Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

أ

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
Untitled 8107
Untitled 8108
Untitled 8109
Untitled 8110
Untitled 8111
Untitled 8112
Untitled 8113
Untitled 8114
Untitled 8115
Untitled 8116
Untitled 8117
Untitled 8118
Untitled 8119
Untitled 8120
Untitled 8121
Untitled 8122
Untitled 8123
Untitled 8124
Untitled 8125
Untitled 8126
Untitled 8127
Untitled 8128
Untitled 8129
Untitled 8130
Untitled 8131
Untitled 8132
Untitled 8133
Untitled 8134
Untitled 8135

قامت هيروديا ورقصت وطلبت رأس يوحنا على طبق

ج2 البابا القبطى  و136 أسقف يحرمون القديس يوحنا ذهبى الفم

 

الكنيسة القبطية وحرم القديس يوحنا 

أرجوا من القراء الأعزاء قراءة هذه المقالة بتانى لأنها توضح بعض أسباب  تراجع كنيستنا القبطية إلى المركز الأخير بين كنائس العالم وهذه الحقبة من التاريخ القبطى وعلاقتنا بكنيسة القسطنطينية جديرة بالدراسة لوضع أسس إصلاح الكنيسة وإذا كنا نريد إصلاح الكنيسة اليوم بمحاربة الفساد والرشوة تحت مسمى تبرعات والسيمونية كما فعل القديس يوحنا ذهبى الفم - أساء المدعو النبا دانييل أسقف سيدنى بأستراليا قانون الحرم فحرم أربعة من الرعية تاركا الخشبة التى فى عينه بالحرم الكبير من فم بطرس الرسول لهرطقته وناظرا للأربعة الذين يقاومون أعماله وهذا يدل على أن كنيستنا تمارس عادة إساءة إستعمال قانون الحرم لأسباب غير دينية مثل الإنتقام والحسدد والغيرة .. ألخ وفى مقالة اليوم البابا القبطى  ثيوفيلوس عقد مجمعا من  36 أسقفا 30 أتى بهم من مصر  و 6 أساقفة من الذبن حرمهم ق. يوحنا لأنهم سيمونيين ويبيعون المناصب عقد مجمعا فى منطقة السنديانة القريبة من القسطنطينية سنة 401م وحرم وعزل ونفى البطريرك القديس يوحنا ذهبى الفم  لأسباب تافهة كما أن الأمبراطور أركاديوس أمر بعقد مجمع بالقسطنطينية  403م وصدق على قرار مجمع السنديانة بحرم القديس يوحنا بما يعنى أن 136 اسقفا منهم البابا القبطى فى مجمعين حرموا ظلما قديسا ونفوه وكانت اوامر الأمبراطور الإنتهاء من حياة القديس يوحنا بإجهادة بالسير فى طريقة للمنفى  مدد طويلة بحراسة الجنود حتى يموت فكان السبب الأساسى البابا القبطى ثيوفيلوس الـ 23 ومجمع السنديانة فى حرم وعزل ونفى وموت هذا القديس 

************************************

من قراءات المؤرخ  / عزت أندراوس

من الكتب " الأقباط يصومون أسبوعا لهرقل"
كان الأقباط يعتقدون بأن الإمبراطور قسطنطين الكبير وأمة الملكة هيلانة  قديسين وبعد أن قمت بدراسة تاريخية موثقة أزالت الكنيسة القبطية لقب قديس منه وأبقت اللقب على امه القديسة هيلانة فى السنكسار القبطى بعد تنقيحة واليوم يصوم الأقباط أسبوعا للإمبراطور البيزنطى هرقل بسبب أن اليهود ساعدوا الفرس عندما إحتلوا أورشليم فى هدم الكنائس وأجبروا الأطفال المسيحيين الذين ماتوا أهاليهم فى الحرب على التهود ولما إنتصر هرقل (صورته على العملة) على الفرس ذهب اليهود إليه حاملين الهدايا خوفا من بطشة وأخذوا عهدا منه بعدم التعرض له وأعطاهم صكا بالأمان ولما عرف المسيحيين ذهبوا لهرقل وذكروا له ما فعله اليهود بأولادهم وكنائسهم فقال لهم أنا أعطيتهم عهدا فقالوا له ستصوم الطوائف المسيحية أسبوعا وكسر هرقل عهده وإنتقم من اليهود وبمضى الزمن ألغت الطوائف المسيحية صوم هذا الأسبوع ما عدا الأقباط  ويمكن للقارئ الإطلاع على الأبحاث فى الكتابين التاليين التى تبرهن أن جميع الكتيب التاريخية والأعجب أن كتاب " قطمارس الصوم الكبير حسب طقس الكنيسة القبطية " الذى يستخدمه الكهنة فى جميع الكنائس فى الصلوات يذكر صوم الأقباط لهرقل أسبوعا ويمكنك الإطلاع على الكتاب الأول فى الأنترنت الذى ذكر أنه لا يوجد دليل على ان هذا الأسبوع  هو أسبوع إستعداد أو أنه بدل السبوت والآحاد ولهذا يجب على اللجان المجمعية المختصة فى الكنيسة القبطية أن تدرس   بدراسة ما ورد عن هذا الأسبوع فى الكتب وإسقاطة من أيام الصوم

(1) سرد "كتاب الأصل في أسبوع هرقل – الأغنسطس حسام كمال عبد المسيح " على شبكة الإنترنت وهو من كتاب تاريخى ذكر الكتابات التاريخية التى ذكرت  أن القباط يصومون أسبوعا لهرقل وما زال الأقباط يصومونه حتى اليوم بالرغم من إلغاء الطوائف الأخرى صوم هذا الأسبوع وذكر أيضا الذين يدافعون عن صوم أسبوع هرقل ويقولون أنه أسبوع إستعداد أو هو بدل السبوت والآحاد وخرج بنتيجة أنه أسبوع مضافا على صوم الأربعين وأن الأقباط يصومونه لهرقل -

(2)  الكتاب  الورقى " أصوامنا فى الماضى والحاضر أصولها الروحية وجذزرها التاريخية - القس كيرلس كيرلس راعى كنيسة مار جرجس خماروية - تقديم الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف والبهنسا - طبعة أولى سنة 1982م  إتخذ طريقا آخر بسرد أجزاء وردت عن صوم الأقباط أسبوع لهرقل فى كتاب كنسى تسير عليه الكنيسة القبطية فى أصوامها هو كتاب " قطمارس الصوم الكبير حسب طقس الكنيسة القبطية "

(3) مراجع الكنيسة القبطية الطقسية والتاريخية  باللغة العربية والأجنبية التى ورد فيها أن الأقباط يصومون لهرقل أسبوعا : 1– الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة – الأنبا إيسذوروس  2– الدر الثمين في إيضاح الدين – الأنبا ساويرس – إصدار كنيسة الملاك ميخائيل بطوسون . 3– مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة – ابن كبر -مكتبة المحبة 4– تاريخ الكنيسة القبطية – القس منسي يوحنا – مكتبة المحبة 5– كنيستي الأرثوذكسية ما أجملك – القس الدكتور بيشوي حلمي. 6– صوم نينوي والصوم الكبير – القس أثناسيوس المقاري. 7– فتح العرب لمصر -ألفريد بتلر – تعريب محمد فريد. 8- تاريخ الأمة القبطية - أ. ب. بتشر 9 - كتاب " قطمارس الصوم الكبير حسب طقس الكنيسة القبطية " - - القس كيرلس كيرلس

************************************
البابا القبطى لا يريد يوحنا أسقفا
كانت الكنيسة القبطية فى القرون الأولى للمسيحية  تعتبر من القيادات الرئيسة فى العالم المسيحى القديم لسببين لوجود مدرسة الإسكندرية ومكتبتها الشهيرة ورهبانها الذين عملهم الرئيسى دراسة الكتاب المقدس ولما كان رهبانها يتميزون بالعلم  يجيدون اللغة اليونانية والقبطية والفضيلة فكانت إيبارشيات فى العالم تختارهم أساقفة لهم أو بالمعنى الأصح يرشح البابا الأسكندرى راهبا ليكون أسقفا قد يكون قبطيا أو من الطلبة الرهبان ألأجانب الذين يدرسون فى مدرسة الإسكندرية وبالتالى يكون  مواليا له فعند حدوث مشكلة مدنية أو إيمانية  مثل إنعقاد مجمع مسكونى عالمى كان الأساقفة المواليين  وأساقفة الكنيسة القبطية يكونون أغلبية مؤثرة ولكن قضت الكنيسة القبطية على مدرسة الإسكندرية وهمشتها كما تقلصت سلطة الكنيسة القبطية بسبب تصلب رأى باباوات الأسكندرية وتعنتهم وتكالبهم على الرآسة والكرامة العالمية ومن الطريف أن أساقفة الطوائف يسمونهم فراعنة حتى يومنا هذا بما فيهم الفاتيكان وتفشت الهرطقة فى الأديرة المصرية كما ووقف البابا القبطى مع الظلم كما سنرى فى قصة حرم ونفى وموت القديس البطريرك يوحنا ذهبى  الفم كما يلى : في (11 تشرين الأول)  397م توفي القدّيس نكتاريوس رئيس أساقفة عاصمة الإمبراطورية البيزنطية القسطنطينية مخلفاً وراءه كرسياً يشتهي الكثيرون الجلوس عليه أول هؤلاء كان البابا القبطى ثيوفيلوس
الـ 23 ( 385 - 412م) الذي طالما كان في صراع خفي مع أسقف عاصمة الإمبراطوريةهذا سارع إلى التحرك في كل اتجاه علّه ينجح في تنصيب أحد أعوانه "ايسيدوروس" فيتمكن من خلاله من وضع يد  أحد المواليين له على الكرسي القسطنطيني ولما كان  الإمبراطور أركاديوس صغير السن 18 سنة فكان يدير الإمبراطورية  اوتروبيوس الخصي رئيس الوزراء القوي كانت غير ذلك فأقنع الإمبراطور أركاديوس بإصدار مرسوم يقضي بتعيين يوحنا كاهن أنطاكية رئيس أساقفة على القسطنطينية. فبع أن إنتشرت شهرة يوحنا   في كل أرجاء الإمبراطورية. وبقيت مشكلة صعبة: كيف يؤتى بيوحنا من أنطاكية؟ الأنطاكيون لن يرضوا بأن ينتزع منهم واعظهم الأول ومرشدهم الروحى  ويوحنا نفسهلا يحب السلطة فكيف يقنعونه بقبول المنصب الأول في الكنيسة في الشرق؟ لا بد من الحيلة! فبعث أوتربيوس برسالة إلى أستاريوس، حاكم سورية، أمره فيها باستدراج يوحنا سراً إلى خارج المدينة ثم نقله بمواكبة مشدّدة إلى القسطنطينية. وهكذا كان وكان السؤال التالى : من يرسم يوحنا أسقفا على القسطنطينية ؟ وأجاب أوتربيوس: ثيوفيلوس! فأحضر إليه فامتنع. فأخذ رئيس الوزراء ورقة وخط عليها بضعة أسطر ودفعها إلى أسقف الإسكندرية قائلاً: أما أن ترسم يوحنا أو توجّه إليك الاتهامات المذكورة في هذه الورقة وتحال إلى المحاكمة. فشحب وجه ثيوفيلوس وسلّم بالأمر الواقع. وفي 26 شباط  398 م جلس يوحنا على عرش الكنيسة في القسطنطينية وهكذا ذاك الذي كان يكره السلطة بات الآن في سدة السلطة الأولى. ذاك الذي كان يكره الترف وجد نفسه محاطاً بمظاهر الفخامة وسكن في قصر بالقرب من القصر الملكي  ذاك الذي كان نصير الفقراء وراعيهم وجد نفسه محاطاً بالأغنياء وعلية القوم. فماذا كان يمكن أن تكون النتيجة؟  فباع أثا القصر واعطى ثمنه للفقراء ونام على فرشة على الأرض وسار فى صراع مرير وسيرة استشهاد

************************************

يوحنا يحرم ويعزل أساقفة سيمونيين
وكان يتربص بيوحنا عدو لدود آخر هو أسقف الإسكندرية البابا  ثيوفيلوس الـ 23. هذا كان رجلاً ذكياً لبقاً متآمراً خبيراً في شؤون التعاطي مع الكبار والمتنفذين ومع ذلك استمر يوحنا قوياً واستمر صوت الكلمة يرتفع عالياً وتدابيره الإصلاحية طالما لم يرتكب زلة يأخذها أعداؤه عليه. غير أن أموراً حدثت بين العامين 401 403 للميلاد رفعت درجة التوتر ضدّه. فخلال شهر كانون الثاني من العام 401 للميلاد وبعد دعوات متكّررة وجهها إليه اكليروس مدينة أفسس وأساقفة الجوار، خرج الذهبي الفم من كرسيه في جولة دامت ثلاثة أشهر إلى آسيا الصغرى. وقد كلّف صديقاً له، سويريانوس، أسقف جبلة السورية، بتصريف الأعمال في غيابه. فأما جولته فتمخضت عن مجمع عقده في آسيا الصغرى اتخذ قراراً بعزل ستة أساقفة اتهموا بالسيمونية، أي بالوصول إلى سدّة الأسقفية بالرشوة. وثمة من يلقي بظلال الشك على حق يوحنا في عقد مجمع كهذا خارج حدود أبرشيته. هذه كانت ذريعة جعلت أعداءه يتحركون ضدّه بقوة أكبر. من جهة أخرى تبيّن أن سويريانوس، الأسقف وكيل يوحنا، استغل الفرصة وانقلب على صاحبه واتصل بأعدائه.
ولما عاد الذهبي الفم إلى كرسيّه كانت الأجواء مشحونة ضده.

************************************

يوحنا ذهبى الفم والإمبراطورة أفدوكسيا
ويبدو أن علاقة قديسنا بالقصر الملكي لاسيما بالإمبراطورة أفدوكسيا كانت حسنة في أول الأمر كما كان له بعض التأثير على الإمبراطور أركاديوس نفسه . وقد بلغ التجاوب أشده عندما لعبت الإمبراطورة دورًا في احتفالات الشهداء. فعندما نقل رفات بعض الشهداء حضرت بنفسها في ثيابها الرسمية يحوطها عدد كبير من رجال البلاط واشتركت في الاحتفالات ويبدو أنها بقيت حتى وقت متأخر من الليل إذ وقف الأسقف عندما بدأ الفجر يلوح يعظ معبرًا عن إعجابه بالإمبراطورة وتقواها ولكن ما لبثت العلاقة أن فترت وساءت أحداث حدثت بينهم إتخذ كل واحد سلطته فقد كان يوحنا رجل الله من الطراز الأول سجل لنا التاريخ بعض تصرفات القديس معها، فقد قيل أن بولاسيوس والى الإسكندرية كان قد ظلم أرملة واختلس منها خمسمائة دينار، وإذ اِعتزل منصبه وقطن القسطنطينية جاءت الأرملة تشكوه لدى البطريرك، بعدما لجأت إلى القضاء كما لجأت إلى الإمبراطورة التي ألزمته بدفع ستة وثلاثين دينارًا فقط. ترقب البطريرك دخول بولاسيوس الكاتدرائية واحتجزه حتى يدفع مال الأرملة، فأرسلت الإمبراطورة تطلب إطلاق سراحه فرفض. ولما احتدم غضبها وأرسلت جندًا يخرجونه بالقوة وجدوا ملاكًا مرعبًا، الأمر الذي أرعب الإمبراطورة، فدفعت المال للأرملة ليطلق سراح بولاسيوس وكانت  أفدوكسيا كانت إنسان طموحات وشهوات وقد تبيّن بعد حين أنها ترمي إلى أبعد من الحكم إلى نوع من التأليه على طريقة الأباطرة الرومان وطلب العبادة وقد عبّر الذهبي الفم عن عدم ثبات علاقتها به بقوله: "تارة تعتبرني ثالث عشر الرسل وتارة تنعتني بيهوذا" ويبدو كذلك أنها كانت تخشى من تأثيره على زوجها وكانت حانقة عليه لتشدده في الكلام على الترف والفسق والرذيلة كل ذلك ما لبث أن جعلها في صف أعداء يوحنا وجعل المتضرّرين من تدابيره يسعون إلى إيغار صدرها عليه ولكن لم تكن الفرصة قد حانت للإيقاع به والتخلص منه. مع تشابه أسم ذهبى الفم  مع المعمدان تشابها أيضا فى أنه كان يبكت الخطاة وكل ذي زلة مهما كان مقامه كانت أفدوكسيا الملكة زوجة الأمبراطور أركاديوس محبة للمال، فاغتصبت بستانًا لأرملة مسكينة شَكَت الأرملة أمرها للقديس يوحنا ذهبى الفم  الذي توجه إلى الملكة ووعظها كثيرًا وطلب منها إرجاع البستان إلى صاحبته ولكنها لم تستجيب له وجاء عيد ( رفع الصليب) وخدم البطريرك القداس ودخل الملك (أركاديوس) إلي الكنيسة تحيط به حاشيته ولم تحضر معه الملكة.ويبدو أنها تخلفت قصدا حتي تجئ بموكب خاص بها لفتا للأنظار إلي مكانتها في المملكة فرأي البطريرك أن امرأة مغتصبة لحق الأرملة يجب أن يردعها بقانون كنسي فيصدر ضدها قرارا بمنعها من دخول الكنيسة إلي أن تعدل عن خطيئتها وتعلن توبتها وإلا راحت قيمة الفضيلة واحتج الفقراء بأن تعاليم الدين هي للفقراء دون الأغنياء وأن الكنيسة تحابي أصحاب السلطة وتتشدد في تعليمها علي الضعفاء وتهادن الأغنياء وأصحاب الجاه والسلطان كان هذا القرار أصعب قرار اتخذه ذهبي الفم ودفع ثمنه غاليا. فيما بعد فغضب أصحاب السسلطان كغضب الصبيان عديمى العقل .. ولكنه رأي أنه لا يملك إلا أن يكون حازما في مسألة فيها امتحان لأمانته كحارس للكنيسة بكل تراثها الروحي والأخلاقي فأصدر أمره إلي الشمامسة الإيبودياكونيين وهم المنوط بهم حراسة الأبواب أن يغلقوا أبواب الكنيسة وهو وضع يأمر به قانون الكنيسة وكان الآباء الأولين يشدون عليه فإذا انتهي قداس الموعوظين بعد قراءة الأنجيل وتفسيره كان شماس الهيكل وهوالدياكون ينادي الشمامسة الإيبودياكونيين أن يغلقوا الأبواب بعد خروج من لا يحق لهم حضور قداس المؤمنين ومازال باقيا إلي اليوم في طقس الكنائس البيزنطية  (اليونانية) وهو ترتيب القديس يوحنا ذهبي الفم, وفي جميع القداسات نداء الشماس: الأبواب,الأبواب فجاءت الملكة بعد بدء قداس المؤمنين يحف بها رجال حاشيتها ونساؤها وكأن الملكة ستدخل حفلة من حفلاتها فوجدت أبواب الكنيسة مغلقة في وجهها فعضبت غضبا شديدا وأمرت بأن تفتح الأبواب فلم يستجب أحد لأمرها فزمجرت وقذفت البطريرك بالسب والشتم وأمرت الحراس أن يكسروا الباب وفعلا تقدم أحدهم ليكسر الباب ببلطته لكنه ما أن رفع يده بها حتي شلت بقوة إلهية ويبست لساعتها فلما رأت الملكة ذلك دب الرعب في قلبها فعادت أدراجها تجر أذيالها بمرارة وقلبها يقطر علي البطريرك حقدا وغيظا.أما الجندي المسكين فظل راكعا أمام الباب حتي خرج إليه البطريرك القديس بعد انتهاء خدمة القداس فأمسك بيده اليابسة ورسم عليها بعلامة الصليب فعادت صحيحة سليمة.

************************************ 

مجمع السنديانة هو الطبق  

 اليوم حرم المدعو الأنبا دانييل أسقف سيدنى أربعة بدون وجه حق وفى القديم حرم مجمع  (السنديانة) مكون من 36 أسقفا قديسا هو يوحنا ذهبى الفم حتى يعرف الجميع أن جميع الكناس أسائت إستعمال قانون الحرم لأسباب شخصية أو إنتقامية وليست دينية على الإطلاق فما أن غادر الملك (أركاديوس) الكنيسة إلي قصره حتي أخذت الملكة (أفدوكسيا) توغر صدره وتلح عليه حتي يصدر أمرا بنفي البطريرك يوحنا.لكن الملك تردد وخاف سوء العاقبة فابتدعت (أفدوكسيا) حيلة ماكرة ودعت إلي عقد مجمع ضده ليصدروا ضده قرارا دينيا وإستعانت بالبابا القبطى وأخطأ البطريرك السكندري في قبوله دعوى الإمبراطورة لعقد مجمع عاجل لمحاكمة البطريرك القسطنطيني فما كان يليق به أن ينتقم لنفسه بهذه الصورة المحزنة لقد تسرع في ذلك، فجمع حوله الطاقات المضادة للبطريرك يوحنا، التي لا تعمل لأجل الحق،بل تحمل كل ضغينة وكراهية لهذا القديس بسبب أنه فى 401م واجه يوحنا مشكلة جديدة هي مشكلة "الأخوة الأربعة الطوال" الذين كانوا رهباناً مصريين على مدرسية أوريجنوس حرمهم البابا ثيوفيلوس الإسكندري مع ثلاثمئة من أتباعهم فلجأوا إلى القسطنطينية واستجاروا بأسقفها. وقد أحسّ القديس يوحنا بأن المسألة ظلماً فبعث برسالة إلى  بابا الأقباط يلتمس منه فيها وبلهجة تكاد تقرب من التوسل أن يحلًّ القضية بالحسنى قبل أن تصل إلى القصر فاعتبر ثيوفيلوس أن هذا تدخل سافر من قبل يوحنا في شؤون إيبارشية لا تعنيه وأنه يأخذ جانب الهراطقة وحضر البابا القبطى ثيوفيلوس 23 إلى القسطنطينية وفي طريقه إلى القسطنطينية عرج على سيرينوس  أسقف خلقدونية، ألد عدو للذهبي الفم، إذ يعتبره كافرًا ومتكبرًا ومستبدًا. ثم دخل البسفور حيث اُستقبل في القسطنطينية وسط تهليل العمال المصريين الذين وفدوا إليها مع القمح بالرغم من ترحيب البطريرك يوحنا به، لكنه رفض الالتقاء به أو التفاهم معه حاسبًا إياه كأنه قد أُقيل فعلًا. يقول المؤرخ بالاديوس "جاء ثاوفيلس محملًا بأطايب مصر والهند أيضًا، محاولًا أن يعطى بالعطر رائحة جسده النتنة!" حاول ثاوفيلس عقد المجمع بالقسطنطينية لكن الإمبراطور اعتذر عن عقده بالعاصمة لسبب الشغب الذي بدأ يسري وسط الشعب، فعاد الأسقف يجر وراءه جماعة من الأساقفة المضادين ليوحنا إلى قرية السنديان أو البلوط  حيث دُعي المجمع باسمها

************************************ 

البابا القبطى ثاؤفيلس23  يحرم يوحنا

تحرك بسرعة لدى الملكة أفدوكسيا والجماعات الموتورة من أعداء يوحنا. وقد تمكن من عقد مجمع في ضاحية من ضواحي مدينة خلقيدونيا في قصر السنديانة هو وستة وثلاثون أسقفاً تسعة وعشرون منهم حملهم معه من مصر والباقيين ممن حرمهم يوحنا بسبب السيمونية  وبيعهم المناصب الكنسية ولشرورهم وسوء تدبيرهم وأصدر المجمع حرم وعزل يوحنا عن منصبه البطريركي كأسقف على القسطنطينية بناء للائحة اتهامية تضمنت تسعة وعشرين تهمة، تراوحت بين التعرض للملكة بالقدح والذم والتدخل في شؤون أبرشيات أخرى والعادات الصحية المشبوهة التي كانت له كالأكل على انفراد واستعمال الملبّس المحشو بالعسل مباشرة بعد تناول القدسات الإلهية!  فأصدروا عليه بإيعاز من الملكة قرارا مجمعيا بعزله من منصبه  وفرحت الملكة بالقرار وتقدمت به إلي زوجها الملك,فانقاذ لها ووقع (أركاديوس) قرارا بحرم وعزل ونفى بنفي ذهبي الفم إلي جزيرة ثراكي ( ملاحظة من ص. تاريخ أقباط مصر: بالرغم من عدم قانونية مجمع السنديان طبقاً لقرارات مجمع نيقية لأنه لم يكن مجمعاً بالمعنى المتعارف عليه ولأنه كان تدخل من البابا القبطى اسقف الأسكندرية على شئون إيبروشية أخرى )  ذكر المؤرخ بالاديوس النص الذي وجهه المجمع إلى إكليروس القسطنطينية والبلاط الإمبراطوري: [إذ اتهم يوحنا بجرائم كثيرة، وقد رفض الحضور، فإن القوانين تأمر بحرمانه، هذا ما فعلناه. لكنه أيضًا أساء إلى جلالة الإمبراطور، لذا نطلب عزله عن كرسيه، ولو تم الأمر قسرًا. أما بخصوص إساءته للإمبراطور فإن عقوبته عنها ليس من شأننا.]  أن ذلك المجمع لم يجد حجة ضد الرجل في دينه وعقيدته ولكنه ربما بني حكمه علي ما اعتبره تعديا فى حق الملكة إذ علم شعب القسطنطينية بقرار الملك بنفي البطريرك,هاجوا وماجوا واشتبكوا مع الجند في قتال سالت فيه الدماء.وظل الحال علي هذا المنوال ثلاثة أيام حتي خشي القديس يوحنا أن يكون هو سببا في ثورة عارمة تزهق فيها الأرواح فتسلل من باب خفي وأسلم نفسه للجند,فقادوه مخفورا إلي ضفاف البوسفور وظلوا به كذلك حتي جن الليل,فأخذوا البطريرك في سفينة,وأقلعوا به إلي المنفي.لقد كان يمكن للبطريرك القديس أن يمتنع عن تنفيذ الأمر بالنفي وأن يثير الشعب ضد الملك والملكة,ولكنه حرصا علي حياة الشعب رأي أن يخضع للأمر.وهنا تبدو فضيلة جديدة من فضائل قديسنا,فإنه عنيد في الحق الإلهي لكنه لا يقاوم الظلم الواقع علي شخصه. إذ هاج الشعب جدًا وتجمهر حول القصر الملكي طالبًا بطريركه بينما كان الناس في كآبتهم على راعيهم البار حدثت زلزلة عظيمة كادت تدمر المدينة، فزعت منها القلوب، وظن القوم أنها علامة غضب الله على المدينة بسبب نفى القديس أما أفدوكسيا فقد انزعجت واضطربت روحها فهرولت إلى زوجها وطلبت منه أن يعيد القديس من منفاه. وما أن أبصر الشعب راعيه حتى تبدل حزنهم إلى فرحٍ وعويلهم إلى ترانيم البهجة والسرور وكان هذا النفى اوالنفى ألأول ليوحنا ذهبى الفم

************************************ 
البابا القبطي يرجع  حاملا عاره
لم يكن للبابا ثاوفيلس أن يبقى في القسطنطينية فغادرها إلى الإسكندرية حاملًا معه جريمته في حق البطريرك يوحنا الذهبي الفم التي لم يغفرها له المؤرخون. مع أنه قد أعلن في أواخر حياته ندمه على ما فرط منه بخصوص الذهبي الفم بل كان هذا الأمر هو الذي يشغل فكره في لحظات انتقاله، وقد وجد نص قبطي منقول عن البابا كيرلس الكبير (ابن أخته وخليفته) يتضمن ما قاله البابا ثاوفيلس في لحظات انتقاله إلى الفردوس، الأمر الذي دفع البابا كيرلس أن يعقد مجمعًا يلغي به الحرْم السابق ويعد الذهبي الفم قديسًا تطلب الكنيسة صلواته أثناء الذبيحة المقدسة أما عن موقفه - بالنسبة لكتابات أوريجينوس، فقد عاد الآباء الرهبان إلى أديرتهم يتعبدون لله لا يشغلون أنفسهم بمناقشات أو مجادلات، أما هو فقد جاءت الرسالة الفصحية لعام 404م تحمل أيضًا هجومًا ضد "الأوريجانية" وإن كان المؤرخ سقراط يقول إنه وُجد يقرأ في كتب أوريجينوس فسُئل: لماذا تقرأ في أوريجينوس؟ أجاب: [كتب أوريجينوس تشبه مُروجًا تتزين بزهور من كل نوع. إن وجدتُ فيها زهرة جميلة قطفتها، وأما ما تبدو لي مملوءة أشواكًا فإني أعبر عليها كي لا أُضرّ بها!]

************************************ 

الإمبراطورة تؤله نفسها

وعاد يوحنا إلى كرسيه ولكن لفترة شهرين وحدث أن الإمبراطورة أقامت لنفسها تمثالاً فضياً على عمود من الرخام السمّاقي في مقابل الكنيسة وقد أثار الحدث حفيظة يوحنا لاسيما أن الاحتفالات صاحبها الصخب وافق عيد استشهاد القديس يوحنا المعمدان، رفع صوته وقال:"ها هي هيروديا ترقص من جديد وتسخط من جديد، ومن جديد تطلب رأس يوحنا". وطبعاً حمل جواسيس أقواله إلى الملكة فساءها الأمر جداً وعزمت على التخلص منه نهائياً.

بدأ مجمع أعماله في أوائل سبتمبر 403 م.، حيث عقد جلساته الثلاثة عشر يقودها ثاوفيلس استدعى يوحنا أربع مرات للمحاكمة ولم يحضر( محتجًا بما جاء في رسالة ثاوفيلس نفسه أنه حسب قوانين نيقية لا يجوز لأسقف أن يتدخل في أمور خارج إيبارشيته لكن لم يكن هذا هو السبب الحقيقي فقد شعر يوحنا بالمؤامرة التي يحركها الإمبراطور لاستبعاده فاختبأ وراء القوانين
ومن جديد، صدر مرسوم ملكي يقضي بتجريد الذهبي الفم من سلطاته، فرفض الانصياع. قال: "تلقيت سلطتي في الكنيسة من الله ولا أتركها...". وفي يوم الفصح 16 يسان 404م هاجم أربعمئة من النشّابة جموع المؤمنين الملتفين حول القديس يوحنا فلّوثوا الكنائس ونهبوها وضربوا الكهنة وطردوا الموعوظين الذين كانوا ينتظرون دورهم في المعمودية وفرّقوهم نصف عراة في الشوارع رجالاً ونساء. في تلك الفترة تعرّض الذهبي الفم لمحاولتي اغتيال نجا منهما بأعجوبة ولما لم يرد قديسنا أن يعرّض الشعب المؤمن للمهانة وخطر الموت أكثر من ذلك قرّر تسليم نفسه. فودّع خاصته وخرج من الباب الشرقي للكاتدرائية فيما كانت الجموع تنتظره عند الباب الغربي وأسلم نفسه للعسكر. هذه المرة ودّعهم بلا رجعة. ودّعهم وارتحل إلى الشهادة فالموت.
وقد عبّر الذهبي الفم، فيما بعد، في رسالة وجهها إلى أسقف اسمه كيرياكوس عن موقفه الداخلي العميق حيال نفيه الأول والثاني فقال: "عندما أخرجوني من المدينة لم أكن قلقاً بل قلت لنفسي: إذا كانت الإمبراطورة ترغب في نفيي فلتفعل، للرب الأرض بكمالها إذا كنت ترغب في تقطيعي إرباً فحسبي أشعياء مثلاً. إذا كانت ترغب في رميي في المحيط فلي يونان. إذا ألقيت في النار فالفتية الثلاثة لاقوا المصير عينه. ولو ألقيت للوحوش ذكرت دانيال في جب الأسد. إذا كانت ترغب في رجمي بالحجارة فاستفانوس، اول الشهداء ماثل أمام عيني. عرياناً خرجت من بطن أمي وعرياناً أترك هذا العالم. وبولس الرسول يذكرني: لو كنت بعد أرضي الناس لم أكن عبداً للمسيح".

************************************

مجمع آخر يصدق على مجمع الطبق

في أواخر عام 403م التأم المجمع بتأييد من الأمبراطور فى القسطنطينية من حوالي مائة أسقف وأخفقت أفدوكسيا في إقناع البطريرك ثاوفيلس23 أن يحضر ليجدد حكمه على يوحنا ولم يجد الأساقفة ما يشتكون به على البطريرك فأعلنوا أنه ما كان له أن يتسلم شئون رعاية كنيسة القسطنطينية دون أن يبرئه مجمع آخر، وأن قرارات مجمع السنديانة قائمة يجب تنفيذها لكن لم يكن ممكنًا نفي الأب البطريرك، إذ كان الإمبراطور يعلم ما يجره عليه مثل هذا التصرف تحولت القسطنطينية إلى كتلة من الجحيم الإمبراطورة مع الأساقفة في حالة غليان يودون الخلاص من يوحنا لكنهم عاجزون والشعب يشعر بالتيارات التي تجتازها الكنيسة ولا يعرف ماذا يفعلون والبطريرك محصور بين حبه لشعبه وخوفه عليهم وسط هذا الجو المتأزم جاء عيد الميلاد، وعلى خلاف العادة لم يحضر الإمبراطور احتفالات الكنيسة بالكاتدرائية ولا اشترك في التناول من الأسرار المقدسة معتبرًا يوحنا معزولًا عن كرسيه! اقترب أيضًا عيد الفصح لعام 404 م.، والبطريرك شبه معتقل في دار الأسقفية لا يُسمح له بممارسة خدمته في الكنيسة فاضطر أركاديوس أن يأمره بالخروج من الكنيسة أما هو فأجابه قائلًا: [لقد تسلمت الكنيسة من يسوع المسيح ولا أستطيع التقصير في خدمتها فإن أردت لي أن أترك هذه الحظيرة المقدسة اطردني بالقوة.]  جاء سبت النور وكانت الكنيسة تستعد لتعميد طالبي العماد والسهر طوال ليلة العيد فطُرد الذهبي الفم من الكنيسة، وحظر عليه الخروج من قلايته ما طرد رجال الإكليروس الذين يميلون إليه من الكنائس التجأ الكهنة مع الشعب إلى الحمام الكبير الذي شيده قسطنطين الكبير، وحولوه إلى كنيسة يقضون فيه خدمة العيد، لكن سرعان ما دخل الجند وهجموا على الشعب، وتحول الحمام إلى عويل وبكاء وضرب الكهنة والشمامسة وطردوا بثياب الخدمة وتلطخت المعمودية بالدماء خرج المؤمنون خارج أسوار المدينة يقيمون الذبيحة في ميدان قسطنطين، ومنذ ذلك الحين صار الشعب يعقد اجتماعات -متى كان الوقت مناسبًا- تارة في موضع، وأخرى في موضع آخر... وصار أضداد البطريرك يسمونهم باليوحناويين تأزمت أحوال المدينة، فقد روى المؤرخ سوزومين، أن عبدًا كان يجري نحو دار الأسقفية، وإذا ما قبله أحد ليسأله عن سرّ جريه، يطعنه بخنجره. فالتف الشعب حوله، وأمسكوه، وأسلموه للقصر الإمبراطوري يتهمونه بمحاولة اغتيال البطريرك، طالبين إدانته. وفعلًا هدَّأ الوالي روعهم وأُلقى به في السجن، معلنًا لهم أن العدالة تأخذ مجراها هز هذا الحدث الشعب، وخاف كثيرون على حياة بطريركهم المعتقل داخل دار الأسقفية، وتناوب بعض المتحمسين حراسة الدار ليل نهار
************************************

 

وخرج ذهبى الفم إلى المنفى
بهذا الشعور خرج القديس يوحنا إلى المنفى. جرّوه جلادوه حتى الموت ثلاث سنوات وثلاثة أشهر باتجاه الحدود بين كيليكيا وأرمينيا، على قرية منعزلة اسمها كوكوزا ومن ثم نحو كومانا في بلاد البنطس. عانى من الحر وعانى من البرد. عانى من المرض وعانى من الإرهاق. في خوف من اللصوص وخوف من الأعداء. كم من مرة بلغ حدّ القبر ثم عاد. مرات ومرات استبدت به آلام الرأس وكابد الحمى. وهذا كله حمله في جسد ضعيف معطوب. وما كان أطيب على قلوب الجنود، مواكبيه، من أن يسقط صريعاً على الطريق هنا أو هناك. هذا كان عجّل في إتمامهم المهمة الموكولة إليهم وحصولهم على المكافآت والترقيات. ومع ذلك، ومن وسط المعاناة، ازداد قديسنا ثباتاً وتسليماً ورقة وإحساسا. أكثر الرسائل المئتين والاثنتين والأربعين المنسوبة إليه كتبها في تلك الفترة من حياته. وهذه وجهها إلى أساقفة في الشرق والغرب وإلى كهنة وشمامسة وشماسات ورهبان ومرسلين. وقد ضمنها وصفاً لأتعابه، ونصحاً لأصحابها في موضوعات شتى، كما شدّد وعزّى خراف الحظيرة وأوعز بضرورة دكّ المعابد الوثنية في فينيقيا واستئصال الهرطقة من قبرص، وحث على إيفاد المبشرين إلى بلاد الفرس وسكيثيا. رسالتان وجههما إلى أسقف رومية، وسبع عشرة إلى أوليمبيا الشماسة التي كان يكنّ لها محبة وتقديراً كبيرين.
المجد لله على كل شيء
وقد بدا لبعض الوقت أنه كان للذهبي الفم في المنفى دور وتأثير في أمور الكنيسة أكبر مما كان له وهو في كرسيه في القسطنطينية. فتنبّه المسؤلون في العاصمة المتملكة إلى خطورة الأمر، والحال هذه، فبعثوا بتوجيهاتهم إلى الجنود المرافقين ليوحنا أن يمنعوا عنه الرسائل ويزيدوا تضييقهم عليه. تلك كانت المرحلة الأخيرة من رحلة استشهاده. فقد أرهقه معذّبوه إلى درجة لم يعد بإمكانه تحملها. وفي موضع قريب من كومانا في بلاد البنطس ظهر له في الحلم قديس شهيد اسمه باسيليكوس كان موارى هناك وقال له: "تشدّد يا أخي فغداً نلتقي!". وفي صباح اليوم التالي طلب ثياباً بيضاء واشترك في سر الشكر ثم أسلم الروح. كلماته الأخيرة كانت: " المجد لله على كل شيء!". كان ذلك في الرابع عشر من شهر أيلول من العام 407 للميلاد، وكان قد أتم الستين من عمره والعاشرة من أسقفيته.


*

****************************************************************************************************************

صورة وخبر
شكلت «الموسيقي» فى حياة الفراعنة أهمية كبيرة، فمن يتأمل صورهم على جدران المعابد، يعرف أنها كانت تستخدم فى شتى نواحى الحياة، أثناء العبادة والصلاة، وفى الأفراح ومراسم تشييع الجثمان، وفى الحياة اليومية للتسلية والطرب أى فى جميع المناسبات، وكانوا يدركون جيدا قيمتها وفوائدها النفسية المختلفة فنرى فى المعابد، الموسيقى فى غرفة النوم، وأثناء الصيد، وأثناء جمع المحاصيل الزراعية، من بينها على سبيل المثال اللوحات الفرعونية الموجودة على جدارية معبد الأقصر التى ترجع لعصر توت عنخ آمون ـ الأسرة ١٨ فى الدولة الحديثة حيث نرى لوحة لأم تُرضع طفلها وعلى مقربة منها مغنى وعازف هارب فقد كانوا يعتبرون أن الموسيقى وسيلة لإدرار اللبن حيث توفر الهدوء للطفل وللأم أيضا هناك لوحات فرعونية تبرز الآلات الموسيقية وأشكالها، حيث يظهر الفراعنة وهم يمسكون آلاتهم الموسيقية ومن بينها الهارب والناى وآلات النفخ وآلة الكنار والقيثار. فالحضارة المصرية القديمة عرفت كل فصائل الآلات الموسيقية التى نعرفها اليوم سواء كانت آلات وترية أو آلات نفخ أو آلات إيقاعية، باستثناء الآلات الوترية ذات القوس فلم تعرفها الحضارة المصرية القديمة قال الدكتور وسيم السيسي عالم المصريات إن المصرى القديم أحب الفن فدفعه ذلك للإبداع، وهو ما يُعرف بالإتيان بالجديد، وأن الجانب المسؤول عن الإبداع فى المخ يكمن فى الشطر الأيمن، لا ينشط إلا بممارسة الفنون وأكد «وسيم» لـ«المصري لايت» أن «أفلاطون أوصى بعد الإقامة في مصر للدراسة لفترة تجاوزت 13 عامًا بأن يحرص الآباء على تعليم أولادهم الموسيقى المصرية» وأضاف أن «المصريين القدماء أول من وضعوا السلّم الموسيقي الذى بدأوه بخمس طبقات واختتموه بسبع ووصلوا للتون والنصف تون كما عرفوا ملحن الموسيقى والموزع بجانب المغني ووضعوا كل الأدوات الموسيقية التى نعرفها فى عصرنا الحديث ومنها العود والناي» وتابع : «الفن اليوناني والروماني بكل أنواعه مأخوذ من مصر، ولم يصل فنانو البلدين للدقة والفن اللذين عرفهما المصري القديم، وكان تقليدهما للفن المصري منبعًا أصيلًا لفنونهما». أما الدكتور أحمد صالح عالم المصريات، مدير عام آثار أسوان الأسبق فقال إن قدماء المصريين أبدعوا في الموسيقى ونقل عنهم الغرب والشرق، وهم مخترعو أغلب الآلات الموسيقية المستخدمة حاليًا، منها «القيثارة، الهارب، الناي، الناي المزدوج (الأرغول)، العود بكل أنواعه، الصناجات، والكنارة (الطنبور/ السمسمية)». وأضاف «صالح» كما أن المصريين القدماء هم من ابتدعوا وظيفة (المايسترو) الذي يوجّه الفرقة بيديه كما ابتدعوا (التخت) الموسيقي والغناء الجماعي (الكورال) الذي تصاحبه فرقة موسيقية، كما أن الفراعنة هم أول من مارسوا «الرقص التعبيري». وكشف «صالح» 3 مصادر رئيسية لاستقاء المعلومات حول الموسيقى الفرعونية: أولها التراتيل والقداس في الكنائس المصرية حيث يُعد الامتداد الوحيد الذي يمكن أن نستقي منه الألحان الفرعونية وثانيها الآلات الموسيقية القديمة من خلال طول الآلة وحجمها بالنسبة للجسد، وطول الأوتار وعددها أما المصدر الثالث فهو دراسة تفصيلية لمناظر الرقص والغناء في مصر القديمة.

من قراءات المؤرخ  / عزت أندراوس

من الكتب " الأقباط يصومون أسبوعا لهرقل"

يصوم الأقباط أسبوعا للإمبراطور البيزنطى هرقل بسبب أن اليهود ساعدوا الفرس عندما إحتلوا أورشليم فى هدم الكنائس وأجبروا الأطفال المسيحيين الذين ماتوا أهاليهم فى الحرب على التهود ولما إنتصر هرقل على الفرس ذهب اليهود إليه حاملين الهدايا خوفا من بطشة وأخذوا عهدا منه بعدم التعرض له وأعظاهمم صكا بالأمان ولما عرف المسيحيين ذهبوا لهرقل وذكروا له ما فعله اليهود بأولادهم وكنائسهم فقال لهم أنا أعطيتهم عهدا فقالوا له ستصوم الط,ائف المسيحية أسبوعا وكسر هرقل عهده وإنتقم من اليهود وألغت الطوائف المسيحية صوم هذا الأسبوع ما عدا الأقباط  ويمكن للقارئالإطلاع على الأبحاث فى الكتابين التاليين التى تبرهن أن جميع الكتيب التاريخية والأعجب أن كتاب " قطمارس الصوم الكبير حسب طقس الكنيسة القبطية " الذى يستخدمه الكهنة فى جميع الكنائس فى الصلوات يذكر صوم الأقباط لهرقل أسبوعا يمكنك الإطلاع على الكتاب الأول فى الأنترنت الذى فند فهم لأقباط بان هذا الأسبوع  أسبوع إستعداد أو أنه بدل السبوت والآحاد

(1) سرد "كتاب الأصل في أسبوع هرقل – الأغنسطس حسام كمال عبد المسيح " على شبكة الإنترنت وهو من كتاب تاريخى ذكر الكتابات التاريخية التى ذكرت  أن القباط يصومون أسبوعا لهرقل وما زال الأقباط يصومونه حتى اليوم بالرغم من إلغاء الطوائف الأخرى صوم هذا الأسبوع وذكر أيضا الذين يدافعون عن صوم أسبوع هرقل ويقولون أنه أسبوع إستعداد أو هو بدل السبوت والآحاد وخرج بنتيجة أنه أسبوع مضافا على صوم الأربعين وأن الأقباط يصومونه لهرقل -

(2)  الكتاب  الورقى " أصوامنا فى الماضى والحاضر أصولها الروحية وجذزرها التاريخية - القس كيرلس كيرلس راعى كنيسة مار جرجس خماروية - تقديم الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف والبهنسا - طبعة أولى سنة 1982م  إتخذ طريقا آخر بسرد أجزاء وردت عن صوم الأقباط أسبوع لهرقل فى كتاب كنسى تسير عليه الكنيسة القبطية فى أصوامها هو كتاب " قطمارس الصوم الكبير حسب طقس الكنيسة القبطية "

(3) مراجع الكنيسة القبطية الطقسية والتاريخية  باللغة العربية والأجنبية التى ورد فيها أن الأقباط يصومون لهرقل أسبوعا : 1– الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة – الأنبا إيسذوروس  2– الدر الثمين في إيضاح الدين – الأنبا ساويرس – إصدار كنيسة الملاك ميخائيل بطوسون . 3– مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة – ابن كبر -مكتبة المحبة 4– تاريخ الكنيسة القبطية – القس منسي يوحنا – مكتبة المحبة 5– كنيستي الأرثوذكسية ما أجملك – القس الدكتور بيشوي حلمي. 6– صوم نينوي والصوم الكبير – القس أثناسيوس المقاري. 7– فتح العرب لمصر -ألفريد بتلر – تعريب محمد فريد. 8- تاريخ الأمة القبطية - أ. ب. بتشر 9 - كتاب " قطمارس الصوم الكبير حسب طقس الكنيسة القبطية " - - القس كيرلس كيرلس

***********************************

– من هو هرقل ؟
يصوم الأقباط أسبوعا قبل صوم عيد القيامة الأربعينى  فمن هو هرقل هذا ؟ وما هو سبب صيامهم؟ هرقل
هو فلافيوس أغسطس هرقل وهو أمبراطور الأمبراطورية البيزنطية وولد في عام 575م في كبادوكيا وتولي السلطة عام 610 م بعد ان قام بثورة ضد الأمبراطور ” فوقا ” أو ” فوقاس ” وتولي الحكم في الفترة ما بين 5أكتوبر 610م و 11فبراير 641م ومات وعمره مابين 66-65 سنة .
********************************

الكتب التاريخية والكنسية تذكر صوم أسبوع هرقل
– أول من ذكر هذا السبب ” ساويرس بن المقفع ” إذا قال : ( فالأسبوع الأول ليس من الأربعين يوم الصوم بل نحن نصومه عبادة من أجل هرقل الملك لما قتل اليهود وفسخ العهد الذي كان عاهدهم به ) وقد ذكر أيضاً في المقالة الثامنة من كتابه ” الدر الثمين في إيضاح الدين ” حيث يقول : ( وذلك أن الأسبوع الأول ليس من الأربعين يوماً الصوم ، بل نحن نصومه عبادة من أجل هرقل الملك لما قتل اليهود ، وفسخ العهد الذي كان عاهدهم به ،فهو خبر مشهور في أخبار هرقل ولا حاجة إلي ذكره هنا ) كما يقول في موضع آخر في نفس المرجع ( وأما اليونان وأهل القسطنطية الذين نسميهم الروم ….فإنهم يصومون من أول الأسبوع الثاني الذي هو بدء صوم الأربعين يوماً .فأما أسبوع كفارة هرقل فلا يصومون …)

– يتحدث قطمارس الصوم الكبير ” تم طبعه في عهد البابا يوساب الثاني عام 1953م / 1669 ش ” عن صوم ثمانية أسابيع في الكنيسة القبطية، شاملاً أسبوع هرقل وذلك نقلاً عن ابن كبر وهذا طبقاً لمخطوط رقم 203 عربي بالمكتبة الأهلية بباريس ” وهو كتاب مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة ” وهو منسوخ في حبرية البابا يؤانس العاشر ، كما يستند ايضاً إلي ما كتبه ” سعيد بن بطريق ” .

– في كتابات ابن كبر يقول : ( والفرض علي جميع النصاري هو : صوم الأربعين التي صامها المسيح له المجد ،المتصل آخرها بجمعة الفصح ،ثم جمعة الصلب،وذلك يصام إلي آخر النهار ،ولايؤكل فيه حيوان ولاهو من حيوان دموي ،ثم الأربعاء والجمعة من كل أسبوع ،غير أيام الخمسين وعيدي الميلاد والظهور إذا أتفقا فيهما ويصامان إلي التاسعة علي ما شرح ، والأصوام الزائدة علي ذلك المستقرة في البيعة القبطية ،منها ما يجري مجري الصوم الكبير في التأكيد ،وهي جمعة هرقل التي قد صارت مقدمة الصوم الكبير وسببها ما تضمنته سير الآباء البطاركة ، أن هرقل لما ملك علي الروم حاصره كسري ملك فارس بالقسطنطية ست سنين متوالية ،خرج هرقل وتحيل وتوجه إلي بلاد كوشي وهو مشغول بحصار بلاد الروم ،وقتل أهل مملكته ونساء جيشه وفعل ما فعل وتغلب عليه ورحله عن بلاده ،وحضر هرقل إلي بيت المقدس فوجده خراباً ،وقد هدم اليهود الكنائس والقبر المقدس والإقرانيون وغيرها ،واحرقوا النصاري بالنار فسأله أهل القدس قتل جميع اليهود فاعتذر لهم بالأمان والإيمان الذي تقدم بها لهم ،فقالوا له : أما الأمان ،فقد علم كل أحد انهم احتالوا عليك فيه ،واما اليمين فنحن وجميع النصاري بكل الأقاليم نصوم عنك أسبوعاً في كل سنة علي ممر الأيام إلي أنقضاء الدهر ،فأمرهم هرقل بقتل اليهود ،فقتل منهم ما لا يحصي ،ولم يبق منهم إلا من اختفي وهرب إلي الجبال ، وكتب البطاركة والأساقفة إلي جميع البلاد بصوم اسبوع ،وهو الأسبوع الأول من الصوم ، وكان ذلك الوقت البطريرك علي الأسكندرية ” اندرانيكو السابع والثلاثون من البطاركة فأستقر هذا الحكم في الكنيسة القبطية إلي يومنا هذا )

– بعض التوضيحات للنص السابق :
– لم يرد في سير البطاركة أو تاريخ البطاركة والذي ينسب خطاً إلي ساويرس بن المقفع أسقف الأشمونين ما كتبه ابن كبر بخصوص صوم جمعة هرقل . – الملك الذي حاصر هرقل هو كسري الثاني 622-590م وهو ملك الفرس.
– يخطئ ابن كبر أو الناسخ لهذه المخطوطة بقوله : توجه إلي بلاد كوشي ولكن المقصود بلاد كسري ،وقد وردت كلمة كوشي في سائر المخطوطات.
– لما أحتل الفرس بلاد الشام انتهز اليهود هذه الفرصة فتنكلوا بالمسيحين الموجودين بالقدس ،ولما تمكن هرقل من هزيمة الفرس وردهم خاف اليهود نتيجة سوء فعلهم فأرسلوا إلي هرقل قبل أن يصل القدس لكي يعاهدهم علي حقن دمائهم وحفظ اموالهم ، فعاهدهم علي ذلك بدون أن يعلم بما صنعوه بالمسيحين ، فلما أجتمع المسيحين بهرقل اعلموه بما فعله اليهود وطلبوا إليه أن يقتل جميع اليهود .
– البطريرك اندرانيكو هو : البابا أندرونيكوس 623-616 م السابع والثلاثين من بطاركة الكنيسة القبطية ، والجدير بالذكر أنه لم يرد في سيرته أو البطريرك الذي يليه وهو البابا بنيامين الأول أية إشارة لصوم أسبوع هرقل.
– كما يذكر ابن كبر في كتاب ” مصباح الظلمة ” في حادثة استرجاع الأمبراطور هرقب لخشبة الصليب والتي بسببها عرف صوم الأسبوع الأول من الصوم الكبير وهو اسبوع هرقل وقد ورد ذكره ايضاً في كتاب ” المجموع الصفوي ” لابن العسال .

– في كتابات الصفي بن العسال :
نقرأ في المجموع الصفوي : (والأصوام الزائدة علي ذلك المستقرة في البيعة القبطية ، منها ما يجري مجري الصوم الكبير في التأكيد ،وهي جمعةهرقل مقدمة الصوم الكبير ) .

– في كتاب ” نظم الجوهر ” :
هذا الكتاب لسعيد بن بطريق940-877 م وهو من ابرز البطاركة الملكانين في مصر ،وكان طبيباًومجادلاً ومؤرخاً ويذكر عن جمعة هرقل ما يلي : ( وأهل مصر القبط يصومونها ” يقصد هنا جمعة هرقل ” إلا الشام والروم الملكية ،فإنهم بعد موت هرقل رجعوا يأكلون في هذه الجمعة ببضاً وجبناً وسمكاً )

– كما ورد ذكر أسبوع هرقل في كتابات : ورد ذكر هذا الأسبوع في كتابات ” جرجس بن المكين ” في القرن الثالث عشر وهو جرجس بن أبي الياسر أبي المكارم بن أبي الطيب والمعروف بإبن العميد وهو يشتهر أيضاً بابن المكين وقد ولد في مصر عام 1205 م ومات في دمشق عام 1273 م وله من الكتابات : – المجموع المبارك : وهو في جزئين الأول عن تاريخ العالم حتي الهجرة والثاني تاريخ المسلمين حتي موت الخليفة المستنصر عام 1118 م .

– مختصر البيان في تحقيق الإيمان : وهو المعروف بالحاوي . وقد ورد ذكر هذا الأسبوع في كتاب ” بدع الطوائف ” للأنبا بطرس أسقف مليج والذي لقبوه بالجميل ،وهو من علماء القرن الرابع عشر.

– ذكر أسبوع هرقل في كتابات المقريزي: حيث يذكر المؤرخ المقريزي عن هذا الأسبوع مايلي : ( ثم سار هرقل وأوقع اليهود وقيعة شنعاء أبادهم فيها حتي لم يبق منهم إلا من فر وأختفي ،فكتب البطاركة والأساقفة إلي جميع البلاد بإلزام النصاري بصوم اسبوع في السنة،فالتزموا بصومه إلي اليوم وعرفت عندهم بجمعة هرقل ) .

– كتاب تاريخ الكنيسة القبطية : يذكر المتنيح ” القس منسي يوحنا ” في كتابه تاريخ الكنيسة القبطية في سيرة الأنبا إبرام ابن زرعة ال62 في بطاركة الأسكندرية حيث يقول عنه : ( ومن مآثر البابا آبرام انه ادخل في الكنيسة القبطية فرض صوم نينوي الذي يصومه السريان وذلك لما حل اول الصوم الكبير صامت الكنيسة القبطية اسبوع هرقل فجاراهم البطريرك إذ لم يره لائقاً ان يكون فاطراً وأولاده صائمين ،ولما جاء ميعاد صوم نينوي فاقتدي به بنوه )

– كتاب الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة : ينتقد المتنيح الأسقف الأنبا إيسذوروس رئيس دير البراموس ” وقد ولد في حمص بسوريا وهاجر مع خاله القمص إشعياء السرياني إلي مصر ، ثم صار خاله وكيلاً لبطريركية الأسكندرية في عهد ثورة عرابي سنة 1880 م والتحق بدير البراموس في 12 يناير 1885 م ثم أصبح رئيساً للدير في 17 اكتوبر 1897 م ثم تنيح في 19 يناير 1942 م ” صوم هذا الأسبوع حيث يقول في الجزء الثاني من كتابه : ( وقال الأساقفة إنك أيها الملك في حل من هذا اليمين الذي أقسمته بخداع اليهود وسلامة النية ،ولكي تكون غير قلق البال ومرتاح الضمير من جهته ،نحن نأمر المسيحين أن يصوموا عنك اسبوعاً في أول الصوم الكبير إلي مدة أربعين سنة ،فاقتنع الملك بذلك ، وقد أبطلت كل الكنائس صوم هذا الصوم ماعدا الأقباط الأرثوذكس )

– كتاب فتح العرب لمصر : يذكر ألفريد بتلر في كتابه ” فتح العرب لمصر ” ان الأسبوع الأول من الصوم الكبير عند الأقباط لازال اسمه ” أسبوع هرقل ” فيقول ما يلي : ( ومازالوا به حتي أزالوه عن رأيه ،إما بعلو ضجيجهم ،وأما بالتماس الحجج لإحلاله من عهده ،ولعل الأمرين قد اجتمع علي ذلك.فأمر أن يجلي اليهود عن بيت المقدس ويمنعوا أن يعودوا بعد ذلك إلي ما بعد أسوار المدينة بثلاثة أميال .ولكن ذلك النفي لم يكن أشد عقوبة نزلت بهم ،فأنه يلوح لنا ان هرقل قد أجاب المسيحيين من رعيته إلي كل ما طلبوه من الانتقام .وهناك وقعت في اليهود قتلة تشبه أن تكون عامة ولكن البطريق ” البطريرك ” ومطارنته أرادوا أن يزيلوا وساوس الإمبراطور وان يطيبوا نفسه ،ويطمنئوا نفوسهم إلي ما كان ،فبعثوا في المدائن جميعها كتباً يأمرون فيها أن يصوم الناس اسبوعاً ،وأن تكون تلك سنة ابد الدهر ،ومازالت تلك السنة باقية إلي يومنا هذا .فإن أول اسبوع من الصوم الكبير عند القبط لايزال اسمه صوم هرقل . ويمكن ان نقول إن القبط اشتركوا في تلك المقتلة ” المذبحة ” لما كان بهم من نحل موجدة علي اليهود منذ ايام فتح الفرس للأسكندرية )

– تعليق علي النص السابق : العبارة الأخيرة التي يذكرها ” ألفريد بتلر ” من عنده ،ويحاول بها ان يبرر سبب إحتفاظ الأقباط وحدهم بهذا الأسبوع دون بقية الكنائس الشرقية ،فكان استنتاج خاطئاً وذلك لانه ليس في كتب التاريخ ما يدعم رأيه هذا ،كما انه قد شرح سبب احتفاظ الأقباط وحدهم بهذا الأسبوع وغيره من التقاليد القديمة الأخري ،فيشهد للأقباط في أحد مؤلفاته بقوله : ( إن الأقباط هم الذين يحفظون التقليد القديم ولا يفرطون فيه أبداً .المصريون يضيفون ولا يحذفون )

– القمص صموئيل تواضروس السرياني : يضيف قائلاً ( وقد ألحق اسبوع هرقل بالصوم الأربعيني المقدس وظلت الكنائس تمارسه إلي زمن بعيد إلي ان اسقطته آخيراً من حسابها ولم تحتفظ به إلا الكنيسة القبطية)

– القمص يوحنا سلامة : يقول ( أما الجمعة الأولي فالبعض يقول عنها أنها فرضت تذكاراً لخلاص مؤمني أورشليم بواسطة هرقل ) ثم يعلق علي ذلك قائلاً ( والأصوام الذين صموها لأجل ملكهم لا يصومونها تماماً بل جعلوها جمعة بياض )

– العالم الليتورچي الألماني ” بومشتارك ” : هذا الأسبوع غير معروف عند السريان الأرثوذكس والأرمن الأرثوذكس أيضاً ، اما الروم الأرثوذكس وما يتبعهم من الكنائس فقد تم تخفيف صرامة صوم هذا الأسبوع ،وفي ذلك يقول العالم الليتورچي ” بومشتارك ” : ( وفي زمان هرقل فإن الشرق اليوناني حاول التوفيق بين الممارسة العادية للصوم – اي أربعين يوماً صوماً – وبين التشدد الرهباني الذي حدده رهبان فلسطين للصوم الكبير بثمانية أسابيع ،وذلك بإنشاء ما عرف في الطقس البيزنطي بإسم ” ما قبل الصوم ” أو ” تمهيد الصوم ” وهو صوم مسموح فيه في التقليد البيزنطي بأكل الجبن ،حيث خففت صرامة الصوم في هذا الأسبوع عن باقي الأسابيع التالية له ) .

هذا كان عرض لما ورد في المراجع التاريخية والطقسية حول سبب وجود اسبوع الاستعداد ونسبته لحادثة هرقل مع اليهود ، وننتقل إلي الراي الثاني وهو الأستعداد للصوم والتدرج في العبادة والنسك وبعد مناقشة ألاراء التى تدافع على صوم هرقل فى الفصبل الرابع والثالث يخرج الكاتب بنتيجة رأي الأغلبية بعد أن قمنا بعرض كل الأراء والأسانيد المدعمة لكل منهم نعرض في هذا الفصل الرأي المرجح لدي أغلبية الدراسين والباحثين :
الرأي الاكثر غالبية هو أن هذا الأسبوع هو أسبوع هرقل وذلك للأسباب الأتية
– قدم الشهادات المدعمة لهذا الرأي وثقل وزن القائلين به في المجال الكنسي مثل الأنبا ساويرس بن المقفع أسقف الأشمونين والصفي بن العسال وابن كبر والمؤرخ المقريزي .
– ما ذكرته الكتب الطقسية للكنيسة مثل القطمارس .
– هذا الأسبوع ليس أستعداد للصوم الكبير ،لأن الأستعداد لا يكون بالصوم المباشر بل يكون بتناول أطعمة دسمة ثم أقل دسامة ثم اقل حتي نصل للصوم الكامل .
– من يذكره كاسبوع أستعداد يذكره كأسبوع هرقل أولاً ثم صار مقدمة للصوم الكبير وأستعداد له .
– ليس لإكتمال الأربعين يوم أو بدل السبوت ولو كان الأمر كذلك لصامته بقية الكنائس من أرثوذكس وكاثوليك ،والواقع انه لا تمارسه سوي الكنيسة القبطية ، كما تعتبره الكنيسة اليونانية انقطاع عن اللحوم فقط وتطلق عليه ” أسبوع هرقل ” .

الأسبوع الذي نصومه الآن
من الواضح أن حادثة قتل هرقل لليهود بسبب ما فعلوه بالمسيحين واقعة تاريخية ثابتة ورد ذكرها في أكثر من مرجع مسيحي وغير مسيحي وعلماء الكنيسة الذين ذكروا هذه الحادثة لا مصلحة لهم في تضليلنا او الكذب علينا بل سجلوا الحقيقة كما هي ، ولذلك ان كان هذا هو سبب إضافة هذا الأسبوع للصوم المقدس فنحن لا ننكر ذلك ولا نلوم علي أجدادنا الذين طلبوا هذا الأمر منا مقابل قتل هرقل لليهود لما فعلوه بهم قديماً .
ولكن الأسبوع الآن وإن كان سبب وضعه في الطقس غير مشروع وغير مقبول ، فكنيستنا القبطية الأرثوذكسية حولته من عادة تقليدية إلي فائدة روحية حيث أعتطه إسم أسبوع الإستعداد ووضعت له قراءت تلائم هدف الصوم الكبير وهو الجهاد الروحي كما نصومه مثل أيام الصوم وليس كالكنائس الأخري التي تسمح فيه بتناول الجبن واللبن والبيض ومنعت تناول اللحوم ونصليه بنفس طقس الصوم الكبير والألحان .
فنحن الآن لا نصوم كفارة للملك هرقل ولكننا نصومه كتوبة وكفارة عن خطايانا نحن تجاه الله ، حيث يعد كإنذار للمؤمنين يعلن لهم أقتراب ربيع السنة وهو الصوم الكبير وهو أفضل وقت لتنقية القلب والعقل حتي يسكن فيهم الله .
فالكنيسة لا تتمادي في أخطاء السابقين بل تحول من طبيعة العادة لتصبح سبب بركة ونعمة له
نطلب من الله ان يحفظ لنا كنيستنا ويبعد عنها كل قوي الشر بشفاعات امنا العذراء مريم ورئيس الملائكة ميخائيل .
آمين

المراجع
1– الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة – الأنبا إيسذوروس  2– الدر الثمين في إيضاح الدين – الأنبا ساويرس – إصدار كنيسة الملاك ميخائيل بطوسون . 3– مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة – ابن كبر -مكتبة المحبة 4– تاريخ الكنيسة القبطية – القس منسي يوحنا – مكتبة المحبة 5– كنيستي الأرثوذكسية ما أجملك – القس الدكتور بيشوي حلمي. 6– صوم نينوي والصوم الكبير – القس أثناسيوس المقاري. 7– فتح العرب لمصر -ألفريد بتلر – تعريب محمد فريد.

 

This site was last updated 03/26/19