Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير / شرح متى الاصحاح الثاني عشر (متى 12: 22- 50)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مقدمة تفسير متى
تفسير (مت 1: 1- 17
تفسير  (مت 1: 18
تفسير (مت 1: 19 - 24)
تفسير (متى 2: 1- 12
تفسير (مت 2: 13 - 23
تفسير (مت  3: 1-6
تفسير (مت 3: 7-12
تفسير (مت 3: 13-17
تفسير (متى 4 : 1- 11
تفسير (متى 4: 12- 17)
تفسير (متى 4: 18- 25
تفسير (متى5: 1-  12
تفسير (مت 5: 13- 26
تفسير  (متى 5: 27- 48
تفسير متى 6: 1- 15
تفسير متى 6: 16- 34
تفسير متى الإصحاح7
تفسير متى الإصحاح 8
تفسير متى 9: 1- 17
تفسير متى 9: 18- 38
تفسير متى 10: 1- 23
تفسير متى 10: 24- 42
تفسير متى الإصحاح 11
تفسير متى 12: 1- 21
تفسير متى 12: 22- 50
تفسير متى 13: 1- 32
تفسير متى 13: 33- 58
تفسير متى الإصحاح14
تفسير متى 15: 1- 20
تفسير متى 15: 21- 39
تفسير متى الإصحاح16
تفسير متى الإصحاح17
تفسير متى الإصحاح18
تفسير متى الإصحاح19
تفسير متى الاصحاح20
تفسير متى 21: 1- 22
تفسير متى 21: 23- 46
تفسير متى 22: 1- 22
تفسير متى 22: 23- 46
تفسير متى 23: 1- 22
تفسير متى 23: 23- 39
تفسير متى 24: 1- 22
تفسير متى 24: 23- 51
تفسير متى الإصحاح25
تفسير متى 26: 1- 25
تفسير متى 26: 26- 46
تفسير متى 36: 47- 75
تفسير (مت 27: 1- 26)
تفسير (مت 27 : 27- 44)
فسير (مت 27 : 45- 66)
تفسير متى الفصل 28
جدول بالتآريخ والحكام  بإسرائيل ومصر
إقتباسات متّى من العهد القديم
Untitled 8095
Untitled 8102
Untitled 8410
Untitled 8411

تفسير / شرح متى الاصحاح 12(متى 12: 22- 50) مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل الثامن

تفسير إنجيل يوحنا  تقسيم فقرات الإصحاح  الثانى عشر (متى 12: 22- 50)
3. الغلبة على الشيطان (مت  12: 22-37)
أولًا: المسيح ليس ببعلزبول
ثانيًا: مملكة الشيطان، وليست الكنيسة منقسمة على ذاتها
ثالثًا: هل يوجد من لم يجدّف على الروح القدس؟
رابعًا: هل يقصد بالتجديف المعنى الشامل، أم معنى خاص؟
أمثلة
خامسًا: المعنى الخاص الذي قصده بالتجديف على الروح القدس؟
هل يمكن الحكم على إنسان بالتجديف على الروح القدس؟
لماذا يغفر لمن يجدّف على ابن الإنسان ولا يغفر لمن يجدّف على الروح القدس؟
سادسًا: الظروف المحيطة التي نطق فيها السيّد هذه الكلمات
4. مفهوم الآية (مت  12: 38-45)
5. اتّحادنا معه بالقرابة الروحية بالمحبة (مت  12: 46-50)

معظم هذا الأصحاح يشرح المقاومة الشديدة للمسيح لسبب معجزاته وتعاليمه وقد جُمعت فيه الحوادث بقطع النظر عن أزمنتها.

تفسير انجيل متى الاصحاح الثاني عشر

3. الغلبة على الشيطان (مت  12: 22-37)

أولًا: المسيح ليس ببعلزبول
ثانيًا: مملكة الشيطان، وليست الكنيسة منقسمة على ذاتها
ثالثًا: هل يوجد من لم يجدّف على الروح القدس؟
رابعًا: هل يقصد بالتجديف المعنى الشامل، أم معنى خاص؟
أمثلة
خامسًا: المعنى الخاص الذي قصده بالتجديف على الروح القدس؟
هل يمكن الحكم على إنسان بالتجديف على الروح القدس؟
لماذا يغفر لمن يجدّف على ابن الإنسان ولا يغفر لمن يجدّف على الروح القدس؟
سادسًا: الظروف المحيطة التي نطق فيها السيّد هذه الكلمات

 

كان يسوع  كان يرد علي الفريسيين والكتبة ردود منطقية تحليلية قاطعة ليظهر سخافة مزاعمهم  وفتاويهم وكان الفريسيين والكتبة والكهنة وغيرهم يتباروا معه فى سرد معرفتهم بالتقايد الشفهية التى تناقض كثيرا ماورد فى العهد القديم  (مر ٣ :٢٣ -٢٧) ( لو ١١ :١٧ -٢٢ ) كانت هناك أربعة أمثلة مستخدمة: 1- (مت ١٢ :٢٥؛)  2 - (مت ١٢ :٢٧)  3 -  (مت ١٢ :٢٨ ) 4 -  (مت ١٢ :٢٩  )


تفسير (مت 12: 22)  حينئذ احضر اليه مجنون اعمى واخرس فشفاه حتى ان الاعمى الاخرس تكلم وابصر
 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

وردت معجزات شفاء لمسيح للمجانين الخرس الذين عليهم شياطين فى الأناجيل التالية (متّى ٩: ٣٢ ) فيما هما خارجان اذا انسان اخرس مجنون قدموه اليه. 33 فلما اخرج الشيطان تكلم الاخرس فتعجب الجموع قائلين: «لم يظهر قط مثل هذا في اسرائيل!»  ( مرقس ٣: ١١ ) والارواح النجسة حينما نظرته خرت له وصرخت قائلة: «انك انت ابن الله!» ( لوقا ١١: ١٤)  وكان يخرج شيطانا وكان ذلك اخرس. فلما اخرج الشيطان تكلم الاخرس فتعجب الجموع.
ذكر متّى هذه الحادثة ليبين مقاومة أخرى من رؤساء اليهود للمسيح، وإنذار المسيح الرهيب على أثر ذلك.
1) "مَجْنُونٌ أَعْمَى وَأَخْرَس"  يُفهم من القرينة أن عماه وخرسه كانا نتيجة سكنى الشيطان فيه. فمصيبته كانت من شر المصائب وأشد من مصيبة المجنون الذي ذُكر في (متّى ٩: ٣٢، ٣٣) لأن ذاك كان مجنونا مصاباً بالخرس فقط وليس مجنون وأخرس وأعمى.
 

تفسير  (مت 12: 23) 23 فبهت كل الجموع وقالوا: «العل هذا هو ابن داود؟» 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

كانت هذه الآية إحد الآيات المسيانية أى التى تشير إلى أن المسيح هو المسيا / المسيح الذى ينتظره اليهود (أش 29: 18)  ويسمع في ذلك اليوم الصم اقوال السفر وتنظر من القتام والظلمة عيون العمي  (أش 35: 5) حينئذ تتفقح عيون العمي واذان الصم تتفتح.  (أش 42:  7و 16)  لتفتح عيون العمي لتخرج من الحبس الماسورين من بيت السجن الجالسين في الظلمة  (مت 9: 27 و 35) (مت 14: 30) (مت 21: 14) وسرائيل نفسه كان ف حاجة لهذه الخدمة الشفائية التى أعلنها يهوه لشعبه فى عهده القديم لخاصته أى لللشعب المختار  (أش 6: 9- 10 ) قال اذهب وقل لهذا الشعب اسمعوا سمعا ولا تفهموا وابصروا ابصارا ولا تعرفوا. 10 غلظ قلب هذا الشعب وثقل اذنيه واطمس عينيه لئلا يبصر بعينيه ويسمع باذنيه ويفهم بقلبه ويرجع فيشفى (أش 42: 18- 22) وكانت معجزات الشفاء علام من العلامات التى يعرف بها بنى إسرائيل مسيحهم الذى إنتظروه بقرونا طويلة من الزمن فرفضوها نهم يريددون يسوعا على محاربا وملكا فاتحا يحمل السيف فى حروب يشتركون فيها ولكن المسيح جاء بنفسه وخاض الحرب ضد الشرير وأعوانه وإنتصر فيها

1) "فَبُهِتَ كُلُّ ٱلْجُمُوعِ " هذه المعجزة المثلثة الشفاء شفى فيها المسيح إنسانا كان (1) مجنونا (2) أعمى (3) أخرس وقد  أثرت في الناس تأثيراً غريباً، ومعنى كلمة  «بهت» أي تحير ودُهش كثيراً، وفغروا أفواههم فسألوا يعضهم هذا السؤال.
2) " أَلَعَلَّ هٰذَا هُوَ ٱبْنُ دَاوُدَ؟ " أي ألعله المسيح المنتظر الذي قالت النبوات إنه يكون نسل داود؟ (مزمور ١١٠). وابن داود لقبه الغالب على ألسنة اليهود.  فى اللغة اليونانية هذا السؤال يتوقع الإجابه عليه بالنفى!!! مع إمكانية أن تكون الإجابة بالإيجاب و ولقب "إبن داود هو لقب مسيانى أى لقب المسيح المنتظر (2صم 7) وقد ورد لقب "إبن داود" كثير فى إنجيل متى  وتسائلوا فى موضع آخر (مت 22:42) «ماذا تظنون في المسيح؟ ابن من هو؟» قالوا له: «ابن داود». وبينما رفض الفريسيين والكتبة وباقى مغلمى اليهود وكهنتهم الإعتراف بيسوع مسيحا / مسيا إلا أن المحتاجين للشفاء كانوا يصرخون فى ربوع أ{ض إسرائيل غرحمنا يا أبن داود فكان يشفيهم ( مت 9: 27) وفيما يسوع مجتاز من هناك تبعه اعميان يصرخان ويقولان: «ارحمنا يا ابن داود».م(مت 15: 22) واذا امراة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت اليه: «ارحمني يا سيد يا ابن داود. ابنتي مجنونة جدا»(.مت 20: 30) واذا اعميان جالسان على الطريق. فلما سمعا ان يسوع مجتاز صرخا قائلين: «ارحمنا يا سيد يا ابن داود».(مت 20: 31) انتهرهما الجمع ليسكتا فكانا يصرخان اكثر قائلين: «ارحمنا يا سيد يا ابن داود» (مت 21: 9) والجموع الذين تقدموا والذين تبعوا كانوا يصرخون: «اوصنا لابن داود! مبارك الاتي باسم الرب! اوصنا في الاعالي!».(مت 21: 15) فلما راى رؤساء الكهنة والكتبة العجائب التي صنع والاولاد يصرخون في الهيكل ويقولون: «اوصنا لابن داود» غضبوا
وسألوا ذلك لاستنتاجهم أنه لا يقدر على هذا العمل إلا المسيح (متّى ٩: ٢٧). وسؤالهم هذا أخاف الفريسيين وأغاظهم ووجعلهم يجدفون على المسيح فى الآية التالية .

تفسير  (مت 12: 24) 24 اما الفريسيون فلما سمعوا قالوا: «هذا لا يخرج الشياطين الا ببعلزبول رئيس الشياطين». 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

ليست هذه هى المرة الوحيدة لتى جدفوا عى المسيح ولقبوه بهذا اللقب (متّى ٩: ٣٤ )اما الفريسيون فقالوا: «برئيس الشياطين يخرج الشياطين». (مرقس ٣: ٢٢ ) واما الكتبة الذين نزلوا من اورشليم فقالوا: «ان معه بعلزبول وانه برئيس الشياطين يخرج الشياطين».
1) "
أَمَّا ٱلْفَرِّيسِيُّونَ فَلَمَّا سَمِعُوا قالوا" قالوا لبعضهم البعض أو ربما فكروا فى عقولهم فى ألاية السابقة أخرج يسوع الشياطين من مجنون أعمى وأخرس إنزعج الفريسيين من تساؤل الشعب ألعل هذا هو إبن داود فحقدوا وإغتاظوا منه فالعالم كله فى ذلك الوقت ذهب وراء المسيح والفريسيون هنا هم الكتبة (وهم قسم من الفريسيين) أتوا من أورشليم ليراقبوا أعمال المسيح وقواله ويمحو تأثيرها فى الشعب نهم راوا الشعب كله ينقاد إيه (مرقس ٣: ٢٢).واما الكتبة الذين نزلوا من اورشليم فقالوا: «ان معه بعلزبول وانه برئيس الشياطين يخرج الشياطين».  فالظاهر أن رؤساء الأمة اليهودية اضطربوا كثيراً من نجاح المسيح، ورأوا أنه من أهم الأمور أن يحفظوا مقامه ويمنعوا انتشار صيته بعد ذلك.

2) " هٰذَا لاَ يُخْرِجُ ٱلشَّيَاطِينَ إِلاَّ بِبَعْلَزَبُولَ رَئِيسِ ٱلشَّيَاطِينِ». فكان ردهم وتعليلهم للشعب هذه الإجابة والتى قالها قوم فى مكان أخر (لوقا ١١: ١٥) واما قوم منهم فقالوا: «ببعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشياطين».
3) " بعلزبول " بعلزبوب Beelzebub هو الشكل اليوناني للإسم بعل زبوب الإله الوثني الفلسطيني الذي كان يعبد في مدينة عقرون الفلسطينية في زمن العهد القديم. وهو مصطلح يعني "إله الذباب"
(٢ملوك ١: ٢، ٣، ٦). . وقد إكتشفت الحفريات في المواقع الفلسطينية القديمة تماثيل ذهبية للذباب. بعد زمن الفلسطينيين، قام اليهود بتغيير الإسم إلى "بعلزبول" المستخدم في العهد الجديد باللغة اليونانية، بمعنى "إله الروث". وكان هذا الإسم يشير إلى إله الذباب الذي كان يتم عبادته للحصول على الخلاص من إصابات تلك الحشرة. يعتقد بعض باحثي الكتاب المقدس أن بعلزبوب عرف أيضاً بأنه "إله الرجس"، والذي صار في ما بعد على فم الفريسيين إسم يحمل الإحتقار المرير. نتيجة ذلك، كان بعلزبوب إله الإزدراء بوجه خاص، وصار اليهود يستخدمون إسمه لوصف الشيطان. تتكون الكلمة من مقطعين: "بعل" الذي هو الإسم الكنعاني لآلهة الخصب في العهد القديم؛ و "زبول" بمعنى "مسكن ممجد". وعندما يستخدم المقطعين معاً يشكلان إسم للشيطان نفسه، رئيس الشياطين. وقد إستخدمت هذه الكلمة أولاً بواسطة الفريسيين لوصف المسيح في متى 10: 24-25. وقبل ذلك كانوا قد إتهموا المسيح بأن "رَئِيسِ الشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ" (متى 9: 34)، قاصدين بهذا بعلزبول (مرقس 3: 22؛ متى 12: 24).

 4) " رَئِيسِ ٱلشَّيَاطِينِ " اتهم الكتبة يسوع بمشاركة أنجس الأبالسة فى إخراج الشياطين بقوته الشريرة الذين هم دونه، فارتكبوا بذلك أفظع تجديف. ولا يزال أعداء الإنجيل إلى اليوم يلقبون المسيحيين بأقبح الألقاب وينسبون إليهم شر الأعمال .  وفيما يلى الألقاب التى لقب بها الشيطان فى الكتاب المقدس : -  (1) الشيطان: ومعناه خصم (أي 1: 6؛ 1 أخ 21: 1؛ مت 4: 10؛ لو10: 18). (2) إبليس: ولم يرد إلا بصيغة المفرد، ومعناه القاذف أو المجرِّب أوالمشتكي (مت 4: 1). (3) الشرير: (مت 6: 13). (4) أبوليون: ومعناه المهلك، وأبدون بنفس المعنى (رؤ 9: 11). (5) بعلزبول: وهو في الأصل اسم إله عقرون أعظم آلهة الفلسطينيين (2 مل 1:2|؛ مت 12: 24). (6) بليعال ( 2 :كو 6: 15). (7) ملاك الهاوية: (رؤ 9: 11). (8) رئيس هذا العالم: (يو 12: 31). (9) رئيس سلطان الهوا: (أف 2: 2). (10) أسد زائر: (1 بط 8:5) (11) الذي من البدء يخطئ: (1 يو 3: 8) (12) المشتكي: (رؤ 12: 10). (13) قتّال الناس، وكذاب (يو 8: 44). (14) الحية: (2 كو 11: 3). والحية القديمة (رؤ 12: 9) التنين العظيم (رؤ 12: 3، 9). (15) إله هذا الدهر: (2كو 4: 4). (16) الذي له سلطان الموت: (عب 2: 14).
غير أن “الشيطان” و”إبليس” هما أشهر أسمائه جميعاً، وقد دُعي بهما في الكتاب المقدس نحو تسعين مرة. وهناك أسماء أخرى عديدة جاء ذكرها في الكتاب المقدس كلها تدلنا على أعمال الشيطان أو صفاته، فيقول عنها حزقيال النبي: “أنت الكروب المنبسط المظلل. أنت خاتم الكمال، ملآن حكمة وكامل الجمال….”، وهذا هو اسم الشيطان قبل سقوطه. وهكذا تكلم الكتاب المقدس عن صفات كثيرة يمكن الرجوع إليها بالنسبة للباحثين.

تفسير  (مت 12: 25)  25 فعلم يسوع افكارهم وقال لهم: «كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب وكل مدينة او بيت منقسم على ذاته لا يثبت. 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَعَلِمَ يَسُوعُ أَفْكَارَهُمْ،" قال بعض المفسرين أن يسوع يستخدم قدرته فوق الطبيعية ليقرأ أفكار البشر وقال فى أماكن أخرى (مت ٩ :٤ )  فعلم يسوع افكارهم فقال: «لماذا تفكرون بالشر في قلوبكم؟"  (يوحنا ٢: ٢٥ ) ولانه لم يكن محتاجا ان يشهد احد عن الانسان، لانه علم ما كان في الانسان. ( رؤيا ٢: ٢٣)  فستعرف جميع الكنائس اني انا هو الفاحص الكلى والقلوب، وساعطي كل واحد منكم بحسب اعماله. "  البعض من الفسرين قال أنه قد يكون قد رآهم يتكلمون وسمع  تعليقاتهم  ولكن التفسير الأول هو الأصح
2)  " يَسُوعُ"  لم يرد فى أقدم المخطوطات اليونانية اسم يسوع ( P 21 ، א ، B ، D ) وبعض المخطوطات اللاتينية القديمة والسريانية والقبطية
3 ) " كُلُّ مَمْلَكَةٍ "
لقد كان يسوع يستخدم مجادلة منطقية تحليلية ليظهر سخافة مزاعم الفريسيين ردَّ يسوع على تهمتهم الفظيعة شديد الشناعة ؛ المُثيره للغيظ والألم  بدليل مبني على مبادئ سياسية يعرفها الجميع، وهي أن المملكة الواحدة إذا حارب بعضها بعضاً خربت لا محالة. ولا يوجد ملكاً أو سلطانا يبلغ به الجهل أن ينشئ حرباً بين رعاياه. فإذا استحال ذلك في ملك بشري فبالأولى أن يستحيل في أمر الشيطان الذي هو أحكم من الناس، كما أنه أشر منهم. فلا يتوقع أن يفسد عمله عمداً، وهو الذي بدأه منذ بداءة العالم. فمُهلك غيره لن يهلك نفسه.
فمن أوضح المبادئ أن ثبات المملكة متوقف على اتحاد رؤسائها واتفاقهم في الرأي والعمل. فمملكة الشيطان بأسرها مع ما بين جنودها من روح البغضة والخصام متحدة كل الاتحاد على مقاومة ملكوت المسيح.
4) " وَكُلُّ مَدِينَةٍ أَوْ بَيْت " ما قيل على المملكة ينطبق على المدينة والبيت. فإن حارب أو قاوم أو عادى بعض أهل مدينة بعضاً، وفلا بد أن تكون النتيجة خراب تلك المدينة أو ذلك البيت. فهل يجهل الشيطان أمراً واضحاً لكل إنسان؟ وهل يقلب عرشه بيده؟

تفسير  (مت 12: 26) .26 فان كان الشيطان يخرج الشيطان فقد انقسم على ذاته. فكيف تثبت مملكته؟ 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

ما قيل على المملكة والمدينة والبيت ينطبق على الشخص أيضا . فإن حارب الشيطان نفسه ما أمكنه أن يثبت، تهتز مملكته وتنهار قوته . فأورد المسيح هذا المثل  برهانا ودليى على إستحالة تهمتهم أنه شريك لعدوِّه الشيطان ، ومن العدوه بينهم تظهر إستحاله ظنهم أن الشيطان يساعده على إخراج شياطينه من الناس بعدما أرسلهم ليدخلوا فيهم ويعذبوهم، واستحالة منطفهم أن الشيطان يخرب بإحدى يديه ما يبنيه بالأخرى.
هناك سلسلة من جمل شرطية فئة أولى يُفترض عادةً أنها صحيحة من وجهة نظر الوحى أو لأجل أغراضه الأدبية، ولكنها هنا هي غير صحيحة (مت ١٢ :٢٦ و٢٧ ) ولكن الجملة الشرطية من الفئة الأولى التي في (مت ١٢ :٢٨ ) صحيحة وتنطبق على الحقيقة الواقعية.

تفسير  (مت 12: 27)  27 وان كنت انا ببعلزبول اخرج الشياطين فابناؤكم بمن يخرجون؟ لذلك هم يكونون قضاتكم!  
 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "أَبْنَاؤُكُم " أي أبناء أمتكم اليهود وتلاميذكم وأتباعكم. أى اليهود ("أبناؤكم") الذين يمارسون طرد الأرواح بوصفا ٍت وتجديفا ٍت سحرية (مر ٩ :٣٨) وقال يوحنا: «يا معلم راينا واحدا يخرج شياطين باسمك وهو ليس يتبعنا فمنعناه لانه ليس يتبعنا». وكان أولاد رئيس للكهنة يستخدمون إسم يسوع لإخراد شياطين (  أع ١٩ :١٣ )  فشرع قوم من اليهود الطوافين المعزمين ان يسموا على الذين بهم الارواح الشريرة باسم الرب يسوع، قائلين:«نقسم عليك بيسوع الذي يكرز به بولس!»
وفي هذه الآية يسوع يدافع عن نفسه بصورة أخرى غير الذى قاله فى الآية السابقة  بك يعنى فإن ما اتهموه به أن صحَّ عليه، صح على أبنائهم الذين يدَّعون أنهم يخرجون الشياطين، ويُصدِّق الناس أنهم يفعلون ذلك. ومع ذلك لا يتهمونهم بمشاركة للشياطين، فبأي حق يتهمون المسيح  بتلك التهمة الشنيعة؟ ويظهر ادعاء اليهود أن لهم قوة على إخراج الشياطين من (أعمال 19: 14) فقد كان لسكاوا رئيس كهنة لليهود سبعة بنين يدَّعون أنهم يملكون تلك القوة فى إخراد الشياطين ويستخدمون إسم يسوع أيضا، وذُكر مثل ذلك في تاريخ المؤرخ  اليهودى يوسيفوس. فلم يقل المسيح أنهم كانوا يُخرجون الشياطين حقاً. والمرجح أنهم لم يستطيعوا ذلك فى أحيان كثيرة بدليل ما قيل في (متّى ٩: ٣٣)  فعندما كان المسيح يُخرج شيطاناً كان المشاهدون يشهدون بأنه «لَمْ يَظْهَرْ قَطُّ مِثْلُ هذَا فِي إِسْرَائِيلَ!».
2) "يَكُونُونَ قُضَاتَكُمْ " أي يحكمون عليكم بالكذب وأنتم تقولون هذا لبغضكم وظلمكم وحقدكم  ، إذ تنسبون إلي ما لا تنسبونه إليهم، مع أن الفعل واحد. والأبناء يحكمون على آبائهم عقلياً لا لفظياً.

تفسير  (مت 12: 28) 28 ولكن ان كنت انا بروح الله اخرج الشياطين فقد اقبل عليكم ملكوت الله! 

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

ذكر المسيح في هذا العدد النتيجة التي كان على الكتبة أن يستنتجوها لو تبعوا أحكام عقولهم، ولو لم تكن قلوبهم عمياء قاسية.
1) " بِرُوحِ ٱللّٰه " ذكر ألإنجيلى متى أن يسوع أخرج الشياطين بروح الرب وفى لوقا أخرجها بأصبع الرب
( لو١١: ٢٠ )  ولكن ان كنت باصبع الله اخرج الشياطين فقد اقبل عليكم ملكوت الله. "  واصبع الرب تعنى قوته كما ورد فى (خر 8: 19) فقال العرافون لفرعون هذا اصبع الله.ولكن اشتد قلب فرعون فلم يسمع لهما كما تكلم الرب " ويعنى أصبع الرب أيضا كلمته التى أعطاهها لموس فى الوصايا العشر (خر 31: 18) ثم اعطى موسى عند فراغه من الكلام معه في جبل سيناء لوحي الشهادة لوحي حجر مكتوبين باصبع الله (تث 9: 10) واعطاني الرب لوحي الحجر المكتوبين باصبع الله وعليهما مثل جميع الكلمات التي كلمكم بها الرب في الجبل من وسط النار في يوم الاجتماع."  لا يمكن أن يخرج شيطانا بقوة الشيطان ولكن بقوة أكبر منه وهى قوة الرب وروحه . فإذاً لا بد من أن يكون بقوة روح الله، أي بقوة الله نفسه.
2) " أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ ٱللّٰه"
وظهرت قة الرب فى إخراج الشياطين شفاء الناس منها وتحجيم قوتها وأصبح الطريق مفتوحا لملكوت السماوات (لو 11: 20) ولكن ان كنت باصبع الله اخرج الشياطين فقد اقبل عليكم ملكوت الله."  الرب لا يعمل المعجزات ليثبت بها الكذب. فتبشير المسيح يسوع صحيحا هدفه الكل يأتون وإلى معرفة الحق يقبلون فقد أتى ملكوت الله ، ومُلك المسيح بدأ حينما أنبأ الأنبياء وتوقع اليهود مجيئة بعلامات غاية فى الدقة . ولو أن شيوخ اليهود أخطأوا فيتفسير النبوات ولكنها كانت واضحة . وملكوت السماء هذا برهان قاطع على أن المسيح أتى، وملكوته تأسس، ولو أن رؤساء اليهود لم يقتنعوا بذلك البرهان. وفيما يلى بعض النبوات التى تعتبر دليلا على ملكوت المسيح الذى أتى (دانيال ٢: ٤٤ )  وفي ايام هؤلاء الملوك يقيم اله السموات مملكة لن تنقرض ابدا وملكها لا يترك لشعب اخر وتسحق وتفني كل هذه الممالك وهي تثبت الى الابد.  (دا ٧: ١٤ )  فاعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والامم والالسنة.سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض  ( لوقا ١: ٣٣ ) ويملك على بيت يعقوب الى الابد ولا يكون لملكه نهاية».   ( لو١٧: ٢٠، ٢١)  ولما ساله الفريسيون: «متى ياتي ملكوت الله؟» اجابهم: «لا ياتي ملكوت الله بمراقبة 21 ولا يقولون: هوذا ههنا او: هوذا هناك لان ها ملكوت الله داخلكم»

 

ولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

المراد بروح الله هو الروح القدس . أما القديس افرام فيقول انه روح الله الذي قبله بالعماد .
( لو ص 11 : 30 ) وان كنت انا باصبع الله اخرج الشياطين الخ
المراد باصبع الله هو الروح القدس الذي يخرج من جوهر الآب وهو بالطبع كائن فيه كمثل الاصبع في يد الانسان . والكتب المقدسة تدعو الابن يمينا وذراعا كما ان الذراع من طبعه متصل بالجسم واليد والاصبع مساويتان بالجوهر للجسم كذلك الابن المكنى عنه باليد والروح بالاصبع مساويان للآب بالطبع اذا ان خروج الشياطين من الناس لم يكن الا بقوة الروح القدس المساوي بالجوهر للآب والابن وليس ببعل زبوب فباصبع الله كان يضع يده على المرضى ويشفيهم اذ حال لمسه الانسان باصبعه كان يخرج الشيطان . ثم المراد بملكوت الله ذلك النعيم الابدي الذي نناله بعدد القيامة . فكأنه يقول ان كنتم تؤمنون اني بقوة الروح المساوي لي بالطبع أخرج الشياطين فق اقترب منكم ملكوت الله وقال بعضهم ان المقصود من قوله ملكوت الله هو مجيئه اليهم لخلاصهم الا انهم لعمى قلوبهم لم يقدروا هذه النعمة الكبرى لكنهم رفضوها بعصيانهم . 

تفسير  (مت 12: 29) 29 ام كيف يستطيع احد ان يدخل بيت القوي وينهب امتعته ان لم يربط القوي اولا وحينئذ ينهب بيته؟

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 1) " َأمْ كَيْفَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ" فى هذه الآية أورد المسيح هنا مثلاً من الحوادث اليومية المألوفة ليقنع الشعب بأن ما يقوله الفريسيين عن أن مصدر قوته الشيطان هو ليس حقيقى وغير منطقى على الإطلاق  وفى هذا المثل يشير إلى عمل يسوع أ،ه يربط الشيطان ويسلب ممتلكاته الذين هم عبيده من البشر الذين سكن فى جسدهم ، وليبرهن صحة دعواه أنه يقاومه. فقال إنه إذا سُلب أحد الأغنياء لا يصدق أحدٌ أنه هو سلب نفسه، بل يؤكد الجميع أن السالب عدوٌ له أقوى منه. فكان يجب أن الكتبة عندما رأوا أن الشيطان فقد قوته وطُرد من حصنه يستنتجون أن من هو أقوى من إبليس رئيس هذا العالم التقى به وهزمه (يوحنا ١٢: ٣١ ) الان دينونة هذا العالم. الان يطرح رئيس هذا العالم خارجا.   ( بو ١٦: ١١).  واما على دينونة فلان رئيس هذا العالم قد دين. (إشعياء ٤٩: ٢٤ ) ويعرف الضالو الارواح فهما ويتعلم المتمردون تعليما  -

الرسل والسبعين تسلموا موهبة إخراج الشياطين تسلموها من المسيح (مت 10: 1) ثم دعا تلاميذه الاثني عشر واعطاهم سلطانا على ارواح نجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرض وكل ضعف (لو ١٠ :١٧ -٢٠ ) ولكن هذه الموهبة أخذوها قبل حلول الروح القدس فى يوم الخمسين
2) " بَيْتَ ٱلْقَوِيِّ "  أى نفس الإنسان الذي دخله الشيطان. .. ٱلْقَوِيّ أي الشيطان.
3) " وَيَنْهَبَ أَمْتِعَتَهُ،"  ينهب تعنى  أخذه قهرًا وبالمفهوم المسيحى يخلص ألإنسان من تملك الشيطان عليه ويطلقهم أحرارا من عبودية إبليس ،أمتعته عبيده من بنى البشر المأسورين بالقوى الشيطانية  فإخراج المسيح تلك الجنود وسكنه محلها في قلب الإنسان برهان على أنه أقوى من الشيطان، وأنه ربطه واستولى على بيته. لوقا ١١: ٢١ - ٢٣ )  حينما يحفظ القوي داره متسلحا تكون امواله في امان. 22 ولكن متى جاء من هو اقوى منه فانه يغلبه وينزع سلاحه الكامل الذي اتكل عليه ويوزع غنائمه. 23 من ليس معي فهو علي ومن لا يجمع معي فهو يفرق.

ولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

أراد بالقوي بعلزبول وذلك ليس لكونه قوياً من طبعه لكن بغباوتنا وتهاوننا جعلناه ان يتغلب علينا كما تغلب على الانسان الاول . واراد “ بامتعته “ الشياطين رفاقه فاني بهذا المثل يفند . عم اليهود في انه ببعل زبوب يخرج الشياطين لانه لا يعقل ان القوي يدع بيته ان ينهب ولا يدافع عن نفسه .
( لو ص 11 : 21 ) فانه يذهب بجميع اسلحته التي كان يعتمد عليها ويقسم غنائمه
فقد فسرها القديس افرام قائلا ان المسيح كسر الاصنام التي كان قد خطف الشياطين اسم اللاهوت ووضعوه عليها . واخذ نهيبته اي أخرجهم منها .
 

تفسير  (مت 12: 30) 30 من ليس معي فهو علي ومن لا يجمع معي فهو يفرق. 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

فى هذه الآية يقول المسيح  لنا هل أنت معاه أم ضده .. وأنت بلا عذر أيها الإنساناليوم يوم الإختيار ألآن جاء وقت الحصاد لقد وضعت الفأس على أصل الشجرة إما أن تكون تابع للمسيح فى تعاليمه ووصاياه أم تكون مع الشيطان لا يوجد شئ رمادى فى الوسط إما أنت مع النور أم مع الظلمة في هذا العالم مملكتين فقط، هما مملكة النور ومملكة الظلمة، أو مملكة الحق ومملكة الباطل، أو مملكة البر ومملكة الإثم، أو مملكة الله ومملكة الشيطان. وهاتان المملكتان متضادتان، لا تنتهي الحرب بينهما، وليس فيها صلح ولا هدنة. فكل مخلوق عاقل لا بد من أن يكون من إحدى تلك المملكتين في الدنيا وفي الآخرة، يشارك جنودها هنا في العمل، ويشاركهم هناك في الجزاء.
1) " «مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ" قال المسيح إنه والشيطان في حرب دائمة، وزاد على ذلك هنا أن كل من ليس معه هو عدوٌ له كالشيطان، وشريك لذلك الروح الشرير نه يعمل أعماله الشريرة . وكان الكتبة والفريسيين والكهنة وباقى معلمى الناوس ضده، فيكونون بذلك أعداءه وشركاء الشيطان، فبدل أن يثبتوا شركته للشيطان أثبت عليهم تلك الشركة عينها. وأظهر المسيح بهذا الكلام أن الحياد في تلك الحرب العظيمة بين ملكوته وملكوت الشيطان غير جائز، وأنه يحسب من لا يحارب معه بكل قوته عدواً له (رومية ٨: ٧). لان اهتمام الجسد هو عداوة لله، اذ ليس هو خاضعا لناموس الله، لانه ايضا لا يستطيع.
2) " وَمَنْ لاَ يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُفَرِّقُ " هذا مثل مأخوذ من عمل الحصاد حيث يحتاج المزارع لأيدى لجمع المحصول وإلا ستنفط الحبوب وتسقط على الأرض ، وهو به يوضح ويؤكد أن «مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ». فالذي لا يجمع النفوس مع المسيح للخلاص يبددها ويمنعها من الخلاص فيهلكها.

وكلمة " ضد المسيح " لم ترد هذه العبارة إلا في رسائل يوحنا ويراد بها من يقاوم المسيح ومن يدعي بأنه موضع المسيح،  أن قصد الوحى فى  يوحنا هو الإشارة إلى ذوي الآراء الهرطوقية بخصوص تجسد المسيح: "كل روح لا يعترف بيسوع أنه قد جاء في الجسد فليس من الله، وهذا هو روح ضد المسيح الذي سمعتم أنه يأتي والآن هو في العالم" (1 يو 4: 3)، "وكما سمعتم بأن ضد المسيح سيأتي. فقد قام الآن أضداد للمسيح كثيرون" (1 يو 2: 18)، "من هو الكذاب إلا الذي ينكر أن يسوع هو المسيح؟ ذلك هو ضد المسيح الذي ينكر الآب والابن" (1 يو 2: 22)، "فإنه قد انتشر في العالم مضلون كثيرون لا يعترفون بأن يسوع المسيح أتى في الجسد ومن كان كذلك فهو المضل والضد للمسيح" (2 يو 7). والحاصل أن ضد المسيح هو من أنكر التجسد واتحاد لاهوت المسيح بناسوته، ومن جملتهم سرِنْثَس وغيره. وربما تشير العبارتان: "إنسان الخطيئة" في (2 تس 2: 3) و"الوحش" في (رؤ 13: 2) إلى ضد المسيح.
لا يوجد ذكر صريح لـ"ضد المسيح" إلا في رسائل الرسول يوحنا حيث يرد ذكره أربع مرات (1يو 2: 18و22، 4: 3،2يو 7). فيقول يوحنا: " أيها الأولاد هي الساعة الأخيرة. وكما سمعتم أن ضد المسيح يأتي، قد صار الآن أضداد للمسيح كثيرون.من هنا نعلم أنها الساعة الأخيرة" (1يو 2: 18). فواضح أن يوحنا الرسول كان ينتظر ظهور شخص هو بالتحديد "ضد المسيح" أي مقاوم عنيد للرب يسوع المسيح. كما يقول إن كثيرين من الأنبياء الكذبة هم "أضداد المسيح". ويقول إن هذا دليل على اقتراب الساعة الأخيرة.
ويوصف "ضد المسيح" بأنه "ينكر أن يسوع هو المسيح"، وبذلك "ينكر الآب الابن" (1يو 2: 22)، أي أنه ينكر أن يسوع هو الله. وفي (1يو 4: 30) نجد إشارة إلى "روح ضد المسيح الذي سمعتم أنه يأتي" أي سيأتي في المستقبل، "والآن هو في العالم" وهو "لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد"، ولذلك فهو "ليس من الله".
ونجد في (2يو7)، إشارة أكثر تحديداً من ينكرون حقيقة التجسد، فيقول الرسول يوحنا: "لأنه قد دخل إلى العالم مضلون كثيرون لا يعترفون بيسوع المسيح آتياً في الجسد، هذا هو المضل وضد المسيح"، فكان يوحنا يتنبأ عن هرطقة "الدوسيتية" التي كانت ترى أن المسيح لو يأت في الجسد حقيقي ، أي أنها تنكر ناسوت المسيح. ومن هذه الإشارات الأربع، يتضح لنا أن "ضد المسيح" هو أساساً مفهوم لاهوتي يرفض المسيح أو ينادي بأفكار هرطوقية تمس شخص المسيح.

 

ولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي كيف مكن للشياطين الذين هم ضدي ان يتفقوا معي حتى اني بواسطة رئيسهم أخرجهم من الناس . وهم الذين اذا اردت ان اقرب الانسان الى الله وعلمته ان يعمل الصالحات يسعون جهدهم ليبعددوه عن الله ويحملوه على ان يصنع الشر والعصيان . ورب سائل يسأل قائلاً كيف يقول المسيح في غير موضع ان من لم يكون ضدكم فهو معكم وهنا يقول من ليس هو معي فهو علي ؟ فنجيب ان قوله من ليس هو ضدكم فهو معكم خصيصاً بتلاميذه والذين كانوا معهم ز اما قوله هنا المراد منه ليس الشياطين فقط بل كل من كان ضده من اليهود فساواهم بالشياطين لانهم كانوا يضادونه كالشيطان ويبددون ما كان يجمع .

تفسير  (مت 12: 31)  31 لذلك اقول لكم: كل خطية وتجديف يغفر للناس واما التجديف على الروح فلن يغفر للناس. 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

( لوقا ١٢: ١٠ ) وكل من قال كلمة على ابن الانسان يغفر له واما من جدف على الروح القدس فلا يغفر له. ( أعمال ٧: ٥١ ) «يا قساة الرقاب، وغير المختونين بالقلوب والاذان! انتم دائما تقاومون الروح القدس. كما كان اباؤكم كذلك انتم! ( عبرانيين ٦: ٤ - ٦ ) لان الذين استنيروا مرة، وذاقوا الموهبة السماوية وصاروا شركاء الروح القدس، 5 وذاقوا كلمة الله الصالحة وقوات الدهر الاتي، 6 وسقطوا، لا يمكن تجديدهم ايضا للتوبة، اذ هم يصلبون لانفسهم ابن الله ثانية ويشهرونه.  ( عب١٠: ٢٦ - ٢٩ )فانه ان اخطانا باختيارنا بعدما اخذنا معرفة الحق، لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا، 27 بل قبول دينونة مخيف، وغيرة نار عتيدة ان تاكل المضادين. 28 من خالف ناموس موسى فعلى شاهدين او ثلاثة شهود يموت بدون رافة. 29 فكم عقابا اشر تظنون انه يحسب مستحقا من داس ابن الله، وحسب دم العهد الذي قدس به دنسا، وازدرى بروح النعمة؟ 
اكتفى المسيح بما قاله من العدد ٢٥ - ٣٠ بالرد على الكتبة بدعواهم أنه شريك الشيطان، وأخذ هنا يبكتهم على تجديفهم عليه وبغضهم له بأن يظهر لهم فظاعة إثمهم وشر العقاب الذي عرضوا أنفسهم له.
" لاَ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ وَلاَ فِي ٱلآتِي"  يوضح الإنجيل بحسب مرقس ذلك بقوله «وَلكِنْ مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَيْسَ لَهُ مَغْفِرَةٌ إِلَى الأَبَدِ، بَلْ هُوَ مُسْتَوْجِبٌ دَيْنُونَةً أَبَدِيَّةً» (مرقس ٣: ٢٩) وقد قسم اليهود الزمان كله إلى قسمين عظيمين: الحاضر، والمستقبل. وسمّوا الأول «هذا العالم» والثاني «العالم الآتي». فذكر متّى القسمين بمعنى أن ذلك الذنب لن يُغفر أبداً. فإذاً الخطايا قسمان: قسم يُغفَر وقسم لا يُغفَر. فكما أن الذي يُغفر يُغفر إلى الأبد، كذلك الذي لا يُغفَر لن يغفر إلى الأبد. ولا صحَّة لزعم البعض أن بعض الخطايا تُغفر في العالم الآتي وإن لم تُغفر هنا.
1) "ِذٰلِكَ أَقُولُ لَكُمْ"  أي لتهمتكم الملفقة التى ليس لها أساس أو بها عل صحتها وناتجة عن الحسد والبغض والكراهية م إنجذاب الشعب وراء يسوع .
"أَقُولُ لَكُمْ " أي أنا شفيت ابنائكم  وابناء بنى شعبى إسرائيل بالقوة الإلهية ، أقول لكم أيها االفريسيين والكتبة  الذين تتهمونني كذباً.
2) " كُلُّ خَطِيَّةٍ وَتَجْدِيفٍ يُغْفَرُ لِلنَّاس" ٍ مهما كانت شديده الشناعة  يمكن أن تُغفر إلا الخطية التي ذكرها بعد ذلك. أى خطية وحتى خطايا الهرطقات "التجديف " نغفر له ةخطية التجديف  عى الروح القدس  هى خطية موت
( ١يوحنا ٥: ١٦) ان راى احد اخاه يخطئ خطية ليست للموت، يطلب، فيعطيه حياة للذين يخطئون ليس للموت. توجد خطية للموت. ليس لاجل هذه اقول ان يطلب. 17 كل اثم هو خطية، وتوجد خطية ليست للموت "
3) " وَأَمَّا ٱلتَّجْدِيفُ عَلَى ٱلرُّوحِ فَلَنْ يُغْفَرَ لِلنَّاس"
وكلمة تجديف باللغة العربية تعنى:  لم يؤمن بالرب  أو بأعماله وتعاليمه ، أَو بالنبوَّة ، أَو بالشريعة ، أَو بها كلها  هذه الآية التى تشير إلى التجديف على الروح القدس غالباً ما تدعى "الخطيئة التي لا تغتفر". مما ورد في (مر 3: 28- 30)  الحق اقول لكم: ان جميع الخطايا تغفر لبني البشر والتجاديف التي يجدفونها. 29 ولكن من جدف على الروح القدس فليس له مغفرة الى الابد بل هو مستوجب دينونة ابدية». 30 لانهم قالوا: «ان معه روحا نجسا».   أوضح السيد المسيح بما لا يدع مجالا لأى شك أنه يخرج الشياطين بالروح القدس روح الرب (مت 12: 28) 28 ولكن ان كنت انا بروح الله اخرج الشياطين فقد اقبل عليكم ملكوت الله!  " وقال أيضا أنه يخرج الشياطين بإصبع الله (لو 11: 20) ولكن ان كنت باصبع الله اخرج الشياطين فقد اقبل عليكم ملكوت الله.  " 
أ . تجديف على الروح القدس بالفكر أو بالكلام :  وهنا يمجرد أن فكر الفريسيين فى عقولهم أن الروح القدس وإصبع الله الذى يخرج به المسيح الشياطين هو   (مت 12: 24) 24 اما الفريسيون فلما سمعوا قالوا: «هذا لا يخرج الشياطين الا ببعلزبول رئيس الشياطين». أ ى أنهم مجرد فكروا فى عقولهم  عن الروح القدس أنه روح شيطانى شرير نجس والفريسيين (مت 12: 25)  25 فعلم يسوع افكارهم وقال لهم " أ انها خطية فكر لم تخرج بالقول ومع ذلك رد عليهم يسوع وأدانهم بخطية التجديف التى لا تغتفر هؤلاء هم معلمين بنى إسرائيل المفروض أن يعرفوا الروح القدس الأقنوم الثالث  وكان روح الله فى العهد القديم  يصنع قوات وعجائب علي يدي الأنبياء والقديسين و الرسل، واستطاعوا أن يقيموا الموتى مثل إيليا (1مل17: 17) وأليشع النبي (2مل4:35) وان يشفوا كل مرض في الشعب كشفاء نعمان السرياني (سفر الملوك الثاني 5: 14) وان يخرجوا الشياطين والأرواح الشريرة كالرسل الأطهار (سفر أعمال الرسل 19: 11) وفي (رو15: 18)
ب .
تجديف على الروح القدس  بالقول :   (مر 3: 28- 30)  الحق اقول لكم: ان جميع الخطايا تغفر لبني البشر والتجاديف التي يجدفونها. 29 ولكن من جدف على الروح القدس فليس له مغفرة الى الابد بل هو مستوجب دينونة ابدية». 30 لانهم قالوا: «ان معه روحا نجسا».
ج  . تجديف على الروح القدس بالعمل والفعل :  فى هذه الآية وفى خطية لا تغتفر لا فى هذا الدهر ولا الآتى  لأن الذين فعلوها فعلووها عن سبق الإصرار والترصد وعن قصد
وسبب ذلك أن ليس لهذه الخطية مغفرة، إذ لا يرتكبها إلا الذين حصلوا على أحسن معرفة بالحق كالكتبة الذين شاهدوا براهين لاهوت المسيح بمعجزاته (عبرانيين ٦: ٤ - ٧ و١٠: ٢٦، ٢٧)؛ وأن مرتكبها لا يمكن أن يتوب ويطلب المغفرة لأن الذي يأتي بالخاطئ إلى التوبة هو الروح القدس الذي أغاظه الخاطئ بمقاومته عمداً حتى فارقه.
 وسبب ذلك أن ليس لهذه الخطية مغفرة، إذ لا يرتكبها إلا الذين حصلوا على أحسن معرفة بالحق كالكتبة الذين شاهدوا براهين لاهوت المسيح بمعجزاته (عبرانيين ٦: ٤ - ٧ )  لان الذين استنيروا مرة، وذاقوا الموهبة السماوية وصاروا شركاء الروح القدس، 5 وذاقوا كلمة الله الصالحة وقوات الدهر الاتي، 6 وسقطوا، لا يمكن تجديدهم ايضا للتوبة، اذ هم يصلبون لانفسهم ابن الله ثانية ويشهرونه. 7 لان ارضا قد شربت المطر الاتي عليها مرارا كثيرة، وانتجت عشبا صالحا للذين فلحت من اجلهم، تنال بركة من الله. ( عب ١٠: ٢٦، ٢٧) بل قبول دينونة مخيف، وغيرة نار عتيدة ان تاكل المضادين. 28 من خالف ناموس موسى فعلى شاهدين او ثلاثة شهود يموت بدون رافة. " ؛
 وأن مرتكبها لا يمكن أن يتوب ويطلب المغفرة لأن الذي يأتي بالخاطئ إلى التوبة هو الروح القدس الذي أغاظه الخاطئ بمقاومته عمداً حتى فارقه.
والذين في خطر الوقوع في هذه الخطية هم أولاد المسيحيين إذا بقوا بلا توبة، والعاملون في بيوت الأتقياء، والذين واظبوا على سماع الوعظ والإنذار ولم يتأثروا. والذين في خطر مقاومة الروح القدس هم الذين يرفضون تنبيهاته وتوبيخاته، ويتخذون فعله في تجديد القلب موضوعاً للهزء والضحك، لأنهم مشغولون بالملاهي والملذات الدنيوية.
4) " لاَ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ وَلاَ فِي ٱلآتِي"  يوضح مرقس ذلك بقوله «وَلكِنْ مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَيْسَ لَهُ مَغْفِرَةٌ إِلَى الأَبَدِ، بَلْ هُوَ مُسْتَوْجِبٌ دَيْنُونَةً أَبَدِيَّةً» (مرقس ٣: ٢٩) وقد قسم اليهود الزمان كله إلى قسمين عظيمين: الحاضر، والمستقبل. وسمّوا الأول «هذا العالم» والثاني «العالم الآتي». فذكر متّى القسمين بمعنى أن ذلك الذنب لن يُغفر أبداً. فإذاً الخطايا قسمان: قسم يُغفَر وقسم لا يُغفَر. فكما أن الذي يُغفر يُغفر إلى الأبد، كذلك الذي لا يُغفَر لن يغفر إلى الأبد. ولا صحَّة لزعم البعض أن بعض الخطايا تُغفر في العالم الآتي وإن لم تُغفر هنا.
 وَأَمَّا ٱلتَّجْدِيف التجديف أكبر من الحلف، لأنه أعظم إهانة لله ودينه، ولأنه يُرتكب عن عمد.
ج . تجديف على الروح القدس برفض عمله فينا بالإيمان : التجديف على الروح القدس، هو الرفض الكامل الدائم لكل عمل للروح القدس في القلب..  رفض يستمر مدى الحياة. وطبعًا نتيجة لهذا الرفض، لا يتوب الإنسان، فلا يغفر الله له.
والذين في خطر الوقوع في هذه الخطية هم أولاد المسيحيين إذا بقوا بلا توبة، والعاملون في بيوت الأتقياء، والذين واظبوا على سماع الوعظ والإنذار ولم يتأثروا. والذين في خطر مقاومة الروح القدس هم الذين يرفضون تنبيهاته وتوبيخاته، ويتخذون فعله في تجديد القلب موضوعاً للهزء والضحك، لأنهم مشغولون بالملاهي والملذات الدنيوية.
عَلَى ٱلرُّوحِ شرح المقصود بالتجديف على الروح في العدد الآتي.
**********
الروح القدس فى المفهوم الإنجيلى
أصفات وسمات الروح القدس
هو "روح قدس الله" (أي، ruach ) هو قوة  إلهية تُنجز مقاصد الرب، ولكن لم تشير إلى أن تلك القوة كانت شخصية أو متميزة ولكن في العهد الجديد ، نقرأ  فيه أن الروح القدس  تفاصيل كاملة عن أقنوميتة وشخصيتة ا
1 -يمكن أن يُجدّف عليه (مت ١٢ :٣١؛) ( مر ٣ :٢٩ )
2 - يعلم  (لو ١٢ :١٢) ( يو ١٤ :٢٦ )
3 - يشهد  
4 - يبكت ويرشد (يو 16: 7- 15)
5 - يتم وصفه والحيث عنه له عمل مستقل متميز بعبارة "الذى هو"  " (أي" ، hos ،" (أف ١ :١٤ )

6 -
يمكن أن يحزن (أف ٤ :٣٠ )
7 - يمكن أن يُطفأ (١ تس ٥ :١٩ )
8 - يمكن أن يُقاوم ( أع ٧ :٥١ )
9 - يحامى عن المؤمنين  (يو 14 : 26) (يو 15: 26) ( يو 16: 7) 
10- -يمجد الابَن (يو ١٦ :١٤ )

فيما يلى الآيات الثلاثة التى تشير إلى الثالوث القدوس تتحدث أيضاً عن ثلاثة أقانيم
1 - مت 28: 19)
2 - ( 2كور 13: 14)
3 - ( 1بط 4: 30)

غالباً ما يستخدم العهد الجديد صفة الإشارة المذكرة رغم أن الكلمة اليونانية "روح" (pneuma حيادية،)  راجع (يو 16: 8 و 13- 14)
الروح القدس يرتبط بأعمال بشرية .
 1 - (أع 1: 26)
2 - ؤو 8: 26)
3 - 1 كور 12: 11)
4 - أف 4: 20)

ظهر الروح القدس فى العهد القديم ولكنه بصورة قوية فى أول بداية أعمال الرسل (كما نرى في إنجيل يوحنا). ولهذا قيمكننا أن نقول أن يوم الخمسين لم يكن بداية عمل الروح ً وكبيراً بل فصلاً جديداً . كان لدى يسوع دائماً القدس،
ومعموديته لم تكن بداية عمل الروح القدس، بل فصلاً جديدا لنشأة الكنيسة من خدمة فعالة حية بالروح القدس . يسوع لا يزال المحور، فالروح القدس لا يزال الوسيلة الفعالة ومحبة الآب، ومغفرته، واسترداد كل البشر الذين ُخلقوا على صورته هي الهدف )

ولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

قصد بهذا تخويف اليهود وارهابهم لعلهم يتوبون فكأنه يقول لهم انكم اذا تبتم على ما اقترفتموه نحوي من الخطايا كتجديفكم علي وتسميتكم لي مضلاً ومجنوناً وسامراً مدعين اني غير حافظ للناموس واني لست من الله غفرت ذلك لكم . اما اذا جدفتم على الروح القد س الذي به أخرجت الشياطين وشفيت المرضى ونسبتم الاعاجيب التي صنعتها بقوته الى الشياطين فلا يغفر لكم ذلك لا في هذا العالم ولا في العالم الآتي . ورب معترض يقول اذا كان التجدف عليه يغفر والتجديف على الروح لا يغفر أصبح الابن اذاً أحط شأناً من الروح القدس ؟ فنجب انه لم يقل ان التجديف على الروح لا يغفر على الاطلاق الا اذا كانوا لا يتوبون على هذا التجديف لان كثيرين من الذين قد جدفوا على الابن ولم يتوبوا فما غفر لهم كما ان كثيرين جدفوا على الروح ثم تابوا فغفر لهم . ثم ان التجديف عله أخف من التجديف على الروح لانه ربما كان للمجدفين عذر وهو رؤيته لابساً جسدا . اما في تجديفهم على الروح فلا عذر لهم في ذلك لان الكتب والانبياء تكلموا عنه وأخبروا به .

تفسير   (مت 12: 32) 32 ومن قال كلمة على ابن الانسان يغفر له واما من قال على الروح القدس فلن يغفر له لا في هذا العالم ولا في الاتي. 
 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

هذ ه الآية شرح وتوضيح للآية  ٣١. والتجديف على الروح القدس إنكار قوة الروح و القول بأنه ليس روح الله بل روح شيطانية  أو هو الاسترسال في عدم الإيمان رغم معرفة حقيقة الروح ، والقول بأن روح الرب هو روح نجس هو  زيادة التحقير للصواب حتى يعتاد القلب على العمى الروحي فلا يقتنع لأنه لا يريد الاقتناع، لذلك لا يغفر له أبداً ، الخطية التى لا تتفر هو إنكار المسيحية بعد أن أخذ الروح القدس فى العماد
1) " عَلَى ٱبْنِ ٱلإِنْسَان" أى على المسيح في اتضاعه، أي وهو في صورة عبد على الأرض (فيلبي ٢: ٧). لكنه اخلى نفسه، اخذا صورة عبد، صائرا في شبه الناس. "  فيكون قصده أن الطعن فيه نتيجة للجهل وعدم المعرفة (ما دام لاهوته محجوباً) إثم يُغفر. وواضحٌ أن ذلك الغفران يُنال على شرط أن يكون مقروناً بالتوبة وطلب المغفرة. ومن أمثال ذلك تعييرهم إياه بأنه من الناصرة (يو 1: 46)  فقال له نثنائيل: «أمن الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح؟» قال له فيلبس: «تعال وانظر». ، وأنه محب للعشارين والخطاة، وأنه أكول وشريب خمر. (مت 11: 19) جاء ابن الإنسان يأكل ويشرب، فيقولون: هوذا إنسان أكول وشريب خمر، محب للعشارين والخطاة. والحكمة تبررت من بنيها» ومن أمثاله ما ارتكبه شاول الطرسوسي قولاً وفعلاً.
2) " وَأَمَّا... عَلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُس"  المقصود بهذا أن الروح القدس شهد أن يسوع هو المسيح،(يو(15: 26)  «ومتى جاء المعزي الذي سارسله انا اليكم من الاب، روح الحق، الذي من عند الاب ينبثق، فهو يشهد لي "  فكانت مقاومة الكتبة له بالبغض والإهانة زمقاومة للروح القدس نفسه هو التجديف بعينه ، وذلك إثم لا يغفَر لا فى هذا الدهر ولا الآتى  (مرقس ٣: ٣٠).لانهم قالوا: «ان معه روحا نجسا».  لقد نسبوا القوة التي صنع بها المسيح المعجزات إلى الشيطان، والمسيح صنعها بقوة الروح القدس، فيكونون قد أإتهموا روح القدوس مصدر كل خير هو من الشيطان مصدر كل شر، وهذا أفظع تجديف.
3) " فَلَنْ يُغْفَرَ لَه " وسبب ذلك أن ليس لهذه الخطية مغفرة، إذ لا يرتكبها إلا الذين حصلوا على أحسن معرفة بالحق كالكتبة الذين شاهدوا براهين لاهوت المسيح بمعجزاته (عبرانيين ٦: ٤ - ٧ )  لان الذين استنيروا مرة، وذاقوا الموهبة السماوية وصاروا شركاء الروح القدس، 5 وذاقوا كلمة الله الصالحة وقوات الدهر الاتي، 6 وسقطوا، لا يمكن تجديدهم ايضا للتوبة، اذ هم يصلبون لانفسهم ابن الله ثانية ويشهرونه. 7 لان ارضا قد شربت المطر الاتي عليها مرارا كثيرة، وانتجت عشبا صالحا للذين فلحت من اجلهم، تنال بركة من الله. ( عب ١٠: ٢٦، ٢٧) بل قبول دينونة مخيف، وغيرة نار عتيدة ان تاكل المضادين. 28 من خالف ناموس موسى فعلى شاهدين او ثلاثة شهود يموت بدون رافة. " ؛
 وأن مرتكبها لا يمكن أن يتوب ويطلب المغفرة لأن الذي يأتي بالخاطئ إلى التوبة هو الروح القدس الذي أغاظه الخاطئ بمقاومته عمداً حتى فارقه.
4) " لاَ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ وَلاَ فِي ٱلآتِي"  يوضح الإنجيل بحسب مرقس ذلك بقوله «وَلكِنْ مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَيْسَ لَهُ مَغْفِرَةٌ إِلَى الأَبَدِ، بَلْ هُوَ مُسْتَوْجِبٌ دَيْنُونَةً أَبَدِيَّةً» (مرقس ٣: ٢٩) وقد قسم اليهود الزمان كله إلى قسمين عظيمين: الحاضر، والمستقبل. وسمّوا الأول «هذا العالم» والثاني «العالم الآتي». فذكر متّى القسمين بمعنى أن ذلك الذنب لن يُغفر أبداً. فإذاً الخطايا قسمان: قسم يُغفَر وقسم لا يُغفَر. فكما أن الذي يُغفر يُغفر إلى الأبد، كذلك الذي لا يُغفَر لن يغفر إلى الأبد. ولا صحَّة لزعم البعض أن بعض الخطايا تُغفر في العالم الآتي وإن لم تُغفر هنا.

***

هذا الدهر والدهر الآتي

كان أنبياء العهد القديم ينظرون إلى المستقبل على أنه امتدادٌ للحاضر. فبالنسبة لهم، المستقبل سيكون إستقلال إسرائيل كأمة حرة . ومع ذلك، فقد كانوا يرونه كيوم جديد (انظر أشعياء ٦٥ :١٧& ٦٦ :٢٢ ) ولكن كانن بنى إسرائيل يرفضون أن يملك عليهم الرب  ا(حتى بعد السبي) نشأ نمط جديد في الأدب الرؤيوي اليهودي لفترة ما بين العهدين ( حنوك الأول، عزرا الرابع، باروخ الثاني).وبدأت فى هذه الفترة التمييز بين دهرين: دهر حالي شرير يسيطر عليه الشيطان ودهر آتى  يسوده البر يدشنه الروح بيد المسيح (الذي يُصور غالبا . ًكمحارب فعال أو قائد عسكرى)

 

هناك تطور واضح في هذا الفرع من اللاهوت (الأخرويات). يُسمي المفسريين واللاهوتيون هذا بـ ”الإعلان المتدرج“ الدهرين (أي الثنائية المؤقتة).

 

يسوع (مت 12: 32) ( مت 12\3: 22 و 29) ( مر 10: 30) ( لو 16: 8) ( لو 18: 30) (لو 20: 34- 35)

بولس  (رو 12: 12) (1 ور 1: 20 & 2: 6 و 8 & 3: 18) (2كور 4: 4) ( غلا 1: 4) (أف 1: 21 & 2: 1 و 7 & 6: 12) (تيو 6: 17) (2تيمو 4: 10) (تي 2: 12) (عب 1: 2) (عب 6: 5) (عب 11: 3)

عبرانيين

 

في لاهوت العهد الجديد، هذان الدهران اليهوديان تداخلا وتشابكا بسبب نبوءات من العهد القديم فهمت فى العهد الجديد تتعلق بمجئ المسيا

فى حياة يسوع وتجسده حقق العهد القديم أيضاً يسوع حقق نبوءات العهد القديم كافتتاحية للدهر الجديد (دانيال ٢ :٤٤ -٤٥) وأظهر العهد القديم أظهر المسيح كقاض ديان ومحارب، وبالرغم من أن لمسيح أتى أولاً كعبد متألم (انظر أشعياء ٥٣ ) متواضع وحليم (انظر زكريا ٩ :٩ ) لقد حقق مسيحنا كل نبوات العهد القديم ولكن بتفسير آخر أى أنه أتى بقوة ومجد وحارب حتى إنتصر ولم يكن عدوه الرومان بل حارب كل القوة الشريرة فى العالم وأباد الشر من النفوس أى أن العداء لم يكن لعدو بشرى ولكنه لعدو روحى وغلب الموت بالموت وسيعود بقوة كما تنبأ العهد القديم (انظر رؤيا ١٩ ) هذا التحقق الذي على مرحلتين جعل الملكوت حاضرا فى داخل النفس ولكنه مستقبلي (ليس منجزاً بالكامل). وهنا المشادة في العهد الجديد على الملكوت الحاضر ولكن المتعل بالمستقبل.

 

ولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

أي يوجد قوم يتعذبون هنا في هذه الدنيا وفي الاخرى كالسادومين واليهود الذين تعذبوا في السبي . وكثيرون لم بتعذبوا هنا ولا هناك كالرسل والشهداء وايوب . واذا كانوا هؤلا قد احتملوا الشدائد فذلك لم يكن قصاصاً لكن قتالا مع الاشرار لتمتحن شجاعتهم لان الفرق عظيم بين العذاب لاجل الذنوب والخطايا . وبين التجارب والبلايا التي يمتحن بها المختارون والبررة منالناس في هذا العالم . ثم ان الخاطئ بالجهد نال الغفران عن خطاياه بواسطة العذابات التي يكابدها . وهذا يتحق اكليل الغلبة . وكثيرون يتعذبون هنا مل المساكين والعازر . وكثيرون هناك مثل الغني وأمثاله . ثم ان المراد من قوله “ من جدف على ابن الانسان “ جسده . أي من انكر ان جسده ليس من البتول او انه نزل من السماء ولم يتألم في الحقيقة لكن خيالا فهذا يغفر له اذا تاب . ومن جدف على اللاهوت صانع الباهرات المتجسد لا يغفر له .
الشجرة تعرف من ثمرها

تفسير  (مت 12: 33) 33 اجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيدا او اجعلوا الشجرة ردية وثمرها رديا لان من الثمر تعرف الشجرة.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

يعتقد من يقرأ ما قاله يسوع حول موضوع الشجر والثمر فى الأناجيل  الآزائية هو موضوع مكرر لكنه ليس كذلك ففى هذه ألاية (مت 12: 33) بقول يسوع "إجعلوا" وهذا فعل أمر لنا أن نهتم بالشجرة أى نفوسنا حوطها بالرعاية ونغذيها ونقلمها من الفروع الجافة  التى هى خطايانا  بينما يكون يسوع  فى موضع آخر  هو الديان الذى سيدين عمل الإنسان فى نفسه (متّى ٧: ١٧ ) هكذا كل شجرة جيدة تصنع اثمارا جيدة واما الشجرة الردية فتصنع اثمارا ردية " وبلا شك سيدين انسان من ثماره ( لوقا ٦: ٤٣، ٤٤ ) لانه ما من شجرة جيدة تثمر ثمرا رديا ولا شجرة ردية تثمر ثمرا جيدا. 44 لان كل شجرة تعرف من ثمرها. فانهم لا يجتنون من الشوك تينا ولا يقطفون من العليق عنبا.
وهذه الآية بقطع النظر متصلة بقول المسيح في وعظه على الجبل (متّى ٧: ١٦ - ٢٠) من ثمارهم تعرفونهم. هل يجتنون من الشوك عنبا او من الحسك تينا؟17 هكذا كل شجرة جيدة تصنع اثمارا جيدة واما الشجرة الردية فتصنع اثمارا ردية 18لا تقدر شجرة جيدة ان تصنع اثمارا ردية ولا شجرة ردية ان تصنع اثمارا جيدة. 19كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار. 20 فاذا من ثمارهم تعرفونهم. "  ومعناه أنه يجب على من يقولون إنهم مؤمنين أن يجعلوا حياتهم وفق كلامهم وليسوا مثل شجرة التين وهو فى طريقة لأورشليم عندا نظر إليها يسوع من بعيد رآها فكانت مورقة ولكن عندما إقترب منها لم يجد فيها ثمرا ولنتذكر دائما أنه  بقول لنتركها هذه السنة أيضا فلنحترس إذا ونهتم بإنتاج ثمر ونعمل ثمرا جيدا قبل أن يمر علينا المسيح ويطللب منا ثمرا  .
ومن القرينة نرى أن قصد المسيح أنه يجب على
الفريسيين الذين اتهموه بأنه شريك الشيطان أن يقيسوا أعماله على هذا القياس ويسألأوا أنفسهم : عل أعماله بها ثمر جيد أم لا ؟ ، أي أن يحسبوا شجرة المسيح جيدة إذا رأوا ثمره جيداً، ويحسبوها رديئة إذا رأوا ثمارها رديئة. فكأن المسيح يقول: إن كانت أعمالي جيدة يستحيل أن تكون بشركة الشيطان، لأن الشيطان مصدر كل شر لا شركة له في شيء من الأعمال الحسنة فماذا يفعل الشيطان إذا لبس إنسان إنه يعذبه ويجعله مجنون أعمى وأخرس  أما ثمر المسيح فإنه يخرج الشيطان ويجعل المجنون والأعمى والأخرس معافى فعل فعله خير أم شر؟  فإن الكتبة سمعوا أقوال المسيح وشاهدوا أعماله. فإذاً لا عذر لهم على تلك التهمة الباطلة، لأن إخراج الشيطان من الإنسان وشفاءه من الأثمار الجيدة.

ولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

أراد بالشجرة الصالحة الروح القدس وبثمرتها اخراج الشياطين. وبالشجرة الفاسدة الشيطان وبثمرتها سكنه في الناس . ثم يراد بالشجرة الفاعل وبالثمرة الافعال . فكانه يقول كما انكم تمدحون القوات أي الاثمار التي فعلتها هكذا امدحوني انا الشجرة ولا تفتروا علي بأني بقوة رئيس الشياطين أخرج الشياطين واصنع المعجزات . فشبه ذاته بالشجرة وافهمهم ان العجائب التي فعلها تعرف انه ليس فيه بعل زبوب لكنه فعلها بقوة الروح الشريك له بالطبيعة . وان من يفعل مثل هذه العجائب فلا يمكن ان يكون رديئاً . ثم ان كلامه لم يكن مقصوراً على ذاته فقط بل شمل الروح القدس أيضاً لاجل ذلك ماهم تسمية تلق بهم اذ انتهرهم قائلاً : 

تفسير   (مت 12: 34) 34 يا اولاد الافاعي! كيف تقدرون ان تتكلموا بالصالحات وانتم اشرار؟ فانه من فضلة القلب يتكلم الفم 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

بعد أن وبخ المسيح الكتبة على نهمنهم الكاذبة  وهذه الآية معناها  إن تهمة الفريسيين بأنه يفعل المعجزات بروح نجسه تدل على سوء نواياهم وطباعهم الملتوية المملوءة كل خبث وشر ، دلالة الإثمار الردئ على شجرة نفوسهم .
1)  " يَا أَوْلاَدَ ٱلأَفَاعِي " .استخدم يسوع أقسى اللهجة لديه في مخاطبته الكتبة والفريسيين في أيامه. في هذا السياق إتبع أسلوب كرازة يوحنا  المعمدان (مت 3: 7)  ولقبهم يسوع ويوحنا بذلك بأنهم نسل الحية المذكور في (تكوين ٣: ١٥)  واضع عداوة بينك وبين المراة، وبين نسلك ونسلها. هو يسحق راسك، وانت تسحقين عقبه»  الذي يقاومه نسل المرأة (أي المسيح) دائماً وينتصر عليه أخيراً. فالكتبة بين الناس كالأفاعي بين الحيات، فإنها اشتهرت ببث سم الإثم وإيقاع الناس فى الخطية  (مت ٢٣: ٣٣ ) ايها الحيات اولاد الافاعي كيف تهربون من دينونة جهنم؟  ربما كانت هي المصدر الأصلي لهذه الإستعارة (رؤ ١٢ :٩)  فطرح التنين العظيم، الحية القديمة المدعو ابليس والشيطان، الذي يضل العالم كله، طرح الى الارض، وطرحت معه ملائكته.  (رؤ ٢٠ :٢) فقبض على التنين، الحية القديمة، الذي هو ابليس والشيطان، وقيده الف سنة،
2) " كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَتَكَلَّمُوا بِٱلصَّالِحَاتِ"  بما يعنى أنتم تتلكمون عن الصالحات ولكن ليست من  صفاتكم الصلاح  كذلك لا يمكنكم أن تتكلموا إلا بمثل ما قلتم عليَّ.
3) " مِنْ فَضْلَةِ ٱلْقَلْب"  شبَّه القلب بنبع والكلام بما يجري من النبع عندما يفيض ، فيمكن أن يُعرف القلب من الكلام كما يُعرف النبع من الماء الجاري منه. وعندما نتكلم عن فضلة القلب  نتذذكر  شاول الملك وداود النبى والملك  (سفر أعمال الرسل 13: 22) ثم عزله وأقام لهم داود ملكا، الذي شهد له أيضا، إذ قال: وجدت داود بن يسى رجلا حسب قلبي، الذي سيصنع كل مشيئتي.

 

 أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

شبههم بالافاعي لخبثهم ولكي يجردهم من المجد الذي كانوا يتظاهرون به ويخرجهم من قرابة ابراهيم وأنكر عليهم امكان صدور الصالحات منهم مع ما هم عليه من الشر والخداع . وأما قوله " فإنه من فضلة القلب يتكلم الفم " فذلك لان ما نطبق به الآن هو نتيجة ما يحويه القلب شراً كان ام خيراً . ان اللسان يتعذر عليه احياناً لداعي الخوف أوالحياء اظهار ما ينطوي عليه القلب من الشر والرداوة . الا انه لا شيء يمنع القلب من ان يفكر في الشر كل حين كقلوب اليهود التي كانت تضمر الشر للمسيح وتقوي له الصلب والتعذيب وفي افواههم كانوا يتهمونه انه بعل زبوب يخرج الشياطين .

تفسير  (مت 12: 35) . 35 الانسان الصالح من الكنز الصالح في القلب يخرج الصالحات والانسان الشرير من الكنز الشرير يخرج الشرور.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " ٱلْكَنْزِ " يُقصَد بالكنز هنا صفات وأخلاق وتصرفات التتى يفعلها الإنسان والتى تدل على مجموعة العادات الحسنة أو الرديئة التى إقتناها الإنسان  فى حياته  وكذلك  ما حصل عليه الإنسان من التعاليم والتربية والعادات وأسلوب التفكير والاتجاهات والميول. وخلاصة هاتين الآيتين أن قلوب الناس تُعرف مما يتكلمونه ويفعلونه بقا لما إقتنوه ككنوز اختياراً بلا خوفٍ أو حياء كما تكلم هؤلاء الكتبة، فكلماتهم الشريرة برهنت أن كنز قلوبهم شرير. (لوقا ٦: ٤٥)  الانسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح والانسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشر. فانه من فضلة القلب يتكلم فمه. " . الكلام يكشف ما في القلب (مت ٧ :21- 24) «ليس كل من يقول لي: يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات. بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السماوات. 22 كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب يا رب اليس باسمك تنبانا وباسمك اخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟ 23 فحينئذ اصرح لهم: اني لم اعرفكم قط! اذهبوا عني يا فاعلي الاثم!  ( لو ٦ :٤٤) ( يع ٣ :١٢ )

 

ولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

أي ان الرجل الشرير القلب لا يصدر منه الا الشر . والصالح فانه لا يصدر منه الا الصلاح . 

تفسير   (مت 12: 36) 36 ولكن اقول لكم: ان كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حسابا يوم الدين.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

انظر ( جامعة ٢: ١٤ ) الحكيم عيناه في راسه.اما الجاهل فيسلك في الظلام.وعرفت انا ايضا ان حادثة واحدة تحدث لكليهما. 
كلام الإنسان دليل واضح على صفاته، وهو من جملة ما يحاسب الله عليه يوم الدين. وقد قال بعض المفسرين أن لا حساب على الكلام، إذ لا طائل تحته.
1) " إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ بَطَّالَةٍ يَتَكَلَّمُ بِهَا ٱلنَّاس" أي غير نافعة سواء أكانت شريرة أو إدانة وكامة بطالة أى غير هادفة للخير أو للتسلية وتمضية الوقت والإستهزاء والسخرية .. ألخ  كما هو مفهوم عموماً، (مز 1: 1- 4) طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الاشرار وفي طريق الخطاة لم يقف وفي مجلس المستهزئين لم يجلس. 2 لكن في ناموس الرب مسرته وفي ناموسه يلهج نهارا وليلا.  "  لكن القرينة تدل على أن المسيح أشار بذلك إلى الكلمات الشريرة التي قالها الكتبة عليه، فأنذرهم بأن الله يحاسبهم عليها لأنه كلمة بطالة كاذبة ليس لها أساس من الصحة كما يحاسبهم على أفعالهم.  الكلمات الكاذبة والكلمات النجسة وكلمات التذمر والكلمات المهيجة الخصومات. لهذا قال سليمان الحكيم «اَلْمَوْتُ وَالْحَيَاةُ فِي يَدِ اللِّسَانِ» (أمثال ١٨: ٢١) وقال داود «اجْعَلْ يَا رَبُّ حَارِسًا لِفَمِي. احْفَظْ بَابَ شَفَتَيَّ» (مزمور ١٤١: ٣) وقال الرسول «لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ كُلَّ حِينٍ بِنِعْمَةٍ، مُصْلَحًا بِمِلْحٍ» (كولوسي ٤: ٦).
تكلم يسوع مراراً وتكراراً عن الدينونة بمعنى يوم الحساب بعد القيامة  والمسيح هو الديان الذى سيدين العالم فوردت فى آيات عبارة يوم الدين أو يوم الدينونة
(مت 12: 36) (مر 6: 11) وكل من لا يقبلكم ولا يسمع لكم فاخرجوا من هناك وانفضوا التراب الذي تحت ارجلكم شهادة عليهم. الحق اقول لكم: ستكون لارض سدوم وعمورة يوم الدين حالة اكثر احتمالا مما لتلك المدينة». وفى آيات أخرى وردت كلمة الدين فقط مثل  (مت 12: 41) رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه لانهم تابوا بمناداة يونان وهوذا اعظم من يونان ههنا! " (مت 12: 42) ملكة التيمن ستقوم في الدين مع هذا الجيل وتدينه لانها اتت من اقاصي الارض لتسمع حكمة سليمان وهوذا اعظم من سليمان ههنا!" (لو 10: 14) ولكن صور وصيداء يكون لهما في الدين حالة اكثر احتمالا مما لكما.
هذا يتعلق بأولئك الذين رفضوا يسوع. حياتهم، وأولوياتهم، وكلماتهم تعكس خياراتهم الروحية (مت ١٢ :٣٧ )

تفسير (مت 12: 37)   37 لانك بكلامك تتبرر وبكلامك تدان».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 (مت 15: 19 )  لان من القلب تخرج افكار شريرة: قتل زنى فسق سرقة شهادة زور تجديف. " يحكم على الإنسان من كلامه وعلى درجة ثقافته وتفكيره من أسلوبه  اللغوى وطريقته فى إدارة نقاش ما 
بالكلام يمكن أن نبنى أو نهدم نشجع أو نثبط . . ولا ننسى أن المسيح هو كلمة الرب وبالكلمة إنتشرت المسيحية ..  ما أعظم  قول المسيح فى هذه الآية ،(مت 12: 37) لانك بكلامك تتبرر وبكلامك تدان».  فمن فضلة القلب يتكلم اللسان،  الكلام هو المعبر الحقيقي عن الفكر، وهو أعظم أداة تكشف عما في داخلنا من شعور وإحتياجات وآما ل وأحلام .. ألخ . فالناس لا يستطيعون أن يروا قلوبنا ولا يعرفوها كما  يدرون عما نفكر فيه ، ولكنهم يسمعون كلامنا ويفهمون ما نحن ويحكمون علينا. وفي هذه القاعدة لخَّص المسيح كل ما قاله في هذا المعنى.
1) " ِكَلاَمِك  لأن الكلام يبين صفة القلب، لذلك اتخذه الناس مثلاً فيقولون «الكلام صفات المتكلم».
2) " تَتَبَرَّرُ " أى صار صالحا يتزكى أمام الرب  بالإيمان لأنه وحده يعرف قلوب الناس، ولكنه يتبرر أى يظهر صلاحه بالكلام أمام الناس الذين لا يستطيعون معرفة القلوب إلا بالكلام والأعمال التي تشهد بما في القلب
3) "  وَبِكَلاَمِكَ تُدَانُ" وليس المعنى أن الحساب مقصور على الكلام فقط بدون نظر إلى الأعمال، بل المقصود (كما في ’يو ٣٦) أن الكلام من جملة ما يحاسَب الإنسان عليه. فبكلماتنا نكتب تاريخ حياتنا والقائمة التي ندان أو نتبرر بها يوم الدين. إن نسيناها فالله لا ينساها «اللِّسَانُ نَارٌ! عَالَمُ الإِثْمِ. هكَذَا جُعِلَ فِي أَعْضَائِنَا اللِّسَانُ، الَّذِي يُدَنِّسُ الْجِسْمَ كُلَّهُ، وَيُضْرِمُ دَائِرَةَ الْكَوْنِ، وَيُضْرَمُ مِنْ جَهَنَّمَ» (يعقوب ٣: ٦)

**************

كلام  البشر من سفر الأمثال SPEECH HUMAN
I -أفكار افتتاحية :
 أ- اللغة جزء من صورة الله في البشر (الخليقة خرجت إلى الوجود بكلمة، والله يتكلم إلى مخلوقاته البشرية). إنها جزء حيوي أساسي من شخصنا.
ب- الكلام البشري يمّكننا من أن نتواصل مع الآخرين فنعبّر عما نشعر به تجاه الحياة. ولذلك، فإنه يكشف من نحن حقاً (أم ١٨ :٢) ( أم  ٤ :٢٣ [٢٠ -٢٧ ] ) الكلام هو الامتحان الفاصل للشخص (أم ٢٣ :٧ )
ج- نحن مخلوقات اجتماعية. يهمنا القبول والتوكيد من قِبل الآخرين. ونحتاج إلى ذلك من الله ومن إخوتنا البشر. الكلمات لها القوة لتسدّ هذه ً الحاجات بطريقة إيجابية (أم ١٧ :١٠) وسلبية (أم ١٢ :١٨.) بآن معا
د- هناك قوة هائلة في الكلام البشري (أم ١٨ :٢٠ -٢١ ) قوة تبارك وتشفي (أم ١٠ :١١ ،٢١)وقوة تلعن وتُدّمر (أم ١١ :٩ )
 هـ- إننا نحصد ما نزرع (أم ١٢ :١٤ )
(2)  مبادئ من سفر الأمثال
أ-  الكلام البشري السلبى المدمر
1- كلمات الأشرار (أم 1: 11- 19) (أم 10 : 7 و 11: 9 و 12:  2- 6)
2 - كلمات المرأة الزانية/الأجنبية  (أم  5: 2- 5  و 6: 24- 35 , 7: 5 وما تلاها ) أم 9: 13- 18 و 22: 14) 
3 - كلمات الرجل اللئيم الأثيم الكاذب (أم 6: 12- 15 ، 19 ) (أم 10: 18 و 12: 17- 19 ، 22) (أم 14: 5 ، 25) (أم 17: 4 و 19: 5 ، 9 ، 28) (أم 21" 28 و 23: 28 و 25: 18)
4 - كلمات الغبى الشفتين   (أم 10 : 10 ، 14) (أم 6: 10 و 12: 17 و 19 : 5 ، 9)  (أم 14: 3 و 14: 14 و 18: 6- 8)
5- كلمات شاهد الزور  (أم 6: 19 و 12: 17 و 19: 4 ، 9)
6 - كلمات الأكاذيب  (أم 6 : 14 ، 19 و 16: 27- 28 و 26: 20 ) 
7 - كلمات التسرع الشديد  ( أم 7: 1- 5 و 20: 25 و 29: 20)
8 - كلمتات الإطراء والتملق  (أم  (أم 29: 5)
9 - كثرة الكلام والثرثرة  ( أم 10: 14 ، 19 ، 23 و 13: 3 ، 16 و 15: 23 ، 21: 23 و 29: 20)
10 - الكلمات الملتوية المعوجة ( أم 17: 20 و 19: 1)

 ب . الكلام البشري إيجابياً شافياً ومهذباً:
1 - كلمات البار الصديق  (أم 10 : 11 و 16: 13 و 18: 20 )
2 - كلمات الفطنة والحكمة  (أم 10 : 13 و 11 : 12)
3 - كلمات المعرفة (أم 15: 1 ، 4 ، 7 ، 8 و  20: 15)  
4 - كلمات الشفاء  (أم 15: 4)
5 - كلمات الجواب اللين ( أم 15: 1 ، 4 ، 18 ، 23) (أم 16: 1 و 25: 15)
6 - كلمات الطيبة المفرحة  (أم 12: 24 و 15: 26 ، 30 و 16: 24)
7 - كلمات الناموس والحكمة (أم 22 : 17- 21)

ج . استمرار النمط في العهد الجديد
 أ- بالكلام البشري نتواصل مع الآخرين فنعبّر عما نشعر به تجاه الحياة. ولذلك، فإنه يكشف من نحن حقا (مت ١٢ :٣٣ -٣٧) ( مت 15: 1- 20) ( مر 7: 2- 23)
 ب- نحن مخلوقات اجتماعية. يهمنا القبول والتوكيد من ِقبل الآخرين. ونحتاج إلى ذلك من الرب ومن إخوتنا البشر. الكلمات لها القوة لتسدّ هذه الحاجات بطريقة إيجابية (٢ تيم ٣ :١٥ -١٧) وسلبية (يع ٣ :٢ -١٢ ) وألإثنان  معاً.
ج- هناك قوة هائلة في الكلام البشري؛ قوة تبارك (أف ٤ :٢٩ ) وقوة تلعن (يع ٣ :٩)  .(إننا مسؤولون عما نقوله (مت ١٢ :٣٦ -٣٧)  يع ٣ : 2- 12)
 د- سنُدان على كلماتنا (مت ١٢ :٣٣ -٣٧) ( لو ٦ :٣٩ -٤٥ ) وأيضاً على أعمالنا (مت ٢٥ :٣١ -٤٦ ) إننا نحصد ما نزرع (غل ٦ :٧ )

 

ولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

أي ان الانسان ربما كان كلامه سبباً في تبريره او تخطيئته . ولذا فليتجنب الطعن والقدح في الناس وكل كلام يكون سبباً لشجبه يوم الدين سواء كان ذلك موجهاً للخالق او للمخلوق .
الفريسيون يطلبون آية ( آية يونان )

تفسير انجيل متى الاصحاح الثاني عشر

مفهوم الآية (مت  12: 38-45)

 تفسير  (مت 12: 38)  38 حينئذ قال قوم من الكتبة والفريسيين: «يا معلم نريد ان نرى منك اية».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "قَوْمٌ مِنَ ٱلْكَتَبَةِ وَٱلْفَرِّيسِيِّينَ " أي مجموعة أخرى من لكتبة والفيسيين  غير الذين جدفوا عليه منهم ربما قدموا من بلد أو قرية أخرى لأن لوقا يقول «وَآخَرُونَ طَلَبُوا مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ يُجَرِّبُونَهُ» (لوقا ١١: ١٦).( متّى ١٦: ١ ) وجاء اليه الفريسيون والصدوقيون ليجربوه فسالوه ان يريهم اية من السماء.  (يوحنا ٢: ١٨ )  فاجاب اليهود وقالوا له:«اية اية ترينا حتى تفعل هذا؟» (١كورنثوس ١: ٢٢)   لان اليهود يسالون اية، واليونانيين يطلبون حكمة،
2) " يَا مُعَلِّمُ " أحد ألقاب يسوع (مت 22: 16 و24: 36 ولو 6: 40). وكانت وظيفة المعلم الديني وظيفة شريفة جدًا عند اليهود هكذا كان الكل يلقبونه: "أيها المعلم الصالح" (مت 19: 16) والسيد المسيح نفسه قال لتلاميذه حينما غسل أرجلهم: "أنتم تدعونني معلمًا وسيدًا. وحسنا تقولون لأني أنا كذلك. فإن كنت. وأنا السيد والمعلم - قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض" (يو 13: 13، 14) فعلى الرغم من أن السيد المسيح هو العلم، وعلى الرغم من قوله لرسله ولخلفائهم -وليس لكل الشعب- "لا تدعوا معلمين، لأن معلمكم واحد، المسيح" (مت 23: 10).. على الرغم من كل هذا: "أعطى البعض أن يكونوا رعاة ومعلمين" (أف 4: 11).  اللقب المسيح معلم ولقب البعض منعلمين  واحد، ولكن الاستعمال مختلف. المسيح هو المعلم بمعنى. ووكلاؤه معلمون بمعنى آخر. والآيات الخاصة بهم كمعلمين كثيرين جدًا المسيح هو المعلم الحقيقي، هو مصدر كل علم ومعرفة. أما الكاهن فهو معلم من حيث هو ينقل تعليم الله للناس، لأنه من فم الكاهن تطلب الشريعة (ملا 2: 7). ولكن رسالته كمعلم، عهد بها إلى أناس أمناء أكفاء أن يعلموا آخرين (2تى 2: 2). (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). وقال لكل منهم: "لاحظ نفسك والتعليم، وداوم على ذلك" (1تى 4: 16) فلا تظنوا إذن أن لقب المسيح كراع ومعلم، حينما يمنح إلى رجال الكهنوت، يكون مجد الله قد أعطى لآخرين!! كلا، بل إن مجد الله يشعر به الكل، عن طريق التعليم..
3) "  نُرِيدُ أَنْ نَرَى مِنْكَ آيَةً"  أي من السماء (مرقس ٨: ١١ ) فخرج الفريسيون وابتداوا يحاورونه طالبين منه اية من السماء لكي يجربوه " ( ولوقا ١١: ١٦) واخرون طلبوا منه اية من السماء يجربونه " كانوا قد سمعوا عن تعاليم يسوع ورأوا المعجزات طرد الأرواح وإقامة  الموتى  التي فعلها
 ولكنهم لم يعتبروها برهاناً كافياً على أن يسوع هو المسيح، لأنه كان يفعلها بيده، وكانت متعلقة إما بأهل الأرض وإما بأهل الجحيم كإخراج الشياطين ، فسألوه معجزة من السماء لا يد له فيها لتكون مجرد برهانا من الرب ذاته على أنه المسيح، لا لمنفعة إنسان. وطلبهم هذا كان خبيثا بأن يسوع كان يعمل المعجزات بالسحر أو بخفة اليد، ولذلك سألوه معجزة لا تصل يده إليها. مع أنه فعل معجزت كثيرة بمجرد القول فقط  وربما خطر على بالهم حينئذٍ المعجزات التي جرت على يد موسى، ككنزول بخبزٍ من السماء، وكبعض ضربات مصر كالرعود والبروق والبرَد والظلمة، فأرادوا أن يشاهدوا مثلها منه.(أع 3: 22) فان موسى قال للاباء: ان نبيا مثلي سيقيم لكم الرب الهكم من اخوتكم. له تسمعون في كل ما يكلمكم به " هذه هي تماما مثل التجربة على الجبل 0مت 4: 5- 7)   ثم اخذه ابليس الى المدينة المقدسة واوقفه على جناح الهيكل 6 وقال له: «ان كنت ابن الله فاطرح نفسك الى اسفل لانه مكتوب: انه يوصي ملائكته بك فعلى اياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك». 7 قال له يسوع: «مكتوب ايضا: لا تجرب الرب الهك».  وكان السيح يعطيهم آية بعد آية إلا أنه إحتفظ بالآية الكبرى والتى أشار إليها فى الآية التالية فى نهاية حياته التى لم يقدر نبى على فعل مثلها وهى أنه أقام نفسه من الموت  وحتى بعد قيامته  لم يؤمنوا لهذا دعاهم بجيل فاسق ومن الواضح أن يسوع لو أطبق السماء على الأرض فلن يستطيعوا أن يروا أنه المسيح لأن ارب قد أغلظ قلوبهم (أش 6: 9- 10) فقال اذهب وقل لهذا الشعب اسمعوا سمعا ولا تفهموا وابصروا ابصارا ولا تعرفوا. 10 غلظ قلب هذا الشعب وثقل اذنيه واطمس عينيه لئلا يبصر بعينيه ويسمع باذنيه ويفهم بقلبه ويرجع فيشفى 

******

الكتَبَة :  SCRIBES

كان الكتبة من ضمن الفئات الن كانت كثيرا ما يناقشون المسيح  لأسباب عديدة 

 لقب الكاتب يأتي من الاسم العبري 706 BDB ،767 KB وكلمة كاتب باللغة العبرية تعنى "رسالة منطوقة" أو  "وثيقة /ق رار مكتوب" (766 KB .(الترجمة اليونانية "grammateus "في المخطوطة السبعينية (LXX (تشير عادة إلى رسالة مكتوبة. ويوقد وردت هذه الكلمة أو الوظيفة فى الكتاب المقدس لتشير إلى :

أولا :فى العهد القديم

1-الكاتب (نحميا ٨ )

2-  الموظف الحكومي ( 2 مل 22 : 3- 13) وما زالت هذه الكلمة تستخدم حتى إلى عهد قريب فى الإدارات الحكومية فى مصر وفى القضاء (كاتب - باش كاتب)

3- المدون / أمين السر (1 أخ 24: 6) (2أخ34: 13) (إر 36: 22)

4- الضابط العسكري (قض 5: 14 )

5- القائد الدينى  (عز 7: 6) ( نح 12: 12- 13)

 ثانيا فى العهد الجديد

 في العهد الجديد نجد الكتبة غالبا مرافقين للفريسيين كانت هاتين الفئتين متبحرين ودارسين فى العهد القديم والتعاليم الشفهية (اى التلمود) وقد كانوا يفتون ويفسرون ويطبقون الشريعة ويدققون فى تطبيق التقاليد اليهوديةعلى الحياة اليومية (ابن سيراخ 39: 6 ) إلا أن ب برهم (أي، تمسكهم بالناموسية والشعائرية اليهودية) كان ظاهريا ولم يكن بأى حال من الأحوال يستطيع أن يجلب السلام مع الرب (مت ٥ :٢٠؛) (رو ٣ :١٩ -٢٠؛) (رو٩ :١ -٥ ،٣٠ -٣٢؛) (رو ١٠ :١ -٦؛) ( كول ٢ :٢٠ - ٢٢ )

 غالبا ما كانوا يصفون أو يصورون في الأناجيل الإزائية [يوحنا لم يذكرهم أبداً،وإن ألاية (يو ٨ :٣ ) ليست أصلية]على أنهم يعارضون ويقاومون يسوع، ويبدو أنهم قادمين على أنهم مسؤولين من أورشليم (مر ٣ :٢٢) (مر ٧ :١ ) رغم أن بعضاً منهم قد تجاوب المسيح (مت ٨ :١٩ )

1- خلاف على الأكل مع الخطأة وجباة الضرائب،  (مر ٢ :١٦) ( مت ٩ :٩ -١٣ )

2- خلاف على مصدر سلطان يسوع عند طرده الأرواح، (مر ٣ :٢٢ )

3 - خلاف على مغفرة يسوع للخطايا، (مت ٩ :٣؛) (لو ٥ :٢١ )

4- المطالبة بآية يُقصدُ بها إثارة العَجب والدهشة،( مت ١٢ :٣٨)

5-  -خلاف على غسل الأيدي (أي، الغسولات الطقسية) ( مت ١٥ :١ -٢)( مر ٧ :١ -٥ )

6 - خلاف على تأييد الحشود ليسوع لدى دخوله الظافر إلى أورشليم، (مت ٢١ :١٥)

7- إدانة يسوع لدوافعهم الشخصية ومانتهم الإجتماعية بين اليهود (أي، سعيهم وراء التبجيل والمكانة الأولى)،( مر ١٢ :٣٨ -٤٠ )

8- اتهام يسوع لهم بأنهم منافقون وقادة عميان جالسون على كرسي موسى، (مت ٢٣ :١ -٣٦ )

 

ولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ان الكتبة والفريسيين لمّا لم يجدوا في كلام المسيح ما يصلح ان يتخذوه حجة عليه طلبوا منه آية لا ليؤمنوا به اذا رأوها بل لعلهم يجـدون فيها ما يتخذونه حجة عليه فيدينونه بها . فجعلوا يدعونه معلماً على سبيل الخداع والتعليق ظناً منهم انهم يخدعونه . اما هو فكان يجيبهم بالسكينة واللين . ولكن عندما كانوا يكلمونه بالهدوء كان يجيبهم بزجر وانتهار مظهراً لهم انه بعيد عن الحدة والفرح معاً . فانه لم يصنع آية كما طلبوا منه هرباً من المجد الباطل لانهم دعوه معلماً على وجه التمليق فلذا انتهرهم قائلاً :

تفسير   (مت 12: 39)  39فقال لهم: «جيل شرير وفاسق يطلب اية ولا تعطى له اية الا اية يونان النبي.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

معنى كلمة فسق فى اللغة العربية هو فسَق الرَّجلُ عن أمر الله : عصى وجاوز حدود الشَّرع ، خرج عن طاعة الله ، انغمس في الملذَّات كان يسوع يطلق على الجيل المعاصر له  ( متّى ١٦: ٤ ) جيل شرير فاسق يلتمس اية ولا تعطى له اية الا اية يونان النبي». ثم تركهم ومضى.  ( مرقس ٨: ٣٨ ) لان من استحى بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ فان ابن الانسان يستحي به متى جاء بمجد ابيه مع الملائكة القديسين». ( لوقا ١١: ٢٩ ) وفيما كان الجموع مزدحمين ابتدا يقول: «هذا الجيل شرير. يطلب اية ولا تعطى له اية الا اية يونان النبي " وكان هذا الجيل يريد أن يرى شو إعلامى  ( يوحنا ٤: ٤٨) فقال له يسوع:«لا تؤمنون ان لم تروا ايات وعجائب» 
1) "جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ " أراد به أغلب أمة اليهود في زمنه ، فقصد الحاضرين ومن يشبهونهم فى تفكيرهم . وكثيرا  ما شبه العهد القديم علاقة الرب ببني إسرائيل بعلاقة الرجل بامرأته، وأن العهد بينه وبينهم كعهد الزواج (إشعياء ٥٧: ٣ ) اما انتم فتقدموا الى هنا يا بني الساحرة نسل الفاسق والزانية  " (هوشع ٣: ١ ) قال الرب لي اذهب ايضا احبب امراة حبيبة صاحب وزانية كمحبة الرب لبني اسرائيل وهم ملتفتون الى الهة اخرى ومحبون لاقراص الزبيب ( حزقيال ١٦: ١٥) وخرج لك اسم في الامم لجمالك لانه كان كاملا ببهائي الذي جعلته عليك يقول السيد الرب 15 فاتكلت على جمالك وزنيت على اسمك وسكبت زناك على كل عابر فكان له. واخذت من ثيابك وصنعت لنفسك مرتفعات موشاة وزنيت عليها.امر لم يات ولم يكن.  " فلذلك أدانهم بالفسق عندما عبدوا الأوثان فسقاً. نعم أنهم لم يكونوا من عبدة الأوثان يومئذٍ، لكن عدم أمانتهم له في أمور كثيرة أوجب عليهم أنهم فاسقون. فالزنى صار إستعارة لعدم الإنتماء الروحى والإخلاص لعبادة الرب راجع (لا 20: 15) ( عد 25: 1) ( هو 1: 2) (هو 4: 10 و 18 ) (هو 5: 3) (مر 8: 38) (يع 4: 4)
2) " وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ " َ أراد أنه لا يعطيهم آية من نوع طلبهم وفى نفس وقت طلبهم ، وليس أنه لا يُجري المعجزات أمامهم بعد ذلك. ورفض طلبهم مؤقتا ، كما أنه لا يفعل معجات للفرجه والشهرة ولإثبات أنه المسيح كما أنهم  أهانوه إذ احتقروا المعجزات التي صنعها قبلاً كأنها من أعمال السحر أو الشعوذة، ولأنه قدم قبل ذلك ما يكفي من البراهين على إثبات صدق بشارته المفرحة .
3) " إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ ٱلنَّبِيِّ " قدم لهم يونان، والمقصود بها قيامته بعد موته، وهذا قول مختوم أى غير مفهوم فى وقته هذه الجملة علامة على قيامته وقرينة على موته متشبها بيونان الذى ظل فى جوف الحوت ثلاثة أيانم سيمكث هو فى القبر ثلاثة أيام أيضا  ليس لأنها وفق طلبهم، بل لأنه حسبها أعظم معجزاته،  ويونان هو أول أنبياء العهد القديم، وهو «ابن أمتاي الذي أبوه من جث حافر» (٢ملوك ١٤: ٢٥). عاش حوالي ٨٦٠ ق.م.

 

ولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فسماهم جيلاً شريراً لانهم نكروا خيرات أبيه واحسانه اليهم . وفاسقاً لسبب كفرهم . وبين مساواته مع أبيه ثم دعاهم أشراراً لانهم علىالدوام يفعلون الشرور وفاسقين لانهم فسقوا بالاصنام وسجدوا للمنحوتات صور النساء ثم انه تعالى لما رأى قلوب اليهود غارقة في لجج الخطايا أتاهم بآية يونان . ورب سائل يسأل قائلا كيف عمل آيات بعد ذلك ؟ فنجيب ان الآيات التي عملها فيما بعد لم تكن لاجلهم لكن لاجل غيرهم الذين آمنوا به كالعميان والمخلعين أما الذين لم يؤمنوا به فخاطبهم . بما معناه قد عملت آيات ولم تؤمنوا بي فلذا لا تعطون آية الا عندما تنهدم مدينتكم من الرومانيين بعد صلبي .

تفسير  (مت 12: 40)  40 لانه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الانسان في قلب الارض ثلاثة ايام وثلاث ليال. 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

يونان ١: ١٧
أعطاهم آية موته ودفنه وقيامته بدلاً من الآية السماوية التي طلبوها، وربط ذلك بإحدى حوادث العهد القديم على طريق اللغز، واختار ذلك مثلاً للمشابهة بين الأمرين والمخالفة بينهما في النتائج.
1) " ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ" كان اصطلاح اليهود في تلك الأيام أن يحسبوا الجزء من النهار نهاراً كاملاً، والجزء من الليل ليلاً كاملاً (١صموئيل ٣٠: ٢ أو ١٣ وتكوين ٤٣: ١٧، ١٨ و٢أخبار ١٠: ٥، ١٢ وهوشع ٦: ٢). فيصحُّ أن يكون معنى قوله «ثلاثة أيام وثلاث ليال» يوماً كاملاً أي أربع وعشرين ساعة، وجزئين من يومين آخرين مهما كان الجزآن صغيرين. وليس هذا التفسير من اختلاق المسيحيين كما يزعم أعداء الدين للتوفيق بين نبوة المسيح وإتمامها، فإن ذلك مبدأ من كتاب التلمود أقدس كتب اليهود بعد كتاب الله ففيه «إن إضافة ساعة إلى يوم تُحسب يوماً آخر، وإضافة يوم إلى سنة يُحسب سنة أخرى» وهكذا كان الأمر في زمن أستير (أستير ٤: ١٦ و٥: ١). ولو كان هناك خطأ لاعترض اليهود على المسيحيين وادعوا كذب مسيحهم لعدم إتمامهم وعده بقيامته صباح اليوم الثالث. ولكنهم لم يذكروا هذا الاعتراض قط.
فِي قَلْبِ ٱلأَرْض أي في القبر، وذلك يشبه قول يونان في صلاته «صَرَخْتُ مِنْ جَوْفِ الْهَاوِيَةِ.. لأَنَّكَ طَرَحْتَنِي.. فِي قَلْبِ الْبِحَارِ» (يونان ٢: ٢، ٣) وإشارة المسيح هنا إلى أعظم معجزاته وهي قيامته بعد ثلاثة أيام وثلاث ليال لم يفهمها الفريسيون، ولا فهمها تلاميذه وقتها.


ولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

قال ذلك اشارة الى قيامته . فقد عرفوا معنى كلامه . والشاهد لذلك قولهم لبيلاطوس قد تذكرنا ذلك الضال اذ كان يقول اني بعد ثلاثة ايام اقوم . اما التلاميذ فانهم لم يدركوا معنى كلامه لانهم كانوا جهلة . ولم يقل في الارض ولكن في قلب الارض اشارة الى القبر . ثم انه مكث في القبر ثلاثة ايام ليكون موته حقيقياً لا خيالاً اما ما يعترض به البعض من ان المسيح لم يمكث في القبر ثلاثة ايام وثلاث ليال حسبما قال فسنجيبه عن تفسير ذلك في الاصحاح 28 من متى .

تفسير   (مت 12: 41) 41 رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه لانهم تابوا بمناداة يونان وهوذا اعظم من يونان ههنا! 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

( لوقا ١١: ٣٢ ) رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه لانهم تابوا بمناداة يونان وهوذا اعظم من يونان ههنا! 
ذكر المسيح في عدد ٤٠ المشابهة بينه وبين يونان في موثه فى بطن الحوت الذى شبهه بالقبر ، وذكر في هذا العدد الفرق بين تأثير وعظه ووعظ يونان، وذلك ليبيِّن قساوة قلوب اليهود الذين هم خاصته وأهله ومع ذلك لم يؤمنوا به، بينا قبل الوثنيين الذين وعظهم يونان مع أنهم أغراب وأممين تابوا ونجوا، ولكن اليهود الذين وعظهم المسيح لم يتوبوا وكانوا عرضة للهلاك.
1) "رِجَالُ نِينَوَى" يشير المسيح إلى ما حدث من يونان عندما ذهب يبشر مدينة نينوى الأممية فتابت كما أشار المسيح إلى مدن أخرى من مدن بنى إسرائيل  حذرها يسوع ولم تتب لهذا أعطاها ويلات  (مت 11: 20- 24) «ويل لك يا كورزين! ويل لك يا بيت صيدا! لانه لو صنعت في صور وصيداء القوات المصنوعة فيكما لتابتا قديما في المسوح والرماد. ولكن اقول لكم: ان صور وصيداء تكون لهما حالة اكثر احتمالا يوم الدين مما لكما. وانت يا كفرناحوم المرتفعة الى السماء ستهبطين الى الهاوية. لانه لو صنعت في سدوم القوات المصنوعة فيك لبقيت الى اليوم. ولكن اقول لكم: ان ارض سدوم تكون لها حالة اكثر احتمالا يوم الدين مما لك».
 2) " نِينَوَى " هي عاصمة أشور، بناها نمرود أو أشور (تكوين ١٠: ١١)
عب بابلي الأصل (تك 10: 11).وموقعها على نهر دجلة. وكانت مدينة عظيمة محيطها ٤٨ ميلاً أو نحو مسيرة عشرين ساعة، وعلو أسوارها مئة قدم، وعرضها عشرة أقدام، عليها ١٥٠٠ برج، علو كل برج ٢٠٠ قدم. وقد شيدت على الضفة الشرقية من نهر دجلة، علة فم رائد صغير فيه، المعروف برافد الخسر، على بعد خمسة وعشرين ميلًا من التقاء دجلة مع الزاب، وقبالة الموصل وكان العبرانيون يعممون اسم نينوى حتى يشمل كل المنطقة حول التقاء الزاب بدجلة (تك 10: 11 و12، يون 1: 2و 3: 3). وكانوا يعبدون الآلهة عشتار، أو عشتاروت، التي اشتركت في عبادتها معظم شعوب العالم القديم تحت أسماء مختلفة. ومن قاعدة عشتار في نينوى نقل الحوريون والحثيون عبادتها إلى جنوب آسيا. وكانت نينوى تدين بالولاء لأشور، التي كانت تبعد عنها حوالي ستين ميلًا، إلى أن بنى شلمناصر قصرًا له في نينوى، حوالي سنة 1270 ق.م. واعتبرها قاعدة ملكه. واستمر خلفاؤه يسكنونها إلى أيام اشور ناسربال وابن شلمناصر اللذين لم يكتفيا بنينوى، بل جعلا مدينة كالح عاصمة أخرى مثل نينوى، حوالي 880 ق.م. ولكن نينوى استعادت استئثارها بالرئاسة فيما بعد. وكان ملوك الاشوريين يعنون بإحضار الغنائم والأسلاب معهم إلى نينوى وتركها هناك لتنمو المدينة وتزداد عظمة وغنى وجمالا. حتى أنهم اعتبروا العالم القديم كله عبدًا لنينوى يمدها بما تحتاجه. والى جانب القصور الشاهقة والشوارع الواسعة والهياكل والأسوار والقلاع، التي عرفت نينوى بها، بنى اشور بانيبال (حوالي سنة 650 ق.م.) مكتبة عظيمة، ضم إليها جميع الوثائق الحكومية والإدارية والرسائل الدبلوماسية والمعاملات الداخلية والأوامر الملكية ونسخًا من المعاملات والوثائق والمراسلات التي عثر عليها في بابل. من الأنبياء الذين تحدثوا مسبقًا عن دمار نينوى يونان (يون 1: 2 و3: 2-5) وناحوم (1: 1-3). (ناحوم ١: ٨ و٢: ٦). وتم خرابها قبل الميلاد بأكثر من ست مئة سنة، وآثارها اليوم قرب مدينة الموصل.
وسمى النبي نينوى "مدينة الدمار" وكانت كلها ملآنة كذبًا وخطفًا. (نا 3: 1) وذلك بسبب الحروب الضارية التي خاضها شعب نينوى ضد الدول المجاورة وللمعاملة القاسية التي عاملوها بها المغلوبين. فقد كان ملوكها يتسلون بجذع أنوف الأسرى وسَمْل عيونهم وقطع أيديهم وآذانهم، وحملها إلى العاصمة وعرضها أمام الشعب.
ولكن الإمبراطورية الأشورية أخذت في التقهقر والانحلال في أواسِط القرن السابع قبل الميلاد وفي سنة 625 ق.م. أعلن نابوبلاسر، حاكم بابل، استقلاله عن نينوى. ثم في سنة 612 ق.م. تحالف مع جيرانه أهل مادي وهاجم نينوى نفسها ودمرها وساعده على ذلك فيضان دجلة وطغيان مياهه على الشوارع والساحات. وتحولت المدينة العظيمة إلى مجرد أسطورة، وتحول عمرانها إلى آثار عفى عنها الزمن، فنسبها اليونان الرومان، ولم يكتشف بقاياها إلا بعض الاثريين والمؤرخين في منتصف القرن الماضي. ومن أشهر الملوك الذين وجدت آثارهم في نينوى شلمناصر وتغلث فلاسر وسنحاريب وآسرحدون واشور بانيبال. وقد أدت هذه الاكتشافات إلى قيام جدل طويل على حجم المدينة، فقيل أن طولها يبلغ عشرين ميلًا، وعرضها أربعة عشر ميلًا، وأنها تضم كوبونجل ونمرود وخرسباد وكرملس، والحقيقة أن هذه المدن كانت في منطقة نينوى وليس في المدينة نفسها، وان المساحة الكبيرة هي للإقليم كله.
3) " سَيَقُومُون " أي وقوفهم أمام الديان، لا قالقيامة العامة من القبور لقد علم المسيح بوضوح بأن الموتى سيقومون. ولقد نقض حجَّة الصدوقيين الذين كانوا ينكرون القيامة، من أساسها. وأوضح لنا أنه بعد القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون وأنه لا يكون بعدها موت جسدي (مت 22: 23-33 ومر 12: 18-27 ولو 20: 27-38). وكثيرًا ما نرى تعليم المسيح عن القيامة العامة مرتبطًا بتعليمه عن الدينونة النهائية (مت 11: 22 و24 و12: 41 و42 و25: 31-46 ويو 5: 28 و29) وقد علم الرسل أيضًا عن القيامة العامة التي فيها يقوم الأبرار والخطاة (أع 24: 15) عند الدينونة الأخيرة (رؤيا 20: 12 و13). ويظن بعضهم أن "القيامة الأولى" المذكورة في رؤيا 20: 5 تشير إلى قيامة أجساد الشهداء، ويظن آخرون أن هذه العبارة تشير إلى انتقال أرواح المؤمنين إلى السماء. ويصف الكتاب المقدس جسد المؤمنين في القيامة بأنه يكون في "عدم فناء" وفي "مجد" وفي "قوة" (1 كو 15: 42 و43)، وبأنه سيتغير إلى شبه جسد المسيح المجيد (فيلبي 3: 21). ويستخدم الرسول بولس القيامة كحافز للمؤمنين ليحفظوا أجسادهم نقيّة وليتجنبوا الخطايا الجسدية (1 كو 6: 13 و14).
4) "هٰذَا ٱلْجِيلِ " أي يهود عصر المسيح الذى بشرهم وكرزهم المسيح وشاهدوا معجزاته .
5) "يَدِينُونَهُ " لا بكلامهم، بل بأعمالهم الماضية أى يقارنون أ‘مالهم بأعمال اليهود فى عصر المسيح وهم أممين غير مختونين بعهد الختان
( رومية ٢: ٢٧ ) وتكون الغرلة التي من الطبيعة، وهي تكمل الناموس، تدينك انت الذي في الكتاب والختان تتعدى الناموس؟
6)  "
تَابُوا "( يونان ٣: ٥)  فامن اهل نينوى بالله ونادوا بصوم ولبسوا مسوحا من كبيرهم الى صغيرهم.  تاب أهل نينوى بفضل كرازة يونان وبالتالي نجوا هذه مدينة يونان لتى كانت فى عصر أقدم من عصر المسيح تابت بنبى من بنى سرائيل بينما حذر الرب مرارا وتكرارا اليهود من عصيانهم كما فى  (إرميا ٣: ١١ )11 فقال الرب لي قد بررت نفسها العاصية اسرائيل اكثر من الخائنة يهوذا   ( حزقيال ١٦: ٥١ ) ولم تخطئ السامرة نصف خطاياك.بل زدت رجاساتك اكثر منهن وبررت اخواتك بكل رجاساتك التي فعلت.
7) " وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ هٰهُنَا " البرهان هنا من الأدنى إلى الأعلى مقارنة بين يونان والمسيح . ومقارنة بين اليهود وأهل نينوى المنادي بالتوبة هنا أعظم من المنادي بها هناك، لأن الأول ابن الله والثاني ابن أمتاي. والأسباب الموجبة للتوبة في وقت المسيح أعظم منها في زمن يونان فلم يعطى يونان الغفران ولكن كان المسيح يعطى الغفران الفورى . والهلاك الأبدي الذي أنذر به المسيح أهول من الهلاك الزمني الذي أنذر به يونان.

 

ولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

 أي انكم تستوجبون الدينونة اضعافاً بالنية الى اهل نينوى لان اولئك تابوا بالانذار فقط اما انتم فمع ما رأيتموه من العجائب وسمعتموه من التعليم لم تتوبوا سيما وان اهل نينوى قد وعظهم أحد الانبياء . اما انتم فقد وعظكم الله ثم ان يونان خرج من الحوت فآمنوا بكلامه وتابوا بانذاره اما انا فقد خرجت من القبر وغلبت الموت ولم تؤمنوا بي . ويونان انذرهم بالهلاك وخراب المدينة اما انا فقد بشرتكم بالملكوت .

تفسير   (مت 12: 42) 42 ملكة التيمن ستقوم في الدين مع هذا الجيل وتدينه لانها اتت من اقاصي الارض لتسمع حكمة سليمان وهوذا اعظم من سليمان ههنا! 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 انتقل المسيح من بيان الفرق بين توبة أهل نينوى وعدم إيمان اليهود، إلى مقارنة تعجب ملكة سبا من حكمة مجرد إنسان وهزء الكتبة والفريسيين بحكمة معلم إلهي .
1) "مَلِكَةُ ٱلتَّيْمَنِ"  معنى كلمة تيمن باللغة العربية " اِنْتَسَبَ إلى اليَمَنِ " هي ملكة سبا (١ملوك ١٠: ١)
«ملكة الجنوب» أي جنوب بلاد العرب ولعلها اليمن، وهي الجزء الجنوبي من بلاد العرب او ما تُعرف بإسم (بلقيس) أو الملكة (ميكادا) أو (بلقيس بنت شراحيل) ، ولكننا لا نعترف بالأسماء الأخرى لأننا نرتبط بأسمائها التى وردت فى الكتاب المقدس فقط فورد إسمها فى العهد القديم  ملكة سبأ (١ملوك ١٠: ١) وسمعت ملكة سبا بخبر سليمان لمجد الرب فاتت لتمتحنه بمسائل. ( ٢أخبار ٩: ١) وسمعت ملكة سبا بخبر سليمان فاتت لتمتحن سليمان بمسائل الى اورشليم بموكب عظيم جدا وجمال حاملة اطيابا وذهبا بكثرة وحجارة كريمة فاتت الى سليمان وكلمته عن كل ما في قلبها " وفى العهد الجديد ( لوقا ١١: ٣١ ) يطلق عليها  (ملكة التيمن)  ويروي العهد القديم  أن ملكة سبا قد زارت الملك سليمان بعد أن سمعت عن حكمته وسعة ملكه. وأما في الإنجيل فإن السيد المسيح يسميها ملكة التيمن بمعنى ملكة الجنوب وهو النص الوارد في أنجيل لوقا و إنجيل(متى 12: 42) : ((ملكة التيمن ستقوم في الدين مع هذا الجيل وتدينه)
وهنا فإن يسوع يُشير إلى اليهود الذين أبو أن يؤمنوا به كما نرى في نهاية النص حيث يقول في (لوقا 11: 31 ) (أتت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان، وهوذا أعظم من سليمان ههنا!)). يقول السيد القمني. حيث يقول القمص يعقوب : ((ويكفينا لإثبات حقيقة وشخصية ملكة سبأ أن السيد المسيح له المجد ذكرها بفمه على أنها ملكة التيمن أي ملكة الجنوب)). ويقول القمص يعقوب أيضا : ((ما جاء من اسم هذه الملكة في التراث العربي (بلقيس) مقارنًا بما جاء في قول (إسحق الأنطاكي) في القرن الخامس الهجري أن العرب كانوا يعبدون إلهة تُدعى (بلتيس) وقد ذكر بلتيس أيضًا (برر علي) في معجمه على أنها المعبود الكوكبي (فينوس) أو الزهرة.. ومن ثمَّ يبدو أن أسم (بلقيس) لا يعدو كونه من العبادات الأسطورية القديمة، أما آخر أباطرة الحبشة (هيلاسلاسي) فكان يزعم أنه الحفيد الأخير في سلسلة أباطرة حكموا الحبشة، وأن هذا السلسال يعود بالنبوة إلى العلاقة التي قامت بين (سليمان) و(بلقيس). )).
 2) " أَقَاصِي ٱلأَرْض"  أي بلاد بعيدة، وهو تعبير يوناني يقصد به المسافة البعيدة مع اختلاف  الجنس والأمة والدين. فى طريقة تفكيرها
ملكة التيمن التى دفعها فضولها للعمل لترى وتسمع وتستفيد من حكمة سليمان فجائت من اليمن بينما ذهب يسوع بنفسه لليهود الذى هو معطى الحكمة لسليمان ولم يؤمن به  اليهود يومئذٍ وأضهروا له قساوتهم أكثر مما أظهرها اختلاف عمل أهل نينوى وعملهم، لأن أهل نينوى تأثروا من وعظ يونان وهو أمامهم، أما ملكة التيمن فتأثرت بسمعها خبر سليمان على البعد. واحتملت مشقة السفر من على بُعد نحو ألف ميل وهي امرأة وملكة لتسمع حكمة سليمان. ولكن المسيح نفسه أتى إليهم. وهي أتت بلا دعوة من سليمان، وأما المسيح فلم يكف عن أن يدعوهم إليه. وسليمان لم يستطع أن يعطي تلك الملكة حكمته، أما المسيح فمستعد أن يعطيهم كل كنز الحكمة الحقيقية. فإذاً المسيح أعظم من سليمان، وموضوع كلامه أهم من موضوع حديث سليمان وتلك الملكة، وحكمته أعظم من حكمة سليمان. ومع كل ذلك تأثرت كل التأثر وهم لم يتأثروا. وأعلن المسيح في هذا الأصحاح عظمته الإلهية أولاً بأنه أعظم من الهيكل (عدد ٦)؛ وثانياً بأنه أعظم من يونان النبي (عدد ٤١)؛ وثالثاً بأنه أعظم من سليمان الملك.

 

ولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي ان ملكة التيمن كابدت تعب الطريق بقصد ان تسمع حكمة سليمان . اما المسيح فقد نزل من اعلى السموات تشوقاً الى خلاص بني البشر فلم يؤمنوا به . ثم ان سليمان تكلم عن الخشب والاشجار والمسيح كلمهم عن الاسرار الخفية والامور الغير الموصوفة . فكأنه يقول لهم انتم مدانون بالنسبة الى ملكة التيمن لان تلك لم تر الايات ومع ذلك فقد اعتقدت حكمة سليمان . أما انا فقد عملت الآيات امامكم ولم تقبلوا كلامي . اما قوله عن نفسه انه اعظم من يونان وسليمان فقد قصد بذلك مجرد التفضيل وان لم يكن بينه تعالى وبينهما وجه الشبه .

تفسير  (مت 12: 43) 43 اذا خرج الروح النجس من الانسان يجتاز في اماكن ليس فيها ماء يطلب راحة ولا يجد. 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

أخذ المسيح هنا يبين كيف آمن أهل نينوى بمناده يونان وما فعلته ملكة التيمن عندما سمعت بحكمة سليمان ولكن بالرغم ن أن المسيح وأخرج لأرواح النجسة  من  الأمة اليهودية فى عصره إلا أنه خذرهم من أشياء كثيرة منها تعليم الفريسيين وتقاليدهم وسيرتهم. لقد نفر اليهود بسبب بقائهم سبعين سنة في سبي بابل من عبادة الأوثان التي كانوا قبل ذلك يميلون إليها، فشبَّه المسيح هذا بإخراج روح نجس من قلوبهم. ولكن تعليم الفريسيين صيَّرهم إلى حالٍ أردأ، وكأنه دخل فيهم سبعة أرواح أشر من الأولى. وشبه الإنسان مثل ما آت إليه هذه الأمة، فيمكن أن يرجع عن بعض الخصال الرديئة ويصلح سيرته بعض الإصلاح، ولكنه إن لم يتغير قلبه يسقط عند التجربة إلى الشر نه ما لم يحتمى بالروح القدس وإكتفى ببره الذاتي والتجديف بالتمادى فى الخطية وعدم الرجوع عنها بالتوبة بسبب قساوة القلب فيقع فى أسوأ انواع الخطايا وهى التى بلا غفران ، فيكون رجاء خلاصه في هذه الحال أضعف مما كان في الحال السابقة.
1) " إِذَا خَرَجَ " لم يحدد الإنجيل هل خرج الروح من نفس الإنسان بإرادته أم رغماً عنه أى عن طريق إنسان آخر ، ولكن لا بد أنه إذا قصد الإنسان إصلاح نفسه ووسمع للروح القدس فى داخله الذى يحثه على توبة وابتدأ ذلك  أصبح نفسه مسكنه لا يرغب فيه الروح النجس، فيخرج مؤقتاً. يقول القديسيين أن هناك أرواح لها أسماء مثل روح الزنا وروح الإنتقام .. ألخ  وأن الروح القدس لا ينفصل عن الإنسان الخاطئ.. بل يحثه على التوبة، وعلى التغيير.. فنرى عندما سقط داود في خطية الزنا وهو متزوج، كان يقول بتوبة: "رُوحَكَ الْقُدُّوسَ لاَ تَنْزِعْهُ مِنِّي" (سفر المزامير 51: 11).. فالروح القدس لا ينفصل عنه ولا يتركه.. أما إذا أصرّ الإنسان على الاستمرار في الخطية وعدم التوبة، فإنه يطفئ بذلك الروح القدس داخله.  حسبما قال بولس الرسول عن بعض الرافضين لعمل الروح داخلهم: "وَكَمَا لَمْ يَسْتَحْسِنُوا أَنْ يُبْقُوا اللهَ فِي مَعْرِفَتِهِمْ، أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى ذِهْنٍ مَرْفُوضٍ لِيَفْعَلُوا مَا لاَ يَلِيقُ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 1: 28).
2) "فِي أَمَاكِنَ لَيْسَ فِيهَا مَاء" كان اليهود يحسبون القفار مساكن الشياطين وذكر العهد القديم كانت البرية مسكن الأرواح النجسة  راجع(عزازيل في لا ١٦ ) (والحيوانات البرية في أش ١٣ :٢١؛ ٣٤ :١٤) ونسب يوحنا ما ذكر إلى خراب بابل (رؤيا ١٨: ٢) وكلام المسيح هنا وفق هذا الرأي.
3) "يَطْلُبُ رَاحَةً وَلاَ يَجِد " (أيوب ١: ٧ ) وكان ذات يوم انه جاء بنو الله ليمثلوا امام الرب وجاء الشيطان ايضا في وسطهم.  ( لوقا ١١: ٢٤ )  متى خرج الروح النجس من الانسان يجتاز في اماكن ليس فيها ماء يطلب راحة واذ لا يجد يقول: ارجع الى بيتي الذي خرجت منه أرواح الشياطين النجسة لا يستريحون ما لم ينجسواأحداً بالخطية حتى أنهم طلبوا ن المسيح أن يضروا الخنازير حتى يثيروا أهل البلدة ضده  فلا يجد الروح في القفار فرصة للضرر كما يجد في قلب الإنسان،  ( ١بطرس ٥: ٨)   اصحوا واسهروا. لان ابليس خصمكم كاسد زائر، يجول ملتمسا من يبتلعه هو. " فلذلك لا يرضى بما هو فيه من تقلبه في الشقاء من مكان إلى آخر.

تفسير  (مت 12: 44) 44 ثم يقول: ارجع الى بيتي الذي خرجت منه. فياتي ويجده فارغا مكنوسا مزينا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 (مت 12: 44 و 45) تفسير هاتين ألآيتينلها  ثلاثة معانى
١ - كان بعض اليهود يظردون الأرواح الشريرة حتى أنهم إستعانوا بإسم المسيح بدون إيمان شخصي، وكانت الأرواح النجسة تعود.
٢ - إنها إشارة إلى شعب إسرائيل بمعنى رفضهم لعبادة الأصنام، ولكن بدون أن يستبدلوها بعلاقة إيمان مع الرب.
٣ - كانت تشير إلى كرازة يوحنا المعمدان، التي قبلوها على أنها من الله، بينما كانوا يرفضون يسوع. فكان أسوأ بكثير من وضعهم الراهن (٢ بط ٢ :٢٠ -٢٢ )
1) " بَيْتِي" أي جسد الإنسان ونفسه.الذي كان يسكن فيه قبلا وخرج منه بما يعنى أن الروح النجس عزم بعد الجولان فى القفار على الرجوع، ليرى ماذا كانت نتيجة شروع الإنسان في إصلاح نفسه.
2) " فَارِغاً مَكْنُوساً مُزَيَّناً " قال مفسرون إن معنى ذلك أن روح الإنسان عادت إلى الصحة التامة بعد خروج الشيطان منها ولكن قلبه بعيدا عن الرب ولم يسكنه الروح القدس . وقال آخرون إن ذلك إشارة أنه مُعدٌ لرجوع الروح الشرير، فيكون «فارغاً» من التأثيرات الصالحة إذ لم يدخله المسيح بعد خروج الشيطان، و «مكنوساً» أي خالياً من كل مانع للشيطان، و «مزيناً» لإبهاجه بما يعنى ا، الشخص مستعد لإطاعة الروح الشريرة فى الخطية . وثانيا  موافق لحياة اليهود وأعمالهم يومئذٍ لأنهم فلم يكونوا حين بشرهم المسيح في صحة روحية تامة وطهارة كاملة، بل كانوا عكس ذلك. فلم يكن إصلاحهم بسبي بابل وبمناداة يوحنا المعمدان بالتوبة إلا ظاهراً، وكان الرياء زينة لهم يحبون المظاهر ويميلون للتمرد على الرب فكانوا أشبه بالقبور المبيضة.. فلا أمن للنفس بالإصلاح إن لم يسكن الله القلب وتخضع قوى النفس كلها له. فكثيراً ما طُرد شيطان المسكرات من قلوب السكارى، وأقيم كل مانع من رجوعه يستطيع عقل الإنسان أن يخترعه، مع كل القصد بعدم التسليم له. لكن كل ذلك لم ينفع بلا طلب نعمة الرب والحصول عليها.

 

ولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

انه تعالى شبه اليهود لكثرة شرورهم وعدم توبتهم بانسان فيه شيطان وخرج منه . فان استمر ذلك الانسان في الشرور وجد الشيطان فيه مكاناً فيذهب ويجلب معه شياطين اخر فسيكنون في ذلك الانسان فتكون اواخر ذلك شراً من اوائله ثم انه اراد بالامكنة والاراضي التي لا ماء فيها أولئك الشعوب الذين لم تبلغهم أقوال الانبياء والبشارة الممثلة بالماء والذين لم يتيسر لهم الاصطباغ بمياه المعمودية . فلم يحج فيهم راحة لانهم صاروا ينبوعا للتعليم المضل . ويراد كذلك بذلك الانسان الشعب الاسرائيلي وبالروح النجس عبادة الاوثان التي دخلت فيه بمصر . فأزالها الآب بواسطة الناموس الذي اعطاه في جبل سينا وملأه من الروح القدس ثم ان في قوله الروح النجس اشارة الى قتل الانبياء ولما طاف في الشعوب الذين كانوا معددومين من المياه الروحية المكنى بها عن الفرائض الالهية ولم يجد فيهم راحة كما كان له في الشعب قال لارجعن الى الشعب فجاء ووجده مكنوساً أي فارغاً من الخيرات والمواهب الروحية التي قد منحت له جبل سينا بل ومزيناً بالشر ومستعدا لقتل المسيح فأخذ معه سبعة ارواح أخر أشراً منه الذين كانوا بالشعوب والطوائف السبع الذين قتلوهم وورثوا ارضهم ودخلوا في الشعب . وقد فسره بعضهم ان التلاميذ لما طردوا الارواح النجسة من الشعب المؤمن بالمسيح دخلوا في الشعب اليهودي الغير المؤمن .

تفسير   (مت 12: 45)  45 ثم يذهب وياخذ معه سبعة ارواح اخر اشر منه فتدخل وتسكن هناك فتصير اواخر ذلك الانسان اشر من اوائله. هكذا يكون ايضا لهذا الجيل الشرير».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 1) " ثُمَّ " أي حينما يكون مستريح فى البرية ويرجع لإنسان الذى خرج منه فيجد أن قلب الإنسان معدٌّ له.
2) " يَذْهَبُ " أي في طلب رفاق له (شياطين ليس لهم مكان).
3) " سَبْعَةَ أَرْوَاحٍ" أي عدد غير معين (متّى ١٨: ٢١، ٢٢).حينئذ تقدم اليه بطرس وقال: «يا رب كم مرة يخطئ الي اخي وانا اغفر له؟ هل الى سبع مرات؟» 22 قال له يسوع: «لا اقول لك الى سبع مرات بل الى سبعين مرة سبع مرات. " وكان هذا العدد من الأرواح النجسة في مريم المجدلية (مرقس ١٦: ٩ ولوقا ٨: ٢). وأشار إلى زيادة تسلط القوات الشريرة على الإنسان، وقلة الرجاء بخلاصه.
(عبرانيين ٦: ٤ ) وسقطوا، لا يمكن تجديدهم ايضا للتوبة، اذ هم يصلبون لانفسهم ابن الله ثانية ويشهرونه. ( عب١٠: ٢٦ )انه ان اخطانا باختيارنا بعدما اخذنا معرفة الحق، لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا،  
4) "  هٰكَذَا يَكُونُ أَيْضاً لِهٰذَا ٱلْجِيلِ ٱلشِّرِّير." ذه الفقرة من هذا الإصحاح يشير فها المسيح  إلى يهود عصره، فإن أحوالهم الأخيرة التي صارت أشر من الأولى هي الأحوال التي كانوا فيها بعد رفضهم كون يسوع مسيحهم، وقبل خراب أورشليم. قال يوسيفوس المؤرخ «إن اليهود ولا سيما رؤساؤهم كانوا في ذلك الوقت في أشد الغلو والتعصب والهيجان فأشبهوا من سكنهم الأبالسة». وقد تم قول المسيح على اليهود، فإنهم حين رجعوا من السبي كانوا يكرهون الأوثان وظلوا كذلك، فكانوا أحسن من ذي قبل قليلاً، ثم سقطوا في فسادٍ آخر كمحبة العالم والرياء والتمسك بالطقوس الدينية دون الجوهر وعمى القلب، وزادوا إثماً حتى أنهم صلبوا المسيح  فأسلم هيكلهم ومدينتهم إلى أيادي الرومان فقُتل منهم ربوات كثيرة وسُبي ربوات كذلك، وتبددت أمتهم منذ ذلك الوقت في الأرض. وهذا جزاء كل خاطئ نبهه الروح القدس فأغاظه، أي أن حاله الأخيرة تكون أشر من الأولى. كما تنطبق هذه الحالة أيضا على الشخص الذى ترك الرب ثم تاب ورجع إلى قيئة مرة أخرى (٢بطرس ٢: ٢٠ - ٢٢)  لانه اذا كانوا، بعدما هربوا من نجاسات العالم، بمعرفة الرب والمخلص يسوع المسيح، يرتبكون ايضا فيها، فينغلبون، فقد صارت لهم الاواخر اشر من الاوائل. 21 لانه كان خيرا لهم لو لم يعرفوا طريق البر، من انهم بعدما عرفوا، يرتدون عن الوصية المقدسة المسلمة لهم. 22 قد اصابهم ما في المثل الصادق:«كلب قد عاد الى قيئه»، و«خنزيرة مغتسلة الى مراغة الحماة».

 

ولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي ان شعب اليهود كان قبلاً يقتل الانبياء . ولاجل ذنبه هذا كان يسبى ثم يرجع . ثم سبي ولم يرجع لانه قتل رب الانبياء . وكانت خطيئته عظيمة

تفسير انجيل متى الاصحاح الثاني عشر

اتّحادنا معه (مت  12: 46-50)

تفسير (مت 12: 46)  46 وفيما هو يكلم الجموع اذا امه واخوته قد وقفوا خارجا طالبين ان يكلموه..


ذكر مرقس أيضا  نفس هذه القصة التى حدثت من أقارب يسوع فى (مر 3: 31- 35)

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

عائلة المسيح وأقاربه 
( متّى ١٣: ٥٥ )  اليس هذا ابن النجار؟ اليست امه تدعى مريم واخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا؟ 56 اوليست اخواته جميعهن عندنا؟ فمن اين لهذا هذه كلها؟» ( مرقس ٣: ١٣ ) (مر ٦: ٣ ) اليس هذا هو النجار ابن مريم واخا يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان؟ اوليست اخواته ههنا عندنا؟» فكانوا يعثرون به.  ( لوقا ٨: ١٩ - ٢١ ) ( يوحنا ٢: ١٢ ) وبعد هذا انحدر الى كفرناحوم، هو وامه واخوته وتلاميذه، واقاموا هناك اياما ليست كثيرة  ( أعمال ١: ١٤)  هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة، مع النساء، ومريم ام يسوع، ومع اخوته.  ( ١كورنثوس ٩: ٥ ) العلنا ليس لنا سلطان ان نجول باخت زوجة كباقي الرسل واخوة الرب وصفا؟  ( غلاطية ١: ١٩) ولكنني لم ار غيره من الرسل الا يعقوب اخا الرب 

1) "  إِذَا أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ "  كثيرون يتسائلون هل للقديسة مريم العذراء أخت؟ من هم اخوة يسوع؟
هناك عدة آراء للمفسرين 1- منهم من قال انهم اولاد يوسف خطيب السيدة العذراء من زواج سابق
ويقولون أيضا أن يوسف الجار جان سنة 35سنة ينما تزوج مريم  2- مفسرون آخرون قالوا انهم من اتباع المسيح حيث كان يدعوهم اخوة كما قال: (مت 12: 48- 50)" من هي امي ومن هم اخوتي؟ 49 ثم مد يده نحو تلاميذه وقال: ها امي واخوتي.50 لان من يصنع مشيئة ابي الذي في السماوات هو اخي واختي وامي " لاحظوا عبارة " أم يسوع" و " اخت امه مريم" وهي زوجة كلوبا وأم يعقوب ويوسى وأم إبنى زبدى كما يتضح من نصوص الكتاب المقدس.
 "وكانت واقفات عند صليب يسوع، ( أمه ) ( وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ) ومريم المجدلية"( يو 19: 25)  جاء عن مريم زوجة كلوبا وفي (مت56:27) نجد من كان حول الصليب مريم المجدلية ومريم أم يعقوب ويوسى وأم إبنى زبدى." وفي (مر40:15) نجدهم مريم المجدلية ومريم أم يعقوب الصغير ويوسى وسالومه وهنا نجدهم أمُّه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية." وفى الآيات السابقة تبرهن أن العذراء لها اختوأسمها مريم وكانت زوجة كلوبا أو كلوباس زأنها أم يعقوب الصغير ويوسي؛ وأن ابنها يعقوب هو ابن حلفى Alpheus، مما يبدو أن حلفى وكلوباس هما شخص واحد. يقول هيجيسبوس Hegesippus نقلاً عن يوسابيوس، "أن كلوباس هو أخ يوسف خطيب القديسة مريم" ويؤكد التقليد القبطى وكذلك السريانى وبعض الكنائس الأرثوذكسية الأخرى يقول ان للعذراء مريم اختا اخرى اسمها ايضا مريم!
وحدث أنه
عندما رزق والدا مريم العذراء بابنتهم وهبوها للهيكل تحقيقا لنذرهم، سال القديس يواقيم والقديسة حنا والدا العذراء بمدى استفادتهم من عطية الله لهذه البنت ما دامت قد نذرت للهيكل وبانهم لن يروا احفادهم منها فاستجاب الله لهما واعطاهم بنتا اخرى بالرغم من تقدمهم بالعمر، فهو الله القادر على كل شيء، ومن اعطاهم العذراء بنتا بمعجزة هو قادر ان يكرر المعجزة. فرحت حنه وزوجها بالمولودة الثانية واسمياها مريم على اسم اختها، ومريم هذه تزوجت ورزقت بالبنين والبنات، وهكذا اصبحا ليوياقيم وحنه احفاد هؤلاء الاحفاد دعاهم الكتاب المقدس باخوة يسوع، فهم اولاد مريم اخت القديسة مريم العذراء التي تزوجت من حلفي أو كلوباس الذي هو بحسب التقليد اخ يوسف خطيب العذراء مريم. وبهذا تصبح مريم العذراء خالة من دعاهم الإنجيل باخوة يسوع ويوسف خطيب مريم العذراء هو عمهم، واليصابات زوجة زكريا الكاهن هي نسيبة العذراء مريم هؤلاء هم اقارب السيد المسيح ومريم العذراء.
2) "
قَدْ وَقَفُوا خَارِجاً " إما أن يسوع كان يكلم الجمع فى بيت فوقفوا خارجه  خارج البيت، أو أتوا من خارج دائرة السامعين وحاولوا شق طريقهم إليه . ووقوفهم كذلك إما لعدم إمكانهم أن يصلوا إليه لازدحام الناس عليه، وإما لأنهم أرادوا توفيقه عن الكلام واتخاذ فرصة الانفراد به ليكلموه.
3) "
طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ" لا بد أن هناك سبباً لمجيء أمه وإخوته إليه يطلبونه وهو يخاطب الجمع. والمحتمل أن ذلك خوفهم عليه من زيادة التعب العقلي والجسدي (انظر مرقس ٣: ٢١) ولما سمع اقرباؤه خرجوا ليمسكوه لانهم قالوا: «انه مختل!» أو خوفهم على حياته لأنهم سمعوا ببغض الكتبة والفريسيين له. فلا نتعجب من هذا الاهتمام الزائد للمحبة العائلية، مع قلة إيمان إخوته به  (يو٧: ٣، ٥ ) 3 فقال له اخوته:«انتقل من هنا واذهب الى اليهودية، لكي يرى تلاميذك ايضا اعمالك التي تعمل .. لان اخوته ايضا لم يكونوا يؤمنون به."  فلو كان لهم كمال اليقين بحكمة يسوع وقدرته لما وقفوا خارجاً يطلبونه.

 

ولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

انه سمى اولاد يوسف يعقوب ويوسي ويهوذا اخوته الذين لم يدخلوا ليسمعوا تعليمه ولا جلسوا خارجاً حتى يكمل تعليمه لكنهم ارسلوا رسلاً وراءه كمن لهم عليه سلطان .

تفسير (مت 12: 47) 47فقال له واحد: «هوذا امك واخوتك واقفون خارجا طالبين ان يكلموك».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

يظهر من مرقس ٣: ٣٢ ) "وكان الجمع جالسا حوله فقالوا له: «هوذا امك واخوتك خارجا يطلبونك».  أن الجمع كان جالساً حوله فبلغه طلب أمه وإخوته بانتقاله من واحد إلى آخر.

هذه الآية لا توجد في المخطوطات اليونانية א، B ،L أو في بعض المخطوطات اللاتينية القديمة والسريانية والقبطية. إنها موجودة في  المخطوطات: א ،   D ،  Cوالفولغاتا والإنجيل الرباعي. هي موجودة أيضاً في (مر ٣ :٣٢ ) (لو ٨ :٢٠ ).يبدو أن الكتبة أضافوها إلى هذه الآية ليصنعوا التوازيات الثلاث. هي موجودة في NASB، NKJV، NRSV وTEV .لجنة الترجمة في الطبعة اليونانية الرابعة للعهد الجديد التي أصدرتها  جمعيات الكتاب المقدس المتحدة تعتقد أنه كانت قد أسقطت سهواً من النص بسبب زلة عين homoloteleuton  بين كلمتين متشابهتين ("يتكلم") في النص اليوناني في نهاية (مت ١٢ :٤٦ و٤٧ ) والآية ضرورية لتعطي معنى للفقرة.

تفسير (مت 12: 48)   48 فاجابه: «من هي امي ومن هم اخوتي؟» 
 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

حاشا أن يكون في كلام المسيح أي تحقير لنسبه الجسدي بأمه وإخوته حسب ظاهر هذا الكلام، ولكن ما يجب أن نفهمه هو رفع إهتمامه بشعبه إلى درجة قرابته الجسدية وأعطاهم نفس درجة القرابة بالإيمان صرنا أقرباء للسيد المسيح بنسبٍ روحي أسمى وأعظم، وهو نسبه إلى أتباعه المؤمنين باسمه، وما أعظم أن يطلق علينه أسمه العظيم والمجيد مسيحيين الذين هم نواة ملكوته السماوي المجيد. فهؤلاء أمه وإخوته الحقيقيون.
أخذ ربنا من ذلك فرصة لتعليم الحاضرين بقوله وفعله أن علاقته بأقاربه ليست كعلاقتهم بأقاربهم، وأن ارتباطه بعائلته الروحية مثلل  ارتباطه بعائلته الجسدية. فقرابة الإيمان والمحبة ليست أقل من قرابة اللحم والدم.
1) " مَنْ هِيَ أُمِّي الخ"  أراد بذلك أن علاقته بعائلته تماما كعلاقته بمن يؤمنون به ويسمعون ويحفظون كلامه ، وأنه ليس ملزوماً  أن يطيع أوامر العائلة. وفي ذلك لا شيء من الإهانة لتلك العائلة أو عدم الاكتراث بها، لأنه أطاعها الطاعة الواجبة للرب  ون كلماته هذه يمكننا أن نسترجع ما حدث عندما ذهب مع أبواه فى سن الـ 12 إلى الهيكل وعنما أنقضى أيام الفصح رجعوا وفى الطريق لم يجدوه فرجعوا إلى أورشليم فوجدوه مع شيوخ الهيكل يتكلم معهم فقالوا له أين أنت يا أبنى فقال  «لِمَاذَا كُنْتُمَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟» (لوقا ٢: ٤٩)  وظل يعتنى بأمه طيلة حياته وكانت ترافقة فى جولاته وذكر أسمها عدة مرات  وعندما كان على الصليب اعتنى بوالدته  (يوحنا ١٩: ٢٥ - ٢٧). لكنه أراد أن يبين خصوص علاقته بعائلته.وأتى المسيح ذلك بطريق السؤال ليجعلهم يتوقعون الجواب فيحملهم ذلك على زيادة الإصغاء.

 

ولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

انه لم يقصد بذلك ان ينكر أمه لكن ليريها ان لا فائدة لها من كونها امه اذا لم تعمل الفضائل . وليعرف الناس انه ليس فقط ابنها لكن ربها ايضا فربها من حيث انه اله وابنها لانه مولود منها بالطبيعة . ولانهم دعوه بافتخار وبمجد باطل كمن لهم عليه سلطان فلذا وبخهم . اما المراد من قوله لهم من هي أمي ومن هم اخوتي فليس انكار القرابة الطبيعية ولكن ليفهم الحاضرين ان القرابة الروحية يفضلها على القرابة الجسدية  

تفسير (مت 12: 49) 49 ثم مد يده نحو تلاميذه وقال: «ها امي واخوتي
 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

أتى يسوع مخلِّصاً لجميع البشر، وصار بكر الراقدين وأخوته سيقومون بعده فى يوم القيامة الموعود به صار أخاً لكل أولاد آدم إذ صار آدم الثاني، وهو أخو المؤمنين به على نوع أخص.
1) " ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ نَحْوَ تَلاَمِيذِهِ" ليميز تلاميذه وليرفعهم لدرجة قرابته الجسدية . ولا بد من أن تلك الإشارة كانت مصحوبة بنظره إليهم نظر المحب إلى أحبائه.
2)  " هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي" أى كما أننى أحب أمى وأخوتى هؤلاء أيضا محبتى لهم مثل محبتى لأمى ولأخوتى وأراد بيان شدة محبته للمؤمنين به لتساوى كل محبة بشرية.

تفسير (مت 12: 50) 50 لان من يصنع مشيئة ابي الذي في السماوات هو اخي واختي وامي»

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ " هذا هو شرط  القرابة الروحية مع يسوع لمسيح هو يصنع مشيئة أبيه ما قال لأنه وهو فى سن الـ 12 ينبغى أن أكون فيما لأبى .. ويمكن أن ضيف إلى كلمة المحبة لهذا النوع من القرابة فتكون "القرابة الروحية بالمحبة" (يوحنا 15: 14 - 16) انتم احبائي ان فعلتم ما اوصيكم به.15 لا اعود اسميكم عبيدا، لان العبد لا يعلم ما يعمل سيده، لكني قد سميتكم احباء لاني اعلمتكم بكل ما سمعته من ابي. 16 ليس انتم اخترتموني بل انا اخترتكم، واقمتكم لتذهبوا وتاتوا بثمر" 

2) "  هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي" أن مجرد سمع تعاليمه والتتلمذ له ظاهراً ايمان به عن حب القلب وليس بالعقل  ينال المؤمن جائزة  هذه العلاقة العظمى التي ذكرها، فحقق لهم أن سبب تلك العلاقة هو عمل المحبة  بنفيذ تعليمه لا مجرد سماعه ،(غلاطية ٥: ٦ ) لانه في المسيح يسوع لا الختان ينفع شيئا ولا الغرلة، بل الايمان العامل بالمحبة." ولما لم يؤمن به خاصته اليهود كنيسة العهد القديم  تكونت كنيسة العهد الجديد بخليقة جديدة مولودة من الماء والروح  ( غلا٦: ١٥ ) لانه في المسيح يسوع ليس الختان ينفع شيئا ولا الغرلة، بل الخليقة الجديدة. " من كل الأمم ومن كل الشعوب  ( كولوسي ٣: ١١ ) حيث ليس يوناني ويهودي، ختان وغرلة، بربري سكيثي، عبد حر، بل المسيح الكل وفي الكل." وأن هذا الإكرام مقصور على صنع مشيئتة  فمن قام بذلك الشرط أُحب واعتبر كأم يسوع وإخوته، ( عبرانيين ٢: ١١)  لان المقدس والمقدسين جميعهم من واحد، فلهذا السبب لا يستحي ان يدعوهم اخوة،  وإن كان فقيراً ساذجاً لا صفة له تجذب القلب إلى محبته (يوحنا ١: ١٢، ١٣ و١٥: ١٥ ورومية ٨: ٣٢ - ٣٩ وأفسس ٥: ٢٥، ٣٧). ومما يستحق الملاحظة هنا أن يسوع لم يذكر له أباً بين هذه العائلة، ولم يذكر يوسف قط كأبٍ له لأن لا أب له غير الله.
وفي هذا العدد إنذار للذين يبغضون المسيحيين ويضطهدونهم لأنهم يضطهدون أقارب ملك الملوك. وفيه تعزية عظيمة لجميع المؤمنين، فإن إيمانهم به وطاعتهم لله جعلاهم أقرب الخلق إليه، فذلك الأخ الأكبر يعتني بهم إلى الأبد. فإن كان يوسف قد اعتنى بإخوته في مصر، فبالأولى يعتني يسوع بإخوته الروحيين على الأرض وفي السماء. وهذه العلاقة الشريفة من نتائج الولادة الجديدة التي نصير بها أولاداً لله وإخوة للمسيح. وطاعتنا لله أجلى برهان على تلك الولادة السماوية.
وفي هذه الآية ما ينبه المسيحيين إلى وجوب حب بعضهم بعضاً، لأن إخوة المسيح أخوة لبعضهم.

يقول الدكتور غالى : [هذه القصة تحمل نفس المفهوم السابق، فالمسيح هنا يرفع العلاقات من مستوى القرابة بالجسد إلى مستوى العمل بمشيئة الآب كأساس، فمن لا يصنع مشيئة الآب لا يكون من أهل المسيح. ونلاحظ أن إخوة المسيح المسيح بالجسد لم يكونوا يؤمنون به أولاً (يو5:7)، وبعض من أقربائه قالوا أنه مختل (مر 21:3)، فأيهما أقرب للمسيح هؤلاء غير المؤمنين حتى وإن كانوا أقربائه بالجسد، أم الذين آمنوا به وأحبوه وحفظوا وصاياه (يو 15:14). المسيح عموماً يريد أن يرفعنا فوق مستوى العلاقات الجسدية، فهو الذى قال من أحب أباً أو أما.... اكثر منى فلا يستحقنى.
ثم مد يده نحو تلاميذه وقال ها أمى ……= فالمسيح بتجسده وحلوله فى وسطنا دخل معنا فى علاقة جديدة فحسبنا أمه وإخوته. نحن نصير أماً له بحمله فى داخلنا، وصرنا إخوة له بكونه بكراً بين إخوة كثيرين ولاحظ أن السيد المسيح لم يتنكر للعذراء أمه، فهو لم يقل ليست أمى بل من هى أمى ليرفع العلاقة من أن تكون جسدية لعلاقة أسمى، خلال الطاعة لإرادة أبيه. نحن بتنفيذنا للوصية لا نكون فقط أقرباء له بالجسد بل نتحد به ونثبت فيه، فما يفصلنا عنه هو الخطية فلا شركة للنور مع الظلمة. نحن قد أتحدنا به بالمعمودية (رو 3:6-8) ونظل ثابتين فيه (أقرباء له ) إن التزمنا بوصاياه
إخوتهُ = اليهود يعتبرون أولاد الخالة والخال وأولاد العمومة أنهم إخوة. وهكذا قال إبراهيم عن لوط أنه أخاه. وهناك رأى بأنهم إماّ أولاد خالته أو هم أولاد يوسف من زواج سابق.
لاحظ أن لوقا يضع هذه القصة بعد قول السيد المسيح انظروا كيف تسمعون فمن يسمع كلام السيد وينفذه يصير قريباً لهُ. ومتى يضع القصة بعد حديث المسيح عن خروج الروح النجس ورجوعه لو كان المكان مكنوساً. إذاً متى يقصد، هل تريد أن تكون حراً من الأرواح النجسة، وتكون قريباً للسيد المسيح، إذاً نفذ وصاياه. ونفس المفهوم نجده فى إنجيل مرقس واقفون خارجاً = فإخوته لأنهم كانوا لايؤمنون به وقفوا خارجاً. فالوقوف خارجاً يفقدنا علاقتنا بالمسيح.]

ولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

 ان بقوله هذا ابان مزيد اعتباره لارادة ابيه وضرورة العمل بها حين سمى الذين يتبعونها مبتعددين عن الشرور باخيه واخته وأم

 

This site was last updated 01/17/21