Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

شرح إنجيل مرقس -  تفسير الإنجيل كما رواه مرقس (مر 3: 20- 35)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير مرقس (مر 1: 1- 20)
تفسير مرقس(مر 1: 21- 45
تفسير مرقس (مر1:2- 28)
تفسير مرقس (مر 3: 1- 19
تفسير مرقس (مر 3: 20- 35
تفسير مرقس الفصل15
Untitled 8667
تفسير مرقس الفصل14
تفسير مرقس الفصل9
تفسير مرقس الفصل16
تفسير مرقس الفصل17
تفسير مرقس الفصل18
تفسير مرقس الفصل21
تفسير مرقس الفصل22
تفسير مرقس الفصل23
تفسير مرقس الفصل24
تفسير مرقس الفصل25
تفسير مرقس الفصل26
تفسير مرقس الفصل27
تفسير مرقس الفصل28
تفسير مرقس الفصل29
خاتمة إنجيل مارمرقس
Untitled 8662
Untitled 8663
Untitled 8664
Untitled 8665
Untitled 8666

تفسير إنجيل مرقس - مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل14

تفسير وشرح  إنجيل مرقس الإصحاح  الثالث  (مر 3: 20- 35)
4. اتهامه بواسطة أقربائه والكتبة (مر 3: 20 - 30)
5. إخوته وأمه يطلبونه (مر 3: 31 - 35)  

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 3

4. اتهامه بواسطة أقربائه والكتبة (مرقس 3: 20-30)
تفسير (مرقس 3: 20)  20 فاجتمع ايضا جمع حتى لم يقدروا ولا على اكل خبز.

التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

اجتهاد بعض أصحابه وإتهام بعض اعدائه أن يمنعوه من التبشير (مر 3: 20- 30)

 عثرة الأقارب ومقاومة الكتبة - النقد المتهور والسلطان القاهر [مر 20:3-26] وردت أيضا فى (مـت 12: 24 -28 ) و لـو 11: 15۔ 20)
   *** (1) فَٱجْتَمَعَ أَيْضاً جَمْعٌ

  جَمْعٌ : إنتشرت أخبار يسوع شفاء يسوع وخدمته في إعتاق الناس من أمراضهم وتعاليمه وأمثاله من قرية لأخرى ومن مدينة لأخرى حتى أتو الناس من بلاد كثيرة (مر 1: 45) 45 واما هو فخرج وابتدا ينادي كثيرا ويذيع الخبر حتى لم يعد يقدر ان يدخل مدينة ظاهرا بل كان خارجا في مواضع خالية وكانوا ياتون اليه من كل ناحية. (مر 7: 17)17 ولما دخل من عند الجمع الى البيت ساله تلاميذه عن المثل.   (مر 9: 25) 25 فلما راى يسوع ان الجمع يتراكضون

   *** (2) حَتَّى لَمْ يَقْدِرُوا وَلاَ عَلَى أَكْلِ خُبْزٍ».
ازدحم الناس عليه عند رجوعه إلى كفرناحوم كما ازدحموا قبلاً (مر ٢: ١ و٢).1 ثم دخل كفرناحوم ايضا بعد ايام فسمع انه في بيت. 2 وللوقت اجتمع كثيرون حتى لم يعد يسع ولا ما حول الباب. فكان يخاطبهم بالكلمة " وشدة رغبتهم في سمع كلامه ونوال الشفاء ومشاهدة معجزاته شغلت كل وقت المسيح حتى لم تبق له فرصة لتناول الطعام. ولا يلزم من قول الإنجيل «حَتَّى لَمْ يَقْدِرُوا وَلاَ عَلَى أَكْلِ خُبْزٍ» وهذا يشير إلى أنه أحيانا ينغمس الإنسان فى الخدمة فيفضل أن يقوم بها عن أن يتناول ططعامه وفى هذا  "قال لهم يسوع (يو 4: 34).: «طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله." وكان يسوع يهتم بأن يأكل التلاميذ طعامهم قبل الخدمة وبعدها (مر 6: 31) 31 فقال لهم: «تعالوا انتم منفردين الى موضع خلاء واستريحوا قليلا». لان القادمين والذاهبين كانوا كثيرين ولم تتيسر لهم فرصة للاكل.  " أنهم لم يذوقوا طعاماً بل أنهم لم يستطيعوا الأكل بالترتيب كعادة الناس في بيوتهم لأن نظام البيت تشوش لكثرة الناس.
وترك مرقس هنا أنباء حوادث كثيرة جرت في نحو تلك المدة. والأرجح أن المسيح وعظ حينئذ وعظه على الجبل لأن ذلك كان بعد انتخابه الرسل.

 تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
بعد أن يعطينا مرقس لائحة الأسماء تلك يُسارع إلى إخبارنا عن المزيد من نشاطات وأعمال خادم الله الممسوح.

تفسير (مرقس 3: 21)  21 ولما سمع اقرباؤه خرجوا ليمسكوه لانهم قالوا انه مختل.

  التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

   *** (1) وَلَمَّا سَمِعَ أَقْرِبَاؤُهُ

سَمِعَ أي بلغتهم أنباء أسفاره ومعجزاته وتعلميه وازدحام الناس عليه.

أَقْرِبَاؤُهُ : هذه الكلمة نعنى حرفيا (الذين من جنبة)  KJV يقول "أصداء"، ولكن من الواضح أن هؤالء كانوا أمه وأنسبائه.

 الأرجح أنهم إخوته وأمه لأنه ذكر في هذا الأصحاح إتيانهم إليه (مر 3: 31) 31 فجاءت حينئذ اخوته وامه ووقفوا خارجا وارسلوا اليه يدعونه. ".

   *** (2) خَرَجُوا لِيُمْسِكُوهُ،

خَرَجُوا أي من الناصرة. وذُكر وصولهم إلى يسوع وهو في كفرناحوم في ع ٣١. وذكر مرقس قبل هذا تأثير انتشار صيت المسيح في عامة الناس في بلاد كثيرة (ع ٧ و٨) وتأثيره في الكهنة (ع ٦). وأخذ يذكر هنا تأثير ذلك في أقرباءه.
لِيُمْسِكُوهُ :
هذا فعل قوي يعنى القبض عليه وحجزة إما فى سجن أو عزله عن العالم ورد في متى (مت 14: 3) 3 فان هيرودس كان قد امسك يوحنا واوثقه وطرحه في سجن من اجل هيروديا امراة فيلبس اخيه  (مت 18: 28)28 ولما خرج ذلك العبد وجد واحدا من العبيد رفقائه كان مديونا له بمئة دينار فامسكه واخذ بعنقه قائلا: اوفني ما لي عليك. " ولكنه ليس عنيفا مثل ما ورد فى إنجيل مرقس غالبا ما يشير إلى مساعدة الناس المرضى لكي ينهضوا بأن يمسك بيدهم. لقد حاولت عائلته أن تأخذه إلى البيت عنوة ألنهم ظنوا أنه كان يتصرف بخبل وبشكل غير عاقل (مر 3: 31- 35)

قصدوا بذلك أن يُرجعوه معهم إلى الناصرة لكي يستريح من أتعابه ويحتمي من رؤساء الكهنة الذين تآمروا عليه. وقوله ليمسكوه يدل على أن أقرباءه حسبوه قاصراً عن الاهتمام بصحته وحياته وعاملوه كمن ليس له تمييز.

   *** (3) لأَنَّهُمْ قَالُوا: إِنَّهُ مُخْتَلٌّ!».
النص اليوناني غامض حول من قال هذه العبارة. هل كانت عائلته (NIV ,NJB, NKJV ,NASB ) أم أحد من العائلة سمع الآخرين يقولون ذلك )TEV ,NRSV
 الكلمة في هذا السياق تعني "بعيد عن التوازن العقلي" (2كور 5: 13) 13 لاننا ان صرنا مختلين فلله.او كنا عاقلين فلكم.  " ما تستخدم في مرقس لإلشارة إلى الناس الذين يكونون "مخبو لين أو مذهولين" بل تعجب لعمل نادر وعجيب حصل (مر 2: 12) 12 فقام للوقت وحمل السرير وخرج قدام الكل حتى بهت الجميع ومجدوا الله قائلين: «ما راينا مثل هذا قط!» ( مر 5: 42) 42 وللوقت قامت الصبية ومشت لانها كانت ابنة اثنتي عشرة سنة. فبهتوا بهتا عظيما."

تظهر هذه أن يسوع، ورغم أنه كان له شعبية عند الجموع، إال أنه كان يُساء فهمه من قبل (1) أنسبائه أنفسهم؛ (2)  رؤساء الدين؛ (3) عائلته أنفسهم؛ و(4) الجموع أنفسهم.
مُخْتَلٌّ : هذا الكلمة قيلت بعد أن فودء الأقارب واليهود ومعلمى اليهود من تحول يسوع من إنسان عادى إلى معلم فجأة يكرز ويبشر ويشفى ويخرج شياطين  ( يو ١٠: 19- 20 )  19 فحدث ايضا انشقاق بين اليهود بسبب هذا الكلام. 20 فقال كثيرون منهم:«به شيطان وهو يهذي. لماذا تستمعون له؟»  (يوحنا ٧: ٥ ) 5 لان اخوته ايضا لم يكونوا يؤمنون به. " ولعلّهم ظنوا التجليات الإلهية شغلت كل قواه العقيلة وغلبتها حتى فقد صوابه وأصبح ضائه الرشد وذهل عن الضروريات الجسدية . ونسب فتسوس مثل ذلك إلى بولس بقوله «أَنْتَ تَهْذِي يَا بُولُسُ! ٱلْكُتُبُ ٱلْكَثِيرَةُ تُحَوِّلُكَ إِلَى ٱلْهَذَيَانِ» (أعمال ٢٦: ٢٤). وبولس عينه نسب مثل ذلك إلى نفسه بقوله «لأَنَّنَا إِنْ صِرْنَا مُخْتَلِّينَ فَلِلّٰه» (٢كورنثوس ٥: ١٣). ونعلم مما قال يوحنا أن أقرباءه لم يكونوا يومئذ مؤمنين به (يوحنا ٧: ٥). وكانت سيرة يسوع في ذك تختلف اختلافاً كثيراً عما عهدوا منه مدة ثلاثين سنة سكن فيها معهم. فلم يبق لهم لبيان ذلك الاختلاف سوى القول بذلك الاختلال. ولا يزال أهل العالم إلى الآن يظنون الأتقياء الذين يغيرون لله غيرة عادية لخلاص نفوسهم وخلاص نفوس غيرهم مختلين.

  تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
        
كثيرون أتوا إلى يسوع من أجل الشفاء والتعليم لدرجة أنه بالكاد كان يتسنى ليسوع فرصة للراحة الجسدية. لقد كان مشغولاً جداً طوال الوقت حتى أنه لم يحظ بوقت فراغ أو استراحة هو أو التلاميذ حتى ليتناولوا وجبات طعامهم العادية بهدوء وراحة. وكان أقرباؤه- ويقصد بهم أقرباءه المباشرين- كانوا يخافون حقاً على سلامة قواه العقلية وحاولوا أن يثنوه عن المزيد من الخدمة للوقت الحاضر على الأقل، معتبرين أنه مُخَبّلٌ. ولكنه لم يسمح لأحد بأن يتدخّل في العمل الذي كان قد جاء لينجزه.

تفسير (مرقس 3: 22)  22 واما الكتبة الذين نزلوا من اورشليم فقالوا ان معه بعلزبول.وانه برئيس الشياطين يخرج الشياطين.

  التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** (1) وَأَمَّا ٱلْكَتَبَةُ ٱلَّذِينَ نَزَلُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ
قد تشير هذه إلى أولئك الوارد ذكرهم في (مر 2: 6 و12) الذين من الواضح أنهم كانوا منتدبين ُبشكل رسمي من السنهدرين وأرسلوا ليجمعوا معلومات عن تعاليم يسوع وتصرفاته.
وَأَمَّا ٱلْكَتَبَةُ تكلم الإنجيلي في العدد السابق على تأثير صيته في أقربائه وإتيانهم ليمنعوه عن ممارسة خدمته ولم يتم نبأ ذلك على الأثر بل أبقاه إلى آخر الأصحاح. وأخذ يتكلم على ما أتى به أعداء يسوع من منعهم إياه عن ذلك. ومرّ الكلام على ذلك في شرح / تفسير بشارة متّى (متّى ١٢: ٢٢ و٢٣).22 حينئذ احضر اليه مجنون اعمى واخرس فشفاه حتى ان الاعمى الاخرس تكلم وابصر. 23 فبهت كل الجموع وقالوا: «العل هذا هو ابن داود؟» 24 اما الفريسيون فلما سمعوا قالوا: «هذا لا يخرج الشياطين الا ببعلزبول رئيس الشياطين» وقال متّى أن الذين قاوموه هنا كانوا من الفريسين. وبيّن مرقس أنهم فرقة منهم وهم الكتبة وأنهم نزولوا من أورشليم. وأرسل رؤساء الشعب في أورشليم لجنة تسأل يوحنا المعمدان عن أمره (يوحنا ١: ١٩) 19 وهذه هي شهادة يوحنا، حين ارسل اليهود من اورشليم كهنة ولاويين ليسالوه:«من انت؟» وأرسلوا لجنة أخرى إلى يسوع لا لتسأل عن أمره بل لتراقبه وتمنع تأثير تعليمه ومعجزاته بنمائمهم وتهمهم الخبيثة.
  عندما بلغت أسماع السنهدريم أعمال المسيح الفائقة وخاف الرؤساء لئلاً يذهب الشعب وراءه، أرسلوا بسرعة الكتبة فى بعثه فجاءت البعثة محملة بخطة ماهرة لوقف عملية الانبهار بالإيمان بالمسيح. والخطة تقوم على تفسير  سلطان المسيح الذي يستخدمه في إخراج الشياطين، بأن يلوثوا سمعته بين الشعب بأن المسيح يستخدم رئيس الشياطين لإخراج الشياطين، وهكذا يبطلون الإيمان به ويحقرون من شخصه لينفض الناس عنه. ولكن فاتهم أنهم بهذا الاتهام يكونون قد جدّفوا على الروح القدس الذي يعمل به المسيح وأهانوا القدير وأغلقوا ملكوت الله أمام وجوههم: + «إن كنت أنا بروح الله أُخرج الشياطين فقد أقبل عليكم ملكوت الله.» (مت 28:12) أما تفسيرهم فى صنع المعجزات فخو أن المسيح يستعمل السحر الذى تعلمه فى صغره عندما قضى طفولته فى مصر  عندما هربت عائلته لمصر من وجه هيرودس الملك
 
  *** (2) فَقَالُوا: إِنَّ مَعَهُ
إِنَّ مَعَهُ : هذه تعني أنه كان ممسوسا بشيطان وأنه سامرى وكان يستمد قوته من إبليس وأنه خاطئ ورئيس للشياطين إمعانا فى إهانته وإساءة صورته أمام الشعب ( يو٨: ٤٨ و٥٢) 48 فاجاب اليهود وقالوا له:«السنا نقول حسنا: انك سامري وبك شيطان؟» 49 اجاب يسوع:«انا ليس بي شيطان، لكني اكرم ابي وانتم تهينونني. " (مت 9: 34) 34 اجابوا وقالوا له:«في الخطايا ولدت انت بجملتك، وانت تعلمنا!» فاخرجوه خارجا. (يو 7: 20) 20 اجاب الجمع وقالوا:«بك شيطان. من يطلب ان يقتلك؟» ( يو 8: 48- 52) (يو 10: 20) 19 فحدث ايضا انشقاق بين اليهود بسبب هذا الكلام. 20 فقال كثيرون منهم:«به شيطان وهو يهذي. لماذا تستمعون له؟»   وأتهموا يوحنا المعمدان بأن فيه شيطان أيضا (مت 11: 18)  18 لانه جاء يوحنا لا ياكل ولا يشرب فيقولون: فيه شيطان. " ما كانوا يستطيعون أن ينكروا معجزات يسوع ولذلك فقد طعنوا في مصدر قدرته وسلطته.
  
*** (3) بَعْلَزَبُولَ،
( مت١٠: ٢٥ ) 25 يكفي التلميذ ان يكون كمعلمه والعبد كسيده. ان كانوا قد لقبوا رب البيت بعلزبول فكم بالحري اهل بيته!"
. هذا الأسم الجامد غير المتصرف يُهجأ Beelzebub في KJV، ولكن بعلزبول في معظم الترجمات الحديثة. الجذر "بعل" يعكس الكلمة السامية al'ba والتي تعني "ال رب"، "المالك"، "السيد"، أو "الزوج". لقد كان اسم إله العاصفة في عبادة الخصب في كنعان.
 غالبا الجذر "زبول" يمكن أن يعني (1)  مرتفعات (جبل أو سماء) ... (2) أمير Zabul .. أو (3) روث أو سماد.
كان اليهود ما يغيرون الأحرف في أسماء الآلهة الأجنبية ليشكلوا تورية انتقاصية ساخرة قصد منها تحقير هذا الإله الوثنى . إن كانت الكلمة "  zebub "فهذا يمكن أن يعني
-1 بعل عكرون(2مل 1: 2و 3 و6)
-2 إله الفلسطينيين، Zebaba
-3 تلاعب في الكلمات الآرامية أو تورية على عبارة "رب العداوة" beel'debaba
-4 "سيد الذباب" الآرامية "ذبابة" dibaba
هذه التهجئة، Beelzebub، غير معروفة في اليهودية الرابية.
  
*** (4) وَإِنَّهُ بِرَئِيسِ ٱلشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ ٱلشَّيَاطِينَ».
إتهم الفريسيين  والكتبه المسيح بعدة أتهامات منها أنه بعلزبول رئيس شياطين أى لأنه رئيسهم فهو يأمر شياطينه بالخروج من الناس
(متّى ٩: ٣٤ ) اما الفريسيون فقالوا: «برئيس الشياطين يخرج الشياطين».  ( مت 12: 24) اما الفريسيون فلما سمعوا قالوا: «هذا لا يخرج الشياطين الا ببعلزبول رئيس الشياطين».( لوقا ١١: ١٥ ) واما قوم منهم فقالوا: «ببعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشياطين».
ِرَئِيسِ ٱلشَّيَاطِينِ :  الأسم بعلزبول إله الفلسطينيين وهو صنم يعبده الفلسطينيين  لم يكن اسما شائعا لإبليس في اليهودية ومزمور 95: 5) 5 لان كل الهة الشعوب اصنام اما الرب فقد صنع السموات. " وكلمة أصنام تترجم لشياطين فتصير الاية هكذا : "  5 لأن كل آلهة الأمم شَيَاطين، أما الرب فصنع السموات. " يستخدمه المسيح فى هذه ألاية كمرادف لإسم إبليس في (مر 3: 23)
بِرَئِيسِ ٱلشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ ٱلشَّيَاطِينَ لم يستطع الكتبة إنكار معجزاته فلم يبق لهم إلا أحد أمرين وهو إما أن يقروا بصحة دعواه بناء على تلك المعجزات وإما ينسبوه إلى الأرواح النجسة فاختاروا الأخير.
فإذا كان أمر المسيح أن أقرباءه حسبوه مختلاً ورؤساء الدين اتهموه بأنه شريك الشياطين أفمن الغريب أن يقع على بعض تلاميذه اليوم اللوم والإهانة من الاصدقاء والأعداء.إذ عاين بعض الكتبة المعجزات التي اجترحها، وهم قادة للدين كانوا قد نزلوا من أورشليم، راحوا يرقبون ما يجري بعين الحسد والغيرة. وإذ لاحظوا تعاظم تأثيره على عقول الجماهير خشيوا على هيبتهم وسلطتهم. وحتى عندما كانت الأرواح الشريرة تغادر ضحاياها، إذ تطردهم كلمتُه، كان الكتبة والفريسيون يأبون الإيمان بأن روح الله كانت تعمل في ومن خلال يسوع فيشهد له بذلك على أنه المسيا الموعود. فأعلنوا عامدين متعمدين: "«إِنَّ مَعَهُ بَعْلَزَبُولَ وَإِنَّهُ بِرَئِيسِ الشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ»". لقد كان هذا دليلاً على مدى قسوة قلوبهم ورفضهم الكامل الكلي لشهادته. وباعتبارهم عمل الروح القدس بأنه عمل رئيس الشياطين فإنهم كانوا يتجاوزون كل الحدود. لقد كانت قلوبهم مُقسّاةً، وفات أوان التوبة بالنسبة لهم.
تفسير (مرقس 3: 23)  23 فدعاهم وقال لهم بامثال كيف يقدر شيطان ان يخرج شيطانا.

  التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
    *** (1) فَدَعَاهُمْ
كان هذا لكي يظهر للكتبة في (مرقس :3 22) أنه كان يستطيع أن يقرأ أفكارهم انظر التعليق على (مرقس 2: 6 ب) . وقدم لهم أيضا فرصة أخرى ليسمعوا رسالته بوضوح.
  
*** (2) وَقَالَ لَهُمْ بِأَمْثَالٍ:
بوداعة المسيح وحلمه دعا الكتبة الذين شتموه بأنهم قالوا أنه به شيطان وإتهاات أخرى وأهانوا عمله ( يو٨: ٤٨ و٥٢) 48 فاجاب اليهود وقالوا له:«السنا نقول حسنا: انك سامري وبك شيطان؟» 49 اجاب يسوع:«انا ليس بي شيطان، لكني اكرم ابي وانتم تهينونني. " وبدأ يشرح لهـم بأمثال، وأمثال هنا تعني باللغة الأصلية “المثل إزاء المثل”، أي بالمقارنة والتطبيق،
 معنى المثل (جمعه: أمثال) فى اللغة العربية هو قصة تعليمية وجيزة قد تكون شعر أو نثر يوضح واحد أو أكثر من الدروس أو المبادئ التثقيفية. تختلف المثل عن الحكايات الرمزية بأن الحكاية الرمزية توظف الحيوانات والنباتات والجمادات أو قوى الطبيعة كشخصيات موجودة فيها، بينما تحتوي الأمثال على شخصيات من البشر ويعتبر المثل كنوع من المماثلة  وبعض الأمثلة لها أهداف وتشير إلى معانى مقصود توصيلها للسامعين كنوع من الأحجية يستنتج منها السامع أشياء وهى سهلة الإنتقال والإنتشار من فم لآذان آخرين ووسيلة تعليمية إستخدمها المسيح بكثرة فى نشر تعليمه وكرازتة
والأمثال فى الكتاب المقدس هى أقوال مختصرة توضح قوانين السلوك ونتائجه على نوع مؤثر. ولكل شعب أمثال عديدة تظهر خصائص ذلك الشعب وحكمته وجهالته وعواطفه وهزلياته (عد 23: 18؛ 24: 3؛ 1 صم 10 : 12؛ 24: 13؛ 2 أخبار 7: 20؛ حز 20: 49؛ مت 24: 32).ولم يتم أسلوب التعليم بواسطة الأمثال إلى أن أكمله المسيح وأعطاه وضعه البالغ في الإبداع والمثل واقعي ولد بشكل قصة فهو منطبق على الحياة وليس غريبًا عنها وان يكن أن هذه الحوادث لم تقع بالفعل. فنرى في أصحاح واحد من متى (ص 13) سبعة من أمثال السيد المسيح تظهر خصائص ملكوته الروحي
بِأَمْثَالٍ  : . المعنى الحرفي من هذه الكلمة arabolē، تستخدم 13 مرة في مرقس و"يرمي جانبا ". حوادث شائعة في الحياة تستخدم لإيضاح  حقائق روحية.
تعنى أمثال  فى هذه الآية تشير إلى ما يريد توصيلة للكتبة والفريسيين الذين يتهموه باستعارات مما اعتاده الناس من أمر المملكة والعائلة والشخص. وأثبت استحالة فعل الشيطان (الذي هو أحيل المخلوقات) ما يعتزل الناس فعله في الأمور الثلاثة المذكورة ليقينهم أن ذلك مما يجلب الخراب على المملكة والعائلة والشخص.
 
  *** (3) كَيْفَ يَقْدِرُ شَيْطَانٌ أَنْ يُخْرِجَ شَيْطَاناً؟
 إتهم الفريسيين والكتبة أن المسيح به شيطان وأنه رئيس شياطين هذا سؤال رد إستفهامى تعجبى مقنع بمعنى أن شيطانا إمتلك إنسانا وسكن فيه كيف يخرج الشيطان شيطانا إذا كان سكنى البشر هو عملهم بل أن فى بعض الحالات يدعوا شيطانا شياطين آخرين ليسكنوا معه فى إنسان كما حدث فى مجنون كورة الجدريين
لمزيد من المعلومات راجع تفسيرنا على أسلوب المسيح في دفع تهمة الكتبة وإبانة بطلانها في شرح بشارة متّى (متّى ١٢: ٢٤ - ٣٠).

 تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
هذا
  ما سمّاه البعضُ "الخطيئة التي لا تُغتفر".  في الواقع، ما من خطيئة لا تُغفر إن تاب الناس عنها والتجأوا إلى المسيح بالإيمان. ولكن من الممكن أن يخطئ المرء لدرجة يتحجر معها الضمير كالحديد المحمى، وعندها يفقد الإنسان كل رغبة في التوبة ويستسلم إلى وهم وضلال قوي يجعلهم يصدقون الكذبة ويصيرون إلى الهلاك الأبدي. هكذا كان الحال مع هؤلاء الكتبة. لقد رفضوا كل شهادة أعطاها الله على الحق كما تبدّى في يسوع.
لقد كشف الرب كل الشر والحماقة التي في اقتراحهم بأنه كان يطرد الأرواح النجسة بمعونة رئيس الشياطين عندما قال: "كَيْفَ يَقْدِرُ شَيْطَانٌ أَنْ يُخْرِجَ شَيْطَاناً؟" وأوضح قائلاً: "إِنِ انْقَسَمَتْ مَمْلَكَةٌ عَلَى ذَاتِهَا لاَ تَقْدِرُ تِلْكَ الْمَمْلَكَةُ أَنْ تَثْبُتَ". ولا يمكن لبيتٍ منقسمٍ عَلَى ذَاتِهِ أن يَثْبُتَ. كما وأنه لا يمكن الاعتقاد بأن الشَّيْطَان يمكن أن يقوم عَلَى ذَاتِهِ ويسعى لتدمير مملكته. فقيامه بذلك إنما فيه نهاية سلطته على البشر.
تفسير (مرقس 3: 24)  24 وان انقسمت مملكة على ذاتها لا تقدر تلك المملكة ان تثبت.

  التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** (1) وَإِنِ
هذه جملة شرطية فئة ثالثة تعني عمال محتما
 
 *** (2) ٱنْقَسَمَتْ مَمْلَكَةٌ عَلَى ذَاتِهَا لاَ تَقْدِرُ تِلْكَ ٱلْمَمْلَكَةُ أَنْ تَثْبُتَ.
 كيف أن شيطاناً يخرج شيطاناً؟ لأن إخراج الشيطان كما يعرفه المسيح ويعمله يحتاج إلى قوة إلهية، وليست شيطانية لأن الشيطان لا يفسد عمل شرير لشيطان آخر كما أن رئيس الشياطين لا يخرج شياطينه وأتباعه منالبشر لأن هذا يهدم مملكة الشر ..
تفسير (مرقس 3: 25)  25 وان انقسم بيت على ذاته لا يقدر ذلك البيت ان يثبت.

  التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   ***  وَإِنِ ٱنْقَسَمَ بَيْتٌ عَلَى ذَاتِهِ لاَ يَقْدِرُ ذٰلِكَ ٱلْبَيْتُ أَنْ يَثْبُتَ. .
إذا الإخراج هو حكم طرد بالقوة الإلهية المقتدرة في المسيح يخرج الشيطان منهزماً صارخاً، كما كان يحدث تحت يديه، فإن حدث حقا أن شيطاناً أخرج شيطاناً فهذا معناه أن الشيطان قد انقسم على نفسه وكان هذا نذيراً بخراب مملكته.
تفسير (مرقس 3: 26)  26 وان قام الشيطان على ذاته وانقسم لا يقدر ان يثبت بل يكون له انقضاء.

 
ا
لتفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

   *** وَإِنْ قَامَ ٱلشَّيْطَانُ عَلَى ذَاتِهِ وَٱنْقَسَمَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَثْبُتَ، بَلْ يَكُونُ لَهُ ٱنْقِضَاءٌ»
من  تفسير إنجيل مرقس ٣ للقس تادرس يعقوب ملطي : [ لقد احتل الشيطان الإنسان وحسبه بيته، ونهب كل طاقاته وإمكانياته ومواهبه لتعمل لحساب مملكة الشر. هذا العدو القوي لن يخرج، ولا تًسحب منه أمتعته التي اغتصبها ما لم يُربط أولاً، فقد جاء السيد ليعلن عمليًا سلطانه كمحطم لهذا القوي، حتى يسحب منه ما قد سبق فسلبه. يقول القديس كيرلس الكبير: [يقصد بالقوي الشيطان، وما هو بيته إلا مملكته على الأرض، وأما أمتعته فهي أولئك الناس الذين يتشبهون بإبليس أبيهم في شئونهم وأعمالهم. وكما أننا ندعو القديسين أوانٍ مقدسة وأمتعة مكرسة، كذلك يمكن تسمية الأشرار أمتعة إبليس وآنيته، لأنهم يشتركون معه في الخبث والشر. دخل المسيح الكلمة وحده بيت إبليس، هذا العالم الأرضي، وربط الشيطان، في “سلاسل الظلام وطرحه“ (2 بط 2: 4). خلص لاوي فلم يعد بعد أسيرًا في مملكة الشيطان، وأصبح بتوبته جديرًا بالبركات الإلهية، فنتعلم أن التوبة هي السبيل السوي للخلاص والفداء، فقد قيل:“التفتوا إليّ وأخلصوا يا جميع أقاصي الأرض“ (إش 45: 22).]
تفسير (مرقس 3: 27)  27 لا يستطيع احد ان يدخل بيت قوي وينهب امتعته ان لم يربط القوي اولا وحينئذ ينهب بيته.

  التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
  القوي الذي رُبط ونهب بيته [مر 27:3-30] ولاد هذا المثل فى  (متّى ١٢: ٢٤ - ٣٠). و  (لـو 11: 21-22)
 *** لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَ قَوِيٍّ وَيَنْهَبَ أَمْتِعَتَهُ، إِنْ لَمْ يَرْبِطِ ٱلْقَوِيَّ أَّوَلاً، وَحِينَئِذٍ يَنْهَبُ بَيْتَهُ».

كان هذا إشارة مسيانية محتجبة إلى (أش :49 .25-24) 24 هل تسلب من الجبار غنيمة وهل يفلت سبي المنصور." وضحها المسيح فى  متّى ١٢: ٢٩) 29 ام كيف يستطيع احد ان يدخل بيت القوي وينهب امتعته ان لم يربط القوي اولا وحينئذ ينهب بيته؟"  أظهرت هذه ألايات أيضا إلى عمليات طرد الأرواح كانت مألوفة وشائعة في اليهودية (مر 9: 38) ( أعمال19: 14)  ما لم يكن شائعا هو القدرة والسلطة التي كان يمارسها

إختلفت طريقة تعامل المسيح مع المرضى جسديا والذين عليهم أرواح نجسة عن تعامل الفريسييين وغيرهم من معلمى اليهود الربيون فالمسيح كان يهتم بالإيمان به أولا "آمن فقط " ثم كان يشفى بكلمة واحدة أو لمسه للمريض الذى امامه وأحيانا  كان يشفى المريض بكلمة وهو بعيد عنه وأحيانا كثيرة كان المرضى يلمسون هدب ثوبه أو يلمسوه طلبا للشفاء فيشفون  وأعطى المسيح سلطان الشفاء إخراد الأرواح الشريرة لتلاميذه حتى أن بعض اليهود إستخدموا إسم المسيح فى إخراج الشياطين   ولهذا ذهبت الجموع للمسيح وتركوا معلميهم اليهود الذين كانوا يستعملون وصفات والصيغ السحرية التي كان يستخدمها الرابيون التى كانت لا تشفى ولا تخرج روحا شريرا .
يظهر يسوع بوضوح أنه بقدومه انهزم إبليس لتوه. الفديس أوغسطين حتى يقتبس ( مرقس 3 : 24 ) كدليل على أن الألفية الموعودة كانت حاضرة للتو (amillennialism). هذه الآية غالبا ما تستخدم اليوم كدليل نصي على "تقييد" إبليس وإبعاده عن اللقاءات المسيحية. هذا النص لا يمكن أن يوظف كحادثة سابقة لصلاة المسيحيين ضد إبليس.
هنا أعظـم الأمثال التي قالها المسيح وفيها يشرح فكرة عن الشيطان ومنهجه الكامل الذي جاء ليكمله خطوة خطوة للإنهاء على هذه القوة الشريرة. ففي هذا المثل نقرأ بوضوح وقوة عن ‘‘ السلطان الأقـوى” الذي جاء المسيح به ليهدم به سلطان القـوي! وعـن قـدرة المسيح الفائقة في اقتحام بيت الشيطان وجبرؤوته التي يربطه بما فيوقف حركته ويسلبه قوته وسلطانه ويسترجع منه أسلابه التي سلبها من بني الإنسان: «سبى سبياً وأعطى الناس عطايا» (أف 8:4). بمعنى أن المسيح لما نزل إلى الجحيم حيث أسر الشيطان كثيرين من أبرار العهد القديم بحكم سلطان الموت الذي له وسباهم ظلماً، كسر المسيح مصاريع الهاوية وأخرج أسرى الرجاء، فقيل إنه «سبى سبياً» فمعركة المسيح الأولى التي بدأت مع الشيطان كانت بعد المعمودية مباشرة، بعد أن تأكد الشيطان أن يسوع المسيح هو ابن الله. لذلك تركزت تجربتـه للمسيح في «إن كنـت أنـت ابـن الله» لقـد دخـل المسيح بـدعوة جريئـة من الشيطان لدخول بيته، وهي البرية التي بلا ماء حيث راحته، وهناك حدثت المناظرة بل المبارزة التي نجهل ثقلها، والتي استلزمت من المسيح أن يصوم أيامها كلها، والتي خرج منها الشيطان مربوطاً فاقداً حريته المطلقة التي ك كانت له على بني الإنسان. لأن المسيح حارب كابن الإنسان عن دائرة الإنسان، وخرج منها المسيح وله صورة مرعبة على كل مملكة الشيطان وأعوانه .
وهكذا بدأ المسيح يكرز بملكوت الله، وكانت الشياطين ترتعب منه وتخرج صارخة، لأن رئيسها ربط تحت سلطان المسيح. وهكذا بعد أن ربط المسيح الشيطان بدأ ينهب بيته بإخراج الأرواح الشريرة وهي صاغرة، إلى أن أكمل النصرة على الشيطان، لمها نزل إلى الهاوية وفك أسرى الرجاء، كل الذين سباهم الشيطان: فلما قام المسيح بعد أن كسر مصاريع الهاوية خرج ومعه كل المسبيين ظلماً وعدواناً “سبی سبياً وأعطى الناس عطايا»

تفسير (مرقس 3: 28)  28 الحق اقول لكم ان جميع الخطايا تغفر لبني البشر والتجاديف التي يجدفونها.

  التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
    ***  (1) اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:
  معنى الحق فى اللغة العربية : "  هو الثابت الذي لا يسوغ إنكاره، وفي اصطلاح أهل المعاني هو الحكم المطابق للواقع، يطلق على الأقوال والعقائد والأديان والمذاهب، باعتبار اشتمالها على ذلك، ويقابله الباطل
 اَلْحَقَّ  :  . هذه هي حرفيا "آمين". الإستخدام الأولي ليسوع لعبارة "الحق" أمٌر فريد. عادة تسبق تصاريح بالغة الأهمية. لمزيد من المعلومات أنظر " الحق / آمين
هي “آمین” في أصلها العبري، وهي تختص جداً بأقوال المسيح ولا يشترك في قولها آخر. وهذا جيد وصدق، لأن المسيح هو هو الحق، فإن قال فهو الأمين والحق بالدرجة الأولى، والمسيح يقولها ليعطي لكلامه بعدها القوة الإلهية النافذة والمنفذة. وهي تكررت في إنجيل ق . مرقس ثلاث عشرة مرة، أما في إنجيل ق. متى فثلاثين وفي إنجيل ق. لوقا ست مرات وفي إنجيل ق. يوحنا «الحق الحق» مكررة خمساً وعشرين مرة.
   *** (2)  إِنَّ جَمِيعَ ٱلْخَطَايَا تُغْفَرُ لِبَنِي ٱلْبَشَرِ،
ٱلْخَطَايَا : يقول الكتاب المقدس أن الخطية هي التعدي على قانون الله (يوحنا الأولى 4:3) والتمرد ضد الله (تثنية 7:9؛ يشوع 18:1). بدأت الخطية بلوسيفر، "الذي كان في الغالب أجمل وأقوى الملائكة. ولم يكن لوسيفر قانعاً بمكانته، فأراد أن يصبح مثل الله، وكان ذلك سقوطه وبداية الخطية (أشعياء 12:14-15). وتم تغيير إسمه إلى إبليس، وقد أدخل الخطية إلى الجنس البشري في جنة عدن، حيث قام بإغواء آدم وحواء بنفس الشيء "تكونان مثل الله". ويصف تكوين 3 تمرد آدم وحواء ضد الله وضد وصاياه. ومنذ ذلك الوقت، أصبحت الخطية متوارثة عبر الأجيال البشرية حتى جيلنا هذا، فنحن كلنا أحفاد آدم، قد توارثنا الخطية منه. تقول رسالة رومية 12:5 أنه من خلال آدم، دخلت الخطية العالم وأصبح الموت هو مصير كل إنسان "لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ" (رومية 23:6).
 
لِبَنِي ٱلْبَشَرِ:  عبارة "أبناء البشر" هي المصطلح السامي الإعتيادي الذي يشير إلى الكائنات البشرية (مز 4: 2)."يا بني البشر، حتى متى يكون مجدي عارا؟ حتى متى تحبون الباطل وتبتغون الكذب؟ سلاه." (مز 45: 2)."أنت أبرع جمالا من بني البشر. انسكبت النعمة على شفتيك، لذلك باركك الله إلى الأبد." (يوء 1: 12) "الجفنة يبست، والتينة ذبلت. الرمانة والنخلة والتفاحة، كل أشجار الحقل يبست. إنه قد يبست البهجة من بني البشر." .(مز 8: 4) 4 فمن هو الانسان حتى تذكره وابن ادم حتى تفتقده.  (حز 2: 1) 1 فقال لي يا ابن ادم قم على قدميك فاتكلم معك. "
  
*** (3) وَٱلتَّجَادِيفَ ٱلَّتِي يُجَدِّفُونَهَا.
  َٱلتَّجَادِيفَ : التجديف هو الحديث عن الله بإزدراء، أو الإصرار على عدم إحترام الله. التجديف هو الإهانة المنطوقة أو المكتوبة ضد إسم الله أو شخصيته أو عمله أو صفاته.
 كان التجديف جريمة خطيرة في الناموس الذي أعطاه الله لموسى. فكان يجب على شعب إسرائيل أن يعبدوا الله ويطيعوه. في سفر اللاويين 24: 10-16 قام شخص بالتجديف على إسم الله. وبالنسبة للعبرانيين لم يكن الإسم مجرد تسمية. بل كان رمزاً يمثل الشخص نفسه. لهذا تم رجم الشخص الذي جدَّف على إسم الله حتى الموت.
يحكي إشعياء 36 قصة سنحاريب، ملك آشور، في محاولته إضعاف الروح المعنوية في أورشليم قبل أن يهاجمهم. وبعد أن ذكر إنتصارات آشور الكثيرة قال: "مَنْ مِنْ كُلِّ آلِهَةِ هَذِهِ الأَرَاضِي أَنْقَذَ أَرْضَهُمْ مِنْ يَدِي حَتَّى يُنْقِذَ الرَّبُّ أُورُشَلِيمَ مِنْ يَدِي؟" (إشعياء 36: 20). لقد جدَّف سنحاريب بإفتراضه أن إله إسرائيل يتساوى مع هذه الآلهة الكاذبة لدى الأمم المحيطة بهم. يشير حزقيا، ملك يهوذا، إلى هذا التجديف في صلاته إلى الرب، حيث يطلب من الله أن يخلصهم دفاعاً عن كرامته هو (إشعياء 37: 4، 17). وذلك هو بالضبط ما فعله الله. يقول إشعياء 37: 36-37 موضحاً "فَخَرَجَ مَلاَكُ الرَّبِّ وَضَرَبَ مِنْ جَيْشِ أَشُّورَ مِئَةً وَخَمْسَةً وَثَمَانِينَ أَلْفاً. فَلَمَّا بَكَّرُوا صَبَاحاً إِذَا هُمْ جَمِيعاً جُثَثٌ مَيِّتَةٌ. فَانْصَرَفَ سَنْحَارِيبُ مَلِكُ أَشُّورَ وَذَهَبَ رَاجِعاً وَأَقَامَ فِي نِينَوَى". وبعد ذلك تم قتل سنحاريب في هيكل إلهه نسروخ (إشعياء 37: 38).
انظر شرح بشارة متّى (متّى ١٢: ٣١ و٣٢). أظهر المسيح في هذه الأعداد خطيئة الناس الذين اتهموه بهذه التهمة وعظمة العقاب الذي استوجبوه وأوضح لهم أنهم جدفوا على الروح القدس لأنهم نسبوا إلى الشياطين المعجزات التي صنعها المسيح بقوة الروح القدس ولأنهم أتوا ذلك عمداً لحسدهم وبغضهم لا سهواً أو جهلاً.
ولنا من هذا أن الخطيئة التي لا تُغفر تختلف عن سائر الخطايا بأنها رفض الحق عمداً وارتداد عن الله عناداً ومقاومة العقول والضمائر كرهاً للإنجيل. فإن ذلك كله مقاومة للروح القدس الذي وظيفته إنارة القلوب وإقناعها بالحق. فأعمال أولئك الكتبة كانت منافية لفعل الروح القدس لأنهم أفرغوا جهدهم في منع النور من الدخول إلى قلوب الناس وفي إطفاء ما دخلها منه.
تفسير (مرقس 3: 29)  29 ولكن من جدف على الروح القدس فليس له مغفرة الى الابد بل هو مستوجب دينونة ابدية.

  التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

  جاءت هذه الآية في إنجيل ق. متى هكذا  :(مت 31:12) «كل خطية وتجديف يغفر للناس، وأما التجديف على الروح فلن يغفر للناس.» وأما في إنجيل ق. لوقا فقد جاءت هكذا: (لو 10:12) «وكل من قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له، وأما من جذف على الروح القدس فلا يغفر له. »
وواضح أن قوله في إنجيل القديس لوقا: “ابن الإنسان أنه يعني وضع المسيح في نظر الناس، أي في وضعه غير المستعلن أنه مسيا ابن الله، وبذلك يكون التجديف ناشئاً من اختباء المسيح في صورة إنسان بسبب اتضاعه، فهي عثرة في اتضاع ابن الله لذلك لا تحسب. ثم عاد المسيح ورجع على من يجدف على الروح القدس نفسه، أي على من يعتبره روحاً نجساً، فهذا قد عثر في الله ككل. ففرق هائل بين من يجدف على «ابن الإنسان» باعتباره إنسان عادي دون أن يدري، ومن يجدف على روح الله باعتباره روح نجس.
والذي يلفت نظر العلماء جداً هذا الوضع الشمولي: «جميع الخطايا والتجاديف». وواضح أن ما جاء في إنجيل ق. متى هو مدون على أساس ما جاء في إنجيل ق. مرقس مع تعديل طفيف لإصلاح اللغة فقط. أما ما جاء في إنجيل ق. لوقا فهو تحديد ما قيل في إنجيل ق. مرقس بصورته الشمولية « جميع الخطايا والتجاديف» إذ حدده ق. لوقا بمـن قـال كلمة (رديئة) على ابن الإنسان، حيث التخصيص هنا هو التجاوز من الشمولية البشرية إلى تخصيص ابن الإنسان، وهي أقصى صـورة للخطية والتجديف، ولكن بسبب الجهالة فإنها تُغفر. أما التجديف العمد على الروح القدس فعقوبته الهلاك الأبدي، لأن أعمال الروح القدس كانت واضحة وناطقة حتى على فم الأرواح النجسة نفسها.

   *** (1) وَلٰكِنْ مَنْ جَدَّفَ عَلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ

رفض اليهود ورؤساء الكهنة ومعلمى اليهود الربيوه مثل الفريسيين والكتبة وغيرهم ليسوع والإيمات به مسيحا كان هذا رفض متمعد للإنجيل رفض لـ شخص وأعمال يسوع رفض في حضرة النور العظيم.
هناك عدة تغايرات تتعلق بعبارة "ادَيْنُونَةً أَبَدِيَّةً." بعض المخطوطات اليونانية
(1) بد لتها إلى عبارة حالة إضافة - W ,D ,C - hamartias
(2) أضافت "دينونة" kKJV) C2 , A kriseōs
 (3) أضافت "عذاب" )kolaseōs)، المخطوطة المكتوبة بأحرف صغيرة ذات الرقم 1234
لقد كان أمرا صادما للكتبة الآوائل أن يتكلموا عن "خطيئة أبدية".
UBS4 يعطي عبارة "خطيئة أبدية" نسبة أرجحية متوسطة.

كان أبرز إتهام بالتجديف إتهاماً كاذباً. فقد حاكم الكهنة والفريسيين المسيح على جريمة التجديف ضد الله (متى 26: 65). لقد فهموا أن المسيح قال أنه الله. وهذا تعدي على شخص الله بالفعل - لو لم يكن أمراً صحيحاً. لو كان المسيح مجرد إنسان يزعم أنه هو الله، لكان إنساناً مجدفاً. ولكن، لكونه الأقنوم الثاني في الثالوث المقدس، فإن المسيح بصدق هو الله (فيلبي 2: 6).

 يجب أن تُفسر هذه الآية على ضوء المعايير التالية:

(1) التمييز في العهد القديم بين "الخطايا المقصودة و"الخطايا غير المقصودة" (عد 15: 27- 31)

(2) عدم إيمان عائلة يسوع نفسها مقابل عدم إيمان الفريسيين في هذا السياق.

(3) أقوال عن المغفرة في (مر3: 28)

(4) الفروقات بين التوازيات الإنجيلية، وخاصة تغيير "ابن الإنسان" (مت 12: 32) (لو 12: 10)إلى "أبناء البشر" (مت 12: 31) (مر 3: 28)

   ***  (2) فَلَيْسَ لَهُ مَغْفِرَةٌ إِلَى ٱلأَبَدِ،

. يجب فهم هذه في بيئتها التاريخية السابقة للعنصرة فى هذه الآية يتكلم المسيح عن تجديف معلمى اليهود الربيون من فريسيين وكتبه وغيرهم الذين يقاومونه . والتجديف على الروح تستخدم هنا بمعنى حق إلهى لأنهم ُرفضوا التعليم ورفضوا الإيمان بأنه المسيح (المسيا المنتظر) في هذه الآية غالبا  ما كان يشار إلي رفضه على أنه "الخطيئة التي ال تغتفر".

تكلم المسيح عن نوع خاص من التجديف – التجديف ضد الروح القدس – من جانب القادة الدينيين في عصره. كان الفريسيين شهود عيان على معجزات المسيح، ولكنهم أرجعوا عمل الروح القدس إلى الشيطان (مرقس 3: 22-30). وكان تصويرهم لما هو مقدس بأنه شيطاني رفض مهين ومتعمد لله وهو بذلك أمر لا يغتفر.

******

 أبدي  ETERNAL (aiōnios) aiōnios

Girdlestone .B Robert في كتابه Testament Old the of Synonyms، يكتب تعليقا شيقا على كلمة "أبدي":
"الصفة aiōnios تستخدم أكثر من أربعين مرة في العهد الجديد بما يتعلق بالحياة الأبدية، التي تعتبر جزئيا كهدية، وجزئيا كوعد للمستقبل.
إنها تنطبق أيضا على وجود الرب الذي لا نهاية له في (رو 16: 16) ؛ وعلى الفعالية اللا متناهية لكفارة المسيح في (عب 12: 9) (عب 20: 13) ؛ وعلى الدهور الماضية في رو25: 16) ( 2 تيم 1.9) ( تيطس .1.2)
هذه الكلمة تستخدم في إشارة إلى النار الأبدية، (مت8: 18) فان اعثرتك يدك او رجلك فاقطعها والقها عنك. خير لك ان تدخل الحياة اعرج او اقطع من ان تلقى في النار الابدية ولك يدان او رجلان. " والأعقاب األبدي، مت 25.46)  فيمضي هؤلاء الى عذاب ابدي والابرار الى حياة ابدية»  الدينونة أو الإدانة الأبديتين، (مر 3: 29) (عب 2: 6) ؛ الهلاك األبدي،( 2 تسا 1: 9) الكلمة في هذه المقاطع تدل على معنى النهائية، ومن الواضح أنها تدل على المعنى على أن هذه الدينونات عندما ستقع، فإن زمن وقف التنفيذ، والتغيير أو فرصة استرداد المرء لحظه، ستكون قد مضت نهائيا وإلى الأبد.

******

"الخطيئة التي لا تُغتفر"

 Procedures Exegetical for "Interpreting "The Unpardonable Sin
أ- الأناجيل تعكس بيئة يهودية تظهر عقيدتهم وطريقة تفكيرهم  لهذا فإنهم .
-1 نوعين من الخطايا - انظر الموضوع الخاص: الخطايا الغير مقصودة في العهد القديم (لا 4: 2 و 22 و 27 ) ( لا 5: 15 و 17- 19) ) (عد 15: 27- 31) (تث 1: 43) ( تث 17: 12- 13)
أ. غير مقصودة
ب. مقصودة
-2 بيئة يهودية قبل يوم الخمسين (المقصود هنا هو تحقيق الإنجيل [الموت، القيامة، الصعود] والمنح الخاص للروح القدس لم يحصل بعد)
ب- لاحظ السياق الأدبي ل  (3: 3: 22- 30)
-1 عدم إيمان عائلة يسوع نفسها (مر 3: 31- 32)
-2 عدم إيمان الفريسيين (مر 2: 24) ( مر 3: 1و 6 و 22)
ج- قارن بين النصوص المتوازية حيث يتحول فيها لقب ”ابن اإلنسان“ إلى ”أبناء البشر“.
1 - (مت 12: 22- 37) ( مت 12: 32) كلمة على إبن الإنسان

2 - (لو 11: 24- 26) (لو 12: 8- 12) (لو 12: 10) كلمة على إبن الإنسان

3 - مر 3: 28) إن جميع الخطايا تغفر لبنى الشر
الخطيئة التي لا تُغتفر هي استمرارية الرفض ليسوع في حضور النور العظيم. الفريسيين فهموا بوضوح، لكنهم رفضوا بأن يؤمنوا. في هذا
المعنى إنها مرتبطة بالـ "الخطيئة حتى الموت" التي في يوحنا 1

   *** (3) بَلْ هُوَ مُسْتَوْجِبٌ دَيْنُونَةً أَبَدِيَّةً.

 و تبنت الكنيسة القبطية الفكر القائل بأن : [ التجديف على الروح القدس blasphemy against the Holy Spirit هو عدم الإيمان بالروح القدس ولاهوته وعمله، وليس هو أن تشتم الروح القدس! فالملحدون إذا آمنوا، يغفر الله لهم عدم إيمانهم القديم وسخريتهم بالله وروحه القدوس.. كذلك كل الذين تبعوا مقدونيوس في هرطقته وإنكاره لاهوت الروح القدس، لما تابوا قبلتهم الكنيسة وأعطتهم الحل والمغفرة.
التجديف على الروح القدس، هو الرفض الكامل الدائم لكل عمل للروح القدس في القلب.. رفض يستمر مدى الحياة. وطبعًا نتيجة لهذا الرفض، لا يتوب الإنسان، فلا يغفر الله له.
إن الله من حنانه يقبل كل توبة ويغفر. وهو الذي قال "من يقبل إليَّ، لا أخرجه خارجًا" (إنجيل يوحنا 37:6). وصدق القديسون في قولهم: "لا توجد خطية بلا مغفرة، إلا التي بلا توبة".
فإذا مات الإنسان في خطاياه، بلا توبة، حينئذ يهلك، حسب قول الرب "إن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك تهلكون" (أنجيل لوقا 5:13). إذن، عدم التوبة حتى الموت، هي الخطية الوحيدة التي بلا مغفرة.]

ولكن بعد حلول الروح القدس على التلاميذ إتسع مفهوم التجديف على الروح القدس فغير المؤمن الذى يسمع كلام المسيح أو يقرأة ولا يؤمن به ويتوب عن خطاياه فهو يجدف على الروح القدس لأنه يرفض تبكيته (رو 8: 13" لانه ان عشتم حسب الجسد فستموتون، ولكن ان كنتم بالروح تميتون اعمال الجسد فستحيون."

هذه الخطيئة يمكن أن يرتكبها فقط أولئك الذين عارضوا الإنجيل بل ويشوهون صورة المبشرين ودعاة البشرى السارة سواء بمقاومتهم أو إضطهادهم وقتلهم حتى لا يسمع البشر كلامهم عن المسيح والذين يقاومون الروح القدس ويجدفون عليه هم من يضطهدون الذين يؤمنون بالمسيح ربا وإلها ومخلصا . وينضم إلى هذه الفئات الذين يجدفون على الروح القدس أولئك الذين سمعوا الرسالة من يسوع نفسه أو من تلاميذة وتلاميذ تلاميذة ثم إرتدوا عن الإيمان وكذلك الذين خانوه بالعمل مع أبناء الظلام مثل يهوذا ألإسخريوطى .. و آخرين مثل الهراطقة الذين أبتدعوا أفكارا لكى يهدموا الإيمان المسيحى ومنهم من ذكرهم الإنجيل فى التاريخ المبكر للمسيحية مثل سيمون الساحر الذى كان أول من أنشأ الهرطقة السيمونية التى ذكرت فى أعمال الرسل أصابت الكنيسة القبطية وإنتشرت فيها وكذلك هرطقة النيقاوليين التى ذكرت فى سفر الرؤيا وقال عنهم الوحى أن الرب يكرههم

 يجب أن يتأكد من يعبدون الله أن سلوكهم لا يدفع الآخرين للتجديف على إسم الله. ففي رسالة رومية 2: 17-24 يوبخ الرسول بولس من يقولون أنهم مخلَّصون من خلال الناموس بينما لا زالوا يعيشون في الخطية. ويقتبس الرسول بولس ما جاء في (إشعياء 52: 5) ويقول: "لأَنَّ اسْمَ اللهِ يُجَدَّفُ عَلَيْهِ بِسَبَبِكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ" (الآية 24). كما يشرح في (رسالة تيموثاوس الثانية 1: 20) أنه قد سلَّم إثنين من المعلمين الكذبة للشيطان لكي "يُؤَدَّبَا حَتَّى لاَ يُجَدِّفَا"؛ لهذا فإن نشر التعاليم الكاذبة والتسبب في ضلال شعب الله هو أيضاً شكل من أشكال التجديف.
والحقيقة هي، أننا في كل مرة نفعل أو نقول شيء يقدم صورة كاذبة عن مجد الله وقداسته وسلطانه وشخصه فإننا نجدِّف ضد الله. وفي كل مرة لا نعبِّر فيها عن مكانتنا كأولاد الله فإننا ندمر سمعته. ولكن، شكراً لله، فإن المسيح يغفر حتى خطية التجديف. لقد هاجم بطرس هدف المسيح (متى 16: 22)، وحاول بولس أن يجعل الآخرين يجدفون (أعمال الرسل 26: 9-18)، وحتى إخوة المسيح أنفسهم ظنوا أنه مختل (مرقس 3: 21). ولكن جميعهم تابوا وقد نالوا الغفران.

********

عمل الروح القدس ( منقول من موقع GotQuestions.org بالإنترنت )

أولاً" الروح القدس يفعل أشياء كثيرة في حياة المؤمنين. إنه معين المؤمنين (يوحنا 14: 26). ويسكن في المؤمنين ويختمهم حتى يوم الفداء - وهذا يشير إلى أن وجود الروح القدس في المؤمن لا رجوع فيه. إنه يحرس ويضمن خلاص من يسكنه (أفسس 1: 13؛ 4: 30). يساعد الروح القدس المؤمنين في الصلاة (يهوذا 1: 20) و "بِحَسَبِ مَشِيئَةِ الله يَشْفَعُ فِي ٱلْقِدِّيسِينَ" (رومية 8: 26-27).
ثانيا : يجدد الروح القدس المؤمن وينعشه (تيطس 3: 5). في لحظة الخلاص، يعمد الروح المؤمن في جسد المسيح (رومية 6: 3). يقبل المؤمنون الولادة الجديدة بقوة الروح (يوحنا 3: 5-8). الروح القدس يعزي المؤمنين بالشركة والفرح وهم يجتازون عالمًا لا يحبهم (تسالونيكي الأولى 1: 6؛ كورنثوس الثانية 13: 14). الروح، بقوته الجبارة، يملأ المؤمنين "بكل فرح وسلام" اذ يثقون في الرب، مما يجعل المؤمنين "يفيضون بالرجاء" (رومية 15: 13).
ثالثا: التقديس هو عمل آخر يصنعه الروح القدس في حياة المؤمن. يضع الروح نفسه ضد شهوات الجسد ويقود المؤمن إلى البر (غلاطية 5: 16-18). فتتلاشى أعمال الجسد، ويصبح ثمر الروح أكثر وضوحًا (غلاطية 5: 19-26). يوصى المؤمنون بأن "يمتلئوا من الروح" (أفسس 5: 18)، مما يعني أنهم يجب أن يسلموا أنفسهم لسيطرة الروح القدس الكاملة.
 رابعا : الروح القدس هو أيضا مانح المواهب. "فَأَنْوَاعُ مَوَاهِبَ مَوْجُودَةٌ، وَلَكِنَّ ٱلرُّوحَ وَاحِدٌ" (كورنثوس الأولى 12: 4). المواهب الروحية التي يمتلكها المؤمنون يمنحها لهم الروح القدس كما يرى في حكمته (الآية 11).

خامسا : يعمل الروح القدس أيضًا بين غير المؤمنين. وعد يسوع أنه سيرسل الروح القدس لكي "يُبَكِّتُ ٱلْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرٍّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ:" (يوحنا 16: 8). يشهد الروح القدس للمسيح (يوحنا 15: 26)، موجّهًا الناس إلى الرب. وفي الوقت الحالي، يعمل الروح القدس أيضًا على كبح جماح الخطيئة ومحاربة "قوى الاثم الكامنة" في العالم. هذا العمل يمنع ظهور المسيح الدجال (تسالونيكي الثانية 2: 6-10).
سادسا : للروح القدس دور مهم آخر، وهو منح المؤمنين الحكمة التي يمكننا من خلالها فهم الله. "لِأَنَّ ٱلرُّوحَ يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ الله. لِأَنْ مَنْ مِنَ ٱلنَّاسِ يَعْرِفُ أُمُورَ ٱلْإِنْسَانِ إِلَّا رُوحُ ٱلْإِنْسَانِ ٱلَّذِي فِيهِ؟ هَكَذَا أَيْضًا أُمُورُ الله لَا يَعْرِفُهَا أَحَدٌ إِلَّا رُوحُ الله " (كورنثوس الأولى 2: 10-11). بما أن المؤمنين قد أُعطوا عطية روح الله العجيبة داخل أنفسهم، فيمكننا أن نفهم أفكار الله، كما يعلنها الكتاب المقدس. الروح يساعدنا على الفهم. هذه حكمة من الله لا حكمة من انسان. لا يمكن لأي قدر من المعرفة البشرية أن يحل محل تعليم الروح القدس (كورنثوس الأولى 2: 12-13).
******

 تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside

لقد كان الشيطان قد وضع يده، كمثل رجل قوي، على هذه الضحايا البائسة المسكينة مستعبداً إياها لسنين إلى أن جاء من هو أقوى منه ليقيّدَه بكلمته ويتلف بيته بذلك. رفض شهادة الروح القدس من قِبَلِ أي شخص كانت تدل على تحالف هذا الشخص كلياً مع الشيطان في هذا الصراع الكبير.

ولذلك أضاف يسوع قائلاً في جلال: "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ جَمِيعَ الْخَطَايَا تُغْفَرُ لِبَنِي الْبَشَرِ وَالتَّجَادِيفَ الَّتِي يُجَدِّفُونَهَا. وَلَكِنْ مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَيْسَ لَهُ مَغْفِرَةٌ إِلَى الأَبَدِ بَلْ هُوَ مُسْتَوْجِبٌ دَيْنُونَةً أَبَدِيَّةً»". وتعليل هذه الخطيئة يأتي في الآية التالية: "لأَنَّهُمْ قَالُوا: «إِنَّ مَعَهُ رُوحاً نَجِساً»".

لم تكن هذه الكلمات بغاية تعذيب النفوس القلقة التي كانت ترغب بصدق في معرفة المسيح، بل هي بمثابة منارة متوهّجة تحذّر من خطر التعنت والإصرار على رفض شهادة الروح للمسيح، إلى أن يصل الوجدان المتقسّي إلى مرحلة لا يعود قادراً معها إلى التجاوب مع رسالة الإنجيل.

تفسير (مرقس 3: 30)  30 لانهم قالوا ان معه روحا نجسا

  التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   ***  لأَنَّهُمْ قَالُوا: إِنَّ مَعَهُ رُوحاً نَجِساً».
لم يرفض اليهود ومعلميهم من الكتبة والفريسيين وغيرهم الإيمان بأن يسوع (ياهواشوا) هو المسيح فقط بل رفضوا أنه الإله الظاهر فى الجسد وبهذا رفضوا قبول عمله الفدائى كذبح عظيم وكفارة دمه عن خطايانا وبالتالى رفضوا الغفران عن خطاياهم وتعمدوا التعدى على المسيح بإتهامه بأن معه روحا نجسا فأهانوه وأهانوا الروح القدس بما يعنى أنه روح شرير
فعلوا هذا بالرغم من النبوات التى وردت عن المسيح فى كتبهم حيث تنبأ النبي إشعياء بمجيء إبن الله قبل ميلاد المسيح بمئات السنين: "لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً مُشِيراً إِلَهاً قَدِيراً أَباً أَبَدِيّاً رَئِيسَ السَّلاَمِ" (إشعياء 9: 6). عندما تكلم الملاك مع يوسف وأعلن له ولادة المسيح المتوقعة أشار إلى نبوة إشعياء: "هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا)" (متى 1: 23). لم يكن معنى هذا أن يسمى الطفل عمانوئيل؛ بل معناه أن حقيقة "الله معنا" هي هوية الطفل. كان المسيح هو الله الآتي في الجسد لكي يسكن مع الإنسان.
والمسيح أكد ألوهيته  عندما سأل تلاميذه: "مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا؟" (متى 16: 13؛ مرقس 8: 27). وتنوعت الإجابات، كما لا زالت تتنوع اليوم. ثم سألهم المسيح سؤالاً أكثر صعوبة: "وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟" (متى 16: 15). فأجابه بطرس إجابة صحيحة: "أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ" (متى 16: 16). وأكد المسيح صحة إجابة بطرس ووعده بأنه على تلك الحقيقة سوف يبني كنيسته (متى 16: 18).

ولهذا فإن هذه الخطيئة التى إرتكبها معلمى اليهود أولئك الذين كانوا  لا يزالون، في حضرة المسيح النور العظيم والفهم، رفضوا يسوع على أنه وسيلة إلهية للإعلان والخلاص. إنهم يحولون نور الإنجيل إلى ظاام  إبليس (مرقس 3: 30). إنهم يرفضون تودد الروح القدس وتبكيته (يو 6: 44و 65) الخطيئة التي لا تغتفر هي ليست رفض الرب بسبب تصرف معين أو كلمة، بل الرفض المستمر والمتواصل للإله في المسيح تشير إلى تصميم على جحوٍد وعدم إيمان مقصود  (الكتبة والفريسيين). اليهود ومعلمى اليهود الربيون الذين لم يؤمنوا بأن يسوع / ياهشوا أنه المسيح ربا وإلها ومخلصا أى أنه يهوه "الذى معناه أنا هو الكائن" يموتون وهم خطاة لم يحصلوا على الغفران هكذا قال المسيح : " (يو 8: 24) فقلت لكم: انكم تموتون في خطاياكم، لانكم ان لم تؤمنوا اني انا هو تموتون في خطاياكم».

والدارس للإسلام يكتشف أن العقيدة الإسلامية هى عقيدة يهودية - نصرانية ويسوع أو عيسى حسب مفهومهم هو المسيح نبى زارة الوحى كزياراته للأنبياء وفعل المعجزات بإذن الله  ولما لم يؤمنوا بأنه الإله الظاهر فى الجسد وأنه مانح الغفران عن الخطايا بقى المسلمون ونبيهم محمد رسول الإسلام موتى فى خطاياهم وسمحت شريعتهم بالخطية وقننتها فى حياتهم وتخيلوا أن بعد موتهم هناك جنتهم التى بها نهر من خمر وحوريات يمارسون معهن الجنس ويشرف علي جنتهم الله 

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 3

5. إخوته وأمه يطلبونه (مرقس 3: 31-35)
تفسير (مرقس 3: 31)  31 فجاءت حينئذ اخوته وامه ووقفوا خارجا وارسلوا اليه يدعونه.

  التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
إتيان أقرباء يسوع إليه أقارب المسيح الجدد والعائلة المقدسة الكبيرة (مر 3: 31- 35) جاءت هذه ألايات فى (مـت 12: 46-50) وايضا فى (لو 8 : 19-21)  راجع تفسير ذلك في شرح بشارة متّى (متّى ١٢: ٤٦ - ٥٠).
 هذه اآلآيات تتعلق بـ(مر 3: 21) ولما سمع اقرباؤه خرجوا ليمسكوه لانهم قالوا: «انه مختل!»  هناك فرق واضح بين الجحود الناجم عن جهل والعاطفي من قبل عائلة يسوع (يو 7: 5) 5 لان اخوته ايضا لم يكونوا يؤمنون به. " والجحود المتعمد والعدائي عند رؤساء الدين. يسوع يقول بشكل محدد أن إرادة الرب هي الإيمان به (يو 6: 40)40 لان هذه هي مشيئة الذي ارسلني: ان كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة ابدية، وانا اقيمه في اليوم الاخير».  (يو 14: 6) 6 قال له يسوع: «انا هو الطريق والحق والحياة. ليس احد ياتي الى الاب الا بي. 
  
*** فَجَاءَتْ حِينَئِذٍ إِخْوَتُهُ وَأُمُّهُ وَوَقَفُوا خَارِجاً وَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ يَدْعُونَهُ.
جاءت هذه الآية فى (متّى ١٢: ٤٦ ) 46 وفيما هو يكلم الجموع اذا امه واخوته قد وقفوا خارجا طالبين ان يكلموه." وأيضا فى  ( لوقا ٨: ١٩) 19 وجاء اليه امه واخوته ولم يقدروا ان يصلوا اليه لسبب الجمع.
إِخْوَتُهُ : تم ذكر إخوة المسيح في عدة آيات إنجيلية .. يقول إنجيل (متى 46:12 ) 46 وفيما هو يكلم الجموع اذا امه واخوته قد وقفوا خارجا طالبين ان يكلموه. (لوقا 19:8 )19 وجاء اليه امه واخوته ولم يقدروا ان يصلوا اليه لسبب الجمع.   ( مرقس 31:3) أن أم المسيح وإخوته جاءوا لكي يروه. ويخبرنا الكتاب المقدس أن يسوع كان له أربعة إخوة: يعقوب ويوسف وسمعان ويهوذا (متى 55:13).55 اليس هذا ابن النجار؟ اليست امه تدعى مريم واخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا؟ "  كما يخبرنا الكتاب المقدس أن المسيح كان له أخوات ولكن لا يحدد عددهن أو يذكر أسمائهن (متى 56:13).56 اوليست اخواته جميعهن عندنا؟ فمن اين لهذا هذه كلها؟»  وفي إنجيل  يوحنا ذهب إخوته للاحتفال بعيد المظال بينما لا يصاحبهم المسيح. (يوحنا 1:7-10) 10 ولما كان اخوته قد صعدوا، حينئذ صعد هو ايضا الى العيد، لا ظاهرا بل كانه في الخفاء. " ي وفي سفر أعمال الرسل (أع 14:1 ) نجد أن إخوة المسيح وأمه كانوا يصلون مع التلاميذ. وتقول رسالة غلاطية إن يعقوب كان أخاً للمسيح.(غلا 19:1) 19 ولكنني لم ار غيره من الرسل الا يعقوب اخا الرب. " وطبقا للتفسير الحرفى لهذه المقاطع الكتابية والفكر الغربى يعتقد البروتستانت أن المسيح كان له إخوة وأخوات غير أشقاء من زواج سابق وماتت إمرأته أى أنه عندما تزوج من مريم كان أرمل . ووهناك رأى يقول أن أخوة المسيح المذكوريين ولدوا بعدد المسيح من مريم ويوسف ويعتمدون على الآية  "وَلَمْ يَعْرِفْهَا (يوسف) حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ" (متى 1: 25). حتى فى اللغة العربية هذه الآية حرف جر تعنى "كى" فتكون الآية "لم يعرفها كى تلد إبنها البكر " وكلمة "بكر"  فالكتاب المقدس ويدعى بكرًا كل فاتح رحم قدوسًا يدعى (حز 13:1)  والكنيسة القبطية ترفض هذا الآراء السابقة ونشجبه لأن العذراء مريم ظَّلت عذراء أيضًا بعد ولادة المسيح، فهي "العذراء كل حين" وهي لم تعرف يوسف خطيبها معرفه الزواج قبل وبعد ميلاد المخلص.
وتعتقد الكنيسة القبطية كما يعتقد بعض الروم الكاثوليك أن هؤلاء "الإخوة" كانوا في الواقع أولاد خالة المسيح.  وأولاد الخالة كانوا يُعتبرون أخوة لشدة القرابة، حسب عادات اليهود في التحدث عن هذه القرابة. وهذا التقليد ما زال ساريا حتى الآن فى بلاد الشرق الأوسط  بإعتبار أولاد الخالة أخوة والأقباط يعتبرون أنفسه اخوة لأنهم ولدوا من رحم واحد هو رحم معمودية الكنيسة القبطية فى المسيحية
و يعقوب أخو الرب هو يعقوب بن حلفى، وهو في نفس الوقت ابن خالة المسيح حسب الجسد، ابن مريم زوجة كلوبا (كلوبا نطق آخر لحلفى) ويعقوب الصغير (بن حلفي) سمي الصغير، لتمييزه عن يعقوب الكبير (إبن زبدي) أخي يوحنا الحبيب.
 أما مريم هذه فهي التي قبل عنها في إنجيل يوحنا: "وكن واقفات عند صليب يسوع: أمه، وأخت أنه مريم زوجة كلوبا، و مريم المجدلية" (يو25:19)  ومريم هذه قيل عنها في أنجيل مرقس: "وكانت أيضًا نساء ينظرن من بعيد بينهم مريم المجدلية، ومريم أم يعقوب الصغير، ويوسي، وسالومة" (مر40:15).
ويعقوب و يوسي و سالومة هؤلاء، أبناء مريم زوجة كلوبا، هم الذين ورد ذكرهم في قول اليهود عن المسيح في إنجيل متى: "أليس هذا ابن النجار؟ أليست أمه تدعى مريم، وأخوته يعقوب و يوسى و يهوذا؟" (مت55:13؛ مر3:6).
ومن أمثلة إعتبار القريب أخا فى العهد القديم ما قيل عن قرابة يعقوب بخاله لابان، إذ يقول الكتاب: "فكان لما أبصر يعقوب راحيل بنت لابان خاله، وغنم لابان خالة، أن يعقوب تقدم ودحرج الحجر، وسقى غنم لابان خاله، وقبل يعقوب راحيل ورفع صوته وبكى، وأخبر يعقوب راحيل أنه أخو أبيها، وأنه ابن رفقة" (تك10:29-12). ونحن نرى أنه مع أن لابان كل خال يعقوب، اعتبر أخًا له. ونفس هذا الوضع استعمله لابان مع يعقوب حينما طلب إليه أن تكون له أجرة في رعي غنمه، فقال له: "ألأنك أخي تخدمني مجانًا؟ اخبرني ما أجرتك؟" (سفر التكوين 15:29).
ونفس الوضع حدث في التعبير عن القرابة بين إبراهيم و لوط. وكان ابرام عم لوط. ولذلك قال الكتاب عن تاريخ آبرام وهاران (والد لوط): "وأخذ تارح أبرام ابنه، ولوطا ابن هاران، ابن ابنه" (تك31:11). ومع ذلك فإنه لما سبى لوط من سدوم في حرب كدرلعومر، قال الكتاب: "وأخذوا لوطًا ابن أخي إبرام وأملاكه ومضوا.. فلما سمع إبرآم أن أخاه سُبي، جرَّ غلمانه المدربين" (تك14،12:14).
بحسب هذه العادة القديمة دُعيَ أولاد خالة المسيح، أولاد مريم زوجة كلوبا، أخوة له.
أما العذراء مريم فلم تلد غير المسيح، وعاشت بتولا طول حياتها، و"أخوة المسيح" ليسوا أولادها، وإنما أولاد أختها.
فرضية أخرى لدى الروم الكاثوليك تقول أن إخوة المسيح كانوا أبناء يوسف من زواج آخر سبق زواجة من مريم. وهذه النظرية القائمة على أن يوسف كان متقدماً في العمر، وأنه سبق له الزواج وإنجاب أبناء عديدين وقد ترمل قبل زواجه من مريم، ليس لها أي سند كتابي. والمشكلة تكمن في أن الكتاب المقدس لم يشر على الإطلاق بأن يوسف قد سبق له الزواج أو كان له أبناء قبل زواجه من مريم. فلو كان ليوسف ستة أبناء على الأقل قبل أن يتزوج من مريم، فلماذا لا يتم ذكرهم في رحلة يوسف ومريم إلى بيت لحم (لوقا 4:2-7)، أو رحلتهم إلى مصر (متى 13:2-15)، أو رحلة عودتهم إلى الناصرة (متى 20:2-23)؟

 تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
أقرباء يسوع، بمن فيهم أمه التي من الواضح أنها ما كانت قد فهمت بعد بشكل كامل طبيعة ومصير ابنها الذي حبلت به بأعجوبة، أرسلوا رسولاً يطلب منه أن يأتي إليهم،
تفسير (مرقس 3: 32)  32 وكان الجمع جالسا حوله فقالوا له هوذا امك واخوتك خارجا يطلبونك.

  التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** (1) وَكَانَ ٱلْجَمْعُ جَالِساً حَوْلَهُ،
 المسيح فى الوسط يكلم الجمع مزدحم وجالسين حوله  
   *** (2) فَقَالُوا لَهُ: هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ خَارِجاً يَطْلُبُونَكَ.
تعنى يطلبونك أى يسألون عليك أو يأخذونك والمعنى الأخير يتماشى مع سياق الاية أى يريدونك تترك المكان وتذهب معهم

 تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside

 
في حين وقفوا على الأرجح على طرف الحشد. وفي جوابه أظهر الرب كيف أن كل العلاقات الطبيعية المجردة كان يجب أن تحل محلها علاقات ذات طابع روحي.
تفسير (مرقس 3: 33)  33 فاجابهم قائلا من امي واخوتي.

  التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   ***  فَأَجَابَهُمْ: مَنْ أُمِّي وَإِخْوَتِي؟
". هذا السؤال الصادم يظهر فهم يسوع لذاته والطبيعة الجذرية للإيمان الكتابي الذي يمكن وصفه فقط بكلمات الولادة الجديدة في الحياة اليهودية ومن هنا جاء استخدام هذه الكلمات العائلية لوصف المؤمنين  والعائلة الجديدة. حياة العائلة كانت مهمة جدا فى المسيحية فقد كان يطلقون على المسيحيين إسم الأخوة فى التاريخ المبكر للمسيحية 
المؤمنون مرتبطون بالألوهية كأعضاء في عائلة؛ الرب هو الآب، ويسوع هو الإبن والمخلص الفريد ولكننا ايضا أخوة المسيح وابناء الرب بالتبنى

 تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside

لقد سأل: "«مَنْ أُمِّي وَإِخْوَتِي؟»". ثم، وإذ راح ينظر إلى الوجوه التواقة المحيطة به والذين كانوا يصغون إلى كلماته بكل جوارحهم، قال: "«هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللَّهِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي»". وهكذا أكّد على الحقيقة العظيمة التي كشفها لنيقوديموس: "اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ" (يوحنا 3: 6). إنها ولادة جديدة تتجلى في إطاعة الكلمة التي تأتي بالمرء إلى علاقة أبدية مع ربنا يسوع المسيح.

تفسير (مرقس 3: 34)  34 ثم نظر حوله الى الجالسين وقال ها امي واخوتي.

  التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٣٤ ثُمَّ نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى ٱلْجَالِسِينَ وَقَالَ: هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي،

: ينقلنا المسيح هنا من مفهوم القرابة الجسدية المحدودة إلى القرابة الروحية الغير محدودة، فهو لم يقصد بالطبع إهمال الأقارب الجسديين، وهو واضع الوصايا، ومنها الوصيتين اللتين تكررتا كثيرًا في عهدى الكتاب المقدس: "أكرم أباك وأمك" (من خر 20: 12 إلى أف 6: 2)، و"تحب قريبك كنفسك" (من لا 19: 18 إلى يع 2: 8)، وهو أيضًا من أوصى يوحنا الحبيب برعاية أمه العذراء وقت صلبه. ولكن المعنى المراد، هو أن الطاعة لله ووصاياه تصنع قرابة روحية تفوق قرابة الجسد بين أعضاء الكنيسة الواحدة فكان يطلق على المسيحيين فى التاريخ المبكر  للمسيحية : " الإخوة"، وتجعل منا أقارب الله الحقيقيين... ويضيف يوحنا ذهبي الفم إلى ذلك قائلًا: "يصير الإنسان أمًّا ليسوع بالكرازة له، إذ يكون كمن يلد الرب في قلوب سامعيه."
† أية نعمة أعطيتنى يا إلهي حتى تشير بيدك وتقول عنى "ها إخوتى"... كيف أكون أخو الرب وكيف تكون المرأة أخت وأم الرب؟ 
للمرة الثانية يعرض إنجيل مرقس موازنة، أولاً بين الأقارب وما يقولونه من جهة أنه مختل العقل، وبين الكتبة الذين يقولون إن به روحاً نجساً. ثم هنا مقارنة بين الأهل الذين جاءوا يطلبونه وهم لا يؤمنون به وبين الذين جاءوا يطلبونه وهم يؤمنون به فاحتسبهم أهله وأقاربه. وهذا شيء في الحقيقة مخز!!
ولكن لا يمضي هذا التعليم دون أن نستوعبه، فنحن الذين كنا غرباء عن العهود والموعد وبلا إله في العالم، دعانا برحمته من فوق صليبه لنصير له أهلاً وأقرباء بل وشركاء بل وأعضاء في جسمه الإلهي الحي كنيسة الرب . فكم يكون إيماننا بل حبنا بل تعلقنا بالروح والنفس والجسد. ولكن ليس ذلك فقط، فهذه الإجابة التي أجابها المسيح «من أمي وإخوتي» كشف فيها مدى تعلق الإنسان في المسيح يسوع بالنسبة لأمه وإخوته وأخواته، إذ قد تقطعت أوصال قربى الجسد لتلتحم الروح بقربي المسيح وأولاد الله الحي. هذه كانت إجابة المسيح التلقائية فيما يخصه سريعاً، ثم حولها بعد ذلك إلى تعليم وإلى وصية وإلى رؤية جديدة لحال الإنسان المولود من فوق، بما له من الداخل والخارج معاً، وصير هذا إنجيلنا الذي نسير عليـه ونحيا (مر 10: 28-30). والذين يتماحكون في ضرورة التعلـق والحـب بـالأم والأخ والأخت فنحن لا ننكر عليهم ما للجسد، ولكن الروح لا تخضع لموحيات الجسد ونوازعه وإلحاحاته الميتة، «الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله» (يو 13:1)، لخدمة الله وحفظ كلامه وصون عهـوده. ولا يوجد في العهد الجديد غير بني الله إلا بنى بليعال أي بني الشيطان، ولا غير الخليقة الجديدة إلا الخليقة العتيقة المرفوضة من الله والتي عليها غضب الله باقي واللعنة الأولى كما هي.

تفسير (مرقس 3: 35)  35 لان من يصنع مشيئة الله هو اخي واختي وامي

  التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** (1) لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ
حينما يوصى المسيح بوصية فهو أول من يفعلها هكذا قال لتلاميذه حينما تركوه فى السامرة وذهبوا ليشتروا طعاما فتكلم المسيح مع المرأة السامرية  عند بئر يعقوب  : " 31 وفي اثناء ذلك ساله تلاميذه قائلين: «يامعلم، كل» 32 فقال لهم:«انا لي طعام لاكل لستم تعرفونه انتم». 33 فقال التلاميذ بعضهم لبعض:«العل احدا اتاه بشيء لياكل؟» 34 قال لهم يسوع:«طعامي ان اعمل مشيئة الذي ارسلني واتمم عمله.  (يو 4: 34)
ما هي مشيئة الله؟ 
الجواب " منقول من موقع  gotquestions.org بالإنترنت "
المشيئة البشرية واضحة: عندما نريد أن يحدث أمر ما، فإننا "نشاء" له أن يحدث؛ وعندما نفعل أمر ما، فإننا نكون قد أظهرنا "مشيئتنا" بالنسبة له. أما مشيئة الله فهي أكثر تعقيداً عن ذلك. في الواقع يرى اللاهوتيين ثلاثة أوجه مختلفة لمشيئة الله في الكتاب المقدس: إرادة الله السامية (الموجِّهة)، إرادة الله المعلنة (المنظورة)، إرادة الله التدبيرية.
تعرف إرادة الله السامية أو الموجِّهة أيضاً بأنها إرادته "المستترة". وهي إرادة "سامية" لأنها تبين أن الله هو الملك الذي يحكم الكون ويخطط كل ما يحدث فيه. وهي إرادة موجِّهة لأنها تتضمن قرارات الله. وهي "مستترة" لأننا في العادة لا نكون مدركين لهذا الجانب من مشيئة الله حتى يتم ما قد قرره بالفعل. ليس هناك أي شيء يحدث خارج إرادة الله السامية، على سبيل المثال، كانت مشيئة الله الساكية أن يؤخذ يوسف إلى مصر، وأن يبقى منسياً في سجن فرعون، وأن يفسر أحلام الملك، وفي المهاية يخلص شعبه من المجاعة وينال إحترام الجميع (تكوين 37-50). في البداية، كان يوسف وإخوته يجهلون تماماً لمشيئة الله في هذه الأمور، ولكن مع كل خطوة في الطريق، كانت مشيئة الله تصبح أكثر وضوحاً. عندما تقول رسالة أفسس 1: 11 أن الله هو "الَّذِي يَعْمَلُ كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ رَأْيِ مَشِيئَتِهِ"، فإنها تتحدث عن مشيئة الله السامية أو الموجِّهة. الله نفسه يعبر عن حقيقة إرادته السامية في سفر إشعياء 46: 10 "رَأْيِي يَقُومُ وَأَفْعَلُ كُلَّ مَسَرَّتِي". ولكون الله هو السيد، لا يمكن أن تتعطل مشيئته أبداً.
يمكن أن تنقسم مشيئة الله السامية أو الموجِّهة إلى إرادة الله الفعالة وسماح الله. وهذا لأن الله لا "يتسبب" في كل شيء بصورة مباشرة. فبعض قراراته هي إرادته الفعالة (أي أنها تساهم بصورة مباشرة في تحقيق رغبة الله)؛ وقرارات أخرى هي سماح منه (أي أن ها تسهم بصورة غير مباشرة في تحقيق رغبة الله). ولكون الله هو السيد المتسلط على كل شيء، فلابد على الأقل أن "يسمح" للأمور أن تحدث. ففي إطار إرادة الله السامية، يختار الله أن يسمح لأمور عديدة أن تحدث دون أن تكون سبباً لسروره. مرة أخرى، نعود إلى مثل يوسف وإخوته، إختار الله بإرادته الموجِّهة أن يسمح بخطف يوسف وإستعباده. وسمحت إرادته بخطايا إخوة يوسف لتحقيق خير أعظم (أنظر تكوين 50: 20). في كل مرة تعرض فيها يوسف للإساءة كان بمقدور الله أن يتدخل، ولكنه "سمح" بالشر، وبهذا المعنى المحدود، كان ضمن "إرادته" السامية".
إرادة الله المعلنة أو المفهومة ليست مبهمة بالنسبة لنا. وهذا الوجه من أوجه إرادة الله يتضمن كل ما قد إختار الله أن يعلنه لنا في الكتاب المقدس – حيث تعاليمه واضحة. "قَدْ أَخْبَرَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ وَمَاذَا يَطْلُبُهُ مِنْكَ الرَّبُّ إِلاَّ أَنْ تَصْنَعَ الْحَقَّ وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعاً مَعَ إِلَهِكَ" (ميخا 6: 8). إرادة الله المعلنة هي ما يريدنا الله أن نفعله (أو لا نفعله). على سبيل المثال، نحن نعلم أنها مشيئة الله أن نقول الحق بمحبة (أفسس 4: 15)؛ وأن نتوب ونرجع إلى الله (أعمال الرسل 3: 19). إنها إرادة الله المعلنة أن لا نزني (كورنثوس الأولى 6: 18) أو نسكر بالخمر (أفسس 5: 18). إن إرادة الله المعلنة "تُصَيِّرُ الْجَاهِلَ حَكِيماً" دائماً (مزمور 19: 7).
واجبنا هو طاعة إرادة الله المعلنة؛ ولكننا نملك القدرة على عصيان وصايا الله. كانت إرادة الله المعلنة لآدم وحواء أن يثمرا ويكثرا، وأن يعملا في الجنة، وأن يتسلطا على الأرض، وأن لا يأكلا من ثمر شجرة معينة (تكوين 1-2). ولكنهما للأسف، تمردا ضد مشيئة الله المعلنة (تكوين 3). وتبين عواقب ما فعلاه أن خطيتهما كانت بلا عذر. ونحن أيضاً لا نستطيع أن نزعم أن خطايانا تحقق مشيئة الله السامية، وكأن ذلك يبررنا من الذنب. كانت مشيئة الله أن يتألم المسيح وأن يموت، ولكن الذين كانت لهم يد في موته يحاسبون أمام الله (مرقس 14: 21).
إرادة الله التدبيرية تتعلق بإتجاه قلب الله؛ أي ما يرضيه أو لا يرضيه. على سبيل المثال: الله "يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ" (تيموثاوس الأولى 2: 4). هذا تعبير عن إرادة الله من نحو الهالكين – هو يريدهم أن يخلصوا ( وإلا لما كان قد أرسل المخلص). ورغم أن رغبة قلب الله هي أن يخلص الجميع، لكن ليس الجميع يخلصون. لهذا، هناك فرق بين إرادة الله التدبيرية وإرادته السامية.
بإختصار، تتضمن إرادة الله ثلاثة أوجه: 1) إرادة الله السامية والمعلنة في قراراته الثابتة التي لا تتغير. أمر الله أن يكون نور، فكان نور (تكوين 1: 3) – مثال لقراراته الفعالة. وسمح للشيطان أن يعذِّب أيوب (أيوب 1: 12) – مثال لسماح إرادته. 2) إرادة الله المعلنة والمتضمنة في شريعته التي أعطاها لنا لكي نسلك في القداسة. لنا القدرة (ولكن ليس الحق) أن نكسر وصاياه. 3) إرادة الله التدبيرية هي إتجاه قلبه. وأحياناً يقرر الله شيء لا يرضيه البتة، مثل موت الأشرار (أنظر حزقيال 33: 11).
   ** (2) هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».
الإيمان بالمسيح هو الدخول فى عائلة المسيح ورجوع أبناء آدم ليكونوا أولادا للرب كما كان ىدم "  آدم، ابن الله." (لو 3: 38). هو إتمام  إرادة الرب الإله لكل البشر ( يو 1: 12) 12 واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله، اي المؤمنون باسمه.  ( يو 3: 16) 16 لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الابدية.  ( يو 6: 40) 40 لان هذه هي مشيئة الذي ارسلني: ان كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة ابدية، وانا اقيمه في اليوم الاخير». ( يو 14: 6) 6 قال له يسوع: «انا هو الطريق والحق والحياة. ليس احد ياتي الى الاب الا بي. (1يو 5: 12 و 13) 12 من له الابن فله الحياة، ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة. 13 كتبت هذا اليكم، انتم المؤمنين باسم ابن الله، لكي تعلموا ان لكم حياة ابدية، ولكي تؤمنوا باسم ابن الله. 

   تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside    
 
يجدر بنا أن نلاحظ أن مرقس، وبتوجيه الروح القدس، لم يُرشَد لأن يدوّن الأحداث في حياة وخدمة يسوع بحسب ترتيبها الزمني الكرونولوجي، بل بالأحرى بترتيب أدبي جميل، فيه يربط معاً حقائق وتعاليم معينة تركز على مبادئ بارزة رائعة.

 

         



 

This site was last updated 11/14/23