النسوة اللواتي كن يرتحلن مع يسوع وتلاميذه
WOMEN TRAVELED WITH JESUS AND HIS DISCIPLES
نساء كثيرات كن مع المسيح وقت الصلب
بينما إختفى التلاميذ خوفا ولم يتبعوا المسيح فى صلبه فيما عدا يوحنا كانت النساء يتبعن يسوع فى مسيرته بطريق الألام حتى الصلب وشاهدن آلامه وهو على الصليب والدفن - والمكان الذى وقفن فيه النسوة كان أسفل تلة الجلجثة فيما عدا مريم ويوحنا كانا قريبين من الصليب لأن يوحنا فيما يعتقد كانت له صلات كثيرة برئيس الكهنة والرومان بدليل أقترابه من صليب المسيح فوق تلة الجلجثة فى وجود مجلس السنهدرين الذى كان رؤساء الكهنة والفريسيين .. وغيرهم أعضاء فيه وجنود الرومان
ذكر إنجيل متى أن النساء كثيرات أى عدد كبير كن يتبعن يسوع ولم يذكرهن جميعا لأنه قال "وبينهن" مريم المجدلية ، ومريم ام يعقوب ويوسي ، وأم ابني زبدى (مت 27: 55- 56) : وكانت هناك نساء كثيرات ينظرن من بعيد ، وهن كن قد تبعن يسوع من الجليل يخدمنه ، وبينهن مريم المجدلية ، ومريم ام يعقوب ويوسي ، وأم ابني زبدى
وكرر مرقس كلمة كثيرات وكرر كلمة "بينهن" أيضا : مريم المجدلية ومريم ام يعقوب الصغير ويوسي وسالومة
(مر 15: 40- 41) 40 وكانت ايضا نساء ينظرن من بعيد بينهن مريم المجدلية ومريم ام يعقوب الصغير ويوسي وسالومة 41 اللواتي ايضا تبعنه وخدمنه حين كان في الجليل. واخر كثيرات اللواتي صعدن معه الى اورشليم.
وذكر لوقا فى وقت مبكر من كرازة المسيح أن بعض النساء اللائى شفين من الأرواح الشريرة وأمراض كانا يخدمن المسيح باموالهن وذكر أيضا كلمة كثيرات : مريم المجدلية ويونا وسوسنة (لو 8: 2- 3) 2 وبعض النساء كن قد شفين من ارواح شريرة وامراض: مريم التي تدعى المجدلية التي خرج منها سبعة شياطين 3 ويونا امراة خوزي وكيل هيرودس وسوسنة واخر كثيرات كن يخدمنه من اموالهن." وفى النهاية وعند الصلب كان كثير من الذين يعرفون يسوع وكذلك ذكر كلمة "نساء " وتعنى جمع كبير واقفين ينظرن يسوع (لو 23: 49) وكان جميع معارفه ونساء كن قد تبعنه من الجليل واقفين من بعيد ينظرون ذلك. "
وذكر إنجيل يوحنا بعضا من اللائى كن واقفات عند السليب وهن : امه، واخت امه مريم زوجة كلوبا، ومريم المجدلية.
(يو 19: 25) 25 وكانت واقفات عند صليب يسوع، امه، واخت امه مريم زوجة كلوبا، ومريم المجدلية.
فيما يلي التعليقات على أولئك النسوة على ما ورد فى إنجيل مرقس (مرقس ١٥ :٤٠ -٤١ )
"هناك أيضا بعض النسوة كَّن ينظرن من بعيد". الجماعة الرسولية كانت تخدمهم مالياً وماديّاً عدة نساء (الطبخ، والغسيل، إلخ.، (مر ١٥ً :٤١ ) (مت 27: 55) (لو 8: 3)
"مريم المجدلية". َ
من مْجدَل كانت مدينة صغيرة على شاطئ بحر الجليل ، على بعد ثلاثة أميال شمال طبرية. مريم تبعت يسوع من الجليل بعد
أن أخرج منها عدة شياطين (لو٨ :٢) لقد ُوصمت ظلما بأنها عاهرة ولكن ليس هناك دليل في العهد الجديد على ذلك.
يقول القديس لوقا البشير عن القديسة مريم المجدلية أنه "خرج منها سبعة شياطين" (لو 8: 2). ويدل هذا الرقم على شدًة تملك الشياطين عليها.
ويقول أيضًا أنها واحدة من "بعض النساء كنً قد شفين من أرواح شريرة وأمراض.. كنً يخدمنًه من أموالهنً" (لو 8: 2-3).
عند الصليب
ويقول القديس مرقس البشير: "وكانت أيضًا نساء ينظرن من بعيد بينهن مريم المجدلية.. اللواتي أيضًا تبعنه وخدمنه حين كان في الجليل" (مر 15: 40-41).
كما يقول القديس متى البشير: "وكانت هناك نساء كثيرات ينظرن من بعيد وهن كن قد تبعن يسوع من الجليل يخدمنه. وبينهن مريم المجدلية" (مت 27: 55- 56).
ويقول القديس يوحنا البشير: "وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية" (يو 19: 25).
وإذ يشهد الإنجيل أن مريم المجدلية تبعت الرب يسوع من الجليل وخدمته من أموالها، وأنها كانت واقفة عند الصليب، فإننا لا نستبعد أنها تقدمت نحو المكان الذي كان لابد أن يمر به الرب مخلصنا في طريقه إلي الجلجثة، وأنها كانت إحدى أولئك النساء القديسات اللواتي كنً يبكين بمرارة. ويقول القديس لوقا البشير: "وتبعه جمهور كثير من الشعب والنساء اللواتي كنً يلطمن أيضًا وينحن عليه. فالتفت إليهن يسوع وقال "يا بنات أورشليم لا تبكين عليً بل ابكين على أنفسكن وعلي أولادكنً. لأنه هوذا أيام تأتى يقولون فيها طوبي للعواقر وللبطون التي لم تلد والثديً التي لم ترضع. حينئذ يبتدئون يقولون للجبال اسقطي علينا وللآكام غطينا. لأنه إن كانوا بالعود الرطب يفعلون هذا فماذا يكون باليابس" (لو 23: 27-32).
لم تخف المجدلية، بل بقيت عند الصليب. ومع أن القديسين متى ومرقس يذكر أنها ضمن اللواتي كنً ينظرن من بعيد، فإن القديس يوحنا يشهد بأنها تشجعت أخيرًا فاقتربت وكانت واقفة عند صليب المخلص.
وكانت المجدلية حاضرة وقت الدفن. يقول القديس متى: "وكانت هناك مريم المجدلية ومريم الأخرى جالستين عند القبر" (مت 27: 61). كما يقول أيضًا القديس مرقس: "وكانت مريم المجدلية ومريم أم يوسي تنظران أين وضِعَ" (مر 15: 47).
إن مريم المجدلية التي كانت حاضرة وقت صلب الرب يسوع لابد أنها كانت أيضًا حاضرة وقت إنزاله عن الصليب، وعندما كانوا يعطرونه بالأطياب والعطور الثمينة، وعندما لفوا الجسد المقدس بالأكفان ووضعوه في القبر. ولا نستبعد أنها اشتركت في كل هذه الواجبات اللازمة مع القديسة مريم العذراء والقديس يوحنا الرسول ويوسف الذي من الرامة ونيقوديموس.
ولقد راقبت المجدلية باهتمام شديد المكان الذي وضعوا فيه جسد الابن الوحيد القدوس، وفي نيتها الحضور مرة أخري بعد مرور السبت ومعها الأطياب لدهنه، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ويقول القديس مرقس "وبعد ما مضي السبت اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة حنوطًا ليأتين ويدهنه" (مر 16: 1).
كما يقول القديس متى: "وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظر القبر" (مت 28: 1).
وأيضًا يوحنا الرسول: "وفي أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلي القبر باكرًا والظلام باقِ" (يو 20: 1). بينما كان الفجر يبدأ في الظهور، أخذت المجدلية طريقها مع بعض النساء القديسات الأخريات إلي القبر المقدس، لكي يقمن بهذا العمل التقوى. لقد كانت تعلم أن القبر محاط بالجنود، وأنهم سدوا مدخله بحجر ثقيل للغاية، وأن كهنة اليهود قد وضعوا عليه أختامهم حتى لا يستطيع أحد أن يلمسه دون أن ينال جزاءه.
كما كانت تعلم أنه أمر جديد أن يحرك جسد ميت في قبره لكي يُدهَن بالطيب، وأنه حتى إذا كان من الجائز فأحرى بالرسل والتلاميذ أن يقوموا هم بعمله، لاسيما أنها ما هي إلا فتاة بسيطة لا سلطة لها.
ولكن المحبة التي تملأ قلبها لا تجادل ولا تقف عند مجرد التفكير، وليس من المستصعب أن تقوم بما لم يجرؤ عليه أبدًا التلاميذ والرسل. ولكنها تبحث عن الحي بين الأموات، لأن الرب يسوع قام قبل أن تحضر المجدلية، وترك الأكفان التي كان ملفوفًا بها في القبر.
أول من بشر بالقيامة: يقول القديس لوقا: "فتذكرَن كلامه ورجعن من القبر وأخبرن الأحد عشر وجميع الباقين بهذا كله. وكانت مريم المجدلية ويونا ومريم أم يعقوب والباقيات معهنً اللواتي قُلن هذا للرسل" (لو 24: 8-10).
وأيضًا القديس يوحنا: "فنظرت الحجر مرفوعًا عن القبر. فركضت وجاءت إلي سمعان بطرس وإلي التلميذ الآخر الذي كان يسوع يحبه وقالت لهما أخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه" (يو 20: 1-2).
لقد جرت لتخبر بطرس ويوحنا إذ رأت الحجر مرفوعًا من أمام باب القبر. فكانت أول من بشر بقيامة الرب من الأموات.
ثم رجعت وانحنت على القبر وهي تبكى."فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحدًا عند الرأس والآخر عند الرجلين حيث كان جسد يسوع موضوعًا" (يو 20: 12).
ظهور الرب يسوع لها: يصف القديس يوحنا ظروف هذا الظهور الأول من ظهورات الرب يسوع بعد قيامته: "قال لها يسوع يا امرأة لماذا تبكين. من تطلبين فظنت تلك أنه البستاني فقالت له يا سيد إن كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا آخذه. قال لها يسوع يا مريم. فالتفتت تلك وقالت له ربوني الذي تفسيره يا معلم" (يو 20: 15-16).
هذا ما تقوله الأناجيل عن مريم المجدلية.
"مريم, أم يعقوب الصغير ويوسي".
ورد أسمها في (مت ٢٧ :٥٦) تدعى "أم يعقوب ويوسف" وفي (مت ٢٨ :١ ) تدعى "مريم الأخرى".
هي زوجة كلوبا وهو كليوباس المذكور في (لو 24: 18)، أحد تلميذيّ عمواس اللذين ظهر لهما الرب بعد قيامته من الأموات والمعتقد أنه هو نفسه أيضًا حلفي لأن الإنجيل في ذكره النساء اللواتي كن واقفات عند صليب ربنا يسوع يقول تارة: "بينهن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب الصغير ويوسي وسالومة" (مر 15: 40)، وطورًا يقول: "وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية" (يو 19: 25). فتكون زوجة كلوبا هي نفسها أم يعقوب الصغير (وهو يعقوب بن حلفي) ويوسي. والقديسة مريم زوجة كلوبا هي أيضًا المقصودة بعبارة "مريم الأخرى"، وكتبت هذه العبارة لأجل تمييزها عن القديسة مريم العذراء والدة الإله، وعن القديسة مريم المجدلية.
ويسمى يعقوب ويوسف (أو يوسي) وسمعان ويهوذا أبناء مريم زوجة كلوبا إخوة الرب، أي أولاد خالته، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فهناك درجة قرابة بينها وبين القديسة مريم والدة الإله، ولا نستطيع أن نقرر بالضبط هذه الدرجة على أساس النصوص. وذهب البعض إلي أن مريم زوجة كلوبا هي أخت العذراء مريم والدة الإله وقد حملتا نفس الاسم.
ففي قاموس الكتاب المقدس Dictionary of the Bible المطبوع في لندن سنة 1863 أن مريم زوجة كلوبا هي أخت السيدة العذراء، وأن كلوبا هو حلفي وأن أولادها هم (1) يعقوب الصغير. (2) يوسي أو يوسف. (3) ويهوذا وهو الملقب تداوس أو لباوس. (4) وسمعان. وأن لها أيضًا ثلاث بنات أو أكثر.
ويقول البعض الآخر أنها ابنة خالة القديسة مريم العذراء.
لقد كانت في الجلجثة بجانب القديسة مريم العذراء وظلت هناك بعد موت المخلص، وحضرت دفن جسده المقدس؛ وذهبت إلي القبر بعدما مضي السبت: "وبعدما مضي السبت اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة حنوطًا ليأتين ويدهنه" (مر 16: 1).
وقد رأت الرب بعد قيامته من الأموات: "وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر.. وفيما هما منطلقتان لتخبرا التلاميذ إذا يسوع لاقاهما وقال سلام لكما فتقدمتا وأمسكتا بقدميه وسجدتا له" (مت 28: 1، 9).
وذهب البعض إلي أن جسد القديسة مريم زوجة كلوبا موجود في القسطنطينية، والبعض الآخر أنه في إيطاليا. ويقول تقليد آخر أيضًا أنه فى مكان آخر
" َسالُوَمةُ".
كانت هذه أم يعقوب ويوحنا، اللذان كانا جزء من حلقة تلاميذ يسوع الدّاخلية، وزوجة َزْبِدي (مت ٢٧ :٥٦) ( مر ١٥ :٤٠)( مر 16: 1- 2)
سالومة هى أم إبني زبدي، وهو اسم عبري مؤنث سليمان.
زوجة زبدي وأم يعقوب ويوحنا (قارن متى 27: 56 ومرقس 10: 40 و16: 1) وكانت إحدى النساء اللواتي أتبعن المسيح في الجليل وخدمنه (مرقس 15: 40 و41)، وإحدى اللواتي شاهدن الصلب (متى 27: 56) وذهبت إلى القبر مع النساء وهن يحملن الأطياب (مرقس 16: 1)، وهي التي طلبت من المسيح أن يجلس واحد من أولادها يمينه والآخر عن يساره (متى 20: 2024). ويُرَجِّح البعض أنها أخت مريم أم يسوع مستنتجين ذلك من (يوحنا 19: 25)، ولكن هذا مجرد افتراض.
فيما يلي تعليقاتي على هؤلاء النسوة من تفسيري على يوحنا ١٩ :٢٥ :
هناك أختان تحملان اسم مريم. شقيقة مريم، سَالُوَمةُ تذكر بالأسم فى( مر
١٥ :٤٠ ) ( مت ٢٧ :٥٦ )وبهذا يكون يعقوب ويوحنا ويسوع أولاد أخوال أو أولاد عموم. هناك تقليد من القرن الثاني (Hegesippus ) يقول أن كليوباس كان شقيق يوسف. مريم المجدلية هي المرأة التي كان يسوع قد طرد منها سبعة شياطين وهي أول شخص اختار أن يظهر له بعد قيامته (يو ٢٠ :١ -٢؛ ١١ -١٨؛ مر ١٦ :١؛ لو ٢٤ :١ -١٠ )
القديسة مريم العذراء أم المسيح
والدة الإله الثيؤتوكوس، خطيبة يوسف النجار
أولًا: ما سجله الوحي عنها: فإننا نعلم أنها جاءت هي ويوسف من سبط يهوذا من نسل داود (قارن لوقا 1: 32 و69 ورومية 1: 3 و2 تيمو 2: 8 وعبرانيين 7: 14).
وقد وردت سلسلة نسب المسيح من ناحية يوسف (مت 1: 16 ولو 3: 23). وكان لمريم العذراء أخت واحدة (يوحنا 19: 25) هي زوجة كلوبا (حلفى كما يظن البعض). وكانت العذراء مريم تتصل بصلة القرابة مع أليصابات أم يوحنا المعمدان (لوقا 1: 36).
وفي أثناء المدة التي كانت فيها مخطوبة ليوسف، وقد كان المتعارف عليه في ذلك الحين أن الخطبة تعقد لمدة عام واحد قبل الزواج. وأعلن الملاك جبرائيل للمسيح المنتظر، ابن الله (لو 1: 26 - 35 و2: 21). وقد قامت مريم من الناصرة وطنها لتزور أليصابات موجهة الخطاب إليها بالقول "أم ربي (ثيؤتوكوس)" منشدة أليصابات أنشودة أخرى عذبة رائعة (لوقا 1: 42 - 45) فأجابت العذراء في أنشودة أخرى أكثر عذوبة وأشد روعة وجمالًا من أنشودة أليصابات، تسمى "أنشودة التعظيم" (لوقا 1: 42 - 55) وبقيت مريم مع أليصابات مدة تقرب من الثلاثة الأشهر إلى أن وضعت أليصابات.
وقد ذهب يوسف ومريم معًا من الجليل، من مدينة الناصرة إلى بيت لحم [(لوقا 2: 4) وما يليه]. وفي بيت لحم وفي المغارة التي كانت مستعملة كاسطبل وملحقة بالنزل هناك. وفي المكان الذي تقوم كنيسة الميلاد أو المهد عليه أو بالقرب منه، وضعت مريم ابنها البكر. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). وقد تذكرت مريم كل الحوادث المتصلة بهذا الميلاد وكانت تفتكر بها في قلبها (لوقا 2: 19). ويظهر أن البشير متى يخبرنا بقصة الميلاد من وجهة نظر يوسف ويبرز لنا مريم العذراء كما رآها يوسف خطيبها.
قد توالت سلسلة من الحوادث بعد الميلاد ظهرت فيها مريم العذراء بصورة واضحة جلية منها.
1 - تقديم المسيح في الهيكل والقيام بفروض التطهير حسب الشريعة الموسوية (لو 2: 22 - 39).
2 - زيارة المجوس (مت 2: 11).
3 - الهرب إلى مصر ثم العودة منها إلى فلسطين [(مت 2: 14 و20) وما يليه].
ولا بُد أن العذراء مريم سارت على النهج الذي كانت تسير عليه نساء الناصرة في ذلك الحين من القيام بشؤون بيتها والعناية بأهل بيتها وتوفير الراحة لهم. إلا أن هذه الحياة الرتيبة تخللتها زيارة لأورشليم لحضور عيد الفصح من سنة إلى سنة (لو 2: 41). ولما كان يسوع في الثانية عشرة من عمره زار يوسف ومريم والصبي يسوع أورشليم في عيد الفصح على حسب عادتهم، ونحن تعلم ما تم في تلك الزيارة من ذهاب يسوع إلى أورشليم ومن بقائه هناك من بعد عودة مريم أمه ويوسف ومن تحدّثه إلى الشيوخ في الهيكل ومن رجوع مريم ويوسف إلى أورشليم ليبحثا عنه إلى أن وجداه في الهيكل. وتظهر كلمات العذراء التي وجهتها إلى المسيح مقدار جزع الأم المحبة على وليدها كما تظهر أيضًا مقدار رباطة جأشها وتهذب نفسها (لو 2: 48 و51).
وقد ذكر الكتاب المقدس أربعة أخوة للرب يسوع (مت 13: 55). كما ذكر إلى أخواته الموجودات عندهم في بلدهم (مر 6: 3). وقد اختلفت الآراء بصدد هؤلاء فمن قائل أنهم أولاد مريم من يوسف بعد أن ولدت ابنها البكر يسوع وهي عذراء، وهذا خطأ عقائدي حيث بقيت القديسة مريم عذراء ولم تتزوج يوسف النجار. ومن قائل أنهم أخوته أي أولاد يوسف من زوجة أخرى قبل أن خطب العذراء مريم، ومن قائل أنهم أبناء عمومته أو أبناء خؤولته (انظر "أخوة الرب").
ونرى العذراء مريم في عرس قانا الجليل ومما تمّ هناك يظهر أن ابنها الرب يسوع المسيح هو صاحب السلطان الأول والأخير في عمل المعجزات (يوحنا 2: 1 - 5). ولما انتقلت الأسرة إلى كفر ناحوم (يوحنا 2: 12 ومت 4: 13) نجد أن أقرباءه أرادوا أن يحولوا دون استمراره في تأدية رسالته قائلين، إنه مختل (مر 3: 21). ولما كان يعّلم جاءت أمه وأخوته ووقفوا خارجًا وأرسلوا إليه يدعونه (مر 3: 31 - 35).
ولما كان يعلم في أورشليم رفعت امرأة صوتها وقالت "طوبى للبطن الذي حملك وللثديين اللذين رضعتهما". أما هو فقال: "بل طوبى للذين يسمعون كلمة الله ويحفظونها" (لو 11: 27 - 28).
فهذه الإشارات المقتضبة إلى العذراء مريم في الكتب المقدسة تصورها لنا في كونها المباركة من النساء والمنعم عليها عظمى (لو 1: 28). وكذلك يقدمها لنا الكتاب المقدس كمثل أعلى للأمهات وللنساء قاطبة (لو 2: 27 و33 و41 و48 و3: 23). وقد تبعت المسيح واقتفت أثره في عمله إلى النهاية (لو 23: 49). وهند الصليب تحققت فيها النبوّة التي تنبأ بها سمعان الشيخ عندما قال: "ويجوز في نفسك سيف". (لو 2: 35). ولما كان المسيح على الصليب ظهرت محبة المسيح لها واهتمامه بشأنها عندما عهد إلى يوحنا الرسول بالعناية بها (يوحنا 19: 26 وما يليه).
والإشارة الوحيدة الصريحة التي وردت في العهد الجديد عن العذراء مريم بعد ما جاء عنها في الأناجيل هي ما ورد في (أعمال 1: 13) وما يليه عن اشتراكها مع تلاميذ الرب وأخوته في الصلاة ومواظبتها عليها.
ويوجد تحليل لنيافة الحبر الجليل الأنبا بيشوي مطران دمياط أن مريم الأخرى المذكورة في قصة أحد ظهورات المسيح بعد القيامة هي نفسها العذراء مريم، وذُكِرَت باسم "مريم الأخرى" في تلك الحادثة فقط.
************
المراجع
كتاب الثلاث مريمات القديسات - المقدس يوسف حبيب
قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية