Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

م

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
التقرير النصفى سنوى لسنة 2015م
أسرة من 7 أفراد إعتنقوا المسيحية
القزم الجالس
فتاوى الإجرام الإسلامى
إستشهــــاد أقباط بمصر ونيوجيرسى
التبشيـــر ليس جريمـــة
الهرطقة السيمونية بالكنيسة القبطية
شهداء الخصوص
أتباع الشيطان
الحاكم بأمر الله
التقرير النصف سنوى
الجزء الثانى من التقرير
حركة تمرد
الشعب المصرى يسحق
نبوءة نوستراداموس
ظــن وشــــك يحركان الغرب
صور من الأراضى المقدسة
معلولا تتكلم بلغة المسيح
أمن المنيا له علاقة مشبوهة
رسالة إلى وزارة الهجرة
الإنتهاء من تجميع الأناجيل الأربعة
العثور على جثة إسكندر دوس
تزوير فى دستور مصر
التبشير هو أمر إلهى
مخطط لتحويل الكنيسة القبطية
التقرير الربع سنوى
العالم يحتفل بموت المسيح
نريد توضيح من إيبارشية سيدنى
الوضوء بالدم
الإنجيليين والبروتستانت
إيهاب غطاس أول شهيد
صحيفة  ‫ شارلي ستصدر
حزب النور السلفى
التقرير السنوى
الإسلام هدم كنيسة القيامة
تاريخ العرب الهبــــاب
الشهداء الأقباط إختاروا الموت
بيان غريب وعجيب يصدره البابا
إضطهاد رهبان ودير الريان
Untitled 7502
جولة فى برنامج الفيس بوك
محاولات سلخ الكنيسة القبطية
نيروز الشهداء
هلــــموا بنـا نبشـر
جرائم وإغتيالات الإخوان المسلمين
حرق كنيسة الخمس خبزات
مختارات متفرقة من
حزب النور السلفى
Untitled 7619
ذكـــريات من الزمـــن الجميـــل
اللاجئين المسلمين يغزون الغرب
وزارة التربية والتعليم
Untitled 7638
هل  ضرب الأثيوبيين
قس بروتستانتى يهاجم الكنيسة
التقويم وتحديد عيد ميلاد
ننتظر وعد الرئيس
Untitled 7684

(1) حقبة من التاريخ اليهودى/ قصــة عيد حانوكا

حــانــــــوكـــــــا : عيد الأنوار أو عيد التجديد

 

يفتقر الأقباط عامة وبعض رجال الإكليروس إلى معرفة جعرافية الكتاب المقدس بعهديه وكذا التاريخ المرتبط به وألاثار التى تشير إلى صدقه وتؤيده  والتقاليد والعادات اليهودية الدينية والمدنية التى عاشها يسوع المسيح  والفروق التى بين العقيدة الأرثوذكسية وبقية الطوائف وبقية الأديان بما يسمى الدين المقارن وقد أهمل دارسى الكتاب المقدس من الأقباط هذه الفروع  وجعلوها سطحية  مع أن بعضها يدرس فى  الإكليريكية وبالكنيسة ووسائل الإعلام المسيحية ودارت عظات بعض الكهنة حول أسماء شخصيات رهبانية أو شهداء مما كان السبب فى ضياع إسم يسوع بين أسماء لا حصر لها من الرهبان والقديسين والشهداء التى نسمع عنهم أكثر مما نسمع عن يسوع حتى جف الينبوع وتشققت ألابار وإشتاق الشعب لسماع إسم يسوع يرن فى جنبات كنائسنا يفيض بالمياة الحية فترتوى النفوس ويشبع الجياع ويشفى المرضى وتخرج الشياطين حينئذ تشرق شمس البر فلا تغيب عن كنائسنا النعم والبركات والمواهب الروحية واليوم هذه المقالة حقبة من التاريخ اليهودى وضعتها فى صورة مبسطة من الخروج حتى العصر المكابى ينتفع به كل من الدارس والقارئ العادى والأراضى المقدسة حدثت على أرضها أكثر من 200 معركة حربية  ولا يوجد على الكرة الأرضية مكان حدثت فيه هذا الكم من المعارك غير التى حدثت على ارضها فى العصر الحديث أثناء الإنتداب الإنجليزى وقيام دولة إسرائيل كما تضيف للقارئ معلومة عن أحد الاعياد اليهودية السنوية ويسمى حانوكا أى عيد الأنوار أو عيد التجديد مارس فيه المسيح ذاته عادات الإحتفال اليهودية (يوحنا 10: 22) وهذا العيد كان وما زال عيدا دينيا وقوميا فى نفس الوقت إحياءا لذكرى أعادة اليهود تجديد وتدشين الهيكل الثاني في أورشليم القدس سنة 164 ق. م مكان الهيكل الأول الذى بناة سليمان وأصبحوا أمة مستقلة على الأرض التى وعدهم الله بها

*********************************

 عيد التجديد والبروتستانت

هناك أسفار مقدسة من العهد القديم لم يضعها البروتستانت في طبعات الكتاب المقدس الخاصة بهم واسموها الأسفار المحذوفة ويذكر التاريخ أن مارتن لوثر مؤسس المذهب البروتستانتى وأتباعه حذفوا أيضا في زمانهم أسفارًا أخرى من العهد الجديد مثل سفر الأعمال ورسالة يعقوب وقيل أنهم حذفوا أيضًا سفر الرؤيا غير أنهم أعادوا هذه الأسفار لمكانها في الكتاب المقدس وتتضمن الأسفار التى حذفها البروتستانت أحداث تاريخية يهودية هذه الأسفار لم يختلف أحد من المؤرخون على صدقها والبروتستانت يعتبرون أن هذه الأسفار لا ترتقي إلى مستوى الوحي الإلهي وهي من وجهة نظرهم أسفارًا مدسوسة على الرغم من أن كلا من الأرثوذكس والكاثوليك يؤمنون بقانونية هذه الأسفار ويسمونها الأسفار القانونية الثانية  ومن أكبر الأدلة على صدق هذه الأسفار وقانونيتها هو أن عيد التجديد أو عيد الأنوار مارسه الرب يسوع  ذاته وورد ذكره في (يوحنا 10: 22) وهو عيد اسسه يهوذا المكابي سنة 165 ق.م. تذكارًا لتطهير الهيكل  وتجديده بعد أن دنسه أنطيوخس أبيفانيس بذبح خنزيرة على باب الهيكل سنة 163 ق.م. ووردت هذه الأحداث التاريخية فى أحد الأسفار التى حذفها البروتستانت (المكابيين الأول 4: 52 - 59.) كما أورد ذكر هذا العيد المؤرخ اليهودى الشهير يوسيفس (اثار 12: 7) ولربما كانت هناك علاقة ما بين عيد الحانوكا (التجديد) عيد الأنوار ابتداءً من 25 كانون الأول (ديسمبر) وميلاد السيد المسيح الذى كان فى نفس هذه الفترة وأن إنتشار مظاهر هذا العيد بإضائة الأنوار فى ميلاد المسيح عند شعوب فى الغرب  اساسها عيد الأنوار اليهودى فى هذا الميعاد بالذات فى كل سنة

**********************************

كيف يحتفل اليهود بعيد حانوكا / الأنوار؟

 يحتفل اليهود بعيد حانوكا (عبرية: חֲנֻכָּה)  وتعني بالعبرية "تدشين"  / الأنوار / التجديد  ويشير هذا الاسم إلى تدشين هيكل سليمان من جديد بعد ترميمه على يد الحشمونيين إثر إنتصارهم وموعده ابتداء من 25 من شهر كيسليف بالتقويم العبري وحسب التقويم الميلادي بين الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر والأسبوع الأخير من شهر ديسمبر مدة الإحتفال حوالى 8 أيام وهو من الأعياد اليهودية الصغيرة حيث لايعتبر عطلة بل فترة سعيدة فقط، تتميز بالامتناع عن الحداد والتعبير عن الحزن والقيام ببعض الطقوس الدينية الخاصة وتوقد في مساء كل يوم من أيامه بمعدل شمعة كل يوم في شمعدان ذو سبعة أو تسعة فروع ينتهى كل فرع بشمعة ويوجد فى كل بيت يهودى وهو معد خصيصا لذلك الغرض ويسمى مينــورات  يتم إضاءة شمعة واحدة في اليوم الأول ثم شمعة ثانية في مساء اليوم الثاني وهكذا حتى تكتمل إضاءة الشموع السبعة أو الثمانية  ويوضع الشمعدان عند إحدى نوافذ البيت ليمكن مشاهدته من الخارج فتظهر نوافذ بيوت المدة اليهودية مضائة وتشير هذه الأنوار إلى الإشارات التى كان يرسلها الثوار المكابيين لبعضهم البعض بإشعال نار من فوق أعالى الجبال ، ومن الأطعمة التقليدية في هذا العيد الكعك المقلي بالزيت وفطائر البطاطس المقلية  ومن تقاليد العيد أيضا منح الأطفال دوامات رباعية الأضلاع يلعبون بها مكتوب عليها الأحرف الأولى لكلمات جملة "معجزة كبيرة حدثت هنا"، كما أنه يجري بمناسبة العيد مسابقة العدو بالتتابع من موديعين إلى أورشليم القدس لنقل مشعل العيد ويتم نصب الشمعدانات الكهربائية العملاقة في الساحات والمباني العامة.

***********************************

حقبة من التاريخ اليهودى

أولا : عصر الحرية من الخروج حتى الإنقسام

إن التاريخ اليهودى ملئ بالأحداث الشيقة فالشعب اليهودى مرتبط بوعد إلهى وعهدا مشروطا فى التوراة بأن يعطيهم  الأراضى المقدسة من النيل إلى الفرات بشرط أن  يسيروا طبقا لفرائضة مطبقين الشريعة الموسوية  واليهود كما هو معروف يوظفون الدين لخدمة الدولة (دين ودولة) والتاريخ اليهودى ملئ بالأحداث التى تركوا فيها شريعة إلههم فكان الرب يدفعهم لأيدى جيرانهم  ويمكن تقسيم التاريخ اليهودى لحقبات مميزة أولها : حقبة التاريخية من خروج بنى إسرائيل من مصر وتكوينهم دولة واحدة إلى أن إنقسمت دولتهم وفيما يلى ملخص لهذه الحقبة ..  خرج بنو إسرائيل من أرض مصر نحو سنة 1446 ق.م.، وتغربوا في أرض سيناء 40 سنة مات في نهايتها موسى النبي وتولى يشوع المسئولية فدخل بالشعب إلى أرض كنعان نحو 1406 ق.م وعاش معهم ثلاثين عامًا بدأ بعدها عصر القضاة خلال الفترة من (1375 - 1050 ق.م.) على مدار نحو 325 عامًا وبدأ عصر الملوك بمُلك شاول أول ملوك إسرائيل (1050 - 1010 ق.م.) أعقبه داود ثاني ملوك إسرائيل (1010 - 970 ق.م.) أعقبه سليمان ثالث ملوك إسرائيل (970 - 930 ق.م.) وبذلك عاشت إسرائيل مملكة موحَّدة تضم جميع الأسباط خلال الثلاثة ملوك وهم شاول وداود وسليمان خلال فترة تبلغ نحو مائة وعشرين عامًا أعقبها انشقاق المملكة اليهودية في بداية عصر رحبعام إلى مملكة إسرائيل في الشمال مكونة من عشرة أسباط عاصمتها السامرة وأقاموا هيكلا آخر على جبل جرزيم  بدلا من الذهاب إلى أورشليم وكان أول ملوكهم يربعام بن نباط وهو ليس من بيت داود وكانت هذه المملكة هي الأكبر من حيث المساحة والعدد ودامت دولتهم 250 سنة وانتهت سنة 721 قبل الميلاد حينما غزاهم سرجون ملك آشور واستولى على السامرة وسبى الأسباط وأجلى اليهود إلى ما وراء نهر الفرات وبذلك انتهت هذه الدولة ولم تقم لها قائمة.ومملكة يهوذا في الجنوب وهم سبطين يهوذا ولاوى وعاصمتهم أورشليم وإحتفظوا بالهيكل الذى بناه سليمان على جبل المريا  وكان أول ملوكها رحبعام  ابن سليمان من نعمة العمونية (1 مل 14: 13) ومع أنه كان ابن رجل حكيم إلا أنه كان ضيق التفكير فبعد موت سليمان حوالي سنة 931 ق.م. اجتمع في شكيم ممثلون للاثني عشر سبطًا ليجعلوه ملكًا إذ كان هو الوارث الشرعي فطلبوا منه أن يخفف من النير الذي حمّلهم إياه أبوه   أما هو فقد أمهلهم ثلاثة أيام. فاستشار الملك رحبعام الشيوخ الذين كانوا يقفون أمام سليمان أبيه وهو حي قائلًا كيف تشيرون أن ارد جوابا إلى هذا الشعب فكلموه قائلين أن صرت اليوم عبدًا لهذا الشعب وخدمتهم واحببتهم وكلمتهم كلاما حسنا يكونون لك عبيدا كل الأيام فترك مشورة الشيوخ التي اشاروا بها عليه واستشار الاحداث الذين نشاوا معه ووقفوا امامه. وقال لهم بماذا تشيرون انتم فنرد جوابا على هذا الشعب الذين كلموني قائلين خفف من النير الذي جعله علينا ابوك. فكلمه الاحداث الذين نشاوا معه قائلين هكذا تقول لهذا الشعب الذين كلموك قائلين ان اباك ثقل نيرنا واما أنت فخفف من نيرنا هكذا تقول لهم أن خنصري اغلظ من متني ابي. والان ابي حملكم نيرا ثقيلا وأنا ازيد على نيركم ابي ادبكم بالسياط وأنا اؤدبكم بالعقارب الأمر الذي أثار في الشعب روح الغضب والثورة وأدى إلى انقسام المملكة. وخرج عليه عشرة أسباط سميت باسم مملكة إسرائيل ولم يبق معه سوى سبطي يهوذا وبنيامين وقد سميا باسم مملكة يهوذا (1 مل 12 و2 أخبار 10) وقد عاشت هذه المملكة أكثر من أختها إسرائيل وتعرضت لغزوات من الشمال والجنوب وكان آخرها على يد نبوخذ نصر ملك بابل الذي غزاها سنة 606 ق.م وتغلب عليها ودفعت له الجزية، ثم ثارت مرة أُخرى فغزاها سنة 593 فسبى  شعبها  من بينها أعيانها وأشرافها ونهب كنوز الهيكل وثارت عليه سنة 593 ق.م فأتاها هذه المرة سنة 586 ق.م وهدم أسوارها وأحرق الهيكل وسبى اليهود إلى بابل - وقد انتشرت العبادة الوثنية في مملكة إسرائيل منذ بدايتها وبعد ثلاث سنوات سارت ملكة يهوذا في ذات الطريق الذي سلكته إسرائيل (1 مل 14: 21-24 و2 أخبار 11: 13-17 و12: 1).

********************************* 

ثانيا : بعد الإنقسام حتى السبى البابلى

بعد إنقسام المملكة اليهودية لمملكتين تنازعت عليهما الإمبراطورية الاشورية والمصرية كل واحدة منهما تريد ضمهما إلى أملاكها  وحدث أن ساندت المملكة الشمالية (إسرائيل)  الجانب المصري مما أثار حفيظة سنحاريب ملك آشور الذي صمم على إخضاع تلك المنطقة فقام بحملة على المملكة الشمالية في عام 697 قبل الميلاد فحطم هيكلها و شرد أهلها وقام باعمال القتل والسبي في أهلها  وأخذهم سبياً إلى آشور و انتهى بذلك ذكر المملكة الشمالية وبقيت المملكة الجنوبية يهوذا فتره من الزمن  فقد قامت على أساس أكثر رسوخًا وصمدت أورشليم بهيكلها وكهنوتها أمام الأعداء الذين أطاحوا بالسامرة عاصمة المملكة الشمالية لمدة نحو قرن ونصف بعد سقوط السامرة  وقد حاول الآشوريين اسقاط مملكة يهوذا أيضا بسبب عدم قبولهم دفع الجزية إلى ملك آشور {و يقول الكتاب المقدس بعد ان شتم الملك سنحاريب اله مدينة أورشليم ارسل الله الملاك فقتل 850 الف من الجيش الاشوري فعادوا ادراجهم و لم يقدروا اسقاط المملكة اليهودية} بعد سقوط مملكة آشور أصبح الصراع بين إمبراطورية البابليون والمصريون سجالا حتى تمكن البابليين من هزيمة المصريين وأخضعوا بالتالى تلك المنطقة بالكامل

*********************************

سبى البابليون الأول لليهود

وكان السبي الأول فى 606 ق.م.: حيث ورد فى في سفر دانيال "في السنة الثالثة من ملك يهوياقيم ملك يهوذا، ذهب نبوخذ نصر ملك بابل إلى أورشليم وحاصرها" (دانيال 1: 1) وأخذ معه بعض آنية بين الله وبعض أفراد من النسل الملكي وشرفاء يهوذا وكان من بينهم دانيال النبي ورفقائه كما شمل السبى الأول  الملك يهوياقيم نفسه : " صعد نبوخذنصر ملك بابل وقيده بسلاسل نحاس ليذهب به إلى بابل" (2أخ 36: 6) 

*********************************

سبى البابليون الثانى لليهود

وكان السبي الثاني فى 597 ق.م : جاء نبوخذ نصر بنفسه في أثناء حصار جيشه لأورشليم فاستسلم له يهوياكين فأخذ نبوخذ نصر ملك بابل، الملك يهوياكين وأمه وعبيده ورؤساءه وخصيانه وجميع جبابرة البأس "عشرة آلاف مسبي، وجميع الصناع والأقيان. لم يبق أحد إلا مساكين شعب الأرض" كما حمل معه "كل خزائن بيت الرب وخزائن بيت الرب وخزائن بيت الملك، وكسَّر كل آنية الذهب التي عملها سليمان ملك إسرائيل في هيكل الرب، كما تكلم الرب.. وجميع أصحاب البأس سبعة آلاف، والصناع والأقيان ألف، وجميع الأبطال أهل الحرب، سباهم ملك بابل إلى بابل. وملَّك ملك بابل متنيا عمه عوضًا عنه وغَّير اسمه إلى صدقيا" (2مل 24: 10-17) وعاش يهوياكين الملك المسكين 37سنة أسيرًا في بابل. ويبدو أنه كان يحظى باحترام وولاء المسبيين الذين عاش بينهم، إلى أن رفع أويل مرودخ ملك بابل في سنة تملكه رأس يهوياكين من السجن (2مل 25: 27-30)

*********************************

سبى البابليون الثالث لليهود

وحدث السبي الثالث في 586ق.م ودمرت أورشليم : ففي السنة الحادية عشرة لصدقيا في 586ق.م في الشهر الرابع في اليوم التاسع من الشهر، ثُغرت المدينة (إرميا 39: 1 و2) بعد أن أرهقها الحصار والمجاعة ويبدو أن صدقيا ورجال الحرب لم ينتظروا بالمدينة حتى سقوطها بل هربوا من المدينة ليلًا "في طريق جنة الملك من الباب بين السورين" وساروا شرقًا نحو العربة ولكن جيش الكلدانيين سعى وراءهم، فأدركوا صدقيا في سهول أريحا وأخذوه أسيرًا وأحضروه إلى نبوخذنصر في ربلة. فقتل ملك بابل بني صدقيا أمام عينيه ثم قلعوا عيني صدقيا وقيوه بسلسلتين من نحاس وجاءوا به إلى بابل (2مل25: 4-7) ولم ينج من هذه المرة لا المدينة ولا الهيكل ولا القصر، فقد أحرق نبوزرادان "بيت الرب وبيت الملك وكل بيوت العظماء أحرقها بالنار" (2مل25: 9) كما هدم جنوده أسوار أورشليم وكل ما نجا من كنوز الهيكل وأمتعته الثمينة نُقل إلى بابل  ويلخص إرميا هذه الأحداث بالقول: "فسبى يهوذا من أرضه" (إرميا 52: 27، 2مل 25: 21)

*********************************

سبى البابليون الرابع لليهود

 وحدث السبي الرابع في 581ق.م: ذكرت نبوة إرميا الدفعات الثلاث الأخيرة من السبي البابلي ففي السنة السابعة لنبوخذ نصر ملك بابل (أي في 597ق.م) سبى نبوخذ نصر 3.023 من اليهود، وفي السنة الثامنة عشر (أي في 586ق.م) سبى 832 شخصًا فحاصر الملك نبوخذ نصر مدينة أورشليم ودمر أورشليم  وهى السياسة التى يطلق عليها اليوم "الأرض المحروقة" وسبى عددا كبيرا من اليهود وأخلى الأرض منهم والتى يطلق عليها اليوم إسم "التهجير القسرى" كما دمر الهيكل الذى بناة سليمان (وكان هذا السبى البابلى لليهود سببا فى ظهور مصطلح يهود الشتات) ومع هذا السبي انتهى أي وضع سياسي جغرافي لليهود في المنطقة  ولكن لم ينسى اليهود بلادهم وأورشليم عاصمتهم فى بابل فكان اليهود يترنمون هناك بمزمور 137 الذى يقول " على أنهار بابل هناك جلسنا بكينا أيضا عندما تذكرنا صهيون على الصفصاف في وسطها علقنا أعوادنا لأنه هناك سألنا الذين سبونا كلام ترنيمة ومعذبونا سألونا فرحا قائلين: رنموا لنا من ترنيمات صهيون  كيف نرنم ترنيمة الرب في أرض غريبة إن نسيتك يا أورشليم  تنسى يمينى ليلتصق لساني بحنكي إن لم أذكرك إن لم أفضل أورشليم على أعظم فرحي" وفي السنة الثالثة والعشرين (أي في 581ق.م) سبى نبوزرادان رئيس الشرط 745 شخصًا من اليهود أي أن جملة النفوس أربعة آلاف وست مائة (إرميا 52: 28-30، انظر أيضًا 2مل 24: 14-16) ويقدر جورج آدم - بناء على ما جاء في سفر الملوك الثاني ونبوة إرميا أن مجموع المسبيين كان يتراوح بين 62,000، 70,000 نسمة. ففي 606 ق.م سُبي أفراد من النسل الملكي وشرفاء يهوذا (دانيال 1: 1-4). وفي 597ق.م سبي الأمراء والشرفاء والصناع والأقيان ولم يترك سوى "مساكين شعب الأرض" (2مل 24: 14). وفي 586 ق.م سُبي "بيقة الشعب الذين بقوا في المدينة" ولكنه أبقى من مساكين الأرض "كرامين وفلاحين" (2مل 25: 12). وفي 581ق.م وهي السنة الثالثة والعشرون لنبوخذ نصر، سبى نبوزرادان رئيس الشرط سبع مئة وخمسًا وأربعين نفسًا (إرميا 52: 30). وهكذا لم يترك سوى مجموعة من مساكين الفلاحين غير المثقفين بلا هيكل ولا قائد وبلا تنظيم، أنهكهم الجوع وأحاط بهم الأعداء من كل جانب. كانوا كمية مهملة، بل صاروا عبئًا على الذين عادوا من السبي وأعادوا بناء الأمة.
********************************* 
اليهود كشعب بين الحرية والسبى
لم يؤثر على اليهود كأمة تدمير أورشليم  ولا السبى  لمدة 70 عاما ولا هدم الهيكل وحرقه والإستيلاء على مقتنياته الذهبية  ولا إفراغ الأرض منهم  بل زادهم صلابة وإصرار - فسبي يهوذا كان من الأحداث الهامة في تاريخهم الديني. فبالسبي  وجدوا أنفسهم بين شعوب وثنية انفصلوا عن نجاسات جيرانهم وحافظوا على إيمان الآباء بإله إبراهيم وإسحق ويعقوب  وبالرغم من تعرضهم للسخرية والاحتقار من الأمم حولهم تقوقعوا على أنفسهم وكوَّنوا مجتمعات منعزلة أصبحت طابعًا لهم لقد أصبحوا بلا وطن ولا هيكل ولا ذبائح ولا طقوس ولا  حتى أساس مادي لحياتهم كشعب فأدركوا أكثر من ذي قبل أهمية تراثهم وتاريخهم الدينى المسجل فى كتبهم  الذي وصل إليهم من العصور الماضية فبنوا قوميتهم اليهودية - في محيطهم الجديد - على أساس الدين. ولم تنقطع النبوة فلم ينسهم إلههم فى أرض العبودية فأرسل لهم  إرميا وحزقيال - بالكلام عن البركات الروحية التي لهم وبالوعد بالعودة فكما كان الأنبياء صريحين في الإنذار بالسبي كذلك كانوا في التنبؤ بالعودة فإشعياء بحديثه عن البقية كما أن ميخا وصفنيا وإرميا وحزقيال وغيرهم، قد أناروا الأفق أمام الأمة بالحديث عن يقين العودة ليس ليهوذا فقط بل لكل إسرائيل فستعود جبال السامرة ووديان يهوذا تزهو بكرومها وتينها بل لقد تنبأ إرميا عن مدة السبي عندما ذكر أن شعوب الأراضي سيخدمون ملك بابل سبعين سنة (إرميا 25: 12، 29: 10). وهكذا لم يجد المسبيون لهم من سند إلا في التمسك بشريعة موسى فأصبحت الشريعة والمجتمع هما رابطة العقد وإيمانهم بالعهد الذى قطعه الله لهم بأرض الميعاد التى تفيض لبنا وعسلا  وأنهم أمة مختارة من بين شعوب وأمم الأرض الوثنية
********************************* 
ثالثا : العودة من السبى وبناء الهيكل الثانى
إنتهت حقبة الحكم البابلى السابقة وأورشليم  أصبح خرابا يسكنها قلة من فقراء اليهود وغالبية أهلها مسبيين فى بابل كما هدم نبوخذ نصر الهيكل الذى بناه سليمان ونهب مقتنياته الذهبية  وظهرت قوة جديدة فى المنطقة حيث قاد ملك الفرس كورش جيشه وهاجم بابل وقضى على الإمبراطورية البابلية في 539 ق.م انتعشت آمال المسبيين فقد كان كورش هو "الفأس" التي سيسحق بها "يهوه" بابل (إرميا 51: 20)   وقد تنبأ إشعياء قائلًا: "(الرب) القائل عن أورشليم ستعمر ولمدن يهوذا ستُبنين وخربها أقيم، القائل للُّجَّة انشفي وأنهارك أجفف  القائل عن كورش راعَّي فكل مسرتي يتمم، ويقول عن أورشليم ستبنى وللهيكل ستؤسس" (إش44: 26-28)  لم تمض سنة على دخول كورش إلى بابل حتى أصدر مرسومًا بمنح المسبيين الإذن بالعودة وبناء بيت الرب في أورشليم (2أخ 36: 22 و23، عز1: 1-4). كما أخرج آنية الهيكل التي أحضرها نبوخذ نصر إلى بابل وسلَّمها إلى شيشبصر رئيس يهوذا فأصعدها شيشبصر معه عند "إصعاد السبي من بابل إلى أورشليم" (عز1: 7-11)
وغادر بلاد الفرس زهاء خمسين ألفا من اليهود في نطاق العودة الأولى إلى أرض إسرائيل يقودهم زروبابل وكان من ذرية الملك داود وبعد أقل من قرن قاد عزرا الكاتب العودة الثانية إلى أرض إسرائيل كانت عودة اليهود بقيادة عزرا الملهمة وبناء الهيكل الثاني في موقع الهيكل الأول وزيادة إحكام أسوار أورشليم بالإضافة إلى تأسيس "كنيست هاغدولاه" (الجمعية الكبرى) باعتبارها الهيئة الدينية والقضائية العليا للشعب اليهودي بمثابة إيذان ببدء حقبة الهيكل الثاني حيث أصبحت يهودا ضمن مقيدات الامبراطورية الفارسية بلادا  وكان على رأس احد هذين الفوجين نحميا، وهو فتى يهودي في الحادية والعشرين، وكان يعمل في البلاط الفارسي ببابل، وقد وصل على رأس فوجه في عام 444 قبل الميلاد أودعت قيادتها في أيدي الكاهن الأكبر ومجلس الأعيان في أورشليم ونجد أخبارًا مفصلة عن العودة في سفري عزرا ونحميا وفي نبوتي حجي وزكريا وقد رجع من المسبيين 42.360 بقيادة شيشبصر علاوة على العبيد وفي أيام يشوع بن صادوق الكاهن وزربابل بن شألتئيل، بنوا المذبح ووضعوا أساسات الهيكل، ولكن العمل توقف لمقاومة السامريين لعدم الإذن لهم بالمشاركة في البناء وهنا قام النبيان حجي وزكريا بحث الشعب على استئناف العمل وتشجيعهم بالقول بأن مجد هذا البيت سيكون أعظم من مجده الأول (حجي 2: 9) وأخيرًا في شهر آذار في السنة السادسة لداريوس الملك (515ق.م) تم العمل واحتفلوا بالفصح فيه (عز 6: 15-18) وبعد صعوبات عديدة واجهته نجح في بناء الهيكل ثانية في عام 515 قبل الميلاد. وكان ذلك على عهد داريوس ملك الفرس، وقد تم بناء الهيكل على نفقة حكومته. فأقاموا ببناء الهيكل في موقع الهيكل الأول (سليمان) ووسعوه توسعة عظيمة وارجعوا قدس الأقداس وأعادوا المقدسات التي استطاعوا أن يحافظوا عليها مرة أخرى وزيادة إحكام أسوار أورشليم وأطلق المؤرخون على ما بنوه  إسم الهيكل الثاني ثم حدث أن سمح الفرس لليهود بحكم ذاتي في داخل أورشليم ولكنهم افردوا لهم مكانا محدودا جدا فانحصر حكمهم لمساحة 30 كيلو متر مربع فقط من القدس وكانت تلك فقط المساحة المتاحة لليهود ليقوموا بحكمهم الذاتي فيها. فكانوا يعبدون ويتقاضون بينهم ويديرها واحد منهم واستمر حالهم كذلك من عام 515 قبل الميلاد وهو العام الذى أنتهوا فيه من بناء الهيكل الثانى وإستمروا لمدة 200 سنة ساد خلالها في هذه المملكة الصغيرة الهدوء والتسامح وبدأت أعدادهم بازدياد وبدؤوا يمتدون داخل الأراضى المقدسة ولم يعد الهيكل المكان الوحيد للعبادة إذ استمر اعتماد المنازل والمدراش كأماكن للعبادة الثانوية المهمة  وإنتهت هذه المرحلة ببناء الهيكل الثانى وأصبح تعليم موسى أساس الحياة القومية  وتمت صياغة المجتمع اليهودي على الصورة التي لم يطرأ عليها تغيير جذري طيلة القرون التالية. لتبدأ حقبة ورحلة جددة تحت حكم دولة جديدة هى الحكم الهلينى اليونانى
********************************* 

رابعــا : اليهود أثناء الحكم الهلينى / اليونانى

وغزا الإسكندر الأكبر العالم وضمّت أمبراطوريته مجموعة سياسيّة وإداريّة واحدة هى : مكدونية - واليونان - مملكة الفرس بما فيها ممتلكاتها اى التى أستعمرتها مثل مصر والشام والعراق - جزءًا من الهند ومن بعد موت الأسكندر قسم الإمبراطورية قواد جيشه وأعطى حكم مصر سنة 323 ق.م إلى بطليموس الأوّل سوتر (أي المخلّص) ابن لاجوس وأشهر قوّاد الإسكندر .وأعلن نفسه ملكًا سنة 306 ق.م  وسميت سلالته بالبطالمة كما أُعطيت بابل والشام ومن ضمنها  الأراضى المقدسة لسلوقس الأوّل نيكاتور وسميت سلالته بالعائلة السلوقية وكانت السلالتين البطلمية فى مصر والسلوقية فى الشام كثيراُ ما كانت الأحتكاكات بينهم سواء بالصداقة أو الحرب أو التزاوج وبلغت الحروب بينهم ستة سمبت بالحروب السورية وبالرغم من هذه الحروب والعداء بينهم كانت الحضارة الهلّينيّة تنموا وتزدهر فى المنطقة وكانت هي القاسم المشترك رغم كلّ الخلافات وفوق كلّ الحدود وقبل الحرب السورية السادسة إعتلى انطيوخوس الرابع السلوقى العرش [أانطيوخوس  أبيفانوس]  ما بين (175-164 ق.م)  فرض سياسة التهلين أى فرض الثقافة والتقاليد والعادات اليونانية  بالقوة على اليهود ما نتج عنه فرض إجراءات قاسية على الذين رفضوا منهم تبني الثقافة الهيلينية. ومما أثارهم حقا أنه أُرغِم اليهودعلى أكل لحم الخنزير الممنوع في الشريعة اليهودية كما فرض حظر على الاحتفال بيوم السبت والختان التى هى فريضة من فرائض التوراة وأحكام الشريعة اليهودية ،بل أنزلت عقوبة الإعدام بمن ضبط وهو يؤدي هاتين الفريضتين ضمن مسعىً استهدف فرض الثقافة الهيلينية وعاداتها وتقاليدها على السكان جميعا وفى هذه الأجواء حدثت الحرب السورية السادسة (170 ق.م) واحتل مصر وهزم البطالمة وتمت سيطرة الدولة السلوقية على الجزء الأكبر من مصر السفلى وامتد حكمه في مناطق واسعة من مصر  وفي طريق عودته قام بتدمير معبد أورشليم (القدس) في عام (167 ق.م) وتم تدنيس هيكل سليمان وتكريسه للإله اليوناني زيوس ووضع تمثال زيوس هناك ليصبح معبدا لعبادة الأوثان وتنكيلا للمقدسات اليهودية أمر بذبح خنزيرة على المذبح لمعاقبة اليهود الذين تحالفوا مع البطالمة ضد دولته وعلى أثر ذلك حدثت الثورة الحشمونية (المكابية اليهودية) (165 ق.م) وقام اليهود بثورة مسلحة إستمرت ثلاث سنوات

**********************************

Hasmonean Rebellion

الثورة الحسمونية / ثورة المكابيين (168-142 ق.م)

مقدمة

كأى محتل اتخذ أنطيوخوس الرابع قرارات لدمج اليهود في إمبراطوريته عن طريق فرض العبادة اليونانية الوثنية ونشر الثقافة والحضارة الهيلينية (إغريقية / يونانية) وإنتشرت بسرعة  النزعة الهيلينية بين أثرياء اليهود وتعاونوا بالكامل مع السلوقيين ومن جراء هذا التعاون حصلوا على حق المواطنة اليونانية وتَعاظُم نفوذهم التجاري على الصعيد الدولي  ونشأ صراع بين أعضاء الطبقة الحاكمة اليهودية المتأغرقة  للحصول على مناصب فى المجلس اليهودى الأعلى (السنهدرين)  ومنصـب رئيس الكهنة . ومما لا شك فيه أن تَزايُد الضرائب التي فرضها السلوقيون على اليهود وعانى منها الفقراء  ونتيجة للحرب مع البطالمة ضعف أنطيوخوس الرابع  وكان أوامرة بإقامة تمثال للإله الوثنى زيوس فى الهيكل وتدنيسه بذبح خنزيرة هو الذى أدى إلى ثورة اليهود علي حكمه

************************************

من هم الحسمونيين ؟

 "الحسمونيين" أو "المكابيين" وكلمة أسمونيين مشتقة من الكلمة العبرية "هسمان" (أو أسمونوس) أي "الغنى". وكان هسمان كاهنا من عائلة يهوياريب (أو يوياريب - 1مك 2: 1، 1 أخ 24:7) أما اسم المكابيين فمأخوذة عن لقب يهوذا بن متتيا ولعله اشتق من الكلمة العبرية "مكبة" بمعنى "مطرقة" أو "مكبي" بمعنى "المخمد" أو أنها الحروف الأولى من عبارة عبرية تقول: "من بين الآلهة يا رب، من يمكن أن يشبه لك؟ " وكانت هذه الحروف الأولى تكتب على أعلام المكابيين الحسمونيين هم عائلة كهنوتية مكونة من متتيا كاهنًا من بيت يهوياريب  وكان له خمسة أولاد : يوحنا _ جديس أو كديس) سمعان (متى)، يهوذا ( المكابى)، ألعازار (أواران)، ويوناثان (أفوس ). ويغلب أن متتيا كان لاجئا من أورشليم يعيش في مودين في مرتفعات اليهودية غربي أورشليم ولعله اقتنى هناك مزرعة وعندما حاول السلوقيون إجباره على تقديم ذبيحة عبارة عن خنزيرة للأوثان لم يكتف بأن يرفض فحسب بل وقتل رجلا يهوديا تقدم إلى المذبح ليقدمها كما قتل أبلس القائد السلوقى وعددا من حرسه (تاريخ اليهود ليوسفوس، المجلد الثاني عشر، الباب السادس)  وقد ظلت هذه العائلة أمينة للرب رغم كل الضيقات والتجارب حتى في الأوقات التي وصلت فيها الحياة القومية والدينية إلى الحضيض. وقد نجحوا -لفترة محدودة- في استعادة العزة القومية. وكان الأسمونيون أسرة من المحاربين ولكن تاريخ الأسمونيين يدل دلالة قاطعة على شدة تعصبهم القومى الذي استنزف قوى أمتهم أكثر مما فعلت كل الاضطهادات التي صبها عليهم أعداؤهم، وقسمت الأمة إلى أحزاب متنازعة يضمر بعضها لبعض أمر العداوة. ولم يستطع الأسمونيون -في كل تاريخهم- أن يجمعوا كل الشعب ليقف كرجل واحد من ورائهم، فقد مزقتهم المنازعات الداخلية مثلما واجهوا الأعداء من الخارج، ولم يستطع جزء كبير من الشعب مقاومة التأثير الوثني في أيام سيادة المكدونيين والسلوقيين، ولا شك أنه -من هذه الناحية- كان للآلاف من الجنود العبرانيين الذين حاربوا تحت علم اليونان تأثير بالغ وأهم مصادر معلوماتنا عن هذه الفترة هي أسفار المكابيين وتاريخ اليهود وحروبهم ليوسيفوس

 

 

رغم ان الحشمونيين كانوا متحدرين من الكهنة،‏ لم يخدم ايٌّ منهم في مركز رئيس كهنة.‏ فقد شعر يهود كثيرون ان هذا المركز لا ينبغي ان يشغله إلا كهنة متحدرون من صادوق،‏ الذي عيَّنه سليمان رئيسا للكهنة.‏ (‏١ ملوك ٢:‏٣٥؛‏ حزقيال ٤٣:‏١٩‏)‏ فاستخدم يوناثان الحرب والدبلوماسية لإقناع السلوقيين بتعيينه رئيسا للكهنة.‏ ولكن بعد موته،‏ حقق اخوه سمعان انجازا اعظم.‏ ففي ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٤٠ ق‌م،‏ صدر مرسوم مهم في اورشليم،‏ حُفر على الواح من نحاس وكُتب باليونانية:‏ «ثبَّته .‏ .‏ .‏ ديمتريوس الملك [الحاكم السلوقي اليوناني] في رئاسة الكهنوت الاعظم وحسبه واحدا من اصدقائه،‏ وأكرمه كل الإكرام .‏ .‏ .‏ اليهود وكهنتهم سرَّهم ان يكون سمعان رئيسا لهم وكاهنا اعظم مدى الحياة الى ان يقوم نبي امين».‏ —‏ ١ مكابيين ١٤:‏٣٨-‏٤١ (‏سفر تاريخي في اسفار الاپوكريفا)‏.‏

لم تكن السلطة السلوقية الاجنبية وحدها مَن وافق ان يشغل سمعان والمتحدرون منه مركز حاكم ورئيس كهنة،‏ بل ايضا «المجمع العظيم» لشعبه الخاص.‏ وقد شكَّل ذلك نقطة تحول مهمة.‏ وهذا ما عبَّر عنه المؤرخ اميل شورِر في قوله انه عندما اسَّس الحشمونيون سلالة سياسية،‏ «لم يعد اهتمامهم الرئيسي تطبيق التوراة [شريعة اليهود] بل المحافظة على سلطتهم السياسية وتوسيعها».‏ وفي محاولة لعدم جرح مشاعر اليهود،‏ اطلق سمعان على نفسه لقب «قائد الشعب»،‏ وليس «الملك».‏

ولكن لم يُسرّ الجميع باغتصاب الحشمونيين للسلطة الدينية والسياسية.‏ فعلى حدّ قول علماء كثيرين،‏ تشكّل مجتمع قمران في هذه الحقبة.‏ فقد ترك اورشليم كاهنٌ من سلالة نسب صادوق،‏ وهو على ما يُظنّ «معلِّم البرّ» الذي تشير اليه كتابات قمران،‏ وقاد فريقا مناوئا الى صحراء اليهودية عبر البحر الميت.‏ وأحد ادراج البحر الميت،‏ وهو تعليق على سفر حبقوق،‏ يدين «الكاهن الشرير الذي دُعي باسم الحق في البداية،‏ ولكنَّ قلبه صار متعجرفا عندما حكم اسرائيل».‏ ويعتقد علماء كثيرون ان وصف هذه الفرقة الدينية لـ‍ «الكاهن الشرير» الحاكم ينطبق إما على يوناثان او على سمعان.‏

تابع سمعان الحملات العسكرية لتوسيع منطقة سيطرته.‏ لكنَّ حكمه انتهى فجأة عندما اغتيل هو وابناه على يد صهره بطليموس وهم في مأدبة قرب اريحا.‏ لكنَّ هذه المحاولة للسيطرة باءت بالفشل.‏ فقد حُذِّر يوحنا هيركانوس،‏ ابن سمعان الذي بقي على قيد الحياة،‏ من محاولة اغتياله.‏ فقبض على الذين كانوا سيغتالونه واستولى على الحكم ورئاسة الكهنوت مكان ابيه.‏


 


وقد أخذ التمرد شكل حرب عصابات، فتجنب الحشمونيون المعارك النظامية مع القوات السلوقية، وكانوا يلجأون إلى نصب الكمائن والحركة السريعة والهجمات الليلية. وكان مركزهم في الريف حيث القوى الشعبية، وليس في المدينة حيث الأثرياء والتفوق الهيليني. وأثناء الثورة، ذبح الحشمونيون أعداداً كبيرة من اليهود دعاة الهيلينية، وقاموا بتختين أولادهم عنوة، كما ذبحوا أعداداً كبيرة من السكان غير اليهود.

قاد التمرد عام 168 ق.م الكاهن ماثياس الحشموني وأبناؤه الخمسة. ولكن القوات السلوقية ألحقت به الهزيمة، فلقي مصرعه وهو يحاول الهرب، فتولى ابنه يهودا المكابي القيادة من بعده وسيطر على كل مقاطعة يهودا السلوقية، ثم استولى على القدس عام 164 ق.م باستثناء قلعة يونانية. وقام بتطهير الهيكل وهي المناسبة التي يُحتفَل بها في عيد التدشين (حانوكه). وقد تبعت ذلك مجموعة من الغارات، إلا أن يهودا هُزم عام 163 ق.م في المعركة التي قُتل فيها أخوه إليعازر.

ونظراً لحدوث خلافات في الأسرة المالكة السلوقية في سوريا، نجح الحشمونيون في توقيع معاهدة سلام مع السلوقيين ضمنت لهم شيئاً من الحرية الدينية. ولكن يهودا وجماعته طمعوا في الحرية السياسية، ولذا فقد استمروا في الحرب مع أن بعض القوات الحشمونية التي وجدت أن شروط التسوية مقبولة انسحبت منها. وقد تحرَّك يهودا على الصعيد الدولي، فحصل على تأييد البطالمة والأنباط، كما بعث برسالة إلى روما (القوة العظمى الصاعدة في ذلك الوقت) مؤكداً لها أن دولة يهودية مستقلة في فلسطين ستخدم المصالح الرومانية. وقد سعى يهودا إلى الحصول على الاعتراف بأن دولته دويلة صغرى لا يمكنها البقاء إلا تحت حماية دولة عظمى. وقد اعترفت روما بالفعل في عام 161 ق.م بالقوة الحشمونية.

وسقط يهودا قتيلاً عام 161 ق.م، كما قُتل الأخ الثالث يوحنا، فحل محله أخوه يوناثان الذي كان لا يزال حتى ذلك الوقت موظفاً سورياً تابعاً للسلوقيين. وقد استفاد يوناثان من الصراع الذي كان دائراً في سوريا بعد موت أنطيوخوس الرابع أثناء حربه ضد الفرثيين عام 164 ق.م، فأثار المطالبين بالعرش في سوريا الواحد ضد الآخر. وفي عام 152 ق.م، نجح يوناثان في الحصول على منصب الكاهن الأعظم وحاكم مقاطعة يهودا السلوقية من الإمبراطور السلوقي. ونجح أخوه شمعون من بعده في الحصول على إعفاء من الجزية عام 147 ق.م، كما عيَّنه المجلس الأكبر كاهناً أعظم بالوراثة وقائداً للشعب وقائداً عسكرياً (140 ق.م). وبذا، ظهرت مرة أخرى الدولة الكهنوتية التي تتسم بارتباط السلطتين الروحية والدنيوية وتتمركز حول الهيكل. وقد تم فصل منصب الكاهن الأعظم عن منصب الملك فيما بعد، ولكن الكاهن الأعظم ظل خاضعاً خضوعاً كاملاً للملك.

وقد اغتيل شمعون، هو واثنان من أبنائه، على يد زوج أخته (بطليموس) حاكم أريحا (135 ق.م)، ففرَّ ابنه يوحنا هيركانوس واستولى على السلطة قبل أن يتمكن بطليموس من السيطرة عليها. وفي عام 133 ق.م، اعترف الحشمونيون بسلطة السلوقيين، ولكنهم استقلوا بحكـم فلسـطين منذ عام 129 ق.م إلى أن وصـل الرومـان في عـام 67 ق.م.

وقد نجح الحشمونيون في إحراز الاستقلال للسبب نفسه الذي نجحت فيه المملكة العبرانية من قبل، وهو الفراغ النسبي والمؤقت في منطقة الشـرق الأدنى القديم. وكما يقــول المؤرخ الروماني تاسـيتوس: « كان كل خلفاء الإسكندر (أي المقدونيون)، في حالة ضعف وصراع دائم. وكانت الدولة الفرثية لاتزال في طفولتها، كما كان الرومان بعيدين عن الحلبة ». ومما ساعد الحشمونيين على تحقيق هذا الاستقلال المؤقت تلك التحالفات التي عقدوها، تماماً كما فعل داود وسليمان من قبل، مع القوى العظمى الناشئة والقوى الصغرى المجاورة.


تعود جذور حركة المكابيين ( الحشمونيين ) و دولتهم إلى متى حشمون و هو سليل عائلة كهنوتية من الحشمونيين و الذي قاد تمر المكابيين أو الحشمونيين و كان له خمسة أولاد مشوا معه , هم يوحنا الملقب كديس , و سمعان المسمى طسيّ و يهوذا الملقب بالمكابي , و اليعازر الملقب اوران , و يوناثان الملقب افوس . مارس اليهود من الحشمونيين حرب العصابات ضد السلوقيين و استطاع الإخوة الخمسة بقيادة يهوذا الملقب بالمكابي طرد الحامية السلوقية خارج أورشليم عام 164 ق . م و طهروا معبد أورشليم من رموز الإصلاح الديني و لكن يهوذا المكابي قتل في المواجهات . و تولى القيادة بعده أخوه يوناثان الذي اضطر للانسحاب من أورشليم مع مقاتليه و الاحتماء ببيت لحم . و قام يوناثان بمساندة الأمير السلوقي ديمتريوس المطالب بالعرش السلوقي أمام منافسه الكسندر بالاس . و قد كافا الحاكم السلوقي ديمتريوس يوناثان بتثبيته كاهنا أعلى , و سمح له بالاحتفاظ بقوات عسكرية خاصة به , و خففت عنه الضرائب , كما أعطي الإذن بتوسيع مقاطعته حتى عادت إلى ما كانت عليه أيام الفرس تقريبا . في عام 143 ق . م توفي يوناثان و خلفه أخوه سمعان , آخر الإخوة المكابيين من أبناء متى حشمون و التي تسمى بالأسرة المكابية أو الحشمونية. و سمعان المكابي يعتبر المؤسس الحقيقي لدولة أورشليم المستقلة أي دولة المكابيين . و في عهده تمت النقلة الحاسمة نحو استقلال مقاطعة اليهودية . فقد حاصر سمعان قلعة الاكرا السلوقية و افتتحها ثم هدمها حجرا حجرا و سواها بالتراب . و تم إعلان اليهودية دولة مستقلة عام 142 ق . م . لم يكن وضع البلاط السلوقي في حالة تسمح له بالتحرك فخضع للأمر الواقع . كانت الدولة التي أسسها سمعان المكابي دولة دينية يرأسها الكاهن الأكبر الذي تركزت بين يديه جميع السلطات الدينية و الدنيوية معا . فإلى جانب لقب الكاهن الأكبر , اتخذ سمعان لقبين آخرين هما إثنارك ( Ethnarch ) أي رئيس الشعب و ستراتيجوس ( Strategos ) أي القائد العسكري الأعلى . و قد ابتدأ بخطة شاملة لمحو كل آثار الهلينية و العودة إلى التقاليد الدينية اليهودية القديمة . و هكذا نرى ان سمعان المكابي كان ملكا و كان كاهنا أعظما و معلوم ان الملك يكرس بمسحه بالزيت و يدعى مسيحا أو ( مسيح الرب ) و بذلك جمع سمعان المكابي بين ملكوت الرب و ملكوت قيصر حيث يسوع أحدث الفصل بينهما ( ادفعوا , إذا , إلى القيصر ما للقيصر , و إلى الله ما لله ) متى 22 / 21 . و قد ساعد سمعان المكابي في حملته هذه طائفة الصادوقيين التي كانت آخذة بالتشكل في تلك الآونة . توفي سمعان المكابي عام 134 ق . م و خلفه ابنه جون هيركانوس الذي كان ابنا للمدرسة التوراتية و قد قام بحملة عسكرية ضد السامرة استمرت عاما كاملا سقطت على إثرها , فاحرقها و دمرها و ذبح عشرات الآلاف من سكانها , خصوصا في بين شان . ثم توجه إلى احتلال أدوميا و كان على سكانها إما اعتناق اليهودية أو مواجهة الموت . حكم جون هيركانوس قرابة الثلاثين عاما , و كان نموذجا لليهودي المتعصب الذي لا يرى في البشر إلا نوعين , هما اليهودي و غير اليهودي ( الاغيار ) . توفي هيركانوس عام 104 ق . م و خلفه ابنه أرسطو بولس الأول و استطاع خلال سنة واحدة من احتلال منطقة الجليل . ثم توفي و خلفه ابنه الكساندر ينايوس . كان ينايوس آخر الشخصيات المهمة في الأسرة المكابية . لقد تابع سياسة التهويد بقوة السلاح و طبقها على أوسع نطاق , كما مارس القمع و الإرهاب و القتل الجماعي في كل مكان , و لم ينج من طغيانه سكان اليهودية الذين قتل منهم الآلاف . و هذا ما أحدث تململا شعبيا واسعا في أورشليم و المقاطعة اليهودية , ما لبث ان تحول إلى تمرد بقيادة الطائفة الفريسية . و في مقابل هذا التمرد و الثورة تحالفت الفكرية الأصولية للصادوقيين مع الأصولية العرقية للمكابيين . في الأخير انتهى حكم دولة المكابيين بالاحتلال الروماني لفلسطين بحدود عام 64 ق .م . بعد انتهاء حكم الأخوة المكابيين الذين قاتلوا عن عقيدة و إيمان تحول ملوك الأسرة الحشمونية إلى طغاة يستمدون حق الملك من قوة السلاح وحدها . و انفض عنهم عامة المتدينين بسبب فسقهم و فجورهم و تسلطهم . في رفض يسوع لحكم المكابيين الناطقين باسم الله و اعتبار الملك هو المسيح المنتظر و لرفضه العنف فقد قال في إنجيله بحسب يوحنا : ( الحق الحق أقول لكم : من لا يدخل حظيرة الخراف من الباب , بل يصعد عليها من مكان آخر , فهو لص و سارق ) يوحنا 10 / 1 . و قال أيضا في يوحنا 10 / 7 و 8 : ( الحق الحق أقول لكم : أنا باب الخراف . جميع من جاؤوا قبلي سارقون و لصوص ) . و قال أيضا في ( يوحنا 10 / 10 ) : ( لا يجيء السارق إلا ليسرق و يقتل و يهدم ) . و هكذا نرى ان يسوع يرى حسب يوحنا 10 / 7 و 8 ان المكابيين و من جاء قبلهم الذين ادعوا أنهم المسيح هم لصوص و سراق و ليس كما يذكر الباحث فراس السواح في كتابه ( الوجه الآخر للمسيح ) ان المقصود بالآية هو أنبياء بني إسرائيل و آبائهم مثل إبراهيم و اسحق و يعقوب ... الخ .
المصادر : -



ترد قصة تدشين الهيكل في سفر المكابين الأول (4: 51-57) وفي كتاب "تأريخ اليهود" للمؤرخ اليهودي الروماني يوسيفوس فلافيوس (الفصل ال12)، أما التلمود فيذكر هذه القصة ويضيف إليها شرحا لعدد أيام العيد، حيث يقول إن أيام العيد الثمانية تشير إلى معجزة حدثت للحشمونيين عند تدشين الهيكل واستمرت 8 أيام. حسب التلمود لم يبق في الهيكل ما يكفي من الزيت الصالح لإيقاد الشمعدان المقدس، وبرغم ذلك فإنه أنار الهيكل 8 أيام بالكمية القليلة من الزيت الباقي حتى تم تخضير الزيت الجديد. كذلك يذكر التلمود سببا آخر للاحتفال بالعيد عندما لاحظ آدم لأول مرة تقليص ساعات النهار في ذروة الشتاء فخاف ودعا إلى الله ليعيد نور الشمس. بعد مرور 8 أيام لاحظ أن النهار يمتد من جديد فقرر جعل هذه الأيام موعد فرح وشكر لله.
يذكر التراث اليهودي سببين للاحتفال بعيد الأنوار، السبب الرئيسي هو إعلان المعجزة التي حدثت لليهود حسب التراث اليهودي بعد نجاح التمرد على الدولة السلوقية.

" عيد التجديد"  هو عيد تطهير الهيكل  أمر به يهوذا المكابى تذكارا لتطهير الهيكل من النجاسة  التى نجسه بها أنتيخوس أبيفانوس


إعادة بناء الهيكل

جمهورية يهودية

وقد كانت حركة الاخوة المكابيين في بدايتها ثورة دينية، ثم تطورت الى ثورة قومية تستهدف تحرير البلاد، ولم يكن الصراع ضد قوات الحكومة فقط. بل كان ايضا صراعا بين هؤلاء القوميين اليهود وبين قومهم من انصار الثقافة الجديدة، الذين كانوا قد ألفوا حزبا باسم الحزب الهلنستى (حزب الاصلاح) وقد انتصر القوميون اليهود على قوات الحكومة كما انتصروا على انصار الثقافة الجديدة من قومهم. واضطر الملك السلوقى ديمتريوس الثاني الى منح اليهود المنتصرين الاستقلال، وانتخب سمعان، وهو شقيق يهوذا، في عام 141 قبل الميلاد كاهنا اعظم وحاكما على الجمهورية اليهودية الجديدة. واخذ سمعان يضرب النقود ودخلت اورشليم عهدا جديدا، وأخذت تؤرخ منذ ذلك الحين فصاعدا كما يلى: ((فى السنة الاولى من حكم سمعان الكاهن الاعظم والحاكم)). وقد دامت هذه الجمهورية اليهودية الجديدة الى ظهور الرومان في مسرح التاريخ خلفا لليونان. وذلك بعد ثمانين سنة من بدء ظهور هذه الجمهورية اليهودية.
وبظهور الرومان في مسرح التاريخ، وحلولهم محل اليونان في السلطة، اصبحت سوريا ولاية رومانية، ونقضت من يومئذ سلطة الجمهورية اليهودية وجرد الكاهن الاعظم من السلطان، وفرضت على السكان الضرائب الباهظة، وكان ذلك حوالى 60 قبل الميلاد.. وأصبح بذلك الكاهن الاعظم مجرد رئيس طائفة دينية تعينه الاستقراطية اليهودية. واما عامة اليهود فقد انبثوا في جاليات في سائر المدن السورية يعايشون في تحفظ، السكان المختلفين، ويحتفظون بالعبرية كلغة مقدسة.
كان المجتمع السورى، عقب الفتح الروماني، قد أخذ يستجيب لتأثير الحضارة الرومانية، ما عدا اليهود فان ارستقراطيتهم كانت قد انصبغت بالصبغة اليونانية، وعامتهم قد اقامت على نقاوة دينية، وعلى تعصب موروث من عهد الاخوة المكابية التي وردت الاشارة اليها آنفا.

نهاية اليهود كدولة

يحدثنا الدكتور فليب حتى في كتابه آنف الذكر صفحة 375 عن نهاية اليهود على أيدى الرومان، فيقول ((عومل اليهود منذ عهد بومبى كجماعة متميزة بسبب الوحدانية الشديدة لدينهم. فكانوا في عهد الاباطرة معفيين من الخدمة في الجيش ومن الطقوس الواجبة نحو الامبراطور. فلم يطلب منهم المساهمة في عبادة الحاكم الروماني المقرونة بتقديم القرابين له. وكانوا بممارستهم سياسة الانطواء والعزلة يغذون شعورهم القومى. وأدى هذا الى اصطدامات اتسعت فأصبحت ثورة قومية بين 66-70 ميلادية في عهد نيرون وبين 132-134 تحت حكم هادريان. ونتج عن هاتين الثورتين الانفصام النهائى بين اليهود والمسيحيين وحلت بالمجتمع اليهودي كارثة دائمة)).
ففى الثورة الاولى عهد نيرون بقمعها الى أحد قواده الذي أخضع الريف والحصون المنعزلة ودمر بعض المدن ومنها مدينة يافا. ثم قام قائد روماني آخر على راس جيش جرار فحاصر اورشليم مدة خمسة شهور سقطت بعدها في أيدى الرومان، وكان ذلك في سنة 70 ميلادية، وقد حل بالمدينة من الخراب ما تقشعر له الابدان، ويكفى في تصوير هذه الفاجعة الميثاق المتبادل بين اليهود الذين تعهدوا فيه بابادة أنفسهم حين كان الرومان يفتحون المدينة. وكانت الخطة التي اتفقوا عليها ان يقتل كل منهم نساءه وأطفاله ثم يلقى سلاحه ويقدم رقبته ليتلقى الضربة القاضية من الذي جعلته القرعة منهم يباشر هذه المهمة الكئيبة. ولقد كتب الوصف التالى مؤرخ ساهم بنفسه في هذه الحرب، قال:
((كان الازواج يضمون زوجاتهم بحنان ويحملون أطفالهم بين اذرعهم ويتعانقون عناق الوداع والدموع تترقرق في مآقيهم، ولكنهم نفذوا في الوقت ذاته ما اعتزموا عمله كأنهم يعملون ذلك بأيد غريبة. وقد جعلوا عزاءهم لضرورة ما قاموا به تفكيرهم بالمصائب التي سيقاسونها فيما لو سقطوا بأيدى أعدائهم. وكانوا رجالا تعساء بالحقيقة بسبب الضرورة التي وجدوا فيها وهم الذين بدا لهم ذبح زوجاتهم وأطفالهم بأيديهم أهون الشرور التي تنتظرهم)).
هذا ولقد أجبر كثير ممن بقى من هؤلاء ووقع في الاسر ان يقاتل بعضهم بعضا، او يقاتل ضد الحيوانات المفترسة في المدرجات. ومنعت البقية الباقية منهم من الاقتراب من عاصمتهم اورشليم التي كانت قد دمرت تدميرا تاما واحرق معبدها، ولقد قدر عدد من لقى حتفه في هذه الكارثة بمليون يهودي.
ثم اذا كان موعد الثورة اليهودية الثانية على الرومان تعرض اليهود لقصة موت أخرى، وذلك بين عام 132 و عام 134، حين قام قائد غامض يسمى سيمون باروخبا بثورة سحقها هادريان الروماني، ودمر في سحقها من القرى ما قدر بتسعمائة وخمس وثمانين قرية، وقدر عدد القتلى من السكان بخمسمائة وثمانون الفا، وحول اورشليم الى مستعمرة رومانية وانتهت بذلك الامة اليهودية كأمة لها وطن، ومن يومئذ ((تفرق اليهود في مختلف انحاء العالم فلم يكن لهم بيت أو وطن، واينما حلوا كانوا يعاملون معاملة الغرباء غير المرغوب فيهم)) كما يحدثنا جواهر لال نهرو في كتابه (لمحات من تاريخ العالم) ويمضى نهرو في حديثه ذلك فيقول ((فاضطروا ان يسكنوا في أماكن خاصة في المدن منفصلة عن باقى الاحياء، حتى لا يدنسوا بقية الناس. وكانوا في بعض الاحيان يجبرون على ارتداء ألبسة خاصة تميزهم عن غيرهم. لقد أذلوا، وعذبوا، وذبحوا، حتى ان كلمة يهودي أصبحت مرادفة للبخل والربا، ومع ذلك فقد استطاع هذا الشعب العجيب ان يعيش ويحتفظ بكل مقوماته وينجح وينجب رجالا يعتبرون من أعظم رجال العالم. فترى منهم اليوم العلماء والسياسيين والادباء ورجال الاعمال والمال، غير ان أغلبيتهم لا تعتبر غنية، فترى كثيرا منهم يتجمعون في مدن شرقى اوروبا ويتعرضون من آن لآخر لمذبحة من المذابح.فهؤلاء الناس الذين يعيشون بلا بيت ولا وطن يحلمون دائما بالقدس التي تتراءى لهم أحسن وأعظم مما هى بالحقيقة. يسمون القدس ((صهيون)) والارض الموعودة ومنها كلمة ((الصهيونية)) التي تعني نداء الماضى للعودة الى القدس)). هذا ما يحدثنا به نهرو في نهاية اليهود كدولة على ايدى الرومان، عام 134 م

////////////////////////////////////////////

(1) الهيكل في الاناجيل :
دعاه الرب يسوع " بيت الله " ( مت 12:4،مع يو 2 : 16 ) ، وأنه مكان مقدس ويقدس كل ما به ، لأن الله يسكن فيه ( مت 23 : 17 و 21 ) وغيرته لبيت أبيه ، جعلته يظهره ( يو 5 : 17 ) . كما زن المصير الذى كان ينتظر المدينة المقدسة ، جعله يبكى عليها ( لو 19 : 41 - 44 ) . ولكنه كان هو " أعظم من الهيكل " ( مت 12 : 6 ) ، كما تنبأ بأن الهيكل سينقض تماماً لا يترك فيه حجر على حجر ( مرقس 13 : 1 و 2 و 14 ) . وهو ما حدث فعلاً على يد الجيوش الرومانية بقيادة تيطس فى 70 م .
**
السؤال: ماذا حدث لتابوت العهد؟

الجواب: إن مصير تابوت العهد هو سؤال قد حيَّر اللاهوتيين ودارسي الكتاب المقدس وعلماء الحفريات لقرون عديدة. ففي السنة الثامنة عشر من ملك يوشيا ملك يهوذا، أمر يإعادة تابوت العهد إلى الهيكل في أورشليم (أخبار الأيام الثاني 35: 1-6؛ ملوك الثاني 23: 21-23). وهذه هي آخر مرة يذكر فيها مكان تابوت العهد في الكتاب المقدس. بعد ذلك بأربعين سنة، قام نبوخذنصر ملك بابل بإحتلال أورشليم وأغار على الهيكل. وثم بعد أقل من عشر سنوات عاد مرة أخرى وأخذ ما تبقى في الهيكل ثم أحرق الهيكل والمدينة. فماذا حدث لتابوت العهد إذاً؟ هل أخذه نبوخذنصّر؟ هل تم تدميره مع المدينة؟ أم هل تم إخراجه من هناك وتخبئته، كما حدث عندما أغار شيشق فرعون مصر على الهيكل أيام ملك رحبعام إبن سليمان؟ (لأنه لو كان شيشق قد إستولى على تابوت العهد فإذاً لماذا طلب يوشيا من اللاويين إعادته؟ لو كان تابوت العهد في مصر – كما تقول حبكة فيلم "المغيرين على التابوت المفقود" – فإنه لم يكن في حوزة اللاويين وبالتالي لم يكن في إستطاعتهم أن يعيدوه.)

يقول السفر الأبوكريفي مكابيين الثاني أنه قبل الغزو البابلي مباشرة فإن أرميا "بعد إعلان إلهي، أمر أن تصحبه خيمة الإجتماع وتابوت العهد ... وذهب إلى الجبل الذي صعد إليه موسى ليرى ميراث الرب (أي جبل نبو؛ تثنية 31: 1-4). وعندما وصل ارميا إلى هناك وجد غرفة في كهف وضع فيها الخيمة، والتابوت، ومذبح البخور، ثم قام بسد المدخل" (2: 4-5). ولكن، "بعض الذين تبعوه جاءوا يقصدون أن يضعوا علامة على الطريق المؤدي إلى ذلك المكان لكنهم لم يجدوه. عندما سمع غرميا بهذا، فإنه وبخهم قائلا: هذا المكان يجب أن يظل غير معروف حتى يجمع الله شعبه مرة أخرى ويرحمهم. حينذاك سيعلن الرب هذه الأمور وسيرى مجد الرب في السحابة، كما حدث أيام موسى، وأيضاً عندما صلى سليمان أن يتقدس الهيكل بصورة مجيدة" (2: 6-8). ليس من المعروف إذا كانت هذه الرواية المنقولة عن آخرين (أنظر 2: 1) هي رواية دقيقة ؛ وحتى إذا كانت صحيحة، فلن نعرف ذلك حتى مجيء الرب كما تقول الرواية نفسها.

النظريات الأخرى المتعلقة بمكان تابوت العهد المفقود تتضمن إدعاء المعلمين اليهوديين شلومو جورين و يهودا جيتز بأنه مخبأ تحت الهيكل، إذ قد تمت تخبئته هناك قبل أن يتمكن نبوخذنصّر من سرقته. وللأسف فإن جبل الهيكل اليوم هو المقام عليه مسجد قبة الصخرة والذي هو مكان إسلامي مقدس ويرفض المجتمع الإسلامي السماح بالحفريات في ذلك المكان. لهذا لن نتمكن من معرفة ما إذا كانت نظرية المعلمين جورين وجيتز صحيحة أم لا.

يعتقد المكتشف فينديل جونز وآخرين معه أن أحد الإكتشافات ضمن مخطوطات البحر الميت، وهي "المخطوطة النحاسية" المبهمة في الكهف الثالث بوادي قمران، هي في الواقع شكل من أشكال خريطة كنز توضح مكان عدد من الكنوز الثمينة التي أخذت من الهيكل قبل وصول البابليون، ومن بينها تابوت العهد المفقود. ما زال يجب إثبات ما إذا كانت هذه النظرية صحيحة أم لا، حيث أنه لم يتمكن أحد من تحديد المواقع الجغرافية المذكورة في المخطوطة. من المثير للإهتمام هنا هو أن بعض العلماء يظنون أن المخطوطة النحاسية قد تكون في الواقع السجل المشار إليه في مكابيين الثاني 2: 1-4، والذي يصف كيف أن ارميا قد خبأ التابوت. ورغم أن هذه نظرية مثيرة للإهتمام، إلا أنه ينقصها الدليل على صحتها.

قام جراهام هانكوك، وهو مراسل سابق من شرق أفريقيا لجريدة "الإيكونوميست"، بنشر كتاب في 1992 بعنوان: "العلامة والختم: البحث عن تابوت العهعد المفقود"، وفي هذا الكتاب ناقش نظرية أن تابوت العهد قد تم وضعه في كنيسة القديسة مريم من صهيون في مدينة آكسوم، وهي مدينة قديمة في إثيوبيا. كما يعتقد المكتشف روبرت كورنوك من معهد B.A.S.A. أن تابوت العهد موجود الآن في آكسوم. ولكن لم يجده أحد هناك حتى الآن. وبالمثل أيضاً يعتقد عالم الحفريات مايكل ساندرز أن التابوت مخبأ تحت معبد مصري قديم في قرية جهايره الإسرائيلية، ولكنه لم يجده هناك حتى الآن.

يقول تقليد آيرلندي غير موثوق فيه بأن تابوت العهد مدفون تحت جبل تارا في آيرلندا. بعض العلماء يعتقدون أن هذا هو مصدر أسطورة "وعاء الذهب في نهاية قوس القزح" الأيرلندية. كما أن إدعاءات رون وايات وتوم كروستر أقل مدعاة للثقة من هذا، حيث يزعم وايات أنه شاهد بالفعل تابوت العهد مدفوناً تحت جبل الجلجثة، وكروستر بزعم أنه شاهده على جبل Pisgah بالقرب من جبل نبو. إن كلا هذين الرجلين يتمتعان بالقليل من المصداقية في مجتمع علم الحفريات، كما أنه لم يستطع أي منهما أن يؤيد ما يقوله بالبراهين.

وفي النهاية نقول أن تابوت العهد مازال مفقوداً بالنسبة للجميع، ما عدا الله. ويستمر توارد النظريات المثيرة للإهتمام بشأنه، ولكنه لم يوجد بعد. قد يكون كاتب مكابيين الثاني مصيباً؛ فقد لا نكتشف ما حدث لتابوت العهد المفقود حتى مجيء الرب بنفسه مرة ثانية.


عد إلى الصفحة الرئيسية باللغة العربية

ماذا حدث لتابوت العهد؟

تحضير
فكتورأنيس تاوضروس
www.oasisoflivingwater.com


تابوت العهد
هل سيُعثر عليه؟
خلفية تاريخية:
كلمة تابوت في اللغة العبرية هي "عارون" وهي كلمة عامة معناها صندوق. وقد سُمّي هكذا في سفر العدد 10:33 وفي سفر التثنية 31:26 وفي رسالة العبرانيين 9:4 ، و قد سٌمّي كذالك لآنه في شكله يشبه صندوق إيداع حُفظت فيه لوحي الشريعة. أمّا تسميته بتابوت الشهادة فقد وردت في سفر الخروج25:22 لآن وصايا الرب كانت تُسمّي شهادة الرب لشعبه. وأخيراً سُمّي بتابوت الرب في سفر صموئيل الآول 3:3 , 4:11 إذ آنه عرش الرب المقدّس بين شعبه كما سنري بعد.
وصف التابوت:
كان التابوت هو قطعة الآثاث الوحيدة الموجودة في الجزء الداخلي من الهيكل الذي كان يُدعي قدس الآقداس ذلك لآنه كان مسكن الرب وسط بني إسرائيل, حيث لا أحد يستطيع الدخول إلا رئيس الكهنة مرة واحدة في السنة ومعه دم ذبيحة نيابة عن نفسه وعن الشعب.
وقد كان التابوت حسب أمر الرب مصنوعاُ من خشب السنط بأبعلد 2.5 ذراعاً طولاً × 1.5 ذراعاً عرضاً × 1.5 ذراعاً عمقاً (والذراع يساوي 18 بوصة). وقد كان مغشي بالذهب الخالص من الداخل والخارج.
ويجيط بأعلي جدران التابوت الآربعة حاشية من الذهب الخالص لتمنع الغطاء من الإنزلاق عند نقله. وهذا الغطاء كان يُدعي كرسي الرحمة وكان حجمه مثل حجم التابوت نفسه وكان أيضاً مصنوعاً من خشب السنط ومغشّي بالذهب الخالص من كل جانب.
أمّا نقل التابوت فقد كان بواسطة قضيبين مغشّيين بالذهب يجري كل منهما داخل حلقتين من الذهب علي جانبي التابوت ولا يُفصلا منه أبداّ إلاّ إذا لزم الأمر لوجوب تغطية التابوت عند نقله (عدد 4:6).
وكان مثبّتاُ فوق طرفي الغطاء (كرسي الرحمة) إثنين من الكاروبيم واحد من كل جانب في هيئة ملاكين من الذهب المضروب واقفين يواجه أحدهما الآخر وفي نفس الوقت ينظران إلي أسفل علي كرسي الرحمة ولهما جناحان مفروشان يُظللان الكرسي (خروج 25:20 & تثنية 32:11).
أمّا المبخرة الذهبية ألتي يستعملها رئيس الكهنة كلّ عام عند دخوله قدس الأقداس فهي تُحفظ فوق كرسي الرحمة إلي وقت إستعمالها في العام الذي يليه.
وبين الكاروبين كان يعمُّ السحاب (شكاينا) عندما يحلُ الربُّ الإله فوق كرسي الرحمة (لاويين 16:2). ولم يكن هذا السحاب بسبب إحتراق البخور (خروج 16:13) بل كان تعبيراً عن ظهور المجد ا لإلهي.
محتويات التابوت:
كان التابوت يحتوي علي الآتي:
*لوحا الشريعة التي تحوي الوصايا العشر.
*إناء ذهبي يحوي بعض المَنّ (خروج 16:33).
*عصا هارون التي أفرخت (عدد 17:10 وعبرانيين 9:4).
أين التابوت الآن؟
لأ أحد يعلم. كان الكهنة يحملون التابوت أمام جيوشهم عندما يخرجون إلي الحرب كرمز لوجود الرب معهم (عدد10:33 وتثنية 1:33 ومزمور 132:8).
وهكذا كان بنو إسرائيل يحملون التابوت معهم أينما ذهبوا أو حيثما إستقرّوا، إلأّ أنّ النابوت ظلّ في شيلون إلي وقت عالي الكاهن عندما حُمل أمام الجيش علي أمل أن يكون سبب النصرة لهم علي الفيلسطيين ، لكنّ الفلسطينيين هزموهم وأسروا التابوت (صموئيل الأول 4:3 إلي 4:11) ،لكنّهم أعادوه بكل سرورٍ بعد سبعة أشهر إذ أنهم تكبّدوا خسائر فادحة إعتقدوا أنها بسبب إحتفاظهم للتابوت في وسطهم (صموئيل الآول 5:7). ومنذ ذلك الحين حُفظ التابوت في بيت أبيناداب في قرية يعاريم (صموئيل الآول 7:2) إلي وقت داود الملك حينما إستقرّ الرأي علي نقله إلي أورشليم ، لكٍنّه تأخّر ثلاثة أشهر بسبب موت عُزّه إذ لمس التابوت بإهمالٍ. ثُمّ إستقرّ التابوت في بيت عوبيد آدوم إلي أن أُخذ إلي جبل صهيون في إحتفالٍ عظيم (صموئيل الثاني 6:1 إلي 6:19). وعندما إكتمل بناء هيكل سليمان وُضِعَ التابوت في هيكل الرب (ملوك الأول 8:6 إلي 8:9). ثُمَّ أُ شير إلي اللاويين بنقله إلي قدس الأقداس (أخبار الأيام الثاني 35:3) ، وبقي هناك إلي أن دُمِّر الهيكل بواسطة البابليون ، ومنذ ذلك الحين لا أحد يعلم إن كان قد دُمِّر أم فُقِد. إلاّ أن هناك إشاعة سائدة بين اليهود أنّ الملك يربعام أخفاه في مكانٍ سِري غير معروفٍ لأحد في محاولته لتدمير عبادة الإله الحقيقي حيث قد نهي أيضاً فريضة الحج السنوي إلي الهيكل في أورشليم كما أقام تمثالين من الذهب لعجلٍ للناس ليعبدوهم.
ثُمّ في القرن العشرين وبالتحديد في سنة 1930 حصل هيلاسيلاسي علي القوة التي أهّلته ليُعلن نفسه إمبراطوراً لأثيوبيا ثُمّ زعم أنّه الحفيد الحادي عشر للملك سليمان وخلع علي نفسه إسم حامي نجم داود الذي إتّخذه أيضاً شعاراً لأُمّته. ثُمّ أعلن أنّ تابوت العهد في حوزته وأنه أخفاه في مكان لا يعرفه أحد إلّا هو. ثُمّ مضت الأيام وخانه إبنه وإغتاله إلّا أن إبنه لم يرث الحكم ثُمّ أُغتيل إبنه وعمّت الفوضي في الإمبراطورية وسقطت في يد المسلمين والشيوعيين المتطرفين. وهكذا ذهب هيلاسيلاسي وذهب معه سر مكان التابوت إلي الأبد.
إلّا أن السوْال عنوان هذا المقال "هل سَيُعثر عليه؟" لم نُجِب عليه بعد ، وأمّا الجواب فهو: لليهود: إنهم ما زالوا يحاولون وسيداومون المحاولة للعثورعليه إذ أنه بمثابة دِثار الطمأنينه لهم لأنه بدونه يشعرون أنّ الرب الإله ليس بينهم وخصوصاً في هذه الأيام حيث يزداد الفكر العالمي يوماً بعد يوم أنهم ليسوا بعد شعب الله المختار ، وهذا يتمشّي يداً بيد مع تفكيرهم في بناء الهيكل إذ أنّ الواحد لا يكون بدون الآخر.
للمسيحيين: إن مجئ السيد الرب قد غيّر الوضع كُلّية إذ أننا الآن لا ننظر بعد إلي إله يسكن في هياكل مصنوعة باليد (أعمال 7:48 و17:24) لأننا نعلم الآن ونوْمن أننا هيكل الله وروح الله ساكن فينا (كورنثوس الأولي 6:19). نحن لا نتطلّب تابوت عهد أو هيكل لنري مجد الله الأسني لأنّ كل هذا مُدركٌ في قلوبنا نُحسُ به ونلمسه في كل نبضة تنبض بها قلوبنا. وإلي كلّ مسيحي يعتقد أو يحس أنّ التابوت يجب أن يُعثر عليه ، أقول له إقرأ الكتاب المقدّس.
****
المراجع
(1) كتاب أحد الشعانين - البابا شنودة الثالث

///////////////////////////////////////////////////////////

 

 

ننتظر وعدا آخر من السيسى

ثروت بخيت لـ/إم سي إن/: قرابة 50 كنيسة مغلقة "لدواعٍ أمنية"
قانون بناء الكنائس لن يحل الأزمة لأنه لن يطبق باثر رجعي
القاهرة في 1 فبراير /إم سي إن/
قال النائب البرلماني القبطي ثروت بخيت "إن هناك قرابة 50 كنيسة في مصر مغلقة لدواعٍ أمنية"، مؤكدًا "أنه عام 2011 أعد قائمة تضم 43 كنيسة مغلقة وتم تقديمها لحكومة رئيس الوزراء المصري الأسبق آنذاك الدكتور عصام شرف، وزاد العدد ليصل لقرابة 50 كنيسة حتى الآن".

وأضاف بخيت لـ/ إم سي إن/ "أن قانون بناء الكنائس الذي سيتم إقراره في البرلمان المصري لاحقا، لن يحل أزمة الكنائس المغلقة؛ لأنه لن يطبق بأثر رجعي، بل على ما سيتم إنشاؤه عقب صدور القانون، لذا فالحل في تقنين الأوضاع وذلك عن طريق نواب البرلمان والحل الشعبوي وليس الأمني فقط؛ فالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أراد أن يقر القانون في مجلس الشعب حتى يكون كل نائب في دائرته مسؤولا عن تلبية طلبات المسيحيين المتواجدين في هذه الدائرة، وأن تُبنى لهم كنائس في مختلف القرى والنجوع والكفور، وهنا يتحمل النواب هذه المسؤولية. والمناقشة مع أهالي أية دائرة تحدث بها نزاعات، لمحاولة نزع فتيل الفتنة، ستكون الحل؛ لذا؛ فإن فتح الكنائس دور النواب المسلمين بالبرلمان قبل الأقباط".

وأوضح بخيت "أن الثقافة الحاكمة حاليًا هي التي أغلقت الكنائس سابقًا، سواء عن طريق التشدد الديني أو ألأمني، لكن هذه الثقافة قد تغيرت؛ خاصة وأن الدولة ترسخ مفهوم المواطنة بالفعل، وليست الشعارات؛ والمناخ مواتٍ لذلك، وقد رأينا "السيسي" يرسخ قاعدة "المواطنة" بحضور قداس عيد الميلاد مطلع العام الجاري".

 

المسجد الأقصى وقبة الصخرة بين الروم والمسلمين واليهود ...
في ضوء الوثائق التاريخية .
عندما احتل العرب المشرق ، فاجأت العرب مدينة واحدة بشدة مقاومتها :"هي القدس" . لكن بعدما نفذت المؤن ، واشتد الحصار ، فاوض البطريرك صفرونيوس على تسليم المدينة بشرطين : 1- أن يأتي الخليفة عمر بنفسه شخصياً إلى المدينة . 2- أن يقوم بطرد اليهود من القدس . (1)
وافق عمر على الشروط وأتى من يثرب إلى أورشليم ، وكان البطريرك ينتظره ، وسلم البطريرك "العهدة العمرية" ، وهي التي سمحت للمسيحيين بالبقاء في أرضهم مقابل "دفع الجزية والخراج". وتضمنت "الأمر بإخراج اليهود من أورشليم (وكان اسمها آنذاك ايلياء) . (2 )
ويقول المنبجي وهو أهم الوثائق التاريخية القديمة إن الخليفة عمر لما دخل أورشليم ، "صلى بها ودخل البيت الأعظم الذي كان سليمان بن داوود بناه ، فأمر أن يجعل مسجداً جامعاً يصلي فيه المسلمون " (3)
ويقول ديورانت ، أهم المؤرخين الحديثين حرفياً :
إن عبد الملك بن مروان بنى المسجد في "المكان نفسه الذي شاد عليها سليمان وهيرودوس هيكليهما . وقد أقام عمال عبد الملك بن مروان هناك "قبة الصخرة" الشهيرة على الطراز البيزنطي السوري ، وسرعان ما أضحت هذه القبة "رابعة عجائب العالم الإسلامي" والثلاث الأخرى هي مساجد مكة والمدينة ودمشق ، (وجميعها لعمال الروم في بنائها وهندستها دور كبير) . ولم يكن هذا البناء في أول أمره مسجداً ، بل كان حرماً مقدساً حول الصخرة" (4)
فيما بعد أراد الخليفة الوليد تجميل المسجد "فانتزع من كنيسة بعلبك الفخيمة عرشاً عظيماً مذهباً ، ونقله إلى مسجد عمر في القدس ". (5).
أما أرض المسجد فمن الفسيفساء وقد غطيت بالطنافس ، كما غطيت جدرانه بالفسيفساء" (6) والفسيفساء فن رومي محض وهي من أعظم ما اشتهر فيه الروم في بنائهم .
ويقول باباذوبولوس إن من غلبوا على أمرهم في بناء هذه المساجد من الروم ، صنعوها "على شكل كنيسة بيزنطية ملوكية مع قبة عالية بحيث كانت تظهر من الخارج كأنها كنيسة مسيحية". (7)
---------------------------------------------
المراجع :
1- راجع الواقدي ، فتوح الشام (ص 144 – 147).
2- راجع نص العهدة العمرية في تاريخ الطبري ومجير الدين العليمي المقدسي .
3- تاريخ المنبجي ، فاسيلييف ، ص 475 .
4- ( ديورانت ، قصة الحضارة ، ج 13 ، ص 158)
5- افتيخيوس الاسكندري ، "حوليات" mednikov II , 685 باباذوبولوس ، تاريخ كنيسة انطاكية ، ص 550.
6- ديورانت ، قصة الحضارة ، ج 13 ، ص 159 .
7- باباذوبولوس ، تاريخ كنيسة انطاكية ، ص 550.
عن صفحة "نسور الروم"

 

كتب المنتصر محمد رحومة ..

لماذا تركته؟
مشهد اول : كلمته ٠٠ لم يرد - قلت له محتاجك ! - قاللي امشي اطلع بره - ناديته ٠٠ صرخ في وجهي : لا اعرفك - كان يجلس علي كرسيه عال ومتعال متكبر ومتجبر - هددني بالحرق والبطش العظيم - رمي طوبتي ٠٠سابني اصرخ - رددت عليه كاشفا زيفه - انت مش اله ! انت ظالم مكار كياد - انت الشيطان !
مشهد ثان :  سمعني يسوع اصرخ - نزل عن كرسيه عن عرشه وجاء اليا - تجسد واخذ صورة عبد لاجلي - تحنن وتعطف ولمسني وغسلني - واجلسني معه فوق كرسي العرش - وقال لي انت ابني ووارث معي - انت ملك لانني انا ملك الملوك - ما اروعك

 

 

 يوسف نخلة طويل سن 44 مسيحي الديانة مصاب بعدة طعنات بالبطن والصدر والكتف الأيمن وزوجته / عبير حنا طويل سن 35 مصابه بجرح ذبحى بالرقبة ونجلهما / ميشيل يوسف نخلة سن 6 مصاب بجرح ذبحى بالرقبة وشقيقة الأول / مونا نخلة طويل سن 43 مصابه بجرح ذبحى بالرقبة داخل الشقة سكنهم بالعقار رقم 2 شارع العز ونشوب حريق بالشقة واحتراق محتويات المطبخ بالكامل،

 

 

الدولة الإسلامية خلافة على منهاج النبوة  - ولاية كركوك - بلدة الحويجة ترحب بكم

 
الجذور التاريخية لظاهرة قطع الرؤوس في عقيدة الجماعات المسلحة الإسلامية

بقلم: خضر عواد الخزاعي

قد يستغرب البعض وهو يتابع ما تشهده الساحة العربية والإسلامية من أحداث مفجعة يروح ضحيتها كل يوم المئات بل والآف من الأبرياء في بعض المجازر البشعة وخصوصاً ما يحدث في سوريا والعراق بسبب وجود المكون الشيعي في هذين البلدين الذي يعتبر العدو التاريخي لهذه الجماعات المسلحة التي لا تؤمن سوى بمذهبها ودينها الذي يبيح دم كل من يخالف فكرها وعقيدتها مستندة في ذلك على مباديء أصولية وسلفية جامدة نادى بها كلا ً من:

أبن تيمية الذي يصف الشيعة بالملاحدة (إنهم شرٌ من عامة أهل الأهواء، وأحق بالقتال من الخوارج، وأيضاً فغالبُ أئمتِهم زنادقة، إنما يظهرون الرفض، لأنه طريق إلى هدم الإسلام، كما فعلته أئمة الملاحدة )

وأبن القيم الجوزية أستاذ أبن تيمية الذي شبه الشيعة باليهود والنصارى

والسعودي السلفي محمد أبن عبد الوهاب ( 1703-1791 ) الذي يعتبر الأب الروحي للوهابية وجعل من كل المعتقدات التي رافقت الدعوة الإسلامية شرك وبدع يجب محاربتها والقضاء على أتباعها وخصوصاً مذهب التشيع حتى يصل به الحد إلى أن ينعتهم بأبشع النعوت وما لا يليق من كلام بذيء حين يقول عنهم (أن الرافضة أكثر الناس تركاً لما أمر الله، وإتياناً لما حرمَه، وأن كثيراً منهم ناشىء عن نطفة خبيثة، موضوعة في رحمٍ حرام، ولذا لا ترى منهم إلا الخبيث اعتقاداً وعملاً، وقد قيل كل شيء يرجع إلى أصله)

كل هذه الفتاوي والمسائل التي طرحت في متون كتب التاريخ الإسلامي والعربي لم تكن إلا مقدمات منهجية في تبرير قتل المسلمين وغير المسلمين وإستباحة دمائهم وسلب ممتلكاتهم والإعتداء على حرماتهم المقدسة مضافاً لها ماتركه التاريخ الدموي لبعض أمراء السيف من قادة الفتح الإسلامي وأمراء الولايات الأسلامية الذين عرف عنهم قسوتهم ووحشيتهم خلال زمن الفتوحات الإسلامية في بعض البلدان العربية والإسلامية والتاريخ بكتبه ومجلداته يحدثنا عن الكثير من الوقائع والمعارك والحروب التي لم يكن يفرق فيها بين محارب ومسالم وبين كافر ومعاهد وذمي وبين مسلم مؤمن ومرتد بل ان الرغبة بالإنتقام أو الحصول على مايشبع الغرائز والنزوات كانت من جملة الأسباب التي أودت بحياة الكثيرين وسالت لها الأنهار من الدماء فلنقرأ ماكتبه التاريخ والمؤرخون عن واحدة من تلك الوقائع المأساوية التي حدثت بالعراق أبان الفتح الإسلامي وكان بطلها الصحابي خالد أبن الوليد والتي كانت فيها عملية تقطيع الرؤوس لألاف الأشخاص ربما تكون البداية الحقيقية للقتل الممنهج وتقطيع الرؤوس التي نشهدها في واقعنا الحالي في العراق .

ففي كتاب ( البداية والنهاية ) لأبن كثير الجزء السادس يذكر فيها هذه الواقعة التي حدثت بين جيوش المسلمين بقيادة خالد أبن الوليد وبين قبائل بكر أبن وائل والذين كان أغلبهم من النصارى في بلدة (أليس) الواقعة على نهر الفرات بالأنبار في السنة الثانية عشر للهجرة وأستمرت المعركة لساعات طويلة وحين عجز المسلمون من حسم المعركة وحيازة النصر دعى خالد أبن الوليد ربه: أللهم لك عليَّ إن منحتنا أكتافهم أن لا أستبقي منهم أحدا أقدر عليه حتى أجري نهرهم بدمائهم .

ثم إن الله عز وجل قد منح المسلمين أكتافهم كما يقول أبن كثير فنادى منادي خالد الأسر الأسر فأقبلت الخيول بهم أفواجاً يساقون سوقاً ولقد وكل بهم رجالاً يضربون أعناقهم في النهر وكان خالد قد قطع الماء عن النهر في ذلك الموضع ليجري بدل الماء دماً كما نذر لله ففعل ذلك بهم يوماً وليلة وظلوا يساقون لمجزرة قطع الرؤوس يوماً آخر وآخر وكلما أحضر احداً منهم قطعت رأسه حتى أحصوا فكانوا سبعين ألفاً ولم يجري النهر بدمائهم حتى قال له بعض أصحابه أن النهرلا يجري بدمائهم حتى ترسل الماء على الدم فيجري معه وتبر بيمينك ففتحه فسار النهر دماً عبيطاً ولذلك سمي (نهر الدم) وكان المقاتلون في جيوش العراقيين أغلبهم من بلدة تدعى (أمغاشيا) قريبة من مكان الواقعة فسار إليها جيش خالد ولقد هرب معظم أهلها بعدما سمعوا بما فعله خالد وجيشه بأليس فدخلها بلا حرب وعمد إلى تدميرها تدميراً تاماً وسلب كل ماكان فيها من غنائم .

وفي واقعة أخرى لخالد أبن الوليد حدثت باليمن حين قتل مالك أبن نويرة ورجال عشيرته الأسرى وتزوج زوجته أم تميم أبنة المنهال في ليلة واحدة ولقد شهد ألصحابيان أبو قتادة الأنصاري وعبدالله أبن عمر على صلاة وحسن إسلام مالك أبن نويرة غير أنه كان متحيراً في دفع الزكاة كما يذكر أبن كثير في (البداية والنهاية) لكن خالد أمر بقطع رأس مالك أبن نويرة فوضعت بين حجرين وطبخ على الثلاثة قدراً فأكل منها تلك الليلة حتى يرهب القوم وكان من سوء فعل خالد أن شكاه أبو قتادة عند الخليفة أبي بكر لكنه لم يعزله أو يعاقبه فقال له عمر أبن الخطاب حين عودته للمدينة (قتلت أمرأ مسلماً وثم نزوت على إمرأته) .

وفي أنتقاله لعهد آخر من تاريخنا الإسلامي ولأمراء السيف وفي فترة الخلافة الأموية وفي عهد عبدالملك أبن مروان وفي سنة 67 للهجرة يحدثنا الطبري في كتابه (تاريخ الرسل والملوك) عما كان يدور من معارك طاحنة بالعراق بين مصعب أبن الزبير شقيق الزبير أبن العوام الذي أدعى الخلافة بمكة والمدينة وبعث أخيه مصعب لفتح العراق له وكان على الكوفة آنذاك المختار أبن يوسف الثقفي الذي خرج طالباً الثأر لمقتل الإمام الحسين عليه السلام كما يدعي ولقد أستمرت المعركة لشهور طويلة وانتهت بهزيمة المختار بعد أن خذله جيشه وفضل الإستسلام لجيش مصعب أبن الزبير وكانوا يقدرون ب7000 مقاتل فعرضوا على مصعب ليقرر مصيرهم فأمر بقتلهم جميعاً وأن تقطع رؤوسهم صبراً ولم يكتفي مصعب بذلك بل أمر بقتل زوجة المختار عمرة بنت النعمان أبن بشير ويذكر الطبري أن مصعباً لقي عبدالله أبن عمر فقال له: انا أبن أخيك مصعب فقال له عبدالله أبن عمر: نعم أنت القاتل سبعة الاف من أهل القبلة في غداة واحدة عش ما أستطعت فأنك لو قتلت عددهم غنماً من تراث أبيك لكان ذلك سرفاً .

وفي جزيئية تاريخية من زمن الدولة الأموية نجد هنالك أيظا ً من هذا التراث الدموي مع ولاية الحجاج أبن يوسف الثقفي ( 4 – 95) هجرية على العراق والتي أستمرت عشرونا عاما بين سنتي (75 – 95) هجرية وكانت فترة حكمه من أكثر الفترات رعباً ودمويةً حتى أنه قال عن نفسه كما يذكر أبن سعد في كتابه (الطبقات الكبير) على لسان الحجاج (ما أعلم اليوم رجلاً على ظهر الأرض هو أجرأعلى دمٍ مني) ولقد ترك الحجاج في العراق إرثاً مروعاً من تاريخ مليء بالقتل وسفك الدماء حتى قيل أن ضحاياه بالعراق قد تجاوزوا المائة وعشرون ألفاً كما يذكر أبن عبد ربه في (العقد الفريد) ويذكر المسعودي في (مروج الذهب) أنه قتل في سجون الحجاج أكثر من خمسين ألفاً من الرجال وثلاثين ألفاً من النساء و 16 ألفاً من الغلمان ويذكر أن الحجاج كان يسجن الرجال والنساء في مكان واحد فيما يذكر أبن العمراني في كتابه (الإنباء في تاريخ الخلفاء) أن الحجاج قتل أكثر من مليون وستمئة ألف خلال ولايته للعراق ووصل الحد بالحجاج في إستباحة دماء صحابة رسول الله (ص) كما فعل مع الصحابي الجليل سعيد أبن جبيرحين أمر بقطع رأسه .

هذا هو ماتركه أمراء السيف لأحفادهم المتأسلمون في القاعدة وداعش وجبهة النصرة وأنصار الشريعة وغيرهم في باقي الجماعات المسلحة التي لم تعرف غير لغة قطع الرؤوس والتمثيل بالجثث وانتهاك المحرمات وتدمير المدن وحرق القرى وقتل الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال وهتك الأعراض فلا غرابة في ذلك إذا كان ذلك عقيدة في تاريخ أجدادهم .

 

القصة الكاملة لسيدة الفيوم التي قتلت لخلفية زواجها من مسيحي الاثنين ٣٠ نوفمبر ٢٠١٥ - ١٠: ٠٦ م +01:00 CET القصة الكاملة لسيدة الفيوم التي قتلت لخلفية زوجها من مسيحي لم يحدث تهجير لأقباط مركز طامية والقتلة ينتظرون العقاب كشف الحقائق فى أكاذيب الإعلام حول حادث مقتل فتاة طامية الفتاه هربت لقصة حب قبل عامين واعتنقت المسيحية ولم تغير أوراقها عقلاء " طامية " تعاملوا مع الأزمة فى حددوها والتعايش المشترك تصدى للطائفية متى يتم إطلاق قانون حرية الاعتقاد ووقف التمييز الديني ؟ بقلم : الصحفي نادر شكري ترددت كثيرا الكتابة عن قصة سيدة الفيوم التي قتلت بمركز طامية محافظة الفيوم لخلفية ما تردد عن زواجها من مسيحي بعد اختفائها قبل عامين ، والحقيقة أنني تبعت روايات كثيرة نشرت خطأ ولم تتحرى الدقة حول قصة السيدة ، ونشر صورة خطأ أيضا لسيدة سورية قتلت بالإسكندرية مع زوجها وطفلها فى عام 2014 وروج أنها فتاة الفيوم وسوف اسرد لكم الوقائع بعد التحري الميداني الدقيق ... - الفتاة مروه احمد " 26 عاما " من مركز طامية شمال الفيوم كانت متزوجة من مسلم وأنجبت منه طفلين وكان شاب مسيحي يدعى كريم " 25 عاما " يعمل لدى قبطي بمحل مصوغات وترددت الفتاه عليه ونشبت بينهما قصة حب وعندما علم صاحب المحل بالأمر أبعده وذهب الشاب ليعمل بدير الملاك بالفيوم لمدة 7 شهور ولكن كان الاتصال بينه وبين الفتاه مستمر . - فى عام 2013 هربت الفتاه من منزلها تاركة خلفها طفليها واختفى أيضا الشاب حيث التقيا الاثنين وعاشا فى محافظة الإسكندرية والحقيقة أن ما كتب عن اختفاء الفتاه فى 2010 غير صحيح فهي لم تستكمل العامين قبل قتلها وحاولت الأسرة العثور عليها ولكن مع مرور الوقت تناسى الجميع الأمر . - اعتنقت الفتاه المسيحية وقامت الفتاه برسم وشم الصليب على يدها.ولكن الأمر لم يكن بالصورة التي روجها البعض بأنها اعتنقت المسيحية ثم تعرفت على الشاب وتزوجته فالبداية مثل عشرات القصص التي تحدث بشأن تغير الديانة بين الجانبين والتي تتم عادة لقصة حب أو لهروب من مشكلات عائلية أو لازمات مالية . - عاشت الفتاه مع الشاب عامين وحملت بطفل شهرين ثم أسقطته ، وذات يوم ظن الشاب أن أمر الفتاه لن يتذكره احد لاسيما أن أسرتها كانت تعيش فى القاهرة وقرر العودة لمنزله بمركز طامية لرؤية والدته التي كانت تعيش بمفردها حيث أن والده كان يعمل بالقاهرة . - عاد الشاب ومعه الفتاه وشكلها تغير كثيرا بعد أن خلعت نقابها وصبغت شعرها لتعيش معه فى منزله ، ومن عادات الريف ولبساطة وجهل والدته لم تتمالك نفسها أن تأخذ الفتاه لتعرفها بجيرانها بأنها زوجة ابنها ، ووسط الحديث الكثير تساقطت الكلمات حول الفتاه وتعرف عليه احدهم بعد أن باحت الأم بسر ابنها لجيرانها ليصل الأمر لعائلة الفتاه أن هذه هي ابنتهم . - قرر أقارب الفتاه أن يستعيدوها فذهب أربعة رجال وأربعة نساء لمنزل الشاب ولم يكن بالمنزل سوى الفتاه ووالدة الشاب واقتحموا المنزل واخذوا الفتاه بالقوة ، وأرسلوها لوالدها الذي كان يعمل بأحد عقارات شبرا الخيمة وظلت الفتاه تحت الإقامة الجبرية بأسرة الوالد لخمسة عشر يوما - ولكن لطبيعة الوضع الريفي لم تسلم أسرة الفتاه من ألسنه الجيران ومعايرة الأسرة لهروب ابنتهم ـ فلم يستطيع " أعمم " الفتاة تحمل الأمر فذهبوا للقاهرة واحضروا الفتاه للفيوم مرة أخرى وقاموا بقتلها لإنهاء مسألة " العار " ولم تكن أمها راضية على هذا الأمر فأسرعت إلى قسم الشرطة لتبلغ عن أعممها وبعيدا عن طريقة القتل التي ترددت روايات كثيرة بشأنها ما بين الخنق والذبح ولكن فى نهاية الأمر قتلت الفتاه فى إطار التقاليد المجتمعية الخاطئة التي مازالت تسيطر على قطاعات الصعيد والريف بهدف رفض العار ، وأقيمت جنازة الفتاه حضرها كافة اهالى المركز ودفنت بمدافن العائلة وحتى لان مازال الجناة هاربين و مطلوبين إحضارهم أمام النيابة - وخوفا من الغضب الذي يمكن يحدث للأقباط عقب هذا الحادث مثل أحداث أخرى تعرض لها الأقباط هربت والدة الشاب وأيضا ابنها الأخر المتزوج الذي كان يستأجر شقة بالمركز رغم انه كان يعمل بالقاهرة وأسرع أقارب الشاب بالمنطقة وعقدوا جلسة ودية مع عقلاء المركز ليرفضوا الأمر ويؤكدوا أن الأمر لم يكن يعلموا به وإنهم يرفضون وجود الشاب بالمنطقة وعرض احد أقارب الشاب شراء منزله وبالفعل قام بشراء المنزل وأرسل محتويات المنزل لأسرته بالقاهرة - الأسرة المسلمة " الصوافنة " يحسب لها موقف ايجابي بوضع الأمر فى حدوده وأكدت أن أقباط المنطقة ليس لهم اى ذنب أو علاقة بما حدث وإنهم تعاملوا مع الفتاه كما هو فى عرفهم وإنهم رحبوا بموقف أقارب الشاب بإبعاده حتى لا تحدث اى أزمات وتعهدوا التصدي لاى محاولات لإثارة الفتنه وإشعال النيران • حقائق وملاحظات يجب رصدها - أولا لم تحدث وقائع تهجير أقباط القرية كما روجت بعض وسائل الإعلام أنه تم إعطاء مهلة عشرة أيام لبيع منازل الأقباط تحت إشراف الأمن فجميع أقارب الشاب وعددهم كبير مازالوا يعيشون بالمنطقة ويمارسون أعمالهم ولم يترك القرية سوى الشاب ووالدته وبطبيعة الحال فوالده كان يعمل بالقاهرة وشقيقته متزوجة بالقاهرة - ثانيا : ما تردد عن تغير الفتاه لأوراقها الثبوتية هذا الأمر لم يرتقى لدرجة ليقين لأنه لا يوجد فى مصر حق لتغير المتنصر لديانته حتى ألان حتى أن القضية الشهيرة للمتنصر ماهر الجوهري تم رفضها ولم يسمح بتغير بياناته - ثالثا : الفتاه بالفعل اعتنقت المسيحية ولكن هذا تم لارتباطها بقصة حب بالشاب وهذا الأمر نقف عنده كثيرا لان هناك عشرات القصص على الجانب الأخر بتحول بعض المسيحيات للإسلام نتيجة قصص حب أو هروب من مشكلات عائلية ومع الفارق فى التعامل الرسمي مع الجانبين الذي يبيح التحول السريع وتغير الأوراق للإسلام حتى القاصرات فى حين يمنع هذا الأمر على الجانب الأخر إلا أن فى النهاية فالأغلبية من قصص التحول تدخل فى إطار الظروف الاجتماعية وليس الاقتناع بالديانات وخير دليل عدول الكثير مما غيروا دياناتهم وعودتهم إلى دياناتهم الأصلية مثل عشرات قضايا العائدين للمسيحية. - رابعا : لم يتحرى الإعلام الدقة فى تغطية هذا الحادث الذي دون شك نحن نرفضه تماما ونرفض القتل ولكن التغطية شملت جزء كبير من الإثارة والإشعال رغم هدوء العاصفة بالمنطقة ونشر معلومات خاطئة من شأنها تحريك النار من تحت الرماد حتى نشره صورة للفتاه السورية التي قتلت بالإسكندرية وطفلها وزوجها بأنها فتاه الفيوم وهنا نتحدث عن المسئولية الاجتماعية للإعلام وثقافة السلام المجتمعي لحماية المجتمع من الفتن وهو لم يراع هذا البعد فى نشر قصص غير صحيحة وهنا أتذكر أيضا معالجة الإعلام لمثل هذه القصص على الطرف الأخر الذي كان يخرج علينا عند هروب مسيحية مع مسلم ليصفها بقصة الحلم وكيف اخترق الدين قلبها وكيف الحب سار مثل النهر فى دمائها ليفتح الله عينيها ويهاجم أسرتها عندما تطالب بحقها فى رؤية الفتاه ، وفى النهاية فالقصة لم تخرج عن إطار العلاقة العاطفية بين الاثنين وهنا لا اعتراض على حرية الفرد فى اختيار ما يشاء ولكن الاعتراض على سياسية الكيل بمكيالين فالمساواة حق نص عليها الدستور لكل المواطنين - خامسا : الموقف الامنى فى هذه الأزمة يجب الإشادة به لأنه فرض سيطرة وقام بتأمين سريع عقب الحادث وأسرع بالاستعانة بكافة الأطراف لفتح حوار ،ووضع الأزمة فى حدودها ولكن يبقى دوره فى معاقبة الجناة وتطبيق القانون وهنا أذكركم بحادث الأميرية بالقاهرة فى عام 2008 عندما هربت فتاة مسيحية من أصول صعيدية مع شاب مسلم وتزوجت منه ولرفض العار قام شقيقها بقتلها عندما أطلق النار عليها وقام الأمن بالقبض على الشقيق وعمه ووجهت لهم تهمة القتل العمد وحصل الشاب على حكم الإعدام والعم بالسجن رغم أن الشاب هو من قام بالجريمة لوحده فهل يتم تطبيق القانون على الجناة فى حادث الفيوم مثل حادث الأميرية . - ما يزعجني هي الثقافة الدينية الخاطئة ومفهوم الرجولة التي يعتقد البعض أن إغراء متزوجة وحثها على الهروب معه وترك أطفالها " رجولة " والكثير يتفاخر أمام الجميع انه متزوج من مسيحية أو العكس وانه جعلها تغير ديانتها وفى الريف قد ينظمون مسيرة لهذا الأمر ويصل الأمر لاستقطاب القاصرات واقصد هنا المسيحيات وفى حكم عمر الطفولة وأيضا يتخيل انه " راجل " لأنه نجح فى استقطاب طفلة والحقيقة أن الأمر يختلف تماما عن فكرة القيم التي نفتقدها عن أيام الزمن الماضي فهذا ليس الحب وهذه ليست الرجولة ولكن هناك أزمة قيم . • توصيات أن مثل هذه الأحداث أصبحت متكررة وتسبب أزمات طائفية كثيرة وتم تجاهل عشرات التوصيات التي قدمها خبراء وحقوقيين للخروج من هذا المأزق ومنها وجود قانون لتنظيم حرية تغير العقيدة وان تتم من خلال جهة معلنه لإظهار الشفافية وسد الباب أمام الشائعات وليكن بيت العائلة المصري ولكن حتى تتم هذه الخطوة الصعبة والتي تحتاج مجهود كبير لترسيخ مبدأ الحرية لاختيار العقيدة فهناك أمور أخرى مثل إعادة جلسات النصح والإرشاد الديني للمسيحيين لان قضيتهم كبيرة وعادة أن نتابع العديد من قصص اختفاء الفتيات المسيحيات ولا يتم لكشف عنهن ومعرفة مصيرهن لاسيما أن الاختفاء ياتى فى ظروف غامضة لاسيما القاصرات والقانون ينص على إعادتهم لوالى الأمر وعدم أحقيتهم فى الزواج أو تغير ديانة فى هذا العمر وعودة جلسات النصح بإشراف المجلس القومي لحقوق الإنسان أو بيت العائلة سوف يحل الكثير من الأزمات لطائفية لاسيما أن بعضهن بالفعل يتورط فى مشكلات ويخشى العودة رغم رغبتهن فى ذلك . أخيرا الدين لله وهو داخل القلب وحق لكل إنسان ن يعتنق ما يشاء فى إطار المساواة والمواطنة ورفع خانة الديانة من الرقم القومي سيرفع العناء ويعطى كل شخص حقه فى عبادة ما يشاء ونوقف عملية المتاجرة بالدين ونرسخ جوهر الدين الحقيقي وليس مظاهر التدين الزائفة وفى النهاية ليس باسلمة أو تنصير شخص سوف يؤثر أو يقلل أو يزيد من دين ما

 

النظام المالي السعودي "اُستغل لجمع المليارات لتنظيم القاعدة في أفغانستان"
قبل 3 ساعة
Image copyrightReuters
Image caption
السعودية تقول إنها شددت الرقابة على المعاملات المالية في إطار حملتها لمنع تمويل الجماعات المتطرفة
اعترف متحدث باسم وزارة الداخلية السعودية بأن النظام المالي السعودي قد استخدم لجمع المليارات لتنظيم القاعدة في أفغانستان.
ونفى منصور التركي، في مقابلة مع برنامج هارد توك في بي بي سي، أن تكون بلاده مولت أي تنظيم إرهابي، ولكنه قال إن أفرادا أقنعوا الناس بتقديم الأموال تحت غطاء الأعمال الخيرية.
وأضاف أن الحكومة اتخذت إجراءات بمجرد حصولها على أدلة تثبت إساءة استعمال هذه الأموال، وقال "هؤلاء الأفراد كانوا يوهمون الناس بأن أموالهم يتصرف للفقراء والمحتاجين، ولكنها للأسف كانت تذهب لتمويل تنظيم القاعدة في أفغانستان".
وألح التركي على أنه "لا يوجد أي شخص ولا أي دولة تبذل جهدا أكبر من السعودية لمراقبة المعاملات المالية، وقال نحن نقوم بأكثر مما علينا".
وأضاف أن الناس في السعودية أصبحوا "يتذمرون ويتهمون الحكومة بمنعهم من تقديم المساعدات".
وكانت الإدارة العامة للتحريات المالية في وزارة الداخلية السعودية أعلنت أنها تلقت في عام 2014 بلاغا عن حالات اشتباه في جرائم غسيل أموال وتمويل الإرهاب.
وأوضحت أن 88 في المئة من البلاغات التي تلقتها لها علاقة بتمويل الإرهاب.
وكان وزير الاقتصاد الألماني، زيغمار غابرييل، حذر السعودية من تمويل الجماعات المتطرفة في ألمانيا، ودعا السلطات في بلده إلى اتخاذ إجراءات صارمة مع "المساجد المتطرفة"، والتي قال إنها ليست أقل خطورة من اليمين المتطرف.
كما جاء في تسريبات وكيليكس أن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون، قالت في 2010 و2011 إن السعودية تمول جماعات إسلامية متطرفة عبر العالم.
وقال التركي أن بلاده تأخذ تهديد تنظيم الدولة الإسلامية في أراضيها بجدية.
واعتبر التنظيم "واجهة صنعها هؤلاء الذين يرعون الإرهاب لاستعهداف السعودية."
غير أنه عبر عن اعتقاده بأن هؤلاء "يفشلون" لأن السعوديين "متحدون للغاية" ولأن قوات الأمن "تؤدي وظيفتها في حماية بلادنا من مؤامرتهم."
وأضاف "في العام الماضي وحده ارتكبوا تقريبا 15 جريمة إرهابية مختلفة في المملكة أدت إلى مقتل أكثر من 65 شخصا."
وكان التنظيم قد أعلن مسؤوليته عن عدد من الهجمات في السعودية.

 

يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمرأته ويكونان جسدا واحدا..(تكوين 2: 18-22)، هكذا قال الكتاب المقدس عن الزواج، ولذلك تعتبر الكنيسة القبطية الزواج «في المسيحية»، أحد أسرار الكنيسة المقدسة من "معمودية وتناول وما شابه".

وتعود قدسية الزواج لعدد من الأمور، ولعل أبرزها أن الله الخالق هو مؤسس ذلك السر منذ بدء الخليقة، وفقا لما ورد بالكتاب المقدس حينما خلق حواء من أحد أضلاع آدم، ليخلق حواء لتكون معينا نظيرًا له، ودعيت امرأة لأنها من امرئ.

منذ عرفت مصر المسيحية حينما جاءها البطريرك الأول للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية، سنة 61 ميلادية، وتسلم البطاركة من بعده موروث التعاليم اللاهوتية والدينية، وأحد ركائزها الزواج الكنسي وتوثيق العقود من خلال كهنة معتمدين لدى الدولة.

خلال الأيام الماضية، صدر حكم قضائي يعتبر الأول من نوعه، بصحة زواج اثنين من الأقباط الأرثوذكس مدنيا، وفقا للحكم بالقضية رقم 1950 / لسنه 2015 والصادر من محكمة الأسرة الدائرة 18 بعين شمس، والحاصل عليه المحامي سعيد عبدالمسيح.

الأمر الذي أثار جدلا واسعًا بين الأوساط القبطية، لمخالفته للأمور المتبعة بالكنيسة القبطية، من أن الزواج يكون داخل الكنيسة وتقام طقوس وصلوات لمباركة الزواج أو تقديسه – وفقا للمعتاد.

وجاء تعليق البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرزاة المرقسية على الحكم، بأنه مخالف للدستور، قائلا: «هذا الزواج غير دستوري، ولا يمت للشريعة المسيحية بصلة، وتحكمنا شريعة مسيحية شأنها شأن الدين الإسلامي».

القصة وما فيها
«فيتـــو»، تواصلت مع أطراف القضية لتطرح آراء القصة منذ الوهلة الأولى وصولا للحكم الصادر في القضية بتاريخ 18 / 11 / 2015، ولم يظهر سوى من أيام قليلة.

طرفا القصة بالأساس الزوج والزوجة وفقا لحكم إثبات الزواج، وكل الزوج (عزت. ن) وهو مواليد عام 1964 شقيقه، ووكلت الزوجة (جيهان. م) مواليد عام 1976، المحامي سعيد عبدالمسيح، لإتمام إجراءات إثبات الزواج مدنيا، وإنهاء إجراءات سفر العروس لزوجها بإقامته بألمانيا.

الزوج «عزت» والمقيم بألمانيا منذ سنوات أنفصل عن زوجته بعد أقامت دعاوى بالمحكمة الألمانية، وأراد أن يتزوج مدنيًا من أخرى بكرًا تعود مواليدها لمحافظة أسيوط، وهنا يبدأ المسار الذي وصل لصدور أول حكم بالزواج المدني.

وعقدوا اتفاقا الزواج في 8 سبتمبر العام المنصرم، من خلال وكلاء الطرفين، أعمال بالزواج بالوكالة وفقًا للنظام العام بالقانون، واقاموا دعوى في 15 من ذات الشهر، وصدر حكم فيها 18 نوفمبر العام الماضي.

الحكم «بيور»
وصف سعيد عبدالمسيح، محامي الزوجين، الحكم الصادر بإثبات الزواج مدنيًا بـ«البيور»، نظرًا لاتفاقه مع صحيح القانون، ويعُد انتصارا للدولة المدنية بالدرجة الأولى.

وقال عبدالمسيح، في تصريحات لـ«فيتو»، إن القاضي طبق صحيح القانون رقم واحد لعام 2000، موكدًا أن الحكم نهائي وبات ولا يجوز الطعن عليه ولا مجال للتعلل بالمادة الثالثة من الدستور، نظرا لأن القاضي يطبق قوانين وليس دستورا.

الأوراق الرسمية
وأضاف أنه استخرج شهادة من الأحوال المدنية بأن موكليه زوجان لهما وثيقة زواج مدني، واستخرج بطاقة الرقم القومي للزوجة، وأثبت اسم الزوج في بطاقة الرقم القومي؛ مشيرا إلى أن الحكم لا يلزم الكنيسة بشيء، وإنما جاء انتصارا للقانون وفقا لقبول وتراضي طرفي العقد.

وشدد على أنه لا يستطيع أحد التعلل ببطلان الحكم لعدم إقامة الطقوس أو مراسم الزواج كنسيًا، نظرا لإرادة المتعاقدين على الزواج مدنيا وليس كنسيا.

وأكد أن القانون يعطي الحق للمصريين في الزواج مدنيا، سواء كان مسيحيا أو مسلما، ويتعين على الكنيسة ألا تعترض على من يلجأ للزواج المدني.

وأشار إلى أن القوانين العامة تبيح إقامة دعاوى إثبات زواج لمن بلغت سنه الـ16 عاما على زوجها، من رجل يبلغ الـ18 عاما، وبذلك رخصة بالقانون العام الذي يطبق على كل المصريين، ولا يجوز الحجر على حرية أحد.

عديمو الصفة
وعن تقديم محامين للنائب العام الطعن على الحكم الصادر، قال "عبدالمسيح" إن استنادهم لنص المادة الثالثة ما زالت كلاما عاما لم يترجم إلى قوانين، وتعد مناشدة للمشرع «مجلس النواب» بأن يصدر نصوصا قانونية بأحكام للحالة العامة.

وأوضح أن الذين تقدموا بشكاوى إلى النائب العام عديمو الصفة والمصلحة القانونية، والكنيسة وحدها صاحبة الصفة ولم تطعن، وللنائب العام حق الطعن على الأحكام لمصلحة القانون في الاحكام النهائية، أما الحكم الصادر فلا يخالف القانون وإنما مبني على قانون الإثبات.

وأضاف: «ليس من حق النائب العام الطعن في أحكام مخالفة للدستور، وإنما الدستورية العليا صاحبة الاختصاص وليس النقض، والصادر حكم وليس قانون، والطلبات المقدمة هي والعدم سواء ولا يستطيع أحد الطعن بالنقض بعله إنه مخالف للدستور، لأن النقض غير مختصة ولا تملك إهدار حجيه هذا القانون ولا وقف تنفيذ الحكم».

واستند ايضًا لنص المادة رقم 3 من ذات القانون، بأنه تصدر الاحكام طبقا لقانون الأحوال الشخصية والوقف وتعمل بما لم يرد بشأنة نص في تلك القوانين بأرجح الأقوال لأبي حنيفة، ومع ذلك تصدر الأحكام في المنازعات الشخصية المتعلقة بالأحوال الشخصية لغير المسلمين المتحدين الملة والطائفة والتي كانت لهم جهات قضائية ملية حتى 31 ديسمبر عام 1955 طبقا لشريعتهم بما لا يخالف النظام العام.

ميلاد طفل
وأكد أن الحكم الصادر مبني بالأساس على النظام العام لا سيما عدم وجود قانون منظم للأحوال الشخصية للأقباط منذ وقف العمل بلائحة 1938، وبات الزواج حاليًا كواقعة ميلاد طفل لا يستطيع أحد إنكار خروجه للحياة.

واختتم حديثه بأن أسرتي الزوجين كانوا على اتفاق وقبول بزواجهما، وشقيق الزوجة شاهد على عقد زواجها، بالإضافة إلى اعتزام الزوجة السفر لزوجها لإتمام مراسم الزواج بأحد الطوائف الأرثوذكسية بألمانيا.

معارض
فيما يرى كرم غبريال، المحامي وأحد المتقدمين بطلب للنائب العام بالطعن على الحكم، أن الحكم لم يعلنه المحامي سعيد عبدالمسيح للإعلام إلا بعد فوات مواعيد الطعن عن عمد.

وقال "غبريال"، في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، إن محامي الطرفين استخرج شهادة من الجدول بأنه لم يطعن أحد على الحكم وسجل لهم بموجب الحكم أصدر وثيقة زواج من مصلحة الأحوال المدنية بناء على الحكم الصادر بإثبات الزواج.

زواج عرفي
وأضاف: "إن الأمر مبني على زواج عرفي بين رجل وامرأة، لو كانا زوجين مسلمين لكان صحيحا، وإنما مع زوجين مسيحيين فهو باطل بطلان مطلق ومخالف للدستور والقانون".

وأشار إلى أن الدستور هو الوثيقة العظمى للبلاد وأبو القوانين، وجاء بالمادة الثالثة "شرائع المصريين من المسيحيين واليهود المصدر الرئيسي للتشريعات المنظِّمة لأحوالهم الشخصية، والكنيسة القبطية تعتمد الزواج كاحد أسرار الكنيسة السبعة ولا تعترف باى زواج خارجها".

وألمح إلى أن المحكمة الدستورية العليا وهي أعلى سلطة قضائية تقول منذ تأسيسها إن المسيحيين المصريين يخضعون لشريعتهم الخاصة، وأيضا يخالف أحكام محكمة النقض المصرية المستقرة.

وأوضح أن الدستور يقول إن للأقباط الاحتكام لشرائعهم المنظمة لأحوالهم الشخصية، مما يعني الخضوع للقانون المنظم وهو لائحة الأقباط الأرثوذكس الصادرة بتاريخ 8 / 8 / 1938، وتعديلها في عهد البابا الراحل شنودة الثالث عام 2008.

الحكم مخالف
وأكد أن الحكم مخالف للقانون والدستور، ولكنهم لا يستطيعون الطعن عليه، وكذا أصحاب الزواج العرفي نفسه لا يحق لهم الطعن عليه.

وتابع أن الحل الوحيد اللجوء ببلاغ للنائب العام بمطالبة للطعن على الحكم طبقا لنص المادة 250 من قانون المرافعات المصرية، ليطعن على الحكم أمام محكمة النقض أو وقف تنفيذ الحكم، ويحق لكل مسيحي لاعتباره ذا صفة يقدم نفس الطلب.

المادة 250 بالمرافعات
استند إلى المادة 250 من قانون المرافعات يعتمد عليه الطعن، وهو "أن للنائب العام حق الطعن على الأحكام التي فوت الخصوم ميعاد الطعن فيها أو نزلوا فيها عن الطعن يكون الخصوم يدركون أنه مخالف ولم يطعنوا عليه، يرفع طعن من خلال النائب العام وينظر الطعن في غرفة المشورة ولا يفيد الخصوم من هذا الطعن ويكون إفادته لمصلحة القانون".

وتابع: "لن يستفيد الزوجان سواء ألغي الحكم من عدمه فإنهما نفذا ما يريدانه، وإنما يستفيد 25 مليون مصري مسيحي، يضمنون بأنه لا يوجد قاضٍ بعد ذلك سيحكم بإثبات زواج عرفي لأي من المسيحيين مرة أخرى".

 

روم أم عرب ؟ (المقال الأول)
الدكتور علاء عيد
لعله واحد من اكثر المواضيع المطروحة في كنيستنا الأرثوذكسية الأورشليمية, فنجد كثيرين اليوم يدعون إلى تعريب الكنيسة لأنهم عرب, حتى أن البعض طالب أن يصير اسم الكنيسة "العرب الأرثوذكس" بدلاً من "الروم الأرثوذكس". ظانين أن كلمة "روم" تعني "يونان" وبالتالي وجب التغيير لتعريب الكنيسة وحفظ الهوية.
ولي تعليق على هذا الموضوع..
لم تكن الكنيسة الأرثوذكسية يوماً كنيسة قومية (تتبع لقوميات معينة) كما هو الحال في الكنائس اللاخلقدونية (أقباط, أرمن, سريان). فالكنيسة الأرثوذكسية هي كنيسة مسكونية (بشارتها ممتدة وتغطي بطريركياتها الحدود الجغرافية للعالم بأسره) "فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ خَرَجَ مَنْطِقُهُمْ، وَإِلَى أَقْصَى ٱلْمَسْكُونَةِ كَلِمَاتُهُمْ. جَعَلَ لِلشَّمْسِ مَسْكَنًا فِيهَا" (مز٤:١٩).
لذلك فإن كلمة "روم" لا تعني يونان كم يظن البعض, بل تعني إنتمائنا لإيمان وثقافة الامبراطورية الرومية البيزنطية. فالروس والعرب واليونان والبلغار والصرب .. إلخ, جميعهم روم. فلهذا لا وجود لكنيسة عربية وأخرى يونانية. بل الكنيسة هي واحدة ارثوذكسية ناطقة بلغات عدة.
قال غبطة البطريرك ثيوفيلس قبل نحو عامين: "أبناء كنيسة أورشليم هم أرثوذكس ناطقين بالعربية, وأن من يطلب من الأرثوذكس أن يبحث عن أصل عربي لهويته فلن يجد".
وبالواقع لا أرى أي خطأ في ما قاله سيدنا, فنحن للقرن الثامن تقريباً نتحدث اليونانية فلماذا ننكر ذلك؟ نحن روم ولطالما بقينا حاملين لثقافة وإيمان امبراطوريتنا التي تسيّدت العالم لقرون عديدة, نحن أحفاد التراث الهيليني العظيم, ولم نأتي من الجزيرة العربية, بل نحن روم ثقافة وديانة, ولا يعني هذا أننا اليوم لا نفتخر بالقومية العربية التي ننتمي إليها, بل على العكس, فالقضايا والمصالح العربية هي قضايانا ومواطنتنا لا نساوم عليها أحداً. ولكن هل نحن كأرثوذكس ننحدر من أصول عربية كما يدّعي البعض؟ هذا ما سأناقشه وأطرحه خلال هذين المقالين, وسأتكلم فقط عن أصول الأرثوذكس في الاردن وفلسطين (حدود كنيسة اورشليم).
الأرثوذكس الفلسطينيين ..
نجد أن من ينتمي إلى الكنيسة الأورشليمية في فلسطين يعود إلى ثلاث خلفيات جميعها غير عربية, فإما انه من جذور يونانية, أو من جذور عبرانية. أو من جذور كنعانية (السكان الأصليين). لم يستوطنها يوماً أحداً من الجزيرة العربية.
فأنا شخصياً أنتمي لقرية تدعى "الزبابدة", وقد عُرفت بالقدم باسم دوثان (تك١٧:٣٧), وبعد أن قُسّمت الأرض بين الأسباط أبناء يعقوب, كانت منطقتنا من نصيب زبولون بن يعقوب وسمّيت باسمه "زبولون", ومع دخول العرب وتعريب أسماء المناطق, تغير اسمها من زبولون إلى زبابدة, ومن بها من سكان أصليين هم بالطبع من نسل زبولون بن يعقوب بن ابراهيم خليل الله.
وعلى هذا المنوال الكثير من المناطق بفلسطين. وقد يقول قائل: هذا بالنسبة لمن هم من أصل عبراني وماذا عن بقية الفلسطينيين؟
كانت فلسطين قديماً تُدعى "أرض كنعان", نسبة لكنعان بن حام بن نوح نبي الله, فالأرض كانت للكنعانيين قبل أن يدخلها الفلسطينيين والعبرانيين. ونسل كنعان كانوا سبعة قبائل استوطنوا هذه الأرض وهم "ٱلْكَنْعَانِيِّينَ وَٱلْحِثِّيِّينَ وَٱلْحِوِّيِّينَ وَٱلْفِرِزِّيِّينَ وَٱلْجِرْجَاشِيِّينَ وَٱلْأَمُورِيِّينَ وَٱلْيَبُوسِيِّينَ" (يش١٠:٣).
وأتى العبرانيون كما نعرف ودخلوا أرض كنعان قادمين من بلاد ما بين النهرين حين دخلها أبونا ابراهيم. وأصبحوا إثنا عشر قبيلة هم الأسباط "أشير, بنيامين, جاد, دان, رأوبين, زبولون, شمعون, لاوي, نفتالي, يساكر, يهوذا, يوسف (إفرايم ومنسّى)".
أما باقي الفلسطينيين هم بالأصل من جزيرة كريت اليونانية وقد استوطنوا ارض كنعان في القرن الثاني عشر قبل الميلاد, وكانت لفظة "فلسطين" تطلق في بادئ الأمر بصورة خاصة على السهل البحري الممتد بين يافا وغزة وطوله ٥٠ ميلًا وعرضه ١٥ ميلًا. وكان لها خمسة مدن "أَقْطَابِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ ٱلْخَمْسَةِ: ٱلْغَزِّيِّ وَٱلْأَشْدُودِيِّ وَٱلْأَشْقَلُونِيِّ وَٱلْجَتِّيِّ وَٱلْعَقْرُونِيِّ، وَٱلْعَوِيِّينَ" (يش٣:١٣), ثلاثة مدن كانت على الساحل هي غزة وأشقلون وأشدود. وكانت جميعها محاطة بأسوار حصينة.
وأذكر أن كاهناً يونانياً سألني ذات يوم, اتعرف من أين أصل الفلسطينيين؟ فقلت من كريت, فقال صحيح وهل تعرف ما يعني اسمهم؟ فقلت لا, فأجابني: "الكلمة أصلها يوناني وتلفظ felion estia وبالعربية فلسطينية, وهي كلمة يونانية من مقطعين تعني "بيت أقاربنا" لأنهم كانوا كريمين ومضيافين جداً، وحتى الغريب كانوا يستضيفونه بينهم, فسمّاهم اليونانيين بهذا الإسم "فليونستية" وبالعربية "فلسطينية" !!
والغرض من هذا الطرح هو وضع النقاط على الحروف, فالمسيحيين وخاصة الأرثوذكسيين كأبناء أصليين للوطن لم ياتوا يوماً من الجزيرة العربية (الموطن الأصلي للعرب), بل كانوا ينحدرون من إحدى هذه الامم (الكنعانيين, العبرانيين, الفلسطينيين اليونانيين) وآمنوا بالمسيح لاحقاً, وبعد ان قامت الامبراطورية الرومية سُمّيوا روماً لأنهم تبعوا ثقافة وإيمان وحضارة الامبراطورية الرومية.
يتبع عن أصول الأرثوذكسيين في الاردن ...
د.علاء عيد

 

 

 

This site was last updated 02/14/16