Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

هيكل سليمان الذى أعاد بناؤه هيرودس الكبير

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تدمير هيكل سليمان وهيرودس
الأبنية المجاورة لهيكل هيرودس
رؤساء الكهنة
رئيس الكهنة والكهنة
الأسباط
أجزاء ومحتويات الهيكل
أوانى وأدوات الهيكل
خريطة هيكل هيرودس
القرون / الأبواق - الحربة | الحِراب
2- فناء النساء
9 - ساحة أو فناء الإسرائيليين
الشيوخ
أعياد اليهود
19- رواق سُليمان
21 - رواق الأمم
حائط المبكى
مذبح البخور
صلاة صوم صدقة
البر / أبرار / التبرير
القرابين
عاقر
ألقاب يسوع المسيح ووظائفة 
يَ
إنجيل
حنان رئيس الكهنة
 الفصح اليهودى وقبامة المسيحى
الاختيار/التعيين السابق
عُشر | عُشُور |أعشار
اللغة العبرية
 الضيعة | التخوم
الخَصيّ | الخصيان
ملكوت السموات
طوبى | تطويبات
خُمار
الاتكاء / المتكأ
الأنبياء والنبوة والتنبؤ
خارجي | خارجية
العُرس
نتاج الكرمة / الخمــر
البَرَص | الأَبَرص
الأكمَة | الآكام
الفداء / يفدي
المكاييل والموازين والمسافات والعملات
عودة  المسيح فى لحظة أم ليس بعد
الربا
الحق / آمين
عقوبة الصلب
بعلزبول
وضع اليد
آجر | الطوب
اليونانيون يهود الشتات
الأرخُن
ختم / الختم
 مشيئة /  مشيئة
نبوءات العهد القديم عن المسيح
القديسون
نساء يرتحلن مع يسوع
الأسرار الكنسية (المعمودية)
يعرف / المعرفة
أمثال المسيح وتفسيرها
Untitled 8575
Untitled 8576
سِراج

 
1) و(3) هيكل سليمان الذى أعاد بناؤه هيرودس الكبير   The Temple
الهيكل الأول :أطلق عليه إسم  هيكل سليمان وأحياناً جبل الهيكل لأن سليمان بناه فوق جبل المريا لهذا يسمى هيكل الجبل  كان صاحب الفكرة في بناء هيكل للرب هو داود النبي (2صم، 1 مل 5) وقد أعد الأموال والمعدات، ولكنن الذي بناه هو سليمان ابنه، وقد بناه فوق جبل موريا بأورشليم (2صم 24) و
أما الهيكل الثاني فكان هيكل زربابل الذي بناه في موقع الأول بعد أن سمح كورش الفارسي لليهود أن يذهبوا إلى أورشليم ويبنون، فكانوا يرممون القديم ويبنون فوق ما تهدم واستمر بناؤه بين (537 ق.م. - 515 ق. م.) وكان البناء أضخم من الأول ولكنه أقل فخامة (أسفار عزرا ونحميا وزكريا) وظل هذا الهيكل قائما حوالي خمسة قرون.
أما الهيكل الثالث ويطلق عليه هيكل هيرودس لأن من فكر فى بنائه هو هيرودس ويعتبر هذا الهيكل هو الثانى لأن هيكل زر بابل لم يكن إلا ترميم لهيكل سليمان وبدأهيرودس في بناء الهيكل في السنة الثامنة لحكمه حيث استأذن رعاياه والكهنة في إعادة بناء هيكل زربابل بعد أن تداعى البناء وقام بذلك ألفا كاهنا على مدى ثمانية عشر شهرا واستغرق بناؤه ستة وأربعين سنة (يو 2: 20) وتم البناء في عهد أغريباس الثاني عام 64 م.، أما اللمسات الأخيرة فقد امتدت إلى ما قبل حلول الكارثة الأخيرة عام 70 م بستة شهور حين دمر جنود تيطس الروماني البناء كله، لتتم نبوة السيد المسيح عنه: "لا يترك حجر إلا وينقض" (مت 24: 22)
فكر هيرودس فى بناء الهيكل بحيث يكون ثلاثة أضعاف هيكل سليمان وبدأ البناء ببناء مسطح كبير وأحاطه بحائط كبير جدا وقد قابله مشكلة مع الكهنة أنه عندما أراد أن يبنى الهيكل فكان لا بد أن يزيل القديم وكان الكهنة لا يثقون فيه فجعلوا لهذا سببا أنه لن يستطيع إكمال هذا المشروع العظيم  وليثبت مقدرته فقد أعد مليون طن من الأحجار قطعت من المحاجر حول أورشليم  وكلف 10،000 من الرجال اليهود الأشداء بقطع الأحجار وبناء جدران حجرية استنادية ضخمة حول جبل الهيكل (المريا) استغرق بناء الحوائط فقط عشر سنوات (هذه الجدران التى بناها اليهود أعلاها بنى المسلمون قبة الصخرة) أما الحائط الغربي (حسب التسمية اليهودية العبرية:הכותל המערבי بعرف باسم حائط المبكى) ما هو إلا مجرد جزء من هذا الجدار الاستنادي الذى بناه هيرودس ملك اليهود ويبلغ طوله  نحو 50م وارتفاعه يقل عن 20م وسمكه 50 قدم الذى تبقى من الهيكل بعد أن هدمه الجيش الرومانى بقيادة  تيطس سنة 70 م ولأن جبل المريا كان به منخفضات وإرتفاعات فقد تم تصميم أعمدة حجرية بعقود فوق بعضها البعض ووضع عليها أحجار لتصبح أكبر مسطح لأكبر مبنى دينى  من صنع الإنسان بحيث يمكن أن يستوعب أربعة وعشرين ملاعب لكرة القدم وبالطبع مئالت الألوف من اليهود زوار الالهيكل  وعندما تم الانتهاء منه، كان أكبر موقع ديني في العالم، وحتى اليوم لا يزال مسطحه أكبر منصة من صنع الإنسان في العالم وقد أثبت عبقرية من بناه فى أنه ما زال قائما حتى الآن وتحمل عشرات الألوف من زوار الأراضى المقدسة وما زال يتحملهم حتى هذا اليوم لقد غير هيرودس جبل المريا وجعله مسطحا واحداً  ليس له شبيه فى العالم حتى يومنا هذا  فى االزاوية (الركن) الجنوبى االشرقى من الهيكل بنى أربعة طوابق من العقود فوق بعضها بلغ أربعة طوابق حتى يصل لمستوى سطح الهيكل القديم ويجعله مسطحا واحدا
البناء بأقواس
 وقد بدأ البناء يرتفع بواسطه أقواس حجرية بعقود المسافات بينهما 20 قدم بإرتفاع 20 قدم حتى يصل لمستوى المسطح القديم لهيكل سليمان بحيث يصبح أكبر مسطح بناه الإنسان حتى اليوم والبناء بواسكة العقود والأقواس كان معروفا فى أيام هيرودس فقد إستعمله الرومان بكثرة فى بناء القناطر لحمل المياة وغيرها فى المبانى لأغراض مختلفة
وإستعمل هيرودس الحجر الجيرى المنتشر فى الأراضى المقدسة وكان النتيجة أن هذه المبانى أصبحت قطعة هندسية ليس لها مثيل وهذه الطريقة فى البناء أثبتت ثلاثة نتائج ملموسة لنا اليوم (1) أنها قوية بحيث  أن العقود السفلى حملت فوقها العقود الأعلى ثم حملت أوزان الألوف من البشر طيلة أكثر من ألفين عام (2)  أن الزمن لا يؤثر عليها بدليل أنها مازالت موجودة حتى هذا اليوم (3) خفيف إذا كان هيرودس فكر فى ملئ هذه الفراغات بالأحجار والتراب فإنه سيضغط على الحوائط الإستنادية الخارجية وسينها بمرور الزمن    
أما الحائط الغربي (حسب التسمية اليهودية العبرية:הכותל המערבי يعرف باسم حائط المبكى) ما هو إلا مجرد جزء من هذا الجدار الاستنادي الذى بناه هيرودس ملك اليهود البابا بنديكتوس السادس عشر  يوم 11 مايو 2009م يقف فى صلاة أمام حائط المبكى والذى فوقه كان هيكل سليمان والذى حل فيه الرب بكل مجده  ويعتبر اليوم  اقدس المواقع اليهودية في القدس القديمة وأصبح مصلى يهوديا مشهورا في بداية القرن 16وأهم المعالم اليهودية الدينية ويعتبر الحائط رمزًا يهوديًا وطنيًا وقوميا لهم ولم يكن للمسلمين أملاك فى القدس ولكن بعد أن إستعمروا الأراضى المقدسة قاموا بالإستيلاء على منطقة الهيكل  وأقاموا عليها قبة الصخرة وعلى مساحة أخرى أقاموا المسجد الأقصى وإدعوا أن حائط المبكى هو حائط البراق  ومن المعروف تاريخياً أنه لا يوجد مسجد أو جامع اقصى  أو مبنى أسمه قبة الصخرة كان موجوداً على أرض الواقع فى القدس فى عصر محمد نبى الإسلام ( وكانت المنطقة كلها  خرائب لأن هيكل اليهود دمره الرومان )  وحدث يوما أن نبى الإسلام قص قصة إسراءه على المسلمين فلم يصدقوه وإرتد منهم كثيرين فدخل أبى بكر وعندما سمع القصة قال صدقت فأطلق عليه نبى الإسلام عليه أبى بكر الصديق وكان يدعى بإسم آخر لا داعى لذكره والبراق هو حيوان أسطورى خيالى له مقدره على الطيران ركبه وذهب به للقدس ولمعلومات القراء أن أورشليم كانت قبلة محمد نبى الإسلام والمسلمين فى مكة ثم تغيرت إلى الكعبة بعد إقتراح عمر بن الخطاب فى المدينة   وقد ينى المسلمين المسجد الأقصى وقبة الصخرة  يعد غزو الإسلام للقدس فى سنة 70 هـ فى ايام الخليفة الأموى عبد الملك أبن مروان  المسجد الاقصى الحالى بناه الخليفة عبدالملك بن مروان عام 693 ميلادية واتمه الوليد بن عبدالملك عام 705 أى بعد أكثر من 70 سنة بعد الإسلام وكان هدفه هو إرجاع قبلة المسلمين للقدس وقام بتدمير الكعبة فى مكة

 تاريخ بناء هيكل اليهود فى أورشليم بالتفصيل

بُني الهيكل على جبل المُريا،

معنى كلمة هيكل

  الهيكل بناء مخصص لعبادة الإله . والكلمة فى العبرية هي " هيكل " كما هي فى العربية ، وتعنى القصر أو البيت العظيم ، وقد ترجمت فعلاً إلى قصر 31 مرة ( 1 مل 21: ، 2 مل 20 : 18 ، مز 45 : 8 و 15 ،أم 30 : 18 ، اش 13 : 22 ، ، اش 39 : 7 ، دانيال 1 : 4 ، 4 : 4 و 20 و 5 : 5 ، 6 : 18 ، نا 2 : 6 ) . وهى أصلا مشتقة من الكلمة الأكادية " إكالو " المستعارة بدورها من الكلمة السومرية " إيجال " أى " البيت العظيم " ( وفي المعجم العربى ، " الهيكل " : الضخم من كل شيء ). وعلاوة على استخدام الكلمة للدلالة على " الهيكل فى أورشليم " ، فإنها استخدمت أيضاً في الإشارة إلى " خيمة الشهادة في شيلوه "( 1 صم 1 : 9 ، 3 : 3 ) ، وإلى مسكن الرب فى السماء (2صم 22 : 7 ، مز 11 :4، 18 : 26 اش 6 : 1 ) ، وإلى المعابد الوثنية ( يؤ 3 : 5 ) . كما أنه كثيراً ما تستخدم كلمة " بيت " ( فى العبرية كما في العربية ) فى الإشارة إلى الهيكل ، سواء كان إلى هيكل وثن ( قض 9 : 46 ، 2 مل 10 : 21 .. الخ ) أو إلى هيكل الله فى أورشليم ( 1 مل 6 : 2 - 10 ، 2 أخ 35 : 20 .. الخ ) .

الهياكل الأثرية

 وقد أسفرت الاكتشافات الأثرية عن الكثير من المعابد الوثنية في أرض كنعان . وكانت تتكون في الغالب من ثلاث حجرات رئيسية ، وهي الحجرة الأمامية أو الرواق أو المدخل المسقوف الذي يؤدي إلى المقدس الحقيقي ، الذي كان مدخله عادة عبارة عن بهو أعمدة يحمل السقف ، وكان به عادة مذبح لتقديم القرابين ، ومقاعد حجرية بجانب الحائط . ثم الحجرة الداخلية وهي قدس أقداس الهيكل ، أو " المحراب " . وكانت عادة ترتفع عن مستوى الأرض ، ويُصعد إليها بسلالم . وكانت تشتمل على قاعدة يوضع عليها تمثال الإله ، أو مشكاة فى الحائط لنفس الغرض . تابعونا على الفيسبوك: وقد كشف عن معبد " بيت إيل بريث " ( قض 9:46) في شكيم ، ويبدو أنه كان حصناً ضخماً به عمود مقدس في الفناء . والأرجح أن معبد " داجون " فى أشدود ( 1 صم 5 : 2 - 4 ) 1 أخ 10 : 10 ) كان سبيها بمعبد عشتاروث ( 1 صم 31 : 10 ) في بيت شان .

أولا : الهيكل الأول :أطلق عليه إسم  هيكل سليمان وأحياناً جبل الهيكل لأن سليمان بناه فوق جبل المريا لهذا يسمى هيكل الجبل 
كان صاحب الفكرة في بناء هيكل للرب هو داود النبي (2صم، 1 مل 5) وقد أعد الأموال والمعدات، ولكنن الذي بناه هو سليمان ابنه، وقد بناه فوق جبل موريا بأورشليم (2صم 24) وبناه سليمان النبى والملك سنة ١٠٠٥ قبل الميلاد، واستغرق بناؤه سبع سنين، ثم هدمه نبوخذ نصر سنة ٥٨٤ قبل الميلاد فى أيام يهوياقيم الملك (٢أخبار ٣٦: ٦، ٧).
كان يهوياقيم ابن خمس وعشرين سنة حين ملك وملك احدى عشر سنة في اورشليم وعمل الشر في عيني الرب الهه. 6 عليه صعد نبوخذناصر ملك بابل وقيده بسلاسل نحاس ليذهب به الى بابل. 7 واتى نبوخذناصر ببعض انية بيت الرب الى بابل وجعلها في هيكله في بابل

هيكل سليمان: (1) داود الملك يهيئ للهيكل : رافقت خيمة الشهادة بني إسرائيل فى رحلاتهم فى البرية من أول السنة الثانية لخروجهم من أرض مصر .( خر 40 : 26 ) ، إلى السنة الحادية عشرة من ملك سليمان . وقد رأي داود الملك أنه ليس من اللائق زن يظل تابوت عهد الرب ساكنا في شقــق ( فقد كان فى ذلك الوقت فى خيمة صنعها داود له ( 2 صم 6 : 17 ) ، بينما كان داود يسكن فى بيت مكسوة جدانه بخشب الأرز . فحالة الزمه من التجوال وعدم الاستقرار ، التى كانت تستلزم وجود خيمة متنقلة كتابوت العهد ، قد انتهت ، واستقر الشعب فى أرض كنعان ، وأصبح له حكومة ملكية منظمة ، فأصبح الأمر يستلزم وجود بيت ثابت للرب يكون " عظيما جدًّاً ( 1 أخ 22 : 5 ) كما يليق بمجد الرب . ولكن الرب لم يسمح لداود ببناء هذا البيت لأن داود كان رجل حرب وقد سفك دماء كثيرة ، وقال الرب إن ابنه الذي يخرج من أحشائه هو الذي يبني بيتا لاسم الرب ( 2 صم 7 و 1 أخ 22 : 8 مع 1 مل 5 : 3 ) . وبدأ داود في أعداد كميات ضخمة من الأخشاب والأحجار والذهب والفضة ، وغير ذلك من المواد اللازمة لبناء مقدس للرب ، والأدوات اللازمة للعبادة فيه ، بل والعمالة الفنية اللازمة ، وبخاصة من الصيدونيين والصوريين ، وأوصى ابنه سليمان ببناء بيت للرب ( 1أخ 22 : 2 - 17 ) كما أعطى " سليمان ابنه مثال الرواق وبيوته وخزائنه وعلاليه ومخادعه الداخلية ، وبيت العطاء ومثال كل ما كان عنده بالروح لديار بيت الرب ولجميع المخادع حواليه ولخزائن بيت الله ، وخزائن الأقداس ولفرق الكهنة واللاويين ، ولكل عمل خدمة بيت الرب ، ولكل آنية خدمة بيت الرب .. " .. ( وقال له ) : " قد أفهمنى الرب كل ذلك بالكتابة بيده عليّض ، أي كل أشغال المثال ... تشدد وتشجع واعمل . لا تخف ولا ترتعب لأن الرب الإله ، إلهي معك .. " ( 1 أخ 28 : 11 - 21 ) .

(2) وصف الهيكل : بُنى الهيكل على أساس خيمة الشهادة ، ولكن كانت أبعاده - فى أغلبها - ضعف أبعاد خيمة الشهادة . ويرى البعض أن سقف الهيكل - وكذلك سقف خيمة الشهادة - كان على شكل " جملون " ، فلا يتبع ذلك أن يكون سقف الهيكل على شكل " جملون " ، فقد كان مبنياً من حجر ، كما أن أبعاد الهيكل ، وذكر سقفه ( 1 مل 6 : 15) دليل على أن السقف كان - على الأرجح - مسطحاً .

(3) موقع الهيكل : بُنى الهيكل على التل الشرقى من الجبلين اللذين كانت أورشليم مبنية عليهما ، وهو المعروف باسم " جبل المرياً ( 2 أخ 3 : 1 ) ، أو " جبل صهيون " ، حيث كان بيدر أرنان اليبوسى ، حيث بنى داود مذبحا للرب لتكف ضربة الوباء عن الشعب ( 1 أخ 21 : 22 ، 2 أخ 3 : 1 ) . وينعقد الإجماع الآن على أن المكان تحدده قبة الصخرة ، حيث تذكر التقاليد أن هذه القبة بنيت فوق المكان الذي كان يشغله " مذبح المحرقة " ، وإلى الغرب منه قامت مبانى الهيكل . ويقول يوسيفوس إنهم قد قاموا بتسوية قمة الجبل ، فردموا المنخفض منها ، كما أزالوا النتوءات لتمهيد الأرض للبناء .

(4) مساعدة الفينيقيين : طلب سليمان المعاونة من حيرام ( حوران ) من قبل ، فأذن لسليمان أن يرسل عبيده لقطع الأخشاب في لبنان والمعاونة فى نقلها ، وفي قطع الحجارة ونحتها . كما أرسل إليه رجلاً حكيما صاحب فهم ، حورم أبي ابن امرأة من بنات دان ، وأبوه رجل صوري ، ماهر في صناعة الذهب والفضة والنحاس والحديد والحجارة والخشب والأرجوان والأسمانجونى والكتان والقرمز ، ونقش كل نوع من النقش ، واختراع كل اختراع يُلقى عليه " ( 1 مل 5 : 17 و 18 ، 6 : 7 ) .

(5) بناء الهيكل : كانت خيمـــــــــة الشهــــادة خيمــــة متنقلـــــة ، أما الهيكـــــل فكـــــان بنــــــــاء ثابتـــا . وكـــان طولـــــه ســـتين ذراعـاً ، عرضــه عشرين ذراعاً ، وارتفاعه ثلاثين ذراعاً ، مبنياً من حجارة ( الأرجح من الحجارة الجيرية المتوفرة فى المنطقة ) وكانت به حجرات فى ثلاثة طوابق ويدور حول جوانب البيت وخلفه وزمامه ، رواق فخم ، كان يقوم أمامه عمودان من نحاس هما " ياكين " على اليمين ، و" بوعز " على اليسار ، ويعلو كل عمود منهما تاج ( 1 مل 7 : 21 ، 2 أخ 3 : 4 و 15 - 17 ) وكسا الحوائط من الداخل بخشب أرز من الأرض إلى السقف ، وفرش الأرضية بأخشاب سرو ، " وغشى سليمان البيت من داخل بذهب خالص ، وسد بسلاسل ذهب قدام المحراب ، وغشاه بذهب . وجميع البيت غشاه بذهب ... وكل المذبح الذي للمحراب غشاه بذهب ، وعمل في المحراب ( قدس الأقداس ) كروبين من خشب الزيتون ، علو الواحد عشر أذرع ، وخمس أذرع جناح الكروب الواحد ، وخمس أذرع جناح الكروب الآخر . عشر أذرع من طرف جناحه إلى طرف جناحه . وعشر أذرع الكروب الآخر ... وجعل الكروبين فى وسط البيت الداخلى ( المحراب ) .. وغشى الكروبينن بذهب . وجميع حيطان البيت فى مستديرها رسمها نقشا بنقر كروبيم ونخيل وبراعم زهور من داخل ومن خارج . وغشى أرض البيت بذهب من داخل ومن خارج . وعمل لباب المحراب مصراعين من خشب الزيتون .. ورسم عليهما نقش كروبين ونخيل وبراعم زهور وغشاهما بذهب ، ورصَّع الكروبيم والنخيل بذهب . وكذلك عمل لمدخل الهيكل قوائم من خشب الزيتون مربعة ، ومصراعين من خشب السرو . المصراع الواحد دفتان تنطويان ، والمصراع الآخر دفتان تنطويان وتحت كروبيم ونخيلا وبراعم زهور ، وغشاها بذهب مطرق على المنقوش . وبنى الدار الداخلية ثلاثة صفوف منحوته وصفا من جوائز الأرز . في السنة الرابعة أسس بيت الرب في شهر زيو ، وفي السنة الحادية عشر في شهر بول ، وهو الشهر الثامن أكمل البيت ... فبناه فى سبع سنين " ( 1 مل 6 : 14 - 38 ) . ويضيف سفر الأخبار أنه " رصَّع البيت بحجارة كريمة للجمال ... وغشى البيت أخشابه وأعتابه وحيطانه ومصاريعه بذهب ونقش كروبيم على الحيطان " (2 أخ 3 : 6ر7 ) وكانت أرضية المبنى ترتفع ( على الأرجح ) عن مستوى أرضية الفناء ، ويصعد إليه بسلالم . وكان المبنى - مثله مثل الخيمة - يواجه الشرق ، ويحيط به فناء داخلى وآخر خارجى . وكانت الأبعاد فى الطول والعرض حيث الأبعاد فى خيمة الشهادة ، أما الارتفاع فكان ثلاثة أمثال ارتفاع الخيمة ( 1 مل 6 : 2 و 18 و 20 ) . فإذا اعتبرنا الذراع معادلة لقدم ونصف ، فتكون أبعاد الهيكل من الداخل 90 قدماً طولاً ، 30 قدما عرضا ، 45 قدما ارتفاعاً . ووضع فى قدس الأقداس تابوت العهد وغطاءه الذي يسمي " كرسى الرحمة " وفوقه الكروبان . أما في القدس فكان مذبح البخور من الذهب ، وعشر منائر ذهبية ، وعشر موائد لخبز الوجوه ، وكل خمس من المنائر والموائد في جانب من القدس ( 2 أخ 4 : 7 و 8 ) . وكان طول الرواق مساويا لعرض الهيكل ، وعرضه عشر أذرع قدام المبنى ( 1 مل 6 : 3 ) . وكان هناك فناءان ( 2 مل 23 : 12 ) ، فناء داخلي يحيط بالمنطقة المقدسة المخصصة للكهنة ( 1 مل 6 : 36 ، 2 أخ 4 : 9 ) ، والدار الخارجية زو الدار العظيمة " ( 2 أخ 4 : 9 ) للشعب وكانت الدار الداخلية تسمى أيضاً " الدار العليا " ( إرميا 36 : 10 ) مما يدل على أنها كانت مرتفعة عن الدار الخارجية . والمعتقد زن الدار الداخلية كانت الأقل 100 ذراع عرضا ، 200 ذراع طولاً ، بينما كانت الدار الخارجية ( أو السفلى ) التى للشعب 400 ذراع طولاً ، 200 ذراع عرضا. وقد اُحتفل بتدشين هذا المبنى الفخم على مدى أسبوع من التشكرات والصلوات . وعندما صلى سليمان لتكريس المبنى ، زمام مذبح المحرقة ، " نزلت النار من السماء وأكلت المحرقة والذبائح ، وملأ مجد الرب البيت ، ولم يستطع الكهنة أن يدخلوا بيت الرب لأن مجد الرب ملأ بيت الرب . وكان جميع بنى إسرائيل ينظرون عند نزول النار ومجد الرب على البيت . وخروا على وجوههم إلى الأرض على البلاط المجزع ، وسجدوا وحمدوا الرب لأنه صالح وإلى الأبد رحمته " ( 2 أخ 6 : 13 - 7 : 1 - 3 ) .

(6) تاريخ بناء هيكل سليمان : تأسس الهيكل في السنة الرابعة من حكم الملك سليمان ( 1 مل 6 : 1 ) واستغرق بناؤه نحو سبع سنوات ( 1 مل 6 : 38 ) . وعند إتمامه أحضروا تابوت العهد من صهيون في احتفال عظيم ، وقدموا أعداداً هائلة من الذبائح ووضعوا التابوت فى مكانه فى قدس الأقداس - ولم يكن به سوى لوحى الشريعة - ثم تم تدشين الهيكل ، وصلى سليمان صلاته الجميلة ( المسجلة فى 1 مل 8 : 22 - 53 ، 2 أخ 6 : 12 - 42 ) . واستمرت الاحتفالات على مدى أربعة عشر يوما ( 2 أخ 5 : 9 ) . وفى نهاية الاحتفالات ، امتلأ بيت الرب سحابا ولم يستطع الكهنة أن يقفوا للخدمة بسبب السحاب لأن مجد الرب ملأ بيت الله " ( 2 أخ 5 : 14 ) .

الهيكل فى فى زمن الانحراف الدينى فى أواخـر حكم سليمان

ولكن فى زمن الانحراف الدينى فى أواخـر حكم سليمان ، أصاب الأمة والهيكل أنواع من التخريب والإهمال الدينى .

1 - بعد موت سليمان انقسمت المملكة ، وأقام يربعام بن نباط عجلي ذهب أحدهما فى بيت إيل والآخر في دان ، فلم يعد الهيكل في أورشليم هو المكان الوحيد للعبادة ( 1 مل 12 ك 25 - 33 ) . وفى السنة الخامسة للملك رحبعام بن سليمان ، قام شقيق فرعون مصر بحملة على يهوذا وأورشليم " وأخذ خزائن بيت الرب ، وخزائن بيت الملك وأخذ كل شيء ، وأخذ أتراس الذهب التى عملها سليمان " ( 1 مل 14 : 25 - 28، 12 أخ 12 : 2 - 9 ) . وكانت معه امرأة رحبعام تتعبد الأوثان ، ففى حكم ابنها أبيام " عملت تمثالاً لسارية " فى الهيكل ، وقام اسا - حفيدها - خلعها من أن تكون ملكة ، وأحرق تمثالها " فى وادى قدرون " ( 1 مل 15 : 2 و 12 و 13 ) . ولكن آسا نفسه " أخط جميع الفضة والذهب الباقية فى خزائن بيت الرب وخزائن بيت الملك ، ودفعها ليد عبيده وأرسلهم الملك اسا إلى بنهود .. ملك أرام " ليصد عنه بعشا ملك إسرائيل ( 1 مل 15 : 18 و 19 ) .

2 - ثم تعرض الهيكل مرة أخرى للتخريب على يد عثليا الخبيثة وأبنائها ، مما استلزم أن يقوم يوآش ملك يهوذا بتجديد بيت الرب ( 2 مل 12 : 4 - 15 ، 2 أخ 24 : 4 - 14 ) .

3 -  ثم جاء يوآش ملك إسرائيل " إلى أورشليم ، وهدم سور أورشليم .. وأخذ كل الذهب والفضة وجميع الآنية الموجودة فى بيت الرب ، وفى خزائن بيت الملك والرهناء ، ورجع إلى السامرة " ( 2 مل 14 : 13 و 14 ) . وقد ضرب الرب عزيا الملك بالبرص لأنه " دخل هيكل الرب ليوقد على مذبح البخور " ( 2 أخ 26 : 16 - 20 ) . ويبدو أن يهوشافاط قام - قبل ذلك - بتوسيع الفناء وبناء دار جديدة ( 2 أخ 20 : 5 ) ، كما بنى يوثام بابا جديـداً ( 2 مل 15 : 35 ، 2 أخ 27 : 2 ) .

4 - وذهب الملك الشرير آحاز إلى أبعد مما ذهب إليه سابقوه ، فى تدنيس الهيكل . فبعد أن " أخذ الفضة والذهب الموجودة فى بيت الرب وفى خزائن بيت الملك وأرسلها إلى ملك أشور هدية " لينقذه من ملك أرام ، أرسل إلى زوريا الكاهن شبه المذبح الذي رآه فى دمشق .. "فبنى أوريا الكاهن مذبحا حسب كل ما زرسل الملك آحاز من دمشق … فلما قدم الملك من دمشق ، رأي الملك المذبح فتقدم الملك إلى المذبح وأصعد عليه ، وأوقد محرقته وتقدمته وسكب سكيبه ، ورش دم ذبيحة السلامة التى له على المذبح . ومذبح النحاس الذى أمام الرب قدمه من أمام البيت … وجعله على جانب المذبح الشمالى " . وأمر الملك آحاز أوريا الكاهن أن يوقد المحرقات والذبائح على ذلك المذبح الجديد . " وأنزل البحر عن ثيران النحاس التى تحته وجعله على رصيف من حجارة . ورواق البيت … غيره فى بيت الرب من أجل ملك أشور " ( 2 مل 16 : 8 - 18 )

5 - وقام حزقيا ملك يهوذا التقى بمحاولة للإصلاح الدينى ( 2 مل 18 : 1 - 6 ، 2 أخ 29 : 31 ) ، ولكنه رغم ذلك اضطر إلى زن يأخذ " جميع الفضة الموجودة فى بيت الرب وفى خزائن بيت الملك .. قشر حزقيا الذهب عن أبواب هيكل الرب والدعائم التى كان قد غشاها حزقـــيا ملك يهوذا ، ودفعه لملك أشور " ( 2 مل 18 : 13 - 16 ) .

 6- ازدادت الأمور سوءاً فى أيام منسى ، الذى س عاد فبنى المرتفعات التى أبادها حزقيا أبوه ، وأقام مذابح للبعل ، وعمل سارية ... وبنى مذابح فى بيت الرب ... وبنى مذابح لكل جند السماء في دارى بيت الرب " ( 2 مل 21 : 3 - 7 ، 2 أخ 33 : 3 - 11 ) . ثم حدث أعظم إصلاح فى أيام يوشيا الملك التقي ، فقام بترميم الهيكل . وفي أثناء الترميم وُجد سفر الشريعة ، الذي أدي اكتشافه إلى تجديد العهد مع الله ، وازالة المرتفعات وتطهير الهيكل تطهيراً كاملاً من كل الرجاسات ( 2 مل 22 ، 23 : 1 - 5 ، 2 أخ 34 ، 35 ) ، ولكن قلب الشعب لم يكن قد تغير ، فبعد موت يوشيا ،

7 - ثم عادت الشرور القديمة بكل قوة ( انظر مثلا حز 8 : 7 - 19 ) .

 (7) التدمير النهائى : لقد اقتربت النهاية ، ففي أيام يهوياقيم بن يوشيا ، صعد عليه نبوخذ ناصر ملك بابل ، وأخذ بعض آنية بيت الرب إلى بابل ، " وجعلها في هيكله في بابل " ( 2 أخ 36 : 5 - 7 ) . وفى أيام ابنه يهوياكين ، " صعد عبيد نبوخذ ناصر ملك بابل إلى اورشليم ، فدخلت المدينة تحت الحصار ، وجاء نبوخذ ناصر ملك بابل على المدينة ... وأخرج من هناك جميع خزائن بيت الرب ، وخزائن بيت الملك ، وكسَّر كل آنية الذهب التى عملها سليمان ملك إسرائيل فى هيكل الرب " ( 2 مل 24 : 8 - 10 ) . وفى أيام صدقيا بن يوشيا ، فى السنة التاسعــة لملكة ( 586 ق.م ) " جاء نبوخذ ناصر ملك بابل هو وكل جيشه على أورشليم " وأخذوا صدقيا أسيراً بعد أن قتلوا أبناءه أمام عينيه ، ثم " قلعوا عينى صدقيا وقيدوه بسلسلتين من نحاس وجاءوا به إلى بابل " ( 2 مل 25 : 1 - 6 ) . وبعد ذلك بنحو عشر سنوات ، " جاء بنو زردان رئيس الشرط عند ملك بابل إلى أورشليم ، وأحرق بيت الرب وبيت الملك وكل بيوت أورشليم وكل بيوت العظماء أحرقها بالنار " ( 2 مل 25 : 8 و 9 ) . وهكذا أنتهى الهيكل الذى بناه سليمان ، بعد نحو 400 سنة من إقامته .

 3: هيكل حزقيال: من الواضح أن الهيكل الذى رآه حزقيال النبى فى رؤيا هو نبوة لم تتحقق بعد لها تفاسير كثيرة ( حز 40 : 2 - 47 : 2 ) ولا يمكن الجزم يصحة هذه التفاسير أو مصداقيتها لأنها نبوة لا يعرف أين ومكان وزمان تحقيقها منها من يقول يختص بالأزمنة الأخيرة عقب القضاء على جوج وجحافله ( حز 38 ، 39 ) ، ولذلك يرى بعض المفسرين - ممن يعتقدون بأن مجئء المسيح ثانية سيسبق الملك الألفى - أنه سيكون هناك هيكل بهذه الصورة فى أيام ملك المسيح . وسيبنى هذا الهيكل على نمط هيكل سليمان ، وتوصف أبوابه بالتتفصيل ( حز 40 : 6 - 44 ) ، وهى تماثل تماماً الأبواب التى كشف عنها المنقبون الأثريون فى مجدو وحاصور وجازر ، والتى ترجع إلى عصر سليمان ، وبخاصة فيما يتعلق بالباب الشرقى (حز 40 : 6 - 16) . وأهم المعالم الرئيسية فى هيكل حزقيال هو التماثل الهندسى ، فكل جانب من جوانبه الأربعة خمس مئة قصبة ( حز 42 : 15 - 20 ) . ولكن لم يذكر حزقيال في محتويات الهيكل بحر النحاس ( 1 مل 7 : 23 - 26 ) ، اذ يبدو أنه حل محله ، المياه التى تخرج من تحت عتبة البيت نحو المشرق ، والتى تحولت إلى نهر سباحة لا يُعبر ، وصل إلى البحر الميت ، فشفى مياهه ، وأصبح يفيض بالأسماك ، وينبت على شاطيء النهر " كل شجر للأكل لا يذبل ورقه ولا ينقطع ثمره ... ويكون ثمره للأكل وورقه للشفاء " ( خز 47 : 1 - 12 ) ، وهي أوصاف شبيهة بتلك المذكورة في سفر الرؤيا ( 22 : 1 - 5 ) عمَّا سيكون في ملك المسيح .

ويمكن أن نعرف شكل ووصف لمعبد هيرودس  من قراءة مؤلفات المؤرخ اليهودي الروماني الشهير يوسيفوس فلافيوس في مؤلفته "حروب اليهود" التي تسرد سلسلة الأحداث التي أدت إلى ثورة اليهود على الرومان . بالإضافة إلى الإكتشافات الأثرية التي دعمت السرد التاريخى للمؤرخ يوسيفوس فلافيوس مثل حجرين تحملان نقوشاً باللغة اليونانية تم العثور عليها في حفريات قرب الحرم القدسي (توجد إحداهما في متحف إسطنبول الأثري والأخرى في متحف روكفلر بالقدس) والتي تحذر الرواد غير اليهود يدخلوا في المكان المقدس وبوابة (قوس النصر) التى بناها تيتوس في روما المنقوش عليها صورة مسيرة جنود رومانيين يحمل كنوز الهيكل بعد انتصارهم ومعهم 700 من الأسرى اليهود بعد تدميرهم للهيكل.
*******************
  الهيكل في أورشليم
وكان الهيكل أهم مباني المدينة المقدسة وكان حسب وصف يوسيفيوس المؤرخ اليهودي هو الرواق الخارجي وكان ضعف مساحة أورقة هيكل زربابل، وبنى جدرانه هيرودس، وكانت المساحة كما رسمها تشمل الرواق الخارجي وهو ما يسمى بدار الأمم ويحيط به صفوف من الأعمدة الضخمة وكانت المداخل الرئيسية للرواق تظهر في الغرب والجنوب، والوصول إلى الرواق من المدخل الرئيسة الغرب عن طريق بوابة (كوبنيوس)، وتوجد في الجنوب بوابتا (هولدا).
أما الأروقة الداخلية فكان الرواق الكبير منها مفتوحا ليهود والأمم على السواء، فصار مركزا للحياة الصاخبة والأعمال التجارية وكانت الدار الخارجية تزدحم بتجار الماشية والأغنام وباعة الحمام، وجلس الصيارفة فيها يستبدلون العملات الأممية بشاقل الهيكل لأنه كان لا يجوز تقدمتها في خزانة الهيكل، واستغل الصدوقيون وهم المشرفون على الهيكل هذا الموقف ففرضوا ضرائب على التجار وشاركوها في الأرباح وقد أثروا من ذلك إثراء فاحشًا، وتحول المكان إلى سوق صاخب مما أهدر قدسية الهيكل، وهذا هو ما جعل السيد المسيح ينتهرهم ويوبخهم بقوله لهم: "بيتي بيت الصلاة يدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص" (مر 11: 17).

المرجع: موقع كنيسة الأنبا تكلاهيمانوت
 الهيكل في العهد الجديد:
هناك كلمتان يونانيتان تترجمان إلى " هيكل " ، هما هيرون " ( Hieron ) " وناوس " ( Naos ).والأولى تشير إلى مجموعة أبنية الهيكل فى أورشليم ، أما الثانية فتشير بصورة أكثر تتحديداً إلى " المقدس " . ومما يذكر هو أن كتبة رسائل العهد الجديد في وصفهم للكنيسة كهيكل ، يستخدمون كلمة " ناوس " .
(1) الهيكل في الاناجيل :
دعاه الرب يسوع " بيت الله " ( مت 12:4،مع يو 2 : 16 ) ، وأنه مكان مقدس ويقدس كل ما به ، لأن الله يسكن فيه ( مت 23 : 17 و 21 ) وغيرته لبيت أبيه ، جعلته يظهره ( يو 5 : 17 ) . كما زن المصير الذى كان ينتظر المدينة المقدسة ، جعله يبكى عليها ( لو 19 : 41 - 44 ) . ولكنه كان هو " أعظم من الهيكل " ( مت 12 : 6 ) ، كما تنبأ بأن الهيكل سينقض تماماً لا يترك فيه حجر على حجر ( مرقس 13 : 1 و 2 و 14 ) . وهو ما حدث فعلاً على يد الجيوش الرومانية بقيادة تيطس فى 70 م .
**
السؤال: ماذا حدث لتابوت العهد؟
الجواب: إن مصير تابوت العهد هو سؤال قد حيَّر اللاهوتيين ودارسي الكتاب المقدس وعلماء الحفريات لقرون عديدة. ففي السنة الثامنة عشر من ملك يوشيا ملك يهوذا، أمر يإعادة تابوت العهد إلى الهيكل في أورشليم (أخبار الأيام الثاني 35: 1-6؛ ملوك الثاني 23: 21-23). وهذه هي آخر مرة يذكر فيها مكان تابوت العهد في الكتاب المقدس. بعد ذلك بأربعين سنة، قام نبوخذنصر ملك بابل بإحتلال أورشليم وأغار على الهيكل. وثم بعد أقل من عشر سنوات عاد مرة أخرى وأخذ ما تبقى في الهيكل ثم أحرق الهيكل والمدينة. فماذا حدث لتابوت العهد إذاً؟ هل أخذه نبوخذنصّر؟ هل تم تدميره مع المدينة؟ أم هل تم إخراجه من هناك وتخبئته، كما حدث عندما أغار شيشق فرعون مصر على الهيكل أيام ملك رحبعام إبن سليمان؟ (لأنه لو كان شيشق قد إستولى على تابوت العهد فإذاً لماذا طلب يوشيا من اللاويين إعادته؟ لو كان تابوت العهد في مصر – كما تقول حبكة فيلم "المغيرين على التابوت المفقود" – فإنه لم يكن في حوزة اللاويين وبالتالي لم يكن في إستطاعتهم أن يعيدوه.)
يقول السفر الأبوكريفي مكابيين الثاني أنه قبل الغزو البابلي مباشرة فإن أرميا "بعد إعلان إلهي، أمر أن تصحبه خيمة الإجتماع وتابوت العهد ... وذهب إلى الجبل الذي صعد إليه موسى ليرى ميراث الرب (أي جبل نبو؛ تثنية 31: 1-4). وعندما وصل ارميا إلى هناك وجد غرفة في كهف وضع فيها الخيمة، والتابوت، ومذبح البخور، ثم قام بسد المدخل" (2: 4-5). ولكن، "بعض الذين تبعوه جاءوا يقصدون أن يضعوا علامة على الطريق المؤدي إلى ذلك المكان لكنهم لم يجدوه. عندما سمع غرميا بهذا، فإنه وبخهم قائلا: هذا المكان يجب أن يظل غير معروف حتى يجمع الله شعبه مرة أخرى ويرحمهم. حينذاك سيعلن الرب هذه الأمور وسيرى مجد الرب في السحابة، كما حدث أيام موسى، وأيضاً عندما صلى سليمان أن يتقدس الهيكل بصورة مجيدة" (2: 6-8). ليس من المعروف إذا كانت هذه الرواية المنقولة عن آخرين (أنظر 2: 1) هي رواية دقيقة ؛ وحتى إذا كانت صحيحة، فلن نعرف ذلك حتى مجيء الرب كما تقول الرواية نفسها.
النظريات الأخرى المتعلقة بمكان تابوت العهد المفقود تتضمن إدعاء المعلمين اليهوديين شلومو جورين و يهودا جيتز بأنه مخبأ تحت الهيكل، إذ قد تمت تخبئته هناك قبل أن يتمكن نبوخذنصّر من سرقته. وللأسف فإن جبل الهيكل اليوم هو المقام عليه مسجد قبة الصخرة والذي هو مكان إسلامي مقدس ويرفض المجتمع الإسلامي السماح بالحفريات في ذلك المكان. لهذا لن نتمكن من معرفة ما إذا كانت نظرية المعلمين جورين وجيتز صحيحة أم لا.
يعتقد المكتشف فينديل جونز وآخرين معه أن أحد الإكتشافات ضمن مخطوطات البحر الميت، وهي "المخطوطة النحاسية" المبهمة في الكهف الثالث بوادي قمران، هي في الواقع شكل من أشكال خريطة كنز توضح مكان عدد من الكنوز الثمينة التي أخذت من الهيكل قبل وصول البابليون، ومن بينها تابوت العهد المفقود. ما زال يجب إثبات ما إذا كانت هذه النظرية صحيحة أم لا، حيث أنه لم يتمكن أحد من تحديد المواقع الجغرافية المذكورة في المخطوطة. من المثير للإهتمام هنا هو أن بعض العلماء يظنون أن المخطوطة النحاسية قد تكون في الواقع السجل المشار إليه في مكابيين الثاني 2: 1-4، والذي يصف كيف أن ارميا قد خبأ التابوت. ورغم أن هذه نظرية مثيرة للإهتمام، إلا أنه ينقصها الدليل على صحتها.
قام جراهام هانكوك، وهو مراسل سابق من شرق أفريقيا لجريدة "الإيكونوميست"، بنشر كتاب في 1992 بعنوان: "العلامة والختم: البحث عن تابوت العهعد المفقود"، وفي هذا الكتاب ناقش نظرية أن تابوت العهد قد تم وضعه في كنيسة القديسة مريم من صهيون في مدينة آكسوم، وهي مدينة قديمة في إثيوبيا. كما يعتقد المكتشف روبرت كورنوك من معهد B.A.S.A. أن تابوت العهد موجود الآن في آكسوم. ولكن لم يجده أحد هناك حتى الآن. وبالمثل أيضاً يعتقد عالم الحفريات مايكل ساندرز أن التابوت مخبأ تحت معبد مصري قديم في قرية جهايره الإسرائيلية، ولكنه لم يجده هناك حتى الآن.
******************
ماذا حدث لتابوت العهد؟
تحضير / فكتورأنيس تاوضروس
تابوت العهد
هل سيُعثر عليه؟
خلفية تاريخية:
كلمة تابوت في اللغة العبرية هي "عارون" وهي كلمة عامة معناها صندوق. وقد سُمّي هكذا في سفر العدد 10:33 وفي سفر التثنية 31:26 وفي رسالة العبرانيين 9:4 ، و قد سٌمّي كذالك لآنه في شكله يشبه صندوق إيداع حُفظت فيه لوحي الشريعة. أمّا تسميته بتابوت الشهادة فقد وردت في سفر الخروج25:22 لآن وصايا الرب كانت تُسمّي شهادة الرب لشعبه. وأخيراً سُمّي بتابوت الرب في سفر صموئيل الآول 3:3 , 4:11 إذ آنه عرش الرب المقدّس بين شعبه كما سنري بعد.
وصف التابوت:
كان التابوت هو قطعة الآثاث الوحيدة الموجودة في الجزء الداخلي من الهيكل الذي كان يُدعي قدس الآقداس ذلك لآنه كان مسكن الرب وسط بني إسرائيل, حيث لا أحد يستطيع الدخول إلا رئيس الكهنة مرة واحدة في السنة ومعه دم ذبيحة نيابة عن نفسه وعن الشعب.
وقد كان التابوت حسب أمر الرب مصنوعاُ من خشب السنط بأبعلد 2.5 ذراعاً طولاً × 1.5 ذراعاً عرضاً × 1.5 ذراعاً عمقاً (والذراع يساوي 18 بوصة). وقد كان مغشي بالذهب الخالص من الداخل والخارج.
ويحيط بأعلي جدران التابوت الآربعة حاشية من الذهب الخالص لتمنع الغطاء من الإنزلاق عند نقله. وهذا الغطاء كان يُدعي كرسي الرحمة وكان حجمه مثل حجم التابوت نفسه وكان أيضاً مصنوعاً من خشب السنط ومغشّي بالذهب الخالص من كل جانب.
أمّا نقل التابوت فقد كان بواسطة قضيبين مغشّيين بالذهب يجري كل منهما داخل حلقتين من الذهب علي جانبي التابوت ولا يُفصلا منه أبداّ إلاّ إذا لزم الأمر لوجوب تغطية التابوت عند نقله (عدد 4:6).
وكان مثبّتاُ فوق طرفي الغطاء (كرسي الرحمة) إثنين من الكاروبيم واحد من كل جانب في هيئة ملاكين من الذهب المضروب واقفين يواجه أحدهما الآخر وفي نفس الوقت ينظران إلي أسفل علي كرسي الرحمة ولهما جناحان مفروشان يُظللان الكرسي (خروج 25:20 & تثنية 32:11).
المبخرة الذهبية
أمّا المبخرة الذهبية ألتي يستعملها رئيس الكهنة كلّ عام عند دخوله قدس الأقداس فهي تُحفظ فوق كرسي الرحمة إلي وقت إستعمالها في العام الذي يليه.
وبين الكاروبين كان يعمُّ السحاب (شكاينا) عندما يحلُ الربُّ الإله فوق كرسي الرحمة (لاويين 16:2). ولم يكن هذا السحاب بسبب إحتراق البخور (خروج 16:13) بل كان تعبيراً عن ظهور المجد ا لإلهي.
محتويات التابوت:
كان التابوت يحتوي علي الآتي:
*لوحا الشريعة التي تحوي الوصايا العشر.
*إناء ذهبي يحوي بعض المَنّ (خروج 16:33).
*عصا هارون التي أفرخت (عدد 17:10 وعبرانيين 9:4).
أين التابوت الآن؟
لأ أحد يعلم. كان الكهنة يحملون التابوت أمام جيوشهم عندما يخرجون إلي الحرب كرمز لوجود الرب معهم (عدد10:33 وتثنية 1:33 ومزمور 132:8).
وهكذا كان بنو إسرائيل يحملون التابوت معهم أينما ذهبوا أو حيثما إستقرّوا، إلأّ أنّ النابوت ظلّ في شيلون إلي وقت عالي الكاهن عندما حُمل أمام الجيش علي أمل أن يكون سبب النصرة لهم علي الفيلسطيين ، لكنّ الفلسطينيين هزموهم وأسروا التابوت (صموئيل الأول 4:3 إلي 4:11) ،لكنّهم أعادوه بكل سرورٍ بعد سبعة أشهر إذ أنهم تكبّدوا خسائر فادحة إعتقدوا أنها بسبب إحتفاظهم للتابوت في وسطهم (صموئيل الآول 5:7). ومنذ ذلك الحين حُفظ التابوت في بيت أبيناداب في قرية يعاريم (صموئيل الآول 7:2) إلي وقت داود الملك حينما إستقرّ الرأي علي نقله إلي أورشليم ، لكٍنّه تأخّر ثلاثة أشهر بسبب موت عُزّه إذ لمس التابوت بإهمالٍ. ثُمّ إستقرّ التابوت في بيت عوبيد آدوم إلي أن أُخذ إلي جبل صهيون في إحتفالٍ عظيم (صموئيل الثاني 6:1 إلي 6:19). وعندما إكتمل بناء هيكل سليمان وُضِعَ التابوت في هيكل الرب (ملوك الأول 8:6 إلي 8:9). ثُمَّ أُ شير إلي اللاويين بنقله إلي قدس الأقداس (أخبار الأيام الثاني 35:3) ، وبقي هناك إلي أن دُمِّر الهيكل بواسطة البابليون ، ومنذ ذلك الحين لا أحد يعلم إن كان قد دُمِّر أم فُقِد. إلاّ أن هناك إشاعة سائدة بين اليهود أنّ الملك يربعام أخفاه في مكانٍ سِري غير معروفٍ لأحد في محاولته لتدمير عبادة الإله الحقيقي حيث قد نهي أيضاً فريضة الحج السنوي إلي الهيكل في أورشليم كما أقام تمثالين من الذهب لعجلٍ للناس ليعبدوهم.
ثُمّ في القرن العشرين وبالتحديد في سنة 1930 حصل هيلاسيلاسي علي القوة التي أهّلته ليُعلن نفسه إمبراطوراً لأثيوبيا ثُمّ زعم أنّه الحفيد الحادي عشر للملك سليمان وخلع علي نفسه إسم حامي نجم داود الذي إتّخذه أيضاً شعاراً لأُمّته. ثُمّ أعلن أنّ تابوت العهد في حوزته وأنه أخفاه في مكان لا يعرفه أحد إلّا هو. ثُمّ مضت الأيام وخانه إبنه وإغتاله إلّا أن إبنه لم يرث الحكم ثُمّ أُغتيل إبنه وعمّت الفوضي في الإمبراطورية وسقطت في يد المسلمين والشيوعيين المتطرفين. وهكذا ذهب هيلاسيلاسي وذهب معه سر مكان التابوت إلي الأبد.
إلّا أن السوْال عنوان هذا المقال "هل سَيُعثر عليه؟" لم نُجِب عليه بعد ، وأمّا الجواب فهو: لليهود: إنهم ما زالوا يحاولون وسيداومون المحاولة للعثورعليه إذ أنه بمثابة دِثار الطمأنينه لهم لأنه بدونه يشعرون أنّ الرب الإله ليس بينهم وخصوصاً في هذه الأيام حيث يزداد الفكر العالمي يوماً بعد يوم أنهم ليسوا بعد شعب الله المختار ، وهذا يتمشّي يداً بيد مع تفكيرهم في بناء الهيكل إذ أنّ الواحد لا يكون بدون الآخر.
للمسيحيين: إن مجئ السيد الرب قد غيّر الوضع كُلّية إذ أننا الآن لا ننظر بعد إلي إله يسكن في هياكل مصنوعة باليد (أعمال 7:48 و17:24) لأننا نعلم الآن ونوْمن أننا هيكل الله وروح الله ساكن فينا (كورنثوس الأولي 6:19). نحن لا نتطلّب تابوت عهد أو هيكل لنري مجد الله الأسني لأنّ كل هذا مُدركٌ في قلوبنا نُحسُ به ونلمسه في كل نبضة تنبض بها قلوبنا. وإلي كلّ مسيحي يعتقد أو يحس أنّ التابوت يجب أن يُعثر عليه ، أقول له إقرأ الكتاب المقدّس.
****
المراجع
(1) كتاب أحد الشعانين - البابا شنودة الثالث

 

ثانيا: الهيكل الثانى هيكل زربابل:

يعتقد بعض المؤرخين أن الهيكل  الذى بناه زربابل هو مجرد ترميم لمبنى هيكل سليمان ولهذا يطلقون على الهيكل الذى بناه هيرودس إسم الهيكل الثانى ولكن اليهود يطلقون على هيكل زربابل الهيكل الثانى

 الهيكل الثاني

الفترتان الفارسية والهيلينية (538- 142 ق.م.)
بعد ثمانية وأربعين عاماً من تدمير نبوخذ نصر لهيكل سليمان ، انتهت الإمبراطورية البابلية (538 ق.م.) وحلت محلها الإمبراطورية الفارسية بانتصار كورش ملك فارس .

العودة الأولى للمسبيين اليهود

 وفي السنة التالية اصدر كورش الملك أمراً بعودة اليهود المسبيين ، إلى بلادهم وإعادة بناء الهيكل فى أورشليم ( 2 أخ 36 : 23 ، عز 1 : 1 - 4 ) بعودة الأسرى من الشعب اليهودى لبلادهم وغادر بلاد الفرس زهاء خمسين ألفا من اليهود للعودة الأولى إلى أرض إسرائيل، يقودهم زروبابل، وكان من نسل الملك داود.

ولم يقتصر الأمر على أن يأمر كورش بإعادة أوانى الهيكل المقدسة ( عز 1 : 1 - 11 ) ، بل أمر داريوس الملك أيضاً بأن تُغطى النفقـــــــــة ( التكاليف ) من بيت الملك وأمر حكام الولايات الواقعة غربى الفرات بأن يقدموا لليهود كل ما يلزم لبناء الهيكل وتقديم الذبائح أيضاً ( عز 6 : 3 - 12 ) .

ا   وبعد أن سمح كورش الفارسي لليهود أن يذهبوا إلى أورشليم ويبنون فكان هيكل زربابل الذي بناه في موقع الأول ، فكانوا يرممون القديم ويبنون فوق ما تهدم واستمر بناؤه بين (537 ق.م. - 515 ق. م.) وكان البناء أضخم من الأول ولكنه أقل فخامة (أسفار عزرا ونحميا وزكريا) وظل هذا الهيكل قائما حوالي خمسة قرون. مكان الأول بعد سبعين سنة من هدمه. فكان دون الهيكل الأول (هيكل سليمان) في الزينة والبهاء، ولم يكن فيه تابوت العهد إذ فُقد هذا في السبي، ولم تظهر فيه سحابة المجد.

وكانت عودة اليهود بقيادة عزرا أدى إلى بناء الهيكل الثاني في موقع الهيكل الأول وزيادة إحكام أسوار أورشليم، كما أسس "كنيست هاغدولاه" (الجمعية الكبرى التى تشبه مجلس السنهدرين) باعتبارها الهيئة الدينية والقضائية العليا للشعب اليهودي، وكان هاذين العملين يمثلان بدء حقبة الهيكل الثاني، حيث أصبحت يهودا ضمن أقاليم الامبراطورية الفارسية بلادا واصبحت أيضا قيادتها في أيدي الكاهن الأكبر ومجلس الأعيان في أورشليم. ​

العودة الثانية للمسبيين اليهود

وبعد أقل من قرن قاد عزرا الكاتب العودة الثانية إلى أرض إسرائيل. وفى القرون الأربعة التالية تمتع اليهود بدرجات متفاوتة من الحكم الذاتي تحت حكم الفرس (538-333 ق.م.)، ثم تحت حكم الهيلينيين (حكم سلالتي تلماي وسليكوس - 332-142 ق.م.)
ثم صارت إسرائيل جزءا من العالم القديم الذي احتله الإسكندر الأكبر اليوناني عام 332 ق.م.، خاضعة لنظام ثيوقراطي يهودي محكوم بدوره من الحكام المنحدرين من سلالة سليكوس اليونانية والذين كان مركز حكمهم سوريا. وحدث أنهم منعوا اليهود من ممارسة شعائرهم الدينية وتم تدنيس هيكلهم لفرض الثقافة الهيلينية وعاداتها وتقاليدها على السكان جميعا، أقدم اليهود على الثورة سنة 166 ق.م.​
احشويروش, من أعظم الملوك الفارسيين, يستريح قرب أسوار القصر في المدينة الفارسية.
بناء الهيكل الثانى

 عادت الجماعة الأولى من المسببين - ولم يتجاوز عددهم أربعين ألفا - بقيادة " شيشبعر رئيس يهوذا " ( عز 1 : 8 و 11 ) ، والذى يرجح الكثيرون أنه الاسم البابلى لزربابل الذى يسمى " والى يهوذا" ( حج 1 : 1 ) وكان معهم أيضاً يشوع أو يهوشع الكاهن العظيم ( عزه : 5 ، زك 3 : 3 ) . وكان أول عمل قاب به يشوع وزربابل هو بناء المذبح فى موقعه القديم ، في الشهر السابع من عودتهم من السبي ، وقدموا عليه الذبائح ( عز 3 : 3 ) ، وطلبوا من الصيدونيين والصوريين فأمدوهم بخشب أرز من لبنان لبناء بيت الله ( عز 3 : 7 ) . ووضعوا أساس الهيكل فى السنة الثانية باحتفال عظيم وسط بكاء الرجال المسنين الذين رأوا البيت السابق الذي بناه سليمان ( عز 3 : 8 - 13 ) . ولكنهم قوبلوا بمعارضة شديدة من السامريين وغيرهم ، الذين أرادوا أن يشاركوهم فى بناء البيت ، ولكن زربابل ويشوع وبقية رؤوس الآباء رفضوا هذا العرض . فأرسلوا شكوى لملك فارس ، كان من نتيجتها أن توقف العمل في بناء الهيكل مدة خمسة عشر عاماً إلى السنة الثانية من ملك " داريوس هستاسبس "( 250 ق.م . - عز 4 ) . وجاء النبيان حجي وزكريا وأيقظا حماسة الشعب - التى كانت قد فترت ، فاستصدروا إذنا جديداً من الملك ، واستأنفوا البناء بسرعة حتى تم في 516 ق.م . واحتفلوا بتدشينه بفرح عظيم ( عز 5 ، 6 ) . وليس لدينا سوى القليل من المعلومات عن هذا الهيكل . لقدبُني على نفي الموقع القديم . وعدم مضاهاته هيكل سليمان في العظمة والفخامة ( عز 3 : 12 ، حج 2 : 3 ) لا علاقة له بحجم الهيكل وأبعاده ، فإن مجد البيت الأول - المشار إليه - إنما يشير إلى فخامة المبنى وما كان يزدان به هيكل سليمان من ذهب وفضة وحجارة كريمة ، ووجود تابوت العهد به ، الذى لم يكن فى هيكل زربابل . وتذكر المشنا ( أحد كتب التلمود اليهودي ) أن هذا الهيكل كانت تنقصه خمسة أشياء : التابوت ، والنار المقدسة ، وسحابة المجد ، والروح القدس ، والأوريم ،التميم . وكان الهيكل مقسما مِثل سابقه - إلى القدس وقدس الأقداس بنفس النسب بلا شك . ونجد إشارة إلى الحجاب الذي كان يفصل بين القسمين فى 1 مل 1 : 22 . ولم يكن في قدس الأقداس شىء سوى حجر كان يضع عليه رئيس الكهنة المنجرة في يوم الكفارة . أما القدس فكان ، أدواته : المذبح الذهبي ( أي مذبح النجور ) ، ومائدة واحدة لخبز الوجوه ، ومنارة ذات سبع شعب .

الملك الإغريقى أنطيوخس ينجس هبكل اليهود الثانى زربابل

 انتهز منلاوس فرصة عودة أنطيوخس من مصر، حتى رحب به وأعطاه خزائن الهيكل ليتقرب إليه، ولما تبددت أحلام أنطيوخس بالاستيلاء علي مصر، بالإضافة إلي إذلال الرومان له (والذين كانت شوكتهم آخذه في القوة) عاد محبطًا مر النفس، ومن هنا بدأت فترة من أشد فترات التاريخ فسادًا وشرًا بالنسبة لإسرائيل، حيث بدأت محاولات أغرقة البلاد بالقوة، فاستقدم أنطيوخس فلاسفة أثينا العظام إلي أورشليم للاشراف علي هذا التغيير بالأمر، ومحاولة دمج جميع القوميات في الإمبراطورية السلوقية من لغة وثقافة وعقيدة، وتحول إله إسرائيل إلي الإله جوبيتر، وأمر أنطيوخس بممارسة الشعائر الوثنية وصنع تماثيل له حتى علي المذبح، كما أقام تمثالًا للإله زيوس فوق مذبح النحاس سنة 167 ق.م. وكان في ذلك إشارة إلي "رجسة الخراب" التي تكلم عنها دانيال النبي (11: 31، 32 قارن مع متى 24: 15) حيث أن رجسة الخراب التي حدثت في عصر أنطيوخس غير تلك التي ستحدث عند خراب الهيكل سنة 70 م. إلي رجسة الخراب الأولي أشار اليهود قائلين "الشيء البغيض المثير للكآبة".
وفي الهيكل مارس الجنود الوثنيون شعائرهم بما يصاحب هذه الشعائر من سكر وعربدة وخلاعة، مما ينسب إلي "عبادة باخوس" كما قاموا بذبح الخنازير علي المذبح، ووصل أنطيوخس إلي الحد الأقصى في تحطيم اليهودية ومعاداة إلهها. إلي ذلك يشير دانيال قائلًا "ويفعل الملك كإرادته ويرتفع ويتعظم علي كل إله ويتكلم بأمور عجيبة علي إله الآلهة وينجح إلي إتمام الغضب لأن المقضي به يجري" (دانيال 11: 36). وفي المقابل حرم اليهود من الاحتفال بأعيادهم وممارسة طقوسهم مثل السبت والختان حيث كانت العقوبة في ذلك تصل إلي حد الموت (مثل العازر الشيخ الذي رفض أكل الخنزير والأم التي ذبحت مع أطفالها لرفضهم تقديم العبادة للأصنام (2 مكا 1: 6 و7) وكذلك الأم التي قتلت مع أولادها الذين ختنتهم (1 مكا 1: 60، 61) كذلك أمر أنطيوخس بإتلاف جميع نسخ التوراة أو أية أسفار أخري.
من هنا كانت الحاجة ماسَة لتكوين حزب يهودي يتعهد بالقيام بولاية يهودية مستقلة، هذه هي خلفية المكابيين والثورة المكابية.

المكابيين وتجديد وترميم هيكل زربابل

وعيد التجديد الذى إحتفل به المسيح

وكان أنطيوخس قد انتهز فرصة الشقاق بين منلاوس وياسون فقام بتعيين منلاوس رئيس كهنة  . ولم يكن منلاوس  من بيت رئيس الكهنة، بل أنه اشترك في قتل حونيا رئيس الكهنة القانوني السابق، وإلي هذه الواقعة يشير دانيال النبي "وبعد اثنين وستين أسبوعًا يُقطع المسيح وليس له وشعب رئيس آت يخرب المدينة والقدس وانتهاؤه بغمارة وإلي النهاية حرب وخرَب قضي بها" (دانيال 9: 26) وفي موضع آخر أيضًا: "وأذرُع الجارف تجرف من قدامه وتنكسر وكذلك رئيس العهد" (11: 22) كما اتهموا رئيس الكهنة منلاوس هذا بسرقة أواني الهيكل (2 مكا 4: 39 -42)

 ولكن أخذ هذه جميعها أنطيوكس إبيفانس بموافقة رئيس الكهنة المالى لهم  ( 1 مك 1 : 21 و 22 ) . ولكن جددها بعد ذلك يهوذا المكابي الذي قام بتطهير الهيكل مما دنسه به أنطيوكس ، كما هدم يهوذا المذبح المدنس وبنى مذبحاً جديداً ( 1 مك 4 : 41 - 50 ) وأصبح ذلك اليوم أساساً للاحتفال " بعيد التجديد " ( يو 10 : 22 ) . وما جرى لهذا الهيكل بعد ذلك نجده مفصلا فى سفر المكابيين الأول وفي تاريخ يوسيفوس ، وفي الإصحاح الخمسين من سفر يشوع ابن سيراخ ( الأبوكريفي ) حيث نقرأ أن سمعان بن أونيا الكاهن العظيم رمم البيت وبنى سوراً شامخا حول الهيكل ( 50 : 1 ر 2 ) كما قام يوناثان المكابي بعمل المزيد من التحصينات ، وكذلك يوحنا هركانس ( 134 - 103 ق.م. ) الذي كان أول ملك أسموني يشغل مركز رئيس الكهنة أيضا . ومن المعروف أن هركانس هو الذي بنى القنطرة الكبيرة فوق وادى التيروبيون ، والتى ربطته بفناء الأمم . كما أن " الكسندريانيوس " ( 101 - 75 ق.م.) هو الذي بنى الدوايزين الذي يفصل فناء الكهنة عن فناء إسرائيل .

سلالة الحشمونئيم وتجديد هيكل زربابل (142- 63 ق.م.)
كان أول من تولى قيادة اليهود هو متتياهو المنحدر من عائلة الكهنة الحشمونائيم، ثم ابنه يهودا المكابي، حيث دخل اليهود مدينة أورشليم ليطهروا الهيكل (سنة 164 ق.م.)، وهو حدث يتم الاحتفال بذكراه سنويا من خلال عيد حانوكاه.
وفي أعقاب انتصارات أخرى تحققت للحشمونائيم (سنة 147 ق.م.)، أعاد السليكيون اليونان الحكم الذاتي لبلاد يهودا، وهو ما أصبح يطلق على أرض إسرائيل. وبعد انهيار مملكة السليكيين سنة 129 ق.م.، تحقق استقلال اليهود. وقد استمر حكم سلالة الحشمونائيم 80 سنة، استعاد الحشمونائيم خلالها ما يعادل تقريبا حدود مملكة الملك سليمان، كما استقرت الحياة السياسية تحت حكم يهودي، حيث ازدهرت الحياة اليهودية.

القائد الرومانى بومبى وتخريب هيكل زربابل

وقد تعرض الهيكل للتخريب عند استيلاء بومبي - القائد الروماني - على أورشليــــــم ، واقتحانه للهيكل في يوم الكفارة ، بعد حصار دام ثلاثة أشهر . وكذلك عند اقتحام هيرودس لأورشليم ( 37 ق.م. ) .

الحكم الروماني (63 ق.م.- 313 م.)
عندما حل الرومان محل البطالسة كقوة عظمى في المنطقة، منحوا الملك هوركنوس من سلالة الحشمونئيم سلطة محدودة تحت سيطرة الحاكم الروماني في دمشق. وأبدى اليهود موقفاً عدائياً إزاء الحكم الجديد، وشهدت السنوات التالية عصياناً مسلحاً متكرراً. وكانت آخر محاولة لاستعادة مجد سلالة الحشمونئيم بقيادة متتاهو أنتيجنوس. ولكن إندحاره ومقتله أدى إلى القضاء على حكم الحشمونئيم (40 ق.م.) وأصبحت البلاد إقليماً تابعاً للإمبراطورية الرومانية.

 ثالثا : هيكل هيرودس:
في عام 37 ق.م. عين الرومان هورودوس، صهر الملك هوركنوس الثاني، ملكاً على يهودا. ونظراً لأنه منح حكماً ذاتياً غير محدود تقريباً فيما يتعلق بالشؤون الداخلية، فقد أصبح من أقوى الملوك في الجزء الشرقي من الإمبراطورية الرومانية. ولكونه أحد أشد المعجبين بالحضارة اليونانية الرومانية، اقام هوردوس مشاريع بناء ضخمة، شملت مدينتي كيساريا وسباستيا و قلعتي هيروديون ومتسادا. كما اعاد هورودوس بناء الهيكل فجعله من أجمل الصروح وأضخمها وصار من أكبر المعابد الدينية في ذلك العصر. ولكن، بالرغم من إنجازاته المتعددة، لم ينجح هوردوس في كسب ثقة وتأييد رعاياه اليهود.

تاريخ الهيكل
هناك أوصاف مفصلة لشكل المعبد وطريقة العبادة فيه كما كانت في القرن الأول للميلاد (في ما يسمى ب"الهيكل الثاني" أو "هيكل هيرودس") في مؤلفات المؤرخ اليهودي الروماني يوسيفوس فلافيوس، وخاصة في مؤلفته "حروب اليهود" حيث تسرد سلسلة الأحداث التي أدت إلى التمرد اليهودي على الرومان وأحداث التمرد. كذلك توجد بعض الدلائل الأثرية التي تدعم أوصاف يوسيفوس فلافيوس مثل حجرتين تحملان نقوشاً باللغة اليونانية تم العثور عليها في حفريات قرب الحرم القدسي (توجد إحداهما في متحف إسطنبول الأثري والأخرى في متحف روكفلر بالقدس)، والتي تحذر الرواد غير اليهود بأن لا يدخلوا المكان المقدس، وبوابة تيتوس في روما المنقوش عليها صورة مسيرة جنود رومانيين يحمل كنوز الهيكل بعد انتصارهم على اليهود المتمردين عليهم في القدس وتدميرهم للهيكل.

 الهيكل الثالث ويطلق عليه هيكل هيرودس لأن من فكر فى بنائه هو هيرودس ويعتبر هذا الهيكل هو الثانى لأن هيكل زر بابل لم يكن إلا ترميم لهيكل سليمان وبدأ هيرودس في بناء الهيكل في السنة الثامنة لحكمه حيث استأذن رعاياه والكهنة في إعادة بناء هيكل زربابل بعد أن تداعى البناء ووسع هيرودس قمة الجبل وجعله مسطحا شاسعا يسع مئات الألاف من البشر بأن أقاموا جدراناً عالية وقبوات لتحمل السطح في سفحه في وادي يهوشافاط، وملأوا الفراغ بين القمة والجدران بالتراب والحجارة. وقام بذلك ألفا كاهنا على مدى ثمانية عشر شهرا واستغرق بناؤه ستة وأربعين سنة (يو 2: 20) وتم البناء في عهد أغريباس الثاني عام 64 م.، أما اللمسات الأخيرة فقد امتدت إلى ما قبل حلول الكارثة الأخيرة عام 70 م بستة شهور حين دمر جنود تيطس الروماني البناء كله، لتتم نبوة السيد المسيح عنه: "لا يترك حجر إلا وينقض" (مت 24: 22) فاق الهيكل الثانى الذى بناه هيرودس الهيكل الأول والثانى الذى بناه سليمان مجداً لدخول المسيح إليه (حج ٢: ٣، ٩).3 من الباقي فيكم الذي راى هذا البيت في مجده الاول.وكيف تنظرونه الان.اما هو في اعينكم كلا شيء. 9 مجد هذا البيت الاخير يكون اعظم من مجد الاول قال رب الجنود وفي هذا المكان اعطي السلام يقول رب الجنود "  

هيكل هيرودس الأخير

لم يكن الهيكل الــذي بُني بعد العودة من السبي البابلي ، من الفخامة بالصورة التى ترضى طموح رجل مغرم بالمظاهر مثل هيرودس الكبير ، وبناء على ذلك شرع في إعادة بناء الهيكل على صورة أفخم ، ويبدو أن ما دفعه إلى ذلك كان محاولة منه لكسب رضاء اليهود على ملكهم الأدومي . وما قام به هيروددس كان إعادة بناء للهيكل ، فليس من السهل أن يقال عنه إنه " هيكل ثالث " ، لأن هيرودس نفسه قال إنه إنما أراد أن يوسِّع هيكل زربابل ويجمِّله . وبعد أن قام بالتجهيزات اللازمة ، شرع في البناء في السنة العشرين من حكمه ( 19 ق.م. ) في وجه معارضه شديدة . ولكي يرضي اليهود ، أمر بتدريب ألفاً من الكهنة على أعمال قطع الأحجار والنجارة وأعمال الديكور ، حتى لا تمتد يد غير طاهرة إلى البناء المقدس . وأكمل العمل فى المقدس الرئيسى فى خلال 18 شهراً ، أما باقي الأبنية فقد ظل العمل جاريا فيها في زمن الرب يسوع المسيح ( ارجع إلى يوحنا 2 : 20 ) ، ولم تكمل تماماً الإ في عام 64 م. فى عهد أغريباس الثاني ، أي قبل تدميره نهائيا بست سنوات فقط .
وقد قام بتسوية المساحة اللازمة لإقامة الهيكل فوقها ، وبلغ طولها من الشمال للجنوب 054 متراً ، ومن الشرق إلى الغرب 300 متر ، وأحاط هذه المساحة بسور من حجارة ضخمة ،
 طول الحجر الواحد خمسة أمتار وارتفاعه متر ( ارجع إلى مرقس 13 : 1 ) . وفي الركن الجنوبي الشرقي الذي يطل على وادي قدرون ، كان الفناء الداخلى يرتفع نحو 45 متراً فوق الصخر . ولعل المتراس فوق هذا الركن كان هو المعروف بجناح الهيكل ( مت 4 : 5 ) . ومازالت بعض أجزاء من هذا الحائط قائمة . وكان يخترق السور الشمالي بوابة واحدة ، ولكن يبدو أنها لم تكن تستخدم ، كما توجد بوابة أخرى في السور الشرقي . ومازالت تُرى بقايا هاتين البوابتين ، وكانت ترتفع من هاتين البوابتين منحدرات مائلة تؤدى إلى الفناء الأعلى . وكانت هناك أربع بوابات في الجهة الغربية ، كان يصل إليها القادم عبر جسور فوق وادي التيروبيون . وفي الركن الشمالي الغربي كانت تقوم قلعة أنطونيا تطل على الفناء . وكانت هذه القلعة هي مقر الوالي فى أثناء إقامته في أورشليم ، وكانت الحامية العسكرية المقيمة فيها ، على استعداد دائم لقمع أي شغب فى الهيكل ( ارجع إلى لو 13 : 1 ، أع 21 : 31 - 35 ) . وكانت ملابس رئيس الكهنة تخزن فيها أيضاً ضماناً للخضوع .
وكانت هناك لوحات مكتوب عليها باليونانية واللاتينية لتحذير الأمم من اختراق هذا السياج ، إذ كانت عقوبة ذلك الموت . وقد اكتشفت اثنتان من هذه اللوحات . وكانت هناك أربعة أبواب في كل من الجانبين الشمالي والجنوبي ، وواحد في الشرق ، وكان لهذا الباب مصاريع مزخرفة من نحاس كورنثوس ، ولعله هو الباب الذي كان يطلق عليه " الباب الجميل " ( أع 3 : 2 ) .
أما.
وكان الرواق مربعاً طول ضلعه 100 ذراع ، وارتفاعه 100 ذراع ، والمدخل باتساع عشرين ذراعاً ، وارتفاعه أربعون ذرعاً . وكان الباب المؤدي إلى المقدس أربعين ذراعاً طولاً ، وعشرين ذراعاً عرضا ، وكان يفصل بين القدس وقدس الأقداس الحجاب ( ( مت 27 : 51 ، مرقس 15 : 38 مع 2 أخ 3 : 14 ) . وكان قدس الأقداس مربعا ، طوله عشرون ذراعاً وعرضه عشرون ذراعاً ، وارتفاعه أربعون ذراعاً . وكانت هناك حجرة خالية فوق القدس وقدس الأقداس ترتفع إلى ارتفاع الرواق ، أي إلى مائة ذراع . وكانت تحيط بالجوانب الشمالية والجنوبية والغربية حجرات من ثلاثة طوابق لارتفاع أربعين ذراعاً . وكانت هناك شبكة من الأشواك الذهبية لمنع الطوير من أن تحط على سطح الهيكل .
وقد دمر تيطس القائد الروماني هذا الصرح الفخم في 70 م، وأخذ معه المنارة الذهبية ، ومائدة خبز الوجوه وغيرها غنيمة معه إلى روما ، كما هو مبين على قوس تيطس بروما .

الملوك يدنسون ويهدمون الهياكل التى بناها اليهود لعبادة يهوه

ودنس ملوك الأمم الذين استولوا على أورشليم هذا الهيكل مراراً، وخربوا جانباً منه. وأخذ هيرودس الكبير يبنية من جديد ليستميل إليه قلوب اليهود. وبدأ ذلك من سنة ١٨ من حكمه وذلك عام ٢٠ ق م. واشتغل بترميمه نحو عشرة آلاف من مهرة البنائين، وظل خلفاء هيرودس يصلحونه ويبدلون ويغيرون حتى صح قول اليهود للمسيح أنه «بُني في ٤٦ سنة». واتخذوا الحجارة من الرخام الأبيض، وكان منظره من أبهج مناظر أبنية الأرض لتغشيته بكثير من صفائح الفضة والذهب، علاوة على حسن تلك الحجارة. وكانت فسحة الهيكل مربعة عرض كل من جدرانها أربع مئة ذراع.

لم يكن الهيكل الــذي بُني بعد العودة من السبي البابلي ، من الفخامة بالصورة التى ترضى طموح رجل مغرم بالمظاهر مثل هيرودس الكبير ، وبناء على ذلك شرع في إعادة بناء الهيكل على صورة أفخم ، ويبدو أن ما دفعه إلى ذلك كان محاولة منه لكسب رضاء اليهود على ملكهم الأدومي . وما قام به هيروددس كان إعادة بناء للهيكل ، فليس من السهل أن يقال عنه إنه " هيكل ثالث " ، لأن هيرودس نفسه قال إنه إنما أراد أن يوسِّع هيكل زربابل ويجمِّله . وبعد أن قام بالتجهيزات اللازمة ، شرع في البناء في السنة العشرين من حكمه ( 19 ق.م. ) في وجه معارضه شديدة . ولكي يرضي اليهود ، أمر بتدريب ألفاً من الكهنة على أعمال قطع الأحجار والنجارة وأعمال الديكور ، حتى لا تمتد يد غير طاهرة إلى البناء المقدس . وأكمل العمل فى المقدس الرئيسى فى خلال 18 شهراً ، أما باقي الأبنية فقد ظل العمل جاريا فيها في زمن الرب يسوع المسيح ( ارجع إلى يوحنا 2 : 20 ) ، ولم تكمل تماماً الإ في عام 64 م. فى عهد أغريباس الثاني ، أي قبل تدميره نهائيا بست سنوات فقط . وقد قام بتسوية المساحة اللازمة لإقامة الهيكل فوقها ، وبلغ طولها من الشمال للجنوب 054 متراً ، ومن الشرق إلى الغرب 300 متر ، وأحاط هذه المساحة بسور من حجارة ضخمة ، طول الحجر الواحد خمسة أمتار وارتفاعه متر ( ارجع إلى مرقس 13 : 1 ) . وفي الركن الجنوبي الشرقي الذي يطل على وادي قدرون ، كان الفناء الداخلى يرتفع نحو 45 متراً فوق الصخر . ولعل المتراس فوق هذا الركن كان هو المعروف بجناح الهيكل ( مت 4 : 5 ) . ومازالت بعض أجزاء من هذا الحائط قائمة . وكان يخترق السور الشمالي بوابة واحدة ، ولكن يبدو أنها لم تكن تستخدم ، كما توجد بوابة أخرى في السور الشرقي . ومازالت تُرى بقايا هاتين البوابتين ، وكانت ترتفع من هاتين البوابتين منحدرات مائلة تؤدى إلى الفناء الأعلى . وكانت هناك أربع بوابات في الجهة الغربية ، كان يصل إليها القادم عبر جسور فوق وادي التيروبيون . وفي الركن الشمالي الغربي كانت تقوم قلعة أنطونيا تطل على الفناء . وكانت هذه االقلعة هي مقر الوالي فى أثناء إقامته في أورشليم ، وكانت الحامية العسكرية المقيمة فيها ، على استعداد دائم لقمع أي شغب فى الهيكل ( ارجع إلى لو 13 : 1 ، أع 21 : 31 - 35 ) . وكانت ملابس رئيس الكهنة تخزن فيها أيضاً ضماناً للخضوع . وكان الفناء الخارجي للهيكل محاطا برواق داخل الأسوار . وكما يصفه يوسيفوس : كان في الرواق الجنوبي أربعة صفوف من الأعمدة ، وكان يسمى الرواق الملكى . أما الأورقة في الجوانب الأخرى فكان بكل منها صفان فقط . وكان رواق سليمان يمتد على الجانب الشرقي ( يو 10 : 23 ، أع 3 : 11 ، 5 : 12 ) . وكان الكتبة يلقون دروسهم ويعقدون محاوراتهم في أبهاء الأعمدة ( لو 2 : 46 ، 19 : 47 ، مر 11 : 27 ) . أما الباعة والصيارفة فكانت لهم موائدهم ( يو 2:11-16) لو 19 : 45 و 46 ) . وكانت المنطقة الداخلية ترتفع قليلا عن فناء الزمم ويحيط بها درابزين . وكانت هناك لوحات مكتوب عليها باليونانية واللاتينية لتحذير الأمم من اختراق هذا السياج ، إذ كانت عقوبة ذلك الموت . وقد اكتشفت اثنتان من هذه اللوحات . وكانت هناك أربعة أبواب في كل من الجانبين الشمالي والجنوبي ، وواحد في الشرق ، وكان لهذا الباب مصاريع مزخرفة من نحاس كورنثوس ، ولعله هو الباب الذي كان يطلق عليه " الباب الجميل " ( أع 3 : 2 ) . وكان في الفناء الداخلي ( فناء النساء ) صناديق للعطاء اللازم لخدمات الهيكل ( مر 21 : 14 - 44 ) . أما الرجال فكان مسموحاً لهم بالدخول إلى فناء إسرائيل الذي كان يرتفع عن مستوي فناء النساء . وفي أيام عيد المظال كان يمكنهم الدخول إلى الفناء الداخلى ( فناء الكهنة ) للاقتراب من المذبح الذي كان مبنيـا من حجارة غير منحوتة ، وعلى بعد 22 ذراعاً من الرواق ( ارجع إلى مت 23: 35 ) . وكان الرواق مربعاً طول ضلعه 100 ذراع ، وارتفاعه 100 ذراع ، والمدخل باتساع عشرين ذراعاً ، وارتفاعه أربعون ذرعاً . وكان الباب المؤدي إلى المقدس أربعين ذراعاً طولاً ، وعشرين ذراعاً عرضا ، وكان يفصل بين القدس وقدس الأقداس الحجاب ( ( مت 27 : 51 ، مرقس 15 : 38 مع 2 أخ 3 : 14 ) . وكان قدس الأقداس مربعا ، طوله عشرون ذراعاً وعرضه عشرون ذراعاً ، وارتفاعه أربعون ذراعاً . وكانت هناك حجرة خالية فوق القدس وقدس الأقداس ترتفع إلى ارتفاع الرواق ، أي إلى مائة ذراع . وكانت تحيط بالجوانب الشمالية والجنوبية والغربية حجرات من ثلاثة طوابق لارتفاع أربعين ذراعاً . وكانت هناك شبكة من الأشواك الذهبية لمنع الطوير من أن تحط على سطح الهيكل . وقد دمر تيطس القائد الروماني هذا الصرح الفخم في 70 م، وأخذ معه المنارة الذهبية ، ومائدة خبز الوجوه وغيرها غنيمة معه إلى روما ، كما هو مبين على قوس تيطس بروما . 6: الهيكل في العهد الجديد: هناك كلمتان يونانيتان تترجمان إلى " هيكل " ، هما هيرون " ( Hieron ) " وناوس " ( Naos ).والأولى تشير إلى مجموعة أبنية الهيكل فى أورشليم ، أما الثانية فتشير بصورة أكثر تتحديداً إلى " المقدس " . ومما يذكر هو أن كتبة رسائل العهد الجديد في وصفهم للكنيسة كهيكل ، يستخدمون كلمة " ناوس " . (1) الهيكل في الاناجيل : دعاه الرب يسوع " بيت الله " ( مت 12:4،مع يو 2 : 16 ) ، وأنه مكان مقدس ويقدس كل ما به ، لأن الله يسكن فيه ( مت 23 : 17 و 21 ) وغيرته لبيت أبيه ، جعلته يظهره ( يو 5 : 17 ) . كما زن المصير الذى كان ينتظر المدينة المقدسة ، جعله يبكى عليها ( لو 19 : 41 - 44 ) . ولكنه كان هو " أعظم من الهيكل " ( مت 12 : 6 ) ، كما تنبأ بأن الهيكل سينقض تماماً لا يترك فيه حجر على حجر ( مرقس 13 : 1 و 2 و 14 ) . وهو ما حدث فعلاً على يد الجيوش الرومانية بقيادة تيطس فى 70 م . (2) الهيكل في سفر أعمال الرسل : بعد صعود الرب يسوع المسيح ، بدأ الرسل والتلاميذ يجتمعون فى الهيكل فى أورشليم ( أع 2 : 46 ، 3 : 1 - 10 ، 5 : 12 ، 20 و 24 و 42 ) . ولكن يتضح من حديث استفانوس أنهم أدركوا زن الإيمان بالمسيح لا يتفق مع النظام الذي يعبر عنه الهيكل اليهودي ( أع 6 : 11 - 15 ، 7 : 48 - 50 ) . فنجد التلاميذ بعد ذلك مجتمعين فى بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس ، للصلاة من أجل بطرس ( أع 12 : 13 ) . (3) الهيكل في الرسائل : كثيراً ما يذكر الرسول بولس فى رسائله زن المؤمنين هم هيكل الله والروح القدس يسكن فيهم ( 1كو 3: 16 و 17 ، 6:19، 2كو6 : 16- 7 :1 ، أف 2: 19 - 22 ) ، ويستشهد الرسول بولس ( 2كو 6 : 61 - 7 : 1 ) بما جاء فى سفر اللاويين ( 26: 12 ) ، ونبوة حزقيال ( 37 : 27 ) ، وتطبيق ذلك على الحياة اليومية ( 2 كو 7 : 1 ، 1كو 6 : 18 - 20 ) . ويفترض ذلك وحدتهم لأن الله واحد ومسكنه واحد ، والانقسام يفسد الهيكل ، مما يستجلب التأديب ( 1 كو 3 : 5 - 17 ) . والصورة المرسومة في الرسالة إلى المؤمنين فى أفسس ، لها تطبيقها التعليمي ، وبخاصة فيما يتعلق بعدم العنصرية في كنيسة الله ، " لأنه لا فرق إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله " ( رو 3 و 23 ) . ويستخدم الرسول بطرس كلمة " بيت " ( عوضا عن هيكل ) ، فيقول للمؤمنين : " كونوا أنتم أيضاً مبنيين كحجارة حية بيتاً روحياً ، كهنوتاً مقدساً .. ( 1 بط 2 : 4 - 10 ) . (4) الهيكل في الرسالة إلى العبرانيين : يذكر كاتب الرسالة إلى العبرانيين أن المقدس السماوى هو المثال الذي بُني عليه المسكن الأرضي ، فلم يكن الهيكل اليهودي إلا صورة للمسكن الحقيقي في السماء ( عب 8 : 5 ، 9 : 24 ) ، والذي أصبح من امتياز المؤمنين في العهد الجديد ، الدخول إليه بالإيمان " حيث دخل يسوع كسابق لأجلنا صائراً على رتبة ملكي صادق رئيس كهنة إلى الأبد " ( عب 6 : 19 و 20 ) . فرغم أننا مازلنا على الأرض ، فإن لنا امتياز " الدخول إلى الأقداس ( السماوية ) بدم يسوع " ( عب 10 : 19 - 22 ، 12 : 22 - 24 ) . (5) الهيكل في سفر الرؤيا : تقرأ في سفر الرؤيا عن جبل صهيون السماوي حيث رأي الرائي جموع المفديين ( رؤ 14 : 1 ) ، وعن " أورشليم الجديدة النازلة من السماء " ( رؤ 3 : 12 ، 21 : 2 - 26) . كما أشار الرائي أيضاً إلى هيكل أورشليم الأرضية ( رؤ 11 : 1ر2 ) . ومن هذا الهيكل السماوي - المكون من جموع المفديين - سيرسل الله دينونته على الأشرار ( رؤ 11 : 19 ، 14 : 15 و 17 و 15 : 5 - 16 : 1 ) . ونقرأ أنه لم يرَ في أورشليم السماوية " هيكلاً لأن الرب الإله القادر على كل شذء هو والخروف هيكلها " ( رؤ 21 : 22 ) . وهو بذلك يريد أن يؤكد أن موضوع العبادة سيكون الله وابنه ، حيث ستختفى الحواجز جميعها التى تفصل الإنسان الآن عن الله ، فلا يبقى ما يخبىء الله عن شعبه ، " وعبيده يخدمونه . وهم سينظرون وجهة " ( إو 22 : 3 - 5 ، ارجع أيضاً إلى 1 يو 3 : 1ر2 ) ، فهذا هو الامتياز المجيد لكل المؤمنين .

 
 
 
 

 

This site was last updated 10/25/21