Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

شيوخ الإسلام والجنس وطفلات مصر القصر

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
Untitled 2316
يوم الغضب
دير الأنبا شنودة وذبح كاهن
كنيسة الشهيدين بصول بمصر
بند واحد بالدستور
النساء فى بلاط الخلفاء
موضوع كاميليا وبن لادن
علم السعودية يرفرف
إسقاط الجنسية والحماية الدولية
الإعتداء على ماريانا عبده
خطف وتبيع فتيات
ما هو معنى الحمايــــــة الدولية
خطورة تطبيق شريعة
عيد النيروز والأسرى الأقباط
قمصان صحابة رسول الإسلام
كرامة المصريين وتكسير التماثيل
المؤرخ يوحنا النيقيوسى
العهدة العمــــرية والشروط العنصرية
مذبحة ماسبيرو
المساجد مظلمة وريحتها نتنة
المسلمين يلقون الأقباط للأسود
المجلس العسكرى والغازات السامة
المجلس العسكرى والتزوير
Untitled 2340
صورة وخبر
حدث فى مثل هذا اليوم
يا عسكر يا أوباش
الإرهابى المشوة
الواقع القبيح
باعو الثورة
التهجير القسرى
إزدراء الأديان
حد الحرابة
الأنبا بيشوى
فلنتمثل بالبابا شنودة
الذهاب للقدس
تنظيم القاعدة
الإخوان المسلمين
الحاكمية لله
الشيطان ومحمد مرسى
فضيحة حنسية
Untitled 5707
قميص عثمــــان وقميص المكوجى
أقباط مصر بين التقسيم والتبشير
إقتحام السفارة الأمريكية
حرق الإنجيل بمصر
الإزدراء بالإسلام
شيوخ الإسلام والجنس
Untitled 6038
Untitled 6039
Untitled 6040
Untitled 6041
Untitled 6042

 

شيوخ الإسلام والجنس وطفلات مصر القصر

الشيخ برهامى يقول : الرسول تزوج بعائشة ذات الست سنين

الشيخ برهامى : الشرع ألأسلامى أحل زواج ألأطفال

الشيخ الذى تراه فى الصورة هو الشيخ ياسر برهامى وهو حاصل على درجة دكتوراه وهو نائب رئيس الدعوة السلفية أى أنه أحد قمم السلفين بمصر والسلفيين طائفة تنشد الرجوع للسلف أى الرجوع إلى الخلف إلى ايام عصر الرسول  هذا الشيخ يركب عربات الغرب ويستعمل كل إختراعات الغرب الكافر حتى الميكروفون المعلق فى جلبابه والنظارة التى يلبسها صنعت فى الغرب ولكنه هذا الشيخ يرى فقط أن يرجع بالإنسانية للخلف إلى حيث يتزوج الرجل الشيخ الطاعن فى السن من فتاة صغيرة سنها ستة سنوات أو حتى أصغر ولا يجب أن نلوم الشيخ برهامى بل يجب أن نحترمه لصراحته لأنه قال للملايين فى قناة دريم فى يوم الثلاثاء 9/10/2012م فى برنامج العاشرة مساء أن شريعة الإسلام تسمح بزواج الطفلات ونقل النشطاء الفيديو ونشروه على شبكة الإنترنت والشيخ برهامى شجاع ورجل والرجال قليلون ولأنه رجل فأنه ينصر حق الرجل فى الزواج من قطيع من النساء وهو لا يكتفى بهذا بل أنه يسير مع حق الرجل إلى نهاية المطاف حيث أنه يؤيد الرجل الذى بلغ منه السن أرزله بالزواج من طفلة صغيرة تلعب مع عرائسها حيث بفتى الشيخ برهامى للشيخ المسلم الطاعن فى السن والذى بينه وبين القبر خطوة  قائلاً: بأن شريعة الإسلام تسمح له بالزواج من طفلة صغيرة ولا شك أن كلمة صغيرة تطلق على أى طفلة من سن الولادة حتى سن البلوغ وتعنى كلمة صغيرة أنها أصغر من سن البلوغ والشيخ برهامى بطبّق القرآن بكل ما امر به وفى فتوى (رأي) الشيخ برهامى أن زواج الطفلات أصبح قانونا فى شريعة الإسلام سنة عن  رسول الإسلام (صلم)  ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا )[ سورة الحشر : الآية 7 ] وأن كتب الأحاديث وكتب السيرة النبوية سجلت زواج محمد نبى الإسلام (صلم)  للطفلة عائشة عمرها 6 سنين (السيدة عائشة) إبنة صديقه (صاحبه / الصحابى) أبو بكر إبن ابى قحافة الذى اصبح فيما بعد أول خليفة للمسلمين بسبب هذا الزواج  وإمتدت فترة الخطبة ثلاث سنين وكانت السيدة عائشة رضى الله عنها وأرضاها فى ليلة الدخلة قد بلغت من العمر  بالتاريخ الهجرى  9 سنين أما إذا  حسبنا السن (حولنا) بالتاريخ الميلادى تكون السيدة عائشة أقل من تسع سنين بعدة شهور أى يكون سنها حوالى 8 سنين وثمانية أشهر فى يوم دخلتها على رسول الإسلام هذا فى الوقت الذى كان سن رسول الإسلام (صلم)  52 سنة وفى مراجع أخرى  54 سنة مات وهو عنده 63  تركها أرملة فى سن 18 سنة  حرّم عليها الزواج بعد موته وأطلق عليها لقب "أم مؤمنين" ولمعلومات القارئ لا يوجد شئ أسمه زواج فى الإسلام لأن كلمة زوج تعنى إثنين وتطلق على رجل واحد وإمراة  واحدة فقط ولما كانت العلاقة فى الإسلام بين رجل واحد والعديد من النساء فأطلقوا على هذه العلاقة كلمة نكاح والعقد الإسلامى بين الرجل والمرأة أسمه عقد نكاح وكلمة نكاح هى كلمة تشير إلى الجنس والشيوخ يعتمدون فى تحليلهم الزواج بالأطفال على آية قرآنية فى سورة الطلاق  آية 4 :[اللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ]  وتفسير هذه الاية باللغة السهلة (تعريف العدة : هى الإنتظار مدة ثلاثة أشهر لإستبراء الرحم قبل الزواج) :1. انتظروا 3 شهور قبل الزواج من (الأرملة التى مات زوجها حديثاً أو المطلقة أو المرأة التي ارتفع عنها الحيض لكبر السن أو غيره ولم يرجَ رجوعه  (وانقطعت دورتها الشهرية) حتى التأكد من عدم حملهن. 2.  انتظروا 3 شهور قبل الزواج من َاللَّائِي لَمْ يَحِضْن  { أى الزواج من الصغار اللاتي لم يأتهن الحيض بعد أو حتى البالغات اللاتي لم يأتهنّ الحيض بالكلية فعدتهنّ مثل عدة التي قبلها ثلاثة أشهر وعلى هذا تكون الواو في قوله تعالى } وَاللَّائِي { واو عطف على ما قبلها)  3. والصبر على الحامل حتى تولد ( النساء الحوامل فعدتهنّ أن يضعنّ الولد فتنتهي بذلك عدتها فاذا انتهت عدة المرأة جاز لها الزواج من رجل أخر) ومع تحياتنا للشيخ برهامى لرجولته وشجاعته فى توضيح شريعة الإسلام لنا !!! الصورة الجانبية زواج جماعي لحماس في غزة فى 1/8/2009م والعرائس بنات من سن 6 الي 9 سنوات اقام الاخوان الحماسيون  في غزة حفل نكاح جماعي ل 450 مجاهد علي 450 طفلة صغيرة شرعية تحت سن العاشرة حسب اوامر الله اله الاسلام في سورة الطلاق آية 4 يمكنك مشاهدة الفيديو على اليو تيوب فى الإنترنت بكتابة عبارة "اكبر عرس جماعي في غزة " ونذكر أن  المجلس القومى للمرأة طالب وزارة الداخلية والجهات المعنية بمحافظة مرسى مطروح بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة الطفلة سارة إسحاق عبد الملك 13 عاماً والطالبة بمدرسة الضبعة الإعدادية بنات إلى أهلها بعد اختطافها مفى 30/9/2012م الماضى أثناء ذهابها للمدرسة وذلك بناءً على الشكوى التى تقدم بها والد الطفلة للمجلس وأشار المجلس، فى بيان له أن والد الطفلة تقدم بشكوى للمجلس أوضح خلالها أن الطفلة تعرضت للخطف على يد شاب مسلم وقام بالزواج من الطفلة وقد حرر والد الطفلة محضراً رقم 904 بتاريخ 30/9/2012 بقسم شرطة الضبعة موجهاً الاتهام لهذا الشخص مطالبا المجلس بالتدخل وإعادة طفلته إليه وأعلن المجلس رفضه وإدانته لمسألة زواج الأطفال القصر خاصة أن القانون يجرم هذا الفعل ويعاقب من يقوم بارتكابه ومما يذكر أيضا أن الأنبا باخوميوس طلب من الرئيس مرسى بإرجاع الطفلة كما ذهب أهل الطفلة إلى وزير الداخلية لإرجاعها فقال لهم موضوع رد الطفلة فى يد الشيخ برهامى !!!!!!!!!!!!!!!! 

**********************************

السلفيين وقوانين حقوق الإنسان الخاصة بالطفولة

وتكمن خطورة فتوى الشيخ برهامى عالمياً فى أنه يمثل نفسه كشيخ مسلم كما يمثل الدعوة السلفية كفصيل إسلامى لأنه نائب رئيس السلفيين بمصر وهوأيضا يمثل الإسلام ككل لأنه يتكلم عن شريعة ألإسلام أى قوانينها وهو بالتالى يعلن إعلانا لا يجب إغفاله لهذا يجب أن تنتبه لها جميع حكومات الغرب وخاصة التى تقبل مهاجرين لأن الإسلام كدين خاتم يهيمن على جميع الأديان وشريعة الإسلام كقانون تلغى وتنسخ جميع قوانين وشرائع الأديان الأخرى وتلغى وتنسج جميع القوانين التى وضعها الإنسان حتى ولو فيها حقوق من حقوق الإنسان مثل حق الطفل والمرأة والأقليات وغيرها من قائمة حقوق الإنسان فهو ببساطة يقول أن المسلم يطبق شريعة الإسلام فى أى مكان وضعوا قوانينكم فى صفيحة الزبالة لأن شريعة افسلام تلغى قوانينكم وتكمن خطورة فتوى الشيخ برهامى محليا فى مصر أنه والتيار السلفي يشارك  بثلث العدد في الجمعية التأسيسية للدستور وأنهم وضعوا مادة بتحديد سن الزواج بـ 6 سنوات وعندما هوجموا من الشعب قالوا إنه إذا لم توضع فى الدستور فستوضع فى القوانين العادية حيث مكانها الطبيعى وهذا يعنى أنهم إذا لم يضعوها فى الدستور ستوضع فى القوانين العادية والغريب أن برهامي أكد انه شخصيا لن يزوج ابنته التي تبلغ 11 سنة في هذه السن على الرغم من أن زواج البنات في سن التاسعة لا يخالف الشريعه مضيفا أنه فقط ضد أن توضع مادة تحدد سن الزواج وتتعارض مع الشريعة! وأشار برهامي الي أن السماح بزواج البنات تحت ال16 سنة سيحفظ حقوق الكثيرات ممن تزوجن عرفيا بسبب القانون وضاعت حقوقهن مؤكدا أن هناك قري في الريف والصعيد يزوجون بناتهم في سن صغيرة مشددا علي أن من الضروري ألا نضع في الدستور مواد تحدد سن الزواج! وعن المناقشات التي دارات حول وضع قانون لتحديد سن العمل لمنع عمالة الأطفال أكد برهامي أنه ضد مثل هذه القوانين وأنه يري أن عمل الأطفال شئ ضروري لأن هناك الكثيريين من الأطفال الذين يعملون لمساعدة عائلاتهم وخاصة في الريف في أعمال الزراعه إذا فنحن أمام دستور يلغى كل ما وصلت إليه البشرية من فكر فى دساتيرها القائمة على الحرية وحقوق الإنسان ومن يعرف فمن السهل على الإسلاميين بعد إصدار هذا الدستور الذى أعد يالهلوسة الدينية الإسلامية أن يرجعوا بمصر إلى زمن العبيد مرة أخرة وليس لى إلا أن أقول لكى الله يا مصــــر

**********************

كيف ينتهى إغتصاب الطفلات بمصر؟
تنشر الجرائد المصرية بين الحين والآخر القليل من جرائم إغتصاب الصغيرات حيث يتعمد المسلمين إخفاء هذا النوع من الجرائم والكتمان عليها حرصا على مستقبل الصغيرة وسمعة العائلة ولكنها منتشرة إنتشارا كبيرا جداً وتأكيدا لشيوع ظاهرة الإغتصاب فى المجتمع المصرى أصدر مفتى الجمهورية الشيخ على جمعة فتواه الشهيرة بترقيع غشاء البكارة للفتيات المسلمات التى تم إغتصابهن أو اللوائى فقدن عذريتهن لأسباب اخرى جاز الدكتور علي الأربعاء 14-2-2007.وأكد جمعة لبرنامج "البيت بيتك" على القناة الثانية للتلفزيون المصري في تفصيله لهذه الفتوى أن "الدين الإسلامي يدعو إلى الستر وإذا كان إجراء الفتاة، التي فقدت عذريتها لأي سبب كان لعملية ترقيع غشاء البكارة سيؤدي إلى سترها فإن الإسلام يبيح ذلك وعلى تلك الفتاة ألا تخبر خطيبها بأنها فقدت عذريتها كما أن الأمر ينطبق كذلك على المرأة الزانية، حيث لا يجوز لها أن تخبر زوجها بأنها ارتكبت جريمة الزنا وأن ذلك الأمر يأتي في إطار السعي للحفاظ على وحدة الأسرة وبهدف مساعدة الفتيات المخطئات على التوبة والزواج ولا يعد من قبيل الغش والخداع" وآخر حادثة فى جرائم الإغتصاب هذا المضمار ألقت أجهزة الأمن بأسوان القبض على مدرس اغتصب طفلة ٦ سنوات تلميذة بالصف الأول الابتدائى داخل أحد الفصول بإحدى مدارس البصيلية فى مركز والمدرس ويدعى «س. ب» ٤٥ سنة مدرس مادة المجالات بالمدرسة من نفس قرية الضحية قد استدرج التلميذة داخل أحد الفصول أثناء لهوها فى فناء المدرسة خلال حصة الألعاب واعتدى عليها جنسياً إدفو.تمت إحالة المتهم إلى محمد حامد وكيل نيابة إدفو الذى قرر حبسه ٤ أيام على ذمة التحقيق كشفت تحريات أنه بعد عودة الطفلة من المدرسة شاهدت الأم آثار دماء على ملابس ابنتها، حيث تبين للأم وجود نزيف، وبسؤال الضحية اتهمت مدرس مادة المجالات بالاعتداء عليها داخل أحد الفصول تم انتداب الطبيب الشرعى لتوقيع الكشف الطبى على التلميذة، وتبين وجود تهتك ونزيف فى غشاء البكارة نتيجة الاعتداء، تم ضبط المتهم وإحالته إلى النيابة التى قررت حبسه ٤ أيام على ذمة التحقيق وقبل أن تنتهى التحقيقات ولو حتى وصل الأمر للنيابة وحتى لو حكم عليه بالسجن فإنه سيخرج سالما سليما بريئا من هذا الجرم الذى فعله بأنه سيقول أن النبى تزوج السيدة عائشة رضى الله عنها وهى فى سن السادسة وسيعقد على الطفلة الزواج طبقا لشريعة الإسلام  وسيرضخ أهل الطفلة مضظرين بالموافقة على هذا الزواج إنقاذا لهذا العار بزواجه من طفلتهم ولما كانت مراحل نمو الإنسان هى الطفولة والشباب والنضج والشيخوخة ويمكن القول أن  شريعة الإسلام أضاعت براءة الطفولة واسقطتها وقدمت للمجتمع نساءاً معقدات نفسياً ومن ناحية أخرى سيظل هناك وحوشا مفترسة تغتصب الصغيرات بدون رادع وهذا فى شريعة الإسلام.
***************

زواج الصغيرات فى مسودة دستور مصر

يأتى السعوديين ورجال من دول الخليج للزواج من صغيرات فى السن من عائلات فقيرة حيث يبلغ يدفعون للأهل مبلغ 60 ألف جنية للصغيرة العذراء أما إذا كانت الصغيرة (ثيب) أى تزوجت من أحدهم يينخفض ثمن الزواج لمدة أسبوعين إلى أ40 ألف  والصغيرة هى التى تكون أقل من 15 سنة حيث يمكثون فى هذا الزواج حوالى أسبوعين يسافرون بعدها إلى بلادهم  وفى تقرير من  منظمة هيومن رايتس ووتش العالمية بنيويورك في رسالة وجهتها إلى أعضاء الجمعية التأسيسية المصرية إن على الجمعية أن تعدل المواد الواردة في مسودة الدستور والتي تقوض حقوق الإنسان في مصر ما بعد مبارك قالت هيومن رايتس ووتش إن المسودة تنص على بعض الحقوق الأساسية السياسية والاقتصادية، لكن نصوصها لا تتوافق مع القانون الدولي. فيما يتعلق بحقوق المرأة والطفل، وحريتي العقيدة والتعبير، وكذلك، على نحو يثير الدهشة، فيما يتعلق بالتعذيب والإتجار في البشر  إلا أن بعض المواد المحورية الأخرى لا تتفق مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان ومن شأنها أن تمثل تهديداً جدياً لمستقبل حقوق الإنسان في مصر، كما قالت هيومن رايتس ووتش وتهدد المادة 36 مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة بقولها إن الدولة تضمن المساواة بين الجنسين بما لا يخل "بأحكام الشريعة الإسلامية" في أعقاب ضغوط من أعضاء بالجمعية من السلفيين، تخلى أعضاء اللجنة عن الصياغة التي تحظر الإتجار في النساء والأطفال واستبدلوا بها الحظر الأكثر عمومية على "انتهاك حقوق النساء والأطفال" في 19 سبتمبر/أيلول قال يونس مخيون، أحد أعضاء الجمعية وقيادي بحزب النور السلفى قال في مقابلة تم بثها على قناة التحرير على الهواء إنه طالب بإزالة المادة متعللاً بأنه "ليس في مصر إتجار بالنساء والأطفال"، وأن النص على مثل هذه المادة من شأنه "تشويه صورة مصر بالخارج" وأن بعض المعاهدات الدولية تعتبر أن الزواج المبكر يرقى إلى مستوى الإتجار في البشر في مقابلة تالية قالمخيون في برنامج "العاشرة مساء" التلفزيوني إن الفتيات في رأيه قد يستطعن الزواج في سن التاسعة أو العاشرة. كان أعضاء البرلمان السلفيون قد حاولوا تعديل قانون الطفل المصري لخفض سن الزواج من 18 إلى 16 أو حتى 9 سنوات. من أشكال الإتجار في البشر التي تجد انتقاداً متكرراً في مصر الإتجار بفتيات صغيرات من عائلات فقيرة للزواج المبكر في الخليج وقال نديم حوري من منظمة حقوق الإنسان : "من الجدير بالاستنكار بصفة خاصة أن يرضخ أعضاء اللجنة للضغوط ويستبعدوا الصياغة التي تجرم الإتجار في النساء والأطفال، مع أن هذا الأمر يمثل جريمة خطيرة في القانون الدولي والقانون المصري، وهي جريمة تحدث على أرض مصر الآن".

****************

دستور مصر بما لايخالف شرع الله

اتفقت جماعة الإخوان المسلمون والدعوة السلفية على إضافة عبارة «بما لا يخالف شرع الله» للمواد المتعلقة بالحريات لتقييدها فمن هو الذى يقدر أن يخالف شرع الله وأعلنت الجمعية التأسيسية للدستور أن الحديث عن المادة الثانية انتهى بالإبقاء على نصها فى دستور ٧١  الذى ينص على أن مبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع قالت مجلة الإيكونومست التى تصدر فى لندن أن مصر بحاجة إلى تأسيس دستور متسامح مؤكدة حاجة البلاد إلى دستور يحمى كل المصريين إنه بعد ستة عقود من الديكتاتورية العسكرية فإنه مصر بالتأكيد تحتاج دستور يضعها على مسار الديمقراطية فحتى الآن لا تزال مؤسسات ما بعد الثورة التى يهيمن عليها محمد مرسى وجماعته الإخوان المسلمين (أهله وعشيرته) بعيدة عن الممارسة الديمقراطية وتضيف أن مرسى يحتاج لطمأنة المصريين من كل الأديان ومختلف الأيديولوجيات بأنهم متساوون تحت مجموعة واحدة من القواعد يحرمها الجميع وحتى تحقيق هذا بالفعل فإن مصر ستفشل فى مواجهة صعوباتها الاقتصادية والمجتمعية المتعددة فضلاً عن السياسية وتابعت المجلة أن على الرغم من أن مصر أكبر دولة عربية من حيث السكان فإنها تهدر فرصتها فى أن تكون نموذج دستورى للمنطقة بأكملها وتضيف أنه منذ ظهر الإسلاميون كقوة سياسية رئيسية فى البرلمان أصبحت عملية صياغة الدستور فوضوية فخطأ الإسلاميون يتركز فى اختيار لجنة يهيمن عليها مجموعة مشتركة فى فكر واحد يفتقرون للمهارات وفشلوا فى أن يعكسوا المجتمع المصرى المتنوع وتمضى المجلة البريطانية بالقول أن مضمون مسودة الدستور الحالية أسوأ من عملية صياغته نفسها فلقد قام واضعو الدستور الجديد بنسخ الدستور الديكتاتورى الذى كتب عام 1971 ونتيجة لذلك ظلت سلطات الرئيس واسعة جداً حتى أنه يمكنه إختيار أى شخص لرئاسة الوزراء بغض النظر عن الأغلبية البرلمانية هذا غير أن أعضاء اللجنة التأسيسية كانوا صم تجاه مخاوف العلمانيين والليبراليين والمصريين من غير المسلمين الخطأ الذى كان سببا منذ البداية فى إختيار قرابة نصف المصريين مرشح ليبرالى فى الانتخابات الرئاسية يونيه الماضى علاوة على نص الدستور على إسناد تفسير ما تقوله المادة الثانية من مبادئ الشريعة الإسلامية إلى هيئة دينية سنية فإن هناك العديد من المواد التى تقوض الحريات خاصة فيما يخص حقوق المرأة والطفل وحرية التعبير والعبادة وترى الإيكونومست أن الوقت لم ينتهِ بعد فمرسى لا يزال أمامه فرصة لتعيين جمعية جديدة أكثر تنوعاً وتعتمد بشكل أكبر على خبراء القانون والدستور بدلاً من التورط فى كثير من الجدل بشأن القيم الدينية والهوية الوطنية كما ينبغى أن تركز الجمعية الجديدة على قواعد الحكم الأساسية: إجراء الانتخابات - الانتقال من المركز - والضوابط والتوازنات بين السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية وأكدت المجلة على ضرورة استقلال القضاء وأن تكون القوات المسلحة تحت سيطرة السلطة المدنية المنتخبة كما لابد من إعادة صياغة لحقوق الأقليات وختمت المجلة المقالة بـ أنه لا يجب على الإسلاميين فرض معتقداتهم وأيديولوجياتهم على باقى المواطنين وإذا كانت قضية دور الإسلام فى الدولة هى الأصعب فيمكن ترك قضايا الأسرة للأزهر والكنيسة، لكن من يرغب من المصريين أن يمارس حياته الشخصية بعيداً عن هاتين المؤسستين فينبغى أن تكون له حرية الاختيار ومن ناحية أخرى اقترح الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة وضع دستور مؤقت على أن يتم خلالها انتخاب جمعية تأسيسية لكتابة الدستور النهائى يتوافق عليها جميع القوى السياسية والوطنية وتكون ممثلة لكل فئات الشعب.
************

قال االأنبا بيسنتى فى البرنامج التلفزيونى ساعتين على الهوا الذى قدمته الإعلامية ياسنت موسى هذا الأسبوع :القدس غير ممنوعة زيارته للمسيحيين وتعداد الأقباط يقترب من ال 20 مليون.
*********************************

إنتخابات البابا وإنتخابات رئاسة الجمهورية

 منذ 14 قرنا غزا مصر العرب القريشين المسلمين بقيادة عمرو بن العاص وأجبر بعض الأقباط على إعتناق الإسلام حيث وضع عبادة بن الصامت شروط الإسلام إختيارية ثلاثة هى: أما الجزية أو أعتناق الإسلام أو القتل ليختار إحداها الأقباط وأثقلوا على الأقباط الجزية حتى لا يتبقى إلا الإختيارين الأخيرين إزا الموت أو الإسلام ويرجع أصول معظم مسلمى مصر إلى الأقباط الذين لفقرهم لم يستطيعوا دفع الجزية أو هم أبناء مخلطين نتجوا من النساء القبطيات الذين قتلوا العرب رجالهن وأخذوهن عبيدا وإمءا وجوارى يتسرين بهن وولدوا مسلمين أو يكون أصلهم قبائل العرب الذى أتى بهم المحتل الإسلامى للإستيطان مصر ولكن ظل الأقباط المسيحيين هم أصل المصريين النقى  ويقول مسلمى مصر أنهم مصريين أسلموا بغض النظر عن السبب ولكننا نرى أن الإسلام غير فى إنتمائهم لمصر فهم يقولون أن جنسيتهم ليست جنسية مصرية ولكنها جنسية إسلامية كما أنهم أسقطوا مصر من ولائهم وإتجه إلى الإسلام ولا يهمهم أن يحكم مصر مصرى وقد صرح الأخوان من ماليزيا أنه لا يهمهم أن يحكمهم ماليزيا ما دام مسلما  واليوم نرى أن رئيس الوزراء أمه من غزة كما لا يهمهم  إنتخاب الرجل المناسب فى المكان المناسب مادام مسلماً وحتى فى إنتخاباتهم يزورون ويشترون الأصوات ويفبركون ويمكنك ايها القارئ المقارنة بين أقباط مصر المسيحيين ومسلميها فى إنتخابات الباباوية وإنتخابات رئاسة الجمهورية حيث راينا أن رئيس دولة ألإخوان مرسى قد حصل على منصبه بشراء الأصوات  يتوزيع الزيت والسكر وتزوير بطاقات الإنتخاب بتسويدها فى المطابع الأميرية الحكومية التى طبعتها وكذلك قام بعض القضاة المنتميين للإخوان بتزويرها فى داخل اللجان ومع كل ما فعله يشاع أنه تم تزوير النتيجة النهائية أيضا حيث فاز الفريق شفيق وخرجت النتيجة بفوز مرسى أما بالنسبة للأقباط الذين يرجع أصولهم النقية إلى قدماء المصريين اصل الحضارة فقد تم إختيار المرشحين طبقاً للكفاءة وقد شعر الأقباط بفى جميع أنحاء العالم بالإرتياح  حول إختيار هؤلاء الخمسة لمنصب الباباوية ثم يدخلون هؤلاء المنتخبين الخمسة للإنتخابات ,يختار ٢٤١٢ ناخباً قبطياً، اليوم، ٣ مرشحين من أصل خمسة، لإجراء القرعة الهيكلية بينهم فى ٤ نوفمبر المقبل على منصب بطريرك الكرازة المرقسية الـ١١٨، خلفاً للبابا شنودة الثالث.من ممثلين من جميع الإيبارشيات فى مصر والعالم الإنتخابات أعدت طبقا للأصول والقواعد المعمول بها فى الدول المتقدمة ومن الطريف أنه أعلن أنه للذكرى سيتم تصوبر كل ناخب وهو ينتخب وترسل صورته فى الإيميل الخاص به ولأول مرة فى التاريخ صرح مسئولين بالكنيسة المصرية بالسماح لمؤسسات المجتمع المدنى فى القيام بمتابعة الانتخابات البابوية بالكنيسة المرقسية وأصدرت تصاريح حضور الإعلاميين ومنظمات المجتع المدنى ومتابعة جميع جوانب الانتخابات يوم 29/10/2012م من التاسعة صباح حتى الخامسة عصرًا ومتابعة أعمال فرز الأصوات حتى إعلان النتيجة النهائية للمرشحين الثلاثة كما سيراقب هذه الإنتخابات مراقب خاص يرسله وزير الداخلية المصرى حسب نص لائحة إنتخاب البطريرك لسنة 57 أكدت الدكتورة جورجيت قلينى، عضو لجنة الترشيحات، أن اللجنة وافقت على مشاركة كبار رجال القضاء المصرى فى الإشراف على الانتخابات حسب لائحة ١٩٥٧، وقررت اختيار عدد من كبار رجال القضاء المصرى، على رأسهم المستشار ماهر سامى، نائب رئيس المحكمة الدستوريةأكدت الدكتورة جورجيت قلينى، عضو لجنة الترشيحات، أن اللجنة وافقت على مشاركة كبار رجال القضاء المصرى فى الإشراف على الانتخابات حسب لائحة ١٩٥٧، وقررت اختيار عدد من كبار رجال القضاء المصرى، على رأسهم المستشار ماهر سامى، نائب رئيس المحكمة الدستورية وعقب إنتهاء مرحلة الإنتخاب هذه سيفوز ثلاثة من المرشحين من الخمسة وهم الحاصلين على أعلى الأصوات ثم تبدأ المرحلة الأخيرة وهى إجراء صلوات خاصة ستتم فى نهايتها القرعة وتسمى القرعة الهيكلية حيث سيسحب طفل مغمض العينين ورقة من ثلاث ورقات مكتوب على كل منها أسم مرشح والذى سيخرج اسمه ليكون البابا  رقم  118 فى سلسلة بطاركة الأقباط العظماء وتتلخص هذه المراحل الثلاثة فى : 1. إختيار وتفضيل بين المرشحين المتقدمين للمنصب بناء على المواهب 2. إشتراك الشعب فى الإختيار 3. إشتراك إلهى نهائى فى إختيار إسم البابا بالقرعة الهيكلية وتتم هذه المراحل الثلاثة  بإعلان الكنيسة عن صلوات وصوم عام إلتزم به جميع الإكليروس والشعب القبطى وكان مدته ثلاثة أيام قبل كل مرحلة  ورفع خلالها المصلين قلوبهم إلى الرب يسوع المسيح أن يقيم لكنيسته راعيًا صالحًا يرعي شعبه وأن يختار من يراه صالحًا من بين المرشحين ومتضرعين أن يحافظ الرب على استقرار الكنيسة ووحدتها وبصفة عامة أظهرت بعض إستطلاعات الرأى أن الأقباط  سيعطون معظم أصواتهم للأنبا رافائيل أسقف عام وسط القاهرة والأنبا  تاوضروس أسقف عام البحيرة بالإضافة إلى القمص رافائيل آفا مينا لتدخل أسمائهم فى القرعة الهيكلية

******************************

غرائب ومفارقات  

(1) تمت زيارة مرسى رئيس دولة الإخوان إلى العريش في حماية الدبابات والمروحيات ودعم من 10 آلاف مجند و100 مدرعة تحميه ابعد أن أصبحت سيناء موطن للعمليات الإرهابية  ولم يستطع مرسى دخول مدينة رفح المصرية لأن شباب القبائل والقوى الثوريةوألإرهابيين  يرفضون الزيارة ولم يستطع رئيس مصر المسلم أن يذهب لبلد رفح المصرية وفى المقابل ذهب أمير قطر حمد بن خليفة آل ثانى ذهب إلى العريش ثم إلى مدينة رفح المصرية ثم الفلسطينية ثم إلى قطاع غزة تدل على أن هذا الشخص له اليد العليا السياسية الأولى على مصر حكومة وحركات إسلامية إرهابية وعلى حركة حماس وعلى السلطة الفلسطينية وتهدف الزيارة حسب الإعلان الرسمى إلى تدشين عدد من مشاريع الإعمار التى تزيد قيمتها عن 250 مليون دولار
(2)
قام أهالى قرية الفقاعي التابعة لمركز أبو قرقاص بتهجير ميلاد حبيب يعقوب وكيل مدرسة بني خيار الإبتدائية لإتهامه بممارسة أعمال السحر والشعوذة والتفريق بين الرجل وزوجته بغرض الحصول على مبالغ مالية من القرية وجاء هذا عقب إنتهاء إجتماع أهالى القرية بمنزل عبد الجليل عبد اللطيف عمدة القرية والذى حضره عدد من اهالى القرية وتقرر طرده من القرية ومنع دخوله مره ثانيه مع الابقاء على أسرته كان اللواء "ممدوح ملقد" - مدير أمن المنيا - قد تلقى اخطارا من مامور شرطة ابوقرقاص يفيد بتقديم بلاغ الى القسم من اشرف احمد عبد اللطيف 37 سنه سائق واحمد فاروق فرحات 23 سنة فلاح متهمين فيه ميلاد حبيب يعقوب 54 سنة يعمل وكيل مدرسة بني خيار الابتدائية بأنه يقوم باعمال السحر السفلي لبعض رجال القرية مما يؤثر علي علاقتهم بنسائهم الامر الذي يضطرهم للتردد علية لفك السحر مقابل مبالغ مالية متفاوته وانهم حاولوا اصائه عن هذا الفعل اكثر من مرة بتوجية النصح من رجال الدين له بالقرية من الاقباط والمسلمين الا انه لم يتعظ او يوقف هذة الافعال

(3) من المعروف أن الإسلام دين ودولة وظهرت عبارة أخرى فى الإعلام هى الإسلام السياسى إلا أنه من الواضح اليوم أن الإسلام السنى الوهابى بمصر ينهار بسبب السياســــة

(4) قام الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع بإهداء المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع السابق مسدسين ماركت كولت عيار 38 أمريكيين الصنع ويحملان رقمي صنع RS 23554 و RS 2339 يذكر أن قيمة المسدسين تعادل 14 ألف جنيه مصري حيث وافقت وزارة المالية وهيئة الشئون المالية بالقوات المسلحة على الإهداء

(5) فشل محاولة تجميل الإسلام بمصر: كشف الدكتور إبراهيم غنيم وزير التربية والتعليم عن وصول رد الأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية حول الحديث الذى ورد ضرورة حذف عبارة م التى وردت فى كتاب لتربية الوطنية  الصف الثالث الثانوى، وفى الصفحة رقم ٦٣ وكانت العبارة المثيرة للجدل افسلامى  "من بدل دينه فاحترمته" لاعتبارها تحريفا للحديث الشريف الذى يقول «من بدل دينه فاقتلوه» وقال مصدر مطلع إن الوزير قرر تحويل مؤلفى كتاب التربية الوطنية للتحقيق  والواضح للقارئ أن المؤلفين حاولوا تجميل الإسلام ولكنهم فشلوا وحولوهم للتحقيق وما زال الشيوخ مصرين على قتل من بدل دينه

ا***********************************************************************
الاستبداد بمساندة السماء
سيد القمني 2012 / 10 / 2
في بلاد المسلمين معاهد علمية, مهمتها تخريج مشايخ الدين للدعوة والوعظ والارشاد. ويزعم هؤلاء علي مختلف فرقهم وتنافر مذاهبهم, انهم وحدهم الامناء علي دين المسلمين منذ فجره الاول, وانه لا يحق لأي مسلم خارج المنظومة المشيخية ان يتحدث في شأن الاسلام والمسلمين, لانه حكر علي الدعاة فقط. وهو الزعم الذي يضع مشايخنا أمام مسئولية تاريخية عظيمة وهائلة, ازاء ما آل اليه أمر الاسلام والمسلمين عبر عشر قرون مضت من الهوان والتراجع والانهزام.
والناظر الي الشارع في بلادنا سيجد المسلمين وقد سلموا أدمغتهم للمشايخ بالتمام والكمال, فلا يخطو المسلم خطوة ولا يأتي تصرفا ولا يقول قولا الا بعد استفتاء المشايخ, فهو يسير وفق برنامج من الاوامر والنواهي, متي يصحو ومتي ينام وكيف ينام وبماذا يدعو قبل أو بعد وما هو الوضع المستحب اثناء الدعاء على ظهورهم ام على جنوبهم. لان المشايخ هم حفظة كتاب ما فرط الله فيه من شئ, لذلك كل شئ عند المشايخ كامل كومبليت صالح لكل مكان في مكة أو في الصين أو في المريخ ولكل زمان مضي أو لم يأت بعد.
وأمام الرهاب المستمر للاله الذي يفرض حضوره طوال الوقت فيتدخل في كل كبيرة وصغيرة ، وينشغل بالتوافه الهينات في حياة المسلم ويضع له عقوبات مفصلة مشروحة بعناية, فالعقوبات الربانية ألوان وفنون : من شي البشر علي النار ، الي القلي في الزيت ، الي التمزيق باشواك من حديد ، الي الوثاق بالسلاسل الطوال, من جهنم الحمراء ،الي جهنم البيضاء التي ابيضت نارها لكثرة ما تلظت, ومن عقارب كالبغال الموكفة ، الي ثعابين قرع, الي عقاب دنيوي في المال والعيال والصحة والمستقبل،فكان ان سلم المسلمون المسئولية لمشايخهم الذين يعرفون الدروب والانفاق والمعابر السرية لدين أصبح ثقيلا هائلا لكثرة ما أضافوا اليه, فأوكل المسلمون للمشايخ مسألة ايمانهم الذي يستعصي عليهم فهمه, ويجهلون فنونه مقابل الطاعة العمياء التي هي سبيل النجاة.
ومع هذا التسليم الشعبي الجارف لسادتنا المشايخ فان حال المسلمين كما ترون فضيحة بجلاجل ، فضحونا وجرسونا في العالمين, بمقابل لن يغفره لهم التاريخ وهو : عقل الناس الذي أخذوه منهم ، فقط ليعرفوهم بالله ويشيروا لهم نحو الله.. هذا هو الله؟! أخذوا عقل الوطن مقابل أن يعرفوهم علي الله الذي سيقوم بالتفكير لهم نيابة عنهم ، عبر دعاته من كل لون ومذهب.
وأصبح كل من أتخذ سمت الشيخ من لحية أو زبيبة أو يونيفورم حق له أن يكون داعية ومفتي, يعرف في كل حاجة ويفتي في كل علم ويتحدث في كل شأن مما هو فوق الارض أو تحتها, وفي نهاية الفتوي يختمها بقوله " والله أعلم" !! ...... إن عبارة " والله أعلم" هي تدريب دائم للعقل لينسحب من العلم ولا يتعامل معه كوسيلة وأداه للمعرفة, لأن الله اعلم عند مشايخنا ، بينما في العلم نحن من نعلم وليس في العلم شئ اسمه " والله أعلم" . ان العبارة اخلاء تام وصريح للشيخ من مسئولية تفسيره أو فتواه, ويترك السائل مبلبلا, ذهب يستفتي لتزداد حيرته, السائل مسلوب العقل والارادة يفترض في نفسه أنه لا يعلم شيئا ، فذهب يسأل الشيخ الذي يعلن عن نفسه بالفم المليان انه (عالم) عارف ، فاذا هو به بدوره جاهل لا يعلم ، ورغم انه يقر في النهاية انه لا يعلم فانه يتصرف من البداية علي انه وحده من يعلم مفتاح أي حقيقة أو معرفة صادقة تامة.
ان عبارة " والله أعلم" المشيخية لا تبدو تعبيراً عن تواضع ذات الشيخ العالم, بقدر ما هي تسليم بان الحقيقة شئ مخفي لا يعلمه الا الله, ولأن الله هو من أخفاها فهو وحده من يعرفها, هي دعوة صريحة لعدم البحث أو المعرفة أو العلم استسلاما للمشايخ. هذا بينما لم تنتقل أوروبا الي النهضة الا عندما كسرت قاعدة " والله أعلم" , واعتبرت الحقيقة والمعرفة مشاعاً موضوعياً لمن يبتغيها ويبحث عنها , وقالت: أنا أبحث.. اذن أنا أعلم.
بحث علماء الغرب فاكتشفوا أن سبب الاصابة بالمرض ليس المس الشيطاني ولا الغضب الالهي, انما هي كائنات محايدة لا علاقة لها بغضب او رضي تعمل علي أي جسم حي مناسب لحضانتها لتستكمل دورة حياتها, من ميكروبات وفيروسات وجراثيم. بحث الاوروبي فاكتشف ان عمر الكون مليارات السنين وليس 4000 سنة كما يقرر كتابه المقدس،فعلم وتأكد أن كتابه المقدس يقدم له كتالوجا مزيفا ،لان ماكينة الكون الموجودة تحت حواسنا وآلات رصدنا تقول شيئا غير ما يقول الكتالوج المقدس, لهذا قررت أوروبا أن تنحاز للعلم, وأحالت الكتالوج المزيف الي دار المحفوظات الاثرية, بينما المسلمون حتي اليوم يقبلون كتالوجات مزيفة, من كتالوج الصحيحين الي كتالوج الشعراوى, الي كتالوج قرضاوي الي كتالوج سليم العوا الى كتالوج فهمي هويدي وهلم جرا.. فهم اكثر من الهم علي القلب.
واذا كان الدعاة يرون أن لديهم كل الحلول الربانية الجاهزة كأكمل الحلول واكثرها نجاعة لكل شأن في الحياة, فلماذا نحن دون الامم قبيلة الله المتخلفة التي أختارها رب السماء خيرا للأمم ؟ ؟ !!!! .
لقد كانت حلولنا مع اسلامنا مطروحة في سوق العالم عبر التاريخ ومع ذلك فان العالم الغربي عندما اختار لنهضته ، لم يختر الاسلام انما اختار فلسفة اليونان وديمقراطيتها وفنونها, واختار قوانين الروم ودساتيرهم وفنونهم, ورجع لأوزيريس وعشتار وأدونيس كأفكار انسانية ...كل المعارف والفلسفات كانت مطروحة في سوق العالم للمفاضلة والاختيار, ومن بينها كان الاسلام الذي يتميز عنها جميعا بكونه رباني المصدر, بل انه يجب كل ما قبله, لكن عند الاختيار العالمي لم يختره أحد واختار الجميع غيره, فهل قصر دعاتنا في تبليغ العالم بدعوة الاسلام واكتفوا بالجلوس بيننا يدعوننا نحن الى الاسلام بعدما اسلمنا بألف واربعمائة عام.
كذلك تقوم لغة العلم كله طبيعياً كان أم انسانياً, فلسفة أم سياسة أم اقتصاد أم قانون علي التراث اليوناني والروماني وليس فيه من الاسلام شئ. واختار العالم الذي تقدم قيم الوثنيين وترك القيم الربانية !! لماذا يا تري؟ ولماذا أصبحنا بين بلاد العالم من يحتاج الي اصلاح باعتراف الجميع؟ لماذا تخرج المظاهرات في بلادنا تطالب بالديمقراطية وحقوق الانسان, ولا تخرج في اوروبا وامريكا مظاهرات تطالب بالشوري وبالجهاد وتعدد الزوجات؟ أليس ذلك بعلامة بليغة علي تقصير الدعاة رغم ما حازوه من ثقة شعوبهم وتسليمهم لهم؟ مع ما حازوه من نجومية وأبهة اجتماعية ومنازل سلطوية ورفاة وسعادة ، أدناها منزلة لهط الثريد لهطا, وهو كله ما وفره لهم بسطاء المسلمين الفقراء مخصوما من دخولهم المتواضعة, كي يتمكن الدعاة من نشر دين المسلمين وحمايته.
ما بين عامي 1919 و 1952 تشكلت في مصر نواة لطبقة برجوازية أفرزت ليبرالية وليدة, وفي ذلك الزمان تراجع دور الشيخ تراجعاً كبيراً بل ومهينا, وكان الشيخ هو محل عمل كثير من ألوان الكاريكاتير في المسرح والسينما والصحف , كان توجيه السؤال الاستنكاري لأي محاور "هوه أنت فقي؟" يعتبر اهانة شديدة , فهو استنكار تصغيري يشير الي العقلية الحافظة علة الجمود والببغائية, هو أيضا سخرية مرة من العاملين بشئون الدين علي العباد, صاحبها وعي شعبي واسع بدور رجل الدين في التخلف امام دنيا متسارعة . في ذلك الزمان كان الازهر هو المكان الوحيد الذي يكفل لطلا به مع العلم الديني كل سبل المعيشة من اقامة وجراية طعام وكسوة ، جلبا لزبائن حال الفقر بينهم وبين التعليم المدنى ، فكان علي المستوي الطبقي ملجأ عاما للمعوزين والمعدمين وبخاصة ذوي العاهات منهم. حتي جاءت ثورة يوليو 1952 ( المباركة ) لتقيم شرعيتها علي التحالف مع الازهر, واعلاء شأنه حتي يكون مصدراً محترماً لشرعية حكمها. وانتهي المشروع القومي بهزائم منكرة انتهت بقيام الصحوة الاسلامية (المباركة بدورها) علي انقاض المشروع القومي (المبارك ) المهزوم. ومع الصحوة عاد الشيخ الي الصدارة بقوة أعطته مساحة تسلط علي العباد لم يسبق أن حازها من قبل خلال تاريخه, وهو الامر الذي ساعدت عليه تقنيات الاعلام الحديثة من صحف وتلفاز ومذياع, وهو ما كان في بلادنا من حق الحكومة وحدها تصوغه كيفما تشاء, لكنها - لحسابات سلطوية بحت ، وبقصد قطع شعوبنا عن الحداثة - بدلا من أن تصوغه تركته لحلفائها من مشايخ سداحا مداحا, مما انتهى الي ضياع عقل الوطن, بينما أصبح الدين اسهل مطية لكل من يريد أن يركبنا, ويعمل علينا شيخ.

وكان للظرف الموضوعى دورة الفصيح فى نشوء طبقة رجال دين فى الأسلام منذ فجرة: عندما اعتمد المسلمون على حفظ القرأن كنتيجة طبيعية لانتشار الامية ، اضافة الى صعوبة قراءة القرأن لعدم تنقيط الاحرف ولا تشكيلها بعلامات مميزة ، مماجعل مثل هذة القراءة بدون شيخ معلم وملقن ومرشد تكاد تكون غير ممكنة بالمرة ، ومن ثم ظهرت طبقة القراء التى اسست من بعد لطبقة رجال الدين التى احتكرت الفهم والتفسير بحكم الأستاذية . وابان الصراع السياسى فى الفتنة الكبرى وما تلاها من فتن ، امكن لهؤلاء اكتساب القداسة بمبدأ كان مرفوضا زمن الدعوة وزمن الخلافة الراشدة وهو تدوين السنة ، مع اختراع الأحاديث حسب الطلب وبالقياسات المرغوبة ، أصبح لهم مهمة مقدسة اضافية هى تفسير القرأن بالحديث . ومنذ شرع الخليفة عمر ضرب عنق من يختلف مع الستة المرشحين للخلافة من بعدة ، امكن بالقياس ان يصبح هذا الجزاء بجز العنق من عرشة ، من نصيب من يدلى برأى غير ما يقول بة اهل الدين .
وخلال الفترة القريبة من متغيرات نصف قرن أو يزيد قليلاً,أ ثبت المشايخ علي طول الخط أنهم لا منشغلين بالناس ولا حتي بالدين, انما كانوا مع مصالحهم وحلفهم السلطاني, وهو الحلف الذي تدني بهم الي حد استخدام الدين بانتهازية ورخص وابتذال ، لتبرير كل المتناقضات للسلطان ، كي تدوم انعاماته ورضاه علي اهل حظوته من مشايخ. عندما كانت مصر ملكية كانوا يهتفون والاخوان امامهم " الله مع الملك" ، وعندما دارت الايام وجاء الزمن الناصري اكتشفوا ان الاسلام هو الذي أسس للاشتراكية, وخوطب النبي محمد " الاشتراكيون أنت امامهم" ، وفي الزمن الساداتي اكتشفوا انهم كانوا مخطئين في فهم الدين خطأ فادحا علي النقيض الكامل من مقاصده, لانه دين اقتصاد سوقي مفتوح حر, دين جعل الناس درجات وطبقات. كذلك كان موقفهم عندما كان السلطان يريد حربا, وكيف ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله كأنهم بنيان مرصوص, ومع توقيع كامب ديفيد بين مصر واسرائيل عادوا فاكتشفوا بالرسوخ في العلم ان رسوخهم الاول كان باطلا, لان الله قد امرنا أمرا واضحا ان نجنح للسلم ان هم جنحوا لها.
وهكذا يكتشف المسلم أن منظومته المقدسة المطهرة ذات المصدر الالهي هي الاشد تعرضا للانتهازية والاستغلال من مشايخ يعلنون أنهم أهل هذا المقدس وحماته. وانهم بدلا من أن يصونوا دين الله بابعاده عن العبث والخطأ والطمع البشري, فاذا هم من يضيفون الي شرع الله ما ليس فيه, ثم يكتشفون خطأ اضافتهم في كل مرة, ليعودوا يصوبوا ويضيفوا المزيد, ان مثل هذا التدخل في المقدس هو تدنيس له, ويشير الي ان مشايخنا يشتهون النبوة, أو بعضها.
ومع حضور فوضي الصحوة الاسلامية التبست المعارضة بالتشدد الذي لم يقف عند حد معاداة السلطة او المشايخ الرسميين, بل تجاوزه الي معاداة المواطنين والمجتمع كله. ولم يكن مشايخ المعارضة الاسلامية المسلحة أوفر حظا بالمبادئ والقيم المحترمة من مشايخ السلطان, فقتلونا ، وحاكمونا ، وكفرونا ، وهددونا ، ومزقوا الوطن ، ودمروا السياحة بوحشية فضحتنا أمام العالم. وقد فعلوا ما فعلوا بدورهم بادعاء الرسوخ فى العلم ومعرفتهم وحدهم بالمعاني الصحيحة للوحي الاسلامي, ليعودوا هم انفسهم وليس غيرهم ، ليكتشفوا ان رسوخهم الاول كان باطلا, وانهم قد اكتشفوا رسوخا جديدا, ليكتبوا سلسلة المراجعات التصحيحية التي تحولوا فيها عن العمل المسلح الي خوض العمل السياسي السلمي. ليوضحوا ان رسوخهم الثاني قد نسخ رسوخهم الاول بأمر الله؟!.. الاترونهم...؟.. انهم ينسخون ؟! انهم يقلدون السماء... انهم لا يشتهون النبوة فقط،.... انهم يشتهون الربوبية!!
ومن ثم لم يعد لقب (داعية) قاصرا علي الدهاقنة الرسميين ، وانما حازه امراء الجماعات الارهابية علي كل صنوفهم, حتي تقدم هؤلاء للعمل بمهمة الفتوي ليبرروا جرائمهم بدورهم ، التي هي جرائم دموية بكل المقاييس ويعطونها شرعية سماوية مطهرة . وهكذا يضعك كلا النوعين من المشايخ في مشكلة ، لانهم يتحصنون وراء السلطان ووراء الدين وتفسيرهم له, فان انت اردت اطلاق سهم علي السلطان رشق في الدين ، وان اردت نقداً للشيخ (سلطانيا كان أم ارهابيا) اصبت الدين بنقدك!! ويبقي السؤال : اذا كان موضوع اهتمام المشايخ سلطانيين أو ارهابيين هو الدين , والدين واحد وربه واحد , فلماذا يختلفون؟ انهم يختلفون بشأن دين كامل وليس شيئاً بسيطا هينا. ربما يصح افتراض ان الاختلاف طبيعي لتفاوت العقول والبيئات والثقافات المحلية والمستوي المعرفي .. الخ, لكن الصحيح باطلاق انه خلاف حول المصالح ، والمكاسب ، والسلطة ، وبلهنية العيش فى طراوة السمن البلدى ، بدأ مع الامة مبكراً في فتن وجوائح قسمتها فرقا وشيعا متقاتلة تكفر بعضها بعضا ، لانها تعمل جميعا تحت راية الكتاب والسنة المفترض انهما يعبران عن دين واحد ، وأمة واحدة ، ورب واحد!!
اذن لا مفر عن استنتاج أن الدين في حد ذاته لم يكن هدفا واضحا لصراع الشيوخ وانقسام الفرق وتعدد المذاهب. انما كان الانقسام تسهيلا للشيخ كي يتمكن من السيطرة علي فريق من المسلمين يلتفون حوله, يمدهم بآرائه تشريعا لوجوده ووجودهم مع ضمان الاستمرارية والتنفيذ, وضمان رسوخه في سدة القيادة.
ويلاحظ المراقب قيام تنافس الكهنة حتي داخل الفريق الواحد علي الاستحواذ علي أكبر جمهور, باستخدام فنون الخطابة والبلاغة واللباقة ، مع سمت الورع الملائكي احيانا ،أو سمت القيادي المقاتل الجسور احيانا اخري. لكن جميعهم يقومون بعرض ما يرضي الجمهور ويحببه في داعيته المتبتل ، أو شيخه المقاتل, مع الطعن في ايمان المنافسين . فمن سطع نجمه اصبح مرغوبا فيه من السلطان (مصطفي محمود, متولي شعراوي, محمد غزالي, زغلول النجار, يوسف قرضاوي ، فهمى هويدى.. الخ) وذلك لشهرته وقدرته علي التأثير في العوام, فيصبح شريكا في حاشية السلطان, وينال السيادة والسعادة مع الهبات والانعامات ويعيش فى المهلبية, أما الشيخ المقاتل فانه عندما ينجح فانه يعيش كالخفافيش ماصة الدماء فى الكهوف والبوادى والأصقاع المتبدية فى كهوف تورا بورا أوقندهاراو بوادى الشام والعراق ، يطلب المزيد من الدم البرئ دون أن يشبع أبداً.
وكان اشتداد المنافسة عبر التاريخ وراء فتح الباب لفكرة (التكفير) والاقصاء كحل ناجح مع المعارضين, فقامت الفرق الاسلامية تكفر بعضها بعضا,وقام كل طامع الى السيادة يطرح تأويلة الخاص للدين وفهمة لة فى سوق الأطماع ، بتسوييق فكرة مع تبديع وتكفيركل الفرق الأخرى بحسبانة من يعرف وحدة الأسلام الصحيح . وعادة ما يبدأالتكفير المتبادل بين التأويل الجديد وبين سابقة ليصل الى صدام وقتال. وفى تاريخنا ما كان أكثر القتال للوصول الى السلطة بالدين ، بل ان تار يخنا ليس شيئا غير ذلك ، وما أشنع ما ارتكبوا من مجازر علنية حتى ابيد بعد أل البيت فرق بكاملها مع كل ما انتجت وقالت ، وبقى الفريق المنتصر وحدة سيدا . ولأنة انتصر فلا شك انة كان على الحق ، ولأنة من يملك الحق فهو يؤكد ان الحق واحد فقط لاغير ، ومن ثم فغيرة هو الباطل المطلق وهكذا انتصر القتلة وأصبحوا اسيادا لنا . لقد حاءنا القتلة ومشايخ المنسر بالحق بعد أن ابادوا الباطل ومحقوة وسحقوة ،العباسيون ابادوا الأمويين واخرجوا جثث من مات منهم حتى يجلدونهم ، ثم أين المعتزلة ؟ اين المرجئة ؟ اين الجهمية ؟ اين المعطلة ؟ اين مؤلفات ابن الراوندى والرازى ؟ كانت الاباده تمتد الى الفكرة . ان من يحكم المسلمين اليوم فكر قاتل وسلطات قاتلة وتشكيلات عصابية التكوين قبلية القوانين طائفية عنصرية ، ولو رددنا كلام مقتول سابق لأصبحنا المقتول اللاحق . وكان أكثر هذه الفرق ضراوة ، هو ما يسمي مذهب بن عبد الوهاب الذى تحالف مع ابن سعود للاستيلاء على حكم الجزيرة ، و الذي يتم تعريفه بحسبانه تجديدا لمذهب الامام أحمد بن حنبل . لذلك لا تجد مبدأ التكفير مرفوضاً في بلادنا او مستهجنا ممجوجا ، بل هو يسير فينا مسري الامراض المستوطنة, لانه لو لم يقم عبد الوهاب بتكفير بقية الفرق فلن يحصل على اتباع ... لن يحصل على زبائن مادامت الفرق الاخري سليمة صحيحة, فالتكفير هنا أداة اعلان ؛ وايضا ؛ وهو الاهم ؛ انها اداة ترويج و تسويق يعمل بها لنفسة زبائن ..... لانه لو قال ان الشيعة والمعتزله والاشاعرة علي صحيح الدين فأنة سيترك مجالا للاختيار, وربما ذهب الناس الى هؤلاء وتركوه ها هنا قاعداً, انها باختصار بلاغي ما قالة المثل الشعبي المصري : " ما يكرهك إلا ابن كارك" ، ومن ثم كانت الاختلافات الحادة حتي انهم لم يتفقوا علي الرب الذي يؤمنون به ،و بصفاته, وذاته ، وكلامه مخلوق أم أزلي ؟ والنتيجة التكفير والتقتيل . وهي موضوعات صراع نخبة المسلمين المتخصصين, فما بالك بالعوام منهم؟ وتظل الفرقة أو المذهب يردد ذات الكلام, ويكرر ذات القصص, ويؤكد ذات الاساطير ، كأنهم جميعا غير مصدقين لما بين أيديهم ويريدون التصديق بمزيد من التكرار والترديد دون أي جديد. و مع الصحوة أصبحت المدرسة والصحيفة والاذاعة والتليفزيون أماكن ووسائل مهمتها تعليم الناس الايمان, وبات لا يخلو خبر محايد ، أو برنامج حواري ، أو محاضرة ، أو حتي فنون درامية ، من مهمة دعوية, حتي أمسي الحكم علي الرأي حتي في أخطر الشئون ليس بمدي نفعه او ضرة ، أو صوابه من خطئه ، انما بقدر ما دعم نفسه بالايات والاحاديث أو أي حكاية من حكايات زمن التابعين وتابعي التابعين. والسبب الواضح هو أن الاستعانة بالمقدس والاستناد اليه في الخطاب الموجه للمسلمين, هو من أجل الارغام علي قبول القول والخضوع للأمر حتي يرضخ الجميع, فظهرت مع الصحوة أسوأ أنواع الديكتاتورية لانها الاستبداد بمساندة رب السماء.
في حوارات المشتغلين بالدين وموظفية ، لا يجدون باسا من اظهار بعض الاحترام لمنجز الحداثة وقوانبن العلم والعقل مداورة والتفافا ،لانهم عندما يجدون ان الحوار غير مجد ، مع رغبة الداعية في فرض فكر يتنافي مع العقل ومنطقه ، فانه فوراً يلجأ للحديث والآيات ليرضح المسلم بعد أن تحاور بالعقل وأشبع رغبته في الشغب الحميد ، ليقبل بعد ذلك ما يرفضه عقله احتراماً لآياته وآحاديثه القدسية.
وقد ساعد التطور التقني والعلمي في وسائل الاتصال والاعلام في تطور الدول نحو مزيد من الارتقاء العلمي والحقوقي, بينما في بلادنا تمكن حلف الشيخ والسلطان من استثمار هذه الادوات والتقنيات لمسح وعي المسلمين واعادتهم الي الوراء قرونا ، لأن مثل تلك الاجهزة لا تملكها في بلادنا الا الحكومة التي هي الدولة نفسها (!!) ومن ثم أمكن لهذا الحلف بتلك التقنيات العالية من انجاز أكبر عملية تدجين مجرمة تمت في التاريخ لشعب من الشعوب في أقصر فترة زمنية ممكنة, وأصبحت الزيادة في دين الله ملعباً مشيخياً ، حتي أصبح الحجاب فريضة سادسة, وعادت اللحية مع الجلباب الباكستاني لينتمي الجميع الي هناك وليس الي هنا.. فدخلت البداوة الوهابية العنيفة الي بلاد هي بطبيعتها الزراعية كانت الاميل الي السلم, لتسيطر علي مختلف الاقطار من فاس الي بغداني وعلي كل بلاد العرب أوطاني ، ثم لتتجاوز الجغرافيا مسافرة في كافة مناطق العالم اينما يعيش مسلم. لاثبات أن العرب الفاتحين وان لم يعد لديهم في البلاد المفتوحة جيوش احتلال ، فان لهم ثقافة حولت كل المسلمين الي غزاة فاتحين طول الوقت, ينتمون بالولاء الي حيث جغرافيا الاسلام ، الي الحجاز الوهابي . ثقافتهم بالصحوة الاسلامية جاءت بفتح جديد وغزو غليظ, يفقد فيه المواطن حريته من دماغه, فيسافر شابا يافعا واعدا ، متهربا متخفيا بلدانا وبحارا وصحاري ، لكي ينتحر عند باب مسجد او حسينية او فى تشييع عزاء في العراق, معتقدا انه حر مختار فيما اختار ، وانه علي الحق الذي لا شائبة فيه, وانه قدم حياته فداء لدينه وربه وامته!!
ومن المبادئ الاستبدادية الراسخة بطول التاريخ, أنه اذا أردت نشر شئون لا تقبل المناقشة فعليك بالارهاب ، لأن الارهاب يذهب باللب والعقل فيصبح الانسان مذعورا مرعوبا ، لا يجد معروضا أمامه في سوق الفكرة سوي أهوال يوم القيامة ، وعذاب القبر ، والجن ، والعفاريت ، يحيطون به في كل مكان ، ومع الهلع والبحث عن الامان من هذه الخوف المقدس يصبح المسلم علي استعداد لتسليم أي شئ مقابل الامان حتي لو كانت ارادته أو روحه, وهنا يظهر له الشيخ اللطيف الوديع ليمنحه الامن والطمأنينة ، انها ذات قصة فاوست ، فالشيخ او الشيطان سيحمل عنه كافة أوزاره ببعض الفتاوي ، ويطمئنه أنه المسئول عنه أمام رب الجبروت, ويأخذ منه مع روحه ، ارادته ، و عقله أيضا ، مقابل المسبحة وكتاب الادعية وسجادة الصلاة ، وحزاما ناسفا اذا كان من المحظوظين المختارين ، لجنة عرضها السماء والارض.
لو كنا آمنين ولا يحيط بنا هذا الخوف المقدس الرهيب لفكرنا ، وناقشنا ، وربما قاومنا ، وهنا يخسر الشيخ نفوذه كله, لكنه بالارهاب الدائم يرعبك ليشل تفكيرك, ويشير اليك : هذا هو المخرج الآمن ، وستجد هناك كتب فتاوي بن باز وبن عثيمين وابن قرضاوى وابن جمعة, ثم عليك أن توافق علي كل شروطه التي يعرضها عليك مقابل الامان, لتصبح تابعا صالحا تعلو درجاته بقدر ما يقدم من علامات الخضوع والطاعة والخنوع. فهو يؤكد للمؤمن الطائع الخانع انه قد امتلك كامل حريته ، لانه تحول من عبد للعباد الي عبد للإله, بينما هو في الحقيقة أصبح عبدا لأسوأ انواع العبودية...للمشايخ أوللسلطان!! وهكذا اصبح مشهد المسلمين ومشايخهم وسلاطينهم ، مشهدا بائسا زريا يزري بالعقل وبالشخصية الانسانية, موقف هو منتهي الاستخفاف بآدمية الانسان ، وبعقله ، وبكرامته ؛ أصبح الشيخ يقوم بتلعيب المسلمين علي كيفه, نام نوم العازب.. ينام فورا, قل دعاء طلوع السلم.. يقول, اعمل عجين الفلاحة..يعجن, اقرأ دعاء دخول الخلاء .. يقرأ, لا تركب زوجتك الا بموافقة القرداتي ، بكلمة سر الليل المعروفة بدعاء النكاح , يقرأ ، ليثبت الشيخ حضوره في أخص أوقات المسلم ....... حاشرا نفسه بين الزوجين.
وتري المأساة مجسمة كاملة الاهانة, محزنة جارحة مؤلمة ، عندما تتابع أسئلة المسلمين لمشايخ الفضائيات ، وكم هي تافهة الي درجة تصيب بالدهش والحيرة مما وصل اليه العقل المسلم. ويبدو أن مشايخ الفضائيات يعمدون الي ابراز تلك التساؤلات المزرية عمداً ، لزيادة تحجيم العقل المسلم داخل اضيق الاطر الممكنة ، التي تضيقها الفتاوي يوما بعد يوم. استفسارات الفضائيات تشير الي مسلم سلبي جاهل ، لا يعرف كيف يتخذ ابسط القرارات في خصوصياته البشرية, تمت برمجته ليعود اليهم في كل شأن , سلبوه ارادته بمزاجه وكسب هو ضمان الا يضل ، فهذا الجيش من المشايخ هم من سيختارون له ما هو مضمون الصحة وسليم النتائج, حتي ضمر العقل المسلم ودخل في غيبوبة الاحتضار, في حالة موت سريري طويلة.
كانت السنة المحمدية هي أقوال وأفعال النبي محمد ، فيها ما يجوز الأخذ به والاقتداء به طلباً للثواب, وفيها ما لا يصح الاخذ به لأنه كان من خصوصيات النبي, ومنها ما لا يأثم المسلم ان لم يأخذ به ودون أن يخرج علي الملة. وبموت النبي ظهرت سنن من لا يوحي اليهم : كسنن الراشدين المهديين, ثم أخيراً ومع الصحوة الاسلامية وعودة الفتوحات بقيادة بن عبد الوهاب, ظهرت سنن الائمة الفقهاء والعلماء بطول التاريخ الاسلامي تحت مسمي الفتوي والاجتهاد الفقهي. وتضخم شأن الداعي والمفتي لتعلو منتجاتهم علي المنتجات المحمدية ؛ التي يجوز أخذ بعضها وترك بعضها . لأن سنن العلماء كلها جبرية لا اختيار فيها , كلها ملزمة رغم انها غير موحي بها ، ولم يعلم بها حامل الوحي جبريل اصلا . كلها ملزمة رغم انها جميعها انتاج بشري, انها وضعية, ان سنن الوحي علي لسان النبي الذي لا ينطق عن الهوي فيها ما يجوز تركه دون عقوبة سماوية رغم ان صاحبها هو الله, أما سنن مشايخنا فلا يجوز ترك اي منها, رغم ان الله لم يوح لاحدهم بها, اصبحت سنن مشايخنا هي قول وفعل من لا يوحي له.
والملحظ الهام بشأن الفتوي انها خصوصية اسلامية, فاذا كان الاسلام هو آخر الاديان وتمامها وكمالها وأشملها فلماذا هو بحاجة للفتوي؟ ان الفتوي هي استكمال نقص وهو ما يشين ديننا وهو متكامل بذاته وليس بة من حاجة لمشايخ الفتوي.
ويمكن رصد أنواع الفتوي وحصرها في أربع حزم, الاولي هي الفتاوي الخاصة بالعبادات من صوم وحج وصلاة وزكاة ، والثانية اجتماعية يتلقاها المفتي من السائل وتتعلق بشئون شخصية وعائلية ، وفى هذين النوعين عادة ما يلزم الشيخ السائل بحل بذاته وسلوك بعينه دون تفرقة بين ماهو عبادة وبين ماهو شخصى او اجتماعى، فهم يزعمون ان أى سلوك المسلم هو تعبد وضمن هذا السلوك يأتى التزامة بالفتوى ، التى تصبح أوامرها جزءا من العبادة, بينما الصواب هو أن يقدم الشيخ راية كنصيحة ومشورة غير ملزمة لانه شأن يخص الناس وليس شانا من شئون الدين في ذاته. أما الحزمة الثالثة فهي الفتاوي التي تصدر عن دور الافتاء, والتي تصدرها تلك الدور دون طلب من أحد ولا تتعلق بأمور العبادات , بل هي تأتي لاثبات الوجود كانها قرارات جمهورية تلزم وتمنع وتسمح دون طلب من أحد ، وهو ما أوقع الدبلوماسية المصرية في الحرج أكثر من مرة, حتي تم انذار دار الافتاء رسمياً من وزير الخارجية المصري, للتوقف عن التدخل ذلك التدخل الناشئ عن شعور المفتي بضعف الحكومة واحتياجها للكاهن باستمرار . مصيبة مثل هذه الفتاوي أنها لا تتوقف عند الحدود المحلية بل هي عابرة للقارات, رغم انها ان صلحت في موطن قد تكون خرابا عاجلا غبر أجل في موطن آخر. ورابع انواع الفتوي هو تلك الحزمة من الفتاوي المتبعثرة الصادرة عن غير ذي صفة , تدعمها تيارات شعبية غير رشيدة، بها قتل السادات ، وبها دمرت طابا ،و شرم الشيخ ،ودهب ، والعريش، وبها جرت مذبحة الاقصر ،وبها قتل فرج فودة ، وبها نهبت بيوت الاموال فقراء المسلمين, وبها ندمر العراق ونقتل ابناءه.
حرمت الفتاوي التدخين فاختفت السجائر من البقالات وانزوت في الاكشاك ، وأصبحت قاعدة دينية , ثم حشرت انفها فيما هو اخطر فحرمت الفن ، والاستنساخ ، والتطعيم ، ونقل الاعضاء ، فأغلق بنك العيون أبوابة !! وبما ان الفتوي تشريع قانوني قدسي فانها تصعد الي السماء ، وعلي السماء هنا أن تفهم ، و ان تسمع ، وان تعى ، وان تطيع ، وان تنفذ . فعندما يفتي المفتي بحرمة التدخين ، يصبح من الضروري علي ربنا أن يسمع الكلام ، وأن يلتزم بالفتوي ويدخل المدخنين نار جهنم. كذلك علية أن يعاقب جريمة نقل الاعضاء , وأن يعاقب المشتغلين بالفن ، وأن يدخل غير المحجبة الي النار, دون وجود نصوص عقابية في كلام الله في أي شأن من هذه الشئون, لكن علي الله أن يقوم بالوظيفة التي أناطها به كهنة المسلمين .............. وظيفة الجلاد.
ومع اختلاف الفتاوي باختلاف ألوان الفقه ما بين جعفري شيعي ، وسني ، وزيدي ، وغيره, لابد أن يتساءل العقل المسلم : بأي فقه منهم سيلتزم ربنا ويقوم بدوره التنفيذي ؟.. في نفس البلد الواحد مثل مصر تتضارب فتاوي الازهر بالنقيض الكامل مع فتاوي دار الافتاء (البنوك , ختان الاناث ، كنماذج) ، فهل سيحتار ربنا هنا في تنفيذ الفتاوي المتضاربة ؟.... التي تصعد اليه أوامر من الأزهر ودار الفتوى والتشريع ومن قنوات الجزيرة ، والمجد، واقرأ ، وإكرة ، واخواتهن ، ومن بن باز ، واين عثيمين ، وابن جمعة ، وابن لادن ، وابن الزرقاوي, وابن قرضاوى ، وابن هويدى ، وابن عاكف ،وابن العوا . ثم ماهو المعيار الذي سيستخدمة ربنا في الاختيار والمفاضلة بين تلك الأوامر والنواهى المتضاربة الصادرة الية ، مع ما يفرضه المفتي علي الله لتعذيب من يعصي المشايخ ، واثابة من يرضون عنه.
تحكي لنا كتبنا التراثية, أن نبي الاسلام في مرضه الأخير صلي قاعدا الي جوار أبي بكر, "فلما فرغ من الصلاة أقبل علي الناس وكلمهم رافعا صوته قائلا: يا أيها الناس سعرت النار وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم وإني والله لا تمسكون علي شيئا إني لم أحل لكم إلا ما أحل لكم القرآن ولم أحرم عليكم الا ما حرم القرآن /الطبري سنة 11ص198".
فالرسول صاحب الدين لم يحرم علينا الا ما حرم القرآن ، وترك لنا فيما عدا ذلك مساحة حرة واسعة ، نتعامل فيها بعقولنا وحسب ظروفنا ومصالحنا, وهي المساحة التي لم يأت القرآن علي ذكرها, فأنقض عليها الكهنةا ليؤمموها لصالحهم ليجدوا فيها مكانهم الدائم. ليحرموا علينا ما لم يرد في قرآن ولا سنة ، كتحريمهم مستحدثات العلم والطب كالتطعيم والاستنساخ والتلقيح الصناعي وزرع الاعضاء, وهي شئون لا يعرفها الاسلام ولم تكن فى سنة ولا في قرآن ، فأضافوا للاسلام تحريمات ونواهي دون وحي يوحي. علماً أن من يبدع نصف دين أو ربع دين هو مبتدع لدين جديد غير دين الله, هو كاذب شرير علينا ، وعلي الله ، وعلي الدين, وهي البدعة الملعونة في الاسلام نصا وروحا ، اصطلاحا ولغة, لانها بدعة في الدين، انهم بهذا المعنى من المتنبئين .
الفتوي اسمها فتوي شرعية , والدار الرسمي لها اسمه دار الفتوي والتشريع, لذلك هي قانون ،ومع سيل الفتاوي المنهمر ؛ أصبح كلام الفقهاء والمفتين في منزلة الوحي وشريعته, وأصبحت الفتوي قانون ديني ملزم الزام الوحي. رغم أن كل ما قال الفقهاء ، والمفسرون ، والمفتون ، وأصحاب المذاهب ، قد صدر بعد توقف الوحي بموت النبي, وهو ما يعني انها غير ذات سند سماوي ولا يمكن ان تكون في حجية شريعة محمد, لانها جميعا من وضع البشر ، ............ انها جميعا بهذا المعني "وضعية" بكليتها تشوبها نقائص الوضع مثلها مثل اى منجز انسانى اخر.
الشيخ اذن لا يملك أية قداسة بل هو لاعب بدين الله, ويضع رأيه الشخصي مقدما علي الوحي الالهي ويفرضه علي المسلمين ويلزمهم به, ومع معرفتنا ذلك يجب أن تتراجع مهابة الشيخ الرهابيه من انفسنا, فهي حالة رهابية غير ذات سند ولا سلطان ولا شرع الهى ولا ارضى.
ان السبب الحقيقي وراء فوضي المشايخ والفتاوي والدعاة في بلادنا انه ليس لدينا مجلس تشريعي حقيقي ، ولا قانون مدنى حقيقي, وهو ما أدي الي تأكل الدولة المدنية ومؤسساتها وتراجعها, ليحل الشيخ في كل محال اتخاذ القرار والسيادة الممكنة, وأمسي يمارس حقوقا لا يملكها غيره من المسلمين دون مبرر واحد ديني أو دنيوي يمنحه تلك الحقوق, ويرفض ان يكون لغيره من المسلمين مثل هذا الحق ، ناهيك عن غير المسلمين من مواطنين . الشيخ يفكر .... اذن علي المسلم ألا يفكر. فقد قال الغزالي ، وقرر بن تيميه ، وحسم بن حنبل ، وانتهى ابن عبدالوهاب .. ، هذا هو مقياس الامور ، و بة حسمها أيضا ، أقوالهم هم ، فيلعبون في شغل الله ، ويعبثون بتخصصاته ليسلبوه بعضها, ويتهمون العلمانيين الضعاف من أمثالى بالعبث بدين الله مع تكفيرى بغرض قتلى. فمثل هذه المقالة التي بين يديك مثلا هي عندهم عبث بدين الله ، رغم انها لم تفتر فتوي ، ولم تضف ألى الأسلام ، ولم تحذف منة شيئا ، أنهم يلبسون علي المسلمين ان من مسهم اومس فتاواهم فقد مس الله ذاته ، الم اقل لكم انهم يشتهون الربوبية !!!
ان صحيح الايمان المفترض، يؤمن ان الله عندما ترك ما ترك دون تشريع أو تدخل ، لم يكن سهوا منه ، فلا شئ عنده عبثا. انما ما يجب أن يفهمه المؤمن ان الله ترك ما ترك قصدا ، وعمدا ، لانه لم يرد التضييق علي عبادة بالاكثار من التشريعات ، والتحريمات ، والتجريمات. ليترك لهم عن قصد منة ورغبة مساحة حرية يمارسون فيها انسانيتهم ، يضعون لانفسهم فيها ما يناسبهم من تشريعات, لان الله كان يعلم أن الدنيا ستتطور, وكان يعلم أن الاحوال ستتبدل لانه هو الله, وليس غيره اله ، اليس هذا ما يعتقد المسلمون ؟.
هل يعتقد المسلم البسيط أو المفكر أن رب الاسلام ، كان لا يعلم أنه سيكون في الارض يوما بلدا مثل امريكا وبقدرات امريكا, او بوجود الاتحاد الاوروبي, أو هيئة الامم ........؟ بالطبع فيما يعتقد المؤمن ، ان اللة كان يعلم ، كان يعلم ولم يذكرها ولم يضع لنا اي قواعد تشريعية محددة للتعامل معها ، وترك لنا مواجهة مشاكلنا بأنفسنا فسكت عنها ، لكن مشايخنا يحلون في مساحتنا الحرة ليصادروها ، و ليصدروا فتاواهم ازاء مثل تلك المستحدثات.
واذا كان رب الاسلام قد علم بذي القرنين وفتوحاته كما ورد بالقرأن ، فلا شك انه كان يعلم ان استاذ ذي القرنين كان هو الفيلسوف اليوناني ارسطو, وأن استاذ أرسطو كان افلاطون ، ومع ذلك لم يندد لا بأرسطو ولا بأفلاطون ولا بالفلسفة ولم يكفر المتفلسفين ..... كما فعل الامام حجة الاسلام أبو حامد الغزالي من بعد ، وألجمنا عن التفلسف والكلام ، بكتابه (الجام العوام عن علم الكلام) ، بينما لم يفعل ذلك ربنا فترك لنا ما تركه دون ان يحدد منه موقفا ، ليكون مساحة المؤمنين الحرة للاخذ من السياسة الارسطية ، أو الجمهورية الافلاطونية ، أو قوانين سولون وروما ، او من ديمقراطية اليوم ومقد ساتها القانونية الحقوقية الراقية انسانيا.
ان رب الاسلام أيضا حسبما يخبرنا القرآن كان علي علم بأنظمة الحكم المختلفة ومنها حكم بلقيس لمملكة سبأ, وكيف انها كانت لا تتخذ قرارا الا بعد الرجوع الي مجلسها الشعبي (ملئها) ، ولم يعترض عليها نبي الله سليمان بهذا الشأن ، حسبما جاء فى القرأن، ولم يعب عليها نظامها في الحكم, لكنه عاب عليها دينها, وترك لشعب سبأ نظامهم شبية الديمقراطي في الحكم ، دون ان يندد به أو يعترض عليه. كان ما عابة عليهم هو سجودهم لغير الله وليس طريقة حياتهم.
القرآن والسنة لم يتكلما عن زرع الاعضاء ، ولا عن التدخين ، ولا عن مجلس تشريعي ، ولا عن حقوق الانسان ، لأن رب الاسلام كان يعلم أن التطور وحده وهو قاعدة الكون الازلية, وان هذا التطور سيفرز ما سوف يفرزة في حينه ، وترك ذلك لعباده حرا طليقا لأنها شؤون لم تكن قد وجدت بعد ،و دون أن يدخله تحت قوانين مقدسة ، حتي لا يتجمد المسلمون عند النص, وحتي لا يختلف المسلمون حوله ويتقاتلون, تركها مساحة حرة لهم ليتنافسوا فيما هو الاصلح لهم ؛ بدلا من أن يتقاتلوا لعبا بالدين وبالسيوف وبمصائر شعوب بكاملها.
كذلك لم ينتقد رب الاسلام القيم الانسانية وما يحميها من قوانين وضعية, رغم انها كانت كقوانين من وضع المجتمع عبر جمعيات منتخبه شعبيا, كانت معروفة وموجودة في روما قبل ظهور الاسلام بألف عام كاملة, وسكت عنها القرآن وترك للأجيال اللاحقة عندما تكتمل نضجا وعندما تحتك بدول العالم وترتقي مثلها ، ان تسعي اليها تستلهمها وتستلهم منها, وهو ما سبق وسمحت ببعضة الضئيل الدولة العباسية ، فانجبت كوكبة من المفكرين لم يتكرروا بعدها أبداً.
أليست القاعدة : " مانهاكم عنه فانتهوا, وما آتاكم فخذوه" ؟ اذن لماذا يحرم المشايخ كل يوم شأن مما تركه الله مسموحا؟ ولو كان مضمون الفعل الفتوي أصلا من أصول الدين لقاله لنا ربنا ، ولم ينتظر الدعاة حتي يأتوا من بعد توقف الوحي ليكملوا له شرعه ودينه ويفتون في الارض كالآلهة.....فسادا ..... أنهم يريدون الربوبية ,,,, لا محيص . !!!!! .
ان من حق المسلمين اليوم ان يستردوا ما أخذه منهم المشايخ وما صادروه بفتاواهم, من حقهم ان يقيموا صناعة سياحة حرة طليقة تكفل عيشا كريما في بلد فقير, من حقهم ان يقيموا الكرنفالات السعيدة ، وان يستعيدوا الفرح ، والحفلات ، والفنون التي تروح عن الروح ، من حقهم ان يضعوا شرائعهم بأيديهم كبقية خلق الله , من حقهم النهوض بالمرأة ، وبالسينما ، وبالبنوك ، وأن تصبح مسألة أدخن أو لا أدخن ، أسهر بالحسين أو بكازينو بالهرم ، ألبس الحجاب أو الميني جيب أو طاقية الإخفاء , مسائل حرية شخصية يجب طرد المشايخ منها , حرصا علي الدنيا وعلي الدين وعلي عقول المسلمين.
ان طرد الدهاقنة والسد نة والكهنة والأحبار و المشايخ وكل من اشتغل بالدين من عالم المسلمين ، واجب ديني علي كل مسلم يحب دينه ووطنه, فليس في الاسلام كهانة ولا سدانة ، وليس في كتاب الله ولا في سنة نبيه شيئا اسمه الازهر أو رجال الازهر او جماعات تزعم الإسلام دون كل المسلمين. وتركهم يلعبون بنا ويديننا مأثمة عار علي كل مسلم فرط في كرامته التي منحها له الله (ولقد كرمنا بنى أدم ) ، وفي دينه ، وفي وطنه ، وترك كل شئ لرجال مثلنا لهم مطامع ورغائب ونزعات وحاجات بشرية , رغم أنهم ليسوا بآلهة ، ولا بأنبياء ، ولا بأنصاف أنبياء. ولاهم حتى من الصالحين .
أيها المسلمون أعلنوا ايمانكم بأن محمداً هو خاتم النبوات بطرد الكهنة من حياتكم ، حتي تصحوا وتتعافوا وتلحقوا ببقية الامم ، وربما عليكم قبل ذلك ............ اقامة محاكمات علنية شفافة ، لآخر جيل من هؤلاء في زماننا ، ولأسماء من مات منهم... زيادة فى تحرى العدل .

ض  

This site was last updated 10/30/12