Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 تفسير وشرح إنجيل متى ألإصحاح السابع والعشرون (مت 27 : 27- 44) 

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مقدمة تفسير متى
تفسير (مت 1: 1- 17
تفسير  (مت 1: 18
تفسير (مت 1: 19 - 24)
تفسير (متى 2: 1- 12
تفسير (مت 2: 13 - 23
تفسير (مت  3: 1-6
تفسير (مت 3: 7-12
تفسير (مت 3: 13-17
تفسير (متى 4 : 1- 11
تفسير (متى 4: 12- 17)
تفسير (متى 4: 18- 25
تفسير (متى5: 1-  12
تفسير (مت 5: 13- 26
تفسير  (متى 5: 27- 48
تفسير متى 6: 1- 15
تفسير متى 6: 16- 34
تفسير متى الإصحاح7
تفسير متى الإصحاح 8
تفسير متى 9: 1- 17
تفسير متى 9: 18- 38
تفسير متى 10: 1- 23
تفسير متى 10: 24- 42
تفسير متى الإصحاح 11
تفسير متى 12: 1- 21
تفسير متى 12: 22- 50
تفسير متى 13: 1- 32
تفسير متى 13: 33- 58
تفسير متى الإصحاح14
تفسير متى 15: 1- 20
تفسير متى 15: 21- 39
تفسير متى الإصحاح16
تفسير متى الإصحاح17
تفسير متى الإصحاح18
تفسير متى الإصحاح19
تفسير متى الاصحاح20
تفسير متى 21: 1- 22
تفسير متى 21: 23- 46
تفسير متى 22: 1- 22
تفسير متى 22: 23- 46
تفسير متى 23: 1- 22
تفسير متى 23: 23- 39
تفسير متى 24: 1- 22
تفسير متى 24: 23- 51
تفسير متى الإصحاح25
تفسير متى 26: 1- 25
تفسير متى 26: 26- 46
تفسير متى 36: 47- 75
تفسير (مت 27: 1- 26)
تفسير (مت 27 : 27- 44)
فسير (مت 27 : 45- 66)
تفسير متى الفصل 28
جدول بالتآريخ والحكام  بإسرائيل ومصر
إقتباسات متّى من العهد القديم
Untitled 8095
Untitled 8102
Untitled 8410
Untitled 8411

فيما يلى تفسير متى -ألإصحاح السابع والعشرون (مت 27 : 27- 44) 

تقسيم فقرات  الإصحاح  السابع والعشرون من إنجيل متى  (مت 27 : 27- 44) 
5. آلامه قبيل الصلب (مت  27: 27-31)
6. آلامه أثناء الصلب (مت  27: 32-38)
7. الاستهزاء به (مت  27: 39-44)

تفسير انجيل متى الاصحاح السابع والعشرون

الجنود يستهزأون بيسوع (متى 27: 27- 31) 

الجنود يستهزأون بيسوع

تفسير (متى 27: 27) : فأخذ عسكر الوالي يسوع الى دار الولاية وجمعوا عليه كل الكتيبة ،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "  فَأَخَذَ عَسْكَرُ ٱلْوَالِي يَسُوعَ إِلَى دَارِ ٱلْوِلاَيَةِ" كان فى دار الولاية مكانا لتنفيذ الحكم فى داخل الدار كما كان فى  دار قيافا مكانيا لمعاقبة المحكوم عليهم دينيا وذكر إنجيل مرقس (مرقس ١٥: ١٦ )  فمضى به العسكر الى داخل الدار التي هي دار الولاية وجمعوا كل الكتيبة.
إِلَى دَارِ ٱلْوِلاَيَةِ الظاهر أنهم جلدوا المسيح خارج دار الولاية، وأرجعوه إليها بعد أن جلدوه.
2) " وَجَمَعُوا عَلَيْهِ كُلَّ ٱلْكَتِيبَةِ" ومن هذه الاية يظهر ان مكان دار الولاية والكتيبة هو حصن أنطونيا الذى يسع هذا العدد من الجنود وليس قصر هيرودس كما يدعى اليهود اليوم فى أسرائيل
ٱلْكَتِيبَةِ
: هى فرقة من عسكر الرومان الذي كان تحت أمر بيلاطس. كان في سوريا أربعة جيوش رومانية يسمَّى كل منها «لجيئوناً» Legion كان ثلاثة منها تقيم بقيصرية  ( أعمال ١٠: ١)وكان في قيصرية رجل اسمه كرنيليوس، قائد مئة من الكتيبة التي تدعى الايطالية." والرابع يقيم بأورشليم. وعدد اللجيئون ستة آلاف جندي إذا كانت كاملة، ولم يطلقوها على أقل من ٤٦٠ جندياً. ولم يجلد الرومان المسيح لتعذيبه فقط بل كانوا يعذبونه نفسيا ويسخرون منه ( يوحنا ١٩: ٢ ) 2 وضفر العسكر اكليلا من شوك ووضعوه على راسه، والبسوه ثوب ارجوان،
وقد يكون سبب تسليم بيلاطس المسيح إلى كتيبة كاملة وهو عدد كبير لمتهم واحد محكوم عليه هو أن رؤساء الكهنة حذروا بيلاطس من أن أتلاميذ يسوع وأتباعه قد يخلصونه عنوة
خاصة الشعب الذى نزل ورائه من جبل الزيتون فى يوم الشعانين حتى أن مدينة أورشليم إهتزت من صياحهم وراء المسيح مبارك الآتى بأسم الرب .

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
الجند هم الشرط الذين يخدمون الوالي . ودار الولاية هو الموضع الذي يجلس فيه الديان ويقضي امور العامة . وكان في هذا الدار صورة القيصر .

تفسير (متى 27: 28) : فعرّوه وألبسوه رداءً قرمزياً

.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فَعَرَّوْهُ " عروه قبل الجلد. وبعد إنتهاؤهم من الجلد ألبسوه ثم عروه مرة أخرى ليحمل الصليب . فلم يشفقوا عليه بما شاهدوه من جراحه الزرقاء الدامية المحاطة بالورم من شدة الجلد.
2) " وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيّاً"  لم يكن هذه المرة الأولى التى يلبس فيها المسيح ثياب الملوك فقد ألبسه هيرودس ثياب الملوك محتقرا إياه (لوقا ٢٣: ١١) فاحتقره هيرودس مع عسكره واستهزا به والبسه لباسا لامعا ورده الى بيلاطس"
رِدَاءً قِرْمِزِيّاً وسمي أرجواناً أيضاً.
Purple (خليط بين الأحمر والأزرق ) والأرجح أن هذا الرداء
كان رداءا قديما تركه أحد الولاة في القصر بعد أن أنهى رآسته ،  لون صباغة يشمل البنفسجي والقرمزي أو الأحمر (قارن مرقس 15: 17 مع مت 27: 28) وكانت ثياب الأرجوان غالية الثمن يلبسها الأغنياء وذوو المكانة الرفيعة وكبار موظفي الدولة (أستير 8: 2و15، دانيال 5: 7، لو 16: 19 ورؤ 17: 4) وكان يلبسه الملوك بنوع خاص (قض 8: 26، 1 مكابيين 8: 14) وعندما ألبس الجند المسيح ثوب الأرجوان قصدوا بذلك السخرية والاستهزاء من قوله أنه ملك (مر 15: 17) وكانت تستخدم ثياب الأرجوان في أماكن العبادة كلباس لآلهة الأوثان (أرميا 10: 9)  فألبس العسكر يسوع ذلك الثوب هزءاً بدعواه أنه ملك اليهود، كما هزأ اليهود قبلاً بدعواه إنه نبي (متّى ٢٦: ٦٨).

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
نزعوا ثيابه تفسيراً لقول الوحي ( مثل النعجة قدام الجزار ش 53 : 7 ) لان الجزارين يعرون النعجة من صوفها في جزهم اياه . وبتعريته من ثيابه فضح الرؤساء والسلاطين . وكما ان آدم الاول تعرى بين اشجار الفردوس هكذا آدم الثاني تعرى في بيت في الحكم . ثم انه لما كان يجلس ملك الرومانيين على منصة القضاء كانت تعمل له خمسة امور . وهي ان يلبس الارجوان ويضع تاج الجوهر على رأسه ويمسك قضيب الذهب في يده ويجثون ساجدين امامه ويسلمون عليه قائلين السلام يا ملكنا . ولانهم عدوا سبب موت المسيح العصيان على القيصر لذلك هزأوا به كملك فألبسوه ثوب الارجوان وضفروا اكليلاً من الشوك ووضعوه على رأسه وجعلوا في يمينه قصبة ثم جثوا على ركبهم قدامه وسخروا به قائلين سلام يا ملك اليهود اي انك قد صرت ملكاً كما اشتهيت وكما سمّاك بيلاطس . ان الرداء القرمزي كان قد قدمه احد الملوك هدية للهيكل وكان مسبوغاً بدم الحلزون . فكل ثوب يصبغ بهذا الدم يظهر لونين في موضعين في الظل لون احمر وفي الشمس لون ارجوان لا كما يقول البعض انه منسوخ بيرفير وتصاويره بارجوان اما يوحنا فيسميه ارجواناً . وقيل ان هذا الرداء كان في بيت المقدس وان الملوك المصريين واليونانيين اهدوه للملوك المكابيين فهذا أخذه الكهنة من الهيكل وقدموه الى بيلاطس قائلين هذا هو الارجوان الذي كان المسيح قد اعده لنفسه . وقال آخرون ان هذا الارجوان كان اعطاه أحد ملوك اليونانيين ليونثان المقابي . وقال غيرهم انه جاء به الكهنة من الهيكل مستعجلين لئلا يتأخر بيلاطس في قتله حتى على فرض اذا تعوق في قتله انه مستحيل خلاصه لانه لبس ثوب الكهنة وهو ليس بكاهن بل حسب الناموس يجب قتله . وقال البعض ان هذا كان تدبيراً ربانياً فان مذبح ابيه لما رآه عرياناً ارسل له ثياباً ليلبس . ويقول آخرون انه كان يوجد ثوبان فالبسوه البرفير اولاً ثم الارجوان وكل واحد من الانجيليين ذكر واحداً . وقال يعقوب السروجي ان الارجوان كان لاحد الملوك قد ارسله هدية للهيكل
 

 تفسير (متى 27: 29) : وضفروا اكليلاً من شوك وضعوه على راسه ، وقصبة في يمينه ، وكانوا يجثون قدامه ويستهزئون به قائلين : “ السلام يا ملك اليهود ! “
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
وتحققت نبوات داود النبى الذى قال ( مزمور ٦٩: ١٩ )  انت عرفت عاري وخزيي وخجلي.قدامك جميع مضايقي .( إشعياء ٥٣: ٣ )محتقر ومخذول من الناس رجل اوجاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به
1) " وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ، ٍ إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ أي من نبات شائك، وصنعوا له ذلك بدلاً من إكليل الذهب المرصَّع بالجواهر التي اعتاد الملوك أن يلبسوه، وفعلوا ذلك هزءاً م
نه بأنه ملك.

 فلم يكن جزءًا من القصاص القانوني. وإنما كان اختراع العسكر الروماني. ولا يمكن تحقيق نوع الشوك الذي استعملوه، ولكنه يرجّح أنه كان "الفندول" أو "البلاّن". وظن بعضهم أن الإكليل صنع من النبق أو السنط مع العلم بأن هذين النوعين لا ينبتان في أورشليم. ولا يخفى أنه ينبت قرب أورشليم أنواع كثيرة من الشوك كالخصوان والدردار والشنداب والقريص والعلّيق والجنبوط وغيرها. ولم تكن غاية الرومانيين تعذيب المسيح فقط بل السخرية به وبادعائه أنه ملك.
فنقرأ في إنجيل متى أن العسكر "ضفروا إكليلًا من شوك ووضعوه علي رأسه
(رأس الرب يسوع) وقصبة في يمينه، وكانوا يجثون قدامه ويستهزئون به قائلين: السلام يا ملك اليهود . وبصقوا عليه، وأخذوا قصبة وضربوه علي رأسه" (مت 27: 29 و30 انظر مرقس 15: 17، ويوحنا 19: 2).
2)  "وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ " كان من عادة الولاة والملوك والأباطرة أن يحمل صولجاناً بيده عند امتثال بعض الرعية أمامه إشارة إلى سلطانه (أستير ٤: ١١ )  ان كل عبيد الملك وشعوب بلاد الملك يعلمون ان كل رجل دخل او امراة الى الملك الى الدار الداخلية ولم يدع فشريعته واحدة ان يقتل الا الذي يمد له الملك قضيب الذهب فانه يحيا.وانا لم ادع لادخل الى الملك هذه الثلاثين يوما.  ( أس ٨: ٤). فمد الملك لاستير قضيب الذهب فقامت استير ووقفت امام الملك  " والصولجان عصا معكوفة الرأس أو تنتهى بكرة مصنوعة من الذهب أو العاج أو غيرهما من المواد النفيسة. ويُقال عن الملك الصارم بذي عصاً (أي صولجان) من حديد (مزمور ٢: ٩ )   تحطمهم بقضيب من حديد.مثل اناء خزاف تكسرهم( مز ١٢٥: ٣).  لانه لا تستقر عصا الاشرار على نصيب الصديقين لكيلا يمد الصديقون ايديهم الى الاثم" .فوضع الجند القصبة (وهو نبات البوص او الغاب الذى ينموا بريا على ضفاف بحر طبرية ونهر الأردن) في يد المسيح بدلاً من الصولجان لزيادة الهزء به.
3) " وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ" كأنه بيلاطس الوالى هيرودس الملك أو طيباريوس قيصر.
4) " وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: ٱلسَّلاَمُ يَا مَلِكَ ٱلْيَهُودِ"  يمثلون به هزءا وسخرية تمثيلاً لما كان يفعله الناس عند مقابلة الملوك.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
ضفروا الاكليل من شوك الزعرور كدائرة وكللوه بدلاً من تاج كالملك الشجاع الغالب على أعدائه . ويرمز باكليا الشوك الى استيصال اللعنة من الارض لقوله لآدم ملعونة الارض بسببك . ثم نقول كما ان آدم الاول غرس اللعنة والاشواك هكذا آدم الثاني استأصل اللعنة والشوك بواسطة اكليل الشوك ورفع خطيئة آدم من دائرة العالم كما ان اكليله الشوكي كان مدوراً . والشوك يؤلم الجسم وهو مثال الخطيئة التي تلدغ النفس . وقد جعلوا بيمينه قصبة عوض قضيب الذهب الذي يحمله الملوك بايديهم . وهو وان لم يدركوا حقائق الامور المزمعة فمثلوها على غير قصد منهم . فالقصبة التي في يمينه ترسم لنا عظمة سلطانه الذي لا يزول . وتشير الى محو الذنب الذي كتب علينا بواسطة آدم وتعلن عن قتل وابادة قوة الحية التي وسوست واطغت حوا ثم ان الركوع والسجود امامه يشيرون عن رجوع الشعوب والامم اليه والى انعتاقهم من سجدة الاصنام والى جعلهم ساجدين حقيقيين له .

 تفسير (متى 27: 30) : وبصقوا عليه ، وأخذوا القصبة وضربوه على رأسه .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " وَبَصَقُوا عَلَيْهِ،"  قمة إهانة شخص فى الشرق الأوسط هو أن تبصق عليه بل أنه فى كل العالم يعتبر البصق على إنسان من القبائح  بَصَقُوا بعد أن أظهروا له الإكرام الملكي تهكماً أخذوا يهينونه بالبصق عليه،  وهذا هو ما أشار إليه أشعياء النبى  بروح النبوة ( إشعياء ٥٠: ٦ )  بذلت ظهري للضاربين وخذي للناتفين.وجهي لم استر عن العار والبصق" وهذا البصاق من جنود الإمبراطورية الرومانية أى من الأمم أما بنى أمته اليهود فبصقوا فى وجهه فى دار قيافا ( متّى 26: 67)   حينئذ بصقوا في وجهه ولكموه واخرون لطموه 68 قائلين: «تنبا لنا ايها المسيح من ضربك؟».  
2) " وَأَخَذُوا ٱلْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ " وَأَخَذُوا ٱلْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ أعطاه جند الرومان قصبة من نبات البوص أو الغاب الذى ينموا على ضفاف نهر الأردن كصولجان الملوك دليل القوة لصاحبه وجعلوه يمسكها ليسخروا من ملكه ويهينوه لأن تهمته أنه ملك اليهود  هنا بمنزلة الصولجان، ، وأخذوها منه وضربوه بها إظهارا لقوتهم على الهزء به. وبضربه على رأسه دخل شوك إكليله في الجبهة والرأس. وهذه إهانة ثالثة ليسوع. فالأولى إهانة خدام الهيكل والرئيس له (متّى ٢٦: ٦٧)، والثانية إهانة هيرودس وعسكره (لوقا ٢٣: ١١)، والثالثة إهانة جنود بيلاطس كما ذكر هنا. وكان هذا إتماماً لنبوة نطق بها منذ سبع مئة سنة قبل إتمامها، وهي قوله «بَذَلْتُ ظَهْرِي لِلضَّارِبِينَ، وَخَدَّيَّ لِلنَّاتِفِينَ. وَجْهِي لَمْ أَسْتُرْ عَنِ الْعَارِ وَالْبَصْقِ» (إشعياء ٥٠: ٦). وقصد عسكر الرومان بما فعلوه ثلاثة أمور: الأول تلذذهم بالقساوة فقد كانت قوة روما تعتمد على وحشية جنودها  والثاني التشفي من غيظهم على يهودي وإعلانا وإعلائا لعلو الجنس الرومانى على الجنس اليهودى ، والثالث إظهار الاحترام لقيصر لظنهم أن يسوع اعتدى على حقوقه بدعوى أنه ملك. ويسوع باعتبار أنه إنسان كان يشعر بألم الضرب كغيره من الناس، وكذلك بألم نفسى آخر التهكم والإهانة. وفيها كلها لم يفه بكلمة، مع أنه كان يسهل عليه أن يظهر سلطانه وقوته ويميتهم جميعاً في لحظة. فاحتماله كل ذلك بالصبر والسكوت اختياراً دليل على عظمته الملكية . فالملك الحقيقى السمائى  هو الذى يتقدم جنوده فى الحرب ليحميهم ويعطيهم الحياة  أما الملك الأرضى هو الذى يدفع بجنوده للموت  وغايته من احتمال تلك الإهانة على الأرض في دار بيلاطس هو ضمان الإكرام لنا في السماء. «لِذٰلِكَ رَفَّعَهُ ٱللّٰهُ أَيْضاً، وَأَعْطَاهُ ٱسْماً فَوْقَ كُلِّ ٱسْمٍ ١٠ لِكَيْ تَجْثُوَ بِٱسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي ٱلسَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى ٱلأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ ٱلأَرْضِ، ١١ وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ ٱللّٰهِ ٱلآبِ» (في ٢: ٩ - ١١).

مجلس السنهدرين رفض عرض بيلاطس بقتل يسوع بالشريعة
لقد أخذ الجنود يهزأون بيسوع بعد أن خرج بيلاطس «فَخَرَجَ بِيلاَطُسُ أَيْضًا خَارِجًا» (يوحنا ١٩: ٤، ٥).4 فخرج بيلاطس ايضا خارجا وقال لهم:«ها انا اخرجه اليكم لتعلموا اني لست اجد فيه علة واحدة». 5 فخرج يسوع خارجا وهو حامل اكليل الشوك وثوب الارجوان. فقال لهم بيلاطس:«هوذا الانسان!». 6 فلما راه رؤساء الكهنة والخدام صرخوا قائلين:«اصلبه! اصلبه!». قال لهم بيلاطس:«خذوه انتم واصلبوه، لاني لست اجد فيه علة». وعندما رآه  رؤساء الكهنة والخدام صرخوا مكررين قولهم «اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ!». فكأن مشاهدتهم يسوع في اتضاعه وسكوته يصيرون كمن مسهم شيطان نار البغض والحسد من جديد. فبيلاطس الذي تربى في العسكر واعتاد سفك الدم حتى صار عنده بمنزلة الماء كان أرق قلباً من اليهود، واشمأز أن يفعل ما طلبه رؤساء الكهنة ومجلس السنهدرين ، وقال لهم: «خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاصْلِبُوهُ». فكأنه قال لهم: أبيح لكم ما هو على خلاف الشريعة، وأغض النظر عنه (يوحنا ١٩: ٦). فلما راه رؤساء الكهنة والخدام صرخوا قائلين:«اصلبه! اصلبه!». قال لهم بيلاطس:«خذوه انتم واصلبوه، لاني لست اجد فيه علة». 7 اجابه اليهود:«لنا ناموس، وحسب ناموسنا يجب ان يموت، لانه جعل نفسه ابن الله». 8 فلما سمع بيلاطس هذا القول ازداد خوفا.لكن رؤساء الكهنة رفضوا ما عرضه بيلاطس عليهم، لأنهم أرادوا أن يتم صلبه بموجب الشريعة الرومانية وبسلطان الرومان. وذكروا حينئذٍ السبب الحقيقي لطلبهم قتل المسيح، وهي الأمر الثالث الذي اتفقوا عليه، وهو التجديف، بدليل قولهم «لَنَا نَامُوسٌ، وَحَسَبَ نَامُوسِنَا يَجِبُ أَنْ يَمُوتَ، لأَنَّهُ جَعَلَ نَفْسَهُ ابْنَ اللهِ» (يوحنا ١٩: ٧) وهذا لم يذكروه قبلاً لبيلاطس. وقصدهم أن يظهروا لبيلاطس أن يسوع إن لم يستوجب الموت بشرع الرومان فهو يستحقه بموجب الشريعة اليهودية أى مستحق الموت دينيا ومدنيا . فلما سمع بيلاطس كلامهم أخذ يسوع أيضاً إلى دار الولاية وفحص دعواه من جديد (يوحنا ١٩: ٩ - ١١)  9 فدخل ايضا الى دار الولاية وقال ليسوع:«من اين انت؟». واما يسوع فلم يعطه جوابا. 10 فقال له بيلاطس: «اما تكلمني؟ الست تعلم ان لي سلطانا ان اصلبك وسلطانا ان اطلقك؟» 11 اجاب يسوع: « لم يكن لك علي سلطان البتة، لو لم تكن قد اعطيت من فوق. لذلك الذي اسلمني اليك له خطية اعظم». 12 من هذا الوقت كان بيلاطس يطلب ان يطلقه، ولكن اليهود كانوا يصرخون قائلين:«ان اطلقت هذا فلست محبا لقيصر. كل من يجعل نفسه ملكا يقاوم قيصر!» وهذا فحص سادس للمسيح. وبعد أن أكمل بيلاطس الفحص خرج وجلس على كرسي الولاية ثالثة واجتهد أن يخلص يسوع. وكان آخر التماسه من اليهود قوله «هُوَذَا مَلِكُكُمْ!. أَأَصْلِبُ مَلِكَكُمْ؟» (يوحنا ١٩: ١٢ - ٢٥).وعند ذلك ترك رؤساء الكهنة شكواهم على يسوع بالتجديف ورجعوا إلى الشكوى الأولى، وهي أنه عصى قيصر بدعواه أنه ملك، بدليل قولهم «إِنْ أَطْلَقْتَ هذَا فَلَسْتَ مُحِبًّا لِقَيْصَرَ. كُلُّ مَنْ يَجْعَلُ نَفْسَهُ مَلِكًا يُقَاوِمُ قَيْصَرَ! لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلاَّ قَيْصَرَ!» (يوحنا ١٩: ١٢، ١٥). فاستسلم لطلبهم خوفاً من أن يشتكوه أنه ليس محباً لقيصر!
لا ندري مقدار الإخلاص في هذا الكلام وهل قصد بيلاطس ما قاله؟ أم أن ذلك محاولة اليائس الأخيرة لإنقاذ بريء؟
والوقت الذي شُغل بمحاكمة يسوع كان نحو ثلاث ساعات، وذلك من الصبح الساعة السادسة صباحا بتوقيتنا الحالى والتوقيت الرومانى فى عصر المسيح وأستغرقت المحاكمات المدنية ثلاث ساعات أة انها أنتهت الساعة التاسعة بتوقيتنا الحالى والساعة الثالثة قبل الظهر بالتوقيت اليهودى .
عدد ثلاثة وأحداث المسيح قبل الصلب
وإذا راجعنا الحوادث التي جرت أثناء محاكمة المسيح رأينا بطرس قد أنكر يسوع ثلاث مرات، وأن يسوع حوكم أمام رؤساء اليهود ثلاث مرات: واحدة أمام حنان وواحدة أمام قيافا والثالثة قدام المجلس صباحاً. وحوكم ثلاث مرات أمام غير اليهود، اثنتين أمام بيلاطس وواحدة أمام هيرودس. واختار اليهود ثلاث مرات إطلاق باراباس، ورفضوا إطلاق يسوع ثلاثاً، واجتهد بيلاطس ثلاث مرات أن يقنع الشعب باختيار إطلاق يسوع، وأعلن براءته ثلاث مرات (لوقا ٢٢: ٤، ١٤، ١٥، ٢٢). وحُذر اليهود ثلاثاً: حذرهم المسيح بمجيئه ثانية للدينونة (متّى ٢٦: ٢٤)، ويهوذا باعترافه (ع ٤)، وبيلاطس بشهادته ببراءة يسوع (ع ٢٤).

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

يما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
بصقوا عليه ليتم قول اشعيا النبي ( لم استر عن العار والبصق اش 50: 6 ) وليمنح لنا نحن العبيد العصاة امام الآب السماوي دالة البنين . وقبل الضرب بالقصبة على رأسه ليزيل خجلنا ويرفع رأسنا المنحني لاسفل بسبب افعالنا الرديئة . وفي كل هذا الاستهزاء لم يكن للكهنة والمشايخ وشعب اليهود يد فيه لكنهم من بعيد صادقوا عليه وسروا به لانهم لو خالطوا الجند الروماني وهزأوا بالمسيح عملياً نظيرهم لم يكن يجوز لهم أكل الفصح لذلك حافظوا انفسهم طقسياً من مخالطة الشعوب لئلا يتنجسوا . وكان واجب عليهم ان يأكلوه مساء الليلة الماضية ولكنهم سوفوا وقت اكله حتى يقتلوا المسيح ثم يأكلون الفصح بلا خوف.
 

تفسير (متى 27: 31) : وبعد ما استهزأوا به نزعوا عنه الرداء والبسوه ثيابه ، ومضوا به للصلب .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "  وَبَعْدَ مَا ٱسْتَهْزَأُوا بِهِ"

 2) "  نَزَعُوا عَنْهُ ٱلرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ،"  نَزَعُوا رداء الملوك القرمزي الذى ألبسوه للمسيح ليسخرواا منه ، ولم يذكر شيئاً من أمر إكليل الشوك
وكانت ثِيَابَهُ الخارجية والداخلية مكونة من أربعة ثياب غير الروب (يوحنا ١٦: ٢٣، ٢٤) 23 ثم ان العسكر لما كانوا قد صلبوا يسوع، اخذوا ثيابه وجعلوها اربعة اقسام، لكل عسكري قسما. واخذوا القميص ايضا. وكان القميص بغير خياطة، منسوجا كله من فوق. 24 فقال بعضهم لبعض:«لا نشقه، بل نقترع عليه لمن يكون». ليتم الكتاب القائل:«اقتسموا ثيابي بينهم، وعلى لباسي القوا قرعة». هذا فعله العسكر
3) " وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ" " 7 ظلم اما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح فاه. "  (إشعياء ٥٣: ٧). فتم ما تنبأ به هو نفسه من جهة صلبه وسخرية الأمميين به قبلا لتلاميذه حتى إذا حدث يعرفون أنه مخطط إلهى إستعنمل كل ألدوات البشرية ليصنع بها سر الفداء  (متّى ٢٠: ١٩ ) ويسلمونه الى الامم لكي يهزاوا به ويجلدوه ويصلبوه وفي اليوم الثالث يقوم». ( مت ٢٦: ٤٥).. 45 ثم جاء الى تلاميذه وقال لهم: «ناموا الان واستريحوا. هوذا الساعة قد اقتربت وابن الانسان يسلم الى ايدي الخطاة.
 يقول بعض المفسرين أن إنجيل يوحنا كتب باللغة اليونانية واليونانيين ليست عندهم رموز للأرقام كانوا يدلون على الأعداد بأحرف، والفرق بين الحرف الدال على «ثلاثة» والحرف الدال على «ستة» زهيد جداً. ويؤيد ذلك أن في بعض النسخ القديمة لبشارة يوحنا تذكر «الثالثة» بدل «السادسة» كما في بشارة مرقس. .
ويقول البعض الآخر وهو التفسير المرجح والمعتمد  أنه في (مر25:15) "وكانت الساعة الثالثة فصلبوه " وما ورد في بشارة مرقس يوافق ما ذكره متّى ولوقا. وأما ذكر الساعة السادسة في يوحنا(يو14:19) وكان استعداد الفصح ونحو الساعة السادسة فقال (بيلاطس) هو ذا ملككم.." وظن بعضهم أن يوحنا استعمل الحساب اليهودي فوقع ذلك الخلاف. وتوقيت اليوم عند الرومان كاليوم عند الأوربيين، يبدأ من نصف الليل، فتكون السادسة في يوحنا وقت طلوع الشمس، وهو بداءة محاكمة يسوع عند بيلاطس، وهي التي قصدها يوحنا بـ «تلك الساعة» وكلمة نحو فى معاجم اللغة العربية تعنى تقريبا  : [ زَارَهُ فِي نَحْوِ السَّادِسَةِ: فِي السَّادِسَةِ تَقْرِيباً.ٍ] وهى بداية فقرة من فقرات الأصحاح لا تعنى التحدييد الساعة لأنه قال "حوالى" أى ما حدث عند بداية السادسة صباحا بالتوقيت الحالى وتعنى االساعة الأولى اليهودية بداية "باكر" التى تمتد من الساعة 6 صباحا حتى التاسعة صباحا وعند إنتهاء  فى نهاية هذه الساعة أى فى الساعة الثالثة أسلمه اليهود للرومان ليصلب:
ويقول آخرون
كان اليهود يقسمون الليل إلى 4 ساعات كبيرة ويقسمون النهار إلى 4 ساعات كبيرة (الساعة الكبيرة = 3 ساعات بتوقيتنا).

في إنجيل مرقس 15: 25 حسب ترجمة فانديك أن المسيح صُلب الساعة الثالثة، حسب توقيت اليوم اليهودى  بينما جاء في نفس الشاهد، أي في إنجيل مرقس 15: 25 أيضاً، وفى ترجمات أخرى تترجم خسب التوقيت الحالى مما سبب بعض التشوش لدى البعض، ورأينا أن نوضح هذا الإختلاف الظاهري بين الترجمتين. في الحقيقة أن النص اليوناني المُعتَمد والمُعوَّل عليه لا يوجد به أي إختلاف في هذه النقطة، أي في ساعة صلب المسيح ، فالنص اليوناني يقول ὥρα τρίτη أي “الساعة الثالثة”، بلا أي خلاف هنا، ولهذا قالت ترجمة “الساعة الثالثة”، فقد ترجمت التوقيت هنا حرفياً، لكن، هل كانت ترجمة الفاندايك والأصح ترجمة (الأكثر إنتشارا لأنها الأقدم نسبياً) تقصد بـ”الساعة الثالثة” أي الثالثة فجراً بعد منتصف الليل حالياً؟ بالطبع لا، إذن كيف تقول ترجمة الفانديك “الساعة الثالثة” والمسيح لم يصلب في هذه الساعة؟ .
في عصر السيد المسيح له كل المجد، لم يكن لديهم الوقت مقسماً لأربع وعشرين ساعة كما هو الحال الآن، بل كان الوقت لديهم مقسما إلى “فترات”
وتبدأ ساعات النهار عند شروق الشمس ولمدة (3 ساعات بحسب ساعاتنا وتسمى الساعة الأولى. وتبدأ بعدها الساعة الثالثة ولمدة (3 ساعات) وبعدها الساعة السادسة. وبهذا تنتهي الساعة الثالثة عند نصف النهار وتنتهي الساعة السادسة عند بعد الظهر وتمتد الساعة التاسعة للغروب. ولم تكن هناك ساعات في يدهم لتحديد الزمن، بل بالتقريب. وربما يطلقون على نهاية الساعة الثالثة أنها الساعة السادسة وعلى بداية السادسة أنها الثالثة. فالتدقيق في الساعات لم يكن مهمًا في ذلك الوقت. فإن قال مرقس أن الصلب قد حدث في الساعة الثالثة فهو يقصد نهايتها وإذا قال يوحنا أن الصلب حدث في الساعة السادسة فهو يقصد بدايتها وكلاهما يصح التعبير عنه بطريقتهم كما حدث. ويقول أحد المفسرين أن نهاية أحد السواعي هو ابتداء الساعة الأخرى والقدر الذي بين الساعتين من الزمان مجهول. والفعل قد ينسب إلى زمانين (الثالثة والسادسة) لجواز وقوع طرفيه في طرفيهما، أي طرف الساعة الثالثة وطرف الساعة السادسة.
[1]راجع:Ted Cabal, Chad Owen Brand, E. Ray Clendenen et al., The Apologetics Study Bible: Real Questions, Straight Answers, Stronger Faith (Nashville, TN: Holman Bible Publishers, 2007), 1501.
Tokunboh Adeyemo, Africa Bible Commentary (Nairobi, Kenya; Grand Rapids, MI.: WordAlive Publishers; Zondervan, 2006), 1225.

تفسير انجيل متى الاصحاح السابع والعشرون

يسوع على الصليب (متى 27: 32- 44)

يسوع على الصليب

تفسير (متى 27: 32) : وفيما هم خارجون وجدوا انساناً قيروانياً اسمه سمعان ، فسخّروه ليحمل صليبه .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1)" َفِيمَا هُمْ خَارِجُون" خَارِجُونَ من قلعة أنطونيا فى أورشليم وكانت بجوار الهيكل إلى مكان الصلب خارج أسوار مدينة أورشليم وكان يطلق على أورشليم  إسم المحلة وتعنى محلة فى اللغة العربية . [ المَحَلَّةُ : منزل القوم، حارة، قِسمٌ من أقسام المدينة ] وكان فى الشريعة أن الإنسان الذى يكسر السبت يرجم خارج المحلة أى خارج أورشليم (عدد ١٥: ٣٥  فاخرجه كل الجماعة الى خارج المحلة ورجموه بحجارة فمات كما امر الرب موسى)والمجدف على الرب يرجم ايضا خارج المحلة "أورشليم"  (١ملوك ٢١: ١٣) واتى رجلان من بني بليعال وجلسا تجاهه وشهد رجلا بليعال على نابوت امام الشعب قائلين قد جدف نابوت على الله وعلى الملك.فاخرجوه خارج المدينة ورجموه بحجارة فمات "ورجموا أسطفانوس خارج المحلة أى خارج أورشليم (أعمال ٧: ٥٨)  والحيوانات التى تذبح تحرق بقيتها خارج المحلة . «فَإِنَّ الْحَيَوَانَاتِ الَّتِي يُدْخَلُ بِدَمِهَا عَنِ الْخَطِيَّةِ إِلَى «الأَقْدَاسِ» بِيَدِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ تُحْرَقُ أَجْسَامُهَا خَارِجَ الْمَحَلَّةِ. لِذلِكَ يَسُوعُ أَيْضًا، لِكَيْ يُقَدِّسَ الشَّعْبَ بِدَمِ نَفْسِهِ، تَأَلَّمَ خَارِجَ الْبَابِ» (عبرانيين ١٣: ١١ و١٢). وهذا وفق شريعة موسى في أمر المحكوم عليهم بالموت (عدد ١٥: ٣٥ انظر أيضاً ١ملوك ٢١: ١٣ وأعمال ٧: ٥٨) وبذلك تمم يسوع الرموز بكونه ذبيحة عن الخطية (لاويين ٤: ١٢ ) فيخرج سائر الثور الى خارج المحلة الى مكان طاهر الى مرمى الرماد ويحرقها على حطب بالنار.على مرمى الرماد تحرق( لا ١٦: ٢٧ ) وثور الخطية وتيس الخطية اللذان اتي بدمهما للتكفير في القدس يخرجهما الى خارج المحلة ويحرقون بالنار جلديهما ولحمهما وفرثهما. ( عدد ١٩: ٣).فتعطونها لالعازار الكاهن فتخرج الى خارج المحلة وتذبح قدامه. "

 


2) "   وَجَدُوا إِنْسَاناً قَيْرَوَانِيّاً ٱسْمُهُ سِمْعَانُ،إِنْسَاناً قَيْرَوَانِيّاً أي من القيروان، وهي مدينة في ليبيا في شمال أفريقيا تسمى «سارنيكا» وكانت وقتئذٍ من أملاك الرومان، وسكنها كثيرون من اليهود

القيروان، وهي مدينة من مدن ليبيا تقع على مسافة 224 كيلو مترًا شرقي بنغازي في الجبل الأخضر. وتقع على ارتفاع يقرب من ألفي قدم فوق سطح البحر. وكانت عاصمة "كيرنيكا" واسمها الحالي هو "شحات". واسمها القديم كورينيا وكانت مركزًا للحضارة. وكانت مستعمرة يونانية أسست سنة 631 ق.م. وفي أيام اسكندر ذي القرنين كان ربع أهاليها يهودًا دخلوا في الرعوية اليونانية. وبعد موت إسكندر ألحقت بمصر ثم صارت ولاية رومانية 75. ق. م

(أعمال ٢: ١٠) 10 وفريجية وبمفيلية ومصر، ونواحي ليبية التي نحو القيروان، والرومانيون المستوطنون يهود ودخلاء،" لأن بطليموس لاجي أرسل منهم إلى هناك مئة ألف قبل ذلك بـ ٣٠٠ سنة، فزادوا كثيراً حتى صار لهم مجمع خاص في أورشليم (أعمال ٦: ٩).9 فنهض قوم من المجمع الذي يقال له مجمع الليبرتينيين والقيروانيين والاسكندريين، ومن الذين من كيليكيا واسيا، يحاورون استفانوس."  وكان بعضهم من أول المبشرين المسيحيين (أعمال ١١: ٢٠ )ولكن كان منهم قوم، وهم رجال قبرسيون وقيروانيون، الذين لما دخلوا انطاكية كانوا يخاطبون اليونانيين مبشرين بالرب يسوع.   ( أع ١٣: ١).وكان في انطاكية في الكنيسة هناك انبياء ومعلمون: برنابا، وسمعان الذي يدعى نيجر، ولوكيوس القيرواني، ومناين الذي تربى مع هيرودس رئيس الربع، وشاول. "  والمرجح أن سمعان القيرواني أتى إلى أورشليم حينئذٍ للاحتفال بعيد الفصح. وذكر مرقس إنه كان أبا إسكندر وروفس كأنهما معروفان عند المسيحيين.(مرقس 15: 21) فسخروا رجلا مجتازا كان اتيا من الحقل وهو سمعان القيرواني ابو الكسندرس وروفس ليحمل صليبه.
3) " فَسَخَّرُوهُ لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ"   فَسَخَّرُوهُ الخ الذين سخروه هم الجنود الرومان وهم فى طريقهم لصلب المسيح على تلة الجلجثة خارج أبواب اورشليم وهذا الطريق يعرف الآنب بدرب الآلام أو طريق الألام وباللاتينية "فيا دولورسو ". وكانت عادة جنود الرومان أن يسوقوا لمحكوم عليه بالصلب وهو يحمل الصليب تشهيرا به وبث الرعب والخوف فى الشعب اليهودى حتى لا يثوروا ضد الإمبراطورية الرومانية ومن جهة أخرى ليشعروا المحكوم عليه بأن حمل الصليب دلالةً على شدة العار والهوان والمصيبة. وكان يسوع قد حمله في أول الطريق (يوحنا ١٩: ١٧) فخرج وهو حامل صليبه الى الموضع الذي يقال له «موضع الجمجمة» ويقال له بالعبرانية «جلجثة»، والظاهر إنه أعيا عن حمله لشدة ضعف جسمه من الجلد وتقطيع جسمه ونزف الدماء والهزء والأرق، ولذلك سخَّر العسكر سمعان بحمله. ولم يكن أحد من اليهود أو الرومان يحمل باختياره صليب المحكوم عليه لما في ذلك من العار. ولعل سمعان كان أول من صادفوه في الطريق بعد عجز يسوع عن حمل صليبه، أو لأنهم رأوه أجنبياً فاستخفوا به، أو لعله ظهر على وجهه شيءٌ من إمارات الشفقة على يسوع فسخَّروه. وإن كان سمعان مات مؤمناً بالمسيح فلا شك أنه يحسب الآن ذلك العار أعظم مجدٍ له.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
حمل سيدنا صليبه اولاً وخرج من دار الولاية وبعد ذلك حملوه لسمعان ابي الكسندروس وروفوس . اما خشبة الصليب فأخذوها من اسطوان سليمان وهي من خشب التابوت وكانت من خشب الارز . آخرون قالوا انها من خشب التين . اما الذهبي الفم فيقول ان تلك الخشبة كانت معتبرة عندهم جداً ولم يكونوا يجسرون ان يقتربوا اليها . وقال آخرون انها من شجرة التي ولدت الخروف الذي ذبح عوض اسحق وان ابرهيم كان قد قطعها واتى بها للشهادة وان اليهود أخذوها من اسطوان سليمان وصلبوا المسيح عليها . ثم ان اليهود لاموا المسيح لانه أذن للمخلع ان يحمل سريره في يوم السبت وهو في يوم مضاعف سخروا سمعان ليحمل صليب المسيح مع ان الذي جمع حطباً يوم السبت رجموه وحملوا الخشبة لرجل يهودي في يوم العيد وعملوا الشر الاعظم بصلبهم المسيح واللصين في يوم العيد . قال آخرون ان سمعان كان يهودياً وان الشعوب سخروه ان يحمل صليب المسيح نكاية باليهود . ويتضح حقيقة ذلك من ان اللصين لم يذكر عنهما انهما حملا صليبيها وكما ان سمعان الذي حمل الصليب لم يصلب كذلك سيدنا فانه لم يصلب عوض نفسه لكن عوض آخرين . ثم نقول ان الشيطان لما رأى كثرة الحسنات الصادرة من الصليب حرك اليهود ان يحملوا الصليب لآخر لكي تتم هذه الخيرات الناتجة من موت المسيح على يد غيره . ولكي ينظر الناس كلهم الى حامل الصليب لا الى يسوع . ولكن لم تكمل ارادة الشيطان لانه ولو آخر حمل الصليب لكن المحمول كان صليب المسيح والخيرات تمت به . ان سمعان عمل مثل الصالحين الاولين والانبياء فان هؤلاء تنبأوا ولم يتألموا . وهو أيضاً حمل الصليب وغيره صلب ثم ان المسيح حمل صليبه ليعلمنا ان كل من يريد ان يكون له تلميذاً يجب عليه ان يحمل صليبه . ثم لكي يتمم النبوة القائلة ( وتكون الرياسة على كتفه اش 9: 6 ) اي صليبه . وكما ان اسحق حمل على كتفه خشب ذبيحته هكذا المسيح حمل صليبه على كتفه . ثم نقول ان انواع الموت كثيرة ولكن المسيح احتمل موت الصليب الذي هو شر الميتات اذىً حتى اذا ارتفع على الصليب يجذب الكل اليه ولكي يقدس الفضاء برشاش دمه ويفضح الرؤساء بتعريه ولان عساكر ابليس اللعين يجولون في الفضاء غالباً . ثم نقول انه بواسطة الخشبة دخل الموت وبالخشبة صار الخلاص عندما علق عليها . ولكي يعتقنا من اللعنة المقولة ( ملعونة تكون الارض بسببك تك 3: 17 ) احتمل المسيح موتاً ملعوناً بل صار لعنة لاجلنا لانه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة غل 3: 13 وليباركنا بكل بركات الروح.
 

تفسير (متى 27: 33) : ولما بلغوا الى موضع يقال له جلجثة ، وهو المسمى “ موضع الجمجمة “

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " وَلَمَّا أَتَوْا إِلَى مَوْضِعٍ الموضع الذي صُلب فيه يسوع  كان خارج اسوار أورشليم بالقرب من باب من أبواب اورشليم  والسؤال ما أسم الباب الذى خرج منه المسيح حاملا صليبه ? يعتقد أنه باب السمك (باب أفرايم ) والأرجح من باب يسمى "الباب القديم أو باب أفرايم " وبالقرب من طريق سلطاني عام (مت 27: 32 و33). ويعتقد أنه كان يسمى "باب الحكم  judgment gate " لأنه جرت العادة تنفيذ أحكام الصلب الرومانية  خارج هذا الباب وهو بالقرب من الجلجثة  
2) " يُقَالُ لَهُ جُلْجُثَةُ، وَهُوَ ٱلْمُسَمَّى: مَوْضِعَ ٱلْجُمْجُمَةِ" ورد أسم تلة جلجثة والجمجمة فى جميع الأناجيل (مرقس ١٥: ٢٢ ) "وجاءوا به الى موضع «جلجثة» الذي تفسيره موضع «جمجمة».  (لوقا ٢٣: ٣٣ ) 33 ولما مضوا به الى الموضع الذي يدعى «جمجمة» صلبوه هناك مع المذنبين واحدا عن يمينه والاخر عن يساره. " (يوحنا ١٩: ١٧ ) 17 فخرج وهو حامل صليبه الى الموضع الذي يقال له «موضع الجمجمة» ويقال له بالعبرانية «جلجثة» من الجلجثة والكلمة المأخوذة عن اليونانية "كرانيون" جمجمة. وأما الجلجثة فهي الكلمة الأرامية لكلمة جمجمة وبالعبرانة (جولجوليث): (مت 27: 33 ومرقس 15: 22 ويوحنا 19: 17)
جُلْجُثَةُ كلمة عبرانية معناها جمجمة. والأرجح أن إطلاق هذا الاسم على مكان صلب يسوع لأنه أكمة (تلة) صخرية خالية من الأشجار، تشبه جمجمة الإنسان شكلاً وهيئة.
أو لأن جمجمة آدم كانت فى هذا المكان  فلا صحة لقول بعضهم إنه سمي بذلك لكثرة ما طُرح فيه من جماجم القتلى. وهذا القول غير معقول لأن اليهود كانوا يدفنون كل عظم من عظام البشر في الأرض بكل احتراس واعتناء. وكل ما نعرفه من أمر الموضع الذي صُلب فيه المخلص خمسة أمور: الأول: إنه خارج المدينة (ع ٣١) والثاني: إنه قريب من المدينة (يوحنا ١٩: ٢٠) والثالث: إنه على جانب الطريق والشارع (مرقس ١٥: ١٩) والرابع: إنه كان قريباً من أحد البساتين الكثيرة التي كانت محيطة بأورشليم، وكان في ذلك البستان قبر ليوسف الرامي (يوحنا ١٩: ٤١) والخامس: إن المكان كان يُعرف عند العامة بالجمجمة (لوقا ٢٣: ٣٣).

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
السريانيون يسمون عظم الرأس جمجمة والعبرانيون يسمونه جلجلة . قال المفسرون ان نوح لما دخل السفينة ادخل معه عظام آدم ولما خرج منها وزع العظام على بنيه الثلاثة فاعطى ساماً الرأس لانه بكره واعطلى حاماً ويافث باقي العظام . كذلك قسم الارض عليهم فكانت حصة يافث الناحية الجنوبية وحصة سام الناحية الوسطى ما بين الشمال للجنوب واورشليم هي الجزء السطي في حصة سام . وقالوا ان جمجمة آدم دفنت في الموضع الذي كان المسيح مزمع ان يصلب فيه قبل ان تبنى اورشليم . ولما صلبوا المسيح جعلوا الصليب في فم آدم على الجمجمة ، اي في ذلك الموضع الذي نبع منه الموت والسقوط فمنه تبتدي الحياة والقيامة . ثم نقول انه صلب في هذا الموضع لان فيه خدمت الاسرار التي كانت تشير الى الصلبوت وان هذا المكان كان محفوظ من الاجيال والسنين ليصلب المسيح فيه . في هذا الموضع كهن مكليصادق واصعد الذبائح والقرابين وفيه بنى داود مذبحاً للرب واصعد الذبائح ومنع الموت . هذا هو بيدر اران البيوسي

  تفسير (متى 27: 34) : اعطوه خلاً ممزوجة بمرارة ليشرب . ولما ذاق لم يرد ان يشرب .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " أَعْطَوْهُ " المرجح أن الذين أعطوهُ يهود لأنه لم يكن من عادات الرومان، ولأن اليهود كانوا يتبرعون به لكل محكوم عليه بالموت عند قتله. ولأن رجال الدين اليهود أعلنوا أنه من أعمال التقوى، بناءً على قول الحكيم «أعطوا مسكراً لهالك وخمراً لمري النفس. يشرب وينسى فقره، ولا يذكر تعبه أيضاً» (أمثال ٣١: ٦، ٧) التلمود البابلي يقول أن النساء في أورشليم كانوا يعطون هذا الشراب القوي للمسجونين المدانين ليخففوا من آلامهم (انظر مر ١٥ :٢٣ حيث "المرارة" تعني "المر").
2) " خَلاًّ مَمْزُوجاً بِمَرَارَةٍ لِيَشْرَبَ. وَلَمَّا ذَاقَ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَشْرَبَ" خَلاًّ مَمْزُوجاً بِمَرَارَةٍ وقال مرقس «أَعْطَوْهُ خَمْرًا مَمْزُوجَةً بِمُرّ » (مرقس ١٥: ٢٣) فإن عسكر الرومان كان يشرب نوعاً من الخمر رخيصاً حامضاً سئ الصنع يختلف عن الخل قليلاً، فيصح أن يعبر عن كل منهما بالثاني. والمرارة والمر كثيراً ما يردان بمعنى واحد، وهو شراب من الأعشاب المرة كالأفسنتين وأمثاله، ممزوجاً بماء بزر الخشخاش. وغايتهم من مزج الخمر به وإعطائه للمصلوب تسكين آلامه بإسكاره وتخديره. والظاهر أن المسيح ذاته إكراماً لمن أظهر له المعروف بإعطائه إياه أبى أن يشربه، لأنه فضَّل أن يكون شاعراً بآلامه، فيشرب الكأس التي أعطاه الآب ليشربها، وشربها كلها وهكذا تمت نبوءة داود النبى عن المسيح (مزمور ٦٩: ٢١).21 ويجعلون في طعامي علقما وفي عطشي يسقونني خلا 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
وقال مرقس انهم أعطوه خمراً ممزوجة بمر ليشرب فلم يأخذ . كانوا قد رتبوا ان يسقوا خمراً ممزوجة بمرارة للمصلوبين لتحذر اعصابهم فلم يشعروا بالالم . فالمسيح لم يشرب لان وقته لم يكن قد قرب بل ولان الانبياء لم يتنبأوا عنه انه يشرب خمراً ممزوجة بمرارة . وقد ناولوه خلاً اكثر من مرة استهزاءً به قبل ان يصلب وبعد ما صلب .

تفسير (متى 27: 35) : ولما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها ، لكي يتم ما قيل بالنبي : “ اقتسموا ثيابي بينهم ، وعلى لباسي ألقوا اقترعوا “ .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " وَلَمَّا صَلَبُوهُ" صَلَبُوهُ كان الصلب الذى يبدأ بالجلد ثم تسمير المحكوم عليهم على الصليب ويستمر ينزف حتى الموت من أشد العقاب المعروفة قديما وكان يصاحبه التشهير والعار والآلام الشديدة وطول مدة العذابً الذى كان يمارسه الإمبراطورية الرومانية فى إخضاع الشعوب الذين يحتلون أراضيهم وكذلك على الخارجين على القانون  ، فقد يبقى المصلوب حياً ثلاثة أيام بدون طعام ، يعتريه عطشٌ وجوعٌ وأرقٌ وحمى من التهاب الجراح، ولا يستطيع الحركة ولا التنفس بسهولة التي تزيد آلامه.
ولم يكن الصلب من أنواع العقاب عند اليهود، فمن المحال أن يهودياً يصلب يهودياً. ويقول بعض المفسرين أن المراد بالتعليق «على خشبة» في التوراة هو ما نعرفه الآن بالشنق ولكن من المرجح أن بعد إنزال العقاب يعلقون الجثة على خشبة ويعتقد أن المسلمين اخذوا هذه الطريقة من اليهود ولكن المسيح علق صلب وفى يده المسامير على خشبه وهو حى ونزف حتى مات (تثنية ٢١: ٢٢، ٢٣) واذا كان على انسان خطية حقها الموت فقتل وعلقته على خشبة 23 فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم.لان المعلق ملعون من الله.فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا " . وأصل الصلب جاء من بلاد الفرس، واستعمله المصريون واليونانيون. ولم يصلبوا الرومان رومانياً، بل خصوا ذلك الموت بالعبيد والمجرمين والمتمردين أهل الولايات التي استولوا عليها لأنهم حسبوهم كمواطنين فئة ثانية أوو مثل العبيد . وكراسوس (القائد الروماني) سيج الطريق من مدينة كبيوا إلى مدينة روما بصلبان العبيد الذين عصوا الرومان. وصلب أوغسطس قيصر ستة آلاف عبد في جزيرة صقلية لأنهم عصوه. وكان الصليب قطعتين متعارضتين من الخشب فيهما عمود يدخل بين رجلي المصلوب ليحمل بعض ثقله فلا يتمزق لحم مدخل المسامير فيسقط المصلوب. وكانوا يتبعون عدة طرق فكانوا ينصبون الصليب أحياناً رأسياً ويرفعون الإنسان عليه ويسمرونه، ولكنهم كانوا يضعونه على الأرض أفقياً ويمدون المصلوب بعد أن يعروه عليه ويسمرونه بمسامير في رجليه ويديه على خشبة الصليب. وكانوا أحياناً يسمرون اليدين فقط ويربطون الرجلين بحبال على الصليب (والظاهر أنهم سمروا يدي يسوع ورجليه معاً بدليل ما جاء في بشارة لوقا، لوقا ٢٤: ٣٩، ٤٠). 39 انظروا يدي ورجلي: اني انا هو. جسوني وانظروا فان الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي». 40 وحين قال هذا اراهم يديه ورجليه. " ثم يرفعون الصليب بالمصلوب وينصبونه رأسياً في حفرة معدة له. وكانوا أحياناً يُنزلون الصليب في حفرته بسرعة وعنف لتخليع مفاصل المصلوب وتشديد عذابه. وكان ارتفاع رجلي المصلوب فوق الأرض من نصف ذراع إلى ذراع. ولما سمَّر العسكر يسوع على صليبه صلى قائلاً «يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ» (لوقا ٢٣: ٣٤).فقال يسوع: «يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون»
وأوضحت نبوات العهد القديم ورسائل العهد الجديد أن هدف صلب يسوع، هو أن يكون ذبيحة الكفارة عن خطايا الناس، وأن يحتمل اللعنة التي وجبت على الخطاة، فتم بصلبه قوله «الْمُعَلَّقَ مَلْعُونٌ مِنَ الله» (تثنية ٢١: ٢٣) وليوفي دينونة الخطية التي على الإنسان ويصالحه مع الرب ويعطينا صك الغفران ويرجعنا إلى بنوة الرب فى فردوس المسيحية الذى أصبخ ملكوت السموات  فصار اسم الصليب بعد أن مات عليه المسيح إشارة إلى الشرف والبركة والفداء، بعد أن كان علامة العار واللعنة والعذاب.
2)  " ٱقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ مُقْتَرِعِينَ عَلَيْهَا،" ٱقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ أي القميص وما فوقه (يوحنا ١٩: ٢٣، ٢٤). وكانت ثياب المصلوب غنيمة ومن نصيب الصالبين، وكان الذين صلبوا المسيح أربعة نزعوا ثيابه قبل صلبه.(مرقس ١٥: ٢٤ ) ولما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها: ماذا ياخذ كل واحد؟

3) " مُقْتَرِعِينَ عَلَيْهَا"  وكانت ثِيَابَهُ الخارجية والداخلية مكونة من أربعة ثياب غير الروب (يوحنا ١٦: ٢٣، ٢٤) 23 ثم ان العسكر لما كانوا قد صلبوا يسوع، اخذوا ثيابه وجعلوها اربعة اقسام، لكل عسكري قسما. واخذوا القميص ايضا. وكان القميص بغير خياطة، منسوجا كله من فوق. 24 فقال بعضهم لبعض:«لا نشقه، بل نقترع عليه لمن يكون». ليتم الكتاب القائل:«اقتسموا ثيابي بينهم، وعلى لباسي القوا قرعة». هذا فعله العسكر على قميصه لأنه كان «بِغَيْرِ خِيَاطَةٍ، مَنْسُوجًا كُلُّهُ مِنْ فَوْقُ» (يوحنا ١٩: ٢٣) ومقامرتهم تحت الصليب دليل على عدم شفقتهم على المصلوب.
4) " لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِٱلنَّبِيِّ: ٱقْتَسَمُوا ثِيَابِي بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي أَلْقَوْا قُرْعَةً»."
مَا قِيلَ بِٱلنَّبِيِّ القول المشار إليه وارد في مزمور ٢٢: ١٨) يقسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون "  وهو نبوة تنطبق تماما على صلب يسوع، لأنه لم يصلب داود ولم يقترع أحد على ثيابه . وكانت تعرية المسيح من ثيابه أمراً لا يُعتد به بالنسبة إلى ما احتمله باختياره لما «أَخْلَى نَفْسَهُ» من كل الأمجاد السماوية لأجلنا (فيلبي ٢: ٦) 6 الذي اذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة ان يكون معادلا لله."          

هذا إشارة إلى مز ٢٢ :١٨ .يسوع ربما كان عاريا أو على الأرجح أكثر مرتدياً فقط قماشاً على حقويه. مخطوطات Receptus Textus تضيف إلى النص عدة عبارات تأتي من يو ١٩ :٢٤ ،والتي هي اقتباس عن مز ٢٢ :١٨؛ ولكن هذه على كل حال ليست أصلية في متى. هذه الإضافات ليست في المخطوطات اليونانية الإنشية א، A ،L, D, B ،ولا في الترجمات اللاتينية أو السريانية. إلى لعبة حظ، كما الحال هنا، "إلقاء القرعة" تستخدم في العهد الجديد للإشارة بآ وطريقة لمعرفة مشيئة الله كما في أع ١ :٢٦ .هذا كان ٍن معاً بحسب العادة في العهد القديم باستخدام اليوريم والتميم. الوسائل الآلية لمعرفة إرادة الله قد زوت. هذا يظهر أن الكتاب المقدس يدّون أشياء ولكن ليس بالضرورة أن يدافع عنها. مثال جيد آخر عن نفس الفكرة هذه ستكون في جزة صوف جدعون (قض ٦ :٣٦ -٤٠ )

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
فقد اتموا نبوة داود هذه عن غير معرفة مستهزئين .

تفسير (متى 27: 36) : ثم جلسوا يحرسونه هناك .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1)
ثم جلسوا يحرسونه هناك " حرسوهُ جنود الرومان لئلا يأتي أتلاميذه والمؤمنين به وكان هذا طلب من من رؤساء الكهنة لبيلاطس لأنهم كانوا يقولون أن المسيح قال أنه سيقوم فى اليوم الثالث فإعتقدوا أن تلاميذه سينزلوه  عن الصليب حياً.أو يأخذون الجسد ويقولون أنه قام وكان الحراس بعدئذٍ شهوداً بصحة دعوى المسيح (مت 27: 54). 54 واما قائد المئة والذين معه يحرسون يسوع فلما راوا الزلزلة وما كان خافوا جدا وقالوا: «حقا كان هذا ابن الله».

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

يما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
أمر بيلاطس بحراسة المسيح خيفة ان يأتي اصحابه وينزلوه عن الصليب ليخبروه متى مات .
 

تفسير (متى 27: 37) : وجعلوا فوق رأسه علته : “ مكتوبة هذا هو يسوع ملك اليهود “ .

إتهام يسوع أنه ساوى نفسه بالرب
1 - نص الحكم على يسوع
حوكم يسوع ستة محاكمات منهم ثلاث محاكمات مدنية وما يهمنا فى هذه المقالة محاكمة يسوع الدينية التى تشكل حكم رئيس الكهنة مجمع السنهدرين المشكل من جميع طوائف القيادات الدينية من كهنة وفريسيين وناموسيين وكتبة وصدوقيين ووجهاء الشعب الثلاث (1) أمام حنان [يوحنا 18: 12-14 ، 24]. .. (2) أمام قيافا [متى 26: 57-68]... (3) أمام المحمكة اليهودية العليا (السنهدرين) والتى إنتهت بالحكم على يسوع بالموت وفيما يلى نص الحكم على يسوع .. في السنة السابعة عشر من حكم الأمبراطور طيباريوس قيصر 15 مارس بمدينة أورشليم المقدسة في عهد الحبرين حنانيا وقيافا حكم بيلاطس البنطي والي ولاية الجليل الجالس للقضاء في دار ندوة مجمع البروتوريين على يسوع الناصري بالموت صلبا بين لصين بناء على الشهادات الكثيرة المبنية المقدمة من الشعب المثبتة أن يسوع الناصري
(أولاً) مضل يسوق الناس إلى الضلال والهياج.
(ثانياً) أنه يغري الناس على الشغب والهيجان.
(ثالثاً) أنه عدو للناموس.
(رابعاً) أنه يدعو نفسه ابن الله (يو 19: 7): رئيس الكهنة يسأله: أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا، هل انت المسيح ابن الله؟، أجابه يسوع: "أنت قلت! وأقول لكم أيضاً إنكم منذ الآن سوف ترون ابن الإنسان جالساً عن يمين القدرة، ثم آتياً على سحب السماء". فشق رئيس الكهنة ثيابه وصرخ: قد جدّف، لا حاجة بنا بعد إلى شهود، وها أنتم سمعتم تجديفه فما رأيكم؟
(خامساً) أنه يدعو نفسه كذبا أنه ملك إسرائيل.
(سادساً) إنه دخل الهيكل ومعه جمهور من الناس بسعف النخيل فلهذا يأمر بيلاطس البنطي كونسيوس كرنيليوس قائد المئة أن يأتي بيسوع المذكور إلى المحل المعد لقتله وعليه أيضاً أن يمنع كل من يتعدي ضد تنفيذ الحكم فقيرا كان أو غنيا وأن يأتي به من باب الطرنا خارج أورشليم. وهاك أسماء الشهود الذين وقعوا على تنفيذ الحكم على يسوع المسيح (دانيال روباني فريسي, يوحنا زورو بابل, كاييت) وقد أرسل لكل سبط لوح من هذا الحكم.
وقدمت هذه التهم قدمت إلى الوالى الرومان بيلاطس البنطى الذى كان يحكم اليهودية وكانت بعضها لقطع خط الرجعة على بيلاطس منها أن يسوع مهيج للشعب بما يعنى أنه متمرد وضد الحكم الرومانى والبعض الآخر تهم دينية بحتى المفروض أن يسوق الكهنة يسوع ويقتلوه إلا أن سلطة تنفيذ الحكم كانت بيد الرومان فى ذلك الوقت فقدم السنهدرين يسوع لبيلاطس لتنفيذ الحكم إلا أنه أعاد محاكمته مدنيا ولم ينفذ اليهود عبارة يسوع الخالدة التى قال فيها أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله فأعطوا ما لله لقيصر .. وهذا مهو ما يحدث اليوم فى إيبارشية سيدنى فالأسقف يتهم رعيه المسيح ويسوقهم أمام محاكم مدنية .
*********************************
معنى عنوان تهمة يسوع فوق الصليب 
ماذا يعنى عنوان التهمة الموضوع فوق رأس يسوع على الصليب ؟ ولماذا إعترض كهنة اليهود عليه؟ سؤالين لا يعرف كثيريين من المسيحيين إجابتهما نص العنوان ورد فى (يو 19: 19 و 20) " وكتب بيلاطس عنوانا ووضعه على الصليب. وكان مكتوبا:«يسوع الناصري ملك اليهود». فقرا هذا العنوان كثيرون من اليهود، لان المكان الذي صلب فيه يسوع كان قريبا من المدينة. وكان مكتوبا بالعبرانية واليونانية واللاتينية. " ولم يلاحظ أحد من الأمم الذين كانوا يعيشون فى ذلك الوقت ولا الذين يعيشون فى زمننا الآن وآمنوا بالمسيحية معنى ومغزى وراء ما كتبه بيلاطس فى الترجمات المختلفة من عنوان تهمة يسوع فوق رأسه على الصليب "ملك اليهود تعنى عند الأمم تمرد ضد السلطة الرومانية ولكنها واضحة ومعروفة عن اليهود فيشير يوحنا فى النص المذكور اعلاه أن كل اليهود الذين قرأوا هذه التهمة «يسوع الناصري ملك اليهود» فهموا مغناها ذهبوا فى الحال منزعجين لكهنتهم الذين يفسرون التوراة ويفتون بالشريعة اليهودية لقد عرف الجميع أن هذا هو لقب المسيا المنتظر كملك وهو لقب معروف أيضا جيدا عند كهنة الهيكل ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى ييقر فيها كهنة اليهود أن المسيا هو ملك اليهود فقد أشار إليه متى إليه عندما ذكر قصة مجوس المشرق القادمين وراء نجم وذهبوا إلى هيروس الملك فى أورشليم ظنا منهم أن ولد له إبنا وقالوا له أين هو المولود ملك اليهود فإنزعج ؟ جاء مجوس من المشرق تابعين نجماً وسألوا : " أين المولود ملك اليهود " وبالطبع لم يكن فى بيت هيرودس , وكان المجوس متحمسين محبين لأن يروا ذلك الطفل حاملين هدياهم ولأن هيرودس توهم أن مملكته الأرضية تتعرض للخطر , فصرف المجوس قائلاً : " إن وجدتم الصبى أخبرونى حتى آتى أنا أيضاً وأسجد له " وسأل علماء الناموس فى الأمة اليهودية فاليهود أيضاً ينتظرون ذلك الصبى الذى يحكم عليهم حكماً ويكون عليهم رئيساً مدنياً ودينياً كهنوتياً فأجابوه عن نبوءة ميخا النبى (متى 2) رؤساء الكهنة اين يولد المسيح ( أي أنهم يعلمون أن المسيح هو ملك اليهود المنتظر ) واليهود حتى يومنا هذا ينتظرون مسيا ملكا يقودهم فى الحروب فقد أعلن الكتاب الإلهى أن ميلاد المخلص هو بيت لحم اليهودية ونادى الرب هذه المدينة قائلاً : وأنت يا بيت لحم لست الصغرى بين رؤساء يهوذا لأنه منك يخرج مدبر يرعى شعبى أسرائيل " وسأل بيلاطس يسوع فى محاكمته المدنية (مت 27: 11) «اانت ملك اليهود؟» فقال له يسوع: «انت تقول». ولكن إنزعاج اليهود وكهنتهم كان ما كان يحمله النص العبرى لعبارة «يسوع الناصري ملك اليهود» وكانت نصوص العهد القديم تخلع على يهوه أيضًا اسم ملك. وكان استعمال هذا الاسم نادرًا قبل عصر الملوك (خر 15: 18). ثم كثر استعماله بعد ذلك العصر (مز 24: 7-10). ويظهر ذلك بجلاء من عيد صعود يهوه العرش (ترانيم المصاعد مز 47 و93 و96-99) المفاجأة العجيبة التى ظلت مخفية طيلة هذه القرون أن الحروف العبرية الأولى من هذه العبارة عندما تقرأ من اليمين للشمال هى "يهوه " الموضح فى الصورة الجانبية (عبارة «يسوع الناصري ملك اليهود» باللغة الإنجليزية وأسفلها باللغة العبرية والحروف الأولى من كل كلمة بالخط الأحمر من هذا العنوان الموضوع فوق راس المسيح المصلوب باللغة العبرية هى "يهوه" بما يعنى أن إله اليهود يهوه هو المسيح المصلوب ) وهذا مما دفع كهنة اليهود للذهاب إلى بيلاطس لكى يغير العبارة (يو 19: 21 و 22)  فقال رؤساء كهنة اليهود لبيلاطس: لا تكتب: ملك اليهود، بل: إن ذاك قال: أنا ملك اليهود أجاب بيلاطس: ما كتبت قد كتبت " وهكذا تمت نبزءة الرب التى أوحى بها إلى صموئيل النبى عندما أرادوا أن يمسح عليهم ملكا وساء هذا الأمر فى عينى الرب فقال له الرب (1صم 8: 7) فقال الرب لصموئيل اسمع لصوت الشعب في كل ما يقولون لك.لانهم لم يرفضوك انت بل اياي رفضوا حتى لا املك عليهم. " وكما رفض بنى إسرائيل أن يملك عليهم الرب فى الععد القديم رفضوا يسوع أن يملك عليهم فى العهد الجديد وأعلنوا أن ملكههم قيصر (يو 19: 130- 15)  فلما سمع بيلاطس هذا القول أخرج يسوع، وجلس على كرسي الولاية في موضع يقال له البلاط وبالعبرانية جباثا 14 وكان استعداد الفصح ، ونحو الساعة السادسة. فقال لليهود: هوذا ملككم 15 فصرخوا: خذه خذه اصلبه قال لهم بيلاطس: أأصلب ملككم؟ أجاب رؤساء الكهنة: ليس لنا ملك إلا قيصر

مفاجأة: الإسم الخفى لمعنى "يهوه"
وظل اليهود يعبدون "يهوه" إلا أنهم تحولوا عن عبادته وعبدوا إلها وثنية وظهرت في أورشليم في القرنين الثامن والسابع في أيام آحاز ومنسى عبادة "مولك" التي كانت تقضي بتقديم الضحايا من الأولاد، فامتهنت كرامة يهوه الذى لا يرضى بعبادة آلهة أخرى ولكن أعيد إليه مجده بواسطة أشعياء (اش 40: إلخ.) وأضفي عليه معنى جديدًا فغدا يهوه، يعرف نبيهم باسم ملك إسرائيل ومخلصه، إلهًا عالميًا (اش 44: 6). "فترى كل أطراف الأرض خلاص إلهنا" (اش 52: 10). مملكته على الكل تسود". (مز 103: 19). ملكوته ملكوت أبدي وسلطانه في كل دور فدور". (دا 4: 3) الذي كان قبل خلق العالم (مز 60: 2). ومنذ أواخر القرن الرابع قبل المسيح تزايد الخوف من تدنيس اسم يهوه فمنع الشعب من النطق به. وأصبح لا يستطيع التلفظ به إلا رئيس الكهنة عند تلاوة الصلاة وأعطاها البركة في الهيكل واستعاضوا عن النطق به بأسماء أهمها "اودني" أي الرب والسيد. واستعملت في الترجمة السبعينية (السبتواغنتا Septuagint)، في القرن الثالث قبل المسيح لفظة "كيريوس" κύριος "رب / إله" بدلًا منه. وقد ورد اسم يهوه في اللغة العبرية في العهد القديم 6823 مرة وقد استعمل اسمًا لله للدلالة على معاملة الله للبشر (تك ص 2). أو معاملته لشعب بعينه (خر6) وبنوع خاص في علاقة العهد مع ذلك الشعب (خر 24) ومعنى كلمة يهوه كما ورد فى العهد القديم " أنا هو الكائن" وقاعدة عامة يجب أن نعرفهما أن جميع الأسماء بلا إستثناء لها معانى فى اللغة العبرية ولمعرفة معنى "حروف" كلمة "يهوة" باللغة العبرية يجب أن نعرف أن لكل حرف من حروف الهجاء باللغة العبرية رقم بالإضافة إلى صور / شكل (الجدول الجانبى حروف هداء اللغة العبرية وما يقابل كل حرف من رقم وصورة / شكل) وأيضا هذا النظام معمول به فى اللغة اليونانية والعربية "أبجد هوز" ولكن لا يوجد شكل لحروفهم فكل حرف من حروفهم له رقم وأى الكلمة تجمع أرقامها يعرف معناها بكلمة أخرى لها نفس الرقم مع الكلمة التى تتساوى أرقامها وتعنى حروف كلمة "يهوه = 26" = "أنظروا اليــد أنظروا المسمــار " Behold Nail, Behold Hand والكلمة مكونة من 4 حروف الحرف الأول بشكل اليد والحرف الثانى والأخير بمعنى ينظر وشكله شكل رجل يرفع رأسه ويده للسماء والحرف الثالث بشكل المسمار .. ينظر "ياه" = هوذا وقد وردت كثيرا فى الكتاب المقدس عندما قال يوحنا المعمدان عن المسيح هوذا حمل العالم


ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " وَجَعَلُوا فَوْقَ رَأْسِهِ عِلَّتَهُ مَكْتُوبَةً:"
فَوْقَ رَأْسِهِ عِلَّتَهُ أي علة صلبه. وكانت العادة أن يحمل المحكوم عليه بالصلب إعلان سبب صلبه إلى حيث يُصلب، وهناك يوضع فوق رأسه.
2) " هٰذَا هُوَ يَسُوعُ مَلِكُ ٱلْيَهُودِ " هذا هو سبب تهمة صلب المسيح عند بيلاطس دعواه إنه ملك. وكتب هذا العنوان بثلاث لغات كانت شائعة في سوريا وقتئذٍ، وهي العبرانية واليونانية واللاتينية. وذكر مرقس أن العنوان كان «ملك اليهود» (مرقس ١٥: ٢٦) .

وقال لوقا إن كان «هٰذَا هُوَ مَلِكُ ٱلْيَهُودِ» (لوقا ٢٣: ٣٨)

وقال يوحنا إنه كان «يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ مَلِكُ الْيَهُودِ» (يوحنا ١٩: ١٩) والمعنى واحد. ولعل اختلاف الألفاظ لاختلافها في لغات العنوان الثلاث، بأن نقل بعضهم عن إحدى اللغات وبعضهم عن لغات أُخرى. وقصد بيلاطس بذلك العنوان تعيير اليهود بصلب ملكهم. واعترضه الرؤساء على ما كُتب فلم يبالِ بهم (يوحنا ١٩: ٢٠) فقرا هذا العنوان كثيرون من اليهود، لان المكان الذي صلب فيه يسوع كان قريبا من المدينة. وكان مكتوبا بالعبرانية واليونانية واللاتينية. 21 فقال رؤساء كهنة اليهود لبيلاطس: «لا تكتب: ملك اليهود، بل: ان ذاك قال: انا ملك اليهود!». 22 اجاب بيلاطس:«ما كتبت قد كتبت». وخذا اللقب هو ما لقَّب المجوس به يسوع عند ميلاده تمجيداً له لقبه به بيلاطس عند موته هزءاً به. والعنوان كله حق، لأن معنى يسوع مخلص، وتولى المُلك بآلامه وموته. 

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
إعترض كهنة اليهود على عنوان الصليب
عند تفسرى للأناجيل كنت أرتبط بعادات اليهود ومعتقداتهم وهذا لم يؤخذ فى عين الإعتبار عند باقى المفسرين خاصة ان السيد المسيح جاء لخاصته اليهود وكان يناقش ويتحاول مع أئمتهم من علماء دينهم فى التقليد والعقيدة والفكر والمنهج وأسلوب التعامل بينهم وبين الباقيين فيما يلى بحث مبسط عن الحروف العبرية ومعناها فى كلمة "يهوه" مستمد من دليلين أو برهانين (1) من عنوان تهمة المسيح التى إعترض عليها الشعب اليهودى ومجلس السنهدرين المكون من جميع طوايف القيادات الدينية اليهوديو وعددهم 70 .. و (2) من معنى كلمة يهوه بحروف اللغة العبرية

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
لوقا ويوحنا يقولان ان عنوانه كتب بثلاث لغات باليونانية والعبرانية والرومانية. ويقول الذهبي الفم ان بيلاطس كتب ذلك انتقاماً من اليهود كأنه يقول انهم اسلموه كفاعل شر ومهيج فتنة . ولا شك ان كتابة العنوان كانت بتدبير الهي لان الصلبان الثلاثة كانت عتيدة ان تلقى في مزبلة لاعتبارها نجسة ولكنها ستظهر بعد زمان وسيعرف صليب المسيح من عنوانه . وقال بعضهم ان بيلاطس خاف ان يفحص استنطاق المسيح ويوجد غير مذنب فيقع تحت مسؤلية عظيمة لذلك كتب علة صلبه فوق رأسه على الصليب بثلاث لغات . حتى يكون الذين يشهدون بان اليهود صلبوا ملكهم ثلاثة . ولنا ان نقول ايضاً ان الثلاثة شهدوا ان واحداً من الثالوث صلب . فلم ترق هذه الكتابة أعين اليهود لئلا يعدوا عصاة متمردين يصلبهم ملكهم . فقالوا لبيلاطس اكتب انه هو قال اني أنا ملكهم ولكنا لم نقبله ولا عرفناه . فلم يسمع بيلاطس لهم ولا غير الكتابة اذ جرت العادة ان لا يغير القضاء احكامهم وما سجلوه بالاحرى اذا كانوا قاصدين الاستخفاف باليهود .

تفسير (متى 27: 38) : حينئذٍ صلب معه لصان ، واحداً عن اليمين وواحد عن اليسار .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " حِينَئِذٍ صُلِبَ مَعَهُ لِصَّانِ، وَاحِدٌ عَنِ ٱلْيَمِينِ وَوَاحِدٌ عَنِ ٱلْيَسَاراستخدم المؤرخ اليهودى يوسيفوس  Josephus كلمة "لصوص" والتى تشير بأن هؤلاء اللصين ربما كانوا "غيورين" مثل بارباس. ويطلق عليهم الغيورين أى الغيورين على الأمة اليهودية وكان منهم  حملة الخناجر (سيكاريي sicarii).وكلمة سيكا تعنى خنجر  وعصابة بة الخناجر جماعة متطرفة من الغيورين الذين كانوا بدورهم جماعة متطرفة متغلغلة فى جميع طوائف وفئات الشعب اليهودى ، وقد كانوا يخبئون خناجرهم تحت عباءاتهم ليغتالوا أعداءهم في الأماكن العامة وألأسواق ويقتلوهم.وكان منهم طوائف متشددة  فكان منهم من يغتال اليهودى الذى يتملق الرومان أو ينقضون على قوافل اليهود الذاهبين لأورشليم والخارجين من بلاد تنحاز للرومان فكانوا يعدون من اللصوص  وأثناء التمرد اليهودي الأول ضد الرومان (66 ـ 70م)، كانوا تحت قيادة مناحم الجليلي، وأنهم هم الذين أحرقوا منزل الكاهن الأعظم أنانياس، وقصري أجريبا الثاني وأخته بيرنيكي عشيقة تيتوس. كما أحرقوا سجلات الديون حتى ينضم الفقراء المدينون إليهم. وقد أدَّى نشاطهم إلى فرار الأرستقراطيين اليهود. وكان من الغيوريين المعتدلين ومنهم سمعان القانوى هو المدعو نثنائيل، وقد ولد بقانا الجليل، وكان خبيرًا بالناموس وكتب الأنبياء. كان ذا غيرة حارة ولذا لُقّب بالغيور وقد قال عنه الرب: "هوذا إسرائيلي حقًا لا غش فيه"

الطريق الموصل من دار الولاية إلى خارج أسوار اورشليم كان مزدحما لنه عيد الفصح فى هذا الطريق الذى أصبح أسمه اليوم طريق أو درب الألام سارت فيه قافلة مكونة من ثلاثة من  عسكر الرومان يقودون المسيح واللصين حاملين صلبانهم إلى موضع يقال له جلجثة (لوقا ٢٣: ٣٢، ٣٣)  وجاءوا ايضا باثنين اخرين مذنبين ليقتلا معه. 33 ولما مضوا به الى الموضع الذي يدعى «جمجمة» صلبوه هناك مع المذنبين واحدا عن يمينه والاخر عن يساره."

من المرجح أن هذين اللصين رفقاء باراباس وشركائه في الفتنة والقتل (مرقس ١٥: ٢٧ )  وكان المسمى باراباس موثقا مع رفقائه في الفتنة الذين في الفتنة فعلوا قتلا." وكان قد حُكم عليهما قبلاً بالموت. فلو كان بيلاطس حكم على باراباس بالقتل لصُلب على الأرجح بين فى الوسط بين رفقاؤه  اللصين، فأخذ يسوع مكانه. وكان ذلك إتماماً لنبوة أشعياء القائلة «أُحصي مع أثمة» (إشعياء ٥٣: ١٢). لذلك اقسم له بين الاعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة من اجل انه سكب للموت نفسه واحصي مع اثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين" على أن بيلاطس لم يقصد بذلك سوى الإهانة تهكُماً بأنه ملك، وأنه لا بدَّ من وزيرين لإكرامه وخدمته وزيرا لصا على الميمنة والاخر على الميسرة . وكان صلب المسيح عارا على المسيح ذاته وعلى رؤساء الكهنة ومجلس السنهدرين وعلى الشعب اليهودى ذاته أن يرى يهوديا مكتوب أعلى رأسه "ملك اليهود"  وما احتمله من أجلنا لكيلا نُحصى نحن مع الأثمة. فالمكانان اللذان أخذهما اللصان عن يمينه وعن يساره (يوحنا ١٩: ١٨) حيث صلبوه، وصلبوا اثنين اخرين معه من هنا ومن هنا، ويسوع في الوسط. " هو ما طلبه سابقاً ابنا زبدي على غير علم (متّى ٢٠: ٢١). فقال لها: «ماذا تريدين؟» قالت له: «قل ان يجلس ابناي هذان واحد عن يمينك والاخر عن اليسار في ملكوتك».

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
كان اسم الذي صلب عن يمينه طيطس والذي صلب عن يساره دومكس وقصدوا بصلب لصين قاتلين معه اهانته لان الذي يصلب مع لصوص اشرار يكون نظيرهم لا أقل لان مساواة الثلاثة في القصاص دليل على مساواتهم في الجرم . وقد تمموا النبوة القائلة ( واحصي مع اثمة اش 53 : 12 ) وهم لا يعلمون .
 

تفسير (متى 27: 39)  : وكان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رؤوسهم 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " وَكَانَ ٱلْمُجْتَازُونَ )  الخارجين والداخلين إلى أورشليم من باب فى سورها أسمه الباب القديم أو باب أفرايم أو باب الزاوية
ٱلْمُجْتَازُونَ أي المارون
حيث كان الزائرون لورشليم فى عيد الفصح يعدون يمئات الألاف أو قد أتوا خصيصا لمجرد مشاهدة المسيح المصلوب، أو بقصد التشفي منه.
2) " يُجَدِّفُونَ عَلَيْهِ "  يُجَدِّفُونَ أى غير مقتنعين بأنه المسيح المختار الذى ينتظرونه فكانوا يعلقون على صلبه بأقوال مختلفة، والإنسان يميل إلى القوة بينما الشخص قوى وغنى وله سلطان يلتفون حوله فإذا فقد كل هذا ينفضون من حوله وينعتونه بأشياء كثيرة ، ولكننا نرى هنا نوعا من التشفى والحقد والضغينه على شخص يلفظ أنفاسه الأخيرة وسط آلام مبرحة لا تطاق وما حدث منهم كان هذا خلاف ما يتوقع من الطبيعة البشرية ، لأن آلام ذلك المصلوب كان يجب أن تحرك شفقتهم عليه. وكان المجدفون عليه ثلاث فئات: المجتازون (ع ٣٩)، ورؤساء الكهنة (ع ٤١)، والعسكر (لوقا ٢٣: ٣٦).
3) " وَهُمْ يَهُزُّونَ رُؤُوسَهُمْ ييَهُزُّونَ رُؤُوسَهُمْ هزءاً وشماتة (مرقس ١٥: ٢٩ ) 29 وكان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رؤوسهم قائلين: «اه يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة ايام! 30 خلص نفسك وانزل عن الصليب!»  ( لوقا ٢٣: ٣٥ ) وكان الشعب واقفين ينظرون والرؤساء ايضا معهم يسخرون به قائلين: «خلص اخرين فليخلص نفسه ان كان هو المسيح مختار الله»

وقد ورد هز الرأس فى (أيوب ١٦: ٤ ) انا ايضا استطيع ان اتكلم مثلكم لو كانت انفسكم مكان نفسي وان اسرد عليكم اقوالا وانغض راسي اليكم  ( إشعياء ٣٧: ٢٢ ) هذا هو الكلام الذي تكلم به الرب عليه.احتقرتك واستهزات بك العذراء ابنة صهيون.نحوك انغضت ابنة اورشليم راسها. ( إرميا ١٨: ١٦).  لتجعل ارضهم خرابا وصفيرا ابديا.كل مار فيها يدهش وينغض راسه.  " وهذه الأحداث تنبأ بها داود النبى فى المزامير ( مزمور ٢٢: ٧، ٩ ) 7 كل الذين يرونني يستهزئون بي.يفغرون الشفاه وينغضون الراس قائلين 8 اتكل على الرب فلينجه.لينقذه لانه سر به.( مز ١٠٩: ٢٥).وانا صرت عارا عندهم.ينظرون الي وينغضون رؤوسهم " وهكذا أصعد الرومان ملك اليهود ليملك على خشبة ( مز 10: 16 ) الرب ملك الى الدهر والابد بادت الامم من ارضه

تفسير (متى 27: 40) : قائلين : “ يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة ايام ، خلص نفسك ! ان كنت ابن الله فانزل عن الصليب! “ .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " قَائِلِينَ: يَا نَاقِضَ ٱلْهَيْكَلِ وَبَانِيَهُ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ"  يَا نَاقِضَ ٱلْهَيْكَلِ أي أنك أدعيت أن لك القوة والقدرة أن تهدم الهيكل. وتبنية فى ثلاثة أيام  وتهكموا عليه بذلك بناءً على الشهادة التي أُديت عليه زوراً في أثناء محاكمته في مجلس اليهود السنهدرين السبعينى (متّى ٢٦: ٦١، ٦٣ ولكن اخيرا تقدم شاهدا زور 61 وقالا: «هذا قال اني اقدر ان انقض هيكل الله وفي ثلاثة ايام ابنيه». 62 فقام رئيس الكهنة وقال له: «اما تجيب بشيء؟ ماذا يشهد به هذان عليك؟» 63 واما يسوع فكان ساكتا. فساله رئيس الكهنة: «استحلفك بالله الحي ان تقول لنا: هل انت المسيح ابن الله؟  وعلى ما قاله مجازاً في بدء تبشيره ( يوحنا 2: 18 و 19)  18 فاجاب اليهود وقالوا له:«اية اية ترينا حتى تفعل هذا؟» 19 اجاب يسوع وقال لهم:«انقضوا هذا الهيكل، وفي ثلاثة ايام اقيمه» ولعل الرؤساء كرروا هذا الإتهام على مسامع الجموع عندما عرض عليهم بيلاطس أن يختاروا بين يسوع وباراباس، ليقنعوهم أن يختاروا باراباس دون يسوع، لأن اليهود كانوا يفتخرون بالهيكل وكل واحد فيهم ساهم بتقدمات مالية من عملة اليهود بالشيكل ليتم بناؤه ، ويغتاظون من أقل شيءٍ يدنسة فما بال القارئ أنهم ظنوا أن المسيح سيهدمه . وهذه الشكوى هي قولهم «يَا نَاقِضَ ٱلْهَيْكَلِ ..» هي كل ما استطاع أعداء المسيح أن يأخذوها عليه بعد أن نظروا في كل سيرته ثلاثاً وثلاثين سنة بالرغم من أنه كان يتكلم عن هيكل جسده  على أنهم لم يستطيعوا إثباتها عليه مع أنهم استأجروا شهود زور لذلك.
2) "  خلص نفسك !خَلِّصْ نَفْسَكَ! فكأنهم قالوا إن من يستطيع أن ينقض الهيكل ويبنيه في ثلاثة أيام ألا يقدر أن يخلص نفسه، لأن من قدر على الأعظم يسهل عليه الأصغر وهؤلاء الذين قالوا ذلك لم تقنعهم معجزاته وأحياؤه للموتى وإسكات البحر والسير على الماء فقد كان المسيح فوق الطبيعة وله قدة على الخلق الذى خلق السموات والأرض ألا يستطيع أن يهدم مبنى ويقيمه فى ثلاثة أيام هدم وبناء مبنى أن هدم إنسان وإقامته من الموت إلى الحياة
3) " ان كنت ابن الله ! هذه جملة شرطية فئة أولى، والتي تفترض أن المتكلم يعتبرها صحيحة بهدف إيضاح موضوع إبن الآب (مت ٤ :٣ )  فتقدم اليه المجرب وقال له: «ان كنت ابن الله فقل ان تصير هذه الحجارة خبزا». 4

إن معظم الكلمات التى قيلت للمسيح سخرية أو تشفى أو حسد أو أستهزاء كانت شيطانية أى وضعها الشيطان على ألسن الناس او فى تفكيرهم فقالوا : " إِنْ كُنْتَ ٱبْنَ ٱللّٰهِ " هذا كقول الشيطان للمسيح وقت التجربة (متّى ٤: ٣) فتقدم اليه المجرب وقال له: «ان كنت ابن الله فقل ان تصير هذه الحجارة خبزا». محاولات مستميته حاول الشيطان أن يعرف هل المسيح هو إبن العلى حتى فى آخر حياته دخل فى فكر الشعب اليهودى وجعلهم يتهكموا عليه حتى يثيرة وينزل من على الصليب ولا يتم سر الفداء وكان الصليب نتيجة لأنه أعترف وأقر  إنه ابن الله عند المحاكمة (متّى ٢٦: ٦٣، ٦٤).
4) " فانزل عن الصليب فَٱنْزِلْ عَنِ ٱلصَّلِيبِ وضعوا شرطا لإيمانهم أن المسيح ابن الله على نزوله عن الصليب. والإيمان ليس إنبهارا بعرض  إعلامى وإنما هو إيمان من القلب وكان اليهود وقادتهم الدينيين يطلبون أن يصنع لهم المسيح آية يتفرجون عليها مثل السحرة والمشعوذيين  ولكن الرب إختار المؤمنين به الذى يحبون الرب  (يو 6: 44) لا يقدر أحد أن يقبل إلي إن لم يجتذبه الآب الذي أرسلني، وأنا أقيمه في اليوم الأخير.
"

ولكن لم تكن كل المعجزات التي أجراها في ما يزيد عن ثلاث سنين كافية لتبرهن أنه إبن ألاب فكيف تثبتها هذه المعجزة الوحيدة؟ نعم إن المسيح لم يفعل لهم هذه المعجزة التي طلبوها لأنه طلب شيطانى هدفه ألا يتم الفداء  ولكنه أتاهم بأعظم منها، وهي قيامته من القبر، لأن الانتصار على الموت أعظم من الهروب منه بنزوله عن الصليب. وأكثر الناس يشبهون هؤلاء المجدفين، يرغبون في مخلص لا صليب له ولا لأحد من أتباعه.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
قالوا هذا الكلام استهزاءً به . والمسيح لا لعدم قدرته لم ينزل عن الصليب بل لكي تكمل الكتب لان الواثق بنفسه انه اذا مات يقوم بعد ثلاثة ايام وبموته يبطل الموت ( عب 22 : 14) لا يجب ان ينزل عن الصليب .

تفسير (متى 27: 41)  : وكذلك رؤساء الكهنة ايضاً وهم يستهزئون مع الكتبة والشيوخ قالوا :

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " وَكَذٰلِكَ رُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ أَيْضاً وَهُمْ يَسْتَهْزِئُونَ مَعَ ٱلْكَتَبَةِ وَٱلشُّيُوخِ قَالُوا»"
رُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ... مَعَ ٱلْكَتَبَةِ وَٱلشُّيُوخِ :  هم أعضاء مجلس السبعين، وذهبوا ليشاهدوا فرحين آلام عدوهم. فعجباً من شدة بغض وكره وشماتة هؤلاء للمسيح،كهنة هيكل الرب يقتلون الرب الذى صار جسدا  فإنهم لم يكتفوا بتسليمه إلى الموت، بل رغبوا في مشاهدة آلامه والسخرية منه . ولم يزُل غضبهم عليه بعد موته، بل بقوا يبغضونه وإجتمع مجلس السنهدرين المكون من سبعين من قادة اليهود الدينيين فى أول يوم من أسبوع الفطير ليكملوا مؤامراتهم (متّى ٢٧: ٦٣). وفي الغد الذي بعد الاستعداد اجتمع رؤساء الكهنة والفريسيون الى بيلاطس " وكان على رؤساء الكهنة أن يجتمعوا حينئذٍ في الهيكل ليحتفلوا بعيد الفصح وهو عيد خروجهم من عبودية فرعون بدلاً من أن يذهبوا ويقفوا عند الصليب ليشاهدوا آلام المسيح (لا ٢٣: ٧).في اليوم الاول يكون لكم محفل مقدس.عملا ما من الشغل لا تعملوا. 

تفسير (متى 27: 42) : “ خلص آخرين واما نفسه فما يقدر ان يخلصها ! ان كان هو ملك اسرائيل فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به ! .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " خَلَّصَ آخَرِينَ " لقد سمع الشعب جميعه بمعجزات يسوع ودعوه النبى من الناصرة والنبى الآتى ولكنهم شاهدزا شخصين فى أورشليم حدثت لهم معجزتين وهو شفاء مقعد (مشلول) بيت حسدا وشفاء المولود أعمى وقيامة لعازر وحاولوا التشكيك فى معجزات المسيح فلم يقولوا "خلص آخرين" عن صفاء نية ، بل كان قصدهم أن يسوع ادَّعى أنه يخلص أجساد الناس من المرض وأقامهم من الموت بقوته، وأنه فعل ذلك بمساعدة بعلزبول، وهذا الفكر اليهودى كان منتشر فى العصور الوسطى بين المسيحيين فى اوربا  بقتل من يمسهم الشيطان ويركبهم والسحرة والمشعوذين  أو لعلهم قالوا هذا استهزاءً باسمه يسوع (أي مخلص) الذي كُتب فوق رأسه على الصليب. واسم يسوع أو يشوع هو اختصار لاسم يهوشع، ويهوشع يتكون من مقطعين "يهو" أي يهوه، "شع" أي يخلص، فاسم يسوع أو يشوع أو يهوشع معناه " يهوه يخلص"، ولذلك قال عنه الملاك ليوسف " اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" (مت 1: 21) وقال الملاك للرعاة " أنه وُلِد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب" (لو 2: 11) وما قالوه تهكماً وإستهزاءا  هو الحق عينه، لأن المسيح جاء إلى الأرض ليخلص آخرين، وخلصهم بموته.
2) " وَأَمَّا نَفْسُهُ فَمَا يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهَا"  ظنوا عدم تخليصه نفسه هو نتيجة عجزه ، واستنتجوا من هذا العجز إن كل معجزاته كانت خداعاً وسحراً.. فما أبعد ظنهم عن الحقيقة، فهو أراد أن لا يخلص نفسه ولكن كان لا بد من موته ذبيحة ليخلص آخرين، وليس ممكناً أن يخلص نفسه والآخرين معاً. ولو خلص نفسه لهلك الجنس البشري بأسره وحتى تكمل كتب الأنبياء وتتحقق نبواتهم (متّى ٢٦: ٥٣، ٥٤)53 اتظن اني لا استطيع الان ان اطلب الى ابي فيقدم لي اكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة؟ 54 فكيف تكمل الكتب: انه هكذا ينبغي ان يكون؟».
3) " إِنْ كَانَ هُوَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ " قالوا ذلك بناءً على التهمة المكتوبة والعنوان فوق راسه على الصليب  أنه ملك اليهود وعلى إدعاء المسيح نفسه إنه ملك،. على أن يسوع أثبت ببراهين كثيرة أنه ملك إسرائيل. فموته من أجل خطايا العالم أعظم البراهين على ذلك، لأن به تمت النبوات بملكه (إشعياء ٥٣ ) ( دانيال ٩: ٢٤ - ٢٧).24 سبعون اسبوعا قضيت على شعبك وعلى مدينتك المقدسة لتكميل المعصية وتتميم الخطايا ولكفارة الاثم وليؤتى بالبر الابدي ولختم الرؤيا والنبوة ولمسح قدوس القدوسين. 25 فاعلم وافهم انه من خروج الامر لتجديد اورشليم وبنائها الى المسيح الرئيس سبعة اسابيع واثنان وستون اسبوعا يعود ويبنى سوق وخليج في ضيق الازمنة. 26 وبعد اثنين وستين اسبوعا يقطع المسيح وليس له وشعب رئيس ات يخرب المدينة والقدس وانتهاؤه بغمارة والى النهاية حرب وخرب قضي بها. 27 ويثبت عهدا مع كثيرين في اسبوع واحد وفي وسط الاسبوع يبطل الذبيحة والتقدمة وعلى جناح الارجاس مخرب حتى يتم ويصب المقضي على المخرب "
4) " فَلْيَنْزِلِ ٱلآنَ عَنِ ٱلصَّلِيبِ فَنُؤْمِنَ بِهِ»."  فَنُؤْمِنَ بِهِ كذا ادَّعوا، ولكن لو نزل عن الصليب لبقوا ينكرون دعواه وقالوا أنه ساحر وأنه بعلزبول وأنه رئيس الشياطين . وتركوا هذا البرهان كما تركوا غيره، بدليل إنهم لم يقتنعوا بقيامته وهي أعظم المعجزات (متّى ٢٨: ١٤، ١٥). هم قالوا: لينزل عن الصليب فنؤمن به، وأما نحن فنقول: آمنا به لأنه لم ينزل عنه. ولو نزل ما استطاع أحدٌ من الناس أن يؤمن به لخلاص نفسه.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
الكتبة هم الذين ينسجون الكتب المقدسة ويعلمونها . والشيوخ هم وجوه اليهود ولهم كلمة نافذة ليحثوا على فعل الشر وتكميله . وبشهادتهم عنه انه خلص آخرين استذنبوا انفسهم لان الذي أحيا آخرين كان يستطيع ان لا يموت وان مات يقدر ان يقوم . وبقولهم ( ان كان هو ملك اسرائيل ) أرادوا ان يبطلوا ملكه ومما لا ريب فيه هو انه ولو نزل عن الصليب ايضاً لم يكونوا يؤمنون به فانه اجترح العجائب والمعجزات قبل الصلب وبعده ولم يؤمنوا . ومن الاسباب التي جعلته ان لا ينزل عن الصليب ان مكافحته لم تكن معهم بل مع الموت ليبطله .

تفسير (متى 27: 43) : قد اتكل على الله ، فلينقذه الآن ان أراده ! لانه قال انا ابن الله ! “ .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "
قد اتكل على الله ، فلينقذه الآن ان أراده ! لانه قال انا ابن الله ! “

وبهذه الكلمات تمت نبوئة داود النبى بأنهم سيعيرون المسيح وسجل ما نطق به رؤساء الكهنة وباقى مجلس السنهدرين قبل النطق بها بألف سنة (مزمور 22: 7 و 8).كل الذين يرونني يستهزئون بي.يفغرون الشفاه وينغضون الراس قائلين 8 اتكل على الرب فلينجه.لينقذه لانه سر به "  وقصدوا بقولهم إنه «ٱتَّكَلَ عَلَى ٱللّٰه» أما إنه خدع نفسه بظنه أنه اتكل عليه، وأما أنه ادعى الاتكال كذباً.
عيَّروه أولاً بأنه ما قدر أن يخلص نفسه وهزؤوا من  صلبه ، وزادوا عليه هنا أن الآب تركه ولم يرد أن يخلصه. واتخذوا من موته على الصليب حجة قاطعة على أنه ليس ابن ألاب ، لأنه لا يوجد أب يقدر أن يخلص ابنه ويخذل ابنه! ونسوا ما جاء في كتبهم وخاصة فى أشعياء النبى  أن من علامات المسيح يكون «مُصَاباً مَضْرُوباً مِنَ ٱللّٰهِ وَمَذْلُولاً. وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا... وَٱلرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا» (إشعياء ٥٣: ٤ - ٦). ونسوا ما قاله داود في مزمور ٢٢. وتوهموا أن المسيح ليس ابن العلى لأن العلى تركه يعانى . ويتوهم كثيرون أن الذين يتركهم الرب في المصاب على الأرض ليسوا أبناءه بالتبني، .

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
وعليه يكون الانبياء والصديقون الذين قتلهم الاشرار ليسوا أنبياء ولا صديقين لان الله لم يخلصهم من مضطهديهم ومن المؤكد انهم انبياء وصديقون حقاً كذلك سيدنا فانه ابن الله ولو كره الاعداء .

تفسير (متى 27: 44) : وبذلك أيضاً كان اللصان اللذان صلبا معه يعيرانه .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " وَبِذٰلِكَ أَيْضاً كَانَ ٱللِّصَّانِ ٱللَّذَانِ صُلِبَا مَعَهُ يُعَيِّرَانِهِ"
ٱللِّصَّانِ... صلب المسيح على تلة عالية بقيت من محجر كان يستعمله هيرودس لبناء سور أورشليم وكانت تسمى الجلجثة أو الجمجمة وكانت خارج باب فى سور أورشليم وكان  الباب يدخل ويخرج منه اليهود فكان المجتازون يعيرونه قائلين: «اه يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة ايام!  30 خلص نفسك وانزل عن الصليب!» وكذلك رؤساء الكهنة وهم مستهزئون فيما بينهم مع الكتبة قالوا: «خلص اخرين واما نفسه فما يقدر ان يخلصها. 32 لينزل الان المسيح ملك اسرائيل عن الصليب لنرى ونؤمن». واللذان صلبا معه كانا يعيرانه. " (مر 15: 29- 32) 39 ولم يذكر متّى ألفاظ تلك التعييرات ولكن ذكرها لوقا. وقال أيضاً إن واحداً منهما تاب ,امن به ربا وإلها بعد ذلك وهو على الصليب، وصلى للمسيح ونال منه مغفرة إثمه والوعد بالدخول إلى الفردوس (لوقا ٢٣: ٣٩ - ٤٣)  وكان واحد من المذنبين المعلقين يجدف عليه قائلا: «ان كنت انت المسيح فخلص نفسك وايانا!» 40 فانتهره الاخر قائلا: «اولا انت تخاف الله اذ انت تحت هذا الحكم بعينه؟ 41 اما نحن فبعدل لاننا ننال استحقاق ما فعلنا واما هذا فلم يفعل شيئا ليس في محله». 42 ثم قال ليسوع: «اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك». 43 فقال له يسوع: «الحق اقول لك: انك اليوم تكون معي في الفردوس». ومن العجب أن اللصين عيراه، مع أن المتوقع من شركاء المصاب أن يشفق كل منهم على الآخر ويجتهد في تعزيته. ولكن كان أحد اللصين مرتبط بالأرض فظل فى الأرض ترابا لأنه بالرغم من أن نتيجة لأثمة وإجرامة ينال عقوبة ولكن ومع ذلك قلبه لا يلين ولم تتغير طبيعته الشريرة الخاطئة ودخل الجحيم بعد موته والثانى نال الملكوت إن إشتياق الإنسان للرب هو فقط الذى يستطيع أن ينال النعمة الإلهية  لا تليِّن القلب ولا تغير الطبيعة الخاطئة، وما أظهره المسيح من الحلم والصبر على تلك التعييرات خير مثال لنا إذا عيَّرنا الناس بغير حق وحتى على الصليب كسب إنسانا لصا قاتلا أثيما .
وفي تلك الأثناء وكَل يسوع العناية بأُمه إلى يوحنا (يوحنا ١٩: ٢٦، ٢٧).
.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
قال قوم ان واحداً من اللصين فقط كان يعيره والانجيلي ذكر تعبير الواحد واطلقه على الاثنين حسب عادة الكتاب اذ يقول ( وعلى لباسي اقترعوا ) مع انهم لم يقترعوا على كل ثيابه بل على قميصه فقط . ان متى ومرقس يقولان ان اللصين كليهما كانا يعيرانه ولوقا يقول ان واحداً منهما كان يجدف عليه . والبشيرون الثلاثة صادقون لانه لما صلب سيدنا كان الاثنان يعيرانه فبعد ان نظر احدهما اي لص اليمين العجائب والآيات التي حدثت وقت الصلب وعلم ان العجائب ليست لاجله ولا لاجل رفيقه وسمع اليهود الذين هم اعدداء للمسيح يتحدثون بمعجزاته ويسمونه ابن الله وملك اليهود ونظر ما كتبه بيلاطس بثلاث لغات اعترف بعظمته وسكت عن التجديف بل جعل يوبخ رفيقه ويلومه . ان الذي كان على اليمين فيمدح لخمسة أمور وهي انه . انتهر رفيقه واعترف بشروره وافعاله الرديئة التي صلب لاجلها وبرر المسيح واقرانه ملك . وطلب منه قائلاً اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك . ولسائل من أين عرف اللص ان المسيح ملك ؟ الجواب اما ان الله الهمه او انه اقتنع بشهادة بيلاطس حيث قال أأصلب ملككم . والذي يؤيد مدح ايمان اللص هو انه رآه معلقاً على الصليب في ذل وعار وآمن به قبل ان يتجلى له مجده وتظهر له ربوبيته . وهكذا المسيحيون بالحق ايمانهم عظيم وسيكافأون من المسيح مكافاة لا توصف لانهم آمنوا بانسان مصلوب وأيقنوا انه اله الكل . ونتعلم من مسألة اللص القاتل المرتكب الشرور الذي حصل على الملكوت بكلمة واحدة ان الله غافر خطايا الخطاة ورب وسيد الملكوت . اذاً لم يصلب المسيح بما انه اله بل بما انه انسان كقوله الكلمة صار جسداً وحل فينا . وارسل الله ابنه مولوداً من امرأة
وكانت الساعة الثالثة وصلبوه ( مر 15 : 25 )
يجب ان نعلم في اي ساعة صلب سيدنا . قال قوم انه صلب في الساعة السادسة وان مرقس لم يكن حاضراً وقت الصلب الا انه كتب ما سمعه من معلمه بطرس . وقال غيرهم ونحن نوافقهم انه صلب في الساعة الثالثة كقول مرقس وذلك معلوم من قول متى ولوقا ان من الساعة السادسة الى التاسعة كانت ظلمة على الارض كلها . لان اقتسام ثيابه وكتابة علة موته وتقديم الجند الخل له وتجديفهم عليه كل ذلك وقع بين الساعة الثالثة والسادسة لان الظلمة غشيت الارض كلها من الساعة السادسة الى التاسعة ولم يكن ممكنا ان يقع شيء مما سبق بيانه في تلك الظلمة المدلهمة . اما قول يوحنا في ( ص 19: 14 ) ان بيلاطس قال لليهود في نحو الساعة السادسة هوذا ملككم فليس الغرض منه تعيين وقت الصلب بالتدقيق وذلك واضح من قوله لفظة ( نحو ) لانه بعد ما ذكر هذه الحادثة كرفقائه البشيرين . قال في سياق الكلام ونحو الساعة السادسة قال بيلاطس لليهود هوذا ملككم . ثم ان المسيح صلب بدلاً من آدم وسمي آدم الثاني ( 1 كو 15: 24 ) وأصلح أمور آدم الاول . وغني عن البيان ان آدم خلق في الصباح وبالهام الهي جعل يدعو للحيوانات والبهائم والطيور وهي تجتاز امامه باسماء من الصباح الى الساعة الثالثة ثم ألقى الله عليه سباتاً فنام وأخذ واحدة من اضلاعه وملأ مكانها لحماً ( تك 2: 19 – 23 ) . وفي الساعة الثالثة وجد آدم وحوا في الفردوس وأخذا الوصية وفي مثل ذلك الوقت عينه صلب سيدنا المسيح وفي الساعة السادسة تجاوزا الوصية فشعروا بعريهما وحزنا وفي الساعة السادسة عري سيدنا وانتشرت الظلمة وحزنت المخلوقات جمبعها . وقال آخرون ان قول مرقس ولما كانت الساعة الثالثة صلبوه يراد به انه قضي عليه بالصلب في تلك الساعة وانه دخل الرواق وسئل الى الساعة السادسة وحينئذٍ صلبوه . وقال غيرهم ان قول يوحنا ونحو الساعة السادسة غلط من الناسخ الاول لانجيل يوحنا اذ انه ابدل الحرف الدال على ثلثه بالحرف الدال على ستة لتقارب صورة الحرفين في اليونانية . ثم ان سيدنا صلب في اليوم السادس لان فيه خلق آدم وفيه تجاوز الوصية وقضي عليه وفيه اخرج من الفردوس واليوم السادس اشارة عن الالف السادس الذي فيه جاء الفادي ليخلصنا . وفي الساعة التي اخذ الكاروبيم فيها الحربة لحراسة طريق شجرة الحياة فيها ضرب المسيح بالحربة وأزال رمح الكاروبيم . وفي الساعة التي خرج آدم من الفردوس فيها ادخل سيدنا نفس اللص الى الفردوس . وآدم الجديد أصلح امور آدم العتيق

 

 

 

 

This site was last updated 01/17/21