Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

تفسير / شرح الإنجيل كما رواة  متى الإصحاح الثانى(متى 2: 1- 12)

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس  http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مقدمة تفسير متى
تفسير (مت 1: 1- 17
تفسير  (مت 1: 18
تفسير (مت 1: 19 - 24)
تفسير (متى 2: 1- 12
تفسير (مت 2: 13 - 23
تفسير (مت  3: 1-6
تفسير (مت 3: 7-12
تفسير (مت 3: 13-17
تفسير (متى 4 : 1- 11
تفسير (متى 4: 12- 17)
تفسير (متى 4: 18- 25
تفسير (متى5: 1-  12
تفسير (مت 5: 13- 26
تفسير  (متى 5: 27- 48
تفسير متى 6: 1- 15
تفسير متى 6: 16- 34
تفسير متى الإصحاح7
تفسير متى الإصحاح 8
تفسير متى 9: 1- 17
تفسير متى 9: 18- 38
تفسير متى 10: 1- 23
تفسير متى 10: 24- 42
تفسير متى الإصحاح 11
تفسير متى 12: 1- 21
تفسير متى 12: 22- 50
تفسير متى 13: 1- 32
تفسير متى 13: 33- 58
تفسير متى الإصحاح14
تفسير متى 15: 1- 20
تفسير متى 15: 21- 39
تفسير متى الإصحاح16
تفسير متى الإصحاح17
تفسير متى الإصحاح18
تفسير متى الإصحاح19
تفسير متى الاصحاح20
تفسير متى 21: 1- 22
تفسير متى 21: 23- 46
تفسير متى 22: 1- 22
تفسير متى 22: 23- 46
تفسير متى 23: 1- 22
تفسير متى 23: 23- 39
تفسير متى 24: 1- 22
تفسير متى 24: 23- 51
تفسير متى الإصحاح25
تفسير متى 26: 1- 25
تفسير متى 26: 26- 46
تفسير متى 36: 47- 75
تفسير (مت 27: 1- 26)
تفسير (مت 27 : 27- 44)
فسير (مت 27 : 45- 66)
تفسير متى الفصل 28
جدول بالتآريخ والحكام  بإسرائيل ومصر
إقتباسات متّى من العهد القديم
Untitled 8095
Untitled 8102
Untitled 8410

فيما يلى تتفسير / شرح الإنجيل كما رواة  متى الإصحاح الثانى (متى 2: 1- 12)

تقسيم فقرات الإصحاح  الثانى من إنجيل متى (متى 2: 1- 12)
1. مجيء المجوس (مت 2: 1- 6)  لماذا استخدم النجم؟ بالنجم التقَى المجوس باليهود ،
 2. ثورة هيرودس (مت 2 : 7 - 8)  ،
 3. سجود المجوس (مت 2 : 9 - 11)  ،
 4. انصراف المجوس (مت 2: 12)  ماذا تعني هدايا المجوس؟

تفسير انجيل متى - الاصحاح الثانى

 زيارة المجوس (متى 2: 1- 12)

تفسير (متى 2: 1) : ولمّا ولد يسوع في بيت لحم اليهودية ، في أيام هيرودُس الملك ، اذا مجوس من المشرق قد جاءُوا الى أورشليم 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 “
ولمّا ولد يسوع” قصد هذه العبارة الزمان والمكان والحوادث

أولا : الزمان هو فى عصر حكم الملك هيرودس ولكن زمن ولادة يسوع كان قبل وفاة هيرودس بقليل ومما يذكر أن هيرودس مات بعد خسوف القمر الذى حدث قبل هذا الزمن بقليل وقد رصد العلماء أن الخسوف حدث .قال  يوسيفوس المؤرخ اليهودي ان هيرودس مات بفترة (بضعة شهور) بعد خسوف قمري. فقالوا ان هذا الخسوف حدث في اليهودية في 13 مارس 4 ق م.هذا الخسوف كان جزئي ولكن هناك خسوف قمري كامل وليس جزئي حدث سنة 1 ق م بمقدار 89 يوم قبل الفصح (تقريبا 10 يناير 1 ق م) ملاحظة ان العلماء وضحوا ان القدماء يسجلون الخسوف الكامل كحدث لأنه هو الأساسي الذي يختفي فيه القمر تماما كعلامة فلكية وليس الجزئي. هل يوجد طريقة أكثر تحديدا وأكثر دقة؟ نعم يوجد وهي من خلال التقليد اليهودي الحقيقة المعروفة ان هيرودس مات سنة 3761 يهودية وهذا مسجل جيدا في التقليد اليهودي وهذا موجود في مراجع بل مخطوطات يهودية بل محدد انه بثلاث شهور بعد عيد المظال 15 تسري (يوليه) 3761 يهودية

 

ثانيا المكان هو فى بيت لحم اليهودية ..اسم عبري معناه "بيت الخبز" وهناك مدينتان بهذا الاسم، والاسم الأصلي لها هو "أفراته": وهي قرية صغيرة مبنية على أكمة تبعد 6 أميال إلى الجنوب من أورشليم وهي محاطة بتلال تكسوها الأشجار والنباتات الجميلة. وفيها مياه عذبة تنفجر من أراضيها المخصبة. وجاء في نصّ الكتاب، أن داود الملك اشتاق مرة أن يشرب ماء من بئر بيت لحم لأنه كان قد اعتاد عليها حينما كان صبيًّا يرعى غنم أبيه. ومع أن بيت لحم كانت صغيرة بحيث لم تحسب مستحقة الذكر في جدول أملاك يهوذا الأصلي (يش 15) فلا يعادلها موضع آخر من المواضع المذكورة في الكتاب المقدّس لاعتبارات شتّى فإنها كانت مدفن راحيل (تك 35: 19) ومسكن نعمي وبوعز وراعوث (را 1: 19) ومسقط رأس داود (1صم 17: 12) ومدفن آل يواب (2صم 2: 32) وقد أخذها الفلسطينيون مرة (2صم 23: 14 و15) وحصّنها رحبعام (2 أخبار 11: 6). وأعظم من ذلك جميعه أنه ولد فيها المخلّص حسب النبوات (مي 5: 2 ومت 2: 5) لأن مريم التي عاشت في الناصرة كانت من نسل داود فأتت إلى بيت لحم للاكتتاب فحان فيها وقت ولادتها فولدت يسوع هناك. ولبيت لحم أكثر من 4000 سنة منذ أسّست ولم تزل صغيرة حتى إلى ما بعد أيام المسيح وقد رمّم يوستنياس أسوارها وفي سنة 330 مسيحية وبنت الإمبراطورة هيلانة كنيسة فوق المغارة التي يظن أن مخلّصنا ولد فيها، وهي أقدم كنيسة مسيحية في العالم. وهي مشتركة الآن بين الروم واللاتين والأرمن، وبجانبها أديرة لهذه الطائف الثلاث أيضًا. أما هذه المغارة فغير محقق أنها نفس المغارة التي ولد فيها مخلّصنا له المجد. وهي واقعة داخل كنيسة الميلاد هذه، ومنحوتة في صخر كلسيّ وتحتوي على غرفتين صغيرتين، وفي الشمالية منها بلاطة رخامية، منزّل فيها نجمة فضّية حيث يقال أن يسوع المسيح ولد هناك. وأول من قال ذلك هو جستينس الشهيد وبعده اويسيبيوس المؤرخ والقديس جيروم وغيرهم من الذين عاشوا في زمان مقارب لعصر المسيح. إلاّ أنه لا يستدل من القصة في الإنجيل أن موضع ميلاده كان في مغارة بالإجيل أن موضع ميلاده كان في مغارة بل كان في المذود على ما جاء في النّصّ الصريح.

هيرودُس الملك ” يلقب غالبا فى التاريخ بإسم هبودس الكبير للتفرقة بينه وبين أولادة الذين إتخذوا من أسمه لقبا لهم أيضا  وهو إبن انتيابر الأدومى / ولم تكن عائلته من الجنس النقى اليهودى ولكنهم من اليهود الدخلاء ، وعين بأمر السناتوس الرومانى ملكا على اليهودية / فحكم إقليم اليهودية 37 سنة ، كان شجاعا قويا مولعا بإقامة الأبنية الفاخرة ، قاسيا غيورا وكثيرا ما كانت تنتابه الوساوس والهواجس ، قتل قتل إمرأته مريمنى وإبنية إسكندر وأرستوبوليس لظنة أنهم يريدون الإستيلاء على العرش ، وقبل وفاته بخمسة أيام قتل إبنه انتيباتر وتوفى فى سن السبعين ، وقبل وفاة هيرودس الذى عينه الرومان ملكا أقام الرب ملكا آخر مولودا من اليهود يسوع المسيح وفقا للقول : " لا يزول قضيب عن يهوذا ومشترع من بين رجلية حتى ياـى شيلون وله يكون خضوع جميع الشعوب (تك 49: 10) وبه زال حينئذ قضيب السلطة من يهوذا وجاء زمن إمتلاك شيلون

 مجوس = في الآرامية مجوشا، وفي اليونانية magos وفي اللاتينية Magus ، وفي العبرانية مج، «رب مج» رئيس المجوس إرميا39: 3 . و« مج أو ماج » لفظ آشوري معناه "عظيم". وذكر هيرودوت أن المجوس magoi كانوا السبط السادس من اسباط مادي السنة وكانوا حكماء د. وقال أحد العلماء أن لفظ مجوس منذ القرن الثالث صار يدل على السحرة وعبدة النار .

المصدر : *كتاب تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية مع ذكر أصلها بحروفه. طبعة ثانية لسنة 1932 المؤلف/ القس طوبيا العنيسي الحلبي اللبناني. طُبع بإذن الأب العام / جبرائيل العشقوتي ، لسنة 1929

مجوس من المشرق ” والرواية تقول أنه بعد ولادة يسوع المسيح فى بيت لحم بقليل جاء حكماء (محوس) إلى اورشليم عاصمة إقليم اليهودية  يسألون عن ولادة ملك اليهود فى الوقت الذى كان يحكم اليهودية هيرودس (الكبير) الملك  ويتسائل علماء الكتاب المقدس ، هل جاءوا من بلاد مادى أو من بابل؟ كلمة فارسية تعني "كهنة" رتبتهم بين الحاكم والشعب في بلاد مادي وفارس. وكانوا خدمة دين زرادشت ዞራስተር وكانوا معروفين بلباسهم الخاص وسكناهم المنفرد عن بقية الناس. ومن جملة وظائفهم أنهم ابقوا النار على مذبح أرمزد وقاوموا شر أهريمان. وقد عبدوا العناصر الأربعة: النار والماء والتراب والهواء. ولكن جلّ عبادتهم انحصرت في النار وكان من جملة عاداتهم أن لا يحرقوا أجساد الموتى ولا يدفنونها في التراب بل كانوا يضعونها على سطوح المنازل فتأتي الغربان وجوارح الطير وتأكل لحومها. وكانوا علماء الأمة الفارسية يعلمون الفلسفة وعلم الهيئة وغيرهما من العلوم المعروفة حينئذ. ويظهر من قصة متى (ص 2: 1 - 12). أن هذه الطغمة كانت معتبرة في أيام ولادة المسيح. ولا نعلم من أي البلاد أتى المجوس إلا انه يرّجح انهم عرفوا عن إتيان المسيح من اليهود المتشتتين وكانوا هم باكورة الوثنين الداخلين إلى الكنيسة المسيحية وقد أقيم عيد ظهور المسيح للأمم الواقع في السادس من شهر يناير (كانون الثاني) تذكارًا لزيارتهم.

أما عددهم فقد قدر بقدر هداياهم الثلاثة "ذهبا ولبانا ومرا" (مت2: 11) ووتناقل قصص عنهم ثيرا وفى أسماءهم ووظائفهم كملوك وكذلك عن أسماؤئهم (ملخيور - وبلتاصار - وكاسبار) وزادت القصص فى جنسياتهم فقالت واحد من الهند وآخر من مصر وثالث من اليونان وكل هذه القصص تدل على إنتشار  حبك قصة  زيارة المجوس  وإضافة تأليف المؤلفين المسيحيين وزادوا فى خيالهم فقالوا إعتمادهم على يد توما القديس وأن عظامهم إحتفظت بها القديسة هيلانة الملكة وأودعتها كنيسة أجيا صوقيا بالقسطنطينية (إسلامبول / إستانبول) ثم نقلت إلى ميلان بإيطاليا وأخيرا إستقرت فى كاتدرائية كولونيا ومن يريد أن يصدق فليصدق
 ثالثا : لحوادث ذكر بعضها متى والبعض الاخر ورد فى لوقا
(بذكر لوقا حوادث مفصلة فى لو 1: 1- 26)  

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ابتدأ متى هذا الاصحاح بذكر المكان والمَلك الذي وُلد المسيح في عهد ملكه . لكي يعلمنا ان النبوّات قد كملت بالسيد المسيح . فيذكر المكان لنتذكر نبوّة ميخا وهي : ” أما انت يا بيت لحم منك يخرج الذي يكون متسلطاً على اسرائيل ” ( ميخا 5 : 2 ) ليعلمنا ان المولود هو ابن داود المكتوب عنه انه من قرية داود . ويذكر الزمان وشخص هيرودس للدلالة على ان الأسابيع المذكورة في دانيال قد كملت ( دانيال 9 : 24 ) وان السيد المسيح قد ظهر للعالم وان الملك قد زال من يهوذا لتتمّ نبوّة يعقوب ” لا يزول قضيب من يهوذا … حتى يأتي شيلون وله يكون خضوع شعوب” ( تكوين 49 : 10 ) ..

أما السبب في تسمية بيت لحم بأفراتة فهو : ان كالب بن حصرون بعدما ماتت امرأته  ” عزوبة ” تزوج امرأة ارملة اسمها ” افراتة ” ( 1 أيام 2 : 18 و19 ) . ولحبه لها دعى المدينة بهذا الاسم افراتة ومعناها حاملة الأثمار . ورزق من امرأته هذه بنين منهم ” لحم ” و ” آمون ” ولكثرة محبته للحم ابنه بنى مدينة وأضافها الى افراتة وسمّاها بيت لحم افراتة  (1 أيام 4 : 4 ) يعني بيت الخبز  ..

اما كيف تولّى هيرودس تدبير شؤون منطقة اليهودية فقد كانت : ان المُلك من داود الى السبي كان خاص بالشعب الاسرائيلي . وبعد السبي ترأّس اسرائيل رؤساء الكهنة المعروفون من سبط لاوي لاختلاط سبط يهوذا بسبط لاوي . ولما صار الملك الى الأخوين اريسطوبولس وهادرقيانوس تخاصما مع بعضهما على الرئاسة وفقداها عندما تغلب عليهما الرومان فصار الملك لهيرودس العسقلاني ، ولأنه لم يكن يهودياً فقد أفسد كتاب مواليدهم ووضع ثوب الكهنوت تحت ختمه . وفي زمانه ظهر السيد المسيح فتمت نبوّة يعقوب : ” لا يزول القضيب من يهوذا …حتى يأتي شيلون ” أي زالت الرئاسة من بيت داود . وبزوالها ملك هيرودس وجاء المسيح صاحب السلطنة والملك.

 أما ولادته فكانت يوم الاربعاء 25 كانون الاول سنة خمس وثلاثين لهيرودس المذكور . وقال آخرون يوم الجمعة وآخرون يوم الاحد قبل صياح الديك  في نفس الوقت الذي قام فيه من القبر والذي يعتقد ان تكون القيامة فيه . وفي سنة 42 لاوغسطس قيصر ولد المسيح من البتول وهي ابنة 13 سنة والتي ماتت في افسس وعمرها 51 سنة ودفنها يوحنا الانجيلي وتلاميذه . وفي زمن مولد ربنا عيّن كرنيليوس والياً . وفي شهر نيسان جاء المجوس . وقد ترك متى ذكر لف العذراء لابنها بالأقمطة ووضعه في المذود مع تسابيح الملائكة والختان وغيره . واقتصر على ذكر المجوس فقط الذي عُرف منه غش هيرودس وقتله الاطفال .

( اذا مجوس قد أقبلوا من المشرق ) . يقول اوسابيوس القيصري والقديس غريغوريوس ان المجوس كانوا من بني بلعام . ويقول يعقوب الرهاوي انهم من جنس عيلام بن سام . وقال آخرون انهم من امراء فارس كما تنبأ داود انهم يأتون ويقدمون له قرابين ( مزمور 72 : 10 ) . أما عددهم فقد قال قوم انهم كانوا ثلاثة لأن قرابينهم كانت ثلاثة وكان معهم الف رجل ولذلك ارتجت أورشليم . ويقول يعقوب الرهاوي انهم كانوا اثني عشر رئيساً وكان معهم أكثر من الف رجل . وقال آخرون انهم كانوا ثمانية كنبوّة ميخا : ” اذا دخل آشور في ارضنا وداس في قصورنا نقيم عليه سبعة رعاة وثمانية من امراء الناس ” ( ميخا 5 : 5 ) . وقال غيرهم انهم كانوا ثلاثة أمراء أولاد ملوك ومعهم تسعة من رؤساء القبائل وان الملك الذي ارسلهم اسمه فير شابور . واسماؤهم هي : هدوندد بن ارطبان . شتاق بن كودفار . ارشاخ بن مهدوق . زروندبن بن وارود . اريهو بن كسرو . ارطمشد بن حميت . اشتنكوزان بن شيشرون . مهدوق بن هوهام . احشيرش بن صانيبان . صردنح بن بيلادان ومروداخ بن بائيل . وكان معهم 3000 رجل مسلّح ، وخمسة آلاف حاملي خناجر . ولما عبروا الفرات سمعوا عن الجوع في أورشليم ، فتركوا عسكرهم عند نهر الفرات بجانب الرها ومضوا ، اي الاثنا عشر رئيساً ، مع الالف رجل ومعهم القرابين . ويقول القديسان كيرلس ويوحنا ان المجوس عندما جاءوا وجدوا المسيح طفلاً ملفوفاً في الأقمطة . وقيل انه قبل زمن ميلاده ظهر النجم للمجوس حتى وصلوا قبل ثمانية أيام لميلاده . وقالا انه كان واجباً ان يسجد له في المذود لبيان عظم الاعجوبة . وقال آخرون ان وصول المجوس كان في ليلة الميلاد ويظهر ذلك من المكتوب : انه لما ولد يسوع جاء المجوس . لكن القديس ابيفانيوس اسقف قبرص لم يوافق على هذه الآراء اذ يقول ان مخلصنا ولد في بيت لحم وختن في المغارة واصعد الى الهيكل وحمله سمعان ومضى به الى الناصرة وفي السنة الثانية جاؤوا به ليظهر أمام الرب ثم مضوا الى بيت لحم . وفي آخر السنتين اصعدوه أيضاً الى أورشليم ومضوا به الى بيت لحم محل ولادته لانه كان محبوباً لديهم زيارة المكان الذي ولد فيه . واذ هم في بيت لحم اتى المجوس ويعرف هذا من قول متى : ” فدخلوا البيت ورأوا الصي مع مريم امه فخرّوا له ساجدين ” . قال دخلوا الى البيت وليس الى المغارة وانهم وجدوا الصبي مع امه لا الطفل ملفوفاً بالأقمطة ، وتطلق كلمة صبي على الذي يناغي ويحبوا ويمشي ، و يوافق اوسابيوس والقديس مار افرام على هذا الرأي . امّا السروجي فيقول في ميمره عن ظهور النجم والمجوس : انهم رأوه ابن سنتين . من هنا نستطيع التحقق من أقوال متى ولوقا . فلوقا يقول انهم مضوا من بيت لحم للناصرة ، ومتى يقول من بيت لحم الى مصر والاثنان صادقان . فلقد ذهب الى اورشليم بعد اربعين يوماً كما قال لوقا وفيما بعد الى الناصرة . وفي نهاية السنتين مضى من الناصرة الى بيت لحم ومن بيت لحم الى مصر كقول متى . ومكث في مصر سنتين حتى مات هيرودس وملك ارشلاوس ابنه . ومن هذا يتضح ان المسيح كان ابن سنتين . ولذلك قتل هيرودس الاطفال من ابن سنتين فما دون حسب الزمان الذي تحقق من المجوس . فان كان قد قيل له في تلك الليلة عينها ان يهرب الى مصر وهو ابن ثمانية ايام فكيف صعد للهيكل وحمله سمعان اذا كان هيرودس حانق عليه ؟

    ان المجوسية هي هرطقة مركبة من الحنفية ومن الكلدانية تسجد للعناصر كالحنفاء وللكواكب وهي على معرفة بعدد النجوم والبروج وبتأثير الكواكب . فكل كلداني كان يعيش كما يشاء . والعجيب ان يسوع ظهر للشعوب الوثنية لا لليهود شعبه الخاص ، لان شهادة الغريب أدعى الى التصديق من شهادة القريب . وذلك لكي يخرس لسان اليهود الغير المؤمنين الذين لم يقبلوا قول الانبياء ولكي يبطل كفرهم بإيمان الشعوب فقد يقولون لا نعرف متى وأين ولد . لقد اتى المجوس ليكرزوا لهم بكلام الأنبياء لان علامة ميلاده ظهرت للمجوس فقط وبواسطتهم انتشرت في كل الخليقة . وكما ان علامة رجوع الشمس اعطيت لحزقيا وحده ورجوع الشمس صار معلوماً في كل الدنيا ، هكذا صار خبر ميلاده معلوماً لكل الشعوب بواسطة المجوس . وكما انه بهربه الى مصر وذهابه وإيابه صار خبر ميلاده معلوماً في المسكونة قاطبةً ، هكذا جرى الامر مع المجوس بالتدبير الإلهي . ومع ان بلاد العجم ومصر كانت غارقة في لجّة ظلمة العبادة الوثنية أكثر من كل الشعوب الاّ انهم أُخرجوا قبل الجميع من الظلمة الى النور . فلم يُظهر ميلاده للأدوميين والفلسطينين جيران اليهود بل للبعيدين لكي تمتد بشارته في كل المسكونة ومن أقطار الأرض يأتون لإكرامه . فظهر للمجوس أكثر من الآخرين لانه جاء ليدعو الخطاة من جميع الشعوب ، فالمجوس كانوا مرضى بعبادة الاصنام والسحر وكانوا يتزوجون بامهاتهم لذلك ظهر لهم اكقر من الآخرين ليشفيهم من الامراض السابق ذكرها . ولم يظهر لجميع المجوس لكنه ظهر للذين عَرِفَ بسابق علمهِ انهم مزمعون بحريتهم ان يؤمنوا به . وهكذا كان المجوس رجالاً فضلاء اتوا وسجدوا للمخلص ولم يخافوا من هيرودس واليهود بل جاهروا وبشّروا به واحتملوا لأجله أتعاب الطريق وعناء السفر . ولما رجعوا بشّروا به في بلادهم وصاروا بداءة دعوة الشعوب . قال البعض انهم رأوا في الكوكب صبية جالسة وهي حاملة صبياً في حجرها وفي رأسه تاج الملك لهذا جُذِبوا وراءه . وقال آخرون انهم رأوا في الكوكب كتابة هي : ” ان هذا الكوكب هو ملك اليهود المولود ” ، كما ظهر لقسطنطين الملك شبه الصليب في السماء وقيل له بهذه العلامة تقهر أعداءك . وقال آخرون انهم رأوا مكتوباً في الكوكب ان ملك اليهود قد ولد فامضوا اليه . وقال البعض انهم رأوا كوكباً نوره اقوى من نور الشمس ساطعاً برفقة ملاك قائلاً : ” ان ملك قد ولد في اليهودية فامضوا اليه ” . ويسأل البعض من الذي اوعز الى المجوس ليمضوا الى المسيح ؟ قال قوم انهم اتوا بناء على نبوّة بلعام أبيهم الذي تنبا قائلاً : ” يبرز كوكب من يعقوب ” ( عد 24 : 17 ) . وقال قوم آخرون انه لمزمع ان يولد ملك اليهود واذا ولد فامضوا وقرّبوا له القرابين ، وأن هذا الخبر بقي مكتوباً عندهم حتى رأوا الكوكب فحملوا القرابين حينذاك ومضوا . وقال البعض ان دانيال تنبّأ للبابليين انه منذ الآن ولأسابيع كذا وكذا يولد ملك اليهود وفي مولده يظهر كوكب فامضوا وقربوا له القرابين ، وان الملوك البابليين كتبوا هذه الاقوال بالذهب ، فلما ظهر الكوكب ورآه المجوس أتوا وسجدوا له . وقال غيرهم انه في زمن دانيال وبحتنصر الملك جاء أُناس من سبا ليقدموا القرابين ويتعلموا الكلدانية فقال لهم دانيال : اذا ولد المسيح فان ملوككم يقربون له القرابين ، فكتبوا ذلك وارَّخوه عندهم ،  فلما ظهر الكوكب جاءه المجـوس . وقال آخرون ان الساحر زردوشت أخبر عن هذا الامر . وقال قوم ان القائل هو باروخ تلميذ ارميا الذي خرج مغتاظاً من قومه ، لأنه لم تعط له موهبة النبوة ، فمضى الى الشعوب وكتب في اثنتي عشرة لغة تعلمها ، وفي ذات يوم وهو جالس عند عين ماء حيث كان يغتسل الملوك قال لتلاميذه انه سيأتي يوم تلد فيه بتول من البنات العبرانيات ابن بدون زرع بشري فيه طبع اللاهوت وبمولده يظهر كوكب فامضوا وقربوا له ثلاثة قرابين ذهباً ولباناً ومراً . وتكلم على آلامه وقيامته . فلا فضل للمجوس اذاً في مجيئهم لانهم لم يأتوا بإرادتهم لكن بناء على ما كان مكتوباً عندهم ، ولا فضل لبلعام ايضاً في نبوته . وقال آخرون ان دانيال عندما كان مع رفاقه أسيراً في بابل كانوا يقرأون قول يعقوب  ” لا يزول القضيب من يهوذا  … ” . وقول بلعام  ” يبرز كوكب من يعقوب ” . وقول داود  ” ان ملوك شبا وسبا يقدمون هدية ” . وقد سمع هذه الاقوال من كانوا في سبي بابل مثلهم وسألوا العبرانيين عن معانيها والى من تشير ، فقال لهم دانيال ورفاقه انها تشير الى السيد المسيح الذي سيظهر في يوم ميلاده كوكب مضيء كالشمس . فحفظ اولئك هذه الاقوال ورجعوا الى بلادهم وكتبوها متأملين فيها حتى جاء المسيح . ويقول القديس يوحنا فم الذهب ان الله قد حرّك قلوبهم وجعلهم يحملون القرابين ويتّبعون الكوكب سائرين ، مثلما حرّك كورش ليأسر اليهود . وهنا يسأل البعض لماذا أتى المجوس من المشرق ؟ والجواب لأن الفردوس موجود في المشرق ( تكوين 2 : 8 ) ومنه تشرق الشمس . ومن المشرق جاء شمس البر ( ملاخي 4 : 2 ) . ومنه تنبأ الانبياء بمجيء المجوس فقد قيل : من مشرق الارض الى مغربها اسمّي عظيم بين الأمم ( ملاخي 1 :7 و11 ) . وان مجيئه الثاني سوف يكون من المشرق . وعندما ولد ربنا كان الفرس يملكون من حدود نصيبين الى المشرق ، بينما كان الرومان يملكون من نصيبين الى المغرب . وفي ذلك الزمن جعل الله الأمن والسلام بينهم كيلا يتأخر مجيء المجوس .  

 

 تفسير (مت2: 2) قائلين : “ أين هو المولود ملك اليهود ؟ فإننّا رأينا نجمهُ في المشرق وأتينا لنسجد له “.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1)  “
أين هو المولود ملك اليهود ؟”  اثار ظهور المجوس فى أورشليم بملابسهم  الغريبة كثيرا من التساؤلات هل هم جواسيس ؟ لماذا أتوا؟ .. ألخ إلا أن المجوس لم يك إلا جابة واحدة أين هو المولود ملك اليهود ؟ وتناقلت الأخبار ووصلت إلى قصر هيرودس وثارت الغيرة فى صدره خاصة أنه كان يشك فى أن من بين أولادة يريدون أن يغتصبوا عرشة فقتلهم ومن ناحية أخرى أن هيرودس كان أدومى المولد فميلاد ملك يهودى من اليهود يعنى تحد لملوكيته كملك دخيل , وإستفسر المجوص عن مكان ولادة الملك لأنهم جاءوا لزيارته وعانوا كثيرا من مشقة الرحلة التى إستغرقت شهورا فى ذلك الوقت ويبحثون عنه 

 

2) ملك اليهود ؟جاء المجوس من أمة  أمم المشرق لهم ملكهم  يبحثون عن ملك غريب عن أمتهم هو ملك اليهود ليقدموا لهم هداياهم  له قائلين : " أين هو المولود ملك اليهود (مت 2: 2) ومع هداياهم قدموا فروض الطاعة والولاء بالسجود به ولم ينتهى أمر ملوكية يسوع إذا أن يسوع ذاته أعلنها  حينما يدخل اورشليم من أحد ابواب اورشليم المواجه لجبل الزيتون (الباب الذهبى ) منتصرا على جحش وكانت جموع اليهود من الألوف تصيح مبارك الآتى بإسم الرب  متشبها بـ  سليمان الملك الذى بنى الهيكل الأول  ودخل من ذات الباب راكبا على حمار  (مت 21: 4و5) فكان هذا كله لكي يتم ما قيل بالنبي:  «قولوا لابنة صهيون: هوذا ملكك ياتيك وديعا راكبا على اتان وجحش ابن اتان»  إلا أنه دب روح الإنتقام والحقد والغيرة  فى قلب رئيس الكهنة ومجلس السنهدرين أعلى سلطة يهودية  لأن يسوع سبق وقلب موائد الصيارفة والباعة فى الهيكل وكانت مصدر رزق لهم  فدبروا تهما وإشتكوهوقبضوا عليه وسلموا يسوع للوالى الرومانى بعدة إنتهامات ملفقة منها "أنه يقول أنه ملك اليهود وسأل بيلاطس يسوع : "   «اانت ملك اليهود؟» فقال له يسوع: «انت تقول» (مت 27: 11) وقد أوضح يسوع أن مملكته ليست فى هذا العالم وعندما قال بيلاطس لليهود وعندما قال لهم اأصلب ملككم قالوا :ليس لنا ملك إلا قيصر فغسل بيلاطس يده وأمر بصلبه وسلمه لجنوده :"    فاخذ عسكر الوالي يسوع الى دار الولاية وجمعوا عليه كل الكتيبة 28 فعروه والبسوه رداء قرمزيا 29 وضفروا اكليلا من شوك ووضعوه على راسه وقصبة في يمينه. وكانوا يجثون قدامه ويستهزئون به قائلين: «السلام يا ملك اليهود!» 30 وبصقوا عليه واخذوا القصبة وضربوه على راسه "  (مت 27: 42) وكتبوا على لوح من الخشب علته "تهمته" مكتوبة (بلغات العالم الثلاث اليهودية واليونانية والرومانية ) "هذا هو يسوع ملك اليهود" (مت 27: 37)   وكان الداخلين والخارجين من باب مدينة أورشليم يقولون     .  (مت 27: 27- 31) وكان المجتازون من باب أورشليم يقولون : " ان كان هو ملك اسرائيل فلينزل الان عن الصليب فنؤمن به! . وقد أوضح يسوع أنه ملك ليس على الأرض ولكن على القلوب وتحقق قول داود النبى والملك أن وأنه جاء إلى خاصته اليهود ولم يقبلوه أما كل الذين قبلوه فقد أعطاهم سلطانا أن يصيروا اولادا للرب وفتح الرب يسوع الباب للأمم فلا غرو أن أول من آمن به عائلته ثم المجوس فى وقت مبكر قبل كرازته     ؟    .

3) فإننّا رأينا نجمهُ في المشرق وأتينا لنسجد له

ومن الواضح من عبارتهم ملك اليهود أن عندهم كانت تفسيرات خاصة لظهور نجمه فلم يقتصر على كونة ملكا لليهود بل ملك على الأمم ويبدوا أن الأمر عندهم لم يتوقف عند التهنئة بولادة ملك ولكن السجود له دليل على العبادة  وهذا حق الألوهة وعليهم حق السجود .. إذا فيسوع جاء إلى خاصته وظهر منذ ميلاده أنه جاء إلى خاصته ولم يقبلوه حتى  صلبوه ولكن سبق فوعد أن كل الذين قبلوه أعطاهم سلطانا أن يصيروا أبناء الله فقد دخل الأمم إلى الحظيرة الإلهى بسجود المجول لمولود اليهود فسجدوا له

 "النجم" جاءوا يتبعون نجما ما هذا النجم الذى يتبعونه إشارة لملك غريبا عن أمتهم ؟ يذكر المفسرين أنه نجم أو مجموعة من الكواكب ظهر بضوء ولمعان غريب وفريد بين النجوم لهذا فإن ما رآه المجوس لا يشابه النجوم العامعتاد رؤيتها فى السماء ومعروف ضمنا أن كوكب جوبيتر (برجيس) هو إسم إله عند الرومان يرافق ميلاد الملوك ، فإذا إجتمع جوبيتر مع ساتورن (زحل) فى برج السمكة ظهر شبه مذنب له ذيل شديد اللمعان يقترب من الأرض فسره المنجمون إل أنه سيحدث حدث عالمى ويمكن رؤيته بالعين المجردة ، ويدعى المنجمون ان هذا الشكل يمكن رصده بالقلب إذ يوجد علاقة بينه وبين قلب الإنسان ويقولون أن تحرك النجم يمكن مع تحرك الإنسان بالإحساس ويؤكد أصحاب هذا العلم أنه لا يضلل الإنسان العالم ولكن لم يصرح المنجمون بصلة هذا النجم الذى تم رصده وصلته بميلاد إنسان هو ملك اليهود وتمتد ملوكيته لتطال بلادهم ويقولون أننا رأينا نجمه فى المشرق يعنى رصدوا شروقة أو بذزغه أو ظهوره .. ونثق تماما أن الرب لا يترك نفسه بلا شاهد وعن طريق شغف هؤلاء المنجمون ألهمهم عن طريق هذه المعرفة بميلاده وأصبحت عندهم مؤكدة ليتحملوا مشقة الطريق ليروا هذا المولود الملكى الإلهى .
 كان لظهور نجم سطع في سماء بيت لحم بمولد المسيح تفسير فلكي خارج إطار الإعجاز وما إذا كان هناك حقا نجم ذو بريق استثنائي سطع في تلك الليلة.
وتقول صحيفة "التلغراف" إن من التفسيرات الممكنة اقتراب المشتري من الزهرة بحيث يبدوان وكأنهما نجم ساطع واحد. وكانت هذه الظاهرة ستحدث في السنة الثانية قبل الميلاد. والتفسير الثاني نجم متفجر رصده فلكيون صينيون في العام الخامس قبل الميلاد. ولو كانت فرضية اقتراب المشتري والزهرة صحيحة، يكون يوم ميلاد المسيح 17 حزيران/يونيو سنة 2 قبل الميلاد. وبما ان الملك هيرود الذي يُفترض ان يكون المسيح ولد في عهده، توفي في ربيع العام الرابع قبل الميلاد فان نظرية اقتراب الكوكبين لم تعد صالحة. وبالتالي فان نجم بيت لحم كان على الأرجح نجما متفجرا (سوبرنوفا). وفي هذه الحالة يكون المسيح قد ولد في آذار/مارس أو نيسان/ابريل سنة 5 قبل الميلاد.

(ويقول ذهبى الفم : " لدرجة العبادة ليكونوا شهودا ضد اليهود" ..

 وهناك شاهد غريب وعجيب أسمه "بلعام بن يعور" وتكلم عن صاحيه منذ أكثر من 1400 سنة وكان كلامه هو نطق من الرب قالة ولا يدرى ما يقوله ويذكر الكتاب أن بلعام من بين النهرين من آرام من بلد إبراهيم من جبل المشرق ويبدوا أنه أيضا من العرافين بالفلك والنجوم وقد قابله مللاك الرب قائلا : " وإنما تتكلم بالكلام الذى أكلمك بهه فقط " (عد 22: 35) فوضع الرب كلاما فوضع الرب كلاما فى فم بلعام (عد 22: 38) فلما طلب منه بالاق ملك آرام أن يلعن إسرائيل رد عليه " قال.من ارام اتى بي بالاق ملك مواب من جبال المشرق.تعال العن لي يعقوب وهلم اشتم اسرائيل.  كيف العن من لم يلعنه الله وكيف اشتم من لم يشتمه الرب.  اني من راس الصخور اراه.ومن الاكام ابصره.هوذا شعب يسكن وحده وبين الشعوب لا يحسب.  من احصى تراب يعقوب وربع اسرائيل بعدد.لتمت نفسي موت الابرار ولتكن اخرتي كاخرتهم  " (عد23: 7= 10) .. "ولو اعطاني بالاق ملء بيته فضة وذهبا لا اقدر ان اتجاوز قول الرب لاعمل خيرا او شرا من نفسي.الذي يتكلمه الرب اياه اتكلم. (عد 24: 13)

ثم أخذ بلعام وهو فى شيه غيبوبة ونطق بأهم نبوة عن السيد المسيح وعن نجمه من فم أممى هكذا : "  ثم نطق بمثله وقال.وحي بلعام بن بعور.وحي الرجل المفتوح العينين. وحي الذي يسمع اقوال الله ويعرف معرفة العلي.الذي يرى رؤيا القدير ساقطا وهو مكشوف العينين. اراه ولكن ليس الان.ابصره ولكن ليس قريبا.يبرز (يشرق) كوكب من يعقوب ويقوم قضيب (ملك) من اسرائيل فيحطم طرفي مواب (عدوة إسرائيل)  ويهلك كل بني الوغى. (عد 24: 15- 16)   .  

 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ي اننا لا نطلب الملك الجالس على الكرسي ولكننا نطلب من قال عنه اشعيا : ” يكون أصل يسّى القائم رايةً للشعوب إياه تطلب الامم ويكون محله مجداً ” ( اشعيا 11 : 10 ) . نحن طالبون الذي ولد الآن وليس هيرودس . لم يقولوا أين هو ابن الله ، اذ اللبان كان اشارة عنه . ولان اليهود كانوا ينتظرون الملك والمخلص لذلك قالوا ” الملك “

وتنقسم اسماء المسيح الى ثلاثة أقسام : أعلى ، كقوله الله وابن الله والرب . وأوسط ، كقوله ملك ومخلص وسلطان . وأدنى ، كقولك رجل وابن البشر وعبد . فالمجوس دعوه ملك بالاسم الأوسط لإبتداء السياسة والتدبير . ولأن الاسمين الأعلى والأدنى كان قبولهما نادراً لذلك سألوا عن الملك لأن النبي ميخا سمّاه ملكاً بقوله : ” ومنك يخرج لي الذي يكون متسلطاً على اسرائيل ” ( ميخا 5 : 2 )  .

( رأينا نجمهُ ) تبارك الله فإنه بالكوكب جذب المجوس متنازلاً مع ضعفهم وصادهم بما كانوا معتادين عليه . وكما عرّف موت شاول بواسطة العرّافين ، وعرّف قدرته لبلعام بما عمل لبالاق . ومثلما جذب بني اسرائيل بالذبائح المحببّة اليهم كعادة الوثنين في مصر . ومثلما اصطاد الرسل بصيد السمك . وكما فعل بولس مع الوثنين اذ أتاهم بالبراهين من أقوال الشعراء . وكما يصطاد الطير بالشيء المعتاد به ، هكذا دعى المجوس بواسطة الكوكب اولاً وتكلم معهم بواسطة الملاك بعد ذلك وجذبهم . وعلى هذا النسق جعلهم خاضعين له رويداً رويداً . فالمجوس أخبرت عن ميلاده بواسطة النجم والكواكب التي كانوا يعبدونها .وكون تعالى سماوي فقد اصطادهم بالكوكب السماوي داعياً أهل بيته الى السماء ، وبه جذبهم كقول بلعام الذي سماه كوكباً ( عد 24 : 17 ) واشعيا نوراً وملاخي شمساً ( مل 4 : 2 ) وارميا شعاعاً وعدلاً وسمّى ربنا ذاته نوراً . وبواسطة الكوكب الى المسيح يرتشدون وبالشمس يستضيئون . لاجل ذلك غاب الكوكب واختفى لدى وصولهم الى حيث شمس البر . وتلك خاصة الكواكب فانها تختفي متى طلعت الشمس ولا تظهر . وهكذا بطل الكوكب ناني الذي كان يعبده الكلدانيون ويعتبرونه إلهاً بظهور كوكب الصبح المنير ربنا يسوع الاله الحقيقي الذي جذبهم الى الحق . ونقول ان الذين نادوا وبشّروا بيسوع هم ثلاثة محسوسين : الكوكب لانه سماوي . والرعاة لانه راع . والمجوس لانهُ غافر الخطايا . فبواسطة الكوكب أخبر عن لاهوته وعظمة شأن المولود . فصار المجوس والكوكب الذي كان يعتبر عندهم الهاً ومعبوداً خداماً له . وكما يطلع كوكب الصباح قبل بزوغ الشمس المحسوسة ، هكذا قبل الكوكب العقلي الغير منظور ان يكرز أمامه المنظور ليبيّن انه خالق المخلوقات ورب القديم والحديث . ففي كوكب الصباح ابتدأ بالنور اولاً ، أما هنا ففي الكوكب جذب المجوس . ولم يكن هذا كوكباً لانه نزل ووقف فوق البيت . اذ معنى قوله نزل هو انه قد ترك علوه ونزل قريباً من الموضع والا فليس بالامكان معرفة المكان . وهاهو القمر الذي هو أكبر من النجوم معلق في الفضاء فوق أمكنة كثيرة مختلفة فلا يمكنهُ أن يري مكاناً واحداً . أما هذا النجم فقد نزل وهدى المجوس الى المكان . فحقاً انه ليس نجماً طبيعياً لكنه واحد من القوات العلوية . ومن أصحاب هذا الرأي القديس كيرلس والذهبي فمه وتاودوطا أسقف انقوريا . ان الكواكب نوعان نوع ثابت في الرقيع غير متحرك . ونوع ساير على الدوام . أما هذا فكان متحركاً سائراً امام المجوس وواقفاً يعرّفهم الموضع فتارة كان يسير وتارة كان يقف . فاذاً لم يكن كوكباً . وأيضاً ان الكواكب منها ما تسير من المشرق الى المغرب . ومنها بعكس ذلك . اما هذا فقد تحرك من شمال المشرق أي من شمال التيمن للغرب أي من بلاد فارس الى أورشليم لان بلاد فارس تقع قبال بلاد فلسطين . ثم ان الكواكب الطبيعية تظهر نهاراً وتختفي ليلاً وهذا كان يظهر ليلاً ونهاراً . وهذا بعكس الكواكب التي تظهر نهاراً فقط لا سيما وان الكوكب اختفى حال دخول المجوس الى أورشليم وظهر في خروجهم . وانه كان يظهر للمجوس فقط دون غيرهم . وان الكواكب الاخرى تصحب بحرارة أما هذا فكان يضيء ولم يحرق لكونه كان بعيداً من السماء الى الارض . ثم انه كان بالاصبع يري الطريق للمجوس ونوره كان فوق نور الشمس في نصف النهار . ولهذا لا يمكن ان يكون كوكباً طبعياً . قال قوم انه قوة من قوات الله الخفية قد ظهر بشكل كوكب . وقال آخرون قولنا من انه ملاك تشبّه بالكوكب وصار مرشداً للمجوس وليس خيالاً ، وانه ليس كوكباً طبيعاً لمسيره من المشرق الى الجنوب حيث تقع بلاد المجوس في شرق اورشليم ، وأورشليم هي قبلي بلاد فارس . ولما كانوا يدخلون احدى المدن أو القرى كان يختفي وذلك لكي بالسؤال والجواب يشتهر ميلاد المسيح . ولم يعرف له زمن معيّن بل اذا سار المجوس يسير معهم وحيث وقفوا كان يقف كعمود بني اسرائيل . وقال آخرون ان الكوكب ظهر عندما ولد المسيح ، لكي يثبتوا عبادة الكلدانية . فنجاوب ضدهم قائلين ان كان المسيح قد ولد بتلك القوة التي يتوهمها المنجمون فكيف في الحال نقض وبطل الكلدانية . فمن كوكب واحد لا يُعرف مولد الانسان بل من كواكب كثيرة من الاثني عشر أو من السبعة . وهل للكواكب قوة على ان تحكم بسلطة انسان حسب ارادتها . ربما قائل يقول انهم قد حسبوا انه ملك اليهود . فنقول ان السيد له المجد قال أن مملكتي ليست من هذا العالم وانه ليس له جنود ولا عساكر ولا بيت ولا مأوى . وان اصحاب التنجيم لا يحسبون تقويم المولود من كوكب واحد لكن من السبعة الضالة التي تدعى المتحيرة الغير ملتصقة في جسم السماء وهي : الشمس والقمر واريس وهرميس وبيل وبيلاني وكرونوس . وان الاثني عشر برجاً الملتصقة في السماء هي : الحمل والثور والجوزاء والسرطان والاسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت . ويقولون ان السبعة تسير من المغرب الى المشرق والاثنتي عشرة من المشرق الى المغرب مع جسم السماء المحيط بعجلة القطب المحيطة بالارض . والارض قائمة في الوسط مثل المتانة المنفوخة في وسطها حبة الدخن . ويقولون ان هذه السبعة الضالة لأيام الاسبوع أي الشمس للاحد ، والقمر للاثنين ، واريس للثلاثاء ، وهرميس للاربعاء ، وبل للخميس . وبيلاني أو طروتيدى للجمعة ، وكرونوس للسبت . ويهذر المنجمون قائلين ان اجزاء الانسان أيضاً هي : المخ شمس ، القمر جلد ، الدم اريس ، العـروق هرمس ، العظام بيل ، اللحم بيلانس ، الشعر كرونوس . أما الاثني عشر برجاً فيقولون انها مثل الاشهر منها مذكرة ومنها مؤنثة ، وكل منها يصلح جزءاً واحداً من أجزاء الانسان بارادة الله تعالى . الحمل مذكر يصلح الرأس ، الثور مؤنث يخلق العنق ، الجوزاء مذكر يخلق الايادي ، السرطان مؤنث يصلح الصدر ، الميزان مذكر يخلق الاجناب ، السنبلة مؤنث تخلق عظام الظهر ، الاسد مذكر يخلق البطن العقرب مؤنث يخلق المثانة ، القوس مذكر ينصب عظام الافخاذ ، الجدي مؤنث يصيغ الركب ، الدلو مذكر يمد السيقان ، الحوت مؤنث يؤسس الرجلين . هذه قد كتبناها من ضلالة الكلدانيين كي لا ينقاد أحد الى ضلالهم ويتّبع كفرهم . ويقول يوليانوس الكافر ان قصة النجم ليست بصحيحة لان المنجمين لم يتكلموا عنه . فنقول من اجل أمور عظيمة ظهرت كواكب فمنها كوكب المذنب وغيره . فاذاً ليست خارج عن الرتبة ان بإرادة الله يظهر كوكب في ميلاد المسيح ويسبق يبشر بمولد مخلص العالم ، مع انه ملاك من الملائكة تشبه بالكوكب وللمجوس ظهر فقط مثل عمود بني اسرائيل . وبقولهم رأينا نجمهُ يشيرون انه خاص به لا بغيره وهو دليل مطلق للمجوس الذين أتوا ليروه ويقدموا له السجود كإله والقرابين كملك  

تفسير(مت2: 3) : فلما سمع هيرودس الملك أضطرب هو وجميع أورشليم معه .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1)  “
هيرودس الملك ” أحاط أنطيوكس | أنطيوخس الرابع | أبيفانس الرابع .. بجنودة أورشليم وقتل من اليهود الألوف واسر عشرات الألوف وباعهم فى سوق النخاسة سنة 168 ف. م وصمم على القضاء على عبادة اليهود لـ يهوه وأغاظهم إذ قدم ذبائح خنازير على مذبحهم بدل المحرقات المقدسة داخل الهيكل وذكرها دانييال فى نبوءة فقال عنها "رجسة الخراب" وهدم مقدساتهم وحرق ومزق كتبهم ومخطوطاتهم ولم ينقذ البلاد إلا كاهن بسيط  بدأ بالثورة عندما ذبح الرجال الذين قاموا بذبح الخنازير فإختلطت دماؤهم بدماء الخنازير  فى الهيكل .. ثم قاد الثورة إبنه يهوذا المكابى ونجح فى ثورته وقام بترميم وبتطهير الهيكل  وأعاد إليه صلواته وذبائحة وطقوسه وحدد يوما ليعيد فيه اليهود تذكارا وأسموه "حانوكاه" أى عيد التجديد الذى ورد ذكره فى إنجيل يوحنا وكان يسوع يحتفل به (يو 10: 22) وظلت الثورة المكابية مشتعلة حتى تدخلت روما سنة 40 ق, م وعينت هيرودس الكبير ملكا على أقليم اليهودية بالقوة والسيف رغما عن اليهود ، وهو من اصل آدومى تزوج يهودية أبوه آدومى وأمه نبطية - ولد هيرودس حوالى سنة 4 ق. م ومات سنة 4 ق. م وكان مكرما عند الرومان وكان يحب أن يبنى المبانى والمسارح والملاعب وبنى مدن وبهلا قصورا له وبنى قصرا فى أورشليم له ثلاثة أبراجا عاليا وأطلق عليها الأسماء التالية ( هيبكس  Hippicus فازائيل  phasael ومريمن mariamane ) وقد  تعرض هيرودس لمحاولة إغتيال ولكنها فشلت  فشك فى كل من حوله ونكل بهم وكان قاسيا يأمر بالقتل فى أبسط الامور وكانت تنتابه الوساوس والهلاوس فحينما سمع من المجوس بميلاد ملك لليهود إضطرب وأراد أن يقتل هذا المولود الذى لم يكن المجوس قد وجدوه بعد وفى دهاء طلب منهم أن يخبروه بمكانه وقال لهم " لكى آتى أنا وأسجد له (مت 2: 8().. ومن أعظم أعماله إعادة بناء الهيكل ويعرف بإسم " الهيكل الثانى" أو " هيكل زربابل" الذى كان قد بدأ بناؤه سابقا فى سنة 519 ق. م وجعله أكبر معبد فى العالم وبنى كثير من المدن منها قيصرية مارتينا وطبرية وغيرها , وقد بدأ هيرودس بناء الهيكل سنة 19 ق. م وظل البناء فيه بعد وفاته بمدة طويلة

2)  “أضطرب هو وجميع أورشليم معه ” سمع هيرودس ما قاله المجوس فإضطرب وكان فى السبعين من عمره من ولادة طفل سيصبح ملكا فكيف لرجل فى هذا السن يضطرب من طفل صغير ولعل ضميره بكته لأنه قتل إمرأته وبعض من أولاده وكان شهوه هيرودس للحكم كبيرة جدا فإنه بالظلم والقتل والمداهنة حصل على الملك فخاف جدا أن ما فعله فى الناس يفعل به وإعتقد الناس أن ظهور النجم يشير إلى ظمن ظهور المسيح فخاف على ملكه ويثور اليهود عليه رغبع فى مسيح يقودهم فى الحرب كعادة الأمة اليهودية كما أن هيرودس كان مكروها من الشعب ولا سيما من كانوا يؤيدونه والمشتركون معه فى جميع أعماله فى الظلم .. أما الشعب إضطرب ايضا لأنهم كانوا قد تعبوا من الحروب والفتن والقتل وقتل بعضهم ومظالم هيرودس الكثيرة الناتجة من وساوسة وهلاوسة ، وخافوا من قيام ثورات ومذابح جديدة

 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

   اضطرب ، لأنه كان من شعب غريب أعطي السلطة بغير حق من اوغسطس قيصر لذلك لما سمع خبر ميلاد المسيح أضطرب وخاف لانه ظن ان المولود الجديد يملك على الارض مثله ويقتله ويأخذ الملك منه . لقد ارتعد لكثرة المجوس وهيبة الأقانيم ولانهم سألوا في عاصمة مملكته عن ملك اليهود لا عن هيرودس . أما ان أورشليم أرتجّت بمجيء المخلص فلأنها لم ترضَ الخلاص وردّت وجهها عن المخلص . ويراد بأورشليم سكانها الذين ارتعدوا وبسبب كسلهم ما فحصوا عن مخلصهم كما فحص عنه المجوس بل كانوا يحسدونه باطناً بحيث لما سألهم هيرودس عن مكان مولد المسيح  أجابوه في بيت لحم .

تفسير (مت 2: 4 ): فجمع كلَّ رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسألهم :“ أين يولد المسيح ؟ “

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) “
رؤساء الكهنة ” ورد ذكر رؤساء الكهنة فى (2أخ 36: 14) حتى ان جميع رؤساء الكهنة والشعب اكثروا الخيانة حسب كل رجاسات الامم ونجسوا بيت الرب الذي قدسه في اورشليم "  وورد ذكر الكاهن فى (ملا 2: 6) لان شفتي الكاهن تحفظان معرفة ومن فمه يطلبون الشريعة لانه رسول رب الجنود. " وكان أحيانا يكون رئيس كهنة ورئيس كهنة سابق عزل .. وكان هناك رؤساء فرق للكهنة وعددها 24 فرقة وجاء ذكر هذه الفرق فى (2 أخ 23: 8) وعندما ذكر إنجيل لوقا عن زكريا فقال ا،ه من فرقة أبيا  (لو 1: 5)  

2) وكتبة جاء ذكر الكتبة أنهم من سبط لاوى  (2أخ 34: 13) وهم خلفاء عزرا ومهنتهم نسخ الكتب المقدسة وكذلك نسخ وحمع تقاليد اليهود  وكان أكثرهم من الفريسيين وكانوا من علماء الكتاب المقدس لذلك كانوا من ضمن الفئات التى إستعان بهم هيرودس لمعرفة مكان ولادة المسيح

3)أين يولد المسيح ؟أن المجوس كانوا قد  قابلوا الملك هيرودس وعرف منهم بأمر النجم والملك المولود  قبل هذا الإجتماع الكبير بينه وبين الكهنة ومجلس ااسنهدرين  فأخبروه أنه ولد بالفعل و أنهم رأوا نجمه و أنهم أتوا ليسجدوا له ... كان الزمن بالنسبة للمجوس زمن ماض و بالنسبة للملك زمن لم يأت بعد.و كأن الزمن  نفسه يصارع نفسه.  ليبدأ الزمن جديداً جديداً بميلاد المسيح.فأين يولد المسيح؟؟؟ أين يولد المسيح؟؟؟

 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

  فجمع جميعهم لا البعض لئلا يختفي المكان الذي يولد فيه . فالمجوس سألوا عن الملك وهيرودس سأل الكهنة عن المسيح . فمن سؤاله المجوس وعظماء الكهنة ومما كان سمعهم يقرأون في الانبياء عن المسيح عرف انه مزمع ان يأتي وفهم انه هو الملك . ومن اضطرابه وخوفه لم يؤنب المجـوس قائلاً : ما هذا القول وكيف تنادون عن ملك آخر سواي ؟ وان كان لليهود مولود من الذي عرفكم عنه ؟ وان كنتم صادقين اروني نجمه ؟ لكنه لم يتظاهر بالبغض ولا اعلن حقداً بل اخفى ذلك في قلبه مكراً ليقتله .

تفسير (مت2: 5) : فقالوا له : “ في بيت لحم اليهودية . لانه هكذا مكتوب بالنبي :

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) 
بيت لحم اليهوديةلم يكن قادة اليهود الدينيين هم فقط الذين يعرفون مكان ميلاده بيت لحم ولكننا نرى ان العامة من اليهود كانوا يعرفون تاريخ ميلاده والدليل انه بعد ثلاثين سنة عندما بدأ المسيح ببشارته قال اليهود  (يو 7: 42)  الم يقل الكتاب انه من نسل داود، ومن بيت لحم ،القرية التي كان داود فيها، ياتي المسيح؟» وهذا هو العجب أن رؤساء الكهنة والكتبة والشعب يعرفون أن المسيح يولد فى بيت لحم خيث توجد نبوات ذكرها الأنبياء فى القديم

2)   لانه هكذا مكتوب بدأوا يظهر رؤساء الكهنة والكتبة علمهم ومعرفتهم وأعلنوا أن مكان ميلاده هو بيت لحم والبرهان نبوءة وردت فى العهد القديم يعرفونها حرفيا ولكنهم أنكروا روح النبوة .. هؤلاء هم المجوس الأمم الوثنية يسعون لرؤية ملك اليهود قادمين من المشرق وتحملوا مشقة السفر لكى يروا المولود ملك اليهود وهنا فى اورشليم اعاصمة اليهود وبها الهيكل ورؤساء الكهنة والكتبة وقادة الشعب الدينيين تكلموا ولم  ييتحركون لرؤية المولود ملكهم شتان بين  تعامل الأثنين فى ولادة المسيح  ويتضح لنا هنا أن كثيرون عندهم المعرفة الدينية ولكن قلوبهم تخلوا من الروح  .

3)    بالنبيإنجيل متى كتب لليهود واليهود عندما يقال لهم كلمة النبى ويذكر ألاية يعرفون أنه ميخا النبى (مي 5: 2)

 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ان اليهود لم يخفوا الحقيقة لانهم كانوا ينتظرون مجيء المسيح . فكشفوا له الامر حقاً واوردوا شهادة ميخا . وقال آخرون ان من حسدهم كشفوا الامر لكي يقتله ويعرف ذلك من انهم لم يكشفوا عن ملوك الادوميين وغيرهم بل عن ملك اليهود . وقال آخرون انهم لم يفعلوا ذلك حسداً بل كان غرضهم الحقيقي اعلان حقيقة امره لهيرودس لانهم كانوا يرغبون ان يسمعوا عن مولده . وآخرون قالوا أنهم كانوا مزمعين ان يجعلوه كاذباً بقولهم لسنا نعلم من أين انت . لهذا جاوبوا بتدبير الهي ليفضحوا ذواتهم . ومن عدد الاسابيع التي حسبها الكتبة ومن قوله لا يزول القضيب من يهوذا علموا ان مولده حاضر .

تفسير (مت2: 6) : وأنت يا بيت لحم ، ارض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا ، لان منك يخرج مدبرٌ يرعى شعبي اسرائيل “.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) 
أنت يا بيت لحم ، ارض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا ” كانت بيت لحم تعرف بأفراته .. وتعرف ايضا ببيت لحم يهوذا لأنها فى إقليم اليهودية للتفرقة عن بلدة أخرى لها نفس الإسم ويطلق عليها بيت لحم زبولون فى إقليم الجليل (بيت لحم هيليلجيت) (يش 19: 15) وَقَطَّةَ وَنَهْلاَلَ وَشِمْرُونَ وَيَدَالَةَ وَبَيْتِ لَحْمٍ. اثْنَتَا عَشَرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. 16 هذَا هُوَ نَصِيبُ بَنِي زَبُولُونَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. هذِهِ الْمُدُنُ مَعَ ضِيَاعِهَا." لم تزل تدعى بهذا الاسم وهي قرية صغيرة، وهي على بعد حوالي 6-7 أميال شمالي غربي الناصرة على حافة غابة البلوط. وسكنت فيها جالية ألمانية حتى الحرب العالمية الثانية.وقد تم مؤخرا الكشف عن بعض الآثار بها، تؤكد أنها كانت في القديم ذات أهمية

2) منك يخرج مدبرٌ يرعى شعبي اسرائيل” إقتبس رؤساء الكهنة والكتبية آية "يرعى شعبى إسرائيل ((2صم 5: 2) وأضافوها على آية (مي 5: 2) اما انت يا بيت لحم افراتة وانت صغيرة ان تكوني بين الوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا على اسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ ايام الازل"  لما إختار لرب داود "مسيح الرب" فى بيت لحم دعا صموئيل وقال إذهب وإمسحه " ففعل صموئيل كما تكلم الرب وجاء الى بيت لحم.(وكانت قرية صغيرة جدا) فارتعد شيوخ المدينة عند استقباله وقالوا اسلام مجيئك. فقال سلام.قد جئت لاذبح للرب.... وقدس يسى وبنيه ودعاهم الى الذبيحة. 6 وكان لما جاءوا انه راى (الإبن البكر) الياب فقال (سأل الرب)  ان امام الرب مسيحه؟. فقال الرب لصموئيل لا تنظر الى منظره وطول قامته لاني قد رفضته.... الانسان ينظر الى العينين واما الرب فانه ينظر الى القلب.... وعبر يسى بنيه السبعة امام صموئيل فقال صموئيل ليسى الرب لم يختر هؤلاء.  وقال صموئيل ليسى هل كملوا الغلمان.فقال بقي بعد الصغير وهوذا يرعى الغنم.فقال صموئيل ليسى ارسل وائت به.... .فقال الرب قم امسحه لان هذا هو. ... .وحل روح الرب على داود من ذلك اليوم فصاعدا." ومعروف أن داود كان نموذج للمسيا فى كل شئ صواء فى ميلاده فى بيت لحم (1صم 16: 4- 14) أو أنه مسيح الرب (1صم 16: 13 (مو 2: 2) (اش 61: 1) وما قيل لداود من جميع الأسباط تحقق فعلا فى الرب يسوع

* (2صم 5: 1-3) وجاء جميع اسباط اسرائيل الى داود الى حبرون وتكلموا قائلين هوذا عظمك ولحمك نحن. ومنذ امس وما قبله حين كان شاول ملكا علينا قد كنت انت تخرج وتدخل اسرائيل وقد قال لك الرب انت ترعى شعبي اسرائيل وانت تكون رئيسا على اسرائيل.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

( أنت يا بيت لحم … الخ ) أي تتعظمين وتتبجلين وتأتي الشعوب من أقاصي الارض ليروا المذود والمغارة التي فيها ولد .

( يرعى شعبي اسرائيل ) يريد بشعب اسرائيل هنا الذين يؤمنون من الشعب والشعوب كقول بولس ” ليس كل الذين من اسرائيل هم اسرائيليون ” ( رو 9 : 6 ) . فاذاً بقوله هذا يريد بالشعوب ولم يشهرهم من الابتداء كي لا يرتاب اليهود . وانه وان تكن النبوة اثبات ان المسيح يولد في بيت لحم الا انه كان يتردد في الناصرة . ففي الناصرة حبل به وفي وقت مولده صعدت امه الى بيت لحم وبعد ان مكث أربعين يوماً جيء به الى الهيكل وهناك حمله سمعان على ذراعيه وبشرت حنة النية . واذ لم يعرفه اليهود اختفى في الوسط وبعد سنتين ظهر الكوكب وارشد المجوس اليه فسجدوا له ولكي لا يقول اليهود اننا لا نعرف متى ولد . على ان النبوة لم تقل انه يتربى في بيت لحم بل يولد فيها وقد تمت النبوة اذ ولد يسوع في بيت لحم وقال اليهود ذلك لهيرودس الا انهم لم يذكروا بقية الآية وهي ( مخارجه منذ القديم ) اما لعدم فهمهم معناها أو لانها ما كانت خارجة عن سؤال هيرودس أو لانهم ارادوا ان يتملقوا هيرودس ويكتسبوا مودته فتركوها . وقد زعم اليهود ان هذه النبوة هي عن زربابل وقد فسرها بعض كهنتهم كذلك . على ان قول النبي ومخارجه منذ القديم أي منذ الازل يكذب زعمهم فان هذا القول يدل على ان المراد به هو قديم الايام الاله الازلي لا على زربابل ولا على غيره . لان زربابل ليس من البدء وليس من بيت لحم بل في بابل حبل به وفيها ولد أيضاً ، وكما يدل على ذلك اسمه ، كقول القديس يوحنا ان الاسم هو سرياني مركب من ( زرع بابل ) وكل من له المام باللغة السريانية يعرف ذلك .

تفسير (مت2: 7) : حينئذ دعا هيرودس المجوس سراً ، وتحقق منهم زمان النجم الذي ظهر .

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) 
حينئذ أى بعد إنتهاء الإجتماع العلنى مع رؤساء اليهود والكتبة  عرف هيرودس جواب سؤاله عن مكان ميلاد ملك اليهود والمرجح أنه أراد قتل المولود حتى لا يصبح ملكا حين سمع من المجوس انهم رأوا نجمة فى المشرق

2) “ سراً ” إجتمع هيرودس بالمجوس سرا أى هيرودس والثلاثة من المجوس فقط وأراد هيرودس أن يحقق مع المجوس حول ميعاد ظهور النجم ربما لأنه خجل ان تظهر مخاوفة أمام اليهود حول الملك وألأرجح أنه لأنه يريد أن يخطط لقتل المولود حتى لا يصير ملكا ويظهر سوء نية هيرودس واضحا فى طريقة سؤالة فهو لم يسأل سؤالا مباشرا مثل متى ولد هذا الملك؟ بل كان مجرد سؤال عن ميعاد ظهور النجم وهنا يظهر الرب الذى يسهر على ولادة هذا الملك الذى يريد الأشرار قلتله قبل ان يتمم رسالة الفداء وتحقق قول جده داود النبى فيه (مز 2: 2- 6) قام ملوك الارض وتامر الرؤساء معا على الرب وعلى مسيحه قائلين  لنقطع قيودهما ولنطرح عنا ربطهما  الساكن في السموات يضحك.الرب يستهزئ بهم. حينئذ يتكلم عليهم بغضبه ويرجفهم بغيظه.  اما انا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي " وإذا إذا ظهر إهتمامه بالمولود فربما يحذره أحدا أهله فيهربون وينقذون المولود من القتل فالأشرار يحبون كتمان أمر خططهم الشريرة لأن ضمائرهم تجعلهم يفضلون الظلام والخفاء فى تحقيقها
3) “ وتحقق منهم زمان النجم” لقد عرف هيرودس مكان ولادة ملك اليهود فى بيت لحم اليهودية (أفراته) من رؤساء الكهنة والكتبة ومن المجوس عرف تاريخ ميلادة من زمان ظهور نجمة فى المشرق ولم يتبق له إلا أن يعرف من هو بالتحديد ؟

 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

  المجوس لم ياتوا للمسيح في المذود المجوس وهو مولود حديثا  اتوا بعد سنتين تقريبا من ظهور النجم  فى بلادهم ولطول المسافة والسفر وصلوا أورشليم بعد ميلاد اليسوع وهو أقل من سنتين  أن هيرودس أراد ان يتحقق الامر سراً . أولاً ، لانه كان يخجل من المجوس ان يعرفوا جنسه ابن من هو من اليهود . وثانياً ، لكيلا يفهم اليهود انه يسأل عنه بغضاً منه ، ولظنه ان اليهود يعنبهم أمر الصبي جداً . ثالثاًً ، لكي لا يشعر أبواه فيهربونه . رابعاً ، حتى لا ينفضح غش قلبه . فسأل عن النجم متظاهراً لا عن مولده ، اذ فكر في نفسه انه اذا سأل عن زمن مولده فربما ظن اليهود انه يريد قتله فيخفونه ، ولهذا سأل عن النجم حتى يحسب زمان سنه ويقتل صبيان بيت لحم فيكون المسيح من ضمنهم . وقد كان من اللائق ان يعتبر ظهور الكوكب ومجيء المجوس للسجود له وكلام النبّوة الصادقة والغير ممكن ابطالها أو تغييرها بدل من ان يرتجف ويعمد الى قتله ظلماً لكن الحسد يعمي البصاير فلا تعود ترى الواجب أو تعرف الحق وتتبعه . 

تفسير (مت2: 8) : ثم أرسلهم الى بيت لحم وقال : “ اذهبوا وافحصوا بالتدقيق عن الصبي . ومتى وجدتموه فاخبروني لكي آتي أنا أيضاً واسجدَ له “.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1)  “
أرسلهم” بعد أن عرف هيرودس المكان من رءساء الكهنة والكتبة ووقت ميلاد ملك اليهود من المجوس أرسلهم وهم الوحيديين الذذين يمكن أن يستدلوا على المولود بعلمهم فى علم النجوم ومتابعتهم النجم ةكان لا بد لهم من الذهاب لأورشليم عاصمة اليهودية حيث يملك هيرودس لأنهم لو ذهبوا إلى بلدة أخرى لقبض عليهم بصفتهم جواسيس ولكنهم أخذوا موافقة هيرودس على البحث عن المولود فى بيت لحم إحدى بلاد الإقليم الذى يحكمة

2) وافحصوا بالتدقيق وأظهر هيرودس رغبة شديدة فى أن يكرم الطفل ومن هذه الآية يتضح أن هيرودس كان شديد الدهاء وسياسى بارع ماكر يستطيع خداع من حوله بكلمات مداهنة

3) فاخبروني ويظهر هناا أن هيرودس كان محقق بارع يستطيع أن يستخلص الحقيقة لنفسه وكانت كلماته هذه ليخدع بها المجوس الذين كل هدفهم أن يروا المولود ملك اليهود ولكن هيرودس له هدف آخر هو قتل ملك اليهود ولكن يبقى حكم وتدبير السماء فمهما دبر الأشرار من خطط ووسائل للوصول إلى هدفهم وغاياتهم فإن الرب له الحكم الأخير والسماح أو عدم السماح للأشرار

يسوع الملك والكاهن بين السلطة المدنية والدينية .. يسوع هو ملك وكاهن وحياة يسوع كما قرأنا عنها فى الإنجيل كانت مهددة بين السلطة المدنية التى  قابلها يسوع المولود ملك اليهود  فى شخص هيرودس الملك وجشعة وشهوتة المفرطة فى أن يكون ملكا وبالرعم من بلوغه السبعين إلا أنه عندما سمع بولادة مولود هو ملك اليهود خطط بشر أن يقتله .. إذا كان يسوع هدفا للقتل لأنه ملك اليهود .. وعند قيامه بالكرازة وبعد ثلاث سنين قام ررؤساء الكهنة حنانيا وقيافا والسنهدرين أى السلطة الدينية بتدبير مؤامرة بإتهام يسوع بتهم ملفقة دينية إنتهت بصلبة وذلك لأن الكهنة خافوا على سلطتهم  ومكانتهم الدينية ورزقهم لأن يسوع وبخهم بعد أن طرد الباعة وقلب موائد الصيارفة وقال (متى 21: 13) وقال لهم: «مكتوب: بيتي بيت الصلاة يدعى. وأنتم جعلتموه مغارة لصوص!» وإذا كان أيضا هدفا للقتل من أكبر مؤيدية وهم رجال الدين اليهودى حراس شريعته واليوم الشعب المسيحى بين فكى كماشة مهدد بين بإضطهاد السلطة المدنية وفساد بعض القيادات الدينية من الإكليروس فى جميع الرتب

 

ولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

  ان المجوس قالوا عن المولود انه الملك . ولكن هيرودس من حسده لم يسمّه ملك ولم يحتمل ان يدعوه باسمه بل دعاه صبي ، وبقوله آتي وأسجد له ، هو حيلة ثعلبية ومكر شيطاني حتى يحمل المجوس على تصديقه والرجوع اليه بدعوى أخبـاره ليذهب ويسجد له . والحقيقة انه كان بذلك يريد معرفة محله بالتدقيق لكي يتمّم أمله الرديء . وقد قال البعض ان هيرودس زودهم بالعطايا ووعدهم بمثلها اذا رجعوا . أما المجوس فما ظنوا فيه سوءاً .

تفسير (مت2: 9) : فلما سمعوا من الملك ذهبوا . واذا النجم الذي رأوْه في المشرق يتقدمهم حتى جاء ووقف فوق ، حيث كان الصبي . 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1)  “
ذهبوا ” من الواضح أن هيرودس دعاهم ليلا ف السر بدون أن يعرف أحد حتى تكون خطته سرا أيضا زأنهم سافروا من أورشليم ليلا لأن المسافة بين أورشليم وبيت لحم لا تستغرق سوى ساعتين .. ومن الغريب ان لخوف هيرودس من الشك من اليهود وممن حوله لم يرسل معهم أحد من خدامة أو جنودة حتى لا يشكوا او يشك أحد فى هدفه السرى أيضا

2)  اذا النجم   هذا النجم وإن ظهر للمجوس مثل ملاك نور فى هيئة نجم فإنه يعتبر من ظهورات تبشيرية للهداية لمكان أو حراسة  مثل ما حدث أثناء  في تجوال بنى إسرائيل في البرية كان الرب يرشدهم في الطريق، "في عمود النار والسحاب" (خر 14: 24). ولا تذكر عبارة "عمود النار والسحاب" إلا هنا، ولكن يذكر كثيرًا كلًا منها على انفراد، فيذكر "عمود النار" في خر 13: 21 و22، عد 14: 14، نح 9: 12... ويحتمل وقوف النجم فوق قرية بيت لحم أو فوق المكان الذى يوجد فيه الطفل حيث الطفل مضطجعا .. الرب لا يترك نفسه بلا شاهد للذين يبحثون عنه وهاهم المجوص هداهم نجما عجيبا منيرا فالهداية قد تكون بطرق وأنواع عديدة  لكل من يطلب يسوع لأنه الطريق والحق والحياة .. فكان نجم بيت لحم رمزا للمسيح "كوكب الصبح المنير" (رؤ 22: 16) الذى فرح المجوس برؤياه وحزن هيرودس لمولده

3جاء ووقف فوق ” لم يحدد مكان وقوف النجم هل وقف على قرية بيت لحم أو فوق البيت الذى يسكن فيه الصى يسوغ وعائلته

 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

  لما وصل المجوس أورشليم اختفى النجم لئلا يشعر به اليهود ويعرفون النبوة ويفتشون عليه . ولما ذهبوا من عند هيرودس وأخذوا في المسير ظهر النجم وتقدمهم وابتدأ يرشدهم . وقد قال قوم ان عدم ذهاب أحد من المجوس معهم هو بغضهم له . ولكن هذا باطل لانه من العادة ان كل جديد يدعي الالتفات والنظر اليه ولو كان غير محبوب للانسان او غير مفيد له . لكن العناية الالهية قد منعتهم ، لانه لو ارشدهم انسان لكان الكوكب زايداً ومنفعته باطلة لكن الذي ابتدأ هو يكمل . ثم لكي لا يصير الشعب هادياً أو مرشداً للشعوب بل حسب النبوة يكون الشعوب مرشدين للشعب ( أش 11 : 10 ) هذا وما زال الكوكب سائراً أمامهم ( حتى جاء ووقف … الخ ) اي حتى وقف فوق حيث كان الصبي كأنه يشير اليهم انه في هذا المكان . أولاً ، لكونه لم يولد في مكان مشهور . ثانياً ، حتى يسجد لسيده الموجود في البيت لاجل ذلك وقف فوق البيت . كقوله سبّحوه أيها الكواكب والنور وكل المخلوقات يقدمون له المجد .

تفسير (مت2: 10) : فلما رأوا النجم فرحوا فرحاً عظيماً جداً .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1)  “ فرحوا فرحاً عظيماً جداً
عند إقترابهم من أورشليم غاب عنهم النجم دخلوا أورشليم المدينة الإلهية ولكن لم يكن هناك دعم إلهى من رؤية أو ماشابه ذلك وندخلوا قصر الملك هيرودس ولم يجدوا له طفلا مولودا والغريب انهم كاموا متأكدين من أنهم سيعثروا على الطفل بالرغم من إختفاء دليلهم إليه أى النجم فلم يصيبهم إحباط ولم يشكوا .. هذا هو الفرح العظيم الذى ينتاب كل نفس بشريى ترى علامات إلأهية مرسلة إليه شخصيا وبعد هذه العلامات يرون المسيح يسوع ذاته  ( مز 32: 11) افرحوا بالرب وابتهجوا يا أيها الصديقون، واهتفوا يا جميع المستقيمي القلوب.؟؟ (في 4: 4) افرحوا في الرب كل حين، واقول ايضا: افرحوا.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

   فرحوا اذ وجدوا امنيتهم ولم يذهب تعبهم باطلاً والتبشير كاذباً . واما ما كان من أمر الكوكب بعد ذلك فالبعض قالوا انه انطلق الى القرية البعيدة من بيت لحم المسمّاة قبلاً كوكب ، نبوة عن هذا الكوكب معقولة ، لانه ان كان بيت لحم الذي معناه بيت الخبز سبق ودلّ على الخبز الحي الذي هو كلمة الله ، فلا غرابة اذا دلّت عليه القرية المدعوة كوكب . أما نحن فنقول انه ملاك ملتحف بشكل الكوكب صعد للسماء بعدما كمّل خدمته ووقف في رتبته .

تفسير (مت2: 11) : واتوا الى البيت ، ورأوا الصبي مع مريم امه . فخروا وسجدوا له . ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا : ذهباً ولباناً ومرّاً . 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) 
البيت ذكر إنجيل لوقا أن يسوع ولد فى مزود (لو 2: 7) " فولدت ابنها البكر وقمطته واضجعته في المذود اذ لم يكن لهما موضع في المنزل. " فقد كان الإزدحام شديدي بسبب الإكتتاب (الإحصاء) ونزوح الكثيرين لبيت لحم ليسجلوا اسماؤهم ويذكر هنا متى أن المجوس رأوا يسوف وهو طفلا فى بيت أى ان العائلة المقدسة إنتقلت ليسكنوا فى بيت إستأجروه هناك لأن المجوس رأوا النجم فى المشرق وسافروا شهورا حتى جاءوا إلى أورشليم ومنها إلى بيت لحم وقد ووتقدر هذه المدة من شهور إلى سنة ولكن قدرها هيرودس من سنتين فما دون

2)    الصبي مع مريم امه يلاحظ القارئ أنه حينما يذكر الطفل مع أمه يذكر الطفل أولا "الصبى مع أمه" فقد ولد يسوع ليكون هو الأول

3)   فخروا وسجدوا له ” من الواضح أن سجودهم للطفل كان أسمى من السجود الذى يقدم عادة للملوك فإنهم لم يقدموا مثل هذا السجود لهيرودس الملك فى أورشليم مع أن مكانته الملكية كانت عظيمة جدا فهو ساكنا فى قصر بالمقارنة بحال مريم ويوسف الذى كان نجارا الفقير فلم يشكوا فى أستحقاقية السجود كما أنهم لم يرتابوا قط مع أنهم شاهدوا فتورا وعدم إهتمام من رؤساء الكهنة الذين يخدمون بيت الرب

4)   وسجدوا - المجوس سجدوا له طفولته (متى2: 11) .قبول يسوع السجود له .. 1 -  المولود أعمي. لما دعاه للإيمان به كابن الله قال " أؤمن يا سيد " وسجد له (يو9: 38). وقيل منه المسيح هذا السجود في مناسبة إيمانه. 2- ولما مشي على الماء، وجعل تلميذه بطرس يمشي معه، حدث أن " الذين في السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين: " بالحقيقة أنت ابن الله" (متى14: 33). وقبل ذلك منهم... 3- وقد سجد له القديس بطرس، بعد معجزة صيد السمك الكثير قائلًا له " اخرج يا رب من سفينتي لأني رجل خاطئ" (لو5: 8). وقبل منه السيد المسيح هذا السجود وعبارة يا رب. ودعاه أن يكون صيادًا للناس... 4- وسجدت له نازفة الدم بعد شفائها (مر5: 33)... 5- وسجد له يا يرس قائلًا " إن ابنتي الآن ماتت. ولكن تعال وضع يدك عليها فتحيا" (مر5: 18). إذن فهو سجود مصحوب بإيمان أن المسيح قادر على إقامة الميت بمجرد وضع يده... وقد أقام له السيد المسيح ابنته (مر5: 25، 26)... 6- والسيد المسيح سجدت له المريمتان بعد القيامة (متى28: 9)... 7- وسجد له الأحد عشر رسولًا لما رأوه بعد القيامة (متى28: 17) وقيامته من الموت كانت معجزة من أعظم المعجزات، وكان لها تأثيرها في الرسل وفي المريمتين هو السجود له.
 5) 
فتحوا كنوزهم  ” تشير كلمة فتحوا إلى أنه إما كانوا يحملون صناديق أو أكياس داخلها هداياهم  والهديا التى قدمها الملوك ثمينة جدا  كانوا سيقدمونها بما يليق بملك لو كان المولود إبن هيرودس ولكن الهدايا كانت خاصة فيما يبدوا لملك معين بأنه ملك وكاهن فقد قدمت ملكة سبأ مثل هذه الهدايا لسليمان .. وتنبأ أشعياء النبى (أش 60: 6) "تغطيك كثرة الجمال بكران مديان وعيفة كلها تاتي من شبا.تحمل ذهبا ولبانا وتبشر بتسابيح الرب" وكانت هذه الهدايا هى معونة إلهية وترتيب من السماء لتعينهم فى السفر إلى مصر .. ورتبت الكنيسة القبطية قراءة مزمور 72 فى ليلة عيد الميلاد (مز 72 : 10 - 15)  "ملوك ترشيش والجزائر يرسلون تقدمة.ملوك شبا وسبا يقدمون هدية. ويسجد له كل الملوك.كل الامم تتعبد له. لانه ينجي الفقير المستغيث والمسكين اذ لا معين له. يشفق على المسكين والبائس ويخلص انفس الفقراء. من الظلم والخطف يفدي انفسهم ويكرم دمهم في عينيه. ويعيش ويعطيه من ذهب شبا.ويصلي لاجله دائما .اليوم كله يباركه "

6) ذهباً  الذهب معدن ثمين يقدم  عادة للملوك والآلهة فى المعابد ولم يذكر ما  إذا كان الذهبالذين قدموه مصاغ ام دنانير لأن العملة فى ذلك الوقت كانت ذهبية

7) ولباناً  ” يقدم عادة للكهنة فى المعابد كتقدمة هدية وهو صمغ يستخرج من شجرة تنموا فى بلاد العرب والهند اللبـان: Frankincense، وبـاللاتينـة Gum olibanum، ومعناهما الحرفي ”صمغ اللبان“. ولكن الكلمتين اليونانية واللاتينية مأخوذتان من الكلمة العربية ”لبان“. ويمكن الحصول عليه من لحاء شجر ينتمي إلى فصيلة تُسمَّى Boswellia. وهي تتوفَّر فقط بالقرب من جنوب الجزيرة العربية وشمال الصومال.ويستعمله الكهنة وقت تقديم الذبائح والعبادة الهيكلية (خر 30: 8) (لا 16: 12) (رؤ 16: 13) 

8) ومرّاً    المُرُّ: ويُنطَق بالعبرية mor،  وهو يتكوَّن من مواد عطرية تؤخَذ من الراتينج العَطِر الذي ينضح من شُجيرات المُرِّ، واسمها: Commiphora myrra، وهي ذات قرابة من أشجار اللبان Boswellia، ويؤخذ من لحائها الخارجي. وكان المُرُّ أحد سلع التجارة من جلعاد إلى مصر بواسطة الإسماعيليين (تك 37: 25)، وقد جعل يعقوب أبناءه يحملونه إلى يوسف في مصر (تك 43: 11). وكلمة ”لوت“ العبرية المُستعملة في سِفْر التكوين يُعرِّفها الكثير من العلماء بالمادة الصمغية العطرية، وهي ”اللاذن“ من الكلمة العربية ”لادن“، كما كان يُسمَّى في التجارة في القديم، وهو الاسم الذي استخدمته الترجمة العربية البيروتية.
وكان المُرُّ مُقوِّماً هاماً في زيت المسحة المقدس (خر 30: 23) الذي يُعتَبَر نواة لزيت الميرون في عهدنا الجديد، وفي التعطير (أستير 2: 12؛ نش 1: 12) كما ذُكِرَ في عدة مواضع في الكتاب مع أفخر الأطياب. وعندما قُدِّم للرب يسوع «خمراً ممزوجة بمُرٍّ» (مر 15: 23) عند صَلْبه كمُسكِّن للألم، رفضه لكي يتحمَّل آلامه كاملةً من أجلنا! وقد كفَّن نيقوديموس جسد الرب بمُرٍّ وصبرٍ Aloes (يـو 19: 39). وقد استخدمت اللغة الإنجليزية في (رؤ 18: 13) كلمة Myrrh = ”مُر“، واللغة العربية كلمة ”طِيب“، وذلك ترجمة لكلمة ????? = ميرون. ولكن كلمة ”مرهم“ أو ”عِطر“ ربما تكون أدق في الترجمة. وبهذه المناسبة، فإنَّ زيت المُرِّ هو من أهم مكوِّنات زيت الميرون الذي هو أقدس أنواع الزيوت المستعملة في كنيستنا.
ومعروفٌ أنَّ المُرَّ كان يُستخدم في التحنيط أيام قدماء المصريين. وعندما فُتِحَ ختم مقبرة توت عنخ آمون - الذي مَلَكَ نحو 1340 ق.م - وذلك سنة 1922م، كان الجو داخل المقبرة لا يزال يفوح برائحة المُرِّ! وقد ذُكِرَ المُر بالاسم في نقش باللغة الهيروغليفية منذ حُكْم الملكة ”حتشبسوت“ (نحو سنة 1500 ق.م)، وهـو يُوضِّح أنَّ الملكة أرسلت أسطولاً إلى بلاد ”بونط“ - التي هي الآن في شمال الصومال - لاستيراد شُجيرات اللُّبان والمُرِّ، لأن الفراعنة كانوا يهتمون جداً بـ ”عِطْر الآلهة“.
وفي العهد القديم كان تقديم البخور والمُر يُعتَبَر تقدمة ثمينة: «مَن هذه الطالعة من البرية كأعمدة من الدخان، مُعطَّرة بالمُرِّ واللبان وبكل أَذِرَّة (أطياب) التاجر» (نش 3: 6)، ويُناجي الربُّ عروسَه قائلاً: «رائحة ثيابكِ كرائحة لبنان... مع كلِّ عُودِ اللُّبان، مُرٌّ وعُودٌ مع كلِّ أَنْفَسِ الأطياب» (نش 4: 14،11)، «مِن مشرق الشمس إلى مغربها اسمي عظيم بين الأُمم. وفي كل مكان يُقرَّب لاسمي بخور وتقدمة طاهرة» (ملاخي 1: 11).(إش 2: 12) (مز 45: 8) ويستعمل بخورا // كما أنه شراب مسكن للألم (مر 15: 23) ويضيفونه للخمور فيصلح من طعمها ويدخل فى مواد تحنيط الموتى (يو 19: 39) وفى تركيب المراهم وهو غالى الثمن (خر 30 : 23)   

 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

  فبقوله دخلوا للبيت لا للمغارة وصبياً لا طفلاً في المذود اعلن انه كان ابن سنتين . والمجوس لم يرتابوا اذ رأوه صبياً متجرداً متواضعاً ليس له مجداً ككوكبه وذلك لعظم امانتهم وشهادة عظماء الكهنة والنبوات المقولة عنه التي سمعوها من الكتبة ومن ضجة واضطراب أهل اورشليم .

( فخروا ساجدين له ) اضاء لاهوته عليهم وجعلهم يسجدوا له وأذنت رؤية الكوكب المرشد بالسجود له ، فسجدوا له بالقلب لا بالجسد فقط . فالرؤية أثرت فيهم وجذبتهم الى الندامة ، والمعرفة زادتهم فرحاً .  ان داود تنبأ قائلاً : ملوك شبا وسبا يأتون بالقرابين . وقال يعقوب أبو الاسباط : وله يكون خضوع شعوب . فكيف لم يقل أولاً امضوا تلمذوا كل الشعوب لكن اخيراً ؟ لكي تتم نبوات الأنبياء من ان الشعوب يسبقون الشعب ولأن اليهود رفضوا الارشاد والمعونة فابتعدت عنهم الى الشعوب .

( ثم فتحوا كنوزهم ) يعني كانت مختومة داخل صناديق لان عادة الملوك يختمون الهدايا المرسلة الى ملك آخر .

( وقدموا له هدايا … الخ ) اي كالمعتاد عندهم . فقدموا له لباناً لانهم كانوا يقدمون اللبان لآلهتهم والذهب لملوكهم وبالمر يحنطون موتاهم . ولكونهم عرفوا انه إله وملك ومزمع ان يتألم ويموت لهذا قدموا له هذه الانواع الثلاثة . الذهب ، دلالة على انه ملك . والمر ، دلالة على موته . واللبان ، دلالة على الوهيته . والذهب يشير ان السجود امام الذهب راجع لخالقه والمر واللبان يدلان على انه طبيب يشفي جروحات آدم . وقد قيل ان له تجثوا كل ركبة في السماء وعلى الارض وما تحت الارض . وتقديم هذه القرابين الثلاثة كان الهام الهي . فبالذهب تعرف سجدة السماويين لانه سماوي وبواسطة اللبان سجدة الارضيين لانه ملكهم وبواسطة المر للذين تحت الارض لأنه مبعثهم وسيدهم . ثم ايضاً بواسطة الذهب لطهارة الامانة وشرفها . واللبان للرجاء الثابت به له المجد ، فانه منعش برائحته ، دلالة على ان المسيح رائحة حيوية للمؤمنين به . وبالمر شبهها للمحبة التي هي رباط الامانة التي تربط وتشد اعضاء الكنيسة كالمخصوص بالمر والبلسم . وأيضاً الذهب هو ملك كل المواد الغير المحسوسة فالواجب ان يهدى لملك المحسوسين والغير محسوسين . والذهب وحده معدنه لا يقبل الصدء والنقص بخلاف غيره من المعادن . وهكذا سلطنة يسوع لا تنقص ولا تزول كما هو مكتوب . وأيضاً بالذهب أشار عن طهارة جسده انه لم يعمل اثماً ولا غشاً . وبالمر أنبأ عن آلامه اذ حنط جسده بمئة رطـل مر . قال داود النبي ” بالمر والميعة والسـليخة ثيابك مطيبة ” ( مز 45 : 8 ) وباللبان عرف انها رائحة طيبة بالمسيح . وقد قربوا الذهب أولاً كرئيس وبدائة جميع الاشياء الغير محسوسة . وباللبان لجميع الاشجار . بل عن الطيب الذي مزمع ان ننال من ربنا . وبواسطة المر لجميع المطايب . فيشير عن صعوبة وعسر وصاياه كقوله ما اضيق الباب واكرب الطريق . ثم نقول من اين عرف المجوس ان يجلبوا هذه الهدايا . قيل ان آدم كان قد وضعها في مغارة الكنوز وانه كان أوصى شيت ابنه ليحملها الى هناك محفوظة حتى اذا ظهر المسيح يأتي المجوس ويقربوهم له وهذا الرأي غير مقنع للعقلاء . وقال آخرون انهم من الكوكب عرفوا ان المولود إله وملك ومزمع ان يموت فيجب ان يذهبوا ويقربوا له ذهباً ولباناً ومراً . ويعترض يوليانوس الكافر قائلاً للمسيح تقدم لباناً . لماذا انتم تبخرون بكنائسكم بخوراً ساذجاً ؟ نقول ان المسيح لم يطالبهم بتبخير اللبان لكن هم باختيارهم قربوا كالعادة المعتادة عندهم . أما هو فقبل منهم لا لأنه محتاج الى الهدايا والهبات لكنه ناظر الى غرض المقربين بسريرة خالصة وبنية صالحة . أما نحن فنبخر البخور في الهياكل ليتلذذ المؤمنون بدخولهم الى الهيكل . ويشعرون برائحة المسيح الذكية ومفعول الصلوات القلبية فانها تصعد كالبخور قدامه كما قال النبي ( مز 142 : 2 ) . ويسأل البعض ماذا جرى بتلك القرابين . نقول ان يوسف ومريم حملاها معهما الى مصر لانها لم تكن كثيرة . وليس لكثرتها تقدمت لكن لاجل الاسرار المنطوية في معانيها . وان الله لم ينظر للكثرة لكن لنية وغرض المقربين كفلسين الارملة .

تفسير (مت2: 12) : ثم اذ أوحي اليهم في حلمٍ ان لا يرجعوا الى هيرودس ، انصرفوا في طريق اخرى الى كورَتهم .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 أثناء قرائتنا للإنجيل نقرأ عن شخصيات منهم المجوس ويوسف ومريم ورؤساء الكهنة والكتبة وهيرودس وكان أعظمهم بلا شك العذراء مريم ثم المجوس الذين مع أنهم من الأمم إلا أنهم  آمنوا به أولا فى بلادهم وآمنوا به عندما رأوه طفلا لعائلة فقيرة لا توحى بأنه سيصير ملك وكان فرحهم برؤية النجم ورؤية الطفل عظيما
إتبع المجوس نجما مرشدا لهم ليصلوا فى رحلتهم ليسوع .. لنتبع مرشدينا الروحيين فى رحلة حياتنا لنصل إلى رؤية يسوع      

1)  “ أوحي  " كل الكتاب هو مُوحى به من الله" (2تي 16:3) وتعبير "مُوحى به" في الأصل يوناني "ثيوبنوستوس" θεόπνευστος وتعنى الذي يتنفس من الله، ومنها ثيوبنوستيا وتعنى الإلهام الإلهي أو الوحي أو أنفاس الله ، فالكتاب المقدس هو نسمة من الله نفخها في قلوب الكتَّاب، ولذلك يدعو الآباء القديسون الكتاب المقدس بأنفاس الله، وعبَّر قاموس وبستر عن الوحي قائلًا " هو تأثير روح الله الفائق للطبيعة على الفكر البشري، به تأهل الأنبياء والرسل والكتبة المقدَّسون لأن يقّدِموا الحق الإلهي بدون مزيج من الخطأ "، وجاء في قاموس شامبرز عن الوحي أنه التأثير الإلهي الذي بواسطته أُرشد كتبة الكتاب المقدَّس القديسون".

الوحي لا يتقيَّد بشعب معين بل لكل من يطلبون أن يروه بصدق فهنا يكلم المجوس وهم من الأمم وليسو يهود شعبه المختار وبلغتهم  أو بلغة معينة إنما يستخدم اللغة التي يستخدمها الشعب، فعندما كانت لغة شعب الله هي اللغة العبرية جاءت كتابات العهد القديم بهذه اللغة، وعندما بدأ الشعب يتكلم الآرامية ويصعب عليه فهم العبرية جاءت بعض الكتابات باللغة الآرامية. كما كانت تقرأ الأسفار المقدسة باللغة العبرية وتترجم فورًا للآرامية، ثم ظهرت ترجمات مكتوبة بالآرامية وهي ما دُعيت بالترجوم، وكُتِب العهد الجديد باللغة اليونانية التي كانت سائدة في ذلك الزمان.. إذًا الوحي لا يتمسك بلغة معينة ولا يفضل لغة على أخري، ولا ننسى أن تعدد اللغات وبلبلة الألسن جاءت نتيجة لخطية الإنسان وعدم إيمانه بوعد الله أنه لن يجلب طوفانًا فيما بعد، ولا ننسى أيضًا ان قصد الله أولًا وأخيرًا ان الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يُقبِلون، ولذلك أوصى تلاميذه أن يذهبوا ويكرزوا للعالم أجمع وأعطاهم أن يتكلموا بلغات مختلفة، ولم يضع الله ثقلًا على الإنسان لا يستطيع القيام به، فمثلًا لم يوصي أنبياءه بالكتابة باللغة العبرية فقط وحظر عليهم الترجمة، وفرض على كل من يريد أن يعرفه أن يتعلم العبرية أولًا.

2) حلمٍ ”  طرق مختلفة للوحي مثل::
1- الحديث فما لفم: وحدث هذا مع موسى النبي "أما عبدي موسى.. فما إلى فم وعينا أتكلم معه لا بالألغاز. وشبه الرب يعين" (عد 12: 7 و8).
2- بالكلام الصريح المباشر: مثلما كلم بقية أنبياء العهد القديم، وتحاور معهم، وكالبهم بتوصيل رسائله للشعب.
3-
بالرؤى والأحلام: كما قال الله لهرون ومريم "إن كان منكم نبي فبالرؤيا استعلن له في الحلم أكلمه" (عد 12: 6).وكان يوسف مفسرا لأحلام فرعون التى أوحى بها الرب إليه  كما أن إمرأى بيلاطس أوحى لها بحلم وعندما إستيقظت قالت / إياك وهذا البار (مت 27: 19)
4- بإلهام داخلي يصعب وصفه: كما قال أرميا النبي "قد أقنعتني يا رب فاقتنعت وألححت على فغلبت... فقلت لا أذكره ولا أنطق بعد باسمه. فكان في قلبي كنار محرقة محصورة في عظامي فمللت من الإمساك ولم أستطع" (أر 20: 7 و9).

3) “ان لا يرجعوا ”  لم تخطر مقاصد هيرودس الخبيثة على بال المجوس فكان فى فرحهم يريدون أن يخبروا  كل إنسان بمقابلتهم ليسوع مثلهم مثل السامرية التى ذهبت لتخبر أهل السامرة قائلة إنسان قال لى كل ما فعلت .. والإنجيل لا يخبرنا بانهم وعدوا هيرودس بالرجوع إلأيه وإخبارة ومن الواضح أن الرب حذرهم بهذا الحلم ليلة وصولهم إلى بيت لحم وسجودهم للمولود ملك اليهود وفى صباح الغد رجعوا إلى وطنهم  وهنا نلاحظ السرعة فى الأحداث ، خروجهم من قصر هيرودس فى أورشليم ليلا و، ذهابهم إلى بيت لحم فى نفس الليلة ، ورؤيتهم الصبى فى هذه الليلة ثم نومهم ورؤيتهم الحلم ثم سفرهم فى الصباح تشير إلى أن الرب اراد أن ينقذ يسوع الطفل من القتل

3) في طريق اخرى كانت البلاد قديما إما أن يمر بها طرق قوافل مشهورة أو بها طرق تؤدى إلى طرق القوافل

ولم يذكر الإنجيل شيئا عن هؤلاء المجوس إلا أن علاقتهم بلا شك بالرب لم تنتهى

 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

( ثم اذ أوحى اليهم في حلم ) . لم يرتابوا من جهة الحلم ولا قاوموا صوت الله بل خضعوا لرمز الباري . فمخصوص بالامانة عدم التفتيش . قال قوم ان الله أظهر لهم في الحلم ان هيرودس مستل السيف يريد قتل الصبي والقديس يوحنا يقول ان ملاكاً ظهر لهم في الحلم وقال لهم ان لا يرجعوا الى هيرودس فهو ارشدهم وأخذهم الى كورتهم في طريق أخرى . ولماذا امروا ان لا يرجعوا الى هيرودس ؟ قال قوم لكي لا يعرفوا خبث ضميره وانه كان يريد قتل الصبي لا السجود له . وقال آخرون لكي يصير ليوسف ومريم فرصة ليهربا الى مصر . اذ لو رجع المجوس اليه حالاً لكان هيرودس اتمّ رغبته وقتل الاطفال ولما تمكن يوسف ومريم من الهرب

( انصرفوا في طريق أخرى الى بلادهم ) . وهذا كان الهاماً من الله سبحانه تعالى حتى يكرزوا للشعوب الاخرى الغير عارفين والشعوب الذين لم يعرفوا بمجيئهم فبذهابهم اعلموهم وهم ينادون باسم يسوع . لانهم اذا كانوا في البلاد الغريبة نادوا به مثل مناداتهم عند هيرودس فكم بالاحرى في بلادهم .

 

 

 

This site was last updated 04/04/23