Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير / شرح الإنجيل كما رواة  متى الإصحاح الثامن

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس  http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مقدمة تفسير متى
تفسير (مت 1: 1- 17
تفسير  (مت 1: 18
تفسير (مت 1: 19 - 24)
تفسير (متى 2: 1- 12
تفسير (مت 2: 13 - 23
تفسير (مت  3: 1-6
تفسير (مت 3: 7-12
تفسير (مت 3: 13-17
تفسير (متى 4 : 1- 11
تفسير (متى 4: 12- 17)
تفسير (متى 4: 18- 25
تفسير (متى5: 1-  12
تفسير (مت 5: 13- 26
تفسير  (متى 5: 27- 48
تفسير متى 6: 1- 15
تفسير متى 6: 16- 34
تفسير متى الإصحاح7
تفسير متى الإصحاح 8
تفسير متى 9: 1- 17
تفسير متى 9: 18- 38
تفسير متى 10: 1- 23
تفسير متى 10: 24- 42
تفسير متى الإصحاح 11
تفسير متى 12: 1- 21
تفسير متى 12: 22- 50
تفسير متى 13: 1- 32
تفسير متى 13: 33- 58
تفسير متى الإصحاح14
تفسير متى 15: 1- 20
تفسير متى 15: 21- 39
تفسير متى الإصحاح16
تفسير متى الإصحاح17
تفسير متى الإصحاح18
تفسير متى الإصحاح19
تفسير متى الاصحاح20
تفسير متى 21: 1- 22
تفسير متى 21: 23- 46
تفسير متى 22: 1- 22
تفسير متى 22: 23- 46
تفسير متى 23: 1- 22
تفسير متى 23: 23- 39
تفسير متى 24: 1- 22
تفسير متى 24: 23- 51
تفسير متى الإصحاح25
تفسير متى 26: 1- 25
تفسير متى 26: 26- 46
تفسير متى 36: 47- 75
تفسير (مت 27: 1- 26)
تفسير (مت 27 : 27- 44)
فسير (مت 27 : 45- 66)
تفسير متى الفصل 28
جدول بالتآريخ والحكام  بإسرائيل ومصر
إقتباسات متّى من العهد القديم
Untitled 8095
Untitled 8102
Untitled 8410
Untitled 8411

فيما يلى تفسير / شرح الإنجيل كما رواة  متى   الإصحاح الثامن

تفسير إنجيل متى الإصحاح  الثامن
1. تطهير الأبرص (مت  8 : 1-4)
لماذا أمره بالذهاب إلى الكاهن؟
2. شفاء غلام قائد المائة (مت 8: 5-13)
3. شفاء حماة بطرس (مت 8: 14-17)
4. دعوته للكنيسة (مت 8: 18-22)
5. تهدئة الأمواج (مت 8: 23-27)
6. مجنونا كورة الجرجيسيّين (مت 8: 28-34)

ذكرت الجموع والكتبة وغيرهم أن يسوع كان يتكلم بسلطان وذكرنا أنه من سلطان يسوع فعل المعجزات وفي هذا الأصحاح والذي يليه عدة معجزات فعلها المسيح إثباتاً لتعليمه، وأن سلطانه من إلوهيته . وتنقسم هذه المعجزات إلى ثلاثة أنواع، (1)الأمراض المستعصية كالبرص والفالج (الشلل) والصرع. (2) سلطانه على الأرواح النجسة وقهر قوات إبليس وجميع جنوده.(3) سلطانه على القوى الطبيعية كإسكات البحر. وهذا إثبات أن يسوع هو المسيح مخلص العالم ههو سيد الكائنات كلها. ولم يذكر البشير متى فعل يسوع هذه المعجزات فى زمن وقوعها وقد إهتم موقع موسوعة أقباط مصر فى وضع كل أحداث الأناجيل متسلسلة فى (مجمل الأناجيل الأربعة) كما وقعت و وقد جمع البشير  هذه المعجزات كنماذج لسائر المعجزات، كما أنه كتب لنا الموعظة  على الجبل من مواعظه نموذجاً لسائر المواعظ.

تفسير انجيل متى - الاصحاح الثامن

يسوع يشفي الأبرص (متى 8: 1- 4)

 تفسير (متى 8: 1) ولما نزل من الجبل تبعته جموع كثيرة .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) وَلَمَّا نَزَلَ مِنَ ٱلْجَبَلِ تَبِعَتْهُ الخكان خراف بنى إسرائيل لا راعى لها متعطشة لسماع الكلمة الإلأهية فقد مرت حوالى 4 قرون لم يظهر نبى فى بنى إسرائيل .. ونلاحظ أنه فى نهاية الموعظة على الجبل (متى 7) يصف الإصحاح كيف بهتت الجموع من عظه يسوع على الجبل وكيف إنبهرت من قوة سلطانه فتبعه الجمع العظيم فى نزوله من الجبل كما تبعه عند صعوده وأصغى إلى وعظه فلم يتركهُ لما فرغ من الوعظ، وغير معروف مكان جبل الموعظة ولكن يرجح المؤرخون أنه فى الجانب الغربى من بحر طبرية التى حولها كفر ناحوم وطبرية ومجدل وغيرها  . كما أن الأرجح أن العجائب التي ذكرها البشير متى فى هذا الإصحاح فعلها المسيح بمرأى من هذا الجمع.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

لانه كالمسلط كان يعلم . ولئلا يظن انه يتكبر فبين سلطانه بالفعل من العجائب التي عملها . اما الجموع الكثيرة فهم الذين صعدوا معه والذين جاؤوا اليه من كل موضع . وكانوا بسطاء وبعيدين عن الشر فجالوا معه ليسمعوا كلامه . ولم يكونوا يقصدون من ذلك ان يقرفوه بذنب كما كان شأن الكتبة والفريسيين .

 تفسير (متى 8: 2)  واذا ابرص قد جاء وسجد له قائلاً : “ يا سيد ، ان أردت تقدر ان تطهرني “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

كرر البشير مرقس هذه المعجزة فى (مر 1: 40 - 44) وأيضا البشير لوقا فى (لو 5: 12 - 44 )
1) وَإِذَا أَبْرَصُ قَدْ جَاءَ " لعل البشير ذكر هذه المعجزة أولاً لأن البرص كان مرضاً يختلف عن بقية الأمراض في عدة أمور: منها أنه كان مؤلماً ومكروهاً في ذاته، وكأن موتاً يبدأ في الإنسان وهو حي ويؤثر أولاً في الجلد ثم في الأعضاء واحداً بعد واحد، ويفصل بعضها عن بعض  "البرص أو المهق أو البهق أو الاغراب" هو اِنْعِدَامُ لَوْنِ الجِلْد، هو اضطراب خلقي قد يكون وراثى  يتميز بغياب الصباغ (صبغة لون الجلد) في الجلد والشعر والعيون، نتيجة غياب كامل أو جزئي أو ع
يب من إنزيم تيروزيناز (تايروسيناز)، وهو إنزيم يشارك في إنتاج الميلانين ويحتوي على النحاس.البرص حالة وراثية تتميز بغياب الصباغ في العيون والجلد والشعر، القشور، الريش أو البشرة.فى الإنسان والحيوان.و يعرف المصاب به بعدو الشمس.- لهذا كان المصابيين بالبرص فى الأزمنة القديمة يغطون أطرافهم بأقمشة وينعزلون فى المغائر والكهوف بعيدا عن الشمس (انظر سفر العدد ص ١٢: ١٢)ولا يزال هذا المرض في الأرض ولكنه نادر، وليس كثيراً  كما كان بين اليهود. وكانت شريعة موسى شديدة مدققة في معاملة البرص (لاويين ١٣ و١٤). فكان على الأبرص أن ينفصل عن سائر الشعب باعتباره نجساً، وأن يُعلن برصه بثيابه وإشاراته وكلماته «تُشق ثيابهُ» (لاويين ١٣: ٤٥) «ويكشف رأسه» (عدد ٦: ٩ وحزقيال ٢٤: ١٧) «ويغطي شاربيه» (حزقيال ٢٤: ١٧) و «يُطرد من المحلة أو من المدينة» (لاويين ١٣: ٤٦ وعدد ٥: ٢ - ٤ و٢ملوك ٧: ٣) ويُلزم أن يصرخ إذا رأى أحداً مقترباً إليه قائلاً على نفسه «نجس نجس». وجرت تلك الشريعة على أعلى الناس وأدناهم بلا استثناء، كما حدث مع مريم أخت موسى (عدد ١٢) والملك عزيا، فقضى باقي حياته في بيت منفرد واعتزل المُلك (٢أخبار ٢٦: ١٦ - ٢١).
وشدد الله الشريعة على الأبرص ليجعل البرص رمزاً للخطية أمام عينيه. والخطية تشبه البرص في سبعة أشياء: (١) كلاهما داءٌ أصاب الإنسان بعد خلقه، فإن الله خلقه صحيح الجسم طاهر النفس. (٢) كلاهما وراثي (بعدما حدث أولاً) فالبُرص يلدون بُرصاً والخطاة يلدون خطاة. (٣) امتداد كليهما خفيٌ وتدريجيٌ قلما يظهران في الطفولة ولكنهما يظهران في عمر متقدم. (٤) كلاهما مكروهٌ نجس يفصل صاحبه عن جماعة الله. وهذا الانفصال رمز إلى الانفصال العظيم (رؤيا ٢١: ٢٧). (٥) كلاهما لا يُشفى بوسائط بشرية (٢ملوك ٥: ٧). (٦) كلاهما مميتٌ، أحدهما للجسد والآخر للنفس. (٧) تقدر القوة الإلهية وحدها على شفاء كليهما في الماضي، وتقدر عليه في المستقبل.
1) " وَسَجَدَ لَهُ " كون هذا الأبرص يأتى إلى يسوع فى حادثة فريدة أن يقترب أبرص من شخص طبقا للشريعة اليهودية ولا شك فى تخيلى أن الفراد الذين كانوا حول المسيح غادروا المكان الذى يتواجد فيه الأبرص مع المسيح ولم يتبقى إلا تلاميذه لنجاسة الأبرص إنتشرت أنباء يسوع فى سائر الأراضى المقدسة ولا بد أن هذا الأبرص سمع بقوة يسوع وشفقته فى شفاء المرضى ، ولعله سمع وعظه على الجبل وهو بعيد عن الناس، فانجذب إلى المسيح وقوته وقال فى نفسه لعبه يقدر أن يشفينى فأظهر إيمانه وتواضعه ورغبته في الشفاء بمجيئه وسجوده.
2 ) " يَا سَيِّدُ، إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ " هنا تظهر قوة إيمان الأبرص بقوة يسوع وثقته التامة التى لا يشوبها شك بقدرة المسيح على شفائه، وسلَّم له أن يستعمل تلك القدرة لإبرائه وهذا التسليم هو إعتراف بمجبة يسوع للمرضى والخطاة والمأسورين من الشيطان. وفى كلمات الأبرص نجد العمق بين كلمتين القدرة والإرادة فهو يثق فى قدرته وترك ليسوع الوقت وفى تنفيذ ما يريده هو وليس كما يريده الأبرص بلا شك أنه يريد التخلص من مرضه ولكن أفرادة والمشسيئة يجب أن تكن  فى يد الرب كما قال يسوع إبن أفنسان لتكن لا إرادتى يارب ولكن إرادتك  فيجب على كل خاطئ أن يأتي إلى المسيح للتطهير، فيجد القبول مثله.بقولهم " ياسيد إن أردت أن تغفر لى خطاياي
3) "أَنْ تُطَهِّرَنِي " كان ذلك المرض يُحسب حسب شريعة اليهود نجساً فحُس
ب الشفاء منه تطهيراً.
كان مر ض البرص مرضا خطيرا، ومن ضُربَ به حُسِبَ نجسًا، وأيخرج خارج محلة إسرائيل، ويمُنعَ عن معاشرة الناس. وكانت هناك كهوف محاطة بجبال يسكن فيها المرضى وينزلون لهم الأطعمة من فوق   لكون المصاب به نجسًا بحسب شريعة موسى. انظر شريعة البرص في (لاويين 13، 14). وكان الكاهن الإسرائيلي قادرًا على أن يمَّيز علاماته ويحكم على الأبرص بالعزل ويفصله عن الآخرين. ولكنه لم يقدر أن يشفيه. تماما كما طانت الشريعة ( الناموس) تقدر أن تحكم على الخاطئ بالهلاك، ولا تقدر أن تخلصه. وهذا هو الفرق بين شريعة العهد القديم وناموس الكمال فى العهد الجديد

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

البرص هو موت الجسم الحي ويعرف ذلك من انه اذا انخر بالابرة فلا يخرج منه دم على مثال الميت . ومنه يدب بالجسم ومنه لا يدب ويسري في الجسد الضعيف من موضع الى آخر . اما في الجسد الصحيح فلا يسري . لكنه يمكث في مكانه . فالبرص اذاًً في الظاهر هو موت لا حياة فيه . وروحياًً هو موت من الله . وقد كان الناموس يقضي بابعاد الابرص من مخالطة الناس من محلة بني اسرائيل لانه كان شعباًً  قاسياًً . فشاء الله ان يضع عليهم نيراًً  قاسياًً وشريعة صعبة ليلين قساوتهم ويجعلهم خاضعين للبر . اما النير فهو طرد الابرص والذي يدنو من الميت وغير ذلك . فقد حكم عليه الا يدخل المحلة ومراده بهذا ان يقهمنا انه اذا كان الذي يصاب بالبرص دون ارادته يرزل من الناموس فكيف يكون حال الخاطئ بارادته  اما انه كيف تجاسر على الدخول الى المحلة بلا امر كهنة اليهود . فذلك لانه قد سمع من آخرين ان سيدنا له المجد قد شفى كثيرين من المرض من امثاله فآمن بقدرته ولو لم يشاهد ذلك عياناًً ولم يقل للمسيح أطلب من الله او صلّ لاجلي .

 ولم يقل يا رب طهرني . لكنه قال له ” ان شئت ” ففوض الامر كله الى ارادته لانه عرف انه قادر . فكان رجلاًً حكيماًً ومن قوة كلام سيدنا عرف انه يستطيع ان يشفيه . لهذا لم يقل ان كنت قادراًً لكن ” ان شئت ” لانه عرفه الهاً ونال مطلوبه منه بالفعل . ثم نقول ان هذا الابرص كان حاراًً  بالايمان أكثر من ذلك الذي من بطن امه ولد اعمى لاجل ذلك نال الشفا .

تفسير (متى 8: 3) فمد يسوع يده ولمسه قائلا : “ أريد ، فاطهر ! “ . وللوقت طَهُر برصه .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَمَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ  مد يسوع يده للأبرص كانت إجابة ذات فعل تدل على تحنن الرب على ضعف الرجل فى مرضه كما يدل أن المرض قد تمكن من الرجل وفى مراحله الأخيرة

2) لَمَسَه " لم يفعل ذلك ليخالف الشريعة عمداً التى نصت على أن من يلمس أبرص يتنجس (لاويين ٥: ٣ و١٤: ٤٦) لأن الشريعة منعت من لمس الأبرص، ولكنه لمسه ليطهره، فطهر لأنه شُفي حالما مدَّ يده إليه. وأظهر المسيح سلطانه على الشريعة الطقسية إذ خالف حرفها ووافق جوهرها. وبمثل هذا لمس المسيح طبيعتنا الخاطئة وشفاها بدون أن يتنجس. كانت اللمسة إجابة لسؤال الأبرص ومعناها نعم أريد  الرب وتنازل أيضًا، من لطفه، ومد يده ولمسه  كانت هذه اللمسة تبين أن يسوع أقوى من أن يصاب بمرض البرص الذى كان يعتبر من يصاب به نجسا كان من لمس أبرص تنجس بحسب شريعة موسى (سفر العدد 2:5؛ 11:19)  وليعلم  للحاضرين العلاقة بين استعمال قوته ونتيجتها، لم يكن اتصال يده بالأبرص ضرورياً للشفاء فكثيرا من معجزات الشفاء الأخرى تمت بدون لمس بل بكلمة فقط وهناك ثلاث اشخاص نجسين طبقا للشريعة يهودية نالوا الشفاء  لمسهم أو تلامسوا مع يسوع (1) معجزة الأبرص هذه  طهر من مرضه (2) لمس نعش إبين أرملة نايين فقام من الموت  (3) المرأة نازفة الدم التى أتت هى ولمست هدب ثوبه   لمسهم أو توأحيانا من يلمس خدب ثوبه مثل المرأة نازفة الدم  فشفيت
3) " أُرِيد " فكانت إرادة الشفاء الإلهية مطابقة لطلب الأبرص بالشفاء وهكذا تحقق قول الرب لوعده «اطلبوا تجدوا» (متّى ٧: ٧) وهكانت كلمة أريد ه إجابة شفهية بعد افجابة العملية بأن مد يد ولمسه جوابا لقول الأبرص له «إن أردت».
4) "وَلِلْوَقْتِ طَهُرَ " لا يوجد شيئا صعبا أو مستحيلا فهو يخرج من الجافى حلاوة كون أن لون الجسم  يرجع فى لحظة ويختفى لون البرص الأبيض  وتختفى الألام المصاحبة للمرض مع كل أعراضه الأخرى فهذه معجزة لا يمكن وصفها بدقة . فما أعظم سرعة ذلك التغيير! إنه في لحظة شُفي شفاءً تاماً من داء عضال. وقوة المسيح على المرض مع مجمل قوته وسلطانه على الشر ولعنة الخطية التى شفى يسوع البشرية منها بدمه .

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ان المسيح لمس الابرص مع انه لم يكن ماذوناًً للناس ان يلمسوه ليبين انه غير خاضع للناموس . لكنه هو اشرف واعلى . ولا شيء في الوجود ينجس الطاهر . ولكيلا يظن اليهود انه نبي كاليشاع الذي طهر نعمان ولم يدن منه حسب الناموس . اما المسيح فمد يده ولمسه . لانه رب وله السلطان . ولم يلمه احد هناك لانهم لم يبتلوا بعد بالحسد . وبلمسة جسده منحه نعمة الهية كما تكسب الحديد النار ليناً . واعلن انه اقنوم واحد مركب غير منقسم . فلم يذكر ان الاقنوم الاول قال قد شئت فاطهر والاقنوم الثاني لمسه . لكن الكلمة المتجسد هو بعينه امر ومسّ باليد فاكمل هذا الفعل بقوة لاهوته وناسوته . ثم ان المسيح بشفائه الابرص بمجرد مشيئته قد اثبت كونه الها اذ انه امر الطبيعة فخضعت له وتم الفعل في الحال .

 تفسير (متى 8: 4) فقال له يسوع : انظر ان لا تقول لاحد . بل اذهب ار نفسك للكاهن ، وقدم القربان الذي امر به موسى شهادة لهم .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 1) " ٱنْظُرْ أَنْ لاَ تَقُولَ لأَحَدٍ "  كان يسوع كثيرا ما يطلب ممن يفعل لهم معجزات ألا يقولوا لأحد  فطلب من الأعميان فى أريحا الذى فتح أعينهما (مت 9: 30)  فانفتحت اعينهما. فانتهرهما يسوع قائلا: «انظرا لا يعلم احد!»  وعندما أقام  إبنة رئيس المجمع (مر 5: 43) فاوصاهم كثيرا ان لا يعلم احد بذلك. وقال ان تعطى لتاكل " ولكن فى معجزة إخراج الشياطين من مجنون كورة الجدريين عندما طلب من يسوع أن يلازمة (مر 5: 19 - 20)  ولما دخل السفينة طلب اليه الذي كان مجنونا ان يكون معه  فلم يدعه يسوع بل قال له: «اذهب الى بيتك والى اهلك واخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك». فمضى وابتدا ينادي في العشر المدن كم صنع به يسوع. فتعجب الجميع" أى أنه يريد أن يبشر بالمسيح فأ‘طاه المسيح عملا تبشيريا محددا . أما بالنسبة لهذا الأبرص (لو 5: 14) فاوصاه ان لا يقول لاحد. بل «امض وار نفسك للكاهن وقدم عن تطهيرك كما امر موسى شهادة لهم». فقد حدد له ما يفعله (1) لا يقول لأحد .. لأنه فيما يبدوا كان الكهنة يعرفون من أصيب بهذا المرض وعائلاتهم وأمره بألا يقول ذلك حتى لا يكون فى المر خدعة وحتى لا يفتخر المريض بأنه علامة على شجاعته فى الذهاب ليسوع ورضى الرب عنه  (2) أن يرى نفسه للكاهن حتى لا يهيج عليه غضب الرؤساء ومقاومتهم. قبل أن يتمم رسالته وحتى يريهم أنه يطبق الشريعة وحتى يحكم الكاهن بشفائه من المرض حسب الشريعة أى إعلان الشفاء وطهارته من النجاسة من هذا المرض بفم الكاهن وليس بفم المريض حتى تكون شهادة رسمية شرعية بقوة السيد المسيح الإلهية بذلك وخوفاً من أن الكهنة لا يعطونه الشهادة بعد أن يبلغهم أن المسيح شفاه حسداً وبغضاً للمسيح نفسه.  وكانت طاعة هذا الأمر تلزمه أن يسافر نحو خمسين ميلاً أو يومين إلى أورشليم. كان المسيح يمنع أحياناً من إظهار معجزاته لئلا يُعاق عمله الروحي وفى معجزة شفاء الأبرص هذه فلم يُطع أمر المسيح (مر 1: 45) واما هو فخرج وابتدا ينادي كثيرا ويذيع الخبر حتى لم يعد يقدر ان يدخل "المسيح" مدينة ظاهرا بل كان خارجا في مواضع خالية وكانوا ياتون اليه من كل ناحية.  (3) ويقدم ذبائح التطهير فيرجع يعيش مع لشعب 

2) " بَلِ ٱذْهَبْ " ألحَّ عليه بذلك لئلا يسبقه خبر شفاؤه يمعجزة من المسيح إلى الكهنة فلا يعطونه شهادة الشفاء.
3) " أَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِن" ِ أي للكاهن في هيكل أورشليم وفقاً لشريعة موسى 
(لا 14: 3) ويخرج الكاهن الى خارج المحلة فان راى الكاهن واذا ضربة البرص قد برئت من الابرص  يامر الكاهن ان يؤخذ للمتطهر عصفوران حيان طاهران وخشب ارز وقرمز وزوفا. 5 ويامر الكاهن ان يذبح العصفور الواحد في اناء خزف على ماء حي.6 اما العصفور الحي فياخذه مع خشب الارز والقرمز والزوفا ويغمسها مع العصفور الحي في دم العصفور المذبوح على الماء الحي 7 وينضح على المتطهر من البرص سبع مرات فيطهره ثم يطلق العصفور الحي على وجه الصحراء. 8 فيغسل المتطهر ثيابه ويحلق كل شعره ويستحم بماء فيطهر.ثم يدخل المحلة لكن يقيم خارج خيمته سبعة ايام. 9 وفي اليوم السابع يحلق كل شعره.راسه ولحيته وحواجب عينيه وجميع شعره يحلق.ويغسل ثيابه ويرحض جسده بماء فيطهر. 10 ثم في اليوم الثامن ياخذ خروفين صحيحين ونعجة واحدة حولية صحيحة وثلاثة اعشار دقيق تقدمة ملتوتة بزيت ولج زيت. 11 فيوقف الكاهن المطهر الانسان المتطهر واياها امام الرب لدى باب خيمة الاجتماع. 12 ثم ياخذ الكاهن الخروف الواحد ويقربه ذبيحة اثم مع لج الزيت.يرددهما ترديدا امام الرب. .. أخ"  فيفحصه ويعلن طهارته طقسياً، ويصرح بطهارته شرعاً. وبهذه الواسطة حصل المسيح على تصديق الكاهن لمعجزته، وبيَّن احترامه للشريعة أنها من الله وأنها لا تزال شريعة يعمل بها ويتبعها
4) " شَهَادَةً لَهُ" كانت هذه الشهادة منهم ليعطوا الشهادة للأبرص، وتكون شهادة عليهم إذا لم يعترفوا بأن الذي فعل المعجزة بعد أن شهدوا بصحتها هو المسيح. كما كانت شهادة للشعب أن يسوع هو المسيح، وأنه لم يخالف شريعة موسى. فى هذه المعجزة بل تمم كل متعلقات الشريعة حولها
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فقد علمنا بذلك ان نهرب من المجد الباطل . فانه يأمرنا تارة باخفاء العجائب منعاًً من المجد الباطل . واخرى باظهارها لئلا ننكر النعمة . فقد امره ان يري نفسه للكاهن لئلا يقولوا عنه انه يريد ان يبطل ناموس الله ويغتصب درجة الكهنة . لانه بعد ان كان الابرص يتطهر لم يكن يحكم على تطهيره قبل ان يري نفسه للكهنة كانوا يمتحنوه اذا كان طاهر ام لا . وبعد ذلك يأمرونه بالاختلاط . لاجل ذلك ارسله الى الكهنة كما يقضي به الناموس . ثم لكي يتحققوا بانفسهم اعجوبة التطهير .

( الذي امر موسى ) اما ذكره لموسى هنا فلان اليهود قد تسلموا منه الوصايا . فلم يأخذوا من الله الا العشر الوصايا فقط . ثم امر الابرص ان يقرب قرباناًً لئلا يشكوه اليهود انه ينقض الناموس . اما قربان الابرص فكان عصفورين . والمسيح في هذه الثلاثين سنة حفظ الناموس بتمامه وبعدها فكان احياناًً يحفظه مخافة ان يلوموه على ذلك فيهجموا عليه قبل الآلام  واحياناًً لم يكن يحفظه لانه قد جاز زمان الاظلة . وقوله شهادة لهم اراد بذلك توبيخهم وتعنيفهم لانهم كانوا مزمعين ان يدعوه مضلاًً ومتجاوزا للناموس . فقال للابرص انت اشهد لي اذا قالوا عني اني تعديت على الناموس . فاني بعد ان شفيتك ارسلتك الى الناموس . وليشهد الكهنة انفسهم اني اعظم من موسى . قال ذلك لان موسى كان عندهم عظيماً وان إله تكلم معه . ولئن كان موسى قد طهر مريم من برصها بالصلاة والطلبة . فقد طهرت انا هذا الابرص بسلطاني لذلك ارسلته اليهم . قال القديس افرام ان الابرص ما مضى ليقرب القرابين كما قال له المسيح مفكراًً في ذاته ان الذي طهره لم يلزمه بتقديم القرابين فلماذا يقرب قرابين للكهنة الذين لم يطهروه . لاجل ذلك رأى ان ينادي في كل موضع ومكان شاكراًً نعم من شفاه وممجداًً اسمه . فالابرص وقائد المائة لم يصعدا معه الى الجبل لئلا يؤخروه عن التعليم .

تفسير انجيل متى - الاصحاح الثامن

إيمان قائد المئة (متى 8: 5- 13)

إيمان قائد المئة

تفسير (مت 8: 5) : ولما دخل يسوع كفرناحوم ، جاء اليه قائد مئة يطلب اليه 

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 معجزة شفاء عبد قائد المائة ذكرها الإنجيلى لوقا فى (لو 7: 1- 10)
1) "كَفْرَنَاحُوم " راجع تفسير (مت 4: 13) شرحا وافيا عن كفر ناحوم
2) " قَائِدُ مِئَة " كانت الأراضى المقدسة تحت حكم ألإستعمار الرومانى ، فكان بالمدن الكبيرة فِرَق من الجنود. وقائد المئة Centurion هو ضابط في الجيش الروماني، تحت إمرته مئة من الجنود (مئة عسكري). وكانت الكتيبة عادة تتكوَّن من نحو 600 جندي أي كان بها ستة من قادة المئات وكانت الفرقة تتكون من نحو 6,000 جندي أي من عشر كتائب. وكان في كل فرقة ستة أمراء يخضع لهم قادة المئات.
وكان لقائد المئة سلطة واسعة، إذ كان القائد المسئول عن حِفظ الأمن والنظام في المجتمع، وحفظ الضبط والربط بين جنوده المئة، وقيادتهم في الحرب، وإصدار القرارات حسب مقتضى الحال. وكثيرًا ما كان قائد المئة يرتقى من الصف لخبرته ودرايته بعمله، ولحسن تصرفاته في المواقف المختلفة. وكان يمكن أن يرتقى إلى وظائف أعلى فيصبح مثلا قائد المئة الأول في الكتيبة ثم في الفرقة.
وكان على قائد المئة العديد من الواجبات، فكان عليه الإشراف على تنفيذ العقوبات وبخاصة عقوبة الإعدام (مت 27: 54، مرقس 15: 39- 45، لو 23: 27)، كما كان مسئولًا عن كل جنوده، سواء كانوا من الرومانيين أو من المرتزقة (غير الرومانيين). وكان مركز قائد المئة مركزًا مرموقًا يحصل منه على دخل جيد. ويذكر في العهد الجديد ستة من قادة المئات.وهو وثنيٌ ولادةً وتربيةً.
وكان فيما يبدوا سمع عن يسوع ومعجزاته فآمن بأن يسوع له القدرة أن يشفى غلامه  وقال بعض لمفسرين إنه متهوِّد، ولكن ذلك يناقضه تعجب المسيح المذكور في عدد ١٠ من هذا الأصحاح.
3) " جَاءَ... يَطْلُبُ إِلَيْه" قيل في (لو 1: 7) إن قائد المائة لم يأتِ هو بنفسه بل أرسل يطلب إليه. ولا تناقض بذلك بين البشيرين، لأن خبر متّى مختصر، وإسناد المجيء فيه إلى القائد مجازي. ويعتقد أن قائد المائة كان يهتم بغلامه ومرضه وآلامه وكان يخاف أن يموت غلامه قبل مجئ يسوع إليه فكان يريد أن يشفى بسرعة فأرسل فى طلبه ولما تأخر أرسل ثم ذهب بنفسه للسيد المسيح يطلب منه . ومن المجاز المسلَّم به عند جميع الناس أن يُنسب الفعل إلى مسببه بغضّ النظر عن الفاعل كقولهم «بنى الأمير المدينة».

تفسير (مت 8: 6) :ويقول : “ يا سيد غلامي مطروح في البيت مفلوجاً متعذباًً جداً “.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) غُلاَمِي " الأرجح أن ذلك الغلام عبدٌ يخدمه . وهذا يُظهر حنان هذا القائد الرومانى ، فلم يكن الأسياد خاصة رؤساء الرومان فقد كانوا شديدوا القسوة ولا يهتمون بصحة عبيدهم وراحتهم.
2) "فِي ٱلْبَيْتِ " أي في بيت القائد.
3) "مَفْلُوجاً " الفالج (الشلل)
شَلَلٌ يصيبُ أَحد شِقَّي الجسم طولاً والشلل مرض عصبي ينتج عنه عدم قدرة تسلط الأعصاب على العضلات، وهو يصيب بعض الجسد أو كله.
4) "مُتَعَذِّباً جِدّاً " يتضح من ذلك أن الصبى كان كل جسده كان مفلوجاً حتى لم يستطع الحركة. والظاهر أن مرضه كان مما تنقبض به العضلات، وهو من أشد الأنواع إيلاماً. ولكثرة المعجزات التى فعلها يسوع فى شفاء من هذا المرض  نستنتج كثرته في تلك الأيام وكان إيمان قائد المائة بيسوع إهتمام القائد بعيده وتضرعه إلى المسيح من أجله سببا فى شفاء العبد . وعلى أصحاب الأعمال أن يصلّوا من أجل من يعملون عندهم.وكلمة "غُلاَمِي " تعنى ملكية وإنتسابا
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فتاه اي عبده وقد كان مخلعاًً . اما القائد فلم يات بعبده الى يسوع لايمانه بان كلمة منه تكفي لشفائه وليس كما ارتاى البعض من انه كان بسوء حال فلم يستطع ان ياتي به . مع ان القائد لم يكن يقرأ في الناموس والانبياء لكنه عرف قدرة يسوع من الاخبار عنه فقط .

تفسير (مت 8: 7) : فقال له يسوع : “ انا آتي واشفيه “ .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) «أشفيه» فى إنجيل لوقا أرسل قائد المائة اليهود من أصحابه إلى يسوع يترجوه لشفاء عبده (لو 7: 2) تردد يسوع فى البداية عن الذهاب إلى بيت قائد المائة لأنه غير يهودى كما فعل يسوع مع المرأة الكنعانية لأنه أتى إلى خاصته اليهود وهذا واضح من كلام شيوخ اليهود ليترجوا يسوع أن يشفى إبن قائد المائة من قولهم فى إنجيل لوقا : " أنه مسنتحق ان يفعل له هذا لأنه يحب امتنا وهو بنى لنا المجمع " وهذا يدل على أنه يوجد شفاعة من أشخاص يهود ترجوا يسوع ليفعل معجزة “ أجاب الرب طلبة ذلك القائد حالاً، مع أنه كان من أُمَّة وثنية. وقوله «أشفيه» يدل على أن له سلطان

تفسير (مت 8:8 ) : فاجاب قائد المئة وقال : “ يا سيد لست مستحقاًً ان تدخل تحت سقفي ، ولكن قل كلمة فقط فيبرأ غلامي .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "لَسْتُ مُسْتَحِقّاً " هذه العبارة قالها الإبن الضال بعد شعورة بالهوان والمذلة من التوهان فى عالم الخطية بعيدا عن أبوه (لو 15: 19 و 21) ولست مستحقا بعد ان ادعى لك ابنا. اجعلني كاحد اجراك. 20 فقام وجاء الى ابيه. واذ كان لم يزل بعيدا راه ابوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبله. 21 فقال له الابن: يا ابي اخطات الى السماء وقدامك ولست مستحقا بعد ان ادعى لك ابنا. " يدل عبارة قائد المائة أنه غير مستحق  على شعوره بخطيته وعدم تساويه باليهود وخاصة بالسيد المسيح ، واعتباره المسيح ذا وقارٍ وقداسة، ومع أنه من كان مواطنا رومانيا أعلى من الجنسيات الأخرى التى إستعمرتها جيوش الرومان بل أنه كان قائداً رومانياً، والرومان كانوا يحتقرون اليهود كالعبيد. كما كانت وظيفته العسكرية بالإضافة إلى ذلك من أسباب الافتخار والكبرياء.
وقائد المئة هذا لم يكن لطيفاً فقط، بل كان حكيماً يراعي خاطر اليهود من جهة تنجسهم من بيت روماني وعالما بعوائدهم ومراعيا لتقاليدهم ، ولو كان هؤلاء الحكام وهم المحكومين. وفي الوقت ذاته لا يريد أن يحرج موقف المسيح اليهودى أمام الشعب اليهودى فيلومه على ذهابه لبيت قائدا رومانيا فيعتبروه من الخونة وموالي للإستعمار وقد كان الفريسيين يختبرون يسوع فى مناقشاتهم معه حول موقفة من الجزية حتى يوقعوه إما ينحاز للرومان فيعادى اليهود أو ينحاز لليهود ويعادى الرومان فقال يسوع لهم أرونى دينارا "لمن هذه الصورة" وقال قولته المشهورة "أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله "

2) "تدخل تحت سقفي" ونعلم مما جاء في لوقا ٧: ٨ أن الرب كان منطلقاً إلى بيت القائد وقد قرب منه حين لقيه رُسل القائد حاملين الرسالة المذكورة.ويسوع بذاته اراد المجيء فمنعه اليهود قائلين نحن نمضي اليه ونأتي به . لكنه بعد ما مضى اليهود كقول لوقا مضى هو ايضاًً  كقول متى فقد اتفق الانجيليان حسب هذا الرأي اما انه قد بنى هيكلاً لليهود مع انه ليس منهم فذلك ممكن لداعي محبته لهم  واعتقد القائد عدم استحقاقه أن يدخل المسيح تحت سقفه، ولكن المسيح رضي أن يسكن قلبه، ويقبله أخيراً ساكناً أبدياً في بيت أبيه. ففي ذلك القائد إيمان عظيم، علاوة على زيادة تواضعه. ودليل إيمانه أنه نظر في ذلك الشخص الوضيع الحقير المنظر عظمة فائقة إلهية، واعتقد قدرته على شفاء المفلوج بكلمة واحدة من على بُعد. القائد جاء بذاته عند يسوع ولوقا يقول انه بواسطة محبيه ارسل .
2) "كَلِمَةً " أي أمراً بشفاء المرض.  وكان كل من كان يعيش فى الأرض المقدسة قفى ذلك الوقت يسمع عن معجزات يسوع التى كانت تتم بلمسة أو كلمة فكان يأمر حتى  الروح الشرير بالخروج ففكر قائد المائة أن يسوع له سلطان كما أنه له سلطان على جنوده وكما يأمر القائد جنوده، هكذا يمكن للسيد المسيح بكلمة آمره بسلطانه أن يفعل المعجزة بدون دخوله بيته لأنه وثنى فتنجس حسب عقيدة اليهود وهذا يدل على أنه كان يحب يسوع ولا يريد أن يضعه فى موقف يلام عليه من اليهود ومعجزات يسوع التى كانت تتم بكلمة منه كثيرة جدا ومنها (بو 5: 8 و 9) قال له يسوع:«قم. احمل سريرك وامش». 9 فحالا برئ الانسان وحمل سريره ومشى. وكان في ذلك اليوم سبت. (يو 11 : 43 و 44) ولما قال هذا صرخ بصوت عظيم:«لعازر، هلم خارجا!» 44 فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات باقمطة، ووجهه ملفوف بمنديل. فقال لهم يسوع:«حلوه ودعوه يذهب».
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليب

فقد برهن بكلامه عن مزيد تواضعه وكثرة ايمانه وذلك لما سمعه من كثرة العجائب الصائرة في كفرناحوم . ولم يقل اطلب وصلّ لكن ” قل كلمة لا غير ” لانه كان ينظر الى الله لا كمن ينظر الى انسان . وهكذا جرى فان يسوع قال كلمة واحدة فشفي الفتى . والله قال فكان وامر فخلق الكون . فاذا يسوع هو الله .

تفسير (مت 8: 9) :لأني انا ايضاً إنسان تحت سلطان ، ولي جند تحت يدي . اقول لهذا : اذهب ! فيذهب ، ولآخر : ائت فياتي ولعبدي : افعل هذا ! فيفعل “ . 

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) تَحْتَ سُلْطَانٍ أي أني لست ملكاً ولا رئيس جيش، بل في رتبة صغيرة بالنسبة إلى سائر الرؤساء العسكريين، ومع هذا فلستُ محتاجاً أن أجيء بنفسي لتنفيذ أوامري، فآمر الجنود أو عبيد البيت فيتممون مطالبي، فتتم فعلاً. فكم بالحري أنت يا صاحب السلطان المطلق! إنك لا تحتاج إلا أن تقول كلمة فتطيعك الأمراض! ويعلمنا التاريخ أن الحكم الروماني العسكري كان صارماً جداً، فكان أقصر الأوامر يُطاع فوراً وبدون مناقشة.

2) "سلطان" يفسر بعض المفسرين على أن قائد المائة يتكلم عن تنفيذ الأوامر بسلطان فيقولون ربما يكون قائد ألف وينفذ أوامره. وهو له جند أيضاً ينفذون أوامره. وهو هنا يتصور أن المسيح خاضع لسلطان الله وله سلطان على الأمراض وخلافه. وبهذا التصور لم يخطر على بال هذا القائد أن المسيح هو الله نفسه  أن هذا السلطان فوق مستوى التفكير البشرى ولكن على الأرجح وأن قائد المائة عرف فقط ان المسيح يملك سلطانا (من من ولماذا كلها أسئلة تأتى من المعرفة) وهذا ما يهمه لأنه أممى لا يعرف من هو اله اليهود وفى اللغة العربية كما فى سائر اللغات تعنى كلمة السُّلْطَانُ : "قوّة ونفوذ وسيطرة" لم يخفى يسوع قوته وقدرته وسلطانه فقال:  «دفع الي كل سلطان في السماء وعلى الارض" (مت 28: 18) وهذا هو السلطان الذى كان يعنيه  قائد  المأئة الذى قال (مت 8: 9) لاني انا ايضا انسان تحت سلطان. لي جند تحت يدي. اقول لهذا: اذهب فيذهب ولاخر: ايت فياتي ولعبدي: افعل هذا فيفعل». كان قائد المائة يؤمن بأن يسوع صاحب قوة يأمر فيطاع وأن يسوع بملك سلطانا سمع عنه من اليهود الذين عندما يرون قوة يسوع فى عمل المعجزات كانوا " يتعجبوا ويمجدوا الله الذي اعطى الناس سلطانا مثل هذا." (مت 9: 8) وكانن تعليمه يصاحبه سلطان وليس مجرد كلمات فارغة " وكان سلطان / قوة وقدرة الرب يسوع  متنوعة ظهرت فى (1) مغفرة الخطايا : (مت 9: 6)ولكن لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا» - حينئذ قال للمفلوج: «قم احمل فراشك واذهب الى بيتك! ( مر 2: 10) ولكن لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا» (2) وكان يملك سلطان على الأرواح النجسة (مر 1: 27) فتحيروا كلهم حتى سال بعضهم بعضا قائلين: «ما هذا؟ ما هو هذا التعليم الجديد؟ لانه بسلطان يامر حتى الارواح النجسة فتطيعه!» (3) وقد أعطى سلطان فعل المعجزات وإخراج الشياطين لتلاميذة (مت 10: 1) ثم دعا تلاميذه الاثني عشر واعطاهم سلطانا على ارواح نجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرض وكل ضعف." (مر 6: 7) (مر 3: 15) ويكون لهم سلطان على شفاء الامراض واخراج الشياطين."

.. وكان يسوع يعلم الشعب فى الهيكل (مر 1: 22) فبهتوا من تعليمه لانه كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة." (مر 11: 28)  (مت 21: 23) ولما جاء الى الهيكل تقدم اليه رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب وهو يعلم قائلين: «باي سلطان تفعل هذا ومن اعطاك هذا السلطان؟»  (مت 21: 24) فاجاب يسوع: «وانا ايضا اسالكم كلمة واحدة فان قلتم لي عنها اقول لكم انا ايضا باي سلطان افعل هذا:" ه( مر 11: 29) فاجاب يسوع وقال لهم:«وانا ايضا اسالكم كلمة واحدة. اجيبوني، فاقول لكم باي سلطان افعل هذا " وسألهم يسوع هل معمودية يوحنا كانت من السماء أم الناس " (مر 11:  33)33اجابوا وقالوا ليسوع:«لا نعلم». فاجاب يسوع وقال لهم:«ولا انا اقول لكم باي سلطان افعل هذا». كان سؤال يسوع يظهر عدم أمانتهم ويبين نفاقهم لأنهم لو قالوا من السماء فالسماء شهدت ليسوع يالظهور الإلهى كما أن الناس شهدوا ليسوع  وشهد أيضا يوحنا المعمدان قال عن يسوع أنه حمل الله (يو 1: 15)  يوحنا شهد له ونادى قائلا: «هذا هو الذي قلت عنه: إن الذي يأتي بعدي صار قدامي، لأنه كان قبلي».فالسماء والأرض والناس ويوحنا شهدوا للمسيح أما الكتبة والكهنة قالوا لا تعلم

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فالقائد نظر بعقله الى قوات السماء المأمورين من المسيح مثلما هو يأمر الاجناد لذلك قال ” أنا رجل تحت سلطان ” وانت إله فان امرت بان الموت لا يقترب من فتاي فانه لا يقترب . ثلاث صفات ظهرت في رد جواب القائد فقوله ” لست مستحقا ان تدخل تحت سقفي ” دليل عللى تواضعه وقوله ” قل كلمة لا غير ” دليل على امانته . وقوله ” انا رجل تحت سلطان ” دليل على حكمته . لاجل هذا مدحه المسيح ومنح فتاه الشفاء والملكوت . 

تفسير (مت 8: 10) :فلما سمع يسوع تعجب ، وقال للذين يتبعون : “ الحق اقول لكم : لم اجد ولا في اسرائيل ايماناً بمقدار هذا !

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) تَعَجَّبَ" فبالنظر إلى لاهوته لا يظهر له شيءٌ أنه جديد أو غريب. تعجُّب المسيح جزءٌ من سر التجسد الذي أشار إليه بولس الرسول بقوله «وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ» (١تيموثاوس ٣: ١٦). أما بالنظر إلى ناسوته فقد كان إنساناً تاماً يشعر ويتكلم ويفعل كغيره من الناس سوى أنه لا يخطئ. وكانت تلك الحادثة من الغرائب وهي أن يرى أميٌ من الوثنيين ما لم يرَهُ الكتبة والفريسيون من أُمة المسيح.وهو يظهر تعجبه لمن يتبعونه كأنه يعطيهم مثلا حيا أن هذا القائد ونى ولكن إيمانه يفوق إيمان اليهود الذى جاء يسوع أولا من أجلهم
2) "لِلَّذِينَ يَتْبَعُونه " أي ليس لتلاميذه فقط بل لكل من يتبعه ، بل لرسل القائد وللجمع المحيط به.
3) "إِيمَاناً بِمِقْدَارِ هٰذَا" كان ‘يمان الرجل فى يثقته التامة التى لا يشوبها أدنى شك بيسوع وإيمان بقدرة المسيح على شفاء المرضى، ويحتمل أنه آمن بأن المسيح يقدر أن يخلِّص النفس أيضاً فمن له القدرة الإعجازية على الشفاء بكلمة منه فإنه لا بد وأن يكون إلها  فالغريب أن إيمانه كان متفرِّداً، فلم يُظهر أحد من تلاميذه إيماناً كإيمانه بقدرته على الشفاء بكلمة ولو من على بُعد. ولا آمن أحدٌ من الأمة اليهودية التي تعرف النبوات التي تعلن صفات المسيح وأعماله ومعجزاته. فإذا قارنت إيمان مريم ومرثا (يو 11: 21- 32) فقالت مرثا ليسوع:«يا سيد، لو كنت ههنا لم يمت اخي! 22 لكني الان ايضا اعلم ان كل ما تطلب من الله يعطيك الله اياه». 23 قال لها يسوع:«سيقوم اخوك». 24 قالت له مرثا:«انا اعلم انه سيقوم في القيامة، في اليوم الاخير». 25 قال لها يسوع:«انا هو القيامة والحياة. من امن بي ولو مات فسيحيا، 26 وكل من كان حيا وامن بي فلن يموت الى الابد. اتؤمنين بهذا؟» 27 قالت له:«نعم يا سيد. انا قد امنت انك انت المسيح ابن الله، الاتي الى العالم».28 ولما قالت هذا مضت ودعت مريم اختها سرا، قائلة:«المعلم قد حضر، وهو يدعوك».  اما تلك فلما سمعت قامت سريعا وجاءت اليه.  ولم يكن يسوع قد جاء الى القرية، بل كان في المكان الذي لاقته فيه مرثا." وإيمان المرأة الناذفة الدم بشفائها بمجرد لمس هدب ثوبه (مت 9: 21) لانها قالت في نفسها: «ان مسست ثوبه فقط شفيت».بإيمان ذلك القائد تبين لك صحة ما ذُكِر  ومقارنة المسيح إيمان ذلك القائد بإيمان إسرائيل دليل على أنه لم يكن متهوداً أو دخيلاً تبع الدين اليهودي. وشهادة الشيوخ الواردة في لوقا ٦: ٥ لا تدل إلا على أنه كان راضياً عن اليهود مستحسناً دينهم محبا لأمتهم
4) "فِي إِسْرَائِيل " هو اسم يعقوب (تكوين ٣٢: ٢٨، ٢٩) وهو اسم الاثني عشر سبطاً إلى أيام يربعام، ثم صار اسماً لعشرة أسباط منهم إلى وقت سبي بابل، ثم أُطلق على الأمة كلها.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ان العجب هو الاستغراب من امر جديد لم يسمع به وهذا بعيد عن السيد المسيح لانه عارف

ما في الانسان . فاذا قوله تعجب قيلت على حسب ظن اولئك الحاضرين . وقوله ” اسرائيل ” اي البعض من الذين في الجليل . فلم يجد المسيح في احد منهم مثل هذا الايمان . فمدحه المسيح لانه كان من الشعوب وآمن به انه إله . والابرص كان من بني اسرائيل فاستحق الشفاء فقط

تفسير (مت 8: 11) : واقول لكم : ان كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع ابرهيم واسحق ويعقوب في ملكوت السموات ،

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 إستغل المسيح قوة إيمان قائد المائة به فى التنبؤ بدخول الأمم الملكوت أنه كما فاق الأمميُّ اليهودَ معرفةً وإيماناً بالمسيح، هكذا ستفعل جموع كثيرة من الأمم. وهذا أول أشارة للمسيح إلى دخول الأمم في ملكوته الجديد. وهناك نبؤات أخرى فى العهد القديم منها تشير إلى إيمان الأمم (تك  12: 3)  وابارك مباركيك، ولاعنك العنه. وتتبارك فيك جميع قبائل الارض».وأن فى أورشليم ستجتمع الشعوب (أش 2: 2و 3) ويكون في اخر الايام ان جبل بيت الرب يكون ثابتا في راس الجبال ويرتفع فوق التلال وتجري اليه كل الامم. 3 وتسير شعوب كثيرة ويقولون هلم نصعد الى جبل الرب الى بيت اله يعقوب فيعلمنا من طرقه ونسلك في سبله لانه من صهيون تخرج الشريعة ومن اورشليم كلمة الرب. " وفى المسيح رجاء الأمم (أش 11: 10) ويكون في ذلك اليوم ان اصل يسى القائم راية للشعوب اياه تطلب الامم ويكون محله مجدا  " وفتح الرب بعد قيامته باب الإيمان به للأمم (أع 11: 18)  فلما سمعوا ذلك سكتوا، وكانوا يمجدون الله قائلين:«اذا اعطى الله الامم ايضا التوبة للحياة!» (أع 14: 27) ولما حضرا وجمعا الكنيسة، اخبرا بكل ما صنع الله معهما، وانه فتح للامم باب الايمان.  (لو 13: 29) وياتون من المشارق ومن المغارب ومن الشمال والجنوب ويتكئون في ملكوت الله. " وإنسكبت موهبة الروح القدس عليهم  كما أهل الختان من اليهود (أع 10: 45)  فاندهش المؤمنون الذين من اهل الختان، كل من جاء مع بطرس، لان موهبة الروح القدس قد انسكبت على الامم ايضا. " وعندما أصبح  " الامم شركاء في الميراث والجسد ونوال موعده في المسيح بالانجيل " (أف: 3: 6) "اما الامم فمجدوا الله من اجل الرحمة، كما هو مكتوب:«من اجل ذلك ساحمدك في الامم وارتل لاسمك» 10 ويقول ايضا:«تهللوا ايها الامم مع شعبه»  وايضا:«سبحوا الرب يا جميع الامم، وامدحوه يا جميع الشعوب» وايضا يقول اشعياء:«سيكون اصل يسى والقائم ليسود على الامم، عليه سيكون رجاء الامم».  (رو 15: 9- 12)

1) "مِنَ ٱلْمَشَارِقِ وَٱلْمَغَارِب"  أي من كل الجهات حتى من أقاصي الأرض. وفي ذلك وعدٌ ووعيد. الوعد للبعيدين من الأمم عن المسيح، والوعيد لليهود للذين عندهم ما يمكن أن يجعلهم أقرب إليه ولم يؤمنوا به
2)  "وَيَتَّكِئُونَ " المعنى الحرفى يسند ظهره يستريح وهو مأخوذ من عادة الولائم في تلك الأيام. فالمسيح يشبِّه خيرات ملكوته بوليمة (لو 4: 16) وأن الأممين لهم إبراهيم أيضا أبا لأن إبراهيم كان من بين الأمم وإختاره الرب ليكون أبا لفئة معينة وهم شعب العبرانيين ويشير أيضاً إلى الدخول في العائلة. والاشتراك مع الشرفاء من خاصة الشعب اليهودى في الوليمة يتضمن الشرف والسعادة.
3) "إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ" هم رؤساء الآباء الثلاثة، وكان الرب قد خصص هؤلاء الثلاثة فى كل الأرض بعبادته وقال عبارة"إله إبراهيم ويعقوب وإسحق" (أع 3: 13) التى تكررت كثيرا  وقد صوَّرهم المسيح أنهم يرأسون كلَّ العائلة العظيمة المتسلسلة منهم فضم الأمم إليهم فى عائلة واحدة  وظلت تلك العائلة قروناً كثيرة الشعب المختار والكنيسة المنظورة. وكان الدخول إليها يتضمن الحقوق السياسية والشعبية، والحقوق الدينية الروحية. وابتدأ امتداد تلك السعادة للأمم على الأرض منذ مجيء المسيح وسينتهي في السماء.
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي ان الامم التي كانت بعيدة صارت قريبة وشريكة مع ابرهيم واسحق ويعقوب في الملكوت .

تفسير (مت 8: 12) : واما بنو الملكوت فيطرحون الى الظلمة الخارجية . هناك يكون البكاء وصرير الاسنان “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 1) "بَنُو ٱلْمَلَكُوتِ" هم نسل إبراهيم (أب الآباء) الذين اختارهم الله (أطلق عليهم الشعب المختار) أولاداً بالتبني،أصبحوا أولاد قبيلتين سبطين أهمهم يهوذا (يطلق عليهم إسم الشعب اليهودى) فحسبوا نفوسهم مُقربي الله وورثة ملكوته، واحتقروا الأمم لأنهم بلا موعد مع الرب  خارجون عن ذلك الملكوت. (لو 13: 28) فيقول: اقول لكم لا اعرفكم من اين انتم! تباعدوا عني يا جميع فاعلي الظلم. هناك يكون البكاء وصرير الاسنان متى رايتم ابراهيم واسحاق ويعقوب وجميع الانبياء في ملكوت الله وانتم مطروحون خارجا. وياتون من المشارق ومن المغارب ومن الشمال والجنوب ويتكئون في ملكوت الله. 30 وهوذا اخرون يكونون اولين واولون يكونون اخرين».
2) "الملكوت ". فملكوت الله ملكوت النور والفرح حيث تستريح الروح الإنسلنية (النفخة ) فى روح الرب المعطى (مصدر النفخة) ، (تك 2: 7) وجبل الرب الاله ادم ترابا من الارض، ونفخ في انفه نسمة حياة. فصار ادم نفسا حية. " والطرد منه يعني البعد عن الله وعن معاشرة الأتقياء أصحاب الروح الننقية التى حافظت على تنفيذ وصايا الرب ، وهو أشد العقاب. والذين يُطردون من السماء يُطردون من النور والسعادة والشركة بسبب عدم إيمانهم، ويُطرحون إلى ظلمة جهنم وعارها وحزنها وعذابها.  وشبه الملكوت بالعرس ومن يحضر العرس عليه أن يلبس ملابس العرس / الفرح (مت 22: 13) فقال له: يا صاحب كيف دخلت الى هنا وليس عليك لباس العرس؟ فسكت. حينئذ قال الملك للخدام: اربطوا رجليه ويديه وخذوه واطرحوه في الظلمة الخارجية. هناك يكون البكاء وصرير الاسنان.

3) "فَيُطْرَحُونَ إِلَى ٱلظُّلْمَةِ" ( 2بط 2: 17) هؤلاء هم ابار بلا ماء، غيوم يسوقها النوء. الذين قد حفظ لهم قتام الظلام الى الابد. " أشار هنا إلى بيت منير ليلاً فيه وليمة، طُرِد منه البعض إلى الخارج حيث الظلام والبكاء على الخيبة.فكرة الملكوت كوليمة فى التقليد اليهودى من أقوال الأنبياء كما في (إش25 : 6). وفي كل سبت وليمة ضخمة لتكريم اليهود، يقدم فيها لحوم من كل أنواع الحيوانات مثل لوياثان وبهيموث المذكورين في سفر أيوب وطيور ضخمة وأوز ضخم مخصص لعيد يوم السبت العظيم. أما الخمر التي ستقدم لهم فهي معتقة من بدء الخليقة. وفى الفكر اليهودى لا مكان للأمم في هذا اليوم مع اليهود. وأعلن المسيح هنا أن الأمم سيشتركوا مع اليهود في هذا اليوم .. ورفض الرب بنو الملكوت (رو 2: 25- 29)  فان الختان ينفع ان عملت بالناموس. ولكن ان كنت متعديا الناموس، فقد صار ختانك غرلة! اذا ان كان الاغرل يحفظ احكام الناموس، افما تحسب غرلته ختانا؟  وتكون الغرلة التي من الطبيعة، وهي تكمل الناموس، تدينك انت الذي في الكتاب والختان تتعدى الناموس؟  لان اليهودي في الظاهر ليس هو يهوديا، ولا الختان الذي في الظاهر في اللحم ختانا، بل اليهودي في الخفاء هو اليهودي، وختان القلب بالروح لا بالكتاب هو الختان، الذي مدحه ليس من الناس بل من الله.

4) "يطرحون"  لأنهم رفضوا الإيمان بأن يسوع هو المسيا / المسيح (مت 21: 43) قال لهم يسوع: «اما قراتم قط في الكتب: الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار راس الزاوية. من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في اعيننا؟  لذلك اقول لكم: ان ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لامة تعمل اثماره

(مت 13: 42) يرسل ابن الانسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الاثم 42 ويطرحونهم في اتون النار. هناك يكون البكاء وصرير الاسنان. 43 حينئذ يضيء الابرار كالشمس في ملكوت ابيهم. من له اذنان للسمع فليسمع».

5) " ٱلْبُكَاءُ وَصَرِيرُ ٱلأَسْنَان "  قال اليهود أنه في يوم المسيا سيخرج المسيا اليهود الخطاة الذين كانوا هناك وهذا بركة الختان، فهم مختونين. وقال اليهود عن الأمم أنهم بنو جهنم حيث البكاء وصرير الأسنان. البكاء  كناية عن الحزن والندم والأسف لما آل إليهم حالهم  صرير الأسنان دليل الغضب (مز112 : 10) والغضب واليأس. وتكررت هذه العبارة فى (مت 24: 51) فيقطعه ويجعل نصيبه مع المرائين. هناك يكون البكاء وصرير الاسنان». و (مت 25: 30) والعبد البطال اطرحوه الى الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء وصرير الاسنان.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي بنو اسرائيل الذين كانوا اولاد البيت فابتعدوا منه لعدم ايمانهم به . وبقوله في الظلمة البرانية اعلم بوجود ظلمة داخلية ايضاًً . وعرف ان العذاب الاوفر هو في الظلمة الخارجية . وصريف الاسنان هو اصعب من البكاء . وكما ان في الملكوت منازل كثيرة . هكذا في جهنم عذابات كثيرة مختلفة . وكل واحد يتعذب على نسبة ما ارتكبه من الشرور كثيرة كانت او قليلة .

تفسير (مت 8: 13) : ثم قال يسوع لقائد المئة : “ اذهب وكمـا آمنت ليكن لك “ . فبرأ غلامه في تلك الساعة .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) وَكَمَا آمَنْتَ لِيَكُنْ لَكَ  " أشار إلى قوة إيمانه ولكنه لم يقصد أن إيمانه استحق ذلك الثواب، بل أن هذه المعجزة وُهبت له بالنسبة إلى إيمانه. فإيمان قائد المئة  بسلطان المسيح كان سبباً في شفاء عبده وحياته. و فى إيمان قائد المائة وثقته با، الرب يسوع سيفى عبده وضع يسوع أساسا لكل من يصلي لأجل غيره كشعب واحد فى كنيسة واحده كأخوة خرجنا من رحم المعمودية ألإيمان ليس مجرد التصديق بأن الميسيح يملك السلطان لفعل معجزات لآخرين بل بالثقة بأن المسيح قادر أن يفعل معى المعجزات بالالتجاء إليه بالتواضع.
2) " فَبَرَأَ "
قوله في تلك الساعة . اي في لحظة عين كالابرص الذي طهر  في الحال. لم يصل المسيح إلى البيت، ولم يرَ المريض. لكنه شفاه بكلمة من على بُعد، فأظهر بذلك شفقته وقوته. واليوم مع أن المسيح غائب بالجسد  ولكن كلمته ذات سلطان حية وفعالة وعاملة ، ولا يزال يشفي أمراض الجسد والنفس إجابة لصلواتنا وإتسعت رعايته لنا بعد سفك دمه على الصليب يشفى الجسد المريض بالمعجزات ويغفر الخطايا

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اشار بذلك الى كثرة ايمانه . فكان يتطلب الايمان من جميع الذين كانوا يبرأون . وقوله في تلك الساعة . اي في لحظة عين كالابرص الذي طهر للحال هكذا قائد المئة . فالقديس متى يقول ان القائد جاء بذاته عند يسوع ولوقا يقول انه بواسطة محبيه ارسل . ونحن نقول ان هو بذاته اراد المجيء فمنعه اليهود قائلين نحن نمضي اليه ونأتي به . لكنه بعد ما مضى اليهود كقول لوقا مضى هو ايضاًً  كقول متى فقد اتفق الانجيليان حسب هذا الرأي اما انه قد بنى هيكلاً لليهود مع انه ليس منهم فذلك ممكن لداعي محبته لهم .

تفسير انجيل متى - الاصحاح الثامن

شفاء حماة بطرس (متى 8: 14- 17)

شفاء حماة بطرس

تفسير (متى 8: 14) ولما جاء يسوع الى بيت بطرس ، رأى حماته مطروحة ومحمومة ،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

كرر البشيرين مرقس ولوقا معجزة شفاء حماة بطرس فى (مر 1: 29- 31) ولما خرجوا من المجمع جاءوا للوقت الى بيت سمعان واندراوس مع يعقوب ويوحنا 30 وكانت حماة سمعان مضطجعة محمومة فللوقت اخبروه عنها. 31 فتقدم واقامها ماسكا بيدها فتركتها الحمى حالا وصارت تخدمهم. " ز (لو 4: 38 و 39) ولما قام من المجمع دخل بيت سمعان. وكانت حماة سمعان قد اخذتها حمى شديدة. فسالوه من اجلها. 39 فوقف فوقها وانتهر الحمى فتركتها! وفي الحال قامت وصارت تخدمهم

لم يفعل هذه المعجزة أمام الجمع كالمعجزتين السابقتين. وزاد مرقس ولوقا على قول متّى أن المسيح فعل تلك المعجزة في يوم السبت، وأنه دخل قبلاً المجمع وعلَّم، وأخرج الروح النجس من مجنون.هذه هي المعجزة الثالثة التي ذكرها البشير متّى. وهي تدل على أن قوة المسيح على الأمراض المعتادة كالحمى كقوته على الأمراض العظيمة كالبرص والفالج.
1) " بَيْتِ بُطْرُسَ " ترك يسوع الناصرة وسكت قرية كفرناحوم على بحر طبرية / الجليل ودعيت كفر ناحوم مدينة يسوع في الجليل (مرقس ١: ٢٩). وكان تلميذ يسوع بطرس متزوجا وكانت حماته فى البيت ويعتقد أن بيته فى كفر ناحوم هو بيت حماته ولكن بطرس وُلد في بيت صيدا (يوحنا ١: ٤٥).
2) " حَمَاتَهُ " كان بطرس متزوجاً. ومن قول بولس لرسول
(1 كو 9: 5)   العلنا ليس لنا سلطان ان نجول باخت زوجة كباقي الرسل واخوة الرب وصفا؟  نيتضح أن زوجته كانت تحيا معه. ولم يمنع زواجه في اختيار السيد المسيح تلميذا وكان من الحلقة الضيقة حول يسوع هم بطرس ويوحنا ويعقوب.(عب 13: 4) "ليكن الزواج مكرما عند كل واحد، والمضجع غير نجس. واما العاهرون والزناة فسيدينهم الله. "
3) "مَحْمُومَةً " قال لوقا «أخذتها حمى شديدة».الحمى زيادة في درجة حرارة الجسم وتصير مصدرًا للقلق إذا وصلت درجة الحرارة إلى 39.4 درجة مئوية (103 درجة فهرنهايت) أو أكثر. وغالبًا ما تحدث بسبب الإصابة بمرض. وتدل الإصابة بالحمى على أن شيئًا غير طبيعي يحدث في الجسم  الأعراض : التعرق - القشعريرة والارتعاش - الصداع - آلام في العضلات - فقدان الشهية - التهيج - الجفاف - الضعف العام

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

أي كأنه يريد ان يأكل فجاء الى بيت بطرس . اذ كان يتردد خاصة عند التلاميذ كما قد مضى الى بيت متى اكراماًً  لتلاميذه لكي يعلمهم سذاجة النفس والتواضع . وعلمنا نحن ان ندوس الكبرياء . وقال مرقس انه مضى الى بيت سمعان واندراوس . وهذا مما يدلنا على انهما كانا ساكنين في بيت واحد . وقوله ” فراى حماته ” اي ان سمعان لم يأخذ حماته الى المسيح ليشفيها لانه كان قد تعلم عدم الاعتناء بنفسه . فمن قوله ” حماته ” يتضح انه كان متزوجاًً . لكن منذ التبشير لم يعد يتزوج . وكذلك باقي الرسل لم يعودوا يتزوجون بعد البشارة .

تفسير (متى 8: 15)  فلمس يدها فتركتها الحمى ، فقامت وخدمتهم .

انيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "لَمَسَ يَدَهَا " فعل ذلك بخلاف ما فعله في شفاه عبد القائد بسطان كلمته  فأظهر أن قوته ليست محدودة بالأحوال أو الأساليب. على أن المسيح كان يستخدم الحواس في عمل المعجزات ليدل على أن الشفاء متوقف على قوته ومشيئته الحواس وقوة كلمته بينما لمس المريضة لمس نعش ميت فى معجزة إقامة إبن أرملة نايين  وبينما لمس هو المريض والنعش فحدثت المعجزة تم العكس فقد لمست نازفة الدم يسوع فشفيت
2) " فَقَامَتْ وَخَدَمَتْهُمْ " لم يشفها فقط ويتركها ضعيفة من تأثير المرض، بل ردَّ إليها قوتها الجسدية التي كانت قبل مرضها. المفروض طبيا أن تكون هناك فترة نقاهة للمريض بعد شفائه ولكن إستردت حماه بطرس صحتها وعافيتها فى الوقت الذى لمسها فيه يسوع إن أهم الطرق وأفضلها هو أن نخدم يسوع بصحتنا  سواء أحدثت لنا نممعجزة بعد مرض أم لا يجب أن نهتم بخدمة المسيح. إنه على كل من يعطيهم الرب نعمة أو بركة أو ثروة أو أن  يشفيهم المسيح أن يخدموه.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي برئت حالما دنا منها . وفي حال ذهاب المرض جاء الشفاء بلا واسطة وهذا لا يتيسر فعله للاطباء .

تفسير (متى 8: 16) ولما صار المساء قدموا اليه مجانين كثيرين ، فأخرج الارواح بكلمة ، وجميع المرضى شفاهم .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

ينبغى لنا أن نبدأ تفسير هذه الآية بالأية التى وردت فى سفر الأعمال التى تقول (أع 10 : 38)  يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة، الذي جال يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم ابليس، لان الله كان معه.
1) "المساء "ترك يسوع الناصرة وسكن فى كفر ناحوم  وكان يعظ فى مجمع كفرناحوم وانتشر خبر مجيء المسيح إلى كفرناحوم وتناقل الشعب ما أجراه من معجزات وشقفاء أمراض وإخراج شياطين  ، فجاء كثيرون إليه مساءً. ولعلهم أتوا بالمرضى حينئذٍ لانخفاض الحر، أو لأنهم رأوا أن المجيء بعد الغروب أوفق لأن ذلك كان يوم السبت (مرقس ١: ٢١، ٢٩). ويظهر مما قيل في هذه الآية أن المسيح عمل معجزات كثيرة لم تُذكر بالتفصيل. والسؤال : هل كسر هؤلاء المرضى وأقاربهم وأصحابهم خفظ يوم السبت " 
( لو 4: 41)  وعند غروب الشمس جميع الذين كان عندهم سقماء بامراض مختلفة قدموهم اليه فوضع يديه على كل واحد منهم وشفاهم. 41 وكانت شياطين ايضا تخرج من كثيرين وهي تصرخ وتقول: «انت المسيح ابن الله!» فانتهرهم ولم يدعهم يتكلمون لانهم عرفوه انه المسيح.
2) " مَجَانِين" هم الذين تسلطت عليهم الشياطين، فضربوهم بأمراض جسدية أو عقلية أو بكليهما، فطرد يسوع من الأرواح النجسة من سكناهن أجساد البشر لقد أمر المسيح فخرجت الأرواح ، فشُفي المجانين عقلاً وجسداً. وعتق العبيد الذين إستعبدتهم قوى الشر فصاروا أحرارا
3) " وَجَمِيعَ ٱلْمَرْضَى شَفَاهُم"  يظهر من (مر 1: 32 وما بعدها )
 ولما صار المساء اذ غربت الشمس قدموا اليه جميع السقماء والمجانين. 33 وكانت المدينة كلها مجتمعة على الباب. 34 فشفى كثيرين كانوا مرضى بامراض مختلفة واخرج شياطين كثيرة ولم يدع الشياطين يتكلمون لانهم عرفوه. " أن المدينة كلها تحركت يومئذٍ، وأنه لم يبقَ في المدينة سقيم. وذلك رمزٌ عما استعد المسيح أن يعمله لنفوس الناس من فيض نعمته.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي ان الناس اخذت تتهافت لمشاهدة العجائب وما فكروا ان الوقت قد فات . ففي المساء  كانوا يقدمون مرضاهم قائلين انه قادر ان يشفي الوفاًً وربوات من المجانين بمجرد اشارة منه  وبقوله ” كثيرين ” يشير الى عظم عددهم ما هو مكتوب في الانجيل . ولكيلا يستصعبوا عمل العجائب في لحظة واحدة اتاهم بشهادة من النبي اشعيا قائلاًً

 تفسير (متى 8: 17) لكي يتم ما قيل باشعيا النبي القائل : “ هو اخذ اسقامنا وحمل امراضنا “.

 

انيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

هذه الآية مقتبسة من سفر أشعيا الذى عاش في ارض يهوذا ما بين عامي 750-695 ق.م . وسفر اشعياء مع أنه فمن أسفار العهد القديم إلا أنه يطلق عليه " إنجيل العهد القديم"، لأنه يحتوي على أكبر عدد من النبوات عن حياة وأعمال  وأوضح مثال (أش 53) ومعانته أثناء الصليب كما لو كان موجوداً وقت الصلب ويشاهد أحداثها   ويصف لنا الموت الكفاري ونتائجه ..وينبغى لنا أن نقرأ هذا الإصحاح بالكامل لأنه يتكلم عن تضحية يسوع على الصليب حامل أسقامنا وأوجاعنا وغافر خطايانا وذنوبنا

هذه ألاية مقتبسة من سفر أشعيا (أش 53: 4)  " لكن احزاننا حملها واوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا. "  وقد استخدم النبي في هذه الآية كلمتين عبريتين مختلفتين، أولهما هي "تشلى" (المترجمة في العربية : أحزان) وهي تعني "أمراض" وفي أجزاء كثيرة من العهد القديم كلما كانت الإشارة للمرض كانت الكلمة المستخدمة هي "تشلى"، كما ورد فى (تث 7: 15) (تث 28: 61) (1مل 17: 17) (أى 12: 16) (2 أى 12: 15)

  والكلمة الأخرى هي "ماكوب" (المترجمة في العربية: أوجاع)، وهي تعني "الوجع الناشئ عن المرض"، وهي نفس الكلمة المستخدمة في(أى 14: 22) (أى 19: 33)

وقد إستخدم اشعيا فى ألاية كلمتين هما  "حمل .... وتحمل " أى حمل الأحزان وتحمل أوجاعها أى حمل أمراضنا  وتحمل الوجع الناشئ من المرض وفى فكر اليهودى المرض نتيجة من نتائج الخطية (راجع معجزة المولود أعمى) أى حمل مرض الجسد وكذلك الخطية وتحمل وزرهاقصد متى أن يقتبس هذه ألآية بعد ألآية فقال: "ولما صار المساء قدموا إليه مجانين كثيرين فأخرج الأرواح بكلمة وجميع المرضى شفاهم، لكي يتم ما قيل بأشعياء النبي القائل هو أخذ أسقامنا وحمل أمراضنا " (مت 8: 16)  ..  وهذا هو الفهم للمعنى الأصلي للكلمات العبرية الذى قصده متى فى إقتباسه هذه ألاية من أشعياء النيى  إن اهتمام الرب يسوع بالجنس البشري لم يتغيّر، إنه يريدنا أصحاء جسدا وروحا .: "أيها الحبيب في كل شيء أروم أن تكون ناجحأً وصحيحاً كما أن نفسك ناجحة" ( 3يو 2).

1) " لِكَيْ يَتِمَّ " قصد البشير متّى من إقتباسه من سفر أشعيا أن يبرهن لليهود أن يسوع هو المسيح، فقال إن أعمال المسيح في شفاء المرضى كانت تحقيقاً للنبوات القديمة المتعلقة بأفعال المسيح. وهنا ذكر المعجزة السادسة.
2) "أَسْقَامَنَا " تعنى كلمة أسقام باللغة العربية "تتابعت علينا الأمراض واسقمة المرض يعنى أرهقه المرض وأقلقه" ولا فرق فى الكتاب المقدس بين المرض الجسدى والروحى لأن الرب يشفى كلاهما  باعتبارهما فرعين لأصل واحدٍ.

3) "أَخَذَ... وَحَمَلَ " هذا اصطلاح في الذبائح الموسوية لأن الذبيحة كانت تؤخذ بدل الخاطئ، ويقال إنها حملت خطيته. إن هناك فعلين في اللغة العبرية مستخدمين في (أش 53) وكليهما يترجم إلى "يحمل" أحدهما هو "سابل" ويعني "يحمل حملاً ثقيلاً في داخل نفسه" مثل المرأة التي تحمل مولودها في أحشائها وتتوجع تريد أن تضعه، وهو الفعل المستخدم في هذين الجزئين"وآثامهم هو يحملها"و "أوجاعنا تحملها"(ع4/11) . وهذا الفعل يشير إلى أن الرب يسوع حمل خطايانا وأوجاع المرض في داخل نفسه وهو على الصليب وهذه النقطة وضحها بطرس الرسول (1 بط 2: 24)  الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة، لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر. الذي بجلدته شفيتم.
والفعل الآخر هو "ناسا" وهو يعني حرفياً "يرفع أو يزيل أو يبعد" وهو المستخدم في الجزئين "حمل خطية كثيرين"و " أحزاننا حملها" (ع12/4)، وهو أيضاً نفس الفعل المستخدم في سفر اللاويين للإشارة إلى التيس الذي كان ينطلق إلى الصحراء حاملاً على نفسه كل خطايا الشعب "ويضع هرون يديه على رأس التيس الحي ويقر عليه بكل ذنوب بني إسرائيل وكل سيئاتهم مع كل خطاياهم ويجعلها على رأس التيس ويرسله بيد من يلاقيه إلى البرية ليحمل التيس عليه كل ذنوبهم إلى أرض مقفرة فيطلق التيس في البرية" (لا 16: 21 -  22) ويضع هرون يديه على راس التيس الحي ويقر عليه بكل ذنوب بني اسرائيل وكل سياتهم مع كل خطاياهم ويجعلها على راس التيس ويرسله بيد من يلاقيه الى البرية. ليحمل التيس عليه كل ذنوبهم الى ارض مقفرة فيطلق التيس في البرية.  "  كان هذا التيس رمزاً لشخص الرب يسوع الذي حمل في جسده كل خطايانا وأمراضنا(سابل) وأبعدها بعيداً (ناسا

هذا هو المسيح المصلوب الذى حمل أحزاننا وأمراضنا وأوجاعنا وغفر لنا خطايانا بسفك دمه على الصليسب " في كل ضيقهم تضايق وملاك حضرته خلصهم.بمحبته ورافته هو فكهم ورفعهم وحملهم كل الايام القديمة "(أش 63: 9) ولكن  لماذا ترك الآب إبنه يعاني على الصليب إلى هذا الحد حتى الذين كانوا يراقبونه أصابهم الفزع والرعب؟ السبب هو إرادته التي ترغب في شفائنا من كل أمراضنا وغفرانا لخطايانا إلأنه يريد أن يحررنا من قيود الخطية والمرض مرة وإلى الأبد فالذبيحة الموسوية الخروف الذى يحمل الخطايا كانت رمزا واهيا لذبيحة يسوع على الصليب بمعنى

أنظروا .. كم قاسيت من الألام أنا حملتها فى جسدى على الصليب فلا تعودوا تخطئوا تذكروا أنهم الكهنة وبيلاطس حاكمونى كمجرم تذكروا الإستهزاء بى والسخرية منى  تذكروا الثوب الإرجوانى والقرمزى  تذكروا ضربات السياط على جسدى .. تذكروا تذكروا حملى الصليب فى طرقات أورشليم .. تذكروا المسامير وهى تخترق جسدى تذكروا إكليل الشوك ينعرس فى جلد رأسى .. تذكروا اننى صلبت بين لصين .. تذكروا هذا حينما تأكلون جسدى وتشربون دمى .. بهذا يكمل فرحكم بى وفرحى بكم .. الحلة الملوكية والمجد ينتظركم ستنالونة وتكونون معى فى ملكوت أبى

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فلم يقل انه يطلق اوجاعنا او شفي بالفاظ تناسب الامراض لكنه يأخذ ويحمل . وهذه قد قيلت من اشعيا عن الذنوب والخطايا . كقول يوحنا ” هو ذا حمل الله حامل خطيئة العالم ” فاكثر الاوجاع هي من خطايا النفس . فاذاً كان الموت سبب الخطايا .

تفسير انجيل متى - الاصحاح الثامن

ثمن اتباع يسوع (متى 8: 18- 22)

ثمن اتباع يسوع

تفسير (متى 8: 18) : ولما رأى يسوع جموعاًً كثيرة حوله ، امر بالذهاب الى العبر .

  

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

لم يتقيد متّى بذكر أعمال يسوع متسلسلة حسب زمن حدوثها، فإهذه الآية والآات التالية حدثت في مساء اليوم الذي فيه ضرب المسيح الأمثال التي ذكرها هذا البشير في أصحاح ١٣ من إنجيله. ولعل متّىعلقت فى ذهنه  تسكين المسيح اضطراب البحر لأنه من لمعجزات العظيمة التى فعلها يسوع ، فذكر المخاطبة التي سبقت هذه المعجزة. والدليل على ذلك ما جاء في (لو 8: 23 -  27)  والملاحظ أن متى ذكر أنه تكلم مع أشخاص وهو فى الطريق إلى شاطئ بحر طبرية
1) " وَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ جُمُوعاً كَثِيرَةً " تكررت هذه العبارة كثيرا فى الأناجيل  وفي أحد هذه الاجتماعات حدث ما ذكره هنا.
2) "أَمَرَ بِٱلذَّهَاب " أي أمر تلاميذه الملازمين له وكان من ضمن تلاميذة أربعة يشكلون الحلقة القريبة منه ، وقد ذكر متّى أربعة منهم في (مت 4: 18- 22) ولكن فيما يبدوا أن التلاميذ الذين كانوا معه أكثر من هذا العدد .
3) "إِلَى ٱلْعَبْر "  معنى كلمة العبر باللغة العربية "العُبْرُ من النهْرِ : شاطِئُهُ وناحيتُه -وعبر "فعل" عَبَرَ النَّهْرَ : اِجْتَازَهُ ، قَطَعَهُ مِنْ جَانِبٍ إِلَى جَانِبٍ  "  أي أراد أن يعبر بحيرة طبرية من الجانب الغربي إلى جانبها الشرقي، وهي مسافة نحو ستة أميال أو ساعتين. وأمر المسيح بالذهاب إلى هناك ليبشر ويكرز ويشفى ويخرج الأرواح النجسة  ويقيم الموتى فكان يبحث عن كل من هو محتاج غلأيه ليشفيه ويعظ بكلمة الحياة فقد كان الناس فى ذلك الوقت محتاجين لمياة حية لأن الأرض صارت مشققة تريد أن ترتوى

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

قال الذهبي الفم لاجل بهاء وجه المسيح كان الجموع يجتمعون حوله كقوله ان منظره أبهى من بني البشر . ان كان موسى واسطيفانوس تنورا برؤيته فكم بالحري وجه سيدهما . فكيف قال اشعيا ان ليس له منظر ولا شبه . فنجيب ان اشعيا اما اراد بهذا القول ان يشبه منظر وجهه بمجد لاهوته . او يشير بذلك الى الحقارة والتواضع الذي ظهر بهما في العالم . او لاجل العار والآلام التي احتملها على الصليب . فأمر ان يذهبوا الى العبر ليهدي حسد اليهود ويعلمنا التواضع . ولما كان يريد ان يجلس في السفينة ويمضي الى بلدة الجرجسيين امر الجموع ان يذهبوا الى العبر لانه كان مزمعاًً ان يذهب بعدهم .

تفسير (متى 8: 19) : فتقدم كاتب وقال له : “ يا معلم أتبعك اينما تمضي “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

كرر إنجيل لوقا هذه القصة (لو 9: 57- 58)  وفيما هم سائرون في الطريق قال له واحد: «يا سيد اتبعك اينما تمضي». 58 فقال له يسوع: «للثعالب اوجرة ولطيور السماء اوكار واما ابن الانسان فليس له اين يسند راسه».
أثناء سير يسوع وتلاميذه إلى شاطئ بحر طبرية جرى الحوار المذكور  حيث كانت السفينة. التى سوف يستقلونها

وسبب إنجذاب الكاتب غلأى يسوع هو النفع الدنيوي من المسيح الذي أصبح مشهورا ويجتمع حوله الشعب لأنه هو رجل الأحزان والأتعاب (إشعياء ٥٣: ٤) ولكن االيهود لم يفهموا تلك النبوءة. وقد إندفع الكاتب الطلب هذا الطلب ليسير مع يسوع مندفعا بعاطفته لوقتية أكثر من اللازم، فأراد يسوع أن يعيده إلى التروي والتبصر في ما عزم عليه، وأراده أن يعرف نتيجة ما أراد أن يفعله.
1) "فَتَقَدَّمَ كَاتِبٌ " 1- كان عمل الكتبة من الأعمال الهامة، فالكتبة يقومون بكتابة العقود (إر32 : 12) وبكتابة الرسائل (إر36 : 4، 32)، وإمساك السجلات وتنظيمها وحفظها، وتسجيل الحسابات، وكان يشغل الكاتب في القصر الملكي مركزًا هامًا، حتى أن كبير الكتبة يعتبر سكرتير الدولة ومستشارًا من مستشاري الملك، وذكر الكتاب المقدَّس بعض أسماء هؤلاء الكتبة مثل "شبنة الكاتب" في أيام حزقيا الملك (2مل 18 : 18)، و"شافان الكاتب" (2مل 22 : 8) في أيام يوشيا الملك، و"عزرا الكاهن كاتب شريعة إله السماء" (عز 7 : 12)، وكان هناك "كاتب رئيس الجند" (2مل 25 : 19) الذي كان يجمع الشعب للتجنيد.
2ـــ بعد العودة من السبي أصبح للكتبة شأنًا كبيرًا فـي الأمـور الدينية وتفسير الشريعة (نح 8 : 8) علاوة على نسخ الأسفار المقدَّسة، ودخل إلى طائفة الكتبة عدد كبير من الكهنة، حتى أنه في القرن الثاني قبل الميلاد في عصر المكابيين كان معظم الكتبة من الكهنة (1مك 7 : 12)، وصارت لهم تجمعاتهم الخاصة ولا سيما في المجامع اليهودية، وازدادت الحاجة إليهن بسبب نسخ التوراة التي أحرقها جنود أنطيوخس الرابع أبيفانس بناء على تعليماته.
3ــ أُطلق على الكتبة اسم "سُفِريم" Sopherim من الفعل "سُفِر" Sopher أي "يعد" أو "يحسب" لأنهم اعتادوا أن يحصوا حروف كل سفر، وتحديد الحرف الأوسط، والكلمة الوسطى، والآية الوسطى في كل سفر، كما أحصوا حروف التوراة، وعملهم هذا يُظهر مدى الدقة التي اتبعها النسَّاخ في نسخ الأسفار المقدَّسة.
4ــ كان الكتبة يعتبرون فقهاء الأمة، يصدرون الفتاوى مثل الفريسيين، وقد دوّنت هذه الفتاوى والتفاسير في المشنا والجمارا والمدراش، وكان بعض الكتبة أعضاء في مجمع السنهدريم (مت 26 : 57)، ونال بعضهم رتبة "رابي" Rabbi، وبعضهم نال الرتبة الأعلى "رابوني" Rabboni، وظل لهم نفوذهم حتى بعد خراب أورشليم ودمار الهيكل سنة 70م.وكان أكثر الكتبة أعداء للمسيح (1كو 1: 20) . ونستنتج من جواب المسيح لهذا الكاتب أنه توقع أن يحصل على منافع زمنية بتقربه إلى المسيح، لأنه تأثر من مشاهدة المعجزات وكثرة المجتمعين إلى المسيح.
2) "يَا مُعَلِّم "
أحد ألقاب يسوع (مت 22: 16 و24: 36 ولو 6: 40). وكانت وظيفة المعلم الديني وظيفة شريفة جدًا عند اليهود. وهندما لقبه الكاتب  بهذا يدل على أنه اعتبره معلماً أعظم منه.
3) "أَتْبَعُك" أي أنه أراد أن يتتلمذ ليسوعً، وأويتعلم منه ويصبح مثل الصيادين الذين تتلمذوا له . فلم يرد أن يتبعه لمجرد الرفقة في السفر إلى العبر.
4) "أَيْنَمَا تَمْضِي " أي إلى كل مكان تذهب إليه وتبشر فيه في كل حال وضيق وخطر، وطبيعى حينما يحين وقت الملك يشترك في الغلبة والمجد عندما يجلس المسيح على كرسي الملك.كما يعتقد اليهود فى ملك المسيا

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فكانت عادة سيدنا له المجد في اوقات كثيرة ان يجاوب طبقاًً لافكار السائلين . فالكاتب لم يتقدم الى مخلصنا بنية صالحة لانه كان مبتلى بمحبة الفضة مثل يهوذا . فظن انه ينال موهبة عمل العجائب ليجمع اموالاًً  كثيرة .

تفسير (متى 8: 20) : فقال يسوع : “ للثعالب اوجرة ولطيور السماء اوكار ، وأما ابن الانسان فليس له اين يسند رأسه “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 هنا روح الإفراز عند يسوع فقد عرف قصد الكاتب من طلبه أن يتبعه وواضح من جواب المسيح أنه رفض بأسلوب مهذب يرد على ما فى عقل الكاتب من أمانى وآمال سينالها إذا وافق يسوع على أن يصير له تلميذا فلو كان طلب الكاتب صافيا النية ونتيجة لمحبته للمسيح ما أعطاه المسيح هذا الجواب. فقد إنتقى يسوع التلاميذ من البلاد التى حول بخر طبرية ومنهم لاوى / متى كان يجلس فى مكان الجباية ولكنه داخليا كان مستعد للدعوة بينما رفض يسوع هذا الكاتب وجواب المسيح لا يدل على الفقر الشديد كما فهم البعض لأنه كان للمسيح أصحاب كثيرون قادرون على مساعدته ومستعدون لها (راجع لو 8: 3 )   ويونا امراة خوزي وكيل هيرودس وسوسنة واخر كثيرات كن يخدمنه من اموالهن." (لو 10: 38) ولعازر وعائلته وسمعان الأبرص وغيرهم وحتى من مجلس السنهدرين  ولعله قصد يسوع أن لا مكان معين له، وأن الحياة التبشير يفرض عليه السفر من مكان إلى آخر، وهذا خلاف ما توقع الكاتب على ملازمته للمسيح.وهنا إقتنع الكاتب انه لا يستطيع مسايرة حياة يسوع الشاقة وقد إعترض البعض أن معلومات هذا الكاتب كانت ستفيد نشر الإيمان بالمسيح
 فعجبوا من عدم اكتراث المسيح به وعدم ترغيبه إياه في أن يتبعه. لكن المسيح كان دقيقا فى إختيار تلاميذه من جهال العالم (
1 كو 1: 27) بل اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء.واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الاقوياء.  و(أمثال 1 و13 و18 )

 لم يُرد أن يكون له تلاميذ أهدافهم دنيوية وقتية فانية أرادهم أن يختاروا النصيب الصالح ولا يتوقعون من تبعيتهم للمسيح فوائد عالمية فالعالم يضظهدهم  .

من المدهش عمق الفقر الذي صار فيه الرب يسوع من أجلنا. 2 كورنثوس 8: 9 يخبرنا ، "لأنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح ، أنه على الرغم من أنه كان غنيا ، ولكن من أجلكم أصبح فقيرا ، وأنتم من خلال فقره قد يكونوا أغنياء". كان غنيا يسوع هو الله وامتلك كل الأشياء. كل الخلق ينتمي إليه. يقول كولوسي 1: 16: "من أجله كانت كل الأشياء مخلوقة ، أي في السماء ، والتي هي في الأرض ، مرئية وغير مرئية ، سواء كانت عروشًا ، أو هيمنة ، أو إمارات ، أو قوى: كل الأشياء خلقت بواسطته"
1) الثَّعَالِبِ... وَالِطُيُورِ " خص الثعالب والطيور بالذكر لأنه حسبها نائبة عن الحيوانات الدنيئة، التى تهاجم حيوانات الفلاح والطيور المستأنسة  وتكلم عن طيور السماء التى تهاجم محاصيل الحقل  فبيَّن أنه لا ولن يملك ملكا  أرضيا من إقطاعيات وأراضى وقصوراً وحقولاً يوزعها على أتباعه، بينما تلك الحيوانات الدنيئة لها أكثر مما له، لأن لها مساكن معلومة خاصة.
2) "أَوْجِرَةٌ " جمع أَوْجَارٌ**. وتعنى باللغة العربية "وَجْرُ الْحَيَوَانِ" : الْمَغَارَةُ الَّتِي يَأْوِي إِلَيْها فِي الْجَبَلِ.، وهو مسكن الحيوان الوحشي من مغارة وما شابهها جحر
3) "أَوْكَارٌ " جمع وكر وتعنى باللغة العربية  الوَكْرُ : عُشُّ الطائر / عش يصنعه الطائر أو مكان يبيض فيه ويُفرخ ، سواء أكان ذلك في جبلٍ أَم شجرٍ أم غيرهما
4) "ٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ " لا يدل هذا الاسم على أن المسيح مجرد إنسان كسائر البشر، لأن ما قيل فيه هنا يعنى أن الكلمة إتخذ جسدا "صار الكلمة جسدا" وهذا لقب خاص بالمسيح ولا يمكن إطلاقة على أى إنسان وهذا ما رآه دانيال النبى (دا 7: 13)  كنت ارى في رؤى الليل واذا مع سحب السماء مثل ابن انسان اتى وجاء الى القديم الايام فقربوه قدامه" "  قال المسيح هذا الإسم عن نفسه في حديثه مع المولود أعمى، فآمن به وسجد له (إنجيل يوحنا 9: 35- 38). وكان يلقب نفسه أحيانًا [الابن] بأسلوب يدل على لاهوته كقوله "لكي يكرم الجميع الابن، كما يكرمون الآب" (يو5: 21- 23). وقوله أيضًا "ليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب. ولا من هو الآب إلا الابن، ومن أراد الابن أن يعلن له" (لو10: 22). وقوله أيضًا عن نفسه "إن حرركم الابن فبالحقيقة أنتم أحرار" (يو8: 36).

فإنه في الأصل «ابن الله / كلمه الله» بالحق وهو «ابن الإنسان» لأنه أخذ لنفسه الطبيعة البشرية. وهذان الاسمان يدلان على طبيعتيه البشرية والإلهية. فإذاً ابن الإنسان هو ابن الله المتجسد، وهو آدم الثاني إنجيل مرقس يبدأ بعبارة "بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله" (مرقس 1: 1). وكانت هذه هي بشارة الملاك للعذراء بقوله "فلذلك القدوس المولود منك يُدعى ابن الله" (لو1: 35). بل هذه كانت شهادة الآب وقت العماد (مت3: 17)، وعلى جبل التجلي (مر9: 7)، (رسالة بطرس الثانية 1: 17، 18). وقول الآب في قصة الكرامين الأردياء "أرسل ابني الحبيب" (لو20: 13). وقوله أيضًا "من مصر دعوت ابني" (متى 2: 15). وكانت هذه هي كرازة بولس الرسول (سفر الأعمال 9: 20)، ويوحنا الرسول (رسالة يوحنا الأولى 4: 15)، وباقي الرسل.

وإسم إبن الإنسان لم يرد في الإنجيل لغير المسيح، ولا أحد يسميه به في البشائر سواه. وقد أطلق هذا الاسم على نفسه ٦١ مرة. ولعل المراد من تسميته بذلك في أعمال ٧: ٥٦ ورؤيا ١: ١٣ و١٤: ١٤ أنه الذي اعتاد أن يسمي نفسه «ابن الإنسان». ولعل عدم استعمال تلاميذه هذا الاسم له وهو على الأرض كان دفعاً لما يلزم منه من الإهانة والاستخفاف، لأنه لقب احتقار لا لقب شرف. ولكنه استعمله إشارة إلى ناسوته التام الذي اتخذه من البشر، وإلى اشتراكه معهم في كل شيء ما عدا الخطية.
5) "لَيْسَ لَهُ الخ " أي ليس له مسكن أو مكان معين يملكه أو  يلجأ إليه يتصرف به كما يشاء. ولا يعني هذا أن المسيح بات ليلاً في العراء لعدم وجود مأوى له سوى تلك الليالي التي قصد فيها البرية وهو يصلي باختياره منفرداً، فإنه لما أبى السامريون أن يقبلوه في قريتهم ذهب إلى قرية أخرى (لوقا ٩: ٥٦). فإذا كان قصد الكاتب أنه مستعد أن يتبع المسيح في المصائب الوقتية بغية المناصب الشريفة حين يثبت ملكوته، كان قصد المسيح بجوابه أن ملكوته ليس من هذا العالم، وأنه ليس سوى سائح على الأرض لا مسكن معين له. فالمسيح لم يطرد الكاتب ويمنعه من اتِّباعه بل أراده جلياً نصيب تابعيه الحقيقيين إصلاحاً لأخطائه في طلب الخير الدنيوي من ملازمته له. والمرجح أنه رجع عن قصد لما سمع هذا الجواب.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فالمسيح اشار بمحبة الفضة عن ضمير الكاتب . وبالثعالب عن الشياطين ويريد بذلك ان للشياطين ومحبة الفضة مساكن فيك اما انا فليس لي فيك مسكن . فباطلاًً تفتكر بان تستطيع ان تجمع ذهباًً . سيما واني مجرد أكثر من الحيوانات والطيور والثعالب من مقتنيات الدنيا . فان للطيور والثعالب مساكن تأوي اليها أما انا فليس لي مسكن وان كنت تصير لي تلميذاًً فابعد نفسك عن محبة الفضة . ثم انه تعالى شبه الافكار العالمية ومحبة الفضة بالثعالب . وأيضا شبه الشعب بالثعالب والشعوب بطيور السماء وقال ان الشعب ستخرب ارضه لانه لم يؤمن بالمسيح . والشعوب في ظله يستريحون لانهم يؤمنون به ولعل سائل يسأل قائلاًً لماذا لم يقبله ربنا ؟ فنجيب انه لم يتقدم بنية ترضي الله ولم يتصبر حتى يدعوه المسيح لكنه جاء من ذات نفسه .

تفسير (متى 8: 21) : فقال له آخر من تلاميذه : “ يا سيد ائذن لي ان امضي اولاًً وادفن ابي “ .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) مِنْ تَلاَمِيذِهِ " أي من الذين وافق يسوع على أن تبعوه ليتعلموا منه، واعترفوا بأنه المسيا معلم ذو سلطان لا من رسله.
2) "أَدْفِنَ أَبِي "
قال بعض المفسرين أن أباه لم يكن قد مات بعد وأنه شيخ طاعن في السن، فطلب ذلك التلميذ أن يبقى عنده يراعيه إلى يوم موته ودفنه. ولكن لا دليل على صحة هذا الظن أو ترجيحه.أن أباه كان قد مات ولم يُدفن بعد، وأراد أن يقوم بواجبه كإبن بدفنه على والقيام بكل ما يتعلق بالجنازة حسب عوائد تلك الأيام. ووعد المسيح أنه يتبعه واضعا شرطا هو أن يوافق المسيح له بأن يوم بواجباته لوالده المتوفى. فيظهر لنا أن طلبه في محله لأنه من واجب الوفاء أن يكرَم الوالدان أحياءً وأمواتاً. لكن المرجح أن المسيح رأى خطراً على نفس ذلك التلميذ من الرجوع إلى بيته، قد يكون الخلاف على الميراث .. ألخ وأراد أن يعلمه أن القيام بالواجبات للمسيح أفضل وأهم من القيام بالواجبات للوالدين.

تفسير متى 8: 22) : فقال له يسوع : “ اتبعني ، ودع الموتى يدفنون موتاهم “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

كرر لوقا الإنجيلى محادثة التلميذ مع يسوع فى كفر ناخوم وهم ذاهبين لبحيرة طبرية (لو 9: 59 - 60) وقال لاخر: «اتبعني». فقال: «يا سيد ائذن لي ان امضي اولا وادفن ابي». فقال له يسوع: «دع الموتى يدفنون موتاهم واما انت فاذهب وناد بملكوت الله»

1) " اتبعني" معنى كلمة إتبعنى فى اللغة العربية "سار فى أثرة " وأتبعنى فعل أمر أى أن يسوع أمر تلميذة أن يتبعه وهناك فعل أمر آخر فى الآية التى ذكرها لوقا الإنجيلى ولم يذكرها متى الإنجيلى بعد عبارة «دع الموتى يدفنون موتاهم " وهى  "واما انت فاذهب وناد بملكوت الله» أى أن السيد المسيح أعطاه أمرا "أما أنت أذهب" عملا  تبشيرا وكرازيا

فكأنه قال له إن هنالك من يهتم بدفن أبيك، فقد دعوتك لتتبعني فلا تلتفت إلى دعوة أخرى. فأراد المسيح بذلك أنه حين يدعو إنساناً، يجب على هذا الإنسان أن لا يتعطل عن الطاعة، لأنها أعظم من كل واجباته نحو الناس كقيام الولد بدفن والده.
رأى بعضهم أن المسيح أراد بذلك أن يمتحن ذلك التلميذ ليرى إن كان مستعداً أن يترك كل شيء من أجله،

لكى نفهم هذه الآية ينبغى لنا أن نفرق بين أنواع من الناس تبعوا يسوع .. الأول العامة: الذين يسيرون ورائه ليسمعوا أقواله ويشاهدوا معجزاته الثانتى :  المصابون بأمراض جسدية أو عليهم أرواح نجسة يبتغون الشفاء .. الثانى : التلاميذ وهم إناس كرسوا حياتهم للسير مع يسوع للتبشير والكرازة وهم الذين إختارهم يسوع وقال لكل واحد منهم "أتبعنى" لقد رفض يسوع الكاتب الذى أراد أن يتبعه (متى 8: 19) أما مجنون كورة اجدريين وهو من النوع الثانى الذى أراد أن يتبع يسوع ويخدمة لم يرفضه يسوع أصبحت عنده رغبة في أن يصحب الرب يسوع في تنقلاته. ولكن الرب أعطاه مسؤولية أخرى، "اذهب إلى بيتك وإلى أهلك وأخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك." (مرقس 19:4) وهو فعل ذلك ليس لأهله فقط بل "ابتدأ ينادي في العشر المدن كم صنع به يسوع، فتعجّب الجميع." (مرقس 20:5) وهذا التلميذ قال له يسوع "أتبعنى" وهؤلاء ينطبق عليهم شروط التلمذة وهم يعيشون فى العالم ولكن لا يمتلكهم العالم يتخذون من المسيح مثلا ومثالا يقلدون المسيح فهو فى سن الـ 12 ظل فى الهيكل ولم يرجع مع أبوية لأن مسرته وعمله كان فى الهيكل مع الشيوخ يتحاور معهم - فيما ي شروط التلمذة من موقع الأنبا تكلا  الحياة المسيحية هي حياة تلمذة Discipleship.

 شروط التلمذة:
في موضوع التلمذة، يجب أن نورد ملاحظتين:
1- إن التلمذة ليست على التعاليم فقط، بل على الحياة.
2- لذلك فللتلمذة شروط لا بُدّ من توافرها في الحياة العملية.
وهكذا يقول السيد الرب لتلاميذه: "إن ثبتم في كلامي، فبالحقيقة تكونون تلاميذي" (يوحنا 31:8). إذن فمجرد سماع الكلام من معم، لا يعني التلمذة له. إنما الثبات في تعليمه. ومعنى هذا تحويل الكلام إلى حياة، وإلى مبادئ راسخة تثبت فيمَن يتعلم. ويعطينا السيد المسيح علامة ومثالًا عمليًا بقوله لتلاميذه: "بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي، إن كان لكم حب بعضًا لبعض" (يوحنا 35:13).
هنا يقدم شرطًا، بدونه لا يكونون تلاميذًا له، مهما تعلموا منه نظريًا عن الحب. وإن من يجد الناس فيهم هذه المحبة المتبادلة، لا يمكنهم أن يقولوا إن هؤلاء تلاميذ للمسيح..! إنها علامة لازمة. كما كان المسيح يحب الكل، هكذا ينبغي أن يكون تلاميذه. "كما سلك ذاك، يسلكون هم أيضًا" (رسالة يوحنا الأولى 6:2). يذكرني هذا بقول الرب لليهود المفتخرين بأنهم أولاد إبراهيم: "لو كنتم أولاد إبراهيم، لكنتم تعملون أعمال إبراهيم" (يوحنا 39:8). إذن، التلمذة الحقيقة هي تلمذة على حياة، تظهر بأسلوب عملي في حياة الإنسان، ويعلن بها تلمذته على معلم تميز بهذا النوع من الحياة، وبهذا اللون من التعليم..ولهذا يقدم السيد المسيح عينات من الناس لا يمكن أن يكون تلاميذًا له، منها: يقول: "إن كان أحد يأتي إليَّ، ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته، فلا يقدر أن يكون لي تلميذًا"، "ومَنْ لا يحمل صليبه ويأتي ورائي، فلا يقدر أن يكون لي تلميذًا"، "فكذلك كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله، لا قدر أن يكون لي تلميذا" (إنجيل لوقا 33،27،26:14).
وهكذا وضع السيد المسيح قاعدة للتلمذة عليه، وهي التجرد، ومحبة الله فوق محبة الأقرباء. ومن هذا المنطلق قال له تلميذه بطرس: "قد تركنا كل شيء وتبعناك" (متى27:19). فأجابه السيد بنفس تعليمه الروحي: "كل مَن ترك بيوتًا، أو أخوة أو أخوات، أو أبًا أو أمًا أو امرأة أو أولادًا أو حقولًا، من أجل اسمي، يأخذ مائة ضعف، ويرث الحياة الأبدية" (متى 29:19). إذن هو مبدأ في التلمذة على الرب، أن تترك كل شيء من أجله، أو على الأقل تكون مستعدًا قلبيًا لترك كل شيء. ولا تندم على ذلك. ولهذا أضاف الرب شرطًا آخر وهو: "ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح إلى ملكوت الله" (لوقا 62:9). فالتلمذة على الرب تحتاج إلى ثبات في الطريق وعدم رجوع إلى الوراء. وتحتاج إلى أن يحتمل الإنسان من أجل الرب ومن أجل خدمته، ويتعب في سبيل ذلك. ولذلك قال الرب: "مَنْ لا يحمل صليبه ويأتي ورائي، فلا يقدر أن يكون لي تلميذًا" (لوقا 27:14).
هناك شروط أخرى للتلمذة منها الالتزام والتنفيذ.
فالذي يريد أن يتتلمذ، عليه أن يلتزم بما يسمعه وينفذه، وهكذا يحول المعلومات إلى حياة. لأنه ما فائدة الكلام إن كنا نسمعه وننساه، أو نحتفظ به في أذهاننا فقط لمجرد المعرفة. ولذلك جميلة تلك العبارة التي كان يقولها مَنْ يزور الآباء: "قل لي كلمة، لكي أحيا بها". فالكلمة هي طعامه الروحي. يأخذها ويغذي بها روحه، فيحيا بها، وينتفع. ليس مجرد المنفعة الفكرية، إنما ينتفع بها في حياته العملية، فتصبح كلمة منفعة..

2) “  ٱلْمَوْتٰى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُم" .ومن فهم من قوله «دَعِ ٱلْمَوْتٰى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ» أن   الفريقين موتى بالحقيقة ومن المستحيل للموتى أن يدفنوا موتى وهنا ينطبق التفسير الروحى والمسيحية تفرق بين نوعين من الموت

التفسير الأول : تفسر هذه الآية بالتفسير الحرفى أن والد التلميذ مات موتا جسديا الذى هو عبارة عن إنفصال الروح عن الجسد  "الموتى: الميتة جسدياً" (أفسس 1: 20) .وفيما يلى الإحتمالات تفسير هذه الآية حرفيا

(أ) والد التلميذ مات حديثا ويريد أن يذهب ليتمم مراسم الدفن ومن غير المنطقى أن يأمر يسوع بعدم حضور الإبن مراسم دفن أبيه المسيح لم يأمر بعدم دفن الموتى دفن الموتى أو تعليم المسيحيين بعدم دفن موتاهم وخاصة أقرب أقربائهم مثل الأب والأم لأنهم تبعوا المسيح  فى الوقت الذى إهتم يسوع بأمه حتى وهو على الصليب  وإهتم بطرس بعائلته وحماته أثناء تلمذته وشارك يسوع فى الأفراح والأتراح فى فرح قانا الجليل وفى موت لعازر وذهب لإقامة إبن أرملة نايينن ، وهو عمل رحمة مدح في كتاب توبيت. يأمرنا الربأن نكرم والدينا. فإن إكرام الوالدين مهم جداً في نظر الله حتى أنه ضمنه في الوصايا العشر (خروج 20: 12)، وكرره في العهد الجديد: "أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، أَطِيعُوا وَالِدِيكُمْ فِي الرَّبِّ لأَنَّ هَذَا حَقٌّ. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، الَّتِي هِيَ أَوَّلُ وَصِيَّةٍ بِوَعْدٍ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ خَيْرٌ، وَتَكُونُوا طِوَالَ الأَعْمَارِ عَلَى الأَرْضِ" (أفسس 6: 1-3). إن إكرام الوالدين هي الوصية الوحيدة في الكتاب المقدس التي لها وعد بطول الحياة كمكافأة. فالذين يكرمون والديهم مباركين (أرميا 35: 18-19). وبالمقابل فإن الذين الذين لهم "ذهن مرفوض" والأشرار في آخر الأيام يتسمون بعصيان الوالدين (رومية 1: 30؛ تيموثاوس الثانية 3: 2).

(ب) مراحل الدفن عند اليهود تتم مرتين الأولى: مراسم الدفن الأولى : عندما يموت المتوفى كانوا يدفنون موتاهم فى كهوف منقورة فى صخر الجبل القبور تُحفر في الصخر مداخلها ضيقة بالاجمال،‏ وفي داخلها كوى غير نافذة،‏ اي فجوات على شكل رفوف،‏ أو مصاطب توضع عليها الجثة   وتوضع فيها أو عليها جثامين افراد العائلة.‏ ويجتمع ذوو المتوفي وأصدقاؤه، بحكم التقاليد اليهودية المتعارف عليها، في بيت العزاء التقاليد المتبعة بعد طقوس الدفن ومنها إقامة مأدبة خاصة تُدعى "مأدبة الشفاء" حيث يقدم أصدقاء الميت وجيرانه ومعارفه لأبناء عائلته بعض أصناف الطعام تعبيراً عن مشاركتهم حزنهم. ومن الأطباق المعتاد تناولها في هذه المناسبة بعض الأطعمة ذات الشكل الدائري مثل البيض والعدس والكعك التي توحي باكتمال دوران الحياة.  خلال الأسبوع الأول التالي للموت حيث تُعرف هذه الفترة بـ"الشفعاه" (الأيام السبعة). ويُحظر القيام بأي عمل خلال الأيام الثلاثة الأولى المخصصة حصراً للبكاء والنواح. ويجتمع 10 رجال خلال كل يوم من الأيام السبعة المذكورة لأداء صلاة الجماعة على روح الفقيد. ويعود أبناء عائلة الميت وأصدقاؤه ومعارفه بعد مرور 30 يوماً على رحيله ليجتمعوا عند قبره. وصار من المعتاد إقامة مراسم تدشين شاهد القبر في هذه المناسبة. ويُسمح لأبناء العائلة خلال فترة الـ30 يوماً (عدا عن فترة الأيام السبعة الأولى كما تقدَّم) بممارسة العمل والخروج من المنزل

و ثانيا : مراسيم الدفن الثانية  هى دفن العظام وبعد انحلال الجثث، حيث جرت العادة ايام يسوع ان تُجمع العظام اليابسة في صندوق حجري إفساحا في المجال لدفن جثث اضافية.‏ ويطلق على هذه التقاليد عام الحداد الأول (مرور 12 شهراً على موعد الوفاة) وتظلّ المحظورات التى تشير إلى الحزن سارية  وفق ما هو معتاد، طيلة الأشهر الـ12 التالية لموعد رحيل فقيدهم، ما يعني عدم مشاركتهم في الحفلات والاجتماعات الحاشدة وعدم السهر واللهو وعدم ارتداء الملابس الأخرى. ويتجنب البعض قص الشعر واللحية لفترة تزيد على 30 يوماً. وعند انقضاء فترة العام الأول للوفاة (أو لموعد الدفن في بعض الحالات النادرة) حسب التقويم العبري، يقوم أبناء العائلة بزيارة القبر حيث تجري هناك طقوس دينية قصيرة وتُلقى الكلمات التأبينية.

وهنا التلميذ يريد أن يحضر دفن عظام أبيه أى نقل العظام إلى صندوق حجرى صغير يوضع مع صناديق المتوفيين من العائلة ولكن يسوع أراد منه عملا فى الكرازة (لو 9: 59 - 60) وقال : «اتبعني» «دع الموتى يدفنون موتاهم واما انت فاذهب وناد بملكوت الله» فالفترة بين ادفن الجثة ودفن العظام عبارة عن سنة كاملة الصندوق الجانبى لعظام قيافا رئيس الكهنة الذى حكم على يسوع

 

التفسير الثانى : تفسر هذه الآية بالتفسير المجازى الرمزى موت الروح الروح هو نفخة من الرب والموت هو الإنفصال بالخطية عن الرب  الموتى روحياً (أف 2: 1- 5) أي اترك موتى الروح يدفنون موتى الأجساد. وأراد بموتى النفوس أصحاب الميت وأصدقاءه غير المؤمنين. فإن للموت في الكتاب المقدس معنيان: حقيقي ومجازي (يوحنا ١١: ٢٥، ٢٦) غير المسيحيين موتى ينوعين من الخطية الموروثة التى ورثوها من خطية آدم وعصيانه (تك 3: 6)  والخطية الغير موروثة التى يفعلها الإنسان فى حياته بالنسبة للمسيحية هما موتى روحيين بالرغم من أنهم ما زالوا "أحياء" جسدياً قبل الخلاص. تكرر رسالة (كو 2: 13) هذا الحق: "وَإِذْ كُنْتُمْ امْوَاتاً فِي الْخَطَايَا ... احْيَاكُمْ مَعَهُ، مُسَامِحاً لَكُمْ بِجَمِيعِ الْخَطَايَا". بما أننا أموات في الخطايا، فنحن لا نقدر تماماُ أن نثق في الله أو في كلمته. يقول الرب يسوع تكراراً أننا ضعفاء بدونه (يوحنا15: 5) (جـ) ربما إشتكى التلميذ من المشاكل التى يحدثونها الأقارب بسبب الدفن ولما كان أقارب التلميذ لا يؤمنون بالمسيح قفقال له يسوع دع الموتى يدفنون موتاهم أى بالطريقة التى يريدونها أو مكانن الدفن .. ألخ سواء أمات أبوه حديثا أو بعد سنة

 وظن البعض أن أقرباءه يمنعونه إن ذهب إليهم عن الرجوع إلى المسيح، أو إن انفعالاته تمنعه عن ذلك الرجوع. ولا ريب في أن هنالك سبباً كافياً لمنع المسيح له من أنه كان في قلبه شيءٌ من عدم عقد النية على البقاء مع المسيح.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ان المسيح بجوابه له قائلاًً ” دع الموتى يدفنون موتاهم ” لا يراد به الاستخفاف بآبائنا وعدم احترامنا لهم لكنه يعلمنا انه واجب علينا ان نحب الله اكثر من الآباء لانه اخرجنا من العدم الى الوجود ومنحناً نعما عزيزة فبعد ان نكرم الله يجب علينا ان نكرم الآباء الجسديين . وقال آخرون لان اباه ما كان مات بعد فلذلك لم يأذن له بالذهب . وقوله ” ائذن لي ان امضي ادفن ” معناه لامضي اخدمه ما دام حياًً وبعدما يموت فادفنه وآتي . فممكن ان قال هذا لمن هو معذب في المرض والشيخوخة . ثم ان الموت انواع شتى . اما طبيعي وهو افتراق النفس من الجسد . واما بالخطيئة وهو فقدان الانسان للنعمة الالهية . لان النفس بدون نعمة ميتة . والموت بالمسيح كقول بولس اني اموت كل يوم . ثم الموت لاجل مقتنيات العالم وهوتعلق القلب بمجد العالم وماله وجاهه . اما قوله ” دع الموتى يدفنون موتاهم ” فيشير بذلك الى الموتى بالخطيئة . فكأنه يقول دع الموتى بالخطيئة يدفنون الموتى بالطبيعة . ومن قائل ان ابا الكاتب كان غير مؤمن بالمسيح فلاجل ذلك لم يأذن لابنه بدفنه . وثلاثة هم الذين طلبوا من المسيح ان يمضوا ورآه تابعين اياه . الكاتب واثنان آخران ذكرا في متى . وعن الثالث يتكلم لوقا هكذا

 ( لو ص 9 : 62 ) فقال له يسوع ليس احد يضع يده على المحراث وينظر الى الوراء يكون اهلاًً لملكوت الله .

ان الذي يضع يده على المحراث وينظر الى ورائه لا يستقيم خطه ولا ينجح عمله وكذا من يتلمذ للملكوت يجب ان يكون نظره موجهاًً اليه دائماًً دون ان يلتفت الى ورائه . بل كما ان الفلاح المداوم على العمل ثكثر غلاته . كذلك تابع المسيح فاذا كان متمسكاًً بالفضيلة أتى بثمار جيدة . والذي يقصد ان يعمل الاعمال الروحية ثم يرجع الى اعماله الجسدية فهذا لا يصلح للملكوت فيكون اشبه بالذين دعوا الى العرس واحتج كل منهم بحجة تخلصاًً من الذهاب اليه . وهذا القول ينطبق على هؤلاء الرهبان والمتوحدين الذين يكرسون انفسهم لعمل البر ثم يرجعون الى الجسديات اي انهم ينزعون الاسكيم والثياب الرهبانية فيرجعون الى العالم . 

تفسير انجيل متى - الاصحاح الثامن

يسوع يهدئ العاصفة (متى 8: 23- 27)

يسوع يهدئ العاصفة

وردت حادثة / معجزة / قصة تهدئة العاصفة فى الأناجيل التالية (مت 23:8-27 ) ( مر 35:4-41 ) ( لو 22:8-25):-

وصورة السفينة المعذبة وسط الرياح والزوابع وموج البحر تمثل الكنيسة أما البحارة وساكنى المركب فى داخلها فهم القادة والشعب القلقين الخائفين مما يدور خارجها

تفسير (متى 8: 23) : ولما دخل السفينة تبعه تلاميذه .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

هنا معجزة أخرى من معجزات المسيح أظهرت سلطانه على العناصر والقوى الطبيعية.
1) ٱلسَّفِينَةَ " هي قارب للصيد لعله من الحجم المتوسط أو من الحجم الكبير يسع أكر من 12 تلميذ وهذه السفن كانت ملكا لعائلة  لبطرس وأندراوس، أو لابني زبدي، أو قد يكون قارب مستأجر للسفر.
2) "تَلاَمِيذُه " هم الذين اعتادوا رفقته  الحلقة الضيقة القريبة منه وهم بطرس وأندراوس ويعقوب ويوحنا.
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ركب السفينة ليمضي الى بلد الجرجسيين .

تفسير (متى 8: 24)  : واذا اضطراب عظيم قد حدث في البحر حتى غطّت الامواج السفينة ، وكان هو نائماًً .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

تكررت هذه المعجزة فى فى إنجيل مرقس ولوقا ومتى (مر 4: 37 - 41)  فحدث نوء ريح عظيم فكانت الامواج تضرب الى السفينة حتى صارت تمتلئ. 38 وكان هو في المؤخر على وسادة نائما. فايقظوه وقالوا له: «يا معلم اما يهمك اننا نهلك؟» 39فقام وانتهر الريح وقال للبحر: «اسكت. ابكم». فسكنت الريح وصار هدوء عظيم. 40وقال لهم: «ما بالكم خائفين هكذا؟ كيف لا ايمان لكم؟» 41 فخافوا خوفا عظيما وقالوا بعضهم لبعض: «من هو هذا؟ فان الريح ايضا والبحر يطيعانه!».

(لو 8: 23 - 25)   وفي احد الايام دخل سفينة هو وتلاميذه فقال لهم: «لنعبر الى عبر البحيرة». فاقلعوا. 23 وفيما هم سائرون نام. فنزل نوء ريح في البحيرة وكانوا يمتلئون ماء وصاروا في خطر. 24 فتقدموا وايقظوه قائلين: «يا معلم يا معلم اننا نهلك!». فقام وانتهر الريح وتموج الماء فانتهيا وصار هدوء. 25 ثم قال لهم: «اين ايمانكم؟» فخافوا وتعجبوا قائلين فيما بينهم: «من هو هذا؟ فانه يامر الرياح ايضا والماء فتطيعه!».
وَإفجاءة،حدوث ما لم يكن متوقعاً.
1)
“  ٱضْطِرَابٌ عَظِيمٌ " تتميز بحيرة طبريا بالهدوء السلمي للبحر الجليل ، والذي يمكن أن يتأثر بسرعة من تحولت العاصفة العنيفة . تمر رياح القمع عن طريق الغرب والشرق المحاذي لجبل الجليل ، ومن خلال تحريك المياه بسرعة .  في عام 1992 مرت عاصفة مارس أرسلت الموجات العالية إلى 10 أقدام ، مما تسببت إلى الاصطدام في وسط مدينة طبريا مع حدوث العديد من الأضرار الكبيرة .العواصف : إن موقع البحيرة يجعلها عرضة للعواصف المفاجئة، فالهواء البارد من المرتفعات، ينحدر من أكمة عالية إلي الاغوار في سرعة عنيفة ويصطدم بالمياه، فتحدث أنواء عاتية، وليست هذه العواصف بالشيء النادر، فالبحيرة عرضة للعواصف الفجائية والاضطرابات الشديدة  وهي تعرض المراكب الصغيرة للخطر، مما يستلزم الحذر وإليقظة من جانب النوتية، الذين لا يجسرون علي الابتعاد كثيراً عن الشاطيء إلا عندما يكون البحر هادئاً والجو مستقراً، إذ كثيراً ما تثور الزوابع التي لاتستطيع القوارب مواجهتها. ويحدث مثل هذا الاعصار مرتين في خلال خمس سنوات، يزحف أحدهما من الجنوب وسرعان ماتلبد الجو بالغيوم وزأرت الامواج،   وفي المرة الثانية هبت الريح من الشرق وتكررت نفس الظاهرة تقريباً.

2) " غَطَّتِ ٱلأَمْوَاجُ ٱلسَّفِينَة" كانت كل موجة من تلك الأمواج عالية التى تبلغ 10 أقدام  التى ارتفعت فوق السفينة ومالت عليها حتى كادت تمتلئ من الماء وتغرق.
3) "وَكَانَ هُوَ نَائِماً " يسوع المسيح هو كلمة الرب هو الكلمة المتجسد ويجب أن نوضح هنا نوم المسيح لا يعنى نوم الكلمة اللاهوت يسوع يأكل ويشرب وينام كسائر البشر ولكنه مختلف عنهم كما يلى الإنسان مكون من = جسد + روح .. أما السيد المسيح = جسد إنسانى  + وروح + الكلمة التى يعبر عنها المسيحيين باللاهةت  المرجح أن المسيح كان قد تعب كثيراً من التعليم وشفاء المرضى حتى لم يستيقظ من صوت الرياح وضجيج الأمواج وحركات السفينة، فدلَّ نومه على أنه إنسان كما دلت معجزاته عند استيقاظه على أنه إله. ويقارن نوم المسيح فى السفينة مع تلاميذه مع يونان فى السفينه والمسيح فى القبر ويونان جوف الحوت

4) " البحر" بحيرة طبريا أو بحر الجليل أو بحيرة جينسارت ، وهي أكبر بحيرة للمياه العذبة في الأراضى المقسة، والتي تمتد إلى ما يقرب من 53 كم (33 ميل) في المحيط ، وحوالي 21 كم (13 ميل) في الطول ، و 13 كم (8.1 ميل) في العرض تبلغ المساحة الإجمالية للبحيرة نحو 166.7 كم 2 (64.4 ميل مربع) في أقصى حد ، وأقصى عمق لها حوالي 43 مترا (141 قدما) . تأتي المستويات مابين 215 متر (705 قدم) و 209 متر (686 قدم) تحت مستوى سطح البحر ، وهو أدنى مستوى للبحيرة في المياه العذبة على الأرض وتأتي البحيرة في المرتبة الثانية بعد البحر الميت ، والبحيرة المالحة . ويتم تغذية البحيرة جزئيا من الينابيع الجوفية على الرغم من أن مصدرها الرئيسي هو نهر الأردن الذي يصب من الشمال إلى الجنوب .تغذى بحيرة طبريا على بحر الجليل من نهر الأردن ، ومع هطول الأمطار والينابيع على الجانب الشمالي . تمتد بحيرة طبريا نحو 13 ميلا في الطول و7 أميال في العرض . تصل بحيرة طبريا إلى أعمق نقطة في 150 قدم فقط .

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ان المسيح هو الذي اهاج البحر على التلاميذ ليثبت لهم انه رب البحر والبر . ويريهم عجباًً  ذكره يدوم الى الابد . وقوله ” كان نائما ” ذلك ليبين عدم افتخاره ويعلمنا التواضع . واذا وقعوا في خوف شديد تعظم الاعجوبة في اعينهم . فلو كان مستيقظاًً لما استغاثوا به . ولم يكن نومه طبيعياًً ولكن بالتدبير وكان عارفاًً  بالامواج وذلك معلوم من ضرب الامواج وهب الرياح وتصادم السفينة وصراخ الملاحين . ثم يجب ان نعلم ان الله الكلمة المتجسد قد اخذ جسد آدم المخلوق قبل ان يخطئ وان كان عرضة للآلام والضعف كما حدث ذلك لآدم بعد الخطيئة ولكن ذلك حسب جبلته . اما المسيح فباختياره وارادته كان يحتملها . ولذا فلم تكن تلك الآلام تطرأ عليه كل حين . ولكنه كان قد حدد وقتاًً لنومه وعطشه وتعبه وآلامه وموته فكان ينام بارادته غير مدفوع من الطبيعة كما ارتاى موسى الحجري وفيلكسينوس ويعقوب اسقف عانا . أما الذهبي فمه فيقول ان المسيح كان لابساًً جسداًً طاهراًً خالياًً من الخطيئة لكنه غير منزه عن العوارض الطبيعية والا لما كان ذا جسد . أما نحن فنتبع رأي ملافنة اليونان ويعقوب الرهاوي اذ يقولون ان المسيح قد أخذ جسداًً بعد تجاوز الوصية الا انه كان منزهاًً عن الخطيئة .

تفسير (متى 8: 25) : فتقدم تلاميذه وايقظوه قائلين : “ يا سيد نجنا فاننا نهلك “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) أَيْقَظُوهُ " ولعلَّ نوم المسيح في مثل ذلك الوقت كان سبب ضعف ثقتهم. لكنهم أخطأوا بأنهم ربطوا بين سلطانه ويقظته، لأنه كان يجب عليهم أن يتيقنوا أن حضوره يؤكد خلاصهم نائماً كان أم مستيقظاً. المرجح أنه مع إهتزاز السفينة وميلها إنتظروا أن يستيقظ من الشدة الرياح ورزاز المياة ثم نادوه بصراخ الخوف وهناك ملحوظة رائعة يقدمها الإنجيلى مرقس وكان هو في المؤخر على وسادة نائماً = هذه رؤية شاهد عيان. وفى وسط الأمواج العاتية وإهتزاز السفينة يمينا وشمالا  كان يركز على المسيح فلاحظ أنه كان نائماً على وسادة. وقوله فأيقظوه يشير لأن مرقس كان معهم على السفينة لكن لم يشترك في إيقاظ السيد، ونوم المسيح إثبات لكمال بشريته. ومرة أخرى وملاظة أخرى من مرقس وأخذوه كما كان في السفينة (مر 36:4) أي أن المسيح كان في السفينة يُعَلِّم ولما قرر أن يعبر بحر الجليل بسبب الزحام، إنطلقوا بالسفينة والمعلم في مكانه وهذه أيضاً ملاحظة شاهد عيان.

2) " نَجِّنَا فَإِنَّنَا نَهْلِك " معنى هلك باللغة العربية هلَك فلانٌ : فَنَى ، مات لِيَهْلِكَ مَنْ ‏ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ }

 أي أنقذنا من هذا الخطر، لأننا أخذنا نغرق، ولذلك أيقظناك؟   

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

قال القديس يعقوب السروجي ان التلاميذ تنازعوا في اختيار من يوقظه فاقروا جميعهم على ان يوحنا يوقظه فاوقظ من ثم النائم الذي لا تاخذه سنة ولا نوم . والذي اراد ان ينام بالناسوت اما باللاهوت فكان مستيقظاًً وهو امر البحر فهاج ولاطمت الامواج السفينة فقلّ ايمانهم من الخوف .

 تفسير (متى 8: 26) : فقال لهم : “ ما بالكم خائفين يا قليلي الايمان ؟ “ ثم قام وانتهر الرياح والبحر ، فحدث هدوء عظيم .


ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
  1) "مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ؟" قال مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث فى مقالات نشرت في جريدة أخبار اليوم فى 16-09-2006 م بعنوان "الخوف: أنواعه وأسبابه وعلاجه" [ الخوف أنواع ودرجات: منه خوف مقدس، وخوف طبيعي، وخوف مرضى: * أما الخوف المقدس فهو مخافة الله "رأس الحكمة مخافة الله". ومخافة الله تعنى مهابته، وعبادته بكل خشوع وتوقير. وتعنى أيضًا طاعته والعمل بوصاياه. والخوف من الوقوف أمامه في يوم الدينونة الرهيب الذي فيه يجازى الرب كل واحد بحسب أعماله. والإنسان الذي لا يخاف الله، هو إنسان خاطئ يمكنه أن يرتكب أية خطيئة دون خشية ولا خجل..!! * * أما درجات الخوف، فتشمل إلى جواره: الخشية، والجبن، والفزع، والهلع، والرعب. وقد يوجد إنسان يمكن أن يموت من الخوف، أو يمكن أن يفقد عقله، أو أن تنهار أعصابه، أو يرتعش جسمه خوفًا... ] والخوف المقدس لا يعنى القفزع والهلع والإرتعاب من الرب لأننا نحب الرب تنفيذا للوصية الأولى ..والمحبة تطرد الخوف "لاَ خَوْفَ فِي الْمَحَبَّةِ، بَلِ الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ تَطْرَحُ الْخَوْفَ إِلَى خَارِجٍ لأَنَّ الْخَوْفَ لَهُ عَذَابٌ. وَأَمَّا مَنْ خَافَ فَلَمْ يَتَكَمَّلْ فِي الْمَحَبَّةِ" (يوحنا الأولى 4: 18).
وعبارة يسوع هذه التى قالها لتلاميذه فيها نوع من التوبيخ بمعنى انا معاكم لماذا تخافون " هاانا معكم كل الأيام وإلى إنقضاء الدهر (مت 28: 20) نظر التلاميذ للأمواج والرياح وميل السفينة شمالا ويمينا ورذاذ مياة بحر طبرية الذى كان يتطاير وشارفوا على الغرق حولهم فداهمهم"روح الخوف" هذا، ونحن نتوقف لنراقب خوف التلاميذ وهلعهم إنما يدل على شئ واحد هو عدم ثقتهم فى يسوع النائم فى سغينتهم .
ويشجعنا سفر اشعياء 41: 10 "لاَ تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ. لاَ تَتَلَفَّتْ لأَنِّي إِلَهُكَ. قَدْ أَيَّدْتُكَ وَأَعَنْتُكَ وَعَضَدْتُكَ بِيَمِينِ بِرِّي". (أش 41: 10) الخوف من الرياح والزوابع هو خوف م مما يأتى بعدها من غرق أو موت هو خوف من المستقبل وما قد يحمله لنا.؟ "فَلاَ تَخَافُوا. أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَةٍ" (متى 10: 31). هو خوف متعدد : الوحدة، أو من الضعف، أو من عدم وجود من يسمعنا، أو من نقص الضروريات المادية. ... ألخ
الإنسان الخائف المرتعب لا يتكل على الرب يسوع بل أنه لا يثق فى قوته : "عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الإِنْسَانُ؟" (مز 56: 11)
كيف تخافون أيها التلاميذ ومعكم الخالق القوى "المهدئ عجيج البحار عجيج امواجها وضجيج الامم (مز 65: 7)  كيف ترتعبون أيها التلاميذ وداود يقول له " انت متسلط على كبرياء البحر.عند ارتفاع لججه انت تسكنها. (مز89: 9) كيف تتركون كل شئ وتبعتوه ثم تخافون وأنتم معه هذا الذى يطعم صغار الطيور ويهتم بها ألا يهتم بكم وهو عكم

2) "يَا قَلِيلِي ٱلإِيمَان "هذا هو حالنا ..عندنا قلة إيمان بالرغم من معرفتنا أن يسوع معنا ونظن أنه نائم أو غافل عنا قد يكون ليختبر إيماننا أو يتمهل فى معونتنا حتى ينموا إيماننا ونلجئ إلأيه قائلين أعنا يارب كان إيمان التلاميذقليل. ولبهذا ألإيمان القليل لجأوا إليه في وقت الخطر لقد حاولوا إستعمال خبرتهم كصيادين ولكن قوتهم خارت أمام الريخ والزوابع ، لكن كان عليهم أن يكون إيمانهم كثيراً بعد أن شاهدوا معجزات النائم معهم كيف يغرق ويدعهم يغرقون ؟ . والقليل من الإيمان أفضل من عدمه، لأن المسيح بعد ما وبخهم على قلة إيمانهم كافأهم على ذلك الإيمان القليل بإجابة صلاتهم وتهدئة البحر وهدأ روعهم .
إن هذه الحادثة تذكر المسيحي كيف حفظ الرب الفلك الذى فيه كل خليقته على مياه الطوفان التي أغرق بها العالم القديم المملوء نجاسة وشر ، هذه المعجزة هدفها أن ننمى إيماننا ونثق بالمسيح الحاضر معنا الغير منظور في زمن الخطر الشخصي، وعندما تهب عواصف الاضطهاد على الكنيسة.
3) "ٱنْتَهَرَ ٱلرِّيَاح" عندما خاطب يسوع الريح بكلمة " إنتهر " كأنها فعلت هذا الفعل لتقصده وتلاميذه وهذه الكلمة كان يسوع ينتهر الأبالسة والشياطين (مر 9: 25) مما جعل البعض أن الشياطين هى التى حركت الرياح أى أن الرياح تحركت بفعل فاعل وأن الفاعل الشيطان ومما قوَّى ظنهم هو أن الخطية هي سبب كل مصيبة في العالم، وسبب الخطية الشيطان. والرياح والأمطار ظاهرة طبيعية وقد وضع الرب يسوع هيجان الرياح بمنزلة الأمراض التى تصيب وتضعف وتميت المرضى فانتهرها كما انتهر الحمى (لوقا ٤: ٣٩) فنفذ أمره بسهولة غريبة. ولا ننسى أن موسى تسلط على المياه بعصا الرب ويشوع بتابوت العهد، وأليشع برضى إيليا. وأما يسوع فبكلمة منه.
4) " فَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ " (مز 107: 29) "يهدئ العاصفة فتسكن وتسكت امواجها " خضعت الطبيعة في أعظم اضطرابها لأمر المسيح ذي السلطان عليها. وإن كان قد سمح للشياطين أن يتسلطوا وقتاً على الطبيعة ، فقد عجزوا عند كلمة المسيح. فإنه بكلمة واحدة من شفتيه سكنت الريح وسكتت الأمواج. وهذه المعجزة رمزٌ إلى فعل المسيح الروحي الذي يفعله في كل زمان، وهو منحه الراحة للنفس في اضطرابات هذه الحياة وإخضاعه كل قوة مانعة من تقدم ملكوته. نحن نقابل أخطار فى حياتنا والرب يسمح لنا بتحملها ونحن لا نتوقع أن يمنع عنا الرب يسوع المصائب فى كل حين لأنقال فى العالم سيكون لكم ضيق الإضطهاد

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

سماهم قليلي الايمان لايقاظهم اياه ظانين انه بقي نائماًً لا يقدر ان ينجيهم . وهذا دليل على قلة ايمانهم كما وبخهم وهو على ذلك . ثم ان في انتهار البحر ليهدأ اظهر سلطان لاهوته اذ امر العنصر المائي فاطاعه وهو ما لم يستطع غيره ان يفعله .

 

 

 تفسير (متى 8: 27) : فتعجب الناس قائلين : “ اي انسان هذا ؟ فان الرياح والبحر جميعاً تطيعه ! “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) تَعَجَّبَ ٱلنَّاسُ " نفهم من هذه العبارة أن السفينة كانت على مرمى البصر من الشاطئ  وكانوا الناس يرونها من على الشاطئ أو الناس هنا يعنى بهم الملاحون فى السفن الأخرى فى البحر وظنَّ بعض المفسرين أن الذين تعجبوا الملاحون لا الرسل، ولكن الأرجح أن العجب شمل الفريقين، لأنه المسيح بينهم كان يفعل معجزات ولكن تحكمه فى الطبيعة كانت صفة  وقوة أعظم مما تصوروا، فاقترابهم من شخص له مثل هذا السلطان جعلهم يتعجبون ويخافون أيضاً (مرقس ٥: ٤١).


 
2) " أَيُّ إِنْسَانٍ هٰذَا!؟" إندهشوا وأستغربوا وتعجبوا وهم يقولون هذه العبارة بصيغة إستفهامية "أى إنسان هذا ؟ التعجب مما شاهدوه من سلطان المسيح على الرياح والبحر، لقد رأوا قوته على الأرض  قوته على الأمراض والأرواح النجسة لأنها أطاعته طاعة العبيد لأربابهم فمن يكون هذا الأنسان ا هل هو الرب كما أخبر عنه داود داود قائلا : " 
يا رب اله الجنود من مثلك قوي رب وحقك من حولك. 9 انت متسلط على كبرياء البحر.عند ارتفاع لججه انت تسكنها. (مز 89: 8و 9). وقد أذن وسمح للرياح والزوابع لزيادة مجد المسيح في تسكينه، ويعظم شأنه في عيون تلاميذه وليقوي ثقتهم بنجاتهم من كل خطرٍ بواسطة القرب منه، ولكي يعلم تلاميذه أن إيمانهم به ضعيف .

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فمن سؤال التلاميذ بعضهم لبعض اتضح انهم كانوا مرتابين بصحة كونه الهاً . وقد مثلت السفينة بالبيعة والبحر بالعالم القائم ضد الكنيسة . والهدوء بظهور كرازة الانجيل المقدس .

تفسير انجيل متى - الاصحاح الثامن

طرد الشياطين وغرق الخنازير (متى 8: 28- 34)

معجزة طرد الشياطين وغرق الخنازير

وردت هذه المعجزة فى ثلاثة أناجيل (مرقس 5: 1- 13 ) ( متى 28:8 – 32  ) (لوقا 8: 22 – 39  )

 

تفسير (متى 8: 28)  : ولما جاء الى العبر الى كورة الجرجسيين ، استقبله مجنونان خارجان من القبور هائجان جداًً ، حتى لم يكن احد يقدر ان يجتاز من تلك الطريق .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 1)  " ٱلْعَبْرِ"  أي الجانب الشرقي من بحيرة طبرية.

2) "كُورَةِ  " قد تاتى كورة بمعنى قرية ولكنها تعنى أرض فضاء تابعة لقرية أو مدينى أو أرض مقابر خارج القرية أو المدينة

 معنى كورة بالعربى :  الكُورَةُ : الصُّقْع .. الكُورَةُ : البُقعةُ التي يجتمع فيها قُرَى وَمَحَالٌّ

هو جاء الي العبر وهي كلمت تعني الي الجانب الاخر فهو لايزال علي الشاطئ وليس في داخل مدينة . وهو لم يقل مدينة ولكن كورة التي تعني منطقه اي مدينه وتوابعها
معنى كورة باللغة اليونانية :  (من موقع الدكتور غالى - هولى بايبل) وكلمة كورة في اليوناني هنا كوران ( كلمة مؤنث مشتقة من قاعدة كاسما التي تعني فضاء 5490 وهي من فكرة فسحة فارغة وغرفة بمعني مساحة من الارض . ساحل مقاطعه حقول ارض خالية ارض منطقة . قارن بكلمة توبوس التي تعني منطقة او شاطئ 5117  ) فكورة جرجسيين هو تعبير عن مساحة ارض فضاء بجوار الشاطئ وليس المدينة نفسها وهذا ايضا ليس اسم مدينه ولكن اسم شعب يسكن هذه المنطقه ( وساعود الي ذلك في الجزء اللغوي )
G5561
χώρα
chōra
kho'-rah
Feminine of a derivative of the base of G5490 through the idea of empty expanse; room, that is, a space of territory (more or less extensive; often including its inhabitants): - coast, county, fields, grounds, land, region. Compare G5117.

3) "ٱلْجِرْجَسِيِّين"  كما نرى فى إنجيل متى  أنه ذكر أن الكورة التى حدثت فيها هذه المعجزة الجرجسين بينما ذكر مرقس أنها الجدريين "  (مرقس 5: 1- 13 )  ساروا الى كورة الجدريين التي هي مقابل الجليل (لوقا 8: 22 – 39  ) فلماذا ذكر متى الجرجسيين بينما ذكر مرقس ولوقا الجدريين ؟ نلاحظ أن الإنجيليين الثلاثة ذكروا الجرجسيين أو الجدريين أى أطلقوا إسم المكان على السكان كما نقول مصريين أو لبنانيين .. ألخ  ومصر تحتوى على بلاد وأقاليم كثيرة منها  منها مثلا محافظة المنوفية ونطلق على سكانها إسم منوفيين وهذا لا يمنع أن يكون المنوفيين مصريين ولكن ليس كل المصريين منوفييين لأن المنوفيين يسكنون فى مكان محدود من مصر

 لقد عبر يسوع وتلاميذة بحر طبرية وذهب إلى شرقه أى إلى الأردن الآن وكان فى ذلك الوقت هناك حلف المدن العشر أو الديكابولس ( Decapolis) وهو تحالف روماني أنشأه الإمبراطور الروماني بومبي عام 64 ق.م ضم عشرة أكبر مدن لدفاع  ضد الأنباط في الجنوب.وهذه المدن ما زالت موجودة الآن فى سوريا والأردن وكانت أغلب تلك المدن في الأردن، وهي: فيلادلفيا (عمّان المعاصرة) - أبيلا (أو حرثا) - جراسا (جرش) - جدارا (أم قيس) - كانثا (قنوات)- بيلا (طبقة فحل) - دايون (إيدون) - هيبوس (الحصن) - سكيثوبوليس (بيسان) - دمشق - بصرى (بصرى الشام)

وما يهمنا الآن مدينتين هما :  جراسا (جرش) - جدارا (أم قيس) والمدينتين قريبتين من بعضهما ولما كان متى كتب لليهود فقد أورد إسم سكان المنطقة القديم الذى ورد فى العهد القديم ويعرفه اليهود بإس "الجرجاشيون" أو الجرجسين نسبة إلى مدينة اسمها جرسة أو كرسة   وتسمى الآن جرش كما يلى :  "   والاموريين والكنعانيين والجرجاشيين واليبوسيين».  (تك 1: 21)   ثم قال يشوع بهذا تعلمون ان الله الحي في وسطكم وطردا يطرد من امامكم الكنعانيين والحثيين والحويين والفرزيين والجرجاشيين والاموريين واليبوسيين.  (يش 3: 10 ) ثم عبرتم الاردن واتيتم الى اريحا.فحاربكم اصحاب اريحا الاموريون والفرزيون والكنعانيون والحثيون والجرجاشيون والحويون واليبوسيون فدفعتهم بيدكم.  (يش 24: 11) ) متى اتى بك الرب الهك الى الارض التي انت داخل اليها لتمتلكها وطرد شعوبا كثيرة من امامك الحثيين والجرجاشيين والاموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين سبع شعوب اكثر واعظم منك   (تث 7: 1)

لعلها سُميت كذلك من مدينة اسمها جرسة أو كرسة على شاطئ بحيرة طبرية، وهذه المنطقة قسم من بلاد الجدريين نسبة إلى عاصمتها «جدرة» إحدى المدن العشر المشهورة، فسمى مرقس ولوقا هذه المنطقة باسم البلاد التي هي قسم منها (مرقس ٥: ١ ولوقا ٨: ٦). ولعله ذكرها باسمها القديم قبل أن يهدمها بنو إسرائيل ومن المؤكد أن سلطان جدرة باعتبارها المدينة الرئيسية في تلك المنطقة قد امتد إلي كل المنطقة شرقي البحر بما فيها مدينة "جرسة".

كورة الجدريين: لم تذكر "جدرة" صراحة،  كانت جدرة إحدي المدن العشر "ديكابوليس". ويبدو أن الاسم "جدرة" سامي الأصل، ومازال صداه موجودا في "جدور" المجاورة للمقابر الصخرية القديمة والتوابيت الحجرية إلي الشرق من الأطلال الحالية، وعلى هذه القبور أبواب حجرية منحوتة، وتستخدم كمخازن للغلال أو مساكن وتمثل مدينة "جدرة" اليوم أطلال "أم قيس" على المرتفعات جنوبي العيون الساخنة في وادي اليرموك والمسماة "الحمة" على بعد نحو ستة أميال إلي الجنوب الشرقي من بحر الجليل.
وكثيرا ما يظهر على عملات هذه المدينة، صورة سفينة، وهو دليل ضمني على أن منطقتها كانت تمتد حتى البحر. وبذلك يمكن تسمية تلك البلاد "كورة الجرجسيين" بالإشارة إلي المدينة الصغرى "جرسة" أو "كورة الجدريين" نسبة إلي المدينة الكبيرة "جدرة".
4) " ٱسْتَقْبَلَهُ " كان ذلك حين نزلوا من السفينة إلى البر، ولعل المجنونين كانا يراقبانهم وهم مقبلون على السفينة.
5) "مَجْنُونَان" لم يذكر مرقس ولوقا سوى واحد منهما، ولعل أحدهما كان أشد جنوناً من الآخر وهو الذى حدثت له معجزة ، أو لأن أمره كان أهم من أمر الآخر. ومن يذهب إلى الأراضى المقدسة يعرف أن المسافات هناك بيرة قد يكون لوقا ومرقس قد تأخرا فلم يرون إلا مجنونا واحدا وهو الذى حدثت له المعجزة ونرى من تتبع البشائر أن متّى يهتم بذكر العدد أكثر من سائر البشيرين (متّى ٩: ٢٧ و٢١: ٢) أما مرقس فقد إهتم بذكر إمارات وجه المسيح وإشاراته أكثر من سواه، ولوقا إهتم  في ذكر صلوات المسيح، ويوحنا اهتمَّ أكثر بأحاديث المسيح وخطاباته. ولا تناقض بين متّى ومرقس في أن ذكر أحدهما المجنونين واقتصر الثاني على ذكر واحد منهما، بل أن ذلك يدل على استقلال كلٍ منهما في ما كتبه من إتمامه بالمعجزة فأوردوا تفاصسلها كاملة . وقد ذكرنا ما يتعلق بالجنون في شرحنا لمتّى ٤: ٢٤.
6) " خَارِجَانِ مِنَ ٱلْقُبُورِ" عادة فى الشرق الأوسط ما تأوي الوحوش أو اللصوص إلى القبور القديمة (كما ذكر يوسيفوس المؤرخ) كما يأوي إليها المجانين المطرودون من بيوت الناس أو التاركون لها اختياراً. واعتبر اليهود تلك القبور نجسة، وتجنبها الأمم اعتقاداً أنها مساكن أرواح الموتى. أما المجانين فسكنوها لأنهم وجدوها موافقة لأحوال عقولهم التعسة.
7) "هَائِجَانِ جِدّا " زاد مرقس ولوقا على ذلك بيان الوسائل التي اتخذها الناس لمنع المجنونين من إيذاء نفسيهما والإضرار بالغير، من ربطهما بقيود وسلاسل، ولكنها ذهبت عبثاً (مرقس ٥: ٣ - ٥ ولوقا ٨: ٢٩). واقتصر متّى على ذكر خوف أهل البلاد منهم. فما أعظم الشقاء والأذى الذي يسببه تسلط الشياطين على الناس.
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

بقعة الجرجسيين اي بلد الشعوب وذلك معلوم من انه كان لهم خنازير اذ لم يكن مأذوناًً لليهود ان يقتنوا خنازير . ثم ان الشياطين لم يقصدوا باستقبالهم للمسيح ان يضروه ولكن لكي يطلبوا منه ان يبقيهم في ذينك المجنونين لانهم سمعوا عنه انه يطرد شياطين كثيرين .

تفسير (متى 8: 29) : واذا هما قد صرخا قائلين : “ مالنا ولك يا يسوع ابن الله ؟ اجئت الى هنا قبل الوقت لتعذبنا ؟ “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) قد صرخا:" لم يكن احد يقدر ان يجتاز من الطريق المؤدى للمقابر لخطر هجوم المجنونان عليهم ولكن مر يسوع وتلاميذه من هذا الطريق فكان العجب  .العجب من أن المجنونين اكتفيا بالصراخ فلو كان المارين غير المسيح وتلاميذه لهجما عليهم لا محالة، فإنهما قد منعا الناس أن يمروا من هناك. والذي منعهما من الهجوم معرفة الشياطين المسيح وخوفهم منه. كما تظهر قوة يسوع على الشياطين بمجرد رؤيته
2) "مَا لَنَا وَلَكَ؟"  تكلمت الشياطين بفمي المجنونين، واستعملت ضمير الجمع بقولها «ما لنا». إما لأنها جنس،  وإما لأنها كثيرة في ذلك المجنونين.[ لجيئون = هي كلمة لاتينية تعني لمن كان تحت حكم الرومان ويفهم لغتهم = العدد الكثير والقوة والطغيان. وقيل أنها اسم فرقة رومانية قوامها ستة ألاف جندي. والمسيح بسؤاله عن اسمه يكشف قوته. ما اسمك والسؤال موجه للشيطان وليس للرجل، فالشيطان قد امتلك الرجل وسلبه عقله وشخصيته. وسؤال السيد لإبليس هنا ما اسمك، ليعلن شخصيته أمام الناس، فالاسم هو الرمز الخارجي للشخصية. ونلاحظ أنه بعد هذا السؤال تكلم الشيطان بلغة الجمع لأننا كثيرون.] واستفهام أولئك الأرواح استنكاري، وهذا رد ما زال يستعمل حتى يومنا هذا بالقول : " أنت مالك ومالى" أى أنت بتدخل فيما لا يعنيك أو أمرى لا يخصك والمعنى هنا الشيطان يقول لا تدخل فى أمرى وعملى لأنى "رئيس هذا العالم " (يو 12: 31) وهذا وقتى ولم يحن يوم الدينونة بعد فلا حقَّ في معارضه المسيح لهم، فهم لا يتوقعون النفع من المسيح ولا الرحمة، إنما يخافون من العقاب. وكلامهم يدل على قوة المسيح، مع شعورهم بضعفهم أمامه
3) "ٱبْنَ ٱللّٰهِ" هذا ليل واضح على أن جنون الرجلين لم يكن مرضاً عادياً بل كان مساً من الشياطين وإلا ما عرفا أن يسوع ابن الله بنجرد رؤيته مع أنهما منعلان عن الناس يعيشان فى القبور ولا يعرفان ما يحدث ، أما الشياطين فيعلمون ذلك. ويظهر من هنا أن الملائكة الأطهار لا يمتازون عن الأبالسة بالمعرفة بل بالمحبة.

4) ""قبل الوقت لتعذبنا:" الأرجح أن «الوقت» هو يوم الدين  الوقت الذى سيدان فيه إبليس وكل ملائكته "دينونة ابليس".(1 تي 3: 6)  والملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم، بل تركوا مسكنهم حفظهم الى دينونة اليوم العظيم بقيود ابدية تحت الظلام. (يهوذا 6) لانه ان كان الله لم يشفق على ملائكة قد اخطاوا، بل في سلاسل الظلام طرحهم في جهنم، وسلمهم محروسين للقضاء، (2 بط 2: 4) الستم تعلمون اننا سندين ملائكة؟ فبالاولى امور هذه الحياة! (2 كو 6: 3) وابليس الذي كان يضلهم طرح في بحيرة النار والكبريت، حيث الوحش والنبي الكذاب. وسيعذبون نهارا وليلا الى ابد الابدين.(رؤ 20: 10) وهذا يعنى ان الشياطين لها سلطة مؤقتة ومقيدة  فى عملهم وجولانهم الشرير فى الأرض وهم يعرفون نهايتهم . فخافوا من أن يمنعهم المسيح من الجولان في الأرض ويرسلهم إلى جهنم. ويظهر من ذلك أن الشياطين يرون منعهم عن تعذيب غيرهم عذاباً لهم علاوة على عذابهم في جهنم.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فليخز النساطرة فان الشياطين انفسهم اعترفوا قائلين انه ابن الله وليس ابن النعمة . اما ما اعترض به تاودورس من ان الشياطين كيف عرفوا انه ابن الله بالطبيعة ؟ . فنجيب انهم عرفوا ذلك من اقوال الانبياء لان طبعهم الطف من طبعنا . ولا سيما من انغلاب رئيسهم منه في البرية . ثم يريدون بقولهم ” قبل الزمان ” الزمان الذي فيه تخرج البشارة الى الامم . وقد ارتاى بعضهم ان المقصود من قولهم قبل الزمان اي قبل مجيئك الثاني وهذا ما نرتئيه نحن .

تفسير (متى 8: 30) : وكان بعيداً منهم قطيع خنازير كثيرة ترعى.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

حرمت شريعة موسى أكل لحم الخنزير والخنزير.لانه يشق ظلفا ويقسمه ظلفين لكنه لا يجتر.فهو نجس لكم. (لا 11: 7) والخنزير لانه يشق الظلف لكنه لا يجتر فهو نجس لكم.فمن لحمها لا تاكلوا وجثثها لا تلمسوا (تث 14: 8)  إنما الذين كانوا يأكلون ذلك اللحم يومئذٍ هم العسكر الروماني المحتليين وغيرهم من الأمم كانت المدن العشرة يسكن بها يونانيين ويهود . وكان أكثر سكان تلك المنطقة أمماً، فربوا الخنازير طعاماً لهم وربحاً من بيعه للرومان. ولم تكن تلك الخنازير بعيدة عن المشاهدين بعداً يجاوز حد النظر وكان عدد تلك الخنازير نحو ألفين (مرقس ٥: ١٣).
*********

تفسير (متى 8: 31) : فسأله الشياطين قائلين : ان كنت تجربنا ، فارسلنا الى قطيع الخنازير “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) “ طلب الأبالسة إلى المسيح أمرين: (١) أن يتركهم، و(٢) أن يأذن لهم بالذهاب إلى الخنازير إن أجبرهم على الخروج من الرجلين. ولا نعلم كيف يمكن لتلك الأرواح أن تسكن تلك البهائم، وكانوا يقصدون من طلبهم ذلك أن يبقوا في تلك المنطقة، وتبقى لهم فرصة للأذى بعد ذلك، وهذا ما حدث  يهيجوا السكان على يسوع مثلما هيجوا الكهنة والشعب على يسوع وصلبوه ولكن تبقى لنا وعده الشهير    "قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام. في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا: أنا قد غلبت العالم». (يوحنا 16: 33) بمعنى  أنه فى وجود يسوع فى حياتنا أصبح لنا الغلبة عليه لأن قوة الشيطان محدودة، فلا يمكنه أن يفعل شيئاً إلا بإذن 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي لكي يضروا الناس في مالهم فيبغضه اصحاب الخنازير ويطردوه من بلادهم ولا يقبلوا بشارته . أو يقتلوه فتبقى الارض معدومة من الايمان ويرجعوا هم الى مكانهم ثانية . ولما عرف الرب بافكارهم اذن لهم فيما طلبوه لتعرف عنايته ببني البشر . اذ لولا عنايته ببني البشر وبذينك المجنونين لكانت فعلت تلك الارواح النجسة بهما اكثر مما فعلته بالخنازير لان سماحه للشياطين بتجربة الناس هو لئلا يغصب حرية الشياطين .

تفسير (متى 8: 32) : فقال لهم : “ امضوا “ . فخرجوا ومضوا الى قطيع الخنازير ، واذا قطيع الخنازير كله قد اندفع من عن الجرف الى البحر ، ومات في المياه .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " ٱمْضُوا " من الواضح أن الشياطين عندما لبست هاذين الشخصين حولتهم إلى مجنونان بفهم الناس لأنهم يأذون أنفسهم ويأذون من حولهم أى لمن يمر فى الطريق إلى المقابر أة إلى شاطئ البحيرة ويعيشوت عيشة الحيوانات فى القبور يسيرون شبه عرايا ولم تصل أذية الشياطين لهم إلى درجة قتلهم ثم

أذن المسيح للشياطين ليحول شرهم خيراً كما يفعل بأعمال الناس الأشرار  وقصة يوسف البار تدل على ذلك حول حقد وكره أخوته وهذا شر فى عين لارب إلى خير وحول إتهام إمرأة فوطيفار له وسجنه إلى خير وهكذا يمكنك أيها القارئ الإطلاع على شر الأشرار تجده يحوله الرب إلى خير مثل إستعباد فرعون مصر لبنى إسرائيل ولنتذكر قول يوسف لأخوته ( تكوين 50: 20) "أنتم قصدتم لي شرا، أما الله فقصد به خيرا، لكي يفعل كما اليوم، ليحيي شعبا كثيرا." ولعله أذن لهم في ذلك ليوضح رداءة أولئك الأرواح، وأن ه وأنهم كانوا يريدون هلاك المجنونان هلاكا أبديا أى موتهم فى  جنون الشر  عظمة نجاة المجنونين منهم.
2) "وَإِذَا قَطِيعُ ٱلْخَنَازِيرِ الخ"  نتيجة دخول الشياطين في الخنازير حدث جنون لها فإندفهت  الخنازير الهلاك (وهو مما تجتنبه بالغريزة) عند دخول تلك الأرواح فيها، فركضت واندفعت من الجبل حيث كانت ترعى إلى البحر فغرقت كلها. وهذا يبرهن أن جنون الرجلين كان من تلك الأرواح لا من مرض عادي. ويبرهن الفرق العظيم بين أعمال المسيح وأعمال الشيطان، فإن أعمال المسيح للخلاص وأعمال الشيطان للأذية فى الأرض وللهلاك.
لام البعض المسيح لأنه جلب على أصحاب الخنازير خسارة مادية. وردَّ بعضهم على ذلك بأن أصحاب تلك الخنازير كانوا يهوداً لا يجوز لهم أن يتجروا بالخنازير، فعاقبهم المسيح بعدل وأهلك خنازيرهم. لكن لا دليل على ذلك. وردَّ البعض بأن هلاك الخنازير كان نتيجة عمل الشياطين لا عمل المسيح. ولو كان المسيح سبباً لذلك لأقام أصحابها الدعوى عليه والسبب فينا يبدوا هو الشياطين لأنها طلبت أن تدخل فقط فى الخنازير ولم تتقل أنها ستقتل الخنازير  فيكون الفعل شيطانى . وحتى إن سلمنا أن المسيح كان العلة في ذلك فإن للمسيح الإله كل الحق أن يميت الخنازير بأي طريق أراد، كالوباء أو الصواعق أو الغرق. وتجسد المسيح لا ينقص حقه في أن يتصرف كيف شاء بخليقته. والنظر في شفاء المجنونين من سلطة الشيطان أفضل من البحث عن موت الخنازير. ففي كل يوم تُذبح ألوف من البهائم لمنفعة أجساد البشر، فلا اعتبار لتلك الخسارة القليلة بالنسبة إلى نفع النفوس الخالدة. ومن حسب الله مسؤولاً عن كل شر في العالم وقع في خطية التجديف!
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ان جميع الشياطين الذين أخرجهم السيد المسيح من المجنونين سقطوا في البحر ولم يبق منهم احد .

تفسير (متى 8: 33) : اما الرعاة فهربوا ومضوا الى المدينة ، واخبروا عن كل شيء ، وعن امر المجنونين .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1)  هرب الرعاة " وهذا إثبات أن المعجزة حدثت فى منطقة بعيددة عن المدينة فكثير من الرعاة يرعون قطعانهم فى مناطق خضرة قريبة من بحيرة طبرية وكانت فى نفس الوقت قريبة من المقابر التى تكون فى العادة خارج المدن في هذه القصة أورد البشير متّى كثيراً من الدعابة، فقد كان يكتب لقوم يعرفون عادات الأمم ويقارنونها بعادات اليهود وتقاليدهم من جهة نجاسة الخنازير، فصوَّر تجار الخنازير وخسارتهم الفادحة، يقابلها الربح الحقيقي بإرجاع ذي الروح النجس للصحة الكاملة فلم يكن يهم الأممين إلا أكل الخنازير  خربوا خوفاً مما حدث، وليخبروا أهل المدينة وأصحاب الخنازير، وليبرروا أنفسهم من تلك الخسارة. فرووا الخبر كله مبتدئين بموت الخنازير، ومنتهين بشفاء المجنونين. ولا نعلم كيف عرفوا علاقة الأول بالثاني. الأغلب أنهم رأوا ما حدث من بعيد أو أنهم مرّوا بالمسيح وتلاميذه فعرفوا سبب الأمر كله.أو أنه المجنزنان أخبروهم بما حدث لهم  

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي ليخبروا بما قد جرى لئلا يطالبوا بالخنازير .

تفسير (متى 8: 34) : واذا كل المدينة قد خرجت لملاقاة يسوع ، ولما ابصروه طلبوا ان ينصرف عن تخومهم 

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "كُلُّ ٱلْمَدِينَةِ " كل المدينة تعنى جميع سكانها خرجوا ليشاهدوا شيئن عرق الخنازير وشفاء المجنونان ولكنهم لم ينتبهوا ليسوع صانع الأعجوبة

2) " لِمُلاَقَاةِ يَسُوعَ " ليمنعوه من التقدم إلى مدينتهم خوفاً من خسارة أخرى بقوته الغريبة. وهكذا إنطبق عليهم قول الكتاب " فيقولون لله ابعد عنا.وبمعرفة طرقك لا نسر.(أى 21: 14) وايضا : " القائلين لله ابعد عنا.وماذا يفعل القدير لهم " (أى 22: 17) وهكذا فعل بولس مع الجارية التى بها روح نجس وكان بها روح عرافة وكان أتباعها يكسبون من أعمال الشيطان الذى يتقمصها فوضعوا بولس ومن معه فى السجن  ولكن حدثت زلزلة وأغرج عنهم الولاة بشروط : " فجاءوا وتضرعوا اليهما واخرجوهما، وسالوهما ان يخرجا من المدينة. فخرجا من السجن ودخلا عند ليدية، فابصرا الاخوة وعزياهم ثم خرجا. ((أع 16: 39- 40)

وإهتموا بخسارتهم وخافوا من قوة المسيح فقطيع يقدر بأكثر من 2000 هو ثروة لهم لا عجب أن خافوا من مجيء المسيح لأنهم كانوا من الأمم، ولم يعرفوا من أمر المسيح شيئا ، ا
3) " طَلَبُوا أَنْ يَنْصَرِفَ عَنْ تُخُومِهِمْ "  فطلبوا إليه ألا يدخل إلى بلدتهم وينصرف بعيدا عن  عن تخومهم. وبهذه الطلب خسروا إلها كان سيقودهم للخلاص فذهابة إلى مدينتهم سيدخلها الخير لهم ولأبنائهم  ينفع أجسادهم وأرواحهم.( يوحنا 1: 12) وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه." أما هو فاستجاب لهم في الحال، فكان ذلك من أعظم مصائبهم، لأنه لا مصاب للإنسان أشر من أن الله يستجيبه إذا طلب أن يتركه وشأنه. قال الله «وَيْلٌ لَهُمْ أَيْضًا مَتَى انْصَرَفْتُ عَنْهُمْ!» (هوشع ٩: ١٢).لقد قرع يسووع باب قلوب الجدريين ولكنهم عندما  فتحوا أبواب مدينتهم وخرجوا لملاقاته طلبوا منه أن يرحل من بلادهم وهكذا حمل هذا الجيل دمه على رأسه  وإن محبة العالم تمنع من قبول المسيح، لأن المجنونين المسكونين بالشياطين كانا مستعدين لقبول المسيح أكثر من الجدريين الدنيويين. أيهما تريد الربح المادى أم الربح الجسدى والروحى

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي وجدوا انفسهم غير مستحقين ان يروا المسيح بعد ان بلغهم انه اخرج الشياطين وذلك لئلا يصيبهم شر بسبب خطاياهم . فالقديس كيرلس انه اكرموه اولاًً وبعد ذلك طلبوا منه ان ينصرف . ثم ان المجانين كانوا اثنين كما ذكر متى وكان احدهما رديئاًً جدا وعنه تكلم الانجيليون وربما كان الاثنان رديئان . فلم يذكروا الا واحدا على سبيل الاطلاق . سيما ان الذي يبري الواحد يستطيع ان يبري كثيرين

( لو 8 : 29 ) وكان يربط بسلاسل ويحبس بقيود فيقطع الربط الخ

ولكن مع ذلك لم يستطع الشيطان ان يلقي به الى البحر ليعلم الكل انه وان اعطى للشياطين سلطان على جسد الانسان لكن لا سلطان لهم على موته . فلو كان لهم هذا السلطان لاهلكوه منذ دخولهم فيه .

وقوله ” صاح وخر له ( لو 8 : 28 ) اي الشياطين . ويعرف من سؤاله اياه ما هو اسمك فقال جوقة . ان هذا الاسم ليس هو اسم انسان . والمتكلم كان رئيسهم وهو جاء بارفاقه لاهلاك الانسان كما قد قيل ” اذا خرج الروح النجس … فيأخذ سبعة ارواح الخ ” اما لاجاون فترجمتها باللغة الرومانية ربوة والربوة عشرة آلاف : فكل هؤلاء كانوا في ذلك الانسان . وسؤاله اياه ما هو اسمك لا يدل على انه كان يجهل اسمه حقيقة ولكن ليعرف انهم كثيرون وانه ليس شيطان واحد فقط يستمع له . لكن كلهم يطيعونه ويرتجفون منه وانه لولا امره تعالى لكان هلك ذاك الانسان .

( لو 8 : 38 ) فطلب اليه الرجل الذي خرجت منه الشياطين ان يكون معه فصرفه يسوع قائلاًً

ذلك دليلاًً على خوفه من انه اذا انتقل المسيح يرجعون اليه ثانية وقوله ” فصرفه ” اي انه اراد ان يمضي الى بيته ويفرح اهله بسلامته . اما الشياطين فانهم يريدون السكنى بين القبور لكي يزرعوا في الناس الافكار الشريرة ويعلموهم ان انفس بني البشر تصير بعد الموت شياطين وبهذا الظن يقتل السحرة الاطفال على امل ان تصير انفسهم شياطين خاضعين لهم .

 

 

 

This site was last updated 01/15/21