Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

   تفسير / شرح الإنجيل كما رواة  متى الإصحاح الثالث (مت 3: 7-12)  

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس  http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مقدمة تفسير متى
تفسير (مت 1: 1- 17
تفسير  (مت 1: 18
تفسير (مت 1: 19 - 24)
تفسير (متى 2: 1- 12
تفسير (مت 2: 13 - 23
تفسير (مت  3: 1-6
تفسير (مت 3: 7-12
تفسير (مت 3: 13-17
تفسير (متى 4 : 1- 11
تفسير (متى 4: 12- 17)
تفسير (متى 4: 18- 25
تفسير (متى5: 1-  12
تفسير (مت 5: 13- 26
تفسير  (متى 5: 27- 48
تفسير متى 6: 1- 15
تفسير متى 6: 16- 34
تفسير متى الإصحاح7
تفسير متى الإصحاح 8
تفسير متى 9: 1- 17
تفسير متى 9: 18- 38
تفسير متى 10: 1- 23
تفسير متى 10: 24- 42
تفسير متى الإصحاح 11
تفسير متى 12: 1- 21
تفسير متى 12: 22- 50
تفسير متى 13: 1- 32
تفسير متى 13: 33- 58
تفسير متى الإصحاح14
تفسير متى 15: 1- 20
تفسير متى 15: 21- 39
تفسير متى الإصحاح16
تفسير متى الإصحاح17
تفسير متى الإصحاح18
تفسير متى الإصحاح19
تفسير متى الاصحاح20
تفسير متى 21: 1- 22
تفسير متى 21: 23- 46
تفسير متى 22: 1- 22
تفسير متى 22: 23- 46
تفسير متى 23: 1- 22
تفسير متى 23: 23- 39
تفسير متى 24: 1- 22
تفسير متى 24: 23- 51
تفسير متى الإصحاح25
تفسير متى 26: 1- 25
تفسير متى 26: 26- 46
تفسير متى 36: 47- 75
تفسير (مت 27: 1- 26)
تفسير (مت 27 : 27- 44)
فسير (مت 27 : 45- 66)
تفسير متى الفصل 28
جدول بالتآريخ والحكام  بإسرائيل ومصر
إقتباسات متّى من العهد القديم
Untitled 8095
Untitled 8102
Untitled 8410
Untitled 8411

فيما يلى تتفسير / شرح الإنجيل كما رواة  متى الإصحاح الثالث  (مت 3: 7-12)

تقسيم فقرات الإصحاح  الثالث من إنجيل متى (مت 3: 7-12)
2. تهيئة الطريق (مت 3: 7-12)

تفسير انجيل متى - الاصحاح الثالث

2. تهيئة الطريق (مت 3: 7-12)

تفسير (متى 3: 7)  : فلما رأى كثيرين من الفريسيين والصدوقيين يأتون الى معموديته ، قال لهم : يا أولاد الافاعي ، من أراكم ان تهربوا من الغضب الآتي ؟

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

(مت 12: 24 و 23: 33) (لو 2: 7- 9) (رو 5: 9) (1 تي 1: 10) 

1) فلما رأى كثيرين رآى يوحنا المعمدان بعض من يأتون إليه بدون الإستعداد التام للتوبة مجرد ظهورهم بين المقبلين على التوبة  .. تشير هذه ألاية إلى شدة تأثير يوحنا المعمدان وجذبه للناس الذين يريدون أن يعيشوا أحرارا من عبودية الخطية أتى إليه طوائف متعددة ومن جميع الشخصيات منهم من أتى ليتفرج عليه ومنهم من يريد أن ينضموا لحركته ويكون لهم مكانا وأيضا كثيريين أتوا بلا نيل للتوبة الحقيقية التى كانت شرطا اساسايا وحديا لمعمودية يوحنا المعمدان

2) الفريسيين والصدوقيين لم يكن نوع واحد من الناس او طائفة واحدة من طوائف اليهود هى التى قبلت بإيمان معمودية التوبة بل كثيريين من ومنهم الفريسيين والصدوقيون  وهم طائفتين دينتين يهوديتين قال يوسيفوس أنهما نشأتا نحو 150 ق. م

الصدوقيين: نسبت هذه الطائفة إلى صادوق رئيس الكهنة .. وإما أصل الصدوقيين ونشوؤهم فيذهب إلى أن أسرة صادوق الكهنوتية التي كانت تقود الشؤون في القرنين الرابع والثالث في العصرين الفارسي واليوناني اخذت، وربما غير واعية، تضع الاعتبارات السياسية فوق الدينية.
وفي زمن أنطيوخوس أبيفانيس (175-163 ق. اسم يوناني معناه) كان عدد كبير من الكهنة محبًا للثقافة اليونانية (2 مكابيين 4: 14-16) وكان رؤساء الكهنة ياسون ومينيلاوس والقيموس الداعين إلى الهيلينية فوق الشعب إلى جانب المكابيين للذود عن نقاوة الدين اليهودي. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). وبانتصار هذا الفريق وتأمين المكابيين ورئاسة الكهنوت انسحبت خلفاء صادوق وأنصارهم وزجوا أنفسهم في السياسة فكانوا يصرّون على إهمالهم لعادت الشيوخ وتقاليدهم والتقرب إلى الثقافة والنفوذ اليونانيين. أما يوحنا هرقانوس وارستوبولس واسكندريناوس (135-78 ق.م.) فقد أبدوا ميلًا للصدوقيين فكانت القيادة السياسية إلى حد كبير في أيديهم في زمن الرومان والهيرودوسين وكان رؤساء الكهنة انذاك منهم. وإن الصدوقيين الذين جاؤوا إلى يوحنا المعمدان في البرية خاطبهم كما خاطب الفريسيين قائلًا: إنهم أولاد الأفاعي (مت 3: 7). وانضموا إلى الفريسيين ليسألوا من الرب آية من السماء (مت 16: 1-4).في زمن المسيح والعهد الجديد كان الصدوقيين هم الأرستقراطيين. كانوا في الغالب أغنياء ويشغلون مناصب سيادية، منها منصب الكاهن الأعظم، ورؤساء الكهنة، وكانوا يشغلون أغلبية المقاعد ال 70 للمجلس الدينى والذي يدعى السنهدريم. كانوا يعملون بإجتهاد للمحافظة على السلام عن طريق الموافقة على قرارات روما  وبدا أنهم يهتمون بالسياسة أكثر من إهتمامهم بالدين. ولكونهم كانوا متوافقين مع الرومان، وكانوا يشكلون طبقة الأغنياء فإنهم لم يكونوا متواصلين بشكل جيد مع عامة الشعب، كما أن عامة الشعب لم يحترمونهم. كان عامة الشعب في تواصل أفضل مع الفريسيين. ورغم أن الصدوقيين كانوا يشغلون أغلب مقاعد السنهدريم، إلا أن التاريخ يشير أنه في أغلب الأحيان كان عليهم الموافقة على آراء الأقلية الفريسية بسبب حب الجماهير لهم.
من الناحية الدينية، كان الصدوقيين أكثر محافظة في ناحية معينة من العقيدة. كان الفريسيين يعطون التقاليد الشفهية نفس سلطان كلمة الله المكتوبة، بينما الصدوقيين كانوا يعتبرون الكلمة المكتوبة فقط هي كلمة الله. لقد حفظ الصدوقيين سلطان كلمة الله المكتوبة، خاصة أسفار موسى (من التكوين حتى التثنية). وفي حين يمكننا أن نمتدح هذا فيهم، إلا أنهم لم يكونوا كاملين في نظرتهم العقائدية. في ما يلي قائمة مختصرة للمعتقدات التي تمسكوا بها وكانت مخالفة لكلمة الله:
1. كانوا مكتفين بذواتهم بقدر كبير حتى أنهم أنكروا الإحتياج إلى تدخل الله في الحياة اليومية.
2. أنكروا قيامة الأموات (متى 22: 23؛ مرقس 12: 18-27؛ أعمال الرسل 23: 8).
3. أنكروا وجود الحياة الأبدية، وقالوا بأن النفس تهلك عند الموت، وبهذا أنكروا أي عقاب أو ثواب بعد الحياة على الآرض.
4. أنكروا وجود العالم الروحي، أي الملائكة او الشياطين (أعمال 23: 8).
بسبب إهتمام الصدوقيين بالسياسة أكثر من الدين فإنهم لم يهتموا بيسوع إلى أن بدأوا يخافون من أن يجذب إهتمام الرومان، وهذا ما كانوا لا يريدونه. هنا إتحد الفريسيين والصدوقيين وتآمروا معاً على قتل المسيح (يوحنا 11: 48-50؛ مرقس 14: 53؛ 15: 1). يذكر الصدوقيين أيضاً في أعمال 4: 1؛ أعمال 5: 17، كما يدين المؤرخ يوسيفوس الصدوقيين بموت يعقوب (أعمال 12: 1-2).
إنتهى وجود الصدوقيين في عام 70م. بما أن هذا الحزب وجد أصلاً بسبب الروابط السياسية والكهنوتية، فإنه عندما دمرت روما أورشليم والهيكل في عام 70 م. فقد تم تدمير الصدوقيين أيضاً.

الفريسيين: على العكس من الصدوقيين، فإن الفريسيين كانوا غالبا من طبقة رجال الأعمال المتوسطة، وبهذا كانوا على صلة بعامة الشعب. كان عامة الشعب يحترمون الفريسيين أكثر من إحترامهم للصدوقيين. ورغم أنهم كانوا أقلية في السنهدريم وكانت لهم مناصب قليلة ككهنة، إلا أنهم كانوا يتحكمون في إتخاذ القرارات في السنهدريم أكثر من الصدوقيين بسبب مساندة الشعب لهم.
من الناحية الدينية فإنهم قبلوا الكلمة المكتوبة على أنها كلمة الله الموحى بها. وفي وقت خدمة المسيح على الأرض، كان هذا يشمل ما يشكل اليوم العهد القديم. ولكنهم أيضاً منحوا سلطاناً مماثلاً للتقليد الشفهي، وحاولوا أن يبرروا موقفهم هذا بالقول أنهم تسلموه من موسى. مع التغير عبر السنين فإن هذا التقليد أضاف إلى كلمة الله وهذا أمر مرفوض (تثنية 4: 2)، وكان الفريسيين يسعون بكل حزم لطاعة هذا التقليد بالإضافة إلى العهد القديم. تمتليء الأناجيل بأمثلة تمسك الفريسيين بهذه التقاليد كما يتمسكون بكلمة الله (متى 9: 14؛ 15: 1-9؛ 23: 5؛ 23: 16، 23؛ مرقس 7: 1-23؛ لوقا 11: 42). ولكن هل كانوا أمناء تجاه كلمة الله فيما يخص العقائد الأخرى الهامة. على عكس الصدوقيين، كانوا يؤمنون بما يلي:
1. آمنوا أن الله يتحكم في كل الأشياء، لكن القرارات التي يتخذها الأفراد تساهم أيضاً في مسار حياة الشخص.
2. آمنوا بقيامة الأموات (أعمال 23: 6).
3. آمنوا بالحياة بعد الموت، ووجود مكافآت وعقاب للكل على أساس شخصي.
4. آمنوا بوجود الملائكة والشياطين (أعمال 23: 8).
رغم أن الفريسيين كانوا منافسين للصدوقيين، إلا أنهم تمكنوا من وضع خلافاتهم جانباً في مناسبة واحدة – في وقت محاكمة المسيح. في هذا الوقت إتحد الفريسيين والصدوقيين لقتل المسيح (مرقس 14: 53؛ 15: 1؛ يوحنا 11: 48-50).
بينما إنتهى وجود الصدوقيين بعد دمار أورشليم، إلا أنه استمر وجود الفريسيين الذين كانوا مهتمين أكثر بالأمور الدينية عن السياسية. في الواقع كان الفريسيين ضد الثورة التي تسببت في دمار أورشليم عام 70 م. وكانوا أول من صنع سلاماً مع الرومان بعد ذلك. كان الفريسيين أيضاً هم من قاموا بتجميع المشناه، التي هي وثيقة هامة تشير إلى إستمرار اليهودية بعد دمار الهيكل.
لقد إنتهر يسوع كل من الفريسيين والصدوقيين في مناسبات عديدة. وربما يكون أفضل الدروس التي نتعلمها من الفريسيين والصدوقيين هو أن لا نكون مثلهم. على عكس الصدوقيين، علينا أن نؤمن بكل ما جاء في الكتاب المقدس بما فيه من معجزات وحياة أبدية. وعلى عكس الفريسيين علينا ألا نعتبر التقليد مساوياً للكلمة المقدسة، وعلينا ألا نسمح لعلاقتنا مع الله أن تنحصر في قائمة من القوانين والطقوس والنواميس.

3) يا أولاد الافاعي  ” وهنا نتوقف عند فرز يوحنا للناس الذين يأتون إليه فكان مدققا بروح النبوة محذرا وموبخا  هناك نوع من الحيات شديد الإحتيال والضرر .. لم يستخدم هذا الوصف ليصف الفريسيين والصدوقيين كراهية وإحتقارا .. بل توبيحهم لهم على صفاتهم العامة التى تتشابه مع صفات الأفاعى وعدم إخلاص نوياهم وعدم نقاءهم وعدم إتباعهم روح العهد القديم فى تعليمهم وتصرفاتهم وسياستهم ومع كل ما يتصفون به فى حياتهم يأتون إليه متصنعين ومتظاهرين بالتوبة فتوبتهم الظاهرية ليست مقبولة تشبه سم ألفاعى القاتل .. والأرجح أن يوحنا المعمدان كان يتكلم عن نسل الحية التى ورد فى (تك 3: 15) واضع عداوة بينك وبين المراة، وبين نسلك ونسلها. هو يسحق راسك، وانت تسحقين عقبه» العداوة التى أعلنها الفريسيين ضد يسوع ومع أن الفريسيين نسل إبراهيم إلا أنهم شابهوا نسل الحية فى مقاومتهم نسل المرأة

4) من أراكم  ” هنا تعجب يوحنا من هاتين الطائفتين مع أنهم لهم صورة التقوى ولكنهم ينكرون قوتها يتظاهرون بالتدين أمامم الناس ويتركون أثقل الناموس الحق والرحمة والإيمان وهنا يغنمون الفرصة ليكونوا فى مقدمة اليهود الذين يريدون أن يتعمدوا بمعمودية التوبة بيد يوحنا .. هؤلاء المرائيين موجودين فى كل زمان ومكان هم الذين يتظاهرون بالورع والتقوى والقداسة ولكنهم ليسوا مقبولين أمام الرب ومرفوضين منه 

5) ان تهربوا  أى أنتم تجتهدون فى الهروب من مصيركم وهذا السؤال يظهر ان يوحنا شك فى صدق نواياهم بالتوبة الحقيقية فالمعمودية كانت للتوبة فإذا لم تكن هناك توبة فالمعمودية تكون باطلة وتصير حماما مثل ما ياخذه الإنسان فى بيته لينظف نفسه فوجود يوحنا معهم فى نهر الأردن لن يعطيهم غفرانا لأن المعمودية ما هى إلا غعدا بين الإنسان والرب ويوحنا يتمم القبول .. فكأن يوحنا يقول لهم : أى رجاء لمن كان مثلكم؟

6) من الغضب الآتي تكررت فى )لو 3: 7) وكان يقول للجموع الذين خرجوا ليعتمدوا منه: «يا اولاد الافاعي من اراكم ان تهربوا من الغضب الاتي" الغضب الآتى الذى يأتى لبعد الشعب عن الرب وتجد غضب الرب فى (1) خراب اورشليم (2) وفى يوم الدينونة أى غضب الرب على شعبه فى الأرض وعلى كل فى رد بعد القيامة وكان  الفريسيين والصدوقيون مسئولين عن إغضاب الرب أى أنتم عليكم عضب الرب وقصاصة على الخطية التى تمارسونها وقد تنبا ملاخى فى (ملا 3: 2) ومن يحتمل يوم مجيئه ومن يثبت عند ظهوره.لانه مثل نار الممحص ومثل اشنان القصار.  (ملا 4: 5) هانذا ارسل اليكم ايليا النبي قبل مجيء يوم الرب اليوم العظيم والمخوف. " قهذا هو يوحنا الذى أتى بروح إيليا السابق للمسيح يهيئ الطريق امامه ويوبخ ويعظ  أنه لا يحابى الوجوه ولا يخاف من العظماء ولا يرهب من الملوك (1 تس 1: 10)  وتنتظروا ابنه من السماء، الذي اقامه من الاموات، يسوع، الذي ينقذنا من الغضب الاتي. "

 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ان اليهودية ابتدأت من يهوذا الرابع من اولاد يعقوب . واتسعت في عهد موسى وقويت في عهد داود الذي ملك على سبط يهوذا . ونشأ عند اليهود سبع بدع . فالكتبة كانوا يحفظون العادات والقوانين كما تسلموها من المشائخ مع حفظ ناموس موسى . والفريسيون كانوا يصومون يومين في الاسبوع ويعشرون مالهم ويحافظون على البتولية والصوم . وفي اعناقهم خيوط ارجوانية دلالة على خوفهم من الله وينظفون الاواني . والصدوقيون وهم بالجنس سامريون من كاهن اسمه صادوق لا يعترفون بروح القدس والملائكة اما فيما خلا ذلك فكانوا كاليهود . وفريق آخر كان يعتمد كل يوم مدعياً ان الحيوة لا تحق لمن لا يعتمد . اما الوقحون فكانوا يكلمون ما يخص الناموس ويستعملون قراءة كتب من غير مذهبهم ويرذلون كثيرين من الانبياء . ثم الماردون فكانوا يتنجسون من أكل اللحم ولا يأكلون لحماً ذي روح ولا سمناً ولا حليباً وكانوا يؤمنون بالآباء من ابراهيم الى موسى ويشوع ناكرين نسبة التوراة الى موسى ويدعون ان كتاب موسى غير هذه التوراة . والهيروديسيون كانوا يشبهون اليهود في كل شيء ويظنون ان هيرودس هو المسيح وعليه فكانوا يكرمونه ويسمونه المسيح . اما الفريسيون والصدوقيون فكانوا ضابطين بذلك الزمان . ولذا فانه انتهر الفريسيون دون غيرهم لانه عرف بمكنونات ضمائرهم اذ انهم لم يكونوا يعتمدون منه كسائر الناس بل بقلب مملوء غشاً . ويتضح ذلك من قول سيدنا لهم : ” معمودية يوحنا من اين هي ” . ذلك لانهم لم يكونوا يصدقون كلامه ولا آمنوا بالذي يكرز عنه . ومن قولهم ليوحنا هو المسيح . فروح القدس كشف له عما في ضميرهم . وانتهرهم أيضاً لانهم لم يسمعوا كرازته كقوله ان الكتبة والفريسيين خالفوا ارادة الله . اما العشارون فآمنوا واعتمدوا . وكثيرا ما كان يوحنا يوبخ الفريسيين والصدوقيين على أفعالهم الشريرة كقوله لهم

( يا أولاد الافاعي ) فالافاعي هي نوع من الحيات . ويتضح ذلك من تسميته لهم في موضع آخر اولاد الحيات . وليس في الدنيا كلها الا زوج واحد من هذا الجنس . ويوجد جنس آخر من الافاعي كالتي لدغت يد بولس . فسماهم اولاد الافاعي ولا افاعي لان سم هذا الدبيب نادر الوجود كفراخه . فالمشهور عنها ان اباها يموت يوم الحبل بها . لان مخرج الانثى صغير اشبه بخرم الابرة . وحينما يضاجع الذكر الانثى يرمي الزرع بفمها . وهي عند تناولها اياه تقطع ذكره ويموت لوقته . اما الانثى فلما تريد ان تلد وليس لها منفذ يخرج منه فراخها فتأخذ الفراخ بنقر بطن امهن حتى تنفتح فيخرجن اذ ذلك وتموت الام . لهذا شبههم باولاد الافاعي لانهم قد قتلوا اباءهم الانبياء وقتلوا اخيراً امهم اورشليم فاخربوها ، لتحاملهم على المسيح ، وذلك بعد الصلب باربعين سنة في عهد الملك وسبسيانوس . وقد سماهم حيات واولاد الافاعي لانهم صاروا آلة لذلك الذي اغرى حواء امنا بواسطتهم وقاد ابانا آدم الى مخالفة الوصية الالهية .

( من الغضب الآتي ) شبه خراب اورشليم بالغضب الآتي كما شبه اورشليم بالتينة . وذهب آخرون الى انه اراد بالغضب الآتي جهنم . لانها كانت مجهولة عندهم . وبعد ان وبخهم على اعمالهم تقدم اليهم ان يعملوا اعمالا ً صالحة

تفسير (متى 3: 8) : فاصنعوا ثمارا تليق بالتوبة .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) “ اصنعوا ثماراً تليق بالتوبة  ”  التوبة ليست مجرد عمل قلبي، إنما هناك أعمال وأثمار تليق بها وتدل عليها. وكما قال الكتاب "من ثمارهم تعرفونهم" (متى 7: 26، 20)ثمار التوبة هي ثمار الروح القدس المزمع أن يرسلة المسيح رسالة بولس الرسول الي اهل غلاطية 5 : 22 وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ 23 وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ. ضِدَّ أَمْثَالِ هذِهِ لَيْسَ نَامُوسٌ.

.1- السلوك المقدس.  2- الأعمال الصالحة.  3- ربح النفوس.
السلوك المقدس إن من ثمار التوبة الواضحة في حياة الإنسان هو السلوك في حياة القداسة، كما يقول معلمنا بولس الرسول " نظير القدوس الذي دعاكم كونوا أنتم أيضاً قديسين" (1بط15:1). والسلوك بالقداسة يمكن توضيحه فيما يلي:-
( أ ) اقتفاء أثر المسيح: يقول معلمنا بطرس الرسول " تاركا لنا مثالاً لكي تتبعوا خطواته" (1بط21:2). وأيوب الصديق يقول " بخطواته استمسكت رجلي" (أي11:23). معلمنا داود النبي يقول " تمسكت خطواتي بآثارك" (مز5:17). لذلك يقول معلمنا يوحنا الحبيب "من قال أنه ثابت فيه ينبغي أنه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضاً " (1يو6:2).
(ب) السلوك بحسب الروح: يتنازع المؤمن إنسانان. الإنسان الجسدي العتيق الفاسد. والإنسان الروحي الجديد الطاهر.  وتظل الحرب بينهما حتى ينتصر أحدهما. كما قال معلمنا بولس الرسول " الجسد يشتهى ضد الروح، والروح ضد الجسد وهذان يقاوم أحدهما الآخر "… (غل17:5). ولذلك يوصينا الرسول قائلاً: " إنما أقول اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد ". (غل16:5). ويقول أيضاً " الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات إن كنا نعيش بالروح فلنسلك أيضا بحسب الروح" (غل24:5،25). يقارن الرسول بين السلوك بالجسد والسلوك حسب الروح فيقول: "إن الذين هم حسب الجسد فبما للجسد يهتمون. ولكن الذين حسب الروح فبما للروح. لأن اهتمام الجسد هو موت ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام. لأن اهتمام الجسد هو عداوة لله … فالذين هم في الجسد (أي سالكين تحت سيطرة الجسد) لا يستطيعون أن يرضوا الله "(رو5:8-8).لذلك يقرر الحقيقة الآتية: " لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون. ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون. لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله ". (رو13:8،14). وبناء على كل هذه الاعتبارات قال بولس الرسول قولته الخالدة: " إذن لا شئ من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح ". (رو1:8).
(جـ) الابتعاد عن مجال الخطية:  إن السلوك في أثر خطوات المسيح … والسلوك بحسب الروح يقتضي منا أن نبتعد عن مجالات الخطية التي تثير شهوة الجسد، وتشبع رغباته … فإن أردت أن تسلك بالقداسة اعتزل عن الأصدقاء القدامى " اخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب ولا تمسوا نجساً فأقبلكم ". (2كو17:6). ابتعد عن أماكن اللهو والخطيئة ... وبالجملة أخرج من أرض الخطية بكل صورها وأشكالها المعثرة واسمع وصية الله للوط إذ قال له " اهرب لحياتك لا تنظر إلى ورائك. ولا تقف في كل الدائرة اهرب إلى الجبل لئلا تهلك ". (تك17:19).
(د) تجنب مؤثرات الخطية: مثل قراءة الكتب الجنسية التي تثير الشهوة والقصص الغرامية والمجلات الخليعة ومشاهدة الأفلام المثيرة … ورؤية الصور القبيحة. إذ يقول الرسول " فليتجنب الإثم كل من يسمي اسم المسيح " (2تى19:2).
(هـ) تجنب ما يعثر الآخرين: احظ سلوكك وتصرفاتك.. هل في نظراتك ما يعثر الآخرين.. وهل ملابسك (خاصة للسيدات) تعثر الآخرين …هل في كلامك وتلميحاتك وأسلوبك ما يسبب عثرة، لقد قال الرب يسوع " ويل للعالم من العثرات. فلابد أن تأتي العثرات ولكن ويل لذلك الإنسان الذي به تأتي العثرة ". (مت17:57). والرب يقول في القديم "ارفعوا المعثرة من طريق شعبي" (أش14:57).
(و) حياة التدقيق: يقول معلمنا بولس الرسول " انظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء. مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة ". (أف15:5).
كن مدققا في كلامك … " فلا تخرج كلمة رديئة من أفواهكم بل كل ما كان صالحاً للبنيان حسب الحاجة كي يعطى نعمة للسامعين" (أف29:4). وكما يقول أيضاً الرسول " ولا القباحة ولا كلام السفاهة والهزل التي لا تليق ". (أف4:5). كن مدققاً في تصرفاتك كقدوة للمؤمنين كما يوصى الرسول تلميذه قائلاً: " كن قدوة للمؤمنين في الكلام في التصرف …" (1تى12:4). كن مدققاً أيضاً في محاسبة نفسك، لهذا يقول الرسول " جربوا أنفسكم هل أنتم في الإيمان امتحنوا أنفسكم " (كو5:13).
؛ز) حياة الطهارة:  يقول الرسول " احفظ نفسك طاهراً " (1تى22:5). يقول سليمان الحكيم في الأمثال " من أحب طهارة القلب فلنعمة شفتيه يكون الملك (المسيح) صديقه " (أم11:22). لذلك يقول الرب على لسان أشعياء النبي " تطهروا يا حاملي آنية الرب" (أش11:52).طالب الرب بهذه الطهارة مع داود النبي قائلاً "اغسلنى كثيراً من إثمي ومن خطيتى طهرني … طهرني بالزوفا فاطهر … قلباً نقياً أخلق في يا الله وروحاً مستقيماً جدده في داخلي" (مز2:21،7،10). 
(ح) مخافة الرب: يقول الوحي بلسان معلمنا بولس الرسول "مكملين القداسة في خوف الله" (2كو1:7).فلكي نسلك بالقداسة ينبغي أن نضع مخافة الرب أمام عيوننا فنتقيه ونحفظ وصاياه. معلمنا سليمان الحكيم يقول "فلنسمع ختام الأمر كله. اتق الله واحفظ وصاياه لأن هذا هو الإنسان كله" (جا13:12). اسمع ما يقوله الوحي عن الإنسان الخائف الرب "من هو الإنسان الخائف الرب. يعلمه طريقاً يختاره. نفسه في الخير تبيت … سر الرب لخائفيه وعهده لتعليمهم" (مز13:25،14). وكما قرر سليمان الحكيم قائلاً: "بدء الحكمة مخافة الرب"(أم10:9).
(ظ) المجالات الروحية: من أهم مقومات الحياة الروحية اندماج التائب في مجالات النعمة. ليعيش في بيئة جديدة مقدسة ويستنشق هواء نقياً خالياً من ميكروبات الخطية … لذلك يقول معلمنا بولس الرسول "غير تاركين اجتماعاتنا كما لقوم عادة بل واعظين بعضنا بعضاً" (عب25:10). من أجل ذلك أيضاً يوصى الرسول تلميذه تيموثاوس بالاندماج مع المؤمنين للهروب من الخطية فيقول له " أما الشهوات الشبابية فأهرب منها واتبع البر والإيمان والمحبة والسلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقي" (2تى22:3). قد جعل معلمنا يوحنا الرسول ارتباط الإنسان بالمؤمنين علامة واضحة لانتقاله من الخطية إلى النعمة فيقول " نحن نعلم أننا قد إنتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الاخوة " (1يو14:3).
(ى) وسائط النعمة:  لكي يسلك المؤمن في حياة القداسة ينبغي أن يكون مواظباً على وسائط النعمة وهي القنوات التي تسرى خلالها مياه النعمة لتصل إلى قلوبنا.* الصلاة: فالرسول يقول "صلوا بلا انقطاع" (1تس17:5).والرب يسوع أوصى أن "يصلى كل حين" (لو 1:18).وهو نفسه كان يقضى الليل كله في الصلاة. (لو12:6).
* كلمة الله: واسطة قوية من وسائط النمو الروحي، إذ بها نأخذ فكر المسيح. وبها نصير أكثر حكمة من أعدائنا كما يقول داود النبي " وصيتك جعلتني احكم من أعدائي لأنها إلى الدهر هي لي، أكثر من كل معلمي تعقلت لأن شهاداتك هي لهجي. أكثر من الشيوخ فطنت لأني حفظت وصاياك " (مز98:119-100). لذلك يوصى الرب يسوع بخصوصها فيقول: " لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك. بل تلهج فيه نهاراً وليلاً لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه. لأنك حينئذ تصلح طريقك وحينئذ تفلح " (يش8:1). ولأهمية كلمة الله للإنسان التائب يوصى موسى النبي قائلاً: "ضعوا كلماتي هذه على قلوبكم ونفوسكم. واربطوها علامة على أيديكم ولتكن عصائب بين عيونكم. وعلموها أولادكم متكلمين بها حين تجلسون في بيوتكم وحين تمشون في الطريق وحين تنامون وحين تقومون. واكتبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك …" (تث18:11-20).
الصوم: هو قمع الجسد لتنطلق الروح. أماتة لرغبات الجسد، واستعباد الجسد لمشيئة الروح. لذلك صام موسى وإيليا والأنبياء ويسوع نفسه والرسل في حياتهم.ومعلمنا داود النبي يقول "أذللت بالصوم نفسي" (مز13:35).والرب يأمر شعبه بالصوم فيقول "قدسوا صوماً نادوا باعتكاف" (يو14:1). ويوضح معلمنا بولس الرسول أهمية التفرغ للصوم فيقول "لكي تتفرغوا للصوم" (1كو5:7).
التناول: واسطة ثبات في الرب إذ يقول السيد المسيح "من يأكل جسدي ويشرب دمى يثبت في وأنا فيه" (يو56:6).
(ك) القيادة الروحية: من أهم العوامل التي تحفظ الإنسان في حياة القداسة هي الارتباط بقيادة روحية مختبرة، ووضع نفسه تحت إرشاد روحي لأب حكيم ممتلئ من روح الله. ويوضح ذلك معلمنا بولس الرسول في قوله "أطيعوا مرشديكم واخضعوا لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سوف يعطون حساباً" (عب17:13).
 

 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اراد بالاثمار الأعمال . فكأنه يقول انه لا يكفيكم ان تمتنعوا عن الشر فقط بل يجب ان تعملوا الخير . ثم حثّهم على الثبات في التوبة بعد ان يرجعوا عن شرورهم موضحاً لهم ان زمانه ليس كزمان الانبياء وان الذي ياتي بعده يصعد الصالحين الى السماء ويطرح الطالحين في جهنم مفهماً اياهم ان التفاخر بحسن أعمال غيرهم دون ان يعملوا هم الاعمال الصالحة لا يجدي نفعاً

تفسير (متى 3: 9) : ولا تفتكروا في ان تقولوا في انفسكم : لنا ابراهيم اباً . لاني أقول لكم : ان الله قادر ان يقيم من هذه الحجارة اولاداً لابراهيم .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) ولا تفتكروا في ان تقولوا في انفسكم  ” أى لا تقولوا أن أبينا إبراهيم ونحن اولاده ..

2) لنا ابراهيم اباً  ” لأن الرب يجازى كل واحد حسب أعماله أى أننا مميزون بأننا ولدنا فى الطبيعة من نسل إبراهيم لهذا فإننا ورثة لإبراهيم الذى له الوعد هذا كان فخرهم (يو 8: 33 و 37 و39) اجابوه:«اننا ذرية ابراهيم، ولم نستعبد لاحد قط! كيف تقول انت: انكم تصيرون احرارا؟» ... انا عالم انكم ذرية ابراهيم. لكنكم تطلبون ان تقتلوني لان كلامي لا موضع له فيكم. .. اجابوا وقالوا له:«ابونا هو ابراهيم». قال لهم يسوع :«لو كنتم اولاد ابراهيم، لكنتم تعملون اعمال ابراهيم! " يو حنا لم ينكر نسبهم إبراهيم بل أنكر كذبهم وريائهم ونفاقهم فى الظهور بأن الرب راضى عن أعمالهم .. وقد إستند اليهود على هذا النسب انه فى أحد تقاليدهم يقولون : ـم إبراهيم جالس أمام الباب المؤدى إلى الجحيم فلا يسمح بإنحدار أحد من نسلة المختونين إلى هناك .. وبناء على ما قاله يوحنا أن فضائل الوالدين لا تنفع أولادهم إلا بشرط أن يسير الأولاد فى طريق والديهم وإستناد البعض على عضويتهم فى الكنيسة فقط وذهابهم الروتينى اليها بدون حرارة فى الإيمان هو إيمان بدون أعمال  وهذا الإيمان هو إيمان ميت لأنه بدون إيمان بدون ثمر كشجرة التين التى رآها يسوع فى بيت فاجى ومثل الشاب الغنى الذى كان يريد أن يتبع يسوع ولكن المال كان سدا فى وجهه (إنجيل متى 7: 22) كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب، يا رب! أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟"  فحينئذ أصرح لهم: إني لم أعرفكم قط! اذهبوا عني يا فاعلي الإثم! "  

3) لاني أقول لكم  ”  إعتمد الفكر اليهودى أن الرب ملتزم يتخليص شعبه المختار ولو أراد رفضهم ما أمكنة ذلك ولكن كان عهد الله وميثاقه مع بني إسرائيل حيث أمر الله موسى أن يعلم بني إسرائيل - وهم لم يزالوا بعد تحت نير العبودية في مصر - أن تحقيق العهد الإلهي لإبراهيم وذريته متوقف على إيمانهم بالله، وما يترتب على ذلك الايمان من طُهر في العقيدة والسلوك.(خر6: 2- 6) لكن إن لم تسمعوا لي، ولم تعملوا كل هذه الوصايا، وإن رفضتم فرائضي، وكرهت أنفسكم أحكامي، فما عملتم كل وصاياي، بل نكثتم ميثاقي، فإني أعمل هذه بكم: أسلط عليكم رعبًا، وأجعل وجهي ضدكم، أصير سماءكم كالنحاس، وأرضكم كالحديد، فتفرغ باطلاً قوتكم وأرضكم. أجلب عليكم سيفًا ينتقم نقمة الميثاق، أذريكم بين الأمم، وأُجرد وراءكم السيف، والباقون منكم ألقي الجبانة في قلوبهم في أراضي أعدائهم، فتهلكون بين الشعوب، وتأكلكم أرض أعدائكم، والباقون منكم يفنون بذنوبهم في أراضي أعدائكم، وأيضًا بذنوب آبائهم معهم يفنون؛ (لاويين 26: 3 - 39.)

4) يقيم  ” أى يستطيع أن يحول الجماد التى ليست كائنا حيا إلى جسد وحياة من نسل إبراهيم فالرب هو الذى جبل ىدم من تراب وأصبح نفسا حية

5) من هذه الحجارة إشار إلى حجارة حقيقية كانت  على الأرض قريبة منه

5) اولاداً لابراهيم وهو يعنى ان الرب لا يحتاج إلى هؤلاء اليهود الذين يتظاهرون والمملوئين ريائا ونفاقا ، ويمكنه أن يجدد النسل إذا هلك الأفراد أو يتخذ من أمة أخرى ان يكونوا ليس اولادا لإبراهيم بل اولادا للرب .. وهنا تلميح من يوحنا المعمدان بالنبوة  إلى أنه فى فكر الرب أن يدعوا المم وقد صارت فيما بعد بالفعل .. فنسلنا من الأتقياء لا يفيد شيئا إذ لم نتوب ونسير فى طريق القداسة والبر

 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ان الروح القدس هو الذي كشف ليوحنا عن افتخارهم لابراهيم وعن ظنهم الباطل ومباهاتهم بكونه رجلاً باراً وانه يكفيهم ان يكونوا بنيه واقاربه من دون ان يعملوا الفضيلة لاجل ذلك قطع اصل افتخارهم . وقد سماهم اشعيا سلطان سادوم وشعب عامورا . ونبي آخر خاطبهم قائلاً ” كمثل الحبشة انتم لي يا بني اسرائيل ” . فافتخارهم بقرابتهم مع ابراهيم واحتقارهم للفضائل كانا سبباً للشرور في كل زمان . ولما كان ربنا يعدهم بتحريرهم من الخطيئة كانوا يجيبونه قائلين اننا من زرع ابراهيم ولم يستعبدنا احد . بل كانوا يستهزئون بالرسل لانهم يقبلون الشعوب الغرباء قائلين ان الموعد كان لابراهيم لا لغيره . وبولس يبكثهم في رسالته الى الرومانيين بقوله ان كلمة الله لم تسقط سقوطاً . فبين ان لا فائدة في القرابة اللحمية ان لم يكن الانسان مزيناً بالفضيلة طوعاً لا كرهاً .

( ان يقيم من هذه الحجارة الخ ) فقوله من هذه الحجارة اي من الجماد . كما انه خلق الانسان من التراب . وكقول النبي ” انظروا الى الصخر الذي منه قطعتم اعني ابراهيم . والى نقرة الجب التي منها حفرتم اي سارا ( اش : 51 ) . ومن الصخرة التي فجرت اثني عشر نهراً . بل وشبه العشارين بالحجارة الزناة والشعوب يعبدونها لعدم معرفتهم الله وبالاعمال الفاضلة سموا حجارة . وبواسطة تغييرهم تبرروا وصاروا بنين لابراهيم . لان ابناء ابراهيم على نوعين فمنهم من الطبيعة وهم اليهود ومنهم من الموعد كباقي الشعوب اذ قال الله لابراهيم قد جعلتك اباً لشعوب كثيرة . فقد ولد اسحق حسب الموعد وليس بقوة طبيعية . لانه ولد من عاقرة وطاعنة في السن وكذلك الشعوب بحسب الموعد صاروا بنين لابراهيم . وكما ان ابراهيم لم يتبرر بالاعمال ولكن بالايمان بالمسيح كذلك الشعوب . لانه كثيراً ما كان يتفق ان نبوة الانبياء كانت تكمل بعد مدة وكان اليهود يقولون اين هي اقوال الرب التي قيلت في قدوس اسرائيل فلتتم الان . لاجل ذلك فان يوحنا ابان لهم ان الآخرة قد قربت .

تفسير (متى 3: 10) : والان قد وُضِعت الفأس على اصل الشجر ، فكل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تقطع وتلقى في النار .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

(مت 7: 19) (لو 13: 7 و 9) (يو 15: 6)

1) والان أى حان الوقت وهو الآن أى ليس فى وقت قريب أو بعيد بل فى نفس الساعة التى أكلمكم فيها

2) قد وُضِعت الفأس أتخذ يوحنا تشبية الدينونة بآلة تستعمل لقدع الأشجار وهى الفأس .. وقوله "وضعت " إشارة إلى الواضع الذى يريد قطع الشجرة فيما بعد ويحتمل أن يكون المعنى أنه يؤشر بعلامة لقطعها وهذه التعبيرات دليل على قرب الخطر على أصل الشجرة اليهودية التى أصبحت لا تعطى ثمرا والتى اشار إليها يسوع بشجرة التين فى بيت فاجى وهو فى طريقه إلى أورشليم .. ومن الناحية الروحية تشير هذه الشجرة إلى الإنسان المسيحى الذى بلا ثمر الإيمان  وتوبة سريعة تلحقها ثمار التوبة

3) على اصل الشجر ويشير هنا إلى أصل الشجرة ولها معنيين إما "إلى الأمة اليهودية  كلها كاصل " أو إلى الفريسيين والصدوقيين ورؤساء للشعب  كأفراد منهم ويمثلونهم الذين يظهرون للناس كمتدينيين ولكنهم بعيدون عن الرب وهم بلا ثمر وذكر "اصل الشجر" هو المكان الذى يكون قاعدة للشجرة وبدونها لا تكون هناك شجرة ظاهرة فليش المقصود نهذيب الشجرة وقطع بعض الفروع الرديئة والخارجة عن السيطرة أى عقاب بعض الأفراد من الشعب بالقصاص ولكن على الشجرة كلها ومن أساسها أى على الأمة كلها تزال

4) ثمراً جيداً  ” أى كما ذكر يوحنا ثمار تليق بالتوبة (مت 3: 8) أو بعبارة  الإنجيل "ثمار الإيمان"  أى حيده أى صالحا ومقبولا أمام الناس والرب هكذا قيل عن الرب يسوع (لو 2: 52): وأما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس

5) تقطع وتلقى في النار أى تقطع من أصلها وتزال من على وجه الأرض ولا يتبقى منها شئ ويزاد بعد ذلك أنها تقطع وتلقى فى النار دلالة على هلاك الأمة من على وجه الأرض أما أفرادها يلقون فى النار الأبدية  بسبب غضب الرب عليهم  (مت 3: 7) وبسبب ضرر الخطية للخاطئ (رومية 6: 23 )"لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا".

 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فبقبوله الفاس يريد البلاء الاتي ، والاشجار بني البشر ، والثمار الاعمال الفاضلة ووجه قوله الى اليهود خاصة فبقوله ” كل شجرة ” اي كل انسان مولود من زرع ابراهيم ولم يعمل اعمالاً صالحة يقطع ويلقى في النار اي الابدية . ولم يقل ان الفاس ستوضع ولكن وضعت ليعلمهم ان الانتقام قريب ان لم يعملوا اعمالاً صالحة . ولم يقل انها وضعت على الاغصان والثمار ورأس الاشجار ولكن على الاصل ليبين ان الجميع يستأصلون ان لم يتوبوا . كما انه لم يقل ان الفاس أخذت تقطع لئلا يقطعوا الرجا . لكنه قال قد وضعت ليخيفهم . فكأنه يقول لهم اذا لم تتوبوا تقطعوا من قرابة ابراهيم كما تقطع الفاس . وكما ان الارض هي ام الاشجار ومصدرها هكذا فان ابراهيم هو ابو اليهود ومصدرهم . وكما ان الاشجار لا يعرف صلاحها او رداوتها من الارض ولكن من ثمرتها كذلك الشعب اليهودي فانه وان كان ابراهيم اباهم لكن صلاحهم وشرهم يظهران من اعمالهم . وكما ان الاشجار المثمرة يجب الاهتمام بها والغير المثمرة يجب استئصالها والقاؤهافي النار ، كذلك اليهود الذين قبلوا كرازة يوحنا عاملين اعمالاً صالحة فانهم يستحقون الملكوت . والذين لم يعملوا يجب قطعهم من قرابة ابراهيم وطرحهم في جهنم . وحين كان يوحنا يكرز بهذا امام الجموع كان المسيح ساكنا في الناصرة .

تفسير (متى 3: 11)  : انا اعمدكم بماء للتوبة ، ولكن الذي يأتي بعدي هو اقوى مني ولست اهلاً ان احمل حذاءه . هو سيعمدكم بالروح القدس ونار .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

(مر 1: 8) (لو 3: 16) (يو 1: 15) (أع 1: 5) (أش 4: 4 و 14: 3) (ملا 3: 2) (1كو 12: 13)

1) اعمدكم  ” سوحنا كنبى سابق للمسيح يحذر اليهود  أمة وأفرادا من مغبة ألإستهانة بالمقدسات والإنحراف عن الطريق المستقيم  وهو يرى الخطر الذى يتهدد هذه الأمة بعين المستقبل وأن العقاب قادم لا محالة وأن الذى سيعاقبهم هم المسيح  و

2) “ بماء للتوبة  ” فمعمودية يوحنا كانت بالماء  إشارة إلى التوبة  والتى كان ليس بمقدوره أن يمنح غفرانها  كانت معمودية خارجية فقط بينما كانت معمودية المسيح داخلية تطهر النفس  كانت بالروح القدس وقوته الفعالة المجددة

3) “ الذي يأتي بعدي  ” هنا يخبر يوحنا الأمة اليهودية أن هناك شحص بمواصفات معينة وقوة معينة سيأتى بعده ولكن اليهود كانوا يجهلون العلاقة بينهما وأن ذلك الآتى من بعده هو ملاك العهد (ملا 3: 3)

4) اقوى مني  الذى يقارن خدمة يوحنا القصيرة ةخدمة يسوع تظهر شخصية يوحنا لامؤثرة الذى كان صوته قويا فسمعه كل افراد الشعب اليهودة وبالرغم من ذلك فكان اقل من خدة المسيح بلا شك لأن المسيح كلمة الله فهو أقوى من يوحنا إعترف يوحنا المعمدان علانية وفى مرات عديدة وأماكن مختلفة بأنه أصغر من المسيح كما انه كثيرا ما كان يقنع سامعية بانه ليس المسيح ألآتى .. وأنه كان يعرف العلاقة بينه وبين المسيح وأنه يعترف دوما بقوة المسيح .. وأنه كان يعرف مقدار نفسه متواضعا مفضلا الخدمة على الكبرياء فكان كالشمعة التى تحترق لتضئ الطريق أمام المسيح وهذا هو يوحنا السابق للمسيح وهو مثال للخادم الذى يمهد الطريق لكلمة الرب ان تسكن فى نفوس سامعيه لتثمر .. وتواضع يوحنا مثل لنا فكلما يتفانى الخادم فى خدمة سيدة فإن سيده يمدح خدمته ويرفع من شأنه لأنه خادم السيد 

5) لست اهلاً ان احمل حذاءه ” كان من عادة تلاميذ  معلمى الناموس والفريسيين أن يكونوا خداما لمعلميهم فأحيانا يحملون أحذيتهم وأحيانا يربطون سيور أحذيتهم  عند خروجهم أو يحلونها عند دخولهم

6) هو سيعمدكم بالروح القدسالروح القدس هو الأقنوم الثالث من أقانيم الثالوث المقدس

7) ونار”  وهى بالطبع ليست نار غضب الرب التى وردت فى العدد التالى (مت 3: 12) بل إشارة إلى قوة وفعل النار فى التطهير (إذ 4: 4) (إر 5: 14) (ملا 3: 2) وقد ظهر تأثيرها فى (أع 2: 13) وقد ذكر يوحنا الماء والنار معلامتين لعل الروح القدس فى الإنسان  جئتُ لأُلقي ناراً على الأرض، فماذا أريد لو اضطرمت؟» (لو 12: 49) + «ولما حضر يوم الخمسين، كان الجميع معاً بنفسٍ واحدة... وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار، واستقرَّت على كل واحد منهم...» (أع 2: 3،1). فأول ذِكْر للنار هو لهيب السيف المتقلِّب الذي في يد الكاروبيم لحراسة طريق شجرة الحياة بعد سقوط آدم وحواء وطردهم من الفردوس (تك 3: 24). ثم يأتي ذِكْر النار بعد ذلك عندما ظهر الرب لأبرام في الرؤيا وقال له: «لا تخف يا أبرام. أنا تُرس لك. أجرك كثير جداً». ووعده الرب أن يُعطيه نسلاً يخرج من أحشائه ليرث الأرض التي تغرَّب فيها طاعةً لأمر الرب. فآمن أبرام بالرب فحَسِبَه له برّاً، والتمس علامة عهد من الرب لميراث هذه الأرض، فأمره الرب أن يُقدِّم ذبائح من عِجْلة وعنزة وكبش ويمامة وحمامة، «ثم غابت الشمس فصارت العتمة. وإذا تنُّور دخان ومصباح نار يجوز بين القِطَع» (تك 15: 17). ثم ظهر ملاك الرب لموسى بلهيب نار من وسط عُلَّيقة وهو في جبل حوريب بينما كان يرعى غنم حميه. فنظر موسى وإذا العُلَّيقة تتوقَّد بالنار ولا تحترق!! فلما دنا موسى لينظر هذا المنظر العجيب، ناداه الرب من وسط العلَّيقة وأرسله إلى مصر ليُخلِّص بني إسرائيل من عبودية فرعون (خر3: 3،2). وكانت النار المشتعلة في العلَّيقة رمزاً للتجسُّد الإلهي. وعند خروج بني إسرائيل من مصر «كان الرب يسير أمامهم، نهاراً في عمود سحاب ليُهديهم في الطريق، وليلاً في عمود نارٍ ليُضيء لهم، لكي يمشوا نهاراً وليلاً. لم يبرح عمود السحاب نهاراً وعمود النار ليلاً من أمام الشعب» (خر 13: 22،21). وكان ذلك رمزاً لمرافقة الرب لنا وسُكناه فينا بشخصه وبروحه في العهد الجديد: «ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر» (مت 28: 20)، «وأما متى جاء ذاك روح الحق، فهو يُرشدكم إلى جميع الحق» (يو 16: 13).وفي برية سيناء تراءى الرب لجميع شعب إسرائيل، ورآه كل الشعب عندما حلَّ على الجبل: «وكان جبل سيناء كله يُدخِّن من أجل أن الرب نزل عليه بالنار، وصعد دخانه كدخان الأتون وارتجف كل الجبل جداً. فكان صوت البوق يزداد اشتداداً جداً، وموسى يتكلَّم، والله يُجيبه بصوت» (خر 19: 20). «ولما رأى الشعب ارتعدوا ووقفوا من بعيد. وقالوا لموسى تكلَّم أنت معنا فنسمع، ولا يتكلَّم معنا الله لئلا نموت. فقال موسى للشعب: لا تخافوا، لأن الله إنما جاء لكي يمتحنكم، ولكي تكون مخافته أمام وجوهكم حتى لا تُخطئوا. فوقف الشعب من بعيد، وأما موسى فاقترب إلى الضباب حيث كان الله» (خر 20: 18-21). «وكان منظر مجد الرب كنارٍ آكلة على رأس الجبل أمام عيون بني إسرائيل» (خر 24: 17).وفي أيام إيليا النبي، عندما رأى الشعب قد مال بعيداً عن عبادة الله وعبدوا البعل، دعا جميع الشعب وكهنة البعل وقال لهم: «إن كان الرب هو الله فاتبعوه، وإن كان البعل فاتبعوه. فلم يُجِبه الشعب بكلمة. ثم قال إيليا للشعب: أنا بقيتُ نبيّاً للرب وحدي، وأنبياء البعل أربع مائة وخمسون رجلاً. فليُعطونا ثورين: فيختاروا لأنفسهم ثوراً واحداً، ويقطعوه ويضعوه على الحطب، ولكن لا يضعوا ناراً؛ وأنا أُقرِّب الثور الآخر وأجعله على الحطب، ولكن لا أضع ناراً. ثم تدعون باسم آلهتكم، وأنا أدعو باسم الرب، والإله الذي يُجيب بنارٍ فهو الله» (1مل 18: 21-24). وهكذا فعلوا، وصرخ أنبياء البعل إلى آلهتهم حتى الظُّهر، ولم يكن صوتٌ ولا مُجيب. ثم صرخ إيليا إلى الرب «فسقطت نار الرب وأكلت المُحرقة والحطب والحجارة والتراب، ولحست المياه التي في القناة» (1مل 18: 38). جميع هذه كانت ظهورات إلهية تُعلن عن حضرة ذاك الذي قيل عنه إنه: «يمسّ الجبال فتُدخِّن» (مز 104: 32)، وإنه «يسكن في وقائد أبدية» (إش 33: 14)، «لأن إلهنا نارٌ آكلة» (عب 12: 29). أما في يوم الخمسين فقد ظهر الروح القدس، روح الحق المنبثق من الآب، على شكل ألسنة نارية منقسمة على رأس كل واحد من تلاميذ الرب المجتمعين بروحٍ واحدة ونفسٍ واحدة في انتظار وعد الرب لهم بأن يُلبسوا قوة من الأعالي (لو 24: 49)

 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

( انا اعمدكم بماء للتوبة ) لقد ثبت من قول يوحنا هذا ان المقصود من معموديته انما هو التهذيب . وفتح باب التوبة لا غير . اما عن ربنا ومعموديته فقد اوضح قائلاً :

(  ولست اهلا ان احمل حذاءه ) اراد بذلك ان المسيح اقوى منه جداً و اكثر قدرة . وقد مثل القديس يوحنا الخدمة الحقيرة بالحذاء . اني لست مستحقاً ان اخدمه خدمة حقيرة . كما اعلن القديس فيلكسينوس انه غير مستحق لخدمة جسده المقدس . اما ثاولوغوس فقد شبه اصغر اسرار سياسته بالجسد بالحذاء . فليس الجسدانيون والاطفال بالمسيح لا يستطيعون ان يدركوا هذه . ولكن الذين مثل يوحنا ايضاً لا يمكنهم ان يدركوا سراً واحدا منها ولو بالروح . وقد قال آخرون ان تدبيره في الجسد لا يمكن ادراكه .

( بروح القدس ونار ) ان كلام يوحنا مع اليهود كان مقروناً بالارهاب والوعيد كتكلمه عن الفأس والنار والقضاء . وعندما كان يريد ارسالهم عند المسيح كان يكلمهم عن الامن والسلام وغفران الخطايا والبنوة بالوضع ومواهب الروح القدس . ولم يقل لهم ان المسيح يعطيكم ولكن يعمدكم به . ليعلموا انه بواسطة هذه الموهبة يصبحون بغتة كالانبياء . وفي بدء البشارة كان كل من يعتمد ينال موهبة ما كالنبوة او موهبة لغـات او عمل عجائب او غير ذلك . ثم اشار بقوله انه سيعمدكم بروح القدس ونار الى نزول الروح القدس شبه السنة نارية . فبالسنة النار اشار الى المعمودية الاولى التي وهبت للرسل . ثم قبلها بعد ذلك كل المؤمنين بواسطتهم وتناسلت آتية من جيل الى آخر . وقد تكلم عن نيل موهبة الروح القدس في المعمودية ليجذب السامعين لكرازته . ثانياً لكي لا يشكوا فيه اذا سمعوا عن آلامه وموته . ثالثاً لموهبة العماد لانه كان واجباً ان يذبح الحمل وتصير الدفنة والقيامة وتموت الخطيئة وبعد ذلك يعطى الروح . لاجل ذلك قال يوحنا : ” هوذا حمل الله حامل خطايا العالم ” . لان الحامل افضل من الذي يغفر الخطايا بلا تعب سيما وانه يمكن ان يتم غفران الخطايا دون احتياج الى التأنس . اما الذي يحمل فلا بدّ له من مقاساة الالام والصلب والموت والقيامة وهذا كله لم يكن ممكناً وقوعه دون ان يتجسد . اما النار فتقال على انواع كثيرة . منها النار الهيولية . ومنها المحفوظة في الآخرة لعذاب المنافقين . وكذلك فعل الروح القدس في مقتبليه يدعى ناراً كقول بولس : ” كونوا حارين بالروح ” ( رو 12 : 11 ) . والكلام الالهي كقول ارميا النبي : ” فصارت كلمة الرب في قلبي كالنار المحرقة ” . ثم الانجيل الشريف كقوله : ” جئت لالقي ناراً على الارض ” . ثم الروح القدس كما جاء في اعمال الرسل وحل على الرسل كالسنة نارية ثم انه بالنار تكلم الرب مع موسى بالعوسجة . وبالنار ترآءى لاسرائيل وظهر لحزقيا . والنار تدل على عظم المنحة كما انه من مصباح واحد تنار عدة مصابيح دون ان يضعف نوره . هكذا نعمة الروح القدس تغني كثيرين من غير ان تنقص . والروح كذلك يفعل ما يشاء لانه خالق . وقد ذكر النار حين العماد ليرى ان العماد امر عظيم وشريف وان النار تنقيهم من الاثم وتطهرهم وبالروح ينالون الغفران من خطاياهم .

تفسير (متى 3: 12)  : الذي رفشه في يده ، وسينقي بيدره ويجمع قمحه الى المخزن . واما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ “.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

(ملا 3: 3) (ملا 4: 1)

1) الذي رفشه في يده  الرفش (المذراة) هو الآلة التى يذرى بها حبوب القمح والتبن فى الهوء فيسقط الحبوب فى مكان قريب لثقلة أما التبن فيطير فى الهواء ليسقط فى منطقة بعيده عن القمح .. شبه يوحنا المعمدان الأمة اليهودية تارة بالشجرة التى تقدع وتلقى فى النار (مت 3: 10) ومرة أخرى يشبههم بتبن الذى نهايته أنه يحرق بالنار ولكنه هنا فصل التبن الذين لا يؤمنون  الهالكين عن القمح  المؤمنين

2) وسينقي بيدره  تنقية البيدر تشير الكلمة اليونانية إلى أن تنقية البيدر تنقية تامة أى لا يترك معه أى تبن أى أنه ينقى بالمنخل ذو الثقوب الذى يسقط منه القمح أما التبن والحجارة الكبيرة عن الثقوب فتلقة بعيدا عن القمح .. وهذا نهاية الحصاد وأمل كل عامل فى الحقل ان يحصل على القمح وقد أن يكون القصد من هذا التشبية الإشارة إلى أن هناك دينونة والقصاص حيث سيفترق الرفقاء من نفس المكان ومن نفس النبات فى يوم القيامة  .. ويوحنا يشير بالأكثر إلى تعليمه الذى يمتحن به القلوب إلى التعليم الذى يمتحن به القلوب أن تعليم يسوع الذى سيأتى فى يده المملوءة جروحا هو الروح القدس الذى سيفصل بين القمح والتبن

3) ويجمع  ” واسطة ملائكته (مت 25: 32 - 33)  

4) قمحه  ” وهاء الضمير تعنى ملكية يسوع للقمح ودلالة على أهمية القمح (المؤمنين) للمسيح فهذا القمح نتيجة ثمر تعب كثيريين من العمال من الكهنة والخدام والناس العاملين فى حقل الرب أرسلهم يسوع ليرعوه طول الموسم حتى نضج ةحصد ثم قام العمال بتذريته  

5) الى المخزن  ” وضع القمح فى المخزن يحتمل معنيين (1) كنيسة المسيح على الأرض (1 بط 1: 5) (2) السماء

6) اما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ ”  تشبيه يوحنا تشبيه مجازى يشير إلى حقيقة مخيفة هى : التبن هم الأشرار وإحراقهم أى هلاكهم الكلى .. والنار التى سيحترقون بها لا يمكن إطفاؤها لأن نيران غضب الرب التى تظهر فى الدينونة الزمنية لا توال تحتدم إلى الأبد فى جهنم (مت 25: 41) (2 تس 1: 8 و 9) وهذه الاية تشير إلى إرسال يسوع فى فصل القمح عن التبن فالرحمة للمؤمنين (القمح) والدينونة للتبن الذين يرفضونه ويذهبون سريعا بعيدا عنه بالرياح

 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

 اراد بالبيدر العالم . والقمح الابرار والمؤمنين . والتبن لغير المؤمنين والخطأة . فالخطأة والابرار مختلطون كاختلاط التبن والقمح في البيدر . واراد بالرفش صوت السيد المسيح . فكما ان الرفش يفرز القمح من التبن هكذا صوت السيد المسيح سيفرز الابرار للحياة الابدية والاثمة للنار . وكمثل القمح الذي يجمع الى المخزن هكذا يفرز المؤمنين منهم فيدخلهم الى الكنيسة والاثمة يطردهم خارجاً . ثم انه اشار بالبيدر عن ربوبيته والوهيته . وبالرفش عن عدالته وحكمه . لان الرفش على ما قاله ثاولوغوس هو للتطهير كما ان الفاس هي لقطع الانفس التي لم ترد الشفا .

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

 

This site was last updated 01/16/21