Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

 ا

  هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
ظهور محمد على
New Page 1794
New Page 1795
New Page 1796
New Page 1464
New Page 1459
New Page 1460
New Page 1461
New Page 1462
New Page 1463
New Page 1802
New Page 1801
New Page 1803
New Page 1804
New Page 1805
New Page 1806
New Page 1807
New Page 1808
New Page 1809
New Page 1810
New Page 1811
New Page 1812
New Page 1813
New Page 1814
New Page 1815
محمد على والأقباط
زوجات وجوارى محمد على
محمد على والدولة الحديثة
قصر محمد على بالسويس
محمد على وتحديث مصر
سرقة مقبرة محمد على
Untitled 1918
Untitled 1919
Untitled 1920
مشاهير اللأقباط وقديسهم ومحمد على

Hit Counter

 

وفي يوم الأربعاء 10 شهر ربيع الثاني سنة 1219 هـ  - 19 يولية 1804 م وصل من بحري ثلاث شلنبات
كان الباشا أرسل بطلبها عوضًا عما تلف فعندما وصلوا إلى جهة باسوس وهناك مركز للمصرلية على جرف عال أقعدوا به ليمنعوا من يمر بالمراكب فضربوا عليهم وضرب من في المراكب الحربية أيضًا على من في البر فكان ضرب من في البر يصيب من في البحر وضربهم لا يصيبهم لعلو الجرف عليهم فاحترقت جبخانة إحدى الشلنبات واحترق ما فيها بها وغرقت الثانية ويقال أن الثالثة لم تكن من المراكب الحربية بل هي مكب معاش وكان حضر في خفارتهم عدة من المراكب المسافرين فخافوا ورجعوا وقبضوا على بعض قواويس بها غلال فأخذوا ما فيها فلما شاع ذلك بالمدينة رفعوا ما كان موجودًا من الغلة بالعرصات وشحت الغلال وعدم الفول والشعير وبيع ربع الويبة من الفول بتسعين نصفًا وقل وجود الخبز من الأسواق وخطف بعض العسكر ما وجدوه من الخبز ببعض الأفران وأخذوا الدقيق من الطواحين وصار بعض العسكر يدخل بعض البيوت ويطلبون منهم الأكل والعليق لدوابهم‏.‏
وفي يوم الخميس والجمعة اشتد الحال وبيع ربع الويبة من القمح بسبعين نصفًا وثمانين نصفًا وعدم الفول واشترى بعض من وجده ربعًا بمائة نصف فضة فيكون الأردب على ذلك الحساب بألفين وأربعمائة نصف وخرج عساكر كثيرة ووقعت حروب بين الفريقين ورع القبليون إلى طرا وحاربوا عليها وكانوا شرعوا في عمارة ما تهدم من أبراجها ونقلوا إليها الذخيرة والقومانية والجبخانة والعسكر وأخذوا جمال السقائين لنقل الماء إلى الصهريج الذي ببرج طرا ودار الآغا والوالي على المخازن ببولاق ومصر وأخذوا منها ما وجدوه من الغلة وأمروا ببيعه على الناس بخمسين نصفًا الربع وأخذوا لأنفسهم ما وجدوه من الشعير والفول‏.‏
وفي يوم السبت 13 شهر ربيع الثاني سنة 1219 هـ  - 22 يولية 1804 م قلدوا حسن آغانجاتي الحسبة فخافته السوقة واجتهدوا في تكثير العيش والكعك والمأكولات بقدر إمكانهم واجتهد هو أيضًا في الفحص على الغلال المخزونة وبيعها للخبازين وأما اللحم الضاني فإنه انعدم بالكلية لعدم ورود الأغنام‏.‏
وفيه شح ورود الغلة في العرصات وذهب أناس إلى برانبابة فاشتروا الربع بثمانين نصفًا وأزيد من ذلك والقول بمائة وعشرين وعلق أكثر الناس على بهائمهم ما وجدوه من أصناف الحبوب مثل الحمص والعدس وهم المياسير من الناس وأما غيرهم فاقتصروا على التبن وأما العنب والتين في وقت وفرتهما فلم يظهر منهما إلا القليل وبيع الرطل من العنب بأربعة عشر نصفًا والتين بسبعة أنصاف وذلك بعد سلوك الطريق ومشي السفن‏.‏
وفي يوم الأحد 14 شهر ربيع الثاني سنة 1219 هـ  - 23 يولية 1804 م اجتمعت العساكر الكثيرة للحرب عند شبرا ورموا على بعضهم بالمدافع والقرابين والبنادق من ضحوة النهار ثم التحم الحرب بين الفريقين واشتد الجلاد بينهما إلى بعد منتصف النهار وصبر الفريقان وقتل بينهما عدة كبيرة من العسكر الأرنؤد وطائفة المماليك والعربان فقتل من أكابر العسكر أربعة أو خمسة ودخلوا بهم المدينة وانكف الفئتان وانحاز إلى معسكرهما وبعد هجمة من الليل اجتمع العسكر من الإنكشارية والأرنؤدية وغيرهم وكبسوا على متاريس شبرا وبها حسين بك المعروف بالإفرنجي وعلي بك أيوب ومعهما عسكر من الأرنؤد الذين انضموا إليهما ومنهم الرماة والطبجية فأجلوهم عن المتاريس وملكوها منهم ووقع بينهم قتلى كثيرة وقتل من عسكر حسين بك المذكور نحو مائة وستين نفرًا وعدة من مماليك علي بك أيوب خلاف الجرحى وزحفوا على باقي المتاريس فملكوا منهم متاريس شلقان وباسوس وانهزم المصرلية إلى جهة الشرق بالخانكة وأبي زعبل وقيل أن العسكر المنضمين إليهم المتقيدين بالمتاريس هم الذين خامروا عليهم وانهزموا عن المتاريس حتى كانوا هم السبب في هزيمتهم فلما أصبح النهار حضروا بسبعة رؤوس فيها ثلاثة من الأجناد الملتحين وثلاثة بشوارب ورأس أسود فعلقوها بباب زويلة ومن الثلاثة أجناد رأس له لحية طويلة شائبة شبيهة بلحية إبراهيم بك الكبير فقال بعض الناس هذه رأس إبراهيم بك بلا شك وأشيع ذلك بينهم فاجتمع الناس من كل ناحية للنظر إليه ووصل الخبر إلى الباشا فأحضر عبد الرحمن بك والمزين الذي كان يحلق له لمعرفتهما به وآخرين وطلب الرأس فأحضروها وتأملوها فمنهم من اشتبهت عليه ومنهم من أنكرها لعلامات يعرفها به وهي الصلع وسقوط الأسنان ثم أعيدت إلى مكانها على ذلك الاشتباه ثم أنهم عملوا شنكا ومدافع لذلك ثم طلبها محمد علي أيضًا وفعل مثل ذلك وردها أيضًا ثم رفعوها في الليل واستمر الفرح والشنك يومين والناس بين ناف ومثبت ومسلم ومنكر ومعاند مكابر حتى وردت خدم من معسكرهم وأخبروا بحياة إبراهيم بك وأنه بوطاقه جهة الشرق فزال الشك وأرسل المصريون إلى بيوتهم أوراقًا‏.‏
وفي ليلة الاثنين 15 شهر ربيع الثاني سنة 1219 هـ  - 24 يولية 1804 م المذكور وقع خسوف قمري وطلع من المشرق منخسفًا آخذًا في الانجلاء ومقدار المنخسف منه عشرة أصابع وتم انجلاؤه في ثاني ساعة من الليل وكان بأول برج الدلو‏.‏
وفي ليلة الخميس 17 شهر ربيع الثاني سنة 1219 هـ  - 26 يولية 1804 م وفي يوم الأربعاء سابع عشره ركب الأمراء المصرلية وانتقلوا من الخانكة ومروا من خلف الجبل بحملاتهم وأثقالهم وذهبوا إلى جهة قبلي وخاب سعيهم ولم ينالوا غرضهم وكان في ظنهم أنهم إذا حصلوا بالقرب من المدينة خرج إليهم الكثير من العسكر وانضم إليهم لمقدمات سبقت منهم مراسلات وكلام وقع بينهم وبين أتباعهم ومماليكهم المجتمعين عند أكابرهم وذبهم عنهم وعن بيوتهم وحريمهم بل وإخراج بعض الأتباع والمماليك بمطلوبات إلى أسيادهم خفية وليلًا حتى استقر في أذهان كثير من العقلاء ممالآت كثير من البنباشايات ورؤساء العسكر مع المصرلية وعندما تحقق العسكر ذهابهم دخلوا إلى المدينة بأثقالهم وحمولهم وانتشروا بها حتى ملؤا الأزقة والطرق والبيوت وقدمت السفن المعوقة وتواجدت الغلال بالرقع وتخلف عنهم أناس كانوا منضمين إليهم طلبوا أمانًا بعد ذلك وحضروا بعد ذلك إلى مصر وقدمت عساكر ودلاة في المراكب ودخلوا البيوت بمصر وبولاق وأخرجوا منها أهلها وسكنوها وإذا سكنوا دارًا أخربوها وكسروا أخشابها وأحرقوها لوقودهم فإذا صارت خرابًا تركوها وطلبوا غيرها ففعلوا بها كذلك وهذا دأبهم من حين قدومهم إلى مصر حتى عم الخراب سائر النواحي وخصوصًا بيوت الأمراء والأعيان وبواقي دور بركة الفيل وما حولها من بيوت الأكابر والقصور التي كانت يضرب بأدناها المثل وفي ذلك يقول صاحبنا العلامة الشيخ حسن العطار وأما بركة الفيل فقد رميت بكل خطب جليل وأورثت العين بوحشتها بكاء وعويلًا والقلب بذكر ما سلف من مباهجها حزنًا طويلًا‏.‏
وفى يوم الجمعة 18 شهر ربيع الثاني سنة 1219 هـ  - 27 يولية 1804 م وصل أمير أخور الصغير من الديار الرومية وطلع إلى بولاق في صبحها وركب إلى القلعة فأنزله الباشا ببيت رضوان كتخدا إبراهيم بك بدرب الجماميز ولم يعلم ما بيده من الأوامر ثم تبين أن من الأوامر التي معه إخراج خمسمائة من العسكر إلى بندر ينبع البحر يقيمون بها محافظين لها من الوهابيين ويدفع لهم جامكية سنة كاملة وذخيرتها وما يحتاجون إليه من مؤونة وغلال وجبخانة‏.‏ 

الوهابيين يملكون الينبع
وفي يوم الثلاثاء 23 شهر ربيع الثاني سنة 1219 هـ  - 1 أغسطس 1804 م قرؤوا تلك الأوامر وفيها أنه تعين محمد باشا أبو مرق بعساكر الشام إلى الحجاز فأحضر الباشا كبار العسكر وعرض عليهم ذلك الأمر وقال لهم أنه ورد لي إذن عام في تقليد من أقلده فمن أحب منكم قلدته أمرية طوخ أو طوخين فامتنعوا من ذلك وقالوا نحن لا نخرج من مصر ولا نتقلد منصبًا خارجًا عنها ووصلت الأخبار في هذه الأيام أن الوهابيين ملكوا الينبع‏.‏
وفيه وردت الأخبار بأن الألفي عدى إلى البر الشرقي وكان قبل ذلك عدى إلى البر الغربي وانتشرت عساكره إلى الجسر الأسود ثم رجعوا وعدوا إلى البر الشرقي‏.‏
وفيه طلع المشايخ عند الباشا وشفعوا في السيد بدر المقدسي فأطلقه ونزل إلى داره‏.‏
وفي يوم الخميس 25 شهر ربيع الثاني سنة 1219 هـ  - 3 أغسطس 1804 م قلدوا علي آغا الوالي على العسكر المعين إلى الينبع أميرًا وضربوا له مدافع وفرح الناس بعزله من الولاية فإن كان أخبث من تقلد الولاية من العثمنية وكان الباشا يراعي خاطره ولا يقبل فيه شكوى وتعين للسفر معه عدة من العسكر من أخلاط مصر البطالين أروام وخلافهم‏.‏
وفيه قلدوا مناصب كشوفية الأقاليم لأشخاص من العثمانية‏.‏
وفي يوم الأحد  28 شهر ربيع الثاني سنة 1219 هـ  - 6 أغسطس 1804 م تشاجر شخص من العسكر مع شخص حكيم فرنساوي عند حارة الإفرنج بالموسكي فأراد العسكري قتل الفرنساوي فعاجله الفرنساوي فضربه فقتله وفر هاربًا فاجتمع العسكر وأرادوا نهب الحارة فوصل الخبر إلى محمد علي فركب في الوقت ومنع العسكر من النهب وأغلق باب الحارة وقبض على وكيل قنصل الفرنساوية وأخذه معه وحبسه عنده حتى سكن العسكر‏.‏
وفي تلك الليلة مر جماعة من العسكر بخط الدرب الأحمر فأرادوا أخذ قنديل من قناديل السوق فقام عليهم الخفير يريد منعهم فذبحوه وأخذوا القنديل فأصبح الناس فرأوا الخفير مذبوحًا وسمعوا القصة من سكان الدور بالخطة ووجدوا أيضًا عسكريًا مقتولًا جهة الموسكي وغير ذلك حوادث كثيرة في كل يوم من أخذ النساء والمردان والأمتعة والمبيعات من غير ثمن وانقضى الشهر‏.‏
وفيه استقر الأمراء المصرلية جهة صول والبرنبل وما قابلهما من البر الغربي واستمر عثمان بك حسن والبرديسي وأتباعهما بالبر الشرقي وشرعوا في بناء متاريس وقلاع بساحل البحر من الجهتين وأرسل الباشا إلى جهة دمياط ورشيد يطلب عدة مراكب وشلنبات لاستعداد الحروب واجتهد في ملء صهاريج القلعة وطلبوا السقائين وألزموهم بذلك فشح الماء بالمدينة وغلا سعره لذلك ولغلو العليق حتى بلغ ثمن الراوية أربعين نصفًا بعد المشقة في تحصيله لأنه لم يبق إلا الروايا الملاكي لأكابر الناس فيمنعها العطاش عند مرورها قهرًا ويدفعون ثمنها بالزيادة واتفق شدة الحر وتوالى هبوب الرياح الحارة وجفاف الجو وتأخير زيادة النيل‏.‏
فى يوم الثلاثاء 1 شهر جمادى الأولى سنة 1219 هـ  - 8 أغسطس 1804 م في ذلك اليوم كان مولد المشهد الحسيني ونزل الباشا وزار المشهد ودخل عند شيخ السادات باستدعاء وتغدى عنده ثم ركب راجعًا قبل الظهر إلى القلعة ولم يقع في ليالي المولد حظ للناس ولا انشراح صدور كالعادة بسبب أذية العسكر واختلاطهم بهم وتكديرهم عليهم في الحوانيت والأسواق حتى أنهم في آخر الليلة التي كان من عادتهم يسهرونها مع ليال قبلها إلى الصباح أغلقوا الحوانيت وأطفؤا القناديل من بعد أذان العشاء وذهبوا إلى وفيه قرروا فردة غلال على البلاد قمح وشعير وتين أعلى وأوسط وأدنى الأعلى خمسة عشر أردبًا وخمسة عشر حمل تين والأوسط عشرة والأدنى خمسة على أن إقليم القليوبية لم يبق به إلا خمسة وعشرون قرية فيها بعض سكان والباقي خراب ليس فيها ديار ولا نافخ نار ومجموع المطلوب ثمانية آلاف أردب خلاف التين وذلك برسم ترحيلة علي باشا إلى الينبع ثم قرروا فردة كذلك أيضًا وقدرها ألف وخمسمائة كيس رومية‏.‏
وفي يوم الجمعة 4 شهر جمادى الأولى سنة 1219 هـ  - 11 أغسطس 1804 م جمع الباشا المشايخ في ديوان خاص بسبب مكتوب حضر من الأمراء المصريين خطابًا للمشايخ مضمونه أنهم يسعون بينهم وبين الباشا فيما يكون فيه الراحة للبلاد والعباد وأنه يخرج هذه العساكر فإنهم إن داموا بالإقليم كملوا خرابه وهتكوه بأفاعيلهم وظلمهم وفسقهم وطلب العلوفات التي لا يفي ببعضها خراج الإقليم وأما نحن فإننا مطيعون السلطنة وخدامون بلا جامكية ولا علوفة وإن لم يفعل ذلك يعطينا جهة قبلي تتعيش فيها وإن أرادوا الرحب فليخرجوا الناس بعيدًا عن الأبنية ويحاربونا في الميدان والله يعطي النصر لمن يشاء إلى آخر ما قالوه فقال الباشا للمشايخ اكتبوا لهم يأخذوا جهة أسنا ومقبلًا فقالوا نحن لا نكتب شيئًا اكتبوا لهم مثل ما تعوفون وانفض المجلس‏.‏
وفيه عزم جماعة من أكابر العسكر على السفر إلى بلادهم م أحمد بك رفيق محمد علي وصادق آغا وخلافهما وأخذوا في تشهيل أنفسهم وبيع متاعهم ونزلوا إلى بولاق عند عمر آغا ونزل محمد علي لوداعهم ببيت عمر آغا فاجتمع العسكر وأحاطوا بهم ومنعوهم من السفر قائلين لهم أعطونا علوفاتنا المنكسرة وإلا عطلناكم ولا ندعكم تسافرون بأموال مصر ومنهوباتها فأخذوا خواطرهم ووعدوهم على أيام وامتنعوا من السفر‏.‏
وفي يوم الثلاثاء 8 شهر جمادى الأولى سنة 1219 هـ  - 15 أغسطس 1804 م تقلد شخص من العثمانيين الزعامة عوضًا عن علي آغا الذي تولى باشة السفر للينبع‏.‏
وفي يوم الخميس  10 شهر جمادى الأولى سنة 1219 هـ  - 17 أغسطس 1804 م اجتمع العسكر وطلبوا علوفاتهم من الباشا فدفعوا للأرنؤد جامكية شهر‏.‏
وفي ليلة الجمعة 11 جمادى الأولى شهر جمادى الأولى سنة 1219 هـ  - 18 أغسطس 1804 م - 12 مسرى القبطي 1520 ش أوفى النيل المبارك سبعة عشر ذراعًا وكسر سد الخليج في صبح يوم السبت يحضر الباشا والقاضي ومحمد علي وباقي كبار العسكر وجميع العسكر وكان جمعًا مهولًا وضرب الجميع بنادقهم وجرى الماء بالخليج وركبوا القوارب والمراكب ودخلوا فيه وهم يضربون بالبنادق وكذلك من كان منهم بالقواطين والبيوت وكان الموسم خاصًا بهم دون أولاد البلد وخلافهم وكذلك سكنوا بيوت الخليج مع قحابهم من النساء ومات في ذلك اليوم عدة أشخاص نساء ورجالًا أصيبوا من بنادقهم ومما وقع أنه أصيب شخص من أولاد البلد برصاصة منهم ومات وحضر أهله يصرخون وأرادوا أخذه ليواروه فمنعهم الوالي وطلب منهم ثلاثة آلاف درهم فضة ولم يمكنهم من شيله حتى صالحوه على ألف وخمسمائة وكذلك من كان منهم بالقواطين والبيوت أذن لهم في أخذه ومواراته ونظر بعضهم إلى أعلى بيوت الخليج فرأى امرأة جالسة في الطاقة فضربها برصاصة فأصابتها في دماغها وماتت من ساعتها وغير ذلك مما لم تتحقق أخباره‏.‏
وفي يوم الأحد 13 شهر جمادى الأولى سنة 1219 هـ  - 20 أغسطس 1804 م خرج علي باشا الوالي المسافر إلى الينبع خارج البلد وأقام جهة العادلية وارتحل يوم السبت تاسع عشره ومعه مائة عسكري لا غير وذهب إلى جهة السويس‏.‏
وفيه أرسل الباشا إلى المشايخ والوجاقلية وتكلم معهم في توزيع فردة على أهل مصر لغلاق جامكية العسكر فدافعوا بما أمكنهم من المدافعة فقال هذا الذي نطلبه إنما نأخذه على سبيل القرض ثم نرده إليهم فقالوا له لم يبق بأيدي الناس ما يقرضونه ويكفي الناس ما هم فيه من الغلاء ووقف الحال وغير ذلك فالتفت إلى الوجاقلية وقال كيف يكون العمل فقال أيوب كتخدا نعمل جمعية مع السيد أحمد المحروقي ويحصل خير فركن الباشا على ذلك ثم اجتمعوا مع المذكور واتفقوا أنهم يطلبونها بكيفية ليس فيها شناعة ولا بشاعة وهي أنهم قرروا على الوجاقلية قدرًا من الأكياس وكتبوا بها تنابيه بأسماء أشخاص منها ما جعلوا عليه عشرين كيسًا وعشرة وخمسة وأقل وأكثر وكذلك وزعوا على أشخاص من تجار البن وخان الخليلي ومغاربة أغراب وأهل الغورية وخلافهم من تراخي في الدفع قبضوا عليه وأودعوه في أضيق الحبوس ووضعوا الحديد في يديه ورجليه ورقبته ومنهم من يوقفونه على قدميه والجنزير مربوط بالسقف وأرسلوا العسكر إلى بيوتهم فجلسوا بها يأكلون ويسكرون ويطلبون من النساء المصروف خلاف الأكل الذي يطلبونه ويشتهونه وهو ثمن الشراب والدخان والفاكهة بل ويأتون بالقحاب معهم ويضربون بالبندق والرصاص بطول الليل والنهار وأمثال ذلك‏.‏
وفي يوم الخميس 24 شهر جمادى الأولى سنة 1219 هـ  - 31 أغسطس 1804 م أرسل الباشا عسكرًا فقبض على الأمير علي المدني صهر ابن الشيخ الجوهري وحبسه فركب إليه المشايخ وكلموه في شأنه وقالوا أنه رجل وجاقلي من خيار الناس وما السبب في القبض عليه وما ذنبه الموجب لذلك فقال أنه رجل قبيح ولي عليه دعوة شرعية وإذا كان من خيار الناس ومن الوجاقلية لأي شيء يعمل كتخدا عند صالح بك الألافي وأنه عند هروب مخدومه من الشرقية أخذ ما كان معه من المال على أربعة جمال ودخل بها إلى داره وعندي بينة تشهد عليه بذلك فأنا أطالبه بالمال الذي عنده وقاموا ونزلوا من غير طائل‏.‏
وفي يوم السبت 26 شهر جمادى الأولى سنة 1219 هـ  - 2 سبتمبر 1804 م توفي الشيخ موسى الشرقاوي الشافعي وكان من أعيان العلماء الشافعية‏.‏
وفي يوم الاثنين 28 شهر جمادى الأولى سنة 1219 هـ  - 4 سبتمبر 1804 م أحضروا المحمل من السويس فنزل كتخدا الباشا والآغا والوالي وأكابر العسكر وعدة كبيرة من العسكر وعملوا له الموكب وشقوا به البلد وخلفه الطبل والزمر‏.‏
وفي أواخر شهر جمادى الأولى سنة 1219 هـ  - أوئل سبتمبر 1804 م وصلت قوافل البن من السويس فحجزها الباشا وأخذها وأعطى أصحاب البن وثائق بثمن البن لأجل ووكل في بيعه وحول به العسكر يأخذونه من أصل علوفاتهم قلبغ ثمن المحجوز تسعمائة كيس وانهمك المشترون على الشراء ومنعوا القبانية من الوزن إلا بحضور المقيدين بذلك وانقضى هذا الشهر وحوادثه وما وقع فيه من عكوسات العسكر من الخطف والقتل والدعواوى الكذب وشهاداتهم الزور لبعضهم فيما يدعونه وتواطئهم على ذلك فيكتب له عرضحال ويشكو أنه غصبه في مدة سابقة قبل ذلك طلق منه زوجته قهرًا بعد أن كان صرف عليها مبلغ دراهم كثيرة في المهر والنفقة والكسوة ويكتبون له عليه علامة الباشا ويأخذ صحبته أشخاصًا معينين من أقرانه فيسحبون المدعي عليه إلى المحكمة فلا يثبت عليه ذلك فيكتب له القاضي إعلامًا بعدم صحة الدعوى بدراهم يدفعها على ذلك الإعلام فيذهبون إلى ديوان الباشا ويخبرون الكتخدا ببطلان الدعوى ويطلعون على الإعلام بحضرة الخصم وهو يظن البراح والخلاص من تلك الدعوة الباطلة فيقول الكتخدا للخصم أعط المباشرين خدمتهم خمسة أكياس واذهب وأمثال ذلك فإن وجد شافعًا أو مغيثًا توسط له أو تشفع في تخفيف ذلك قليلًا أو ضمنه أو دفع عنه وأنقذه وإلا حبس كغيره وذاق في الحبس أنواع العذاب حتى يدفع ما قرره عليه الكتخدا واتفق أن جماعة من سكان المحجر شكو أنظار جامع وسبيل ومدرسة متخربة من أيام الفرنسيس ومعطلة الشعائر والإيراد فأمر الكتخدا بإحضار النظار وهم ناس فقراء وعواجز وسألهم فأخبروا بتعطيل الإيراد فأحضروا مباشرين الأوقاف فحاسبوهم فلم يطلع عليهم شيء فقال الكتخدا أعطوا المباشرين خدمتهم فلما فرغوا من ذلك بعد مشقة عظيمة قالوا هاتوا محصول الخزينة فقالوا وما يكون محصول الخزينة قالوا ثلاثون كيسًا من كل ناظر عشرة أكياس فبهت الجماعة وتحيروا في أمرهم ولم يعلموا ما يقولون وفي الحال جذبوهم إلى الحبس وفيهم رجل من جماعة المشهدية عاجز لا يقدر على القيام فسعى عليه حريمة وخشداشينه وصالحوا عليه بكيسين وخلصوه وأما الاثنان الآخران فاستمرا في الحبس والحديد مدة طويلة وأمثال ذلك‏.‏
وفي أواخره أفرجوا عن السيد علي المدني بعدما قرروا عليه أربعة آلاف ريال خلاف البراني وأمثال ذلك كثير‏.‏
 وفى يوم الخميس 1 شهر جمادى الثانية سنة 1219 هـ  - 7 سبتمبر 1804 م فيه حضر القاضي الجديد إلى جهة بولاق

وركب في يوم الجمعة 2 شهر جمادى الثانية سنة 1219 هـ  - 8 سبتمبر 1804 م فطلع إلى القلعة وسلم على الباشا ورجع إلى المحكمة وكان عندما وصل إلى رشيد أرسل إلى الباشا ليأمر له بعمارة المحكمة فأمر الباشا أصحابها بالعمارة وأمرهم بالاجتهاد في ذلك‏.‏ وفيه فقد اللحم وشح وجوده وكذلك السكر والعسل وأما العسل الأبيض فبلغ الرطل خمسين نصفًا إن وجد لعدم الوارد من ناحية قبلي وقلة المرعى بالجهة البحرية واستقر الألفي الكبير جهة اللاهون وبقية الجماعة جهة المنية وأسيوط وعثمان بك حسن بجبل الطير بالبر الشرقي‏.‏
وفي يوم الأثنين 5 شهر جمادى الثانية سنة 1219 هـ  - 11 سبتمبر 1804 م أشيع سفر محمد علي إلى بلاده وكذلك أحمد بك وغيرهم من أكابرهم وشرعوا في بيع جمالهم وبلادهم ومتاعهم وكثر لغط الناس بسبب ذلك وكثر إفساد العساكر وخطفهم وأغلق أهل الأسواق الدكاكين وخاف الناس المرور وتطيروا منهم وخصوصًا الإنكشارية‏.‏
وفي يوم الثلاثاء 6 شهر جمادى الثانية سنة 1219 هـ  - 12 سبتمبر 1804 م مر محمد علي وخلفه عدة كبيرة من العسكر وهو ماش على أقدامه وكذلك حسن بك أخو طاهر باشا وعابدي بك وآغات الإنكشارية والوالي وجلس منهم جماعة جهة الغورية وخان الخليلي ساعة ثم ذهبوا وكأنهم يطمنون الناس وأمام بعضهم المناداة بالتركي بالأمن والأمان وفتح الدكاكين وكل من تعرض لكم اقتلوه وفي أثر مرورهم وقع الخطف والتعرية‏.‏
وفي ذلك اليوم أواخر النهار مت مركبان فيهما عسكر أرنؤد بالخليج المرخم ومعهم امرأة وبتلك الجهة عسكر إنكشارية ساكنون ببيت المجنون فضربوا عليهم رصاصًا من الشبابيك فقتل منهم جماعة وهرب من نجا أو عرف العوم فتحزب الأرنؤد وجاء منهم طائفة لذلم البيت فلم يجدوا به أحدًا فأرسل محمد علي إلى حسن بك وتكلم معه في شأن ذلك‏.‏
وفي صبحها يوم الأربعاء 7 شهر جمادى الثانية سنة 1219 هـ  - 13 سبتمبر 1804 م قتلوا ثلاثة وقيل خمسة ناحية الموسكي ( الصورة المقابلة : ناحية الموسكى التى حدث فيها أطلاق النار ) يقال أنه بسبب تلك الحادثة وقيل بسبب آخر‏.‏
وفيه سافر جماعة من العسكر وأخذوا المراكب وأرسلوا إلى سكندرية ودمياط ورشيد وغيرها بطلب المراكب فشحت المراكب ووقف حال المسافرين وتعطلوا عن الرواح والمجيء وغلا سعر القمح والسمن وعدم اللحم وكذلك باقي الأسباب والمأكولات زيادة عن الواقع وإذا وصلت مراكب نزل في المراكب الكبيرة الخمسة أنفار أو العشرة والحال أنها تسع المائة وساروا ينهبون في طريقهم ما يصادفونه من المسافرين ويقتلونهم ويطلبون من البلاد الكلف والمأكل وغير ذلك‏.‏
وفي يوم السبت 17 شهر جمادى الثانية سنة 1219 هـ  - 23 سبتمبر 1804 م سافر أحمد بك وعلي بك أخو طاهر باشا‏.‏ وفيه قلد الباشا سلحداره ولاية جرجا وبرز خيامه جهة دير العدوية‏.‏
وفي يوم الخميس 22 شهر جمادى الثانية سنة 1219 هـ  - 28 سبتمبر 1804 م وصلت مراكب من الشلنبات الحربية فضربوا لها مدافع من وفي يوم الأحد 25 شهر جمادى الثانية سنة 1219 هـ  - 1 أكتوبر 1804 م تعدى جماعة من العسكر وخطفوا عمائم الناس واتفق أن الشيخ إبراهيم السجيني مر من جهة الداودية وهو راكب بهيئته فأخذوا طيلسانه من على كتفه وعمامة تابعه وقتلوا من بعضهم أنفارًا‏.‏
وفي يوم الاثنين 26 شهر جمادى الثانية سنة 1219 هـ  - 2 سبتمبر 1804 م نزل الآغا ونادى على العسكر بالخروج والسفر إلى التجريدة وكل من كان مسافر إلى بلاده فليسافر‏.‏
وفيه هربت زوجة عثمان بك البرديسي مع العرب إلى زوجها بقبلي فلما بلغ الخبر الباشا أحضر أخاها والمحروقي وسألهما عنها فقالا لم نعلم بهروبها فعوق أخاها عنده ثم أطلقه بشفاعة المحروقي‏.‏
 يوم السبت 1 شهر رجب سنة 1219 هـ  - 7 سبتمبر 1804 م فيه انتقل العسكر المسافرون من دير العدوية إلى ناحية طرا وسافر قبل ذلك بأيام كاشف بني سويف ويقال له محمد أفندي‏.‏
وفي يومي الاثنين والثلاثاء 3, 4 شهر رجب سنة 1219 هـ  - 8 , 9 سبتمبر 1804 م نادى الآغاوات التبديل بخروج العسكر المسافرين وكثر أذى العسكر للناس وخطفوا الحمير وتعطلت أشغال الناس في السعي إلى مصالحهم ونقل بضائعهم‏.‏
وفي يوم الأربعاء 5 شهر رجب سنة 1219 هـ  - 10 سبتمبر 1804 م سافرت التجريدة برًا وبحرًا وتأخر محمد علي عن السفر إلى بلاده كما كان أشيع ذلك واشتهر أنه مسافر إلى جهة قبلي وورد الخبر باستقرار كاشف بني سويف بها ولم يكن بها أحد من المصرلية‏.‏
وفي يوم الأحد 9 شهر رجب سنة 1219 هـ  - 14 سبتمبر 1804 م نزل الباشا إلى وليمة عرس مدعوًا ببيت السيد محمد بن الدواخلي بحارة الجعيدية وكفر الطماعين ونزل في حال مروره ببيت السيد عمر أفندي نقيب الأشراف فجلس عنده ساعة وقدم له حصانين‏.‏
وفي حادي عشره نزل الباشا في التبديل ومر من سوق السمكرية فرأى عسكريًا يشتري كوز صفيح فأعطاه خمسة أنصاف فأبى السمكري إلا بعشرة فأبى ولم يدفع له إلا خمسة فرآه الباشا فقال له أعطه ثمنه فقال له وإيش علاقتك وهو لم يعرفه فقال له أما تخاف من الباشا فقال الباشا على زبي فضربه الباشا وقتله ومضى‏.‏
وفي يوم الاثنين 17 شهر رجب سنة 1219 هـ  - 22 سبتمبر 1804 م أحضروا أربعة رؤس وضعوها تجاه باب زويلة وأشاعوا أنهم من مقتلة وقعت بينهم وبين القبالى وأشاعوا أنه بعد يومين تصل رؤس كثيرة ووصل أيضًا جملة أسرى طلعوا بهم إلى القلعة‏.‏
وفي يوم الأربعاء 19 شهر رجب سنة 1219 هـ  - 24 سبتمبر 1804 م طلع محمد علي إلى القلعة فخلع عليه الباشا فروة سمور على سفره إلى قبلي وفي يوم الأربعاء سادس عشرينه اتهموا قادري آغا بأنه يكاتب الأمراء المصرلية القبالى ومنعوه من السفر إلى قبلي وأمروه بأن يسافر إلى بلاده فركب في عسكره وذهب إلى بولاق وفتح وكالة علي بك الجديدة ودخل فيها بعسكره وامتنع بها وانضم إليه كثير من العسكر فحضر إليه محمد علي وكلمهم وكذلك حضر إليهم الباشا ببولاق فلم يمتثلوا وقالوا لا نسافر ولا نذهب إلا بمرادنا وأعطونا المنكسر من علوفاتنا فتركوهم ونادوا على خبازين بولاق لا يبيعون عليهم الخبز ولا المأكولات فأرسل قادري آغا إلى المحتسب وقال له نحن نأخذ العيش بثمنه فإن منعتموه من الأسواق طلعنا إلى البيوت وأخذنا ما فيها من الخبز ويترتب على ذلك ما يترتب من الإفساد فأخبروا الباشا بذلك فأطلقوا لهم بيع الخبز وغيره واستمر على ذلك أيامًا‏.‏
وفيه شرعوا في تحرير فردة على البلاد وكتبوا دفاترها إلا على ثمانون ألف فضة ودون ذلك ويتبعها على كل بلد جملان وسمن وأغنام وقمح وتبن وشعير‏.‏
وفي أواخر شهر رجب سنة 1219 هـ  - أوائل نوفمبر 1804 م حصلت نوة وتتابع مرور الغيوم وحصل رعد هائل ودخل الليل فكثر الرعد والبرق وتبعه المطر ثم حضر أناس بعد أيام من جهة شرقية بلبيس وأخبروا أنه نزل بناحية مشتول صواعق أهلكت نحو العشرين من بني آدم وأبقارًا وأغنامًا وعميت أعين أشخاص من الناس‏.‏ وفي هذا الشهر شرعوا في عمل كسوة الكعبة بيد السيد أحمد المحروقي فقيد بها وكيله بذلك
فى يوم الأحد 4 شهر شعبان سنة 1219 هـ  - 8 نوفمبر 1804 م حضر لحسن بك طوخان وطلع إلى القلعة ونزل إلى الباشا ولبس خلعة من خلع الباشا وقاووقًا وركب ونزل من القلعة وأمامه الجاويشية والسعاة والملازمون وضربت له النوبة بمعنى أنه صار عوضًا عن أخيه‏.‏
وفي يوم الخميس 8 شهر شعبان سنة 1219 هـ  - 12 نوفمبر 1804 م نزل قادري آغا ومن معه من العسكر في المراكب وسافر جهة بحري وسافر خلفهم عدة من الدلاة‏.‏ وفيه أشيع إبطال الفردة في هذا الوقت ثم قرروا مطلوبات دون ذلك‏.‏
وفي يوم الخميس 12 شهر شعبان سنة 1219 هـ  - 16نوفمبر 1804 م  نودي بخروج العسكر إلى السفر لجهة قبلي ولا يتأخر منهم من كان مسافرًا فشرعوا في الخروج وقضاء حوائجهم وصاروا يخطفون حمير الناس والجمال‏.‏
وفي يوم الجمعة 13 شهر شعبان سنة 1219 هـ  - 13 نوفمبر 1804 م  وصل قاصد من الديار الرومية وعلى يده فرمان جواب على مراسلة للباشا بإرسال باشة الينبع لمحافظتها من الوهابيين وأنه أعطاه ذخيرة شهرين وبأن يرسل إليه ما يحتاجه من الذخيرة وكذلك محمد باشا والي جدة يعطي له ما يحتاجه من الذخيرة لأجل حفظ الحرمين والوصية برعية مصر ودفع المخالفين وأمثال ذلك فعمل الباشا الديوان في ذلك اليوم وقرأوا وفيه مات الشيخ حجاب‏.‏
وفي يوم السبت 14 شهر شعبان سنة 1219 هـ  - 18 نوفمبر 1804 م  سافر محمد علي‏.‏
وفيه هرب علي كاشف السلحدار الألفي ومن بمصر من جماعته فلما وصل الخبر إلى الباشا أرسل إلى بيوتهم قلم يجد فيها أحدًا فسمروها وقبضوا على الجيران ونهبوا بعض البيوت‏.‏
وفي يوم الثلاثاء 17 شهر شعبان سنة 1219 هـ  - 21 نوفمبر 1804 م  سافر حسن باشا أيضًا ونادوا على العسكر بالخروج‏.‏
 عمل السيد أحمد المحروقي وليمة ودعا الباشا إلى داره فنزل إليه وتغدى عنده وجلس نحو ساعتين ثم ركب وطلع إلى القلعة فأرسل المحروقي خلفه هدية عظيمة وهي بقج قماش هندي وتفاصيل ومصوغات مجوهرة وشمعدانات فضة وذهب وتحائف وخيول له ولكبار أتباعه صحبة ولده وترجمانه وكتخداه وخلع عليهم الباشا فراوى سمور‏.‏
وفي يوم الخميس 19 شهر شعبان سنة 1219 هـ  - 22 نوفمبر 1804 م  حضر طائفة من الدلاة نحو المائتين وخمسين نفرًا فأنزلهم الباشا بقصر العيني‏.‏
وفي يوم الأحد  22 شهر شعبان سنة 1219 هـ  - 25 نوفمبر 1804 م  توفي السيد أحمد المحروقي فجأة وكان جالسًا مع أصحابه حصة من الليل فأخذته رعدة فدثروه ومات في الحالفي سادس ساعة من الليل فسبحان الحي الذي لا يموت وركب ابنه وطلع إلى الباشا فوعده الباشا بخير وأرسل القاضي وديوان أفندي وختم على بيته وحواصله ثم حضروا في ثاني يوم فضبطوا موجوداته وكتبوها في دفاتر وأودعوها في مكان وختموا عليها وأرسلوا علم ذلك إلى الدولة صحبة صالح أفندي وكان على أهبة السفر فعوقوه حتى حرروا ذلك وسافر في يوم الجمعة سابع عشرينه‏.‏
وفي يوم الأربعاء 25 شهر شعبان سنة 1219 هـ  - 28 نوفمبر 1804 م  أحضروا إحدى وعشرين رأسًا لا يعلم ما هي وهي متغيرة محشوة بالتبن وأشاعوا أنها من ناحية المنية وأنهم حاربوا عليها وملكوها ولم يظهر لذلك أثر بين‏.‏
وفي يوم السبت 28 شهر شعبان سنة 1219 هـ  - 1 ديسمبر 1804 م  ألبس الباشا ابن السيد المحروقي فروة سمور وقفطانًا على دار الضرب وعلى ما كان أبوه عليه من خدمة الدولة والالتزام ونزل من القلعة صحبة القاضي إلى المحكمة ثم رجع إلى بيته‏.‏
وفي ذلك اليوم بعد العصر وقع ربع بجوار حمام المصبغة جهة الكعكيين على الحمام فهدم ليوان المسلخ فمات من به من النساء والأطفال والبنات ثلاثة عشر وخرج الأحياء من داخله وهم عرايا ينفضن غبرات الأتربة والموت وحضر الآغا والوالي ومنعوا من رفع القتلى إلا بدراهم ونهبوا متاع النساء وقبضوا على الشيخ محمد العجمي مباشر وقف الغوري ليلًا وأزعجوه لأن ثلث الحمام جار في الوقف والحال أن الحمام لم يسقط وإنما هدمه ما سقط عليه وكذلك طلبوا ملاك الربع وهم الشيخ عمر الغرياني وشركاؤه فذهبوا إلى بيت الشيخ الشرقاوي والتجؤا إليه ثم أن القاضي كلم الباشا في أمر المردومين وذكر له طلب الحاكم دراهم على رفعهم واجتماع مصيبتين على أهليهم والتمس منه إبطال ذلك الأمر فكتب فرمانًا بمنع ذلك ونودي به في البلدة وسجل‏.‏
وفي ليلة الاثنين آخر شهر شعبان سنة 1219 هـ  - 3 ديسمبر 1804 م  عمل موسم الرؤية ثبوت هلا رمضان وركب المحتسب ومشايخ الحرف على العادة من بيت القاضي ولم يثبت الهلال تلك الليلة ونودي أنه من شعبان وانقضى شهر شعبان وقادري آغا عاص جهة شابور في قرية وصالح آغا ومن معه من العساكر مستمرون على حصاره وصحبتهم أخلاط من العربان وجلا أهل شابور عنها وخرجوا على وجوههم مما نزل بهم من النهب وطلب الكلف وغير ذلك من العاصي منهم والطائع فإن كلا الفريقين تسلطوا على نهب البلاد وطلب الكلف وغيرها وإذا مرت بهم مركب نهبوها وأخذوا ما فيها فامتنع ورود المراكب وزاد الغلاء وامتنع وجود السمن وإذا وجد بيع العشرة أرطال بخمسمائة نصف فضة وستمائة ولا يوجد وبيع الرطل من البصل في بعض الأيام بثمانية أنصاف والأردب الفول بثمانية عشر ريالًا والقمح بستة عشر ريالًا والرطل الشمع الدهن بأربعين نصفًا والشيرج بخمسة وثلاثين نصفًا وأما زيت الزيتون فنادر الوجود وقس على ذلك‏.‏
وفى يوم الأربعاء 2 رمضان سنة 1219 هـ  - 5 ديسمبر 1804 م  حضر صالح آغا الذي كان يحاصر قادري آغا وضربوا له مدافع وتحقق أن قادري طلب أمانًا فأرسلوا مع من معه إلى دمياط وذلك بعد أن ضيقوا عليه وحضر إليه كاشف البحيرة وضايقه من الجهة الأخرى وفرغت ذخيرته فند ذلك أرسل إلى كاشف البحيرة فأمنه‏.‏
وفي يوم الأثنين 7 رمضان سنة 1219 هـ  - 10 ديسمبر 1804 م وصل جماعة من الإنكليز إلى مصر وهم نحو سبعة عشر شخصًا وفيهم فسيال كبير وآخر كان بصحبة علي باشا الطرابلسي‏.‏
وفي الخميس 10 رمضان سنة 1219 هـ  - 13 ديسمبر 1804 م سافر صالح آغا إلى جهة بحري قيل ليأتي بجانم أفندي الدفتردار فإنه لم يزل عاصيًا عن الحضور إلى مصر‏.‏
وفيه ركب الباشا في التبديل ونزل من جهة التبانة فوجد في طريقه عسكريًا يأخذ حمل تبن من صاحبه قهرًا فكلمه وهو لم يعرفه فأغلظ في الجواب فقتله ثم نزل إلى جهة باب الشعرية وخرج على ناحية قناطر الإوز فوجد جماعة من العسكر غاصبين قصعة زبدة من رجل فلاح وهو يصيح فأدركهم وهم سبعة وفيهم شخص ابن بلد أمرد لابس ملابس العسكر فأمر بقتلهم فقبضوا على ثلاثة منهم وفيهم ابن البلد وقتلوهم وهرب الباقون ثم نزل إلى ناحية قنطرة الدكة وقتل شخصين أيضًا وبناحية بولاق كذلك وبالجملة فقتل في ذلك اليوم نيفًا وعشرين شخصًا وأراد بذلك الإخافة فانكف العسكر عن الإيذاء قليلًا وتواجد السمن وبعض الأشياء مع غلو الثمن‏.‏
وفيه تواترت الأخبار بوقوع حرب بين العسكر والأمراء المصريين في المنية وقتل من الأمراء صالح بك الألفي ومراد بك من الصناجق الجدد المقلدين الإمارة خارج مصر وهو زوج امرأة قاسم بك وخازندار البرديسي سابقًا موسقو ولم تزل الحرب قائمة بين الفريقين وأرسلوا بطلب ذخيرة وعلوفة فأرسلوا لهم بقسماطًا وغيره‏.‏
وفي يوم الأحد 20 رمضان سنة 1219 هـ  - 23 ديسمبر 1804 م حضر إلى الباشا بعض الرواد وأخبره أن طائفة من عرب أولاد علي نزلوا ناحية إليهرام بالجيزة وهم مارون يريدون الذهاب إلى ناحية قبلي فركب في عسكره إليهم فوجدهم قد ارتحلوا ووجد هناك قبيلة يقال لهم الجوابيص نازلين بنجعهم هناك وهم جمعة مرابطون من خيار العرب لم يعهد منهم ضرر ولا أذية لأحد فقتل منهم جماعة ونهب نجعهم وجمالهم وأغنامهم وأحضر صحبته عدة أشخاص منهم وعدى إلى مصر بمنهوباتهم وقد باع الأغنام والمعز للجزارين قهرًا وكذلك الجمال باعوا منها جملة بالرميلة ( الصورة المقابلة نجع إحدى ‏قبائل العرب ) .‏
وفي السبت 26 رمضان سنة 1219 هـ  - 29 ديسمبر 1804 م نهب العربان قافلة التجار الواصلة من السويس وهي نيف وأربعة آلاف جمل من البن والبهار والقماش وأصيب فيها كثير من فقراء التجار وسلبت أموالهم وأصبحوا لا وفيه حضر صالح آغا وصحبته جانم أفندي الدفتردار فأسكنه الباشا بالقلعة وذكر جانم أفندي المذكور ومن معه للباشا أنهم رأوا هلال رمضان ليلة الاثنين صاموه بالإسكندرية ذلك اليوم وكذلك صاموه في رشيد وقوة وغالب بلاد بحري وحضر أيضًا الشيخ سليمان الفيومي قبل ذلك بأيام وحكى ذلك فلم يعمل به القاضي وقال أن رؤى الهلال ليلة الأربعاء أفطرانا وإن لم ير فهو من رمضان فلما كان بعد عصر ذلك اليوم ضربت مدافع من القلعة فاشتبه على الناس الأمر وذهب جماعة إلى القاضي وسألوه فقال لا علم لي بذلك وأرسل في المساء جماعة من أتباعه وباش كاتب إلى منارة المارستان فصعدوا إليها وطلع معهم آخرون وترقبوا رؤية الهلال فلم يروه وأخبروا القاضي بذلك فأمر بالصوم ونادوا به وأوقدوا المنارات والقناديل وصلوا التراويح بالمساجد وتحقق الناس الصيام من الغد فلما كان بعد العشاء الأخيرة ضربت مدافع كثرة وسواريخ وشنك فوقع الارتباك فأرسل القاضي ينادي بالصوم وذكروا أن هذا السموع شنك لإخبار وردت بملك لمنية وحضر المبشر بذلك لابن السيد أحمد المحروقي وخلع عليه خلعة وكذلك بقية الأعيان وبعد حصة مر الوالي ينادي بالفطر والعيد فزاد الارتباك وركب بعض المشايخ إلى القاضي وسأله فأخبر أنه لم يأمر بذلك ولم يثبت لديه رؤية الهلال وأن غدًا من رمضان فخرجوا من عنده يقولون ذلك للناس ويأمرونهم بالصوم وانحط الأمر على ذلك وطافت المسحرون على العادة فلما كان في سادس ساعة من الليل أرسل الباشا إلى القاضي وطلبه فطلع إليه فعرفه بشهادة الجماعة الواصلين من بحري وأحضرهم بين يديه فشهدوا برؤية هلال أول الشهر ليلة الاثنين وهم نحو الشعرين شخصًا فما وسع القاضي إلا قبول شهادتهم وخصوصًا لكونهم أتراكًا ونزل القاضي ينادي بالفطر ويأمر بطفي القناديل من المنارات وأصبح كثير من الناس لا علم له بما حصل آخرًا في جوف الليل وبالجملة فكانت هذه الحادثة من النوادر وتبين أن خبر المنية لا أصل له بل هو من جملة اختلاقاتهم وانقضى شهر رمضان وكان لا بأس به في قصر النهار لأنه كان في غاية الانقلاب الشتوي والراحة بسبب غياب العسكر وقلتهم بالبلدة وبعدهم ولم يحصل فيه من الكدورات العامة خصوًا على الفقراء سوى غلاء الأسعار في كل شيء وكما تقدم ذكر ذلك في شعبان‏.‏
فى يوم الجمعة 3 شوال سنة 1219 هـ  - 5 يناير 1805 م  سافر السيد محمد بن المحروقي وجرجس الجوهري ومعهما جملة من العسكر إلى جهة القليوبية بسبب القافلة المنهوبة‏.‏
وفي يوم الأثنين 6  شوال سنة 1219 هـ  - 8 يناير 1805 م طلبوا مال الميري عن سنة عشرين معجلة بسبب تشهيل الحج وكتبوا التنابيه بطلب النصف حالًا وعينوا بها عساكر عثمانية وجاويشية وشفاسية فدهى الملتزمون بذلك مع أن أكثرهم أفلس وباق عليهم بواق من سنة تاريخه وما قبلها لخراب البلاد وتتابع الطلب والفرد والتعايين والشكاوى والتساويف ووقوف العربان بسائر النواحي وتعطيل المراكب عن السعر لعدم الأمن وغصبهم ما يرد من السفائن والمعاشات ليرسلوا فيها الذخيرة والعسكر والجبخانة معونة للمحاربين على المنية‏.‏
وفي يوم الجمعة10 شوال سنة 1219 هـ  - 12 يناير 1805 م طلبوا طائفة من المزينين وأرسلوهم إلى قبلي لمداواة الجرحى‏.‏
وفيه تواترت الأخبار بحصول مقتلة عظيمة بين المتحاربين وأن العسكر حملوا على المنية حملة قوية من البر والبحر وملكوا جهة منها وحضر المبشرون بذلك ليلة الأربعاء أواخر رمضان كما تقدم وعملوا الشنك لذلك الخبر فورد بعد ذلك ساعتين برجوع الأخصام ثانيًا ومقاتلتهم حتى هزموهم وأجلوهم عن ذلك وذلك هو الحامل على المغالطة والمناداة في سابع ساعة بثبوت العيد وإفطار الناس ذلك اليوم‏.‏
وفي يوم السبت 18 شوال سنة 1219 هـ  - 20 يناير 1805 م نزل الباشا إلى قراميدان وحضر القاضي والدفتردار وأمير الحاج فسلمه الباشا المحمل ونزلوا بقطع الكسوة أمام أمير الحاج وركب أمامه الآغا والوالي والمحتسب وناظر الكسوة بهيئة محتقرة من غير نظام ولا ترتيب ومن خلفهم المحمل على جمل صغير أعرج‏.‏
وفيه أرسل العسكر يطلبون العلوفة والمعونة فعمل الباشا فردة على الأعيان وعلى أتباعه وجمع لهم خمسمائة كيس وعين للسفر بذلك صالح آغا وعدة عساكر وجبخانة وذخيرة‏.‏
وفي الأثنين 20 شوال سنة 1219 هـ  - 22 يناير 1805 م رجع ابن المحروقي وجرجس الجوهري وأحضرا معهما بعض أحمال قليلة بعد ما صرفا أضعافها في مصالح وكساوى للعرب وغير ذلك‏.‏
وفيه ورد الخبر بوصول دفتردار جديد إلى ثغر سكندرية وهو أحمد أفندي الذي كان بمصر سابقًا وعمل قبطانًا بالسويس في أيام محمد باشا وشريف أفندي فكتب الباشا عوضًا للدولة بأنهم راضون على جانم أفندي الدفتردار وأن أهل البلد ارتاحوا عليه وطلبوا إبقاءه دون غيره وختم عليه القاضي والمشايخ والإختيارية وبعثوه إلى الدولة وأرسلوا إلى الدفتردار الواصل بعدم المجيء ويذهب إلى قبرص حتى يرجع الجواب فاستمر باسكندرية‏.‏
وفي أواخره تواترت الأخبار بأن جماعة من الأمراء القبالي ومن معهم من العربان حضروا إلى ناحية الفشن وحضر أيضًا كاشف الفيوم مجروحًا ومعه بعض عسكر ودلاة في هيئة وتتابه ورود كثير من أفراد العسكر إلى مصر وأشيع انتقالهم من أمام المنية إلى البر الشرقي بعد وقائع كثيرة ومحاربات‏.‏
وفي يوم الخميس آخر شوال سنة 1219 هـ  - آخر يناير 1805 م برز أمير الحاج المسافر بالمحمل وخرج إلأى خارج ومعه الصرة أو ما تيسر منها وعين للسفر معه عثمان آغا الذي كان كتخدا محمد باشا بجماعة من العسكر لأجل المحافظة ليوصلوه إلى السويس ويسافر من القلزم مثل عام أول‏.‏
وفيه ورد الخبر بضياع ثلاث داوات بالقلزم وأنها تلفت بالقرب من الحساني وتلف بها كثير من أموال التجار وصرر النقود وكان بها قاضي المدينة أحمد أفندي المنفصل عن قضاء مصر فغرق وطلعت أولاده ورجعوا إلى مصر بعد أيام وسافروا إلى بلادهم‏.‏
وورد الخبر بأن القبليين قتلوا حسين بك المعروف باليهودي بعد أن تحققوا خيانته ومخامرته وانقضى هذا الشهر‏.‏
 وفى يوم الجمعة 1 شهر ذو القعدة الحرام سنة 1219 هـ  - 1 فبراير 1805 م فيه قرر الباشا فردة على البلاد فجعل على كل بلد من البلاد العال مائة ألف فضة والدون ستين ألأفًا وعين لذلك ذا الفقار كتخدا الألفي على الغربية وعلي كاشف الصابونجي على المنوفية وحسن آغا نجاتي المحتسب على الدقهلية وذلك خلاف ما تقرر على البنادر من عشرين كيسًا وثلاثين وخمسين ومائة وأقل وأكثر‏.‏

وفي ليلة الجمعة 8 شهر ذو القعدة الحرام سنة 1219 هـ  - 8 فبراير 1805 م حضروا بعلي آغا يحيى المعروف بالسبع قاعات ميتًا من سملوط وقد كانوا أرسلوه ليكون كتخدا لحسن بك أخي طاهر باشا وكان المحروقي أرسله إلى بشبيش فتوعك هناك فطلب الباشا رجلًا من الرؤساء يجعله كتخدا لحسن بك فأشاروا عليه بعلي آغا هذا فطلبه من المحروقي فأرسل بإحضاره فحضر في اليوم الذي مات فيه المحروقيوسافر بعد أيام إلى قبلي فزاد به المرض هناك ومات بسملوط فأحضروه إلى مصر بعد موته بخمسة أيام وخرجوا بجنازته في يوم الجمعة من بيته المجاور لبيت المحروقي وصلوا عليه بالأزهر ودفن إلى رحمة الله تعالى‏.‏

وفي يوم الثلاثاء 12 شهر ذو القعدة الحرام سنة 1219 هـ  - 12 فبراير 1805 م علقوا ثلاثة رؤوس بباب زويلة لا يدري أحد من هم‏.‏
وفى يوم الخميس 14 شهر ذو القعدة الحرام سنة 1219 هـ  - 14 فبراير 1805 م

وقعت حادثة : وهو أن كاشفاً من أكابر الأرنؤود سكن ببيت أبن السكرى , الذى يقرب الحلوجى , ويتردد عليه رجل من المنتسبين إلى الفقهاء , ويبسمى الشيخ أحمد البرانى , خبيث الأفعال , يصلى إماماً بالمذكور , فرأى ما رابه منه مع فراشة (يقصد مع زوجاته) فضربه بالخنجر والنبابيت حتى ظن هلاكه وأخرجه أتباعه وحملوه إلى منزله فى خامس ساعة من الليل وبه بعض الرمق ومات بعد ذلك .

,اخبر المشايخ بذلك , ورفع القتيل إلى المحكمة , وتغيب القاتل , فإمتنع المشايخ فى حضور الجامع والتدريس بسبب ذلك , وبسبب أولاد سعد الخادم سدنة ضريح سيدى أحمد البدوى ... وكانوا قد شكوا بعضهم بعضاً , وتعين بسبب ذلك كاشف على أحمد بن الخادم , وهجم داره وقبض على بناته ونسائة , ونبشوا داره وفحروا أرضها للتفتيش على المال , وطالت قصتهم من أوىخر الشهر الماضى لوقت تاريخه .

وتكلم المشايخ مراراً مع الباشا فى أمرهم , وهو يغالط ... وهو يغالط طمعاً فى المال , وقد كان سمع تهمتهم بكثرة المال , مائة وخمسة وثمانين ألف ريال خلاف حق الطريق , وذلك من مصطفى الخادم , وهو الذى يشكوا ألان قسيمة , ويقول أنه هو الذى شكانى وتسبب فى مصادرتى , وهو مثلى فى الإيراد وعنده مثل ما عندى , فلما حضروا إلى الدار وفتشوا وقرروا نساءه وأتباعه , فلم يظهر له شئ ... فأدرجوا هذه القضية فى دعوة المقتول , وأمتنعوا من حضورهم الأزهر , وأشيع أمتناعهم من التدريس والأفتاء , فحضر إليهم سعيد أغا الوكيل , وتلطف منهم اسكين هذه الفتنة , وأنه يتكفل بتمام المطلوب .

وإسنمر الحال على ذلك إلى يوم الثلاثاء 19 , فحضر  كتخدا الباشا وسعيد أغا وصالح أغا إلى بيت الشيخ الشرقاوى , وإجتمع هناك الكثير من المتعممين , وتكلموا كثيراً , ورمحوا الرتب وقالوا : " لا بد من حضور الخصم القاتل والمرافعه معه إلى الشرع , ورفع الظلم عن أولاد الخادم وعن الفلاحيين " وأمثال ذلك .. وهم يقولون فى الجواب : " سمعاً وطاعة كل ما ـأمرون به " وإنقضى المجلس على ذلك , وذهبوا حيث أتوا .

قلما كان العصر من ذلك اليوم , حضر سعيد أغا , وصحبته القاتل إلى المحكمة وأرسلوا إلى المشايخ , فحضروا المجلس وأقيمت الدعوى وحضر أبن المقتول , وأدعى بقتل أبيه , وذكر أنه أخبر قبل خروج روحه أن القاتل له الكاشف صاحب المنزل , .. فأنكر المتهم ذلك وقال : " أنه كان إماماً عنده " يصلى به الأوقات وأنه لم يأت إلينا الليلة التى حصل له الحادث فيها " فطلب القاضى من أبن المقتول بينه تشهد بقول أبيه , فلم يجدوا إلا شخصاً سمع من المقتول ذلك القول , وأفتى المالكى أنه يعتبر قول المقتول فى مثل ذلك , لأنه فى حالة يستحيل عليه فيه الكذب .. وذلك نص مذهبهم على بينه تشهد قوله .

فطلب القاضى الشطر الثانى  فلم يوجد ‘لى أن هناك من كان حاضراً بالمجلس وقت الضرب , ومشاهد للحادثة , وكتم الشهادة خوفاً على نفسه , وأنقض المجلس , واهمل الأمر حتى ياتوا بالبينة .
وفي يوم الجمعة 15 شهر ذو القعدة الحرام سنة 1219 هـ  - 15  فبراير 1805 م تواترت الأخبار بوقوع حرب بين العسكر والأمراء القبالي وملك العسكر جهة من المنية بعدما اصطدموا عليها من البر والبحر فوصل الأخصام وحالوا بينهم وبين عسكرهم والمتاريس وأجلوهم وقتل من قتل بين الفريقين واحترق عدة مراكب من العسكر وما فيها من المتاع والجبخانة وأرسلوا بطلب ذخيرة وجبخانة وثياب وغير ذلك وانتشر عسكر القبليين إلى جهة بحري حتى وصلوا إلى زاوية المصلوب وحاصروا من في بوش والفشن وبني سويف وكذلك من بالفيوم وشرع الباشا واجتهد في تجهيز المطلوبات وتشهيل الاحتياجات‏.‏
وفيه حضرت سعاة من ثغر سكندرية وأخبروا بورود عدة مراكب إنجليزية إلى المينا وسألوا وفي ليلة الأربعاء رابع عشره وقعت حادثة وهو أن كشفًا من أكابر الأرنؤد سكن ببيت ابن السكري الذي بالقرب من الحلوجي ويتردد عليه رجل من المنتسبين إلى الفقهاء يسمى الشيخ أحمد البراني خبيث الأفعال يصلي إمامًا بالذكور فرأى مارًا به مع فراشه فضربه بالخنجر والنبابيت حتى ظن هلاكه وأخرجه أتباعه وحملوه إلى منزله في خامس ساعة من الليل وبه بعض رمق ومات بعد ذلك وأخبر المشايخ بذلك ورفع القتيل إلى المحكمة وتغيب القاتل وامتنع المشايخ من حضور الجامع والتدريس بسبب ذلك وبسبب أولاد سعد الخادم سدنة ضريح سيدي أحمد البدوي وقد كانوا شكوا بعضهم وتعين بسبب ذلك كاشف علي أحمد بن الخادم وهجم داره وقبض على بناته ونسائه ونبشوا داره وفحروا أرضها للتفتيش على المال وطالت قصتهم من أواخر الشهر الماضي لوقت تاريخه وتكلم المشايخ مرارًا مع الباشا في أمرهم وهو يغالط طمعًا في المال وقد كان سمع تهمتهم بكثرة المال وأن محمد باشا خسر وأخذ منهم سابقًا في أيام ولايته مائة وخمسة وثمانين ألف ريال خلاف حق الطريق وذلك من مصطفى الخادم وهو الذي يشكو الآن قسمه ويقول أنه هو الذي شكاني وتسبب في مصادرتي وهو مثلي في الإيراد وعنده مثل ما عندي فلما حضروا الدار وفتشوا وقرروا نساءه وأتباعه فلم يظهر له شيء قادرجوا هذه القضية في دعوة المقتول وامتنعوا من حضورهم الأزهر وأشيع امتناعهم من التدريس والإفتاء فحضر إليهم سعيد آغا الوكيل وتلطف بهم وطلب منهم تسكين هذه الفتنة وأنه يتكفل بتمام المطلوب واستمر الحال على ذلك إلى يوم الثلاثاء تاسع عشره فحضر الكتخدا الباشا وسعيد آغا وصالح آغا إلى بيت الشيخ الشرقاوي واجتمع هناك الكثير من المتعممين وتكلموا كثيرًا ورمحوا المراتب وقالوا لا بد من حضور الخصم القاتل والمرافعة معه إلى الشرع ورفع الظلم عن أولاد الخادم وعن الفلاحين وأمثال ذلك وهم يقولون في الجواب سمعًا وطاعة في كل ما تأمرون به وانقضى المجلس على ذلك وذهبوا حيث أتوا فلما كان العصر من ذلك اليوم حضر سعيد آغا وصحبته القاتل إلى المحكمة وأرسلوا إلى المشايخ فحضروا المجلس وأقيمت الدعوى وحضر ابن المقتول وادعى بقتل أبيه وذكر أنه أخبر قبل خروج روحه أن القاتل له الكاشف صاحب المنزل فسئل فأنكر ذلك وقال أنه كان إمامًا عنده يصلي به الأوقات وأنه لم يأت إلينا تلك الليلة التي حصل له فيها هذا الحادث فطلب القاضي من ابن المقتول بينة تشهد بقول أبيه فلم يجدوا إلا شخصًا سمع من المقتول ذلك القول وأفتى المالكي أنه يعتبر قول المقتول في مثل ذلك لأنه في حالة يستحيل عليه فيها الكذب وذلك نص مذهبهم ولا بد من بينة تشهد على قوله فطلب القاضي الشطر الثاني فلم يوجد على أن هناك من كان حاضرًا بالمجلس وقت الضرب ومشاهدًا للحادثة وكتم الشهادة خوفاً على نفسه , وأنفض المجلس , وأهمل الأمر حتى ياـوا بالبينة .

وفي يوم الأحد 17 شهر ذو القعدة الحرام سنة 1219 هـ  - 17 فبراير 1805 م عزم على السفر محمد أفندي حاكم أسنا سابقًا بمراكب الذخيرة والجبخانة واللوازم وصحبته عدة من العساكر لخفارتها‏.‏
وفى يوم السبت 7 شهر ذو الحجة الحرام سنة 1219 هـ  - 10 مارس 1805 م في سابعه وردت أخبار بوقوع حرب بين العسكر والمصريين القبليين وهو أن العسكر حملوا على المنية حملة عظيمة في غفلة وملكوها فاجتمعت عليهم الغز والعربان وكبسوا عليهم وقتلوا منهم مقتلة عظيمة وأخرجوهم منها وأجلوهم عنها ثانيًا وذلك في سابع عشرين القعدة‏.‏
وفي يوم الأحد 8 شهر ذو الحجة الحرام سنة 1219 هـ  - 10 مارس 1805 م طلع يوسف أقندي الذي كان تولى نقابة الأشراف في أيام محمد باشا ثم عزل عنها إلى القلعة فقبض عليه صالح آغاقوش وضربه ضربًا مبرحًا وأهانه إهانة زائدة وأنزلوه أواخر النهار وحبسوه ببيت عمر أفندي النقيب ثم تشفع فيه الشيخ السادات فأفرجوا عنه تلك الليلة وذهب إلى داره ليلًا وذلك بسبب دعوى تصدر فيها المذكور وتكلم كلامًا في حق الباشا فحقدوا عليه ذلك وفعلوا معه ما فعلوا ولم ينتطح فيها عنزان‏.‏
وفي يوم الجمعة 13 شهر ذو الحجة الحرام سنة 1219 هـ  - 15 مارس 1805 مطلع المشايخ إلى الباشا يهنئونه بالعيد فأخرج لهم ورقة حضرت إليه من محمد أفندي حاكم أسنا سابقًا الذي سافر بالذخيرة آنفًا واستمر ببني سويف ولم يقدر على الذهاب إلى قبلي ومضمون تلك الورقة أن البرديسي قتل الألفي غيلة ولم يكن لهذا الكلام صحة‏.‏
وفيه وردت الأخبار بقدوم طائفة من الدلاة على طريق الشام وبالغواني عددهم فيقولون اثنا عشر ألف وأكثر وأنهم وصلوا إلى الصالحية وأنهم طالبون علوفة وذخيرة فشرعوا في تشهيل ملاقاة للمذكورين وطلبوا من تجار البهار خمسمائة كيس وزعوها وشرعوا في جمعها‏.‏
وفيه وصلت طائفة من القبالي والعرب إلى بلاد الجيزة وطلبوا من البلاد داهم وكلفًا ومن عصى عليهم من البلاد ضربوه وعدى كتخدا الباشا وجملة من العساكر إلى بر الجيزة وشرعوا في تحصينها وعملوا بها متاريس وتردد الكتخدا في النزول والتعدية إلى هناك والرجوع ثم أنه عدى في رابع عشره وأقام هناك وأحضروا ثلاثة رؤوس من العرب في ذلك اليوم وفي يوم الجمعة رجع الكتخدا وأشيع رجوع المذكورين‏.‏
وفيه قرروا فردة أخرى على البلاد لأجل عسكر الدلاة القادمين وجعلوا على كل بلد عشرين أردب فول وعشرين خروفًا وعشرين رطل سمن وعشرين رطل بن وعشرة قناطير عيش وربع أردب وسدس أرز أبيض ومثله برغل وكلفة المطبخ ألف فضة وذلك خلاف حق الطريق وفي يوم الأربعاء ثامن عشره حضر ططري من ناحية قبلي وأخبر أن العسكر دخلوا إلى المنية وملكوها فضربوا مدافع كثيرة من القلعة وعملوا شنكًا وأظهر العثمانية وأغراضهم الفرح والسرور وكأنهم ملكوا مالطة وبالغوا في الأخبار والروايات الكذب في القتلى وغير ذلك والحال أن الأخصام خرجوا منها وزحموها ولم يبقوا بها ما ينقره الطير ولم يقع بينهم كبير قتال بل أن العسكر لما دهموها من الناحية القبلية ولم يكن بها إلا القليل من المصريين وباقيهم خارجها من الناحية الأخرى فتحاربوا مع من بها وهزموهم فولى أصحابهم وتركوهم بالبلدة فدخلوها فلم يجدوا بها شيئًا‏.‏
وفي يوم الخميس 19 شهر ذو الحجة الحرام سنة 1219 هـ  - 21 مارس 1805 م وصل آغات المقرر وهو عبد أسود وطلع إلى القلعة بموكب وعملوا له شنكًا ومدافع وقرؤوا المقرر في ذلك اليوم بحضرة الجمع‏.‏
وفي يوم الأحد 22 شهر ذو الحجة الحرام سنة 1219 هـ  - 21 مارس 1805 م وصلت طائفة من العرب بناحية الجيزة فوصل الخبر إلى الكاشف الذي بها وهو دملي عثمان كاشف الذي قتل الشيخ أحمد البراني المتقدم ذكره فإنه بعد تلك الحادثة قلدوه كشوفية الجيزة وذهب إليها وأقام بها فلما بلغه ذلك ركب على الفور في نحو خمسة وعشرين خيالًا ورمحوا عليهم فانهزموا أمامهم فطمع فيهم وذهب خلفهم إلى ناحية برنشت فخرج عليه كمين آخر واحتاطوا به وقتلوه وقطعوا رأسه وستة أنفار معه وذهبوا برؤوسهم على مزاريق واقتص الله منه فكان بينه وبين قتله للمذكور دون الشهر وكان مشهورًا فيهم بالشجاعة والإقدام‏.‏
وفيه اجتهدوا في تشهيل علوفة وذخيرة وجبخانة وسفروها مع جملة من العسكر نحو الخمسمائة في يوم الاثنين ثالث عشرينه‏.‏
وفي يوم الأربعاء 25 شهر ذو الحجة الحرام سنة 1219 هـ  - 27 مارس 1805 م وصل الدلاة إلى الخانكة فحضر منهم طائفة ودخلوا إلى مصر فردوهم إلى أصحابهم حتى يكونوا بصحبتهم في الدخول‏.‏ وفي
ج3/ 90
 

This site was last updated 03/02/09