوا لكي يشتروا المزيد من الطعام. ولقد أكلوا الان كل ما كانوا قد جلبوه معهم.
تفسير (مرقس 8: 3) 3 وان صرفتهم الى بيوتهم صائمين يخورون في الطريق.لان قوما منهم جاءوا من بعيد.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٣ وَإِنْ صَرَفْتُهُمْ إِلَى بُيُوتِهِمْ صَائِمِينَ يُخَّوِرُونَ فِي ٱلطَّرِيقِ، لأَنَّ قَوْماً مِنْهُمْ جَاءُوا مِنْ بَعِيدٍ.

وَإِنْ  : هذه جملة شرطية من الفئة الثالثة، تتكلم عن عمل محتمل. يسوع لا يؤكد على أنهم جميعا على وشك الإنهيار الجسدي، بل أن البعض نساء وأطفال ومرضى وضعفاء تبعوا يسوع طلبا للشفاء وقد يفقدون الوعي.
يُخَّوِرُونَ فِي ٱلطَّرِيقِ،:  كلمة خور فة اللغة العربية تعنى ضعُف وانكسار :-خوِر من الكَدِّ والإجهاد/. هذا الخور سيسببه نقص الطعام. أنظر (قض 8: 15) ( مرا 2: 19) 19 قومي اهتفي في الليل في اول الهزع.اسكبي كمياه قلبك قبالة وجه السيد.ارفعي اليه يديك لاجل نفس اطفالك المغشي عليهم من الجوع في راس كل شارع " في السبعينية. لقد استنفذوا كل الطعام الذي أحضروه َمعهم واآلن بقيوا بدون طعام
 
لأَنَّ قَوْماً مِنْهُمْ جَاءُوا مِنْ بَعِيدٍ.  : هذا يظهر كيف أن سمعة يسوع كصانع معجزات قد انتشرت. الناس اليائسون مستعدون للذهاب إلى أي مكان  ويحاولون أي شيء لأجل المساعدة. كان كثيرون منهم يقطنون بعيداً جداً عن المكان الذي كانوا فيه. فأن يذهبوا جياعاً إلى منازلهم سيكون أمراً شاقاً حقاً عليهم.
تفسير (مرقس 8: 4) 4 فاجابه تلاميذه.من اين يستطيع احد ان يشبع هؤلاء خبزا هنا في البرية.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٤ فَأَجَابَهُ تَلاَمِيذُهُ: مِنْ أَيْنَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُشْبِعَ هٰؤُلاَءِ خُبْزاً هُنَا فِي ٱلْبَرِّيَّةِ؟

مِنْ أَيْنَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُشْبِعَ هٰؤُلاَءِ خُبْزاً : هذه العبارة التى قالها التلاميذ فى هذه الآية كانت مدخلا للنقاد لكى يعترضوا قائلين أن هذه المعجزة هى نفسها المعجزة الخمس خبزات والسمكتين أى أنهما قصة واحدة وسبب قولهم هذا أنه : كيف يقول التلاميذ ذلك بعد أن عمل المسيح امامهم سابقا معجزة الخمس خيزات والسمكتين وإشتركوا فيها وكل الظروف واحدة ؟  هل معجزة إشباع الجموع تكررت مرتين كما جاء في إنجيل متى (مت 14: 15 - 21، 15: 32 - 38) وكذلك إنجيل مرقس (مر 6: 35 - 44، 8: 2 - 9)، أم أنها حدثت مرة واحدة كما جاء في إنجيل لوقا (لو 9: 12 - 17) وكذلك في إنجيل يوحنا (يو 6: 4 - 13)؟ وهل هذه المعجزة حدثت مرة واحدة والنسَّاخ أزادوا الثانية؟ وهل تمت المعجزة " لَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ" (مت 14: 15)، أم عندما " ابْتَدَأَ النَّهَارُ يَمِيلُ" (لو 9: 12)؟ ولماذا ذكرت الأناجيل عدد الرجال وأغفلت عدد النساء والأطفال؟ وكيف يتبقى من خمسة أرغفة اثنتي عشر قفة؟
ألإجابة :  الميح يسالأ التلاميذ أولا لعدة أسباب منها إختبارهم ويضع امامهم المشكلة حتى يجدوا حلا بشريا  أولا وقد كان للمسيح والتلاميذ صندوق يوضع فيه التبرعات للصرف على الخدمات وكان يهوذا الإسخريوطى واحد من تلاميذ المسيح مسئولا عن الصرف على الخدمات من هذا الصندوق
والتلاميذ فى كلا المعجزتين يفكران بإمكانيات الصندوق المالية ففى معجزة الخمس خبزات والسمكتين قال المسيح للتلاميذ (مر 6: 37)  37 فاجاب: «اعطوهم انتم لياكلوا». فقالوا له: «انمضي ونبتاع خبزا بمئتي دينار ونعطيهم لياكلوا؟»  أى أنه يمكن الحصول على الخبز ولكن من أين نأتى بمئتى دينار أما سؤال المسيح فى هذه ألاية من أين الخبز فى هذه البرية ؟  حتى لو كان لديهم المال كانت المشكلة أنه ليس هناك مكان يشترون منه طعاما يختبر إيمان تلاميذه في مدى تدبيره. لقد أخفقوا من جديد (مر 6: 34- 44)
 ذكر إنجيل متى المعجزتين فى (مت 14: 15 - 21) ( 15: 32 - 38) وكذلك إنجيل مرقس فى (مر 6: 35 - 44) (  8: 2 - 9)، وذكرت الأناجيل الأربعة معجزة إشباع الجموع الأولى من الخمس خبزات والسمكتين (مت 14: 15 - 21، مر 6: 35 - 44، لو 9: 12 - 17، يو 6: 4 - 13) كما ذكر كل من إنجيل متى ومرقس معجزة إشباع الجموع الثانية من سبع خبزات وقليل من صغار السمك (مت 15: 32 - 38، مر 8: 2 - 9)، وهذا أمر عادي ، فالسيد المسيح لم يصنع معجزة واحدة من كل نوع من أنواع المعجزات، بل تكررت المعجزات فشفاء العى والصم والبكم ةالبرص وغيرهل كانت مثيرة والإنجيل لم يسجلها كلها
والفارق بين المعجزتين

    في المعجزة الثانية نجد عدد الأرغفة سبعة وهو أكثر من أرغفة المعجزة الأولى وهيَ خمسة، وعدد الذين أكلوا في المعجزة الثانية أربعة آلاف أقل من عدد اللذين أكلوا من المعجزة الأولى وهم خمسة آلاف، وهذا يؤكد أن هذه المعجزة الثانية حقيقية وليست إضافة مصطنعة، فلو كانت إضافة مصطنعة لجعلها الناسخ أقوى وأعظم من الأولى.

 أشار السيد المسيح للمعجزتين بعد حدوثهما، فقال لتلاميذه: "أَحَتَّى الآنَ لاَ تَفْهَمُونَ وَلاَ تَذْكُرُونَ خَمْسَ خُبْزَاتِ الْخَمْسَةِ الآلاَفِ وَكَمْ قُفَّةً أَخَذْتُمْ. وَلاَ سَبْعَ خُبْزَاتِ الأَرْبَعَةِ الآلاَفِ وَكَمْ سَّلًا أَخَذْتُمْ" (مت 16: 9، 10)

مكان معجزة الخمس خبزات : " فَأَمَرَ الْجُمُوعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى الْعُشْبِ" (مت 14: 19) وجرت المعجزة بين اليهود  --- أما فى معجزة السبع خبزات " فَأَمَرَ الْجُمُوعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى الأَرْضِ" (مت 15: 35) وجرت المعجزة في حدود المدن العشر ومعظم سكانها من الأمم " وَمَجَّدُوا إِلهَ إِسْرَائِيلَ" (مت 15: 31)

سؤال المسيح فى  معجزة الخمس خبزات " فَقَالَ لِفِيلُبُّسَ مِنْ أَيْنَ نَبْتَاعُ خُبْزًا لِيَأْكُلَ هؤُلاَءِ" (يو 6: 5) --- أما فى معجزة السبع خبزات " فَدَعَا تَلاَمِيذَهُ وَقَالَ إِنِّي أُشْفِقُ عَلَى الْجَمْعِ لأَنَّ الآنَ لَهُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَمْكُثُونَ مَعِي وَلَيْسَ لَهُـمْ مَا يَأْكُلُونَ" (مت 15: 32)
جواب التلاميذ  فى  معجزة الخمس خبزات قال أندراوس: "هُنَا غُلاَمٌ مَعَهُ خَمْسَةُ أَرْغِفَةِ شَعِيرٍ وَسَمَكَتَانِ وَلكِنْ مَا هذَا لِمِثْلِ هؤُلاَءِ" (يو 6: 9) --- أما فى معجزة السبع خبزات " أَنَمْضِي وَنَبْتَاعُ خُبْزًا بِمِئَتَيْ دِينَارٍ" (مر 6: 27) " فَقَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ مِنْ أَيْنَ لَنَا فِي الْبَرِّيَّةِ خُبْزٌ بِهذَا الْمِقْدَارِ حَتَّى يُشْبِعَ جَمْعًا هذَا عَدَدُهُ" (مت 15: 33) " فَأَجَابَهُ تَلاَمِيذُهُ مِنْ أَيْنَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُشْبِعَ هؤُلاَءِ خُبْزًا هُنَا فِي الْبَرِّيَّةِ" (مر 8: 4)
المواد المستخدمة  فى  معجزة الخمس خبزات  " خَمْسَةُ أَرْغِفَةٍ وَسَمَكَتَانِ" (مت 14: 17) --- أما فى معجزة السبع خبزات من الخبز " سَبْعَةٌ وَقَلِيلٌ مِنْ صِغَارِ السَّمَكِ" (مت 15: 34)
عدد الذين أكلوا  فى  معجزة الخمس خبزات  " نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُل مَا عَدَا النِّسَاءَ وَالأَوْلاَدَ" (مت 14: 21) --- أما فى معجزة السبع خبزات " وَالآكِلُونَ كَانُوا أَرْبَعَةَ آلاَفِ رَجُل مَا عَدَا النِّسَاءَ وَالأَوْلاَدَ" (مت 15: 38)
ما تبقى فى  معجزة الخمس خبزات  " مَا فَضَلَ مِنَ الْكِسَرِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مَمْلُوءةً" (مت 14: 20) --- أما فى معجزة السبع خبزات " مِنَ الْكِسَرِ سَبْعَةَ سِلاَل مَمْلُوءَةٍ" (مت 15: 37)

تفسير (مرقس 8: 5) 5 فسالهم كم عندكم من الخبز.فقالوا سبعة.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٥ فَسَأَلَهُمْ: كَمْ عِنْدَكُمْ مِنَ ٱلْخُبْزِ؟ فَقَالُوا: سَبْعَةٌ.

 «كَمْ عِنْدَكُمْ مِنَ الْخُبْزِ؟» فَقَالُوا: «سَبْعَةٌ»". ( متّى ١٥: ٣٤ )34 فقال لهم يسوع: «كم عندكم من الخبز؟» فقالوا: «سبعة وقليل من صغار السمك». لقد كان هذا العدد المتبقى من الزوادة التي أعدوها لحاجتة مجموعة الخدام التلاميذ ومعلمهم المسيح الخاصة، ولكن كان عليهم أن يقدموها مشاطرة الآخرين بها. لا حظوا أنهم هذه المرة لم يتدبّروا الطعام من شخص آخر بل قدموا ما عندهم أى الكنيسة قدمت للعالم الأممى فى المدن العشر فى الضفة
الشرقية لبحر طبرية ما عندها من سر الشكر .  كما قدمت من يد اليهود إلى اليهود ما عندها فى معجزة الخمس خبزات والسمكتين فى الضفة الغربية لبحر طبرية   ( مر ٦: ٣٨) 38 فقال لهم: «كم رغيفا عندكم؟ اذهبوا وانظروا». ولما علموا قالوا: «خمسة وسمكتان»
تفسير (مرقس 8: 6) 6 فامر الجمع ان يتكئوا على الارض.واخذ السبع خبزات وشكر وكسر واعطى تلاميذه ليقدموا فقدموا الى الجمع.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٦ فَأَمَرَ ٱلْجَمْعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى ٱلأَرْضِ، وَأَخَذَ ٱلسَّبْعَ خُبْزَاتٍ وَشَكَرَ وَكَسَرَ وَأَعْطَى تَلاَمِيذَهُ لِيُقَدِّمُوا، فَقَدَّمُوا إِلَى ٱلْجَمْعِ.

يَ
تَّكِئُوا :  هذه تشير إلى وضعية الإتكاء، والتي كانت تدل على الإستعداد لتناول الطعام. ويستدل ان المكان الذى حدثت فيه المعجزة السبع خبزات لم يكن مستويا أو أنه كان مستويا ولكن التلاميذ نطموا لجمع كما فى الموعضة الخمس خبزات (متّى ١٤: ١٩ ) 19 فامر الجموع ان يتكئوا على العشب ثم اخذ الارغفة لخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وبارك وكسر واعطى الارغفة للتلاميذ والتلاميذ للجموع.  ( مر ٦: ٤١) 41 فاخذ الارغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وبارك ثم كسر الارغفة واعطى تلاميذه ليقدموا اليهم وقسم السمكتين للجميع
لذلك فإن الكنيسة فى تقديمها لقربان الحمل تقدم إما خمسة (إشارة إلى معجزة الأولى فى تكثير الخمس هبزات والمكتين أو سبعة إشارة إلى معجزة نكثير اليبع خبزات وصغار السمك الثانية 
 
خُبْزَاتٍ ... ٱلسَّمَكِ :  كان هذا هو الطعام اليومي الإعتيادي لسكان فلسطين. وهذا مشابه جدا لـ (مر 6: 34- 44)
وَشَكَرَ :  هذه الصلاة من البركة على الطعام هي إقرار بعناية الرب اليومية وتدبيره (مت 6: 11)  كان اليهود يصلون دائما قبل تناول الطعام
و
َكَسَرَ وَأَعْطَى : هذا ماضي ناقص يليه زمن ناقص. أعجوبة تكثير الخبز حدثت عندما كسر يسوع الخبز كما في (مر 6: 41)
تفسير (مرقس 8: 7) 7 وكان معهم قليل من صغار السمك.فبارك وقال ان يقدموا هذه ايضا.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٧ وَكَانَ مَعَهُمْ قَلِيلٌ مِنْ صِغَارِ ٱلسَّمَكِ، فَبَارَكَ وَقَالَ أَنْ يُقَدِّمُوا هٰذِهِ أَيْضاً.

وَكَانَ مَعَهُمْ قَلِيلٌ مِنْ صِغَارِ ٱلسَّمَكِ،: لقد مكثوا فى البرية ثلاثة ايام وجزء من يوم فى الغكر اليهودى يعتبر يوما فالثلاثة أيام لا تعنى ثلاثة ايام  بمعنى 72 ساعة بل يوما 24 ساعة و ساعة أو أكثر من اليومين المتبقيين
أما السمك فى الشتاء يبقى صالحا للأكل هذه المدة  أو قد يكون من السمك مملح فكمبات السمك التى كان التلاميذ يصطادونها كان يملحونها مستخدمين الملح من بحر الملح (البحر الميت) ويذكر التاريخ أن الأسماك المملحة كانت تباع فى روما بأسعار عالية 
تفسير (مرقس 8: 8)  8 فاكلوا وشبعوا.ثم رفعوا فضلات الكسر سبعة سلال.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٨ فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا، ثُمَّ رَفَعُوا فَضَلاَتِ ٱلْكِسَرِ: سَبْعَةَ سِلاَلٍ.

فَضَلاَتِ ٱلْكِسَرِ: سَبْعَةَ سِلاَل :  هذه الكلمة مختلفة للإشارة إلى السلة عن القفة التي في (مر 6: 43) 42 فاكل الجميع وشبعوا 43 ثم رفعوا من الكسر اثنتي عشرة قفة مملوة ومن السمك.  " السلة .. كان ميعار للكيل عند اليهود وكان تتسع لإنسان واقفا وكان يصنع من البوص الذى ينتشر على ضفاف بحيرة طبرية ونهر الأردن  وأوراق النحيل ... القفة : كان معيار الكيل عند اليونان وكانت القفة تتسع لأنسان جالسا وكان يصنع من أوراق النخيل
هذه السلال كانت كبيرة جدا (أع 9: 25)  هذه الأجزاء المتبقية "الكسر" ُجمعت لأجل استخداٍم لاحق. ولكن من (مرقس 8: 14)  نعلم أن التلاميذ نسيوها وتركوها.

أنواع السلال:  لقد قيل أن في النص اليوناني الأصلي كلمتين مختلفتين تشيران إلى نوعين مختلفين من السلال واردتين في هاتين الروايتين. في الأصحاح السادس، بعد إطعام الخمسة آلاف، كانت هناك اثنتي عشر قفة يد قد رُفِعَتْ- هذه من النوع الذي كان الجمع يحملها معه خلال ترحاله سيراً على الأقدام. وفي الحادثة الثانية، رُفِعَتْ سبع سلال سبتية. وهذه كانت سلالاً كبيرة من النوع الذي كان يُستخدم غالباً لحمل السمك أو نقل بقية البضائع.

 الأرقام في الكتاب المقدس: إن العدد 12 يُستخدم عادة في الكتاب المقدس للإشارة إلى الكمال الإداري، في حين يدل العدد 7 إلى الكمال الروحي. كانت السلال الاثني عشر تدل على التدبير الوافر الذي سيتم التمتع به خلال سيادة حكم المسيا. السلال السبع تدل على كمال البركة الروحية عندما نعلم أننا لا نحيا بالخبز وحده، "بل بكل كلمة تخرج من فم الله" (متى 4: 4).

   12 عدد الكمال .. إحدى أسماء الله في العهد القديم كان "إيل شدّاي"- أي الإله الكامل الكفاءة. لقد كان الرب يُظهر نفسه كإله متجسّد، بالغ القدرة على سد كل حاجة عندما أطعم الجموع الذين احتشدوا، في هاتين المناسبتين، لسماعه يكرز بإنجيل الملكوت. إن مؤوناته غير محدودة. ما نحتاج إليه هو الإيمان لكي نتّكل على غنى رحمته وأن ندنو من مخزنه الوافر الفيّاض. الخبز الذي كان يعطيه أعطى صورة عن ذاته كخبز الله النازل من السماء، الذي إن أكل الإنسان منه يحيا إلى الأبد (يوحنا 6: 33).

تفسير (مرقس 8: 9) 9 وكان الاكلون نحو اربعة الاف.ثم صرفهم.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٩ وَكَانَ ٱلآكِلُونَ نَحْوَ أَرْبَعَةِ آلاَفٍ. ثُمَّ صَرَفَهُمْ».

نَحْوَ أَرْبَعَةِ آلاَفٍ. : ويضيف متى قائلاً: "رجلا مَا عَدَا النِّسَاءَ وَالأَوْلاَدَ" (متى 15: 38)  38 والاكلون كانوا اربعة الاف رجل ما عدا النساء والاولاد.  " ، ما يعني أن عدد الجمع كان أكبر. على الأرجح أنه لم يكن هناك عدد كبير من النساء ْ بالتأكيد. والأطفال في هذه المنطقة المعزولة، ولكن كان هناك البعض موجود بالتأكيد
 .
رقم الأربعةة ألاف على عدد الرؤوس اليهود يعدون الرجال فقط والنساء والأطفال أتباع الرجال لأن الرجل رأس العائلة ومبرها أما الأمم اليونانيون فالرجل كالمرأة كالصبى كله بالرأس على أساس الضريبة والتعداد وهذا الذى دفع بمريم ويوسف إلى الذهاب إلى موطنهم فى بيت لحم أثناء  التتعداد 0الإحساء) لتلد فى أرض يهوذا وبيت داود
تفسير (مرقس 8: 10) 10 وللوقت دخل السفينة مع تلاميذه وجاء الى نواحي دلمانوثة

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
١٠ «وَلِلْوَقْتِ دَخَلَ ٱلسَّفِينَةَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَجَاءَ إِلَى نَوَاحِي دَلْمَانُوثَةَ».

  وَلِلْوَقْتِ : أنظر التعليق على (مر 1: 10) 
دَلْمَانُوثَةَ : لا ذكر لهذه الكلمة في الكتاب المقدس كان هناك عدة تتفسيرات في هذا المكان . المشكلة هي أنه ليس هناك مكان بهذا الإسم معروف ولذلك فإن الكتبة بد لوا اسم المكان ليتماثل مع كلمة مجدل الواردة في متى أن المسيح بعد معجزة السبع خبزات ( متّى ١٥: ٣٩ ) 39 ثم صرف الجموع وصعد الى السفينة وجاء الى تخوم مجدل. "  إ
والمظنون أنها قرية صغيرة على شاطئ الغربى من  بحر طبرية الغربي قرب مجدل شمالاً  Magadan " "NKJV" Magdalaوتابعة لها  وقال العالم دالمان أنها "مجدل لوثا" وقال آخر أنها "مجدل نوثا" أى برج السمك فى ضاحية طيباريا وقد ايد الالم بوركت هذا الرأى وربما تحولت من طيبارية وأمانوث بالجمع بالجمع بين إسم طبرية وأسمها القديم حمة المذكورة فى (يش 19: 35) 35 ومدن محصنة الصديم وصير وحمة ورقة وكنارة 36 وادامة والرامة وحاصور  " وبالنهاية هى أسم مكان بالقرب من بحيرة طبرية وهذا يثبت أن إنجيل مرقس يستخدم نقليد قديما جدت لمكان تغير أسمه
وظنها البعض كانت عند ما يسمى اليوم بالعين الباردة وهي على أمد ثلث ساعة من مجدل. وقال متّى أنه جاء إلى تخوم مجدل فمعنى الاثنين واحد.

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 8

2. طلب الفريسين آية حول الآية (مرقس 8: 11-12)
تفسير (مرقس 8: 11) 11 فخرج الفريسيون وابتداوا يحاورونه طالبين منه اية من السماء لكي يجربوه.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
١١ «فَخَرَجَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ وَٱبْتَدَأُوا يُحَاوِرُونَهُ طَالِبِينَ مِنْهُ آيَةً مِنَ ٱلسَّمَاءِ، لِكَيْ يُجَرِّبُوهُ».

 طلب الفريسيين آية أى معجزة من المسيح عدة مرات فى أوقات وأماكن محتلفة بأساليب متعددة (متّى ١٢: ٣٨ ) 38 حينئذ قال قوم من الكتبة والفريسيين: «يا معلم نريد ان نرى منك اية» ( مت ١٦: ١ ) 1 وجاء اليه الفريسيون والصدوقيون ليجربوه فسالوه ان يريهم اية من السماء. ( يوحنا ٦: ٣٠)30 فقالوا له:«فاية اية تصنع لنرى ونؤمن بك؟ ماذا تعمل؟ 
وبلغ حينئذ طلب الفريسيين تلك الطلبة المرة الرابعة. أولاها بعد طرد الباعة من الهيكل أولاً (يوحنا ٢: ١٨) وثانيتها بعد إشباع الخمسة الآلاف (يوحنا ٦: ٣٠). وثالثتها بعد مروره بين الزروع (متّى ١٢: ٣٨). والرابعة هنا.
اجتماع الفريسيين هذا وسؤالهم ما لا حق لهم أن يسألوه وهو آية من السماء وتركهم شهادة الآيات التي صنعها المسيح هؤلاء الفريسيين يطلبون آية ولا يوجد الإستعداد لتصديقها فأعطى المسيح آية يونان النبى لأهل نينوى فى إنجيل متى وهو مثل أصيل فى التقليد ولكن المسيح لم يتعرض هنا له ولا لشرحة مرّ الكلام عليها في شرح بشارة متّى (متّى ١٦: ١ - ٤).
ف
َخَرَجَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ وَٱبْتَدَأُوا يُحَاوِرُونَهُ :  كان هذا حدثا مألوفا  ما كانوا يستطيعون أن ينكروا سلطته وقدرته أو شعبيته الفريسيين الذين لديهم اعتراضات تافهة على ما يقوم به من معجزات شفاء للمرضى والقصد الأساسى إختباره ، وتجاهلوا كل الأعمال العجيبة المدهشة التي قام بها، ولذلك فقد حاولوا أن  يخدعوه لكي يجيب على أسئلة ستنفر بعضا من جمهوره منه.
فَخَرَجَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ هذا يدل على أنهم كانوا يراقبونه سراً كالجواسيس وأنهم حينئذٍ ظهروا وتصدوا له علناً. وزاد متّى على مرقس أن الصدوقيين اتفقوا مع الفريسيين على أن يسألوه تلك الآية ولكن الفريسيين هم الذين سبقوا إلى السؤال واطاهم الصدوقيون رياء لأنهم لا يعتقدون إمكان الإتيان بآية من السماء.
آيَةً مِنَ ٱلسَّمَاءِ،:  يطلبون آية وإستعدادهم لتزييف ألاية حاضر فى قلوبهم فهود خططوا نسبقا لتوريط المسيح ليس إلا ولكن لم يقع المسيح فى حبال شراكهم
في إنجيل يوحنا الكلمة "آية" كان لها معنى خاص، ولكن هنا تشير إلى مطلب الفريسيين للدليل على سلطانه، ربما (1)  تنبؤ  (تث 13: 2- 5) ( تث 18: 18- 22)  (2) آية سماوية (أش 7: 11) ( أش 38: 7- 8) (3) علامة رؤيوية أخروية (نصر عسكرى على الأعداء)
لِكَيْ يُجَرِّبُوهُ :  الكلمة peirazō لها دلالة المعنى أن يحاول، يجرب، يمتحن "مع نزعة إلى التدمير". قد تكون هذه إشارة محتجبة إلى عدم إيمان الشعب في فترة التيه في البرية (خر 17: 7) ( غد 14: 11- 12) (تث 33: 8)  راجع (مر 1: 13)
تفسير (مرقس 8: 12) 12 فتنهد بروحه وقال لماذا يطلب هذا الجيل اية.الحق اقول لكم لن يعطى هذا الجيل اية

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
١٢ «فَتَنَهَّدَ بِرُوحِهِ وَقَالَ: لِمَاذَا يَطْلُبُ هٰذَا ٱلْجِيلُ آيَةً؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَنْ يُعْطَى هٰذَا ٱلْجِيلُ آيَةً!».

فَتَنَهَّدَ هذه صيغة مركبة وبالتالي مشددة مكثفة من "أ ن" (مر 2: 8)  اعتاد مرقس أن يذكر إمارات وجه المسيح وعلامات انفعالاته. المسيح تنهد بروحه ذكرها انجيل مرقس بإعطاءه صفة لها من عنده "بروحه"   أى التنهد ليس على مستوى الجسد فقط بل بروحه من أعماقه "
وعلى هذا ذكر هنا تنهد المسيح إشارة إلى حزنه على عدم إيمانهم وعنادهم وتسلط الخطيئة عليهم وذلك كحزنه على الاصم الأعقد لمصابه الجسدي (ص ٧: ٣٤). وحزن أيضاً عليهم لما جلبوا على أنفسهم من الشقاء برفضهم إياه. لأن الكتب الموحى بها تنبأت بمجيئة ورساله المسيح رسمية ومصدق عليها ولا تحتاج لتصديق أحد لهم عيون رأت معجزات ولا يصدقون والمسيح نفسه لا يريد من آياته أن يصدق عليها أحد فالآب نفسه يشهد له ولا حاجة به ابدا أن يشهد له أحد وفى نفس الوقت فمسيانية المسيح أرادها المسيح أن لا تكون معلنة فهى سره الأعظم يكشفه لمن يؤمن به فقانون المسيح والمسيحية الإيمان أولا والمجزة ثانيا (يو 11: 40) ولم يحدث أن المسيح فعل معجزة أو آية ليكسب إيمان الناس (لو 23: 8 و 9) فكل الأمثال تحوى السر فى ألغاز لكى يسمع المحب للرب ويفهم أما أولائك الذين يحملون قلوب حجرية فيسمعوا ولا يفهموا  
بِرُوحِهِ : تشير هذه إلى شخص يسوع (مر 2: 8)  لها نفس الدلالة في (مر 14: 38)  فيما يتعلق بالكائنات البشرية. كلمة "روح" تستخدم في مرقس للإشارة إلى:
-1 الروح القدس (مر 1: 10 و 12)
-2 الأرواح النجسة [ أرواح شريرة, (مر 1: 23 و 26 و 27) ( مر 5: 2 و 8 و 13) ( مر 6: 7) (مر 7: 25) (مر 9: 17و 20 و 25)
 -3 الروح البشرية (مر 2: 8) ( مر 8: 12) ( مر 14: 38)
هٰذَا ٱلْجِيلُ  : هذه الكلمة أيضا  لها معانى ضمنية من العهد القديم ترتبط بفترة التيه في البرية ( عدد 32: 13) ( تث 1: 35) (تث 1: 35) ( تث 32: 5 و 20)
أ
َقُولُ لَكُمْ: لَنْ يُعْطَى هٰذَا ٱلْجِيلُ آيَةً! :  هذا مصطلح عبري يدل على النفي الشديد ( ليس جملة شرطية يونانية) تشتمل على حلف أو قسم مفهوم ومع ذلك لا يتم التعبير عنه. لدى مقارنتها بـ (مت 16: 4)  نجد أن يسوع من الواضح كان يعني أنه لن تكون هناك آيات أخرى. يسوع كان قد أعطاهم آياتٍ كثيرة (نبوءات العهد القديم تحققت في أعماله وأقواله)، ولكنهم رفضوا أن يقبلوها أو يقبلوه لأنه جابه تقاليدهم ومكانتهم الثقافية وشعبيتهم.  وتنهد" إصطلاح تقليدى يفيد "عدم الرضا" ويرد المسيح بالنفى القاطع أنه لا آية لهذا الجيل فالنفى يانى هنا بمعنى إطلاقا وقد كررها المسيح فى مواقف أخرى (مت 12: 38- 40)38 حينئذ قال قوم من الكتبة والفريسيين: «يا معلم نريد ان نرى منك اية». 39 فقال لهم: «جيل شرير وفاسق يطلب اية ولا تعطى له اية الا اية يونان النبي. 40 لانه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الانسان في قلب الارض ثلاثة ايام وثلاث ليال. " و (لو 11: 29- 30) 29 وفيما كان الجموع مزدحمين ابتدا يقول: «هذا الجيل شرير. يطلب اية ولا تعطى له اية الا اية يونان النبي. 30 لانه كما كان يونان اية لاهل نينوى كذلك يكون ابن الانسان ايضا لهذا الجيل. "
أ
ي لا يُعطى آية من السماء كما طلبوا وهذة إجابة قاطعة مقطوعة بلا تدليل ولكن أعطت الناجيل الخرى آية يونان النبى وأعطوا لها شرحا ولكن قول إنجيل مرقس هنا هو الأصل الكامل الذى يحمل الشروح كلها دون شرح لأن آية هذا الجيل هو المسيح نفسه هو نزوله إلى القبر وبقاؤه ثلاثة أيام وقيامته بمجد عظيم  (متّى ١٦: ١) فإنهم طلبوا مثل آية موسى في إنزال المن ومثل آية يشوع في توقيف الشمس والقمر وآية صموئيل في إيقاع المطر والبرَد في أيام الحصاد وآية إيليا في إنزال النار على الحطب والآية التي كانت لحزقيا الملك في ترجيع الظل عشر درجات من درجات الساعة الشمسية. وقال متّى أن المسيح قال لهم أنهم لا يعطون إلا آية يونان النبي وهو لا يناقض قول مرقس لأن آية يونان ليست الآية التي طلبوها ولم يعطهم المسيح إياها حينئذ إجابة لطلبهم لأنها كانت منذ ٨٩٠ سنة قبل ذلك الوقت.
اَلْحَقَّ : . هذه حرفيا هي "آمين".
.

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 8

3. تحذير المسيح من خمير الفريسيين وخمير هيرودس (مرقس 8: 13-21)
تفسير (مرقس 8: 13) 13 ثم تركهم ودخل ايضا السفينة ومضى الى العبر.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
١٣ « ثُمَّ تَرَكَهُمْ وَدَخَلَ أَيْضاً ٱلسَّفِينَةَ وَمَضَى إِلَى ٱلْعَبْرِ».

 يسوع كان يرتحل بشكل مركز في شمال إسرائيل لأنه كان يريد للجميع أن يسمعوا رسالته ولكن أيضا بسبب ضغط الجموع  كان ينعزل أحيانا فى أماكن نائية
ت
َرَكَهُمْ يقول إنجيل متى بإختصار (مت 16: 4) "ثم تركهم ومضى"  فالترك هنا هو إسقاط حقهم فى الحوار بمنتهى القوة والإختصار كأنه لا وقت للمجادلة العقيمة ولا مجال لهم فترك لهم المكان ودخل السفينة ومضى إلى العبر اى عبر البحيرة ليكمل رسالته التى إنقطعت أوصالها على يدى الفريسيين وهذا يدل على عدم مسّرة المسيح بهم واليأس من إفادتهم بتعليمه وعلى نهاية خدمته في الجليل. وتركه إياهم لم يكن مجرد الذهاب عن المحل الذي كانوا فيه بل إبقاؤه إياهم في حال الشقاء الذي لا تُرجى إزالته.
ٱلسَّفِينَةَ لعلها هي السفينة التي أتى فيها (مر 3: 9). 9 فقال لتلاميذه ان تلازمه سفينة صغيرة لسبب الجمع كي لا يزحموه"  وكانت باقية لطلبه (مر ١٠).
إِلَى ٱلْعَبْرِ أي الجانب الشرقي من بحر طبرية لى الجانب الآخر من البحيرة، أي إلى منطقة بيت صيدا جوليا. إذ كانت هناك مدينتان لهما نفس الاسم "بيت صيدا"، الأولى على الشاطئ الغربي من بحر الجليل والأخرى على الجانب الشمالي ولم يرجع بعد ذلك إلى الجليل إلا مرة واحدة وهو يحاول التواري على قدر الإمكان
تفسير (مرقس 8: 14) 14 ونسوا ان ياخذوا خبزا ولم يكن معهم في السفينة الا رغيف واحد.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
١٤ «وَنَسُوا أَنْ يَأْخُذُوا خُبْزاً، وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ فِي ٱلسَّفِينَةِ إِلاَّ رَغِيفٌ وَاحِدٌ».

راجع (متّى ١٦: ٥ الخ)
إحتار العلماء فى تحديد بداية هذه الفقرة هل تبدء بالآية (مر 8: 13 ) أم بالآية (مر 8: 14) وذلك من حيث ربطها بالفقرة السابقة وفى هذا التفسير آثرنا بالبدء بالآية السابقة (مر 8: 13) كقسم مستقل نوعا بذاته
من الواضح أن هذه التفاصيل الدقيقة سجلها مرقس من شاهد عيان والذي هو بطرس.
إِلاَّ رَغِيفٌ وَاحِدٌ أوضح مرقس ما قاله متّى إجمالاً بقوله «نَسَوْا أَنْ يَأْخُذُوا خُبْزاً» (متّى ١٦: ٥). كان التلاميذ كعادة البحارة ركاب السفن يخزنون مؤونة تكفى ليوم أو أكثر لرحلاتهم  ولم يتركوا هذه العادة فى تنقلات المسيح التبشيرية
من الواضح أن التلاميذ وفي عجلتهم لمغادرة دَلْمَانُوثَةَ لم ينتبهوا إلى التزود من جديد بالخبز- تلك الأرغفة المنبسطة المميزة لتلك الديار، والتي كان حملها أمراً في غاية السهولة خلال الترحال. كان واضحاً وجود بعض الفهم بأنه يمكنهم الحصول على كل ما يمكن أن يحتاجونه عندما ينزلون من السفينة.
ويدل على نسيانهم أنه لم يكن معهم سوى رغيف واحد. والأرجح أن ذلك الرغيف كان باقياً عندهم مما أخذوه قبلاً. وعلى هذا لم يكونوا قد أخذوا خبزاً جديداً في سفرهم. وذكر مرقس هذا الرغيف يدل على جودة ذاكرة بطرس وتدقيقه. ولم يذكر إنجيل مرقس شيئا عن كسر الخبز الموجود فى السبعة سلال المتبقية من معجزة السبع خبزات !!
تفسير (مرقس 8: 15) 15 واوصاهم قائلا انظروا وتحرزوا من خمير الفريسيين وخمير هيرودس.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
١٥ «وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: ٱنْظُرُوا وَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَخَمِيرِ هِيرُودُسَ».
 
وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً:  هذا ناقص مبني للمتوسط إشاري من كلمة قوية تعني "يأمر بسلطة" ( مر 5: 43) 43 فاوصاهم كثيرا ان لا يعلم احد بذلك. (مر 7: 36) 36 فاوصاهم ان لا يقولوا لاحد. ولكن على قدر ما اوصاهم كانوا ينادون اكثر كثيرا (مر 8: 15) (مر 9: 9)  9 وفيما هم نازلون من الجبل اوصاهم ان لا يحدثوا احدا بما ابصروا الا متى قام ابن الانسان من الاموات. " هذا مميز في إنجيل مرقس (غالبا يرتيط بـ "السر المسياني")
ٱنْظُرُوا : هذه حرفيا "انظروا" ( horaō). إنه أمر مضارع مبني للمعلوم، يدل على كٍد مستمر للحفاظ على حذٍر ملائم
وَتَحَرَّزُوا : هذا أيضا أمر مضارع مبني للمعلوم. كال هذين الأمرين الحادين هما من كلمتين يونانيتين مختلفتين بمعنى "انظروا" (horaō وblepō)، واللتان تدلان على أن المؤمنين يجب أن يكونا محترسين حذرين دائما (مر 4: 24) 24 وقال لهم: «انظروا ما تسمعون! بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم ويزاد لكم ايها السامعون. ( مر 12: 38) 38 وقال لهم في تعليمه: «تحرزوا من الكتبة الذين يرغبون المشي بالطيالسة والتحيات في الاسواق ( مر 13: 5 و9 و23 و 33)5 فاجابهم يسوع: «انظروا! لا يضلكم احد. 9 فانظروا الى نفوسكم. لانهم سيسلمونكم الى مجالس وتجلدون في مجامع وتوقفون امام ولاة وملوك من اجلي شهادة لهم.  23 فانظروا انتم. ها انا قد سبقت واخبرتكم بكل شيء. 33 انظروا! اسهروا وصلوا لانكم لا تعلمون متى يكون الوقت. "  ضد الناموسية ذات الب ر الذاتي والمؤسساتية
خَمِيرِ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَخَمِيرِ هِيرُودُسَ لم يذكر متّى خمير هيرودس وذكر بدلاً منه خمير الصدوقيين الذي لم يذكره مرقس [ (مت 16: 6) وقال لهم يسوع: «انظروا وتحرزوا من خمير الفريسيين والصدوقيين».(مت 16: 11) كيف لا تفهمون اني ليس عن الخبز قلت لكم ان تتحرزوا من خمير الفريسيين والصدوقيين؟»(مت 16: 12) حينئذ فهموا انه لم يقل ان يتحرزوا من خمير الخبز بل من تعليم الفريسيين والصدوقيين."  والأرجح أن المسيح حذرهم من خمير كل من الثلاثة (الفريسيين والصدوقيين والهيودسيين) لأنهم كانوا جميعاً مشتركين في الرياء وهو المراد بالخمير هنا فإنهم تظاهروا بما لم يعتقدونه فأشبهت تعاليمهم وسيرتهم الخمير لأنها كانت تمتد خفية وكانت مؤثرة كما تؤثر الخميرة في العجين وتصيُّره مثلها.
واختلف الفريسيون والصدوقيون والهيرودوسيون في أمور كثيرة من المعتقدات والتعاليم لكنهم اتفقوا جميعاً في الرياء وفي مقاومة يسوع. وكان من خمير الهيرودسيين غير ما ذُكر محبة العالم أكثر ممن سواهم. (لوقا ١٢: ١)يقول لتلاميذه: «اولا تحرزوا لانفسكم من خمير الفريسيين الذي هو الرياء "

هِيرُودُسَ : كان الكتبة الأوائل للمخطوطات يميلون إلى جعل أقوال يسوع بمثابة معايير أو مقاييس. في  (مر 3: 6)6 فخرج الفريسيون للوقت مع الهيرودسيين وتشاوروا عليه لكي يهلكوه.  ( مر 12: 13)  13 ثم ارسلوا اليه قوما من الفريسيين والهيرودسيين لكي يصطادوه بكلمة. 
يسوع يقول "الهيرودسيين"؛ بعض االإصدارات من الفولغاتا، والترجمات القبطية بد لت صيغة الإضافة هذه. المخطوطة 45 ولذلك، فإن المخطوطات اليونانية G ، P، و W وأيضا اليونانية الطاغية هي التي تحوي اإلضافة (المخطوطة D , C , B , A، א و L). انظر الموضوع الخاص: عائلة هيرودس على  (مر 1: 14)
 َخَمِير : كانت هذه عادة رمز للفساد، كما هو الحال في هذا النص قد تكون هذه تلاعبا فى الكلمات الأرامية لأن كلمات "خمير و "كلمة " متشابهة جدا مشكلة التلاميذ كانت نفس مشكلة الفريسيين، ألا وهي البلادة أو العمى الروحي.  يجب أن يكونوا دائما دائما على احتراس منها. الهيرودسيين كانوا يمثلون المشكلة المعاكسة- الدنيوية، حالة الأمر الواقع مهما كلف الأمر. واستغل الرب فرصة نسيانهم الخبز  لينبههم، عندما أدرك ارتباكهم وحيرتهم، ويحذّرهم من خمير الفريسيين ومن خمير هيرودس ومن خمير الصدوقيين. أما وقد وبّخهم ضميرهم بسبب إهمالهم وعدم انتباههم لإعداد المؤونة المناسبة لحاجات الجماعة، قفز التلاميذ إلى الاستنتاج بأن هذا تحذير لئلا يشتروا الخبز من الطرفين اللذان يذكرهما الرب. ولكن الرب أوضح لهم أنه باستخدامه لكلمة "خمير" إنما كان يشير إلى العقائد أو المبادئ في هذين النظامين الدينيين والسياسيين، لكونهما فاسدين، ويعملان فساداً في كل من يتشرب هذه العقائد. خمير الفريسيين كان المراءاة والبر الذاتي. وخمير هيرودس كان الاحتيال السياسي والانهماك في شؤون الدنيا.  وخمير الصدوقيين إدارة الكهنوت اليهودى بالفساد 
 
تفسير (مرقس 8: 16) 16 ففكروا قائلين بعضهم لبعض ليس عندنا خبز.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
«١٦ فَفَكَّرُوا قَائِلِينَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: لَيْسَ عِنْدَنَا خُبْزٌ.
 

هذا زمن ناقص. التلاميذ لم يتعلموا الدرس بعد. يسوع سيؤمن كل حاجاتهم. يسوع ائِيتكلم عن تأثيرات الفساد وهم يفكرون بأنه يتكلم عن الطعام.
 NKJV يضيف كلمة "قائلا " إلى الجملة المختصرة (كما فعلت معظم المخطوطات اليونانية اللاحقة المكتوبة بأحرف صغيرة [والتي سارت على نهج إنجيل متى 16: 7 NASB حققت نفس الهدف بإضافة كلمات بخط مائل ("بدأ" و "الحقيقة")]
انظر الشرح متّى ١٦: ٧ - ١٢. التوبيخ الذي ذكره مرقس في ع ١٦ لم يذكره متّى وأوضح أكثر من متّى خطاب المسيح للرسل وجوابهم على سؤاله عن عدد القفاف والسلال التي رفعوها من الخبز بعد كل من معجزتي الإشباع.
تفسير (مرقس 8: 17) 17 فعلم يسوع وقال لهم لماذا تفكرون ان ليس عندكم خبز.الا تشعرون بعد ولا تفهمون.احتى الان قلوبكم غليظة.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
١٧ فَعَلِمَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ أَنْ لَيْسَ عِنْدَكُمْ خُبْزٌ؟ أَلاَ تَشْعُرُونَ بَعْدُ وَلاَ تَفْهَمُونَ؟ أَحَتَّى ٱلآنَ قُلُوبُكُمْ غَلِيظَةٌ؟

فَعَلِمَ يَسُوعُ 
: يس واضحا دائما كيف كان يسوع يعرف الأمور. أحيانا تكون معرفة فائقة الطبيعة ومرات أخرى يعرف تصرفات الناس وطباعهم.
لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ أَنْ لَيْسَ عِنْدَكُمْ خُبْزٌ؟ : . هذه أول جملة في سلسلة من ست أو سبع أسئلة يعبر بها يسوع عن خيبته بأن تلاميذه الخاصين لم يفهموا تلاميذه، بعد هذا السياق كله في مرقس يعكس كم كان صعبا من أجل "الصديق والعدو" أن يفهم رسالة يسوع الجديدة الجذرية كليا أهل بلدته، والجموع، ورؤساء الدين جميعهم لم تكن لديهم أعين أو آذان روحية.
عجيب حقا أمر التتلاميذ الذين خدموا مع الرب وراوا تكاثر الخمسة خبزات والسمكتين ووزعوا الطعام على خمسة ألاف رجل ومعهم النساء والأطفال  وأن يعودوا ويقولوا ليس عندنا خبز ولم يتكلوا على المسيح فى وسطهم الصانع العجائب والمعجزات الذى أشبع الجياع خبزا وسمكا لم يتذكرون وقالوا ليس عندنا خبز .. ومن المرجح أن هذه كانت عادتهم كصيادين فى تحزين مؤونة الخبز فى سفينتهم والسمك موجود بالبحيرة  وهذا ما قاله المسيح بعد القيامة عندما عاد التلاميذ للصيد فقالبهم المسيح على شاطئ بحر طبرية وكانوا يصطادون وقال لهم هل عندكم أداما أى خبز
 أَلاَ تَشْعُرُونَ بَعْدُ وَلاَ تَفْهَمُونَ؟  :  هذا موضوع متكرر (مر 8: 21)  فقال لهم: «كيف لا تفهمون؟»(مر 6: 52) لانهم لم يفهموا بالارغفة اذ كانت قلوبهم غليظة. " عائلة يسوع، وأهل بلدته وتلاميذه الخاصين وأهل الريف، ورؤساء الدين لا يفهمونه. (مر ٦: ٥٢) 52 لانهم لم يفهموا بالارغفة اذ كانت قلوبهم غليظة. ( متّى ١٤: ٢٠ )20 فاكل الجميع وشبعوا. ثم رفعوا ما فضل من الكسر: اثنتي عشرة قفة مملوءة.   ( مت ٦: ٤٣ ) 42 فاكل الجميع وشبعوا 43 ثم رفعوا من الكسر اثنتي عشرة قفة مملوة ومن السمك. ( لوقا ٩: ١٧ )17 فاكلوا وشبعوا جميعا. ثم رفع ما فضل عنهم من الكسر: اثنتا عشرة قفة.  (يوحنا ٦: ١٣) 13 فجمعوا وملاوا اثنتي عشرة قفة من الكسر، من خمسة ارغفة الشعير، التي فضلت عن الاكلين ( متّى ١٥: ٣٧ وع ٨ ) 37 فاكل الجميع وشبعوا. ثم رفعوا ما فضل من الكسر سبعة سلال مملوءة  ( ص ٦: ٥٢ وع ١٧)
ربما كانت هذه طريقة لإظهار الجو الروحي قبل أن يأتي ملء الروح القدس في يوم الخمسين (العنصرة) أو (السر المسياني) يُعلن في الرب المصلوب القائم
أَحَتَّى ٱلآنَ قُلُوبُكُمْ غَلِيظَةٌ؟  : هذا اسم فاعل مبني للمجهول يدل على حالٍة روحيٍة مستقرة نتجت عن عامل خارجي (مر 4: 13و 40) 13 ثم قال لهم: «اما تعلمون هذا المثل؟ فكيف تعرفون جميع الامثال؟  40 وقال لهم: «ما بالكم خائفين هكذا؟ كيف لا ايمان لكم؟» ( مر 6: 52) 52 لانهم لم يفهموا بالارغفة اذ كانت قلوبهم غليظة.  ( مر 7: 18)  18 فقال لهم: «افانتم ايضا هكذا غير فاهمين؟ اما تفهمون ان كل ما يدخل الانسان من خارج لا يقدر ان ينجسه ( مر 8: 17 و 21 و33) 17 فعلم يسوع وقال لهم: «لماذا تفكرون ان ليس عندكم خبز؟ الا تشعرون بعد ولا تفهمون؟ احتى الان قلوبكم غليظة؟21 فقال لهم: «كيف لا تفهمون؟»  (مر9: 10 و 32) 10 فحفظوا الكلمة لانفسهم يتساءلون: «ما هو القيام من الاموات؟»  32 واما هم فلم يفهموا القول وخافوا ان يسالوه. " هذا هو تماما ما سيحدث ليهوذا الإسخريوطي.
تفسير (مرقس 8: 18) 18 الكم اعين ولا تبصرون ولكم اذان ولا تسمعون ولا تذكرون.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
١٨ أَلَكُمْ أَعْيُنٌ وَلاَ تُبْصِرُونَ، وَلَكُمْ آذَانٌ وَلاَ تَسْمَعُونَ، وَلاَ تَذْكُرُونَ؟

 َلَكُمْ أَعْيُنٌ وَلاَ تُبْصِرُونَ، وَلَكُمْ آذَانٌ وَلاَ تَسْمَعُونَ، : هذا اقتباس من العهد القديم من (حزقيال 12: 2) 2 يا ابن ادم انت ساكن في وسط بيت متمرد الذين لهم اعين لينظروا ولا ينظرون.لهم اذان ليسمعوا ولا يسمعون لانهم بيت متمرد ( إر 5: 21) 21 اسمع هذا ايها الشعب الجاهل والعديم الفهم الذين لهم اعين ولا يبصرون.لهم اذان ولا يسمعون.  " والذي تتقابل لاهوتيا مع (أش 6: 9- 10) 9 فقال اذهب وقل لهذا الشعب اسمعوا سمعا ولا تفهموا وابصروا ابصارا ولا تعرفوا. 10 غلظ قلب هذا الشعب وثقل اذنيه واطمس عينيه لئلا يبصر بعينيه ويسمع باذنيه ويفهم بقلبه ويرجع فيشفى.  (مر 4: 12) 12 لكي يبصروا مبصرين ولا ينظروا ويسمعوا سامعين ولا يفهموا لئلا يرجعوا فتغفر لهم خطاياهم».  أنبياء العهد القديم ُ تكلموا كلمة الرب ولكن أسيء فهمهم بسبب الحالة الروحية لمستمعيهم. هذه الإقتباسات من العهد القديم هي في هيئة قواعدية نحوية تتوقع جوابا بالإيجاب.
 وَلاَ تَذْكُرُونَ؟ يسوع يوبخهم على نقص الفهم الروحي لديهم فيما يتعلق باإلطعام العجائبي (مر 8: 17- 21)   هذه العبارة أيضا لها معنى من العهد القديم (تث 4: 9- 10)9 انما احترز واحفظ نفسك جدا لئلا تنسى الامور التي ابصرت عيناك ولئلا تزول من قلبك كل ايام حياتك وعلمها اولادك واولاد اولادك. 10 في اليوم الذي وقفت فيه امام الرب الهك في حوريب حين قال لي الرب اجمع لي الشعب فاسمعهم كلامي لكي يتعلموا ان يخافوني كل الايام التي هم فيها احياء على الارض ويعلموا اولادهم.   (تث 8: 11 و 19)  11 احترز من ان تنسى الرب الهك ولا تحفظ وصاياه واحكامه وفرائضه التي انا اوصيك بها اليوم.   19 وان نسيت الرب الهك وذهبت وراء الهة اخرى وعبدتها وسجدت لها اشهد عليكم اليوم انكم تبيدون لا محالة.
شعب الرب يجب أن يتخذ موقفا من حقائق الرب
تفسير (مرقس 8: 19) 19 حين كسرت الارغفة الخمسة للخمسة الالاف كم قفة مملوءة كسرا رفعتم.قالوا له اثنتي عشرة.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
١٩ حِينَ كَسَّرْتُ ٱلأَرْغِفَةَ ٱلْخَمْسَةَ لِلْخَمْسَةِ ٱلآلاَفِ، كَمْ قُفَّةً مَمْلُّوَةً كِسَراً رَفَعْتُمْ؟ قَالُوا لَهُ: ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ.

ليريح فكر التلاميذ من جهة الطعام المناسب لأجسادهم ذكّرهم يسوع بإطعامه العجائبي للخمسة آلاف في إحدى المناسبات والآلاف الأربعة في المناسبة الأخرى. ففي كل حالة لم يكن هناك فقط وفرة للجميع بل إن قففا وسلالاً كثيرة من الكِسر حُفِظتْ لتستخدم في المستقبل.
قُفَّةً :  هذه كلمة مختلفة عما جاء في (مر 8: 8) 8 فاكلوا وشبعوا ثم رفعوا فضلات الكسر: سبعة سلال. " هذه هي الكلمة المستخدمة في (مر 6: 43)43 ثم رفعوا من الكسر اثنتي عشرة قفة مملوة ومن السمك.  " ، إنه يذكرهم باإلطعام العجائبي السابق. لم يكن قد حذف ارتباط في ذهنهم بين الحدثين
تفسير (مرقس 8: 20) 20 وحين السبعة للاربعة الالاف كم سل كسر مملوا رفعتم.قالوا سبعة.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٢٠ وَحِينَ ٱلسَّبْعَةِ لِلأَرْبَعَةِ ٱلآلاَفِ، كَمْ سَلَّ كِسَرٍ مَمْلُّواً رَفَعْتُمْ؟ قَالُوا: سَبْعَةً.

الآية السابقة 19 تشير إلى إطعام الخمسة ألاف بـ خمسة خبزات وسمكتين الذي حدث في (مرقس،6 ) ولكن الآية 20 تشير إلى حادثة الإطعام الحالية في مرقس الأربعة آلاف بـ سبعة خبزات وصغار السمك
تفسير (مرقس 8: 21) 21 فقال لهم كيف لا تفهمون

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٢١ فَقَالَ لَهُمْ: كَيْفَ لاَ تَفْهَمُونَ؟».

فلماذا يهتم المرء إذاً أو يقلق بخصوص ما يأكل في الغد طالما أن خالق كل شيء كان معهم؟ كم كان التلاميذ الاثني عشر يشعرون بالخجل من شكوكهم ومخاوفهم، عندما سألهم يسوع: "«كَيْفَ لاَ تَفْهَمُونَ؟»".

 

This site was last updated 02/07/24