Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

م

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
أخبار مصرية 1/2013م
أخبار مصرية 2/2013م
صور من الأراضى المقدسة1
صور من الأراضى المقدسة2
صور من الأراضى المقدسة3
صور من الأراضى المقدسة4
صور من الأراضى المقدسة5
صور من الأراض6
صور من الأراض7
نريد توضيح من إيبارشية سيدنى
مخطط لتحويل الكنيسة القبطية
إستقبال أجساد الشهداء السبعة
بقلم مثلث الرحمات قداسة
الذين يدرون ما يفعلون
كيف سـقــــط الجبـــــــــابـــــرة ؟
في وسطـــك حـــــــــرام يا إسرائيل
حياة العذراء مريم
قس يقدم الذبيحة
يهوذا الإسخريوطى
لماذا ترك جند الهيكل أورشليم؟
التقرير النصف سنوى
أحكام القضاة بمصر
أغـــزوا تبوك
محاورة دينية
Untitled 7418
الكنيسة القبطية فى منعطف خطير
الإرهاب الإسلامى والزهور الإسترالية
عيد الميلاد 25 ديسمبر أم 7 يناير
Untitled 7700
السيمونية والغنوصية
أنصاف الحقائق
مصــر تتغطى بالعـــــار
السيسى والدير المنحوت
إنتشار الإسلوب اليهودى
خطف راهب من قلايتة
الكونجرس الأمريكى
ترميم قبــــر يسوع المسيح
البابا فى الأردن
جهل منظمة اليونسكو
فكر غريب ينتشر فى إيبارشية
التاريخ من خلال الكتاب المقدس
لا لقانون بناء الكنائس
إلى وزارة الهجرة الإسترالية
Untitled 7797
المجمع الغنغرى
ضرورة إصدار أستراليا
التجديف على الروح القدس
التقرير السنوى
الخطأ المميت
العجل الذهبى
لهرطقة السيمونية
زيارة بابا الكاثوليك
قورح أراد إغتصاب
Untitled 7861
بداية عصر جديد للإستشهاد
السيمونية وشاول
حروب يشوع
Untitled 7865
Untitled 7866
Untitled 7917
Untitled 7918
Untitled 7919
Untitled 7920
Untitled 7921

 


 

 

 

وضع اليد في أعمال الرسل
الخوري بولس الفغالي

لعب وضع اليد دوراً كبيراً في المجال الليتورجي والآبائي، وعاد إلى الظهور في ممارسات عديدة. فبعد الرسامة الشماسية والكهنوتية والأسقفية، إمتدّت عادة وضع اليد بالنسبة إلى المرضى وأمور أخرى نجدها في التّجديد الكرسماتي (أو المواهبي).

أ- ملف القضية
1- شهادات عن وضع اليد
إذا عدنا إلى العهد الجديد، وجدنا أن أع يتضمّن أكثر أنواع الشهادات عن وضع اليد. وتُذكر هذه الممارسة ثلاث مرات عندما تتمّ معجزة: "رأى بولس رجلاً يدخل ويضع يديه عليه فيبصر" (9: 17). كان والد بوبليوس (حاكم جزيرة مالطة) مريضاً. "دخل بولس إلى غرفته وصلّى ووضع يديه عليه فشفاه" (28: 8). ونقرأ عن وضع اليد مرتين حين رسامة أشخاص في خدمة الكنيسة. إختارت الجماعةُ السبعةَ، فصلّى الرسل "ووضعوا عليهم الأيدي" (6: 6). واختارت كنيسة أنطاكية بولس وبرنابا من أجل الرسالة. "صاموا وصلّوا ووضعوا أيديهم عليهما" (13: 3). وتمّ وضع اليد من أجل عطية الروح المميّزة عن نعمة العماد. تعمّد السامريون باسم الرب يسوع، فجاء بطرس ويوحنا "ووضعا أيديهما عليهم، فنالوا الروح القدس" (8: 17). "ووضع بولس يديه على تلاميذ أفسس فنزل عليهم الروح القدس" (19: 5). في 9: 17، يرتبط وضع اليد بالشفاء، كما يرتبط بموهبة الروح القدس. وفي 8: 39 نجد اختلافة في النّص الغربي تتحدّث عن وضع اليد (في عدد من المخطوطات الجرارة، في السريانية الحرقلية، عند أفرام وكيرلس الأورشليمي وديديمس وإيرونيموس وأغوسطينوس: تبعت عطية الروح القدس العماد).
كلّ هذه الإيرادات لا تعود بنا إلى أمر الرب، كما في المعمودية (مت 28: 19: إذهبوا وعمّدوهم) أو في الإفخارستيا (1 كور 11: 23، 25؛ لو 22: 19). يذكر أع هذه الفعلة (وضع اليد) ذكراً واضحاً، ويشدّد من جهة ثانية على القدرة التي في يد الرسل. "وجرى على أيدي الرسل بين الشعب كثير من العجائب والآيات" (5: 12). "وكان الرب يشهد لكلام بولس وبرنابا بما أجرى على أيديهما من العجائب والآيات" (14: 3). "وكان الله يجري على يد بولس معجزات غريبة" (19: 11).
وبجانب هذه الإشارات القصيرة التي ترد بطريقة عابرة، نجد أقوالاً تبرز في وسط الخبر، وقد شكّك بعض الشراح بمعناها التقليدي وبتاريخيتها: 6: 1- 6؛ 8: 14- 17؛ 13: 1- 3؛ 19: 1- 7. يرتبط 13: 1- 3 بمرجع أنطاكي. ويقترب 6: 1- 6 من النّص السابق. فيدلّ على التقليد عينه الذي استقى منه لوقا. وماذا عن نص 19: 1-7؟ هناك آ 1 التي تدلّ على أثر اليوميّات التي استعملها لوقا. وفي آ 5-7 نجد مرجعاً آخر. أما آ 2- 4 فتدلّ على يد ذلك الذي كتب وأهدى كتابه إلى تيوفيلوس، أما 8: 14- 17، فهي جزء أعيد كتابته في التدوين النهائي.
نحن نستنتج أن وضع اليد هو فعلة طقسية مارستها كنيسة الرسل. هذا ما يقرّ به نقّاد مثل ألفرد لوازي الفرنسي وهانس كونزلمان الإلماني. ولكن الجدال يبدأ حين نعالج البعد الدقيق لهذه النّصوص، وتاريخية الوقائع، والظروف التي أحاطت بها.
هل تُلقي أسفار العهد الجديد ضوءا على معنى وبُعد هذا الطقس؟ بالنسبة إلى طقوس الشفاء هناك نصوص إنجيلية تُنسب إلى يسوع. وارتبط بوضع اليد كطقس تابع للمعمودية نصُ عب 6: 2 (وضع الأيدي مع المعمودية). وهناك ثلاثة مقاطع في الرسائل الرعائية تشير إلى طقس يولي المسؤولين أهمية قيادة الكنيسة المحلّية: 1 تم 4: 14 (نعمة نلتها حين وضع الشيوخ أيديهم عليك)؛ 5: 22 (لا تستعجل في وضع يديك على أحد، ولا تكن شريكاً في خطايا غيرك. قد تدل هذه الآية على طقس مصالحة وتوبة)؛ 2 تم 1: 6 (وضعت يدي عليك).
2- طقس الشفاء، طقس بعد العماد
لن نقول شيئاً عن أع 6: 6 و 13: 03 أما ذكر طقس الشفاء في 9: 12 والطقس التابع للعماد في 8: 17؛ 8: 18؛ 8: 39 ب؛ 19: 6، فهما موضوع اختلاف ملحوظ.
أولاً: بالنسبة إلى طقس الشفاء
نجد عدّة اختلافات طفيفة في 9: 12. الأولى: يرى رجلاً في الرؤيا (الإسكندراني، القبطى ويقبل بها بعض العلماء). الثانية: يرى في الرؤيا رجلاً (السريانية، الأرمنية اللاتينية العتيقة وبعض المخطوطات الجرارة). الثالثة: يرى رجلاً (تحذف كلمة في الرؤيا): بردية 74، السينائية، الشعبية اللاتينية، القبطية الصعيدية والبحيرية، الحبشية. الرابعة: في الرؤيا (تحذف كلمة "رجل"): جبل أتوس من القرن التاسع.
ماذا يقول النقد الخارجي؟ هناك انقسامات على مستوى الأسر النصوصية المختلفة: فالفاتيكاني يقدّم النّص الطويل والسينائي النصّ القصير. والترجمات السريانية واللاتينية منقسمة. يفضّل النقد الداخلي القراءة الثالثة ويعتبر أن عبارة "في رؤيا" زيدت لتوضح فعل "رأى". ولكن فضّلت القراءة الأولى: اعتُبرت أنها الأصعب لا سيّما وأن "في رؤيا" بعيدة عن الفعل (رج الشيء عينه في 14: 8).
وذكر "الأيدي" يقدّم اختلافات أيضاً. الأولى "خايراس": "أيدي" (بدون أل التعريف). الثانية: الأيدي (مع أل التعريف) "تاس خايراس" في الشعبية، القبطية، الحبشية، الأرمنية. ما الذي رآه النقد الخارجي؟ النصّ الإسكندراني يغفل أل التعريف، وهذا أمر غير عادي في المقاطع التي تذكر وضع الأيدي (ما عدا 19: 6). هذا ما يقوله النقد الداخلي. إذاً القراءة الأصعب هي التي تلغي أل التعريف. فالكاتب يزيد (أل التعريف) ولا ينقصها. ومهما تكن القراءة المختارة، فالخيار لا يؤثّر على المعنى. نشير هنا إلى أن مخطوطاً من مخطوطات اللاتينية العتيقة (يعود إلى القرن 5) أغفل آ 12 كلّها. نحن هنا، بلا شك، أمام خطأ من قبل الناسخ.
ثانيا: الطقس التابع للعماد
نلاحظ اختلافات في 8: 17؛ 8: 18؛ 8: 39 ب؛ 19: 6.
- في 8: 18. الروح (تو بنفما): القبطية الصعيدية. الروح القدس (تو بنفما تو أغيون): بردية 45؛ 74: يتردد النقد الخارجي أمام النصّ القصير (كما في مخطوطة الإسكندرية) والنصّ الطويل (في سائرَ الأُسَر). بما أن النصّ الإسكندراني هو أكثر أهمية، مال الشرّاح إلى النص القصير وقَبِل النقد الداخلي بهذا الإختيار. نحن نفهم أن الناسخ زاد (ولم يحذف) "تو أغيون" (القدس) ليكون نصّه متّفقاً مع النصوص التقليدية.
- في 8: 39 ب. نجد هنا اختلافة هامة. في النصّ الذي نقرأ نجد: روح الرب (بنفما كيريو) ولكن في كودكس بربينيان وعدة مخطوطات من اللاتينية الشعبية والسريانية والأرمنية وأفرام وايرونيموس واغوسطينوس، نجد "بنفما كيريو": أي نزل الروح القدس على الرجل. (خطف) ملاك الرب فيلبس. نلاحظ أن الناسخ صحّح المخطوط. ثمّ إن الشواهد الآبائية هي متأخرة (القرن 4، 5) ولا توافق ولا تورد الإختلافة بدقّة. كودكس بربينيان (القرن 13) هو مخطوط من مخطوطات اللاتينية العتيقة. جاء من جنوبي فرنسا فأفلت من تأثير الشعبية. قد يكون شاهداً مهمّاً من أجل النصّ الغربي، ولكن المقطوعة 8: 29- 10: 14 ناقصة.
ماذا يقول النقد الداخلي؟ هناك من يقبل بالنصّ الطويل ويقدّم البراهين. الأول: يتجنّب هذا النّصُ أن ينسب انتقال التدخّل إلى الروح، لأن مثل هذا التدخّل للروح لا يذكر في أي مكان في العهد الجديد. الثاني: يذكر النصُ عطيةَ الروح كما نتوقّعها في ف 1- 10. الثالث: أما البواعث لإغفال الزيادة فهي: أغفل الناسخ العطية التابعة للعماد، لأن خادم الله لم يكن رسولاً ولأن وضع الأيدي لم يُذكر. أو أغفل الناسخ النصّ بطريقة عرضية فانتقل من "بنفما" إلى "كيريو" لا سيّما إذا كان نصّه حسب السريانية الحرقلية "بنفما كيريو" لا "بنفما اغيون".
إختار معظم الشرّاح النصّ القصير متّبعين النقد الخارجي. إعتبروا هذا النصّ القراءة الأصعب. أما كيف دخلت الزيادة؟ أراد ناسخ أن يذكر موهبة الروح التي تلي (حسب 2: 38) قبول المعمودية. ثمّ أراد أن يدخل في آ 39 "ملاك الربّ" الذي كان حاضراً مع فيلبس كما نقرأ في 8: 26.
في 19: 6 نجد في السينائي والإسكندارني والفاتيكاني وغيرها: خايراس (أيدي). وفي البازي، والبسيطة والحبشيّة: خايرا (يد). وفي مخطوطات أخرى: "تاس خايراس" (مع أل التعريف). يجد النقد الخارجي نفسه أمام حالة أسهل مما في 9: 12. بما أن أقدم المخطوطات تغفل ذكر ال التعريف، فهذا الإغفال يفرض نفسه. وهذا ما لا يتعارض والنقد الداخلي الذي يعتبر أن التعريف زيد تحت تأثير اللغة الجارية.
ونجد زيادة هامّة في 19: 6ا في السريانية وافرام والسلسلات وكودكس بربينيان ومخطوطات عديدة للشعبية: وتكلّموا بلغات أخرى، وعرفوا معناها، وفسّروها بعضهم لبعض، وتنبأوا (الكلمات التي تحتها خط تنتمي أيضاً إلى النصّ القصير. في المخطوطات اليونانية). يلاحظ النقد الخارجي أننا أمام قراءة غربية. فنحن لا نجد هذه الزيادة في أي نصّ يوناني (الشواهد غير المباشرة التي نمتلكها قليلة جداً). نحن هنا أمام تحريف تأثّر بنصّ 1 كور 14: 15، 27. لا سيّما وأن التّكلّم بلغات يساعد الناسخ أو الشارح على هذه الزيادة. ونحن نجد زيادات طويلة أخرى في النصّ الغربي.
ب- وضع اليد هو طقس شفاء
إذا كان كاتب أع هو لوقا الذي كتب الإنجيل الثالث، فلن نعجب إن أورد طقس وضع الأيدي. لا شكّ في أن لوقا لا يتفوّق على الإزائيين في هذا الموضوع: مر 5: 23؛ 6: 5؛ 7: 32؛ 8: 23، 25؛ 10: 16 (كطقس مباركة): 16: 18؛ مت 9: 18؛ 19: 13، 15 (كطقس مباركة). أما لوقا: 4: 40؛ 13: 13.
إن مرقس هو الذي يتميّز عن الإزائيين. ولكن لوقا يمتلك نصاً ليس له ما يوازيه (13: 13): وضع يديه عليها، فانتصبت قائمة في الحال ومجّدت الله: إن يسوع وضع يديه على كل من المرضى فشفاهم (لو 4: 40).
نلاحظ أولا أن العبارة اليونانية تنقل شكلين ساميين: شيت (شيم) يد (أي وضع اليد على)، سمك. الشكل الأول يدلّ على لمس بسيط. في الشكل الثاني، يشذ الشخص على الشيء الذي يلمس. وحين يستعمل النّص "سمك" فهوْ يعني وضع اليدين. لهذا نجد الجمع (لم يعد من وجود للمثنى في اللغة اليونانية الشائعة: كويني) في أع ما عدا في 9: 12، 17 (نجد الجمع في الأناجيل. مر 6: 5؛ 8: 23، 25؛ 16: 18؛ لو 4: 40؛ 13: 13. نجد المفرد في حالتين، لا في اجتراح الشفاء بل في طلب شفاء يتوجّه إلى يسوع). ونلاحظ أن طقس المباركة غير موجود في أع بصورة واضحة. أما طقس الشفاء، فنجده في المعجزات لا في إجمالات نُسبت إلى المدوّن الأخير للعمل اللوقاوي. ولا تظهر نية لدى الكاتب بأن يبيّن أن وعد المخلّص المذكور في مر 16: 18 قد تمّ. فالكلمة "أروستوس" المذكورة في مر 6: 5؛ 6: 13؛ 16: 18 ومت 14: 14 غير موجودة في أع. ونلاحظ أيضاً (وذلك عكس الأناجيل) أن اللجوء إلى وضع الأيدي، ترافقه الصلاة (28: 8؛ في 9: 11، كان بولس، لا حنانيا، يصلي حين وضع حنانيا عليه الأيدي). ولكن هذا لا يفترض الإيمان كشرط سابق للحصول على الشفاء (أما في 14: 9 فنقرأ أن بولس رأى في كسيح لسترة من الإيمان ما يدعو إلى الشفاء). ونلاحظ أخيراً أن بولس وحنانيا وحدهما يلجأان إلى فعلة من أجل الشفاء. بولس: حين نجّى والد بوبليوس من الحمّى (28: 8، وضع عليه يديه). وحنانيا حين ردّ البصر إلى شاول (9: 12، 13، 17). ولكن لن نستنتج أن بطرس يسمو على بولس في عمله كمجترح معجزات، لأن الكتاب لا يذكر أعمالاً طقسية قام بها. إن بولس (13: 11؛ 14: 26؛ 16: 18؛ 19: 11. نلاحظ أن النصّ يحيلنا إلى يسوع بل إلى الله كالفاعل الأخير للمعجزة) وبطرس يشدّدان كلاهما على أن المعجزات تتمّ بيد الرب يسوع (3: 6: باسم يسوع المسيح الناصري: 9: 34: شفاك يسوع المسيح). وإن بطرس لا يختلف عن بولس (28: 8). فلا ينسى اللجوء إلى الصلاة قبل الإنتقال إلى الشفاء (9: 40: سجد وصلّى). ونشير إلى أننا نجد إجمالتين (5: 12، تشير إلى كل الرسل وتخصّص بطرس؛ 19: 11- 12 تشير إلى بولس) تجعل الرسولين متساويين على مستوى اجتراح المعجزات.
هل نجد ما يقابل طقس الشفاء ووضع الأيدي في العالم الديني الذي كتب فيه لوقا؟ هناك نصّان قمرانيان (ابوكريفون التكوين، في المغارة الأولى، 20: 21- 22، 28- 29) يؤكّدان أن أوساط الأسيانيين عرفوا ذلك الطقس واعتبروا أنه جاءهم من مصر في زمن الخروج على يد رجل اسمه حرقانس (بادر وطلب وضع الأيدي): يربطون هذا الطقس ربطاً وثيقاً بالصلاة، ويفسّرونه مع ممارسة طرد الأرواح، ويخضعون فاعليّته وفاعليّة الصلاة التي ترافقه لارتداد الشخص الذي سيستفيد منه.
أجل، عُرفت هذه الفعلة (وضعُ اليد من أجل الشفاء) في ابوكريفون التكوين. ولمّحت الأناجيل إلى أن هذه الفعلة عرفتها أوساط صنع فيها يسوع عجائب: طُلب إليه أن يضع الأيدي ففعل (مر 5: 23؛ 7: 32؛ 9: 18). ولكن ممارسة يسوع تتميّز عمّا اعتاد عليه أهل قمران وعمّا كان يفعله الرسل. لم يحتَج يسوع إلى الصلاة، بل فعلَ بفضل قوة (أكسوسيا، ديناميس) تخصّه وحده (لو 4: 36: سلطان، قوة؛ مر 5: 17: ديناميس يسوع هي ديناميس كيريو أي الرب). ثمّ إنه لا يسوع ولا تلاميذه يربطون هذا الطقس ربطاً أقلّه واضحاً بممارسة التقسيم (أو: طرد الأرواح). كل ما نجده هو أن لوقا يروي خبر شفاء حماة بطرس، فيجعل يسوع يأمر الحمى وكأنه يأمر روحاً شيطانياً (لو 4: 39: إنتهر الحمّى فتركتها). ونلاحظ أيضاً أن الخبر في لو 4: 39 ومر 1: 39 ومت 8: 5 4 لا يشير إلى وضع الأيدي. أما في ممارسة الرسل (نجدها في أع 27: 8؛ 10: 12، 18)، فيبدو وضع الأيدي كطقس من الطقوس ويعكس فعلة "سمك" أي شدّ اليدين على المريض. ونحسّ كأنه بتأثير هذه الممارسة الرسولية المذكورة في مر 16: 18، أعطى المدوّن الإنجيلي الوجهة نفسها لفعلة يسوع. ولكن الآثار الباقية تكفي لتبيّن أن الأمر لم يكن هكذا. فنلاحظ مرارا أن طلب وضع الأيدي يرافقه عند يسوع لمسة بسيطة أو فعلة بها يأخذ بيد المريض ليقيمه: في مر 5: 23= مت 9: 18، طُلب من يسوع أن يضع يديه، فردّ بلمسة بسيطة، مر 5: 41= مت 9: 25؛ رج مر 7: 32-33. وفي مر 8: 22 توسّلوا إلى يسوع أن يلمسه، فوضع عليه الأيدي. نستنتج أن فعلة وضع الأيدي لم تتّخذ شكل وبُعد طقس من الطقوس، حسب التقاليد الإنجيلية، ولكنها ستصبح طقساً في عمل الرسل حسب مر 16: 18.
وإليك سمة أخرى تميّز أشفية يسوع: يفرض الطقس القمراني على الخاطىء أن يرتد ويعود عن خطيئته. أما المخلّص فيطلب الإيمان (مر 2: 5= مت 9: 2= لو 5 :20؛ مر 5 :34= مت 22:9= لو 48:8؛ مر 52:10= لو 42:18).
تساءل الشرّاح: ما هو مضمون هذه الفعلة التي يقوم بها مجترح المعجزات؛ هل هي مباركة، هل هي نقل قوة تقدر أن تحمل الشفاء؟ إن معنى الفعلة يقف بين الاثنين، لا سيّما وأن الشفاء هو بركة أو عطية قريبة من البركة.

ج- وضع الأيدي كطقس رسامة
كان الشرّاح في الماضي يرون في أع 6: 1- 6 طقس رسامة الشمامسة. وفي 13: 1- 3 طقس رسامة الأساقفة. ولكن اللاهوتيين والمسؤولين المعاصرين بدوا أكثر تحفظاً. فقالت بيبليا أورشليم الفرنسية في طبعتها الثانية سنة 1974: لا يعطي لوقا اسم شمامسة للسبعة "المختارين" ولكنّه يتحدّث عن الخدمة (ديا كونيا). وتقوله: ليس للطقس المذكور في 13: 3 البعد عينه الذي نجده في 6: 6 حيث ينال السبعة تفويضاً من الرسل. أما الترجمة المسكونية الفرنسية فلا تحدّد الوضع الخدمي للسبعة. وتقول حول 13: 3: أنها فعلة (وضع الأيدي) تشير إلى بداية مهمّة محدّدة.
هناك جدال كبير حول معنى 13: 1-3. حسب أميو الفرنسي: إن وضع الأيدي هو مباركة بسيطة من أجل مهمة سيقوم بها الرسولان. وقال الأب دوبون: حسب 14: 26 (ترعاهما نعمة الله)، يبدو أن فعلة الجماعة (وضع الأيدي) توصي بالمرسلين الجدد (رج 15: 40: سلّمه الأخوة إلى نعمة الرب) الذين اختارهم (آ 2) وأرسلهم (آ 4) الروح القدس. فليس للرتبة إذن البعد الطقسي عينه الذي نجده في 6: آ: إن السبعة قبلوا من الرسل تفويضاً. أما برنابا وشاول، فنالا تفويضهم مباشرة من الروح القدس، لا من الجماعة.
ما هو المرجع الذي استقى منه لوقا ليدوّن 13: 1-3؟ قد يكون تقليد خاص. أو وثيقة مكتوبة وُجدت في كنيسة أنطاكية، ذلك المركز الديني الهام، ونقطة انطلاق الرحلات الرسولية عبر العالم اليوناني والروماني.
يجب أن نتساءل هنا: هل تضعنا هذه القطعة أمام مشهد أم مشهدين؟ المشهد الأول (آ 2) يشير إلى اختيار برنابا وبولس بإيحاء من الروح القدس، وصلَ إلى الجماعة خلال احتفال ليتورجي يتضمّن فيما يتضمّن الصوم. أما المشهد الثاني (آ 3)، فيُشير إلى انطلاق بولس وبرنابا في المهمّة التي أوكلهما الروح بها بصورة واضحة (آ 2: للعمل الذي دعوتهما إليه).
إن الإرسال في مهمّة هو الذي يتضمّن وضع الأيدي. ويتردّد الشرّاح في معرفة الأشخاص الذين مارسو هده الفعلة. هناك من يقوِل الجماعة كلّها. وآخرون: هم الأنبياء والمعلّمون الثلاثة المذكورون في 11 بجانب برنابا وبولس: شمعون، لوقيوس، منياين. إن قرينة النصّ تجعلنا نميل إلى الرأي الثاني مع أن الكودكس البازي يسند الرأي الأول.
يعطي شورمان الإلماني أهمية كبرى لحلقة الأنبياء والمعلّمين الذين يرئسون الجماعة المسيحية في أنطاكية. يعتبر أن كل سلطة خدمية في الكنيسة الرسولية تنبع في الرسل أولاً، وفي درجة ثانية من الأنبياء. في مرحلة أولى نتخيّل الخدم مؤلفة من الرسل الذين يرتبط بهم الأنبياء والمعلّمون. وفي مرحلة ثانية، حلّ "الرعاة" محلّ المعلمين. أما مارك لودس فبدا أكثر تحفظاً. هناك أربع لوائح عن الخدم في الزمن الرسولي: 1 كور 12: 8- 10؛ 12: 28، روم 12: 6- 8؛ أف 4: 11: الرسول (شليح)، النّبي، المعلّم (رابما)، الأسقف (فوقد)، الكاهن. نجد نصوصاً في العهد القديم تلقي الضوء على أصل هذه الخدم. رج خر 9: 6؛ عد 4: 16 (حسب السبعينية)؛ أش 61: 6.
إذا أردنا أن نحدّد معنى الطقس، نلاحظ أو، أن الصلاة ترافقه في أع هنا وفي 6: 6؛ 8: 15؛ 28: 8. لسنا فقط أمام مباركة أو توصية وطلب للعون الإلهي. فالليتورجيا الإحتفالية التي تحيط به تدعونا لنفهم هذه الفعلة كنقل تفويض، كطقس جلوس وكإرسال في مهمة شليح، أبوستولوس، أي رسول. وما يدفعنا إلى تأكيد هذا المعنى هو أن برنابا وبولس تسلّما غداة ليتورجية أنطاكية وللمرة الأولى، لقب "أبوستولوس"، رسول (14: 4، 24).
ودرس الشرّاح 6: 1- 6، وقدّموا محاولات تفسير جديدة. نتساءل أولاً: ما هي طبيعة المهمّة التي أوكلت إلى الذين يسمّيهم أع "السبعة". إن فعل "كاثيستيمي" يدل على إقامة في وظيفة. ظنّ ايريناوس أنها وظيفة الشمّاس كما عرفتها الكنيسة فيما بعد (ضد الهراطقة 1/ 26: 3؛ 3/ 12: 10؛ 4/ 15: 1). أما يوحنا فم الذهب فشكّ في هذه النسبة (عظة 14 في أعمال الرسل). نجد فعل "دياكوناين" (خدم) في عبارة "خدمة الموائد"، ولكننا لا نجد الإسم "دياكونوس" أي الشمّاس. تتحدّث البيبليا المسكونية الفرنسية عن الخدمة خلال الطعام ولا سيّما الإفخارستيا مع اهتمام بإدارة الخيرات الموضوعة في عرف الجماعة. ومن يصوّر أع اسطفانس وفيلبس (يعطينا أع بعض المعلومات عنهما وحدهما. وهناك حنانيا المسمّى "ماتيتس" أي تلميذ، في 9: 10. ليس هو أحد السبعة. وقد يكون تسلّم مهمته من الرب "في رؤيا") فهو ينسب إليهما خدمة تتعدّى المساعدة المادية أو عمل المحبّة. هل نجعل السبعة كالشيوخ الحاضرين حول الرسل في أورشليم؟ قد يكون تنظيم هؤلاء الشيوخ من أجل العبرانيين. وقد نكون أمام وظيفة جديدة لم يعد في الكنيسة حاجة إليها فألغيت.
مهما يكن من أمر، إن أع يشير في 6: 6 إلى وضع الأيدي كطقس يهيّىء من يتقبّله للدخول في خدمة جماعية. قد يكون لوقا رأى يوم دوّن أع (حوالي سنة 85) 6: 1-6، في تنظيم السبعة أساس ونموذج الشمامسة التي ستعرفها بعض الجماعات المسيحية. ثم إن هذه الخدمة، كما مُوريست، ساعدت على ولادة "الشمّاس الكنسي" وتنظيم عمله.
ولا نترك هاتين الإشارتين عن وضع الأيدي كطقس تفويض في خدمة الكنيسة المحلّية أو الرسالية، إلا بعد أن نضعهما في إطار المعطيات عن أصول البُنى الكنسية ونموّها. فبالنسبة إلى كاتب أع، ساعد عاملان رئيسيّان على خلق هذا النّظام ونموّه. أولاً، الروح القدس الذي لا يزال يتدخّل في المنعطفات الكبرى من نموّ الكنيسة. ثانياً، خدام عديدون يعملون بإمرة الروح (1: 2؛ 2: 42- 43): بطرس والرسل. يشهد أع على حضور "خدام" عديدين (دياكونون). "دوديكا" أو الاثنا عشر بحصر المعنى. بطرس والرسل (21: 37؛ 5: 29)، أو الرسل والشيوخ (15: 2، 4، 6) . الرسل والأخوة في اليهودية (11: 1). ثمّ هناك الرسل بالمعنى الأوسع (14: 4، 14: بولس وبرنابا) والشيوخ الأساقفة (11: 30؛ 14: 23؛ 16: 4، 2: 17؛ 21: 18) والسبعة (6: 3؛ 21: 8) والإنجيليون أو المبشّرون (21: 8. يسمّى فيليبس أحد السبعة: المبشّر)، والأنبياء، (11: 27؛ 13: 1؛ 15: 32؛ 21: 10) والمعلّمون (13: 1)، والمعاونون (19: 22، دياكونونيتس). قد يتدخّل الروح بطريقة مباشرة في اختيار وتنصيب هؤلاء الخدّام (13: 2، 4؛ 20: 28). ولكن تفويضهم للخدم الكنسية ينبع بشرياً من الحلقة الرسولية التي تخضع للروح الذي يدير الكنيسة.
وتساءل الشرّاح: إلى أي حدّ تخيّل كتّاب أع وسائر أسفار العهد الجديد الخدم الكنسية في عصرهم ووضع اليد كأنها قاعدة من أجل الكنيسة في المستقبل؟ لم يتطرّق أع إلى هذه المسألة. أما الرسائل الرعائية فيبدو أنها عالجتها. تحدّث شليار الإلماني عن حفظ الوديعة (1 تم 6: 20؛ 2 تم 1: 12، 14، باراثيكي) وعن التّعليم (ديدسكاليا، 1 تم 1: 10، 4: 76 13، 16؛ 5: 17؛ 6: 3) كوظيفتين ثابتتين في الكنيسة على مستوى الإنجيل والممارسة التي تنتج عنه. ولكن هناك الخدم المتنوّعة ووضع الأيدي وطقس الرسامة. كيف تنتقل الوديعة والتّعليم دون سلطة تكفلهما وتؤكّدهما؟ وهذه السلطة تفرض وجود علامة منظورة، مثل وضع اليد، لتكشف للكنيسة واقع هذه الخدم.

د- وضع اليد في الطقوس التابعة للعماد
إعتبر الشرّاح واللاهوتيون الكاثوليك أنهم وجدوا في 8: 14- 17 و19: 1-7 شهادة واضحة ومباشرة عن سر التثبيت. أما كلفين، فرأى في هذين النصّين فعلة لجأ إليها الرسل ليطلبوا للمعمّدين الجدد مواهب (كرسمات) الروح ولا سيّما موهبة النبوءة، لأن هذه الموهبة لم تظهر حالاً بعد قبول العماد.
ماذا يمكن أن يقال في مرحلة أولى؟ أولا: ليس من شك لا أن أع يشهد في زمن الرسل على عطية الروح للمعمّدين الجدد بعد قبول سر المعمودية. ثانياً: إن رسائل القدّيس بولس لا تنفي هذا الواقع بل تؤكّده. ثالثاً: إن هذه الموهبة تكمّل النعمة العمادية. رابعاً: عادة هناك طقس بعد عمادي، وضع الأيدي، يمنح هذه الموهبة. خامساً: في الحالتين الموجودتين في أع، يُحصر الطقس بالرسل دون غيرهم.
ولكن جاء رأي جديد يؤكّد أن العماد يمنح المعمّدين الجدد ملء الروح. إذن، لماذا ننسب إلى أع الإعتقاد بموهبة الروح تكمل موهبة المعمودية وتعطى بواسطة طقس بعد عمادي (أي يمارس بعد طقس العماد)؟
وقدّمت البراهين التي تعارض التّأويل التقليدي. إن خبر نزول الروح القدس يوم العنصرة لا يقدّم لنا الشكل الأول للتثبيت، ولكنّه يتوجّه إلى خطبة بطرس والدعوة لقبول العماد كطريق عادية للحصول على موعد الآب، أي موهبة الروح المرتبطة بالعنصرة. لا يعارض أع هذا الموقف، والنصّان المذكوران أعلاه (8: 14- 17؛ 19: 1- 7) يبيّنان الرباط الوثيق بين المعمودية وموهبة الروح، بحيث برزت مشكلة هامة حين غابت "هذه الموهبة" عن الرتبة العمادية (يقول بعض الشرّاح إن موهبة الروح لم تغب إلا غياباً ظاهراً: فالفرح في 8: 8 يدلّ على أن السامريين قبلوا الروح. ولكن هذا يعارض آ 16 ويخفّف من قيمة العماد). وهناك القول عن المعمودية في 1: 5: "يوحنّا عمّد بالماء، وأما أنتم فتتعمّدون (أو تعمَّدون في المجهول، وهذا يدلّ على حضور إلهي) بالروح القدس". إن موهبة الروح القدس ترتبط بالطقس العمادي. يميّز لوقا بين معمودية يوحنّا وطقس العماد المسيحي الذي يتميّز عن الأول في أنه يهب الروح القدس. وهو لا يريد أن يُدخل في التدبير الجديد عمادين مميّزين: عماد الماء باسم يسوع لغفران الخطايا، وعماد الروح الذي يمنح المؤمنين المقدّسين حضور الروح الإلهي. وأخيراً، إن تعليم أع هذا يلتقي والرسائل البولسية. فبالنسبة إلى رسول الأمم، العماد هو سر التنشئة المسيحية، وإذ يقبله المؤمنون يصبحون هياكل الروح القدس وينعمون بمواهب وكرسمات متعددة.
ولكن بقي في إطار هذه النظرة إلى المعمودية التي تمنح وحدها الروح، أن نجد مضموناً لمبادرة الرسل الواردة في 8: 14- 17، 19: 1- 7 واللاجئة إلى وضع الأيدي. فاعتبر شرّاح منهم هامان وكونزلمان وكازمان أن وضع الأيدي المنسوب في المرة الأولى إلى بطرس ويوحنا، وفي المرة الثانية إلى بولس، هو طقس يضمّ المؤمنين إلى الكنيسة الأمّ: جاؤوا من انشقاق سامري أو من مجموعة يوحناوية. ولولا تدخّل الرسل، لظلوا مؤمنين هامشيين أو منشقّين.
غير أن هذا المجهود لنفي نعمة وطقس بَعد عمادي لم يصل إلى نتيجة. أن يكون أع قد رأى علاقة وثيقة بين المعمودية وموهبة الروح (2: 38؛ 8: 20؛ 10: 45؛ 11: 17) أو وعد الآب (1: 4؛ 2: 23؛ 2: 39) فإن 2: 38، بل مسيرة الكتاب كلّه بما فيه 8: 14-17 أو 19: 1-7 تبيّن هذا بوضوح.
نشير إلى أن النصوص لا تنسب إلى العماد مباشرة موهبة الروح (ينسب أع إلى العماد غفران الخطايا، 2: 38؛ 22: 16)، وأنها تدلّ على وجود طقس بَعد عمادي يُمارس من أجل هذه الموهبة. فإن أخذنا بما قاله خاصة هامان واماغو، فهو لا ينطبق على أع 19: 1-7 حيث لا يبدو بولس وكأنه ممثل الكنيسة الأم في أورشليم. ثم إننا نُدخل نظرة لا نجدها في أع، وهي أن الروح لا يُعطى إلا بواسطة رسل الكنيسة الأم. مقابل هذا، نفهم أن الكنيسة تعرّفت تدريجياً إلى الروح بطريقة شخصيّة، فتركت فكرة انتقال الروح بطريقة مادية واتخذت فكرة "أبيكلاسيس" أي دعوة الروح حين وضع الأيدي.
ونشير هنا إلى اختلافة 8: 39 التي تورد نزول الروح على وزير ملكة الحبشة. نجد في هذه الآية شهادة كنيسة محلّية ظلّت تحافظ على التمييز بين غفران الخطايا الذي هو نتيجة المعمودية وبين موهبة الروح.
واستندت هذه النظرة الجديدة إلى اللاهوت البولسي لترفض طقساً بعد عمادياً. لا شكّ في أن الرسول ينسب إلى المعمودية هبة الروح. نقرأ في 1 كور 12: 13: "تعمّدنا بروح واحد لنكون جسداً واحداً، وارتوينا من روح واحد". وفي 1 كور 6: 11: "إغتسلتم، تقدّستم، تبرّرتم باسم ربنا يسوع المسيح وبروح الهنا". رج 2 تس 2: 13- 14. إن الروح القدس هو في هذه المقاطع، لا موهبة من مواهب المعمودية، بل العامل في المعمودية. إنه ومن يغسل (1 كور 6: 11) ويبرّر (1 كور 6: 11) ويقدّس (1 كور 6: 11؛ 2 تس: 13- 14) ويختم (أف 1: 13؛ 6: 30) ويجدّد (تي 3: 5-6) المؤمنين. ثمّ إنه ليس من السهل أن ننسب إلى الغسل العمادي مقاطع يبدو فيها الروح شخصاً يُرسل (غل 4: 6) أو يُقبل (1 كور 2: 12؛ غل 3: 2، روم 8: 15) أو يقيم في المسيحي (1 كور 3: 16؛ 6: 19؛ روم 8: 9، 11؛ 2 تم 1: 14). وخلاصة الكلام، يبدو من الصعب أن نقول إن التّعليم البولسي رفض الإعتقاد بعطية الروح لا ترتبط إرتباطاً مباشراً بالغسل العمادي. كما يبدو من الصعب أيضاً أن نبيّن أن بولس ربط هذه العطيّة بطقس بعد عمادي مميّز.
ونعود إلى المقولة (لوغيون) عن عماد الروح: إنها تشكل البرهان الرئيسي الذي يستند إليه الشرّاح ليربطوا موهبة الروح بغسل العماد المسيحي. إن التقاليد الإنجيلية تربط هذه المقولة بيوحنا المعمدان (مر 1: 8؛ مت 3: 11؛ لو 3: 16؛ يو 1: 26، 33). أما مدوّن أع فينسبها إلى يسوع (أع 1: 5؛ 11: 6). وبما أن الإختلافات عديدة، بحثَ النقاد عن القراءة الأصلية. إنطلق فان إمسكوت من القول بأن كرازة المعمدان دلت على حدث الزمن الإسكاتولوجي، فاستنتج أن الشكل الأساسي للمقولة قدم معطيين أساسيين للانتظار النهائي: قدّم للأبرار المدعوّين إلى الخلاص، خيرات موهبة الروح القدس، وللأشرار المعدّين للهلاك، الدينونةَ والعقاب بالنار. هذا هو معنى المقولة في متى ولوقا اللذين يذكران الروح القدس والنار. أما مرقس ويوحنا فذكرا فقط فيض الروح، ثم ربط يوحنّا هذه الموهبة بالمعمودية.
ولكن ظلّت محاولة فان إمسكوت لاكتشاف القراءة الأصلية ناقصة. فما يهمّ المعمدان هو إعلان الدينونة القريبة في الأزمنة الأخيرة. وهو يعتبر هذه الدينونة كعمل يسوع الذي رأى فيه المسيح والقاضي المسيحاني. ويتصوّر هذا المسيح في صورة ثانية يرسمها عن الدينونة (مت 3: 12؛ لو 3: 17): ذلك المذرّي الذي ينظّف البيدر، فيجمع القمح في الأهراء ويحُرق التبن والقش. لن ننتظر في إطار تلك الصورة أن يُذكر الروح، بل أن تُذكر النسمة، أن تُذكر الريح التي يحتاج إليها المذرّي ليفصل الحب عن القشّ كما يفصل الأبرار عن الأشرار.
وحين وضعت القراءات المتاوية واللوقاوية "النسمة" أو "بنفما" على أنه "مقدّس"، أو "قدس"، أحلّت في هذه المقولة (لوغيون) أحد عناصر الدينونة الإسكاتولوجية التي هي النسمة والريح والروح القدس. وهكذا، أدخلت في المقولة تلميحاً مباشراً إلى فيض الروح الإلهي المنتظر في الأيام الأخيرة. وخطا مرقس وأع خطوة أخرى: لم يحتفظا إلا بذكر الروح. بالإضافة إلى ذلك، نسب أع 1: 5 و 11 : 6 هذا القول، لا إلى المعمدان، بل إلى يسوع، وكأن يسوع استعاد كلمة المعمدان وأعطاها معنى جديداً. من الواضح أن عماد الروح في أع 1: 5؛ 11: 6 وربما في مت 3: 13؛ لو 3: 17 يشير إلى عطيّة الروح كما نالها الرسل يوم العنصرة وكما نالها كورنيليوس الضابط (الروح الذي ناله كورنيليوس هو ذلك الذي ناله الرسل، 10: 47)، وهي عطيّة يميّزها 2: 38 عن نعمة العماد. وبكلام آخر، حين تتحدّث النصوص عن الغسل العمادي، فهي لا تشير إلى عماد الروح الذي يعني موهبة متميّزة تميّزاً واضحاً عن نعمة العماد.
ثمّ، إن التمييز الذي نجده في أع بين نعمة العماد وموهبة الروح، والفرق بين هذه النظرة والتعليم البولسي الذي يميل إلى جمع الإثنين، يُتيحان لنا أن نفهم التوسّع اللاحق في طقوس التنشئة في الكنيسة القديمة. إستوحت الكنيسة اللاتينية (ولا سيّما كنيسة أفريقيا) ممارستها من معطيات أع. أما الشرق المسيحي فعاد إلى وحدة طقوس التنشئة واستلهم الرسائل البولسية إلى درجة كاد يخسر فيها التمييز الواضح بين سّري العماد والتثبيت.
إذا كانت موهبة الروح متميّزة عن الغسل العمادي حسب أع، فبمَ تقوم هذه الموهبة؟ نحن نعلم حسب 2: 39 و10: 47 أننا أمام الموهبة التي نالها الرسل بعد العنصرة. وسنجد ضوءا إضافياً في ثلاثة مراجع: كلمة نُسبت إلى القائم من الموت (أع 1: 5، 8)، كلمة قالها بطرس (2: 5، 18)، مقاطع إخبارية في أع (2: 3- 4، 11؛ 10: 46؛ 19: 6). إن المقولة المنسوبة إلى يسوع تعلن للرسل عطيّة قوة (ديناميس)، قوة كبيرة (ديناميس ميغالي، 4: 33) تجعلهم جديرين بأن يتمّوا مهمّتهم وهي أن يكونوا شهوداً للمخلّص (1: 8؛ 4: 33؛ 8: 25) وأن يكرزوا بكلمة الله (أع 8: 25). وتحدّد كرازة بطرس أننا أمام تتميم نبوءة يوئيل 21: 16-18)، أمام موهبة نبوية (2: 17-18) ورؤى (2: 17 ب). وقد شدّد كاتب أع على موهبة النبوءة هذه (19: 6) وقرّبها من موهبة الألسنة (10: 46؛ 19: 6؛ رج 3:2- 4: لغة غير لغتهم). لقد توسّعت السريانية الحرقلية في هذه التحديدات: كانوا يفهمونها ويفسرونها. فهل نستنتج مع زان الإلماني أن كاتب أع حصر عطيّة الروح بالنبوءة والتكلّم بالألسنة (حصرها بعطية المواهب، الكارسمات)؟ نعرف أولاً أن أع يجعل النبوءة تتفوّق على التّكلم بالألسنة (تذكر النبوءة 3 مرات في أع: 2: 17، 18؛ 19: 06 أما أختلافة 10: 46 فهي تشدّد على سمو النبوءة في خط 1 كور 12: 28؛ 14: 1- 20). ثمّ إن الظواهر الكرسمية (أو المواهبية) تدلّ على حضور الموهبة، ولكنّها لا تصوّر مضمونها. ولكن يبقى أن أع الذي يسمّي المسيحيين "قدّيسين" (9: 13، 32، 41؛ 26: 10) أو "مقدّسين" (20: 32؛ 26: 18) ويعلن تبريرهم (13: 38، 39)، لا يقول إن الروح يقدّس المؤمنين ويبرّرهم.
وهكذا نستنتج أن النعمة الخاصة بموهبة الروح بعد العماد، ليست التقدّيس بل القوة (1: 8، 4: 33). ونلاحظ أن هذه القوة ترافق مسحة الروح (10: 38). إن هذه القوة (ديناميس، كما يتابع 10: 38) تؤمّن ليسوع حضور الله وتساعده على تتميم رسالته في عمل الخير والشفاء. إن المواهب ليست غائبة عن موهبة الروح، ولكنها لا تستنفدها (إن لفيض الروح بُعداً أعمق). نحن إذاً أمام موهبة تهيّىء المؤمنين للرسالة (في 4: 31 هي جرأة، باريسيا، رج 2: 29؛ 4: 13، 29؛ 28: 31)، بل لحياة مسيحية نموذجية (13: 52، كانوا ممتلئين من الفرح والروح القدس). وتكوّن شهادة ليسوع، في حياة تحقّقت غداة العماد (21: 42)، بعد قبول العماد (2: 41) وموهبة الروح (21: 38).

هـ- أصول هذا الطقس
أعلنت التقاليد الإنجيلية ارتباط المعمودية والإفخارستيا بأمر واضح من يسوع، ولكنها لا تقول إن ممارسة وضع اليد (وهي ممارسة رسولية) حتى كطقس شفاء، لا تعود إلى تأسيس من الرب. ونصّ مر 16: 18 لا يتضمّن أمراً بل إعلان امتياز سينعم به التلاميذ. لهذا نقول إن هذا الطقس يعود إلى مبادرة من قِبَل الرسل. فإن كان الأمر هكذا، بدا من الطبيعي أن نعود إلى العهد القديم كمرجع لهذه المبادرة. فكنيسة الرسل تأمّلت في التقاليد التوراتية، فرأت فيها صوراً مسبقة ونماذج لنظُمها الخاصة.
وفي الواقع، نرى ممارسة وضع الأيدي في العهد القديم، ولا سيّما في الطبقة الكهنوتية، حيث يتّخذ فعل "سمك" معنى تقنياً. غير أنه يجب أن نميّز طقسين لوضع اليد أو الأيدي يختلفان بشكلهما مضمونهما.
هناك طقس أول يسيطر فيه وضع يد واحدة وهو ينحصر في تقدمة الذبائح: خر 29: 10: يضع هارون يده وكذلك يفعل كل من أبنائه؛ خر 29: 15، 19؛ لا 1: 4، 10 (حسب السبعينية)؛ 3: 2، 8، 13؛ 4: 4، 15، 24، 29، 39؛ 8: 14، 18، 22؛ عد 8: 22؛ 2 أخ 29: 23: وضعوا أيديهم (الجمع يعني أن كل واحد وضع يده). تعبّر فعلة وضع اليد، لا عن فكرة نقل وانتقاله (أي نقل ملكية الذبيحة من الإنسان إلى الله) كما قال ورم ونوت ورودلف وفون راد، بل عن تماثل الرجل الذي يقدّم الذبيحة والحيوان الذي يقدّم كذبيحة (يضحّي الإنسان بالذبيحة فتعود إلى الله ويعود هو معها). وفي الطقس الثاني تُوضع اليدان ويتخذ فعل "سمك" معنى تقنياً فيتضمّن فكرة الإنتقال: إنتقال الخطيئة في لا 16: 21- 22: "يضع هارون يديه على رأس التيس الحيّ ويعترف عليه بجميع ذنوب بني إسرائيل ومعاصيهم وخطاياهم ويضعها على رأس التيس ثمّ يرسله إلى البرية، فيحمل التيس جميع ذنوبهم". إنتقال مسؤولية نتخلّص منها في لا 24: 14 (تعلن الجماعة أنها ليست مسؤولة عن خطيئة فرد من أفرادها)؛ دا 13: 34. إنتقال وظيفة وقوة ترتبط بها. نقرأ في عد 27: 18: "قال الرب لموسى: "خذ يشوع بن نون وضع يدك عليه" (وهكذا تنتقل سلطتك والروح الذي كان فيك إليه، أو ينتقل مجدك)؛ 27: 23؛ تث 34: 9. أما بالنسبة إلى عد 8: 10 (يضع بنو إسرائيل أيديهم على اللاويين)، فاللاويون هم ذبيحة (لأنهم باكورة الشعب. كانت البواكير تُذبح) تُقدّم للرب، لهذا يضع بنو إسرائيل أيديهم عليها، وهذا ما تقوله آ 11: إن اللاويين يقدَّمون بطريقة سّرية ذبيحةً للرب.
إن هذه النظرة السريعة إلى العهد القديم تبق لنا أننا لم نجد نموذجاً عن وضع الأيدي كطقس شفاء. ولكن نرى في بعض الأوساط اليهودية هذه الممارسة التي ينسبها ابوكريفون التكوين إلى إبراهيم. ولكننا لا نجاه تماثلاً بين طقس تمارسه جماعة قمران وطقس مسيحي علّمه الرب لتلاميذه كما يقول مر 18:16.
أما بالنسبة إلى وضع الأيدي كطقس تسليم وظيفة كنسيّة، فقد نجد نموذجاً له في "سميكة" الرابانيين، وهي طقس يجعل من التلميذ "معلّمي" أي "رابي" في الجماعة. ولكن العودة إلى العهد القديم هي التي أسّست هذا الطقس: تنتقل وظيفة موسى ومجده وروحه إلى يشوع (عد 27: 20؛ تث 34: 9). وهكذا تنتقل المهمة الرسولية، ويُعطى الروح من أجل هذه المهمة.
وهناك وضع الأيدي اللاحق للعماد. نستطيع أن نعود إلى لو 34: 50 (رفع يديه وباركهم). هنا نقابل بين نهاية لو (24: 49- 53) وبداية أع. يسوع هو الذي يرسل الروح (لو 24: 49؛ أع 1: 4 ،8). تُسمى موهبة الروح موعد الآب (لو 24: 49؛ أع 1: 4). وثمرة هذه الموهبة ستكون قوة (لو 24: 49؛ أع 1: 8) وقوة علوية نازلة من السماء (لو 24: 49؛ أع 1: 8). ورسالة المسيح القائم من الموت والصاعد إلى السماء هي مباركة (لو 24: 50- 51؛ لو 3: 26: أرسله بركة). إذا كانت عطيّة الروح بركة والخير الأسمى الذي يقدّمه المخلّص القائم من الموت، وإذا كان وضع الأيدي فعلة مباركة وطقس مباركة، أما يحقّ لنا أن نستنتج أن لوقا رأى في مباركة يسوع لتلاميذه وهو صاعد إلى السماء دعوة إلى الرسل لكي يستعملوا الفعلة عينها ليمنحوا باسم معلّمهم الموهبة الموعود بها في هذا الوقت الإحتفالي؟ ونتذكّر أخيراً أن لو 24: 50- 51 تحدّث عن مباركة يسوع لتلاميذه بعبارة يستعملها الكاهن الأعظم ليبارك شعبه. هكذا سبّق لوقا على يوحنّا وصاحب الرسالة إلى العبرانيين فحدّثنا عن يسوع كرئيس كهنة يمارس "الأسرار" بيده ويسلّمها إلى تلاميذه فيواصلون حضوره في العالم كلّه حتى انقضاء الدهر
***

سبب أهمية هذا الموضوع

مشاركتك في هذه الحملة بالتوقيع يعني أنك مسيحي ارثوذكسي حريص على التسليم المسلم مرة الينا من القديسين نحو اسرار الكنيسة السبعة وتعاليم كتابنا المقدس
بعد اعتراض من الشباب الارثوذكسي على الاب اندراوس اسكندر اعلن جناب الاب قائلا "فانا معروف لدي قداسة البابا بحكم زمالتنا في الخدمة سنينا كثيرة ، وايضا كل طاقم سكرتارية قداسته تربطني بهم صلة وثيقة ، بالاضافة لسهولة الاتصال بنيافة الحبر الجليل مطران البحيرة او وكيل المطرانية ... الخ" .. يعني بيقول مثلا انه فوق المحاكمة ويمرر اي تعاليم خاطئة براحتة !!!!
ويعود فيقول :
"
اما رؤية الكنيسة في اسوان أني غير أرثوذكسي الفكر والعقيدة فعفوا هذا امر خارج سلطانكم انه يخص ايبارشيتي او رئاسة المجمع المقدس ولا يخصكم ."
وعفوا جناب الاب فهو من اختصاص كل مسيحي ارثوذكسي على الايمان السليم ...
ولانك ترى انه ليس اختصاصنا نرفع هذه العريضة مشفوعه بهرطقات جنابكم وبالدليل والبرهان الي المجمع المقدس ليتم محاكمتكم فورا ووفقا التعاليم الكنسية والقوانين المجمعية الا وان تتراجعوا عن مثل هذا التعليم ..
مشاركتك في هذه الحملة بالتوقيع يعني أنك مسيحي ارثوذكسي حريص على التسليم المسلم مرة الينا من القديسين نحو اسرار الكنيسة السبعة وتعاليم كتابنا المقدس
فيما يلي ملخص وتعليقات هرطقات الاب " جمعها واعدها للنشر الخادم مسيحي ارثوذكسي"
أولا الهرطقة الغير ارثوذكسية التى يضلل بها هذا المهرطق الناس هرطقاته فى هذا الفيديو هى
1-إنكار المعمودية وتضليل الناس وتعاليم منحرفة
2-إنكار سر المسحة المقدسة(الميرون)
3-إنكار لزوم أن تتم المعمودية ويعطى الروح القدس بواسطة الكهنوت
وستجدو فى أول الفيديو سيدة سالته هل لازم اتعمد عشان اقبل الروح القدس أم لأ فقال لها لأ وبعدها قال تعاليم غير ارثوذكسية ضد الارثوذكسية والانجيل وقالوا أن الهنا مش اله شروط وتقاليد " توبوا و ليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس (اع 2 : 38) اتعمدوا عشان تتغفر خطاياكم وتقبلوا الروح القدس وليس كما قال الهراطقة
الرد على الهرطقة الأولى :
1-نحن كأرثوذكس نؤمن بمعمودية واحدة كما قال الكتاب" ايمان واحد معمودية واحدة (اف 4 : 5 ) وهذه المعمودية يقوم بها الكاهن بالتغطيس فى الماء والروح القدس وليس ماء فقط بل كما قال الرب"ان كان احد لا يولد من الماء و الروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله (يو 3 : 5 ) ولكن الغير ارثوذكس لأنهم ليس عندهم كهنوت وليس عندهم اسرار كنسية ولا يؤمنون بكل هذا فأنهم يقولون هناك شىء اسمه معمودية الروح القدس وهى انك وانت لما تقبل الرب تحس برعشة وتتكلم بالسنة وممكن تعمل ايات وعجائب ! ويقولون انك تعمدت طبعا بدون كاهن وبدون اى شىء فقط مجرد رعشة وكلام بلغة كاذبة ويقولك هذه السنة ويقولون ان معمودية الارثوذكس هى ماء فقط ومش ضرورية ونسوا قول الرب بالماء والروح اذن يوجد معمودية واحدة وهى التي عمد بها الرسل بالماء والروح وتذكروا معمودية واحدة وليس انواع وقال الرب بالماء والروح فالروح القدس يحل فى الماء ويلدنا فى المعمودية ويجددنا ويغفر خطايانا السابقة والموروثة من ادم فالروح القدس يحل فى ماء المعمودية ويلدنا وهذه هى المعمودية وهذا تعاليم الأباء اذن المهرطق هنا فكره بروتستانتى ويروج لتعاليم منحرفة ضد الكنيسة ربما لأنه يشعر بأنه سيتم شلحه فاراد تحريف الأمور وأى كاهن أرثوذكسي يؤمن بما قلت لكم وهذه البدعة ليست جديدة بل رد علها البابا شنودة فى كتابه" بدعة الخلاص فى لحظة" بدعة البروتستانتية واليكم رابط الرد فى كتاب البابا شنودة ومن هذا يتضح لنا أن المهرطق يعلم تعاليم ضد الكنيسة وايمانها والانجيل
http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/34-Bed3et-El-Khalas-Fi-Lahza/The-Heresy-of-Salvation-in-a-Moment__14-Word.html

2-والأن لنرى ماذا يقصدون بقولهم كرنيليوس أتعمد بالروح وبعدها أتعمد بالماء فى اعمال10! طبعا هذه خطا عقيدي اساسي لانه يا أحبائى الكتاب لم يقول أن كرنيليوس أتعمد بل قال حل عليه روح الرب فحلول الروح القدس علينا ليس معمودية اطلاقا ولم يذكر أنه معمودية" 44- فبينما بطرس يتكلم بهذه الامور حل الروح القدس على جميع الذين كانوا يسمعون الكلمة.
والرسل عمدوا الناس بالماء والروح مثلا وكرنيليوس هذا الذي حل عليه روح الرب لم يقل بطرس أنه اتعمد بل قال بعدها يجب ان يتعمد هؤلاء" 47- اترى يستطيع احد ان يمنع الماء حتى لا يعتمد هؤلاء الذين قبلوا الروح القدس كما نحن ايضا. 48- و امر ان يعتمدوا باسم الرب حينئذ سالوه ان يمكث اياما.
هنا نرى المعمودية التى امر بها الرب معمودية واحدة بالماء والروح القدس وحلول الروح على البشر ليس معمودية فروح الرب قديما كان يحل على الانبياء وغيرهم والملوك ولم يقال أن هؤلاء اتعمدوا اطلاقا ولنى أمثلة أخرى"و فيما هما سائران في الطريق اقبلا على ماء فقال الخصي هوذا ماء ماذا يمنع ان اعتمد (اع 8 : 36)هنا واضحة ما هى المعمودية الواحدة التى عاشت بها الكنيسة ولنرى مثال هام جدا ناس امنوا واتعمدو بمعمودية يوحنا المعمدان وهى معمودية غير معموديتنا المسيحية فهى بالماء فقط وليست بالماء والروح والرسل رفضوها فى اعمال 19
2- قال لهم هل قبلتم الروح القدس لما امنتم قالوا له و لا سمعنا انه يوجد الروح القدس. 3- فقال لهم فبماذا اعتمدتم فقالوا بمعمودية يوحنا.
4- فقال بولس ان يوحنا عمد بمعمودية التوبة قائلا للشعب ان يؤمنوا بالذي ياتي بعده اي بالمسيح يسوع.5- فلما سمعوا اعتمدوا باسم الرب يسوع.
6- و لما وضع بولس يديه عليهم حل الروح القدس عليهم فطفقوا يتكلمون بلغات و يتنباون.
هنا اتعمدوا وبعدها نالوا سر المسحة المقدسة وهو سر يعطينا الروح القدس ليسكن فينا وفى اول الكنيسة كان يعطى الروح القدس بوضع يد الرسل ومع انتشار الكرازة استخدموا زيت المسحة المقدسة"و اما انتم فلكم مسحة من القدوس و تعلمون كل شيء (1يو 2 : 20)ويقول ايضا"مدفونين معه في المعمودية التي فيها اقمتم ايضا معه بايمان عمل الله الذي اقامه من الاموات (كو 2 : 12)هنا يتكلم الكتاب عن المعمودية ب"ال" يعنى كان معلوم وجود معمودية واحدة فقط"" ايمان واحد معمودية واحدة (اف 4 : 5 ) ومدفونين معه يعنى تغطيس وايضا قيل"رسالة بطرس الاولى 3 : اذ كان الفلك يبنى الذي فيه خلص قليلون اي ثماني انفس بالماء الذي مثاله يخلصنا نحن الان اي المعمودية "وعندما يقول المعمودية ب"ال" اذن هو يتكلم وكأن المؤمنيين يعرفون معمودية واحدة بالماء والروح يوحنا5:3
و جميعهم اعتمدوا لموسى في السحابة و في البحر (1كو 10 : 2)و كان الرب يسير امامهم نهارا في عمود سحاب ليهديهم في الطريق و ليلا في عمود نار ليضيء لهم لكي يمشوا نهارا و ليلا (خر 13 : 21)
اذن يوجد معمودية واحدة فى المسيحية واوضحنا انها ليست بالماء فقط بدليل أن الرسل رفضوا معمودية يوحنا فى اعمال 19 لانها بالماء فقط وعمدوهم بالماء والروح القدس ففاعلية المعمودية التى يقوم بها الكاهن الرسمى تأتى من حلول الروح القدس فى الماء "اجاب يسوع الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من الماء و الروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله (يو 3 : 5 )

3-وشر هذه الفكرة ياتى من الأتى اولا يزورون ويضللون ويحرفون معنى المعمودية ويقولون انها ماء فقط والرب قال الماء والروح القدس ثانيا يلغون معنى السر والكهنوت ايضالأن ممكن أى واحد يأتى ويقول أنا اتعمدت نساله مين عمدك يقول زى ما قال المرأة فى الفيديو هدية من ربنا حسيت برعشة وألسنة وقوة بتدخل جسمى !! طبعا هذه ليست معمودية وكمان ممكن شيطان يلبس الناس ويضللهم وهنا تكون الكنيسة ملهاش لازمة وضاع الناس وثالثا المعمودية بالماء والروح ولازمة للخلاص فهذه البدعة تهلك الناس واليكم مقال يثبت انها لازمة للخلاص من كتاب اللاهوت المقارن للبابا شنودة


2-الخطا الثانية إنكار سر المحسة المقدسة لسكنى الروح القدس فينا :
1-ينكر المهرطق اندراوس اسكندر سر المسحة المقدسة فهو مثل البعض يقولون أن الروح القدس يحل عليك وانت كده لوحدك بدون سر المسحة (الميرون) بدون اى كاهن ساضع لكم مقال بايات يثبت ما هو السر وكيف يتم بايات الانجيل ولكن هؤلاء الاب واندراوس اسكندر يستشهدون بقصة كرنيليوس وان الروح القدس حل عليه بدون كهنوت وبمجرد ايمانه فى اعمال 10 اولا نقول أن هذه حالة استثنائية لأن كرنيليوس ومن معه كانوا امم والرسل كانوا مترددين يقبلوا الأمم ومن يقرأ الموضوع من اوله سيعرف ذلك فأراد ربنا يطمنهم ويكشف لهم أن العهد الجديد هو مش لليهود فقط كما كان قديما بل لكل العالم والحالة الاستثنائية لا تعمم اطلاقا فمثلا الله قال فى العهد القديم أن الاخ يتزوج زوجة اخيه لو مات اخيه ولم ينجب أولاد وهنا وضع استثناء الزواج وهو لو مات اخوه ولم ينجب أولاد يكون الاخ ملزم ان يتزوج زوجة أخيه المتوفى وينجب اولاد ويسميهم بأسم اخوه الذى مات طبعا فى العهد الجديد اصبح هذا الأمر ممنوع ولكن ننظر وكأننا فى العهد القديم هل كان ينفع أى اخ يتزوج زوجة اخيه ؟ طبعا لأ ألا فى استثنائ واحد وهو لو كان اخوه مات ولم ينجب اولاد وهكذا ولكن لنرى العهد الجديد فما حدث فى اعمال 19 يؤكد صحة ايماننا فنجد انه يوجد ناس أمنوا وقبلوا الرب ولم يحل عليهم الروح القدس فقيل لهم" 2- قال لهم هل قبلتم الروح القدس لما امنتم قالوا له و لا سمعنا انه يوجد الروح القدس."
هنا امنوا ولم يسمعوا عن الروح القدس وكان الروح القدس يعطى للمؤمنيين بوضع يد الرسل" 6- و لما وضع بولس يديه عليهم حل الروح القدس عليهم فطفقوا يتكلمون بلغات و يتنباون.
بوضع ايدي الرسل يعطى الروح القدس (اع 8 : 18)
14- و لما سمع الرسل الذين في اورشليم ان السامرة قد قبلت كلمة الله ارسلوا اليهم بطرس و يوحنا.15- اللذين لما نزلا صليا لاجلهم لكي يقبلوا الروح القدس. 16- لانه لم يكن قد حل بعد على احد منهم غير انهم كانوا معتمدين باسم الرب يسوع. 17- حينئذ وضعا الايادي عليهم فقبلوا الروح القدس.
حينئذ وضعا الايادي عليهم فقبلوا الروح القدس (اع 8 : 14-17)
هنا مثالين واضحين جدا جدا ويا أحبائى مع انتشار الكرزاة وكثرة الممؤنيين لم يكن ممكن أن يضع الرسل يدهم على كل أحد لينال الروح القدس فاستبدلوا وضع اليد بزيت المسحة المقدسة ليسكن الروح القدس فى المؤمنيين "و اما انتم فلكم مسحة من القدوس و تعلمون كل شيء (1يو 2 : 20)


ثالثا والأن لنرى تعاليم الدسقولية وهى تعاليم وقوانين الأباء الرسل :
أولا مكتوب على لسان الرسل فى كتاب الدسقولية تعريب ابونا مرقس داود فى المقدمة ص16 "أن الذى يسمع ويحفظ الاوامر المكتوبة فيها له حياة ابدية ودالة قدام ربنا يسوع المسيح الذي ائتمننا على هذا السر العظيم الذى له ومن خالف ولم يحفظها يطرح كمخالف ومسكنه الجحيم الى الابد "
الباب رقم 21 من الدسقولية يقول الاتى :
"نأمر جملة أن لا يعمل احد من العلمانيين شيئا من أعمال الكهنوت الذي هو القربان والتعمد ووضع اليد لقسمة الكهنة , لا كبيرا ولا صغيرا .لأن هذه الرتبة التي هى وضع اليد انما هى للأسقف فقط فالذي لم يعط هذه الرتبة ولم يؤتمن عليها بل يقصدها لنفسه ينال عقوبة مثل عزيا الملك 2أى26 :18-21"
هنا واضح أن المعمودية عمل يقوم به الكاهن أذا باطل هو الحديث عن ان شخص يترعش ويبرطم ويخرف بالكلام ويقولك اتعمدت بالروح ! هذه خرافات

-ونقرأ فى فصل 34 من الدسقولية الأتي (هختصر الكلام فى اقتباسى )
"صل أنت انت يا اسقف او القسيس الذى يكون عندك عليهم الصلوات المقدسة بأسم الاب والابن والروح القدس واصبغهم (عمدهم) فى الماء ..... وبعد هذا فليمسح الأسقف الذين يتعمدون بالميرون لأننا أعطينا صبغة موت يسوع فالماء عوضا عن كفنه والزيت عوضا عن الروح القدس والرشم عوض عن الصليب والميرون هو ثبات الاعتراف وتذكار الاب أى أنه علة الروح القدس هذا نقوله شهادة وتغطيسنا فى الماء اشارة الى اننا نشارك موت المسيح والصعود من الماء هو مثال انبعاثنا معه ايضا"

+فواضح يا أحبائى من تعاليم أبائنا الرسل ما هو الإيمان السليم وواضح خروج هذا الاب عن ايمان الكنيسة الارثوذكسية تماما ويوجد اخطاء أخرى له فهو يهاجم سلطان الكهنوت والمعمودية يهاجم الكنيسة والاباء وله كوارث ونتمنى من المجمع المقدس ان يناقش افكاره المشنورة فى حلقات له على قناة الكرمة البروتستانتية ويحاكمه محاكمة عادلة حتى انه يضل الشعب ويقول ان الروح القدس قال لى يجب ان نذهب لمهرجان احسبها صح هذه هى مشيئة الروح القدس !! ويضلل الشعب بمثل هذه الامور الكاذبة

احب اوضح لكم هناك فرق بين حلول الروح القدس فينا وبين الامتلاء بالروح القدس وبين مواهب الروح القدس ويمكننا القراءة عن ذلك فى كتاب الروح القدس وعمله فينا للبابا شنودة

**********

 

الرئيسية ||| اخر مواضيع الموقع ||| الحرب ضد الهراطقة والأخطاء الفكرية للجماعات المنحرفة



الحرب ضد الهراطقة والأخطاء الفكرية للجماعات المنحرفة
نشرت بواسطة: safenhnoah في اخر مواضيع الموقع, الموسوعة المسيحية, لاهوت مقارن يناير 12, 2017 التعليقات على الحرب ضد الهراطقة والأخطاء الفكرية للجماعات المنحرفة مغلقة 182 زيارة

الأنبا رافائيل
أولاً: مواجهة الهرطقات
فيما نتكلم عن الحب والإتحاد والسلام الكامل… يبرز للكنيسة من آن لآخر تيار غريب يهدد سلامة التعليم الأرثوذكسى… وتضطر الكنيسة إلى أن تحارب هذا التيار، وقد تلجأ إلى سلاح القطع والحرمان، من أجل حفظ سلام الكنيسة وسلامة التعليم…قد يتساءل البعض… ألا يتعارض هذا مع تعليم المسيح الخاص بالمحبة، وقبول الآخر والإتجاه نحو الوحدة والسلام؟كيف للكنيسة وهى مسئولة عن سلام العالم… ومسئولة عن نشر فكر المسيح، وتعميق روح الحب… كيف لها أن تحارب أشخاصاً وتطردهم وتقطعهم؟… ألا يوجد هنا شبهة قساوة وإرهاب فكرى، وتعارض، مع إتجاه التجميع والإحتضان والتسامح والحب؟!!
† ولكن أيضاً هل يجوز للكنيسة أن تترك كل إنسان يفكر كما يشاء، وينشر فكره مهما كان؟ تحت إدعاء طيبة القلب والتساهل، وخلاص نفس الآخر بقبوله؟
دعنا نناقش الأمر كتابياً، لنرى رأى الكتاب المقدس، وفكر المسيح من جهة هذا الأمر. خاصة وأن الكنيسة بطول الزمان لجأت إلى منهج عقد المجامع ومحاكمة الهراطقة، وقطعهم وفرزهم… ونحن مازلنا نمدح أبطال الإيمان، الذين شاركوا قطع الهراطقة، وأمضوا عمرهم كله فى جهاد عنيف ضد الأفكار المتمردة، كمثل القديس أثناسيوس، وكيرلس، وديسقوروس وغيرهم.
هل أخطأ الآباء فى منهجهم هذا ولم يتوافقوا مع فكر المسيح؟!
هل علينا الآن فى عصر الحرية، والفكر المنفتح، والديمقراطية – أن نغيّر منهج الآباء القدامى، ونسلك مع الهراطقة بروح جديدة، حفظاً لتواجدهم معنا فى الكنيسة!! ومنعاً لإستخدام سلاح الطرد والتشهير والحرمان كما يقولون…؟!
1- الهرطقات تعليم شيطانى
أول حقيقة تقابلنا عند دراسة هذا الموضوع أن الشيطان هو المحرك لكل هرطقة فى الكنيسة “ولكن الروح يقول صريحاً أنه فى الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان. تابعين أرواحاً مضلة، وتعاليم شياطين فى رياء أقوال كاذبة موسومة ضمائرهم” (1تى 1: 4-2).
فهل مطلوب من الكنيسة أن تحمى تعليم الشيطان وتقبله؟!”ليست هذه الحكمة نازلة من فوق، بل هى أرضية نفسانية شيطانية” (يع 15: 3) “لأنه
سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح بل حسب شهواتهم الخاصة، يجمعون لهم معلمين، مستحكة مسامعهم، فيصرفون مسامعهم عن الحق وينحرفون إلى الخرافات” (2تى 3: 4-4).
† فهل الكنيسة مسئولة عن حماية الإنحرافات والخرافات والشهوات الخاصة فى التعليم؟إن مثل هؤلاء الكذبة يحكم عليهم الكتاب المقدس بالهلاك.
†”ولكن كان أيضاً فى الشعب أنبياء كذبة، كما سيكون فيكم أيضاً معلمون كذبة، الذين يدسون بدع هلاك. وإذ هم ينكرون الرب الذى إشتراهم، يجلبون على أنفسهم هلاكاً سريعاً. وسيتبع كثيرون تهلكاتهم. الذين بسببهم يُجدف على طريق الحق. وهم فى الطمع يتجرون بكم بأقوال مصنّعة. الذين دينونتهم منذ القديم لا تتوانى. وهلاكهم لا ينعس” (2بط 1: 2-3).
† “لأن مثل هؤلاء هم رسل كذبة، فعلة ماكرون، مغيرون شكلهم إلى شبه رسل المسيح. ولا عجب، لأن الشيطان نفسه يغيّر شكله إلى شبه ملاك نور. فليس عظيماً إن كان خدامه أيضاً يغيرون شكلهم كخدام البر. الذين نهايتهم تكون حسب أعمالهم” (2كو 13: 11-15).لقد وصف هنا – معلمنا بولس الرسول – الهراطقة بأنهم خدام الشيطان وكذبة وماكرون… فهل تقبلهم الكنيسة وهم هكذا؟إن الأساس الذى تُبنى عليه الأفكار الهرطوقية، هو التمرد “فإنه يوجد كثيرون متمردين يتكلمون بالباطل ويخدعون العقول” (تى 10: 1).والتمرد محسوب فى فكر الإنجيل إنه مثل عبادة الأوثان: “لأن التمرد كخطية العرافة والعناد كالوثن والترافيم” (1صم 23: 15).
† فهل مطلوب من الكنيسة أن تتغاضى عن عبادة الأوثان؟إنهم بتعبير معلنا بولس “الإخوة الكذبة المدخلين خفية الذين دخلوا أختلاساً” (غل 4: 2)، “وهم أعداء صليب المسيح” (فى 18: 3).إن التعليم الهرطوقى ليس إطلاقاً من الله، ولا من الروح القدس روح الحق… بل هو من العالم والشيطان وروح الضلال “هم من العالم. من أجل ذلك يتكلمون من العالم، والعالم يسمع لهم. نحن من الله فمن يعرف الله يسمع لنا. ومن ليس من الله لا يسمع لنا. من هذا نعرف روح الحق، وروح الضلال”(1يو 5: 4-6).”الذى من الله يسمع كلام الله. لذلك أنتم لستم تسمعون لأنكم لستم من الله” (يو 47: 8).2- الهراطقة يحكمون على أنفسهم
† “منا خرجوا لكنهم لم يكونوا منا، لأنهم لو كانوا منا لبقوا معنا، لكن ليُظهروا أنهم ليسوا جميعهم منا” (1يو 19: 2).إن الإنسان المسيحى الحقيقى يشعر أنه عضو فى الجسد.. يسلك كباقى الجسد ويفكر كرأس الجسد “أما نحن فلنا فكر المسيح” (1كو 16: 2) ويكون حريصاً ألا يخرج عن إجماع الفكر الكنسى والتقليد الرسولى… يبرهن على صدق عضويته بطاعته، وتوافق فكره الخاص مع فكر المسيح.
† “واطلب إليكم أيها الإخوة أن تلاحظوا الذين يصنعون الشقاقات والعثرات، خلافاً للتعليم الذى تعلمتموه، وأعرضوا عنهم، لأنه مثل هؤلاء لا يخدمون ربنا يسوع المسيح، بل بطونهم. وبالكلام الطيب والأقوال الحسنة يخدعون قلوب السلماء” (رو 17: 16-18).
† “عالماً أن مثل هذا قد انحرف وهو يخطئ محكوماً عليه من نفسه” (تى 11: 3).إن الكنيسة فى حكمها على الهراطقة، إنما تقرر حكماً سبق أن حكموا به هم على أنفسهم بسبب عدم طاعتهم للحق.

2- لابد أن تأتى العثرات
† “لأنى أعلم هذا أنه بعد ذهابى سيدخل بينكم ذئاب خاطفة، لا تشفق على الرعية. ومنكم أنتم سيقوم رجال يتكلمون بأمور ملتوية، ليجتذبوا التلاميذ وراءهم” (أع 29: 20-30).إنه خطر محدق بالكنيسة منذ البداية…
† “لأنه لابد أن يكون بينكم بدع أيضاً، ليكون المزكون ظاهرين بينكم” (1كو 19: 11).حقاً قال السيد المسيح: “ويل للعالم من العثرات. فلابد أن تأتى العثرات. ولكن ويل لذلك الإنسان الذى به تأتى العثرة” (مت 7: 18). لقد نبهنا السيد المسيح بنفسه ألا نتبع الأنبياء الكذبة “ويقوم أنبياء كذبة كثيرون ويضلون كثيرين” (مت 11: 24)، “ها أنا قد سبقت وقلت لكم” (2كو 2: 13).فإذا كان الكتاب المقدس قد أنبأنا مسبقاً عن حتمية ظهور الهراطقة والذئاب الخاطفة. فلماذا نبهنا لذلك؟ وما هو دور الكنيسة إزاءهم؟ وما هى خطة الكتاب المقدس لمواجهتهم؟

3- امتحنوا الأرواح
أول كل شئ أن يكون لنا روح التمييز والإفراز. “أيها الأحباء لا تصدقوا كل روح. بل امتحنوا الأرواح. هل هى من الله؟ لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم” (1يو 1: 4)، “وأنبياؤها قد طينوا لهم بالطفال رائين باطلاً وعارفين لهم كذبا قائلين هكذا قال السيد الرب. والرب لم يتكلم” (حز 28: 22).ليست البساطة هى السذاجة وقبول أى فكر… بل مع البساطة لابد من وجود الحكمة والإفراز “كونوا بسطاء كالحمام. حكماء كالحيات” (مت 16: 10).ولذلك فمن ضمن المواهب التى يمنحها الله للكنيسة موهبة “تمييز الأرواح” (1كو 10: 12) لكى تنفذ الكنيسة وصية المسيح القائلة: “أحترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان، ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة” (مت 15: 7). “امتحنوا كل شئ، تمسكوا بالحسن” (1تس 21: 5).إنك تحتاج نعمة خاصة وموهبة روحية، لكى تكتشف الذئب الذى يرتدى ثوب الحمل… “من ثمارهم تعرفونهم” (مت 16: 7).
† ما هى ثمارهم؟ الحسد والخصام والإنقسام والعناد والتحزب “إن كان أحد يعلم تعليماً آخر، ولا يوافق كلمات ربنا يسوع المسيح، الصحيحة والتعليم الذى هو حسب التقوى، فقد تصلف، وهو لا يفهم شيئاً، بل هو متعلل بمباحثات ومماحكات الكلام. التى منها يحصل الحسد والخصام والإفتراء والظنون الردية، ومنازعات أناس فاسدى الذهن، وعادمى الحق” (1تى 3: 6-5).”إن مثل هؤلاء لا يخدمون ربنا يسوع المسيح بل بطونهم” (رو 18: 16).
فأول علامة للفكر المنحرف هى التحزب وإفتعال الخصومات “إن كان لكم غيرة مرة وتحزب فى قلوبكم، فلا تفتخروا وتكذبوا على الحق. ليست هذه الحكمة نازلة من فوق بل هى أرضية نفسانية شيطانية، لأنه حيث الغيرة والتحزب هناك التشويش وكل أمر ردىء” (يع 14: 3-16).”أما قوم فعن حسد وخصام يكرزون بالمسيح… فهؤلاء عن تحزب ينادون بالمسيح على عن إخلاص” (فى 15: 1-16).إذاً مطلوب منا أن نميز الخادم الذى يخدم بروح الله، والمزيف الذى يخدم بروح مضلة ونكتشف هل هذا التعليم من الله أم لا؟ “أن لا تتزعزعوا سريعاً عن ذهنكم، ولا ترتاعوا لا بروح ولا بكلمة ولا برسالة كأنها منا” (2تس 2: 2)، “الذين نحن لم نأمرهم” (أع 24: 15). “وإنما أقول هذا لئلا يخدعكم أحد بكلام ملق” (كو 4: 2).ولا يقف الأمر عند حد الإفراز والتمييز فقط، بل يجب مواجهة الهراطقة.

4- مواجهة الهراطقة أمر كتابى
† “ثم نوصيكم أيها الإخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب وليس حسب التعليم (التقليد) الذى أخذه منا” (2تس 16: 3).
“تجنب مثل هؤلاء” (1تى 5: 6).وليس الأمر فقط التجنب بل هناك أيضاً الإنذار: “ونطلب إليكم أيها الأخوة أنذروا الذين بلا ترتيب” (1تس 14: 5).
† “وإن كان احد لا يطيع كلامنا بالرسالة فسموا هذا ولا تخالطوه، لكى يخجل ولكن لا تحسبوه كعدو، بل أنذروه كأخ” (2تس 14: 3-15).”لكى توصى قوماً أن لا يعلموا تعليماً آخر ولا يصغوا إلى خرافات وأنساب لا حد لها تسبب مباحثات دون بنيان الله الذى فى الإيمان” (1تى 3: 1-4).وإن لم يستجيب الهرطوقى للإنذار، فهناك عقوبة التجنب “الرجل المبتدع بعد الإنذار مرة ومرتين أعرض عنه” (تى 10: 3)، “أعرضوا عنهم” (رو 17: 16).وليست العقوبة هى فقط التجاهل، بل أيضاً التوبيخ. “فلهذا السبب وبخهم بصرامة لكى يكونوا أصحاء فى الإيمان، ولا يصغون إلى خرافات يهودية، ووصايا أناس مرتدين عن الحق” (تى 13: 1-14).
† “الذين يخطئون وبخهم أمام الجميع لكى يكون عند الباقين خوف” (1تى 20: 5).وقد يتطور الأمر إلى القطع من شركة الكنيسة: “إنى أتعجب أنكم تنتقلون هكذا سريعاً عن الذى دعاكم بنعمة المسيح إلى إنجيل آخر. ليس هو آخر. غير أنه يوجد قوم يزعجونكم ويريدون أن يحوّلوا إنجيل المسيح. ولكن إن بشرناكم فليكن أناثيما (محروماً)” (غل 6: 1-9). ويجوز أيضاً مقاطعة هذا الإنسان نهائياً حتى يستفيق إلى نفسه: “إن كان أحد يأتيكم ولا يجئ بهذا التعليم، فلا تقبلوه فى البيت ولا تقولوا له سلام، لأن من يسلم عليه يشترك فى أعماله الشريرة” (2يو 10: 1-11).”أن لا تخالطوا ولا تؤاكلوا مثل هذا” (1كو 11: 5).
† “فإعزلوا الخبيث من بينكم” (1كو 13: 5)، “حتى يُرفع من وسطكم الذى فعل هذا الفعل” (1كو 2: 5) ليس عن حقد وخصومة، بل بهدف ربح نفس هذا الإنسان “وعبد الرب لا يجب أن يخاصم بل يكون مترفقاً بالجميع صالحاً للتعليم صبوراً على المشقات مؤدباً بالوداعة المقاومين عسى أن يعطيهم الله توبة لمعرفة الحق. فيستفيقوا من فخ إبليس إذ قد اقتنصهم لإرادته” (2تى 24: 2-26).وكان الأمر فى العهد القديم أكثر خطورة إذ كان يحكم على هؤلاء بالقتل “إذا قام فى وسطك نبى أو حالم حلماً و أعطاك آية أو أعجوبة، ولو حدثت الآية أو الأعجوبة التى كلمك عنها قائلا لنذهب وراء إلهة أخرى لم تعرفها ونعبدها، فلا تسمع لكلام ذلك النبى أو الحالم ذلك الحلم… لأن الرب إلهكم يمتحنكم لكى يعلم هل تحبون الرب إلهكم من كل قلوبكم ومن كل أنفسكم، وراء الرب إلهكم تسيرون وإياه تتقون ووصاياه تحفظون وصوته تسمعون وإياه تعبدون وبه تلتصقون، وذلك النبى أو الحالم ذلك الحلم يقتل لأنه تكلم بالزيغ من وراء الرب إلهكم الذى أخرجكم من أرض مصر وفداكم من بيت العبودية لكى يطوحكم عن الطريق التى أمركم الرب الهكم أن تسلكوا فيها فتنزعون الشر من بينكم” (تث 1: 13-5).

5- الآباء الرسل فى مواجهة الهراطقة
لقد كان جهاد الآباء الرسل ينصب فى إتجاهين متكاملين: نشر الكرازة بالإنجيل وحفظ الإيمان سليماً بلا عيب… لئلا يتغير إنجيل المسيح. لذلك وقفوا بالمرصاد لكل من يخرج عن الإيمان الأرثوذكسى، أنظر ما قاله معلمنا يوحنا الرسول: “ديوتريفس الذى يحب أن يكون الأول بينهم لا يقبلنا، من أجل هذا إذا جئت سأذكره بأعماله التى يعملها هاذراً علينا بأقوال خبيثة” (3يو 9،10).
† وكانت سيامة الأسقف هدفها الأساسى هو حفظ الإيمان، كما أوصى معلمنا بولس تلميذيه تيموثاوس وتيطس: “كما طلبت إليك أن تمكث فى أفسس إذ كنت أنا ذهباً إلى مكدونية لكى توصى قوماً أن لا يعلموا تعليماً آخر” (1تى 3: 1).”إن فكّرت الإخوة بهذا تكون خادماً صالحاً ليسوع المسيح متربياً بكلام الإيمان والتعليم الحسن الذى تتبعته” (1تى 6: 4).”يا تيموثاوس أحفظ الوديعة معرضاً عن الكلام الباطل الدنس ومخالفات العلم الكاذب الاسم. الذى إذ تظاهر به قوم زاغوا من جهة الإيمان” (1تى 20: 6-21).”تمسك بصورة الكلام الصحيح الذى سمعته منى فى الإيمان والمحبة التى فى المسيح يسوع أحفظ الوديعة الصالحة بالروح القدس الساكن فينا” (2تى 13: 1-14).ليس هذا فقط بل كان أيضاً مسئولاً عن إختيار الخدام الأكفاء الذين ينقلون التعليم سليماً.”وما سمعته منى بشهود كثيرين أودعه أناساً أمناء يكونون أكفاء أن يعلموا آخرين أيضاً” (2تى 2: 2).
† ويكون أيضاً “ملازماً للكلمة الصادقة التى بحسب التعليم لكى يكون قادراً أن يعظ بالتعليم الصحيح ويوّبخ المناقضين” (تى 9: 1).وكان دائماً هدفه التوبيخ والعقوبة هو الخلاص “خلصوا البعض بالخوف مختطفين من النار” (يه 23: 1) وكان التخوف الوحيد هو إنتشار الفكر الهرطوقى فيهلك كثيرون “خميرة صغيرة تخمّر العجين كله. ولكننى أثق بكم فى الرب أنكم لا تفتكرون شيئاً آخر، ولكن الذى يزعجكم سيحمل الدينونة أى من كان” (غل 9: 5-10). حقاً إن كل الهراطقة كانوا أعضاء فى جسد المسيح، لكنهم أختاروا لأنفسهم القطع “كل غصن فىّ لا يأتى بثمر ينزعه” (يو 2: 15)، “إن كان أحد لا يثبت فىّ يطرح خارجاً كالغصن فيجف ويجمعونه ويطرحونه فى النار فيحترق” (يو 6: 15).
† إن وحدة جسد المسيح لا تحتمل وجود الهراطقة… بل قطع الهراطقة هو ضمان لحفظ وحدانية الجسد والروح والفكر.
ووجود الهراطقة داخل الكنيسة يهدد وحدتها، وسلامتها وسلامة إيمانها “وأطلب إليكم أيها الإخوة أن تلاحظوا الذين يصنعون الشقاقات والعثرات، خلافاً للتعليم الذى تعلمتموه وأعرضوا عنهم، لأنه مثل هؤلاء لا يخدمون ربنا يسوع المسيح بل بطونهم” (رو 17: 16-18).”ألستم تعلمون أن خميرة صغيرة تخمّر العجين كله. إذا نقوا منكم الخميرة العتيقة لكى تكونوا عجيناً جديداً كما أنتم فطير” (1كو 6: 5-7).”ولكن إن كان أحد يظهر أنه يحب الخصام فليس لنا نحن عادة مثل هذه ولا لكنائس الله” (1كو 16: 11).”كى لا نكون فيما بعد أطفالاً مضطربين ومحمولين بكل ريح تعليم بحيلة الناس بمكر إلى مكيدة الضلال، بل صادقين فى المحبة ننمو فى كل شئ إلى ذاك الذى هو الرأس المسيح” (أف 14: 4-15).
ثانياً: الأخطاء الفكرية للجماعات الدينية المنحرفة
وبعد أن أسدل الستار على موضوع الانحراف الفكرى العقيدى الذى انجرف فيه مجموعة من الشباب المسيحى، ربما يتساءل البعض: ما هى الأخطاء المنهجية التى سقطوا فيها؟ وما هى خطورتها عليهم وعلى من يتبعهم؟ فى البداية أود أن انبه ذهن القارئ… أن الكنيسة لا تحارب أشخاصاً، ولكنها تقاوم فكراً منحرفاً، ومنهجاً معيباً فى الخدمة… فليست القضية هى فلان من الناس… ولكن هى انحراف فكرى ظهر سابقاً فى أشخاص آخرين.. وربما يظهر مرات ومرات بمدى التاريخ، مع أناس أمناء لأنفسهم وذواتهم فقط، وليسوا أمناء للمسيح والكنيسة.. دعونا الآن ندرس أخطاءهم بطريقة موضوعية منهجية…

1- خطأ وجود منهجين (علناً وسراً)
الخادم الصادق يكون صريحاً فى الإيمان (راجع تى 4: 1) ويجاهر بهذا الإيمان دون كذب أو مراوغة، بل ويفتخر بإيمانه وبالدفاع عنه، كمثل الرسل وكل الآباء “لأننا نحن لا يمكننا أن لا نتكلم بما رأينا وسمعنا” (أع 20: 4). أما إن لجأ الخادم إلى تغيير تعليمه، فيتكلم علناً كلاماً طيباً وشرحاً جميلاً… وفى السر يتكلم بأمور ملتوية… فهذا دليل على عدم صدقه وعدم أمانته “رجل ذو رأيين هو متقلقل فى جميع طرقه” (يع 8: 1). إنه يبدو أمام سامعيه كمثل الملاك البرىء، لأنه حريص ألا يظهر آراءه الخاطئة إلا للخاصة والمريدين… وقد يلجأ إلى تعليم تلاميذه ألا يجاهروا بهذه الآراء، بحجة أنها (تثير شكاية الشيطان ضدهم!!). وبذلك يتعلم تلاميذه الخبث والكذب والدهاء… فهل هذه سمات تعليم المسيح؟ هل علم الآباء بهذه الطريقة الملتوية؟ هل كان القديس أثناسيوس يعلّم فى العلن بتعليم لا يوافق عليه فى السر؟. أو يتكلم فى السر بكلام يخالف ما يقوله فى العلن؟
† إن وجود منهجين للتعليم فى خدمة الخادم، دليل قاطع على كذبه، وعدم أمانته، وهو غير جدير أن يتبعه الناس، لأنه غير صادق مع نفسه.أن هؤلاء الكاذبين ينطبق عليهم قول السيد المسيح: “يا أولاد الأفاعى كيف تقدرون أن تتكلموا بالصالحات وأنتم أشرار. فإنه من فضلة القلب يتكلم الفم” (مت 34: 12).لقد قيل عن الشيطان أنه “متى تكلم بالكذب؛ فإنما يتكلم مما له لأنه كذاب وأبو الكذاب” (يو 44: 8).
† أما الخادم الحقيقى فهو صادق “من يتكلم من نفسه يطلب مجد نفسه. وأما من يطلب مجد الذى أرسله فهو صادق وليس فيه ظلم” (يو 18: 7).
يتبقى هنا سؤال: لماذا يصدق الناس الكذب؟ يجيبنا على هذا، معلمنا بولس الرسول: “الذى مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة، وبكل خديعة الإثم فى الهالكين، لأنهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا، ولأجل هذا سيرسل إليهم الله عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب، لكى يدان جميع الذين لم يصدقوا الحق بل سروا بالإثم” (2تس 9: 2-12).

2- خطأ المنهج الانعزالى
إن الكنيسة المقدسة هى جسد المسيح.. وكلنا أعضاء فى هذا الجسد، بدون تحزب أو تقوقع.. الجميع مفتوحون على بعض… “هذه الكائنة من أقاصى المسكونة إلى أقاصيها” بل والممتدة من الأرض إلى السماء، تجمع فى داخلها كل المؤمنين فى السماء وعلى الأرض بدون تمييز. أما هذه الجماعات، فهى تنظر إلى نفسها على أنها كيان خاص متميز… (تلامذة فلان)… ويعطون لأنفسهم اسماً يميزهم عن باقى المؤمنين (المريمات… كنيسة العهد الجديد… التلمذة الروحية… مجموعة الشركة الروحية… الخ). وينظرون إلى باقى المسيحيين، على أنهم مزيفون… ولن يخلص إلا من يدخل هذه الجماعة المتقوقعة والمعزولة (التى عزلت نفسها فكرياً عن باقى نسيج الكنيسة)…وتكون النتيجة أن المنتمى لهذه الجماعات يحتقر أصدقاءه وأسرته وكنيسته والأباء الكهنة والكل.وتظن هذه الجماعة فى نفسها أن الله اختصها برسالة خاصة!!.”أن ظن أحد أنه شئ وهو ليس شيئاً فإنه يغش نفسه” (غل 3: 6)، “لا يخدعن أحد نفسه” (1كو 18: 3). يجب أن يتضع الإنسان ويعرف قدر نفسه “فإن كان أحد يظن أنه يعرف شيئاً؛ فإنه لم يعرف شيئاً بعد كما يجب أن يعرف” (1كو 2: 8). لقد حارب السيد المسيح هذه الروح المتكبرة التى تجعل الكنيسة مليئة بالنتوءات “وقال لقوم واثقين بأنفسهم أنهم أبرار، ويحتقرون الآخرين هذا المثل..” (لو 9: 18). “أنتم الذين تبررون أنفسكم قدام الناس. ولكن الله يعرف قلوبكم. أن المستعلى عند الناس هو رجس قدام الله” (لو 15: 16). لمثل هؤلاء المنعزلين نهدى قول معلمنا بولس الرسول: “إن وثق أحد بنفسه أنه للمسيح، فليحسب هذا أيضاً من نفسه، أنه كما هو للمسيح، كذلك نحن أيضاً للمسيح” (2كو 7: 10). وطبعاً لا يخفى على القارئ، خطورة انتشار هذه الروح المليئة بالكبرياء، والإحساس بالتميز.
† ويصير لهذه الجماعة الخاصة إجتماعات خاصة، وشرائط كاسيت خاصة، وتعليم خاص… وإتصالات سرية… ويتم التنبيه عليهم أن يقرأوا لفلان من الكتّاب، ولا يقرأو لباقى الناس… الخ. إنهم يصيرون كمثل بؤرة صديدية فى جسم الكنيسة، أو كمثل ورم خبيث لا يتآلف مع باقى أنسجة الجسم… واصلح علاج له هو الاستئصال. إن الانعزالية والتحوصل هى التعبير المباشر عن الكبرياء، وإحساس التميز، واحتقار الآخرين، وإدانتهم… وكل هذا ليس من روح المسيح.

3- خطأ القائد الأوحد وإدعاء النبوة:
لقد تعلمنا فى الكنيسة أن نستقى مياها بفرح من جميع الآباء… ويصير المسيحى كمثل النحلة النشيطة، يرتشف رحيق أزهار الكنيسة… فيسمع للبابا وللأساقفة وللآباء الكهنة، والوعاظ والخدام… وينفتح قلبه ليتعلم من الجميع… فيصير تكوينه الروحى متوازناً.. قد يكون أحد المتكلمين متخصصاً فى الطقس، لا يتكلم إلا فيه… وآخر له المنهج النسكى فى الشرح، وثالث يتبنى المنهج الإجتماعى والإنسانى… ورابع يشرح الإنجيل بكفاءة… الخ. فإذا أغلقت على نفسى مع معلم أوحد… صرت نسخة منه أتبنى أفكاره وأدافع عنه كمن يدافع عن المسيح!!
† أما إذا انفتح قلبى على الجميع، صرت مجملاً بالمعرفة، متنوعاً ومتوازناً فى الفكر والسلوك والإيمان..
† خطر هذه الجماعات، أنها لا تسمع إلا لقائد واحد… ويقدسونه حتى درجة اعتباره القائد المُلهم، والنبى الذى يسمع صوت الله، ويتكلم مع الروح القدس وجهاً لوجه. وها هو أرميا النبى يقول: “فقال الرب لى: بالكذب يتنبأ الأنبياء بإسمى. لم أرسلهم ولا أمرتهم ولا كلمتهم. برؤيا كاذبة وعرافة وباطل ومكر قلوبهم هم يتنبأون لكم” (أر 14: 14).”فإن كثيرين سيأتون باسمى قائلين أنا هو المسيح ويضلون كثيرين” (مت 5: 24).
ليس شرطاً أن يدّعى المسيح الكاذب أنه المسيح بوضوح، فحتماً سوف لا يصدقه الناس ولكن يكفى لأن يكون كاذباً أن يدّعى أنه مخلص الكنيسة!!
† لا يوجد مخلص للكنيسة إلا المسيح فقط، وليس لأى إنسان مهما كان أن يدّعى، أن الكنيسة قد فسدت، وأنها تحتاج إليه أو إلى وجوده، وإلى مجهوده لكى تخلص.”لأنه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضاً” (مت 24: 24)، “ويقوم أنبياء كذبة كثيرون ويضلون كثيرين” (مت 11: 24). “احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة. من ثمارهم تعرفونهم..” (مت 15: 7،16). “لأنه لا يأتى (المسيح) إن لم يأت الارتداد أولاً، ويستعلن إنسان الخطية إبن الهلاك، المقاوم والمرتفع على كل ما يدعى إلهاً أو معبوداً، حتى أنه يجلس فى هيكل الله كإله مظهراً نفسه أنه إله” (2تس 3: 2،4). حتى إن كان هذا المعلم الأوحد أرثوذكسياً فى فكره، فسيقود تابعيه إلى هوة عبادة الأشخاص.. وإن كان منحرفاً فى فكره، وليس أرثوذكسياً فسيقودهم إلى الهلاك أجمعين.. فالخطر قائم فى الحالتين..
† السيد المسيح وهو المعلم الصالح الأوحد… لكنه لم يتبع هذا المنهج المريض… فكان يحترم معلماً آخر فى جيله هو يوحنا المعمدان… وقد أرسل تلاميذه اثنين اثنين أمام وجهه، ليشاركوا فى خدمة التعليم… ولم يمسخ شخصيات تلاميذه، بل كان لكل منهم نكهته الخاصة، مع الاحتفاظ بالروح الواحد، والتعليم الواحد، والإيمان الواحد… إن القائد الأوحد، هو خطر على كل الوجوه، حتى ولو كان سليماً عقائدياً… فما بالك إن كان منحرفاً، وإنحرافه واضح… إلى أين سيقود تابعيه ومريديه، بل وعابديه؟ وخطورة القائد الأوحد، أنه يمسخ شخصيات تابعيه، ويعمل لهم (غسيل مخ) فيصيرون عابديه وتابعيه، حتى لو قادهم للانتحار (مثلما حدث فى بعض بلاد الغرب).

4- بث روح الإحباط والفشل
لكى يثّبت هذا القائد الأوحد أقدامه فى قلوب تابعيه… عليه أن ينشر فكرة أن الكنيسة كلها فاسدة… ومجموعته فقط هى مجموعة المؤمنين الحقيقيين!!
لن يتعب كثيراً هذا القائد، فى كشف سلبيات الآباء والخدام، والتركيز على الضعفات… ويتجاهل الإيجابيات، والقوة فى خدمات الكنيسة… فتصير الدنيا مظلمة فى عيون سامعيه.. إذ يقول لهم: أن كل شئ خراب، والكنيسة مخزية ومخجلة وخربة… ولا أمل فى إصلاحها… وقد فارقها روح الله… وابتعدت عن روح الآباء!!! الخ.
† إن الخادم الروحى يعلّم أولاده الإيجابية، وعدم إدانة الناس… وأن ننظر إلى الجانب المضىء… أما الجانب الضعيف فعلينا أن نتكاتف ونسد الثغرة… لا أن نفرح بها ونضخمها، وتصير سبباً فى انتشار الإحباط واليأس…
“من أنت الذى تدين عبد غيرك. هو لمولاه يثبت أو يسقط… أما أنت فلماذا تدين أخاك؟، أو أنت أيضاً لماذا تزدرى بأخيك. لأننا جميعاً سوف نقف أمام كرسى المسيح… بل بالحرى احكموا بهذا أن لا يوضع للأخ مصدمة أو معثرة” (رو 4: 14،10،13).لمصلحة من – إلا الشيطان – أن يُعَلَمْ للشباب أن الكنيسة فاسدة… بكل قيادتها وآبائها… من سيتشجع ويتوب؟ من سيتقوى ويخدم؟ أنها بكل تأكيد ضربة شيطان، حتى يفقد الشباب عزيمته على العمل الروحى.
† ليست الكنيسة فاسدة، بل هى جماعة القديسين، الذين يعمل فيهم الروح القدس… وضعفات الأشخاص تحسب على أنها جهاد قانونى… لأننا لا نستسلم للضعف… ولا يستطيع أحد أن يدّعى أنه بلا ضعف أو بلا خطية… فلماذا ننظر إلى ضعف البعض على أن الكنيسة كلها ضاعت؟
† ولماذا لا ننظر إلى جهاد هؤلاء المحسوبين أنهم ضعفاء؟ إن هذا المنهج منهج شيطانى الذى “يتكلم بكلام ضد العلى، ويبلى قديسى العلى، ويظن أنه يغيرّ الأوقات والسنة” (دا 25: 7).
† ولماذا لا نكون منصفين، ونقدِّر إيجابيات الناس ونحترم إنجازاتهم؟ إن الخادم الروحى يبث فى الشباب روح التفاؤل، والرجاء والحماس للعمل فى إتضاع، مع روح احترام الآخرين الكبار والصغار..

5- الغيبية والخرافات
المنهج الأرثوذكسى يقوم على الإنجيل والآباء والليتورجيا.. أما أصحاب المناهج المنحرفة، فيكون مرجعهم الرؤى والأحلام والإعلانات و (الروح القدس قال لى)… “لأنه هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل: لا تغشكم أنبياؤكم الذين فى وسطكم، وعرافوكم ولا تسمعوا لأحلامكم التى تتحلمونها، لأنهم إنما يتنبأون لكم باسمى بالكذب أنا لم أرسلهم يقول الرب” (أر 8: 29،9).ويتحكم صاحب المنهج المنحرف فى خصوصيات تلاميذه… فيرشح لأحدهم زوجة، ويمنع زواج آخر، بحجة أن الروح القدس غير موافق!! ويلغى العقل والفكر كأنه مضاد للإيمان..
† لقد خلق الله لنا عقلاً، لكى نستخدمه لا لنتجاهله… وعندما نستخدم العقل جيداً يتمجد الله فينا، لأنه هو خالق هذا العقل الجبار. بينما إذا استسلمنا للغيبيات فإننا نهين الله لأننا تجاهلنا عطيته العظيمة لنا (يجب أن نفكر). أين المرجع الكتابى الذى يقول أن الكحة تطرد الشيطان، كما يعتقدون؟!
وأين الآباء الذين علّموا بأن الأحاسيس الروحية تسكن فى أعضاء الإنسان، كالكبد والطحال والمرارة؟! “أيها الأحباء لا تصدقوا كل روح.. لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم” (1يو 1: 4).إن الإفلاس الروحى والفكرى، يقود الناس إلى هذه الخرافات والغيبيات، التى تهين المسيحية، والفكر المسيحى، أمام غير المسيحيين. الذين أحياناً يعتبرون أن المسيحية، هى مجموعة هذه الأفكار التافهة. “ولكن كان أيضاً فى الشعب أنبياء كذبة، كما سيكون فيكم أيضاً معلمون كذبة، الذين يدسون بدع هلاك. وإذ هم ينكرون الرب الذى اشتراهم، يجلبون على أنفسهم هلاكاً سريعاً. وسيتبع كثيرون تهلكاتهم. الذين بسببهم يجدف على طريق الحق. وهم فى الطمع يتجّرون بكم بأقوال مصنعة الذين دينونتهم منذ القديم لا تتوانى وهلاكهم لا ينعس” (2بط 1: 2-3).

6- خطورة الروحانية الإنفعالية
الإنسان مركب من جسد ونفس وروح… إذا كانت الروحانية مرتبطة بالجسد فقط، سيكون التدين مريضاً فريسياً حرفياً. وإذا كانت مرتبطة بالنفس فقط، سيكون التدين نفسانياً عاطفياً إنفعالياً مزيفاً ومؤقتاً…
† لذلك فى المنهج الأرثوذكسى، نتعامل مع الله “بالروح والحق، لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له، الله روح، والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغى أن يسجدوا” (يو 23: 4،24). فى المنهج الأرثوذكسى، الجسد يتروحن ولكن لا تكون العبادة حسب الجسد. والنفس تتسامى، ولكن لا تكون العبادة على مستوى العاطفة… والروح تقود الكيان الإنسانى، ولكنها تكون خاضعة لروح الله… أما المناهج المنحرفة، فتعتمد على إثارة عاطفة السامعين… سواء بالترانيم الحماسية والموسيقى الصاخبة… أو بالكلمات العاطفية المتأججة بالمشاعر… أو بالوعظ الحماسى، الملىء بالإنفعال والإيحاءات النفسية. أو بالأكثر بالهتافات المليئة بالحماس والإنفعال، فمثلاً يكررون عدة مرات “دم يسوع المسيح يطهرنى من كل خطية” بصوت مرتفع وحماسى، كمن يسير فى مظاهرة!!حتى لو كانت العبارة صحيحة عقيدياً… ولكن الهتاف العاطفى والإنفعالى خاطئ… لأنه سريعاً ما يزول، ويعود الإنسان مرة أخرى إلى برودته الحقيقية، بعد أن زالت عنه السخونة المزيفة. لم نسمع عن الآباء أنهم كانوا يهتفون هكذا.. ولا وجدت فى ألحان الكنيسة، أو تسابيحها مثل هذه العواطف المريضة… إن الروحانية المزيفة، تكون كالنار فى القش… والروحانية الأرثوذكسية، كالماء ينحت فى الصخر، بهدوء وعمق واستمرارية.لذلك نرفض هذه العبادة الإنفعالية لأنها من النفس، وليست من الروح.

7- التكلم بالألسنة ورسائل الروح القدس
موضوع التكلم بألسنة، محسوم وواضح فيه رأى الكنيسة الأرثوذكسية. وليس مجالنا الآن أن نشرح موقف الكنيسة منه… ولقد شرح بكل تفصيل معلمنا بولس الرسول، معنى هذه الموهبة فى (1كو 14: 12). ويمكن للقارئ أن يرجع لهذا النص ويقرأه بهدوء.
† ولكن ما يعنينا فى هذا المجال أنه إن كان خادم يدّعى، أنه قبطى أرثوذكسى، فلماذا لا يلتزم بإيمان كنيسته القبطية الأرثوذكسية؟!
† إن كانت الكنيسة تعلّم أنه لا يوجد حالياً تكلم بألسنة، حسبما ورد فى (1كو 22: 14).
† فكيف لأحد خدامها أن يتكلم بألسنة؟ إما أن الكنيسة كلها ليست أرثوذكسية، وهذا الأخ أرثوذكسى حقيقى، أو أن الكنيسة أرثوذكسية، وهذا الأخ غير أرثوذكسى… وفى كلا الحالتين يجب عليه أن يكون صادقاً مع نفسه، ولا يدّعى انتماءه لهذه الكنيسة المجيدة، بل يعلن هويته الحقيقية وإنتماءه الحقيقى.
† الخادم الأمين الصادق، يخضع لإيمان كنيسته ويلتزم به، ويعيه جيداً، ولا يسقط فى إنحرافات… وإن سقط فهو غير جدير بأن يكون معلماً فى الكنيسة…
† إن التكلم بألسنة فى هذه الجماعات، هو تعبير عن كل الأخطاء السابق شرحها… فهى تكريس لمبدأ الغيبية والخرافات… ومبدأ الروحانية الإنفعالية، ومبدأ الجماعة المختارة ومبدأ تغييب المخ والعقل، ومبدأ الكبرياء والإحساس بالتميز… (ارجو من القارئ أن يستزيد فى القراءة عن موقف الكنيسة فى موضوع التكلم بألسنة).

8- عدم الخضوع للكنيسة والمجمع المقدس
إن أبسط مبادئ الروحانية، أن يكون الإنسان خاضعاً ومطيعاً، “لأن التمرد كخطية العرافة والعناد كالوثن والترافيم” (1صم 23: 15). كيف تمنع الكنيسة إنساناً من التعليم بقرار من المجمع المقدس (أعلى سلطة كنسية)… ولا يلتزم هذا الإنسان بهذا القرار؟
† أننى اتساءل، لو سحبت نقابة الأطباء، العضوية من أحد الأطباء المشهورين… هل يجرؤ أن يمارس الطب؟ إن الكنيسة ومجمعها المقدس، هى المسئولة عن سلامة التعليم.. وكل خادم يجب أن تكون تعاليمه حسب ما تقول به الكنيسة… وإن نبهت الكنيسة، خادماً لأخطائه، عليه أن يخضع ويلتزم، وإن أصرَّ على أخطائه فهو جدير بالقطع.
† أما عدم الخضوع للكنيسة، فهو أيضاً برهان صادق على كل ما ذكرناه سابقاً: الكبرياء والعناد، والإنفعالية، والغيبية، والإحساس بالتميز… إنه منهج الشيطان الذى قال: “اصعد فوق المرتفعات السحاب. أصير مثل العلى” (أش 14: 14)، والذى قيل عنه: “ويفعل الملك كإرادته، ويرتفع ويتعظم على كل إله، ويتكلم بأمور عجيبة على إله الآلهة، وينجح إلى إتمام الغضب، لأن المقضى به يجرى. ولا يبالى بآلهة آبائه، ولا بشهوة النساء، وبكل إله لا يبالى لأنه يتعظم على الكل” (دا 36: 11،37). “من أجل أنه قد ارتفع قلبك وقلت أنا إله، فى مجلس الآلهة أجلس فى قلب البحار، وأنت إنسان لا إله، وإن جعلت قلبك كقلب الآلهة” (حز 2: 28). إن جميع الهراطقة بطول التاريخ بدأوا هكذا، وانتهوا إلى التدمير الكامل، لأنفسهم وتابعيهم.
† والكنيسة مسئولة ليس فقط عن حفظ التعليم السليم، ولكن أيضاً عن حفظ شعبها، بعيداً عن الذئاب الخاطفة… الذين “يرعون أنفسهم” (حز 2: 34) ويتسلطون على مشاعر الناس وأفكارهم، ويستحوذون على أموالهم وأشخاصهم… وينحرفون بهم إلى عبادة الأشخاص، دون معرفة الله…
† يجب أن ينتبه شعبنا المحب للمسيح لأنه قديماً قيل: “سبى شعبى لعدم المعرفة” (أش 13: 5)، “إن سمعوا وأطاعوا قضوا أيامهم بالخير وسنيهم بالنعم. وإن لم يسمعوا فبحربة الموت يزولون ويموتون بعدم المعرفة” (أى 11: 36-12).”أيها الأولاد هى الساعة الأخيرة. وكما سمعتم أن ضد المسيح يأتى. قد صار الآن اضداد للمسيح كثيرون. من هنا نعلم أنها الساعة الأخيرة” (1يو 18: 2). نرجو من الرب أن يحفظنا جميعاً فى سلامة الإيمان والسلوك والتعليم… له كل المجد الى الابد امين.
أيامهم بالخير وسنيهم بالنعم. وإن لم يسمعوا فبحربة الموت يزولون ويموتون بعدم المعرفة” (أى 11: 36-12).”أيها الأولاد هى الساعة الأخيرة. وكما سمعتم أن ضد المسيح يأتى. قد صار الآن اضداد للمسيح كثيرون. من هنا نعلم أنها الساعة الأخيرة” (1يو 18: 2). نرجو من الرب أن يحفظنا جميعاً فى سلامة الإيمان والسلوك والتعليم… له كل المجد الى الابد امين.

 

فترة ما بين العهدين
يضربك الله أيها الخائط المبيض
سفر اعمال الرسل 23

23: 1 فتفرس بولس في المجمع و قال ايها الرجال الاخوة اني بكل ضمير صالح قد عشت لله الى هذا اليوم

23: 2 فامر حنانيا رئيس الكهنة الواقفين عنده ان يضربوه على فمه

وفكره مختصره عن حنانيا هذا

رئيس الكهنة فى أورشليم من 47 - 59 م. و نستخلص من كلام يوسيفوس عنه أنه كان ابن ندابيوس (أو نباديوس)، و قد عينه الملك هيرودس ملك خالكيس فى 48م رئيساً للكهنة . و بعد أربع سنوات أرسله "كوادراتوس" والى سوريا إلى روما لاستجوابه عن شكوى السامريين لاضطهاد اليهود العنيف لهم ، و لكن الإمبراطور كلوديوس أطلق سراحه ، و عندما وصل إلى أورشليم استأنف عمله كرئيس للكهنة ، ثم خلع منه قبيل مغادرة فيلكس الولاية ، و لكنه ظل يمارس نفوذاً قوياً بأساليب ملتوية عنيفة . و كان صدوقياً صميماً ، غنياً متعالياً عديم الضمير . كما استغل مركزه لتحقيق أهوائه الذاتية و السياسية التى لم تكن تتفق مع صالح مواطنيه بل كان منحازاً لروما . و مات موتاً شنيعاً إذ اغتاله الغيورون فى بداية الحرب اليهودية الأخيرة سنة 67 م قرب قصر الحشمونيين ، و التي انتهت بخراب أورشليم و تدمير الهيكل .

فهو شخص عنيف بالفعل ولا يستحق لقب رئيس الكهنة لاروحيا ولا عمليا وهو بالفعل استرده بالقوه

في تتصرفه مع معلمنا بولس الرسول هو تصرف غير لائق ولا يوجد في الناموس سماح بضرب الانيان الذي لايزال يحاكم ولم يدان بعد

وسبب امر حنانيا لانه لم يعجبه أن بولس يقول أنه عاش بضمير صالح فأراد أن يعاقبه



23: 3 حينئذ قال له بولس سيضربك الله ايها الحائط المبيض افانت جالس تحكم علي حسب الناموس و انت تامر بضربي مخالفا للناموس

هنا معلمنا بولس الرسول رغم انه قوي الايمان ولكن لم يتحمل هذه المفاجئة ونلاحظ الفرق بين رد بولس حين لُطِم وبين رد المسيح. فمهما وصل الكمال الإنسانى فهو ناقص بجانب كمال المسيح المطلق. ينقصنا صبر المخلص الذي اُقتيد كحملٍ للذبح ولم يفتح فاه، بل قال برحمة لضاربيه: "إن كنت قد تكلمت بالشر فأشهد على الشر، وإن كان حسنًا فلماذا تلطمني؟ " (يو 17: 23). إننا لسنا نحط من قدر الرسول، بل نعلن مجد الله الذي احتمل في الجسد، وغلب الضرر الساقط على الجسد وضعف الجسد.

ولكن الحقيقه ما قاله معلمنا بولس الرسول فهو نبوة تحققت بالفعل

فتعبير سيضربك الله هو نبوة من بولس الرسول بما سيحدث لرئيس الكهنة حنانيا هكذا. فكان معروفاً أنه سارق يأكل أموال الكهنة ورواتبهم ولقد إنتهت حياة كثير من الكهنة بسبب الحاجة. ولقد ضربه الله بالفعل بعد ذلك بخمس سنوات، فلقد ثار ضده إبنه وحوصر فى قصره فإضطر للإختباء فى بالوعة قديمة جافة فأخرجوه وذبحوه

فهو لم يخطئ بل قال ما سيحدث وهو قال يضربك الله اي ان الله يعاقبك وهذا يشبه تعبيرات كثيره استخدمها رجال الله حتي الملائكة في طلب انتقام الرب
سفر أخبار الأيام الثاني 24: 22
وَلَمْ يَذْكُرْ يُوآشُ الْمَلِكُ الْمَعْرُوفَ الَّذِي عَمِلَهُ يَهُويَادَاعُ أَبُوهُ مَعَهُ، بَلْ قَتَلَ ابْنَهُ. وَعِنْدَ مَوْتِهِ قَالَ: «الرَّبُّ يَنْظُرُ وَيُطَالِبُ».
وايضا وصف حائط مبيض وهذا تعبير شائع عن من يظهر مظاهر الطيبه ويخفي شر وهذا وصف ينطبق علي حنانيا بالفعل

وكما عرفت سابقا في بعض ملفات شبهات الشتيمة

السب هو خدش شرف شخصي واعتباره عمدا - باي وجه من الوجوه دون ان ينطوي ذلك علي اسناد واقعه معينة اليه ( اي وصفه بما فيه حقيقة )

وقد جاء تعريف السب وبين عقوبتة في الماده 306 من قانون العقوبات التي تنص علي " كل سب لا يشمل علي اسناد واقعه بل يتضمن باي وجه من الوجوه خدشا للشرف والاعتبار يعاقب عليه في الاحوال المبينة بالماده 171 بالحبس مده لا تجاوز سنة وبغرامة لا تزيد علي مائتي جنية او باحدي هاتين العقوبتين "

ويعد التشبيه بالحيوانات او الفاظ جنسية سبا وكذا وصف عديم الاخلاق

وهناك فرق بين الوصف والشتيمة فالوصف مقبول طالما ينطبق اما الشتيمة مرفوضة

لان الشتيمة هو وصف الشخص بما هو ليس فيه من شيئ قبيح او ذكر امر سيئ ليس من حقي الكلام عنه.

وايضا يتضح الفرق بسهوله من الهدف والغايه

هل اقول لاحد احمق لكي انصحه واريد فائدته او المصلحه العامه ليتوقف عن امر مضر لنفسه او الاخرين فانا اريد المصلحة الظاهرة

اما اقولها واصفه بما ليس فيه لاذلاله ولكي يفشل ويشعر بالصغر والاهانة فبهذا اتسبب في ضرره وليس مصلحته.

ولهذا القوانين تنص علي ألا تقذف أو تسب الآخر بألفاظ نابية تجرح حياءه ، والأ تتطاول بالألفاظ النابية على آخر أيا كان

وتعتبر الشتائم الجنسية على قمة هرم القبح والألفاظ النابية وتقريبا كل القوانين والعوائد ترفضها وتجرمها وتحتقر قائلها .

فوصف معلمنا بولس الرسول له بالحائط المبيض هو وصف حقيقي يعبر عن افعاله المعروفه والتي ادين بها من قبل في روما لما اتهمه كوادرياتوس قبل ان يشتري برائته بالرشاوي والواسطة

وايضا معلمنا بولس الرسول لدقته قدم سبب وصفه بهذا فهو يحاكم بولس الرسول بادعاء انه مخالف للناموس وحنانيا نفسه يخالف الناموس علنا بالامر بضرب بولس اثناء المحاكمة وهذا امر غير مقبول لان الناموس يعتبر الانسان بريئ حتي تثبت ادانته وادانته تثبت بعد التاكد من الشهود اولا وليس التهمة فقط ولا يحدث اي ضرب الا بعد اصدار الحكم

سفر التثنية 25

25: 1 اذا كانت خصومة بين اناس و تقدموا الى القضاء ليقضي القضاة بينهم فليبرروا البار و يحكموا على المذنب

25: 2 فان كان المذنب مستوجب الضرب يطرحه القاضي و يجلدونه امامه على قدر ذنبه بالعدد



فحنانيا في مخالفته للناموس مع ادعاء انه يحافظ علي الناموس يشبه بالفعل الحائط المبيض الذي يخفي ما في داخله

وهذا الوصف وصفه السيد المسيح سابقا

إنجيل متى 23: 27
وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً، وَهِيَ مِنْ دَاخِل مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ.
فهو تعبير وصفي وليس شتيمة ولهذا فكلام معلمنا بولس غير مسيئ فالحائط المبيض هو وصف الرياء أو التظاهر في مظهر الكهنوت،



23: 4 فقال الواقفون اتشتم رئيس كهنة الله

والواقفون هم بقية اليهود وهم في صف حنانيا ضد بولس الرسول وهم الذين قيموا هذا الكلام كشتيمة ولكن حتي في محاكمته من الرومان لم يعتبروا هذه شتيمه منه

وهو يصفوه برئيس كهنة الله وهذا غير صحيح فالمسيح هو رئيس الكهنة الاعظم وليس بعده رؤساء كهنة

23: 5 فقال بولس لم اكن اعرف ايها الاخوة انه رئيس كهنة لانه مكتوب رئيس شعبك لا تقل فيه سوءا

واضح أن معلمنا بولس قال ما قاله بروح النبوة ولكن كان فيه روح غضب

وتعبير لا تقل فيه سوء مقتبس من

سفر الخروج 22: 28
«لاَ تَسُبَّ اللهَ، وَلاَ تَلْعَنْ رَئِيسًا فِي شَعْبِكَ.
فهو لم يسب الله ولم يلعن حنانيا ولكن هو لا يعتبر ان حنانيا رئيسا

فاميل للرائي ان معلمنا بولس الرسول لا يقدم اعتذار بل تكلم بالحق لان حنانيا انسان شرير بالفعل كما يخبرنا التاريخ فهو يقول انه لا يعرف انه استولي مره ثانيه علي رئاسة الكهنوت

ولكن اقدم الاراء المختلفه التي لخصها ابونا تادرس يعقوب

كيف لم يعرف القديس بولس أنه رئيس الكهنة الذي يرأس مجمع السنهدرين، وقد كان بولس على علاقة بالمجمع في صباه، ويعرف الكثير عن المجمع؟

1. يري البعض أن هذه الجلسة لم تكن رسمية، ولم يكن رئيس الكهنة يرتدي ثيابه الرسمية، لهذا لم يتعرف عليه.

2. يرى آخرون أن بولس الرسول لم يرَ من الذي أصدر الأمر بضربه على فمه.

3. يرى فريق ثالث بأن الرسول نطق بهذا في صيغة تهكم، بمعنى أن من يفعل هذا لا يليق به أن يكون رئيس كهنة، أو ما حدث جعلني لا أحسب أن المتكلم رئيس كهنة، وإلا لكنت قدمت له الاحترام اللائق به. هذا الرأي يقبله كثير من الدارسين لأنه واضح من العبارة السابقة أنه كان يعرف أنه رئيس الكهنة، إذ قال له: "أفأنت جالس تحكم علي حسب الناموس، وأنت تأمر بضربي مخالفا للناموس؟"

4. يرى البعض أن القديس بولس لم يقدم اعتذارًا عما قاله لكنه يقدم تبريرًا، وكأنه يقول: "حقا لا يجوز أن نقول سوء في رئيس الكهنة، لكنني لست أحتسب حنانيا رئيس كهنة، بل هو مغتصب للمركز، جاء إلى هذا الموضع بالرشوة خلال الفساد، هذا وقد أوصى الكتاب المقدس ألا ننطق بسوءٍ عن الرئيس الديني أو المدني. جاء في سفر أيوب: "أيُقال للملك يا لئيم، وللندباء يا أشرار؟! (أي 34:18) وفي الجامعة: "لا تسب الملك ولا في فكرك" (جا 10: 20).

5. يري آخرون أن بولس الرسول أدرك أنه قد تسرع في الرد على غير عادته فقدم اعتذارًا.

6. وايضا يوجد رائ اخر ان معلمنا بولس الرسول وهو معروف عنه بانه ضعيف النظر ولهذا كان يكتب بحروف كبيرة فلم يري رئيس الكهنة بل رائ فقط منظر احد في ثياب بيضاء



ولكن كما قلت اعتقد انه يقول لا اعرف انه رئيس كهنه وهذا حقيقي

لان حنانيا مغتصب الرئاسه وهو لا يستحقها

ولان بولس الرسول كان بعيد عن اورشليم فتره طويله في رحلاته التبشيريه والاخبار لا تنتشر بسرعه فاخر ما يعرفه هو غالبا محاكمة حنانيا وهذا بالاضافه الي ان القادات الرومانيه غيرت كثيرا من رؤساء الكهنه في فتره قصيره

ولان الرومان اخبروه ( كما قراءنا في اخر الاصحاح السابق ) ان رؤساء المجامع ولم يخبروه ان حنانيا سياتي وهو رئيس الكهنه بمعني ان كان سيحاكم امام رئيس الكهنه لا حاجة لذكر بقية الاعضاء ولكن ذكر بقية الاعضاء بدون الاخبار عن حضور رئيس الكهنه هذا يعني له ان لا يوجد رئيس كهنة بعد في رائي الرومان ورائي بولس الرسول ايضا

لان بالنسبه لبولس الرسول رئيس الكهنه هو المسيح الذي يحاكم لاجله الان وهو يقول لهم رئيس كهنتك لا تقل فيه سوء وهم ليس فقط اساؤا للمسيح قولا بل فعلا بالضرب والجلد وادعاء حتي يصلب وهو رئيس كهنتهم الحقيقي وهذا الذي اعتقد قصده بولس الرسول



فتعبير لم يعرف هو بالفعل لم يعرف وتعبير رئيس كهنتك لا تقل فيه سوء ليس عن حنانيا ولكن رافضا لحنانيا للاسباب التي قلتها سابقا



والمعني الروحي من اقوال الاباء



عوض كونه متهمًا وكأنه يقول: "أنت الذي تستحق الضربات بلا عدد. انظروا كيف صُدموا بقوة بشجاعته، وذلك لأن النقطة التي كانوا يلقون كل الأمور عليها صارت مديحًا له[872].
القديس يوحنا الذهبي الفم


عندما ضُرب بأمر رئيس الكهنة رد عليه بمحبة، رغم ما يبدو من إجابته أنه كان غاضبًا، إذ قال: "سيضربك اللَّه أيها الحائط المبيض". فرده هذا يبدو شتيمة، أما حقيقة أمره فهو نبوة. فالحائط المبيض هو الرياء أو التظاهر في مظهر الكهنوت، كما لو كانت هناك قذارة مخبأة في غلاف أبيض. فاحتفظ الرسول بالتواضع بصورة عجيبة. فعندما قيل له: "أتشتم رئيس كهنة اللَّه؟" أجاب: "لم أكن أعرف أيها الاخوة أنه رئيس كهنةٍ، لأنه مكتوب رئيس شعبك لا تَقُل فيه سوءً" (أع 5:23)، فإجابته هذه تظهر مدى الهدوء الذي كان يتحدث به. فيما حسب أنه يتكلم بغضب فقد أجاب بسرعة ولطف، الأمر الذي لا يحدث من شخصٍ غاضبٍ أو معتذرٍ (بسبب الشتيمة)... كأنه قال: إنني أعرف رئيس كهنة آخر، المسيح، الذي أحتمل أنا من أجله أتعابًا[874].
القديس أغسطينوس

Magdi Ballan
أيها اﻷقباط اليعاقبه يا من قسمتم الكنيسه في مجمع خلفدونيا في تحدي صارخ لكنيسة أوراشليم و أنطاكيا منبع المسيحيه و روما صخره القديس بولص الرسول و تدعون أنكم أرثوذكس علما أن اﻷرثوذكسيه لم تظهر هذه الكلمه اليونانيه إﻻ بعد اﻹنقسام الثاني عام 1069 إلى متى ستظلون في عنجهيتكم تمزقون جسد المسيح بعدم سعيكم للوحده المسيحيه إنكم تتشبهون بالمرائين و الكتبه و الفريسيين بحجه الحفاظ على طقس أجدادكم القدماء فليذهب هذا الطقس للجحيم مقابل الوحده الكنيسه أم أنكم تنتظرون المجىء الثاني لتتم الوحده على خراب التقسيم الذي تسببتم فيه

Karam Boules
طول عمرك مادام بتقول اليعاقبة،يعنى اخرجت التعصب الدفين الذى فيك واظهرته،التعصب الذى ادى الى اضطهاد الكنيسة الكاثوليكية للكنيسة الارثوذكسة،وتلقيبها باليعقوبية،التعصب الاعمى الذى اعنذر عنه البابا يوحنا فى زيارته الى مصر،واذكرك بان العذراء مريم ام المسيح حينما اختارت ان تتجلى وتظهر للعامة،وتبعها رئيس جند الرب الملاك ميخائيل فى الظهور معها اختارت كنيسة اليعاقبة الذين وصفتهم بالعنجهية اختارت كنائس اليعاقبة فى التجلى والظهور،والشهداء امثال الشهيد مارجرجس الرومانى يعمل معجزات لها العجب فى كنائس اليعاقبة،اكثر مما يعمله فى رومانيا مسقط راسه،دعنا نلقبه بمارجرجس اليعقوبى وليس الرومانى،لانه ترك الجنسية الرومانية الارثوذكسية وتحلى بالجنسية القبطية اليعقوبية المصرية،على هواك قول كما تشاء،سموه الاتيكيت المسيحى الكاثوليكى كما اطلق الشيخ على جمعه على اتصال الزوج بزوجته قبل وصوله الى المنزل لكى يعطيها فرصة ليخرج عشيقها من المنزل قبل وصول الزوج اطلق عليه الاتيكيت الاسلامى،مادام الاتيكيت المسيحى بتاعكم فى الرش وليس التغطيس خليكم فيه زعلانين ليه ان غيركم بيغطس،كمان غلطوا المسيح نفسه انه قبل العماد من يوحنا مع انه لم يكن محتاج اليه،ومع ذلك حينما قبل المعمودية قام باتباع الطقس كما هو لم يحرف فيه،برغم انه اذا لم يعتمد من يوحنا لم يكن هذا يؤثر على قداسته،واذا كنا نحن ندفن معه فى المعمودية،فمع من دفن هو فى المعمودية ايضا،اذا كان هو نفسه اتبع الطقس وتقاليده،فهل عبقربتنا وصلت الان ان نقول انه اخطا وهو رب المجد ونزل الى الماء،نزل الى الماء وفتح اذنيك لهذه العبارة يقول الكتاب ولما خرج من الماء جاء صوت من السماء يقول هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت،له اسمعوا،اى الصوت جاء باتباع المسيح والسمع له بعد خروجه من الماء وليس بعد رشه بالماء،واذا اعتبرنا كما انت والكنيسة الكاثوليكية ان الرش معمودية فيكون كل من هطل عليه المطر قد اعتمد حتى بما فى ذلك الغير مؤمنين،واذا قلت لا يصح لانه لم يعتمد على اسم المسيح اثناء هطول المطر،فبذلك تكون قد دخلت فى هرطقة اخرى وهى لا حاجة للاعتماد لا بالرش ولا بالتغطيس لمجرد ان يقف الانسان ويقول انى اعتمدت على اسم المسيح فقط،فما الحاجة الى الماء اذا وما الحاجة ااى رشه وما الحاجة الى التغطيس اذا كان الماء لا يعطى العماد،وربما تظهر هرطقة اخرى قريبا بان يشرب المعتمد الماء بدلا من ان يرش به،واختصارا انا لا اعتقد انك مسيحى اصلا او انك غير كاثوليكى لانك وصفت الارثوذكس بالاقباط اليعاقبة،ونسيت ان الكنيسة الكاثوليكية فى مصر تطلق على نفسها الكنيسة القبطية الكاثولبكية،وقد تنصلت انت من هذا اللقب بادعاءك ان الاقباط يعاقبة،تبعا لما استخدمته الكنيسة الكاثوليكية فى اضطهادها للاقباط بعد مجمع خلقدونية.

This site was last updated 08/11/17