تفسير (مرقس 3: 29) 29 ولكن من جدف على الروح القدس فليس له مغفرة الى الابد بل هو مستوجب دينونة ابدية.
التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
جاءت هذه الآية في إنجيل ق. متى هكذا :(مت 31:12) «كل خطية وتجديف يغفر للناس، وأما التجديف على الروح فلن يغفر للناس.» وأما في إنجيل ق. لوقا فقد جاءت هكذا: (لو 10:12) «وكل من قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له، وأما من جذف على الروح القدس فلا يغفر له. »
وواضح أن قوله في إنجيل القديس لوقا: “ابن الإنسان أنه يعني وضع المسيح في نظر الناس، أي في وضعه غير المستعلن أنه مسيا ابن الله، وبذلك يكون التجديف ناشئاً من اختباء المسيح في صورة إنسان بسبب اتضاعه، فهي عثرة في اتضاع ابن الله لذلك لا تحسب. ثم عاد المسيح ورجع على من يجدف على الروح القدس نفسه، أي على من يعتبره روحاً نجساً، فهذا قد عثر في الله ككل. ففرق هائل بين من يجدف على «ابن الإنسان» باعتباره إنسان عادي دون أن يدري، ومن يجدف على روح الله باعتباره روح نجس.
والذي يلفت نظر العلماء جداً هذا الوضع الشمولي: «جميع الخطايا والتجاديف». وواضح أن ما جاء في إنجيل ق. متى هو مدون على أساس ما جاء في إنجيل ق. مرقس مع تعديل طفيف لإصلاح اللغة فقط. أما ما جاء في إنجيل ق. لوقا فهو تحديد ما قيل في إنجيل ق. مرقس بصورته الشمولية « جميع الخطايا والتجاديف» إذ حدده ق. لوقا بمـن قـال كلمة (رديئة) على ابن الإنسان، حيث التخصيص هنا هو التجاوز من الشمولية البشرية إلى تخصيص ابن الإنسان، وهي أقصى صـورة للخطية والتجديف، ولكن بسبب الجهالة فإنها تُغفر. أما التجديف العمد على الروح القدس فعقوبته الهلاك الأبدي، لأن أعمال الروح القدس كانت واضحة وناطقة حتى على فم الأرواح النجسة نفسها.
*** (1) وَلٰكِنْ مَنْ جَدَّفَ عَلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ
رفض اليهود ورؤساء الكهنة ومعلمى اليهود الربيوه مثل الفريسيين والكتبة وغيرهم ليسوع والإيمات به مسيحا كان هذا رفض متمعد للإنجيل رفض لـ شخص وأعمال يسوع رفض في حضرة النور العظيم.
هناك عدة تغايرات تتعلق بعبارة "ادَيْنُونَةً أَبَدِيَّةً." بعض المخطوطات اليونانية
(1) بد لتها إلى عبارة حالة إضافة - W ,D ,C - hamartias
(2) أضافت "دينونة" kKJV) C2 , A kriseōs
(3) أضافت "عذاب" )kolaseōs)، المخطوطة المكتوبة بأحرف صغيرة ذات الرقم 1234
لقد كان أمرا صادما للكتبة الآوائل أن يتكلموا عن "خطيئة أبدية".
UBS4 يعطي عبارة "خطيئة أبدية" نسبة أرجحية متوسطة.
كان أبرز إتهام بالتجديف إتهاماً كاذباً. فقد حاكم الكهنة والفريسيين المسيح على جريمة التجديف ضد الله (متى 26: 65). لقد فهموا أن المسيح قال أنه الله. وهذا تعدي على شخص الله بالفعل - لو لم يكن أمراً صحيحاً. لو كان المسيح مجرد إنسان يزعم أنه هو الله، لكان إنساناً مجدفاً. ولكن، لكونه الأقنوم الثاني في الثالوث المقدس، فإن المسيح بصدق هو الله (فيلبي 2: 6).
يجب أن تُفسر هذه الآية على ضوء المعايير التالية:
(1) التمييز في العهد القديم بين "الخطايا المقصودة و"الخطايا غير المقصودة" (عد 15: 27- 31)
(2) عدم إيمان عائلة يسوع نفسها مقابل عدم إيمان الفريسيين في هذا السياق.
(3) أقوال عن المغفرة في (مر3: 28)
(4) الفروقات بين التوازيات الإنجيلية، وخاصة تغيير "ابن الإنسان" (مت 12: 32) (لو 12: 10)إلى "أبناء البشر" (مت 12: 31) (مر 3: 28)
*** (2) فَلَيْسَ لَهُ مَغْفِرَةٌ إِلَى ٱلأَبَدِ،
. يجب فهم هذه في بيئتها التاريخية السابقة للعنصرة فى هذه الآية يتكلم المسيح عن تجديف معلمى اليهود الربيون من فريسيين وكتبه وغيرهم الذين يقاومونه . والتجديف على الروح تستخدم هنا بمعنى حق إلهى لأنهم ُرفضوا التعليم ورفضوا الإيمان بأنه المسيح (المسيا المنتظر) في هذه الآية غالبا ما كان يشار إلي رفضه على أنه "الخطيئة التي ال تغتفر".
تكلم المسيح عن نوع خاص من التجديف – التجديف ضد الروح القدس – من جانب القادة الدينيين في عصره. كان الفريسيين شهود عيان على معجزات المسيح، ولكنهم أرجعوا عمل الروح القدس إلى الشيطان (مرقس 3: 22-30). وكان تصويرهم لما هو مقدس بأنه شيطاني رفض مهين ومتعمد لله وهو بذلك أمر لا يغتفر.
******
أبدي ETERNAL (aiōnios) aiōnios
Girdlestone .B Robert في كتابه Testament Old the of Synonyms، يكتب تعليقا شيقا على كلمة "أبدي":
"الصفة aiōnios تستخدم أكثر من أربعين مرة في العهد الجديد بما يتعلق بالحياة الأبدية، التي تعتبر جزئيا كهدية، وجزئيا كوعد للمستقبل.
إنها تنطبق أيضا على وجود الرب الذي لا نهاية له في (رو 16: 16) ؛ وعلى الفعالية اللا متناهية لكفارة المسيح في (عب 12: 9) (عب 20: 13) ؛ وعلى الدهور الماضية في رو25: 16) ( 2 تيم 1.9) ( تيطس .1.2)
هذه الكلمة تستخدم في إشارة إلى النار الأبدية، (مت8: 18) فان اعثرتك يدك او رجلك فاقطعها والقها عنك. خير لك ان تدخل الحياة اعرج او اقطع من ان تلقى في النار الابدية ولك يدان او رجلان. " والأعقاب األبدي، مت 25.46) فيمضي هؤلاء الى عذاب ابدي والابرار الى حياة ابدية» الدينونة أو الإدانة الأبديتين، (مر 3: 29) (عب 2: 6) ؛ الهلاك األبدي،( 2 تسا 1: 9) الكلمة في هذه المقاطع تدل على معنى النهائية، ومن الواضح أنها تدل على المعنى على أن هذه الدينونات عندما ستقع، فإن زمن وقف التنفيذ، والتغيير أو فرصة استرداد المرء لحظه، ستكون قد مضت نهائيا وإلى الأبد.
******
"الخطيئة التي لا تُغتفر"
Procedures Exegetical for "Interpreting "The Unpardonable Sin
أ- الأناجيل تعكس بيئة يهودية تظهر عقيدتهم وطريقة تفكيرهم لهذا فإنهم .
-1 نوعين من الخطايا - انظر الموضوع الخاص: الخطايا الغير مقصودة في العهد القديم (لا 4: 2 و 22 و 27 ) ( لا 5: 15 و 17- 19) ) (عد 15: 27- 31) (تث 1: 43) ( تث 17: 12- 13)
أ. غير مقصودة
ب. مقصودة
-2 بيئة يهودية قبل يوم الخمسين (المقصود هنا هو تحقيق الإنجيل [الموت، القيامة، الصعود] والمنح الخاص للروح القدس لم يحصل بعد)
ب- لاحظ السياق الأدبي ل (3: 3: 22- 30)
-1 عدم إيمان عائلة يسوع نفسها (مر 3: 31- 32)
-2 عدم إيمان الفريسيين (مر 2: 24) ( مر 3: 1و 6 و 22)
ج- قارن بين النصوص المتوازية حيث يتحول فيها لقب ”ابن اإلنسان“ إلى ”أبناء البشر“.
1 - (مت 12: 22- 37) ( مت 12: 32) كلمة على إبن الإنسان
2 - (لو 11: 24- 26) (لو 12: 8- 12) (لو 12: 10) كلمة على إبن الإنسان
3 - مر 3: 28) إن جميع الخطايا تغفر لبنى الشر
الخطيئة التي لا تُغتفر هي استمرارية الرفض ليسوع في حضور النور العظيم. الفريسيين فهموا بوضوح، لكنهم رفضوا بأن يؤمنوا. في هذا
المعنى إنها مرتبطة بالـ "الخطيئة حتى الموت" التي في يوحنا 1
*** (3) بَلْ هُوَ مُسْتَوْجِبٌ دَيْنُونَةً أَبَدِيَّةً.
و تبنت الكنيسة القبطية الفكر القائل بأن : [ التجديف على الروح القدس blasphemy against the Holy Spirit هو عدم الإيمان بالروح القدس ولاهوته وعمله، وليس هو أن تشتم الروح القدس! فالملحدون إذا آمنوا، يغفر الله لهم عدم إيمانهم القديم وسخريتهم بالله وروحه القدوس.. كذلك كل الذين تبعوا مقدونيوس في هرطقته وإنكاره لاهوت الروح القدس، لما تابوا قبلتهم الكنيسة وأعطتهم الحل والمغفرة.
التجديف على الروح القدس، هو الرفض الكامل الدائم لكل عمل للروح القدس في القلب.. رفض يستمر مدى الحياة. وطبعًا نتيجة لهذا الرفض، لا يتوب الإنسان، فلا يغفر الله له.
إن الله من حنانه يقبل كل توبة ويغفر. وهو الذي قال "من يقبل إليَّ، لا أخرجه خارجًا" (إنجيل يوحنا 37:6). وصدق القديسون في قولهم: "لا توجد خطية بلا مغفرة، إلا التي بلا توبة".
فإذا مات الإنسان في خطاياه، بلا توبة، حينئذ يهلك، حسب قول الرب "إن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك تهلكون" (أنجيل لوقا 5:13). إذن، عدم التوبة حتى الموت، هي الخطية الوحيدة التي بلا مغفرة.]
ولكن بعد حلول الروح القدس على التلاميذ إتسع مفهوم التجديف على الروح القدس فغير المؤمن الذى يسمع كلام المسيح أو يقرأة ولا يؤمن به ويتوب عن خطاياه فهو يجدف على الروح القدس لأنه يرفض تبكيته (رو 8: 13" لانه ان عشتم حسب الجسد فستموتون، ولكن ان كنتم بالروح تميتون اعمال الجسد فستحيون."
هذه الخطيئة يمكن أن يرتكبها فقط أولئك الذين عارضوا الإنجيل بل ويشوهون صورة المبشرين ودعاة البشرى السارة سواء بمقاومتهم أو إضطهادهم وقتلهم حتى لا يسمع البشر كلامهم عن المسيح والذين يقاومون الروح القدس ويجدفون عليه هم من يضطهدون الذين يؤمنون بالمسيح ربا وإلها ومخلصا . وينضم إلى هذه الفئات الذين يجدفون على الروح القدس أولئك الذين سمعوا الرسالة من يسوع نفسه أو من تلاميذة وتلاميذ تلاميذة ثم إرتدوا عن الإيمان وكذلك الذين خانوه بالعمل مع أبناء الظلام مثل يهوذا ألإسخريوطى .. و آخرين مثل الهراطقة الذين أبتدعوا أفكارا لكى يهدموا الإيمان المسيحى ومنهم من ذكرهم الإنجيل فى التاريخ المبكر للمسيحية مثل سيمون الساحر الذى كان أول من أنشأ الهرطقة السيمونية التى ذكرت فى أعمال الرسل أصابت الكنيسة القبطية وإنتشرت فيها وكذلك هرطقة النيقاوليين التى ذكرت فى سفر الرؤيا وقال عنهم الوحى أن الرب يكرههم
يجب أن يتأكد من يعبدون الله أن سلوكهم لا يدفع الآخرين للتجديف على إسم الله. ففي رسالة رومية 2: 17-24 يوبخ الرسول بولس من يقولون أنهم مخلَّصون من خلال الناموس بينما لا زالوا يعيشون في الخطية. ويقتبس الرسول بولس ما جاء في (إشعياء 52: 5) ويقول: "لأَنَّ اسْمَ اللهِ يُجَدَّفُ عَلَيْهِ بِسَبَبِكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ" (الآية 24). كما يشرح في (رسالة تيموثاوس الثانية 1: 20) أنه قد سلَّم إثنين من المعلمين الكذبة للشيطان لكي "يُؤَدَّبَا حَتَّى لاَ يُجَدِّفَا"؛ لهذا فإن نشر التعاليم الكاذبة والتسبب في ضلال شعب الله هو أيضاً شكل من أشكال التجديف.
والحقيقة هي، أننا في كل مرة نفعل أو نقول شيء يقدم صورة كاذبة عن مجد الله وقداسته وسلطانه وشخصه فإننا نجدِّف ضد الله. وفي كل مرة لا نعبِّر فيها عن مكانتنا كأولاد الله فإننا ندمر سمعته. ولكن، شكراً لله، فإن المسيح يغفر حتى خطية التجديف. لقد هاجم بطرس هدف المسيح (متى 16: 22)، وحاول بولس أن يجعل الآخرين يجدفون (أعمال الرسل 26: 9-18)، وحتى إخوة المسيح أنفسهم ظنوا أنه مختل (مرقس 3: 21). ولكن جميعهم تابوا وقد نالوا الغفران.
********
عمل الروح القدس ( منقول من موقع GotQuestions.org بالإنترنت )
أولاً" الروح القدس يفعل أشياء كثيرة في حياة المؤمنين. إنه معين المؤمنين (يوحنا 14: 26). ويسكن في المؤمنين ويختمهم حتى يوم الفداء - وهذا يشير إلى أن وجود الروح القدس في المؤمن لا رجوع فيه. إنه يحرس ويضمن خلاص من يسكنه (أفسس 1: 13؛ 4: 30). يساعد الروح القدس المؤمنين في الصلاة (يهوذا 1: 20) و "بِحَسَبِ مَشِيئَةِ الله يَشْفَعُ فِي ٱلْقِدِّيسِينَ" (رومية 8: 26-27).
ثانيا : يجدد الروح القدس المؤمن وينعشه (تيطس 3: 5). في لحظة الخلاص، يعمد الروح المؤمن في جسد المسيح (رومية 6: 3). يقبل المؤمنون الولادة الجديدة بقوة الروح (يوحنا 3: 5-8). الروح القدس يعزي المؤمنين بالشركة والفرح وهم يجتازون عالمًا لا يحبهم (تسالونيكي الأولى 1: 6؛ كورنثوس الثانية 13: 14). الروح، بقوته الجبارة، يملأ المؤمنين "بكل فرح وسلام" اذ يثقون في الرب، مما يجعل المؤمنين "يفيضون بالرجاء" (رومية 15: 13).
ثالثا: التقديس هو عمل آخر يصنعه الروح القدس في حياة المؤمن. يضع الروح نفسه ضد شهوات الجسد ويقود المؤمن إلى البر (غلاطية 5: 16-18). فتتلاشى أعمال الجسد، ويصبح ثمر الروح أكثر وضوحًا (غلاطية 5: 19-26). يوصى المؤمنون بأن "يمتلئوا من الروح" (أفسس 5: 18)، مما يعني أنهم يجب أن يسلموا أنفسهم لسيطرة الروح القدس الكاملة.
رابعا : الروح القدس هو أيضا مانح المواهب. "فَأَنْوَاعُ مَوَاهِبَ مَوْجُودَةٌ، وَلَكِنَّ ٱلرُّوحَ وَاحِدٌ" (كورنثوس الأولى 12: 4). المواهب الروحية التي يمتلكها المؤمنون يمنحها لهم الروح القدس كما يرى في حكمته (الآية 11).
خامسا : يعمل الروح القدس أيضًا بين غير المؤمنين. وعد يسوع أنه سيرسل الروح القدس لكي "يُبَكِّتُ ٱلْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرٍّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ:" (يوحنا 16: 8). يشهد الروح القدس للمسيح (يوحنا 15: 26)، موجّهًا الناس إلى الرب. وفي الوقت الحالي، يعمل الروح القدس أيضًا على كبح جماح الخطيئة ومحاربة "قوى الاثم الكامنة" في العالم. هذا العمل يمنع ظهور المسيح الدجال (تسالونيكي الثانية 2: 6-10).
سادسا : للروح القدس دور مهم آخر، وهو منح المؤمنين الحكمة التي يمكننا من خلالها فهم الله. "لِأَنَّ ٱلرُّوحَ يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ الله. لِأَنْ مَنْ مِنَ ٱلنَّاسِ يَعْرِفُ أُمُورَ ٱلْإِنْسَانِ إِلَّا رُوحُ ٱلْإِنْسَانِ ٱلَّذِي فِيهِ؟ هَكَذَا أَيْضًا أُمُورُ الله لَا يَعْرِفُهَا أَحَدٌ إِلَّا رُوحُ الله " (كورنثوس الأولى 2: 10-11). بما أن المؤمنين قد أُعطوا عطية روح الله العجيبة داخل أنفسهم، فيمكننا أن نفهم أفكار الله، كما يعلنها الكتاب المقدس. الروح يساعدنا على الفهم. هذه حكمة من الله لا حكمة من انسان. لا يمكن لأي قدر من المعرفة البشرية أن يحل محل تعليم الروح القدس (كورنثوس الأولى 2: 12-13).
******
تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark / Henry A. Ironside
لقد كان الشيطان قد وضع يده، كمثل رجل قوي، على هذه الضحايا البائسة المسكينة مستعبداً إياها لسنين إلى أن جاء من هو أقوى منه ليقيّدَه بكلمته ويتلف بيته بذلك. رفض شهادة الروح القدس من قِبَلِ أي شخص كانت تدل على تحالف هذا الشخص كلياً مع الشيطان في هذا الصراع الكبير.
ولذلك أضاف يسوع قائلاً في جلال: "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ جَمِيعَ الْخَطَايَا تُغْفَرُ لِبَنِي الْبَشَرِ وَالتَّجَادِيفَ الَّتِي يُجَدِّفُونَهَا. وَلَكِنْ مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَيْسَ لَهُ مَغْفِرَةٌ إِلَى الأَبَدِ بَلْ هُوَ مُسْتَوْجِبٌ دَيْنُونَةً أَبَدِيَّةً»". وتعليل هذه الخطيئة يأتي في الآية التالية: "لأَنَّهُمْ قَالُوا: «إِنَّ مَعَهُ رُوحاً نَجِساً»".
لم تكن هذه الكلمات بغاية تعذيب النفوس القلقة التي كانت ترغب بصدق في معرفة المسيح، بل هي بمثابة منارة متوهّجة تحذّر من خطر التعنت والإصرار على رفض شهادة الروح للمسيح، إلى أن يصل الوجدان المتقسّي إلى مرحلة لا يعود قادراً معها إلى التجاوب مع رسالة الإنجيل.