Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

وضع اليد

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
حنان رئيس الكهنة
الأبنية المجاورة لهيكل سليمان
رؤساء الكهنة
رئيس الكهنة والكهنة
الأسباط
الشيوخ
خريطة هيكل هيرودس
أجزاء ومحتويات الهيكل
مذبح البخور
أوانى وأدوات الهيكل
تدمير هيكل سليمان وهيرودس
الحربة | الحِراب
2- فناء النساء
البر / أبرار / التبرير
9 - ساحة أو فناء الإسرائيليين
19- رواق سُليمان
21 - رواق الأمم
إنجيل
حائط المبكى
القرابين
عاقر
أعياد اليهود
يَ
رئل
ال
اللغة العبرية
ملكوت السموات
إكتشاف قارب مطمور فى الوحل
 الضيعة | التخوم
الخَصيّ | الخصيان
الأنبياء والنبوة والتنبؤ
يَسوع
الروح القدس
البَرَص | الأَبَرص
أُورُشَلِيم
العُرس
المكاييل والموازين والمسافات والعملات
اليونانيون يهود الشتات
طوبى | تطويبات
خُمار
خارجي | خارجية
الاتكاء / المتكأ
وادي قِدرون
الأكمَة | الآكام
وضع اليد
Untitled 7512
Untitled 7513
سِراج

 

قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية

شرح كلمة

وضع اليد


وضع اليد موضوع قديم، له معان مختلفة باختلاف المناسبات الكتابية:
(1) وضع اليد في الذبائح: كانت "الشريعة تقضى بأن من يأتي بذبيحة محرقة أو ذبيحة خطية " أن يضع يده عليها قبل ذبحها (خر 29 : 10، لا 1: 4، 4: 4، و15 و24 و92 و33 و8: 14، 18: 22 وعد 18: 12)، وكان هذا يعنى اتحاد مقدم الذبيحة بالذبيحة لتكون بديلاً عنه.
وفى يوم الكفارة، كان هارون (رئيس الكهنة) يضع يده على رأس التيس الحي "ويقر عليه بكل ذنوب بنى إسرائيل وكل سيآتهم مع كل خطاياهم، ويجعلها على رأس التيس... ليحمل التيس عليه كل ذنوبهم إلى أرض بعيدة" ( لا 16: 20 - 22).

(2) وضع اليد في القصاص: كان على الشهود أن يضعوا أيديهم على رأس من جدف على اسم الله ، قبل أن ترجمه كل الجماعة (لا 24: 10 - 14).

(3) وضع اليد عند مباركة شخص لآخر: هكذا فعل يعقوب عند مباركته لابني يوسف (تك 48: 14 )، وهكذا فعل الرب يسوع عند مباركته للأولاد الذين قدموهم إليه ليباركهم (مت 19 : 12 - 15، مرقس 10: 13 و16).
" وقد رفع هارون يده نحو الشعب وباركهم" ( لا 9: 22)، وكذلك فعل الرب يسوع للتلاميذ قبيل صعوده (لو 24: 50).

(4) وضع اليد على المريض للشفاء: وقد حدث هذا مراراً في العهد الجديد كما في شفاء ابنة يايرس (مرقس 5: 23 و41). كما تضمنت إرسالية الرب لتلاميذه، أنهم " يضعون أيديهم على المرضى فيبرأون" (مرقس 16: 18 ). والرب نفسه، عندما قدموا إليه السقماء بأمراض مختلفة في كفرناحوم: "فوضع يديه على كل واحد منهم وشفاهم" (لو 4: 40). كما وضع يديه على المرأة المنحنية التي كان بها روح ضعف ثمانية عشر عاما، " ففي الحال استقامت ومجدت الله" (لو 13: 10 - 13) .
ووضع حنانيا يديه على بولس ليستعيد بصره (أع 9: 12 و17). كما أن بولس بدوره وضع يديه على بوبليوس حاكم جزيرة مالطة فشفاه (أع 28: 8).

(5) موهبة الروح القدس : عندما سمع الرسل أن السامرة قد قبلت كلمة الله، أرسلوا إليهم بطرس ويوحنا " اللذين لما نزلا صليا لأجلهم لكى يقبلوا الروح القدس، لأنه لم يكن قد حل بعد على أحد منهم... حينئذ وضعا الأيادي عليهم فقبلوا الروح القدس" (أع 8: 14 - 17).
وهكذا فعل الرسول بولس للمؤمنين في أفسس (أع 19: 8 ). وواضح أن هذا كان أمراً قاصراً على الرسل في بداية الكنيسة (انظر أع 8: 18 - 25).

(6) وضع اليد إعلانا لفرز شخص لخدمة معينة دعاه إليها الرب وأعده لها، كما فعل موسى ليشوع (عد 28: 18 - 23، تث 34: 9). فوضع يد موسى على يشوع لم يمنحه شيئاً جديداً، إذ كان فعلا " رجلاً فيه روح" (عد 28: 18)، " وكان قد امتلأ روح حكمة" (تث 34: 9)، والرب هو الذي اختاره.
وقد وضع الرسل أيديهم على الرجال السبعة الذين اختارهم الإخوة لخدمة الفقراء، وكانوا فعلا " مشهودا لهم ومملوءين من الروح القدس وحكمة" (أع 6:1 -6).
وكذلك فعل شيوخ كنيسة أنطاكية لبولس وبرنابا تنفيذاً لأمر الروح القدس لهم أن: " أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه. فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الأيادي ثم أطلقوهما" (أع 13: 1 - 4 )، ولم يكن وضع اليد ليمنحوهما شيئا جديدا ، بل إعلاناً لدعوة الروح القدس لهما للخدمة.
ويقول الرسول بولس: "إذ علم بالنعمة المعطاة لي، يعقوب وصفا ويوحنا المعتبرون أنهم أعمدة، أعطوني يمين الشركة لنكون نحن للأمم، وأما هم فللختان" (غل 2: 9 - انظر أيضاً 1 تى 4: 14، 2 تى 1: 6).
ويوصى الرسول بولس تلميذة تيموثاوس قائلا: " لا تضع يداً على أحد بالعجلة، ولا تشترك في خطايا الآخرين" (1 تى 2: 22) إذ كان تيموثاوس نائباً عنه، وكأنه إذا وضع يده على أحد لا تتوفر فيه الشروط التي سبق أن ذكرها الرسول له (1 تى 3: 1 - 7)، يصبح شريكا له في الخطأ.
التواضع فضيلة من فضائل الإيمان المسيحي، قد لا تحسبها بعض الديانات الأخرى من الفضائل، كما زن الفلاسفة الذين لم يتأثروا بالديانة المسيحية، يتجاهلونها أو يقللون من شأنها. فأرسطو في كلامه عن الحكمة يمتدح الاعتداد بالذات، وهو عكس التواضع. كما أن الفيلسوف الألماني "فردريك نتشيه" يعتبر "التواضع" أمراً لا يتفق مع كرامة الإنسان التي يرى تجسيدها في "السوبرمان" (الإنسان الأمثل). وهذا عكس ما يقوله الحكيم: " قبل الكسر يكبر قلب قلب الإنسان، وقبل الكرامة التواضع" (أم 18: 12، 15: 23) وإن " ثواب التواضع ومخافة الرب هو غنى وكرامة وحياة" (أم 22: 4). ويقول الله على فم صفنيا النبي: "اطلبوا الرب يا جميع بائسي الأرض... اطلبوا البر، اطلبوا التواضع لعلكم تُستَرون في يوم سخط الرب" (صف 2: 3).
فالتواضع زمر واجب من الإنسان، نحو خالقه، واعتراف من الإنسان باعتماده على الله، وعدم استطاعته الاستقلال عنه، كما أن التواضع هو الموقف السليم الذي يجب على الإنسان، المخلوق الأثيم، أن يقفه في محضر خالقه كلى القداسة، وإقرار من الإنسان الخاطئ بعجزه الكامل، كمخلوق محدود، عن تحقيق مطالب قداسة الله وبره. وقد صرخ إشعياء النبي عندما رأى الرب جالساً على كرسي مجده، و "السرافيم واقفون قدامه "... وكل منهم ينادى الآخر قائلين: "قدوس قدوس قدوس، رب الجنود مجده ملء كل الأرض... فقلت: ويل لي إني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين وأنا ساكن بين شعب نجس الشقتين، لأن عيني قد رأتا الملك رب الجنود !" (إش 6: 1 - 5).
وفى العهد الجديد نجد الرسول بولس يعتبر نفسه " أصغر الرسل" (1 كو 15: 9، أف 3: 8) بل وأول الخطاة أي أشرهم فيقول: "صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول، أن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا" (1 تى 1: 15)
فالتواضع هو النتيجة المنطقية لإدراك الإنسان أنه مذنب أمام الله، وأنه ما هو الا " تراب ورماد" (تك 18: 27، أي 42: 6).
لذلك كان التواضع - في العهد القديم - من صميم التقوى (أم 3: 34، 11: 2، 15: 33، 16: 19، 25: 7)، ونراه واضحاً في إبراهيم (تك 81: 27)،
وفى يعقوب (تك 32: 10)، وفى موسى الذي كان " حليماً جدّاً أكثر من جميع الناس" (عد 12 : 3)، وفى الملك شاول في بداية عهده (1 صم 9: 21)، وفى سليمان الحكيم رغم كل ما أضفاه الله عليه من عظمة ومهابة (1 مل 3: 7 - 9).
ويعلن ميخا النبي أن التواضع أساس التقوى والصلاح، فيقول: "قد أخبرك أيها الإنسان ما هو صالح، وماذا يطلبه منك الرب ، إلا أن تصنع الحق وتحب الرحمة، وتسلك متواضعاً مع إلهك" (ميخا 6: 8). ويقول الرب لسليمان الملك "إذا تواضع شعبي الذين دعى اسمي عليهم، وصلوا وطلبوا وجهي، ورجعوا عن طرقهم الردية، فإنني أسمع من السماء وأغفر خطيتهم وأبرئ أرضهم" (2 أخ 7: 14).
كما أن التواضع هو جوهر التقوى في العهد الجديد، والرب يسوع نفسه هو أعظم مثال، فقد " أخلى نفسه آخذاً صورة عبد، صائراً في شبه الناس. وإذ وجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب " (فى 2: 7 و8)، ولذلك يقول الرب نفسه: " تعلموا منى لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم" (مت 11: 29).
وفى تواضع واضح ينسب كل فضل ومجد للآب (يو 5: 19 ، 6: 38، 7: 16 : 28 و50 ، 14: 10 و24). وعندما انحنى ليغسل أرجل تلاميذه، إنما كان يعبر عن مفهوم التواضع الصحيح الذي بلغ الذروة في موته على صليب العار.
ويحرض الرسول بولس المؤمنين في فيلبى قائلاً: " مفتكرين شيئاً واحداً، لا شيئاً بتحزب أو بعجب، بل بتواضع" (فى 2: 3)، ويقول الرسول بطرس: "تسربلوا بالتواضع لأن الله يقاوم المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة" (1 بط 5: 5).
ويجب أن يقتضِ المؤمن خطوات الرب يسوع المسيح (1بط 2: 12) وأن يسعى جاهداً لتمجيد مخلصه الرب يسوع المسيح، كما كان المسيح يعمل لمجد الآب، وأن يقول مع يوحنا المعمدان: "ينبغي أن ذلك يزيد، وأنى أنا أنقص" (يو 3: 3) ، وأن يكون هدفه الأسمى أن يتمجد اسم المسيح فيه (مت 23: 8 ر 10، مرقس 10: 35 - 45)، وألا يفتخر بشيء إلا بالصليب (غل 6:14)، و" أن لا يرتئي فوق ما ينبغي أن يرتئي، بل يرتئي إلى التعقل كما قسم الله لكل واحد مقداراً من الإيمان" (رو 12: 3).
وبالإيجاز، على المؤمن أن يحذر على الدوام من الانتفاخ والكبرياء التي هي أصل الخطية، حتى ينمو في القداسة التي لا تزدهر إلا في تربة التواضع الحقيقي الخالي من كل أثر للانتفاخ والرياء. فقد تتدثر الكبرياء أحيانا بثياب التواضع الكاذب، ولكن ليقل المؤمن المتواضع مع العذراء المطوبة: " لأن القدير صنع بى عظائم واسمه قدوس" ( لو 1: 49 - 52).
وكما قال أحدهم (كينيث كرك Keuneth Kurk ): "بدون تواضع أن يمكن أن تكون هناك خدمة جديرة بهذا الاسم، فالغرور أكبر مدمر للخدمة ".. فيجب أن نعمل بروح التواضع الصادق الخالي من كل أثر للكبرياء، كما يقول الرسول بولس: "أخدم الرب بكل تواضع ودموع كثيرة..." (أع 20: 19).

This site was last updated 01/28/15