تفسير إنجيل يوحنا (يوحنا 6: 41) 41 فكان اليهود يتذمرون عليه لانه قال:«انا هو الخبز الذي نزل من السماء».
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 1) " َكَانَ اليَهُود" اليَهُودُ اعتاد يوحنا أن يعبر «باليهود» عن أعداء المسيح ويعبّر عن غيرهم «بالشعب» .والذين كانوا يعادونه هم الذين كانوا يناقشونه ويحاجونه من الفريسيين والكتبة وغيرهم ولعلهم شاهدوا معجزة الخبز في عبر البحر وتبعوه إلى كفرناحوم وهذه الآية من الحديث تدل على أنها كانت فى مجمع كفرناحوم ، أو لعلهم أتوا من أورشليم ووجدوه هناك. وقولهم «نحن عارفون بأبيه وأمه» يدل على كونهم جليليين. 2) " يَتَذَمَّرُونَ عَلَيْهِ " كان الشك أسلوب الفريسين يَّنوا شكوكهم على إعمال التفكير العقلى والتذمر من طبيعة الشعب اليهودى منذ خروج بنى إسرائيل من مصر وكان الرب يعاقبهم على تذمرهم † " فكان اليهود يتذمرون " .. الفعل فى زمن الماضى المتصل ويشير إلى بداية تذمر اليهود أو أنهم تذمروا مرة بعد الأخرى أو أن بعضهم تذمر على عبارة والآخرون تذمروا على عبارة أخرى قالها يسوع ويتشابه ما حدث هنا مع ما حدث فى برية سيناء (خروج و عدد) فقد رفض الشعب موسى فى ذلك الوقت والذى كان نبى الرب ، وبالتالى رفضوا الرب ذاته الذى أرسل لهم المأكل وكان المن والسلوى 3) " لأنَّهُ قَالَ: أَنَا هُوَ الخُبْزُ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ" والسؤال لليهود قادة وشعبا أيعسر على من أطعم الألاف من خمس خبزات وسمتين أن ينزل طعاما من السماء أو يعسر عليه ان يكون هو خبز الحياة فى قوله " أَنَا هُوَ الخُبْزُ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ" لينشروا الشك في قلوب الشعب ويمنعوهم من الإيمان بالمسيح (يو 6: 34). وعلة تذمرهم تصريحه بمصدره الإلهي فى ثلاث آيات سابقة (يو 6: 33 و 35 و 38) بقوله "خبز اللله الناول من السماء" «لأني قد نزلت من السماء» لا بقوله «أنا الخبز» أو «أنا خبز الحياة». هل نتناول جسد ودم المسيح حقيقة ام هو مجرد عمل رمزي نتبارك به؟ انجيل يوحنا يجيبنا على هذا السؤال بمنتهى الوضوح ولان اللغه العربيه قاصره لم تستطع التعبير هنا ولكن في اللغه اليونانيه التي كتبت بها الاناجيل يختلف الوضع. كلمه يأكل في اللغه اليونانيه تأتي بكلمات مختلفه.فهناك معنى رمزي لها كما جاء في انجيل مرقس عندما قال المسيح في مرقس 40:12 ( يأكلون بيوت الارامل)فهذا رمزي او مجازي لذلك استعمل مرقس ولوقا الكلمه اليونانيه Kat es thee كيت ايس ثيأو ( يأكل). اما المعنى الفعلي او الحقيقي فجاءت في يوحنا(6 )بصوره مختلفه وهو الاصحاح الذي تكلم فيه المسيح عن أكل جسده بوضوح وليس مجاز في اول الاصحاح ذكر المسيح كثيرا كلمه يأكل في عدد (53,51,50,48,30,26)واستعمل الكلمه اليونانيه (phago) فاجو ومعناها( يأكل) او( يلتهم)لذلك اعترض اليهود في عدد(52)( فخاصم اليهود بعضهم بعضا قائلين: كيف يقدر هذا ان يعطينا جسده لنأكل) وبدلا من ان يوضح لهم المسيح اذا به يستعمل كلمه اخرى ابتداء من عدد 54( من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياه ابديه)عدد55( لأن جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق)وهنا كلمه يأكل اليونانيه(Trugu)وكلمه( تروجو ) معناها يمضغ بصوت يعني كأنك تأكل مكسرات او حاجه ناشفه فتعمل صوت فالمسيح استعمل هذه الكلمه ليؤكد مايقوله سنأكل جسد الرب بالحقيقه وليس كرمز او معنى مجازي فنحن نأكل جسد الرب بعدتحول القربانه بواسطةالروح القدس بالحقيقه ولكن تظل القربانه امامناقربانه ولا يمكن بأي حال ان يرى احد لحم حقيقي او دم حقيقي
أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 قيل أن اليهود لم يتذمروا على المسيح لتسميته نفسه خبزا على قدر تذمرهم لقوله أنه نزل من السماء مع معرفتهم بابيه وأمه وأخوته وقيل أنهم تذمروا عليه لإنتظارهم الخبز الجسدى أما هو فوعدهم بالخبز الروحى
|
تفسير إنجيل يوحنا (يوحنا 6: 42) 42 وقالوا: «اليس هذا هو يسوع بن يوسف، الذي نحن عارفون بابيه وامه؟ فكيف يقول هذا: اني نزلت من السماء؟»
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 1) " «وَقَالُوا: أَلَيْسَ هَذَا هُوَ يَسُوعَ بْنَ يُوسُفَ، الَّذِي نَحْنُ عَارِفُونَ بِأَبِيهِ وَأُمِّهِ. فَكَيْفَ يَقُولُ هَذَا: إِنِّي نَزَلتُ مِنَ السَّمَاءِ؟»" هذه ألاية كاملة تشير إلى أن اليهود فهموا كلام يسوع ، وذلك لأن يسوع أستخدم كلمات مألوفة مثل الخبز ومصطلحات يهودية معروفة ليؤكد ألوهيته وأزليته ت كررت هذه الاية فى جميع الأناجيل (متّى ١٣: ٥٥) 55 اليس هذا ابن النجار؟ اليست امه تدعى مريم واخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا؟ و(مرقس ٦: ٣) 3 اليس هذا هو النجار ابن مريم واخا يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان؟ اوليست اخواته ههنا عندنا؟» فكانوا يعثرون به. و(لو ٤: ٢٢) 22 وكان الجميع يشهدون له ويتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه ويقولون: «اليس هذا ابن يوسف؟» يَسُوعَ بْنَ يُوسُفَ هذا يدل على أن اليهود لم يعرفوا أن ولادة يسوع كانت خارقة الطبيعة، بل اعتقدوا أنه ابن يوسف ومريم. وعلة جهلهم أن الحوادث التي تعلقت بولادته كانت منذ ثلاثين سنة ولم يعرفها في وقتها سوى قليلين، وقد تحاشى إنجيل يوحنا الخوض فى أنساب المسيح ويتخطى كل روايات الميلاد مكتفيا بإعلان لاهوت المسيح من فم المسيح نفسه لأنه لم يكن معروفا على مستوى العامة ميلاد المسيح البتولى من عذراء وظل المسيح حوالى 30 سنة يعيش بين اليهود حتى بدأ كرازتة بمعمويته من المعمدان وأنه قد مضت على يسوع تلك المدة وهو في عزلة عن الناس، فلا عجب من أن اليهود تذمروا على المسيح بدعواه أنه سماوي أزلي، خلافاً لما اعتقدوا في شأنه، فحسبوا دعواه كذباً. ةعلى هذا الأساس كان إجابة المسيح فى الايات التالية على سؤالهم " فَكَيْفَ يَقُولُ هَذَا: إِنِّي نَزَلتُ مِنَ السَّمَاءِ؟». أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 هذا يدل على أن اليهود لم يعرفوا أن ولادة يسوع كانت خارقة الطبيعة وإعتقدوا أنه إبن يوسف ومريم وسبب ذلك جهلهم هو أن الحوادث التى وقعت عند كيلاده وثبتت أنه إبن الله كانت منذ ثلاثين سنة فبعضهم نسيها وبعضهم يجهلها وبعضهم يتجاهلها عمدا وحسدا وكبرياءا وتعنتا ، فقال الجميع كيف أنه نزل من السماء وأبوه وأمه فى الأرض معروفان
|
تفسير إنجيل يوحنا (يوحنا 6: 43) 43 فاجاب يسوع وقال لهم:«لا تتذمروا فيما بينكم.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 1) "«فَأَجَابَ يَسُوعُ: لا تَتَذَمَّرُوا فِيمَا بَيْنَكُمْ»." † " لا تتذمروا فيما بينكم " .. فعل أمر حاضر مع نفى مضاعف - يأمرهم يسوع بضرورة توقف التذمر بينهم اقتصر يسوع على توبيخهم لبغضهم إياه الذي أظهروه ببتذمرهم ، إذ علم أنه لن يستطيع إقناعهم من إخبارهم بما يتعلق بميلاده، لأن الملاك أخبر يوسف بحقيقة ميلاده فلم يشأ أن يعلنه وأنهم إذا عرفوا حقيقة ميلادة سيتخذون ذلك إلا وسيلة إلى زيادة الهزء والتعيير والسخرية . ففائدة النبإ الصحيح بميلاد المسيح العجيب تثبيت إيمان المؤمن، لا إزالة شكوك غير المؤمنين. والمسيح يريد أن يقول لهم لا يأتى أحد بالفحص ومعرفة الأنساب أما الذى يأتى من الرب فهذا يأتى أولا أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 كأنه يقول إنى أقول الحق فإن لم تفهموه لكونه فوق عقولكم وإدراكاتكم فأنتم مجرمون لأنكم تحتقرونى ولا تسألوننى تفسير أقوالى ولا تسألون الله أن ينير أذهانكم لتفهموها ،
|
تفسير إنجيل يوحنا (يوحنا 6: 44) 44 لا يقدر احد ان يقبل الي ان لم يجتذبه الاب الذي ارسلني، وانا اقيمه في اليوم الاخير.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 1) " لا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يُقْبِلَ إِلَيَّ "† " لا يقدر احد ان يقبل الي ان لم يجتذبه الاب الذي ارسلني، " .. الإجتذاب نتيجة قوة الجذب وإلهنا له طرق عديدة وكثيرة لجذب الإنسان وبهذا نجد أن الإله هو الذى يتقدم بالعمل فى مبادرة لخلاص الإنسان (يو 6: 65 & 15: 16) جميع القرارات الروحية هى نتيجة لعمل الروح القدس فينا ولا ترجع إطلاقا إلى التقوى البشرية (إش 53: 6) وهناك رابطة قوية بين جذب الآب وسيادته والتجاوب البشرى وهذه الرابطة عطيبة ولا يمكن وصفها بالكلمات فى هذه ألاية الآب يجتذب للمسيح إناس إليه (يو 6: 44) بينما فى آية أخرى يسوع يجتذب الجميع إليه (يو 12: 32) لم يستمع الشعب اليهودى إلى كلمات الأنبياء (إذ 9: 6- 13 & 29: 13) ولكن عندما يتكل الرب إلأى البشر بواسطة كلمته وليس بالأنبياء إلى كل البشر ( عب 1: 1- 3) أي يؤمن بي أى يصدق كلامى ويتبعنى وينفذ تعاليمى ووصاياى وأوضح في (يو 6: 37) 37 كل ما يعطيني الاب فالي يقبل، ومن يقبل الي لا اخرجه خارجا. " أن كل ما يعطيه الآب يأتي إليه، وهذه العطية وهذا الإيمان يتوقف على عدم قساوة القلب وأوضخ في هذا العدد أن ليس أحد يأتي إليه إلا من يغيّر الرب قلبه. وعدم القدرة ناتج عن عدم الإرادة، كما حدث من إخوة يوسف فإنهم «لَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يُكَلِّمُوهُ بِسلامٍ» (تكوين ٣٧: ٤) وهذا مبدأ عام وهو أن «الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لا يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللَّهِ» ( ١كورنثوس ٢: ١٤). 2) " إِنْ لَمْ يَجْتَذِبْهُ الآبُ " هذا الإختيار موضوع أمام الناس أيهم يفضلون قيامة الحياة أم قيامة الدينونة مجد الناس أم مجد الرب (يوحنا ٥: ٤٠، ٤٤). 40 ولا تريدون ان تاتوا الي لتكون لكم حياة. 44 كيف تقدرون ان تؤمنوا وانتم تقبلون مجدا بعضكم من بعض، والمجد الذي من الاله الواحد لستم تطلبونه؟ " وفعل الله في القلب هو جذب لا إجبار بل بالحب والعشق الإلهى (نشيد الأنشاد ١: ٤) 4 اجذبني وراءك فنجري .ادخلني الملك الى حجاله.نبتهج ونفرح بك.نذكر حبك اكثر من الخمر.بالحق يحبونك وهو درجات عند الناس فهو يجعل القلوب راضية وفى إشتياق الإتيان إلى المسيح. والروح القدس الوروح العامل فى العهد الجديد هو الذي يجذب قلوب الناس إلى المسيح بإنارة العقول (يو 6: 45)،45 انه مكتوب في الانبياء: ويكون الجميع متعلمين من الله. فكل من سمع من الاب وتعلم يقبل الي. " وإعداد المشيئة، وتحريك الضمير، وإقناع العقل، وترهيب الإنسان من جهنم وترغيبه في السماء، وتعريفه بجمال القداسة وقباحة الإثم. وذلك الروح يتخذ كلمة الرب عاملا لفعله العظيم في القلوب. ووسيلة إجتذاب القلب تعتمد على بغض الحق للكبرياء والحسد والعناد وحب العالم جذبه إلى محبة الحق والقداسة والغنى الروحي، والحق هو المسيح نفسه الذي هو كنز الفضائل. موضوع : الدعوة والمدعوين الدعوة هى التبشير بيسوع بدعوتهم للقاء يسوع فى حفل سمائى والتبشير أمر من يسوع (يو 6: 12 & 6: 44 و 65 & 15: 16) (أف 1: 4 و 5 و11) وتستخدم كلمة "مدعوون" فى حياة الإيمان: (1) الخطاة مدعوون للخلاص بنعمة الله على أساس عمل المسيح الكامل [ باليونانية "كليلوس" (رو 1: 6- 7) (1كو 1: 1- 2) (2تى 1: 9) (2 بط 1: 10) .. 2. يجب على الخطاة أن يطعون بإسم الرب للخلاص [ " أبيكاليو" مصطلح يهودى (أع 2: 21& 22: 16 ) (رو 10: 9- 13 ) ] .. 3. دعوه لنعيش حياة متمثلين بيسوع [ "كليسس" (1كو 1: 26& 7: 20) (أف 1: 4) (فى 3: 14) (2 تس 1: 11) (2تى 1:9) .. د . المؤمنون مدعون للقيام بالخدمة [ (أع 13: 2) (1كو 12: 4- 7) (اف 4: 1) 3) " الَّذِي أَرْسَلَنِي " الرب الذي أرسل المسيح من السماء ليطلب النفوس هو نفسه الذي يجتذبها إلى المسيح. 4) " وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي اليَوْمِ الأَخِير" هذه مرة ثالثة ذُكر ذلك في هذا الأصحاح وسيذكره مرة رابعة. بدء أمر الخلاص من الآب (يوحنا ٣: ١٦) 16 لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الابدية. " ونهايته من الابن كما في هذه الآية. فالآب «يجتذب» النفوس ويعطيها (يو 6: 65 ) 65 فقال:«لهذا قلت لكم: انه لا يقدر احد ان ياتي الي ان لم يعط من ابي».(يو 6: 38) 38 لاني قد نزلت من السماء، ليس لاعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي ارسلني. 39 وهذه مشيئة الاب الذي ارسلني: ان كل ما اعطاني لا اتلف منه شيئا، بل اقيمه في اليوم الاخير. " و «يعلمها» (يو 6: 45)،45 انه مكتوب في الانبياء: ويكون الجميع متعلمين من الله. فكل من سمع من الاب وتعلم يقبل الي. " والابن «يقبلها» ويمنحها الحياة (يو 6: 33) 33 لان خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم». أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 فإنه "لا يقدر أحد أن يقبل إلى إن لم يجذبه ألاب الذى أرسلنى" وأجتذب الله هذا يكون بقوة النعمة وفاعليتها العذبة التى لا تجبر الحربة بل تحرض القلوب وتجعلها راضية بالمجئ للمسيح ، ومعنى الجذب أن الرب يحرك الضمير ويقنع العقل فيبعد الإنسان عن جهنم ويتجه قلبه للسماء ويعيش فى جمال القداسة ويقبح وينفر من الأثم ، فيجتذب الإنسان من بغض الحق إلى محبته ومن الكبرياء إلى التواضع وبالإجمال إلى المسيح الذى هو كنز الفضائل فالآب يجتذب النفوس ويعطيها للإبن والأبن يقبلها ويمنحها الحياة ويقيمها فى اليوم الأخير .
|
تفسير إنجيل يوحنا (يوحنا 6: 45) 45 انه مكتوب في الانبياء: ويكون الجميع متعلمين من الله. فكل من سمع من الاب وتعلم يقبل الي.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 1) " إِنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي الأَنْبِيَاءِ:" أثبت يسوع كلامه باقتباس من نبوات العهد القديم وفيماي لى ألايات التى تؤكد إقتباس المسيح مفهوم أن يكون الجميع متعليمين ولا شك أن المسيح إختارتلاميذة معظمهم من الصيادين الذين كانت ثقافتهم محدودة (إشعياء ٥٤: ١٣) 13 وكل بنيك تلاميذ الرب وسلام بنيك كثيرا." وهو يتضمن قوله في ( إر 31 : 33 و 34) 33 بل هذا هو العهد الذي اقطعه مع بيت اسرائيل بعد تلك الايام يقول الرب.اجعل شريعتي في داخلهم واكتبها على قلوبهم واكون لهم الها وهم يكونون لي شعبا. 34 ولا يعلمون بعد كل واحد صاحبه وكل واحد اخاه قائلين اعرفوا الرب لانهم كلهم سيعرفونني من صغيرهم الى كبيرهم يقول الرب.لاني اصفح عن اثمهم ولا اذكر خطيتهم بعد "(ميخا ٤: ٢) 2 وتسير امم كثيرة ويقولون هلم نصعد الى جبل الرب والى بيت اله يعقوب فيعلمنا من طرقه ونسلك في سبله لانه من صهيون تخرج الشريعة ومن اورشليم كلمة الرب. " و(عبرانيين ٨: ١٠ ) 10 لان هذا هو العهد الذي اعهده مع بيت اسرائيل بعد تلك الايام، يقول الرب: اجعل نواميسي في اذهانهم، واكتبها على قلوبهم، وانا اكون لهم الها وهم يكونون لي شعبا. " (عب ١٠: ١٦ ) 16 «هذا هو العهد الذي اعهده معهم بعد تلك الايام، يقول الرب، اجعل نواميسي في قلوبهم واكتبها في اذهانهم " (ميخا 4: 1- 4).1 ويكون في اخر الايام ان جبل بيت الرب يكون ثابتا في راس الجبال ويرتفع فوق التلال وتجري اليه شعوب. 2 وتسير امم كثيرة ويقولون هلم نصعد الى جبل الرب والى بيت اله يعقوب فيعلمنا من طرقه ونسلك في سبله لانه من صهيون تخرج الشريعة ومن اورشليم كلمة الرب. 3 فيقضي بين شعوب كثيرين ينصف لامم قوية بعيدة فيطبعون سيوفهم سككا ورماحهم مناجل.لا ترفع امة على امة سيفا ولا يتعلمون الحرب في ما بعد. 4 بل يجلسون كل واحد تحت كرمته وتحت تينته ولا يكون من يرعب لان فم رب الجنود تكلم " أ و( يوئيل ٢: ٢٨) 28 ويكون بعد ذلك اني اسكب روحي على كل بشر فيتنبا بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم احلاما ويرى شبابكم رؤى" 2) " وَيَكُونُ الجَمِيعُ مُتَعَلِّمِينَ مِنَ اللَّهِ." مُتَعَلِّمِينَ مِنَ اللَّهِ هذا شرح وتوضيح لـ قوله سابقا «يجتذبه الآب» (يو 6: 44). المسيح هنا نقل العلم الدينى وإحتكار المعرفة من الفريسيين والمعلمين والكتبة والصدوقيين والكهنة ورؤسائهم وغيرهم الذين تزعموا معارضة المسيح ومناقشتة وإثارة الشعب ضد تعاليمة ومحاولة تلفيق التهم ولأنهم لم يكونوا امناء فى تعليمهم نقل هذا التعليم إلى عامة الشعب وبلا تعليم وهذا يعد إشارة قوية إلى عمل الروح القدس فلم يعد أحد يحتكر التعليم العقلى والتلقين الشفاهى بل جعلها المسيح مكتوبة بإصبحة فى ألواح قلوبهم اللحمية فلا يعود أحد يحتكر التعليم لنفسه قال هذا ووهو على سلالم الهيكل فى المنطقة التى يعلم فيها فمعلمى اليهود شريعة موسى وأصبحنا نرى فى المسيحية الصغير والكبير يعرفون الرب لأنهم متعلمين من المسيح ذاته بالروح القدس ويجتذب الرب النفوس بواسطة طرق عديدة اساسها حقائق كتابه. فكل من يجتذبه الله يتعلم منه. والقرينة في نبوة إشعياء تدل على أن لفظة «الجميع» لا تعم كل البشر بل شعب الله السامع لصوته. 3) " فَكُلُّ مَنْ سَمِعَ مِنَ الآبِ وَتَعَلَّمَ يُقْبِلُ إِلَيَّ" كلمة سمع أى سمع كلمات كتب العهد القديم سواء فى المجامع اليهودية أو تعلمها من أفواه الفريسيين والكتبة وغيرهم يعرف النبوات والرموز التى ذكرها الوحى فى هذه الكتب (الأسفار ) فلا بد أن يقبل يسوع (1 يو 5: 1- 12) والمسيح ركز فى هذه الآية على كلمة " كل" كل من سمع من الآب وتعلم يقبل إلى" بدون وسيط أو معلم أو راباى (رو 10: 8) 8 لكن ماذا يقول؟ «الكلمة قريبة منك، في فمك وفي قلبك» اي كلمة الايمان التي نكرز بها: " فَكُلُّ مَنْ سَمِعَ مِنَ الآبِ وَتَعَلَّمَ طريقة السمع والتعلم تعنى آية سابقة «يرى ويؤمن» (يو 6: 40).40 لان هذه هي مشيئة الذي ارسلني: ان كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة ابدية، وانا اقيمه في اليوم الاخير». وليس الرؤية أو السمع هنا مجرد الإدراك بالعين والأذن فهناك من آمن بالمسيح ولم يراه وقد طوب الممسيح هؤلاء (يو 20: 29)قال له يسوع: «لأنك رأيتني يا توما آمنت! طوبى للذين آمنوا ولم يروا».(عب 11: 1) وأما الإيمان فهو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى. " وقد يكون الإصغاء إلى المسيح أو بقراءة كتب روحية أو حتى كتب قديسيين أو الكتب المقدسة أو سماع عظة تتكلم عنه بحرص وسرور وشوق إلى زيادة الإعلان وتصديق المسموع. فمن سمع كذلك يتعلم، وأما من يقتصر على سماع الأذن ولا يحب الحق ولا يرغب في التعليم لا يتعلم شيئاً. والمسيح هو المعلم الوحيد لـ "معرفة الله" ولكن ليس كمن يعلم من كتاب مكتوب أو معلم مشهور أو ناقل لروايات لهذا رأيناه يبهر شيوخ اليهود فى الهيكل وسنة 12 سنة والمسيح هو روح النبوة لأنبياء العهد القديم كلهم وهو الوحيد الذى نزل من السماء وتجسد وهو كلمة الرب وكلمة الرب يتكلم بكلام الرب (يو 3: 34) لأن الذى ارسله الله يتكلم بكلام الله" ولرتبة المسيح الإلهية وقوة معجزاته تبعه جمع كبير هذا العمل جعل قادة اليهود الدينيين يقاومونه لأنهم فقدوا سلطانهم ورزقهم فى تعليم الشعب وكذلك فقدوا إحترام الشعب لهم فإختاروا طرق المؤامرات وإتهام يسوع إتهامات باطلة مثل "به شيطان" .. وغيرها ولكن كشف المسيح لليهود سبب أن قادتهم لا يسمعون ولا يرون ولا يفهمون (يو 8: 43: 44) 43 لماذا لا تفهمون كلامي؟ لانكم لا تقدرون ان تسمعوا قولي. 44 انتم من اب هو ابليس، وشهوات ابيكم تريدون ان تعملوا. ذاك كان قتالا للناس من البدء، ولم يثبت في الحق لانه ليس فيه حق. متى تكلم بالكذب فانما يتكلم مما له، لانه كذاب وابو الكذاب. " أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 أى مكتوب فى ألنبياء أى فى (أش 54: 13) وفى (أر 31: 33 و 34) (يؤ2: 28) (مى 9: 1- 4) (حز 11: 19) والمكتوب فى هذه النبوات هو " يكون الجميع متعلمين من الله" أى أن الله الآب يجذب النفوس إلى المسيح ليس بلا وسيلة بل بوسيلة وهى تعليمه إياها حقائق كتابه ، فكل من يجتذبه الآب يتعلم من الله ذاته ، وليس السمع فى قوله "فكل من سمع" مجرد ألإدراك بالإذن بل الإصغاء بحرص وسرور وشوق وتصديق المسموع ، فمن سمع كذلك بتعلم " ويقبل إلى" أى يؤمن بى
|
تفسير إنجيل يوحنا (يوحنا 6: 46) 46 ليس ان احدا راى الاب الا الذي من الله. هذا قد راى الاب.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 1) " لَيْسَ أَنَّ أَحَداً رَأَى الآبَ " † " ليس ان احدا راى الاب " .. هذه الآية لاهوتية تعنى أنه برؤية يسوع نرى الآب وبه نفهم ونعرف الآب (يو 1: 18 & 14: 6و 9) حتى موسى الذى كان يكلم الإله لم يراه (راجع يو 5: 12) فى إنجيل يوحنا الإصحاح السادس يفعل المسيح افعال مثل أو تشبه أفعال موسى (تث 18: 15) «يقيم لك الرب إلهك نبيا من وسطك من إخوتك مثلي. له تسمعون." فأطعم الشعب من خمس خبزات وسمكتين مثل ما حدث فى زمن موسى أنزل الرب منا وسلوى بل أن المسيح ذاته جعل نفسه خبزا للحياة وقال : " أنا هو خبز الحياة" وسار بنى إسرائيل فى وسط البحر وسار المسيح على الماء وتمم المسيح النبوة الإلهية بأن الجميع يكونون متعلمين من الله لا يمكن بلا واسطة، ولا يمكن أن تكون تلك الواسطة إلا من هو مساوٍ للآب. وقيل عن موسى أنه رأى الرب وأطلق عليه كليم الله أما المسيح ذاته فهو كلمة الله أما عن باقى الأنبياء ت تكلموا عن رؤيا وسمع من الرب ويشمل سفر العبرانيين العلاقة بين هذلاء الأنبياء والرب فقال (عب 1: 1) 1 الله، بعد ما كلم الاباء بالانبياء قديما، بانواع وطرق كثيرة، 2 كلمنا في هذه الايام الاخيرة في ابنه، الذي جعله وارثا لكل شيء، الذي به ايضا عمل العالمين، " فرؤية الرب هى أمل كل يهودى فهم رأوا حضور الرب كقوله الصريح (عدد 12: 5- 8) 5 فنزل الرب في عمود سحاب ووقف في باب الخيمة ودعا هرون ومريم فخرجا كلاهما. 6 فقال اسمعا كلامي.ان كان منكم نبي للرب فبالرؤيا استعلن له في الحلم اكلمه. 7 واما عبدي موسى فليس هكذا بل هو امين في كل بيتي. 8 فما الى فم وعيانا اتكلم معه لا بالالغاز.وشبه الرب يعاين.فلماذا لا تخشيان ان تتكلما على عبدي موسى " (يو 1: 18) 18 الله لم يره احد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الاب هو خبر. " وكلمة خبر تعنى أعلن أى ظهر للبشر علانية والايات التالية شرح فيها المسيح معنى الإعلان (متّى ١١: ٢٧ ) 27 كل شيء قد دفع الي من ابي وليس احد يعرف الابن الا الاب ولا احد يعرف الاب الا الابن ومن اراد الابن ان يعلن له" لوقا ١٠: ٢٢) 22 والتفت الى تلاميذه وقال: «كل شيء قد دفع الي من ابي. وليس احد يعرف من هو الابن الا الاب ولا من هو الاب الا الابن ومن اراد الابن ان يعلن له» لَيْسَ أَنَّ أَحَداً رَأَى الآبَ يستحيل أن يرى الله أحدٌ من البشر. فإذاً لا أحد منهم يستطيع إدراك كنهه ومقاصده وإرادته ليبينها للناس. 2) " إلا الَّذِي مِنَ اللَّهِ. هَذَا قَدْ رَأَى الآب" إلا الَّذِي مِنَ اللَّهِ أي المسيح الذي استطاع أن يعلن لنا الآب لأنه «الكلمة» (يوحنا ١: ١، ١٤) 1 في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله.14 والكلمة صار جسدا وحل بيننا، وراينا مجده، مجدا كما لوحيد من الاب، مملوءا نعمة وحقا. " و «كان في حضن الآب» (يوحنا ١: ١٨) وهو «بهاء مجده ورسم جوهره» (عبرانيين ١: ٣).( يو ٥: ٣٧) 37 والاب نفسه الذي ارسلني يشهد لي. لم تسمعوا صوته قط، ولا ابصرتم هيئته، و٧: ٢٩ 29 انا اعرفه لاني منه، وهو ارسلني». و(ي ٨: ١٩) 19 فقالوا له:«اين هو ابوك؟» اجاب يسوع: «لستم تعرفونني انا ولا ابي. لو عرفتموني لعرفتم ابي ايضا». أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 معناه أن الله معلم غير منظور فهو يعلم القلوب لا العيون والآذان وبما أنه يستحيل أن يرى الله أحد من البشر فإذا لا يستطيع أحد منهم أن يدرك جوهره ويعرف مقاصده ويبينها للناس " إلا الذى من الله " أى الإبن الكلمة (يو 1: 1) الذى "كان فى حضن ألآب" (يو 1: 18) وهو بهاء مجده ورسم جوهره" (عب1: 3) فقوله أن الجميع يكونون متعلمين من الله لا يمكن إتمامه إلا بواسطة المسيح الذى هو مساو للآب "هذا قد رأى الآب" أى أن المسيح من حيث أنه والآب واحد فهو قدر رآه بالذات.
|
تفسير إنجيل يوحنا (يوحنا 6: 47) 47 الحق الحق اقول لكم: من يؤمن بي فله حياة ابدية. . ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس هذه ألاية والايات التالية (يو 6: 47- 51) تكرير التعليم الذي تذمر اليهود منه ويعتقد أنه قاله لمجموعة أخرى من الشعب وبين هذه الآية وآية ٤٠ فرق قليل. وتسلسل كلام المسيح هكذا : المسيح هو الوحيد الذة رأى الاب .. لأنه هو الوحيد "الذى من الله" (يو 6: 46) لذلك ولهذا إن سمعوا له وآمنوا به يكونون قد سمعوا من الآب ذاته وبالتالى ينالون موعد القصد منر سالته هى ان ينالوا الحياة الأبدية نتبجة للفداء الذى أتمه المسيح على الصليب - هذه خطوات الإيمان الأولى ثم يبدأ الإنجيل بعد ذلك فى توضيح طريفة نوال سر المعمودية ومثل انه لا جياة لجسد بدون أكل وشرب وتنفس هكذا تنموا الروح افنسانية بأكل الخبز النازل من السماء ويشربوا دمه وبتنفسوا بروحه القدوس 1) " اَلحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ " قال هذا تأكيداً لصدق تعليمه، تذمر السامعون ورفضوا أم لا.† " من يؤمن بي فله حياة ابدية. " .. بصيغة الإسم الفاعل المبنى للمعلوم فى الزمن الحاضر (يو 6 : 51 و 58 & 3: 15 و 16 و 36 & 5: 24 & 11: 26 & 20: 31) وهذه ألاية تشير إلى الخلاص الذى قدمه يسوع للبشر فكل من يقبل يسوع ويؤمن ببه يقيمه يسوع فى اليوم الأخير ويحصل على "حياة أبدية " يسوع هو إعلان الإله ، ألإيمان بـ يسوع هو الطريق الوحيد المؤدى إلى الرب (حصرية قبول البشارة ) ولكن (شمولية البشارة) لأنه متوفره ومعلنه لكل أبناء وبنات آدم 2) " مَنْ يُؤْمِنُ بِي " ذكر سابقا فى (يو 6: 40) «من يؤمن بالابن» وقال هنا «من يؤمن بي» فدل بذلك على أن كل ما نسبه إلى نفسه، وأنه هو ابن الله مخلص البشر، (يو 6" 40) 40 لان هذه هي مشيئة الذي ارسلني: ان كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة ابدية، وانا اقيمه في اليوم الاخير». وأن الإيمان به الشرط الضروري. وما قيل في هذه الآية جوهر كل هذا الخطاب، أي أن الإيمان" بالمسيح شرط نوال الحياة الأبدية، وأنه بدونه لا خلاص لأحد، (يوحنا ٣: ١٦، ١٨، ٣٦) 16 لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الابدية.18 الذي يؤمن به لا يدان، والذي لا يؤمن قد دين، لانه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد. 36 الذي يؤمن بالابن له حياة ابدية، والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله». وأنه فتح الخلاص به لكل إنسان من كل أمة وملة وعصر. 3) " فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ" أي يبدأ أن ينال الميراث الذي يكمل بعد القيامة في السماء. ومعنى «الحياة الأبدية» حياة النفس الروحية التي علاقة شركة روحية فى جسد المسيح ودمه أتى المسيح من السماء ليهبها للمؤمنين به، وتبدأ في الروح فور ولادتها من فوق أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 عاد المخلص هنا إلى تكرير التعليم الذى تذمر اليهود منه فى (يو 6: 29) وما يليه يحثهم على الإيمان به لأن الإيمان مصدر كا خير وأصل كل خلاص والواسطة الضرورية لنوال الحياة الأبدية ونوال خبز الحياة كما سنرى
|
تفسير إنجيل يوحنا (يوحنا 6: 48) 48 انا هو خبز الحياة.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 1) " «أَنَا هُوَ خُبْزُ الحَيَاةِ»." إذا القول حجة وسبب وتكرار تأكيدى لما قاله قبل ذلك فكأن المسيح قال: لي الحق في ما قلته في (يو 6: 35) 35 فقال لهم يسوع:«انا هو خبز الحياة. من يقبل الي فلا يجوع، ومن يؤمن بي فلا يعطش ابدا. " أي أني خبز الحياة، لأن كل من يقتات بي بالإيمان ينال الحياة الأبدية. فيسوع هو الحياة وهو خبز الحياة، لأنه بذل نفسه للمؤمن ليقتات بها بالإيمان، وهو ينشئ في الإنسان الحياة الروحية ويقويها ويقيها من السقوط فى براثن الشرير وهذا جوابه لطلبهم في (يو 6: 34) 34 فقالوا له:«يا سيد، اعطنا في كل حين هذا الخبز». فكأنه قال لهم: ها أنا ذا. . والمن في البرية لم يكن إلا رمزاً للمسيح الذي هو خبز الحياة. (يو 6: 33- 35) 33 لان خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم». 35 فقال لهم يسوع:«انا هو خبز الحياة. من يقبل الي فلا يجوع، ومن يؤمن بي فلا يعطش ابدا. " † " انا هو خبز الحياة. " .. يكرر يسوع أنه هو الحبز اللازم لحياة البر والقداسة ، فى العهد القديم أعطاهم الإله "المن" الخبز الجسدى زلكن فى العهد الجديد أعطاهم يسوع جسده "خبزا سمائيا" يمنح المن حياة مادية بتكرار أكله ولكنه لا يستطيع أن يوقف الموت أو حتى موت الخطية ، أما جسد يسوع الخبز السمائى يمنح حياة أبدية ولكن ينبغى الإستمرار فى قبوله (لكى لا تكون لنا شركة مقطوعة) حتى يقضى على رائحة موت الخطية فى حياتنا حتى نفوز فى نهاية المطاف على الحياة الأبدية أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 لأن كل من يقتات بى ينال الحياة الأبدية والسعادة الدائمة فى ملكوت السماء وسمى نفسه خبزا لأنه يريد إعطاء جسده لتلاميذه عهدا بينه وبينهم بالخبز والخمر ، فالمن الذى أكله بنى إسرائيل فى البرية لم يكن إلا رمزا إلى المسيح الذى هو خبز الحياة .
|
تفسير إنجيل يوحنا (يوحنا 6: 49) 49 اباؤكم اكلوا المن في البرية وماتوا.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 1) " آبَاؤُكُمْ أَكَلُوا المَنَّ فِي البَرِّيَّةِ وَمَاتُوا." "كلمة " وماتوا" فى الترجمة الحرفية اليونانية تعنى (قد صاروا مائتين أو أمواتا" وبهذا لا تأتى بمعنى الموت الطبيعى بل صاروا مائتين أو أمواتا روحيا وهذا المعنى تؤكدة الآية التالية : " هذا هو الخبز .... يأكل منه الإنسان ولا يموت" علما بأننا نأكل من خبز الحياة (الإفخارستيا) ونموت جسديا / فهنا تأتى هذه الكلمة بمعنى الموت الروحى والموت الروحى هو عقاب لعدم الإيمان والتذمر وعمل الشرور فالعيب كان فى اليهود وليس فى المن الذى هو كطعام السماء (عب 3: 18و 19) 18 ولمن اقسم: «لن يدخلوا راحته»، الا للذين لم يطيعوا؟ 19 فنرى انهم لم يقدروا ان يدخلوا لعدم الايمان. وللعلم كلمة "راحتة" رفعها بولس من راحة أرض كنعان إلى راحة الرب (عب 4: 11) وملخص ما سبق وما زقصد يسوع هو أن أباؤكم أكلوا المن الذى نزل من السماء ولكنهم مات كثير منهم جسديا وروحيا وذلك بسبب خطيتهم وتذمرهم فحرموا من دخول السناء حسب اليهود المن الذي أكله آباؤهم هبة أعظم من هبة المسيح لأنه قات آباؤهم وأحيا أجسادهم فى البرية حوالى 40 سنة ، فبرهن لهم المسيح قلة نفعه لأنه لا يفيد النفس شيئاً، وأفاد الجسد وقتياً لأن كل الذين أكلوه ماتوا. فكأنه قال لهم أما أنا المسيح أنا هو القوت الروحي لنفوس جميع الناس لا لبني إسرائيل فقط. والذين يقتاتون به يحيون إلى الأبد حياة روحية. هذه الاية شرح للآية السابقة : " الحق الحق أقول لكم من يؤمن بى فله حياة أبدية" أى أن المسيج هو خبز من ياكله ينال حياة أبدية فالمسيح فيه حياة ويعطى الحياة لأن المسيح حى ومحيى للمؤمنين به فقط (يو 14: 19) 19 بعد قليل لا يراني العالم ايضا، واما انتم فترونني. اني انا حي فانتم ستحيون " (يو 6: 40) لأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ الَّذِي أَرْسَلَنِي: أَنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى الابْنَ وَيُؤْمِنُ بِهِ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ» والمسيح حبز الحياة هو خبز حى يعطى الحياة لأنه خبز إلهى هو جسد المسيح لهذا يؤكد المسيح هذا فقال : " أنا هو خبز الحياة" وهذا هو سر التجسد العجيب على مستوى الكيان الإلهى "أنا هو " " الجسد" البشرى المولود من الروح القدس أى "انا هو " "خبز" أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 كان اليهود يعتقدون أن المن الذى أكله آبائهم فى البرية أعظم هبة من يسوع " بإشباعه خمسة آلاف من خمس خبزات " فوضح لهم يسوع قلة قيمته لأنه لا يفيد النفس وافاد الجسد وقتيا لأن الموت أستولى على كل الذين اكلوه
|
تفسير إنجيل يوحنا (يوحنا 6: 50) 50 هذا هو الخبز النازل من السماء، لكي ياكل منه الانسان ولا يموت.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 1) " هَذَا هُوَ الخُبْزُ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ،" النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ أى نزول المسيح من السماء .. وقد تذمر اليهود منه ، كرره هنا وفي الآية التالية. وفيه تصريح بوجوده قبل تجسده، وتلميح إلى ولادته الفوق طبيعية وهذا فى رأى اليهود أن المسيح كائن سماوى ووقعوا فى حيرة شديدة لأن عقولهم لم تقبل سر التجسد وقد يكون تسائلوا كيف لإنسان ينزل من السماء ونحن نعرف أنه إبن مريم فلم يصدقوا قول الرب عن سر الإفخارستيا " الخبز الذى انا اعطى هو جسدى" فهذا هو غاية التجسد لأنه تجسد ليعطى جسده جسدة الحى للعالم ليكون بذرة أنتجت 12 سنبلة هم التلاميذ و70 رسولا هم بذور الخليقة الجديدة وقد عرض المسيح هذا السر لكى يؤمن به اليهود فرفضوه وفى إنجيل يوحنا ثلاحظ تسلسل المعانى وترابطها كما يلى : - أ. ابى يعطيكم الخبز الحقيقى من السماء ب. خبز الله النازل من السماء الواهب حياة للعالم ج. أنا هو خبز الحياة (يو 6: 48) ، أباؤكم أكلوا المن فى البرية وماتوا ،(يو 6: 49) هذا هو الخبز النازل من السمماء لكى يأكل منه الإنسان ولا يموت د. أنا هو الخبز الحى الذى نزل من السماء (يو 6: 51) هـ. الخبز الذى أنا أعطى هو جسدى و. الذى أبذله من أجل حياة العالم وفى الايات (أ) و (ب) وصف المسيح المشورة الإلهية كبرهان لحقيقة يراد تتميمها فالخبز هو خبز الله أى أن مصدره إلهى فكلمة حقيقى هى صفة لا تطلق على الماديات لأنها صفة الله وصفة المسيح (أا هو ... الحق" (يو 14: 6) وهذا الخبز الحقيقى موطنة وأساسه (من السماء ) ولكن مشورة الرب تقررت أن هذا الخبز يأخذ حالة النزول من السماء إعطاء حياة أبدية للعالم وهنا كلمة "نازل" هو تقرير خال لم يدخل فى حيز الفعل وفى (ج) يكشف المسيح صفة هذا الخبز أنه هو هو نفسه (خبز الحياة) أى الخاص بالحياة الأبدية الذى وضع له أن ينزل من السماء (حال) لكى يأكل منه الإنسان كغذاء روحى دائم فلا يذوق الموت الروحى وفى ألاية (د) يصيف المسيح صفة ذاتية جوهرية وهو أنه خبز "حى" أى أن جوهرة حياة وهذا الخبز موطنة السماء والمعين له النزول من السماء يدخله فى حالة الحركة الفعلية فى صميم الزمن "الذى نزل" وهنا يعلن عن سر التجسد الذى تم وصار فعلا ماضيا وفى ألاية (هـ) يكشف المسيح عن صلة هذا الخبز بنفسه ، أنه جسده، وهنا يجعل هذا الخبز يعبر عن نفسه وعن جسده وفى ألاية (و) يكشف المسيح عن نية مبيته ومقرره أن هذا الخبز أى جسده هو معد وجاهز الآن لحالة بذل أو ذبح ارادى وبهذا التسلسل أعلن المسيح لليهود عن الفداء أى بالمموت على الصليب بعد أن أعطى للبشرية سر الخياة فى جسدة بسر الإفخارستيا أى تقدمة أو ذبيحة الخبز والخمر 2) " لِكَيْ يَأْكُلَ مِنْهُ الإِنْسَانُ " أي كل من أراد من الناس بلا استثناء. ومعنى الأكل هنا الاشتراك في سر الشركة والتناول الذى أسسه المسيح فى فصح جديد ليلة القبض عليه ك 3) " ولا يَمُوتَ " فى المسيحية يوجد موتان أحدهما جسدى وهو إفتراق الجسد عن الروح والآخر روحى وهو الموت الذي هو نتيجة الخطية الذى يفرق الروح عن خالقها ، وهو الهلاك الأبدي في جهنم المعروف بالموت الثاني (رؤيا ٢٠: ١٤) 14 وطرح الموت والهاوية في بحيرة النار. هذا هو الموت الثاني. (رؤ ٢١: ٨).8 واما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الاوثان وجميع الكذبة، فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت، الذي هو الموت الثاني». أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 أما المسيح فهو الخبز النازل من السماء وذلك بالنظر إلى لاهوته وفى هذا القول تصريح بوجوده قبل تجسده أى أزليته " لكى بأكل منه الإنسان ولا يموت" أى أن المن لم يمنح حياة الجسد وهى أدنى من حياة النفس والخبز النازل من السماء الذى هو أنا يمنح حياة النفس وهى أعظم من حياة الجسد فكل من يتناول من هذا الخبز النازل من السماء "لا يموت" الموت هو نتيجة الخطية أى الهلاك الأبدى فى جهنم المعروف بالموت الثانى (رؤ20: 14& 21: 8)
|
تفسير إنجيل يوحنا (يوحنا 6: 51) 51 انا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. ان اكل احد من هذا الخبز يحيا الى الابد. والخبز الذي انا اعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم». ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 1) " أَنَا هُوَ الخُبْزُ الحَيُّ " † " انا هو خبز الحى " .. هذه هى إحدى العبارات الشهيرة التى قالها يسوع عن نفسه وبدأها بعبارة " أنا هو" (يو 6: 35 و 48 و 51) وعبارة "أنا هو " عبارة لاهوتية" وهو أسلوب يسوع فى تعريف نفسه للبشرية أي الذي فيه الحياة، لا مجرد الخبز المحيي. ولهذا هو أعظم من المن الذي هو مادة لا حياة فيها، وإذا تُركت فسدت، ولا يكفي آكله سوى ليوم واحد. والذي لا حياة له لا يستطيع أن يعطي الحياة غيره. أى أنه فى المسيح حياة وقوله «أنا الخبز الحي» كقوله (يو 1: 4) فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور الناس، " وقوله (يوحنا ١٤: ١٩). «إني أنا حي فأنتم ستحيون» وفسرها بولس بأن فى الإيمان بالمسيح حياة (غلا 2: 20) مع المسيح صلبت، فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا في.( فما أحياه الآن في الجسد، فإنما أحياه في الإيمان، إيمان ابن الله، الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي كولوسي ١: ١٧) 17 الذي هو قبل كل شيء، وفيه يقوم الكل" 2) " الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ" أي السماء العليا حيث العرش ألإلهى (يوحنا ٣: ١٣، 13 وليس احد صعد الى السماء الا الذي نزل من السماء، ابن الانسان الذي هو في السماء". وهو مسكن المسيح منذ الأزل فى عممق الرب . أما المن فليس هو إلا من السماء الدنيا أي الجو. 3) " إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هَذَا الخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ." يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ يعطي المسيح المؤمنين من الحياة الروحية التي فيه لاتحادهم به. أى رجوع العلاقة بين الإنسان وربه إلى ما كانت عليه قبل سقوط آدم وهذه الحياة تشتمل على كمال القداسة والسعادة. فالذي ينالها لا يُدان لأنه يتبرر ثم يتقدس ثم يتمجد. نعم قد لا ينجو من الموت الأول وهو موت الجسد، لكن هذا الموت «يُبتلع إلى غلبة» ( ١كورنثوس ١٥: ٤٥).45 هكذا مكتوب ايضا:«صار ادم، الانسان الاول، نفسا حية، وادم الاخير روحا محييا». 4) " وَالخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي" هذه العبارة تعتبر مشكلة أو مسألة مبهمة لا يستطيع الجموع فهمها لهذا يلزمها التوضيح والشرح لأنها عبارة مختومة لحدث غير عادى وغير طبيعى ومن المستحيل حدوثه سيأتى فى المستقبل وكلام المسيح من هنا إلى ع ٥٧ تفسير وشرح لهذه العبارة، وتكرير لها. وقد عدل من هنا عن المجاز بالخبز إلى المجاز بالجسد لثلاثة أسباب: (١) جسده هو الخبز الحي (٢) أوضح للناس فى تعليمه أنه هو نفسه حتى لا يعتقد الناس ان الخبز الحى شيئا آخر . (٣) الإشارة إلى أنه ذبيحة. 5) " الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ العَالَمِ" † " من اجل حياة العالم " .. يسوع لأنه والحبز الحى يعطى حياة لمن يأكله فى سر الشركة ، وليس الطعام المادى الذى نأكله ا لَّذِي أَبْذِلُهُ في المستقبل. والإشارة هنا إلى موته كفارة عن الخطايا (عبرانيين ١٠: ٥، ١٠) 5 لذلك عند دخوله الى العالم يقول:«ذبيحة وقربانا لم ترد، ولكن هيات لي جسدا. 10 فبهذه المشيئة نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة. " وكلمة البذل تعنى التضحية ، فالمسيح لم يخلّص الناس بمجرد تجسده بل بموته على الصليب بدلاً عنهم لينالوا الغفران، والمصالحة مع الله، والحياة الأبدية تعتمد على الإيمان بالمسيح مخلصا وفاديا وعمل الصالحات وهذا وفق ما أنبأ به إشعياء ويوحنا المعمدان من أن المسيح حمل الله (إشعياء ٥٣ ) ( يوحنا ١: ٣٦) 36 فنظر الى يسوع ماشيا، فقال:«هوذا حمل الله!». وكما ان يسوع المسيح المصلوب هو مصدر الحياة الروحية لأنه الفصح الحقيقي ( ١كورنثوس ٥: ٦).6 ليس افتخاركم حسنا. الستم تعلمون ان خميرة صغيرة تخمر العجين كله؟ 7 اذا نقوا منكم الخميرة العتيقة، لكي تكونوا عجينا جديدا كما انتم فطير. لان فصحنا ايضا المسيح قد ذبح لاجلنا. " ذبيحة المسيح كافية للجميع لأن اللاهوت صاحب الروح والجسد عندما إنفصلا بالموت على الصليب كقول الرسول «هُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَل لِخَطَايَا كُلِّ العَالَمِ أَيْضاً» (١يوحنا ٢: ٢). أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 أى أنا الخبز الذى فيه الحياة - ومعروف أن من لا حياة له لا يستطيع أن يعطى الحياة لغيره - وليس كالمن الذى نزل من السماء الدنيا أى سماء الأرض بل أنا الخبز الحى الذى نزل من السماء العليا حيث عرش الله وهو مسكن المسيح منذ الأزل . " إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد الحياة الأبدية السعيدة المجيدة مثل قوله "لا يموت " أى لا يطوله الموت الثانى (رؤ 20: 14) الذى هو موت النفس أى هلاكها فى عذاب جهنم " والخبز الذى أنا أعطى هو جسدى" أى أن هذا الخبز ليس نوعا من المن أو غيره بل هو جسدى الذى فيه الحياة وهو " الذى أبذله من أجل حياة العالم" أى أن جسدى هذا هو الذى يعلق على خشبة الصليب ليموت كفارة عن الخطايا لأنه عمل الله الذى يرفع خطايا العالم (أش 53) (يو1: 26) وهو الفصح الحقيقى (1كو 5: 6) وليس عن خطايا اليهود فقط بل هو " ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضا(1يو 2: 2)
|
تفسير إنجيل يوحنا (يوحنا 6: 52) 52 فخاصم اليهود بعضهم بعضا قائلين:«كيف يقدر هذا ان يعطينا جسده لناكل؟»
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس أخطأ اليهود فهم معنى كلمات المسيح عن أحداث ستحدث فى المستقبل او عندما يتكلم عن سلطانه أو عندما كان يناقش معلمى طوائف اليهود مثل الكتبة والفريسيين وغيرهم حول السبت ومواضيع أخرى أو حول الأسرار مثل المعمودية وهناك أمثلة لفهم اليهود الخاطئ لحديث يسوع كم أخطأ نيقوديموس (يوحنا ٣: ٤) (يو ٣: ٩) 9 اجاب نيقوديموس وقال له:«كيف يمكن ان يكون هذا؟» وأخطأت المرأة السامرية (يوحنا ٤: ١١) وجهلوا معنى كلامه الروحي. 1) " فَخَاصَمَ اليَهُودُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً قَائِلِينَ: " † " فخاصم اليهود بعضهم بعضا " .. أستخدم هنا زمن الماضى المتصل إلى بداية أمر أو إستمرار أم ما فى الماضى ، وكلمة "خاصم" تعنى نقاش تحول إلى جدال عنيف مت بين مصدق وغير مصدق لحديث يسوع (أع 7: 26) (2 تى 23 - 24) (تى 3: 9) وأستخدمت كلمة خاصم مجازيا فى (2 كو 7: 5) ( يع 4: 1- 2) أي جادل بعضهم بعضاً، أى ناقش اليهود بعضهم بعضا أى مال بعضهم إلى قبول كلامه ورفضه بعضهم. وكلمة "خصام" تعنى باليونانية المحاربة بالرأى والكلمة فبعضهم فهمها على مستوى الروح وقبلها خاصة أن هناك دلائل أنه إنسان يتحكم فى الطبيعة وعنده قدرات إلهية لم يأتى نبى بمثلها من قبل فصدقوه والبعض رفضها لأنه يفكر بمفهوم مستوى الجسد الطبيعى والمادة وقد تكرر هذا الخصام والإنشقاق بين اليهود عندما كان المسيح يطرح مواضيع روحية عند إعلان الرب عن نفسه وسلطانه وكان المفروض أن يقبلوه سواء بكلامه أو عمله أو لآياته لأنه هو "عمل الله" زلكنهم أصلوا على طرح السئلة "كيف" و "لماذا" و" من أعطاك هذا السلطان" و "أين هو أبوك" فظلوا محبوسين فى دائرة الشك ولم يستطيعوا الخروج منها وقالوا بالعقل والمعقول: " كيف يقدر هذا أن يعطينا جسده لنأكل؟ " واقول لهم لقد تمت النبوات وصار جسد المسيح ودمة قربانا خبزا وخمرا الذى قدم إبراهيم لملك ساليم أى ملك أورشليم والخصام والإنشقاق صفة من صفات بنى إسرائيل كما ورد فى (يوحنا ٧: ٤٣ ) 43 فحدث انشقاق في الجمع لسببه. (يو ٩: ١٦ ) 16 فقال قوم من الفريسيين:«هذا الانسان ليس من الله، لانه لا يحفظ السبت». اخرون قالوا:«كيف يقدر انسان خاطئ ان يعمل مثل هذه الايات؟» وكان بينهم انشقاق. (يو ١٠: ١٩) 19 فحدث ايضا انشقاق بين اليهود بسبب هذا الكلام. " لقد تكرر هذا الإنشاق عندما كان يسوع يوضح أحداث ستحدث فى المستقبل وهو يعرف ان نسبه تصديق اليهود له ستكون قليلة أو أحداث مثال موته وقيامته وكان التلاميذ يتشككون فيها إلا أنه كان يقول هذا كنبوءات مثل قوله هنا أنه الخبز الحى حتى عندما تتم ويتحقق ما قاله كان التلاميذ واليهود يقولوا كما قال تلميذا عمواس ألم تكن قلوبنا ملتهبة فينا (لو 24: 32) فقال بعضهما لبعض: «ألم يكن قلبنا ملتهبا فينا إذ كان يكلمنا في الطريق ويوضح لنا الكتب؟» 2) " كَيْفَ يَقْدِرُ هَذَا أَنْ يُعْطِيَنَا جَسَدَهُ لِنَأْكُلَ؟" † " كيف يقدر هذا ان يعطينا جسده لناكل؟ " .. هذا الجزء من ألاية ليست صورة مجازية بل صورة حرفية لأنه أسس سر الشركة (الإفخارستيا) .. 1. نيقوديموس (يو 3: 3 ، 2 ) .. 2. المرأة السامرية (يو 4: 11) .. 3. الجمع اليهودى (يو 6: 52) .. 4. التلاميذ (يو 11: 11) إنحصر تذمر اليهود هنا على عدم تصديق أن يكون المسيح خبزا الحياة أو خبزا حيا وفى الواقع هم يعرفونه (يو 6: 41 و 42) 41 فكان اليهود يتذمرون عليه لانه قال:«انا هو الخبز الذي نزل من السماء». 42 وقالوا: «اليس هذا هو يسوع بن يوسف، الذي نحن عارفون بابيه وامه؟ فكيف يقول هذا: اني نزلت من السماء؟» كَيْفَ يَقْدِرُ الخ هذا استفهام إنكاري، أي لا يقدر. ويتضمن الهزء بالمسيح على وضعه مثل هذا الشرط المستحيل، فغضوا النظر عن كل ما قاله المسيح في شأن الحياة الأبدية ونزوله من السماء، وتمسكوا بالعبارات التي تحتمل معنيين لينتقدوه. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 عندما قال المسيح أن الخبز الذى يعطيه هو جسده تخاصم اليهود متوهمين أنهم يأكلون جسده كباقى اللحوم ، قال القديس أغسطينوس أن الله قادر أن يصنع أكثر مما يستطيع الإنسان أن يفهم ، فمعنى قول اليهود "كيف يقدر" لا يقدر هو إستفهام إنكارى ويتضمن أيضا السخرية بالمسيح لكونه حسب تفكيرهم وضع شرطا مستحيلا والحقيقة أن أعمال الله وصفاته فوق الإدراكات البشرية فهل يدرك الإنسان كيف يوجد الله فى كل مكان وهل يدرك كيف يعلم الله كل شئ " وكيف يستطيع كل شئ" وكيف توجد النفس البشرية فى جسد الإنسان وفى كل جزء منه .
|
تفسير إنجيل يوحنا (يوحنا 6: 53) 53 فقال لهم يسوع:«الحق الحق اقول لكم: ان لم تاكلوا جسد ابن الانسان وتشربوا دمه، فليس لكم حياة فيكم. ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: الحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: " الحَقَّ الحَقَّ مقدمة اعتادها المسيح لبيان الأهمية وللتأكيد لما سيقوله . وفي هذا تصريح بأن ما ظهر لليهود مستحيلاً مضحكاً المقصود منه شرط ضروري للخلاص. 2) " إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ابْنِ الإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ" إن فى اللعة العربية : حرف شرط يجزم فعلين مضارعين، وقد يدخل على الماضي، وقد يقترن بـ (لا) النافية :-إن تدرسْ تنجحْ، - إن أخلصتَ في عملك احترمك النّاس، - {إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ} فقد شرط أكل جسدة وشرب دمه بوجود الحياة . † " ان لم تاكلوا جسد ابن الانسان وتشربوا دمه، " .. الفعلات فى صيعة المبنى للمعلوم فى الأسلوب المنصوب الذى يشير إلى إحتمال حدوث أمر متوقغ - إذا كان اليهود خاصموا بعضهم البعض حول موضوع الخبز وقالوا " كيف يقدر هذا ان يعطينا جسده لناكل؟ " ، فما بال القارئ أن يسوع يقول لهم " تشربوا دمى" فإرتعب اليهود من سماع هذه العبارة لأنها تتعلق بشرب الدم (لا 17: 10- 14) لقد كانت على الأقل فهم واضح لكلمات يسوع الواضحة عن الخبز فى علاقتها بالمن (يو 6: 58) ولكنها فى النهاية لم يكن يسوع يتكلم عن الخبز فقط أى جسده ولكنه تطرق إلى شرب دمه وهذه إشارة واضحة وتأكيد لذبيحة جديدة التى لملكى صادق بتقدمة .. الخبز والخمر .. فى العهد الجديد .. بدلا من الذبيحة الحيوانية فى العهد القديم سمَّى المسيح نفسه «ابن الإنسان» وقصد بذلك أنه ابن الله متجسداً، الكلمة المتجسد لأنه لا يستطيع أن يموت دون التجسد. ولا يمكن أن يؤخذ كلامه هنا حرفياً، لأننا لو أخذناه حرفياً وقت قوله، لوجَب أن يُؤكل لحمه وهو حي، وذلك ما ينفر منه كل عاقل من اليهود المتدينين . وكذلك شرب دمه، فإن لأن ا قاله المسيح هنا محظور على اليهود حسب ما ورد فى الكتب المقدسة (تكوين ٩: ٤) 4 غير ان لحما بحياته، دمه، لا تاكلوه. و(لاويين ٣: ١٧) 17 فريضة دهرية في اجيالكم في جميع مساكنكم لا تاكلوا شيئا من الشحم ولا من الدم (لا ٧: ٢٦، ٢٧) 26 وكل دم لا تاكلوا في جميع مساكنكم من الطير ومن البهائم. (تث 12: 23- ) 23 لكن احترز ان لا تاكل الدم لان الدم هو النفس فلا تاكل النفس مع اللحم. 24 لا تاكله.على الارض تسفكه كالماء. 25 لا تاكله لكي يكون لك ولاولادك من بعدك خير اذا عملت الحق في عيني الرب. 26 واما اقداسك التي لك ونذورك فتحملها وتذهب الى المكان الذي يختاره الرب. 27 فتعمل محرقاتك اللحم والدم على مذبح الرب الهك.واما ذبائحك فيسفك دمها على مذبح الرب الهك واللحم تاكله. 28 احفظ واسمع جميع هذه الكلمات التي انا اوصيك بها لكي يكون لك ولاولادك من بعدك خير الى الابد اذا عملت الصالح والحق في عيني الرب الهك "(لا ١٧: ١٠ - ١٥). 10 وكل انسان من بيت اسرائيل ومن الغرباء النازلين في وسطكم ياكل دما اجعل وجهي ضد النفس الاكلة الدم واقطعها من شعبها. 11 لان نفس الجسد هي في الدم فانا اعطيتكم اياه على المذبح للتكفير عن نفوسكم.لان الدم يكفر عن النفس. 12 لذلك قلت لبني اسرائيل لا تاكل نفس منكم دما ولا ياكل الغريب النازل في وسطكم دما. 13 وكل انسان من بني اسرائيل ومن الغرباء النازلين في وسطكم يصطاد صيدا وحشا او طائرا يؤكل يسفك دمه ويغطيه بالتراب. 14 لان نفس كل جسد دمه هو بنفسه.فقلت لبني اسرائيل لا تاكلوا دم جسد ما.لان نفس كل جسد هي دمه.كل من اكله يقطع. 15 وكل انسان ياكل ميتة او فريسة وطنيا كان او غريبا يغسل ثيابه ويستحم بماء ويبقى نجسا الى المساء ثم يكون طاهرا. 16 وان لم يغسل ولم يرحض جسده يحمل ذنبه "(لاويين ١٦: ١٠ - ١٤) 10 واما التيس الذي خرجت عليه القرعة لعزازيل فيوقف حيا امام الرب ليكفر عنه ليرسله الى عزازيل الى البرية 11 ويقدم هرون ثور الخطية الذي له ويكفر عن نفسه وعن بيته ويذبح ثور الخطية الذي له 12 وياخذ ملء المجمرة جمر نار عن المذبح من امام الرب وملء راحتيه بخورا عطرا دقيقا ويدخل بهما الى داخل الحجاب 13 ويجعل البخور على النار امام الرب فتغشي سحابة البخور الغطاء الذي على الشهادة فلا يموت. 14 ثم ياخذ من دم الثور وينضح باصبعه على وجه الغطاء الى الشرق.وقدام الغطاء ينضح سبع مرات من الدم باصبعه (عبرانيين ٩: ٢٢) 22 وكل شيء تقريبا يتطهر حسب الناموس بالدم، وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة! فيجب أن نعتبر الجسد والدم هنا مجازين يشيران إلى تقديم المسيح نفسه ذبيحة على الصليب لأجل خطايا العالم. وما صحَّ عليه حينئذ يصح عليه الآن، لأنه لم يأكل إنسان قط جسد المسيح المادي، ولم يمكنه ذلك ولن يمكنه، لأن ذلك الجسد صُلب ودُفن وأُقيم وأُصعد إلى السماء وهو الآن عن يمين الله. لإإعلان المسيح عن شرب دمه يرتفع أولا بمفهوم ذبيحته عن الذبائح الأخرى ويرتفع ثانيا بمفهوم شرب دمه إلى مفهوم شرب غير جسدى وهو إن ذكر هذا الشرب فى هذه الاية فقد أسس سر الشكر بتناول تقدمة الخبز والخمر وصنعهما بنفسه قبل صلبه ويجب أن نشير هنا إلى تقدمتين أو ذبيحتين واحده بذبائح دموية ةالثانيةة بالخبز والخمر التى قدمها إبراهيم لملك ساليم وكانت إشارة إلى تقدمة وذبيحة المسيح والآية التى نحن بصدد تفسيرها شرطت أكل الجسد وشرب الدم ليكون لنا حياة فيه (عب 9: 13 و 14) 13 لانه ان كان دم ثيران وتيوس ورماد عجلة مرشوش على المنجسين، يقدس الى طهارة الجسد، 14 فكم بالحري يكون دم المسيح، الذي بروح ازلي قدم نفسه لله بلا عيب، يطهر ضمائركم من اعمال ميتة لتخدموا الله الحي! " أى أن حياة المسيح الأبدية التى فى دمه تنتقل إلى من يشرب دمه بالإيمان وهذا قد حعله المسيح شرطا فى هذه الاية وهو "إن لم تأكلوا وتشربوا دمه فليس لكم حياة (أبدية) فيكم " ولا توجد إشارة هنا إلى العشاء الرباني، فإنه لم يُرسم إلا بعد هذا الكلام بنحو سنة، وهذا يعنى أنه يشير إلى سر الإفخارستيا كما وضع من قديم الزمان ذبيحة الخبز والخمر التى قدمها إبراهيم لملك ساليم هذه الآية علامة ليتذكرها التلاميذ والمؤمنون قبل إتمام تقديم نفسه ذبيحة على الصليب حتى يتذكر التلاميذ ما قاله المسيح فى هذه العظة (يو 3: 12) إن كنت قلت لكم الأرضيات ولستم تؤمنون، فكيف تؤمنون إن قلت لكم السماويات؟ إبن الإنسان : إن عبارة السخرية والتى تدل على أنهم لا يغتقدون فى قوة المسيحح وقدرته التى رأوا بعضا منها : " :«كيف يقدر هذا ان يعطينا جسده لناكل؟» (يو 6: 52) فرد عليهم المسيح فى هذه الآية أن " هذا" الذى إحتقروه هو "إبن الإنسان" الذى أشار إليه دانيال فى رؤياه أنه الذى سيكون عليه رجاء اليهود الذين ترجوه وإنتظروه (دا 7: 13 و 14) 13 كنت ارى في رؤى الليل واذا مع سحب السماء مثل ابن انسان اتى وجاء الى القديم الايام فقربوه قدامه.(ذبيحة) 14 فاعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والامم والالسنة.سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض " فإن قيل: هل هناك فرق بين أكل جسد المسيح وشرب دمه؟ قلنا لا، لأن «الجسد» و «اللحم والدم» بمعنى واحد لأنه قيل «الكلمة صار جسداً» (يوحنا ١: ١٤) وقيل إن «الابن اشترك في اللحم والدم» (عبرانيين ٢: ١٤). وقد ذكر الأكل والشرب ليفيد أنه كما أنهما كل ما يحتاج إليه الجسد لحياته، كذلك المسيح هو كل ما تحتاج إليه النفس لحياتها.وقام بعض المفسرين بتفسير عبارة "إبن الإنسان" فى هذه الآية فقط وعلاقتها بالكل جسد إبن الإنسان وشرب دمه بان المعنى ان الرب يقدم ويبذل بشريتة his humanity وهذه النظرية هى بعينها نظرية فصل طبيعة المسيح إلى طبيعتين فصلا واضحا ولا تؤمن الأرثوذكسية اللاخلقيدونية القبطية به لأن المسيح أشار مرارا بوضوح أنه سيبذل نفسه وليس جسده وحده أو بشريتةة لأنه ككما نقول ان لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين وكما نقول فى القداس (لاهوته لم ينفصل قط لا عن نفسه ولا عن جسده) (يو 3: 16) 16 لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الابدية. " ولم يقل حتى بذل جسد إبنه وزاد المسيح على ذكر جسده ذكر دمه، إشارة إلى أن مجرد تجسده لا يأتي بالحياة الروحية للعالم، فإن ذلك لا يتم إلا بسفك دمه، ونظر الخاطئ إليه بالإيمان مصلوباً. وكثيراً ما ورد في الإنجيل «الدم» بمعنى موت المسيح كفارة (رومية ٣: ٢٥ 25 الذي قدمه الله كفارة بالايمان بدمه، لاظهار بره، من اجل الصفح عن الخطايا السالفة بامهال الله. وكولوسي ١: ١٤، ٢٠ 14 الذي لنا فيه الفداء، بدمه غفران الخطايا.20 وان يصالح به الكل لنفسه، عاملا الصلح بدم صليبه، بواسطته، سواء كان: ما على الارض، ام ما في السماوات. وعبرانيين ٩: ١٤، ٢٠ 13 لانه ان كان دم ثيران وتيوس ورماد عجلة مرشوش على المنجسين، يقدس الى طهارة الجسد، 14 فكم بالحري يكون دم المسيح، الذي بروح ازلي قدم نفسه لله بلا عيب، يطهر ضمائركم من اعمال ميتة لتخدموا الله الحي! 20 قائلا: «هذا هو دم العهد الذي اوصاكم الله به». " (عب١٠: ١٠ 10 فبهذه المشيئة نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة. و١يوحنا ١: ٧ 7 ولكن ان سلكنا في النور كما هو في النور، فلنا شركة بعضنا مع بعض، ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية. ورؤيا ١: ٥).5 ومن يسوع المسيح الشاهد الامين، البكر من الاموات، ورئيس ملوك الارض: الذي احبنا، وقد غسلنا من خطايانا بدمه، " ورأى بعض المفسرين في ذلك إشارة إلى الفصح اليهودي الذي كان فيه لحم الخروف ودمه ضروريين لنجاة بني إسرائيل من الهلاك الذي نزل بالمصريين. 3) " فَلَيْسَ لَكُمْ حَيَاةٌ فِيكُمْ أ" ي ليس لنفوسكم حياة روحية الآن إلا بإيمانكم بي وأكل جسدى وشرب دمى وهذا قد أسسه المسيح فى العشاء الربانى ، ولا رجاء للحياة الأبدية في السماء، لأنه ليس لأحد من الناس حياة روحية بالذات، والله لم يجهز طريقاً لنوالها غير الإيمان بابنه. فلم يكن يكفي اليهود لينالوا الحياة أن يروا أعمال المسيح ويسمعوا كلامه ما لم يقبلوا المسيح بالإيمان قوتاً لنفوسهم ويعملوا أعماله . أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 سمى المسيح نفسه " إبن الإنسان" وعنى به إبن الله متجسدا لأنه لا يستطيع أن يموت دون التجسد فبهذا التجسد تألم وصلب ودفن وأقيم وأصعد إلى السماء وهو الآن عن يمين الله قال القديس فم الذهب " خكم اليهود بأن المسيح لا يقدر أن يعظيهم جسده ليأكلوه وأكدوا أن هذا مستحيل ولكنه أوضح لهم أنه ممكن وأنه ليس ممكنا فقط بل ضروريا ايضا وشرط وحيد للدخول إلى الحياة الأبدية وإن لم يبين كيف يصير ذلك فكما أنه فى الفصح اليهودى كان لحم الخروف ودمه ضروريين لحياة الإسرائيليين من الهلاك الذى نزل بالمصريين كذلك لا ينجو المؤمن من هلاك الخطية ولا تكون له حياة فيه مالم يأكل جسد إبن الإنسان ويشرب دمه وكما أن الخبز والشراب ضوريان لحياة الجسد كذلك جسد المسيح ودمه ضروريان لحياة النفس ليس لأحد حياة فى روحيه بالذات فالله أعد هذه الطريق الفائقة الإدراك لنوالها .
|
تفسير إنجيل يوحنا (يوحنا 6: 54) 54 من ياكل جسدي ويشرب دمي فله حياة ابدية، وانا اقيمه في اليوم الاخير،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 1) " مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ " الفعلات بصيغة إسم الفاعل فى الزمن الحاضر ويؤكدان إستمرارية الفعل وكلمة "يأكل" لم تأتى بالمعنى العادى بل تعنى فى اللغة اليونانية بمعنى الأكل الدائم المسرور الذى لا ينتهى بزمن معين وكذلك الشرب بمعنى الشركة الدائمة بالفعل والكلمة والروح على أساس الإفخارستيا فى مفهومها الفائق ذكر هذا تأكيداً لما قبله، لأنهما بمعنى واحد، سوى أن الأول نفي الحياة عن غير المؤمن، والثاني إيجابها للمؤمن. المسيح مصدر كل الحياة، والمؤمن يتحد به بالإيمان وأكل جسده وشرب دمه فى سر الشكر والإفخارستيا ، فيشترك في الحياة الأبدية التي هو مصدرها. وتبدأ تلك الحياة في الإنسان عند ما يقتات بالإيمان فى هذه اللخظة به باعتباره كفارة عن الإثم (ع ٤٧ ويوحنا ٣: ١٨). (يو 6: 47) 47 الحق الحق اقول لكم: من يؤمن بي فله حياة ابدية. " السر الوحيد الذى طبق على التلاميذ والمؤمنين بالمسيح فى عصر المسيح هو المعمودية وكان الشرط الوحيد الإيمان وعمل بتعاليم المسيح وقد أعطى المسيح غفران الخطايا لأنه الوحيد الذى له الحق فى غفران الخطايا لأنه الذبيحة التى حملت كل خطايا لهذا كا يكرر فى معجزاته مغفوره لك خطايام ,, ولا تعد تخطئ لئلا يكون لك اشر وهنا يمكن أن نطبق قول الرسول (عب 11: 1) وأما الإيمان فهو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى. " فالمسيح قبل صلبه أعطى اليهود الذين آمنوا به صك غفران الخطايا بصورة مؤجلة الدفع ووعد اللص الذى على اليمين بالفردوس قبل موته والأمثال كثيرة فى هذا الصدد وأمر بان نأكل جسده ونشرب دمه قبل إعداده عشاء الأخير والذى قال فيه خذوا كلوا هذا هو جسدى وأشربوا هذا هو دمى فى مائدة قدم عليها خبزا وخمرا .. الجسد والدم هما طعام الحياة الأبدية النازل من السماء لحياة ممجدة لا تزول إلى أن يجئ الرب : (القداس الإلهى) " يشير الكاهن بيديه إلى الجسد والدم ويقول: "لأن كل مرة تأكلون من هذا الخبز، وتشربون من هذه الكأس تبشرون بموتي، وتعترفون بقيامتي، وتذكروني إلى أن آجئ" 2) " وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي اليَوْمِ الأَخِيرِ" (يو 6: 27 و 40 و63) 27 اعملوا لا للطعام البائد، بل للطعام الباقي للحياة الابدية الذي يعطيكم ابن الانسان، لان هذا الله الاب قد ختمه». 40 لان هذه هي مشيئة الذي ارسلني: ان كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة ابدية، وانا اقيمه في اليوم الاخير». 63 الروح هو الذي يحيي. اما الجسد فلا يفيد شيئا. الكلام الذي اكلمكم به هو روح وحياة، ومن يشرب من ماؤه لا يعطش ( يوحنا ٤: ١٤ ) 14 ولكن من يشرب من الماء الذي اعطيه انا فلن يعطش الى الابد، بل الماء الذي اعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة ابدية» " هذه مرة رابعة لهذا الوعد المرتبط بالعهد الجديد (يو 6: 39 و40 و44) .39 وهذه مشيئة الاب الذي ارسلني: ان كل ما اعطاني لا اتلف منه شيئا، بل اقيمه في اليوم الاخير. 40 لان هذه هي مشيئة الذي ارسلني: ان كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة ابدية، وانا اقيمه في اليوم الاخير». 44 لا يقدر احد ان يقبل الي ان لم يجتذبه الاب الذي ارسلني، وانا اقيمه في اليوم الاخير. " ولنا من ذلك أن نفس المؤمن لا تنال كمال الحياة الأبدية إلا متى قام الجسد وشارك الروح في السعادة (رومية ٨: ٢٣) وهو أن فداء الإنسان يتضمن فداء جسده، وما قيل في ١كورنثوس ٥: ٢٦ وهو انتصار يسوع على الخطية لا يتم إلا متى سلم عدو الإنسان الأخير وهو الموت ما استولى عليه. وهبة الحياة الأبدية الآن تتضمن القيامة للمجد في المستقبل. ويلاحظ هنا أن المسيح لم يدخل فى محاجاه ولا نقاش لشرح هذا المفهوم لأن عقلية اليهود كانت سلبية مغلفة بالعنهجية المعرفة المادية لأن موضوع الذبيحة لم يكن تم فى هذا الوقت فهذا الكلام قبل صلبه بحوالى سنة أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 ذكر هذا تأكيدا لكلامه السابق لكلامه السابق لأنهما بمعنى واحد فكأنه قال أن من يأكل جسدى ويشرب دمى مستحقا ومستعدا الإستعداد الكامل بالندامة والإعتراف للكاهن أعطيه الحياة الأبدية وأما الذى يتناولهما بغير إستحقاق فيكون مجرما فى جسد الرب ودمه وقوله " وأنا أقيمه فى اليوم الأخير " نتعلم منه أن نفس المؤمن لا تنال كمال الحياة الأبدية إلا متى قام الجسد وشارك الروح فى السعادة لأن فداء الإنسان يتضمن فداء جسده.
|
تفسير إنجيل يوحنا (يوحنا 6: 55) 55 لان جسدي ماكل حق ودمي مشرب حق.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس † " جسدى .. دمى " .. مصطلح يهودى يشير إلى الشخص ككل أى أن هدف يسوع هو تقديم نفسه ذبيحة حية مقدسة
1) " «لأنَّ جَسَدِي مَأْكَلٌ حَقٌّ وَدَمِي مَشْرَبٌ حَقٌّ»." سبق وقال المسيح عن نفسه أنه خبز الحياة (يو 6: 35) 35 فقال لهم يسوع:«انا هو خبز الحياة. من يقبل الي فلا يجوع، ومن يؤمن بي فلا يعطش ابدا." واهنا يؤكد أن جسده مأكل حق وشرب دمه مشرب حق ما زال المسيح يشرح لليهود عن نفسه بصفته خبز الحياة والمن فهو يقول هنا عن جسده هو الطعام "الحقيقى" ودمه هو "الشراب الحقيقى" وليس المن ولا ماء الصخرة وهذا المعنى البسيط الذى يخاطل به عقول اليهود ليبسط لهم روحانية ماي قول والذى سيتم فى المستقبل فى يوم الفصح اليهودى على مائدة سر الشكر وبعدها يصلب وكلمة الحق وردت مرتين ف فى هذه الآية فى مأكل الجسد وشرب الدم ولكمة الحق وردت فى بعض المخطوطات اليونانية "حق" وفى المخطوطات الأخرى "حقا" وتعنى "الحق" الأولى "الواقع الحقيقى" أ "ضد الظاهر" أو بالمفهوم اللاهوتى fact والثانية "حقا" تعنى بالمفهوم اللاهوتى "ضد المزيف" أى أصلى genuine وتعنى مأكل يختص يختص بحاجة الإنسان "الحقيقية" وليس للحاجة العارضة كالجوع الجسدى بل للحاجة الحقيقية للإنسان هى لروحه فليس المسيح هو خبز يفنى بل أن جسده ودمه هى الحاجة الحقيقية لإسرائيل لينال الحياة الأبدية ليس الحاجة ملئ البطن أو المسرة بعمل معجزى منا أو تكثير الخبز والسمك بل هى علاقة شركة وبداية لحياة جديدة مع المسيح نهايتها حياة أبدية وكلمة حقا فى المعنى اليونانى كما سجلها الإنجيل : أن ألأكل من الجسد ليس كما تصوروا أنه أكل قطعة لحم جسد المسيح وأن الشرب من الدم ليس هو شرب ملئ الفم من الدم المادى لن المسيح صلب ومات وقام ولم يشرب أحد دمه إلا فى العشاء الأخير عندما قال عن الخبز كلوا هذا هو جسدى وعن الخمر خذوا أشربوا هذا هو دمى لأن المسيح المأكول محسوس ومنظور ولكن المأخوذ منه للحياة الأبددية هو الروح والحق على مستوى "أنا هو الحق " وفى هذه الآية لم يفصح المسيح عن سر اففخارستيا بالخبز والخمر لأن ميعاده لم يحضر بعد فالمسيح هنا يضع الأساس الذى سيبنى عليه فصح العهد الجديد فى يوم خميس العهد ويتمم سر الذبيحة يوم الجمعة على الصليب وهناك أسرار كثيرة لم يعلنها المسيح تفوق عقل الإنسان مثل ولادته او بتولية العذراء أو عن حياة الكلمة قبل التجسد وذكر هنا عن مأكل جسدة وشرب دمه بدالة النبوة لأن ما قاله سيتحقق بعد سنة من هذا الوقت وستذكره الناس عندما يتم إن ما جاء في الكتاب المقدس وصف الشيء بالحق بياناً لأفضليته على كل ما يشاركه في المعنى الذي جرى عليه الحديث. وعلى هذا يكون «الإنسان الحق» النفس لا الجسد، وحياة الإنسان الحق حياته الروحية لا الجسدية، وقوت الإنسان الأحقُّ بأن يسمى قوتاً هو جسد المسيح ودمه. وكان جسد المسيح «مأكلاً حقاً» لأن به الحياة الأبدية، ولأنه يشبع النفس أتم شبع. و «الجسد والدم» هنا إشارة إلى ذبيحة المسيح كفارة، وأكلهما وشربهما بعد الإيمان به غفرانا للخطايا . والقضية الأولى من آية ٥٤ كالقضية من هذه الآية، ومعناهما الاتحاد بالمسيح بواسطة الإيمان، ففي الأولى أن ثمرة الإيمان في المؤمن نواله الحياة الأبدية، وفي هذه أن ثمرته الاتحاد الكامل به دائماً. † " لان جسدي ماكل حق ودمي مشرب حق. " .. هنا تذكر البشارة بحسب يوحنا كلمة مأكل ومشرب .. حق وحق تعنى صدق ، لقد كتبت بشارة يوحنا فى وقت متأخر عن باقى البشائر الثلاثة الآخربن ، حيث أنتشرت هرطقات وبدع ومنها ( إعلاء شأن يوحنا .. إعلاء شأن الفائض ، إنتشار الهرطقة :المعرفية البشرية - الغنوصية " أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
لا بالمثل ولا بالصورة بل بالحقيقة قال يوحنا فم الذهب : أننا نتحد مع المسيح بأكل جسده ودمه الأقدسين لا بالمحبة ورضى الإرادة فقط بالحقيقة والجوهر فلا مأكل ولا مشرب بقيت النفس حقيقة للحياة الأبدية إلا جسده ودمه
|
تفسير إنجيل يوحنا (يوحنا 6: 56) 56 من ياكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وانا فيه. . ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " مَنْ يَأْكُل جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ" كلمة يثبت فى اللغة اليونانية هو نفس الفعل المشتق من كلمة " الباقى " كما جاءت فى الآية (يو 6: 27) "الخبز الباقى للحياة الأبدية" أما معنى كلمة يثبت فى اللغة العربية يَدُومُ عَلَيْه موقفة، لا يُغَيِّرُهُ. ولا يبدل رأية أو إيمانه " والثبوت بمفهومة فى هذه الاية هو إلتحام شخص بشخص ينشئ إتحادا ووحدة وهذا ما أوضحة بولس بأن يقول (أف 5: 30) 30 لاننا اعضاء جسمه، من لحمه ومن عظامه. " والثبات فى المسيح كثبات الغصن فى الشجرة (.يو 15: 4) اثبتوا في وانا فيكم. كما ان الغصن لا يقدر ان ياتي بثمر من ذاته ان لم يثبت في الكرمة، كذلك انتم ايضا ان لم تثبتوا في (.يو 15: 5) انا الكرمة وانتم الاغصان. الذي يثبت في وانا فيه هذا ياتي بثمر كثير، لانكم بدوني لا تقدرون ان تفعلوا شيئا.(يو 15: 6) ان كان احد لا يثبت في يطرح خارجا كالغصن، فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار، فيحترق." † " يثبت في وانا فيه. " .. هذا هو شرط الثبات فى الإيمان أن نأكل جسده ونشرب دمه وقد ورد هذا الجزء من الآية فى ( يو 15: 4- 7 ) ( 1يو 2: 6 و 27 و 28 & 3: 6 و 24) وكلمة يأكل وردت بصور قريبة من هذا المعنى (رؤ 2: 7) من له اذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس.من يغلب فساعطيه ان ياكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله " أليست هذه الشحرة التى إذا أكل منها ابوينا فكانا سيحيا إلى الأبد أليست تشير إلى خبز الحياة بصورة مجازية الحياة الأبدية (راجع عل 6: 9) ( رؤ 2 : 11و 17 و 26 & 3/ 5 و 12 و 21) إن قبول الإنسان ليسوع يعقبة الإيمان به ولا يتوقف الإيمان عند هذا الحد بل تتبعه الممارسة لتعاليم يسوع ووصاياة لهذا إهتم الكتاب بنهاية سيرة المسيحى مؤمنا بالمسيح (عب 13: 7) اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله. انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم. " أحيانا كان بعض المعلمين الكذبة ينشرون تعاليمهم قبل إعداد مائدة (عب 13: 9) لا تساقوا بتعاليم متنوعة وغريبة، لانه حسن ان يثبت القلب بالنعمة، لا باطعمة لم ينتفع بها الذين تعاطوها" ربط اليهود وشرطوا على الرب أن يعطيهم آية مثل موسى الذى أعطاهم المن فى البرية والشرب (من ماء الصخرة) (1كو 10: 7و 8) 7 فلا تكونوا عبدة اوثان كما كان اناس منهم، كما هو مكتوب:«جلس الشعب للاكل والشرب، ثم قاموا للعب». 8 ولا نزن كما زنى اناس منهم، فسقط في يوم واحد ثلاثة وعشرون الفا. " وليس الأكل الروحانى والشرب من نبع روحانى هو الذى يخلص ولكن الإيمان المرتبط بالأفعال كثيرون بدأوا بداية حسنة ولكنهم إنتهوا نهاية سيئة (1كور 10: 3و 4) 3 وجميعهم اكلوا طعاما واحدا روحيا، 4 وجميعهم شربوا شرابا واحدا روحيا، لانهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم، والصخرة كانت المسيح. 5 لكن باكثرهم لم يسر الله، لانهم طرحوا في القفر. " ويقارن المسيح بين منا لحياة جسدية نهايته موت الجسد وخبزا روحيا نهايته حياة أبدية وفى الإنجيل آيات كثيرة وردت فيها كلمة يثبت مثل ( ١يوحنا ٣: ٢٤ ) 24 ومن يحفظ وصاياه يثبت فيه وهو فيه. وبهذا نعرف انه يثبت فينا: من الروح الذي اعطانا. (يو ٤: ١٥، ١٦) 15 من اعترف ان يسوع هو ابن الله، فالله يثبت فيه وهو في الله. 16 ونحن قد عرفنا وصدقنا المحبة التي لله فينا. الله محبة، ومن يثبت في المحبة، يثبت في الله والله فيه. " ويتضمن ثبوت المؤمن في المسيح الاتحاد به، والمشابهة له، وموافقته في الإرادة، والتمتع برضاه، والأمن من الخوف، والتعزية في الضيق، والنجاة من الدينونة يَثْبُتْ فِيَّ دائماً. وردت كلمة يثبت فى الإنجيل فى آيات لتشير إلى معانى كثيرة وعلى سبيل المثال المملكة المنقسمة والبيت المنقسم على ذته يخرب (مت 12: 25) فعلم يسوع افكارهم وقال لهم: «كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب وكل مدينة او بيت منقسم على ذاته لا يثبت.(مر 3: 25) وان انقسم بيت على ذاته لا يقدر ذلك البيت ان يثبت.(مر 3: 26) وان قام الشيطان على ذاته وانقسم لا يقدر ان يثبت بل يكون له انقضاء." الرب يثبت كلام المبشرين بالايات (مر 16: 20) واما هم فخرجوا وكرزوا في كل مكان والرب يعمل معهم ويثبت الكلام بالايات التابعة. امين" من يامل جسد الرب ويشرب دمه يثبت فيه الثبات فى الرب يعطى الفرح (يو 15: 11) كلمتكم بهذا لكي يثبت فرحي فيكم ويكمل فرحكم.(اع 11: 23) الذي لما اتى وراى نعمة الله فرح، ووعظ الجميع ان يثبتوا في الرب بعزم القلب الثبات فى الإيمان بالرغم من الضيقات (اع 14: 22) يشددان انفس التلاميذ ويعظانهم ان يثبتوا في الايمان، وانه بضيقات كثيرة ينبغي ان ندخل ملكوت الله. المسيح يكمل ويثبت ويقوى (1 بط 5: 10) واله كل نعمة الذي دعانا الى مجده الابدي في المسيح يسوع، بعدما تالمتم يسيرا، هو يكملكم، ويثبتكم، ويقويكم، ويمكنكم الذى يحب أخاة يثبت فى النور(.1 يو 2: 10) من يحب اخاه يثبت في النور وليس فيه عثرة. 2) " وَأَنَا فِيهِ " كما أن المسيح الابن في الآب والآب في الابن كذلك تلاميذه المؤمنون هم واحد (يوحنا ١٧: ٢١). وكون ما ذُكر نتيجة أكل جسد المسيح وشرب دمه يفسر لنا قصده بحقيقة ذلك الأكل وذلك الشرب، وهو أنهما روحيان، وقد أسس المسيح سر الشكر فى آخر فصح أكله مع تلاميذه قبل صلبه . أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 إن ثباتنا فى المسيح وثباته فينا هو إتحاد جسدة بجسدنا كما بتحد الغذاء بالجسد ، فيتضمن ثبوت المسيح فينا إتحادنا به والمشابهة له والموافقة له فى الإرادة والتمتع برضاء والأمن من الخوف والتعزية فى الضيق والنجاة من الدينونة
|
تفسير إنجيل يوحنا (يوحنا 6: 57) 57 كما ارسلني الاب الحي، وانا حي بالاب، فمن ياكلني فهو يحيا بي.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ " الإرسالية هنا تعنى شخص يحمل رسالة ثم يعلن رسالته على الشعب والرسالة هو المسيح ومضمونها إعلان عهدا جديدا بين الرب والإنسان بمفردة وليس بين الرب مع امة كما كان فى العهد القديم الذى كان مع الأمة اليهودية "بنى إسرائيل" (ار 32: 31) «ها أيام تأتي، يقول الرب، وأقطع مع بيت إسرائيل ومع بيت يهوذا عهدا جديدا. يحمل التغيير فى سلوك وأخلاق الإنسان " وأكمل العهد القديم بالجديد فلم يعد الحاجة إليه (2كور 5: 17) 17 اذا ان كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة.الاشياء العتيقة قد مضت.هوذا الكل قد صار جديدا. " إذا إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة: الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديدا. " وعلاقة الآب بالإبن على اساس وحدة الكرامة وليس كسيد وعبد لأن الكلمة إتخذ جسدا : " (يو 5: 23) 23 لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الاب. من لا يكرم الابن لا يكرم الاب الذي ارسله. " وهنا يضع المسيح إرساليته كعمل من اعمال يهوة ككل ولكنه تحصص فى طرح الرسالة الإلهية للبشر "كمـــا .. ، ... كذلك" ويلجأ المسيح دائما ليجعل هلاقته بالآب مثلا يحتذى فطبق إرسالية الآب له أرسل هو أيضا التلاميذ والرسل (يو 17: 18) 18 كما ارسلتني الى العالم ارسلتهم انا الى العالم، " وفى علاقة الحب بينه وبين الآب كانت ايضا علاقة حب بينه وبين المؤمنين به (يو 15: 9) 9 كما احبني الاب كذلك احببتكم انا. اثبتوا في محبتي. (يو 17: 21) 21 ليكون الجميع واحدا، كما انك انت ايها الاب في وانا فيك، ليكونوا هم ايضا واحدا فينا، ليؤمن العالم انك ارسلتني. " ويؤكد يوحنا فى ؤسالته نفس إتجاه المسيح (1يو 2: 6) 6 من قال: انه ثابت فيه ينبغي انه كما سلك ذاك (تجاه الآب) هكذا يسلك هو ايضا. " وهكذا صار الإنسان يعرف الآب من خلال معرفته بالإبن (يو 10: 114 و 15) 14 اما انا فاني الراعي الصالح، واعرف خاصتي وخاصتي تعرفني، 15 كما ان الاب يعرفني وانا اعرف الاب. وانا اضع نفسي عن الخراف. " 2) " الآبُ الحَيُّ " † " الاب الحي " .. هذا الجزء من ألاية هو عبارة فريدة ، ولكن هذا المفهوم عن الإله شائع الإستعمال فى الكتاب المقدس بعهديه .. 1. إسم الإله على علاقة العهد ( خر 6: 3- 5 & 3: 12 و 14- 16) .. 2. قسم الرب "حى أنا الرب" (عد 14: 21 و 28 ) (إش 49: 18) ) (إر 4: 2) .. 3. وصف الإله (مز 42: 2 & 84: 2) (يش 3: 10 ) ( إر 10: 10) (دا 6: 2- و 26) (هو 1: 10) (مت 16: 16 & 26: 63 ) (أع 14: 15) (رو 9: 26) ( 2كو 3: 3 & 6: 16) (1 تس 1: 9) (1 تى 3: 15 & 4: 19) (عب 3: 12 & 9: 14 & 10: 21 & 12: 22 ) ( رؤ 7: 2) ..3. الآب له حياة فى ذاته (يو 5: 26) والآب له القدرة أن يحى الأموات (يو 5: 21) الحياة هى طبيعة الإله ووصف بها الرب فى العهد القديم بأنه "حى" (تث 5: 26) 26 لانه من هو من جميع البشر الذي سمع صوت الله الحي يتكلم من وسط النار مثلنا وعاش. " ذُكر في هذه الآية ثلاثة أحياء: الآب والابن والمؤمن، وأن الحياة تجري من الواحد إلى الآخر، وتحقيق وجودها في واحد يثبت وجودها في الآخر. ومصدر تلك الحياة وعلتها في الآب "الذات" وكلمة الحى تعنى أنه أصل الحياة وليست صفة شخصية وإنما صفة جوهرية يعطيها لمن يشاء ووصفه داود النبى بأنه ينبوع الحياة (مز 36: 9) 9 لان عندك ينبوع الحياة.بنورك نرى نورا. 3) " وَأَنَا حَيٌّ بِالآبِ " وهو تعبير لاهوتى بسيط معناه أن الإبن لا يحيا وحده ولكن حياة الآب هى ذاتها حياة الإبن كما يعنى إتحاد البوة بالبنوة فى حياة واحدة غير منفصلة ، وقد أعلن المسيح سابقا أن له حياة أبدية فى ذاته ولأجل التجسد والفداء أعطى الاب الإبن أن تكون له حياة فى ذاته لإتمام عمله (يو 5: 26) 26 لانه كما ان الاب له حياة في ذاته، كذلك اعطى الابن ايضا ان تكون له حياة في ذاته، " وكلمة ذاته نعنى فى صميم طبيعته وجوهرة فالحياة الذاتية للآب والإبن واحدة لأن الحياة الأبدية هى من الطبيعة الإلهية والعلاقة بين الآب والإبن هى أن الإبين يستمد بنوته من الآب والإبن هو الكلمة التى فى عمق الآب الكلمة صار جسدا أى أرسل لعمل مختص بالإله أى أنه أصبح مميزا بين البشر ومحمل برسالة إلهية وحياة الآب هى حياة الإبن لأن الآب "الذات" والإبن "كلمة الآب" واحد فالمسيح هو الحياة الأبدية من جهة طبيعته (1 يو 1: 2) 2 فان الحياة اظهرت، وقد راينا ونشهد ونخبركم بالحياة الابدية التي كانت عند الاب واظهرت لنا. " والمسيح أعلن مرارا وتكرارا أنه هو الحياة (يو 14: 6) 6 قال له يسوع: «انا هو الطريق والحق والحياة. ليس احد ياتي الى الاب الا بي. (يو 11: 25) 25 قال لها يسوع:«انا هو القيامة والحياة. من امن بي ولو مات فسيحيا، " معنى هذا أن حياة المسيح غير منفصلة عن حياة الآب، إنما هي قائمة باتحاد الابن بالآب، ووحدة الفكر والمحبة والمقاصد والعمل. وليس الكلام هنا في أصل حياة الابن لأن الابن أزلي كالآب، إنما هو وصف حياة المسيح على الدوام منذ الأزل وإلى الأبد. وقول المسيح هنا كقوله في موضع آخر «صَدِّقُونِي أَنِّي فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ» وقوله «الآبَ الحَالَّ فِيَّ» (يوحنا ١٤: ١٠، ١١). 4) " فَمَنْ يَأْكُلنِي " فإن أكلنا الجسد والدم فنحن لا نعود نحيا لوحدنا بل نحيا ونعمل ا‘مال المسيح التى نبعت من نفس ينبوعع الآب هكذا يتم الرباط الإلهى بين الإنسان والرب بواسطة اففخارستيا الذى أسسه المسيح ذاته فى العشاء الأخير أى باكل الجسد (الخبز) والدم (الخمر) 5) " فَهُوَ يَحْيَا بِي" يَحْيَا بِي ينال الحياة الروحية الأبدية التي هي أعظم حياة للإنسان وهي الحياة المذكورة في ع ٥١، ٥٤. والتي ذكرها بولس في قوله «مَعَ المَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لا أَنَا بَلِ المَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللَّهِ» (غل ٢: ٢٠). وهذه هي حياة الشركة فى ذبيحة الخبز والخمر(أف 5: 30) 30 لاننا اعضاء جسمه، من لحمه ومن عظامه. " ولا يتحقق ذلك إلا بالإيمان والمعمودية للخلاص من الخطية الجدية التى أسقط فيها آدم البشرية بمخالفة الرب ثم التناول من جسد الرب ودمه غفرانا للخطايا التى يفعلها الإنسان بعد ذلك لنوال الحياة الأبدية وما شجرة الخياة التى فى الجنى إلا غشارة إلىى المسيح الذى سياتى فى ملئ الزمان ليخلص البشرية وإتمامها بالقداسة والمحبة والنفع في هذا العالم والسعادة والمجد في العالم الآتي. وحقق المسيح هذه الحياة للمؤمن بقوله في أول هذه الآية «كما أرسلني الآب» أي كما تحقق أني رسول الآب كذلك تحقق نوال الحياة بالإيمان بي. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 كأنه يقول أن الآب هو ينبوع الحية ويشركنى بهذه الحياة مع ذاته لأننى والآب واحد ولهذا فكما أن ألاب ثابت فى افبن ويمنحه ذاتيا هذه الحياة الإلهية هكذا الإبن الذى أرسله الاب بالجسد وهو ثابت فيه يهب هذه الحياة الإلهية لمن يأكل جسده ويشرب دمه ، قال فم الذهب أن أقوله "وأنا حى بالآب" يريد به حياته من حيث أنه إله ومساو للآب فى الجوهر وكافه الكمالات الإلهية ، والخلاصة أن حياة المسيح ليست منفصلة عن حياة الآب إنما قائمة بإتحاد افبن بالآب ووحده الفكر والمحبة والمقاصد والعمل ، وقول المسيح هذا مثل قوله فى موضع آخر "صدقونى أنى فى الآب والآب فى قوله "الآب الحال فى " (يو 14 : 10و 11)
|
تفسير إنجيل يوحنا (يوحنا 6: 58) 58 هذا هو الخبز الذي نزل من السماء. ليس كما اكل اباؤكم المن وماتوا. من ياكل هذا الخبز فانه يحيا الى الابد».
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 1) " هذا هو الخبز الذي نزل من السماء. ليس كما اكل اباؤكم المن وماتوا. من ياكل هذا الخبز" † . هذه مقارنة بين العطاء الإلهى لشعببين القديم والجديد وبين عهدين القديم والجديد (راجع الرسالة إلى العبرانيين ) ، تحتوى هذه ألاية على أساس لاهوتى عميق وفيها أن الإيمان بيسوع المخلص لا يتم بناء على نسب (يو 8: 33- 39) والتى وردت فى شريعة موسى (التوراة) "هَذَا هُوَ الخُبْزُ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وهذا يلخص (يو 32 و 33 و 35) أي أني أنا هو الخبز الحقيقي، وأني نزلت من السماء، وأقوت العالم بتقديم نفسي ذبيحة لله، ويقتات فيَّ الخاطئ بالإيمان.«لَيْسَ كَمَا أَكَلَ آبَاؤُكُم» هذا بيان لنقص المن الذي أعطاه موسى الآباء، فإنهم لم يأكلوا الخبز الحقيقي، ولم يحصلوا إلا على نفع وقتي لأجسادهم فقط (يو 31 و49 ). «مَنْ يَأْكُل هَذَا الخُبْزَ فَإِنَّهُ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ» هذا بيان لكمال ما أعطاه المسيح، فإن الذين قبلوه بالإيمان كفارة عن خطاياهم تحيا نفوسهم في السماء إلى الأبد (يو 6: 33 و50 و51 و54 و57). تلخص هذه الآية ما قاله المسيح في هذا الخطاب تدرح المسيح تدرجا غاية فى الدقة لإعلان ذبيحة الخبز والخمر - من الخبز الباقى للحياة الأبدية الذى يعطيكم إبن الإنسان - إلى "خبز الله النازل من السماء" - إلى "أنا خبز الحياة" - إلى "انا هو الخبز الحى الذى نزل من السماء" - إلى " الخبز الذى أنا اعطى هو جسدى الذى أبذله من أجل حياو العالم" - إلى " إن لم تأكلوا جسد إبن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم" - إلى " من ياكل جسدى ويشرب دمى فله حياة أبدية وأنا أقيمه فى اليوم الأخير" - إلى " جسدى مأكل حق ودمى مشرب حق" - إلى من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فى وأنا فيه" - إلى " كم يأكلنى يحيا بى" - إلى " مَنْ يَأْكُل هَذَا الخُبْزَ فَإِنَّهُ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ»." 2) " فانه يحيا الى الابد " † " إلى الأبد " .. كلمة الأبد ترجمة كلمة "عولام" العبرية (لو 1: 33) (رو 1: 25 & 11: 36& 16: 27) (غل 1: 5) (1تى 1: 17) وراجع (مت 21: 19) (مر11: 14) (1تس 1: 55) (يو 6: 58 & 8: 35 & 12: 34 & 13: 8 & 14: 16) (2كو 9: 9) وترادف "دهر الدهور" التى وردت فى (أف 4: 21) عبارة إلى الأبد أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
" هذا هو الخبز الذى نزل من السماء" هذه العبارة من الآية مختصر لما قيل من قبل فى (يو 6: 32 و 33) وقد كررها المسيح للتأكيد أنه هو الخبز الحقيقى الذى نزل من السماء العليا حيث مسكن الله وأنه يقوت العالم بتقديم نفسه ذبيحة ويقوت انفس المؤمنين بمنحه لهم هذا الجسد المحيى الذى بذله على الصليب لكى كل من يأكل منه بإستحقاق لا يذوق الموت الثانى ، وهو "وهو ليس كما أكل آباؤكم المن وماتوا " هذه العبارة مختصرة ما جاء فى (يو 6: 31 و 49) وهذا تأكيد ايضا لليهود بأن المن الذى أكله آباؤهم فى البرية مدة أ{بعين سنة لم يكن إلا طعاما قابلا للفساد نزل من السماء الرضية أى من الجو وجميع الذين اكلوه ماتوا أى لم ينالوا بواسطته الحياة الأبدية فهو خبز وقتى لأجسادهم بخلاف الخبز الحقيقى فإنه خبز دائم للنفوس وكل " من يأكل هذا الخبز فإنه يحيا إلى " الأبد" هذه العبارة من الآيو مختصر لما جاء فى (يو 33 و 50 و52 و 54 و 57) وهو تأكذيم أن من يأكل جسده ويشرب دمه يحيا فى السماء إلى الأبد متمتعا بالسعادة الكاملة حيث لا حزن ولا تنهد وحيث أن المسيح نورها قال القديس أمبروسيوس" كيف يموت من كان طعامة الحياة"
|
تفسير إنجيل يوحنا (يوحنا 6: 59) 59 قال هذا في المجمع وهو يعلم في كفرناحوم.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 1) " قَالَ هَذَا فِي المَجْمَعِ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي كَفْرَنَاحُومَ" † " قال هذا في المجمع وهو يعلم " .. لم تكن هناك مجامع قبل السبى أو قبل دخول الأسباط أرض الميعاد بل كان لهم خيمة الإجتماع ثم أصبحت هيكل سليمان وكانوا يعيدون أعيادهم وأهمها الفصح حول الهيكل يقدمون فيه قرابينهم إلا أنهم أخذوا من اليونانيون فكرة المجامع لتكون أماكن عبادتهم وقد بدأت المجامع فى فترة السبى البابلى (538 - 605 ق. م) حيث بدأ اليهود التجمع بحد أدنى عشرة رجال فى أمكنة خاصة للعبادة والتعليم أطلق عليه أسم مجمع (كنيس) وبمضى الزمن أصبحت المجامع أمكنة لحفظ التراث والتقاليد اليهودية وتعليم اللغة ، وبعد عودة اليهود من السبى إلى اليهودية وبدء ترميم الهيكل وبدء خدمة الهيكل حافظ اليهود على المجامع المحلية وقد مارس يسوع الطقوس والتقاليد اليهودية فى عصره وذهب إلى المجمع وتعلم وعبد وعلم فيه وتمم متطلبات الشريعة فى الهيكل فى أورشليم التلميذ يوحنا هو قائل هذه العبارة وهو يحدد المكان في مجمع كفرناحوم المدينة التى سكنها يسوع على الشاطئ الغربى لبحر طبرية . وتم فيه هذا الحديث أو هذه الموعظة أو هذا النقاش بينه وبين الجمع الذى سبق وسجله فى الإصحاح السادس من (يو 6: 26 وحتى هذه الآية ) وظن بعض المفسرين أنه بدأ يخاطب الشعب في سهل جنيسارت عندما خرج من السفينة، وأن ما قاله هناك هو ما في آية ٢٦ - ٤٠. وأن ما في الآية ٤١ إلى هذه الآية قاله في ذلك المجمع. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 أى أن المسيح لم يقل هذا الكلام سرا أة لتلاميذه فقط بل فى المجمع أمام الكهنة والكتبة والشعب ، وظن بعضهم أنه إبتدأ يخاطب الشعب فى سهل جينسارت عندما خرج من السفينة وأن ما قاله هناك هو من الآية 26 إلى ألاية 40 وأن ما فى الاية 41 إلى هذه الآية أى 58 قاله فى ذلك المجمع ، والأرجح أن الإشارة إلى كل ما فى هذا افصحاح من الآية 26 إلى الآية 58
|
تفسير إنجيل يوحنا (يوحنا 6: 60) 60 فقال كثيرون من تلاميذه، اذ سمعوا:«ان هذا الكلام صعب! من يقدر ان يسمعه؟»
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس † " كثيرون من تلاميذه " .. 1) " فَقَالَ كَثِيرُونَ مِنْ تلامِيذِهِ،" لتلاميذ الذين راوا عجائب المسيح وقوته وسلطانه وسيره على الماء عثروا فى المسيح عندما قال انا هو خبز الحياة (متّى ١١: ٦) 5 العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون. 6 وطوبى لمن لا يعثر في». و(يو 6: 66) 66 من هذا الوقت رجع كثيرون من تلاميذه الى الوراء، ولم يعودوا يمشون معه. فى حديث المسيح للجموع ولتلاميذه أراد أن يرفعهم من عالم المادة إلى عالم الروح ولكن الجموع لم تكن تريد إلا أن يصنع عجائب ويطعمهم أى ينزلوا بتعاليم المسيح غلى عالم المادة والمصلحة نؤمن بك بشرك أن تعطينا كذا وكذا وهو القائل (مت 6: 33) لكن اطلبوا أولا ملكوت الله وبره، وهذه كلها تزاد لكم. " وهو المشرق شمسه على الأشرار والأبرار ولكنهم فوجئوا بان المسيح يقول لهم أنا هو خبز الحياة من يأكل و جسدى ويشرب دمى .. ألخ وهنا يتحدى يسوع العقل البشرى ويلح عليه أن لا يهبط بالإلهيات لمستوى التراب ولم يكن هذا الحديث هو الأول من نوعه فالأول كان مع نيقوديموس وكان هدف الخديث يدور حول المعمودية أى الميلاد الجديد للإنسان من فوق بالروح وعجز عن فهم إدراك "الميلاد الثانى" الروحى للإنسان إضطر المسيح للتوضيح له فقال (يو 3: 6) أما كيف يتم ذلك ؟ فمن المستحيل على العقل البشرى تصوره ومتابعته كما لو أردت تتبع ريحا تهب فلا أحد يعرف من أين تهب وإلى أين تذهب وثانيا مع المراة السامرية كان الهدف ان يسقيها الماء الحى اى الروح القدس ولما فكرت بعقلها أنه ماء جسدى عجزت عن إدراك شرب الماء الحى طلب منها أن تتوب عن زناها فلما تابت شربت من الماء الحى فصارت مبشرة بالمسيح وثالثا مع الجليليين فى هذا الإصحاح أراد أن يطعمهم حبز الحياة والإيمان به أولا حتى يدركوا سر أكل جسدة وشرب دمه مغفرة للخطايا وباب دخول الحياة الأبدية فكروا بعقولهم كيف يعطينا هذا جسدة لنأكله فعاد المسيح أن يؤكد فى كلامه لهم أنه على مستوى الروح وليس الجسد فهو أكل حق وشرب حق أى أكل جسد روحى سماوى وشرب الروح فى الدم أما كيف يكون ذلك ؟ فهذا لا يمكن للعقل اة يستوعبه!!! تماما كما لا يمكن أن يتصور كيف صار الكلمة جسدا؟ الكلمة الذى كان منذ البدء عند الرب الفعال فى الخليقة فبه خلق الرب العالمين ولكى يكمل فعله فى الخليقة البشرية أخذ جسدا وبدون هذا الجسد لم يكن أن يتم فعل الخلاص ولم يكن ممكنا أن تبلغنا كلمة الرب فكلمة الرب فى ذاتها مخلصة ولكنها لم تخلص بالفعل إلا بالجسد والدم على مستوى الذبح وسفك الدم . إن الأكل من جسد المسيح وشرب دمه هما شركة فى فعل مأسوى عنيف شركة فى ألم وغصة موت وقيامة وليس شركة فى مبدأ إيمانى يؤحذ بالفهم أو بكلمات منطوقة فالرب لم يخلص العالم بالكلمة المنطوقة بل بالكلمة المتجسدة المذبوحة وبالرغم من تأكيد الرب بعملية الأكل والشرب وأن هذا ضرورى لغفران الخطايا ونوال الحياة الأبدية ولكن بعض اللاهوتيين البروتستانت يحصروها فى الإيمان بالكلمة المقروءة والمبشر بها مثلها مثل العماد ولكن العماد وسر الشكر هاذين السريين أتمهم يسوع بنفسه واسسهم وعلم تلاميذة أن يقوموا بهم أيها الأحياء إن عملية الذبح وسفك الدم حدثت فعلا إن الأكل من جسد المسيح والشرب من دم المسيح يستحيل أن يكون نظريا تأمليا صوفيا بالفكر أو حتى بالإيمان فقط - فالمسيح فى يوم خميس العهد ناول تلاميذه وقال خذوا كلو هذا هو جسدى خذوا اشربوا هذا هو دمى قبل صلبه والتلاميذ أكلوا خبزا وشربوا خمرا الرب الذى كان يغفر للخطاة أخطؤهم قبل صلبه وكذلك غفر للتلاميذ بسر الشكر (الإفخارستيا) هو وحده القادر ان يغفر الخطيا كأنه يقول للخاطئ أنا ذبيحتك أنا سأحمل كل خطاياك إنها ساعات وأصلب وترونى فتغفر خطاياك وأنت الذى لم ترى المسيح مصلوبا ستأكل من ذبيحة الخبز والخمر وستنال الغفران لأنه أعطانا أن نقوم بهذه الذبيحة فى حفلة سمائية تسمى القداس الإلهى مِنْ تلامِيذِهِ : هم غير المؤمنين الحقيقيين، ويقول بعض المفسرين أن كان للمسيح تلاميذ غير الـ 12 والذين ذكروا هنا ه الذين تبعوه متظاهرين بأنهم تلاميذه وفى الغالب أن الذى أثارهم هو يهوذا كما حدث مع حادثة االمرأة الخاطئة صاحبة قارورة الطيب فى بيت سمعان الأبرص (مت 26) قد أشار إلي يهوذا المسيح فى نفس الإصحاح (يو 6: 64) .64 ولكن منكم قوم لا يؤمنون». لان يسوع من البدء علم من هم الذين لا يؤمنون، ومن هو الذي يسلمه. 2) " إِذْ سَمِعُوا: إِنَّ هَذَا الكلامَ صَعْبٌ!" صعب فى اللغة اليونانية تعنى "التصلب" أى يجف أو "ينشف" وهذه الكلمة طبية يفهمها الأطباء وتستخدم لوصف الأوعية الدموية عندما تصاب بالتصلب وعدك الليونة فتمنع سير الدم فيها ولو أضفنا العبارة التى قالوها فيمما بعد "من يقدر أن يسمعه" ومن هنا يفهم معنى الكلام الذى قالوه التلاميذ بأن : "كلام المسيح لم يدحل مجارى أسماعهم أى لم يوافق المنطق ولا يتماشى مع تفكير عقولهم والكلمة صارت ثقيلة على آذانهم ولهذا لم يقبلوها ويقتنعوا بها فبدأوا يتذمرون وأصبجوا كما قال المسيح " من ليس معى فهو على (مت12: 30) لأن تفكيرهم لم يخرج من تفكير باقى اليهود الذين قالوا (يسوع بن يوسف الذى نحن عارفين بأمه وأبيه " وقد رد على القائلين بهذه العبارة فقال : " ماذا سيكون موقفكم حينما ترون إبن الإنسان صاعدا للسماء حيث كان أولا من حيث نزل ؟ وبالتفكير العقلى المحدود ( كيف يقدر عذا أن يعطينا جسده لنأكله) ودمه لنشربه؟ ورد عليهم المسيح أن الجسد المأكول ليس لحما بشريا بل جسدا إلهيا حقيقيا يؤكل بالحق والروح (فى الصورة التى سيعطيها أى الخبز) زالدم ليس دما بشريا بل هو دم بروح أزلي يشرب بالروح (فى الصورة التى يعطيها أى الكأس) لأن أكل الجسد بالجسد لا يفيد شيئا ولكن الأكل الروحى للجسد بالروح يحى هَذَا الكلامَ صَعْبٌ أي قوله إنه «خبز الحياة» وقوله في «أكل جسد ابن الإنسان وشرب دمه» وهو صعب الفهم، لأنهم لم يفهموا المعنى الروحي الذي قصده المسيح منه، ولأنه كان لا يوافق التفكير المنطقى ولا العقيدة اليهودية التى تمنع أكل جسد إنسان وشرب دمه كما لم يوافق آرائهم في شأن المسيح المنتظر وملكوته الجديد، وضد شهوات قلوبهم الدنيوية لأنهم طلبوا خيراً جسدياً. وأما المسيح فوعدهم بخير روحي. طلبوا ملكاً يقود جيوشهم بحرب تحيري ضد الرومان المستعمرين ويملك بالمجد كداود وسليمان، وأما هو فقدَّم نفسه لهم مسيحاً يتألم ويموت ليحررهم من الخطية. 3) " مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَسْمَعَهُ؟" أي من يريد أن يسمع تعليماً كهذا، ومن يسمعه ويصدقه ويطيعه؟ وكثيرا ما كان المسيح يركز على حواس الشعب الذى يعظه بحيث يصل مفهومه من خلال السمع والعين واللمس و «السمع» ورد بهذا المعنى في (يوحنا ٥: ٢٤) 24 «الحق الحق اقول لكم: ان من يسمع كلامي ويؤمن بالذي ارسلني فله حياة ابدية، ولا ياتي الى دينونة، بل قد انتقل من الموت الى الحياة. (يو ٨: ٤٣) 43 لماذا لا تفهمون كلامي؟ لانكم لا تقدرون ان تسمعوا قولي. (يو ١٠: ٣) 3 لهذا يفتح البواب، والخراف تسمع صوته، فيدعو خرافه الخاصة باسماء ويخرجها. (يو ١٦: ٢٧) 27 لان الاب نفسه يحبكم، لانكم قد احببتموني، وامنتم اني من عند الله خرجت. (يو ١٨: ٣٧).37 فقال له بيلاطس: «افانت اذا ملك؟» اجاب يسوع:«انت تقول: اني ملك. لهذا قد ولدت انا، ولهذا قد اتيت الى العالم لاشهد للحق. كل من هو من الحق يسمع صوتي». أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 أى أن كلام يسوع فى أكل جسده ولا سيما أمره بأكله وأن من لا يأكله يهلك لا محاله عسر عليهم التصديق وأعتبروه أمرا إستحاله حدوثه وإستعماله فمن يجسر أن يأكل لحم المسيح أو من يأكل الجسد البشرى أو يشرب دمه ، فهذه ولائم آكلى البشر (فى أفريقيا) كما قال فيما بعد الوثنيين للمسيحيين / قالوا هذا من جهلهم سر تناول جسد المسيح كما جهله اليهود حينما قال لهم المسيح هذا لذا كان كلامه قاسيا عسر الفهم على عقولهم الغليظة لا بذاته إذ ليس المقصود أننا نأكل جسده كما نأكل لحوم الحيوانات بل نأكل الخبز الذى يتحول إلى جسدا - أما تلاميذه الذين صعب عليهم فهم كلامه فهم غير المؤمنين الحقيقيين بل الذين تبعوه متظاهرين بأنهم تلاميذه فهؤلاء صعب عليهم فهم كلام المسيح لأنه كان مختلفا عن آرائهم فى المسيح المنتظر وملكوته الجديد وضد شهوات قلوبهم المرتبطة بالأرض لأنهم كانوا يطلبون خبزا ليقوت الجسد يجعلهم يتحركون وينمون لا خبزا سماويا يعطيهم حياة أبدية فى العالم الآتى ، وكانوا يريدن مسيحا ملكا أو قائدا حربيا يقود جيوشهم للحرب ضد الرومان ويسلك بالمجد كداود وسليمان لا ملكا روحيا يملك على القلوب ويقودهم إلى أمجاد السماء
|
تفسير إنجيل يوحنا (يوحنا 6: 61) 61 فعلم يسوع في نفسه ان تلاميذه يتذمرون على هذا، فقال لهم:«اهذا يعثركم؟
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 1) " فَعَلِمَ يَسُوعُ فِي نَفْسِهِ أَنَّ تلامِيذَهُ يَتَذَمَّرُونَ عَلَى هَذَا" فِي نَفْسِهِ باللهوت المختص به باعتبار كونه كلمة الرب ال1ى يعرف كيف يفكر الجميع لأنه فاحص القلوب والكلى (يوحنا ٢: ٢٥).24 لكن يسوع لم ياتمنهم على نفسه، لانه كان يعرف الجميع. " وما قاله يجاوب على تساؤلاتهم العلنية، والقلبية. 2) " فَقَالَ لَهُمْ: أَهَذَا يُعْثِرُكُمْ؟" قصد بذلك على الخصوص ما قاله في (يو 6: 41) 41 فكان اليهود يتذمرون عليه لانه قال:«انا هو الخبز الذي نزل من السماء». وهو أنه «نزل من السماء» لأنه يخالف ما ظنوه من أنه ابن يوسف نجار الناصرة، وما قاله من «أكل جسده وشرب دمه» (يو 6: 52) 52 فخاصم اليهود بعضهم بعضا قائلين:«كيف يقدر هذا ان يعطينا جسده لناكل؟» لأن ما قاله كان خلاف ما توقعوا من المسيح المنتظر. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 " فعلم يسوع فى نفسه أن تلاميذه يتذمرون " هلم باللاهوت لأنه كلمة الله (يو2: 25) ولا يعلم الفكر إلا الله ، والتىميذ الذين تذمروا كما قلنا غير المؤمنين الحقيقيين وقوله "أهذا يعثركم" يشير به أولا إلى أنه "نزل من السماء" فإن هذا على خلاف ما ظنوه من أنه إبن يوسف النجار ومن الناصرة وثانيا : من " أكل جسده وشرب دمه" فهذا غير موافق لميولهم وأفكارهم الجسدية وكان عليهم أن يطلبوا من الله أن ينير أذهانهم ليدركوا كلامه لا أن يستسلموا للشكوك
|
تفسير إنجيل يوحنا (يوحنا 6: 62) 62 فان رايتم ابن الانسان صاعدا الى حيث كان اولا!
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 1) " فَإِنْ رَأَيْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ صَاعِداً "† " .. جملة شرطية من الصنف الأول ولكنها غير مكتملة ، تعنى سيروا ولكن النتيجة غير معلومة لأنهم إنتظروا كثيرا ليفهموا كما ينبغى (فى 2: 10- 11) هذه تعتبر نبوءة عن ما سيحدث فى المستقبل وهذه هى المرة الأولى التى يصرح فيها الرب يسوع بصعوده لأن جميع الأناجيل لم تذكر صعود المسيح إلا بعد قيامته (يو 20: 17) 16 قال لها يسوع:«يا مريم» فالتفتت تلك وقالت له: «ربوني!» الذي تفسيره: يا معلم. 17 قال لها يسوع:«لا تلمسيني لاني لم اصعد بعد الى ابي. ولكن اذهبي الى اخوتي وقولي لهم:اني اصعد الى ابي وابيكم والهي والهكم». 18 فجاءت مريم المجدلية واخبرت التلاميذ انها رات الرب، وانه قال لها هذا. " ومما يذكر أن إنجيل يوحنا آخر الأناجيل الموحى بها فقد أغفل حوادث مثل الصعود وذكر حوادث أخرى كتبت فى الثلاثة أناجيل السابقة مثل عرس قانا الجليل أشار بذلك إلى ما تم فعلاً (مرقس 16: 19) 19 ثم ان الرب بعدما كلمهم ارتفع الى السماء وجلس عن يمين الله. (لوقا ٢٤: ٥١) 51 وفيما هو يباركهم انفرد عنهم واصعد الى السماء. (أعمال ١: ٩).9 ولما قال هذا ارتفع وهم ينظرون. واخذته سحابة عن اعينهم. " 2) " حَيْثُ كَانَ أَوَّلاً " † " صاعدا الى حيث كان اولا! " .. كان يسوع يشير بكلامة لتلاميذة إلى أحداث غير عادية مثل صعوده ستحدث فى المستقبل فكانت تعتبر غير مفهومة لهم مثل كلمة نزل من السماء والاهوت والأقانيم ، ووصف أزلية الأبن مع الآب فى السماء (يو 17: 5 و 24) صرح يسوع بذلك بوجوده قبل تجسده أي بأزليته. وجواب الشرط هنا محذوف تقديره «فهل تعثرون أيضاً؟». وظن بعضهم أن معنى هذه الجملة: إن رأيتموني صاعداً إلى السماء، كما سيراني بعضكم، فهل يقنعكم ذلك بصحة دعواي وترجعون عن تذمركم؟. وقد كرر المسيح القول عن صعوده إنه نزل من السماء والذى نزل من السماء سيصعد حتما (يو 3: 13)13 وليس احد صعد الى السماء الا الذي نزل من السماء، ابن الانسان الذي هو في السماء. (بو 7: 33) 33 فقال لهم يسوع:«انا معكم زمانا يسيرا بعد، ثم امضي الى الذي ارسلني. (يو 13: 1) 1 اما يسوع قبل عيد الفصح، وهو عالم ان ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم الى الاب، اذ كان قد احب خاصته الذين في العالم، احبهم الى المنتهى (يو 14: 2) 2 في بيت ابي منازل كثيرة، والا فاني كنت قد قلت لكم. انا امضي لاعد لكم مكانا، (يو 14: 28) 28 سمعتم اني قلت لكم: انا اذهب ثم اتي اليكم. لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون لاني قلت امضي الى الاب، لان ابي اعظم مني. (يو 16: 5و 7)5 «واما الان فانا ماض الى الذي ارسلني، وليس احد منكم يسالني: اين تمضي؟ 6 لكن لاني قلت لكم هذا قد ملا الحزن قلوبكم. 7 لكني اقول لكم الحق: انه خير لكم ان انطلق، لانه ان لم انطلق لا ياتيكم المعزي، ولكن ان ذهبت ارسله اليكم. (يو 16: 10) 10 واما على بر فلاني ذاهب الى ابي ولا ترونني ايضا. (يو 16: 28) 28 خرجت من عند الاب، وقد اتيت الى العالم، وايضا اترك العالم واذهب الى الاب». (يو 17: 11) 11 ولست انا بعد في العالم، واما هؤلاء فهم في العالم، وانا اتي اليك. ايها الاب القدوس، احفظهم في اسمك الذين اعطيتني، ليكونوا واحدا كما نحن. (يو 17: 13 ) 13 اما الان فاني اتي اليك. واتكلم بهذا في العالم ليكون لهم فرحي كاملا فيهم. أما معنى الصعود لاهوتيا هو ان النزول أى التجسد رسالة مؤقتة (زمانا قليلا ) إنتهى تماما بالصليب والصعود تكميل لللنزول أما الإقامة الدائمة فهى فى السماء (يو 3: 13)13 وليس احد صعد الى السماء الا الذي نزل من السماء، ابن الانسان الذي هو في السماء. والنزول تحقيق فعلى وعملى مبدع من جهة الرب فى مشاركة الإنسان "حل بيننا" (يو 1: 14) (مت 1: 23) 23 «هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل» (الذي تفسيره: الله معنا). وفتح أبواب السماء (أفسس ٤: ٨) 8 لذلك يقول:«اذ صعد الى العلاء سبى سبيا واعطى الناس عطايا». أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أى هل إن رأيتمونى صاعدا إلى السماء فهل يقنعكم ذلك بصحة قولى أننى قادر أن أعطيكم جسدى لتأكلوه ودمى لتشربوه فهل تشكون أيضا ، أنه لا يحق لكم أن تشكوا لأنه يمكنكم أن تعرفوا من صعودى إلى السماء بقوتى إنى نزلت من السماء وأننى قادر أن أعطيكم جسدى مأكلاً وبه أقيم الموتى ، فصعودى برهان على ألوخيتى ةقدرتى على كل شئ ، أنتم تذمرتم من كلاكى بقولكم " كيف يقدر هذا أن يعطينا جسده لنأكل" وأنا أقول لكم أنى أعطى جسدى الحاضر لأناس حاضرين فماذا تقولون إذا رأيتوتى صعدت إلى السماء فكم يقل إيمانكم إذ تروننى أنا فى السماء وأنتم على الأرض ولا يزال من الواجب الضرورى أن تأكلوا جسدى وتشربوا دمى فإن عثرتم الآن وأنا حاضر بينكم ، فكم يكون عثرتكم عندما تجدوننى بالسماء على يمين العظمة ، فالمسيح لم يفسر لهم ما ظنوا أنه صعب عليهم فى فهم كلامه ولكنه زاده صعوبه
|
تفسير إنجيل يوحنا (يوحنا 6: 63) 63 الروح هو الذي يحيي. اما الجسد فلا يفيد شيئا. الكلام الذي اكلمكم به هو روح وحياة،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 1) " اَلرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي"† تعامل الإله مع الشعب اليهودى فى عهدين الأول إهتم بهم كشعب وأمه فإهتم برعايتهم جسديا بشريعة (الناموس) تهتم بحياتهم (رو 3: 20) "لانه باعمال الناموس كل ذي جسد لا يتبرر امامه. لان بالناموس معرفة الخطية. " حتى يأتى منهم مشتهى الأجيال ثم إهتم بهم روحيا بشريعة الكمال فقد أتى إلى خاصته ولكنهم لم يقبلوه .. 1. الروح يعطى ماء الحياة (يو 7: 38- 39) يسوع هو الماء الحى (يو 4: 10- 14) .. 2. الروح القدس هو روح الحق (يو 14: 17 & 15: 26 & 16: 13) ويسوع هو الحق (يو 14: 6) .. 3. الروح المعزى (يو 14 : 16 و 26 & 15: 26 & 16: 7) ويسوع هو المعزى (1 يو 2: 1) قصد المسيح فى هذه ألاية أن يعلم الجموع وخاصة تلاميذة ربما السبعين الذين منهم كان القديسان مرقس ولوقا حتى يأخذوا كلامه بالمعنى الروحي لأنهم تذمروا لنهم فهموا معنى كلام المسيح السابق بالمعنى الجسدى المادى هذه الاية شرح فيها المسيح ما قاله في (يو 6: 51 - 53) وهم لم يفهموه. ومعناه أن جسدي إذا أكلته أجسادكم لا ينفعكم شيئاً، ولكن النافع هو روحي القدوس في قلوبكم، فهذا هو الذي يحييكم. فيجب أن تدركوا المعنى الروحي لكلامي وتقبلوه في أرواحكم بالإيمان وبإرشاد الروح القدس. 2) " أَمَّا الجَسَدُ فلا يُفِيدُ شَيْئاً " أي لا يسد احتياجات الإنسان الحقيقية العظمى. وهذا القول يصدق على مادة المن ومادة جسد المسيح. فالمن لم يخلِّص أجسادهم من الموت ولم يفد نفوسهم شيئاً. فلو استطاعوا أكل جسد المسيح حرفياً لا ينفع نفوسهم، لأن ما يناله جسد الإنسان لا يؤثر في نفسه. ويشير هذا الكلام أيضاً أن كل ما يتعلق بناسوت المسيح (بقطع النظر عن لاهوته) لا ينفعنا إذا اتكلنا عليه للخلاص، كمجرد نظر وجهه وسماع صوته ولمس هدب ثوبه. لذلك قال الرسول «وَإِنْ كُنَّا قَدْ عَرَفْنَا المَسِيحَ حَسَبَ الجَسَدِ، لَكِنِ الآنَ لا نَعْرِفُهُ بَعْدُ» (٢كورنثوس ٥: ١٦). وفى عقيدتنا الأرثوذكسية الخبز هوبالإيمان بالصلاة والبركة إلى جسد المسيح حقيقة، والخمر إلى دم المسيح هكذا فعل المسيح فى ليلة العشاء الأخير وهكذا نمارس هذا الأسر فنحن نحيى الروح التى ماتت بالخطية بتناول من ذبيحة الخبز والخمر غفرانا للخطايا لأنه مهما قيل فإنه لا تحدث مغفرة بدون سفك دم 3) " اَلكلامُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ " أما عن كلام الذبيحة الذى هو المسيح فهو روح وحياة لأنه الوحيد الذى يستطيع أن يغفر الخطايا بعد تجسده لأنه هو نفسه ذبيحة وكلام المسيح فيه قوة الحياة لأن به شفى أمراضنا واقام و وسيقيم موتانا فى اليوم الأخير وبه طرد الأرواح الشريرة التى لبست الناس وبكلمته أسكت الرياح وسار على الماء واشبع الجياع ... ألخ كلام المسيح الذى به غفر للناس خطاياهم وهو فى الجسد قبل السلب ولكن بعد القيامة وقبول معمودية الروح القدس يكون ككلامه عن الخبز والجسد هو ذبيحة لغفران الخطايا والعيش فى الحياة مع المسيح لأنه إمتزج جسده مع أجسادما ودمه مع دمائنا هذا هو كلام (روخ المسيح) وهذة هى حياة المسيح (نعيشها بتنفيذ كلامه ووصاياه).هذا هو كلام الحى حتى يسكب الروح القدس عليكم نعمته وتقبلوه بأرواحكم وضمائركم. فإذا أخذتموه كذلك كان واسطة للحصول على الحياة الروحية الأبدية. وغاية المسيح بذلك تحويل أفكار الناس من الجسديات العالميات الوقتيات إلى الروحيات السماويات الأبديات، والعدول عن اتخاذهم كلامه حرفياً، وحملهم على التامل والتفتيش عن المعنى الروحي. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 قال القديس كيرلس واغسطبنوس وغيرهما أن معنى الآية كأنه يقول أن جسده وحده لا يفيد لحفظ من يأكلخ للحياة الأبدية فإن جسده بتجرده عن الروح لا يمنح الحياة والقيامة بل الروح أى بلاهوته المتحد بالجسد يحيى النفس والجسد ، وبهذا المعنى يقال أن العين لا تنظر والأذن لا تسمع بل الروح أى النفس هى التى تنظر بالعين وتسمع بالأذن / وقال يوحنا فم الذهب : أراد المسيح بالجسد الفهم الجسدى فكأنه يقول أن فهمكم الجسدى الذى به تظنون أنكم تقطعون جسدى وتأكلونه كلحم الضأن لا يفيد شيئا فى الحياة الأبدية بل الروح أى الفهم الروحى الذى تفهمون به انكم تأكلون جسدى متحدا بلاهوتى فى صوره الخبز والخمر هو الذى يحى النفس والجسد ولذا قال :" الكلام الذى أكلمكم به هو روح وحياة" فهو روح بمعنى أنه يجب فهمه بطريقة روحية وسرية ، وهو حياة بمعنى أنه يمنح الحياة للذين يتناولونه وكثيرا ما ورد الروح والجسد بمعنى الروحى والجسدى فمن ذلك قول الرسول (فى 2) ( 2كو 3: 6) وهو الذى جعلنا لأن نكون خدام العهد الجديد لا الحرف بل الروح ، لأن "الحرف يقتل ولكن الروح يحي " وقول المسيح " إن لحما ودما لم يعلن لك ولكن الذى فى السموات " (مت 16: 17) وقوله ايضا (يو 3: 6) "من الروح هو روح" والتفسير الثانى الذى ليوحنا فم الذهب : أظهر وأقرب للفهم الأول - والخلاصة كأنه يقول ان أكل جسدى هذا وشرب دمى لا يكون بنوع لحمى كما تظمزم بل بنوع روحى فى صوره خبز وخمر وأكله بهذه الطريقة لا يسبب ضررا أو كرها
|
تفسير إنجيل يوحنا (يو 6 : 64) «وَلَكِنْ مِنْكُمْ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ. لأنَّ يَسُوعَ مِنَ البَدْءِ عَلِمَ مَنْ هُمُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي يُسَلِّمُهُ». ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وَلَكِنْ مِنْكُمْ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ " ولأن المسيح يعرف ما فى الأفكار والقلوب وعاموس النبي يقول " أخبر الإنسان ما هو فكره... يهوه إله الجنود اسمه" (عا4: 13). ويعلم من معه ومن عليه ومن له ومن الذى ليس له وداود النبي يقول في المزمور " فإن فاحص القلوب والكلي هو الله البار" (مز7: 9). ويقول أيضًا عنه " لأنه هو يعرف خفيات القلوب" (مز44: 21). فلم يكن يحابب أحدا ولا يسترضى أحدا فكانت كلمته تدخل إلى مفارق النفس والروح وتميز أفكار القلب ونياته (عب 4: 12) 12 لان كلمة الله حية وفعالة وامضى من كل سيف ذي حدين، وخارقة الى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ، ومميزة افكار القلب ونياته. " ولم يدرك التلاميذ المعنى الصحيح لكلام المسيح وقادهم عدم الفهم إلى تذمرهم عليه ووصفهم كلامه بالصعوبة، لأن الناس استفادوا من المسيح على قدر إيمانهم به فهو كقوله «بِحَسَبِ إِيمَانِكُمَا لِيَكُنْ لَكُمَا» (متّى ٩: ٢٩) وقول الرسول «الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لا يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللَّهِ» ( ١كورنثوس ٢: ١٤). ولو آمن أولئك التلاميذ بأن يسوع هو المسيح لطلبوا منه زيادة إيضاح كلامه كما كلبوا منه سابقا فى فهم بعض الأمثال ، ولم يعثروا بما وجدوا إدراكه صعباً. 2) " لأنَّ يَسُوعَ مِنَ البَدْءِ عَلِمَ مَنْ هُمُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ"(يو 6: 36) 36 ولكني قلت لكم: انكم قد رايتموني، ولستم تؤمنون. (يوحنا ٢: ٢٤، ٢٥) 24 لكن يسوع لم ياتمنهم على نفسه، لانه كان يعرف الجميع. 25 ولانه لم يكن محتاجا ان يشهد احد عن الانسان، لانه علم ما كان في الانسان. وهناك أمثلة تؤكد أن المسيح كان يقرأ الأفكار ويعرف النيات يقول الكتاب عن التلاميذ أنهم " فكروا في أنفسهم قائلين: إننا لم نأخذ خبزًا. فعلم يسوع وقال لهم " لماذا تفكرون في قلوبكم يا قليلي الإيمان أنكم لم تأخذوا خبزًا" (يو16: 7، (مر11: 16، 17) (متى16: ولما قال الرب للمفلوج " مغفورة لك خطاياك " يقول الكتاب عن الكتبة أنهم " قالوا في أنفسهم هذا يجدف، فعلم يسوع أفكارهم. فقال لهم " لماذا تفكرون بالشر في قلوبكم. أيهما أيسر..." (مر2: 6 ، (متى9: 3، 4)، (لو5: 21، 22). وبعد شفاء المجنون الأعمى والأخرس، يقول الكتاب " وأما الفريسيون فلما سمعوا قالوا: هذا لا يخرج الشياطين إلا ببعلزبول رئيس الشياطين. فعلم يسوع أفكارهم " وقال لهم: كل مملكه تنقسم على ذاتها تخرب" (متى12: 24، 25)، (لو11: 17). وفي حادثة شفاء ذي اليد اليابسة، يقول الكتاب " وكان الكتبة والفريسيون يراقبونه هل يشفي في السبت لكي يجدوا عليه شكاية، أما هو فعلم أفكارهم... ثم قال لهم... هل يحل في السبت فعل الخير أم فعل الشر" (لو6: 7 9). فعندما حروب التلاميذ بالعظمة، يقول الكتاب " وداخلهم فكر من عسى أن يكون أعظم فيهم. فعلم يسوع فكر قلبهم، وأخذ ولدًا وأقامه" (لو9: 46، 47). وفي حادثة المرأة الخاطئة التي بللت قدامي المسيح بدموعها، أجاب له المجد على أفكار الفريسى. وفي ذلك يقول الكتاب " فلما رأي الفريسي الذي دعاه ذلك، تكلم في نفسه قائلًا: لو كان هذا نبيًا لعلم من هذه المرأة التي تلمسه وما حالها، إنها لخاطئة. فأجاب يسوع وقال له..." (لو7: 39، 40). وفي معرفته بالخفيات، تضرب مثلًا بما قاله لبطرس عن السناره والاستار (متى17: 27). ومعرفته بشك توما وحديثه مع باقي الرسل (يو20: 27). ومعرفته بموت لعازر (يو11: 11). ومعرفته بما حدث لنثنائيل تحت التينة (يو1: 47 50). ومعرفته بماضي السامرية (يو4: 18) وقصد بقوله «من البدء» بدء خدمته وإتيان التلاميذ إليه (يوحنا 15: 26 - 27) 26 «ومتى جاء المعزي الذي سارسله انا اليكم من الاب، روح الحق، الذي من عند الاب ينبثق، فهو يشهد لي. 27 وتشهدون انتم ايضا لانكم معي من الابتداء. (يو ١٦: ٤).4 لكني قد كلمتكم بهذا حتى اذا جاءت الساعة تذكرون اني انا قلته لكم. ولم اقل لكم من البداية لاني كنت معكم. 3) " وَمَنْ هُوَ الَّذِي يُسَلِّمُهُ" وَمَنْ هُوَ الَّذِي يُسَلِّمُهُ لم يكن المسيح مخدوعاً بيهوذا الإسخريوطي، (يو ١٣: ١١) 11 لانه عرف مسلمه، لذلك قال: «لستم كلكم طاهرين». وإن أراد بحكمته التي لا تُحد أن ينتخبه تلميذا بل أعطاه سلطانا مثل بقية تلاميذة لشفاء المراض وغخراج الشياطين . وسبق معرفة المسيح بخيانة أحد رسله كانت جزءاً من آلام المسيح التي احتملها على الأرض، وأظهر الصبر العظيم باحتماله من عرف خداعه وظل يعلّمه ويحذّره. وفي ذلك مثال لكل رجال الدين الآن أن لا يمتنعوا من تعليم الناس وتبشيرهم وإن علموا أن بعضهم من المرائين.
|
تفسير إنجيل يوحنا (يوحنا 6: 66) 66 من هذا الوقت رجع كثيرون من تلاميذه الى الوراء، ولم يعودوا يمشون معه.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 1) " مِنْ هَذَا الوَقْتِ " أي من وقت قول المسيح هذا الخطاب أو العظة الروحانية الذي أظهر فيه المسيح روحانية تعليمه حول الخبز الحى وأكل جسده وشرب دمه وصعوده للسموات . فهذا الإظهار وزن إيمانهم فوُجد ناقصاً.. وعامل المسيح تلاميذه بأنه أحب الأمة اليهودية خاصته إلى المنتهى (يو 13: 1) الرب ظهر فى اليهئة كإنسان محب للبشر كان الحق يكلمهم من مصدره وليس كنبى يوحى إليه كان يدعوهم إلى شركته فى ألاب أن يكونوا واحدا معه فى مسيرة الحياة الأبدية كان يعرض عليهم سر أكله وشربه بالروح لإتحاد أبدى .. هو الحق يكشف لهم السرار الإلهية ليكونوا معه كان يقودهم فى الطريق إلى الملكوت كان يدعوهم من مستواهم متخذا هذا المستوى ليرفعهم لمستواه ويأخذهم معه للملكوت (فى 2: 7) ويدعوهم ليكونوا شركاء معه فى مجد لاهوته (يو 17: 22) قام عن العشاء وخلع ثيابه (ثياب الكرامة ثياب المعلم) وأخذ منشفة وإتزر بها (على وسطه كعبد) ثم (صب (بيده) ماء فى مغسل (إناء كبير) وإبتدأ يغسل أرجل تلاميذة ويمسحها (أيضا) بالمنششفة التى كان متزرا بها .. فلماا كان قد غسل أرجلهم .. قال لهم : أنتم تدعوننى معلما وسيدا وحسنا تقولون لأنى أنا كذلك فإن كنت وأنا السيد والمعلم قد عسلت أرجلكم فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض " (يو 13: 4و 5و 12 و13 و14) واستولى تذمرهم على قلوبهم فلما واجههوا المسيح بحقيقة ما فى داخلهم لم يستطيعوا أن يستمروا فى مسيرتهم الكاذبة مع الرب فكشفوا عن نيتهم بأن تركوه علينا ولم يعودوا يسيرون معه بل رجعوا للوراء وساروا فى طريقهم ولكن لفترة أما الذين يتركوا طريق الرب فيسلموا أنفسهم للشيطان يفعل بهم كما يريد فيهينوا أنفسهم لأنهم أسلموا أنفسهم عبيدا لمن يذلهم (رو 1: 28) 28 وكما لم يستحسنوا ان يبقوا الله في معرفتهم، اسلمهم الله الى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق" ولكن ما هى ألسباب التى تدعو الإنسان أن يتراجع من وراء المسيح أو إنكاره ؟ قد يكون بسبب الكرامة أو العادات أو التقاليد أو قد تكون لأسبا ب مالية أو أرباحا من الحرام او الممنوعات ، وآخرون بسبب الشهوة ومحبة العالم هذه الدوافع تكون مخفبة فى القلب بظهر عند إختيار الإنسان بين طريقين الخثر والشر المسيح أو العالم .. ألخ 2) " رَجَعَ كَثِيرُونَ مِنْ تلامِيذِهِ إِلَى الوَرَاءِ،" رَجَعَ كَثِيرُونَ مِنْ تلامِيذِهِ الذين تبعوه كانوا تلاميذ كثيرين. ومن جملة الذين تركوه بعض التلاميذ (يو 6: 60) فإنهم تيقنوا أنه ليس هو المسيح الذي أرادوه قائدا محاربا وخطيبا مهيج للشعور الوطنى وهو الآن يتكلم بكلام لا يصدقة العقل ، وهو تحقق أنهم ليسوا التلاميذ الذين أرادهم. 3) " وَلَمْ يَعُودُوا يَمْشُونَ مَعَهُ " أي لم يرافقوه ليسمعوا تعاليمه. انفصلوا عنه أولاً في الباطن ثم تركوه في الظاهر فقد كان المسيح يسير ومعه 12 تلميذا وبعض الرسل الذين كانوا يرفقونه ويستمعون إليه وينفذون أوامره تركوه ورجعوا إلى منازلهم، (يو 16: 32) هوذا تأتي ساعة، وقد أتت الآن، تتفرقون فيها كل واحد إلى خاصته، وتتركونني وحدي. وأنا لست وحدي لأن الآب معي. " لأنهم يئسوا من توقع الخيرات الجسدية منه، ونفروا من تعليمه الروحي لم يتوانى الرب أن يجعل كلامه مقبولاً عند سامعيه فلا عجب أن عجز المبشرون اليوم أن يرضوا الناس وهم ينادون بالإنجيل. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 أى أنه من وقت عظة المسيح الذى أكد لهم فيه المسيح أن جسده مأكل حق ودمه مشرب حق " رجع كثيرين من تلاميذه " ومن هذا القول يظهر أن الذين تبعوه تلاميذ كانوا كثيريين وكانوا يمكثون عنده أكثر من باقى الجمع وكان يلذ لهم تعليمه العذب وتكثيره الخبز وكانوا يأملون أن يصنع عجائب أخرى كهذه لما راوه يقول" إن لم ـاكلوا جسد إبن الإنسان" توهموا ا،ه سيعطيهم لحمه ليأكلوا وظنوا أنه جن أو أنهى يريد أن يقوم بثورة ضد الرومان فرجعوا من وراءه ولم يعودوا يرافقونه ليسمعوا كلامه وتعاليمه فإنفصلوا عنه أولا فى الفكر ثم تركوه فى الظاهر ورجعوا إلى منازلهم لأن صعوبة كلامه جعلهم ييأسوا عنه أولا فى الباطن ثم تركوه فى الظاهر ورجعوا إلى منازلهم لأنهم يأسوا من توقعهم الحصول على الخيرات الجسدية
|
تفسير إنجيل يوحنا (يوحنا 6: 67) 67 فقال يسوع للاثني عشر:«العلكم انتم ايضا تريدون ان تمضوا؟»
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 1) " فَقَالَ يَسُوعُ لِلاثْنَيْ عَشَرَ:" † " للاثني عشر " .. هذه المرة الأولى التى تذكر فيها بشارة يوحنا على أن تلاميذ يسوع أثنى عشر (يو 6: 70 و 71 ) (يو 20 : 24) 24 اما توما، احد الاثني عشر، الذي يقال له التوام، فلم يكن معهم حين جاء يسوع. " للاثْنَيْ عَشَرَ هذا أول ذكر لهم في هذه البشارة. ولم يذكر البشير انتخاب المسيح إياهم، واقتصر على ذكر خمسة منهم إليه. وإنجيل يوحنا هنا يثبت ما قيل في حول أسماء التلاميذ الأثنى عشر (مرقس ٣: ١٣ - ١٩) 13 ثم صعد الى الجبل ودعا الذين ارادهم فذهبوا اليه. 14 واقام اثني عشر ليكونوا معه وليرسلهم ليكرزوا 15 ويكون لهم سلطان على شفاء الامراض واخراج الشياطين. 16 وجعل لسمعان اسم بطرس. 17 ويعقوب بن زبدي ويوحنا اخا يعقوب وجعل لهما اسم بوانرجس (اي ابني الرعد). 18 واندراوس وفيلبس وبرثولماوس ومتى وتوما ويعقوب بن حلفى وتداوس وسمعان القانوي 19 ويهوذا الاسخريوطي الذي اسلمه. ثم اتوا الى بيت. " وأورد إنجيل لوقا أسماء التلانيذ الأثنى عشر أيضا (لوقا ٦: ١٢ - ١٦).12 وفي تلك الايام خرج الى الجبل ليصلي. وقضى الليل كله في الصلاة لله. 13 ولما كان النهار دعا تلاميذه واختار منهم اثني عشر الذين سماهم ايضا «رسلا»: 14 سمعان الذي سماه ايضا بطرس واندراوس اخاه. يعقوب ويوحنا. فيلبس وبرثولماوس. 15 متى وتوما. يعقوب بن حلفى وسمعان الذي يدعى الغيور. 16 يهوذا بن يعقوب ويهوذا الاسخريوطي الذي صار مسلما ايضا. " 2) " أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضاً تُرِيدُونَ أَنْ تَمْضُوا؟" أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضاً الخ لم يسألهم ذلك ليعرف قصدهم «لأن يسوع من البدء علم من هم الذين لا يؤمنون» (راجع 6: 64) لكن ليمتحن إيمانهم، وليحملهم على الإقرار بأمانتهم له كما إمتحن فيلبس (يوحنا ٦: ٦) 5 فرفع يسوع عينيه ونظر ان جمعا كثيرا مقبل اليه، فقال لفيلبس:«من اين نبتاع خبزا لياكل هؤلاء؟» 6 وانما قال هذا ليمتحنه، لانه هو علم ما هو مزمع ان يفعل. " ليكمل تعليمهم بإختبار إيمانهم وأظهر المسيح بما قال أسفه وألمه لأن بعض تلاميذه تركوه، ولرغبته في أن يسمع من أصدقائه الأمناء إقرارهم بإخلاصهم حتى النهاية ، وأمله وثقته بهم أن يثبتوا. وحزنه كغيره من الناس لما تركه أصحابه. وتعزيته كذلك لما تحقق أمانتهم ومحبتهم (لأنه إنسان كما أنه إله) وإرادته أن لا يتبعه أحد كرهاً، وتركه لكل إنسان أن يختار بقاءه معه أو تركه إياه. ولا يزال المسيح يعرض على كل إنسان قوله «ألعلك أنت أيضاً تريد أن تمضي؟». ولا يزال ارتداد البعض عن المسيح تجربة عظيمة على الباقين. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 لما مضى أولئك التلاميذ بقى الرسل الأثنا عند المسيح وبينهم يهوذا فإنه لم يمض لخجله من الذهاب دون الرسل ورغبته فى إعاله المسيح وفى السرقة لأنه كان عنده الصندوق ، ولم يسألهم المسيح بقوله "ألعلكم أنتم أيضا تريدون أن تمضوا " ليعرف قصدهم "لأن يسوع من البدء علم من هم الذين لا يؤمنون" لكن ليمتحن إيمانهم وليسمع الإقرار بإيمانهم ، وقال يوحنا فم الذهب سألهم ليبين عدم حاجته لهم وأن يحفزهم بواسطة هذا الإقرار إلى العودة إليه لأن شأن الطبع البشرى أنه يتبع ما ينهى عنه وينتهى عما أنكر عليه وبهذا السؤال وجدت المحبة طريقها بينهم إليه ، وقيل ان المسيح أراد بهذا السؤال أن يظهر اسفه وألمه من ترك بعض تلاميذه إياه ورغبته فى أن يسمع من أصدقاءه الأمناء إقرارهم بإخلاص مودتهم وأمله وثقته فى أن يثبتوا فى إيمانهم ، وإرادتهأن لا يتبع أحد ضد رغبته وبالإجبار وترك لكل إنسان الحرية أن يختار بقاءه معه أو تركه إياه
|
تفسير إنجيل يوحنا (يوحنا 6: 68) 68 فاجابه سمعان بطرس:«يارب، الى من نذهب؟ كلام الحياة الابدية عندك، . ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 1) " فَأَجَابَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ:" تميزت شخصية القديس بطرس عن باقى التلاميذ بالإندفاع فى الكلام بدون تفكير فأحيانا كان يصيب وأخياا أخرى كان يخيب كما كان من صفاته محبته القوية للمسيح أ† " فاجابه سمعان بطرس " .. بطرس كان أكبر التلاميذ سنا وكان مندفع سريع الرد كما كان من ضمن الحلقة الضيقة حول يسوع ةكان ملازما دائما ليسوع حضر المعجزات الهامة كما كان محبا وعرض نفسه للخطر عندما تبع يسوع فى دار قيافا رئيس الكهنة وكان بطرس هو الناطق بإسم الأثنى عشر (مت 16: 16) ولكن لهذا لا يعنى انهم إعتبروه قائدا لهم (مر 9: 34) (لو 9: 46 & 22: 24) وكان من عادته أن يسبق الآخرين وينوب عنهم بإظهار مشاعره، وكان أكبر سناً منهم، فناب عنهم وكان المسيح يختارة من الحلقة المقربة منه هو ويعقوب ويوحنا فى أحداث هامة مثل مشاهدة تجلية على جبل طابور 2) " يَا رَبُّ، إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ "اجاب بطرس بالنيابة عن الجميع بسرعة وحرارة كما فعل في ( متّى ١٦: ١٦) 16 فاجاب سمعان بطرس: «انت هو المسيح ابن الله الحي». إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ أي لا نذهب عنك أبداً. قد تركنا كل شيء في سبيل اتباعك ولم نندم، (مت 19: 27) (لو 18: 28) فقال بطرس: «ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك» ولا نعرف معلماً مثلك، ولا نود غيرك فقد وجدنا فيك كل ما نحتاج إليه. وتعليمك هو الذي يقودنا إلى الحياة الأبدية لا تعليم الكتبة والفريسيين والصدوقيين. فالذهاب عنك ذهاب إلى الظلمة والشقاء واليأس. وفي هذا القول إقرار بالمحبة والثقة والطاعة.وكانت كلمات بطرس فى هذه ألاية رد حاسم على جحود التلاميذ الذين رجعوا إلى الوراء ولم يعودوا يسيروا معهم ولا مع معلمهم وتكلم داود يصف العلاقة بين الإنسان والرب فقال (مز 44: 17 و 18) 17 هذا كله جاء علينا وما نسيناك ولا خنا في عهدك. 18 لم يرتد قلبنا الى وراء ولا مالت خطواتنا عن طريقك " 3) " كلامُ الحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ " من الملاحظ أن رد بطرس بهذه الآية مستمد من قول المسيح " الكلام الذى أكلمكم به هو روح وحيا’ " " من يسمع كلامى .. فله الحياة الأبدية" يمعنى أنه إذا كانت الحياة الأبدية عندك يارب .. فإلى من نذهب .. أى إفهموا أيها التلاميذ الذين رجعتم إلى الوراء وإفهموا أيها الجليليين الذين يطلبون نبيا مثل موسى ليعطيهم المن من السماء المسيح هو الطريق الوحيدة لنوال الحياة الأبدية هو الإصغاء إلى كلام المسيح، لأنه «الحق والحياة» يقدر أن يمنح الحياة للناس بتعليمه، وبفعل روحه القدوس ينير العقل بالعلم ويُحيي القلب بمحبته. وكلام المسيح شهادة بانه هو المسيح وليس آخر الذى يتبغى أن " يذهب إليه" أو بلغة المسيح " ياتى إلى" لا شك أن بطرس لم يفهم معنى كلام المسيح عن أكل جسده وشرب دمه تمام الفهم، ولم يدرك ذلك إلا بعد موت المسيح وقيامته وصعوده وحلول الروح القدس عليه وعلى سائر التلاميذ، لكنه أقر باعتقاده أن تلك الكلمات معلنات الحياة الأبدية، (أعمال ٥: ٢٠) 19 ولكن ملاك الرب في الليل فتح ابواب السجن واخرجهم وقال: 20 «اذهبوا قفوا وكلموا الشعب في الهيكل بجميع كلام هذه الحياة». وأنه يحب أن يسمعها ويهتدي بها .† " كلام الحياة الابدية عندك " .. كلام الحياة .. كلام يسوع روح وحياة ، بدون سماع كلام يسوع يموت الإنسان فى خطاياه ويصبح حزينا يشتهى الخرنوب أكل الخنازير .. هذا هو الكلام المحيى كلام الشبع الروحى كلام يسوع يقود للحياة الأبدية كلام يسوع كلام البشارة السارة وكلمة يؤمن التى وردت هنا أى يصدق كلام يسوع وبالتالى يؤمن بيسوع أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 قال يوحنا فم الذهب وغيره من آباء الكنيسة أن سمعان أجاب بالنيابة عن جميع الرسل ويتضح هذا من قوله "نذهب" بضمير الجمع وكان من عادته أن يسبق الاخرين وينوب عنهم بإظهار إحساسه وكان أكبر سنا من سائر التلاميذ فكان لذلك يتقدمهم وينوب عنهم وكأنه به يقول : إننا يارب قد تركنا كل شئ فى سبيل إتباعك ولم نندم ولم تعرف معلما مثلك ولا نود غيرك فإننا وجدنا فيك كل ما نحتاج إليه فالذهاب عنك ذهاب إلى الظلمة والشقاء واليأس ، فإلى من نذهب و: " كلام الحياة عندك" إذا كلامك يارب هو النبع العذب والمحيى لأنك تعدنا بالحياة إن أكلنا جسدك فالحياة الأبدية تعطيها أنت لمن تشاء فكيف نسأل عنها غيرك ، ربما أن بطرس لم يفهم كلام المسيح على أكل جسده وشرب دمه تمام الفهم ولم يدرك ذلك إلا بعد موت المسيح وقيامته وصعوده وحلول الروح القدس عليه وعلى سائر التلاميذ بكنه أقر اليوم أنه كلام حق وأنه يجب أن يسمع ويطاع
|
تفسير إنجيل يوحنا (يوحنا 6: 69) 69 ونحن قد امنا وعرفنا انك انت المسيح ابن الله الحي».
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 1) " وَنَحْنُ قَدْ آمَنَّا " ما زال بطرس يتكلم نيابة عن التلاميذ لأنه كان أكثرهم إندفاعا وحرارة وقد وضع الإيمان والمعرفة فى موضعهما الصحيح فالإيمان عموما هو تيق كلام الرب ببساطة قلب بدون محاورة العقل وَعَرَفْنَا هذا دليل واضح على أن بطرس كان نائباً عن سائر الرسل بإجابته المسيح. ومضمون تلك الإجابة أنهم تحققوا مما أبصروا وسمعوا أن يسوع هو المسيح، وأن إيمانهم به وطيد ومعرفتهم يقينية، فلا يبالون لو شكَّ البعض في المسيح وتركه، وأنهم ليسوا مثل ذلك البعض. ولم يكن هذا الموقف عارضا بل نسمعه بعد ذلك بسنين يشرح هذا المبدأ فى رسالته (2 بط 1: 5) 5 ولهذا عينه وانتم باذلون كل اجتهاد قدموا في ايمانكم فضيلة، وفي الفضيلة معرفة، "† " ونحن قد امنا وعرفنا " .. الفعلان بصيغة الزمن التام الخلاص المرتبط بالقيامة واليوم الأخير (يو 6: 40 و 53 و 54 و56 و 57) فى الزمن المضارع أى أنه إيمان مستمر فى الحياة وما بعدها علاقة حب لا تنتهى بين الإنسان ويسوع ، وفى هذه ألاية الخلاص أتى فى الزمن الماضى التام أى بمثابة أمر قد كمل وأصبح واقعا حاضرا 2) " أَنَّكَ أَنْتَ المَسِيحُ " الذي مسحه الله ملكاً ونبياً وكاهناً لشعبه وينبغة أن يكون الإيمان بما ورد عنه فى العهد القديم بانه كلمة الرب وليس بعقيدة اليهود أن المسيح سيأتى قائدا محاربا يحررهم من الإحتلال الرومانى 3) "ابْنُ اللَّهِ الحَيِّ " لقب آخر من ألقاب المسيح اعتاد اليهود أن يلقبوه به، وفيه دليل على لاهوته. أقر بطرس في هذا الكلام إقراراً حسناً عن نفسه وعن سائر الرسل بلاهوت يسوع بعد ترك التلاميذ للمسيح (متّى ١٦: ١٦) 16 فاجاب سمعان بطرس: «انت هو المسيح ابن الله الحي». (مرقس ٨: ٢٩) 29 فقال لهم: «وانتم من تقولون اني انا؟» فاجاب بطرس: «انت المسيح!» ولوقا ٩: ٢٠ 20 فقال لهم: «وانتم من تقولون اني انا؟» فاجاب بطرس: «مسيح الله». (يوحنا ١: ٤٩) 49 اجاب نثنائيل وقال له:«يا معلم، انت ابن الله! انت ملك اسرائيل!» وآمنت مرثا ببنوته الإلهية (يو ١١: ٢٧ 27 قالت له:«نعم يا سيد. انا قد امنت انك انت المسيح ابن الله، الاتي الى العالم». وشهادة بطرس هذه ل لم يقولها مجامله ولا من أجل رجاء كاذب أو مصلحة لأن بطرس كما يقول أهل الشرق فى أمثلتهم العامية : "اللى فى قلبه على لسانه" أى ينطق بما يخطر على باله بأحاسيسه وعاطفته وقلبه فالتلاميذ آمنوا به بأنه إبن الله الحى أو "قدوس الله" كما جاءت فى بعض المخطوطات (يو 10: 36) 36 فالذي قدسه الاب وارسله الى العالم، اتقولون له: انك تجدف، لاني قلت: اني ابن الله؟ " ودعاه الملاك بالقدوس وأنه إبن الرب (لو 1: 35) 35 فاجاب الملاك: «الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله. " ومن الملاخظ أن المسيح خاطب الآب بـ " ألاب القدوس" (يو 17: 11) 11 ولست انا بعد في العالم، واما هؤلاء فهم في العالم، وانا اتي اليك. ايها الاب القدوس، احفظهم في اسمك الذين اعطيتني، ليكونوا واحدا كما نحن. " وهنا يلقب بطرس المسيح بقدوس الله يضعه فى المساواة فى الكرامة والقداسة مع الآب من حيث الطبيعة الواحدة للآب للمسيح (القداسة ، وبكونه المسيح الموعود به. لكنه لم يفهم هو ولا غيره من الرسل أن يسوع لا بد أن يموت كفارة عن البشر وذبيحة «لله» (متّى ١٦: ٢٢، ٢٣).22 فاخذه بطرس اليه وابتدا ينتهره قائلا: «حاشاك يا رب! لا يكون لك هذا!» 23 فالتفت وقال لبطرس: «اذهب عني يا شيطان. انت معثرة لي لانك لا تهتم بما لله لكن بما للناس». † " انك انت المسيح ابن الله الحي " .. أضافت بعض المخطوطات هذه العبارة مثل B, D, L, W ومن المرجح أن نساخا متأخرين أضافوا هذه العبارة بناء على إعتراف مرثا فى يو 11: 27) وبطرس وهو تلميذ للمسيح قالها فى (بو 16: 16) † " قدوس الله " .. هو لقب مسيانى ورد فى العهد القديم (لو 1: 35) (أع 3: 14) كما أن الأرواح الشريرة شعرت بقوته وقدرته فقالت للمسيح أنت قدوس الله فى )مر 1: 24) (لو 4: 34) أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 قوله "نحن فد آمنا وعرفنا " دليل وضح أن بطرس تكلم بالنيابة عن باقى الرسل وسائر التلاميذ فى قوله "يارب إلى من نذهب " الذى مسحه الله ملكا وكاهنا ونبيا لشعبه وإيماننا بك وطيد ومعرفتنا بك يقينية فلا نبالى بأن البعض شك فيك وتركك فإننا لسنا مثل ذلك البعض فأنت " إبن الله الحى" فإنك وألاب واحد ومن رآك فقد رأى الآب لأنت تحيى من تشاء وأنت المسيح المنتظر لخلاص العالم .
|
تفسير إنجيل يوحنا (يوحنا 6: 70) 70 اجابهم يسوع:«اليس اني انا اخترتكم، الاثني عشر؟ وواحد منكم شيطان!»
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 1) " أَجَابَهُمْ يَسُوعُ:هذا جواب المسيح لقول بطرس في شأن جماعة الرسل كلها فكأنه قال «هل تقول إن الاثني عشر كلهم عرفوا وآمنوا أني المسيح؟» فإني أخبر بما لم تعرفوا، وهو أن ليس الأمر كذلك. 2) " أَلَيْسَ أَنِّي أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، الاثْنَيْ عَشَرَ؟" (لو ٦: ١٣) 13 ولما كان النهار دعا تلاميذه واختار منهم اثني عشر الذين سماهم ايضا «رسلا»: (يوحنا ١٣: ٢٧) 27 فبعد اللقمة دخله الشيطان. فقال له يسوع: «ما انت تعمله فاعمله باكثر سرعة» † " اليس اني انا اخترتكم، " .. تأكيد آخر على الإختيار الإلهى للتلاميذ (يو 6: 44 و 65) لاحظ سؤال يسوع فى الآية (يو 6: 67) ينبغى أن يتوافق الإختيار الإلهى وتحمل الإنسان لهذه المسؤولية فى القيادة كنموذج حى للمسيح فمسؤولية القيادة بالإختيار مع مواهب الروح القدس والتى يستخدم موهبة الإنسان ذاته هما وجهان لعلاقة العهد مع يسوع وحتى بعد رجوع كثيريين من اللاميذ إلى الووراء فلا يزال بين الأثنى غشر ذئبا يلبس جلد الخراف هو جاحد وخائن أيضا وبينما كان يمارس التلمذة مع التلاميذ كان يمارس وظيفة الجاسوس الذى يدبر عملية التسليم ، إنه أمر مؤلم وفظيع فلولا طبيعة قلب الرب وعطفه على التلاميذ بلا إستثناء لأفرز هذا الخائن منذ اللحظة الأولى فالتلاميذ كانوا متيقظين له وإكتشفوا سرقتة الدائمة للصندوق أولا بأول فكانوا متضايقيين ولكن لم يجرؤ أحد أن يفاتح المعلم "المسيح" بحقيقة هذا التلميذ الخائن ولا المسيح شاء أن يفضحه بالرغم من أنه كان يعلم منذ البدء من سيسلمه . وبعد أن أعلن بطرس إيمان التلاميذ علانية فى شجاعة بصوته الجهورى أراد الرب ان يوضح محدودية هذه الشهادة ، لأنها لم تكن تخص إلا أحد عشر فقط! فأراد الرب أن يصحح شهادة بطرس لا من حيث مضمونها ولكن من حيث من يحملها ويمثلها وحينما قال الرب ردا على إعتراف بطرس حول إختيار عدد الإثنى عشر فى مفرداته ولكن كان يصور إسرائيل الجديد فى عمق الكنيسة فالتصوير كامل من حيث مضمون العهد ، ولكن العهد لا يقوم على أفراد لذلك حينما سقط الخائن من بين العدد الـ 12 لم يفرق شيئا ، إذ إنتخب التلاميذ من يرجع العدد إلى أصله "فالأثنى عشرا لا يحوى عددا بل يحوى كنيسة حية تستطيع شفاء نفسها من الجروح لأنها لها رأس واحد هو الشافى والمجبر الكسور ولكن الألم كان يعتصر قلب المسيح وهو يشير إلى خائن وسط أحباؤه التلاميذ كان واضحا فى كلماته : " أليس أنى إخترتكم" وفى حزنه يظهر براءة قلب المعلم وإلى حبه الشامل الذى لا يتوقف عن عمله وقصده ذلك كله أمام خائن وهو يستمع ولم ينحاز الرب لعواطفه لأنه أتى ليتمم عملا وهذا الخائن يريد ألا يتممه ولكن الرب قصد من شره خيرا (مت 20: 15) 15 وقال (يهوذا لرؤساء الكهنة) : «ماذا تريدون ان تعطوني وانا اسلمه اليكم؟» فجعلوا له ثلاثين من الفضة. 16 ومن ذلك الوقت كان يطلب فرصة ليسلمه. أَلَيْسَ أَنِّي أَنَا اخْتَرْتُكُمْ أشار بذلك إلى انتخابه اثني عشر من تلاميذه رسلاً (لوقا ٦: ١٣) فهذا الاختيار غير الاختيار للخلاص كما في ١٣: ١٨. وفي هذا إشارة إلى فظاعة إثم مسلِّمه، وأن الذي يرتكب ذلك أحد الاثني عشر المنتخب رسولاً من جمهور التلاميذ حاصلاً على وسائط عظيمة لمعرفة الحق، ومرافقاً ليسوع كل يوم متعلماً من شفتيه، ملزوماً بوظيفته بالأمانة والصداقة. 3) " وَوَاحِدٌ مِنْكُمْ شَيْطَانٌ" أي يستحق أن يُلقَّب «بالشيطان» لأنه يظهر نية الشيطان ويعمل إرادته كأحد جنوده، ولأن صفاته كصفاته من البغض والطمع والخداع والرياء. وقال المسيح ذلك قبل أن يسلمه يهوذا بنحو سنة، وهذا دليل على أنه منذ الأول لم يكن تلميذاً أميناً. وما قيل في (يوحنا ١٣: ٢) أن الشيطان «أَلقَى فِي قَلبِ يَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ أَنْ يُسَلِّمَهُ» يشير إلى تمام قصده الشرير الذي كان كامناً في قلبه منذ زمان بإغراء الشيطان، وأن الشيطان حركه يومئذ. † " وواحد منكم شيطان! " .. هذه العبارة التى قالها يسوع هى عبارة مباغته وصادمة ، إنه لا يتكلم عن تابع أو مؤمن عادى إنه يتلكم على تلميذ قبل يسوع وآمن به وراآ معجزاته وسمع تعاليمه بل أن هذا التلميذ ذاته حصل على هذا السلطان من يسوع ذاته وفعل المعجزات وكان يبشر مثله مثل باقى التلاميذ أنه واحد من ألأثنى عضر وكان أكثرهم قربا ليسوع نظرا لأنه كانيحتفظ بالصندوق التى تأتى إليه التبرعات ويصرف منه على الخدمة وإحتباجاتها ويربط الكثيرون هذه الآية بـما ورد فى (يو 13: 2 أو 13: 27) لماذا إختار يسوع إطلاق كلمة شيطانا على التلميذ يهوذا؟ وما معنى كلمة شيطان فى هذا السياق ؟ الإجابة المنطقية للسؤال الأول يتعلق بالنبوة (يو 17: 12) (مز 41: 9) فى مواقف عديده ذكر يسوع أحداثا حدثت فى الماضى وأخرى فى المستقبل والأخيرة تدل على معرفته الغيب ويهوذا مثال الخيانة يسوع أى خيانة العهد وهى خطية لا غفران لها فقد رفض يسوع بعد أن سمعه ورأه وعاش معه سنتين بل وخدم تحت إشرافه أما ألإجابة على السؤال الثانى فيقصد منه (يو 13: 2 و72) وقد أستعملت الكلمة فى (أع 13: 10) (رؤ 20: 2 بدون أداة تعريف) ويعتقد البعض الآخر إستعمال الكلمة بصورة عامة غير محددة [بدون أداة تعريف أيضا مثلما ورد فى (1تى 3: 11) (2 تى 3: 3) (تى 2: 3) كان يهوذا مشتكيا كما كان الشيطان فى العهد القديم ، وتشير هذه الكلمة إلى الشخص النمام أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 أراد المسيح بهذا القول إصلاح كلام بطرس كأنه يقول أجبت يا بطرس بالنيابة عن سائر الرسل بأنهم جمبعا يؤمنون ولكن الأمر ليس كذلك فإنه يوجد "واحد منكم شيطان " أى يستحق أن يلقب "بالشيطان" لأنه يظهر نية الشيطان ويعمل إرادة الشيطان ولأن صفاته كصفات الشيطان لأنه متصف بالطمع والخداع والرياء والبغض فهو من أتباع الشيطان وهذا الكلام قاله المسيح قبل ان يسلمه يهوذا بنحو سنة وهذا دليل على أنه منذ البداية لم يكن تلميذا أمينا ، وغاية القول يسوع عن يهوذا هو إيقاظ ضميره وإرشادة إلى التوبة وحث كل التلاميذ على السهر الروحى ومنعهم من ظنهم أنه جهل ضمير يهوذا وخدع به عند خيانته .
|
تفسير إنجيل يوحنا (يوحنا 6: 71) 71 قال عن يهوذا سمعان الاسخريوطي، لان هذا كان مزمعا ان يسلمه، وهو واحد من الاثني عشر.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 1) " قَالَ عَنْ يَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ،" يَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ (متّى ١٠: ٤) أي ابن سمعان. ومعنى «الإسخريوطي» قروي أو رجل قرية. ويحتمل أن يهوذا وُلد في قريوث وهي قرية في نصيب سبط يهوذا (يشوع ١٥: ٢٥). وأضاف يوحنا يهوذا إلى سمعان في بشارته أربع مرات. ولسنا نعرف شيئاً من أمر سمعان، ولماذا أضاف يوحنا يهوذا إليه إلا أن يكون أراد التمييز بينه وبين يهوذا آخر ذُكر في يوحنا ١٤: ٢٢ وهو أخو يعقوب وسُمي أحياناً لبّاوس (متّى ١٠: ٣). 2) " لأنَّ هَذَا كَانَ مُزْمِعاً أَنْ يُسَلِّمَهُ،وَهُوَ وَاحِدٌ مِنَ الاثْنَيْ عَشَرَ" وسار يهوذا فى موكب القديسيين له صورة التقوى ولكنه ينكر قوتها وظن أنه يحمل الصندوق وأن المال أهم شئ فى العالم فكان يزيد خطاياه كلما سرق من الصندوق وحتى التلاميذ عرفوا ذلك الشئ الذى لا يصدق كيف يسير يهوذا مع المسيح حاملا الصندوق دليل خطيئته (يو 12: 6) 4 فقال واحد من تلاميذه، وهو يهوذا سمعان الاسخريوطي، المزمع ان يسلمه: 5 «لماذا لم يبع هذا الطيب بثلاثمئة دينار ويعط للفقراء؟» 6 قال هذا ليس لانه كان يبالي بالفقراء، بل لانه كان سارقا، وكان الصندوق عنده، وكان يحمل ما يلقى فيه. " لأنَّ هَذَا كَانَ مُزْمِعاً إلخ ذلك تم فعلاً (يوحنا ١٣: ٢). قال يوحنا كذلك بياناً لعلة تسمية المسيح يهوذا شيطاناً، وليظهر الفرق بين وظيفته وفعله.لأن بعد لقمة الفصح الأخير دخله الشيطان (يو 13: 27) 27 فبعد اللقمة دخله الشيطان. فقال له يسوع: «ما انت تعمله فاعمله باكثر سرعة». † " يهوذا سمعان الاسخريوطي " .. من المحتمل ان كلمة الأسخريوطى كلمة قادمة من بلدة "خريوط" أو "قريوط" (يش 15: 25) وإذا كان هذا ألأمر صحيحا يكون يهوذا هو التلميذ الوحيد المختار من خارج إقليم الجليل ويكون يهوذا من سبط يهوذا وهو نفس السبط الذى ينتمى إليه يسوع ، وقد يكون للأسم أصل يونانى يحمل معنى السكين الذى كان يستخدمه اليهود الغيارى فى الإغتيالات وقتل أشخاص فى ألأسواق والتجمعات الأخرى كان المسيح يعرف أن يهوذا ينفذ وساوس الشيطان ويفعل خطايا صغيرة فكان ملتصقا بالشيطان لا يرفض له طلبا فلم يشأ المسيح أن يفرق بين يهوذا والشيطان لأنهما صار واحدا الشيطان يوقعه فى الخطية وهو يقبل الوقوع فى الخطية بدون تردد أو معارضة وبالمقارنة من بطرس الذى كان يشهد بإيمانه للمسيح كثيرا إلا أنه سقط فى قبضة الشيطان لما أراد أن يثنى المسيح عن مشيئة الآب فى قبول الصليب فلم يتردد الرب أن يخاطب الشيطان فيه (مت 16: 22 و 23) 22 فاخذه بطرس اليه وابتدا ينتهره قائلا: «حاشاك يا رب! لا يكون لك هذا!» 23 فالتفت وقال لبطرس: «اذهب عني يا شيطان. انت معثرة لي لانك لا تهتم بما لله لكن بما للناس» (لو 22 : 31- 32) 31 وقال الرب: «سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة! 32 ولكني طلبت من اجلك لكي لا يفنى ايمانك. وانت متى رجعت ثبت اخوتك». † " أن يسلمه " .. كلمة يسلمه كلمة لا تحمل أى معنى للشر ، ولكن إرتباطها بالخيانة والتسليم لقاء أجر ليقتل شخص حملت معنى الغدر والخيانة والشر فى أعمق معانية أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 هذا من كلام يوحنا الإنجيلى أراد أن يقى شرف باقى التلاميذ وأمانتهم لئلا يظن أحدا أن الشيطان غير يهوذا وسبب تسميته شيطانا هى كما قلنا أنه فعل إرادة الشيطان من تسليمه الرب يسوع لأنه شتان ما بين وظيفة لارسولية التى وظيفتها الأمانة حتى الموت وما بين فعلة الخيانة التى هى من صفات الشيطان.
|