Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 تفسير / شرح إنجيل متى الإصحاح العاشر (متى 10: 24- 42)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مقدمة تفسير متى
تفسير (مت 1: 1- 17
تفسير  (مت 1: 18
تفسير (مت 1: 19 - 24)
تفسير (متى 2: 1- 12
تفسير (مت 2: 13 - 23
تفسير (مت  3: 1-6
تفسير (مت 3: 7-12
تفسير (مت 3: 13-17
تفسير (متى 4 : 1- 11
تفسير (متى 4: 12- 17)
تفسير (متى 4: 18- 25
تفسير (متى5: 1-  12
تفسير (مت 5: 13- 26
تفسير  (متى 5: 27- 48
تفسير متى 6: 1- 15
تفسير متى 6: 16- 34
تفسير متى الإصحاح7
تفسير متى الإصحاح 8
تفسير متى 9: 1- 17
تفسير متى 9: 18- 38
تفسير متى 10: 1- 23
تفسير متى 10: 24- 42
تفسير متى الإصحاح 11
تفسير متى 12: 1- 21
تفسير متى 12: 22- 50
تفسير متى 13: 1- 32
تفسير متى 13: 33- 58
تفسير متى الإصحاح14
تفسير متى 15: 1- 20
تفسير متى 15: 21- 39
تفسير متى الإصحاح16
تفسير متى الإصحاح17
تفسير متى الإصحاح18
تفسير متى الإصحاح19
تفسير متى الاصحاح20
تفسير متى 21: 1- 22
تفسير متى 21: 23- 46
تفسير متى 22: 1- 22
تفسير متى 22: 23- 46
تفسير متى 23: 1- 22
تفسير متى 23: 23- 39
تفسير متى 24: 1- 22
تفسير متى 24: 23- 51
تفسير متى الإصحاح25
تفسير متى 26: 1- 25
تفسير متى 26: 26- 46
تفسير متى 36: 47- 75
تفسير (مت 27: 1- 26)
تفسير (مت 27 : 27- 44)
فسير (مت 27 : 45- 66)
تفسير متى الفصل 28
جدول بالتآريخ والحكام  بإسرائيل ومصر
إقتباسات متّى من العهد القديم
Untitled 8095
Untitled 8102
Untitled 8410
Untitled 8411

فيما يلى تفسير متى الإصحاح العاشر -(متى 10: 24- 42)

تفسير / شرح  إنجيل متى - تقسيم فقرات  الإصحاح  العاشر (متى 10: 24- 42)
7. عدم الخوف (مت 10: 24-33)
8. الحروب الداخليّة (مت 10: 34-42)

ذكر متّى أنباء خدمة المسيح إجمالاً في ص ٤: ٢٣ حيث يقول «وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الْجَلِيلِ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ، وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ، وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضَعْفٍ فِي الشَّعْب» وبيّن أسلوب تعليمه في ٥، ٦، ٧ وأورد بض الأمثلة من معجزاته في ص ٨، ٩ وأخذ هنا يبين نظام الرسل الاثني عشر وأوامر المسيح لهم.

تفاسير انجيل متى الإصحاح العاشر

لا تخافوا (متى 10: 24- 31)

لا تخافوا

تفسير (متى 10: 24)  ليس التلميذ افضل من المعلم ، ولا العبد افضل من سيده .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

القارئ لكلام المسيح من هذه الآية إلى آخر الأصحاح يلاحظ أن يسوع يشرح لتلاميذه ماسيحدث فى نهاية العالم ومن المعروف ان تلاميذه لن يعيشوا حتى يوم الدينونة ونهاية العالم  ولهذا فإن المؤمنون بيسوع الذين يعتبرون أنهم تلاميذه سيحفظون الأمر ويرون العلامات لمجيئة الصانى .
1) "  لَيْسَ ٱلتِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنَ ٱلْمُعَلِّمِ الخ"  الأرجح أن المسيح يعلم تلاميذه بهذا المثل  أ القاعدة ، وقد استعمله المسيح مراراً لمقاصد مختلفة (لوقا 6: 40)  ليس التلميذ افضل من معلمه بل كل من صار كاملا يكون مثل معلمه "  ( يوحنا 13: 16)  الحق الحق اقول لكم: انه ليس عبد اعظم من سيده، ولا رسول اعظم من مرسله.  (يو 15: 20)  اذكروا الكلام الذي قلته لكم: ليس عبد اعظم من سيده. ان كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم، وان كانوا قد حفظوا كلامي فسيحفظون كلامكم.  "  وكأنه قال لهم هنا: لا تعجبوا من نبواتي فإنه كما فعلوا بمعلمكم وسيدكم سيفعلون بكم أيضا لأنكم تلاميذى وعبيدى  لذلك فإنه لكم الفحر والتعزية فى السير فى هذا الطريق الطريق الضيق طريق الإضطهاد والتعب والألام

2) " بَعْلَزَبُولَ" أي رئيس الشياطين (متّى 12: 24) حينئذ احضر اليه مجنون اعمى واخرس فشفاه حتى ان الاعمى الاخرس تكلم وابصر.  و (مرقس 3: 22) واما الكتبة الذين نزلوا من اورشليم فقالوا: «ان معه بعلزبول وانه برئيس الشياطين يخرج الشياطين».  و (لوقا 11: 15) واما قوم منهم فقالوا: «ببعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشياطين».   و (يوحنا 8: 48- 50) فاجاب اليهود وقالوا له:«السنا نقول حسنا: انك سامري وبك شيطان؟» 49اجاب يسوع:«انا ليس بي شيطان، لكني اكرم ابي وانتم تهينونني. 50 انا لست اطلب مجدي. يوجد من يطلب ويدين. "  وهو اسم إله العقرونيين (٢ملوك ١: ٢) ولفظهُ الأصلي «بعلزبوب» أي إله الذباب، بعلزبوب Beelzebub هو الشكل اليوناني للإسم بعل زبوب الإله الوثني الفلسطيني الذي كان يعبد في مدينة عقرون الفلسطينية في زمن العهد القديم. وهو مصطلح يعني "إله الذباب" (ملوك الثاني 1: 2).  وسمُّوه كذلك لاعتقادهم أنه يقيهم من كثرة الذباب. ولكن اليهود بخبثهم سمُّوا به الشيطان، وبدَّلوا الباء باللام لإهانة المسيح وتحقيره . وسموا المسيح به ليهينوه. تتكون الكلمة من مقطعين: "بعل" الذي هو الإسم الكنعاني لآلهة الخصب في العهد القديم؛ و "زبول" بمعنى "مسكن ممجد". وعندما يستخدم المقطعين معاً يشكلان إسم للشيطان نفسه، رئيس الشياطين. وقد إستخدمت هذه الكلمة أولاً بواسطة الفريسيين لوصف المسيح في (متى 10: 24-25) . وقبل ذلك كانوا قد إتهموا المسيح بأن "رَئِيسِ الشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ" (متى 9: 34)، قاصدين بهذا بعلزبول (مرقس 3: 22؛ متى 12: 24). في (متى 12: 22 ) شفى المسيح رجل كان أعمى وأخرس به روح شرير. ونتيجة ذلك "بُهِتَ كُلُّ الْجُمُوعِ وَقَالُوا: أَلَعَلَّ هَذَا هُوَ ابْنُ دَاوُدَ؟ أَمَّا الْفَرِّيسِيُّونَ فَلَمَّا سَمِعُوا قَالُوا: هَذَا لاَ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ إِلاَّ بِبَعْلَزَبُولَ رَئِيسِ الشَّيَاطِينِ" (متى 12: 23-24).

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

يريد بذلك ان التلميذ لا يفضل معلمه ما دام هو خاضعاًًًًًله وتحت سيطرته وان كان ممكناًًًًًان يفوق معلمه . ها اننا نرى صاموئيل قد فاق عيلي وبولص غمالائيل معلمه ، وعبيد كثيرون فاقوا ساداتهم .

تفسير (متى 10: 25) يكفي التلميذ ان يكون كمعلمه ، والعبد كسيده . ان كانوا قد لقبوا رب البيت بعلزبول ، فكم بالاحرى أهل بيته 

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

وأشار المسيح إلى علاقته بتلاميذه بثلاثة أمور:

(١) معلم بيعلم  تلاميذة  : الموعظة على الجبل  (متّى 5: 1) ولما راى الجموع صعد الى الجبل فلما جلس تقدم اليه تلاميذه "  وحذرهم مما يفعله الكتبة والفريسيين (مت 23: 1- 8) حينئذ خاطب يسوع الجموع وتلاميذه 2 قائلا: «على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون 3 فكل ما قالوا لكم ان تحفظوه فاحفظوه وافعلوه ولكن حسب اعمالهم لا تعملوا لانهم يقولون ولا يفعلون. فانهم يحزمون احمالا ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على اكتاف الناس وهم لا يريدون ان يحركوها باصبعهم 5 وكل اعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس فيعرضون عصائبهم ويعظمون اهداب ثيابهم  ويحبون المتكا الاول في الولائم والمجالس الاولى في المجامع 7 والتحيات في الاسواق وان يدعوهم الناس: سيدي سيدي!   واما انتم فلا تدعوا سيدي لان معلمكم واحد المسيح وانتم جميعا اخوة. و (لوقا 6: 20) )

و(٢) علاقة السيد بالعبد السيد يغسل أرجل عبيده (يوحنا13: 13)  فلما كان قد غسل ارجلهم واخذ ثيابه واتكا ايضا، قال لهم:«اتفهمون ما قد صنعت بكم؟  انتم تدعونني معلما وسيدا، وحسنا تقولون، لاني انا كذلك.

و(٣) علاقة رب البيت بأهل بيته فى الفصح وسر الشكر  (متّى 26: 26- 29) وفيما هم ياكلون اخذ يسوع الخبز وبارك وكسر واعطى التلاميذ وقال: «خذوا كلوا. هذا هو جسدي». 27 واخذ الكاس وشكر واعطاهم قائلا: «اشربوا منها كلكم  لان هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من اجل كثيرين لمغفرة الخطايا. 29 واقول لكم: اني من الان لا اشرب من نتاج الكرمة هذا الى ذلك اليوم حينما اشربه معكم جديدا في ملكوت ابي».   ولوقا 24: 30).فلما اتكا معهما اخذ خبزا وبارك وكسر وناولهما 31 فانفتحت اعينهما وعرفاه ثم اختفى عنهما

خكذا قال الرب ليشجعنا ويعضدنا " أنا معكم كل الزمان وإلأى إنقضاء الدهر "وهناك تحذيرات عامة لتلاميذ المسيح في الشهادة له
التشجيع الأول: اما قابلة الإبن سنتشبه به سينقابلة كله فى الأرض أو بعضا مما لاقاة يسوع لهذا يجب مشاركته في احتمال الآلام ( متى 10: عدد 24، 25)
، بينما تكون القوة والسلطان في يد أعدائهم. فيعين لهم نفس المركز الذي كان له، واضعًا لهم هذه القاعدة «يكفي التلميذ أن يكون كمعلمه» كان هو رب البيت وكان الرؤساء قد لقبوه «بعلزبول»1 فلا عجب إن كانوا يضطهدون  المؤمنين به أيضًا ولنلاحظ جيدًا أن الرب في أقواله هذه ييتنبأ أنهم سيرفضونه.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

مثّل ذاته برب البيت فقال اذا كانوا قد شتموني ودعوني شيطانا وانا معلمكم فلا بدع اذا شتموكم وأهانوكم وانتم تلاميذي فاحتملوا ذلك بصبر واناة . واليهود بمصاحبتهم للشياطين عرفوا ان رئيسهم هو يدعى بعلزبول . 

تفسير (متى 10: 26)  فلا تخافوهم . لأنه ليس مكتوم لن يستعلن ، ولا خفي لن يعرف .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

مرقس : ٢٢ ولوقا ٨: ١٧ و١٢: ٢ الخ

بث الشجاعة ( التشجيع الثاني): عَلِمَ يسوع المسبق بحقيقة المضطهَدين والمضطهِدين ( مت : 10: عدد 26، 27).(.مت 14: 27) فللوقت قال لهم يسوع: «تشجعوا! انا هو. لا تخافوا».مت 17: 7فجاء يسوع ولمسهم وقال: «قوموا ولا تخافوا». مر 6: 50لان الجميع راوه واضطربوا. فللوقت قال لهم: «ثقوا. انا هو. لا تخافوا»
1) " فلا تخافوا."  فأصحاب أفيمان الحقيقى مهما أُهينوا واتُّهموا لا بد أن ينالوا المجد  بعد ذلك. وكل شركاء المسيح في عاره وإهانته يشتركون معه في مجد نصرته. وقول المسيح هنا بشرى للأبرار وإنذار للأشرار.بالثقة فى يسوع ونبوته تعطيكم الشجاة وخوف الناس لا تخافوة لأنكم مسيحيين ( 1 بط 3: 14) ولكن وان تالمتم من اجل البر، فطوباكم. واما خوفهم فلا تخافوه ولا تضطربوا،

الخوف هو شعور طبيعى يتولد فى الإنسان عند مواجة خطر ما وقد رأينا خوف التلاميذ كثيرا فى مواقف كثيرة مثل عندما كان نائما  فى السفينة  وهبت رياح وكادت السفينه تغرق فخاف التلاميذ وأيضا عندما قبض عليه وصلب وقبر كانوا فى العلية خائفين .. وغيرها  أو التهديد المتصور (من موقف إرهابى مشاهد أو نتيجة مواقف مرعبة ومخيفة  مر أو يمر بها الإنسان ) ويتسبب في تغير في وظائف الأيضية والعضوية ويفضي  إلى تغيير في السلوك، مثل الهروب، الاختباء، أو التجمد تجاه الأحداث المؤلمة التي يتصورها الفرد. وقد يحدث الخوف في البشر ردا على تحفيز معين يحدث في الوقت الحاضر، أو تحسبا كتوقع وجود تهديد محتمل في المستقبل كوجود خطر على الجسم أو الحياة عموما. وتنشأ استجابة الخوف من تصور لوجود خطر ما، مما يؤدي إلى المواجهة معه أو الهروب منه وتجنبه وهذه الاستجابة في الحالات القصوى من الخوف ( الرعب والإرهاب ) يمكن أن تؤدي إلي التجمد أو الشلل.و  أعراض الخوف:  تغير لون البشرة إلى اللون الأصفر، ومن ثمّ الأبيض الباهت نتيجة نقص التروية الدمويّة للبشرة. تسارع شديد في نبضات القلب. الشعور بالقلق، والتوتر. الشعور بجفاف الفم، والحلق. تعرّق كف اليد. فقدان الشهية للطعام لفترات طويلة. الشعور بالغثيان، والتعب العام.
وكانت كلمات المسيح تمتلئ بالثقة فى قوله "لا تخافوا" وعدد الأسباب التى هى : لماذا لا نخاف من الذين يقتلون الجسد : أن الجسد فى طريقة للموت فى أى وقت وأن المضطهدين الذين يقتلزن الجسدلا يستطيعوا قتل النفس (
لو 12: 5) بل اريكم ممن تخافون: خافوا من الذي بعدما يقتل له سلطان ان يلقي في جهنم. نعم اقول لكم: من هذا خافوا! (مت 10:  28) ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون ان يقتلوها بل خافوا بالحري من الذي يقدر ان يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم." و(لو 12: 4) ولكن اقول لكم يا احبائي: لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون اكثر .. .لا تخافوا : الرب يعتنى بالعصافير ألا يعتنى بكم : ( مت 10: 31) فلا تخافوا. انتم افضل من عصافير كثيرة:" الرب يهتم بكم حتى أن عنده عدد شعور رؤسكم (لو 12: 7) بل شعور رؤوسكم ايضا جميعها محصاة! فلا تخافوا. انتم افضل من عصافير كثيرة!
2) " لأنه ليس مكتوم لن يُسْتَعْلَن " أى حان وقت الإعلان والمجاهرة  بسر مكتوم أو مخفى  هذا وقت إعلان الحق  في هذه الأرض.«الذي أقوله لكم في الظلمة قولوه في النور الذي تسمعونه في الأذان نادوا به على السطوح» (عدد 27).  ولكن لا بد من أن يعلن أسرار الوصول إلى الملكوت فى الأرض وإلى السماء :( 1 بط 1: 12) الذين اعلن لهم انهم ليس لانفسهم، بل لنا كانوا يخدمون بهذه الامور التي اخبرتم بها انتم الان، بواسطة الذين بشروكم في الروح القدس المرسل من السماء. التي تشتهي الملائكة ان تطلع عليهاوقد أعلن هذه الأسرار لتلاميذه البسطاء والذين كانوا أطفال فى الإيمان وليس لحكماء هذا العالم (مت 11: 25) في ذلك الوقت قال يسوع: «احمدك ايها الاب رب السماء والارض لانك اخفيت هذه عن الحكماء والفهماء واعلنتها للاطفال" (.لو 10: 21) وفي تلك الساعة تهلل يسوع بالروح وقال: «احمدك ايها الاب رب السماء والارض لانك اخفيت هذه عن الحكماء والفهماء واعلنتها للاطفال. نعم ايها الاب لان هكذا صارت المسرة امامك»....  وهناك إعلانات روحية برؤيا (1 كو 2: 10) فاعلنه الله لنا نحن بروحه. لان الروح يفحص كل شيء حتى اعماق الله..(اف 3: 5) الذي في اجيال اخر لم يعرف به بنو البشر، كما قد اعلن الان لرسله القديسين وانبيائه بالروح .

3) "خَفِيٌّ " تعنى باللغة العربية أخفى شيئا سترة أو خبأة .. أي حقٌ مستور، أو بر ذي حق محجوب كتم شهادة تجب تأديتها (كولوسي 3: 3) لانكم قد متم وحياتكم مستترة مع المسيح في الله.  و (1يوحنا 3: 2).بل انسان القلب الخفي في العديمة الفساد، زينة الروح الوديع الهادئ، الذي هو قدام الله كثير الثمن

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اي يجب الا تخافوا من الاعداء الذين يحتجون عليكم بحجج كاذبة فان الكذب لا يدوم وسيأتي زمن ينكشف فيه ستار الشك عن وجه الحقيقة .

تفسير (متى 10: 27) الذي اقوله لكم في الظلمة قولوه في النور ، والذي تسمعونه في الاذن نادوا به على السطوح ،

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

مقاومة العالم للتلاميذ تكون دليل على إنتشار الإيمان ، لا دليل على أن المسيحية تسير فى الطريق المستقيم الصحيح إلا الطريق الضيق وهو الإضطهاد ، فالذي علمهم المسيح لهم ليس كنزاً يخفونه لأنفسهم ليتمتعوا به، بل هو نور ينشر ليبدد الظلام الأخلاقي.
1) " فِي ٱلظُّلْمَةِ..."  كان يسوع يأخذ التلاميذ ويعلمهم وكلمة فى الظلام هى كلمة مجازية أى ما قلته لكم على إنفراد وكن يسوع يكلمهم وهم مسافرون من مكان إلى آخر  أثناء فترة كرازته فى الثلاث سنين الأخيرة قبل صلبه وقيامته ، أو هم مجتمعون في البيت أو فى البرية ، ليس قاصراً عليهم ليحفظوه في قلوبهم، ولم أقله للجمع ويعتقد بعض المفسرين أن كلمة فى الظلام أى فى السر  قولوه علانية
2) " فِي ٱلنُّورِ... " أى نادوا به عَلَى ٱلسُّطُوح أي أى أنشروه فى العلن . إن تعليم المسيح التلاميذ  ليس قاصراً عليهم ليحفظوه في قلوبهم، ولا قاسرا علينا أيضا لنتمتع بالروحانية مثل الأبن الأكبر الذى لم يبحث عن أخيه الضال ويعظه ويرجعه  لهذا يجب على من آمن بالمسيح أن ينشر الإيمان على توالي الأزمنة حتى تمتلئ الأرض بالثمار. فإنجيل المسيح بشرى ليس شيئا يعثر عليه أحد ويدفنه مثل الوزنة ولكن يجب المتاجرة بالإيمان لكل أمم الأرض ونكسب أفرادا يحبون المسيح مثلنا إن اضطهاد المبشرين ووقوفهم في المجالس أمام المحاكم والولاة من أعظم الإعلانات  لنشر الإيمان  والمناداة بذلك الإنجيل.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اي ان ما ابيح به سراًًًًً ينادى به على مسمع من الناس لانه لو اظهر تعاليمه جهاراًًًًً بنفسه لقالوا له انت تشهد لذاتك . لهذا قال لهم ان الذي اقوله لكم في الظلمة نادوا به انتم على السطوح وامام الولاة والملوك .

تفسير (متى 10: 28) ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون ان يقتلوها ، بل خافوا بالحري من الذي يقدر ان يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 إن عمق الأيمان المسيحة فى الإنسان لا يحده جسد لأنه يشمل الروح فالإيمان إيمان روح وجسد وليست المسيحية مثل باقى الأديان التى تهتم بالجسد فقط .. والخوف غريزة بشرية جسدية ولا تشمل الروح  فغاية الذين يضطهدون هو بث الخوف والرعب بالإرهاب فى نفوس المسيحيين حتى يقضون على المسيحية ويمنعون التبشير  وهذه الآية تبقث الشجاعة والإقدام لمواجهة الإضطهاد حتى ولو وصل الأمر إلى التضحية بحياة الحسج فالمسيح ضحى بجسده وكان ذبيحة حية على الصليب

1) " خَافُوا بِٱلْحَرِيِّ مِنَ ٱلَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِك " الخوف يكون من فقدان محبة الرب ونعمه فى يوم الرب العظيم يوم الدينونة يوم الحساب لأن له القدرة لأنه خالق البشر فإن غضبه أعظم من غضب الناس وإنتماؤنا ووجودنا يرجع إليه لأنه خالقنا  فمن خالف أمره وخاف من الناس وإضطهادهم بسبب إيمانه فإنه بهذا أهمل واجباته خوفاً من الناس ولم يخاف من الوقوف امام الرب وقت الدينونة والحساب جلب على نفسه وروحه وجسده خوفاً أعظم. (إشعياء 8: 12 و 13)  لا تقولوا فتنة لكل ما يقول له هذا الشعب فتنة ولا تخافوا خوفه ولا ترهبوا. قدسوا رب الجنود فهو خوفكم وهو رهبتكم. "  و (لوقا 12: 4)  و(1بطرس 3: 14)
2) " ٱلنَّفْسَ وَٱلْجَسَدَ كِلَيْهِمَا" لا قوة لأذى جسد الإنسان بالتعذيب ونفس الإنسان  يحرمه بعض اللذات والرغبات المعيشية ويجلب عليه بعض الآلام التفسية والجسدية ، وتنتهي تلك القوة بانتهاء الحياة الأرضية. ولكن للرب قوة على النفس والجسد إلى الأبد أى أنه سيدين الإنسان بما تفعله نفسه وجسده فى الأرض وسيحاكم الروح . والنفس هى  حلقة اتصال بين الجسد والروح لهذا لا أحد يستطيع دراسة النفس لأنها غير مادية ولكن يمكن دراسة نشاطها فى الإنسان وهناك ستة مجالات يمكن أ، يعبر فيها الإنسان عن نفسه  1- الاجتماعي: هي مقدرة الشخص على التفاعل مع الآخرين. 2 - الاختصاص: هي مقدرة الشخص على تلبية الحاجات الأساسية. 3 - الأثر: هو الوعي بالعاطفة. 4 - المادي: هو ما يشعر به الشخص تجاه مظهره وصحته وحالته الجسدية وشكله العام. 5 - الأكاديمي: هو النجاح أو الفشل في الدراسة ووضعة ونجاحة فى الحياة . 6 - العائلة: هو طريقة تفاعل الشخص داخل  العائلة

يشير الكتاب إلى النفس بصورة رئيسية الى  أن الإنسان والحيوان لديهما نفس  ، يعبر عنها بالنفس البشرية والأخرى نفس حيوانية
الشخص بعينه:‏ ‏«في ايام نوح .‏ .‏ .‏ نجا قليلون،‏ اي ثمانية أنفس،‏ عبر الماء».‏ (1 بط 3: 20) من الواضح ان كلمة «أنفس» في هذه الآية تشير الى اشخاص هم نوح وزوجته وأبناؤه الثلاثة وزوجاتهم.‏ وتذكر (خر 16: 16) التوجيهات التي أُعطيت للاسرائيليين حول التقاط المنّ.‏ فقد أُمروا ان يلتقطه كل واحد «على عدد النفوس» الذين في خيمته.‏ وعنى ذلك ان عليهم ان يلتقطوا كمية تتناسب مع عدد افراد العائلة.‏راجع (تك 46: 18) و (يش 11: 11) )  (رو 13: 1)
الحيوانات:‏ تقول قصة الخلق  «قال الله:‏ ‹لتعج المياه بنفوس حية،‏ ولتطِر طيور فوق الارض على وجه جلد السماء›.‏ وقال الله:‏ ‹لتُخرج الارض نفوسا حية بحسب اجناسها،‏ بهائم وحيوانات دابة ووحوش ارض بحسب اجناسها›.‏ وكان كذلك».‏  (تك 1: 20 و 24) كما ترى،‏ تشير كلمة «نفوس» في هذا المقطع الى الاسماك والبهائم ووحوش الارض.‏ وتُعدّ الطيور وغيرها من الحيوانات ايضا نفوسا في (تك 9: 10) )لا 9: 10) (عد 31: 28)
حياة الانسان:‏ تشير كلمة «نفس» احيانا الى حياة الانسان.‏ فقد قال يهوه لموسى:‏ «مات جميع الناس الذين يطلبون نفسك».‏ (خر 4: 19) فماذا كان اعداء موسى يطلبون؟‏ كانوا يسعون الى سلبه حياته.‏ وقبل زمن موسى،‏ حين كانت راحيل تلد ابنها بنيامين،‏ تتحدث الرواية عن «خروج نفسها (‏لأنها ماتت)‏».‏ (تك 35: 16- 17) ففي ذلك الوقت خسرت راحيل حياتها او فارقت الحياة.‏ تأمل ايضا في كلمات يسوع الذي قال:‏ «انا هو الراعي الفاضل،‏ والراعي الفاضل يبذل نفسه عن الخراف».‏ (‏يو10: 11)‏ نعم،‏ لقد بذل يسوع نفسه،‏ او حياته،‏ من اجل الجنس البشري.‏ ان كلمة «نفس» في مقاطع الكتاب المقدس هذه تشير بوضوح الى حياة الانسان.‏ وهنالك امثلة اخرى في (1 مل 17: 17- 23) (مت 10: 39) (يو 15: 13) (أع 20: 10)
الكتاب المقدس لا يذكر مطلقا ان «النفس» خالدة،‏ بل يقول ان النفس تموت.‏ (حز 18" 4- و 20) لذلك يشير الكتاب المقدس الى الشخص الميت بالقول انه «نفس ميتة».‏ —‏ ‏ (لا 5: 22)

. يخلط الكتاب المقدس أحيانا بين الروح والنفس الإنسانية. فيبدو أنه  يستخدم المصطلحين أحيانا بالتبادل، ولكن قد يكون هناك إختلاف طفيف بينهما. وإلا فكيف يمكن أن تخترق سيف الكلمة مفصل "النفس والروح" (عبرانيين4: 12)؟  

3) " فِي جَهَنَّم " هي محل العذاب  هي اللفظة الارامية الكلمة العبرية " جهنوم " (وادي هنوم), وهذا التعبير الاخير يندر استخدامه في العهد القديم، لان الاسم الغالب هو " وادي بن هنوم " وليس ثمة اساس لافتراض ان " هنوم " هو شي اخر غير اسم علم، رغم ما يزعمه البعض من انه محرف عن اسم أحد الاوثان.
ويظهر اسم " جهنم " في العهد الجديد 13 مرة (مت 5 : 22 و29 و30، 10: 28، 18: 9، 33: 15 و33 مرقس 9: 43 و45 و47 لو 12: 5 يع 3: 6 2بط 2: 4) وفي كل هذه المواضع تدل الكلمة على مكان العقاب الابدي للإشرار بالارتباط مع الدينونة النهائية. وترتبط جهنم بالنار كوسيلة العذاب فيها، وفيها يلقى الجسد والنفس معا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). ويجب عدم تفسير هذا على اساس ان العهد الجديد يتكلم مجازيا عن الحالة بعد الموت , فيما يتلعق بالجسد لانه باستمرار يفترض القيامة مسبقا.
وقد اصبح " وادي بن هنوم " الاسم المميز لمكان العقاب النهائي لسببين:
اولا : لان ذلك الوادي كان مركزا لعبادة الوثن " مولك " الذي كانواي قدمون اولادهم طعاما للنار كمحرقات له (2 اخ 28: 3، 33: 6).
ثانيا : من اجل هذه الممارسات نجس الملك يوشيا ذلك المكان لكي لا يعبر أحد ابنه أو ابنته في النار لمولك" (2 مل 23: 10).
ثم اصبح في النهاية مرتبطا في النبوات بالدينونة الاتيه على الناس حتى انه سيسمى " ادي القتل" (إرميا 7: 32).
كما ان حقيقة ان نفايات المدينة وجثث المجرمين بعد اعدامهم كانت تلقى هناك ثم تحرق قد ساعدت على جعل الاسم مرادفا لأفظع صور النجاسة.
ولا يعلم طبوغرافيا موقع " وادي بن هنوم " فيقول البعض انه المنخفض الواقع في الجانب الجنوبى الغربي من اروشليم والمعروف بوادي الربابة ويفول اخرون انه الوادي الاوسط , ويرى غيرهم انه الوادي الشرقي

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اي لا تخافوا ممن يستطيع ان يقتل جسدكم ولا سلطان له على قتل انفسكم ولكن يجب ان تخافوا ممن يقتل النفس والجسد معاًًًًً ويلقيهما في عذاب لا نهاية له . وان كان للناس سلطان مرة واحدة على الجسد في هذا العالم فقط فانّ لله سلطاناًًًًً على النفس والجسد معاًًًًً الى الابد ولذا فيكون عذاب من له السلطان على العالمين اشد ومن غير نهاية . ثم انه لم يرد بقوله هذا ان النفس والجسد يهلكان وانما قال ذلك على سبيل الارهاب لان جهنم هي معذبة للاحياء لا آكلة فاذا الجسد يفنى هناك لا النفس .

تفسير (متى 10: 29) أليس عصفوران يباعان بفلس ؟ وواحد منهما لا يسقط على الارض بدون ابيكم .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 أشار هنا إلى عصفوران بالتحديد وهما الذبيحة المقدمة من الأبرص للكاهن حتى يعلن عن شفاؤه وكان يسوع عندما يشفى أبرص كان يقول له أرى نفسك للكاهن وكان العصفوران يقدمان للكاهن فيذبح أحدهما ويطلق الآخر وفيما يبدوا أشار الرب أن هناك  عصفور يعتبر ذبيحة وآخر يطلق حرا وهكذا نحن البعض يستشهد والبعض يعيش لكى يتمم رسالته فى المسيحية إن العصافير وهي ضئيلة القيمة رخيصة الثمن، لا يسقط واحد منها، مائتًا على الأرض بدون علم أبيهم وأذنه. فكم بالحري لا يُقتل واحد منهم ما لم يكن الآب آذنًا بذلك؟ (لاويين  14: 1- 7)  وكلم الرب موسى قائلا هذه تكون شريعة الابرص يوم طهره يؤتى به الى الكاهن. ويخرج الكاهن الى خارج المحلة فان راى الكاهن واذا ضربة البرص قد برئت من الابرص  يامر الكاهن ان يؤخذ للمتطهر عصفوران حيان طاهران وخشب ارز وقرمز وزوفا.  ويامر الكاهن ان يذبح العصفور الواحد في اناء خزف على ماء حي. اما العصفور الحي فياخذه مع خشب الارز والقرمز والزوفا ويغمسها مع العصفور الحي في دم العصفور المذبوح على الماء الحي  وينضح على المتطهر من البرص سبع مرات فيطهره ثم يطلق العصفور الحي على وجه الصحراء "

وقد يكون تفسير هذه الاية هو عناية الرب بأصغر مخلوقاته وأقلها ثمنا فلا خوف على حياتنا أو سقوطنا وقيامنها لأن الرب حافظ حياتنا وهو يعتنى بنا وأن الشرير له سلطان على أ، يأذى النفس والجسد وليس على الروح ومع ذلك فكل شئ تحت سلطان الرب وهو الذى يسمح ويحمى

1) " عُصْفُورَانِ يُبَاعَانِ بِفَلْسٍ " الفلس عُشر الدينار، والدينار أجر عامل في اليوم.
2) " وَوَاحِدٌ مِنْهُمَا " ذكر الواحد منهما لتقليل القيمة.
3) " لاَ يَسْقُطُ عَلَى ٱلأَرْضِ " بذكر السقوط ربما الأخطار او الحوادث أو ألإضطهادات أو السقوط العادى وكل ما يحدث لنا يعرفة الرب لا يمكن أن يسقط أحد بدون معرفته وإذنه، ولكنه يسقط إذا أراد.
4) "أَبِيكُمْ " هنا يوجه كلامه إلى التلاميذ فأشار بتسمية الرب أباً لتلاميذه حتى يشعروا بالقوة التى فى سلطانهم ، وأن أبيهم السماوى يحبهم كمحبة الأب لأولاده. وإذا كان الذي يعتني بالعصافير كل تلك العناية أباً لهم، فلا يبقى مبرر لخوفهم. فإن كان الرب  يعتني بما ليس له قيمة كالعصافير التى قيمتها فلس ، فكم بالحري يعتني بشعبه ! وإذا كان يعتني بكل الناس فكم بالحري يعتني بمن هم بمنزلة أولاده.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

ان العصافير الغالية تباع أفراداًًًًً اما الرخيصة فبالاجمال وذلك كل اثنين بفلس ولولا انها خلقت منذ البدء لخدمة الانسان لما سمح الله بان تسقط بفخ او تقتل . والمراد انه اذا كان تعالى يهتم بأمر مثل هذه العصافير ولا يدع واحداًًًًً منها يسقط في الفخ دون ارادته فكم بالحري يهتم بأمر الانسان . الا ان بعض الجهلة زعموا مما تقدم ان الانسان لا يملك حرية العمل خيراًًًًً كان ام شراًًًًً لان كل ما ياتيه هو انما يكون بارادة الله . اما نحن فنجيب ان ليس كل ما نفعله يكون مصدره الارادة الالهية . فلنا كمال الحرية في عمل ما نريده صالحاًًًًً كان او طالحاًًًًً . اما ارادته تعالى فهي المقومة والمتممة لما نقصده من الخير . غير ان فحوى الكلام هو انه لولا تخلق الطيور لاستعمال الناس كقوله مخاطباًًًًً الانسان 00 على حيتان البحر وطيور السماء سلطتك لما سقط في الارض ولا خرجت سمكة من البحر . ثم انه لم يقل بدون الله ولكنه قال ” بدون ابيكم ” ليظهر جزيل عنايته بنا كما يعتني الاب بالبنين . 

تفسير (متى 10: 30) واما انتم فحتى شعور رؤوسكم جميعها محصاة .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

هذا كلام جارٍ مجرى المثل، يراد به علم الرب الكامل لدرجة أن شعر الرأس عددة معروف لدى الرب ويتساقط بعض الشعر هذه أيضا يعرفها الرب لأنه يعتنى بنا وبأصغر شئ فينا هذه هى العناية الشاملة. وقد ورد فى الكتاب المقدس تعبيرات سابقة مجازية عن الشعر مثلا

أ . عبارة "  لا تسقط شعرة من راسه الى الارض " بمعنى أنه لن يحكم عليه بالموت وأن لا يمسة ضرر وحتى شعر رأسه لن يمس قيلت هذه العبارة عندما ظهرت بطولة يوناثان إبن شاول الملك وبسالته في الهجوم الموفق الذي شنّه على حامية فلسطينية بنفر ضئيل من الجنود غير المسلحين (1 صم 13: 3-6)، وتأكيده بمعونة الرب له (1 صم 14: 6 و15). وكان يوناثات ترك جيش أبيه بدون إعلامه ليحارب الفلسطينيين وأقسم أبيه بلعن من يأكل خبزا حتى يحدث النصر وخالفه إبنه بغير قصد،لأنه لم يكن موجودا مما عرضته لغيظ أبيه وغضبه، ولكنها في الوقت نفسه أثارت إعجاب المحاربين معه، وزادت تعلقهم به، فهبوا للدفاع عنه أمام أبيه المتهور (1 صم 14: 45).فقال الشعب لشاول ايموت يوناثان الذي صنع هذا الخلاص العظيم في اسرائيل.حاشا.حي هو الرب لا تسقط شعرة من راسه الى الارض لانه مع الله عمل هذا اليوم.فافتدى الشعب يوناثان فلم يمت. " (2 صم 14: 11) فقالت اذكر ايها الملك الرب الهك حتى لا يكثر ولي الدم القتل لئلا يهلكوا ابني.فقال حي هو الرب انه لا تسقط شعرة من شعر ابنك الى الارض. 

ب  . عبارة : " (لو 21: 18)  ولكن شعرة من رؤوسكم لا تهلك. " قصد المسيح أن حتى شعرة منرؤوسكم لن تهلك وتذهب للجحيم بل أنتم بنو الملكوت تدعون

ج .   كسر الصيام بسبب الضعف عندما رفع بولس دعواه لقيصر وأستقر الأمر على السفر لإيطاليا على سفينة صاموا ولما طالت الأيام قال بولس (أع 27: 34)   لذلك التمس منكم ان تتناولوا طعاما، لان هذا يكون مفيدا لنجاتكم، لانه لا تسقط شعرة من راس واحد منكم». 

وليس في ألفاظ اللغة تشبيه يدل على علم الرب وعنايته وحمايته أكثر مما دلت هذه الكلمات. فإن شعور الرأس قليلة القيمة حتى لم يهتم أحد قط بإحصائها. إذا كان الرب يعتنى بالعصافير وطعامها فهو بالأحرى يعتنى بنا عناية شاملة إلى حد أنه أحصاها. فهو يعتني بما لا نظنه يستحق العناية من أمورنا. فالذي نراه لا قيمة له هو عند الرب ذو شأن. وإن كانت شعور رؤوسنا محصاة فلا بد أن تكون دموعنا وأوجاعنا وتنهداتنا يراها ويحس بنا كذلك.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

ليس المراد من ذلك تعريف عدد الشعر وانما اظهار مزيد اهتمامه وعنايته بنا وبجميع المخلوقات وقد شبه بعضهم شعر الرؤوس بنفس القديسين من الشعوب الذين آمنوا بانذار المسيح وتلاميذه وبالرأس المسيح وقوله ” محصى ” يفيد انها مكتوبة في سفر الحياة .

تفسير (متى 10: 31) فلا تخافوا ! انتم افضل من عصافير كثيرة !

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

إذا كان الرب يهتم بالعصافير أصغر مخلوقاته وأقلها شأنا ، فكم بالحري يعتني يخاصته الذين هم برسل المسيح الذين هم أولاده.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

فقد عرف كفاحص القلوب انهم خافوا خوفاًًًًً شديداًًًًً فلهذا قال لهم لا تخافوا ممن يقتل الجسد الذي هو ادنى منزلة من النفس فاذا لم يقتل مات موتاًًًًً طبيعياًًًًً لا محالة . 

تفاسير انجيل متى الإصحاح العاشر

الاعتراف بالمسيح او انكار (متى 10: 32- 33)

الاعتراف بالمسيح او انكاره

تفسير (متى 10: 32)  فكل من يعترف بي قدام الناس اعترف انا ايضاً به قدام ابي الذي في السموات ،

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

تكررت هذه الآية فى (لو 12: 8) واقول لكم: كل من اعترف بي قدام الناس يعترف به ابن الانسان قدام ملائكة الله.

أورد يسوع هنا السبب الرابع لعدم تأثر تلاميذه من الخوف الطبيعة فى النفس البشرية  فى هذه الآيات الحد الفاصل والبرهان الأكيد لإيماننا بل ليس إيماننا بل لعمق محبتنا للمسيح السؤال الآن .. هل تحبه ؟ إذا أجبت بالإيجاب فيجب أن تعترف به قدام الناس تتكلم عنه بين أهلك وعشيرتك فإذا إستحيت وخجلت منه (مر 8: 38) لان من استحى بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ فان ابن الانسان يستحي به متى جاء بمجد ابيه مع الملائكة القديسين». (لو 9: 26)  لان من استحى بي وبكلامي فبهذا يستحي ابن الانسان متى جاء بمجده ومجد الاب والملائكة القديسين.  " فأنت بعيدا عن الطريق المسيحى لقد خسرت نفسك مهما ربحت من العالم لأنه فانى وقبض الريح (مرقس 8 : 36 ) "لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه". إن معاملة  الرب في المستقبل متوقفة على أمانة الإنسان له في الحاضر.
1) " كُلُّ مَن " أي الجميع بلا استثناء. و" من" تعنى اِسْمُ اسْتِفْهَامٍ عَنِ العَاقِلِ
2) " يَعْتَرِفُ بِي " يقول بعض المفسرين أن الإعتراف هنا هو إعتراف اليهود بيسوع أنه المسيا المنتظر لأن اليهود ينتظرون مسيحا قائدا محاربا ولا يشترط التبشير به
فأنه لما كان على الأرض، كانت المشكلة عند اليهود، أهو مسيحهم الحقيقي أم لا؟ فكل من آمن وأعترف به على هذا الاعتبار- أي كابن داود، ومسيح إسرائيل- فقد عُمِلَ ذلك بعمل إلهي فيه، وأصبح من الذين يعترف هو بهم قدام أبيه أنهم له، وهو لهم، لذلك إن كل  من اعترف به كابن داود، وآمن به المسيح الحقيقي وطلبوا منه الشفاء، فشفاهم لأجل إيمانهم هذا، إذ كان هو نوع من الإيمان المطلوب من الأمة في ذلك الوقت. أوكثير من ألأمثلة أوضح فيها يسوع درجات الإقتناع به مسيحا  «ولكن مع ذلك آمن به كثيرون من الرؤساء أيضًا غير أنهم لسبب الفريسيين لم يعترفوا به لئلا يصيروا خارج المجمع. لأنهم أحبوا مجد الناس أكثر من مجد الله» (يوحنا 42:12، 43).فلم يكن إيمانهم إلا اقتناعًا عقليًا لا يُفيد، وغنما يُزيد عليهم الدينونة.ويقول البعض الآخر الإعتراف أي يُقر به مخلصا وفاديا  أو  يدل الناس عليه بالقول أى بالتبشير والفعل أى بالسير حسب تعاليم المسيح ، ويترك كل ما لا يليق بهذا الإقرار وبإتباعه لكل وصايا المسيح. ويجب إعلان مسيحيتك للعالم  والاعتراف بالمسيح فى العلن أهم من الاعتراف بالاعتقاد سرا ،(رو 10: 9 و 10) " لانك ان اعترفت بفمك بالرب يسوع، وامنت بقلبك ان الله اقامه من الاموات، خلصت. 10 لان القلب يؤمن به للبر، والفم يعترف به للخلاص. "  وأعمالنا تساعد فى نشر  المسيحية هى نوع من انواع اإقرار بيسوع  دليل على أن المسيح يؤثر فينا كما أن هذه الأعمال تؤثر فى غير المسيحيين حولنا.
3) " أَعْتَرِفُ أَنَا أَيْضاً بِه" أي أن المسيح يبادلنا ويقايضنا الإعتراف كما إ‘ترفنا به قولا وفعلا قدام الناس يعترف بنا يسوع بأننا تلاميذه وأنه فدانا   فهذه الكلمة القصيرة وبالتبشير والعنمل سمح لنا الرب دخول الملكوت لأنه إعرف بنا .
4) " قُدَّامَ أَبِي في السماء" هذه العبارة القصيرة يقدمنا يسوع إلى أبيه السماوى وينادينا قائلا تعالوا يا مباركى أبى رثو الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم  (رؤ 3: 5)  من يغلب فذلك سيلبس ثيابا بيضا، ولن امحو اسمه من سفر الحياة، وساعترف باسمه امام ابي وامام ملائكته 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

المعترف به هو الذي يجاهر باسمه وبتعاليمه دون خوف ولا وجل .

تفسير (متى 10: 33) ولكن من ينكرني قدام الناس انكره انا ايضاً قدام ابي الذي في السموات .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

تكررت هذه ألاية فى (لو 12: 8و 9)
فى حالة الإعتراف بالمسيح وإنكاره يتعامل الرب معنا بالمثل أن من يعترف بالمسيح يقول يسوع أنه سيعترف "بكل واحد"  منهم وعندما يتحدث عن الإنكار لا يقول انه سينكر "كل واحد" ففى الآية السابقة يقول "كل من يعترف بى سأعترف به" فطبيعى أن يطبقها فى الآية التالية أن يقول "كل من ينكرنى  قدام الناس سأنكره أنا أيضا" إلا أن يسوع لم يذكر عبارة "كل من ينكرنى" بل قال : " ولكن من ينكرني قدام الناس انكره انا ايضاً " هنا يدل على أنه لن ينكر كل واحد لأن كثيريين تحت ظروف إضطهاد وتهديد  هائلة إحتملوها ثم  أنكروا المسيح وهم لا يريدون إنكاره ومع أن هذا  طبقا لتقدير الناس غير مسموح به فى المسيحية  إلا انهم يخطئون فى تقدير الرب للتحمل  فهل يترك الرب خدامه الذين شعفوا بسبب التعذيب الشديد ديهم الغفران إذا رجعوا؟ ألا يقدر الرب تعبهم وهو الذى لا يرفض للأبد (مز 77: 7) وداود يقول " رحمته دور فدور وهو لا يتسى رأفته" (مز 77: 8 و 9) هذا ما أعلنه داود النبى والملك
وعبارة " كل من يعترف بى " تعنى الشمول أى مهما كان العمر أو اللون أو الجنس أو المركز أو السلطان أو الفقر  والغنى إن كل من يعترف بى سأكافئة ولا يستبعد أحدا  (2 تيمو 2: 12)  " ان كنا نصبر فسنملك ايضا معه. ان كنا ننكره فهو ايضا سينكرنا. ان كنا غير امناء فهو يبقى امينا، لن يقدر ان ينكر نفسه."

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اي ان من يستحي من الاعتراف به وبكلامه امام الناس ويكفر اسمه او ينكر على الشهداء قوتهم وثباتهم ولا يسرع الى مساعددة من يلتجئ اليه عند الضيق فلا يستحق ان يكون تلميذا له او يتنعم معه في ملكوت السماء وانما يكون جزاؤه العذاب الذي لا نهاية له . 

تفاسير انجيل متى الإصحاح العاشر

يسوع والعالم (متى 10: 34- 42)

يسوع والعالم

تفسير (متى 10: 34) لا تظنوا اني جئت لألقي على الارض سلاماً . ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

تكررت الآيات التى وردت فى إنجيل متى (مت 10: 34- 42) فى إنجيل لوقا فى (لو 12: 49 - 53) «جئت لالقي نارا على الارض فماذا اريد لو اضطرمت؟ ولي صبغة اصطبغها وكيف انحصر حتى تكمل؟ اتظنون اني جئت لاعطي سلاما على الارض؟ كلا اقول لكم! بل انقساما.  لانه يكون من الان خمسة في بيت واحد منقسمين: ثلاثة على اثنين واثنان على ثلاثة.  ينقسم الاب على الابن والابن على الاب والام على البنت والبنت على الام والحماة على كنتها والكنة على حماتها».

فى هذه الآية يتنبأ يسوع عن مقاومة العالم للمسيحيين وخاصة إبتداء مقاومة العالم للمسيح نفسه وصلبه وقتله على الصليب وكما قاوم العالم المسيح هكذا سيقاوم العالم التلاميذ والمسيحيين فيما بعدهم وهذه المقاومة للمسيحية وتعاليم المسيح تثبت أن العالم فى يد الشرير الذى يريد أن يقضى على خير الإنسان فى المسيحية وإنقاذه من براثن الشر وتحريره من عبودية إبليس وإن إستمر الإنسان فى عنادة مؤمنا بالمسيح وتعاليمة هنا تظهر المقاومة والإعتداء على المسيحيين الذى يصل فى نهايته إلى قتلهم  هذه الأعمال العدائيو ضد المسيحيين هي نتائج ضرورية لانتشار التعاليم المسيحية لهذا يجب أن يتوقعها المسيحيين علامة على نجاحهم فى الإيمان بالمسيح .
1) "لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَماً " أي أنه يقول لتلاميذه المؤمنون به أنهم لن يجدوا سلاما من العالم والسلام الذى يعطيه الرب هو سلام داخلى ومع المسيحيين وبعضهم البعض لا تنتظروا راحة وسلاماً في وقتٍ لا بد فيه من التعب والجهاد، ولا تتوقعوا  سلاما وإستقبالات حافلة لأنكم آمنتم بالمسيح صاحب السلام ولكنكم سيقومونكم بالسيف حتى يمنعوا نشر إنجيل السلام والمحبة
 ولكن المسيح كان رئيس السلام، فيحق لتلاميذه أن يتوقعوا سلام العالم من مجيئه. ولا بدَّ من هذه النتيجة أخيراً لأن الإنجيل بشَّر بالسلام بين السماء والأرض (إشعياء ٩: ٦ و١١: ٦ ولوقا ٢: ١٤)، وبسلام الضمير، وبالسلام بين الناس. وهذه نتائج الإنجيل الحقيقية التي لا بد منها أخيراً، ولكن نتائجه الحاضرة حروباً وعداوات واختلاف الأقارب. وعلة ذلك عصيان الناس على الله ومقاومتهم للحق.
2) " سَيْفاً "  السيف يقطع فى الحروب ولكن سيف لمسيح هو الإيمان بأن يسوع هو الكلمة المتجسد سيف المسيح مختلف عن السيف الذى يقطع سيف المسيح يفرق ولا يقطع سي التفرقة بين المؤمنين بالمسيح ةغير المؤمنين بمجرد أن يؤمن أحد بالمسيح تقوم قيامة العالم عليه فينبذه ويحدث فرقة بين الإنسان وأهل بيته دعى المسيح للسلام وقد قال لنا "سلامي أترك لكم، سلامي أعطيكم.. لا تضطرب قلوبكم ولا تجزع" (يو14: 27)، وقال "أي بيت دخلتموه، فقولوا سلام لأهل هذا البيت" (لو10: 6). وهناك آيات كثير عن السلام فى الإنجيل منها السلام كأحد ثمار الروح القدس (غل 5: 22) وفى مقدمة عظة السيد المسيح على الجبل "طوبي لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون" (مت5: 9). ورباط السلام (أف4: 1-4). ودعا السيد المسيح إلى السلام، حتى مع الأعداء والمقاومين،(مت5: 39-42). بل قال أكثر من هذا "أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم.. لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم فأي أجر لكم.. وإن سلمتم على أخوتكم فقط، فأن فضل تصنعون" (مت5: 44-47).

المسيح هو كلمة الرب الناطقة لم يأى المسيح محاربا يحمل سيفا .. وكلمة سيف تشير فى الإنجيل إلى سيف الكلمة فنراه فى سفر الرؤيا يقول تعبير "سيف فمى" (رؤ 2: 16)فتب والا فاني اتيك سريعا واحاربهم بسيف فمي " ويعبر بولس عن سيف الكلمة ويقول عنها أ،ها أمضى من سيف ذو حدين (عب 4: 12) لان كلمة الله حية وفعالة وامضى من كل سيف ذي حدين، وخارقة الى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ، ومميزة افكار القلب ونياته." والإنجيلى لوقا ذكر عن العذراء مريم (لو 2: 35) وانت ايضا يجوز في نفسك سيف لتعلن افكار من قلوب كثيرة».
السيف عموما كناية عن الحرب والإنقسام "أتظنون أنى جئت لألقي سلامًا على الأرض؟ كلا، أقول لكم بل انقسامًا" (لو12: 51) والعداوة ، الحرب الذى لن يحمل فيها المسيحيين السيف ولكنهم سيحملون الصليب كما صلب مسيحهم ولكن سيحمل المقاومين لهم وأعداء الصليب يحملون السيوف ليحاربون به عقيدة المسيحيين المسيح ملك على قلوب المسيحيين وأعداء التعاليم المسيحية  والمسيح أتى لكي يحارب الشيطان وكل أعماله (أف 6: 11 و 12) (1تيمو 6: 12)  أما السلام الذي جاء في ترنيم الملائكة يوم ميلاد المسيح "المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وفي الناس المسرة" (لو2: 14).  فالمقصود به ليس السلام بين المسيح والعالم الشرير، بل السلام بين الله ومختاريه. إن السيف المسيحى ليس إلا الصليب علامة على الإنتصار على الموت الروحىالسيف المسيحى هو تعاليم المسيح .. المسيحيين ليس لهم أعداء من بنى البشر عدوهم هو الشيطان حربهم ضد الشر فى داخلهم وليست حرب خارجية ضد أحد  بل هى تمسك المسيحى فى تطبيق تعاليم المسيحية فى نفسه وذاته

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

ربما ظن البعض ان كلامه هذا مخالف لقوله انه جاء ليعمل الامن وان يتكلم بالسلام ومناقض لقوله سلامي اعطيكم ولكن من امعن النظر في القولين لا يجد اقل تناقض بينهما فانه لما رأى ارتياب المؤمنين بكرازته انبأهم ان الآباء ينقسمون على اولادهم الذين لم يؤمنوا بالمسيح والبنين على الاباء لانهم تركوا مذهب آبائهم . 

تفسير (متى 10: 35) فاني جئت لافرق الانسان ضدّ ابيه ، والابنة ضدّ امها ، والكنة ضدّ حماتها .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 هناك فرق بين سلام العالم السلام المبنى على المصلحة فإذا إنقضت المصلحة ذهب السلام ولم يعد له وجود وسلام المسيح  هو السلام الداخلى السلام حقيقى الباقى النابع من الحق الذى هو المسيح  لم يأتى المسيح ليلقى سلام العالم بل سلاما من نوع آخر لهذا يضطهدنا أهل العالم وبإيماننا بالمسيح ينقسم البشر بين مسيحيين وغير مسيحيين وهذا الإنقسام تنبأ عنه المسيح   "أتظنون أنى جئت لألقي سلامًا على الأرض؟ كلا، أقول لكم بل انقسامًا" (لو12: 51) وألاية التى نقوم بتفسيرها وقالها المسيح  فى (متى 10: 35) هى آية مقتبسة ووردت فى  (ميخا 7: 6) لان الابن مستهين بالاب والبنت قائمة على امها والكنة على حماتها واعداء الانسان اهل بيته " وهذا الإنقسام حدث فعلا مع يسوع شخصيا عندما أخبره أخوته ليقوم بعمل وهم لم يكونوا يؤمنون به (يو 7: 2- 5) وكان عيد اليهود، عيد المظال، قريبا. فقال له اخوته:«انتقل من هنا واذهب الى اليهودية، لكي يرى تلاميذك ايضا اعمالك التي تعمل، لانه ليس احد يعمل شيئا في الخفاء وهو يريد ان يكون علانية. ان كنت تعمل هذه الاشياء فاظهر نفسك للعالم».لان اخوته ايضا لم يكونوا يؤمنون به"
وما زالت هذه الآية تتحقق فى جميع العصور للمسيحيين دليل وبرهان على أن كلماته باقية وتتحقق منذ قالها يسوع وحتى الآن جاء ليلقي سيفاً. فاصلا فلإيمان شخص غير مسيحى بالمسيح يتحول أقرباؤه إلى أ‘داء له فينثسم البيت ويكون هناك إختلاف بين الأقارب وانفصال بعضهم عن بعض. وإذا قبل بعض أفراد العائلة المسيح ورفضه البعض الآخر، فلا بد أن يقع أولاً الخصام، ثم البغض، ثم الانفصال. فأنبأهم المسيح أنهم لا بد من أن يتوقعوا خسارة محبة أصدقائهم لأجل اسمه. فيخسرون سلام العائلة ليربحوا سلام الله بالمسيح. وقال السيد "في العالم سيكون لكم ضيق" (يو16: 33) "تأتى ساعة يظن فيها كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله" (يو16: 2) "إن كان العالم يبغضكم، فاعلموا أنه قد أبغضني قبلكم" (يو15: 18-20).
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اي ان الامن الحقيقي هو افراز الناس عن الشيطان . فبقطع العضو الساقطة من الجسم يكون الامن الحقيقي . وقوله الابنة عن امها اي انه يفرق البيعة من مجمع اليهود لانها تدعى بيعة العريس السماوي والعروس الممجدة . فالكنيسة اكثر حداثة من مجمع اليهود قد خطب في جبل سينا والكنيسة في جبل الزيتون وفي الاردن . فشبه المجمع بالام والحماة والكنيسة بالبنت والعروس ففرق البنت التي آمنت عن الام لان الاولى آمنت وهذه جحدته وكفرت به وباعماله . 

تفسير (متى 10: 36) واعداء الانسان اهل بيته .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
هذا العدد كالعدد السابق
يُشير الرب هنا إلى ما ورد في نبوة مِيخا من جهة رداءة إسرائيل وقتئذ حيث يقول «لا تأتمنوا صاحبًا. ولا تثقوا بصديق. احفظ أبواب فمك عن المضطجعة في حضنك. لأن الابن يستهين بالأب. والبنت قائمة علي أمها. والكنة على حماتها. وأعداء الإنسان أهل بيته» (ميخا 5:7، 6) 
1) " أَعْدَاءُ ٱلإِنْسَان " أي الإنسان الذي
 يؤمن بالمسيح ويذكر فى المزامير ماذا يفعل الأعداء  فيقول (مز 41: 9) اعدائي يتقاولون علي بشر.متى يموت ويبيد اسمه. 6 وان دخل ليراني يتكلم بالكذب.قلبه يجمع لنفسه اثما.يخرج في الخارج يتكلم. 7 كل مبغضي يتناجون معا علي.علي تفكروا باذيتي. 8 يقولون امر رديء قد انسكب عليه.حيث اضطجع لا يعود يقوم. 9 ايضا رجل سلامتي الذي وثقت به اكل خبزي رفع علي عقبه  " ,ايضا يقول :(مز 55: 12 و 13) لانه ليس عدو يعيرني فاحتمل.ليس مبغضي تعظم علي فاختبئ منه 13 بل انت انسان عديلي الفي وصديقي 14 الذي معه كانت تحلو لنا العشرة.الى بيت الله كنا نذهب في الجمهور. " وتعبر النبوة عن عمق الجروح التى يصاب بها الإنسان من أحباؤة فتقول : "  "هي التي جرحت بها في بيت احبائي" (زكريا 13: 6). وعندما يكون العدو قريب يفكر فكر شيطانى خبيث أو لبسه الشيطان فهو خائنا مثل يهوذا (يو 13: 18)   «لست اقول عن جميعكم. انا اعلم الذين اخترتهم. لكن ليتم الكتاب: الذي ياكل معي الخبز رفع علي عقبه

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اراد باهل البيت بني اسرائيل الذين صاروا اعداء له فرفضوا تعاليمه وطردوا رسله الذين هم منهم . 

تفسير (متى 10: 37) من احب اباً واماً اكثر مني فلا يستحقني ، ومن احب ابناً او بنتاً اكثر مني فلا يستحقني ،

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس  

كثيراً ما يكون الإيمان بالمسيح سبب الاختلاف بين الأقارب، فيضطر الإنسان إلى أن يختار إما ترك أقاربه واتِّباع المسيح، وإما إتباع أقاربه وترك المسيح. وفي ذلك امتحان له يتبين به إن كان مؤمناً حقيقياً.
1) " مَنْ أَحَبَّ أَباً أَوْ أُمّاً "
الوصية الأولى فى الكتاب المقدس والأساس الوحيد للمسيحية هى محبة الرب الإله ( مرقس 12: 30) وتحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل فكرك، ومن كل قدرتك. هذه هي الوصية الأولى."  وقد بنيت المسيحية على محبة المسيح لقد خلق الرب الوالدين والأولاد وفيهم غريزة محبة بعضهم البعض  وذلك فرض واجب إن لم يخالف فرضاً أعظم منه. بل أن هذه المحبة تزيد بين أعضاء العائلة المسيحية ولكن فى العائلات الغير مسيحية من أصعب التجارب أن يترك الإنسان والديه أو أولاده لأجل المسيح، لأنه بذلك يقاوم العريزة الطبيعية فيه . ولكن إذا حدث مثل ذلك وجب على الإنسان أن لا يتوقف عند الاختيار. وهنا الإختبار الذى سيواجهه يجب أن يُحب المسيح أكثر من كل إنسان، وإلا فلا تحسب محبته شيئاً. أما سبب تفضيل المسيح فلأنه إله ومحبة الإله هى الوصية الأولى  وععموما كل الإنجيل يتكلم عن المحية خاصة المحية بين الرب والإنسان وبين الإنسان والرب وبين الإنسان المسيحى ومن حوله من أقارب وأغراب وغيرهم (لو 14: 23 و 24) اجاب يسوع وقال له:«ان احبني احد يحفظ كلامي، ويحبه ابي، واليه ناتي، وعنده نصنع منزلا. 24 الذي لا يحبني لا يحفظ كلامي. والكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للاب الذي ارسلني
2) " لاَ يَسْتَحِقُّنِي " أي لا يستحق أن أعترف به قدام الآب ولذلك لا أعترف به
بل أنه لا يستحق أن يطلق عليه إسم المسيح . والحق أنه لا أحد يستحق المسيح، لكنه هو يتنازل إلى أن يعترف بمن يعترف به قدام الناس ويتبعه. فاعتراف المسيح الكلمة الذى صار جسدا بالإنسان أفضل شرف وبركة له، والضيقات والتجارب والإضطهاد خير إثبات لمحبة الإنسان للمسيح هو التضحية بمحبة الأهل والأقارب الذين يعارضون هذه المحبة  . وإنكار المسيح أعظم عار وأشر خسارة.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

يوجد في الناس طبيعتان تفوقان ما سواهما من المحبة هما محبة الآباء للابناء ومحبة الابناء لآبائهم . فالذي يحب الله ويبغض الشيطان ينال جزاءه في العالم الآتي والذي يحب ذاته هو بعيد من محبة الله الذي اياه يجب ان نكرم اكثر من كل المخلوقات . 

تفسير (متى 10: 38) ومن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " ومن " اِسْمُ اسْتِفْهَامٍ عَنِ العَاقِلِ  وتعنى  أى إنسان  هذه الآية خاصة بأى إنسان من الشعب مثلها مثل الآية التى وردت فى (لو 9: 23) وقال للجميع: «ان اراد احد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني.(لو 14: 27) ومن لا يحمل صليبه وياتي ورائي فلا يقدر ان يكون لي تلميذا.

وهناك آيات  بحمل الصليب وردت فى الأناجيل قالها يسوع خاصة للتلاميذ  مثل (مت 16: 24 و 25)  حينئذ قال يسوع لتلاميذه: «ان اراد احد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني فان من اراد ان يخلص نفسه يهلكها ومن يهلك نفسه من اجلي يجدها. " و  (مر 8: 34 و 35) ودعا الجمع مع تلاميذه وقال لهم: «من اراد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني " و (لو 9: 23 و 24)
2) " يَأْخُذُ صَلِيبَهُ " الصَلْب وسيلة تعذيب وإعدام يُربَطُ أو يسمر فيها المحكوم عليه في صليب خشبيّويترك عليه حتى يموت وهو تحت حراسة وكان المحكوم عليه بالإعدام صلبا يحمل صليبه مجتازا الطرقات حتى موضع صلبه ومكان السلب يجرى دائما فى مداخل المدن حتى يراه الجميع فيصيبهو الرعب والخوف .
انتشر الصَّلب في إمبراطوريات السلوقيين والقرطاجيين والرومان في القرن السادس قبل الميلاد حتّى القرن الرّابع الميلادي. وألغاه قسطنطين الأول من قوانين الإمبراطورية الرومانية الغربية بعد عقوبة  للسيد المسيح  بالصلب ظلما

 ولما كان الرومان يجبرون المحكوم عليه بالصلب بأن يحمل صليبه إلى محل الصلب وحتى يشعر حامل الصليب ك بالخزي والعار والآلام. وتكلم المسيح هنا كأنه حُكم عليه بالموت صلباً، وأنه ذاهب إلى مكان العقاب، وكل واحد من تلاميذه يجب أن يحمل صليبه ويسير أنها صورة رائعة المسيح يحمل صليبه ويسير وورائة التلاميذ حاملين صلبانهم ومن ورائهم الشعب يدخلون أورشليم السمائية إذا حمل الصليب وآلامه هو سر الملكوت هو مفتاح الملكوت إذا كان للملكوت بابا  . ومعنى أخذ الصليب تعنى الإستعدا لتحمل  الآلام والعار والخجل ، ويعبر الوحى على لسان بولس الرسول عن هذه العبارة فيقول  (فى 3: 8- 10)  بل اني احسب كل شيء ايضا خسارة من اجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي، الذي من اجله خسرت كل الاشياء، وانا احسبها نفاية لكي اربح المسيح، 9 واوجد فيه، وليس لي بري الذي من الناموس، بل الذي بايمان المسيح، البر الذي من الله بالايمان. 10 لاعرفه، وقوة قيامته، وشركة الامه، متشبها بموته، 11 لعلي ابلغ الى قيامة الاموات. . وصار معنى حمل الصليب بعد موت المسيح مصلوباً مشاركة للمسيح في الإهانة والآلام.
3) " وَيَتْبَعُنِي " سبق المسيح تلاميذه في طريق الآلام، فاحتمال المصائب اقتفاءٌ لآثار المسيح في تلك الطريق.
4) "لاَ يَسْتَحِقُّنِي ا" أى لا يستحق أن يطلق عليه إسمى ويكون من شعبى ومن لا يحمل صليبه بالنسبة لقادة الدين من الكهنة والأساقفة والبابا فهو لا يستحق المسيح أى لا يستحق ان يكون تلميذا من تلاميذ يسوع

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اي ان من لا يميت نفسه عن محبة العالم ويتعرى عن كل مقتنياته وافراحه ولا يحيا لله وحده محتملاًًًًً كل عار واحتقار حباًًًًً به تعالى لا يستحق الجزاء الموعود به ابناؤه فان المراد بحمل الصليب هو احتمال الآلام والشتائم والمشقات والتجرد عن بهرجة هذا العالم واباطيله.

تفسير (متى 10: 39) من وجد حياته يضيعها . ومن أضاع حياته من اجلي يجدها .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 1) " وجد حياته يضيعها "  فى هذه ألآية وردت كلمة "حياته " وفى نفس المعنى وردت مثل هذه الآية ولكن بدل كلمة "حيته وردت كلمة "نفسه" فى إنجيل (يو 12: 25)  من يحب نفسه يهلكها، ومن يبغض نفسه في هذا العالم يحفظها الى حياة ابدية.  " هنا يتكلم يسوع عن حياة الإنسان أى فترة معيشته على الأرض أى حياة الجسد والإنسان ليس جسدا فقط بل : جسد ونفس وروح .. وتكلم يسوع هنا عن حياة الجسد والنفس لأن النفس لازمة لحياة الجسد النفس هى رغبات الإنسان وشعوره  وإنفعالاته  عندما حان الوقت ليكشف يوسف حقيقته لإخوته: "لم يستطع ان يضبط نفسه لدى جميع الواقفين عنده، فصرخ: أخرجوا كل إنسان عني... فأطلق صوته بالبكاء (تك 45: 1 و2 ). ويقول الرسول بولس عن غير المتزوجين: "إن لم يضبطوا أنفسهم فليتزوجوا، لأن التزوج أصلح من التحرق" (1 كو 7: 9) ويقول عن الرياضيين وما يدربون أنفسهم عليه من أجل الفوز: " كل من يجاهد يضبط نفسه في كل شئ" (1 كو 9: 25 ) أي يمتنع عن كل شهوات الجسد والطعام والشراب لكي يحتفظ بلياقته البدنية، ومن الشروط التي يجب توفرها في الأسقف: أن يكون " ضابطاً لنفسه في كل شيء" (تي 1: 8) .ويترجم الاسم من نفس الفعل اليوناني إلى "تعفف" (أع 24: 25، غل 5: 23، 2 بط 12: 6).وهنا يريد الرب ضبط الإنسان نفسه عندما يؤمن بالمسيح لنفس عندما يعرف فهذه الحياة لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا يضيع الحياة االتى تحب العالم  لأن العالم يمضى وشهوته يضيع حياة الفسق والفجور وتعظم المعيشة والتنعم لكى ينال اإنسان الحياة الأبدية فما أقصر حياتنا على الأ{ض بالمقارنة بالحياة الأبدية
وربما توهم البعض أن هذه الآية تعنى  الانتحار (أي قتل الإنسان نفسه) والحق أنها تعني أن حياتنا وما فيها إنما سراب ونستطيع أن نعيش مع المسيح منذ الآن ونحن فى حياتنا كبداية للحياة الأبدية  أنه نظام لترك ما هو عزيز ثمين يجرنا لحياة العالم  لربح ما هو أعز وأثمن منه في المستقبل. فيستحيل على الإنسان أن يبقى في الحياة الطبيعية بكل شهواتها وميولها كما هي ويحصل مع ذلك على حياة المحبة والقداسة في السماء. فلا بد أن يترك الواحدة منهما، لكى ينال الأخرى وهذا هو إختيارنا هل نفضل العالم أم المسيح لأنه لا يمكن أن يرث ملكوت السماء بالطبيعتين العتيقة والجديدة معاً. ولا يمكن أن نذهب للسماء ونحن أرضيين ومتمسكين بما يعطيه لنا العالم من إغراءات فيجب على الذي وُلد من فوق وابتدأ الحياة المقدسة مع الرب يسوع أن يموت للعالم والخطية. فجزاء خسارة الحياة الأرضية ربح جزيل في السماء.
2) " أَضَاع" معنى كلمة أضاع هو بدد الحياة وأهدرها ومعناها ىف الآية يكون أنه هناك بدل ومكافأة ومجازاه لمن لا تستهويه نفسه بمباهج العالم ولذاته وشهواته هذه المكافأة أنه سيجدها أوالمعنى فى المسيحية هو بذل النفس  في العدد ٣٧ وجوب تفضيل المسيح على أعز الأقارب. وفي العدد ٣٨ وجوب تفضيله على الراحة والصيت. وفي العدد ٣٩ وجوب تفضيله على الحياة نفسها.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

يريد ان من متّع نفسه بملاهي هذا الدهر فقد افقدها الحياة . ومن احتمل الشدائد والمشقات فاطماًًًًً نفسه عن لذات هذا العالم فقد استحق الحياة الابدية . 

تفسير (متى 10: 40) من يقبلكم يقبلني ومن يقبلني يقبل الذي ارسلني 

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " مَنْ يَقْبَلُكُمْ " معنى يقبل :أخذه راضيا وإلتزم به  أو وافق عليه  أى قبول الإيمان بالمسحية والمساهمة فى نشرها وفى المسيحية هناك تسلسل فى القبول ، الشعب يقبل تعليم الرسل عن المسيح  والتلاميذ  يقبلون المسيح والجميع يؤمن بالاب الذى أرسل المسيح (يو 13: 20) الحق الحق اقول لكم: الذي يقبل من ارسله يقبلني، والذي يقبلني يقبل الذي ارسلني»(يو 12: 44و 45) فنادى يسوع وقال:«الذي يؤمن بي، ليس يؤمن بي بل بالذي ارسلني. والذي يراني يرى الذي ارسلني "  وقصد يسوع القبول هو كل من  يرحب بتلاميذه ورسله وخدامه ويكرمهم ويحسن إليهم ويساعدهم فى نشر الإنجيل باعتبار أن التلاميذ رسله كأنه يفعل كل هذا للمسيح شخصيا ، والقبول هنا قبول الكلمة (لو 10: 16) الذي يسمع منكم يسمع مني والذي يرذلكم يرذلني والذي يرذلني يرذل الذي ارسلني».
2) " يَقْبَلُنِي " أي كما فعلتم بتلاميذى وسهلتم طرقهم لينشروا الإنجيل  تكون المجازاة  كأنه فعل كل ما ذُكر لي. وقبول الرسول كقبول رسالته، وقبول الرسالة كقبول الذي أرسلها، وأشار بولس الرسول بصورة عملية عما حدث له من ناحية قبول الناس الفائق له كقبول المسيح (غلا 4: 14)  وتجربتي التي في جسدي لم تزدروا بها ولا كرهتموها، بل كملاك من الله قبلتموني، كالمسيح يسوع. " مثلما يحدث الآن بين الدول  إكرام السفير إكرام لملكه، وإهانته إهانة لذلك الملك. وغاية هذا الكلام إعطاء الفرصة لمن يساهم فى خدة الكلمة بالمال أو الإحترام أو غيرة من وسائل المساعدة في تبشيرهم وكرازتهم بالإنجيل  كأنه هو يساعد المسيح ذاته  لأن هذا هو عمل المسيح والمسيحيين وبلا شك هناك من يرفض مساعدتهم فيخسر بالتالى النعمة التى يأخذها من هذه العمل . ( مت 19: 11)  فقال لهم: «ليس الجميع يقبلون هذا الكلام بل الذين اعطي لهم"

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اي اذا قبلوكم اثبتوا بذلك انهم يحبوني واذا رذلوكم برهنوا على انهم غير حافظين لوصاياي .

تفسير (متى 10: 41) من يقبل نبياً باسم نبي فأجر نبي يأخذ ، ومن يقبل باراً باسم بار فأجر بار يأخذ ،

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " مَنْ يَقْبَلُ نَبِيّاً " قبول يعنى إستضافتهم والإيمان بما يقولونه وإعالتهم فى السراء والضراء وحمايتهم كما ورد فى العهد القديم  حول إعالة أرملة أممية  فى صرْفَة صيْدا لإيليا النبى (1مل 17: 10 -  ألخ ): "وكان له كلام الرب قائلًا: قم اذهب إلى صرفة التي لصيدون، وأقم هناك، هوذا قد أمرت هناك امرأة أرملة أن تعولك" [8-9]. أُرسل إيليَّا النبي إلى هذه الأرملة الأمميَّة ليس فقط علامة اهتمام الله بنبيه، وإنَّما اهتمامه بالأمميَّة أن تستقبل إيليَّا في بيتها ويبارك فيما لديها. يقول السيِّد المسيح "وبالحق أقول لكم إن أرامل كثيرة كن في إسرائيل في أيَّام إيليَّا حين أُغلقت السماء مدَّة ثلاث سنين وستَّة أشهر لما كان جوع عظيم في الأرض كلها، ولم يُرسل إيليَّا إلى واحدة منها، إلاَّ إلى امرأة أرملة في صرْفَة صيْدا" (لو 4: 25-26). كان إيليَّا أول نبي يُرسل لخدمة الأمم. أبغضه شعبه فالتجأ إلى الأمم، كما شهد بذلك الرسل (أع 18: 6). .. وعندما قتلت إيزابل انبياء الرب كان عوبيديا يخشى الرب فخبأ خمسين منهم وأعالهم (1 مل 18: 4) وكان حينما قطعت ايزابل انبياء الرب ان عوبديا اخذ مئة نبي وخباهم خمسين رجلا في مغارة وعالهم بخبز وماء. "  كما إستضافت إمرأة شونمية إليشع فى بيتها (2 مل 4: 8 - ألخ) وفي ذات يوم عبر اليشع الى شونم.وكانت هناك امراة عظيمة فامسكته لياكل خبزا.وكان كلما عبر يميل الى هناك لياكل خبزا. قالت لرجلها قد علمت انه رجل الله مقدس الذي يمر علينا دائما. فلنعمل علية على الحائط صغيرة ونضع له هناك سريرا وخوانا وكرسيا ومنارة حتى اذا جاء الينا يميل اليها.؟  
 
وقبول الأولاد أى تبنيهم أو رعايتهم عندما لا يكون لهم أحد ليرعاهم فإذا فعلنا ذلك كمن نفعل هذا ليسوع ذاته (لو 9: 48) وقال لهم: «من قبل هذا الولد باسمي يقبلني ومن قبلني يقبل الذي ارسلني لان الاصغر فيكم جميعا هو يكون عظيما»

قبول النبي باسم نبي ليس مجرد إستضافة شخص، بل قبوله لأنه نبي له تعاليم نقبلها منه مع الإصغاء إلى نبوَّته وطاعتها، وإظهار كل الإكرام له باعتبار أنه رسول الرب . ومن فعل ذلك يشارك النبي في مكانته يوم الدينونة
2) "مَنْ يَقْبَلُ بَارّاً " المراد بالبار
 هو الإنسان الصادق الوقى وهنا المسيحي بالحق. وقبوله يُظهر الشركة معه في المحبة والصلاة  ، فيستحق أن يشاركه أخيراً في الجزاء. فالذي بأعماله حبَّه لعمل الخير يبرهن أنه أهلٌ للشركة في ملكوت البر وكل ما فيه من البركات. 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

ان من يقبل الانبياء لا طمعاًًًًً في اكتساب الشهرة والمجد الباطل بل بارادة صالحة ونية طاهرة فذلك ينال الجزاء لان كثيراًًًًً من الناس يعملون الخير طلبا للشهرة . وقوله ” من قبل صديقا الخ ” اي من قبل صديقاًًًًً او نبياًًًًً وان لم يكن هو كذلك بالحقيقة فلن يضيع اجره . 

تفسير (متى 10: 42)  ومن سقى احد هؤلاء الصغار كأس ماء بارد فقط باسم تلميذ ، فالحق اقول لكم انه لا يضيع اجره “.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " ومن سقى "  مجرد تقديم كوب من الماء البارد ليروى عطش إنسان هو خير عظيم (عب 6: 10)  لان الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التي اظهرتموها نحو اسمه، اذ قد خدمتم القديسين وتخدمونهم. "
2) " هٰؤُلاَءِ ٱلصِّغَارِ " أراد بهم تلاميذه الصيادين ، وسماهم صغاراً إشارة إلى تواضعهم في عيون أنفسهم وصغر حالهم وفقرهم  وقال لهم ( لو 12: 32) «لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سر ان يعطيكم الملكوت."، وإلى ضعفهم بالنسبة إلى قوة أالمجتمع . وكما كانوا صغاراً في عيون أنفسهم كانوا كذلك في عيون أهل العالم ونلاحظ أن السيد المسيح ولد فى مزود وفى أصغر قرية حيث ولد فى بيت لحم الصغيرة (مي 5: 2) اما انت يا بيت لحم افراتة وانت صغيرة ان تكوني بين الوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا على اسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ ايام الازل." ، الذين لا يحترمون إلا الكبار الأغنياء والشرفاء والعلماء والأقوياء. ويحتمل أن المسيح أراد بالصغار «الأقل معرفة واعتباراً» بين تلاميذه.
3) "كَأْسَ مَاءٍ بَارِد" الماء أرخص شئ يقدمه الإنسان لإنسان آخر مع أن  الماء عصب الحياة ، فيكنى به عن أصغر هبة يقدمها الإنسان لغيره. ورفض تقديمه لعطشان هو عمل غير إنسانى عدائى .
4) "بِٱسْمِ تِلْمِيذ أ" ي باعتبار أنه للمسيح مع أن هذا العمل مقدم لتلميذه . فالذي يصنع هذا المعروف الزهيد لأحدٍ ، هو إظهار محبته للمسيح ذاته، يكون كأنه صنع ذلك المعروف للمسيح نفسه ويُجازى عليه كذلك.(مت 25: 40) فيجيب الملك: الحق اقول لكم: بما انكم فعلتموه باحد اخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم. " والمجازاة بالمثل (مت 18: 5و 6) ومن قبل ولدا واحدا مثل هذا باسمي فقد قبلني. 6 ومن اعثر احد هؤلاء الصغار المؤمنين بي فخير له ان يعلق في عنقه حجر الرحى ويغرق في لجة البحر. (مر 9: 41)  ومن اعثر احد الصغار المؤمنين بي فخير له لو طوق عنقه بحجر رحى وطرح في البحر

5) " لاَ يُضِيعُ أَجْرَهُ " لا تتوقف قيمة الهدية على كبرها أو صغرها، بل على قصد المُهدي وحالته. فيجب على المسيحي مهما كان فقيراً وضعيفاً أن لا ييأس من أخذ الأجر (لوقا ٢١: ١ - ٤). وذلك الأجر ليس أجرة حقيقية بل هبة يمنحها الله إياه. أنظر ما كافأ به في الحال مَقدم جزيرة مليطة وأهلها البرابرة إزاء ما صنعوه مع بولس ورفقائه من معروف (أعمال الرسل 1:28-10). وانظر أيضًا ما سيفعله الرب في المستقبل مع الذين سيقبلون عبيده في زمان الضيقة العتيدة (إصحاح 31:25-40).

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اي اذا سقى بارادته الصالحة ياخذ اجراًًًًً .

 

This site was last updated 01/14/21