كانت عقوبة الصلب شكلاً من أشكال التعذيب العلني النفسى والجسدى الذي طّوره إما الفينيقيون في بلاد الرافدين لأجل ردع التمّرد والجرائم ومن أشهر حالات الصلب في بلاد فارس حيث يروي المؤرّخ اليوناني هيرودوتس (484-425 ق. م.) صلب ثلاثة آلاف بابلي من قبل داريوس الأوّل (522-486 ق. م.) ملك فارس. ومن هناك، تعرّف عليه الاغريق، فاستعمله الإسكندر المقدوني الكبير (356-323 ق. م.) ضدّ الناجين من حصار صور في لبنان. ثمّ اعتمده القرطاجيون، ونقله الرومانيّون عنهم ولكن زاد عليه الرومان أساليب التعذيب قبل الصلب (حيث كان التعذيب للمتمردين يستمر لعدة أيام بالجلد والإستهزاء والبصق على الوجه ونتق الشعر وغيره من الوسائل التى قد يخترعها الجنود قبل الصلب ).
ما من مواطن رومانى حر كان ليصلب. كان الصلب مخصّصًا للطبقات الدنيا، مثل العبيد واللصوص والغرباء... والصلب هو الاكثر قساوة بين العقوبات المعتمدة، يليه الحرق، ثمّ قطع الرأس، فالرمي للحيوانات المفترسة.
لقد كان الصلب يشتمل على الضرب علانيةً والتسمير إلى صليب. شكل الصليب على حرف "T "كبير أو "t "صغير + أو على شكل حرف "X ."بل ربما كان من الممكن أن تستخدم سقالة عندما يكون هناك عدة أشخاص يُصلبون معا وكان الموت يحدث بسبب اختناق الشخص المدان لأنه كان يضطر لأن يدفع بقدميه المسمرتين لكي يتنفس. وهذا ً هو السبب في كسر رجلي هذين المجرمين المصلوبين مع يسوع جعلهما يموتان بسرعة (يو ١٩ :٣) حيث أنهما لم يعذبا وفقدان الكثير من الدماء مثلما عذب المسيح
كان الصليب مكونًا من عدّة اقسام، منها الأساسيّة الواجب وجودها، ومنها الثانوية التي يُمكن الاستغناء عنها. فالأساسيّة هي:
- عارضة عمودية stipes crucis طولها عادة متران crux humilis لكن كان بامكانها أن تتعدى هذا الطول أحيانًا crux sublimis تكون ثابتة في مكان الصلب.
- عارضة أفقية Patibulum يحملها المحكوم عليه ويمشي بها من المحكمة إلى مكان تنفيذ الحكم.
أمّا الثانوية فهي:
- كرسي الجلوس Sedile وهي نتوءة أفقية كانت تضاف أحيانًا كي يجلس المحكوم عليها لإطالة عذابه.
- كرسي القدمين Suppedaneum وهي لوحة أفقية أو عرضية لوضع القدمين.
- رقعة الحكم Titulus حيث يكتب عليها اسم المحكوم عليه وجريمته.
وكان يتمّ التثبيت على الصليب بطريقتين مختلفتين: إمّا التسمير أو الربط بالحبال، وكانت الطريقة الأوّلى هي الأكثر استعمالاً. وبسبب طرطليانس (القرن الثالث) الذي كتب: «وحده صلب بهذه الطريقة المميزة»، كانت الرسوم المسيحية غالبًا ما تظهر المسيح مسمّرًا بين مصلوبَين مربوطين بالحبال.
لم يكن الصلب شائعًا عند اليهود لهذا عندما أرادوا قتل يسوع سلموه للرومان متهمين إياه تهما دينية وأخرى مدنية مثل انه جعل نفسه ملكا وأنه مقاوم لقيصر أى طبقا لأسلوب العصر الحديث خائن ومتمرد على الحاكم ، زطبقا للشريعة اليهودية كانوا يستعملون الرجم حتى الموت؛ وفي بعض الأحيان كانوا يعلّقون المرجوم على شجرة: «وإذا كانت على إنسان خطيئة تستوجب الموت، فقتل وعلّقته على شجرة، فلا تبت جثته على الشجرة، بل في ذلك اليوم تدفنه، لأنّ المعلّق لعنة من الله» (سفر تثنية الاشتراع 21 : 22-23). وهذا ما حصل مع الربّ يسوع، ويذكرنا به بولس: «إنّ المسيح افتدانا من لعنة الشريعة إذ صار لعنة لأجلنا، فقد ورد في الكتاب: ملعون من علّق على الخشبة. ذلك كيما تصير بركة إبراهيم إلى الوثنيين في المسيح يسوع فننال بالإيمان الروح الموعود به» (غلاطية 3 : 13-14).
وقد توقف الصلب توقّف في الغرب خلال القرن الرابع، بشكل كبير، وبأمر من الإمبراطور قسطنطين،
ومن أشهر حالات الصلب عند الرومان ،بعد ثورة سبارتاكوس، صَلب كراسوس (115-53 ق. م.)، أحد حكام روما الثلاثة، ستة آلاف أسير على الطريق بين روما وكاپوا. واستنادًا إلى المؤرّخ اليهودي فلافيوس يوسيفوس (37-100 ب. م.) فإنّ القائد الرومانيّ تيطس (39–81) كان يقوم بصلب خمسمائة يهودي في اليوم الواحد، أبّان حصار أورشليم في العام 70:
«أُلقي القبض على يهوديّ في أثناء غارة، فصلبه تيطس مواجهًا للسور، لأنّ الآخرين سيفزعون من هذا المنظر... وحين كانوا (اليهود) على وشك السقوط (في أيدي الرومان)، كانوا يُجبَرون على الدفاع عن أنفسهم. وطبيعة أنه بعد المعركة يفوت أوان طلب العفو، فيُجلَدون، ويَخضعون قبل الموت إلى جميع أنواع التعذيب، ثمّ يُصلبون مواجهةً للسور. لا شكّ أنّ آلامهم أثارت الشفقة في نفس تيطس. وكان عددهم كان كبيرًا جدًّا ومن الخطر إطلاق سراحهم أو الاحتفاظ بهم،وقد بلغ حتى الخمسمئة في كلّ يوم ترك جنوده يتصرَّفون كما يشاؤون، خصوصًا وأنّه أَمِلَ بأنَّ مشهد الصلبان الرهيب سيحثّ المحاصرين على الاستسلام. وجعل الجنود يهينون الأسرى من شدّة غضبهم وحقدهم، فيصلبون كلّ واحد في وضعيّة مختلفة. وبسبب العدد الكبير، لم يبقَ أماكن للصلبان، ولا صلبان للأجساد».1
وذكر المؤرّخون الرومان في أعمالهم، والأدباء في مسرحيّاتهم (كان يقوم بدور الضحيّة مجرم حقيقيّ يُصلَب في آخر المسرحيّة)، أمثال تيطُس ليفيوس (59 ق.م.-17 م)Tite-Live ، وتاقيطس (55-120) Tacitus ، وبلاوتوس (254 ق.م.– 184 ق.م.) Plaute ، وشيشرون (106ق.م.–43 ق.م.) Ciceron الذي هاله شناعة الصليب وفظاعته، فكتب في أحد مؤلفاته: «لو هَدَّدونا بالموت، فَلنَمُت أحرارًا على الأقلّ. أجل، فليبتعد الجلاّد والحِجاب على الرأس وحتّى ذكرُ الصليب، لا عن الرومانيّين وحسب، بل عن أفكارهم وعيونهم وآذانهم. لأنّ في هذه العذابات، ليست مسألة الإعدام هي التي لا تليق بمواطن رومانيّ وبإنسانٍ حرّ، بل طبيعتها والانتظار فيها وحتّى اسمها». القديس أوغسطينس، الذي علم بعمليات الصلب الرومانية، قال: «ما من موت عنيف أرهب من الموت على الصليب».
الصلب فى الإسلام
لكنّ بعض الملوك والأمراء، بخاصّة في الشرق، استمرّوا في ممارسته على أعدائهم وخاصة فى الإسلام وطريقة الصلب فى الإسلام ليست كما اتبعها الرومان على قائمتين ولكن على أى عمود
. وفى الإسلام يتم صلب جثث أى التمثيل بجثث المدانين وليس صلب المدان حيا كما هو عند الرومان
ليست الدولة العباسية فى حاجة إلى تقديم، فقد قدمت نفسها على يد مؤسسها، السفاح، أول خلفاء بنى العباس، المعلن على المنبر يوم مبايعته (أن الله رد علينا حقنا، وختم بنا كما افتتح بنا، فاستعدوا فأنا السفاح المبيح، والثائر المبير).
إخراج جثث خلفاء الأمويين وصلبهم
ويذكر فرج فودة فى كتابه [ قراءة جديدة فى أوراق العباسيين ] وقد أثبت السفاح أنه جدير بالتسمية، فقد بدأ حكمه بقرارين يغنيان عن التعليق وأظن أنه ليس لهما سابقة فى التاريخ كله، كما لا أظن أن أحدًا بعد السفاح قد بزه فيما أتاه، أو فاقه فيما فعل:
■ أما القرار الأول، أو القرار رقم (١) بلغة العصر الحديث فهو أمره بإخراج جثث خلفاء بنى أمية من قبورهم، وجلدهم وصلبهم، وحرق جثثهم، ونثر رمادهم فى الريح، وتذكر لنا كتب التاريخ ما وجدوه:
فيقول ابن الأثير (الكامل فى التاريخ لابن الأثير):
(فنبش قبر معاوية بن أبى سفيان فلم يجدوا فيه إلا خيطًا مثل الهباء، ونبش قبر يزيد بن معاوية بن أبى سفيان فوجدوا فيه حطامًا كأنه الرماد، ونبش قبر عبدالملك بن مروان فوجدوا جمجمته، وكان لا يوجد فى القبر إلا العضو بعد العضو غير هشام بن عبدالملك فإنه وجد صحيحًا لم يبل منه إلا أرنبة أنفه فضربه بالسياط وصلبه وحرقه وذراه فى الريح، وتتبع بنى أمية من أولاد الخلفاء وغيرهم فأخذهم ولم يفلت منهم إلا رضيع أو من هرب إلى الأندلس).
ويروى المسعودى القصة بتفصيل أكثر فيقول (مروج الذهب للمسعودي): (حكى الهيثم بن عدى الطائى، عن عمرو بن هانئ قال: خرجت مع عبدالله بن على لنبش قبور بنى أمية فى أيام أبى العباس السفاح، فانتهينا إلى قبر هشام، فاستخرجناه صحيحًا ما فقدنا منه إلا خورمة أنفه، فضربه عبدالله بن على ثمانين سوطًا، ثم أحرقه، واستخرجنا سليمان من أرض دابق، فلم نجد منه شيئًا إلا صلبه وأضلاعه ورأسه، فأحرقناه، وفعلنا ذلك بغيرهم من بنى أمية، وكانت قبورهم بقنسرين، ثم انتهينا إلى دمشق، فاستخرجنا الوليد بن عبدالملك فما وجدنا فى قبره قليلًا ولا كثيرًا، واحتفرنا عن عبدالملك فلم نجد إلا شئون رأسه، ثم احتفرنا عن يزيد بن معاوية فلم نجد إلا عظمًا واحدًا، ووجدنا مع لحده خطًا أسود كأنما خط بالرماد فى الطول فى لحده، ثم اتبعنا قبورهم فى جميع البلدان، فأحرقنا ما وجدنا فيها منهم).
ولعلى أصارح القارئ بأننى كثيرًا ما توقفت أمام تلك الحادثة بالتأمل، ساعيًا لتفسيرها أو تبريرها دون جدوى، مستبشعًا لها دون حد، فقد يجوز قتل الكبار تحت مظلة صراع الحكم، وقتل الصغار تحت مظلة تأمين مستقبل الحكم، ومحو الآثار تحت مظلة إزالة بقايا الحكم (السابق) لكن إخراج الجثث.. وعقابها.. وصلبها.. وحرقها.. أمر جلل.
والطريف أن البعض رأى فى ذلك معجزة إلهية، فالجثة الوحيدة التى وجدت شبه كاملة.. وعذبت (إن جاز التعبير) وصلبت.. وحرقت ثم نثر رمادها فى الريح هى جثة هشام بن عبدالملك، وقد رأى البعض فى ذلك انتقامًا إلهيًا من هشام إذ خرج عليه زيد بن على بن الحسين، وقتل فى المعركة، ودفنه رفاقه فى ساقية ماء، وجعلوا على قبره التراب والحشيش لإخفائه، فاستدل على مكانه قائد جيش هشام، (فاستخرجه وبعث برأسه إلى هشام، فكتب إليه هشام أن: اصلبه عريانًا، فصلبه يوسف كذلك، وبنى تحت خشبته عمودًا ثم كتب هشام إلى يوسف يأمره بإحراقه وذره فى الرياح) (مروج الذهب للمسعودى - ج٣ ص ٢١٩).
وإذا فسرنا ما حدث لهشام بالانتقام وبالجزاء من جنس العمل، فماذا نفسر ما حدث لغيره، وفى أى نص من كتاب الله وسنة رسوله وجد العباسيون ما يبرر فعلتهم، وأين كان الفقهاء والعلماء من ذلك كله، أين أبوحنيفة وعمره وقتها قد تجاوز الخمسين، وأين مالك وعمره وقتها قد تجاوز الأربعين، ولِمَ لاذا بالصمت ولِمَ لاذ غيرهما بما هو أكثر من الصمت، أقصد التأييد، والتمجيد، والأشعار، ورواية الأحاديث المنسوبة للرسول والمنذرة بخلافة السفاح ومنها ما أورده ابن حنبل فى مسنده مثل (يخرج رجل من أهل بيتى عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن، يقال له السفاح، فيكون إعطاؤه المال حثياً).
ومثل ما ذكره الطبرى من (أن رسول الله أعلم العباس عمه أن الخلافة تؤول إلى ولده، فلم يزل ولده يتوقعون ذلك).
يذكر تاريخ الإسلام أيضا تعذيب الحلاَّج وصلبه سنة 922 م ويروي صلاح الدين السيوطي3 في كتابه «المَرْج النَّضِر والأَرَج العَطِر» قصّة صلب عبد تركيّ، في دمشق، سنة 1247.وفى العصر الحديث راينا مسلحو داعش يقتلون ويصلبون 8 أشخاص في حلب والجثث ستظل معلقة في الميدان 3 أيام 29/2/2014م ونشر الخبر فى عرب حيث ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الأحد أن جماعة الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام (داعش) قامت بإعدام وصلب ثمانية رجال بالقرب من مدينة حلب شمالي سورياة وأوضح المرصد أنه تم إعدام الضحايا في بلدة دير حافر لأنهم قاتلوا في صفوف جماعات مضادة. وتم صلب جثث الضحايا في ميدان وسط المدينة حيث ستظل الجثث هناك ثلاثة أيام، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له."
وفى السعودية يتم صلب الجثث بعد الإعدام فى 21/5/2013م الرياض- (يو بي اي): أعلنت السلطات السعودية الثلاثاء، أنها قامت بصلب خمسة يمنيين بعد أن تم تنفيذ حكم الإعدام فيهم لإدانتهم بقتل مواطن سعودي.
وقالت وزارة الداخلية السعودية في بيان الثلاثاء، إن خمسة يمنيين أقدموا على تشكيل عصابة وارتكاب عدة جرائم في عدة مناطق بالمملكة وسرقة المحلات التجارية والاتفاق على قتل مواطن سعودي عبر “مباغتته أثناء نومه والاعتداء عليه بالضرب وكتم نفسه وتركه حتى فارق الحياة”.
وأضافت أن التحقيق معهم أسفر عن توجيه الاتهام إليهم بارتكاب جرائمهم، وبإحالتهم إلى المحكمة العامة “صدر بحقهم صك شرعي يقضي بثبوت إدانتهم بما نسب إليهم”.
واعتبرت أن “ما قاموا به ضرب من ضروب الحرابة ويدل على تأصّل الشر والفساد في قلوبهم واستهانتهم بالمحرمات والدماء”، مشيرة الى أن عقوبة ذلك “القتل والصلب”.
وتم تنفيذ الحكم الثلاثاء بمدينة جيزان جنوب المملكة على الحدود مع اليمن.
وبتنفيذ هذه الأحكام، يرتفع عدد الذين تم إعدامهم منذ بداية العام الحالي إلى 42 شخصاً في المملكة.
ويعاقب مرتكبو جرائم الاغتصاب والقتل وتهريب المخدرات والسطو المسلح والردة بالإعدام في السعودية التي تطبق الشريعة الإسلامية تطبيقاً صارماً.
وتنفّذ السلطات السعودية أحكام الإعدام بالمُدانين، عن طريق قطع الرأس بسيف أو رمياً بالرصاص في مكان عام.
وأعدمت السلطات السعودية 76 شخصاً العام 2012 الماضي، و79 في العام 2011، ونحو 27 شخصاً في العام 2010.وتطول قائمة الصلب فى الإسلام
الصليب في علم الآثار
يحفل علم الآثار، في العصر الحديث، باكتشافاتٍ هامة، ساهمت في تنوير العلماء والباحثين، حول تفاصيل عمليّة الصلب. ففي سنة 1940، تمّ اكتشاف لوحة من المرمر، في مدينة بوتسوالي Pozzuoli الواقعة جنوبيّ إيطاليا، تعود إلى القرن الأوّل قبل الميلاد، حُفرت عليها قواعد عمليّة الصلب، مع واجبات «متعهّد الصلب» وعمّاله وأجورهم ومعدّاتهم و... أُطلق عليها تسمية Tabula Puteolana . تلاها، عام 1965، إكتشاف لوحةٍ أُخرى، في مدنية كومو Como الواقعة شماليّ إيطاليا، أُطلق عليها تسمية Tabula Cumana . ثمّ عُثر، لاحقًا، على مخربشات graffitis تمثّل الصلب، في عدّة مدنٍ إيطاليّة، في بوتسوالي ذاتها، وفي بومباي Pompei ، يعود تاريخها إلى القرن الميلادي الأوّل.
صلب يوحنان بن حزقيال
وفي سنة 1968، عُثر، بالقرب من أورشليم، على بقايا رجل في العقد الثالث من العمر، يُدعى يوحنان بن حزقيال، تبيَّن أنّه مات صلبًا، في الفترة التي سبقت احتلال أورشليم في العام 70م. وبالإضافة إلى هذه البقايا، عُثر على مسمارٌ طويلٌ استُعمل في صلبه، مغروز في قطعة صغيرة من الصليب، تبيّن أنّها من خشب الزيتون، التصقت بالمسمار لَمّا نُزع عن الصليب لتحرير المصلوب بعد موته. وقد استطاع العلماء، من خلال معاينتهم آثار احتكاك المسامير باليدين والرجلين، أَن يكوِّنوا صورةً عن وِضعَة جسم المصلوب، على الصليب، مكتشفين بذلك بعض التفاصيل الهامّة في عمليّة الصلب. وتجدر الإشارة، أيضًا، إلى شهادات العديد من الناجين من مخيّمات الموت الهتلريّة في أَوشفيتز Auschwitz وداخاو Dachau ، حيث كانت تجري عمليّة صلب بعض المعتقَلين.
******
المراجع
1 راجع: الصَّليب والصَّلب قبل الميلاد وبعده، الأب سامي حلاّق اليسوعيّ، موسوعة المعرفة المسيحيّة، سلسلة قضايا، الرقم 5، دار المشرق، 1995، صفحة 10.
2 المرجع السابق، الصفحة 15
. 3 عاش في القرن الرابع عشر، وهو غير عبد الرحمن السّيوطي، العلاّمة الشهير، الذي عاش في القرن الخامس عشر، وربّما كان جَدَّه.