Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

م

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
أخبار مصرية 1/2013م
أخبار مصرية 2/2013م
صور من الأراضى المقدسة1
صور من الأراضى المقدسة2
صور من الأراضى المقدسة3
صور من الأراضى المقدسة4
صور من الأراضى المقدسة5
صور من الأراض6
صور من الأراض7
نريد توضيح من إيبارشية سيدنى
مخطط لتحويل الكنيسة القبطية
إستقبال أجساد الشهداء السبعة
بقلم مثلث الرحمات قداسة
الذين يدرون ما يفعلون
كيف سـقــــط الجبـــــــــابـــــرة ؟
في وسطـــك حـــــــــرام يا إسرائيل
حياة العذراء مريم
قس يقدم الذبيحة
يهوذا الإسخريوطى
لماذا ترك جند الهيكل أورشليم؟
التقرير النصف سنوى
أحكام القضاة بمصر
أغـــزوا تبوك
محاورة دينية
Untitled 7418
الكنيسة القبطية فى منعطف خطير
الإرهاب الإسلامى والزهور الإسترالية
عيد الميلاد 25 ديسمبر أم 7 يناير
Untitled 7700
السيمونية والغنوصية
أنصاف الحقائق
مصــر تتغطى بالعـــــار
السيسى والدير المنحوت
إنتشار الإسلوب اليهودى
خطف راهب من قلايتة
الكونجرس الأمريكى
ترميم قبــــر يسوع المسيح
البابا فى الأردن
جهل منظمة اليونسكو
فكر غريب ينتشر فى إيبارشية
التاريخ من خلال الكتاب المقدس
لا لقانون بناء الكنائس
إلى وزارة الهجرة الإسترالية
Untitled 7797
المجمع الغنغرى
ضرورة إصدار أستراليا
Untitled 7800
التقرير السنوى
الخطأ المميت
Untitled 7803
لهرطقة السيمونية

 

الخطأ المميت الذى وقعت فيه الكنيسة القبطية

لماذا يجب حرم  وشلح الأسقف الهرطوقى السيمونى؟

 

الخطأ المميت الذى وقعت فيه الكنيسة القبطية

حدث أن أمر الأنبا باخوميوس مطران البحيرة والخمس مدن الغربية بأن تحضر لجنة من سيدنى بأستراليا مكونة ثمانية من الكهنة وأربعة من الأراخنة لبحث عودة الأنبا دانييل لإيبراشية سيدنى بأستراليا والذى عزله من منصب الأسقفية مثلث الرحمات البابا شنودة  بمجرد علمه أنه دفع مالا ليصير أسقفا  وكان كهنة الأسقفية فى أجازاتهم السنوية وحدد لهم يوما محددا للوصول لمصر وكان بعضهم فى رحلات خارج استراليا أو مناطق نائية وأتفقوا على أن يقطعوا أجازاتهم وسافروا لمدة 20 ساعة وفى اليوم التالى كانت محادثات إشتهرت بإسم محادثات الثمانى ساعات وكان يتناوب عليهم فى المناقشات الأنبا باخوميوس القائمقام ساعتين ثم ساعتين الأنبا تاوضروس  حتى أتعبوهم وأنهكوهم وكانت الإتهامات كثيرة ناقشوها وخرجوا بنتائج بتقليص صلاحياته كأسقف ( وحتى هذه النتائج التى وافقوا عليها لم تنفذ لأنه قيل أنه بعد رجوع اللجنة لأستراليا ألغى الأنبا يسطس أسقف ورئيس دير الأنبا أنطونيوس قائلا كيف يكون أسقفا ومنزوع عنه صلاحياته كأسقف؟)  وهنا إنطبق المثل القائل "وكأنك يا ابو زيـــد ما غــزيت" يعنى لجنة وفلوس تدفع فى ثمن تذاكر وكهنة يقطعوا أجازاتهم وإجتماع ووجع قلب فى مناقشات لمدة ثمانى ساعات كل هذا طلع فشنك حركات على الفاضى وفى نهاية هذه المناقشات بعد الموافقة على النتائج التى لم تنفذ إعترض البعض على رجوعة لأنه دفع مالا ليصبح اسقف وهذه هرطقة سيمونية وتجديف على الروح القدس وحسب شهادة  أربعة من الأراخنة بسيدنى باستراليا وهم 1 - خيرى جريس 2- صفوت تادرس 3- سمير حبشى 4- فكرى ماكس .. قال الأنبا تاوضروس أنه دفع 180 ألف جنيه أسترلينى وقال الأنبا باخوميوس "نعتبره خاطئ وتاب" وبهذه العبارة أسقط الأنبا باخوميوس الكنيسة القبطية فى الهرطقة السيمونية لأنه بهذه العبارة صرح بان تبيع الكنيسة  المواهب الكنسية وسلطان الروح القدس بالمال أى تبيع الله بالمال والهرطقة السيمونية هى الهرطقة الوحيدة التى بلا غفران لا فى الأرض ولا فى السماء لأنها تعدى على سلطان الروح القدس وبيعه كشئ مادى ملموس ومن يقدر أن يبيع أو يشترى الله بالمال  إن التجديف على الروح القدس لم تتم بالقول ولكنها تمت بالفعل أى تحول التجديف إلى فعل فالذى يقول "أنا سأقتلك" ولم يفعل غير الذى يقول "سأقتلك ويفعل هذا" وهذا يعنى قتل مع سبق الإصرار والتعمد .. القتل جرم يستوجب اقصاء المجرم بالسجن عن المجتمع والإعدام لهذا يجب ان نفرق من من لم يؤمن بالروح القدس أو شتم الروح أو اسس هرطقة هذا التعدى بعلى الروح القدس تم بالقول يستوجب االغفران إذا تاب يأما من يجدف على الروح القدس بالحصول على منصب كهنوتى بالمال هو فعل تجديف قال يسوع عنها " لذلك أقول لكم : كل خطية و تجديف يغفر للناس واما التجديف على الروح فلن يغفر للناس. و من قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له. و أما من قال على الروح القـــدس فلن يغفر له لا في هذا العالم و لا فى الآتى " ( مت 12 : 31 و 32، انظر أيضاً مرقس 3 : 28 و 29 لو 12 : 10 ). ومع أن السيمونية ليس لها غفران إلا أننا سنناقش موضوع التوبة التى قال عنها الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ونسأله هل أصبح بيع المناصب الكهنوتية أمرا مقبولا ونظاما يعمل به فى الكنيسة القبطية بشرط التوية ؟ وحتى تفسير الأنبا باخوميوس  لمعنى توبة الأنبا دانييل كان خاطئا فأوقع الكنيسة القبطية كلها فى الهرطقة السيمونية  إن التوبة الحقيقية هي ترك الخطية، بلا رجعة هى التوقف عن فعل الخطأ وليس الإستمرار فى الخطأ بالتعدى على المنصب الكهنوتى الذى حصل عليه بالشراء وأصبح اسقفا فعلا فقد حقق هدفة بالحصول على المنصب الكهنوتى بدفع المال ولم يحدث توبة بتركه المنصب هكذا قال يسوع (لو 13: 5): كلا! أقول لكم: بل إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون ثم نسأل الأنبا باخوميوس : ماذا نفعل فى قول بطرس الرسول أن ه راى سيمون الساحر فى رباط الظلمة أى أن من يشترى المنصب يلبسه الشيطان 1157

*************************************

الهرطقة والتجديف السيمونى فى سيدنى أستراليا

الفرق بين الهرطقة على الروح  والتجديف على الروح

يقابلنا كلمتين هامتين أحدهم فى المسيحية "هرطقة" والأخرى "تجديف" .. الهرطقة كلمة يونانية (بالإنجليزية: heretic) تشير تغير في عقيدة أو منظومة معتقدات مستقرة، بإدخال معتقدات جديدة عليها أو إنكار أجزاء أساسية منها بما يجعلها بعد التغير غير متوافقة مع المعتقد المبدئي  وأصل العقيدة المسيحية الذي نشأت فيه هذه الهرطقة. وتعنى كلمة التجديف فى اللغة العربية .. الكفر بالنعم أو استقلال عطاء الله و توجيه الإهانة أو التعيير اليه. وهو ما يعنى فى المسيحية القيام بعمل الروح القدس أو النبوة الكاذبة

وقد هاجمت المسيحية بدع عديدة هرطقات كثيرة خرجت عن تعاليم المسيحية ومبادئها وأصولها اللاهوتية وكان بعض منها لا أخلاقيا .. وما يهمنا فى هذا البحث المبسط هو تلك الهرطقات التى أنكرت الذات الإلهية أو الإبن أو الروح القدس ونادت بتعاليم غريبة وكان دفاع الكنيسة هو المجامع الكنسية سواء أكانت مسكونية  " أى عالمية" أو "محلية " والهرطقة تعتبر فى المسيحية خطية .. والخطية قابلة  للغفران إذا تاب المخطئ ورجع عن هرطقته وهذه التوبة تنطبق على كل من خطية الهرطقة ضد الله وكذلك على الخطايا الشخصية (لو 13: 5): " كلا! أقول لكم: بل إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" والهرطقة خطية بالقول .. ولكن إذا تعدى المهرطق أو المبدع بهرطقة الفكر أو القول إلى العمل والتعدى على الكهنوت هنا يمكن القول بأنه مهرطق وأيضا مجدف لأن المهرطق أنتقل  من مجرد فكره نتج عنها قول إلى القيام بالعمل الذى يقوم به الروح القدس مثل شراء أو شهوه الحصول وممارسة المناصب الكهنوتية يعبر عنها بعبارة "إغتصب الكهنوت" أى بالتعدى الذى ورد بأمثلة عديدة فى العهد القديم وشراء المناصب الكهنوتية فى العهد الجديد والذى يطلق عليه "السيمونية" [ شراء الروح القدس بالمال أى يشترى الله بالمال .. من يقدر أن يشترى الله؟] هنا يمكن القول بأنه المهرطق جدف ضد الروح القدس وبهذا ينطبق عليه قول يسوع  "" لذلك أقول لكم : كل خطية و تجديف يغفر للناس واما التجديف على الروح فلن يغفر للناس. و من قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له. و أما من قال على الروح القـــدس فلن يغفر له لا في هذا العالم و لا فى الآتى " ( مت 12 : 31 و 32، انظر أيضاً مرقس 3 : 28 و 29 لو 12 : 10 ) والهرطقة ضد الروح القدس بالكلام "أى عدم الإيمان بالروح القدس ووجوده أو عمله" قد يغفر له ولكن إذا وصل للشتيمة والإستهزاء هنا يعتبر تعدى وتجديف لا يغفر له لا فى الأرض ولا فى السماء   وسنرى لاحقا فى الأعداد التالية من هذه الجريدة كيف جدف شاول بن قيس (الملك) مع أنه كان ممسوحا من الروح القدس ليصبح ملك لإسرائيل؟ وكيف تعدى على عمل الروح القدس وخالف تعاليم الرب؟  وكيف دخله الشيطان ؟ وكبف كانت نهاية حياته المؤلمة ؟ .. ألخ وفيما يلى بعض الفروق المبسطة حول الهرطقة والتجديف :

أولا .. قول وعمل خارجى يصدر من الأنسان  ضد الروح القدس ذاته 

(1) هرطقة التجديف على الروح القدس هى قول وفعل "السيمونية" ..   التجديف على الروح القدس هو القيام بفعل شئ هو شراء وظيفة كهنوتية أو عمل كهنوتى أو إدعاء النبوة لأن هذه الأعمال يقوم بها الروح القدس داخل الإنسان  هذا التجديف ليس له توبة ولا غفران لأنه مقترن بالكذب وخداع العشب بأن المهرطق يقوم بعمل الروح القدس وهذا يؤدى إلى تشكيك الشعب فى عمل الروح القدس وتشويه عمله  أى أن التجديف على الروح القدس والذى يطلق عليه سيمونية هو فكرة أو ظن تحول إلى كلام بعرض المال للحصول على منصب كهنوتى فتحول ليكون تحت عقاب عدم المغفرة لا فى الأرض ولا فى السماء لأن هذا العمل يشوة صورة الروح القدس وعمله فى الإنسان  لأنه عمل على الكذب على الله والناس وخداعهم وإذا نجح المجدف فى الوصول لهدفه يصبح فى هذه الحالة له صورة التقوى يلبس الملابس الكهنوتية ولكن ليس فيه قوة ولا سلطان الروح القدس مثله مثل الطوائف  الخارجة عن الكنائس التقليدية مثل الإنجيليين والبروتستانت ..  إن شهوه تولى منصب كهنوتى بالمال هى شهوة مكروهة فى المسيحية وتسمى هرطقة سيمونية وقد حسم أمرها بطرس الرسول  فى القرن الأول المسيحى عندما حرم سيمون الساحر ومنع عنه الروح القدس بل أنه رآه فى مرارة المر ورباط الظلمة أى رآه مربوطا مع الشيطان فى الظلمة هكذا علمنا بطرس أن كل من يدفع مالا  يتقمصة الشيطان  وتلبسه العفاريت ويكون مسكنا للشر

(2)  الهرطقة على الروح القدس بمجرد قول فقط  أو كلام على الروح (تقترب من معنى التجديف فى اللغة العربية) مثل عدم الإيمان بالروح أو باللاهوت أو القيام بهرطقة ضد الروح لهذا فالهرطقة على الروح القدس فى قول فقط فهى ليست تجديف على الروح القدس blasphemy against the Holy Spirit هو عدم الإيمان بالروح القدس ولاهوته وعمله، وليس هو أن تشتم الروح القدس ! فالملحدون إذا آمنوا، يغفر الله لهم عدم إيمانهم القديم وسخريتهم بالله وروحه القدوس.. كذلك كل الذين تبعوا مقدونيوس في هرطقته وإنكاره لاهوت الروح القدس، لما تابوا قبلتهم الكنيسة وأعطتهم الحل والمغفرة.ليس التجديف على الروح القدس blasphemy against the Holy Spirit هو عدم الإيمان بالروح القدس ولاهوته وعمله، وليس هو أن تشتم الروح القدس! فالملحدون إذا آمنوا، يغفر الله لهم عدم إيمانهم القديم وسخريتهم بالله وروحه القدوس.. كذلك كل الذين تبعوا مقدونيوس في هرطقته وإنكاره لاهوت الروح القدس، لما تابوا قبلتهم الكنيسة وأعطتهم الحل والمغفرة.

ثانيا .. أى فعل يفعله الإنسان ضد عمل الروح القدس فى داخل الإنسان .. مثل  الخطايا الشخصية التى يفعلها الإنسان التى تطفئ الروح القدس وهى قابلة للمغفرة  بعد التوبة ولكن إذا تمادى الإنسان فى خطاياه رافضا التوبة فهو يهلك عملا بقول يسوع  (لو 13: 5): كلا! أقول لكم: بل إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون 1148

************************************* 

خطورة تولى الهراطقة السيمونيين مناصب الإكليروس

الهرطقة السيمونية والتى تعنى شراء سلطان الروح القدس بمال أخطر هرطقة فى المسيحية لأنها تشترى الروح القدس أى تشترى الله والنتيجة شراء منصب كهنوتى .. إنها أخطر من الهرطقة الأريوسية التى كادت تقضى على المسيحية .. الهرطقة السيمونية هى هرطقة شيطانية شريرة تعمل من داخل الكنيسة .. فتتغير شكل كنيسة المسيح إلى كنيسة سيمون الساحر أى لها صورة كنيسة ولكنها ليست فيها قوة الروح القدس فتصبح مثل الطوائف الخارجة من الكنائس الرسولية التى تسلمت الروح القدس من أحد تلاميذ يسوع مثلها مثل الكنائس المنشقة عن الكنائس الرسولية مثل الإنجيليين والبروتستانت . .. ولكن الكنيسة السيمونية أشر من هذه الكنائس ..  مسيحية فى الشكل ولكنها فاقدة الروح القدس .. جسما ميتا بلا روح .. لهذا يجب حرم وشلح أى هرطوقى سواء أكان بابا أو اسقفا أو كاهنا أشترى منصبه بالمال

*************************************

لماذا يجب حرم الهراطقة السيمونيين وشلحهم ؟

عندما يدفع شخص مالا ليحصل على مواهب او سلطان الروح القدس فهذا يعتبر فكرا شريرا فى الأساس لأنه .. (1) كما ورد فى الكتاب المقدس أن الوح القدس هبة مجانية (2) بالفكر الشرير يظن الشخص أنه يشترى الروح القدس أى يشترى الله (3) وذات الفكر الشرير يهئ له أنه يستطيع يخدع الروح القدس أى يخدع الله (4)  ينقطع إستلام وتواصل الروح القدس يقال ان فاقد الشئ لا يعطيه فالنصاب الذى يدعى انه مهندس أعطه مشروعا هندسيا من المنطقى أنه لا يقدر أن ينفذه هكذا الشخص السيمونى لم بحل عليه الروح القدس فكيف لبابا سيمونى يعطيه لأسقف بلا شك هذا السقف سيكون بلا روح   أو  أسقف سيمونى يعطيه لكاهن وأن هذا الكاهن سيصير بلا روح  أو كيف يعطى كاهن أستلم الكهنوت من اسقف سيمونى هذا الكاهن لم يحل عليه الروح القدس ولن يحل فى جميع  الأسرار الكنسية  التى قام بها  لهذا فإن أى مراسيم قام بها الهرطوقى السيمونى تعتبر باطلة  حتى أن هناك قصة عند المسلمين عن الزواج الإسلامى المفبرك ظهرت فى  فيلم شيء من الخوف إنتاج عام 1969 من إخراج حسين كمال وهو مأخوذ عن قصة قصيرة للكاتب الكبير ثروت أباظة،يردد المصريين المقولة التى قيلت فيها "زووواج عتريس من فؤادة باطـــل" سيامة بابا أو اسقف أو كاهن دفع مالا هى "سيـــــامة باطلــــــة" (5)عندما ينجح الشخص بفكرة الشرير بتولى منصب كهنوتى مثل بابا أو اسقف أو كاهن أو خورى ابسكوس يبغته روح شيطانى أى يلبسه عفريت يقوده فى الأعمال الشريرة فنرى اسقفا أو بابا أو كاهن يلبس ملابس الكهنوت ولكنه شيطانا من الداخل وهذا ما توصلت إليه  فى هذا البحث المبسط عن التجديف على الروح القدس  فى  الإسلام واليهودية والمسيحية (6) أن سبب قول السيد المسيح عن هؤلاء أنه لن يكون لهم مغفرة فى هذا الدهر ولا الدهر الآتى هو إشتهائهم سلطة كهنوتية عن طريق المال الذى هو أصل كل الشرور إذا إبتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وهؤلاء لم يذلوا فقط عن الإيمان بل تعاهدوا مع الشيطان وتركوا العهد الجديد يسوع الذى هو نور العالم وأحبوا ظلمة السلطة وبهجة الإدارة فكيف يدخلون ملكوت السموات وهم يصطحبون الشيطان وأظن وهذا رأي شخصى ربما أكون مخطئا .(7) تحاول حكومات كثيرة تحسين صورتها محليا وعالميا حتى لو صرفت ملايين وربما مليارات الدولارات فى افعلام وكذلك الكنائس ورأينا فى الكنيسة القبطية من أجل محاولة دنيسة وخسيسة للإستيلاء على دير الأنبا شنودة أتهم راهب ظلما وكان النتيجة أن دفعت الإيبارشية مليون دولار واليوم أوجه نظر اساقفة المجمع المقدس  والشعب القبطى أن المكانة التى وصلت إليها صورة الكنيسة القبطية فى العالم بفضل البابا شنودة والشهداء الأقباط على المحك بعد أن فضحت الهرطقة السيمونية نظام الكنيسة القبطية وأصبحت تتهم بأنها تبيع الوظائف الكهوتية بالمال (9) ولهذا نريد قرار مجمعى صارم ضد هذه الهرطقة فى عموم الكنيسة وخاصة إيبارشية سيدنى وإلا أن هذا الإتهام يلصق فيها إلى الأبد وستنعت بالكنيسة الهرطوقية السيمونية ونرجوا أن نسمع شيئا فى الشهرين القادمين إن سمعة الكنيسة وصيتها ونقاوتها فى يد أساقفة المجمع  أما أن تتغطى بالنقاوة الأرثوذكسية  أو تبقى فى عار الهرطقة السيمونية (10) عندما يقتنص سيمونى  منصب كهنوتى سيجد مقاومة كبيرة من الكهنة المسيحيين فى الأسقفية لهذا  ينصب شبكة عنكوتية من أتباعه السيمونيين ببيعه مناصب الكهنة  الكهنة فى الإيبارشية فيحصل على كهنة سيمونيين أكبر يؤيده فى مجمع الكهنة ويضايق بهم باقى الكهنة المسيحيين فيضعهم فى كنائسهم تماما مثل مسمار جحا الشهير

*************************************

البابا شنودة  يشجع على مقاومة الإكليروس الهراطقة 

لايرهبكم احد باسم الكنيسة او وكلاء الله أو أية رئيس شعبك ..ومقولة الجلبية السودا..الايمان فوق الجميع
الاسد المرقسى البابا شنودة يرد على الدفاع عن الإيمان خطية إدانة ؟!
سؤال
أجد أمامي أخطاء ضد الإيمان والعقيدة ، من خدام داخل الكنيسة ، فهل لو أظهرتها للناس ، وشرحت لهم ما فيها من خطأ ، أكون قد وقعت في خطية إدانة ؟ وهل أصمت ، لكي تمر الأمور في هدوء ، يكون من الحكمة والروحانية ؟
الجواب
ينبغي أن نفرق بين الحكم على الخطايا الشخصية ، والحكم على الأخطاء العقيدية أو الإيمانية .
ليس من حقنا أن نخوض في حياة الإنسان الشخصية ، ونلوك سيرته بأفواهنا . مثل إدانة الفريسى للمرأة الخاطئة التى بللت قدمي المسيح بدموعها ( يو7 : 39 ) ، أو طلب لتناولهم الطعام بأيد غير مغسولة ( مت15 : 2 ) .
خطية الإدانة تتناول التصرفات الشخصية والحياة الأدبية ...
وهي التي تتعلق بها وصية الرب " لا تدينوا لكي لا تدانوا بالكيل الذي به تكيلون ، يكال لكم " ( مت7 : 2 ) .. لأن كل إنسان له خطاياه الشخصية . وعن هذه الخطايا ، قال السيد المسيح في صقة المرأة الضبوطة في ذات الفعل " من كان منكم بلا خطية ، فليرجمها بأول حجر " ( يو8 : 7 ) وعن التصرفات الشخصية ، قال القديس بولس الرسول " من أنت الذي تدين عبد غيرك ؟ هو لمولاه ، يثبت أو يسقط . ولكنه سثبت ، لأن الله قادر أن يثبته ( رو14 : 4 ) .
أما أمور الإيمان ، فلا تدخل في خطية الإدانة . بل على العكس الدفاع عن الإيمان واجب مقدس .
هوذا القديس يوحنا الحبيب ، الذي هو من أكثر الناس حديثاً عن المحبة ، يقول من جهة الأمور الإيمانية " إن كان أحد يأتيكم ولا يجئ بهذا التعليم ، فلا تقبلوه في البيت ، ولا تقولوا له سلام . لأن من يسلم عليه ، يشترك في أعماله الشريرة " ( 2يو10 ) ... هل يقع من يرفض السلام على مثل هذا الإنسان في خطية الإدانة ؟! حاشا . بل لو أنه قبل هذا المنحرف ، يقع في خطية ... وهكذا يقول القديس بولس الرسول :
الرجل المبتدع بعد الأنذار مرة ومرتين اعراض عنه . عالماً أن مثل هذا قد انحرف وهو يخطئ ، محكوماً عليه من نفسه ( تى3 : 10 ، 11 ) .
ويقول أيضاً " انذروا الذين بلا ترتيب " ( 1تس5 : 4 ) . وأيضاً :
" نوصيكم أيها الأخزة باسم ربنا يسوع المسيح : أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب ، وليس حسب التعليم الذي أخذه منا " ( 2تس3 : 6 ) . هنا تعليم الرسل لا يكتفي بمجرد الادانة ، بل يتطور أكثر إلـى انذار الشخص المنحرف ، والاعراض عنه ، وتجنبه ، وعدم قبوله في البيت ، وعدم السلام عليه ...
المبتدع ، والمنحرف إيمانياً أو عقيدياً ، يجب إدانته . وعدم إدانته خطية .
لأن عدم إدانة المنحرف ، تجعل تعليمه المنحرف ينتشر ، ويأخذ دائرة أوسع ويؤثر على مجموعة أكبر من الناس . ونكون نحن مقصرين من جهة الإيمان الذي قال عنه الرسول " اكتب إليكم واعظاً أن تجتهدوا لأجل الإيمان المسلم مرة للقديسين " ( ية3 ) .
وهنا يبدو فرق جوهرى بين الخاطيا الشخصية والانحرافات العقيدية .
الخطايا الشخصية تنحصر كا منها في شخص معين بالذات ، وخطرها واقع عليه ، وربما يمتد إلى دائرة ضيقة جداً . أما خطايا الفكر والعقيدة فإنها تنتشر بسرعة وسط مجموعات كثيرة وربما تؤثر على الكنيسة كلها ، إلى جوار أنها تمس الإيمان . فيجب مقاومتها ومحاربتها .
كل الكنيسة اكليروساً وشعباً أدانت أريوس وأوطاخي ، وأمثالهم .
ولم تكن خطية إدانة . إنما هي إدانة لكل تفسير منحرف لآيات الكتاب المقدس . والذين تزعموا إدانة المنحرفين في العقيدة ، اعتبرتهم الكنيسة من أبطال الإيمان ، أمثال القديس أثناسيوس ، والقديس كيرلس الكبير ، والقديس باسيليوس ، والقديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات ... وكذلك الشعب الصامد المتمسك بإيمانه ، الذي رفض تلك البدع .
هل نفصر إذن في الدفاع عن الإيمان بحجة الإدانة ؟! حاشا .
هناك فرق بين اإدانة الواجبة ، وخطية الإدانة .
أترانا لا ندافع عن الإيمان ضد بدع شهود يهوه والسبتيين وأمثالهم ، خوفاً من خطية الإدانة ؟! وإذا وقع أحد داخل الكنيسة في خطأ إيماني أو عقيدى ، هل نجامله على حساب الإيمان ؟! وهل نتخوف من الوقوع في الإدانة ؟ كلا ، فإدانته فضيلة . وعدم إدانته تقصير في حق الإيمان .
إن الحديث عن الإدانة هنا ، حديث عن أمر في عكس موضعه .
من كتاب سنوات مع اسئلة الناس لمثلث الرحمات البابا شنودة الثالث

****************************



النار الغريبة

أية (1):- " 1وَأَخَذَ ابْنَا هَارُونَ: نَادَابُ وَأَبِيهُو، كُلٌّ مِنْهُمَا مِجْمَرَتَهُ وَجَعَلاَ فِيهِمَا نَارًا وَوَضَعَا عَلَيْهَا بَخُورًا، وَقَرَّبَا أَمَامَ الرَّبِّ نَارًا غَرِيبَةً لَمْ يَأْمُرْهُمَا بِهَا. "

عجيب أن يسقط في هذه الخطية الإبنين الكبيرين لهرون اللذان شاهدوا مجد الرب على الجبل (خر24: 9، 10) ثم إختارهما الله لكرامة الكهنوت وقضوا 7 أيام في الخيمة ولكن هذا هو الإنسان، فآدم سقط من الجنة، ونوح بعد حادثة الطوفان سكر وتعرى وهكذا مع لوط. والشعب بعد أن خطط الله له المجد بإقامته وسط الشعب صنعوا عجلاً ذهبياً. فالشيطان لا يتورع عن الهجوم على أقدس الناس في أقدس الأماكن كما هاجم المسيح على جناح الهيكل. ولكن ماذا كانت خطيتهما ؟

هما إستخدما ناراً غريبة وهما كما يُظَّن في حالة سكر، وإستنتج المفسرون هذا من الآية (9) التي أعقبت الحادثة، أن الله نبه على عدم شرب الخمر والمسكر قبل دخول خيمة الإجتماع. ويضاف لهذا أن المفروض أن من يقدم البخور هو الكاهن الخديم الذي قدم الذبيحة. وكان هنا هو هرون وليس أحد من أبنائه الذين كانوا يناولونه فقط (9: 12، 13). وليس هذا فقط ففي وجود رئيس الكهنة ما كان يحق لهم تقديم البخور. وأيضاً كان من يقدم البخور كاهن واحد وليس إثنين ونجدهما هنا:-

1- في حالة سكر 2- تعدى على رئيس الكهنة المقدم على الكل.

3- تعدى على الكاهن الخديم 4- تنافس فيما بينهم من يقدم البخور.

5- غالباً الوقت لم يكن وقت البخور 6- إستخدام نار غريبة.

إذاً هي خطية كبرياء وعجرفة وإستهتار. وغالباً هم سكروا لأنهم ارادوا الإحتفال بتنصيبهم كهنة ولكن بطريقة عالمية فشربا وسكرا.

لم يأمرهما بها = هذه هي الخطية الأساسية، فعلهم شيء لم يأمر الله به وقارن هذه الجملة مع النغمة التي رددها موسى "كما أمر الرب موسى". فعصيان الله هو سبب المرارة التي يحيا فيها الإنسان، بل سبب موته. فالعصيان دائماً يفسد البهجة التي يريدنا الله أن نحيا فيها، هذا ما قصده بولس الرسول بقوله " إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله " (رو3: 23).



أية (2):- " 2فَخَرَجَتْ نَارٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ وَأَكَلَتْهُمَا، فَمَاتَا أَمَامَ الرَّبِّ."

النار أماتتهم دون أن تحرقهم بدليل أنها لم تحرق قمصانهم (راجع آية 5). وهو عقاب رهيب، فمن يعرف أكثر يدان أكثر. لقد قتلهما غضب الله. ولاحظ أن الجزاء من نفس جنس العمل، فهما قدما ناراً غريبة وقتلتهم النار. ولاحظ أن نفس النار التي أحرقت الذبيحة علامة قبول الذبيحة ومقدمها هي نفس النار التي أحرقت الكهنة الخطاة، وهذا معنى "رائحة حياة لحياة ورائحة موت لموت" (2كو2: 16). إذاً إما أن نقبل نار النعمة الإلهية لتنقيتنا أو نواجه بنار الغضب الإلهى تحرقنا. لذلك كان صمت هرون (آية 3) من الحكمة. وقد سمح الله في بداية العمل الكهنوتى بهذا الدرس القاسى ليظهر خطورة مخالفة الوصية، وخطورة دور الكاهن ومسئوليته = يعنى أنه لكي يقوم بخدمته يلزم أن يحافظ على طهارته وهذا نفس ما حدث في بدء المسيحية وحتى يظهر الله خطورة الكذب على الروح القدس وإساءة مفهوم دم المسيح الغافر فيحدث تهاون، فنجد أن الله سمح بموت حنانيا وسفيرة بطريقة صعبة.



أية (3):- " 3فَقَالَ مُوسَى لِهَارُونَ: «هذَا مَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ قَائِلاً: فِي الْقَرِيبِينَ مِنِّي أَتَقَدَّسُ، وَأَمَامَ جَمِيعِ الشَّعْبِ أَتَمَجَّدُ». فَصَمَتَ هَارُونُ. "


هنا موسى يعلن قول للرب لم يكن قد ذكره من قبل. ومن المحتمل أن يكون هذا القول قد سمعه موسى وأخبر به هرون أخاه من قبل ويذكره هنا به، أو يكون موسى بقوله هذا يشير لقول الرب "وليتقدس أيضاً الكهنة الذين يقتربون إلى الرب لئلا يبطش بهم الرب (خر19: 22). والمعنى أن الله عين الكهنة ليقدسوه وسط الشعب، كوسطاء بينه وبين الشعب. فعليهم أن يمارسوا الحياة المقدسة اللائقة بوسطاء، لإعلان قداسة الله الذي يمثلونه. وإذا ما عاش الكاهن حياة مقدسة أظهر الله قداسته فيه، هذا معنى في القريبين منى أتقدس = هؤلاء الذين إخترتهم كوكلاء عنى وملأتهم من نعمتى . أما لو قصر الكهنة في قداستهم يعاقبهم الله ويتعرضوا لتأديبات قاسية وعلانية أكثر من الشعب. فإن كان ينبغى أن كل المؤمنين يطيعوا الله ووصاياه ، فكم بالأكثر خدامه... هؤلاء إن لم يطيعوه تكون دينونتهم أعظم. والله يتمجد ويظهر قداسته بعقابهم وأنه رافض للخطية أياً كان مصدرها. وهذا معنى أمام جميع الشعب أتمجد. ولاحظ أن الله قد إستغنى بهذه الضربة عن نصف عدد الكهنة مرة واحدة إشارة لاهتمامه بالقداسة واهتمامه بطاعة وصاياه، بينما أن عدد 2 كهنة المتبقين لن يَكفوا خدمة ملايين الشعب. فصمت هرون = كان خيراً أن يصمت ويحتمل تأديب الرب كما فعل داود (2صم12: 23) فكان من الحكمة أن يصمت أمام تأديب الرب.

نـــــــار

  يصف الكتاب المقدس الله بأنه "نار آكلة" (عبرانيين 12: 29)، لهذا ليس من الغريب أن النار تظهر أحياناً كدليل على حضور الله. تتضمن الأمثلة العليقة المشتعلة (خروج 3: 2)، سحابة مجد الرب (خروج 14: 19؛ عدد 9: 14-15)، ورؤيا حزقيال (حزقيال 1: 4). كانت النار مرات عديدة أداة دينونة الله (عدد 11: 1، 3؛ ملوك الثاني 1: 10، 12) وعلامة على قوته (قضاة 13: 20؛ ملوك الأول 18: 38).

ومن الواضح أن النار كانت مهمة بالنسبة لتقدمات العهد القديم. كانت نار المحرقة هبة إلهية، أشعلها الله نفسه (لاويين 9: 24). أمر الله الكهنة بالحفاظ على النار مشتعلة (لاويين 6: 13) وأوضح أن النار من أي مصدر آخر غير مقبولة (لاويين 10: 1-2).

في العهد الجديد، فإن المذبح صورة ترمز إلى تكريسنا للرب. كمؤمنين بالمسيح نحن مدعووين لتقديم أجسادنا "ذبائح حية" (رومية 12: 1) محاطة بالعطية الإلهية: نار الروح القدس التي لا تطفأ. في بداية العهد الجديد، يرتبط الروح القدس بالنار. إذ يتنبأ يوحنا المعمدان أن يسوع هو من "يعمدكم بالروح القدس والنار" (متى 3: 11). عندما بدأ الروح القدس خدمته بسكناه في المؤمنين في الكنيسة الأولى إختار أن يظهر في صورة "ألسنة من نار" إستقرت على المؤمنين. في تلك اللحظة "امْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا" (أعمال الرسل 2: 3-4).

إن النار صورة رائعة لعمل الروح القدس. الروح يشبه النار في ثلاثة أمور على الأقل: هو يجلب حضور الله، ومحبة الله، وقداسة الله. الروح القدس هو حضور الله حيث يسكن في قلوب المؤمنين (رومية 8: 9). في العهد القديم، أظهر الله حضوره لبني إسرائيل بأن ملأ خيمة الإجتماع بالنار (عدد 9: 14-15). هذا الحضور الناري وفَّر النور والإرشاد (عدد 9: 17-23). في العهد الجديد، الله يرشد ويعزي أولاده بسكنى الروح القدس فينا- "هيكل الإله الحي" (كورنثوس الثانية 5: 1؛ 6: 16).

يخلق الروح القدس محبة لله في قلوبنا. بعد أن تحدث التلميذين المسافرين على الطريق إلى يسوع المقام، وصفا قلبيهما كأنهما "إشتعلا بالنار فيهما" (لوقا 24: 32). بعد أن قبل الرسل الروح القدس يوم الخمسين، صار لهم محبة وحماس مدى الحياة يدفعهم للشهادة بكلمة الله بكل مجاهرة (أعمال الرسل 4: 31).

الروح القدس ينتج قداسة وطهارة الله في حياتنا. هدف الله هو تنقيتنا (تيطس 2: 14)، والروح القدس هو الوسيط لتقديسنا (كورنثوس الأولى 6: 11؛ تسالونيكي الثانية 2: 13؛ بطرس الأولى 1: 2). وكما يستخدم الصائغ النار لتنقية الفضة هكذا يستخدم الله الروح القدس ليزيل خطايانا (مزمور 66: 10؛ أمثال 17: 3). إن ناره تنقي وتطهر.

 

 

وردت كلمة النار فى الكتاب المقدس بإتجاه سلبى وآخر بإتجاه إيجابى

 

أولا : المفهوم الإيجابى للنار فى الكتاب المقدس

1 - "تدفئ " (أش 44: 15 ) (يو 18: 18)

2 - " تنير" .. ( أش 50: 11) (مت 25 : 1- 13)

3 - "تطبخ" .. (خر 12: 8) ( أش 44: 15- 16) (يو 21: 9)

4 -" تنقى" .. (عد 31: 22- 23) (أم 17: 3) (أش 1: 25 & 6: 6- 8) (إر 6: 29) (ملا 3: 2- 3)

5 - "القداسة" ..  (تك 15: 17 ) (خر 3: 2 & 19: 18) (حز 1: 26) (عب 12: 29)

6 - "رئاسة الرب وقيادته" .. (خر 13: 21) (عد 14: 14) (مل 18: 24) 7 - قدرة الرب التى تقوى (أع 2: 3)

 

ثانيـــا :  المفهوم السلبى للنار فى الكتاب المقدس

1 - "تحرق" ..  (يش 6: 24 & 8: 8 & 11: 11) (مت 22: 7)

2 - " تدمر"..  (تك 19: 24 ) (لا 10: 1- 2)

3 - "الغضب" .. (عدد 21: 28) (أش 10: 16) (زك 12: 6)

4 - "العقاب" .. (تك 38 : 24) (لا 20: 1 & 21: 9) ( يش 7: 15)

5 - علامة إسخاتولوجية زائفة (رؤ 13: 13)

 

ثالثا .. الرب يستخدم كلمة " النار " للتعبير عن غضبه على الخطية : -

1 - "غضبه يحرق" ..  (هوشع 5: 8) (صفنيا 3: 8)

2 - "يسكب النار" ..  (نحميا 1: 6)

3 - "النار الأبدية " .. (أر 15: 14 & 17: 4)

4 - " الدينونة الإسخاتولوجية" .. (مت 3: 10 & 13: 40) (يو 15: 6) (2 تس 1: 1: 7 ) (2 بط 3: 7- 10) (رؤ 8: 7 & 16: 8)

 

مثل الإستعارات الكثيرة فى الكتاب المقدس (الخميرة .. الأسد) ويمكن أيضا للنار أن تكون بركة أو لعنة .. والمعنى يرجح على فحوى سياق النص ما إذا كانت النار ستكون بركة أم لعنة

 

يطلب منا الرسول أن نكون " حارين في الروح" (رو12: 11). لأن روح الله حينما يحل في الإنسان يشعله بالحرارة. القوات المرسلة من الله، كانت تظهر أحيانًا بهيئة نار.

فعندما أرسل الله قواته السمائية لإنقاذ السامرة أيام أليشع النبي حينما أصعده الله إلى السماء، إنما صعد في "مركبة من نار" في العاصفة إلى السماء (2مل2 : 11). وقد قيل في المزمور عن هذه القوات السمائية:


خلق ملائكته أرواحًا، وخدامه نارًا تلتهب" (مز104: 4).

إنها أرواح قريبة من روح الله، ومرتبطة به حبًا وإرادة، وإلهنا نار آكله ( عب12: 9). لذلك فهذه الملائكة هي أيضًا نار تلتهب... تعمل عمل الرب بسرعة، وبكل قوة. ولذلك ناجاها داود النبي في المزمور قائلًا "باركوا الرب يا ملائكته، المقتدرين قوة، الفاعلين أمره عند سماع صوت كلامه" (مز103: 20) . أي أنها ما أن تسمع أمرًا من الله، حتى تنفذه في الحال، كما هو، بهذه الروح النارية، وبدون تردد، ولا تمهل ولا إبطاء. والله أرادنا أن نكون بهذه الروح، حينما علمنا أن نصلى قائلين: "لتكن مشيئتك، كما في السماء كذلك على الأرض" أي لتكن هذه المشيئة منفذة على الأرض، كما يفعل الملائكة في السماء، الذين هم نار تلتهب.

حقًا، ما أجمل عبارة"... وخدامه نار تلتهب"...

هكذا ينبغي أن يكون خدام الله على الأرض، كما خدامه في السماء. وهذا ما حدث في يوم الخمسين. حل الروح القدس على التلاميذ كألسنة من نار، فألهبت أرواحهم وقلوبهم. ألهبتهم للخدمة ومنحتهم قوة، وصاروا نارًا... شعلات من نار تسرى في كل جهات العالم، حتى اشتعل العالم نارًا، في الكرازة وخدمة الكلمة والشهادة للرب...

St-Takla.org Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

والكنيسة المقدسة لكي تذكر الناس بالنار وباللهيب الذي ينبغي أن يكون باستمرار في قلوبهم، نلاحظ ملاحظة عجيبة وهي:

إن الكنيسة لا تخلو منها النار مطلقًا، على الأقل في المجمرة وفي الشموع...

وفي كليهما نرى عنصر البذل والعطاء، سواء في الشمعة التي تبذل ذاتها لكي تنير لغيرها، أو في حبة البخور التي تحترق لكي تقدم رائحة ذكية لله وللناس. ونلاحظ في الشموع كما في السرج قديمًا أ أنها تضئ بالزيت يرمز إلى الروح القدس. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). أما البخور، فهو يحترق بالنار، والنار ترمز إلى الروح القدس أيضًا... كما أن نار المجمرة ونار الشمعة، يذكراننا في كل حين بالحرارة التي ينبغي أن تتصف بها حياتنا، حينما نكون كالشمعة نورًا للناس، وحينما نكون كالبخور "محرقة وقود، رائحة سرور للرب" (لا1: 9، 13، 17).

النار في الشمعة تعطى نورًا، كما تعطى حرارة ودفئًا...

وهكذا الشمس التي شبة الرب بها" (ملا 4:2) "لأن الرب الإله شمس ومجن" ( مز84: 11) هذه الشمس تقدم لنا نورًا وحرارة وبنفس الوضع روح الله، يضئ لنا الطريق فيما يرشدنا، ويعطينا حرارة روحية في كل عمل نعمه.

St-Takla.org Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

وجود النور والنار، في الكنيسة باستمرار، يرمز إلى عمل الروح القدس فيها...

النار ترمز إلى الروح، وإلى عمل الروح، وإلى من يعمل فيهم الروح...

ومن هنا كانت نار الشموع عند الأيقونات ترمز إلى القديسين الذي يعمل فيهم روح الله القدوس. كما أن نار الشموع على المذبح، ترمز إلى الملائكة المحيطين بالذبيحة المقدسة. وهم أرواح قدسيه يعمل فيهم أيضًا روح الله القدوس وعنهم قال الوحي الإلهي في المزمور:

St-Takla.org Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الذي خلق ملائكته أرواحًا، وخدامه نارًا تلتهب" (مز104: 4).

وعندما أرسل الله قواته السامرة أيام أليشع النبي، ظهرت بهيئة "مركبات نارية" (2مل6: 17). فقال إن الذين معنا أكثر من الذين علينا. نتذكر أيضًا أن إيليا النبي صعد إلى السماء في مركبة نارية (2مل2: 11). اصعده روح الله وملائكة الله، فإذا في مركبة من نار.

وطغمة السارافيم معناها المتقدون بالنار أو المحرقون.

هؤلاء الملتهبون بالمحبة الإلهية والذين عملهم التسبيح الروحي. والمرة الوحيدة التي حدثنا فيها الكتاب المقدس عن السارافيم، أخذ فيها الكتاب المقدس عن السارافيم، اخذ فيها واحد من السارافيم جمرة نار من على المذبح، مسح بها شفتي إشعياء النبي، فتطهر بالنار، بروح الله (اش6: 6، 7).

هكذا كانت الروح النارية التي للسارافيم في خدمتهم السريعة.

لم يحتملوا إطلاقًا أن يسمعوا عن ذلك أنهم واقفون أمام الله، وأنهم منشغلون بتسبيحه وأنه لم يطلب منهم أن يقوموا بهذا العمل... وإنما للتو "طار واحد من السارافيم" ولم يعد إلا وهو مطمئن على أنه انتزع إثم هذا الإنسان وكفر عن خطيئته... وإشعياء هذا، إذ مست الجمرة شفتيه، اشتعل هو أيضًا بالنار المقدسة وما أن سمع قول الرب " من أرسل؟ ومن يذهب لأجلنا" حتى استجاب بسرعة وقال " هاأنذا أرسلني" (أش6: 8).

St-Takla.org Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ألستم ترون يا أخوتي أن الحرارة هي الفرق جسديًا بين الحي والميت؟ فالميت فاقد لحرارته تمامًا...!

St-Takla.org Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

أليست الحرارة هي الفارق بين الحي والميت...؟

جسد الإنسان الميت تجده باردًا تمامًا، لا حرارة فيه... أما الجسد الحي، ففيه دفء وحرارة وهكذا الروح أيضًا. يتميز الإنسان الذي يعمل فيه روح الله، بحرارته الروحية، كما قال الرسول " حارين في الروح". لذلك عيشوا في الحرارة التي في الروح... في هذه الحرارة عاشت لكنيسة الأولى، في العصر الرسولي، وفي القرن الرابع الميلادي بالذات، الذي نميزه بلونين هامين من الحرارة هما: الحرارة العجيبة في الدفاع عن الإيمان ضد الهرطقات مميزة في حياة القديس أثناسيوس مثلًا، وحرارة العميقة جدًا في حياة النسك والرهبنة والتوحد، كما تبدو في سيرة القديس أنطونيوس وآباء برية شهيت...

St-Takla.org Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الإنسان الذي يعمل فيه روح الله، ينبغي أن يكون حارًا في الروح...

وهكذا يعلمنا الرسول قائلًا "حارين في الروح" (رو12: 11). وهذه الحرارة تشمل الحياة الروحية كلها. فيكون الإنسان حارًا في صلاته، حارًا في خدمته، حارًا في محبته نحو الله والناس، حارًا في معاملاته وفي مشاعره. كل ما يعمله من خير يتصف بالحرارة...

ونلاحظ أن الإنسان حينما يقل عمل الروح فيه، تقل تبعًا لذلك حرارته ويفتر...

فيقولون: هذا الإنسان عنده فتور يتطور إلى برودة روحية، وإلى موت... لذلك أشعلوا حرارة الروح في قلوبكم باستمرار... واحتفظوا بشعلتكم موقدة على الدوام لا تنطفئ. وفي ذلك يقول الرب "لتكن أحقاؤكم ممنطقة، وسرجكم موقدة" (لو12: 35).

خذوا لكم مثلًا من ذبيحة المحرقة التي كانت نارها لا تنطفئ أبدًا.

باستمرار يلقون حطبًا ووقودًا. ويشعلونها بمحرقة صباحية وأخرى مسائية، وبشحوم وذبائح أخرى... نار دائمة، تتقد على المذبح، لا تطفأ... " لا6).. هكذا هي الحياة التي يعمل فيها روح الله... وإن لم تستطيع أن توقد حياتك الروحية باستمرار وتزيد لهيبها اشتعالًا، فعلى الأقل استمع إلى وصيه القديس بولس الرسول وهو يقول...

"لا تطفئوا الروح..." (1تس5: 19).

أي ابتعدوا عن كل ما يقلل حرارتكم الروحية، عن كل الأسباب التي تجلب لكم الفتور الروحي. ابتعدوا عن الرياح المضادة التي تطفئ عمل الروح فيكم.


ولعل البعض يسأل: هل تتفق النار مع المحبة؟

نعم تتفق. فالمحبة نفسها نار، وقد تشبهت بالنار في سفر النشيد، وقيل "مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة" (نش8: 7). والمحبة تعطي حرارة في القلب.

أعمال الهرطوقى السيمونى التى توجب الحرم


 

***************************************

التجديف على الروح القدس فى اليهودية

 التجديف على الروح القدس فى اليهودية ..  لم تظهر خطية التجديف والإتيلاء على منصب الكهنوت حديثة ونجد أن هناك أمثلة واضحة لأشخاص جدفوا على الروح القدس فى العهد القديم  ..

أولا :   قورح ابن يصهار بن قهات بن لاوي (خر 6) الذى مات ميتة شنيعة وكان من سبط لاوى أى سبط الكهنة وخدام المذبح وكان في مقدمة الثائرين على موسى وهارون واتحد معه داثان وأبيرام وأون من سبط رأوبين.وكانت غايتهم تحويل رئاسة الكهنوت من موسى إلى سبط رأوبين.واتحد معهم 250 من رؤساء الجماعة وتوجهوا إلى موسى وهارون واتهموهما بأنهما مترئسان جورًا على الجماعة فاستشهد موسى الرب فأجابه الرب بأن انشقت الأرض وابتلعت جميع جماعة قورح وداثان وأبيرام وخرجت نار من عند الرب وأكلت المئتين والخمسين الذين معهم  وأما نسل قورح فعاشوا واشتهروا في خدمة الهيكل (1 أخبار 6 و9) وقد ذكر يهوذا قورح في رسالته مقرونًا مع اسم قايين وبلعام (يه 11) ..

ثانيا : عالى الكاهن وأولاده  (1 صم 11- 31) .. ماتا ميتة شنيعة أيضا  .. وكان عالى رئيس الكهنة من عائلة ايثامار (1 صم 1 & 2)  (1 أخبار :24 ). وهو أول كاهن عظيم من عائلته كما يقول المؤرخ اليهودى يوسيفوس : وكان عالي قاضيًا لإسرائيل وعرف بصفاته الرفيعة إلا أن فشله في تربية ابنيه حفني وفنحاس جعله يستحق غضب الله (1 صم 2 & 3). وأعلن النبي صموئيل له القصاص الذي سينزله الله به وبأولاده وعائلته. وقد نفّذ القصاص بعد ذلك بسبع وعشرين سنة فقُتل ابناه معًا في معركة مع الفلسطينيين وتمكن الفلسطينيون من الاستيلاء على تابوت العهد فلما سمع عالي بالخبر وقع إلى الوراء وانكسر عنقه ومات للحال وكان عمره يومها ثمانيًا وتسعين سنة قضى منه أربعين سنة قاضيًا على بني إسرائيل (1 صم:4) وانحدرت أهمية القضاء, بعد موت عالي لمدة طويلة ونزع الكهنوت من بني عالي عندما عزل سليمان الكاهن ابياثار من وظيفته (1 مل 2).
ثالثا : شاول الملك (1 صم 11- 31) .. فارقه الروح وبغته روح ردئ ومات ميته شنيعة .. إغتصب العمل الكهنوتي وإصعاد محرقة للرب ..

 

 

د . الأنبياء الكذبة .. أمثلة (تث 13: 1- 5 & 18: 19- 22) (إر 28) (حز 13: 1- 7)

هـ . النبيات الكاذبات .. (حز 13: 17) (نح 6: 14)

و . القادة الأشرار .. أمثلة (إر 5: 30 - 31 & 8: 1- 2& 23: 1- 4) (حز 22: 23- 31) (مى 3: 5- 12)

استخدم شاول الحكمة البشرية في حماقة [13] باغتصابه  لأن الشعب قد تفرق عنه وصموئيل قد تأخر بينما اجتمع الفلسطينيون لمحاربته. صدر الأمر الإلهي على فم صموئيل النبي: "أما الآن فمملكتك لا تقوم" [14].


(1 صم 9، 11: 13 – 21، 2 صم 1، 21: 1 – 9) يستعرض تاريخ الملك شاول مأساة نفس عظيمة وموهوبة، لأنه كان ملكًا شجاعًا وموهوبًا. وكان نبيل النفس في العديد من المواقف، ومع ذلك فقد كانت نفسه معذبة بالأرواح الشريرة، نفس زجّت بنفسها في معركة انتحارية في معركة خاسرة، من بين كل الابداعات العظيمة للشعر اليوناني، لا يوجد شخص واحد تم تصويره نابضا بالحياة كشاول كما نراه أمامنا في سجلات إسرائيل الموحى بها. إن شاول بن قيس، كان يمثل سبط بنيامين غير ذي الأهمية، مثل سميه في العهد الجديد (أع 7: 58، في 3: 5): ولذا فان شاول أهم اسم متميز في سلسلة أنساب سبط بنيامين. إن شاول العهد القديم أصبح ملكًا حسب قلب البشر، كما أصبح داود ملكًا حسب قلب الله (1 صم 13: 14، أع 13: 22)، ويرمز تاريخه لخطية اليهود ورفضهم، ولإقامة الله أبناء إبراهيم من بين الأمم (مت 3: 8 – 10). النبي صموئيل يرسم شاول ملكًا على اسرائيل استجابة لطلب الشعب إن الآمال التي كانت معقودة على حكم شاول، والمأساة التي اتسمت بها نهايته، تذكرنا بما كبث في رائعة شكسبير الخالدة، فمثل ما كبث، افتتح شاول حكمه بانتصار عظيم، ومثله أيضًا سقط تحت تأثيرات جهنمية، ومثله انحاز بمخاوف سببها الحقد واليأس والقتل. كانت بداية حكم شاول واعدة بما فيه الكفاية، وكان الإسرائيليون كشعب متضايق غير مكتف بأن يكون الله ملكًا عليهم، وصموئيل كالنبي القاضي لهم. لقد أرادوا أن يحكمهم ملك منظور كالشعوب الوثنية من حولهم، وباتخاذ شر أبناء صموئيل كذريعة، طلبوا من صموئيل أن يعطيهم ملكًا. ولما أدرك النبي الخطية الكامنة وراء طلب الشعب، وبّخهم، ولكن الله تغاضى عن خطيتهم وسمح بتأسيس المملكة العبرية، معدًا الطريق بذلك، لمجيء وملكوت ابنه. تابعونا على الفيسبوك: راق شاول في نظر الإسرائيليين الجسدانيين لقوة شخصيته، وأعطاهم الله إياه بغضبه (هو 13: 11). ولكن الشعب كان عليه أن يتعلم عن طريق الخبرة الفرق بين الملك الذي يختارونه (1 صم 8: 18، 12: 13)، والملك الذي في الوقت المعين، يرسله الله لهم (اش 52: 2، 3). ومنذ وقت تأسيس المملكة، عاقب الله الأمم بإعطائهم حكامًا من نفس النوع الذي يرغبونه في حماقة. « والسماء تعطي في معظم الأحيان ملوكًا للانتقام ». كانت الصفات المناسبة التي تؤهل شاول للملك مثيرة للإعجاب، فلو كان قد ظل أمينًا لله، لاحتل مكانًا مرموقًا لنفسه في قائمة الملوك كملك قوي. لقد كان طويل القامة ومن ذلك النوع من الناس الذي تلتفت إليه بإعجاب. ويصف الكتاب المقدس وسامته الفائقة (1 صم 9: 2). كان متواضعًا (10: 22)، وكان يعرف كيف يكتم السر حتى يحين موعد الكلام (10: 16)، ولم يكن يعتبر أن ملكه يتعارض مع القيام بالأعمال المعتادة (11: 5). كان قائدًا شجاعًا فيما عدا في مناسبة لا تُنسى (17: 24) اكسبته أعماله الشجاعة مكانة عميقة في قلوب شعبه وثبتته في المملكة (9: 21). كان يتصف بتلك الصفة المتميزة ألا وهي الوطنية الصادقة، وكانت لديه الغيره على شعبه، على الرغم أنها دائمًا غير مبنية على المعرفة (2 صم 21: 2، 9، رو 10: 2). حارب بشدة لأجل الأمة، وبالرغم من الحروب الطويلة، ترك المملكة وهي وطيدة الأركان، أظهر شاول، في أيامه الأولى، تلك الفضيلة التي اتسم بها قيصر، من إظهار الشفقة والعطف نحو خصومه السياسيين (10: 27، 11: 12، 13، مز 72: 10). رفض أن يكون قاسيًا بسبب صلاح الله (11: 13). الفتى داود يعزف للملك شاول ليرتاح باركه الله في يوناثان الابن الشجاع الذي حول أن يمنعه من اضطهاد داود (20: 32) وقتله، كان الأب والابن محبوبين وحلوين في حياتهما ولم يفترقا في موتهما (2 صم 1: 23). ومن الناحية الروحية، كان شاول أيضًا أهلا للمسئولية كأول ملك على إسرائيل: فالسجلات تقرر: حل عليه روح الله القدس في مناسبتين (10:10، 11: 6)، أيد الله شاول أو مسحه، ليس عن رضى ولكن استجابة لسؤل الشعب، كما جاء في مز 106: 15. ولم يقتل داود شاول نظرًا لأنه مسيح الرب. هاجم الروح الرديء شاول وكان في يده رمح، فحاول قتل داود أعطى قلبًا آخر (10: 9) فهو الرجل الوحيد في العهد القديم الذي قيل عنه « أن الله أعطاه قلبًا آخر ». كان من الواجب اتباعه كملك. فمنذ وقت تتويجه فصاعدًا، كان يجب أن يُعامل كمسيح الرب (10: 1 – 5، 2 صم 1: 4). وبقبول الشعب لشاول كملك، سرت في الشعب رنّة الفرح الكامنة في النشيد القومي « حفظ الله الملك – أول المملكة » الذي يعد صلاة لله، ممسوحة بكلمته، ولذلك يجب أن ينشد بخشية مقدسة (10: 24، 1 تي 2: 2). كان من نصيبه نصائح وصلوات صموئيل، وبركات رئيس الكهنة والتابوت (12: 23، 14: 18)، وكذلك المزامير الملهمة لمرنم إسرائيل (1 صم 16: 23). وعلى الرغم من كل العطايا والتشجيع الذي انهمر على شاول، إلا أنه فشل عند الامتحان « الصعاب تشحذ قدرات الإنسان وتكشف أين يضع ثقته الحقيقية » ووُزن شاول في الموازين فوُجدَ ناقصًا. ويمكن تلخيص فشله الثلاثي هكذا: الكبرياء الذاتية: مات شاول من أجل كلام الرب الذي لم يحفظه (1 أخ 10: 13). كان رجلاً يتسم بالكبرياء التي قادته الى السقوط. الإعتداد بالذات: « من أجل كلام الرب الذي لم يحفظه » (1 أخ 10: 13). ويقدم سليمان حديثًا عن ثمرة الغرور والاعتداد بالذات (أم 10: 8، 23: 1). عدم طلب المعونة من الله: « فمات شاول بخيانته... لأجل طلبه الى الجان للسؤال » (1 أخ 10: 13). كان باب السماء مغلقًا في وجه صراخ شاول. وكبر حجم خطية شاول هنا بشكل تدريجي وبارز، قارن تواضعه، وتحكمه في غضبه، وروح التسامح التي كان يتسم بها بكبريائه الجريحة، وحدة الطبع، والروح الرديء الذي كان يعتريه ويدفعه للقتل (1 صم 9: 21، 10: 16، 11: 5، 13، 16: 23، 18: 8، 19: 1 – 15، 20: 30). في وقت من الأوقات كان تبكيت شاول عميقًا، ومع ذلك فقد هلك أخيرًا في إثمه (1 صم 24: 16، 17، 26: 21، 31: 4). كم كانت نهاية شاول مأساوية، لقد أنهى حضور صموئيل وتأثيره، ومسحه الروح قد زالت، لقد صار ضحية التشويش العقلي الذي كان يهدئه قيثارة داود في بعض الأحيان. لقد تبع السحر الذي أدانه مرةً، ومات على يدي نفسه، فالشاب العملاق الذي بدأ حكمه واعدًا، مات في الأربعين كخاطئ ومنتحر، فقلب البطل الشجاع قد خانه وألقى بنفسه على سيفه، لقد قتل نفسه. رغم أن داود كان ضحية لؤم شاول، إلا أنه عندما سمع بموته لم يقم بذكر خطاياه. إن مرثاة داود الجميلة على شاول علامة على كرم أخلاقه (2 صموئيل 1: 17: 27).




1. ارتعاد الشعب:

يفتتح هذا الأصحاح في الأصل العبري بالعبارة: "كان شاول ابن سنة حين ملك، وملك سنتين على إسرائيل" [13]. واضح أنه لم يكن ابن سنة حين ملك ولا ملك سنتين فقط، لذا يظن البعض أن الناسخ فقد كلمة "أربعين" قبل كلمة "سنة"، أي "كان شاول ابن أربعين سنة حين ملك"، وأن كلمة "ثلاثين" فُقدت بعد كلمة سنتين، أي ملك "سنتين وثلاثين"، فإذا أُضيف إلى الـ32 سنة وكسور سبعة سنين وكسور (الفترة ما بين موت شاول ومسح دود ملكًا على كل إسرائيل (2 صم 4: 5؛ 5: 5) يمكن القول بأن مملكة شاول بقيت لمدة أربعين سنة (أع 13: 21).

في (9: 2) نرى شاول شابًا حين ملك، وهنا نرى ابنه يوناثان جنديًا محاربًا [2-3]، فلا بُد أن تكون هناك فترة تزيد عن العشرين سنة ما بين ما ورد هنا وما ورد في الأصحاح السابق. خلال هذه المدة نظم شاول جيشًا صغيرًا، يضم 3 آلاف محارب، ألفين معه في مخماس [تعني "مختِف"[103]، قرية مخماس الحالية، تبعد خمسة أميال شمال أورشليم]. وألفًا مع يوناثان ابنه البكر في جبعة بنيامين [هي تل الفول حاليًا تبعد أربعة أميال شمال أورشليم، شرقي الطريق من أورشليم إلى نابلس، مسكن شاول الأصلي].



ضرب يوناثان نصب الفلسطينيين الذي في جبع [لا تزال تحمل ذات الأسم، يفصلها عن مخماس وادٍ عمقه 800 قدم، جانباه منحدران]. ضرب شاول بالبوق ليجمع إسرائيل للحرب، فاجتمعوا في الجلجال. أما الفلسطينيون فحسبوا هذا مهانة لهم أن يضرب يوناثان نصبهم فاجتمع 30,000 مركبة و6000 فارس وشعب بلا عدد كرمل البحر صعدوا ثم نزلوا في مخماس شرقي بيت آون (بيت الصنم أو الشر، كانت بين بيت إيل ومخماس)، ربما جاءوا ليسدوا طريق الجلجال فلا يصعد شاول لنجدة يوناثان.

لم يفكر شاول أو يوناثان أو الشعب في الالتجاء إلى الله لخلاصهم، لذا حل بهم الخوف والرعدة، اختبأ الشعب في المغاير والغياض والصخور والصروح والآبار، وعبر البعض الأردن إلى أرض جاد وجلعاد، حتى لم يبق مع شاول سوى ستمائة شخص [15].

لقد فقد الشعب رجاءهم وامتلاؤا خوفًا لا بسبب قلة عددهم وإنما بسبب فقدان إيمانهم:

* عندما يظلم الذهن يختفي الإيمان، ويُسيطر الخوف علينا، وينقطع رجاؤنا.

* الإنسان الجسداني يخاف (الموت) كما يخاف الوحش من الذبح.

مار إسحق السرياني[104]

2. شاول يقدم محرقة:

رأى شاول الشعب قد تشتت، وهجر كثيرون الموقع، وقد أوشكت الهزيمة أن تحل بالشعب، وصموئيل لم يحضر بعد، فقال: "قدموا إليّ المحرقة وذبائح السلامة"، فأصعد المحرقة. لقد ظن أن المحرقة أشبه بأحجية أو حجاب يؤدي إلى النصرة، ولا يدري أنها رمز للذبيحة الحقيقية، وأنه لا يجوز تقديمها ألا بحسب الشريعة لتحقيق المصالحة مع الله. في غباوة تجاسر وكسر الوصية الإلهية، متعللًا بالظروف المحيطة غير متكلٍ على الرب.


يرى البعض أنه لا يمكن أن يكون مذبح عظيم كالجلجال بلا كاهن، وإنما استغل شاول تأخير صموئيل النبي لكي يغتصب الحقوق الكهنوتية الدينية بجانب سلطته الزمنية... عمله هذا يحمل اغتصابًا يشتاق إليه متحينًا الفرصة لتحقيقه.

صار شاول مثلًا سيئًا لتعدي حدود رتبة الإنسان، وقد جاء في الدسقولية: [من يمارس عملًا بدون الأسقف يعمل بلا هدف. قيل لشاول: لا يليق بك ذلك [13] عندما قدم (محرقة) بدون صموئيل، هكذا كل علماني يفعل شيئًا بدون الكاهن يتعب باطلًا. وأيضًا عُزيا الملك (2 أي 26) إذ أراد ممارسة الأعمال الكهنوتية وهو ليس كاهنًا ضُرب بالبرص بسبب عصيانه، هكذا يُعاقب كل علماني يحتقر الله، وبجنون يهين كهنته، ويغتصب بظلم هذه الكرامة لنفسه، غير متمثل بالمسيح "الذي لم يمجد نفسه ليصير رئيس كهنة" بل انتظر ليسمع من أبيه: "أقسم الرب ولن يندم أنت هو الكاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق" (مز 4: 110)[105]].

[الآن نسألكم نحن جميعًا أن يلتزم كل أحد برتبته التي عُين لها، ولا يتخطى حدوده اللائقة، فإنها (الرتب) ليست لنا بل الله. يقول الرب: "الذي يسمع منكم يسمع مني، والذي يسمع مني يسمع من الذي أرسلني، والذي يرذلكم يرذلني، والذي يرذلني يرذل الذي أرسلني" (لو 10: 16؛ مت 10: 40؛ يو 13: 20)[106]].

أيضًا صار مثلًا سيئًا في عدم فهمه للعبادة، فإن الله يطلب الطاعة لا الذبائح الحيوانية والمحرقات. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). إذ قيل: "بذبيحة وتقدمة لم تُسر... محرقة وذبيحة خطية لم تطلب" (مز 49: 6)، "ذبيحة وقربانًا لم ترد... بمحرقات وذبائح للخطية لم تُسر" (عب 10: 5، 6).

* لنقدم ذواتنا كعطايا ذبيحية ومحرقات للرب، هذا الذي لا يُريد حيوانات عجماوات...

الأب دوروثيؤس من غزة[107]


لو أن شاول انتظر الدقائق الأخيرة لجاء صموئيل وقدم محرقة مقبولة لدي الله عوض محرقة شاول التي حملت رائحة عصيان وصايا الرب. حاجتنا أن نصبر إلى المنتهى فنخلص (مت 10: 22)، وننتظر الهزيع الأخير لنرى رب المجد قادمًا على المياه ليرد سلامنا (مت 14: 25).

* يليق بنا أن نصبر مثابرين أيها الإخوة الأحباء، حتى إذ ننعم بالرجاء في الحق والحرية ننال الحق والحرية ذاتها.

الشهيد كبريانوس[108]

St-Takla.org Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

3. رفض شاول:

إذ تعدى شاول حدوده عاصيًا الوصية الإلهية بتقديم ذبائح هي من عمل الكاهن لا الملك، جاءه صموئيل النبي يوبخه قائلًا له: "ماذا فعلت؟" [11]. عوض أن يُراجع نفسه ويعترف بخطئه ألقى باللوم على صموئيل قائلًا: "لأني رأيت أن الشعب قد تفرق عني وأنت لم تأتِ في أيام الميعاد والفلسطينيون مجتمعون في مخماس، فقلت الآن ينزل الفلسطينيون إليّ إلى الجلجال ولم أتضرع إلى وجه الرب فتجلّدت وأصعدت المحرقة" [11-12].

لو أن شاول دان نفسه معترفًا بخطئه ربما تغيَّر الموقف، لكنه أبرز نفسه كشخص غيور على شعب الله وأنه متضرع إلى وجه الرب وأن صموئيل النبي هو الذي تأخر عن الميعاد فصار الموقف حرجًا.

* إن دققنا الفحص نجد أن علة كل الاضطرابات هي عدم إدانتنا لأنفسنا، لذا نجد هذا الارتباك ولن نجد راحة.

الأب دوروثيؤوس[109]


ثمرة عصيان شاول مع تبريره لخطئه وإلقاء اللوم على الغير أنه فقد هو ونسله المملكة، إذ قال له صموئيل النبي: "قد انحمقت؛ لم تحفظ وصية الرب إلهك التي أمرك بها، لأنه الآن كان الرب قد ثبت مملكتك على إسرائيل إلى الأبد. وأما الآن فمملكتك لا تقوم. قد انتخب الرب لنفسه رجلًا حسب قلبه وأمره الرب أن يترأس على شعبه" [13-14].

يعلق القديس أغسطينوس على العبارة: "قد ثبت مملكتك على إسرائيل إلى الأبد" قائلًا: [يفهم هذا بأن الله قد أقام شاول نفسه ليملك إلى الأبد؛ وأنه إذ أخطأ لم يُحفظ هذا الوعد، فإن الله لم يجهل أن شاول سيخطئ، وإنما أقام مملكته لتكون رمزًا للمملكة (الملكوت) الأبدية. لذلك أضاف: "الآن فمملكتك لا تقوم (لك)". هذا يعني أن المملكة تقوم وستقوم، لكنها لا تقوم بهذا الإنسان، لأنه يملك إلى الأبد؛ ولا تقوم بنسله..."قد انتخب الرب لنفسه رجلًا"، يقصد بذلك إما داود أو (رمز) وسيط العهد الجديد (عب 9: 15) الذي رُمز إليه خلال المسحة التي دُهن بها داود ونسله[110]].

يكمل القديس أغسطينوس حديثه موضحًا أن كلمات النبي صموئيل جاءت في بداية ملك شاول ومع ذلك بقى شاول ملكًا لمدة 40 عامًا وهي ذات المدة التي ملكها داود على إسرائيل. لكن امتد المُلك في نسل داود دون شاول، وجاء السيد المسيح من نسل داود ليملك إلى الأبد. [هذا الرجل (شاول) مثّل شعب إسرائيل رمزيًا الذي كان سيفقد المُلْكَ، بينما يملك يسوع المسيح ربنا روحيًا وليس جسديًا[111]].

هنا أول إشارة إلى داود وملكه على إسرائيل، مع مقارنة بينه وبين شاول. داود له خطاياه لكنه يخطئ خلال الضعف البشري، هو رجل إيمان وطاعة ومملوء حبًا وحنينًا نحو الله، متى أخطأ أسرع بدموعه يعترف دون تبرير لنفسه، بل وحينما تعرض الشعب للعقاب بسبب خطاياه تذلل أمام الله طالبًا أن تكون العقوبة حالة به وببيت أبيه وليس بالشعب. حب عجيب وبذل من أجل الشعب! أما شاول فكان خطأه تمردًا وعصيانًا وعند المواجهة يبرر ذاته وتصرفاته.



4. ضعف حال إسرائيل:

أ. "وكان شاول ويوناثان ابنه والشعب الموجود معهما مقيمين في جبع بنيامين والفلسطينيون نزلوا في مخماس" [16].

لقد دخل الفلسطينيون إلى ممرات عجلون وبيت حورون واستولوا على جزء من الحافة في الوسط وامتدوا إلى الشرق حتى مخماس، بهذا صار يفصلهم عن شاول وادٍ ضيق وعميق، إذ عزلوا بنيامين عن الشمال والوسط، وكأن فرق الفلسطينيين امتدت إلى الشمال والشرق والغرب وتركوا شاول معزولًا في الجنوب كمن بلا سلطان على إسرائيل.

كان الله مترفقًا بشعبه بالرغم من سماحه للفلسطينيين بالتخريب، فإنهم لو نزلوا في البداية إلى الجلجال لضربوا شاول والستمائة رجل ثم يوناثان ورجاله القليلين، وبهذا يستولون على إسرائيل كلها.

لقد أذل الفلسطينيون إسرائيل إذ لم يسمحوا بوجود صانع بينهم حتى لا يعملوا سيفًا أو رمحًا، فكان من أراد أن يحدد سكينة أو منجلة أو فأسه أو معوله ينزل إلى الفلسطينيين... إنها صورة مؤلمة لعمل الخطية في حياة الإنسان، فإنها تُحطم طاقاته وإمكانيته وتحدره إلى الذل والمهانة.

 

***************************************

التجديف على الروح القدس فى المسيحية 

سيمونية

فارقه روح الله وبغته روح رديء 

كانت إيبارشية سيدنى أحسن حالا قبل طلبهم رسامة أسقف عليهم تماما مثل شيوخ إسرائيل الذين طلبوا تغيير نظام الحكم ورفضوا النبوة وطلبوا من صموئيل النبى أن يمسح لهم ملكًا كسائر الأمم المجاورة (1 صم 8: 4 و5 و19 و20) ويحارب الأمم المجاورة. كان هذا، ولا شك، دليلًا على ضعف إيمانهم في الله. وبدلًا من الإيمان بالله الملك غير المنظور، وضعوا ثقتهم في ملك منظور وأعلن الرب لصموئيل أن شاول سيذهب إليه وأنه الملك المختار وحدث أن ضلت بعض حمير قيس (أبى شاول) فذهب شاول يفتش عليها. وكان عمر شاول في ذلك الوقت حوالي 35 عامًا. وكان طويل القامة جدًا. ولما لم يجد الحمير هّم بالعودة ولكن خادم شاول أوعز إليه بالاتجاه إلى النبي صموئيل قبل العودة، عله يرشدهما إلى ضالتهما المنشودة وكان شاول وصموئيل منذ أيام جبعة (1 صم 10: 14-16) فأخبر صموئيل شاول بعودة الحمير ثم أعلن له قصد الله فيه شخصيًا وقبل عودة شاول أخذ صموئيل قنينة دهن وصبها على رأسه فمسحه ملكًا دعا صموئيل الشعب إلى المصفاة وهناك وقعت القرعة على شاول لقد اختار الله شاول لأن مظهره، سيحوز رضى الشعب وثقتهم ولأنه من سبط بنيامين وبنامين يتوسط افرايم ويهوذا وبذلك يستجيب لرغبة سكان الشمال والجنوب في فلسطين وحل روح الرب على شاول حتى أنه إنضم للأنبياء وتنبأ وتعجب السعب قائلا " أشاول أيضا بين الأنبياء" وفي بدء أيامه انتصر على ناحاش وجيش العمونيين في حصار يابيش جلعاد، وبعد ذلك عيد الشعب في الجلجال، عيد النصرة (1 صم 11: 1-12: 25) وسقط شاول فى خطية عدم إستشارة الرب وعدم طاعته وتعدى الحدود وقدم الذبائح بدلا من صموئيل النبى حدث ذلك عندما تجمع الفلسطينيون في مخماس، ذهب شاول والشعب إلى الجلجال مدة أسبوع. ولما تأخر صموئيل عن الحضور قدم شاول الذبائح والمحرقات. ولهذا السبب أخذ الله الملك من بيت شاول إلى بيت داود الملك (1 صم 13: 8-14).وانتصر شاول هذه المرة أيضًا (1 صم 14: 31). وكانت خطيئة شاول الثانية أنه في حربه مع عماليق عفى عن القطيع الممتاز وعن الملك. لهذا لم يثق الله في خضوع شاول له وطاعته إياه، فرفع عنه الملك (1 صم 15: 1-35). ومنذ ذلك الوقت استولى عليه روح نجس وجنوني وأتى بفتى يشرب له على القيثارة فيهدأ وكان هذا الفتى هو داود النبى والملك  وتعين داود ملكًا. وانهزم شاول في معركة جبل جلبوع انهزامًا ذريعًا. مات في المعركة أبناؤه الثلاثة، وجرح هو جرحًا خطيرًا، فسقط على سيفه ومات (1 صم 31: 1-7) شاول وسيمون الساحر إستهانوا بالروح القدس الذى فارقهم وبغتهم روح نجس وقد بدأ الصراع بين بطرس الرسول وسيمون الساحر عندما رفض بطرس أن يعطيه الشرطونية / وضع اليد لقاء أموال وقال له أراك فى مرارة المر ورباط الظلم :-  يذكر يوسابيوس ان سيمون الساحر اراد ان يقتني مواهب الروح القدس بالمال  ولكن ق.بطرس ادان شره في السامره حتي صار صراع بينهما فبينما ق.بطرس في روما  كان قد سبقه اليها سيمون الساحر وقد اضل كثيرين في روما بسحره حتي انهم اقاموا له تمثالا   وفي مره اراد سيمون الساحر ان يظهر قوته امام ق. بطرس اذ حملته الشياطين وهو يطير فوق روما امام كثيرين وصارا الضلاله عظيمه فصرخ القديس الي السيد المسيح ان يكشف حيل ذلك المضل  وما اكمل القديس صلاته حتي سقط سيمون علي الارض مكسور الرجلين فقام الجمهور برجمه وانضموا الي بطرس ولكن سيمون لم يمت فظل مع بطرس في صراعات عديده ... أيها الساحر المشعوذ مهما طرت بشياطينك فمصيرك أن تسقط أمام رجلى بطرس لأنك محروم من فمه

*********************************






السيمونية أى نوال أي درجة كهنوتية عن غير استحقاق عن طريق الرشوة، وهي نسبة إلى سيمون الساحر الذي لما رأي أنه بوضع أيدي الرسل يعطي الروح القدس قدم لهما (لبطرس ويوحنا الرسولين) دراهم قائلاً (أعطياني أنا أيضا هذا السلطان حتى أي من وضعت عليه يدي يقبل الروح القدس) فقال له بطرس (لتكن فضتك معك للهلاك لأنك ظننت أن تقتني موهبة الله بدراهم ليس لك نصيب ولا قرعة في هذا الأمر لأن قلبك ليس مستقيماً أمام الله) (أعمال الرسل 8:18-21).

 

الآثار المترتبة على الهرطقة السيمونية

قام الهرطوقى السيمونى برسامة كهنة بمفردة وأحيانا مع أسقف ديرا فى سيدنى والقوانين الكنسية تأمرنا بأن يبعد الأسقف الهرطوقى عن إيبارشيته بالحرم ويقوم اسقف الإيبارشية الجديد بإعادة رسامة ومعمودية وزواج أبإختصار تعاد كل الطقوس التى تمت وتطلب وضع اليد لحلول الروح لأن فاقد الشئ لا يعطيه فالأسقف الهرطوقى  لم يحصل اساسا على الروح القدس ورسامته باطلة لأنه دفع مالا للحصول على سلطان الروح القدس الذى يعطى مجانا وويل لهذا الإنسان فى ألرض وفى السماء

 

 

نصوص مجمع القسطنطينية المسكونى الثانى

لقانون الثانى :-

لا يسمح للأساقفة أن يسوسوا الكنائس التى هى خارج إداراتهم بل بحسب القوانين :

1- يجب على أسقف الأسكندرية أن يدبر أمور مصر فقط مع حفظ التقدم لكنيسة الانطاكيين حسب نص قوانين مجمع نيقية .

2- و يجب على الأساقفة الأسيويين أن يسوسوا أسيا فقط و أساقفة تراكيا شئون تراكيا فقط . و لا يسوغ للأساقفة أن يقوموا بسيامات أو إجراء أية أمور كنسية أخرى دون أن يدعوا لذلك . هذا مع حفظ الذى سبق وضعه بخصوص ادارة الأحكام . لأنه واضح أن مجمع كل ابراشية يقوم بتدبير شئونها . و يتولى الحكم فيها كما تحدد فى مجمه نيقية . أما شئون كنائس الله الواقعة فى الأمم البربرية فيجب أن تساس حسب عادة الآباء الجاري

 

 

القانون السادس :-

بما أن كثيرين يفكرون فى أن يشوشوا النظام الكنسى و ينقضوه . فيختلقون تهماً باطلة على الأساقفة الأرثوذكسيين القائمين على شئون الكنائس . و ليس لهم من قصد سوى تدنيس شرف الكهنوت . و يقلقوا سلامة الشعوب . فلذا رأى مجمع الأساقفة الملتئمين فى القسطنطينية . ألا تقبل اتهامات المدعين دون فحص . و أن التهم الموجهة ضد القائمين على سياسة الكنائس . لا تقبل من الكل و لا ترفض من الكل ، فإذا كان لأحد دعوى خاصة على الأسقف لكونه ظلمه أو إغتصب منه شيئاً بدون وجه حق . ففى مثل هذه الدعوى لا ينظر إلى شخص المدعى و لا إلى مذهبه لأن ضمير الأسقف يجب أن يكون حراً فى كل حال . فالمدعى المتظلم ينال حقوقه مهما كان مذهبه .

أما إذا كانت الجريمة المنسوبة إلى الأسقف " كنيسة " فحينئذ يجب امتحان الأشخاص المدعين . فلا يحق للمبتدعين أن يقيموا دعاوى على الأساقف الأرثوذكسيين من أجل أمور كنسية . و نقصد هنا بالمبتدعين الذى أشهر فصلهم من الكنيسة قديماً . و الذين بعد ذلك فرزوا من قبلنا . و لا للمعترفين بالإيمان تظاهرا حال كونهم منشقين . و يعقدون إجتماعات ضد أساقفتنا . و لا للمحكوم عليهم من أجل أخاء كنيسة . أو المطرودين أو المقطوعين من الشركة . سواء أكانوا إكليريكيين أو من العوام . إذ لا يحق لهم إقامة دعوى على الأسقف قبل أن يبرأوا من الجرائم المنسبوبة إليهم .

أما الذين ليسوا بمبتدعين . و لا مقطوعين من الشركة . و لا محكوماً عليهم . و لا منسوباً إليهم بعض زلات . فإذا كان لبعض هؤلاء دعوى كنسية على الأسقف . فإن هؤلاء يأمرهم المجمع المقدس أن يقيموا أمام أساقفة الأبراشية . و هؤلاء يجب عليهم أن يحققوا فى الجرائم المنسوبة إلى المدعى علية و إذا اتفق أن هؤلاء الأساقفة لم يتمكنوا من إصلاح الجرائم المنسوبة إليه . فحينئذ يجب رفع الأمر إلى مجمع أعلى منهم أعنى إلى جميع أساقفة تلك الأبرشية . و لا تقبل الدعوى إلا إذا تعهد المدعون كتابة بأنهم يقبلون بطيب خاطر نفس العقوبة المحددة لجريمة الأسقف المدعى عليه إذا برئت ساحته .

هذا . و أن اذدرى أحد بالحدود الموضحة أنفاً . و تجاسر أن يزعج الذات الملكية . أو المحاكم العالمية . أو أن يقلق مجمعا مسكونيا . محتقرا مجمع أساقفة الأبراشية . فمثل هذا لا تقبل قطعاً دعواه لأنه أهان القوانين و أفسد النظام الكنسى .

تعليق :-

وضع هذا القانون ليحمى الأساقفه و بقية الكهنة من الدعاوى الكيدية و الشكاوى المغرضة التى يحركها الشيطان الذى لا يفتر من أن يدنس الظنون فى الناس الصالحين بواسطة اتهامات باطلة و بالأكثر ضد الأساقفة الأرثوذكسيين .

و قد فرق القانون بين من له دعوى تختص بحقوق مالية قبل الأسقف سواء أكان من المؤمنين أو غير المؤمنين فله أن يقيم دعواه ليثبت حقوقه فينالها لأن من واجب الأسقف أن يوفى ما عليه و يبرىء ذمته .

أما إذا كانت الدعوى تتعلق بأخطاء كنسية إرتكبها الأسقف فقد رسم النص القانونى شروط قبول دعواه . و المحكمة المختصة بنظرها إلى أن يتم الحكم فى دعواه فى صالحة أو فى غير صالحة .


الإرتداد فى العهد الجديد

الكلمة اليونانية (أفهستيمى) تعنى يرتد زز ورد فى الكتاب المقدس بعهدية إشارات تغنى تزايد الشر فى العالم والتعليم الخاطئ والمنحرف قبل مجئ المسيح الثاتى (مت 24: 24 ) (مر 13: 22) (أع 20 : 29 و30) (2 تس 2: 9- 12) (2 تى 4: 4) قد تشير كلمة الإرتداد إلى كلمات يسوع فى مثل التربة (لو 8: 13) والواضح أن المعلمين الكذبة ليسو مسيحيين بل يرفضون المسيح ولكنهم يعملون ويأتون من داخل القطيع ليحولوا مسيرة رافضين الراعى (أع20: 29- 30) (1 يو 2: 19) ولهم القدرة إراء المؤمنين الذين لديهم معرفة سطحية عن الإيمان وأسرهم (عب 3: 12) .. راجع (1يو 2: 18- 19)

 

ب . ألإيمان الظاهر .. يهوذا (يو 17: 12) .. سيمون الساحر (أع 8) .. المتكلمون فى (مت 7: 21- 23) .. المتكلمون فى (مت 13) .. هيمينايس والإسكندر : (1 تى 1: 19- 20) .. هيمينايس وفيليتس(2 تى 2: 16- 18)  .. ديماس (2 تى 4: 10) .. معلمون كذبة (2 بط 2: 19- 20) (يه 12- 19) .. ضد المسيح (1 يو 2: 18- 19)

ج . الإيمان غير المثمر (مت 7) (1كو 3: 10- 15) (2بط 1: 8- 11) 

 

 

معمودية الهراطقة والجاحدين: قرر مجمع نيقية عدم الاعتراف بمعمودية من عمدهم الهراطقة لأنهم لا يؤمنون بالثالوث. أما بالنسبة للمعمدين صحيحا وانجرفوا وراء إحدى الهرطقات فعند عودتهم للكنيسة لا تعاد معموديتهم.

 

 

 

 

هل شعب سيدنى  إعتنق الهرطقة السيمونية؟

 

 

الليمون / شجرة التين / السيمونية

زرعت فى بيتى شجرة ليمون من الليمون المصرى "ليم" منذ 30 سنة ولكنى فوجئت بأن الثمار فى أحد فروعها الضخمة تذبل ثم تتساقط وأوراقها سليمة فتذكرت واقعتين أحداهما مفارقة روح الله لشاول الملك  .. هناك فرق بين مفارقة روح الله للإنسان كما حدث مع شاول و  لا تطفئوا روح الله  والعبارة الأولى تعنى مفارقة بلا عودة عندها يكون الإنسان مكانا مؤهلا لتسكنه الشياطين

 والثانية لعن شجرة التين 

********************************

 


لـم يـلعـن يسـوع المسيح أحـداََ أو شـيئاََ طيلة أيـامِ حيـاتِـهِ على الارضِ كبشـرِِ إلا شجرة الـتيـن , فهـو لـم يلـعـن الذيـن ضـربوهُ أو شـتموه ولا حتى الـذين صَلبـوه بـل قال يـا أبـتِ إِغـفـر لهُـم فـإنـهُـم لا يعـرفـون مـا يفعلـون. فَـلِمـاذا لعَـنَ شـجرةَ الـتـيـنِ ولـم يـكن أوانُ الـتـيـن بعـد , فمـا الذي جَـعَـلَ المسيح الحليـم الصـبور العطـوف يـلـعـنُ الشـجـرةَ إذاََ ؟

يقـول كثـيـرُُ من المُـفَـسِـرين إن الشجرة كـانت مورِقَـة وبلا ثـمـر ولهـذا لعنهـا الربُ لأنهـا كـألمـؤمـن الـذي يـؤمـن ولـيـس لـهُ أعـمـال حـسـنـة, إي إنَـهُ هو الآخـر مـلعـونُُ أيـضـاََ.

ولـكِـنَ الكـتـاب يقول " كُـل مـن آمـنَ لا يُـخـزى " ولم يَـقُـل كلُ من آمـن وكـانت لهُ أعمال حسـنـة كثيـرة أو قـلـيـلة لا يُخـزى " هـذا ولـم يـكُن لـلص الذي صُلِـب بِـجانِـبِ صـلـيبِ المسيح شــيئـاََ يشـفَـعُ فـيـهِ إلا إيمـانـه عنـدمـا قـال," يـاربُ أُذكـرني متـى جِـئـتَ فـي ملـكوتِـكَ." فـأجابَ يسوعُ , "الحـقُ أقولُ لكَ إنَكَ اليومَ تكونُ معي في الفردوسِ."(لو 23 -42).

فمـا هـو الـسـبَـبُ الحقيـقي إذاََ ؟ فـدعـنـا نرى أيـن ورد اللـعـنُ أولاََ ثُـم مـتـى :

أولاََ لقـد تَـم ذلـك في اليـوم التـالي لأحـدِ الشـعـانيـن وبعـد أن دخـلَ يسوع الى أُورشـلـيـم وقـلَـبَ مـوائـد الصـيـارفـةِ وكـراسـي بـاعـةِ الحمـامِ وأخـرجَ الـبـاعَـةِ والمـشـتـريـن مـن الهـيـكـلِ . وبعـد لعـن الـتـيـنـة بـأيـام قـالَ للفـريسـيين والكتـبـة :

متـى ( 23 ـ 33 ): أيُهـا الحيـاتُ أولادُ الافـاعي كيـفَ تهربـونَ من دينـونـةِ جهنـمَ ( 34 ) من أجـلِ ذلك هـا أنـا أُرسِـلُ اليكـم أنبيـاءَ وحُكمـاءَ وكتبـةََ فمنهُـم من تقتلون وتصلبون ومنهم من تجلدون في مجـامِعَكُـم وتَطرِدونَ من مـدينـةِِ الى مدينـةِِ ( 35 ) لكي يـاتي عليكُـم كـلُ دمِِ زكي سُـفِـكَ على الارضِ من دمِ هـابـيلَ الصديقِ الى دمِ زكريـا بـن بـركيـا الذي قتلتـموهُ بيـنَ الهيكَـلِ والمذبـحِ ( 36 ) الحقُ أقولُ لكُـم إن هذا كُلَـهُ سـيـأتي على هذا الجيـلِ ( 37 ) يـا أُورشـلـيم يـا أُورشـلـيـم يـا قـاتلـةِ الانبيـاءِ وراجِمَـةَ المرسـليـنَ اليهـا كـم مـن مـرةِِ أردتُ أن أجمـع بـنيـكِ كمـا تجمـعُ الدجـاجـةُ فِراخَهـا تحـتَ جِنـاحيهـا فلـم تُـريـدوا. ( 38 ) هـوذا بـيـتَـكُـم يُـتركُ لكـم خَـرابـاََ ( 39 ) فإني أقولُ لكُـم إنَكُـم لا تَرونـني حتـى تقولوا مُبـاركُُ الآتـي بِـإسـمِ الـربِ .

ثُـم بعـد ذلـك ذهـبَ الى الـهيـكـل مـع تلامـيـذِهِ وأخبـرهُـم عـن علامـات نـهـايـةِ العـالَـمِ . وبعـدهـا جـاءَ مـوعـدُ فـدائِـهِ وصـلـبِـهِ على الصليـبِ .

فـألآن بعدمـا عرفنـا تسـلسـل الاحـداثِ وتـوقـيـتـهـا نـذهـبُ لنـرى كيـفَ حصـلَ اللعـنُ :

مـرقـس ( 11 -12 ) : وفي الغـدِ لمـا خرجوا من بيتِ عنيـا جاعَ ( 13 ) فنظَرَ عن بُعـدِِ شـجرةَ تيـنِِ ذاتَ ورقِِ فـدنـا الـيهـا لعَـلَهُ يَجِـدُ علـيهـا شـيـئـاََ. فلمـا دنـا لم يـجِـد إلا ورقـاََ لأنــهُ لـم يـكُـن أوانُ التـيـنِ. ( 14 ) فـأجـابَ وقـالَ لهـا لا يـأكل أحدُُ ثمرةََ منـكِ الى الابـدِ وكـان تـلاميـذُهُ يسـمعونَ .......... ( 20 ) وفي الغـداةِ إجتـازوا فـرأوا التـيـنـةَ قـد يـبِـسَـت مـن أصـلِهـا .

أن المسيح قـد لـعَـنَ شـجـرةَ الـتـيـنِ لإتـمـامِ الـنـبـؤةِ التـي وردت سـابقـاََ في :

مـيـخــا ( 7 - 1 ) : ويـلُُ لي فـإني قد صِرتُ كَجَنَى الصيفِ كَخُصاصـةِ القِطَافِ لا عُـنقُـودَ للأكـلِ وقد إشـتَهـت نـفـسـي بـاكـورَةَ الـتِـيـنِ . ( 2 ) قد هَلَكَ الصَـفيُ من الارضِ وليـسَ في الـبَشَرِ مُـسـتَقيمُُ. جميعُهُم يكـمُنـونَ للدِمـاءِ وكُـلُُ منـهُم يصطـادُ أخـاهُ بِـشَـرَكِ . ( 3 ) إنمـا الـيـدانِ لِـتَمـامِ الـشـرِ. الـرئـيـسُ يـسـألُ والقـاضي ِيـقضـي بـألأُجـرةِ والعَظيـمُ يَـتَـكَـلَمُ بـهـوى نـفـسِـهِ فـيُـفـسِـدونـهـا ( 4 ) أصـلَحُهُم كـألحَـسَـكِ والـمُسـتقيـمُ منهُم كـشـوكِ السـيـاجِ . قد وافى يـومُ رُقَـبـآئِـكَ وإفـتـقـادُكَ. الآنَ يـكونُ تحيـرُهُم. ( 5 ) لا تـأمَـن صَديقـاََ ولا تَـثِـقُ بصاحِبِ وإحـفَظ مـداخِـلَ فَـمِـكَ مـنَ التي تَـنـامُ في حِضـنِك . ( 6 ) فـإنَ ألإبـنَ يَـسـتَهـيـنُ بـأبـيـهِ وألكـنَـةَ َتـقـومُ على حمـاتِـهـا وألإبـنَـةَ على أُمِـهـا وأعـدآء ألإِنـسـانِ أهـلُ بـيـتِـهِ. ( 7 ) أمـا أنـا فـأترَقَـبُ الربَ وأنـتَظِـرُ إلـهَ خلاصي فَـيـسمَعُـنِـي إلـهـي . ( 8 ) لا تَـشـمَـتِي بي يـا عَـدُوتـي فـإنـي إذا سَـقَـطـتُ أقـومُ وإذا جـلَـسـتُ في الظُـلـمَـةِ يكـونُ الربُ نـوراََ لي ( 9 ) إني أحـتَمِـلُ غضَـبَ الربِ لأني خطئـتُ إليـهِ إلى أن يُخـاصِـمَ لخصومـتـي ويُـجـريَ حُـكـمي فَـيُـخـرِجُـني إلى ألـنـورِ وأرى عـدلَـهُ ( 10 ) وتـرى عَــدوتي فَـيَـغـشـاهـا الـخِـزيُ الـقـائِـلَـةُ لـي أيـنَ الربُ إلـهُـكَ. إنَ عَـيـنَيَّ تَـريـانِـهـا. حـيـنَـئِـذِِ تـكـونُ مـدوسـةََ كَـحَمَـإِ الأسـواقِ. .

إنَ السـيد بِـلعـنِ الشجرةِ قـالَ الـشيْ الكثيـر ولـم يَـفـهـم أحـدُُ من التلاميـذِ حولَـهُ ولا مِنَ المؤمـنيـنَ بعد ذلكَ, فهو يقولُ إنَـكُم أيهـا البشـر أصلحَكُم كـالحسـكِ, جميعَـكُم تَكمـنـونَ للـدمـاءِ, كُلُُ يَـتَـصـيَـدُ أخـاهُ بِـكَـلِمَـة , لـقـد أفـسَـد القـويُ فيـكـم الارضَ , لا أمـان مـن صـديـقِِ ولا إحـتِـرامَ مـن ألاولادِ لـوالِـديـهـم , وأولِ أعـداءِ الانـسـانِ أهلُ بيـتِـهِ.( وهذا هـو حَـالُ الـبَـشَرِ وقـتَ مجيْ المسيح الاول وكذلِـكَ الثـاني أيضـاََ ), والقـاضي يحكُم بـألإجـرةِ ويقول هنـا المسيح سـوف تحكمون على بـألظلمِ وتشـمِـتُ بي عـدوتي ( أُورشـليم ) قـائـلةََ أيـن الـربُ الـهـك دعـونـا نـنـظـر هـل سـيـأتي إيـلـيـا ليُـخَـلِـصَـهُ, ولـكنـي بـعـدَ الـمـوتِ سـأقـومُ , أما أنـتي يـا أُورشـليـم فسـيغـشـاكِ الخـزيُ وتـدخُـلَـكِ ألأُمَـمُ وتكونـيـنَ مدوسـةََ كـحَـمَـإِ ألأسـواقِ الى أن تَـنـتَهـي أزمـنـةُ ألأُمَـمِ الى أن يغـفِـرُ الربُ معصيةَ بقيةِ ميـراثِهِ ويَـرحَـمَـهُـم فترى ألأمـمُ وتخـزى مـن قـوتهـا وتخشـى الربَ .

ولـنـرى مـاذا كـان المسيح يـنـتظـر منهـم نذهـبُ الى :

المـزمـور الثـاني والعشرون : الـهي الـهي لمـاذا تركتني. بعُـدت عن خلاصي كلمـاتُ صُراخي ( 2 ) الـهي في النهـارِ أدعو فلا تسـتجيـبُ وفي الليـلِ فلا روحَ لي ( 3 ) .......( 6 ) وأنـا دودةُُ لا إنسانُُ عارُُ عنـد البـشرِ ورذالـةُُ في الشـعـبِ ( 7 ) كلُ الذينَ يبصرونـني يسـتهـزئونَ بي يفغـرونَ الـشفـاهَ ويهـزونَ الـرؤوسَ ( 8 ) فوضَ الى الربِ أمـرهُ فـليُـنَجِـهِ ويُـنـقِـذهُ فـإنَـهُ راضِِ عنـهُ ( 9 ) .........

( 11 ) لا تـتبـاعد عني فقـد إقـتربَ الضـيـقُ ولا مُـعيـنَ ( 12 ) قد أحـاطـت بي عجولُُ كثيرةُُ ثيرانُ بـاشـان إكتنفتني ( 13 ) فتحـوا عليَ أفـواهَـهُم أُسُـداََ مُـفتَرِسةََ زائـرةََ ( 14 ) كـالماءِ إنـسَـكَـبـتُ وتَـفَـكَـكَـت جميعُ عِظـامي. صـارَ قلبي مثـلَ الشـمعِ. ذابَ في وسَـطِ أحشائي ( 15) يَـبِـسَـت كـالخزَفِ قوتي ولِـسـاني لَـصِـقَ بحنـكي والى تُـرابِ المـوتِ تُحـدِرُني ( 16 ) قـد أحـاطـت بي كِلابُُ. زُمـرةُُ من ألأشـرارِ أحـدقَـت بي. ثـقـبـوا يـديَ ورِجـلَـيَ ( 17 ) إني أعِـدُ عِظـامي كُـلَـهـا وهُـم يـنـظُرونَ ويَـتَفـرسـونَ فـيَ ( 18 ) يقـتـسـمونَ ثـيـابي بـيـنَـهُـم وعلى لِـبـاسـيَ يـقـتَرعـونَ ( 19 ) وأنـتَ يـاربُ لا تـتـبـاعـد. يـا قوتي أسـرع الى نُـصـرتي......... (20 ) سـأُبـشِـرُ بـإسـمِـكَ إخـوتي وفي وسَـطِ الجمـاعـةِ أُسَـبِـحُـكَ ( 23) .......... ( 26 ) سـيـاكُـل البـائـسـونَ ويشـبعـونَ ويُـسَـبِـحُ الربَ مُـلـتَـمِـسُـوهُ . إنَ قلوبكم تحيـا الى الابـدِ. ( 27 ) تـتذكـرُ جميعُ أقطـارِ الارضِ وتـرجِـعُ الى الربِ وأمـامَ وجهِـكَ يسـجِدُ جميـعُ عشـائـرِ الامـمِ ( 28 ) لأن المُـلـكَ للـربِ وهو يسـودُ على الأُمَـمِ ( 29 ) ......................... ( 30 ) ذُرِيـةُ من يَعـبُـدهُ تُـخَـصَصُ بـالسـيـدِ مدى الدهـرِ ( 31 ) يـأتـونَ ويُـبَـشِـرونَ بِـبِـرهِ الـشـعـبَ الـذي سـيـولَـدُ لأنَـــهُ قـد صَـنَـعَ .

فـالـسـيدالمسيح لم يلعـن شـجرة الـتـيـنِ إلا لِـيـقولَ للـشـعـب إنكُـم مثـل هذهِ الشجرة لا تصـلحـون فـإن أُصـولَـكُـم في هـذهِ الارض سـوف تَـيـبَـس وتُـقـلعـون مـنـهـا وتكـونـونَ لـعـنـةََ بيـن ألأُمـمِ , ولـكن جميع أقطـار الارضِ سوفَ ترجِـعُ الى الربِ لان حـبـة الحنطـةِ التي سـقـطـت الى الارض ( المسيح ) سـوف تـأتي بِـثَـمَـرِِ كـثيـرِِ جداََ وسوفَ يـولَـدُ شعبُُ جـديـد يـاتي لـيُـبَـشِـرُ بِـبِـرِ الـربِ , وأنـا واضِـعُُ أسـاسَ هذا الشعب بـنـفـسي ومني سـوفَ يـنـمـوا ويَـتَـكـامـل .

والان دعونـا نرى الذي حصـلَ فعـلاََ :

متـى ( 27 - 38 ) : حيـنـئِـذِِ صلبـوا معهُ لصيـنِ واحداََ عن اليميـن والآخر عن اليـسارِ ( 39 ) وكان المجتـازونَ يُـجَـدفونَ عليـهِ وهُـم يَـهُـزونَ رؤوسَـهُـم ( 40 ) ويقولون يـا نـاقِضَ الهيكـلِ وبـانيـهِ في ثلاثةِ أيـامِِ خَـلِـص نـفـسَـكَ. إن كُـنـتَ إبـنُ اللهِ فـإنـزَل عن الصليبِ ( 41 ) وهكذا رؤسـاءُ الكهنـةِ مع الكتبـةِ والشـيوخِ كـانـوا يـهـزأُونَ بـهِ قـائـلـيـنَ ( 42 ) خـلصَ آخريـن ونفـسَـهُ لم يقـدر أن يُـخلِـصهـا. إن كـانَ هـو ملِـكُ إسـرائيـلَ فـليـنـزل الان عن الصليـبِ فنـؤمِـنَ بهِ ( 43 ) إنـهُ متكِـلُُ على اللهِ فلـيُـنقِـذهُ الانَ إن كانَ راضيـاََ عنـهُ لأنهُ قالَ أنـا إبـن الله ( 44 ) وكذلكَ اللصـانِ اللذانِ صُـلِـبـا معهُ كانـا يُـعيرانِهِ ( 45 ) ومن الساعةِ السادسةِ كـانـت ظُـلمةُُ على الارضِ كـلـهـا الى السـاعةِ التـاسـعةِ ( 46 ) ونحـو السـاعـة التـاسعـة صرَخَ يسـوعُ بصوتِِ عظيـمِِ قـائـلاََ " إيـلـي إيـلي لمـا شـبقـتـني " أي إلـهـي إلـهـي لمـاذا تَـركـتَـني .

وفي سـنـةِ ( 70 ) للميـلاد حـاصَـرَ القـائـد الـرومـاني تيـطـس أُورشـليـم وخـربَ الـهيـكـل وأخّـذَ منـهُ المنـارة ومـائـدة التـقـدمـةِ وبعـد تدميـر الهيكـل هـربَ الـيهـود من أُورشـليـم وأرضِ فـلـسـطيـن وإنـتَـشـروا على وجِـهِ الارضِ الى جـميـعِ الامـمِ ( حيـثُ لم يـفـهـموا ويـعـلمـوا إن ذلـك إنمـا كـان زمـانِ إفـتقـادِهِـم ) , وداسـت الأُمـمُ أُورشـليم نحو من الفي سـنـة, وبُـشِـرت مُعـظَـمُ بـقـاع الارضِ بـألأنـجيـل , وإبـتـدأ الايمـانُ يـتـنـاقـص والإرتـدادُ يـتَـزايـد وعلامـاتُ النهـايـة تَـطـلُ , والان وفي هذهِ الأيـام عادوا ثـانيةََ الى أرضِ فلسطين فـتـذَكَـروا مَـثَـلَ شَـجَـرةِ الـتـيـنِ :

مـتـى (24 - 32 ) : من الـتـيـنـةِ تَـعَـلَـمُـوا الـمـثـلَ فـإنهـا إذا لانـت أغصـانُهـا وأخرجت أوراقَهـا عـلِـمـتُم إنَ الصـيـفَ قـد دنـا. ( 33 ) كـذلـكَ أنـتُم إذا رأيـتُم هذا كلهُ فـإعلموا أنهُ قـريبُُ على ألأبـوابِ ( 34 ) الحقُ أقولُ لكُـم إنـهُ لا يـزولُ هذا الجيـلُ حتـى يكـون هذا كلـهُ.

فـإعـلمـوا إذاََ إنَ ملـكـوت الله قـريـب وإن الـنهـايـة أصبحـت وشـيكـة وعلى الأبوابِ فقد حـان الوقـت لـيـرحَـم الله الـيـهـود ويـؤمـنـوا بـالـمسـيح الذي جاء والذي صلـبوهُ ونـكروهُ فـإن كـانَ رفـضـهـم مصـالحـة العـالـم , فقـبـولـهُـم سـيكـون الحيـاة مـن بـيـن الامـواتِ وتـاتي الـقيـامـةَ بـعـد الضـيـقـة التي سَـتحـلُ بـألـمـؤمـنيـن بـألـمسيح الحقيقـي كـافة فـإنـتصبـوا وإرفـعـوا رؤوسـكُـم فـإن خـلاصكُـم يقـترب والمسيح قـادمُُ ثـانيـةََ في مجـدهِ لِـيُـديـن الاحيـاء والامـوات, ولـيُعطي الحيـاة الابـديـة للـمؤمـنـيـن بـهِ كـافـة.

 

الكنيسة الأولى وسيمون الساحر

شاول وسيمون الساحر

عندما نفارن بين الملك شلول وسيمونالساحر

فارقة روح الله

Simon اسم عبراني معناه "السامع" وفي الأصل لفظه نفس لفظ الاسم "سمعان" وردت قصة سيمون في الإصحاح الثامن من سفر الأعمال (9-24) وكان يدهش شعب السامرة بسحره، فكانوا يقولون أن سحره شيء عظيم، واعتقدوا أن قوة الله العظيمة حلت فيه! وجاء فيلبس المبشر والشماس يكرز بالإنجيل في السامرة ورأى سيمون المعجزات التي تجري على يد فيلبس، فأيقن أنها تجري بقوة أعظم من سحره، فآمن واعتمد ولازم فيلبس مندهشًا من المعجزات التي يجريها. ويبدو أن إيمانه لم ينشأ عن توبة إنما عن ثقة في قوة سحرية أقوى من قوة سحره. وسمع بطرس ويوحنا عن عمل الله في السامرة، فنزلا إليها. وأجرى الرب بهما معجزات أخرى شبيهة بتلك التي حدثت يوم الخمسين (أعمال 2) فأندهش سيمون أكثر، وأسرع طالبًا معرفة تلك القوة السحرية العظيمة مقدمًا المال ثمنًا لذلك، فوبخه بطرس بشدة وطلب منه أن يتوب. وقد عرفت الكنيسة شناعة هذه الخطيئة فأطلقت اسم السيمونية على كل من يتاجر في الوظائف الكنسية.


وقد واجه الكارزون الأولون بالمسيحية مقاومة من السحرة، مثلما جرى مع عليم الساحر الذي قاوم بولس الرسول (أعمال 13: 6 و7). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). ولكن قوة معجزات التلاميذ هزمت السحرة الكاذبين.

وقد كان لسيمون أتباع اسمهم السيمونيون اعتبروا سيمون مسيحهم وفاديهم. وهم شيعة صغيرة من شيع الغنوسيين، يقول اوريجانوس Origen عنهم أنهم ليسوا مسيحيين لأنهم يعتبرون سيمون مظهر قوة الله. ويقول ايريناوس أن سيمون هذا هو أبو العنوسيين، ولكن أصل ومصدر الهرطقة الغنوسية غير معروف تمامًا. ولعل الصواب جانب الآباء المسيحيين الأولين الذين ربطوا بين سيمون الساحر السامري (أعمال 8) مع فكرة الغنوسية.

****

مذكرات في تاريخ الكنيسة المسيحية - القمص ميخائيل جريس ميخائيل

38- أشهر الهراطقة: سيمون الساحر (السيمونية)
أول ما نلتقي به في سفر الأعمال، حيث نقرأ أنه كان "يستعمل السحر ويدهش شعب السامرة قائلا أنه شيء عظيم. وكان الجميع يتبعونه من الصغير إلى الكبير قائلين: هذا هو قوة الله العظيمة. وكانوا يتبعونه لكونهم قد اندهشوا زمانا طويلا بسحره".... ثم لما أتي الرسولان بطرس ويوحنا إلي السامرة ليمنحا الروح القدس للمعمدين، ورأي سيمون العجائب التي كانت تجري على أيديهما، قدَّم لهم دراهم قائلا "أعطياني أنا أيضًا هذا السلطان، حتى أي من وضعت عليه يدي يقبل الروح القدس" فانتهره بطرس قائلا له "لتكن فضتك معك للهلاك لأنك ظننت أن تقتني موهبة الله بدراهم، ليس لك نصيب ولا قرعه في هذا الأمر. لأن قلبك ليس مستقيمًا أمام الله.." (أع 8:9-21).
هذا كل ما جاء عن سيمون الساحر Simon the Sorcerer في الإنجيل... لكن التاريخ الكنسي والمعلمين الأوائل يذكرون سيمون على أنه رأس الهراطقة و"منشئ كل بدعة" بحسب تعبير يوسابيوس المؤرخ. وهكذا ذكره يوستينوس الشهيد في دفاعه الأول وذكره هيجيسبوس وايريناوس وغيرهم أول من أمدنا بمعلومات عن هرطقة سيمون هو يوستينوس، الذي كان هو الأخر سامريًا. لذا فأن روايته عنه لها وزن كبير.. يقول يوستينوس "أن معظم السامرين والبعض من البلاد الأخرى، عبدوا سيمون كالإله وربطت به امرأة تدعي هيلانة التي ادعي سيمون أن فكرة الأول تجسد منها وكانت هيلانة هذه امرأة عاهرة تتجول معه". وبدأت هرطقة السيمونية Simonians (تُكتَب أحيانًا: السيميونية).
ومما قاله ايريناوس أن سيمون قال بإله ذكر أعلى sublimissima vir tus وبفكر ennoia منبثق من هذا الإله الأعلى، أنثى موازية له. وهذه خلقت الملائكة الذين خلقوا العالم. وحبس هؤلاء الملائكة في جسم امرأة، وأوقعوا بها حسدًا أنواعًا من الإهانات. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وان ennoia هذه هي هيلانة التي صارت زانية عاهرة في مدينة صور، وهي ما عبر عنها بالخروف الضال، وأنه فداها وحررها ومما قاله سيمون أيضًا بحسب رواية القديس ايريناوس. أن الإله الأعلى أظهر نفسه بصفه الابن يسوع بين اليهود، وبصفه الأب بين السامريين في شخص سيمون، وفي بلاد أخرى بصفه الروح القدس.

 

47- سمات الكنيسة



معنى كلمة سمة: صفة، علامة، ميزة، خاصية.

عندما نتكلم عن الكنيسة نقول (الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية) هذه سمات الكنيسة، ولكنني أستطيع أن أقول أن هذه كنيسة لابد أن يكون فيها هذه الخصائص أو هذه الصفات أو هذه العلامات.



واحدة:

أي ليس مثلها، أي أنها تكوين إلهي لا يمكن أن يتكرر. وحيدة لها مواصفات معينة لا توجد في أي كنيسة هي كنيسة واحدة بمعنى متحدة. لكن متحدة بطريقة وحيدة بسمات وحيدة لا يوجد مثيل لها. مقدسة جامعة رسولية.

كلمة واحدة أي لها إيمان واحد لا يتغير الإيمان المسلم مرة للقديسين، تعليم لا يتغير، المعتقد لا يتغير، من ناحية أسلوب الرعاية الرسل سلمونا أسلوب للرعاية من المفروض أن لا يتغير.

تسليم رسولي الهدف واحد لا يتغير وهو خلاص النفس الأسرار المقدسة لا يستطيع أحد أن يقلدها ونحن نعتبر الأسرار نصيب كل إنسان في المسيح.

فهي واحدة أي جماعة متحدة ومرسوم لها هدف واحد لا يتغير وأسلوب واحد لا يتغير وهدف واحد وإيمان واحد.

كلمة واحدة بمعنى الوحدة بين المؤمنين فالكنيسة تكون وحدة بين المؤمنين وذلك القربانة تدل على الوحدة بين المؤمنين لأنها مجموعة من حبات القمح المتحدة في الخبزة الواحدة. وأيضا الكأس مجموع حبات العنب المتحدة في كأس واحد. فكلمة واحدة من الوحدة بين المؤمنين وبين الإيمان الواحد. هنا الوحيدة أي الذي لها أسلوب الرسل في التعليم في المعتقد في الرعاية لها الهدف الواحد والوحدة بمعنى الوحدة بين المجموع. واحدة وحيدة. البروتستانت الآن 6 آلاف طائفة في العالم!!

السيد المسيح كان يصلي من أجل وحدة الكنيسة أن تظل واحدة (إنجيل يوحنا 10: 16) ولي خراف أخر ليست من هذه الحظيرة ينبغي أن آتي بتلك أيضًا فتسمع صوتي وتكون رعية واحدة لراع واحد" المفسرون يقولون تسمع صوتي من خلال الرسل، فتكون رسولية واحدة (يو 17: 20-23) السيد المسيح في المناجاة الأخيرة للآب يقول " لست أسأل من أجل هؤلاء فقط بل أيضًا من أجل الذين يؤمنون بي بكلامهم ليكون الجميع واحدًا كما أنك أيها الآب في وأنا فيهم ليكونوا هم أيضًا واحد فينا".

(رومية 12: 5) "نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح وأعضاء بعضًا لبعض كل واحد للآخر" كل واحد للآخر أي أن هل العين ترى لحسابها أم لحساب بقية الأعضاء طبعًا للأعضاء كلها أي أن العين للأعضاء الأخرى. الأنف يشم لبقية الجسد وليس لنفسه فقط. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وهكذا اليد تمسك الشيء لنفسها أم لبقية الجسد. كل عضو للآخر وليس لنفسه. (غلاطية 3: 28) "ليس يهودي ولا يوناني ليس عبد ولا حر ليس ذكر ولا أنثى لأنكم جميعًا واحد في المسيح يسوع ليس معناها أنه ليس هناك تفرقة وليس أنها يلغي (أفسس 4: 4، 5) تعبير نقوله في كل يوم في صلاة باكر "جسد واحد وروح واحد كما دعيتم أيضًا في رجاء دعوتكم الواحد رب واحد إيمان واحد معمودية واحدة" (رسالة كورنثوس الأولى 12) الجسد الواحد والأعضاء الكثيرة.



مقدسة:

مثلما يقول معلمنا بولس الرسول (أفسس 5: 25-27) " كما أحب المسيح أيضًا الكنيسة وسلم نفسه لأجلها لكي يقدسها مطرهًا إياها بغسل الماء بالكلمة لكي حضرها لنفسه كنيسة مجيدو لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب. والكنيسة مقدسة لأنها جسد المسيح له المجد، دمه يقدس ويطهر من الخطية، لا يمكن جسد المسيح يكون شرير وهو قدوس بلا شر، يطهر المؤمنين ويطهر كنيسته من كل خطية لذلك أبونا يقول "القدسات للقديسين" قديسين أي تائبين راجعين إلى الله عن كل خطية.

كيف تكون الكنيسة مقدسة وفيها بعض أعضاء شريرة؟

المقصود بالكنيسة دائمًا الأعضاء المقدسة، الأشرار لا تعتبرهم أعضاء، ولذلك يقول وكان الرب يضم إلى الكنيسة الذين يخلصون لذلك أعضاء الكنيسة هم المشتركون في الجسد والدم في التناول. هذه هي العضوية الحقيقية، أنا هو الكرمة الحقيقية وأبي الكرام كل غصن في لا يأتي بثمر يقطعه وكل ما يأتي بثمر ينقيه ليأتي بثمر أكثر". وهذا ما نسميه تقليمك الكرمة يقطعوا الأغصان اليابسة فالكرمة تمتد وتكبر.

أسرار الكنيسة لحفظ المؤمنين في حياة القداسة. ولذلك تفرز الكنيسة الذين يصرون على الشر يفرزون وهناك يقطعون مثل الهراطقة.



جامعة:

أي تجمع كل الأجناس والأعمار والجنسيات والأماكن لذلك كلمة جامعة تعنى التعددية مع التساوي الجسد فيه أعضاء كثيرة لكن الأعضاء كلها متساوية لا خلاف. "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم" جامعة من جميع (متى 28: 19) وأيضًا جامعة فيها الكمال كله لا ينقصها معرفة ولا أي ناحية روحية. وأيضًا جامعة بمعنى الانتشار في كل مكان وفي كل مدينة وفي كل حي. "أنتم جميعًا واحد في المسيح يسوع" جميعًا وواحدًا موجودة في آية واحدة (غلاطية 8: 23) (لوقا 28: 47) ويكرز باسمه للتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم (أعمال الرسل 1: 8) " تكونون لي شهودًا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض" " تلمذوا جميع الأمم وأذهبوا للعالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها".




****************
عدم قانونية الأسرار التي يقوم بها الهراطقة السيمونيين 

الفصل الثاني: قبول معمودية الهراطقة كجذور لعقيدة خلاص غير المؤمنين

نحن نعلم أن المعمودية سر من أسرار الكنيسة السبعة، وفي السر يحصل الإنسان على نعمة غير منظورة تحت أعراض مادة منظورة.. لقد قدَّس الله المادة، ففي سر المعمودية تستخدم الكنيسة الماء، وفي سر الميرون تستخدم الزيت، وفي سر الإفخارستيا تستخدم الخبز وعصير الكرم، ويشترط لإتمام السر أن يقوم به "كاهن مُشَرْطَن" نال وضع اليد بطريقة قانونية، مستمدة أساسًا من الرب يسوع عبر رسله الأطهار والآباء الأساقفة عبر الزمن بدون انقطاع.

وفي القرن الثالث الميلادي ظهرت بدعة غريبة تنادي بقبول معمودية الهراطقة مادامت لها نفس الصورة. أي مادامت تتم بالتغطيس في الماء أو الرش بالماء وباسم الثالوث القدوس، حتى لو قام بها كاهنًا ليس مشرطنًا ولا شماسًا ولا إنسانًا مسيحيًا، بل قام بها أحد اليهود أو أحد الوثنيين.

وتصدى الشهيد "كبريانوس" أسقف قرطاجنة لهذه البدعة، فعقد مجمعًا سنة 255 م. وقرَّروا أن الأسرار التي تُمْنَح خارج الكنيسة هي باطلة، ومن الطبيعي أنه ليس المقصود بالكنيسة المبنى، إنما المقصود هم الأكليروس وجماعة المؤمنين، فلو إن إنسانًا في خطر وعمَّده إنسان علماني مسيحي فإن معموديته صحيحة، وهذا ما رأيناه في قصة زوجة سقراط التي عمدت ابنها وابنتها بالماء والدم عندما هاج البحر وتعرضا للغرق، حتى إن البابا بطرس عندما أراد أن يُعمّدهما تجمَّد الماء، فاستفسر من أمهما عن قصتهما، وقال: حقًا إن المعمودية واحدة.

وأرسل كبريانوس اثنين من أساقفته بقرارات المجمع إلى "إستفانوس الأول" بابا روما (254-257 م.) مع عبارات التبجيل والتكريم والرقة والاحترام طالبًا منه أن يُثبّت هذه القرارات، فكانت هذه القرارات كشرارة وقعت في غابة، فاحتد البابا إستفانوس على الأسقفين، وهدَّد كبريانوس بالقطع مع أساقفته، كما كتب إلى " فرميانوس " أسقف قيصرية الجديدة بنفس المعنى، الذي قال بعدم صحة معمودية الهراطقة(14) أما فرمليانوس فقد عقد مجمعًا مع أساقفة آسيا في أيقونية سنة 258م وقرروا "عدم قبول شيء من الأسرار التي يقوم بها المبتدعون لأنها باطلة بما فيها معموديتهم" (2).

وللأسف الشديد لم يرتد إستفانوس عن آرائه الفاسدة وتغافل ما جاء في القانون (47) من قوانين الآباء الرسل حيث أمر بإعادة معمودية الهراطقة "أيُّ أسقف أو قس عمَّد ثانية مَنْ كان قد اقتبل المعمودية الحقيقية، أو لم يعتمد (لا يعيد معمودية) مَنْ كان قد تدنس بمعمودية الكفرة فليسقط، بما أنه مستهزئ بصليب الرب وموته ولم يميز بين الكهنة الحقيقيين والكهنة الدجالين" (3) فقد كان بعض المسيحيين أثناء الاضطهادات يضعفون وينكرون الإيمان فهؤلاء لا تُعاد معموديتهم، أما الذين اعتمدوا بمعمودية الهراطقة فإن معموديتهم لا تُحتسب، وبالتالي فإنه يجب عمادهم. أما إستفانوس فقد تغافل هذا، بل وزاد الطينة بلة، فقام بحرم فرمليانوس وأساقفة كيليكية وغلاطية، وأيضًا أساقفة أفريقيا(15).

وفي سنة 258م عقد كبريانوس مجمعًا آخر حضره 71 أسقفًا وأكدوا قرارات المجمع الأول و"إن كل معمودية قام بها المبتدعون باطلة. وكل من يرتد بعد معمودية كهذه يجب أن يُعمَد معمودية أرثوذكسية، ولا يعني ذلك عمادة ثانية، بل هي المعمودية الواحدة إذا لم يسبق لهم أن نالوا المعمودية الحقيقية" (4).

ثم عاد كبريانوس وعقد مجمعًا ثالثًا أكبر ضم أساقفة أفريقيا وحضره 184 أسقفًا، وأكدوا بطلان معمودية المبتدعين والهراطقة لأن " من كان له أن يُعمِد فله أيضًا أن يعطي الروح القدس، ولكنه مادام لا يقدر أن يعطي الروح القدس، لأنه صار بدون نعمة الروح القدس، فهو ليس مع الروح القدس ولا يستطيع أن يُعمِد.. من يأتي إليه.. مادام كل شيء عندهم باطلًا وكاذبًا فلا يجوز أن يعتبر شيء مما يقومون به مقبولًا عندنا.. هل في وسع هؤلاء مقاومي الرب الدجالين أن يمنحوا نعمة المسيح"(5).

وأرسل القديس فرمليانوس أسقف قيصرية رسالة إلى الشهيد كبريانوس جاء فيها "ليست معمودية في غير الكنيسة.. ظهر بغتة امرأة متجننة (بها أرواح شريرة) كانت تدعو نفسها نبية حاملة روحًا.. وكانت تصنع غرائب وعجائب وتدَّعي بأنها تحرك الأرض كلها.. كانت تتظاهر بأنها زيادة على صنائعها تقدس وتتمم سر الشكر بدعاء جليل (أي تقيم قداس).. وكانت تستعمل (في المعمودية) كلمات السؤال القانونية المعتادة (طقس جحد الشيطان والاعتراف بالمسيح) وتُعمّد كثيرين، فظهر أنها لا تخالف قانون الكنيسة في شيء.. فماذا تقول عن هذه المعمودية التي عدَّها الشيطان واستعمل الامرأة آلة لها..؟

إن كانت عروس المسيح واحدة فمن الواضح أن الكنيسة الجامعة هي وحدها التي تلد أبناء لله، لأنه ليست عرائس كثيرة للمسيح.. ما لم يكن إستفانوس يعتقد أن الهرطقة تلد وتربي..

الذين يباشرون ضدنا أعمالًا كهنوتية غير مباحة ويصنعون مذابح رجسة لا فرق بينهم وبين قورح وداثان وأبيرام، ولكونهم متعدين على الكهنوت مثلهم سوف يُعاقَبون بعقوبات مثل عقابهم، لا يفلت منهم المشاركون آراءهم.. أما أنا فلا أطيق حماقة إستفانوس الواضحة بهذا الصدد..

إنك (يا استفانوس) أشنع من جميع الهراطقة. إستفانوس.. يصنع شقاقًا في الأخوية من أجل الهراطقة" (6) وكذلك وصف الشهيد كبريانوس إستفانوس بابا روما بأنه " صديق الهراطقة وعدو المسيحيين".

وفي سنة 325م عندما انعقد مجمع نيقية أوضح رفضه لمعمودية الهراطقة، وطالب بمعمودية أتباع بولس الساموساطي الذين عادوا للكنيسة بالرغم إن بولس الساموساطي كان يعمدهم باسم الآب والابن والروح القدس، وجاء في القانون (19) من قوانين مجمع نيقية " إننا نُحدّد أن أتباع بولس الساموساطي اللاجئين إلى الكنيسة الجامعة يجب أن تعاد معموديتهم على كل حالٍ، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. وكان البولسيون (أتباع بولس الساموساطي) كما يقول القديس أثناسيوس يذكرون اسم الآب والابن والروح القدس في إتمام سر المعمودية، ولكنهم لم يكونوا يستعملون هذه الكلمات بمعناها الحقيقي، ولذلك اعتبر المجمع والقديس أثناسيوس إن معموديتهم باطلة" (7) وعندما انعقد مجمع القسطنطينية سنة 381 م. أكد أيضًا على رفض معمودية الهراطقة في القانونين رقم 7، 8.

ولكن للأسف الشديد فإن الكثير من باباوات روما ساروا على نفس درب البابا إستفانوس الأول، فمثلًا البابا نيقولاوس الأول رقم 105 (858 - 867م) عندما سُئل عن معمودية الكثيرين من البلغار بيد إنسان يهودي، أقرَّ بصحة هذه المعمودية.. كما إن البابا أوجانيوس الرابع رقم 206 (1431 - 1447م) اعترف بالمعمودية التي يجريها الوثني والهرطوقي، وأيضًا أكد على هذه العقيدة المجمع اللاتيراني الرابع، فيقول الأب أنطون صالحاني اليسوعي " قال البابا نيقولاوس الأول في جوابه على سؤالات استفهمه عنها البلغار {ذكرتهم أن كثيرين في بلادكم مُنحوا العماد من أحد اليهود، وإنكم تجهلون أكان هذا مسيحيًا أو غير مسيحي وتطلبون ما الذي يجب عمله في أمر هؤلاء} فأجاب البابا قائلًا {إذا ثبت أنهم اعتمدوا باسم الثالوث الأقدس أو فقط باسم المسيح.. كما جاء في أعمال الرسل يجب أن لا تُعاد معموديتهم}.

وقال أيضًا البابا أوجانيوس الرابع في صورة الإيمان التي بعث بها إلى الأرمن {في وقت الضرورة ليس فقط الكاهن والشماس الإنجيلي لكن أيضًا الرجل العلماني والمرأة بل الوثني والهرطوقي يمكنهم أن يُعمّدوا بشرط أن يستعملوا الصورة التي تستعملها الكنيسة مع النية بأن يتمموا ما تعمله}.

وقال القديس ايزيدورس {إن روح الله يمنح نعمة العماد وإن كان مانح العماد وثنيًا}(16) والمجمع اللاتراني الرابع وهو المجمع المسكوني الثاني عشر (سنة 1215م) حدَّد أن {سر المعمودية الممنوح كما يجب يفيد للخلاص أيًّا كان مانحه" (8).

وهكذا أصبحت معمودية الهراطقة مقبولة رسميًا لدى الكنيسة الكاثوليكية، فجاء في كتاب "مختصر اللاهوت الأدبي الكاثوليكي" تحت رقم 451 " يصح العماد الذي يمنحه طبيب يهودي، وهو يقصد أن يعمل ما تعمله الكنيسة أو المسيحيون" (9) وتحت رقم 452 " لا يقتضى لصحة إيلاء السر أن يكون مانحه مؤمنًا في حالة النعمة، وعليه فإذا عمَّد يهودي مراعيًا ما تجب رعايته صح العماد، وإن كان المُعمّد لا يؤمن بالعماد أو المسيح" (10) وتحت رقم 472 "لأي كان (أي شخص كان) وإن كان غير كاثوليكي أو غير مؤمن أن يمنح على وجه صحيح العماد غير الاحتفالي" (11).

وينتهي الأب أنطون صالحاني إلى النتيجة الآتية "إن صحة السر لا تتوقف على إيمان خادم السر وبرارته، جاز لنا أن نستنتج بكل صواب إن العماد يكون صحيحًا وإن أُعطي من وثني بشرط أن يمنحه كما تمنحه الكنيسة وأن يقصد عمل ما تعمله" (12).

ومن الأمور المضحكة المبكية أن الكنيسة الكاثوليكية تسمح للكاهن بإقامة قداس من أجل إنسان ينتقل غير مؤمن أو هرطوقي، وتسمح له بتقاضي أجرًا عن هذا العمل، فعلى سؤال حول هذا الموضوع جاءت الإجابة " يمكن تقديم القداس سرًا مع قبول الحسنة من أجل الجميع مؤمنين وغير مؤمنين، أحياءًا وأمواتًا، على أن اللاهوتيين يرتابون فيما إذا كانت الثمرة التكفيرية تلحق غير المؤمنين.. بناء على المبادئ المعطاة في الجواب عن الأول جاز للأب أن يُقدّس لأجل الشخص الغير الكاثوليكي ويأخذ حسنة لقاء قداسه، سواء أكان هذا الشخص من غير المؤمنين أم من الهراطقة، بشرط أن يكون التقديم قد تم سرًا لا علنًا" (13).

 

 

عدم قانونية وضع اليد وإعتبارها كأنها لم تكن

قاموس الكتاب
وضع اليد

وضع اليد موضوع قديم، له معان مختلفة باختلاف المناسبات الكتابية:
(1) وضع اليد في الذبائح: كانت "الشريعة تقضى بأن من يأتي بذبيحة محرقة أو ذبيحة خطية " أن يضع يده عليها قبل ذبحها (خر 29 : 10، لا 1: 4، 4: 4، و15 و24 و92 و33 و8: 14، 18: 22 وعد 18: 12)، وكان هذا يعنى اتحاد مقدم الذبيحة بالذبيحة لتكون بديلاً عنه.
وفى يوم الكفارة، كان هارون (رئيس الكهنة) يضع يده على رأس التيس الحي "ويقر عليه بكل ذنوب بنى إسرائيل وكل سيآتهم مع كل خطاياهم، ويجعلها على رأس التيس... ليحمل التيس عليه كل ذنوبهم إلى أرض بعيدة" ( لا 16: 20 - 22).

(2) وضع اليد في القصاص: كان على الشهود أن يضعوا أيديهم على رأس من جدف على اسم الله ، قبل أن ترجمه كل الجماعة (لا 24: 10 - 14).

(3) وضع اليد عند مباركة شخص لآخر: هكذا فعل يعقوب عند مباركته لابني يوسف (تك 48: 14 )، وهكذا فعل الرب يسوع عند مباركته للأولاد الذين قدموهم إليه ليباركهم (مت 19 : 12 - 15، مرقس 10: 13 و16).
" وقد رفع هارون يده نحو الشعب وباركهم" ( لا 9: 22)، وكذلك فعل الرب يسوع للتلاميذ قبيل صعوده (لو 24: 50).

(4) وضع اليد على المريض للشفاء: وقد حدث هذا مراراً في العهد الجديد كما في شفاء ابنة يايرس (مرقس 5: 23 و41). كما تضمنت إرسالية الرب لتلاميذه، أنهم " يضعون أيديهم على المرضى فيبرأون" (مرقس 16: 18 ). والرب نفسه، عندما قدموا إليه السقماء بأمراض مختلفة في كفرناحوم: "فوضع يديه على كل واحد منهم وشفاهم" (لو 4: 40). كما وضع يديه على المرأة المنحنية التي كان بها روح ضعف ثمانية عشر عاما، " ففي الحال استقامت ومجدت الله" (لو 13: 10 - 13) .
ووضع حنانيا يديه على بولس ليستعيد بصره (أع 9: 12 و17). كما أن بولس بدوره وضع يديه على بوبليوس حاكم جزيرة مالطة فشفاه (أع 28: 8).

(5) موهبة الروح القدس : عندما سمع الرسل أن السامرة قد قبلت كلمة الله، أرسلوا إليهم بطرس ويوحنا " اللذين لما نزلا صليا لأجلهم لكى يقبلوا الروح القدس، لأنه لم يكن قد حل بعد على أحد منهم... حينئذ وضعا الأيادي عليهم فقبلوا الروح القدس" (أع 8: 14 - 17).
وهكذا فعل الرسول بولس للمؤمنين في أفسس (أع 19: 8 ). وواضح أن هذا كان أمراً قاصراً على الرسل في بداية الكنيسة (انظر أع 8: 18 - 25).

(6) وضع اليد إعلانا لفرز شخص لخدمة معينة دعاه إليها الرب وأعده لها، كما فعل موسى ليشوع (عد 28: 18 - 23، تث 34: 9). فوضع يد موسى على يشوع لم يمنحه شيئاً جديداً، إذ كان فعلا " رجلاً فيه روح" (عد 28: 18)، " وكان قد امتلأ روح حكمة" (تث 34: 9)، والرب هو الذي اختاره.
وقد وضع الرسل أيديهم على الرجال السبعة الذين اختارهم الإخوة لخدمة الفقراء، وكانوا فعلا " مشهودا لهم ومملوءين من الروح القدس وحكمة" (أع 6:1 -6).
وكذلك فعل شيوخ كنيسة أنطاكية لبولس وبرنابا تنفيذاً لأمر الروح القدس لهم أن: " أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه. فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الأيادي ثم أطلقوهما" (أع 13: 1 - 4 )، ولم يكن وضع اليد ليمنحوهما شيئا جديدا ، بل إعلاناً لدعوة الروح القدس لهما للخدمة.
ويقول الرسول بولس: "إذ علم بالنعمة المعطاة لي، يعقوب وصفا ويوحنا المعتبرون أنهم أعمدة، أعطوني يمين الشركة لنكون نحن للأمم، وأما هم فللختان" (غل 2: 9 - انظر أيضاً 1 تى 4: 14، 2 تى 1: 6).
ويوصى الرسول بولس تلميذة تيموثاوس قائلا: " لا تضع يداً على أحد بالعجلة، ولا تشترك في خطايا الآخرين" (1 تى 2: 22) إذ كان تيموثاوس نائباً عنه، وكأنه إذا وضع يده على أحد لا تتوفر فيه الشروط التي سبق أن ذكرها الرسول له (1 تى 3: 1 - 7)، يصبح شريكا له في الخطأ.
التواضع فضيلة من فضائل الإيمان المسيحي، قد لا تحسبها بعض الديانات الأخرى من الفضائل، كما زن الفلاسفة الذين لم يتأثروا بالديانة المسيحية، يتجاهلونها أو يقللون من شأنها. فأرسطو في كلامه عن الحكمة يمتدح الاعتداد بالذات، وهو عكس التواضع. كما أن الفيلسوف الألماني "فردريك نتشيه" يعتبر "التواضع" أمراً لا يتفق مع كرامة الإنسان التي يرى تجسيدها في "السوبرمان" (الإنسان الأمثل). وهذا عكس ما يقوله الحكيم: " قبل الكسر يكبر قلب قلب الإنسان، وقبل الكرامة التواضع" (أم 18: 12، 15: 23) وإن " ثواب التواضع ومخافة الرب هو غنى وكرامة وحياة" (أم 22: 4). ويقول الله على فم صفنيا النبي: "اطلبوا الرب يا جميع بائسي الأرض... اطلبوا البر، اطلبوا التواضع لعلكم تُستَرون في يوم سخط الرب" (صف 2: 3).
فالتواضع زمر واجب من الإنسان، نحو خالقه، واعتراف من الإنسان باعتماده على الله، وعدم استطاعته الاستقلال عنه، كما أن التواضع هو الموقف السليم الذي يجب على الإنسان، المخلوق الأثيم، أن يقفه في محضر خالقه كلى القداسة، وإقرار من الإنسان الخاطئ بعجزه الكامل، كمخلوق محدود، عن تحقيق مطالب قداسة الله وبره. وقد صرخ إشعياء النبي عندما رأى الرب جالساً على كرسي مجده، و "السرافيم واقفون قدامه "... وكل منهم ينادى الآخر قائلين: "قدوس قدوس قدوس، رب الجنود مجده ملء كل الأرض... فقلت: ويل لي إني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين وأنا ساكن بين شعب نجس الشقتين، لأن عيني قد رأتا الملك رب الجنود !" (إش 6: 1 - 5).
وفى العهد الجديد نجد الرسول بولس يعتبر نفسه " أصغر الرسل" (1 كو 15: 9، أف 3: 8) بل وأول الخطاة أي أشرهم فيقول: "صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول، أن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا" (1 تى 1: 15)
فالتواضع هو النتيجة المنطقية لإدراك الإنسان أنه مذنب أمام الله، وأنه ما هو الا " تراب ورماد" (تك 18: 27، أي 42: 6).
لذلك كان التواضع - في العهد القديم - من صميم التقوى (أم 3: 34، 11: 2، 15: 33، 16: 19، 25: 7)، ونراه واضحاً في إبراهيم (تك 81: 27)،
وفى يعقوب (تك 32: 10)، وفى موسى الذي كان " حليماً جدّاً أكثر من جميع الناس" (عد 12 : 3)، وفى الملك شاول في بداية عهده (1 صم 9: 21)، وفى سليمان الحكيم رغم كل ما أضفاه الله عليه من عظمة ومهابة (1 مل 3: 7 - 9).
ويعلن ميخا النبي أن التواضع أساس التقوى والصلاح، فيقول: "قد أخبرك أيها الإنسان ما هو صالح، وماذا يطلبه منك الرب ، إلا أن تصنع الحق وتحب الرحمة، وتسلك متواضعاً مع إلهك" (ميخا 6: 8). ويقول الرب لسليمان الملك "إذا تواضع شعبي الذين دعى اسمي عليهم، وصلوا وطلبوا وجهي، ورجعوا عن طرقهم الردية، فإنني أسمع من السماء وأغفر خطيتهم وأبرئ أرضهم" (2 أخ 7: 14).
كما أن التواضع هو جوهر التقوى في العهد الجديد، والرب يسوع نفسه هو أعظم مثال، فقد " أخلى نفسه آخذاً صورة عبد، صائراً في شبه الناس. وإذ وجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب " (فى 2: 7 و8)، ولذلك يقول الرب نفسه: " تعلموا منى لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم" (مت 11: 29).
وفى تواضع واضح ينسب كل فضل ومجد للآب (يو 5: 19 ، 6: 38، 7: 16 : 28 و50 ، 14: 10 و24). وعندما انحنى ليغسل أرجل تلاميذه، إنما كان يعبر عن مفهوم التواضع الصحيح الذي بلغ الذروة في موته على صليب العار.
ويحرض الرسول بولس المؤمنين في فيلبى قائلاً: " مفتكرين شيئاً واحداً، لا شيئاً بتحزب أو بعجب، بل بتواضع" (فى 2: 3)، ويقول الرسول بطرس: "تسربلوا بالتواضع لأن الله يقاوم المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة" (1 بط 5: 5).
ويجب أن يقتضِ المؤمن خطوات الرب يسوع المسيح (1بط 2: 12) وأن يسعى جاهداً لتمجيد مخلصه الرب يسوع المسيح، كما كان المسيح يعمل لمجد الآب، وأن يقول مع يوحنا المعمدان: "ينبغي أن ذلك يزيد، وأنى أنا أنقص" (يو 3: 3) ، وأن يكون هدفه الأسمى أن يتمجد اسم المسيح فيه (مت 23: 8 ر 10، مرقس 10: 35 - 45)، وألا يفتخر بشيء إلا بالصليب (غل 6:14)، و" أن لا يرتئي فوق ما ينبغي أن يرتئي، بل يرتئي إلى التعقل كما قسم الله لكل واحد مقداراً من الإيمان" (رو 12: 3).
وبالإيجاز، على المؤمن أن يحذر على الدوام من الانتفاخ والكبرياء التي هي أصل الخطية، حتى ينمو في القداسة التي لا تزدهر إلا في تربة التواضع الحقيقي الخالي من كل أثر للانتفاخ والرياء. فقد تتدثر الكبرياء أحيانا بثياب التواضع الكاذب، ولكن ليقل المؤمن المتواضع مع العذراء المطوبة: " لأن القدير صنع بى عظائم واسمه قدوس" ( لو 1: 49 - 52).
وكما قال أحدهم (كينيث كرك Keuneth Kurk ): "بدون تواضع أن يمكن أن تكون هناك خدمة جديرة بهذا الاسم، فالغرور أكبر مدمر للخدمة ".. فيجب أن نعمل بروح التواضع الصادق الخالي من كل أثر للكبرياء، كما يقول الرسول بولس: "أخدم الرب بكل تواضع ودموع كثيرة..." (أع 20: 19).

******************


وضع اليد في أعمال الرسل
الخوري بولس الفغالي

لعب وضع اليد دوراً كبيراً في المجال الليتورجي والآبائي، وعاد إلى الظهور في ممارسات عديدة. فبعد الرسامة الشماسية والكهنوتية والأسقفية، إمتدّت عادة وضع اليد بالنسبة إلى المرضى وأمور أخرى نجدها في التّجديد الكرسماتي (أو المواهبي).

أ- ملف القضية
1- شهادات عن وضع اليد
إذا عدنا إلى العهد الجديد، وجدنا أن أع يتضمّن أكثر أنواع الشهادات عن وضع اليد. وتُذكر هذه الممارسة ثلاث مرات عندما تتمّ معجزة: "رأى بولس رجلاً يدخل ويضع يديه عليه فيبصر" (9: 17). كان والد بوبليوس (حاكم جزيرة مالطة) مريضاً. "دخل بولس إلى غرفته وصلّى ووضع يديه عليه فشفاه" (28: 8). ونقرأ عن وضع اليد مرتين حين رسامة أشخاص في خدمة الكنيسة. إختارت الجماعةُ السبعةَ، فصلّى الرسل "ووضعوا عليهم الأيدي" (6: 6). واختارت كنيسة أنطاكية بولس وبرنابا من أجل الرسالة. "صاموا وصلّوا ووضعوا أيديهم عليهما" (13: 3). وتمّ وضع اليد من أجل عطية الروح المميّزة عن نعمة العماد. تعمّد السامريون باسم الرب يسوع، فجاء بطرس ويوحنا "ووضعا أيديهما عليهم، فنالوا الروح القدس" (8: 17). "ووضع بولس يديه على تلاميذ أفسس فنزل عليهم الروح القدس" (19: 5). في 9: 17، يرتبط وضع اليد بالشفاء، كما يرتبط بموهبة الروح القدس. وفي 8: 39 نجد اختلافة في النّص الغربي تتحدّث عن وضع اليد (في عدد من المخطوطات الجرارة، في السريانية الحرقلية، عند أفرام وكيرلس الأورشليمي وديديمس وإيرونيموس وأغوسطينوس: تبعت عطية الروح القدس العماد).
كلّ هذه الإيرادات لا تعود بنا إلى أمر الرب، كما في المعمودية (مت 28: 19: إذهبوا وعمّدوهم) أو في الإفخارستيا (1 كور 11: 23، 25؛ لو 22: 19). يذكر أع هذه الفعلة (وضع اليد) ذكراً واضحاً، ويشدّد من جهة ثانية على القدرة التي في يد الرسل. "وجرى على أيدي الرسل بين الشعب كثير من العجائب والآيات" (5: 12). "وكان الرب يشهد لكلام بولس وبرنابا بما أجرى على أيديهما من العجائب والآيات" (14: 3). "وكان الله يجري على يد بولس معجزات غريبة" (19: 11).
وبجانب هذه الإشارات القصيرة التي ترد بطريقة عابرة، نجد أقوالاً تبرز في وسط الخبر، وقد شكّك بعض الشراح بمعناها التقليدي وبتاريخيتها: 6: 1- 6؛ 8: 14- 17؛ 13: 1- 3؛ 19: 1- 7. يرتبط 13: 1- 3 بمرجع أنطاكي. ويقترب 6: 1- 6 من النّص السابق. فيدلّ على التقليد عينه الذي استقى منه لوقا. وماذا عن نص 19: 1-7؟ هناك آ 1 التي تدلّ على أثر اليوميّات التي استعملها لوقا. وفي آ 5-7 نجد مرجعاً آخر. أما آ 2- 4 فتدلّ على يد ذلك الذي كتب وأهدى كتابه إلى تيوفيلوس، أما 8: 14- 17، فهي جزء أعيد كتابته في التدوين النهائي.
نحن نستنتج أن وضع اليد هو فعلة طقسية مارستها كنيسة الرسل. هذا ما يقرّ به نقّاد مثل ألفرد لوازي الفرنسي وهانس كونزلمان الإلماني. ولكن الجدال يبدأ حين نعالج البعد الدقيق لهذه النّصوص، وتاريخية الوقائع، والظروف التي أحاطت بها.
هل تُلقي أسفار العهد الجديد ضوءا على معنى وبُعد هذا الطقس؟ بالنسبة إلى طقوس الشفاء هناك نصوص إنجيلية تُنسب إلى يسوع. وارتبط بوضع اليد كطقس تابع للمعمودية نصُ عب 6: 2 (وضع الأيدي مع المعمودية). وهناك ثلاثة مقاطع في الرسائل الرعائية تشير إلى طقس يولي المسؤولين أهمية قيادة الكنيسة المحلّية: 1 تم 4: 14 (نعمة نلتها حين وضع الشيوخ أيديهم عليك)؛ 5: 22 (لا تستعجل في وضع يديك على أحد، ولا تكن شريكاً في خطايا غيرك. قد تدل هذه الآية على طقس مصالحة وتوبة)؛ 2 تم 1: 6 (وضعت يدي عليك).
2- طقس الشفاء، طقس بعد العماد
لن نقول شيئاً عن أع 6: 6 و 13: 03 أما ذكر طقس الشفاء في 9: 12 والطقس التابع للعماد في 8: 17؛ 8: 18؛ 8: 39 ب؛ 19: 6، فهما موضوع اختلاف ملحوظ.
أولاً: بالنسبة إلى طقس الشفاء
نجد عدّة اختلافات طفيفة في 9: 12. الأولى: يرى رجلاً في الرؤيا (الإسكندراني، القبطى ويقبل بها بعض العلماء). الثانية: يرى في الرؤيا رجلاً (السريانية، الأرمنية اللاتينية العتيقة وبعض المخطوطات الجرارة). الثالثة: يرى رجلاً (تحذف كلمة في الرؤيا): بردية 74، السينائية، الشعبية اللاتينية، القبطية الصعيدية والبحيرية، الحبشية. الرابعة: في الرؤيا (تحذف كلمة "رجل"): جبل أتوس من القرن التاسع.
ماذا يقول النقد الخارجي؟ هناك انقسامات على مستوى الأسر النصوصية المختلفة: فالفاتيكاني يقدّم النّص الطويل والسينائي النصّ القصير. والترجمات السريانية واللاتينية منقسمة. يفضّل النقد الداخلي القراءة الثالثة ويعتبر أن عبارة "في رؤيا" زيدت لتوضح فعل "رأى". ولكن فضّلت القراءة الأولى: اعتُبرت أنها الأصعب لا سيّما وأن "في رؤيا" بعيدة عن الفعل (رج الشيء عينه في 14: 8).
وذكر "الأيدي" يقدّم اختلافات أيضاً. الأولى "خايراس": "أيدي" (بدون أل التعريف). الثانية: الأيدي (مع أل التعريف) "تاس خايراس" في الشعبية، القبطية، الحبشية، الأرمنية. ما الذي رآه النقد الخارجي؟ النصّ الإسكندراني يغفل أل التعريف، وهذا أمر غير عادي في المقاطع التي تذكر وضع الأيدي (ما عدا 19: 6). هذا ما يقوله النقد الداخلي. إذاً القراءة الأصعب هي التي تلغي أل التعريف. فالكاتب يزيد (أل التعريف) ولا ينقصها. ومهما تكن القراءة المختارة، فالخيار لا يؤثّر على المعنى. نشير هنا إلى أن مخطوطاً من مخطوطات اللاتينية العتيقة (يعود إلى القرن 5) أغفل آ 12 كلّها. نحن هنا، بلا شك، أمام خطأ من قبل الناسخ.
ثانيا: الطقس التابع للعماد
نلاحظ اختلافات في 8: 17؛ 8: 18؛ 8: 39 ب؛ 19: 6.
- في 8: 18. الروح (تو بنفما): القبطية الصعيدية. الروح القدس (تو بنفما تو أغيون): بردية 45؛ 74: يتردد النقد الخارجي أمام النصّ القصير (كما في مخطوطة الإسكندرية) والنصّ الطويل (في سائرَ الأُسَر). بما أن النصّ الإسكندراني هو أكثر أهمية، مال الشرّاح إلى النص القصير وقَبِل النقد الداخلي بهذا الإختيار. نحن نفهم أن الناسخ زاد (ولم يحذف) "تو أغيون" (القدس) ليكون نصّه متّفقاً مع النصوص التقليدية.
- في 8: 39 ب. نجد هنا اختلافة هامة. في النصّ الذي نقرأ نجد: روح الرب (بنفما كيريو) ولكن في كودكس بربينيان وعدة مخطوطات من اللاتينية الشعبية والسريانية والأرمنية وأفرام وايرونيموس واغوسطينوس، نجد "بنفما كيريو": أي نزل الروح القدس على الرجل. (خطف) ملاك الرب فيلبس. نلاحظ أن الناسخ صحّح المخطوط. ثمّ إن الشواهد الآبائية هي متأخرة (القرن 4، 5) ولا توافق ولا تورد الإختلافة بدقّة. كودكس بربينيان (القرن 13) هو مخطوط من مخطوطات اللاتينية العتيقة. جاء من جنوبي فرنسا فأفلت من تأثير الشعبية. قد يكون شاهداً مهمّاً من أجل النصّ الغربي، ولكن المقطوعة 8: 29- 10: 14 ناقصة.
ماذا يقول النقد الداخلي؟ هناك من يقبل بالنصّ الطويل ويقدّم البراهين. الأول: يتجنّب هذا النّصُ أن ينسب انتقال التدخّل إلى الروح، لأن مثل هذا التدخّل للروح لا يذكر في أي مكان في العهد الجديد. الثاني: يذكر النصُ عطيةَ الروح كما نتوقّعها في ف 1- 10. الثالث: أما البواعث لإغفال الزيادة فهي: أغفل الناسخ العطية التابعة للعماد، لأن خادم الله لم يكن رسولاً ولأن وضع الأيدي لم يُذكر. أو أغفل الناسخ النصّ بطريقة عرضية فانتقل من "بنفما" إلى "كيريو" لا سيّما إذا كان نصّه حسب السريانية الحرقلية "بنفما كيريو" لا "بنفما اغيون".
إختار معظم الشرّاح النصّ القصير متّبعين النقد الخارجي. إعتبروا هذا النصّ القراءة الأصعب. أما كيف دخلت الزيادة؟ أراد ناسخ أن يذكر موهبة الروح التي تلي (حسب 2: 38) قبول المعمودية. ثمّ أراد أن يدخل في آ 39 "ملاك الربّ" الذي كان حاضراً مع فيلبس كما نقرأ في 8: 26.
في 19: 6 نجد في السينائي والإسكندارني والفاتيكاني وغيرها: خايراس (أيدي). وفي البازي، والبسيطة والحبشيّة: خايرا (يد). وفي مخطوطات أخرى: "تاس خايراس" (مع أل التعريف). يجد النقد الخارجي نفسه أمام حالة أسهل مما في 9: 12. بما أن أقدم المخطوطات تغفل ذكر ال التعريف، فهذا الإغفال يفرض نفسه. وهذا ما لا يتعارض والنقد الداخلي الذي يعتبر أن التعريف زيد تحت تأثير اللغة الجارية.
ونجد زيادة هامّة في 19: 6ا في السريانية وافرام والسلسلات وكودكس بربينيان ومخطوطات عديدة للشعبية: وتكلّموا بلغات أخرى، وعرفوا معناها، وفسّروها بعضهم لبعض، وتنبأوا (الكلمات التي تحتها خط تنتمي أيضاً إلى النصّ القصير. في المخطوطات اليونانية). يلاحظ النقد الخارجي أننا أمام قراءة غربية. فنحن لا نجد هذه الزيادة في أي نصّ يوناني (الشواهد غير المباشرة التي نمتلكها قليلة جداً). نحن هنا أمام تحريف تأثّر بنصّ 1 كور 14: 15، 27. لا سيّما وأن التّكلّم بلغات يساعد الناسخ أو الشارح على هذه الزيادة. ونحن نجد زيادات طويلة أخرى في النصّ الغربي.
ب- وضع اليد هو طقس شفاء
إذا كان كاتب أع هو لوقا الذي كتب الإنجيل الثالث، فلن نعجب إن أورد طقس وضع الأيدي. لا شكّ في أن لوقا لا يتفوّق على الإزائيين في هذا الموضوع: مر 5: 23؛ 6: 5؛ 7: 32؛ 8: 23، 25؛ 10: 16 (كطقس مباركة): 16: 18؛ مت 9: 18؛ 19: 13، 15 (كطقس مباركة). أما لوقا: 4: 40؛ 13: 13.
إن مرقس هو الذي يتميّز عن الإزائيين. ولكن لوقا يمتلك نصاً ليس له ما يوازيه (13: 13): وضع يديه عليها، فانتصبت قائمة في الحال ومجّدت الله: إن يسوع وضع يديه على كل من المرضى فشفاهم (لو 4: 40).
نلاحظ أولا أن العبارة اليونانية تنقل شكلين ساميين: شيت (شيم) يد (أي وضع اليد على)، سمك. الشكل الأول يدلّ على لمس بسيط. في الشكل الثاني، يشذ الشخص على الشيء الذي يلمس. وحين يستعمل النّص "سمك" فهوْ يعني وضع اليدين. لهذا نجد الجمع (لم يعد من وجود للمثنى في اللغة اليونانية الشائعة: كويني) في أع ما عدا في 9: 12، 17 (نجد الجمع في الأناجيل. مر 6: 5؛ 8: 23، 25؛ 16: 18؛ لو 4: 40؛ 13: 13. نجد المفرد في حالتين، لا في اجتراح الشفاء بل في طلب شفاء يتوجّه إلى يسوع). ونلاحظ أن طقس المباركة غير موجود في أع بصورة واضحة. أما طقس الشفاء، فنجده في المعجزات لا في إجمالات نُسبت إلى المدوّن الأخير للعمل اللوقاوي. ولا تظهر نية لدى الكاتب بأن يبيّن أن وعد المخلّص المذكور في مر 16: 18 قد تمّ. فالكلمة "أروستوس" المذكورة في مر 6: 5؛ 6: 13؛ 16: 18 ومت 14: 14 غير موجودة في أع. ونلاحظ أيضاً (وذلك عكس الأناجيل) أن اللجوء إلى وضع الأيدي، ترافقه الصلاة (28: 8؛ في 9: 11، كان بولس، لا حنانيا، يصلي حين وضع حنانيا عليه الأيدي). ولكن هذا لا يفترض الإيمان كشرط سابق للحصول على الشفاء (أما في 14: 9 فنقرأ أن بولس رأى في كسيح لسترة من الإيمان ما يدعو إلى الشفاء). ونلاحظ أخيراً أن بولس وحنانيا وحدهما يلجأان إلى فعلة من أجل الشفاء. بولس: حين نجّى والد بوبليوس من الحمّى (28: 8، وضع عليه يديه). وحنانيا حين ردّ البصر إلى شاول (9: 12، 13، 17). ولكن لن نستنتج أن بطرس يسمو على بولس في عمله كمجترح معجزات، لأن الكتاب لا يذكر أعمالاً طقسية قام بها. إن بولس (13: 11؛ 14: 26؛ 16: 18؛ 19: 11. نلاحظ أن النصّ يحيلنا إلى يسوع بل إلى الله كالفاعل الأخير للمعجزة) وبطرس يشدّدان كلاهما على أن المعجزات تتمّ بيد الرب يسوع (3: 6: باسم يسوع المسيح الناصري: 9: 34: شفاك يسوع المسيح). وإن بطرس لا يختلف عن بولس (28: 8). فلا ينسى اللجوء إلى الصلاة قبل الإنتقال إلى الشفاء (9: 40: سجد وصلّى). ونشير إلى أننا نجد إجمالتين (5: 12، تشير إلى كل الرسل وتخصّص بطرس؛ 19: 11- 12 تشير إلى بولس) تجعل الرسولين متساويين على مستوى اجتراح المعجزات.
هل نجد ما يقابل طقس الشفاء ووضع الأيدي في العالم الديني الذي كتب فيه لوقا؟ هناك نصّان قمرانيان (ابوكريفون التكوين، في المغارة الأولى، 20: 21- 22، 28- 29) يؤكّدان أن أوساط الأسيانيين عرفوا ذلك الطقس واعتبروا أنه جاءهم من مصر في زمن الخروج على يد رجل اسمه حرقانس (بادر وطلب وضع الأيدي): يربطون هذا الطقس ربطاً وثيقاً بالصلاة، ويفسّرونه مع ممارسة طرد الأرواح، ويخضعون فاعليّته وفاعليّة الصلاة التي ترافقه لارتداد الشخص الذي سيستفيد منه.
أجل، عُرفت هذه الفعلة (وضعُ اليد من أجل الشفاء) في ابوكريفون التكوين. ولمّحت الأناجيل إلى أن هذه الفعلة عرفتها أوساط صنع فيها يسوع عجائب: طُلب إليه أن يضع الأيدي ففعل (مر 5: 23؛ 7: 32؛ 9: 18). ولكن ممارسة يسوع تتميّز عمّا اعتاد عليه أهل قمران وعمّا كان يفعله الرسل. لم يحتَج يسوع إلى الصلاة، بل فعلَ بفضل قوة (أكسوسيا، ديناميس) تخصّه وحده (لو 4: 36: سلطان، قوة؛ مر 5: 17: ديناميس يسوع هي ديناميس كيريو أي الرب). ثمّ إنه لا يسوع ولا تلاميذه يربطون هذا الطقس ربطاً أقلّه واضحاً بممارسة التقسيم (أو: طرد الأرواح). كل ما نجده هو أن لوقا يروي خبر شفاء حماة بطرس، فيجعل يسوع يأمر الحمى وكأنه يأمر روحاً شيطانياً (لو 4: 39: إنتهر الحمّى فتركتها). ونلاحظ أيضاً أن الخبر في لو 4: 39 ومر 1: 39 ومت 8: 5 4 لا يشير إلى وضع الأيدي. أما في ممارسة الرسل (نجدها في أع 27: 8؛ 10: 12، 18)، فيبدو وضع الأيدي كطقس من الطقوس ويعكس فعلة "سمك" أي شدّ اليدين على المريض. ونحسّ كأنه بتأثير هذه الممارسة الرسولية المذكورة في مر 16: 18، أعطى المدوّن الإنجيلي الوجهة نفسها لفعلة يسوع. ولكن الآثار الباقية تكفي لتبيّن أن الأمر لم يكن هكذا. فنلاحظ مرارا أن طلب وضع الأيدي يرافقه عند يسوع لمسة بسيطة أو فعلة بها يأخذ بيد المريض ليقيمه: في مر 5: 23= مت 9: 18، طُلب من يسوع أن يضع يديه، فردّ بلمسة بسيطة، مر 5: 41= مت 9: 25؛ رج مر 7: 32-33. وفي مر 8: 22 توسّلوا إلى يسوع أن يلمسه، فوضع عليه الأيدي. نستنتج أن فعلة وضع الأيدي لم تتّخذ شكل وبُعد طقس من الطقوس، حسب التقاليد الإنجيلية، ولكنها ستصبح طقساً في عمل الرسل حسب مر 16: 18.
وإليك سمة أخرى تميّز أشفية يسوع: يفرض الطقس القمراني على الخاطىء أن يرتد ويعود عن خطيئته. أما المخلّص فيطلب الإيمان (مر 2: 5= مت 9: 2= لو 5 :20؛ مر 5 :34= مت 22:9= لو 48:8؛ مر 52:10= لو 42:18).
تساءل الشرّاح: ما هو مضمون هذه الفعلة التي يقوم بها مجترح المعجزات؛ هل هي مباركة، هل هي نقل قوة تقدر أن تحمل الشفاء؟ إن معنى الفعلة يقف بين الاثنين، لا سيّما وأن الشفاء هو بركة أو عطية قريبة من البركة.

ج- وضع الأيدي كطقس رسامة
كان الشرّاح في الماضي يرون في أع 6: 1- 6 طقس رسامة الشمامسة. وفي 13: 1- 3 طقس رسامة الأساقفة. ولكن اللاهوتيين والمسؤولين المعاصرين بدوا أكثر تحفظاً. فقالت بيبليا أورشليم الفرنسية في طبعتها الثانية سنة 1974: لا يعطي لوقا اسم شمامسة للسبعة "المختارين" ولكنّه يتحدّث عن الخدمة (ديا كونيا). وتقوله: ليس للطقس المذكور في 13: 3 البعد عينه الذي نجده في 6: 6 حيث ينال السبعة تفويضاً من الرسل. أما الترجمة المسكونية الفرنسية فلا تحدّد الوضع الخدمي للسبعة. وتقول حول 13: 3: أنها فعلة (وضع الأيدي) تشير إلى بداية مهمّة محدّدة.
هناك جدال كبير حول معنى 13: 1-3. حسب أميو الفرنسي: إن وضع الأيدي هو مباركة بسيطة من أجل مهمة سيقوم بها الرسولان. وقال الأب دوبون: حسب 14: 26 (ترعاهما نعمة الله)، يبدو أن فعلة الجماعة (وضع الأيدي) توصي بالمرسلين الجدد (رج 15: 40: سلّمه الأخوة إلى نعمة الرب) الذين اختارهم (آ 2) وأرسلهم (آ 4) الروح القدس. فليس للرتبة إذن البعد الطقسي عينه الذي نجده في 6: آ: إن السبعة قبلوا من الرسل تفويضاً. أما برنابا وشاول، فنالا تفويضهم مباشرة من الروح القدس، لا من الجماعة.
ما هو المرجع الذي استقى منه لوقا ليدوّن 13: 1-3؟ قد يكون تقليد خاص. أو وثيقة مكتوبة وُجدت في كنيسة أنطاكية، ذلك المركز الديني الهام، ونقطة انطلاق الرحلات الرسولية عبر العالم اليوناني والروماني.
يجب أن نتساءل هنا: هل تضعنا هذه القطعة أمام مشهد أم مشهدين؟ المشهد الأول (آ 2) يشير إلى اختيار برنابا وبولس بإيحاء من الروح القدس، وصلَ إلى الجماعة خلال احتفال ليتورجي يتضمّن فيما يتضمّن الصوم. أما المشهد الثاني (آ 3)، فيُشير إلى انطلاق بولس وبرنابا في المهمّة التي أوكلهما الروح بها بصورة واضحة (آ 2: للعمل الذي دعوتهما إليه).
إن الإرسال في مهمّة هو الذي يتضمّن وضع الأيدي. ويتردّد الشرّاح في معرفة الأشخاص الذين مارسو هده الفعلة. هناك من يقوِل الجماعة كلّها. وآخرون: هم الأنبياء والمعلّمون الثلاثة المذكورون في 11 بجانب برنابا وبولس: شمعون، لوقيوس، منياين. إن قرينة النصّ تجعلنا نميل إلى الرأي الثاني مع أن الكودكس البازي يسند الرأي الأول.
يعطي شورمان الإلماني أهمية كبرى لحلقة الأنبياء والمعلّمين الذين يرئسون الجماعة المسيحية في أنطاكية. يعتبر أن كل سلطة خدمية في الكنيسة الرسولية تنبع في الرسل أولاً، وفي درجة ثانية من الأنبياء. في مرحلة أولى نتخيّل الخدم مؤلفة من الرسل الذين يرتبط بهم الأنبياء والمعلّمون. وفي مرحلة ثانية، حلّ "الرعاة" محلّ المعلمين. أما مارك لودس فبدا أكثر تحفظاً. هناك أربع لوائح عن الخدم في الزمن الرسولي: 1 كور 12: 8- 10؛ 12: 28، روم 12: 6- 8؛ أف 4: 11: الرسول (شليح)، النّبي، المعلّم (رابما)، الأسقف (فوقد)، الكاهن. نجد نصوصاً في العهد القديم تلقي الضوء على أصل هذه الخدم. رج خر 9: 6؛ عد 4: 16 (حسب السبعينية)؛ أش 61: 6.
إذا أردنا أن نحدّد معنى الطقس، نلاحظ أو، أن الصلاة ترافقه في أع هنا وفي 6: 6؛ 8: 15؛ 28: 8. لسنا فقط أمام مباركة أو توصية وطلب للعون الإلهي. فالليتورجيا الإحتفالية التي تحيط به تدعونا لنفهم هذه الفعلة كنقل تفويض، كطقس جلوس وكإرسال في مهمة شليح، أبوستولوس، أي رسول. وما يدفعنا إلى تأكيد هذا المعنى هو أن برنابا وبولس تسلّما غداة ليتورجية أنطاكية وللمرة الأولى، لقب "أبوستولوس"، رسول (14: 4، 24).
ودرس الشرّاح 6: 1- 6، وقدّموا محاولات تفسير جديدة. نتساءل أولاً: ما هي طبيعة المهمّة التي أوكلت إلى الذين يسمّيهم أع "السبعة". إن فعل "كاثيستيمي" يدل على إقامة في وظيفة. ظنّ ايريناوس أنها وظيفة الشمّاس كما عرفتها الكنيسة فيما بعد (ضد الهراطقة 1/ 26: 3؛ 3/ 12: 10؛ 4/ 15: 1). أما يوحنا فم الذهب فشكّ في هذه النسبة (عظة 14 في أعمال الرسل). نجد فعل "دياكوناين" (خدم) في عبارة "خدمة الموائد"، ولكننا لا نجد الإسم "دياكونوس" أي الشمّاس. تتحدّث البيبليا المسكونية الفرنسية عن الخدمة خلال الطعام ولا سيّما الإفخارستيا مع اهتمام بإدارة الخيرات الموضوعة في عرف الجماعة. ومن يصوّر أع اسطفانس وفيلبس (يعطينا أع بعض المعلومات عنهما وحدهما. وهناك حنانيا المسمّى "ماتيتس" أي تلميذ، في 9: 10. ليس هو أحد السبعة. وقد يكون تسلّم مهمته من الرب "في رؤيا") فهو ينسب إليهما خدمة تتعدّى المساعدة المادية أو عمل المحبّة. هل نجعل السبعة كالشيوخ الحاضرين حول الرسل في أورشليم؟ قد يكون تنظيم هؤلاء الشيوخ من أجل العبرانيين. وقد نكون أمام وظيفة جديدة لم يعد في الكنيسة حاجة إليها فألغيت.
مهما يكن من أمر، إن أع يشير في 6: 6 إلى وضع الأيدي كطقس يهيّىء من يتقبّله للدخول في خدمة جماعية. قد يكون لوقا رأى يوم دوّن أع (حوالي سنة 85) 6: 1-6، في تنظيم السبعة أساس ونموذج الشمامسة التي ستعرفها بعض الجماعات المسيحية. ثم إن هذه الخدمة، كما مُوريست، ساعدت على ولادة "الشمّاس الكنسي" وتنظيم عمله.
ولا نترك هاتين الإشارتين عن وضع الأيدي كطقس تفويض في خدمة الكنيسة المحلّية أو الرسالية، إلا بعد أن نضعهما في إطار المعطيات عن أصول البُنى الكنسية ونموّها. فبالنسبة إلى كاتب أع، ساعد عاملان رئيسيّان على خلق هذا النّظام ونموّه. أولاً، الروح القدس الذي لا يزال يتدخّل في المنعطفات الكبرى من نموّ الكنيسة. ثانياً، خدام عديدون يعملون بإمرة الروح (1: 2؛ 2: 42- 43): بطرس والرسل. يشهد أع على حضور "خدام" عديدين (دياكونون). "دوديكا" أو الاثنا عشر بحصر المعنى. بطرس والرسل (21: 37؛ 5: 29)، أو الرسل والشيوخ (15: 2، 4، 6) . الرسل والأخوة في اليهودية (11: 1). ثمّ هناك الرسل بالمعنى الأوسع (14: 4، 14: بولس وبرنابا) والشيوخ الأساقفة (11: 30؛ 14: 23؛ 16: 4، 2: 17؛ 21: 18) والسبعة (6: 3؛ 21: 8) والإنجيليون أو المبشّرون (21: 8. يسمّى فيليبس أحد السبعة: المبشّر)، والأنبياء، (11: 27؛ 13: 1؛ 15: 32؛ 21: 10) والمعلّمون (13: 1)، والمعاونون (19: 22، دياكونونيتس). قد يتدخّل الروح بطريقة مباشرة في اختيار وتنصيب هؤلاء الخدّام (13: 2، 4؛ 20: 28). ولكن تفويضهم للخدم الكنسية ينبع بشرياً من الحلقة الرسولية التي تخضع للروح الذي يدير الكنيسة.
وتساءل الشرّاح: إلى أي حدّ تخيّل كتّاب أع وسائر أسفار العهد الجديد الخدم الكنسية في عصرهم ووضع اليد كأنها قاعدة من أجل الكنيسة في المستقبل؟ لم يتطرّق أع إلى هذه المسألة. أما الرسائل الرعائية فيبدو أنها عالجتها. تحدّث شليار الإلماني عن حفظ الوديعة (1 تم 6: 20؛ 2 تم 1: 12، 14، باراثيكي) وعن التّعليم (ديدسكاليا، 1 تم 1: 10، 4: 76 13، 16؛ 5: 17؛ 6: 3) كوظيفتين ثابتتين في الكنيسة على مستوى الإنجيل والممارسة التي تنتج عنه. ولكن هناك الخدم المتنوّعة ووضع الأيدي وطقس الرسامة. كيف تنتقل الوديعة والتّعليم دون سلطة تكفلهما وتؤكّدهما؟ وهذه السلطة تفرض وجود علامة منظورة، مثل وضع اليد، لتكشف للكنيسة واقع هذه الخدم.

د- وضع اليد في الطقوس التابعة للعماد
إعتبر الشرّاح واللاهوتيون الكاثوليك أنهم وجدوا في 8: 14- 17 و19: 1-7 شهادة واضحة ومباشرة عن سر التثبيت. أما كلفين، فرأى في هذين النصّين فعلة لجأ إليها الرسل ليطلبوا للمعمّدين الجدد مواهب (كرسمات) الروح ولا سيّما موهبة النبوءة، لأن هذه الموهبة لم تظهر حالاً بعد قبول العماد.
ماذا يمكن أن يقال في مرحلة أولى؟ أولا: ليس من شك لا أن أع يشهد في زمن الرسل على عطية الروح للمعمّدين الجدد بعد قبول سر المعمودية. ثانياً: إن رسائل القدّيس بولس لا تنفي هذا الواقع بل تؤكّده. ثالثاً: إن هذه الموهبة تكمّل النعمة العمادية. رابعاً: عادة هناك طقس بعد عمادي، وضع الأيدي، يمنح هذه الموهبة. خامساً: في الحالتين الموجودتين في أع، يُحصر الطقس بالرسل دون غيرهم.
ولكن جاء رأي جديد يؤكّد أن العماد يمنح المعمّدين الجدد ملء الروح. إذن، لماذا ننسب إلى أع الإعتقاد بموهبة الروح تكمل موهبة المعمودية وتعطى بواسطة طقس بعد عمادي (أي يمارس بعد طقس العماد)؟
وقدّمت البراهين التي تعارض التّأويل التقليدي. إن خبر نزول الروح القدس يوم العنصرة لا يقدّم لنا الشكل الأول للتثبيت، ولكنّه يتوجّه إلى خطبة بطرس والدعوة لقبول العماد كطريق عادية للحصول على موعد الآب، أي موهبة الروح المرتبطة بالعنصرة. لا يعارض أع هذا الموقف، والنصّان المذكوران أعلاه (8: 14- 17؛ 19: 1- 7) يبيّنان الرباط الوثيق بين المعمودية وموهبة الروح، بحيث برزت مشكلة هامة حين غابت "هذه الموهبة" عن الرتبة العمادية (يقول بعض الشرّاح إن موهبة الروح لم تغب إلا غياباً ظاهراً: فالفرح في 8: 8 يدلّ على أن السامريين قبلوا الروح. ولكن هذا يعارض آ 16 ويخفّف من قيمة العماد). وهناك القول عن المعمودية في 1: 5: "يوحنّا عمّد بالماء، وأما أنتم فتتعمّدون (أو تعمَّدون في المجهول، وهذا يدلّ على حضور إلهي) بالروح القدس". إن موهبة الروح القدس ترتبط بالطقس العمادي. يميّز لوقا بين معمودية يوحنّا وطقس العماد المسيحي الذي يتميّز عن الأول في أنه يهب الروح القدس. وهو لا يريد أن يُدخل في التدبير الجديد عمادين مميّزين: عماد الماء باسم يسوع لغفران الخطايا، وعماد الروح الذي يمنح المؤمنين المقدّسين حضور الروح الإلهي. وأخيراً، إن تعليم أع هذا يلتقي والرسائل البولسية. فبالنسبة إلى رسول الأمم، العماد هو سر التنشئة المسيحية، وإذ يقبله المؤمنون يصبحون هياكل الروح القدس وينعمون بمواهب وكرسمات متعددة.
ولكن بقي في إطار هذه النظرة إلى المعمودية التي تمنح وحدها الروح، أن نجد مضموناً لمبادرة الرسل الواردة في 8: 14- 17، 19: 1- 7 واللاجئة إلى وضع الأيدي. فاعتبر شرّاح منهم هامان وكونزلمان وكازمان أن وضع الأيدي المنسوب في المرة الأولى إلى بطرس ويوحنا، وفي المرة الثانية إلى بولس، هو طقس يضمّ المؤمنين إلى الكنيسة الأمّ: جاؤوا من انشقاق سامري أو من مجموعة يوحناوية. ولولا تدخّل الرسل، لظلوا مؤمنين هامشيين أو منشقّين.
غير أن هذا المجهود لنفي نعمة وطقس بَعد عمادي لم يصل إلى نتيجة. أن يكون أع قد رأى علاقة وثيقة بين المعمودية وموهبة الروح (2: 38؛ 8: 20؛ 10: 45؛ 11: 17) أو وعد الآب (1: 4؛ 2: 23؛ 2: 39) فإن 2: 38، بل مسيرة الكتاب كلّه بما فيه 8: 14-17 أو 19: 1-7 تبيّن هذا بوضوح.
نشير إلى أن النصوص لا تنسب إلى العماد مباشرة موهبة الروح (ينسب أع إلى العماد غفران الخطايا، 2: 38؛ 22: 16)، وأنها تدلّ على وجود طقس بَعد عمادي يُمارس من أجل هذه الموهبة. فإن أخذنا بما قاله خاصة هامان واماغو، فهو لا ينطبق على أع 19: 1-7 حيث لا يبدو بولس وكأنه ممثل الكنيسة الأم في أورشليم. ثم إننا نُدخل نظرة لا نجدها في أع، وهي أن الروح لا يُعطى إلا بواسطة رسل الكنيسة الأم. مقابل هذا، نفهم أن الكنيسة تعرّفت تدريجياً إلى الروح بطريقة شخصيّة، فتركت فكرة انتقال الروح بطريقة مادية واتخذت فكرة "أبيكلاسيس" أي دعوة الروح حين وضع الأيدي.
ونشير هنا إلى اختلافة 8: 39 التي تورد نزول الروح على وزير ملكة الحبشة. نجد في هذه الآية شهادة كنيسة محلّية ظلّت تحافظ على التمييز بين غفران الخطايا الذي هو نتيجة المعمودية وبين موهبة الروح.
واستندت هذه النظرة الجديدة إلى اللاهوت البولسي لترفض طقساً بعد عمادياً. لا شكّ في أن الرسول ينسب إلى المعمودية هبة الروح. نقرأ في 1 كور 12: 13: "تعمّدنا بروح واحد لنكون جسداً واحداً، وارتوينا من روح واحد". وفي 1 كور 6: 11: "إغتسلتم، تقدّستم، تبرّرتم باسم ربنا يسوع المسيح وبروح الهنا". رج 2 تس 2: 13- 14. إن الروح القدس هو في هذه المقاطع، لا موهبة من مواهب المعمودية، بل العامل في المعمودية. إنه ومن يغسل (1 كور 6: 11) ويبرّر (1 كور 6: 11) ويقدّس (1 كور 6: 11؛ 2 تس: 13- 14) ويختم (أف 1: 13؛ 6: 30) ويجدّد (تي 3: 5-6) المؤمنين. ثمّ إنه ليس من السهل أن ننسب إلى الغسل العمادي مقاطع يبدو فيها الروح شخصاً يُرسل (غل 4: 6) أو يُقبل (1 كور 2: 12؛ غل 3: 2، روم 8: 15) أو يقيم في المسيحي (1 كور 3: 16؛ 6: 19؛ روم 8: 9، 11؛ 2 تم 1: 14). وخلاصة الكلام، يبدو من الصعب أن نقول إن التّعليم البولسي رفض الإعتقاد بعطية الروح لا ترتبط إرتباطاً مباشراً بالغسل العمادي. كما يبدو من الصعب أيضاً أن نبيّن أن بولس ربط هذه العطيّة بطقس بعد عمادي مميّز.
ونعود إلى المقولة (لوغيون) عن عماد الروح: إنها تشكل البرهان الرئيسي الذي يستند إليه الشرّاح ليربطوا موهبة الروح بغسل العماد المسيحي. إن التقاليد الإنجيلية تربط هذه المقولة بيوحنا المعمدان (مر 1: 8؛ مت 3: 11؛ لو 3: 16؛ يو 1: 26، 33). أما مدوّن أع فينسبها إلى يسوع (أع 1: 5؛ 11: 6). وبما أن الإختلافات عديدة، بحثَ النقاد عن القراءة الأصلية. إنطلق فان إمسكوت من القول بأن كرازة المعمدان دلت على حدث الزمن الإسكاتولوجي، فاستنتج أن الشكل الأساسي للمقولة قدم معطيين أساسيين للانتظار النهائي: قدّم للأبرار المدعوّين إلى الخلاص، خيرات موهبة الروح القدس، وللأشرار المعدّين للهلاك، الدينونةَ والعقاب بالنار. هذا هو معنى المقولة في متى ولوقا اللذين يذكران الروح القدس والنار. أما مرقس ويوحنا فذكرا فقط فيض الروح، ثم ربط يوحنّا هذه الموهبة بالمعمودية.
ولكن ظلّت محاولة فان إمسكوت لاكتشاف القراءة الأصلية ناقصة. فما يهمّ المعمدان هو إعلان الدينونة القريبة في الأزمنة الأخيرة. وهو يعتبر هذه الدينونة كعمل يسوع الذي رأى فيه المسيح والقاضي المسيحاني. ويتصوّر هذا المسيح في صورة ثانية يرسمها عن الدينونة (مت 3: 12؛ لو 3: 17): ذلك المذرّي الذي ينظّف البيدر، فيجمع القمح في الأهراء ويحُرق التبن والقش. لن ننتظر في إطار تلك الصورة أن يُذكر الروح، بل أن تُذكر النسمة، أن تُذكر الريح التي يحتاج إليها المذرّي ليفصل الحب عن القشّ كما يفصل الأبرار عن الأشرار.
وحين وضعت القراءات المتاوية واللوقاوية "النسمة" أو "بنفما" على أنه "مقدّس"، أو "قدس"، أحلّت في هذه المقولة (لوغيون) أحد عناصر الدينونة الإسكاتولوجية التي هي النسمة والريح والروح القدس. وهكذا، أدخلت في المقولة تلميحاً مباشراً إلى فيض الروح الإلهي المنتظر في الأيام الأخيرة. وخطا مرقس وأع خطوة أخرى: لم يحتفظا إلا بذكر الروح. بالإضافة إلى ذلك، نسب أع 1: 5 و 11 : 6 هذا القول، لا إلى المعمدان، بل إلى يسوع، وكأن يسوع استعاد كلمة المعمدان وأعطاها معنى جديداً. من الواضح أن عماد الروح في أع 1: 5؛ 11: 6 وربما في مت 3: 13؛ لو 3: 17 يشير إلى عطيّة الروح كما نالها الرسل يوم العنصرة وكما نالها كورنيليوس الضابط (الروح الذي ناله كورنيليوس هو ذلك الذي ناله الرسل، 10: 47)، وهي عطيّة يميّزها 2: 38 عن نعمة العماد. وبكلام آخر، حين تتحدّث النصوص عن الغسل العمادي، فهي لا تشير إلى عماد الروح الذي يعني موهبة متميّزة تميّزاً واضحاً عن نعمة العماد.
ثمّ، إن التمييز الذي نجده في أع بين نعمة العماد وموهبة الروح، والفرق بين هذه النظرة والتعليم البولسي الذي يميل إلى جمع الإثنين، يُتيحان لنا أن نفهم التوسّع اللاحق في طقوس التنشئة في الكنيسة القديمة. إستوحت الكنيسة اللاتينية (ولا سيّما كنيسة أفريقيا) ممارستها من معطيات أع. أما الشرق المسيحي فعاد إلى وحدة طقوس التنشئة واستلهم الرسائل البولسية إلى درجة كاد يخسر فيها التمييز الواضح بين سّري العماد والتثبيت.
إذا كانت موهبة الروح متميّزة عن الغسل العمادي حسب أع، فبمَ تقوم هذه الموهبة؟ نحن نعلم حسب 2: 39 و10: 47 أننا أمام الموهبة التي نالها الرسل بعد العنصرة. وسنجد ضوءا إضافياً في ثلاثة مراجع: كلمة نُسبت إلى القائم من الموت (أع 1: 5، 8)، كلمة قالها بطرس (2: 5، 18)، مقاطع إخبارية في أع (2: 3- 4، 11؛ 10: 46؛ 19: 6). إن المقولة المنسوبة إلى يسوع تعلن للرسل عطيّة قوة (ديناميس)، قوة كبيرة (ديناميس ميغالي، 4: 33) تجعلهم جديرين بأن يتمّوا مهمّتهم وهي أن يكونوا شهوداً للمخلّص (1: 8؛ 4: 33؛ 8: 25) وأن يكرزوا بكلمة الله (أع 8: 25). وتحدّد كرازة بطرس أننا أمام تتميم نبوءة يوئيل 21: 16-18)، أمام موهبة نبوية (2: 17-18) ورؤى (2: 17 ب). وقد شدّد كاتب أع على موهبة النبوءة هذه (19: 6) وقرّبها من موهبة الألسنة (10: 46؛ 19: 6؛ رج 3:2- 4: لغة غير لغتهم). لقد توسّعت السريانية الحرقلية في هذه التحديدات: كانوا يفهمونها ويفسرونها. فهل نستنتج مع زان الإلماني أن كاتب أع حصر عطيّة الروح بالنبوءة والتكلّم بالألسنة (حصرها بعطية المواهب، الكارسمات)؟ نعرف أولاً أن أع يجعل النبوءة تتفوّق على التّكلم بالألسنة (تذكر النبوءة 3 مرات في أع: 2: 17، 18؛ 19: 06 أما أختلافة 10: 46 فهي تشدّد على سمو النبوءة في خط 1 كور 12: 28؛ 14: 1- 20). ثمّ إن الظواهر الكرسمية (أو المواهبية) تدلّ على حضور الموهبة، ولكنّها لا تصوّر مضمونها. ولكن يبقى أن أع الذي يسمّي المسيحيين "قدّيسين" (9: 13، 32، 41؛ 26: 10) أو "مقدّسين" (20: 32؛ 26: 18) ويعلن تبريرهم (13: 38، 39)، لا يقول إن الروح يقدّس المؤمنين ويبرّرهم.
وهكذا نستنتج أن النعمة الخاصة بموهبة الروح بعد العماد، ليست التقدّيس بل القوة (1: 8، 4: 33). ونلاحظ أن هذه القوة ترافق مسحة الروح (10: 38). إن هذه القوة (ديناميس، كما يتابع 10: 38) تؤمّن ليسوع حضور الله وتساعده على تتميم رسالته في عمل الخير والشفاء. إن المواهب ليست غائبة عن موهبة الروح، ولكنها لا تستنفدها (إن لفيض الروح بُعداً أعمق). نحن إذاً أمام موهبة تهيّىء المؤمنين للرسالة (في 4: 31 هي جرأة، باريسيا، رج 2: 29؛ 4: 13، 29؛ 28: 31)، بل لحياة مسيحية نموذجية (13: 52، كانوا ممتلئين من الفرح والروح القدس). وتكوّن شهادة ليسوع، في حياة تحقّقت غداة العماد (21: 42)، بعد قبول العماد (2: 41) وموهبة الروح (21: 38).

هـ- أصول هذا الطقس
أعلنت التقاليد الإنجيلية ارتباط المعمودية والإفخارستيا بأمر واضح من يسوع، ولكنها لا تقول إن ممارسة وضع اليد (وهي ممارسة رسولية) حتى كطقس شفاء، لا تعود إلى تأسيس من الرب. ونصّ مر 16: 18 لا يتضمّن أمراً بل إعلان امتياز سينعم به التلاميذ. لهذا نقول إن هذا الطقس يعود إلى مبادرة من قِبَل الرسل. فإن كان الأمر هكذا، بدا من الطبيعي أن نعود إلى العهد القديم كمرجع لهذه المبادرة. فكنيسة الرسل تأمّلت في التقاليد التوراتية، فرأت فيها صوراً مسبقة ونماذج لنظُمها الخاصة.
وفي الواقع، نرى ممارسة وضع الأيدي في العهد القديم، ولا سيّما في الطبقة الكهنوتية، حيث يتّخذ فعل "سمك" معنى تقنياً. غير أنه يجب أن نميّز طقسين لوضع اليد أو الأيدي يختلفان بشكلهما مضمونهما.
هناك طقس أول يسيطر فيه وضع يد واحدة وهو ينحصر في تقدمة الذبائح: خر 29: 10: يضع هارون يده وكذلك يفعل كل من أبنائه؛ خر 29: 15، 19؛ لا 1: 4، 10 (حسب السبعينية)؛ 3: 2، 8، 13؛ 4: 4، 15، 24، 29، 39؛ 8: 14، 18، 22؛ عد 8: 22؛ 2 أخ 29: 23: وضعوا أيديهم (الجمع يعني أن كل واحد وضع يده). تعبّر فعلة وضع اليد، لا عن فكرة نقل وانتقاله (أي نقل ملكية الذبيحة من الإنسان إلى الله) كما قال ورم ونوت ورودلف وفون راد، بل عن تماثل الرجل الذي يقدّم الذبيحة والحيوان الذي يقدّم كذبيحة (يضحّي الإنسان بالذبيحة فتعود إلى الله ويعود هو معها). وفي الطقس الثاني تُوضع اليدان ويتخذ فعل "سمك" معنى تقنياً فيتضمّن فكرة الإنتقال: إنتقال الخطيئة في لا 16: 21- 22: "يضع هارون يديه على رأس التيس الحيّ ويعترف عليه بجميع ذنوب بني إسرائيل ومعاصيهم وخطاياهم ويضعها على رأس التيس ثمّ يرسله إلى البرية، فيحمل التيس جميع ذنوبهم". إنتقال مسؤولية نتخلّص منها في لا 24: 14 (تعلن الجماعة أنها ليست مسؤولة عن خطيئة فرد من أفرادها)؛ دا 13: 34. إنتقال وظيفة وقوة ترتبط بها. نقرأ في عد 27: 18: "قال الرب لموسى: "خذ يشوع بن نون وضع يدك عليه" (وهكذا تنتقل سلطتك والروح الذي كان فيك إليه، أو ينتقل مجدك)؛ 27: 23؛ تث 34: 9. أما بالنسبة إلى عد 8: 10 (يضع بنو إسرائيل أيديهم على اللاويين)، فاللاويون هم ذبيحة (لأنهم باكورة الشعب. كانت البواكير تُذبح) تُقدّم للرب، لهذا يضع بنو إسرائيل أيديهم عليها، وهذا ما تقوله آ 11: إن اللاويين يقدَّمون بطريقة سّرية ذبيحةً للرب.
إن هذه النظرة السريعة إلى العهد القديم تبق لنا أننا لم نجد نموذجاً عن وضع الأيدي كطقس شفاء. ولكن نرى في بعض الأوساط اليهودية هذه الممارسة التي ينسبها ابوكريفون التكوين إلى إبراهيم. ولكننا لا نجاه تماثلاً بين طقس تمارسه جماعة قمران وطقس مسيحي علّمه الرب لتلاميذه كما يقول مر 18:16.
أما بالنسبة إلى وضع الأيدي كطقس تسليم وظيفة كنسيّة، فقد نجد نموذجاً له في "سميكة" الرابانيين، وهي طقس يجعل من التلميذ "معلّمي" أي "رابي" في الجماعة. ولكن العودة إلى العهد القديم هي التي أسّست هذا الطقس: تنتقل وظيفة موسى ومجده وروحه إلى يشوع (عد 27: 20؛ تث 34: 9). وهكذا تنتقل المهمة الرسولية، ويُعطى الروح من أجل هذه المهمة.
وهناك وضع الأيدي اللاحق للعماد. نستطيع أن نعود إلى لو 34: 50 (رفع يديه وباركهم). هنا نقابل بين نهاية لو (24: 49- 53) وبداية أع. يسوع هو الذي يرسل الروح (لو 24: 49؛ أع 1: 4 ،8). تُسمى موهبة الروح موعد الآب (لو 24: 49؛ أع 1: 4). وثمرة هذه الموهبة ستكون قوة (لو 24: 49؛ أع 1: 8) وقوة علوية نازلة من السماء (لو 24: 49؛ أع 1: 8). ورسالة المسيح القائم من الموت والصاعد إلى السماء هي مباركة (لو 24: 50- 51؛ لو 3: 26: أرسله بركة). إذا كانت عطيّة الروح بركة والخير الأسمى الذي يقدّمه المخلّص القائم من الموت، وإذا كان وضع الأيدي فعلة مباركة وطقس مباركة، أما يحقّ لنا أن نستنتج أن لوقا رأى في مباركة يسوع لتلاميذه وهو صاعد إلى السماء دعوة إلى الرسل لكي يستعملوا الفعلة عينها ليمنحوا باسم معلّمهم الموهبة الموعود بها في هذا الوقت الإحتفالي؟ ونتذكّر أخيراً أن لو 24: 50- 51 تحدّث عن مباركة يسوع لتلاميذه بعبارة يستعملها الكاهن الأعظم ليبارك شعبه. هكذا سبّق لوقا على يوحنّا وصاحب الرسالة إلى العبرانيين فحدّثنا عن يسوع كرئيس كهنة يمارس "الأسرار" بيده ويسلّمها إلى تلاميذه فيواصلون حضوره في العالم كلّه حتى انقضاء الدهر
***

سبب أهمية هذا الموضوع

مشاركتك في هذه الحملة بالتوقيع يعني أنك مسيحي ارثوذكسي حريص على التسليم المسلم مرة الينا من القديسين نحو اسرار الكنيسة السبعة وتعاليم كتابنا المقدس
بعد اعتراض من الشباب الارثوذكسي على الاب اندراوس اسكندر اعلن جناب الاب قائلا "فانا معروف لدي قداسة البابا بحكم زمالتنا في الخدمة سنينا كثيرة ، وايضا كل طاقم سكرتارية قداسته تربطني بهم صلة وثيقة ، بالاضافة لسهولة الاتصال بنيافة الحبر الجليل مطران البحيرة او وكيل المطرانية ... الخ" .. يعني بيقول مثلا انه فوق المحاكمة ويمرر اي تعاليم خاطئة براحتة !!!!
ويعود فيقول :
"
اما رؤية الكنيسة في اسوان أني غير أرثوذكسي الفكر والعقيدة فعفوا هذا امر خارج سلطانكم انه يخص ايبارشيتي او رئاسة المجمع المقدس ولا يخصكم ."
وعفوا جناب الاب فهو من اختصاص كل مسيحي ارثوذكسي على الايمان السليم ...
ولانك ترى انه ليس اختصاصنا نرفع هذه العريضة مشفوعه بهرطقات جنابكم وبالدليل والبرهان الي المجمع المقدس ليتم محاكمتكم فورا ووفقا التعاليم الكنسية والقوانين المجمعية الا وان تتراجعوا عن مثل هذا التعليم ..
مشاركتك في هذه الحملة بالتوقيع يعني أنك مسيحي ارثوذكسي حريص على التسليم المسلم مرة الينا من القديسين نحو اسرار الكنيسة السبعة وتعاليم كتابنا المقدس
فيما يلي ملخص وتعليقات هرطقات الاب " جمعها واعدها للنشر الخادم مسيحي ارثوذكسي"
أولا الهرطقة الغير ارثوذكسية التى يضلل بها هذا المهرطق الناس هرطقاته فى هذا الفيديو هى
1-إنكار المعمودية وتضليل الناس وتعاليم منحرفة
2-إنكار سر المسحة المقدسة(الميرون)
3-إنكار لزوم أن تتم المعمودية ويعطى الروح القدس بواسطة الكهنوت
وستجدو فى أول الفيديو سيدة سالته هل لازم اتعمد عشان اقبل الروح القدس أم لأ فقال لها لأ وبعدها قال تعاليم غير ارثوذكسية ضد الارثوذكسية والانجيل وقالوا أن الهنا مش اله شروط وتقاليد " توبوا و ليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس (اع 2 : 38) اتعمدوا عشان تتغفر خطاياكم وتقبلوا الروح القدس وليس كما قال الهراطقة
الرد على الهرطقة الأولى :
1-نحن كأرثوذكس نؤمن بمعمودية واحدة كما قال الكتاب" ايمان واحد معمودية واحدة (اف 4 : 5 ) وهذه المعمودية يقوم بها الكاهن بالتغطيس فى الماء والروح القدس وليس ماء فقط بل كما قال الرب"ان كان احد لا يولد من الماء و الروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله (يو 3 : 5 ) ولكن الغير ارثوذكس لأنهم ليس عندهم كهنوت وليس عندهم اسرار كنسية ولا يؤمنون بكل هذا فأنهم يقولون هناك شىء اسمه معمودية الروح القدس وهى انك وانت لما تقبل الرب تحس برعشة وتتكلم بالسنة وممكن تعمل ايات وعجائب ! ويقولون انك تعمدت طبعا بدون كاهن وبدون اى شىء فقط مجرد رعشة وكلام بلغة كاذبة ويقولك هذه السنة ويقولون ان معمودية الارثوذكس هى ماء فقط ومش ضرورية ونسوا قول الرب بالماء والروح اذن يوجد معمودية واحدة وهى التي عمد بها الرسل بالماء والروح وتذكروا معمودية واحدة وليس انواع وقال الرب بالماء والروح فالروح القدس يحل فى الماء ويلدنا فى المعمودية ويجددنا ويغفر خطايانا السابقة والموروثة من ادم فالروح القدس يحل فى ماء المعمودية ويلدنا وهذه هى المعمودية وهذا تعاليم الأباء اذن المهرطق هنا فكره بروتستانتى ويروج لتعاليم منحرفة ضد الكنيسة ربما لأنه يشعر بأنه سيتم شلحه فاراد تحريف الأمور وأى كاهن أرثوذكسي يؤمن بما قلت لكم وهذه البدعة ليست جديدة بل رد علها البابا شنودة فى كتابه" بدعة الخلاص فى لحظة" بدعة البروتستانتية واليكم رابط الرد فى كتاب البابا شنودة ومن هذا يتضح لنا أن المهرطق يعلم تعاليم ضد الكنيسة وايمانها والانجيل
http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/34-Bed3et-El-Khalas-Fi-Lahza/The-Heresy-of-Salvation-in-a-Moment__14-Word.html

2-والأن لنرى ماذا يقصدون بقولهم كرنيليوس أتعمد بالروح وبعدها أتعمد بالماء فى اعمال10! طبعا هذه خطا عقيدي اساسي لانه يا أحبائى الكتاب لم يقول أن كرنيليوس أتعمد بل قال حل عليه روح الرب فحلول الروح القدس علينا ليس معمودية اطلاقا ولم يذكر أنه معمودية" 44- فبينما بطرس يتكلم بهذه الامور حل الروح القدس على جميع الذين كانوا يسمعون الكلمة.
والرسل عمدوا الناس بالماء والروح مثلا وكرنيليوس هذا الذي حل عليه روح الرب لم يقل بطرس أنه اتعمد بل قال بعدها يجب ان يتعمد هؤلاء" 47- اترى يستطيع احد ان يمنع الماء حتى لا يعتمد هؤلاء الذين قبلوا الروح القدس كما نحن ايضا. 48- و امر ان يعتمدوا باسم الرب حينئذ سالوه ان يمكث اياما.
هنا نرى المعمودية التى امر بها الرب معمودية واحدة بالماء والروح القدس وحلول الروح على البشر ليس معمودية فروح الرب قديما كان يحل على الانبياء وغيرهم والملوك ولم يقال أن هؤلاء اتعمدوا اطلاقا ولنى أمثلة أخرى"و فيما هما سائران في الطريق اقبلا على ماء فقال الخصي هوذا ماء ماذا يمنع ان اعتمد (اع 8 : 36)هنا واضحة ما هى المعمودية الواحدة التى عاشت بها الكنيسة ولنرى مثال هام جدا ناس امنوا واتعمدو بمعمودية يوحنا المعمدان وهى معمودية غير معموديتنا المسيحية فهى بالماء فقط وليست بالماء والروح والرسل رفضوها فى اعمال 19
2- قال لهم هل قبلتم الروح القدس لما امنتم قالوا له و لا سمعنا انه يوجد الروح القدس. 3- فقال لهم فبماذا اعتمدتم فقالوا بمعمودية يوحنا.
4- فقال بولس ان يوحنا عمد بمعمودية التوبة قائلا للشعب ان يؤمنوا بالذي ياتي بعده اي بالمسيح يسوع.5- فلما سمعوا اعتمدوا باسم الرب يسوع.
6- و لما وضع بولس يديه عليهم حل الروح القدس عليهم فطفقوا يتكلمون بلغات و يتنباون.
هنا اتعمدوا وبعدها نالوا سر المسحة المقدسة وهو سر يعطينا الروح القدس ليسكن فينا وفى اول الكنيسة كان يعطى الروح القدس بوضع يد الرسل ومع انتشار الكرازة استخدموا زيت المسحة المقدسة"و اما انتم فلكم مسحة من القدوس و تعلمون كل شيء (1يو 2 : 20)ويقول ايضا"مدفونين معه في المعمودية التي فيها اقمتم ايضا معه بايمان عمل الله الذي اقامه من الاموات (كو 2 : 12)هنا يتكلم الكتاب عن المعمودية ب"ال" يعنى كان معلوم وجود معمودية واحدة فقط"" ايمان واحد معمودية واحدة (اف 4 : 5 ) ومدفونين معه يعنى تغطيس وايضا قيل"رسالة بطرس الاولى 3 : اذ كان الفلك يبنى الذي فيه خلص قليلون اي ثماني انفس بالماء الذي مثاله يخلصنا نحن الان اي المعمودية "وعندما يقول المعمودية ب"ال" اذن هو يتكلم وكأن المؤمنيين يعرفون معمودية واحدة بالماء والروح يوحنا5:3
و جميعهم اعتمدوا لموسى في السحابة و في البحر (1كو 10 : 2)و كان الرب يسير امامهم نهارا في عمود سحاب ليهديهم في الطريق و ليلا في عمود نار ليضيء لهم لكي يمشوا نهارا و ليلا (خر 13 : 21)
اذن يوجد معمودية واحدة فى المسيحية واوضحنا انها ليست بالماء فقط بدليل أن الرسل رفضوا معمودية يوحنا فى اعمال 19 لانها بالماء فقط وعمدوهم بالماء والروح القدس ففاعلية المعمودية التى يقوم بها الكاهن الرسمى تأتى من حلول الروح القدس فى الماء "اجاب يسوع الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من الماء و الروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله (يو 3 : 5 )

3-وشر هذه الفكرة ياتى من الأتى اولا يزورون ويضللون ويحرفون معنى المعمودية ويقولون انها ماء فقط والرب قال الماء والروح القدس ثانيا يلغون معنى السر والكهنوت ايضالأن ممكن أى واحد يأتى ويقول أنا اتعمدت نساله مين عمدك يقول زى ما قال المرأة فى الفيديو هدية من ربنا حسيت برعشة وألسنة وقوة بتدخل جسمى !! طبعا هذه ليست معمودية وكمان ممكن شيطان يلبس الناس ويضللهم وهنا تكون الكنيسة ملهاش لازمة وضاع الناس وثالثا المعمودية بالماء والروح ولازمة للخلاص فهذه البدعة تهلك الناس واليكم مقال يثبت انها لازمة للخلاص من كتاب اللاهوت المقارن للبابا شنودة


2-الخطا الثانية إنكار سر المحسة المقدسة لسكنى الروح القدس فينا :
1-ينكر المهرطق اندراوس اسكندر سر المسحة المقدسة فهو مثل البعض يقولون أن الروح القدس يحل عليك وانت كده لوحدك بدون سر المسحة (الميرون) بدون اى كاهن ساضع لكم مقال بايات يثبت ما هو السر وكيف يتم بايات الانجيل ولكن هؤلاء الاب واندراوس اسكندر يستشهدون بقصة كرنيليوس وان الروح القدس حل عليه بدون كهنوت وبمجرد ايمانه فى اعمال 10 اولا نقول أن هذه حالة استثنائية لأن كرنيليوس ومن معه كانوا امم والرسل كانوا مترددين يقبلوا الأمم ومن يقرأ الموضوع من اوله سيعرف ذلك فأراد ربنا يطمنهم ويكشف لهم أن العهد الجديد هو مش لليهود فقط كما كان قديما بل لكل العالم والحالة الاستثنائية لا تعمم اطلاقا فمثلا الله قال فى العهد القديم أن الاخ يتزوج زوجة اخيه لو مات اخيه ولم ينجب أولاد وهنا وضع استثناء الزواج وهو لو مات اخوه ولم ينجب أولاد يكون الاخ ملزم ان يتزوج زوجة أخيه المتوفى وينجب اولاد ويسميهم بأسم اخوه الذى مات طبعا فى العهد الجديد اصبح هذا الأمر ممنوع ولكن ننظر وكأننا فى العهد القديم هل كان ينفع أى اخ يتزوج زوجة اخيه ؟ طبعا لأ ألا فى استثنائ واحد وهو لو كان اخوه مات ولم ينجب اولاد وهكذا ولكن لنرى العهد الجديد فما حدث فى اعمال 19 يؤكد صحة ايماننا فنجد انه يوجد ناس أمنوا وقبلوا الرب ولم يحل عليهم الروح القدس فقيل لهم" 2- قال لهم هل قبلتم الروح القدس لما امنتم قالوا له و لا سمعنا انه يوجد الروح القدس."
هنا امنوا ولم يسمعوا عن الروح القدس وكان الروح القدس يعطى للمؤمنيين بوضع يد الرسل" 6- و لما وضع بولس يديه عليهم حل الروح القدس عليهم فطفقوا يتكلمون بلغات و يتنباون.
بوضع ايدي الرسل يعطى الروح القدس (اع 8 : 18)
14- و لما سمع الرسل الذين في اورشليم ان السامرة قد قبلت كلمة الله ارسلوا اليهم بطرس و يوحنا.15- اللذين لما نزلا صليا لاجلهم لكي يقبلوا الروح القدس. 16- لانه لم يكن قد حل بعد على احد منهم غير انهم كانوا معتمدين باسم الرب يسوع. 17- حينئذ وضعا الايادي عليهم فقبلوا الروح القدس.
حينئذ وضعا الايادي عليهم فقبلوا الروح القدس (اع 8 : 14-17)
هنا مثالين واضحين جدا جدا ويا أحبائى مع انتشار الكرزاة وكثرة الممؤنيين لم يكن ممكن أن يضع الرسل يدهم على كل أحد لينال الروح القدس فاستبدلوا وضع اليد بزيت المسحة المقدسة ليسكن الروح القدس فى المؤمنيين "و اما انتم فلكم مسحة من القدوس و تعلمون كل شيء (1يو 2 : 20)


ثالثا والأن لنرى تعاليم الدسقولية وهى تعاليم وقوانين الأباء الرسل :
أولا مكتوب على لسان الرسل فى كتاب الدسقولية تعريب ابونا مرقس داود فى المقدمة ص16 "أن الذى يسمع ويحفظ الاوامر المكتوبة فيها له حياة ابدية ودالة قدام ربنا يسوع المسيح الذي ائتمننا على هذا السر العظيم الذى له ومن خالف ولم يحفظها يطرح كمخالف ومسكنه الجحيم الى الابد "
الباب رقم 21 من الدسقولية يقول الاتى :
"نأمر جملة أن لا يعمل احد من العلمانيين شيئا من أعمال الكهنوت الذي هو القربان والتعمد ووضع اليد لقسمة الكهنة , لا كبيرا ولا صغيرا .لأن هذه الرتبة التي هى وضع اليد انما هى للأسقف فقط فالذي لم يعط هذه الرتبة ولم يؤتمن عليها بل يقصدها لنفسه ينال عقوبة مثل عزيا الملك 2أى26 :18-21"
هنا واضح أن المعمودية عمل يقوم به الكاهن أذا باطل هو الحديث عن ان شخص يترعش ويبرطم ويخرف بالكلام ويقولك اتعمدت بالروح ! هذه خرافات

-ونقرأ فى فصل 34 من الدسقولية الأتي (هختصر الكلام فى اقتباسى )
"صل أنت انت يا اسقف او القسيس الذى يكون عندك عليهم الصلوات المقدسة بأسم الاب والابن والروح القدس واصبغهم (عمدهم) فى الماء ..... وبعد هذا فليمسح الأسقف الذين يتعمدون بالميرون لأننا أعطينا صبغة موت يسوع فالماء عوضا عن كفنه والزيت عوضا عن الروح القدس والرشم عوض عن الصليب والميرون هو ثبات الاعتراف وتذكار الاب أى أنه علة الروح القدس هذا نقوله شهادة وتغطيسنا فى الماء اشارة الى اننا نشارك موت المسيح والصعود من الماء هو مثال انبعاثنا معه ايضا"

+فواضح يا أحبائى من تعاليم أبائنا الرسل ما هو الإيمان السليم وواضح خروج هذا الاب عن ايمان الكنيسة الارثوذكسية تماما ويوجد اخطاء أخرى له فهو يهاجم سلطان الكهنوت والمعمودية يهاجم الكنيسة والاباء وله كوارث ونتمنى من المجمع المقدس ان يناقش افكاره المشنورة فى حلقات له على قناة الكرمة البروتستانتية ويحاكمه محاكمة عادلة حتى انه يضل الشعب ويقول ان الروح القدس قال لى يجب ان نذهب لمهرجان احسبها صح هذه هى مشيئة الروح القدس !! ويضلل الشعب بمثل هذه الامور الكاذبة

احب اوضح لكم هناك فرق بين حلول الروح القدس فينا وبين الامتلاء بالروح القدس وبين مواهب الروح القدس ويمكننا القراءة عن ذلك فى كتاب الروح القدس وعمله فينا للبابا شنودة

**********

 

عقوبة إختلاس أموال وخداع الروح القدس

أو دفع أموال للحصول على سلطان الروح القدس

 

 

**********************************

كثيرون ذهبوا وراء السيمونى إنبهروا بسحرة وإنخدعوا بشعوذته ووقعوا فى شراكه .. تركوا ينبوع المياة الحية وحفروا لأنفسهم آبارا مشققة هرطوقية لا تضبط ماءا .. تركوك يايسوع من أجل القرابة والأهل والعشيرة والعشرة والصداقة والجنسية  والمال والرزق والكرامة والسلطة والمكانة ومركز فى لجنة وبقيت أنا وحدى خذنى معك يا إيليا عندما طلبت الموت  وذهبت للبريَّة لأن الشعب عاد لعبادة البعل .. الهرطقة السيمونية  عادت للوجود بعد أن إختفت فى  عصر مثلث الرحمات البابا كيرلس والبابا شنودة .. ذهب إيليا مسيرة يوم حتى أتى وجلس تحت رتمة، وطلب الموت لنفسه، وقال: قد كفى الآن يا رب، خذ نفسي، لأنَّني لست خيرًا من آبائي .. اشتهى إيليَّا النبي أن يموت، هاربا إلى بئر سبع من وجه إيزابل الشرِّيرة التي تطلب نفسه .. لقد هرب موسى وهرب يونان فإلى أين أنا أهرب يارب من وجه السيمونين ولن أقول لك يارب "لماذا نسيتنى ؟" ولكن أقول لماذا نسيت كنيستك فى سيدنى الذى إنتشر فيه سم السيمونية ويذهب بين الحين والأخرى ليبث سمومة فى مصر أنا اليوم أقول مع إيليا .: قد غِرت غيرة للرب إله الجنود، لأن بني إسرائيل قد تركوا عهدك، ونقضوا مذابحك، وقتلوا أنبياءك بالسيف، فبقيتُ أنا وحدي، وهم يطلبون نفسي ليأخذوها"

 

الأسقف الذى يحرم بدون وجه حق يحرم

 بخصوص إتاحة الفرصة للمتهم أن يدافع عن نفسه: فلربما أسيء فهمه، أو نسج عنكبوت الأحقاد والشائعات خيوطاً كثيفة لطمس الحق. لذلك أوجبت الدسقولية إتاحة الفرصة للمتهم ليقف على أرض أمينة في ساحة العدالة، ليعبر عن نفسه، ويحتج عما قُذف به، فقالت:

[لأنكم – أيها الأساقفة – إذا سمعتم كلام الفريق الواحد وحجته في دعواه التي يدعيها، وأوجبتم قضيته، وقطعتم الحكم بسرعة، وليس الفريق الآخر (المتهم) حاضراً معكم، ليجيب عن نفسه، ويحتج عما قُذف به، فإنكم تكونون مستحقين للقتل الذي حكمتم به]

(الدسقولية - الباب الثامن)



- بخصوص عدم التسرع في الحكم:

كان بطرس في البستان متسرعاً في استلال السيف، وفي لمح البصر هوى على أذن عبد رئيس الكهنة فقطعها، فما كان من السيد المسيح إلا أن أعادها إلى مكانها، وأعاد سيف بطرس إلى غمده، ليعلمه التمهل وعدم التسرع.

ولقد نبر الآباء الرسل في قوانينهم على أهمية هذا الأمر، فقالوا:

[لا تكن متسرعاً إلى "القطع"، ولا جسوراً، ولا تسارع بالمنشار الكبير الأسنان، بل ابدأ بما ينقي وينظف، وأخرج الوسخ بلطف، لكيما تخرج الفساد الذي هو علة الجرح وسبب الأوجاع ليبرأ الجسم كله من المرض.]

(الدسقولية - الباب الثامن)

- بخصوص استبعاد الدوافع الشخصية أو حب إذلال النفوس:

أحياناً تلعب الأغراض الشخصية دوراً غير شريف في معركة الحق، فيجنب الحق، ويجنح الحكم. ما أرهب هذا الوضع، فأصدر الآباء الرسل قانوناً يحذر من هذا الانحراف، يقول:

[فإن هو – الأسقف – ربط وحرم بغير حق طلباً للتشفي من الناس، والتماس ذلهم وخضوعهم له، فليكن هو المربوط والمحروم.]

(مقال لنظير جيد "قداسة البابا شنوده" في 26 يونية 1952م)

- عقوبة من يصدر حكماً ظالماً. أو يستخدم سلطان الحل والربط استغلالاً سيئاً:

[وأسقف يوجب القضية على أحد ظلماً، يخرج الحكم من فيه على نفسه]

(مقال لنظير جيد "قداسة البابا شنوده" في 26 يونية 1952م)



وأيضاً:

[فأنتم الآن اعرفوا عقوبة كل الخطايا المختلفة لئلا يكون منكم ظلم لأحد، فتحركوا رجز الله عليكم بحكم الظلم. لأن الحكم الذي تحكمون به، يحكم الله به عليكم.]

(الدسقولية – الباب الثامن)


وأيضاً:

[إن أوجبتم القضية على أحد ظلماً، فاعلموا أن الذي يخرج من أفواهكم يرتد على أنفسكم.]

(الدسقولية – الباب الثامن)

السلطان الكنسي إذن سلاح عجيب، هو سيف الحق مسلولاً فإن استخدمته يد ظالمة، استدار ليقطعها، دون المساس بالمظلوم. ومن هنا كانت خطورته البالغة.

 

 

ياربنا يسوع .. أفتقد شعبك فى سيدنى وأنقذهم من الساحر السيمونى ومن عصابات السيمونيين فى إيبارشية سيدنى بأستراليا التى تتهم الاخرين بالزنا وتفبرك قضايا ضد المسيجيين وكهنة البعل الذين يذيعون  الإعترافات ويستخدمون اسرار الشعب لإذلاله ويبيعون المناصب الكهنوتية .. إفتقد .. وإنتقم 

 

This site was last updated 04/11/17