Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

كيف قامت الحروب الصليبية ؟

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
صفحة الفهارس الرئيسية
مراجع الصفحة الرئيسية
فهرس بطاركة الأسكندرية
مواقع قبطية ومسيحية صديقة
الدكتور نجيب جبرائيل الأسطورة
تاريخ حياة قديسى ومشاهير القبط
فهرس ما قبل الإسلام
فهرس البدع والهرطقات
فهرس تاريخ الأحتلال الإسلامى
آخر آباطرة أثيوبيا
فهرس موضوعات تاريخية مختلفه
مخطوطات الأنجيل
ثروات الخلفاء بعد الغزو
من هم الأقباط؟
ما هو التاريخ القبطى
أخبار مسيحية متفرقة
صفحة فهرس إضطهاد الأقباط
من هم العرب؟
فهرس الله إله القمــر الوثنى
الذبائح البشــرية لله
مجزرة الكشح
المسلمون يغتصبون فتيات القبط
تاريخ العهدة العمرية
فهرس أخطـــاء القــــرآن
الإضطهاد الدينى والمهاجرين الأقباط
ظهور مريم بمصر
صفحة فهرس تاريخ أثيوبيا
جرائم وعجائب السلفين بمصر
الله ليس إله المسيحية
الإسلام يضرب الإقتصاد
صفحة فهرس تاريخ ليبيا
فهرس تاريخ السودان و النوبة
جدول البطاركة
أبونا زكريا بطرس
مراجع الموقع
البردة النبوية
ظاهرة القمص مكارى يونان العجيبة
الإسلام وسرقة الآثار و تدميرها
حروب الفرنجة/الصليبين
كنيسة القديسين‏ ‏دشنت‏ ‏بدماء‏ ‏الشهداء
الشريعة تطلق القتلة أحرارا
هل المسلم مصرى
المسلمون المصريون عقل القاعدة
المسلمين المصريين موالى
سيرة المسيح بلسان عربى فصيح
أخبــــــار الأسبــوع

تعليق من الموقع : المسلمون ليس عندهم حرمة أو مقدسات .. فقد هدم أحد خلفاء بنى أميه الكعبة وهدم المسلمون كنيسة القيامة مرتين الأولى وفي 24/ 5/ 966 م قام والى بيت المقدس محمد بن اسماعيل الصناجي وأتباعه بحرق ابواب كنيسة القيامة ونهبها وأضرم فيها النار فسقطت قبتها وقتل بطريرك القدس وقام بتجديدها أحد أبناء الكنيسة السريانية الأرثوذكسية وهو علي بن الخمار السرياني البغدادي كاتب افتكين القائد التركي مولى معز الدولة بن بويه الذي غلب الشام برضى اهلها سنة 974 . (راجع المؤّرخ الرومي الملكي المعروف بيحيحي بن سعيد الانطاكي في ذيله عن تاريخ سعيد بن البطريق ) والمرة الثانية وفي عام 1009 أمر الخليفة الحاكم بامر الله الفاطمي الذى كان يحكم مصر بهدم كنيسة القيامة ومساوتها بالأرض وقتل بطريرك القدس، ألا أنه سمح الخليفة الذى جاء بعده ببنائها ثانيةً وانتهى البناء في عام 1048

**************************

لماذا سماها بعض المؤرخون المسلمين بالحروب الصليبية ؟ :

أسماها المؤرخون المسلمون حروب الفرنجة أو حروب الصليبين لأن الفرنجة إتخذوا الصليب شعاراً ورسموه على ملابسهم واعلامهم , هذه الحروب فى الواقع حروب أتخذها الفرنجه كحروب دينية بعد أن كسر المسلمين عهودهم بحماية زوار أورشليم وأعتدوا على زوار القبر المقدس من الفرنجه

ولما كانت الحملة الأولى غالبيتها من الفرنسيس فقد أطلق عليها العرب أسم الفرنجة نسبة إلى فرنسا

وبالرغم من أن هؤلاء الفرنجه وضعوا على ملابسهم علامة الصليب إلا أن الحرب التى خاضوها هى حرب سياسية , كما أنها لم تكن على الإطلاق حرب مشرفه , ولم يكن هناك نص كتابى واحد فى الإناجيل يؤيد المجازر التى فعلوها .

ونحن أمام فئتين ( الأسلام والفرنجة ) كل واحده لها وجه نظر .

ولكن هناك فئة أخرى لها وجهه نظر ثالثة تنظر إليهما من منظار آخر وهم الأقباط أو مسيحى الشرق أصل سكان بلاد الشرق الأوسط الذين وجدوا أنفسهم محصورين أمام قوتين تتقاتلان لأمتلاك أراضيهم المسلمين والفرنجة.

 المسلمين يعتقدون أن البلاد التى أحتلوها خلال قرون هى بلادهم أرغموا أهلها بالقتل والقهر والأرهاب والظلم حتى أصبح غالبية سكانها من المسلمين فأسموها بلاد إسلامية .

والفرنجة كان هدفهم حماية المقدسات المسيحية من هؤلاء الذين دنسوها وهدموها وقتلوا زوارها من الفرنجة .

 وعندما انهزم الفرنجة حمقوا فأصدروا قانوناً يحظر على الأقباط فى مصر والسودان دخول المدينة المقدسة أورشليم , ولما كان الأقباط والسودانيين أشد المسيحيين تقوى وإيماناً وأكثرهم زيارة للأماكن المقدسة وزيارة القبر فوقع هذا القرار على الأقباط والسودانيين وقع الصاعقة .

بالنسبة للأقباط فقد قاسوا من المسلمين منذ إحتلالهم مصر كما رأيت أيها القارئ ولم يرحموهم  الفرنجه أيضاً لأنهم كانوا يعتقدون أن الأقباط هم فئة خارجه على المسيحية (هراطقة ) ومنعوا زيارة الأقباط للقبر المقدس كما أدى الهجوم الصليبى على مصر وتجولهم فى صعيدها وبحريها إلى أن جيش الصليبين أستولوا على آثاراً مسيحية وأجساد قديسين أحتفظ بها الأقباط على مدى قرون ، وفى الجانب الآخر صلاح الدين الأيوبى لأنه كان تركياً سنياً متعصباً إضطهد فى بداية حكمه الأقباط وهدم أكبر كنيسة فى الإسكندرية بحجه خوفه من هجوم الصليبين وهدم الحكام المسلمين الأيوبين من بعده والأتراك كثير من الكنائس وذبحوا المسيحيين من الأروام والأقباط الذين كانوا يسكنون فى كل محافظة دمياط وما حولها إذا فلا خير أيضا يأتينا من وراء الإسلام .

وجهه نظر الأقباط ملخصها : فليرحل الإسلام كدين عن بلادنا

** طلب بعض المسلمين الإعتذار عن الحملات الصليبية من أوربا  وإذا كان المسلمين تجرأوا بهذا الطلب فنحن كأقباط ومسيحى الشرق نطلب مئات الإعتذارات عن الجرائم التى فعلها المسلمين معنا منذ إحتلالهم بلادنا وحتى الان .. كما إنه إذا كان الفرنجه رحلوا بعد إستعمارهم بلادنا فنطلب أيضاً رحيل الإسلام كدين ووجهه البغيض عن بلادنا .

** لقد راعيت الأمانة التاريخية فى سرد أحداث حملات الفرنجة بصورة محايده بحيث لا يحط ما كتبناه من قدرة حاكم أو يرفع حاكم بغض النظر عن المعتقد الدينى وهذا للأمانة التاريخية فى تسجيل أحداث هذه الفترة ولم نغير جزء مما جاء فى أمهات الكتب والمخطوطات التى أمكننا الحصول عليها وأوضحت وجهه نظر المراجع القديمة   .. لأنه من دراستى للتاريخ قد خرجت بقاعدة هامة هى

أن المـــــال والإحتلال وشهوة السلطة هو الهــدف الحــقـيـقى لهــــذه الحــروب التى جر بها الإسلام الويلات على منطقة الشرق الأوسط فيلم مملكة الجنة

تاريخ الحملات الصليبية فى سطور

فى 1095 م أجتماع دينى مسيحى للصليبين فى كليرمونت بفرنسا

1095- 1101 م حملة الفرنجة الأولى

فى 1099 م إستيلاء الصليبين على ورشليم

فى 1144 م إستيلاء المسلمين الأتراك مرة أخرى على مدن مسيحية وذبحوا كل من فيها من المسيحيين

فى 1145 م - 1147م بداية حملة الفرنجة (الصليبية) الثانية التى قادها ملك فرنسا لويس السابع Louis VII

فى 1188م - 1192م بداية حملة الفرنجة (الصليبية) الثالثة بقيادة فيليب أوجستس  Philip Augustus  وريتشارد قلب الأسد Richard Coeur-de-Lion

فى 1187 م صلاح الدين يستولى على أورشليم

فى 1202 م - 1204م  الحملة الصليبية الرابعة التى أستولوا فيها على القسطنطينية Constantinople

فى 1212 م حملة الأطفال الصليبية

حملة الفرنجة الخامسة سنة 1217م - 1221م  حاولت هذه الحملة الإستيلاء على دمياط وقد أعد لها بابا روما وكان يعين قوادها وكان هدفها إحتلال مصر

فى 1229 م الحملة الصليبية السادسة فردريك الثانى Frederick II  كان جزء منها سنة 1228- 1229م وكذلك ثيبود دى تشامبين وريتشارد كورنوال Thibaud de Champagne and Richard of Cornwall سنة 1239م

فى 1248 م - 1249م الحملة الصليبية السابعة بقيادة الملك لويس St. Louis

فى 1270 م الحملة الصليبية الثامنة  بقيادة الملك لويس  St. Louis

من هم الفرنجـــــــــــــــــة ؟

تسائل بعض المسلمين فى العصر الحديث عن من هم الفرنجة ستجد فى موقعنا جزء كبير عن حملات الفرنجة التسعة ومن أين خرجت كل حملة ومن هم قوادها وما هى أنجازاتها الحربية كما أوردنا الكثير عن صلاح الدين الأيوبى وعائلتة التى حكمت مصر .

http://www.coptichistory.org/new_page_112.htm إحتلال الأسرة الأيوبية السنية فى مصر تحت خلافة بنى العباس فى بغداد

كما يمكنك الحصول على معلومات أكثر من خلال قراءة نهاية حكم إحتلال الخلافة الفاطمية لمصر واحتلال الأسرة الأيوبية لمصر

 سنة 1096 م - 870 للشهداء - 490 للهجرة

لكل حرب سبب ويمكن معرفة اسباب حروب الفرنجة التى سماها بعض العرب يالحروب الصليبية بما فعله المسلمون وقد بدأت الحملة الصليبية الأولى سنة 489 هـ - 490 هجرية (1096 م) وكان قائد الجيش التركى السلجوقى المسلم قلج أرسلان قد أستولى على الشام من الخلافة الفاطمية ومنع أى إنسان يدخل فى المنطقة التى إحتلها والتى تشمل الأراضى المقدسة ( بيت لحم مكان ميلاد السيد المسيح وأورشليم قبر السيد المسيح  ) الألاف من مسيحى الغرب قتلوا أو عوملوا معاملة غير آدمية وسرقت أموالهم وأغتصبوهم كرجال ( لأن الذى كان يزور الأراضى المسيحية المقدسة كانوا من الفرنجه الرجال فقط ) 

ويهمنا قبل الدخول فى سرد تاريخ الحملات الصليبية أن نسرد الأحداث التى حدثت قبلها حتى نعطى فكرة عامة للقراء عن أسبابها كما سنشرح تاريخ حملات الفرنجة المتصل  بالتاريخ المصرى بالتفصيل الدقيق من نهاية حكم المستنصر حتى نهاية إحتلالهم لمنطقة الأشرق الوسط بعد أن أحتل نور الدين وصلاح الدين التركى مصر وإستيلائة على حكم مصر بعد ان قتلت عائلته الخليفة الفاطمى العاضد كما فعلت عائلة العباسيين مع عائلة الأمويين , وأستولوا على حكم مصر !!

خليفــــة مسلم يهدم كنيسة القيامة ويقتل بطريرك أورشليم

أولا : مسيحى الشرق يواجهون المــــوت والأبادة الجماعية من المسلمين فى داخل الخلافة الشيعية والعباسية

واجه مسيحى الشرق وحشية وقتل وإبادة جماعية لم يسبق لها مثيل فقتلهم المسلمين وهدموا كنائسهم وكان ذلك فى عصر الخليفة الفاطمى الشيعى المسلم الحاكم بأمر الله وهذا ماحدث فى هذا العصر

وكان امر الخليفة المسلم الحاكم بأمر الله بكتابة أمر هدم كنيسة القيامة فى أورشليم بالرغم من عهود المسلمين بحمايتها وحماية زوارها ولكن ليس للمسلمين عهود كما تأكد لنا من التاريخ الإسلامى وإرسل الأمر لواليه فى سوريا هذا نصه :

خرج إليك أمر الأمامة بهدم القمامة

 فأجعل سمائها أرضاً وطولها عرضاً
 
فبكى مسيحى الشرق والغرب ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد بل أنه اصدر أمراً بقتل المسيحين واليهود إن لم يسلموا أو طردهم من وطنهم إلى الأماكن المسيحية البيزنطية فكان حصيلة قتلاه 30 ألف مسيحى فى مصر وحدها كما أمر بهدم جميع الكنائس فى خلافتة فهدم 30 الف كنيسة فى جميع بلاد خلافته وقتل بطريرك أورشليم .

ويمكن قراءة ما فعله هذا خليفة المسلم الحاكم بأمر الله الفاطمى فى مسيحى مصر من الأقباط فى نفس موقعنا إذا أردت الإلمام بالتفاصيل .

http://www.coptichistory.org/new_page_9.htm الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله

ذكر مرجع / النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي أن السنة التى هدم فيها الخليفة الحاكم :  السنة الثانية عشرة من ولاية (الخليفة الفاطمى ) الحاكم منصور وهي سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة‏:‏ " وفيها هدم الحاكم بيعة قمامة التي ببيت المقدس وغيرها من الكنائس بمصر والشام وألزم أهل الذمة بما ذكرناه في ترجمة الحاكم‏.‏ "

لاحظ أن المسلمين أستمروا يطلقون على كنيسة القيامة أسم القمامة لأن صليب السيد المسيح الذى كان بها دفنه اليهود مع صلبان اللصين وألقوا عليه القمامة

قام الحاكم بأمر الله الفاطمى  بهدم كنيسة القيامة وقتل الأقباط فى مصر وأمرهم الخروج إلى مصر وقتل 30000مسيحى فى خلافته ودمر 30000 كنيسة وأستمر من بعده الأستفزاز بالقادمين من سائر الدول لزيارة أورشليم وكنيسة القيامة فكانوا يقتلونهم أو يسرقونهم ويعتدوا عليهم جنسياً .

وتهيأت الأسباب وتصاعدت الأمور  حينما أخذت الأمور تتدهور فى عهد الخليفة الفاطمى المستنصر  حيث عمت الفوضى البلاد , وأحدقت الأخطار بالدولة العباسية التى كانت فى أواخر أيامها فقد واصل الأتراك السلجوقيين  زحفهم غرباً وأستولوا على جميع بلاد العراق وأرمينيا والشام حتى حدود الدولة الرومانية الشرقية , ولم يبقوا للخليفة العباسى إلا زعامته الدينية .

وهؤلاء الأتراك كانوا شديدى التمسك بأمور الإسلام  عظيمى الغيرة على مذهب اهل السنة , وكانوا يعدون أن الشيعة بدعة يجب القضاء عليها وإستئصالها من على وجه الأرض ,ولذلك لم يألوا جهداً فى إستئصال شأفة الفاطميين مما بقى بين أيديهم من الشام .. وكادوا يغزون مصر ذاتها .

وأستولت فرقة من هؤلاء الأتراك على معظم آسيا الصغرى سنة 474هـ وكونوا لهم دولة قوية سميت فى ذلك الوقت " مملكة الروم" لأنها كانت أصلاً مملكة الروم وأستولى عليها الأتراك المسلمين السنيين

ثانياً : فى مسيحى خارج الخلافة الإسلامية (مسيحى الغرب ) وهو زوار اورشليم الفرنجة (المقدسين)

الذين كانوا يأتون من جميع انحاء أوربا لزيارة القبر المقدس فى اورشليم فقد كان المسلمين يعتدون عليهم ويستولون على ما يحملونه من نقود وقد يعتدون على الرجال جنسياً , والذين يصلون منهم إلى أورشليم يقابلون بالشتم والسب والإستهزاء , وإنتشرت هذه القبائح والفظائع فى أوربا التى كانت فى سبات عميق


كان الأتراك بدأوا فى غزو الخلافة الإسلامية وقد أطلقت عليهم ا. ل . بتشر (1) أسم الأرتقيين (2) وقالت : " لقد لقى المسيحين الإضطهاد الشديد من اولئك الأرتقيين المسلمين الذين كانوا يهاجمون العرب الفاطميون , ومن تلك الإضطهادات أنهم قبضوا على البطريرك الأورشليمى ( وهو تابع للكنيسة البيزنطية ) وجروه من شعره وطافوا به شوارع المدينة ثم بعد أن أذلوه ألقوه فى السجن ولم يخرج منه حتى إفتداه الرهبان بمبلغ وافر من المال , ولم يقف الإضطهاد عند هذا الحد إلا انه كان كل قسيس أو راهب معرضاً للسب والشتم وإحتمال قوارص الكلام فى الحياة اليومية "

ولم تبعث ما حدث النخوة والغيرة فى قلوب مسيحى أوربا ولم يكن للدين المسيحى ذو شأن لديهم
زيارة اللاتين إلى الأراضى المقدسة ( أورشليم )
على أن الرياح لا تأتى دائما بما تشتهى السفن فقد حدث أنه بعد حوادث الإضطهادات المؤلمة السابق ذكرها قام سبعة آلاف نفس من اللاتين لزيارة القبر المقدس فى أورشليم فلما بلغوا حدود سوريا أساء المسلمون معاملتهم وإستباحوهم قتلاً ونهباً وسلباً وإغتصاباً , ولم يرجع منهم سوى ألفى شخص وهلك الباقون فى التعذيب والإضطهادات .
رجعوا ليقصوا ما حدث بالتفصيل عن همجية ووحشية وبربرية المسلمين والإسلام , فأثار ذلك روح النخوة والشهامة فى نفوس أهل أوربا وكانت الكأس قد أمتلأت وفاضت وطفحت من جميع جوانبها فنشبت تلك الحروب الدموية التى يقف القلم ويتردد فى الكتابة عن فظائعها وقد افاضت كتب المؤرخين بذكرها (3)

 ولما أنشأ الأتراك عاصمة لهم فى نيقية  تضايق الأروام البيزنطيين وقيصرهم لقرب حاضرة عاصمتهم من القسطنطينية , فلجأ إلى بابا  روما فى غيطاليا الذى اصبح أكبر رئيس مسيحى فى العالم يستصرخه فى صد الأتراك المسلمين من الإغارة على بلاده  خوفاً من غزوها  , وكانت هذه فرصة للبابا فى فرض نفوذه على مناظق الشرق فكان هو الحافز فى دفع ملوك أوربا فى الإتحاد للدفاع عن النصرانية وإسترجاع أورشليم من بين أيدى المسلمين والدفاع عن النصارى خاصة أن من أهم الأسباب  هذه الحرب التى أستفزت أهل أوربا لتحقيق هذه الأمنية  أن المسيحيين الأوربيين حينما كانوا يرحلون فى طريقهم للتقديس وزيارة القبر المقدس كانوا عند عودتهم يحكون مقدار الإهانة التى يلاقونها من الأتراك , والضرائب الباهظة التى يؤدونها لهم . هذا غير سرقتهم فى الطريق وتعرضهم لمخاطر اللصوص وبعضهم قتل أو أعتدى عليه جنسياً .فإنتشرت هذه الأقوال بسرعة ووجدت فكرة الحرب مرتعاً خصباً فى نفوس هذه الشعوب  وقام الكهنة بسرعة نشر أفعال المسلمين فى أوربا .

ولما تناقلت الألسن ما يحدث لزوار الأراضى المقدسة باتت أوربا فى غليان من افعال الأتراك المسلمين وكان هناك راهب فرنسى وكان جندياً متزوجاً ثم ترك الجندية وترهب ثم سافر إلى أورشليم لكى يزور جمع البابا أمراء أوربا council سنة 1095 م وحرضهم على إعلان حرب على الأتراك المسلمين الآثار المسيحية المقدسة وقاسى وراى ما يحدث للزوار المسيحيين الأوربيين لأورشليم فأهاج القلوب وأخرج الرغبات من القول إلى العمل فطاف بأوربا بإشارة من البابا وموافقته وأستنفر همم المسيحيين للأستيلاء على أورشليم حتى يكون الطريق إليها آمناً خاصة أن هؤلاء المسلمين ليسوا أمناء لصيانة هذا الأثر المسيحى وطرد الأتراك الذين فعلوا هذه الموبيقات , فتحدث  فى ذلك مع سمعان بطريرك الملكية فى الأراضى المقدسة فوافقة على رأيه وحرر رسائل توصية إلى البابا أوربانوس الثانى فذهب إليه يصف له حال مسيحى الشرق تحت حكم الإحتلال الإسلامى وما يقاسونه من ذل كما ذكر له الأحداث التى يقابلها الذاهبين لزيارة الأماكن المقدسة من الأوربيين , وكيف أهينت تلك الأماكن من هدم ونهب وقتل البطاركة الملكيين وكان خطيباً بليغاً مؤثراً , فتأثر البابا من كلامه وعقد مجمعاً أوجب الحرب وهذه هى أول مرة فى تاريخ الكنيسة المسيحية ان يعقد مجمعاً للقيام بالحرب فأثارهم بأقواله وأسانيدة وقصصه عن زوار اوربا الذين قاسوا فى خلال رحلتهم إلى أورشليم بل أن البابا منح غفراناً لكل من ينتظم فى الجندية , فاثار هذا القرار حمية اهل فرنسا وإيطاليا وألمانيا وتجند فى زمن قصير عدد لا يحصى وأعطى لكل واحد قطعة من القماش الأحمر لكى يخيطها على كاهلة اليمين عليها علامة الصليب فلقبهم المسلمين الفرنجة أو الصليبين

من هم الأتراك السلاجقة الذين تسببوا فى قيام هذه الحروب الدموية ؟

من دراسة التاريخ وجد أن الأمبراطورية الإسلامية التى عرفت فى التاريخ بالخلافة أو السلطنة إلى آخره من الأسماء التى أطلقها حكام المسلمين على أنفسهم تبدأ أسرة قوية بالسيطرة حربياً على الحكم وتستمر من حوالى 100 إلى 200 سنة تقريباً حتى تقوم أسره أخرى بالإستيلاء على الحكم وبدأت قوة  إسلامية جديده تظهر على أراضى منطقة  الشرق الأوسط حول البحر البيض المتوسط قادمة فى هذه المرة من الشرق فى القرن العاشر والحادى عشر , تكونت هذه القوة الحربية من القبائل بعد أن وحدها قلج أرسلان بن سليمان الذى أصبح فيما بعد مؤسس الدولة السلجوقية التركية , وموطنهم على ضفاف أوكسس بالقرب من الشرق الأدنى  Oxus River near the Aral Sea وأستطاع الأتراك السلجوقيين أن يكونوا جيشاً قوياً بوسطة إحتكاكهم بالفرسPersian  وخراسان وتراكسونيا     Khorasan and Transoxania وأصبحوا يسيطرون من منتصف آسيا حتى الدولة البيزنطية المسيحية فى آسيا الصغرى وأستطاعوا إحتلال هذه المناطق الإسلامية والسيطرة عليها ولكنهم توقفوا على حدود الدولة البيزنطية , وقد حكم هذه الأراضى أول ثلاثة من السلاطين هم تغريل بج Tughril Beg , والب أرسلان Alp-Arslan , وملك شاه Malikshah ..

وكانوا يخضعون أسمياً للخليفة البغدادى الرسمى السنى حيث كانت الخلافة العباسية فى هذا الوقت فى مرحلة من الضعف الشديد لا تسيطر إلا على جزء قليل من الأراضى التى إحتلها المسلمون الأوائل فى هذه المنطقة .. ولم يكن الخليفة العباسى هو الخليفة الوحيد للمسلمين فى ذلك الوقت بل أنه كانت هناك خلافة أخرى فى مصر تسيطر على مساحه كبيرة من اراضى المنطقة هم الخلافة الفاطمية فى مصر والخليفة الفاطمى  كان شيعياً وكانت هذه الخلافة أيضاً تقترب من نهايتها أيضاً , ويعتقد أن هدف السلوجوقيين فى البداية كان القضاء على الشيعة ونصره خليفة بغداد السنى على خليفة مصر الشيعى والإستيلاء على أملاك الخليفة الفاطمى ولكن حدث أنهم أضطهدوا المسيحيين وقتلوا الكثير منهم أثناء حروبهم وخاصة الفرنجة من زوار الأراضى المقدسة

*********************************

ذكر المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني  ( 65 من 167 )  : "  وخطب للخليفة القائم بأمر الله العباسي فبعث القاضي القضاعي إلأى المستنصر يخبره بذلك فأرسل إلى كنيسة قمامة بيت المقدس وقبض على جميع ما فيها وكان شيئًا كثيرًا من أموال النصارى ففسد من حينئذ ما بين الروم والمصريين حتى استولوا على بلاد الساحل كلها وحاصروا القاهرة كما يرد في موضعه إن شاء الله تعالى واشتد في هذه السنة الغلاء وكثر الوباء بمصر والقاهرة وأعمالها إلى سنة أربع وخمسين وأربعمائة فحدث مع ذلك الفتنة العظيمة التي خرب بسببها إقليم مصر كله

**************************************************************************************************
المراجع

(1) كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 الجزء الثالث ص 77

(2) لما ضعفت الخلافة الفاطمية بمصر قبل عصر بدر الجمالى ظل نفوذها قوى فى سوريا وفلسطين وبيت المقدس ( أورشليم) حتى خرجت من قبضتها بسبب هجوم السلجوقيين الذين خرجت جحافلهم من بلاد التتر وأكتسحوا فارس وساقوا قبائل التركمان الرحل إلى سوريا وكان امير التركمان أسمه أرتق بن اكسك ومن عادة هذه القبائل تدريب أفرادهم على ركوب الخيل والقتال منذ سن سنتين والفنون الحربية الأخرى وقادهم إلى القدس فأستولى عليها وسمى المؤرخون دولته بدولة الأرتقيين وتوفى أرتق سنة 484 هـ وترك ولدين حكما بيت المقدس (أورشليم ) وفلسطين وسوريا حتى هاجم الأفضل البلاد التى أستولوا عليها وهاجمهم بالمنجنيق وبدد شملهما )

(3) فى نوفمبر 1095، ألقى البابا أوربان الثانى على رجال الكنيسة المجتمعين بـ«كلير مون» ومعهم بعض العلمانيين خطبة دعا فيها فرسان الفرنجة إلى المسير للشرق لهدفين، الأول هو تحرير المسيحيين من نيران الحكم الإسلامى، والثانى هو تحرير قبر المسيح، الضريح المقدس فى القدس، من السيطرة الإسلامية ويلمح «جونثان رايلى سميث» صاحب الدراسة الأولى فى كتاب الحروب الصليبية إلى أن تقارير شهود العيان على هذه الواقعة تشير إلى أن الجماهير، التى تفاعلت مع هذه الخطبة وتحمست وأخذت تهتف «الرب يريدها»، كانت متفق معها، كالمسرحية التى تم الإعداد لها مسبقا مما أعطى بداية الحركة الصليبية شكلا ميلودرامى، وبعدها شرع «أوربان» فى القيام برحلة استغرقت عاما كاملا بين جنوب ووسط فرنسا للاستمرار فى دعوته.

الجزء التالى منقول من : تاريخ الأنطاكى " المعروف بصلة تاريخ أوتيخا" تأليف يحى بن سعيد يحى الأنطاكى المتوفى سنة 458 هـ 1067 م حققة وصنع فهارسه أستاذ دكتور عمر عبد السلام تدمرى - جروس برس - طرابلس لبنان 1990 ص110 - 112
*****************************************************************************************
سنة 355 هـ -  24/5/966م

وكان فى بيت المقدس والى أسمه محمد بن إسماعيل الصناجى وكان كثير الأذية ليوحنا (بن) جميع بطريرك بيت المقدس [ والمطالبة له من الطلبات] بأكثر مما كان الرسم جاريا به ، وكان البطريرك يدفع له كلما إلتمسه منه ، ولما تزايدت أذيته له قصد مصر وذهب إلى كافور وإعتمد على الكتاب النصارى وشكا ما هو مبلى به من الصناجى وغيره [ فكتب كافور إلى الحسن بين عبيدالله بن طغج خليفته على الشام يأمره بمنع الصناجى عنه وعن غيره من أذية البطريرك وقبض يده عن مطالبته بما لا يجب عليه وإعلانه أن له عناية وكيده ، ولم تزل مكاتبة كافور متصلة [إلى (الحسن) بين عبيد الله ] بذلك وإبن عبيدالله كاتب  الصناجى بمضمونها ، فلم ينقلع عما هو عليه ، وقرب عيد العنصرة فوجه الصناجى يلتمس منه أشياء زائدة عن رسومه التى كان يحملها إليه فى ذلك العيد ، وطالبه مطالبة شديدة ، فنزل البطريرك إلى الرملة وعرف بن عبيدالله الحال ، وأن المكاتبة لا تغنيه شيئاً ، فوجه معه قائداً من قواده يسمى تكين ، وأمره أن يحفظ النصارى وصيانتهم وأن لا يمكن الصناجى ولا غيره من إستضامتهم وألا يظلموا فعظم على الصناجى (تحامى البطريرك عليه وأنفذ يستدعى ما إلتمسه منه ، فإحتمى البطريرك عليه بتكين القائد ولم يدفع إليه ما طلبه فعظم على الصناجى ) ذلك فجمع عشيرته وأتباعه وغيرهم من أفناء (عامة) الناس وكتب إلى البطريرك يستدعى حضوره إليه وبلغه حال الجمع ، فخاف على نفسه وتثاقل (تأخر) عن المضى إليه فقال للرسول : أليس قد تقدم إليه دفعات بالمنع من أذيتى ومطالبتى بما لا يجب له على ، وقد أرسل أبو محمد [الحسن] بن عبيد الله معى من يشد على أيدى ويحمينى ويمنعه عنى ، وليس يمكنى المصير إليه فى وقتى هذا ، ولطف بالرسول إلى أن إنصرف ، وأدى إلى الصناجى جوابه ، وتقدم البطريرك بأن تغلق كنيسة القيامة ، وتحصن فيها ، وركب الصناجى فى الحال مع جموعه ، وقبض على تكين القائد الذى أرسله عبيدالله لحماية البطريرك وأخذه إليه ، وأرسل إلى البطريرك يستدعيه للنزول  إليه وأعطاه الأمان ، فلم تثق إليه نفسه لما حل فيه من فزع ، ولم يرد على الرسول جواباً ، فإجتمعوا على الأبواب فضربوا أبواب مارى قسطنطين بالنار ، ودخلوا منها إلى القيامة وألفوها (وجدوها) مغلقة وأحرقوا أبوابها بالنار وسقطت قبة القيامة ودخلوا الكنيسة ونهبوا ما قدروا عليه ، وتوجهوا إلى كنيسة صهيون وأحرقوها ونهبوها فى اليوم عينه ، وذلك يوم الأثنين الذى قبل العنصرة [وهو الثالث والعشرون من آيار سنة ألف ومائتين وسبع وسبعين يونانية لخمس ليال خلت من جمادى الأخرى سنة 355 هـ 24/5/966م ] وهدم اليهود وخربوا أكثر من المسلمين ، فلما كان يوم الثلاثاء تالى ذلك اليوم إلتقوا البطريرك مختفيا فى جب (جرة) من جباب الزيت فى كنيسة القيامة ، فقتلوه وجروه إلى صحن مار قسطنطين وأحرقوه بالنار على عامود وصار بعده بطريرك آخر من أهل قيسارية يسمى حبيب ويمنى أبا سهل ويدعى خريصطودلس فاقام أبواب كنيسة القيامة ، ورمم المذبح ، وشرع فى عمارتها فعاجله الموت
وفى زمن رئاسة أنبا توما البطريرك أعاد ما تخرب وجدده ( وإهتم بذلك رجل) كاتب نصرانى يعقوبى يسمى على بن سوار ويعرف بإبن الخمار فبنى قبة القيامة وكان هذا الرجل (قد وصل) مع أفتكين التركى من العراق عند تغلبه على الشام ، وكان ذا ثروة وحال واسع وقتل فى هزيمة الحرب عند إنهزام أفتكين ، وكان قبل إستكماله (عمارة القيامة) وأقيم على القيامة سنقل يعرف بصدقة بن بشر فى ايام رئاسة يوسف وارستس فعمل الباسلكين وأكمل ما كان بقى وأتمه إلا جمل مار قسطنطين لأنه كان عظيما جداً فبقى مكشوفاً
وفى ايام تدبير أرسانيوس بطريرك الأسكندرية (الملكية / الروم) لكرسى بيت المقدس بعد خروج أخيه أرستس إلى القسطنطينية عمل جمل مارى قسطنطين وأعيد إلى ما كان عليه ، وأستكملت الكنيسة بأسرها قبل خرابها الذى أتى عليها فى صفر سنة أربعمائة للهجرة بمدة قريبة    

====================================================================

أهم المواقع الحربية التى حدثت بين الأتراك السلاجقة والصليبيين

موقعة الصنبرة: 507 هـ \ 1114 م. - موقعة تل دانيث: 509 هـ \ 1116 م. - موقعة بلاط: 513 هـ \ 1119 م  - موقعة أورش: 517 هـ \ 1124 م - موقعة منبج 517 هـ \ 1124 م - موقعة حوران: 523 هـ \ 1129 م - موقعة عين زربة: 524 هـ \ 1130 م - موقعة دلوك: 547 هـ \ 1153 م - موقعة البقيعة: 558 هـ \ 1163 م - موقعة أرتاح: 559 هـ \ 1164 م - موقعة دمياط 565 هـ \ 1170 م - موقعة قرون حماة: 570 هـ \ 1175 م. - موقعة عين الحر: 572 هـ \ 1177 م - موقعة تل الصافية: 572 هـ \ 1177 م - موقعة مرج عيون: 575 هـ \ 1180 م. - موقعة صفورية: 583 هـ \ 1187 م - موقعة حطين 583 هـ \ 1188 م - موقعة أرسوف 587 هـ \ 1191 م - وقعة دمياط 616 هـ \ 1220 م - موقعة المنصورة 647 هـ \ 1250 م - مغزو تونس 669 هـ \ 1270 م.

 This site was last updated 11/30/11