Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير / شرح الإنجيل كما رواة  متى الإصحاح الرابع(متى 4 : 1- 11)  

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس  http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مقدمة تفسير متى
تفسير (مت 1: 1- 17
تفسير  (مت 1: 18
تفسير (مت 1: 19 - 24)
تفسير (متى 2: 1- 12
تفسير (مت 2: 13 - 23
تفسير (مت  3: 1-6
تفسير (مت 3: 7-12
تفسير (مت 3: 13-17
تفسير (متى 4 : 1- 11
تفسير (متى 4: 12- 17)
تفسير (متى 4: 18- 25
تفسير (متى5: 1-  12
تفسير (مت 5: 13- 26
تفسير  (متى 5: 27- 48
تفسير متى 6: 1- 15
تفسير متى 6: 16- 34
تفسير متى الإصحاح7
تفسير متى الإصحاح 8
تفسير متى 9: 1- 17
تفسير متى 9: 18- 38
تفسير متى 10: 1- 23
تفسير متى 10: 24- 42
تفسير متى الإصحاح 11
تفسير متى 12: 1- 21
تفسير متى 12: 22- 50
تفسير متى 13: 1- 32
تفسير متى 13: 33- 58
تفسير متى الإصحاح14
تفسير متى 15: 1- 20
تفسير متى 15: 21- 39
تفسير متى الإصحاح16
تفسير متى الإصحاح17
تفسير متى الإصحاح18
تفسير متى الإصحاح19
تفسير متى الاصحاح20
تفسير متى 21: 1- 22
تفسير متى 21: 23- 46
تفسير متى 22: 1- 22
تفسير متى 22: 23- 46
تفسير متى 23: 1- 22
تفسير متى 23: 23- 39
تفسير متى 24: 1- 22
تفسير متى 24: 23- 51
تفسير متى الإصحاح25
تفسير متى 26: 1- 25
تفسير متى 26: 26- 46
تفسير متى 36: 47- 75
تفسير (مت 27: 1- 26)
تفسير (مت 27 : 27- 44)
فسير (مت 27 : 45- 66)
تفسير متى الفصل 28
جدول بالتآريخ والحكام  بإسرائيل ومصر
إقتباسات متّى من العهد القديم
Untitled 8095
Untitled 8102
Untitled 8410
Untitled 8411

أفيما يلى تتفسير / شرح الإنجيل كما رواة  متى الإصحاح الرابع (متى 4 : 1- 11)

تقسيم فقرات الإصحاح  الرابع من إنجيل متى (متى 4 : 1- 11)
1. ابليس يجرب يسوع (متى 4 : 1- 11)

تفسير انجيل متى - الاصحاح الرابع

ابليس يجرب يسوع (متى 4 : 1- 11)

 ورد حدث التجربة على الجبل في الأناجيل الإزائية الثلاث (مت 4: 1-11) (مر 1: 12-13) (لو 4: 1-13) ، ولكن لم ترد تفاصيله إلا في إنجيلي متى ولوقا . وبالإضطلاع على نصهما نجد أن كلا الإنجيليين كتبا الحدث والذي يشمل ثلاث تجارب ولكن بترتيب مختلف.

ترتيب القديس متى 1- تحويل الحجارة الى خبز (مت 4: 3-4) 2- الصعود لجناح الهيكل ليطرح نفسه تجريبا للرب الاله (مت 4: 5-7) 3- الصعود الى جبل عالي لرؤية ممالك الارض والوعد بالسلطان عليها مقابل السجود (مت 4: 8-10)

ترتيب القديس لوقا 1- تحويل الحجارة الى خبز (لو 4: 3-4) 2- الصعود الى جبل عالي لرؤية ممالك الارض والوعد بالسلطان عليها مقابل السجود (لو 4: 5-8) 3- الصعود لجناح الهيكل ليطرح نفسه تجريبا للرب الاله (لو 4: 9-12)

ترتيب لوقا الإنجيلي. لوقا الطبيب هو واحد من السبعين رسول الذين أرسلهم المسيح بنفسه، يتميز لوقا أنه يبحث في التفاصيل كما أنه ذكر كثير من الاحداث والأمثال وتفرد بها. لوقا اهتم بتوضيح من هو المسيح للأمم ، ولهذا مثلا عندما سرد سلسلة نسب المسيح (لو 3) فهو لم يبدأ بإبراهيم أبو الآباء (لانه لا يخص الأمم) وإنما بدأ بآدم أبو البشرية (بإعتباره مصدر مشترك لليهود والأمم على حدا سواء)  ما كتبه لوقا –مسوقا بالروح- في تجربة المسيح إنما يعيد لذهننا تجربة الانسان الأول (آدم  وإمرأته ) فالترتيب الذي ذكره لوقا بالروح إنما هو نفس ترتيب الأمور التي فيها وقع الانسان الأول والتي أدت لسقوطه

مع مزيد من الإضطلاع نجد أن كلا الإنجيليين لم يتناقضا ، فالقديس متى قصَّ التجربة بترتيبها الزمني ، أما لوقا فرتبها ترتيب مكاني لذا ذكر تجربة تحويل الحجارة الى خبز ثم تجربة الصعود لجبل عالي لان كلاهما تم في البرية ، ثم أخيرا قصَّ التجربة الثالثة وهي عند مكان الهيكل. نلاحظ أيضا أن متى البشير أستخدم اللفظ (τότε) والترجمة الدقيقة لها (ثم -Then) وهو ما يعني ترتيبه للقصة بترتيب زمني دقيق . أما القديس لوقا أستخدم اللفظ (καὶ) وتُترجم (و -And) وهي تُستخدم للربط ولا تشترط الترتيب. هذا الترتيب المختلف لم يرد هباءا كما قد يرى البعض وانما هو ترتيب مقصود ، فليس كلمة او حرف وُضِعت في الكتب الا ولها مقصد وغاية لإظهار أمر ما.

 ترتيب متى الإنجيلي. متى كما نعلم كتب إنجيله لليهود ، وبسهولة نستطيع أن نرى من خلال انجيله انه كان على اضطلاع كبير بالنبوات وأقوال الأنبياء وعن صورة المسيح المخفية في نصوص العهد القديم فهو أكثر الإنجيليين إقتباسا من العهد القديم. متى الإنجيلي أخبرنا بقصة التجربة بترتيبها الزمني وبعناية لإنه يُقابل تجربة أُخرى معلومة في التقليد اليهودي الشفوي وهي تجربة الشيطان لإبراهام واسحاق اثناء رحلتهما في جبل الموريا. بحسب التقليد اليهودي القديم ، ظهر الشيطان لإبراهام وإسحاق اثناء رحلتهما وجربهما ثلاث مرات ليمنع الأب (ابراهام) من تقديم إبنه (اسحاق) ذبيحة كما أمر الله ابراهيم.

الخلاصة: راعى القديس لوقا الترتيب المكاني للثلاث تجارب، فجاء ترتيب التجارب مشابه لترتيب ما حدث مع الانسان الاول ، وبهذا يشير الوحي الى أن المسيح هو آدم الثاني أو آدم المُنتصر ، لإنه بينما سقط آدم في الجنة ، فإن المسيح قام في البرية وأنتصر له ولنا.
راعى القديس متى الترتيب الزمني للثلاث تجارب، فجاء ترتيب التجارب مشابه لترتيب ما حدث في تجربة ابراهام وهذا يشير بالتالي الى أن المسيح هو اسحاق الثاني او اسحاق الحقيقي ، لإنه ان كان اسحاق انتصر في التجربة وقُدِم الى المذبح ، فإن المسيح انتصر في التجربة وقُدِم للمذبح ومات اخيرا على المذبح فداءا لكل من يقبل الخلاص.

 

تفسير (متى 4: 1)  : ثم أُصعد يسوع الى البرية من الروح ليُجرَّب من ابليس .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

(مر 1: 12) (لو 3: 1) (1مل 18: 12) (حز 2: 14 و 8: 3 و 11 : 1- 24 و 40: 2. و 43 : 5) (أع 8: 39)

1) ثم  ” أى بعد المعمودية (مر 1: 12) (لو 4: 1) هذا هو طريق يسوع بعد المعمودية طريق التجارب ولكن مع فرح  

2) أُصعد يسوع  ” هى طاعة من يسوع أن ينفذ ما يامر به الروح فلم يدخل فى تجربة من تلقاء نفسه ويجب علينا أن نعرض أنفسنا لتجارب بسبب رغباتنا ولكن ننقاد للروح القدس كما إقتيد المسيح للبرية وليس كما ذهب لوط إلى سدوم محل التجربة ..

3) الى البرية من الروح إلى البرية إلى القفر الخالى الناس ومسكن للوحوش (مر 1: 12) ومن المرجح انها البرية الواقعة فى الجنوب الغربى من أريحا

4) من الروح ليس روحه بل أصعد من الروح القدس الذى نزل وإستقر عليه (مت 3: 17) فهذا أنشأ التاثير عليه فى الذهاب إلى البرية هذه حالة من الإمتلاء بالروح القدس الذى كان يدفع باللأبياء للذهاب إلى مكان معين كما فى حالة يونان والكثير من الأنبياء وهذا الإمتلاء العجيب الذى عبر عنه يوحنا قائلا (رؤ 1: 10) "كنت في الروح في يوم الرب،" والذى خطف فيلبس (أع 8: 39) ولما صعدا من الماء، خطف روح الرب فيلبس، فلم يبصره الخصي ايضا، وذهب في طريقه فرحا .. وآخر الإختطاف هو الذى ذكره بولس : "إننا نقول لكم هذا بكلمة الرب: إننا نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب لا نسبق الراقدين. لأن الرب نفسه بهتاف وبصوت رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولاً. ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعاً معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء. وهكذا نكون كل حين مع الرب. لذلك عزوا بعضكم بعضاً بهذا الكلام"(1 تس4: 15 17).فالاختطاف Rapture هو أخذ المسيح للمؤمنين من الأرض قبل انسكاب غضب الله الذي سيسبق مجيء المسيح للملك ثم الدينونة الأبدية (1تس5: 9، 1كو15: 51 53). وهناك ثلاثة آراء مختلفة فيما يتعلق بوقت الاختطاف بين من يؤمنون بالملك الألفي على الأرض

5) ليُجرَّب من ابليس وبالمقارنة كانت تجربة آدم ألأول فى جنة عدن حيث المروج والراحة وطرد إلى العالم بسقوطة حيث التعب والشقاء وجرت التجربة التالية بواسطة الشيطان ذاته فى البرية والتى إنتهت برجوع البشرية إلى السماء

إبليس : أصل الاسم في اللغة اليونانية "ديابولس" ومعناه "المشتكي زورًا" أو "الثالب" . والكلمة "ديابوليس" في العهد الجديد باللغة اليونانية ترجمت في العربية في معظم الأماكن بكلمة "ابليس" وفي مواضع قليلة ترجمت بـ"الشيطان" أو "الثالب". وهو "روح شرير" أو "شيطان" و"عدو الخير". وقد استخدمت هذه الكلمات كمرادفات انظر مت 4: 1-11 وبحسب دراسة ما وردت في الكتاب المقدس عنه نجد أنه:

(1) أكثر الأرواح الساقطة شرًا (رؤيا 12: 9) كما جاء ذكره في التجربة فيما سبق. أما الخطية التي سقط فيها فهي الكبرياء كما يظهر ذلك من (1 تيمو 3: 6).
(2) وهو أكبر عدو لله (1 يو 3: 8) والإنسان (1 بط 5: 8) وهو الذي جرب المسيح،
(3) وهو الذي يغري الإنسان على ارتكاب الشر (يوحنا 13: 2).
(4) وهو الحية القديمة التي أوقعت حواء في التجربة (2كو 11: 3) ولذلك دعي "قتالًا للناس من البدء" "وكذابًا" "وأبا الكذاب".
(5) وهو الذي ينزع الزرع الجيد متى زرع (لوقا8: 12) أو يزرع في وسطه زوانًا (مت13: 39).
(6) وهو كأسد زائر يجول دائمًا ملتمسًا من يبتلعه هو (1 بط 5: 8).
(7) وهو الذي يضع فخاخًا ويطرح شباكًا بقصد إيقاع الضرر والأذى بأبناء الله (افسس 6: 11؛ 2تيمو2: 26) ويسببهم بخداعه (2 كو 11: 3) ولكن على الشخص المجرب ان لا يستسلم لتجربة إبليس بل عليه أن يقاومه فيهرب منه (افسس 4: 27 ويعقوب 4: 7).
(8) ولإبليس قوة على إعطاء الأرواح النجسة سلطة على البشر (أعمال 10: 38).
(9) وهو الذي يغري على اضطهاد الشهداء وسجنهم (رؤيا 2: 10).
(10) وسيطرح في النهاية في بحيرة متقدة بالنار والكبريت قد أعدت له ولجنوده (مت 25: 41 ويهوذا 6). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). وقد سمي المتأصلون في الشر والكذب والقتل أولاد إبليس (يوحنا 8: 44)؛ 1 يو 3: 8، 10). وقد دعا المسيح يهوذا مسلمه إبليس كما في الأصل اليوناني في (يوحنا 6: 70) وقد جاء المسيح إلى العالم ليهدم عمل إبليس (1 يوحنا 3: 8) وقد أشار يهوذا في عدد9 من رسالته إلى الخصام بين إبليس وميخائيل على جسد موسى. وقد ارتأى بعضهم أن في زكريا 3: 1، 2 إشارة إلى هذا الأمر.
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ان السيد المسيح بخروجه الى البرية على اثر عماده اراد ان يفهمنا انه بعد قبول أحدنا المعمودية او درجة الكهنوت يبدأ الشيطان بمحاربته ليوقعه في التجارب . كما اتفق ذلك لآدم بعد ان كوّن على صورة الله اذ قاتله الشيطان واسقطه . فكان سقوطه سبباً لسقوط اولاده من بعده . كما ان انتصار المسيح على الشيطان في محاربته له بعد المعمودية كان سبباً لانهاض ابنائه من ذلك السقوط وتبريرهم . وهكذا عندما امتدح الرب اعمال ايوب الصديق ابتدأ الشيطان يقاتله شأنه مع كل انسان منا ان كان حاصلاً على نعمة المعمودية او الموهبة التي نالها بغير دنس . ولكن الرب يمنحه قوة عظيمة ليتغلب على ابليس . وعندما يهيّج الشرير التجارب على الانسان عليه مقاتلته بالصوم والصلاة فلا يلبث الشيطان ان يقهر ويولي هارباً . والمسيح قد كفر عن ذنبين بحفظه الناموس لمدة ثلاثين سنة . فقد قتل الخطيئة ومحا الذنب العام . وفي صيامه مدة اربعين يوماً غلب ابليس ومحا الذنب الخاص . وقد كفر عن المذنبين بجسد آدم اي ان الجسد المقهور بالذنب هو يتبرر . وانما اراد المسيح ان يسلم ذاته ليجرب من الشيطان حتى يعطينا القوة لنغلبه نحن أيضاً ونقهره . فان اللعين قد قاتل آدم وقهره وجعلنا بذلك مقهورين جميعاً فجاء المسيح وقهره . والمسيح لم يقاتل الشيطان بما انه اله ولكن بما انه انسان . اذ لو حاربه الهياً لكان نسب الشرف انتصاره عليه الى لاهوته لا الى ناسوته . ولما اراد المسيح ان ينتصر لآدم اتخذ جسده وقهر الشيطان . ولم يقهره بلاهوته الغير المذنب . اذ لو قاتله بلاهوته لتذمر الشيطان قائلاً اني قاتلت انساناً فغلبته . فليس امراً عظيماً ان يغلبني العدو . لكنه من العدل ان يقاتلني انسان ويغلبني كما غلبته انا حتى يوفي الدين . فكان من الواجب اذاً ان يقاتله ناسوتياً ليتشبه بداود ابيه حين قاتل جلياد الجبار . فكما ان داود لم يقاتل بآلة حرب شاول وثيابه . بل بسلاح الرعاة . هكذا المسيح المولود من نسله لم يقاتل بما انه اله بل بما انه انسان . فبالعدل قهره المسيح لا بالحيلة . وكما ان ابليس اخفى ذاته في الحية وقاتل آدم وغلبه . هكذا الكلمة اخفى لاهوته في الجسد متّحداً معه وقاتل ابليس اللعين وقهره . ولما كان رئيس الشياطين يقاتل المسيح كانت أجناده واقفة بعيداً . وقد قاتله المسيح عرياناً كما قاتل هو آدم ولما رأى ان القتال صعباً جداً . فلم يشا ان يقاتله بواسطة آخرين . بل دخل وحده الى القتال ولم يقاتله قبل آلامه الا لكي يعلمنا انه متى قبل احد المعمودية او موهبة اخرى وثارت عليه التجارب فلا يخف كمن عرض له امر جديد . ورب معترض يقول لماذا لا يمنع الله التجارب عن الانسان الى ان تشتد قوته ؟ فالجواب لاجل الموهبة التي منحها حتى يستحق ان ينال بها اكليل الانتصار في ابان الحرب . ثم لكيلا يتكبر الانسان بما ناله من المواهب الشريفة . واختلفت آراء علماء الكنيسة فيما اذا كان المسيح قد صنع المعجزات  قبل صيامه . فذهب القديس فيلكسينوس وآخرون غيره الى انه قد صنع ذلك وانكر بعضهم من مثل القديس افرام والذهبي فمه ومار اسحق في الميمر الرابع عشر حصول المعجزات قبل ان يطرح يوحنا في السجن . اذ جاء الى الجليل وانتخب التلاميذ وابتدأ بعمل العجائب كتحويله الماء الى خمر . اما التلامذه فلم يعرفوا خبر تجربته من الشيطان الا بإلهام من الروح القدس لانهم لم يكونوا معه وقتئذ . وفي امره لنا بالصلاة لئلا ندخل في التجارب يعلمنا الا نلقي ذواتنا في التجارب بارادتنا لكن اذا عرضت لنا اتفاقاً فلنتحملها بالصبر لننال الاكليل اقتداءً بالسيد المسيح اذ لم يمض  ليجرب بارادته بل أخذ من الروح كقول لوقا : ” اما يسوع فرجع من الاردن ممتلئاً من الروح القدس وكان يقتاد بالروح في البرية ” ( لو 4 : 1 ) . وقد سمح يسوع ان يجرب من الثلاب ليعتق آدم من اسر الخطيئة ويعيد اليه النعمة التي سلبت منه . قال القديس ساويرس ان قوله الى البرية يشير الى معنى آخر سرّي وهو انه اخذ اليه مباشرة امر عظيم وتدبير الهي . ثم ان المسيح اخذ من الروح  بعدما حل عليه في العماد . وذلك لانه قد صار انساناً . سيما وانه كان مزمعاً ان يعلم لا ندخلنا في التجارب . ثم ان الكتاب يذكر انه أخذ من الروح  ليجرب ولم يذكر انه مضى لكي لايظن الناس ان الروح احطّ شأناً من الابن . وقد ذهب بعضهم الى ان المراد من قول الكتاب اخذ هو انه لم يؤخذ ماشياً الى البرية لكنه انتقل بغتةً من الروح القدس شريكه بالطبع كما خطف الروح فيلبس . وعلى هذا الوجه ذهب الى الجليل والاردن وانه لم يؤخذ الى البرية بعد عماده حالاً كما نص على ذلك القديس متى ولكن بعد ايام كثيرة حتى يتهيأ الشيطان لقتاله . لانه في القفر يضاعف همته في محاربة من يريد ان يحاربهم كما اتفق ذلك لحواء حين كانت وحدها . وهكذا فانه يقاتل المتوحدين اكثر من الساكنين بالاديرة العامة . ثم ان المسيح خرج للبرية ليري قدرته للشيطان ليعرفوه . ولذا فانه عندما قدم للمسيح الرجل الذي كان فيه روح شيطان نجس صرخ احدهم قائلاً : ” آه مالنا ولك يا يسوع الناصي أاتيت لتهلكنا قد عرفتك من انت ” ( لو 4 : 33 ) . يريد انه لم يعرفه بصفة كونه الهاً لان هذه المعرفة منوطة بالآب والروح فقط فكأنه يريد ان يقول قد عرفت مقدار قوتك حين حاربتك في البرية فغلبتني . ولم يكتف ابليس بمحاربة المسيح في القفر بل اقامه على جناح الهيكل وأخذ يجربه ليوقعه . فانتهى الامر بغلبة المسيح عليه ثانيةً وعاد ابليس خازياً مدحوراً فصار القتال الاول في القفر ليكون نموذجاً للرهبان المتوحدين ان يخرجوا للقفر صابرين بالصيام ليغلبوا اللعين . وفي المد ينة وعلى جناح الهيكل ليكون مرآة للساكنين في المدينة مع الاخوة اذ لو كان يقهره في القفر فقط لتكبر ابليس على الساكنين في المدن . ولو كان يغلبه في المدينة فقط لتكبر على الذين في القفر ولكنه غلبه في الموضعين ليجعله مداسا للفريقين . ثم ان المسيح سكن اربعين يوماً في القفر مع الحيوانات وحده عوضاً عن آدم الذي لم يستطع ان يقيم يوماً واحداً في الفردوس .

( ليجرب من ابليس ) وقد يراد بالتجارب كل اضطراب وتشويش يطرأ على عقل البعض بتحريك ابليس لتضعف ثقتهم بالله . واسباب هذه التجارب ثلاثة : نهم البطن ومجد الباطل ومحبة الفضة . فبهذه قد غلبنا وبها جرب المسيح وغلب ابليس . وانما ازداد ابليس رغبةً في تجربة المسيح لما سمعه من كلام اليصابات للبتول اذ قالت لها مباركة انت في النساء ومن كلام الملائكة والرعاة ومن شهادة سمعان وحنا في الهيكل ومن صوت الآب والروح . فلما سمع ابليس كل هذه انفعل وتقدم ليجربه حتى يتحقق اذا كان هو الهاً ام انساناً . وقد لقب الشيطان ثلاباً لانه ثلب الله امام بيت آدم قائلاً حسداً قد حسدكم الله . وسمي شيطانا لانه يميل بالناس عن طريق الواجب . وسمي الساقط لانه سقط عن مرتبته . وسمي مجرباً لانه يزرع الافكار النجسة في قلوب الذين يقاتلهم ويجربهم . كما اراد ان يفعل مع المسيح حين جربه اذ قال له : ” ان كنت ابن الله فقل لهذا الحجر ان يصير خبزاً ” ( لو4 ك 3 ) فان سمعك فانت ابنه . والا فقد ضحك عليك بقوله عنك هذا هو ابني الحبيب . ثم اتبع كلامه قائلاً : ” ان كنت ابن الله فاطرح نفسك من هنا الى اسفل ” ( لو 4 : 9 )  .

تفسير (متى 4: 2) : فبعدما صام اربعين نهاراً واربعين ليلة ، جاع اخيراً .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) فبعدما صام اربعين نهاراً واربعين ليلة (لو 4: 2) كان تقليد اليهود أن يصومون نصف النهار ويأكلون النصف الآخر  لم يتبع يسوع طريقة صيامهم بل صام أربعين يوما كلها ويقول البعض هذا الصوم كان فوق الطبيعة البشرية ولكن نجد أناسا كثيرين قد صاموا مثل هذه المدة وأحيانا أطول منها. إنَّ الذين يبيتون الباعوثة ، أى لا يذوقون الطعام ثلاثة أيام متواصلة ، يقولون بأنه كان بإمكانهم أن يستمروا على الصيام. لقد ذكرَ التاريخ أنَّ بشرا صاموا أربعين يوما بلياليها. منهم موسى كما ذكر الكتاب ” وأقام هناك عند الرب 40 يوما و40 ليلة ، لا يأكلُ خبزًا ولا يشربُ ماءًا. وكتبَ على اللوحين كلامَ العهد وهي الوصايا العشر”(خر34: 28). وكذلك صام ايليا ،” قامَ وأكل وشرب ، وسارَ بفعل تلك الأكلة 40 يوما و40 ليلة الى جبل الله حوريب ” (1مل19: 8). ويذكر كتاب صلاةِ الطقس الكلداني بأن صيامًا خاصّا كان يؤديه بعضُ المؤمنين، ربما الرهبان ، لمدة سبعةِ أسابيع ، يبدأ مع بداية سابوع ايليا (حوذرا 3- ص297) وينتهي يوم تذكار ايليا النبي الواقع في الجمعة السابعة من ذلك السابوع (ص 340)،أى 46 يومًا، ويقول :” في هذا اليوم يحُّلُ الصائمون صومَهم”. !
كيف صام موسى أو ايليا ؟. لقد انشغلا مع الله. أنشغل موسى في الحديث مع الله وكتابة الوصايا وهي العهد بين الله والإنسان.  كما صرَّحَ المسيح مرة للرسل ” «طعامى أن أعملَ بمشيئة الذي أرسلني وأن أُتمَ عمَله “(يو4: 34).أما ايليا فأيضا حاربَ من أجل الله وقضى على عبادة الأصنام وحُكم عليه لذلك بالموت ،فآنهزمَ قاصدا أن يلتقي الرب ” من أجلك وقفتُ … لأنَّ بني اسرائيل نبذوا عهدكَ… وقتلوا أنبياءَك بالسيف وبقيتُ أنا وحدي معك…” (1مل 19: 9-14). وقد صامَ يسوع أيضا إستعدادا لمهمةٍ الهية. يقولُ متى :” سارَ الروحُ بيسوعَ الى البرية ليُجَّربَه إبليس ، فصامَ أربعين يوما واربعين ليلة حتى جاع “(متى4: 1-2). كان خروجُ يسوع الى البرية بإيعاز من الروح ، كما كان

وقد وضعت الكنيسة هذا الصيام الأربعينى مرة واحدة كل 33 سنة حيث كانوا يحتلون بعده بعيد القيامة ب.. إلا أن الكنيسة رأت أن كثيريين يموتون ولا يرون إحتفال الكنيسة بعيد القيامة فقررته كل سنة وأصبح الصوم الأربعينى كل سنة  (أ) صام الرب يسوع أربعين يوما وأربعين ليلة (أنجيل متى 2:4) صام عنا وقدم لنا مثالا لتتبع اثر خطواته.(ب) صام الرسل قبل القداسات (سفر أعمال الرسل 2:13). (ج) صاموا أيضا عند اختيار الخدام ورسامتهم (أع3:13،27:14). ( د) الصوم في وقت الخطر خلال رحلة بولس الرسول لروما (أع 21:27).وقد حدد الرب أنواعا معينة من الطعام تؤكل في الأصوام كما يلي: (أ) أمر الرب حزقيال النبي بالصوم ثم الإفطار على القمح " البليلة" والشعير والفول والعدس والدجن "الذرة الرفيعة" والكرسنة "الكمون" (حز9:4). (ب) صام دانيال عن أكل اللحوم و شرب الخمر (دا12:1) كما صام مع أصحابه الثلاثة وافطروا آخر النهار على القطانى "البقوليات" (دا8:1-16). (ج) صام داود النبي بالزيت وقال: "ركبتاي ارتعشتا من الصوم ولحمى هزل عن سمن" (المزمور 24:109). إن الصوم في كنيستنا ليس هو مجرد طعام نباتي؛ إنما هو انقطاع عن الطعام فترة معينه يعقبها أكل نباتي من اجل لذة محبة الله وحفظ وصاياه بحب وفرح دون ضغط أو إكراه.

2) جاع اخيراً أى بعد نهاية الأربعين يوما ونستنتج أن يسوع لم يجوع أثناء الأربعين يوما

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

بالصيام ابتدأ في قتاله لا بالصلاة او بغيرها اذ هو غير محتاج الى الصيام . ولكن لما كان آدم قد سقط بسبب أكله الثمرة شاء ربنا ان ينتصر على ابليس بالصيام . وقد علمنا له المجد ان نستعمل الصيام بعد العماد لان الخطيئة تأتي عن الاكل . فرسم الصوم بعد المعمودية كالطبيب الجسداني الذي يأمر بامتناع المأكل لانه سبب المرض . ثم يذوق الدواء الذي يصفه لنا لا لأنه محتاج اليه ولكن تنازلاً منه ليشوقنا الى أكله . هكذا ربنا قد صام ليشهينا على الصيام ويشفينا من داء الشره ويفهمنا فوائد الصوم . فان الصوم قد نور وجه موسى النبي واصعد ايليا الى السماء وكشف لدانيال معرفة الاسرار . والصوم هو الامتناع عن الشر والافكار السمجة . وسيدنا صام في كانون الثاني . وموسى في حزيران ودانيال في نيسان . اما ايليا فغير معلوم زمان صومه . وانما صام المسيح اربعين يوماً لئلا يكون دون موسى وايليا في الصوم . وكما ان الانسان لا يتكون تماماً الا بعد اربعين يوماً من الحبل به . هكذا ان ربنا لما شاء ان يولد الانسان القديم ويخلقه خلقة جديدة استعمل هذا العدد في ايام صومه . ثم انه لما اخطأ الانسان المجبول من اربعة عناصر واراد الخالق تطهيره فَطَمَ الجسد عن المأكل ليخرج الخطيئة التي قد ادخلها التنين الاول بواسطة المأكل . وصام اربعين يوماً لينقي ويطهّر الاربعة العناصر مكفّراً عن كل عنصر بعشرة ايام . وكما ان الارض خربت بالطوفان في مدة اربعين يوماً فقد صام اربعين يوماً لئلا تخرب ثانيةً ثم وان المستوجب للضرب كان يعتق بحسب الشريعة اذا ضرب اربعين ضربة والذي لم يكونوا يريدون عنقه فكان يضرب اربعين الا واحدة . كقول بولس . ضربت خمس مرات اربعين الا واحدة . وكذا قيل عن سنين موسى فقد حسبت وصام اربعين بمصر واربعين بمديان واربعين في البرية . والتي تلد ولداً ذكراً فبعد اربعين يوماً تطهر والتي تلد انثى فبعد اربعين اربعين يوماً . وبعد اربعين يوماً كذلك رجع الجواسيس من ارض الميعاد . ومدة اربعين يوماً هدّد جلياد عسكر اسرائيل وفي آخر الاربعين سقط بضربة داود الذي كان رمزاً عن المسيح وجلياد رمزاً عن الشيطان الذي سقط امام ابن داود . وايليا صام اربعين يوماً وحزقيال اضطجع اربعين يوماً على جنبه وقد كرم آباؤنا الاولون هذا العدد لانهم سبقوا فعلموا بالنبوة مجيئ المسيح ليطهر ويشفي جنسنا . ثم انه لما اراد ان يطهر جنسنا المذنب . بواسطة الخمس حواس صام اربعين يوماً اي عن كل حاسة ثمانة ايام . وفي انتهاء الاربعين يوماً دنا الشيطان وقاتله الثلاث قتالات وبعد رجوعه بثلاثة او اربعة ايام حول الماء الى خمر واختار التلاميذ .

( وجاع أخيراً ) ثم جاع ليبين ان له جسداً مثل جسدنا قابلاً للجوع ويجعل ذلك وسيلة للشيطان ليجربه . اذ لو يجده لما تقدم اليه . ثم انه بعد ان صام اربعين يوماً جاع اي ان الجوع اشتد فيه رويداً رويداً حسب الطبيعة كما قد جرى لموسى وايليا . غير ان جوع يسوع لم يكن اضطرارياً بل اختيارياً خلافاً لجوعهما او جوعنا . اما ان المسيح لم يتنور بصومه كموسى . فذلك لكي لا يراه الشيطان ويخاف من محاربته . ولان التنور كان محفوظاً لزمان تجليه على الجبل . ومما يدل على ان جوع المسيح لم يكن اضطرارياً انه لم يسمح لنفسه ان يغرق في البحر بل مشي بخفة . وان جسده لم يحتمل آلام الطبيعة طوعاً واختياراً الا بسلطان لاهوته المتحد بالجسد اقنوماً وليس كجسدنا . ثم انه قد جاع لا بما انه اله لانه هو المقيت ومشبع الجياع . ولكن بما انه قد صار انساناً . اما الشيطان فقد تحقق جوع المسيح لانه رآه ينظر الى العشب كأنه يشتهي الاكل منه . وقد غارت عيناه وانحلت قواه وثقلت مشيته ونحل جسمه .

تفسير (متى 4: 3) :  فتقدم اليه المجرب وقال له : “ ان كنت ابن الله فقل ان تصير هذه الحجارة خبزاً  “.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1)  فتقدم اليه المجرب لا يوجد تناقض بين قول متى هنا وقول (مرقص 1: 13) وقول )لوقا 4: 2) أنه "تجرب أربعين يوما " فقد قال متى سبب إنعزال السيد المسيح "ليجرب من إبليس" (مت4: 1) بينما إعتبر كل من مرقس ولوقا أنه جرب فى الأربعين يوما وقد تكون التجارب التى جرب بها تجارب داخلية "وسوسة" لم يظهر فيها إبليس وإنما ظهر إبليس له فى التجارب الثلاثة الأخيرة فقط والذى سمى مجربا لأنه جرب المسيح لقد تجاسر الشيطان ليظهر لإبن الإله لقد دخل الشيطان العالم مجربا (تك 3) ونجد الإنجيليين الثلاثة الذين أوردوا قصة تجربة المسيح، أنهم يأتوا بها بعد معموديته وحلول الروح القدس عليه. إذ أن حلول الروح القدس على المسيح يعني مسحه أي تكريسه لعمل الفداء وهذا يعني حتماً الدخول في صراع مع الشيطان ..التجربة على الجبل في الأناجيل الإزائية الثلاث (مت 4: 1-11) (مر 1: 12-13) (لو 1: 1-13) ، ولكن لم ترد تفاصيله إلا في إنجيلي متى ولوقا . وبالإضطلاع على نصهما نجد أن كلا الإنجيليين كتبا الحدث والذي يشمل ثلاث تجارب بترتيب مختلف.ت

رتيب متى الإنجيلي.: متى كما نعلم كتب إنجيله لليهود ، وبسهولة نستطيع أن نرى من خلال انجيله انه كان على اضطلاع كبير بالنبوات وأقوال الأنبياء وعن صورة المسيح المخفية في نصوص العهد القديم فهو أكثر الإنجيليين إقتباسا من العهد القديم. متى الإنجيلي أخبرنا بقصة التجربة بترتيبها الزمني وبعناية لإنه يُقابل تجربة أُخرى معلومة في التقليد اليهودي الشفوي وهي تجربة الشيطان لإبراهيم واسحاق اثناء رحلتهما في جبل الموريا. بحسب التقليد اليهودي القديم ، ظهر الشيطان لإبراهيم وإسحاق اثناء رحلتهما وجربهما ثلاث مرات ليمنع الأب (ابراهيم) من تقديم إبنه (اسحاق) ذبيحة كما أمر الله ابراهيم.
القديس متى
1- تحويل الحجارة الى خبز (مت 4: 3-4)
2- الصعود لجناح الهيكل ليطرح نفسه تجريبا للرب الاله (مت 4: 5-7)
3- الصعود الى جبل عالي لرؤية ممالك الارض والوعد بالسلطان عليها مقابل السجود (مت 4: 8-10)
القديس لوقا
1- تحويل الحجارة الى خبز (لو 4: 3-4)
2- الصعود الى جبل عالي لرؤية ممالك الارض والوعد بالسلطان عليها مقابل السجود (لو 4: 5-8)
3- الصعود لجناح الهيكل ليطرح نفسه تجريبا للرب الاله (لو 4: 9-12)
ونجد أن كلا الإنجيليين لم يتناقضا ، فالقديس متى قصَّ التجربة بترتيبها الزمني ، أما لوقا فرتبها ترتيب مكاني لذا ذكر تجربة تحويل الحجارة الى خبز ثم تجربة الصعود لجبل عالي لان كلاهما تم في البرية ، ثم أخيرا قصَّ التجربة الثالثة وهي عند مكان الهيكل.
هذا الترتيب المختلف لم يرد هباءا كما قد يرى البعض وانما هو ترتيب مقصود ، فليس كلمة او حرف وُضِعت في الكتب الا ولها مقصد وغاية لإظهار أمر ما.
2) وقال له  ” لم يكن صوتا مسموعا من متكلم غير منظور ولكن صوت شخص فقوله تقدم إليه المجرب تعنى أن ظهر إبليس فى هيئه وشكل حقيقى لأنه دعى بالمجرب وإبليس وليس فى صورة خادعة بشكل ملاك نور (1كور 11: 14) "ولا عجب.لان الشيطان نفسه يغير شكله الى شبه ملاك نور." كما أن متى لم يذكر متى أن الشيطان إتخذ جسدا فى شكل إنسان أو حيوان

3) ان كنت ابن الله  ”  كلام الشيطان هنا مرتبط بالصوت الذى أتى من السماء وقت المعمودية "هذا هو إبنى الحبيب به سررت" (مت 2: 17) وقوله "كنت" فيه تشكيك وعدم تصديق من ناحية أخرى وتحفيز من ناحية ثالثة بما يغنى أنك ملزم أن تعطينى برهان إذا كنت حقا إبن الإله ؟ وهل يمكن أن يتعرض إبن الإله لجوع بدون معونة من أبيه؟ جوعك برهان على أنك ضعيف ولست إبنا للإله .. وإذا كان لك سلطانا على الطبيعة فلماذا لا تستعملة لتخلص نفسك من الجوع وتنقذ نفسك من الموت جوعا بعد صيام طويل؟ فإبن الإله قادر ا، يفعل أى شئ .. وهذا وقت برهانك على أنك أنت حقا إبن الإله

4) فقل ان تصير هذه الحجارة خبزاً"هذه الحجارة " هذه إسم إشارة أى أن الشيطان أشار إلى بعض الحجارة قريبة منهما لكى تصير خبزا أى تتحول خبزا فلم يحثه المجرب على أن يصنع طعاما لذاته فغنه يريد أن يرى قوته العجائبية فيحول الحجر إلى خبزا  فقط وبعدها سيندفع المسيح بلا شك إلى أكل هذا الخبز ليصون حياته من خطر الموت جوعا .. فالخطية التى أراد الشيطان أن يقع فيها المسيح هى عدم الإتكال على الرب وعدم الثقة برعاية الرب .. ويتبادر سؤال للذهن هل قصد الشيطان أن يفرق بين الكلمة الحالة فى جسد يسوع ويبين جسده كإنسان ؟ فالكلمة كلاعةت لا يحتاج إلى طعام وجسد المسيح كإنسان يختاج إلى طعام فهل قصد الشيطان بطلبه أن يحول الحجر إلى خبز أن يتمرد المسيح كإنسان بسبب جوعه على لاهوت الكلمة ؟

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

 ان المجرب لم يدن الى المسيح وهو صائم ولكن بعد ان جاع لكي نتعلم ان الصوم هو السلاح الذي يمكننا ان نحارب به ابليس . وقبل زمن الصوم حاول ابليس مدة ثلاثين سنة ان يوقع المسيح في الخطيئة ولم يستطع الى ذلك سبيلاً وبالريادة في مدة الاربعين يوم اثار حروباً خفية بالاحلام والافكار فما وجد فيه مكاناً . واذ لم يقدر ان يغلبه روحياً ترآءى له بالجسد ليقاتله . وقال الذهبي فمه ان الذي زاد في حنق ابليس هو سمعه الملاك يقول عن المسيح بان ليس لملكه انقضاء ( لو 1 : 33 ) . واليصابات تننبأ عنه ويوحنا يرتكض في بطن امه والملائكة يبشرون بمجيئه . فاضرم نار الحسد في قلب هيرودس الملك فأمر هذا بقتل الاطفال بقصد ان يقتل المسيح . ولما لم يتم للشيطان ما اراده ترآءى له بصورة انسان ليجربه . فالقديس يعقوب السروجي يقول ان الشيطان لم يترآء له كالعدو لكن كالمهتم والمشير وكالملاك المعين للكاملين ارسل ليتمم احتياجه . اما القديس افرام فيقول ان الشيطان ترآءى للمسيح في الهيكل والبرية بشبه انسان وفي الجبل بكمال العظمة والمجد وتكلم بالعظائم كأنه اله . وقال آخرون انه ترآءى له في البرية كشبه متسول ليحمله على ان يصنع من الحجارة خبزاً لهما كليهما وعلى جناح الهيكل بشبه رئيس كهنة وفي الجبل كملك مقتدر .

هذه هي التجارب الثلاث . ويتساءل البعض عما اذا كان ابليس يظن المسيح الهاً ام

انساناً . فتاودوروس النسطوري وآخرون غيره يقولون انه ظنه انساناً بسيطاً فجربه ليغلبه بالمأكل كما غلب آدم . ولكونه غير قادر على ان يسقط الناس في الخطيئة قسراً فلذا يعرض تجاربه بحركات طبيعية كما عمل بآدم فانه لما جاءت الساعة السادسة وعرف انه قد جاع تقدم اليه ليجربه . وعليه فلما نظر في المسيح علامة الجوع أخذ يجربه وهو يظن انه انسان . حتى ان المسيح لما اجاب بقوله لا تجرب الرب الهك لم يظهر كونه الهاً على ما رواه القديس يوحنا لانه لو عرف ابليس انه اله لما اقدم على تجربته ثالثة . اما القديس فيلكسينوس فقال ان ابليس عرف ان المسيح اله منذ نزوله الى العالم ومع ذلك فقد جربه . لانه منذ البدء يحارب الله . فمن ذلك تجربته لآدم . فينتج انه مع معرفته به الهاً جربه . وذلك واضح من قول ابليس له : ” آه ما لنا ولك يا يسوع الناصري … انا اعرفك من انت . قدوس الله ” ( مر 1 : 24 ) وكما يعرض للعين عارض فتعمى ولا تستطع ان تميز الالوان . هكذا فان الشر يعمي العقل لان نتيجة العمى البشري هو الشر . فاذاً عدم المعرفة قد عرضت للشياطين وجعلتهم ان يقاتلوا الله منذ البدء . وقد قال الآباء القديسون ان السبب الذي سقط به ابليس من السماء كان الكبرياء . فكما انه منذ البدء قاتل الله مع معرفته به ظناً منه انه ضعيف هكذا جرب المسيح مؤخراً مع معرفته انه ابن الله . اما القديسون يوحنا وساويرس ويعقوب السروجي فيقولون ان ابليس لم يجرب المسيح الا لارتيابه بصحة كونه الهاً . فمن جهة كان يعتقد انه اله بشهادة يوحنا والآب فيه عند العماد . وكان يظنه انساناً لان له جسداً وحواس مثلنا تشعر بالجوع والعطش وغير ذلك . فلكي يتاكد منه انه قال له حين جربه ” ان كنت ابن الله ” ولم يقل ان كنت جائعاً لئلا يحط من كرامته . وقد ظن ابليس انه باستعماله التعظيم والمدح في مخاطبته للمسيح يسهل عليه اسقاطه في حبائل تجاربه وقد اراد بكلامه هذا في الوقت نفسه ان يفهمه ان تعريف الآب له بصوته انه ابنه ربما غره كما غر اسرائيل اذ دعاه ابنه البكر مع انه قاسى بعد ذلك من الشدائد ما لم يقاسيه العبد ثم ان ابليس استتلى كلامه قائلاً هوذا الزمان الذي يجب ان تظهر فيه بنوتك . فانت في البرية ومعذب بالجوع والعطش فاظهر قوتك فتحيا وانا اؤمن اذ ذاك انك الابن بالطبيعة لا بالنعمة .

تفسير (متى 4: 4) : فاجاب وقال : “ مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الانسان ، بل بكل كلمة تخرج من فم الله “.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) مكتوبكلمة مكتوب تكررت كثيرا عند افستشهاد وإثتباس آية لإثبات وبرهان ودليل على حدث أو شئ أو قول ما .. وهنا يستشهد يسوع بكلمة بآية فيقول .. مكتوب .. أى أنه مكتوب فى التوراة .. وأيضا ما زال مكتوبا (تث 8: 3) "فاذلك واجاعك واطعمك المن الذي لم تكن تعرفه ولا عرفه ابائك لكي يعلمك انه ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل ما يخرج من فم الرب يحيا الانسان." وبهذا شهد يسوع بصدق كتب موسى بذكرة آية وردت فى التوراة .. وهنا يعلمنا أن نستعين بآيات من الكتاب المقدس  فى مثل هذه التجارب حتى نتغلب عليها .. بأن نضع الحق ضد الضلال ,, وكلمة الرب أمام كلمات المجرب .. لقد غلب الرب يسوع أمام هجوم المجرب الثلاثى بتلك الأسلحة التى إتخذها من أدوات الحرب الروحية .. ولهذا قال بولس إلبسوا سلاح الله الكامل .. ويجب ان نعرف أقوال الكتاب المقدس لنقدر أن نقاوم إبليس ونغلبه بواسطة تلك الآيات .. هذا هو رئيس العالم المجرب ينهزم طوال خياة يسوع وبعده ألم يقل (إنجيل يوحنا 16: 33) قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام. في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا: أنا قد غلبت العالم»

تجربة المسيح الثانية
تقديم ليسوع كل ممالك الارض إذا سجد للشيطان. وهذا الفهم الخاطئ للشيطان هو كان فهم ايضاً خاطئ لدور المسيا السياسي الذي رفضه يسوع فمملكة يسوع ليست من هذا العالم يوحنا 18: 36.
وايضاً مفهوم السجود للشيطان هو تجربة كانت لبني اسرائيل حينما تركوا الرب وذهبوا لعبادة العجل الذهبي في خروج 32: 4 ولاويين 17: 7. وقد رفض الرب يسوع كل هذا وانتصر ايضاً في هذه التجربة. هذه التجربة تشير إلى معنى خلاصي لاهوتي هام
يسوع هو آدم الجديد ٍ انتصر بطبيعتنا بدلاً من ادم الاول الذي سقط في التجربة. وبدلاً من اسرائيل في البرية. المسيح كشف لنا انه بطاعة الارادة الالهية بشكل كامل هي الغلبة على التجارب والشر. هذا المفتاح هو التغلب على الشيطان. يسوع استعاد ما نهب منا انتصر يسوع علي المجرب في البرية.

2)  ليس بالخبز وحده يحيا الانسان معنى هذا أن بنى إسرائيل لم يعيشوا بالخبز المعتاد الذى زرعوه وروه وحصدوه فطحنوه وخبزوه بل عاشوا ا{بعين سنة بالقوت الذى أوده لهم الرب وهو "المن" فالمقارنة هنا أنه ليس بخبز مادى أو روحى بل هو قوت آخر لم يعرفوه يمكن أن يقدمه الرب "كالمن مثلا" يمكن أن يقوتهم بواسطته وبواسطة أخرى ولم يقل المسيح فى جوابه للشيطان "أنا إبن الله" بل تلكم معه كإنسان كأنه قال : "ليس السؤال عن قوتى كإبن الله بل عن واجباتى كإنسان للبشرية كلها هذا الجسد هو الخبز "  اشار إلى ذاته وهذه الإشارة لم يدركها الشيطان فى ذلك الحين (يو 6: 47- 51)  الحق الحق اقول لكم: من يؤمن بي فله حياة ابدية. انا هو خبز الحياة. اباؤكم اكلوا المن في البرية وماتوا. هذا هو الخبز النازل من السماء، لكي ياكل منه الانسان ولا يموت. انا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. ان اكل احد من هذا الخبز يحيا الى الابد. والخبز الذي انا اعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم».

وهذه التجربة كانت تجربة الأكل، وقد سقط فيها آدم واستجاب لها وايضاً اصابة بني اسرائيل حينما كانوا يشتكون علي موسي بحرمانهم من الخبز الذي كان لهم في مصر والان هم في البرية.
3)  بل بكل كلمة تخرج من فم الله  لم يتذمر المسيح من الجوع كما تذمر بنى إسرائيل وإشتهوا قدور اللحم والنعناع والشيت والكمون لأنه إعتمد فى حياته على الرب ..فلم يلجأ يسوع المسيح إلى القوة الإلهية الكامنة فيه ليحول الحجر إلى خبزا لأنه عندما إتخذ طبيعة الإنسان رضى أن يشارك الناس فى إحتمال إحتياجاتهم وفى الإلتجاء إلى الرب لسد هذه الإحتياجات مثلهم .. فلو إتخذ قوة الكلمة الإلهية للتخلص من الجوع بمعجزة لإرتكب نفس الخطأ الذى إرتكبه بنى إسرائيا عندما شكوا فى قدرة الرب وعنايته وكان جواب المسيح هو روح التعليم فيما بعد (مت 6: 25 - 32 و 10: 39)

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فجواب ربنا هذا مكتوب في السفر الثاني ان ستمئة الف نفس عاشوا بلا خبز مدة اربعين سنة ولم ياكلوا فيها الا المن فقط . وفي سفر اللاويين مكتوب ان الله قال لشعبه احفظوا اوامري وعيشوا فان الانسان الذي يحفظ الوصايا يحيا بها . . ورب قائل يقول كيف يمكن الانسان ان يعيش دون خبز ؟ فنجيب قائلين ان آدم وحواء لو حفظا وصية الخالق لما شعرا بجوع او تعب لانه تعالى كان قادراً ان يعولهما بلا خبز كما قد عال موسى وايليا اربعين يوماً وستمئة الف نفس اربعين سنة من دونه . لانه اذا كانت قوته محدودة ولا يقدر ان يحيي البشر بلا خبز فليس هو الهاً . وبالنتيجة فلا صحة لما قاله من ان الانسان يستطع ان يحيا بكلمة . اما نحن فنقول انه قادر ان يحيي الكل بكل كلمة كما سيحي الناس بعد القيامة بلا خبز . لانه قادر ان يعمل كما يشاء في السماء وعلى الارض ولذا فقد اجاب السيد له المجد الشيطان بآية من الكتب ليؤكد له انه ابن الآب بالطبيعة . وبرهن بهذه الاية على عظم صبره فانه مع شدة جوعه لم يصنع خبزا ليدفع عنه الجوع خلافاً لآدم الذي لشراهته اقدم على اكل الثمرة المحرمة باغراء ابليس الذي يجهل بعد انه يمكن الانسان ان يحيا بلا خبز متى ما اراد الله . فلم يعمل ربنا من الحجارة خبزاً لئلا ينيل ابليس شهوته كما اناله اياها عندما طلب منه ان يدخل في الخنازير . ولكن الرب فعل ليظهر عجائبه في بلدة الجدرانيين فيؤمنوا به . لئلا يتم لهم ما قصدوه من قتل الجدرانيين . على انه لو صنع من الحجارة خبزاً لكان عرف انه ابن الله فيهرب الثلاث اذ ذاك ولا يعود يكمل تجاربه فيبطل حينئذ التدبير الالهي . فعلمنا له المجد بفعله هذا الا نسرع الى فعل العجائب اذا كانت التجارب قريبة والايمان ضعيفاً كقوله : ” الجيل الشرير الفاسق يطلب آية فلا تعطى له آية الا آية يونان النبي ” ( مت 12 ك 39 ) . وقد علمنا انه ولو اشار علينا ابليس مشورة حسنة فلا ينبغي ان نسمع منه مقتدين به تعالى اذا انتهر ابليس وهو يشهد عنه انه ابن الله . وبولس انتهر الروح النجس الساكن في الساحرة . فلو كان اطاعه مخلصنا وصيّر الحجارة خبزاً لأوقعه في الكبرياء . وان قال ولم يصر لضجر وتقمقم على الله كاسرائيل . اما ربنا فقد قهره بهذه التجربة وقهر معه الشهوة . وكل الشهوات التابعة لها . لان اول خطيئة سقط بها آدم كانت الشراهة والشهوة . اما ربنا فانتصر على الضرورة والشهوة . وقال قوم انه لاجل البطن كان مبدأ كل الشرور اما ربنا فقد اثبت ان المتمسكين بالفضيلة لا تستطع الضرورة ان تسوقهم الى ارتكاب الاعمال الرديئة . فقد فضل الجوع على ان يسمع كلام ابليس وعلمنا بذلك الا نخالف امر الله مصغين الى مشورة عدوه .

تفسير (متى 4: 5) : ثم اخذه ابليس الى المدينة المقدسة ، واوقفه على جناح الهيكل ،

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

(نح 11: 1- 18) (إش 48 : 2) (إش 52: 1) (مت 27: 53) (رؤ 11: 2)

1) “ ثم ” ونجد أن كلا الإنجيليين لم يتناقضا ، فالقديس متى قصَّ التجربة بترتيبها الزمني ، أما لوقا فرتبها ترتيب مكاني لذا ذكر تجربة تحويل الحجارة الى خبز ثم تجربة الصعود لجبل عالي لان كلاهما تم في البرية ، ثم أخيرا قصَّ التجربة الثالثة وهي عند مكان الهيكل...  نلاحظ أيضا أن متى البشير أستخدم اللفظ (τότε) والترجمة الدقيقة لها (ثم -Then ) وهو ما يعني ترتيبه للقصة بترتيب زمني دقيق . أما القديس لوقا أستخدم اللفظ (καὶ) وتُترجم (و -And ) وهي تُستخدم للربط ولا تشترط الترتيب.

2) اخذه  ابليسلم يأخذ الشيطان يسوع بالرغم منه بل كرفيق ، ومن محبته إكمال رسالته التى تجسد من أجلها إتضع إختياريا كإنسان تحت التجربة ورضى بأن يقاد من مكان لآخر كما رضى فيما بعد للجلد والصلب وتسليمه وإحتماله وهى أن يجرب من إبليس وكانت الأربعين يوما التى صام فيها يسوع والتجارب الثلاث اول الحروب الشيطانية التى واجهها ثم بعد ذلك بدأت خدمته التى إنتهت بأن هيج الشيطان الكهنة ومجلس السنهدرين والطوائف اليهودية الدينية والشعب وإنتهى الأمر بصلبه وقيامته

3)  الى المدينة المقدسة المدينة المقدسة تعنى أورشليم لأنها المركز المقدس ومدينة الملك العظيم (مت 5: 25) وإنتقاله إلى أورشليم لم يكن رؤيا ولكن حقيقة بعد أن أتى من البرية حسب ما ذكر فى متى .. أول مرة ورد فيها اسم أورشليم هو في نقش مصري قديم يرجع إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد، وفيه تصب اللعنة على أمير هذه المدينة. وربما أن معنى هذا الاسم هو "أساس السلام" أو "أساس الإله شاليم" وتدعى هذه المدينة في (مز 76: 2) "ساليم" ولذا فيرجح أن شاليم التي كان ملكي صادق ملكًا لها هي نفس. أورشليم (تك 14: 18). أما أسماء أورشليم الأخرى فهي: - يبوس (قض 19: 10 و11) اريئيل (1ش 29: 1) مدينة العدل (1ش 1: 26) والمدينة (مز 72: 16) ومدينة القدس أو المدينة المقدسة (1ش 48: 2 ومت 4: 5) وتعود أول إشارة وردت عن هذه المدينة إلى الحفريات التي جرت في «تل مرديك» بشمال سوريا ، والتي أسفرت عن اكتشاف آثار لمملكة قديمة تسمى مملكة إيبلا (أو عبلة).وقد وجد بين آثار هذه المدينة ألواح كتب عليها اسم مدينة سالم (أورشليم) ، وهو أول اسم عرف للمدينة. وكان ذلك حوالى سنة 2500 قبل الميلاد. وقد ذكرت القدس باسم «روشايموم» في الكتابات المعروفة باسم «نصوص اللعنة». وورد هذا الاسم في ثلاث مناسبات : مناسبتان في نصوص متحف برلين حيث كان اسم أمير المدينة (بافير هامو) ثم (سازانو) . وورد في المناسبة الثالثة في نصوص متحف بروكسل حيث فقد فيها اسم أمير المدينة . وتجدر الإشارة إلى أن نصوص لعنات مصر قدمت صورة واضحة عن عمران فلسطين منذ القرنين التاسع عشر والثامن عشر ق.م.
قاسم الشواف: فلسطين التاريخ القديم الحقيقي منذ ما قبل التاريخ حتى الخلافة الإسلامية، ص116-117.
ومن أقدم النقوش أيضًا التي ورد فيها ذكر القدس موجودة في مجموعة اللوحات المسمارية المكتوبة باللغة الأكادية والكنعانية . وهذه النقوش عرفت باسم لوحات ، أو رسائل «تل العمارنة» The Amarna letters وقد عرفت بهذا الاسم بسبب اكتشاف فلاحة مصرية لها بالصدفة عام 1887 في موقع تل العمارنة . وقد ترجمها ألبرايت وميندهول. وهذه الوثائق (الخطابات) عددها 377 ، منها 300 كتبها كنعانيون. وهي ترجع إلى عهد فرعون مصر أمنحوتب الثالث Amenhotep111 (1411-1375ق.م) ، وابنه اخناتون Akh-en-Aton (1375-1350ق.م) .
وقد ورد اسم القدس صريحًا باسمها الكنعاني أورشليم في هذه النقوش ، وذلك عندما استنجد حاكمها عبدو حيبا Abdu–Heba ، وكان معينًا من قبل فرعون مصر (أمينحوتب الثالث) لصد غارات (العابيرو) ، الذين يعرفهم د. سيد فرج راشد بأنهم من بدو الجزيرة العربية الذين هاجروا إلى فلسطين ولا يمتون بصلة للعبرانيين.
والرسالة التي تطرقت إلى القدس وذكرتها باسمها الكنعاني الصريح ، هي الرسالة التي تحمل الرقم (287) .
ومما جاء في الرسالة:»سيدي الملك أقول أنا خادمه (عبدو حيبا) مكررًا ما سبق وأن قلته مرارًا وتكرارًا ، ليعلم مولاي هذا الأمر أن ميلكيلي وتاجو (؟) سيبوا (قواتهم) لتدخل (مدينة روبوتو(؟) (انتبه ) العمل الذي فعله ميلكيلو(؟) … لاحظ أرض جازر ، وأرض عسقلان ولاشيش فقد أعطوهم القمح ، والزيت وكل احتياجاتهم ، ولينتبه الملك (لهذا) للرماة ! وليرسل رماة السهام ضد الرجال الذين يتآمرون ضد الملك ، ولذا فيجب أن يأخذ مولاي حذره ، وينتبه لهذه الأرض التي هي على وشك الضياع .. وياليت الملك سيدي يرسل الرماة (أي رماة الأسهم) لوضع حد لأولئك الذين يتآمرون عليه . وإذا لم يرسل سيدي الرماة، فإن هذه الأرض سوف تضيع منه .. انظر ياسيدي إلى أورشليم .. إن أيًا من والدي لم يعطني إياها .. ولكنها يد الملك المعطاء هي التي منحتني هذه المدينة..».
James B. Pritchard : The Ancient Near East , Volume 1, P. 270-271 وتجدر الإشارة إلى أن اسم (أورشليم) ليس عبريا ولا مشتقا من اسم عبري. فأصل التسمية كنعانية (أور سالم) والتي تعني الموقع المقدس (معبد الإله سالم) أي أن سالم إله كنعاني يبوسي قديم.
وأورشليم الكلمة الكنعانية التي وردت في رسائل تل العمارنة والتي تعني مدينة السلام ، هي نفسها (يبوس) التي ورد اسمها في الكتابات المصرية الهيروغليفية باسم «يابثي» و»يبتي» ، وهو تحريف للاسم الكنعاني . وقد جاء في سفر القضاة (1:19) :»فلم يرد الرجل أن يبيت ، بل قام وذهب وجاء إلى مقابل يبوس . هي أورشليم «. وأطلق هذا الاسم (أورسالم / أورشليم) على المدينة المقدسة قبل ظهور بني إسرائيل بعدة قرون وحرفه اليهود إلى «يرو شالايم» Yerushalayim ومنها اشتق الاسم «جيروزاليم» Jerusalem ، ونسبوا هذه التسمية إليهم.
وسميت القدس زمن تعرضها للحكم الفارسي باسم بابوش . ثم أطلق عليها الإغريق اسم هيروسوليما Hierosolyma ، وقد ورد اسمها لدى المؤرخ والرحالة اليوناني الشهير هيرودوت (484 ـ 425 ق.م) هكذا : (قديتس).
ثم جاء أدريانوس في الحقبة الرومانية ليغير اسمها بعد أن دمرها وأعاد بناءها إلى إيليا (إيليا كابيتولينا) . لكن هذا الاسم لم يدم – هو الآخر- كثيرًا ، فلم يستمر لأكثر من 89 سنة (من سنة 135-224م).أما أسماؤها في العربية فبالإضافة إلى أورشليم فهي تسمّى أيضًا بيت المقدس والمقدس والقدس الشريف و إيلياء أما الاسم الغالب فهو القدس.

4) واوقفه ” لم يرد ذكر كبف أوقفه؟ وبلا شك أوقفه على مكان ليس فيه خطر وأوقفة لا يعنى بسلطة أو بقوة .. أوقفه حتى يتكلم معه

5) على جناح  جناح تعنى زاوية أو طرف أو جانب أو نهاية مبنى أو جزئ ناتئ من سطح الهيكل أو من رواق سليمان الذى بنى مشرفا على وادى يهوشافاط .. قال المؤرخ اليهودى يوسيفوس أن علو الجناح كان 400 ذراع أى إنسان يقف عليه وينظر لأسفل يعترية دوار 

6) الهيكل الهيكل أقدس مكان فى المدينة المقدسة أروشليم وأن تجربة الشيطان فى هذا المكان لنتذكر أنه لا يخلوا مكان من التجارب ولو فى أقدس مكان   

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي الى اورشليم التي دعيت مدينة الاقداس لان جميع الاسرار فيها كملت . ودانيال قد سماها هكذا . فنقول ان خزي ابليس في القتال الاول كان سبباً لحدوث القتال الثاني . ولما لم يتمكن ابليس من التغلب عليه بتجربة الشهوة فقد اراد ان يجربه بالمجد الباطل اما قوله مضى به فلا يظن انه كان يساق كالحيوان لان ذلك من فعل المجانين الساكن فيهم الشيطان . فاذا كان ابليس لا يقدر ان يمضي بالناس قسراً فكيف بخالقه لكنه مضى بارادته وبها ايضاً رضي ان يجرب . اما نحن فننتقل من مكان الى آخر دون ان نعرف اي فخ ينصبه لنا الشيطان . لكن المسيح بصفة كونه الهاً عرف ما ينويه اليه ابليس من التجارب . فمضى الى البرية والى المدينة المقدسة والى الجبل لكي يخمد همته ويبطل مسعاه ويجعله مدوس تحت اقدامنا . قال القديس فيلكسينوس كان المسيح يذهب الى حيث يريد ابليس مقاتلته . اما السروجي فقد قال ان ابليس لما غلب في قتاله الاول اراد ان يقاتله ثانية فلم يجد سببا يبني عليه قتاله . لان القتال الاول كان سببه الجوع والقتال الثاني لم يكن له داع اما الثالث فكان يسعى ليجد للمسيح موضعاً يرمي نفسه منه . ولما عرف المسيح ذلك جاء من القفر فوقف على جناح الهيكل الا ان ابليس فرح جداً وظن ان ذلك فرصة تمكنه من تجربته والتغلب عليه . وقال آخرون انه بعد حديث طويل جاء به الى المدينة كمن يتفرج على بناء الهيكل واصعده على جناح الهيكل .

تفسير (متى 4: 6) : وقال له : “ ان كنت ابن الله فاطرح نفسك الى اسفل ، لانه مكتوب : انه يوصي ملائكته بك ، فعلى اياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك “.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1)  وقال له : “ ان كنت ابن الله "  من أفعال إبليس "التشكيك" هنا يدفع الشيطان يسوع الإنسان إلي اختبار لله .. يعتقد أن الشيطان يشكك يسوع فى أنه إبن الإله ويشككة فى قوة الكلمة الإلهية فيه بمعنى : هل انت حقا إبن الإله .. أأنت متأجد أنك إبن الإله؟  فهو نفسه يريد أيضا أن يعرف هل يسوع فعلا إبن الإله ؟

2) " فاطرح نفسك الى اسفل هذه التجربة وردت فى ترتيب إنجيل لوقا التجارب التجربة المسيح الثالثة، أطرح نفسك من على صطح الهيكل إلى الدار الوسطى .. أو من سطح الوراق إلى الوادى العميق دون خوف طبعا لأن الحماية الإلهية معك فكانت هذه التجربة عكس التجربة الأولى هذه التجربة تعتمد على الإتكال على الحماية الإلهية  التي يحمى بها الرب اولاده ففى ألأحوال التى لم يعد فيها الرب بالحماية عندما يتهور الإنسان ويدفع نفسه للمخاطرة عمدا فجرب إبليس المسيح بصدق الوعد الإلهى فى آيات من الكتاب المقدس وليبرهم أنه المسيح وبلا شك يبشر الجموع التى كانت فى الهيكل ليصدقوا انه المسيح الآتى وهذا العمل سهل وبسيط وفى مقدوره لأنه إبن الإله بدلا من السير بين الناس وتعليمهم ومضايقة الكهنة والطوائف اليهودية والتعب والفقر سنين عديدة

3) لانه مكتوب " قتدى الشيطان بالمسيح باقتباسه من (مزمور 91: 11 – 12 )  ان بئاتى بدليل وبرهان من كلمات الرب ليقنعه ويغلبه بها ومضمونها يطمئن الرب أتقياءه فى كل الضضيقات وهو وعد منه لجميع المتكلين عليه لا سيما يسوع المسيح ولكن ذلك لم يكن وعدا بالوقاية من الأخطار التى يدفع فيها الإنسان نفسه ليجرب الرب ويمتحن قدرته كإعلان لمنتج جديد يبهر الناس

4)  انه يوصي ملائكته بك  ” الملائكة أرواح: † يقول "المزمور 104": "الذي خلق ملائكته أرواحًا وخدامه نارًا تلتهب"، ونص الآية هو: "الصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحًا، وَخُدَّامَهُ نَارًا مُلْتَهِبَةً" (سفر المزامير 104: 4)، فيقول أرواح أي أن ليس لها أجساد، وبالتالي لا يوجد فيها الجنس - ليس الجنس بمعنى sex وإنما ليس فيها gender أي ليس فيها ذكر وأنثى – فالملائكة ليس فيها ذكر وأنثى. ولذلك كما قال السيد المسيح: "لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يَتَزَوَّجُونَ، بَلْ يَكُونُونَ كَمَلاَئِكَةِ اللهِ فِي السَّمَاءِ" (إنجيل متى 22: 30). (عب 1: 4) ويقول البابا شنودة الثالث [ ملائكة للخدمة: † وهناك ملائكة للخدمة يقول عنهم الكتاب: "الذين أرسلوا للخدمة، لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص"، ونص الآية هو: "أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحًا خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ" (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 1: 14). وهنا يوجد شيء جميل جدًا أود أن أذكركم به، فمع أن الكروبيم والسرافيم مخصصين للتسبيح إلا أن أشعياء النبي عندما رآهم أمام العرش الإلهي يسبحون ويقولون "قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ" (سفر إشعياء 6: 3)، قال: "ويل لي قد هلكت لأني إنسان نجس الشفتين وأعيش وسط شعب نجس الشفتين"، ونص الآية هو: "وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ، لأَنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ، وَأَنَا سَاكِنٌ بَيْنَ شَعْبٍ نَجِسِ الشَّفَتَيْنِ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ رَأَتَا الْمَلِكَ رَبَّ الْجُنُودِ" (سفر إشعياء 6: 5). والكتاب يقول لنا أنه: بمجرد أن نطق أشعياء بذلك، ترك السرافيم التسبيح وأخذ جمرة من على المذبح ومسَّ شفتيه وقال له: "أنت الآن قد طهرت". (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى)، ونص الآية هو: "إِنَّ هذِهِ قَدْ مَسَّتْ شَفَتَيْكَ، فَانْتُزِعَ إِثْمُكَ، وَكُفِّرَ عَنْ خَطِيَّتِكَ". أي لم يستطع السرافيم أن يحتمل أن يقول إنسان عن نفسه "لقد هلكت" فهب لإنقاذه وكأن السرافيم يقول له: "وهل من الممكن أن نتركك تهلك؟! بالتأكيد هذا لن يحدث". أي حتى ملاك التسبيح ترك التسبيح لينقذ الإنسان من هلاكه. وهذه هي شهامة الملائكة.]

4) ، فعلى اياديهم يحملونككلام مستعار من الشعور الإنسانى من حمل الآباء أولادهم فى الطرق الصعبة والمنحدرات خشية منهم عليهم من السقوط

5)  لكي لا تصدم بحجر رجلك ” لم يذكر الشيطان جزء من الآية وهو شرط ألاية لتحقيق تدخل الملائكة وهو جزءا جوهريا  " فى كل طرقك" فطرح النفس فى التهلكة من جناح الهيكل هو إنتحار وليس من طرق المسيح أو رسالته لأنه إختار الطريق الضيق .. هنا نرى أن الشيطان بهلك الجسد والنفس بآيات من الكتاب المقدس لهذا يجب ان نقرأ ونعرف ماذ قال لنا الرب حتى نستطيع التغلب علي الشيطان  وقد أمر الرب فى (تث 6: 17)  احفظوا وصايا الرب الهكم وشهاداته وفرائضه التي اوصاكم بها." وهذا ما فعله يسوع

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

( اطرح نفسك ) فقصد بذلك انه اذا وقع ولم يصبه ضرر ثبت انه يحب المجد الباطل . ورغب ان يعرف الناس به انه ابن الله ليمجدوه وان سقط ومات فقد تخلص منه وان اصابه ضرر ولم يمت حمله على التجديف على الآب لانه لم يحفظه وان سكت عدّ جاهلا. وعلى فرض انه كان يطرح ذاته لما اصابه ضرر البتة لانه خالق العلو والعمق والشاهد بذلك هو انه لما جاؤوا به الى طرف الجبل وارادوا ان يطرحوه الى اسفل جاز في وسطهم وذهب . ولم يطرح ذاته لئلا يفتخر بنجاته . الا انه قاوم تجارب ابليس كلها بالحلم والاناة

 ( لانه مكتوب ان يوصي الخ ) هذه الآية مكتوبة في المزمور التسعين وقال قوم ان ما قيل في المزمور لا يرمز عن المسيح فقط لكن عن كل من وضع اتكاله على الله عندما تداهمه التجارب . اما ابليس فقد اتى بهذه الاية بقصد ان يخدع المسيح حتى اذا علم ان الملائكة يحرسونه رمى بنفسه الى اسفل وربما ان ابليس لم يكن يعرفه الهاً فاورد له هذه الاية . ثم ان يعقوب السروجي قد ذكر في ميمره انه وان يكن داود قد اشار في مزموره عن المسيح ان يوصي ملائكته به اذا سقط لكن ليس ليطرح نفسه من جناح الهيكل .

تفسير (متى 4: 7) : قال له يسوع : “ مكتوب ايضاً لا تجرب الرب الهك “ .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) قال له يسوع : “ مكتوب ايضاً يسوع كلمة الرب التى أوحى بها الأنبياء فهو بلا شك يعرف محتوياتها ولهذا فإنه يرد على الشيطان بما أوحى به للأنبياء وسجلوه كتابه

2) لا تجرب الرب الهك يسوع اقتبس من ( تثنية 6: 16 ) "  لا تجربوا الرب الهكم كما جربتموه في مسة". عندما وبخ الله اسرائيل لأنهم ارادوا تجربة الرب في البرية . وتعنى عبارة "كما جربتموه فى مسه" مسة مكان فى البرية وسمى أيضا مريبة أى خصام (خر 17: 7) (كز 95: 8) وكانت تجربة الرب فى مسة قولهم "أفى وسطنا الرب أم لا " (خر 17: 7) وعلى ذلك أثبت يسوع المسيح فى هذه التجربة أنه يعرف حقا الكتاب المقدس وأبى أن يجرب أباه كما سأله الشيطان فلم يطرح نفسه من جناح الهيكل  إلى أذرع الملائكة فأجابه بقوله "لا تجرب الرب إلهك" فغلب يسوع المسيح الشيطان أما بنو إسرائيل فقد غلبهم الشيطان فى مسه وفى أماكن أخرى مرارا وإنصاعوا لأفكاره

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ولم يرد بذلك ان ينهيه عن تجربته بكونه الإله لكن اراد بذلك ان يعلمنا انه لا يجب ان يجرب احد الرب الهه بل يجب ان يستعين به عند التجارب . وانه غير جائز ان يطرح الانسان نفسه بارادته في هوة او فخ طمعاً في معونة الله . الا انه تعالى لا ينجي الا من داهمته التجارب كرهاً لا طوعاً واختياراً . واذا خالجنا فكر من هذا القبيل فلنعلم ان مصدر  الشيطان اذ انه منذ البدء رمى بنفسه من فوق وصار سفلياً . فجاء المسيح ليرفع الساقطين كقوله اني متى صعدت الى فوق جذبت الكل اليّ .

تفسير (متى 4: 8)  :  ثم أخذه أيضاً ابليس الى جبلٍ عالٍ جداً ، واراه جميع ممالك العالم ومجدها ،

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1)  ثم ” تعنى الترتيب الزمنى فهذه التجربة تأتى بعد التجربة الثانية

2) أخذه أيضاً ابليس الى جبلٍ عالٍ جداً ، ” أخذه كرفيق وذهب معه يسوع للمكان الذى يريد منه ليجربه فيه . ظن بعض المفسرين أن التجربتين السابقتين حدثتا حقيقة أما التجربة الثالثة فكانت رؤيا ولكن لم بذكر الكتاب انها كانت رؤيا .. ويحتمل ان يكون الجبل المذكور هو جبل نيبوا بالأردن (تث 34: 1) أو جبل طابور أو حرمون (جبل الشيخ ) الذى نرى منه كل الأراضى المقدسة وبعض سوريا أو ربما جبل الزيتون العالى بالنسبة لما حوله

3) واراه جميع ممالك العالم  ” أراة كلمة تفيد  حقيقة بل جعله يمد نظره من كل إتجاه وبطريقة طبيعية على ممالك الأرض حولة وخاصة ممالك الحكان الذين يحكمون بنى إسرائيل فى أرض الميعاد أو قد يحتمل انه أراه بعض الممالك حقيقة أو تخيلا إذ شخصها أمامه لكى ياها بعين ذهنة ويرى عظمتها ومجدها

4) جميع ممالك العالم  ” أى ممالك أرض الميعاد

5ومجدها  ” بعدد مدنهت وقراها وقوتها ومبانيها وقلاعها وحصونها ودلائل غناها

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

هذا هو القتال الثالث . اما قوله : ” أخـذه ” فهو ان سيدنا كان يذهب الى حيث يريد ابليس قتاله . وقوله مضى به الروح القدس اي ان الروح كان يذهب بالمسيح الى حيث كان يريد ابليس مقاتلته . لماذا اصعد ابليس المسيح الى الجبل ؟ ذلك لكي يغير طريقة القتال ظاناً بذلك انه يغلبه . حتى اذا رآه غير قادر على الصعود الى الجبل العالي لصومه يفهم للوقت انه انسان اما ابليس فلم يكن يريه حقيقة ممالك العالم ، لكن كان يمرها امامه في الفضاء مظهراً له المدن والملوك والشعوب والغنى والكراسي . وقيل ان اقامته اياه على جناح الهيكل واخذه الى المدينة المقدسة كان من باب الاوهام والخيالات لانه من المحال ان يبان من الجبل جميع ممالك الارض ومجدها . حتى ولا ارض اسرائيل كانت تبان من هناك لانه بالكاد كان يشاهد منه الى مسافة مرحلة او مرحلتين لا غير . والقديس لوقا يذكر انه في وقت وجيز اراه جميع الممالك وهذا غير ممكن مطلقاً ولو في مدة طويلة لان ذلك لا يتم في عدة سنين ومن هذا يتضح انها اوهام وخيالات كما يعمل السحراء لانه اذا كان موسى الشريك في العبودية لم يخدع بخيالات سحراء مصر فكيف يخدع المسيح وهو رب موسى ؟.

تفسير (متى 4: 9)  : وقال له : “ اعطيك هذه جميعها ان خررت وسجدت لي “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) وقال له : “ اعطيك هذه جميعها  قال السيد المسيح أن الشيطان "رئيس هذا  العالم آت وليس له في شيء "، لكن لكي يعلم العالم أنى أحب أبى وكما أوصاني أبي هكذا افعل (يو 14: 30). وقال في موضوع أخر:  "ألان دينونة هذا العالم". ألان يطرح رئيس هذا العالم خارجا" (يو 12: 31). وفى يوحنا 12: 30أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ:"لَيْسَ مِنْ أَجْلِي صَارَ هذَا الصَّوْتُ، بَلْ مِنْ أَجْلِكُمْ. 31اَلآنَ دَيْنُونَةُ هذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هذَا الْعَالَمِ خَارِجًا. 32وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ عَنِ الأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ الْجَمِيعَ". 33قَالَ هذَا مُشِيرًا إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُوتَ.] وإدعى  أنه له الحق فى أن يعطى هذه المملك لمن يريد ( (لو 4: 6) ويظهر ا، له شبه حق فيما قال ( يو 12: 31و 14: 30 و 16: 11) (2كو 4: 4) ما الملائكة الأشرار إلا ولاة هذا العالم، عالم هذا الظلام (أف 12:6) وقد يسيطرون علي قلوب بعض الحكام ليتصرفوا ضد مشيئة الله. هذه ألايات تدل على ان له ممالك العالم ولا نعلم سلطته ولا كيفية ممارستها وإنما نعلم أن العالم لم يكن تحت سلطان المطلق قط والدليل أنه يطلب من الرب أن يسمح له بالسلطة على أمور معينة وتعتبر سماح الرب تجربة كما حدث مع أيوب

إن مكر الشيطان لم ينتهى بعض الثمرة على حواء لتراها شهية الأكل وهنا يغرى يسوع بالسلطة فبعد أن أراه ممالك العالم وفخرهاومجدها وعرضها كعطية له فكان عرضا سهلا بسيطا مرة اخرى .. أنه يقول له أنت تريد أن تنتزع هذه الممالك منى لسلطانك بواسطة الألام والموت ها أنا أعطيها لك وأقدمها بكل عظمتها بدون أن تقاسى أية مشقة أو ضيقة وفى لمح البصر وإذا كنت قادما بحسب راى اليهود قائدا محاربا فها هى معروضة عليك بدون سفك دماء أو جيوش وأسلحة .. فى هذه اللحظة كان يسوع جوعانا فقيرا متعبا وليس له مكانا لكى يسند رأسه فيه فيعرض عليه أن يجعله ملكا بين ملوك الأرض أعظم من قياصرة روما بل هو سيكون ملك أرضى يرآسة  الشيطان فيكون بذلك قد حرر شعبه من ظلمهم ويعطيهم المجد الذى عدهم به فى القديم والذى كان الأنبياء يخبروهم به .. وجوهر هذه التجربة أن يصبح المسيح هو ذات المسيح الذى إنتظره اليهود قائدا منتصرا بدون أن يحتمل الألام والموت .. فوعد الشيطان المسيح بأكثر مما له وبما له أدنى قصد أن يعطية إياه  يقول القديس جيروم: [أراه مجد العالم على قمّة جبل، هذا الذي يزول، أمّا المخلّص فنزل إلى الأماكن السفليّة ليهزم إبليس بالتواضع.] كما يقول: [يا لك من متعجرف متكبّر! فإن إبليس لا يملك العالم كلّه ليعطي ممالكه وإنما كما تعلم أن الله هو الذي يهب الملكوت لكثيرين!]

2)  ان خررت وسجدت لي وهنا هر هدف إبليس انه يريد من المسيح الطاعة له فيصل إلى ماكان يريده قبل السقوط (سفر إشعياء 14: 12) كيف سقطت من السماء يا زهرة، بنت الصبح؟ كيف قطعت إلى الأرض يا قاهر الأمم؟" .. الشيطان جعل من ممالك الأرض مملكته فعاث فيها فسادا فكان يريد ملكا يعترف به له قوة مثل المسيح فيكون أعلى من الرب

الهاوية فخرك (اى فخر الشيطان) فكان الشيطان يفتخر بالعدد الذين أسقطهم، فهلكوا وصار مكانهم الهاوية. فعوض الفرح يكون مصيره النتانة الرمة والدود يغطيانه من فوقه ومن تحته، فهذه كانت أعماله. رَنَّةُ أَعْوَادِكَ = صوت الآلات الوترية التي طالما تغني بها، أي أين صوت أفراحك وأفراح إنتصاراتك السابقة على البشر الذين هلكوا بسببك. زُهَرَةُ بِنْتَ الصُّبْحِ = كوكب الصبح الجميل وهذا لا ينطبق علي إنسان بل هو جمال الكاروب (إبليس) الذي قال الله عنه أنه كان "كامل الجمال" (حز28 : 12)، ولكن الذي أسقطه كبرياؤه = أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللهِ. "قبل السقوط تشامخ الروح " وكل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع" وهكذا سيكون ضد المسيح (2تي 2 : 3 ، 4) فهو سيدعي أنه إله. وهذا المتكبر لم ينتفخ فقط على الملائكة كواكب الله بل أراد أن يتساوى بالله . هنا يريد أن يصبح مِثْلَ الْعَلِيِّ. أما المسيح فجاء قائلاً "تعلموا مني فإني وديع ومتواضع القلب" (مت 11: 28). وبنفس الأسلوب أسقط الشيطان آدم وحواء حين قال لهم "تكونان كالله" (تك3 : 5) .

إذا اشيطان يريد العبادة الدينية له لأنه طلب منه أن يقبله مكان الرب ويتكل عليه فى ملكه على الأرض فيصبح سيده ويعطى له الإكرامم المناسب لأنه المعطى له الملك .. وقال مفسرون آخرون أن مسألة السجود هى مسالة سياسية تشبه سجود الرعية للملك  والولان يتفقان فى شيئ واحد هو أن لكل مملكة إلها فإذا قبل يسوع المسيح الملك فلا بد أن يكون الشيطان إلها وغذا كان سياسيا فلا بد أن يكون الشيطان سيدا .. ولا يزال الشيطان يغرى الناس بامجاد العالم ويصير حب الرآسة والمجد العالمى فخا يصيد على إختلاف أجناسهم وفى المقابل يخسر الإنسان نفسه  

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

يتضح من الآية ان ابليس كان يعتبر المسيح اعتبار اله . والا لما فضل سجود المسيح له على سجود جميع الممالك . ولم يكفه انه قد خطف ادعى بمجد الله بل طلب ان يسجد له منه .

( لو 4 : 6 ) وقال له ابليس لك اعطي هذا السلطان كله ومجدهن لأنه اليّ قد دفع وانا اعطيه لمن اريد ان الله لم يعط  للشيطان سلطان الشعوب لان للرب وحده الارض وما فيها ( مز24 : 1 ) ولكن لكبريائه تظاهر انه اله وطلب ان يسجد له وادعى ان المخلوقات هي له . نعم المخلوقات بما فيها سلمت نفسها اليه اختياراً كقول بولس : “  الستم تعرفون انكم عبيد لذاك الذي انتم مستعدون ان تسلموا له انفسكم ” .

تفسير (متى 4: 10)  : حينئذ قال له يسوع : “ اذهب يا شيطان ! لانه مكتوب : للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد “.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

  لخص معلمنا القديس يوحنا في رسالته الأولى الخطايا التي في العالم في ثلاث فئات هي شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة (1يو16:2) وهي بعينها نفس الثلاث التجارب التي قام بها إبليس ضد آدم الأول وضد المسيح آدم الأخير. (1) شهوة الجسد (البطن) آدم: الأكل من الشجرة .. المسيح: تحويل الحجارة لخبز .. (2) شهوة العيون .. الشجرة شهية للنظر بهجة للعيون .. أعطيك كل هذه (3) تعظم المعيشة .. تكونان كالله .. يلقي نفسه ولا يصاب

(تث 2: 13 و 10: 20) (يش 24: 14) (1صم 7: 3)

1)  حينئذ قال له يسوع : “ اذهب ” فعل أمر يدل على  سلطة قائلها كما تدل على الإحتقار  ومقته له لأن تجاسر بالتجديف فى هذه التجربة وولم تكن هذه المرة الوحيدة التى قال فيها المسيخ هذه العبارة بل أنه قالها لبطرس فى (مت 16: 13) عندما أراد إبليس أن يعيد هذه التجربة بواسطته

2)  يا شيطان ! ” ترجمة الكلمة العبرية شطن ومعناها "مقاوم" ويسمى في اليونانية "ديابولس Diabolos" ومعناها "مشتك". ويسمى أيضًا ابدّون وابولّيون أي مهلك وملاك الهاوية (رؤ 9: 11)، وبعلزبول (مت 12: 24)، وبليعال (2 كو 6: 15)، ورئيس هذا العالم (يو 12: 31)، ورئيس الشياطين (مت 9: 34) ورئيس سلطان الهواء، الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية (اف 2: 2)، وإله هذا الدهر (2 كو 4: 4) وإبليس والقتال، وكذاب أبو الكذاب (يو 8: 44)، والمشتكى على الأخوة (رؤ 12: 10)، وخصمنا الأسد الزائر (1 بط 5: 8)، والتنين أي الحية القديمة (رؤ 12: 9). وهو كبير الأرواح الساقطة (رؤ 12: 9 ومت 4: 8-11 و13: 38 و39 و25: 41 وقارن يه 6).
والشيطان كائن حقيقي. وهو اعلى شأنًا من الإنسان. ورئيس رتبة من الأرواح النجسة (مت 12: 24). ويسجل لنا الكتاب المقدس طبيعته وصفاته وحالته وكيفية اشتغاله وأعماله ومقاصده.
أما طبيعة الشيطان فهي روحية. وهو ملاك سقط بسبب الكبرياء. ورغم ذلك فهو يمتاز بكل امتيازات هذه الرتبة من الكائنات سواء أكانت عقلية كالإدراك والذاكرة والتمييز أو حسيّة كالعواطف والشهوات أو إرادية كالاختيار (اف 6: 12). وهو خبيث. فإنه قائد العصاة على الله. يعمل ضد البر والقداسة، ومملوء بالكبرياء والمكر والقساوة. حالته تنطبق على صفاته. فلكونه عدو الله، هو مطرود من وجهه، ومحبوس مع رفاقه في موضع العذاب، حيث يعاقب على العواطف النجسة التي فيه، والأعمال الخبيثة الناتجة عنها (2 بط 2: 4 ويه 6).
غير أن طرده إلى عالم الظلمة لا يمنع اشتغاله في الأرض كإله هذا العالم، وعدو الإنسان اللدود (1 بط 5: 8 و2 كو 2: 11). فكره مشتغل على الدوام بالمقصاد والأعمال التي مآلها قلب مقاصد الله وأعماله. وهو في ذلك كسائر ملائكته جسور مغامر. أما عمله بين الناس منذ البدء، فهو الغدر والمخاصمة والظلم والقساوة. وهو بشخصه أو بواسطة ملائكته يجرب الناس للخطيئة أو يصدهم عن القداسة ويشتكي عليهم بالخطيئة والضعف وعدم الثبات نحو بعضهم ونحو الله. ويعرّضهم للشقاوة الحالية والمستقبلة (أيوب 1 و2 ومت 4: 1-11 ويو 8: 44 واع 26: 18 و1 كو 7: 5 و2 كو 2: 11 واف 6: 11 و1تس 3: 5 ورؤ 12: 10). وعلى المؤمن أن يقاوم بشدة ولا يخضع له (اف 4: 27 ويع 4: 7). فعند بذر البذار الحية، أي كلمة الله، يسرقها الشيطان (لو 8: 12)، أو يزرع معها زوانًا (مت 13: 38). وهو بهذا يريد أن يتسلط على الناس (أع 10: 38).
أما أعوانه في هذه التجارب فهم عصبة الأرواح الساقطة الذين شاركوه في العصيان الأول، ويعملون معه لمخالفة إرادة الله، وضرر أولاد الأبرياء (اف 6: 11 و2تي 2: 26). ويظهر أن الشيطان بسماح من الله اكتسب بعض السلطان على عناصر العالم الهيولية، وهو يستخدمها لمقاصده الخبيثة. علمًا بأنه ذكي، يعرف صفات الإنسان، وطباعه، وأمياله، ويستخدمها للإيقاع به في الخطيئة. ومن يتشرب بتلك صار وكيلًا للشيطان في التغرير بالآخرين وإسقاطهم في مهاوي الشر والرذيلة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). فمن يصير لهم هذا المشرب وتلك الطباع يلقبون بأبناء الشيطان (يو 8: 44 و1 يو 3: 8 و10). بل إن المسيح دعا يهوذا الاسخريوطي شيطانًا (يو 6: 70).
أما كيفية الإيقاع بالناس في الخطيئة وتجربتهم فهي مزدوجة: طريق الغش وطريق الاحتيال. فالشيطان يتقلد مظهر ملاك نور أحيانًا (2 كو 11: 14) وتنّين أحيانًا أخرى. وأحيانًا وأحيانًا يحتال على الناس بأن يقدم الصورة المقبولة لهم (تك 3: 1-13). ويخفي وراءها شرًا مميتًا. ويمنع الناس عن فعل الخير (مر 4: 15) وذلك بأن يصدهم عن إتمام مقاصدهم (زك 3: 1و 2).

3) لانه مكتوب : للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد ” هذهة الآية مقتبسة من (تث 6: 13) " الرب الهك تتقي واياه تعبد وباسمه تحلف " من الترجمة السبعينية .. والمسيح هنا مع أنه إنتهت التجارب وذكر إسم المجرب لا يزال يأتى بآيات دفاعيه من العهد القديم لكسر سهام الشيطان الخبيث

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

قال قوم ان المسيح انتهاراً انتهر ابليس حين جاوبه . غير ان الذهبي الفم قال انه أمر أمره والأمر هو اشد من الانتهار . ولم ينتهره قبلاً لئلا يخاف فلا يعود يجربه لكنه في هذه المرة انتهره لانه اراد منه السجود . ولانه جدف بادعائه ان المخلوقات هي خاصته . فبقوله اذهب يا شيطان نزع عنه السلطان الذي كان على بني البشر وملأه عاراً وخزياً ودعاه شيطاناً فهذا هو قول ربنا : ” اني كنت انظر الشيطان ساقطاً كمثل البرق من السماء ” اي حين التجربة الثالثة . ولما سمع المسيح يدعوه شيطاناً خاف وسقط . لانه كان يظن ان المخلص لا يعرفه . ولذا فانه لم يعد يقدم بعد ذاك على تجربته . اما جواب المسيح له وهو للرب وحده تسجد يفيد انه لله وحده يجب السجود والعبادة عملاً بما هو مكتوب في سفر الخروج في الوصايا الالهية العشرة ” ولا يكن لك اله آخر غيري ” .

تفسير (متى 4: 11)  : ثم تركه ابليس ، واذا ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1)  ثم  ” أى بعد الإنتهاء من التجربة الأخيرة والفوز فيها على الشيطان

2) تركه ابليس ” أى توقف عن تجربته إلى حين (لو 4: 13) "ولما اكمل ابليس كل تجربة فارقه الى حين." لأنه كان يطرح أسئلة ويقاومة من خلال الكتبة والفريسييين وغيرهم ويقاومه ونذكر هنا تجربة المسيح فى بستان جثيسمانى وعلى الصليب (يو 12: 31 و 14: 40) (لو 33: 25) ونلاحظ أن لكل تجربة حدا وتهاية .. فيكون لكم تجربة عشرة أيام

3) واذا ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه  أى قدموا له كل ما يحتاجه لا سيما الطعام كما فعلوا مع إيليا (1مل 19: 15) كما أنهم قدموا له المجد والإكرام الروحى كإنهم يشددون روحه كما حدث فى بستان جثسيمانى (لو 12: 43) فبعد ضيقات واجهها فى البرية والجوع والعطش وإغراء إبليس أتت الملائكة التى كانت تقف تراقب معارك التجارب الثلاث وما ان إنتهت حتى أتت والآن بعد التجارب شبع الذى لم يرد أن يحول الحجارة خبزا ونال عونا من الملائكة فلم يطلب منهم ا، يحملوه وسجد له خدم الرب الإله بعد إعلانه أن ينبغى أن يكون السجود لرب وحده .. إن أفضل علامات محبة الرب تكون المجازاة بعد الضيق والشدة والإضطهاد .. إنه لا تزال حتى الآن مقاومة الشيطان وإضطهاد أتباعه لنا تفتح أبواب الخدمة والتبشير لنا

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

( ثم تركه ابليس ) اي انه ابتعد عنه في لحظة من الوجود الى عدم الوجود . وكان منظوراً نظرة استعارية فرجع الى طبعه الغير المنظور . ثم بقوله ” ملائكة جاءت “  يدل على انهم كانوا بعيدين . ولم يكن مأذوناً لهم ان يدنوا وينظروا لئلا يخاف العدو . فالملائكة في العلو والشياطين في العمق كانوا ينظرون من عساه ان يكون الغالب منهما . فالشياطين كانوا مرتابين والملائكة متحققين . فلما خزي ابليس وهرب تقدمت الملائكة وخدمته . اما الانجيلي فلم يذكر نوع الخدمة الا ان بعضهم ارتأى ان البعض من الملائكة كان يهيء قوتاً للجسد والآخرون كانوا يمجدونه لغلبته وانتصاره . لنعلم من ذلك انه بعد انتصارنا على ابليس في هذه الحياة تقبلنا الملائكة .

ولما اكمل ابليس كل تجربة فارقه الى حين ( لو 4 . 13 )

فقوله الى حين اي انه ذهب ليطفي يهوذا فيسلمه ويحرك اليهود فيقتلوه . فهذا هو شأن الشيطان . انه حين يعجز عن اسقاط الانسان في التجارب يسعى الى قتله . ولذلك فانه منذ تجربته للمسيح الى ساعة الصلب لم يعد يجربه بتجارب أخرى . لانه في التجارب الثلاث التي امتحنه بها على ما تقدم ذكره تنحصر كل تجارب الشيطان . فان من نهم البطن تتولد الشراهة والسكر والظلم والزنا وغير ذلك . ومن مجد الباطل يتولد الكبرباء وبهرجة الجسد والبغضة والسجس والشقاق . ومن محبة الفضة يتأتى الطمع والسرقة والكذب وشهادة الزور والخصومات والقتل وما اشبه . اما قوله ” لتصير الحجارة خبزاً ” فهذا من نهم البطن . ” واطرح نفسك ” من المجد الباطل . ” ولك اعطي ممالك العالم ” يريد ترغيبه في محبة الفضة ثم نقول انه بسبب الشهوة نسقط في الخطايا . ولاجل مجد الباطل نعمل ما لا يجب عمله . وطمعاً في اقتناء الفضة نخرج عن الواجب . ولان داء محبة الفضة صعب وردي وهو اصل كل الشرور كقول بولس لذلك تركه الى آخر تجاربه كلها كما يفعل الاعداء . فانهم يبدأون اولاً باصغر القتالات حتى ينتهوا باكبرها . اما القديس فيلكسينوس فيقول ان محاربة المجد الباطل هي اصعب من محاربة كل شيء ولذلك ذكرها لوقا في الآخر على خلاف ما سردها يوحنا ومتى . فانه جعل التجربة بالمجد الباطل آخر التجارب لانها اصعبهما وربما كانت محبة المجد الباطل قد اثرت فيه لانه طبيب لذلك جعلها آخر التجارب . وزعم غيرهم ان تجربة الشيطان للمسيح بمحبة الفضة ونهم البطن كانت في البرية والجبل واما تجربته له بالمجد الباطل فتمت بعد ان رجع . وقال آخرون التجارب الثلاث وقعت في يوم واحد . وارتأى البعض ان تجربة نهم البطن تمت بعد الصيام ومن بعدها تجربة المجد الباطل فمحبة الفضة . وقال قوم ان ابليس لم يجرب المسيح الا تخيلاً ووهماً فكيف حسب ذلك نصرة وغلبة للمسيح ؟ فنجيب ان سيدنا لم يكن محتاجاً للنصرة لكن قصده كان ان يفضح الشيطان ويخزيه اما النصرة الحقيقية فمتوقفة على المعرفة لا القهر . وان يسبق الانسان ويعرف مقاصد عدوه وفي ذلك الغلبة الحقيقية . وكل نصرة لن تنصر بمعرفة فهي لا تنفع شيئاً . لذلك اظهر قوته في البرية ليعرفوه متى طردهم من المدن .

 

 

 

 

This site was last updated 01/16/21