Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير / شرح إنجيل يوحنا الإصحاح الخامس عشر (يو 15: 1- 17)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير يوحنا ص1 1: 1-18
فسير إنجيل يوحنا ص 1: 19- 51)
تفسير إنجيل يوحنا ص 2
تفسير إنجيل يوحنا ص 3
تفسير إنجيل يوحنا ص4
تفسير إنجيل يوحنا ص5
تفسير إنجيل يوحنا ص6:1- 40
تفسير إنجيل يوحنا ص6: 41- 71
تفسير إنجيل يوحنا ص 7: 1- 24
تفسير إنجيل يوحناص7: 25- 53
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 1- 20
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 21 37
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 38- 59
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 1- 23
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 24-41
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 1- 21
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 22- 42
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 1-32
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 33- 57
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 1- 26
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 27- 50
تفسير إنجيل يوحنا ص13: 1- 17
تفسير إنجيل يوحنا ص13: 18- 38
تفسير إنجيل يوحنا ص14: 1-14
تفسير إنجيل يوحنا ص14: 15- 31
تفسير إنجيل يوحنا ص15: 1- 17
تفسير إنجيل يوحنا ص15: 18- 27
تفسير إنجيل يوحنا ص 16: 1- 15
تفسير إنجيل يوحنا ص 16: 16- 33)
تفسير إنجيل يوحنا ص 17
Untitled 8493
تفسير إنجيل يوحنا ص 18
Untitled 8428
تفسير إنجيل يوحنا ص 19
Untitled 8429
تفسير إنجيل يوحنا ص20
Untitled 8430
تفسير إنجيل يوحنا ص 21
Untitled 8415
ت

تفسير يوحنا الإصحاح  السابع عشر - فى مجمل الأناجيل الأربعة: الفصل25
تفسير / شرح  إنجيل يوحنا الإصحاح  الخامس عشر
1. الحاجة إلى الثبوت فيه  (يوحنا 15:  1- 8)
2. محبتهم لبعضهم البعض (يوحنا 15:  9- 17)
حديث الوداع الثانى: الوحدة العضوية مع المسيح: مثَل الكرمة والأغصان (يو 15: 1- 17)

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الخامس عشر
1. الحاجة إلى الثبوت فيه  (يوحنا 15:  1- 8)

   شرح وتفسير  (يوحنا 15: 1)   1 «انا الكرمة الحقيقية وابي الكرام.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

انت غاية المسيح في أصحاح ١٤ تعزية تلاميذه، وغايته في هذا الأصحاح أن يعلمهم، فضرب لهم مثل الكرمة والأغصان ليبيّن أن العلاقة بينه وبينهم تبقى ثابتة بعد ذهابه عنهم لأنها روحية لا مادية، وأنه هو المصدر الوحيد لحياتهم وقوتهم ونفعهم لغيرهم، بشرط أن يتمسكوا به دائماً.

1) " أَنَا الكَرْمَةُ الحَقِيقِيَّةُ "

فى العهد الجديد آيات قالها المسيح تثبت لاهوته مثل أنا و أنا هو ، وأنا هو الكائن تبدأ هذه الايات  ب، "أنا" وآيات أخرى تبدأ بـ  "أنا هو " وهى أكثر من 50 آية مثل (رؤ 21: 6) "ثم قال لي: «قد تم! أنا هو الألف والياء، البداية والنهاية. أنا أعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجانا."

(رؤ 2: 23) واولادها اقتلهم بالموت. فستعرف جميع الكنائس اني انا هو الفاحص الكلى والقلوب، وساعطي كل واحد منكم بحسب اعماله.(رؤ 21: 6) ثم قال لي:«قد تم! انا هو الالف والياء، البداية والنهاية. انا اعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجانا.

«الكرمة الحقيقية‏»: أول ما تكلم إنجيل القديس يوحنا عن «الحقيقي» كان بالنسبة للنور الحقيقي باعتباره نور الله الفائق للطبيعة فى كيانه وعمله.إنه النور الحقيقي (يوحنا ١: ٩) (يو 8: 12) ثم كلمهم يسوع ايضا قائلا:«انا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة».والخبز الحقيقي (يوحنا ٦: ٣٢) (يو 6: 35) فقال لهم يسوع:«انا هو خبز الحياة. من يقبل الي فلا يجوع، ومن يؤمن بي فلا يعطش ابدا.يو 6: 41فكان اليهود يتذمرون عليه لانه قال:«انا هو الخبز الذي نزل من السماء».(يو 6: 48) انا هو خبز الحياة.(يو 6: 51) انا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. ان اكل احد من هذا الخبز يحيا الى الابد. والخبز الذي انا اعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم».

زُرعت الكرمة، إسرائيل الجديدة, جذرها في السماء وأغصانها على أرض الإنسان, وأكمل كيانها المنظور وغير المنظور، فقد أخرجت أغصانها الغضة، وجرى فيها عصيرها ودبت الحياة الإلهية في أعماقها, وهي على وشك أن تعطي ثمارها!!

 والمعنى أن المسيح هو الوسيط الوحيد بين الأرض والسماء وأن الكرمة رمز والمسيح هو المرموز إليه الحقيقي. فلم يتكلم على نفسه كإنسان على وشك أن يموت، بل باعتباره المسيح الحي إلى الأبد، الذي يحضر مع تلاميذه دائماً بروحه. وشبَّه نفسه بالكرمة ليبيّن كمال الاتحاد بينه وبين تلاميذه الاتحاد الضروري لحياتهم الروحية ونموهم وتقواهم. وقد شُبِّه هذا الاتحاد أيضاً بمثل الرأس والأعضاء ( ١كورنثوس ١٢: ١٢ ) 12 لانه كما ان الجسد هو واحد وله اعضاء كثيرة، وكل اعضاء الجسد الواحد اذا كانت كثيرة هي جسد واحد، كذلك المسيح ايضا.  (أفسس ٥: ٢٣، ٣٠ )23 لان الرجل هو راس المراة كما ان المسيح ايضا راس الكنيسة، وهو مخلص الجسد. 30 لاننا اعضاء جسمه، من لحمه ومن عظامه ( كولوسي ٢: ١٩).19 وغير متمسك بالراس الذي منه كل الجسد بمفاصل وربط، متوازرا ومقترنا ينمو نموا من الله"

 فكما أن العُصارة تجري من أصل الكرمة إلى الأغصان لتغذيها وتجعلها نامية ناضرة، كذلك المسيح مصدر حياة التلاميذ والقوة والنعمة والخصب الروحي.

وكثيراً ما شبهت في العهد القديم العلاقة بين الله والناس بالعلاقة بين الكرم والكرّام (مزمور ٨٠: ٨ - ١٩ ) 8 كرمة من مصر نقلت.طردت امما وغرستها. 9 هيات قدامها فاصلت اصولها فملات الارض. 10 غطى الجبال ظلها واغصانها ارز الله. 11 مدت قضبانها الى البحر والى النهر فروعها. 12 فلماذا هدمت جدرانها فيقطفها كل عابري الطريق. 13 يفسدها الخنزير من الوعر ويرعاها وحش البرية 14 يا اله الجنود ارجعن اطلع من السماء وانظر وتعهد هذه الكرمة 15 والغرس الذي غرسته يمينك والابن الذي اخترته لنفسك. 16 هي محروقة بنار مقطوعة.من انتهار وجهك يبيدون. 17 لتكن يدك على رجل يمينك وعلى ابن ادم الذي اخترته لنفسك. 18 فلا نرتد عنك.احينا فندعو باسمك. 19 يا رب اله الجنود ارجعنا.انر بوجهك فنخلص (إشعياء ٥: ١ - ٧ ) 1 لانشدن عن حبيبي نشيد محبي لكرمه.كان لحبيبي كرم على اكمة خصبة. 2 فنقبه ونقى حجارته وغرسه كرم سورق وبنى برجا في وسطه ونقر فيه ايضا معصرة فانتظر ان يصنع عنبا فصنع عنبا رديئا 3 والان يا سكان اورشليم ورجال يهوذا احكموا بيني وبين كرمي. 4 ماذا يصنع ايضا لكرمي وانا لم اصنعه له.لماذا اذ انتظرت ان يصنع عنبا صنع عنبا رديئا. 5 فالان اعرفكم ماذا اصنع بكرمي.انزع سياجه فيصير للرعي.اهدم جدرانه فيصير للدوس. 6 واجعله خرابا لا يقضب ولا ينقب فيطلع شوك وحسك واوصي الغيم ان لا يمطر عليه مطرا 7 ان كرم رب الجنود هو بيت اسرائيل وغرس لذته رجال يهوذا.فانتظر حقا فاذا سفك دم وعدلا فاذا صراخ  ( إرميا ٢: ٢١ ) 21 وانا قد غرستك كرمة سورق زرع حق كلها.فكيف تحولت لي سروغ جفنة غريبة.  ( حزقيال ١٩: ١٠ - ١٤ ) 10 امك ككرمة مثلك غرست على المياه.كانت مثمرة مفرخة من كثرة المياه. 11 وكان لها فروع قوية لقضبان المتسلطين وارتفع ساقها بين الاغصان الغبياء وظهرت في ارتفاعها بكثرة زراجينها. 12 لكنها اقتلعت بغيظ وطرحت على الارض وقد يبست ريح شرقية ثمرها.قصفت ويبست فروعها القوية.اكلتها النار. 13 والان غرست في القفر في ارض يابسة عطشانة. 14 وخرجت نار من فرع عصيها اكلت ثمرها.وليس لها الان فرع قوي لقضيب تسلط.هي رثاء وتكون لمرثاة ( هوشع ١٠: ١ )1 اسرائيل جفنة ممتدة.يخرج ثمرا لنفسه.على حسب كثرة ثمره قد كثر المذابح.على حسب جودة ارضه اجاد الانصاب. ( يوئيل ١: ٧). 7 جعلت كرمتي خربة وتينتي متهشمة.قد قشرتها وطرحتها فابيضت قضبانها  "

«أنا هو الكرمة»: المسيح يتكلم على مستوى الذات الإلهية: «أنا الكائن بذاتي». المجال هنا لا يحتمل المقارنة أو التشبيه. فما يجيء بعد ذلك من صفات، لا يحتمل القول بأنه مثل من الأمثال . فـ «الكرمة» هنا هي في موضع ذات المسيح وصفته الإلهية, «أنا هو» إنما في الواقى البشري، الكنيسة!! هذا هو المقابل السرائري للقول: «والكلمة صار جسداً». فالامتداد بالمعنى هو: والكلمة صار جسداً ليصبح كنيسة! فالكنيسة هي غاية التجسد: «وإياه جعل رأساً فوق كل شيء، للكنيسة» (أف22:1)، «وهو رأس الجسد، الكنيسة.» (كو18:1)

وربما قال المسيح إنه هو الكرمة الحقيقية للتمييز بينه وبين بني إسرائيل الذين سماهم يهوه كرمته قديماً، وكان على جميع الناس أن يكونوا أغصاناً في تلك الكرمة ليُحسبوا من شعبه، ولكن يهوه رفض أن يكونوا كرمته لعدم استحقاقهم، وعيّن يسوع الكرمة الحقيقية وأوجب على الكل الاتحاد به بالإيمان.

† " نا الكرمة الحقيقية " ..  هذه إحدى تصريحات يسوع التى تبدأ بــ "أنا هــو" (يو 4:  26 & 6: 35 , 41 و 48 و 51 & 8: 12 & 10: 7 و 9 و 11 و 14 & 11: 25 & 14: 6 & 15: 1 و 5) كانت الكرمة فى العهد القديم هى رمز لإسرائيل (مز   80 : 8- 16 ) (إش 5: 1- 7) (إر 2: 21) (حز 15 و 19: 10) ( هو 10: 1) ( مت 21 : 33) (مر 12: 1- 12) (رو 11: 17) تشير كل هذه الأمثلة عن الكرمة لأمور سلبية فى الوقت الذى يؤكد يسوع  أنه إسرائيل المثالى (إش 54) ومن ناحية أخرى إستعمل بولس صور تشبيهية عديدة لوصف الكنيسة على أنها جسد المسيح ، وعروس المسيح ، بناء الإله ، كما إستعملت البشارة بحسب يوحنا الكرمة وتشير هذا إلى الكنيسة إلى أنها إسرائيل الحقيقى بسبب علاقتها بيسوع الذى هو الكرمة الحقيقية (غل 6: 16) (1 بط 2: 5 و 9 ) (رؤ 1: 6)


2) " وَأَبِي الكَرَّامُ "

هذا يشير إلى أن الكرمة ملكه، وأنه مهتمٌّ بنموها وصيانتها وخصبها. فإن الله اختار يسوع أصل البركة للناس، وأن تجري النعمة منه إلى قلوب المؤمنين، ويسأل الله عن خيرهم ونفعهم لغيرهم وتمجيده بهم. وقد شُبّه الله بالكرام في (متّى ٢١: ٣٣ ) 33 «اسمعوا مثلا اخر: كان انسان رب بيت غرس كرما واحاطه بسياج وحفر فيه معصرة وبنى برجا وسلمه الى كرامين وسافر. ( مرقس ١٢: ١ ) 1 وابتدا يقول لهم بامثال: «انسان غرس كرما واحاطه بسياج وحفر حوض معصرة وبنى برجا وسلمه الى كرامين وسافر. ( لوقا ٢٠: ٩).9 وابتدا يقول للشعب هذا المثل: «انسان غرس كرما وسلمه الى كرامين وسافر زمانا طويلا. 
وحينما يقول المسيح: «أنا هو» فهو يتكلم عن حقائق سماوية ثابتة ( الأليثيا) تدخل لأول مرة إيماننا وحياتنا. فالكرمة عندما أخذت هذه السمة الإلهية: «أنا هو»، أصبحت حقيقة ممتدة عبر الدهور وفي السماء: «وأقول لكم، إني من الأن لا أشرب من نتاج الكرمة هذا، إلى ذلك اليوم حينما أشربه معكم جديداً في ملكوت أبي» (مت29:26‏). ولكن هذا لا يُفهم على أن المسيح يشرب من كأس الخلاص في السماء ، بل المعنى أنه, وهو في السماء الأن، وهو في ملكوت أبيه, لا يزال يشاركنا كأس الخلاص في إفخارستية الأحد، التي يمارس حضورها، ويتولى بنفسه تقديم سر الدم والجسد فيها لكل مختاريه: «لأني أقول لكم: إني لا أشرب من نتاج الكرمة، حتى يأتي ملكوت الله» (لو18:22). فانقطاع المسيح من مشاركة تلاميذه في وليمة الإفخارستيا لم يتعوق كثيراً, فلم يكن أكثر من أيام حينما عاد إليهم بعد القيامة وشاركهم إفخارستيته من جديد. وهذا هو إيمان الكنيسة الارثوذكسية، أن المسيح يقوم بإجراء سر العماد وسر الإفخارستيا بنفسه، أما الكاهن فهو خادم السر وحسب.
‏فملء المسيح الإلهي انفتح علينا لما تجسد، أي لما اتحد بجسدنا: + «د فإنه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً, وأنتم مملوؤن فيه.» (كو9:2-10) وبالمقابل، لما اتحدنا بالمسيح, إيماناً وثبوتاً ومحبة, صرنا أعضاء لجسده: ‏+ «هكذا، نحن الكثيرين، جسد واحد، في المسيح، وأعضاء بعضاً لبعض كل واحد للآخر» (رو5:12‏) + «وأما أنتم فجسد المسيح، وأعضاؤه أفراداً.» (1كو27:12) + «لأننا أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه.» (أف30:5‏)

كانت شجرة الحياة التي في وسط الجنة هي بعينها المنوط بها استعلان الله الآب في الميعاد المعين، حينما يبلغ آدم قامة الإنسان الكامل في الإدراك، فكان الأكل منها آنذاك يفتح عينيه لإدراك معرفة سر الله والحق والخلود، فيخلد. ولكنه أكل قبل الميعاد، وعن تعد، فانفتحت عيناه على المعرفة للخير والشر معاً, دون أن يكون له قوة على التمييز ولا قوة على الإنحياز إلى الخير.
‏فلما أكل عن تعد, نال المعرفة. ومع المعرفة، لصق به الانحياز إلى الشر.
‏فمجداً لله! الذي أقام لنا الكرمة الحقيقية التي تُثمر «الحق» والحق كلياً، «أنا هو... الحق» (يو6:14‏)، فالذي يأكل منه تنفتح عيناه على «الحق» وعلى «الحياة»، فيعرف الحق والله، ويحيا: «فمن يأكلي فهو يحيا بي.» (يو57:6‏)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> شبه المسيح نفسه بالكرمة لعدة أسباب (1) إن أغصان الكرمة لا تنفصل عنها بالرياح أو الزوابع الشديدة وهو يريد أن يعلم تلاميذه أن لا يتفصلوا عنه يزوابع الإضطهاد والشدائد (2) إن الكرمة مشهورة بالخصب والمسيح سخى بمواهبه و (3) إن الكرمة تفوق باقى الشجار بمد أغصانها وهذه تشير إلى إمتداد الكنيسة فى كل العالم وقال المسيح أنه الكرمة الحقيقية امييزا بينه وبين الإسرائيليين الذين سماهم الرب الكرمة القديمة ولكن الله رفض أن يكونوا كرمته لعدم إستحقاقهم وأما يسوع فهو الكرمة الحقيقية التى يجب على كل العالم الإتحاد بها بالإسمان للخلاص وقوله " وأبى الكرام " يفيد أن الآب يهتم بثمرها وصيانتها وخصبها أى أن الآب عين أن البركات للناس يكون مصدرها الوحيد الإبن الأزلى المتجسد وأن تجرى منه النعمة إلى قلوب المؤمنين ,

  شرح وتفسير   (يوحنا 15: 2)  2 كل غصن في لا ياتي بثمر ينزعه، وكل ما ياتي بثمر ينقيه لياتي بثمر اكثر.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

هذا المثل مختص بـ عمل الكرام فى الكرمة أى بتعامل الكرام مع الأغصان التى لا تعطى ثمر فقط وهناك عوامل اخرى كثيرة مثل التربة والجذور وأصل الكرمة وعمرها .. ألخ لم يتطرق المسيح إليها ولكن بالرجوع لسفر أشعيا الذى سجل نشيد محبى الكرمة وهو (أش 5: 1- 7) 1 لانشدن عن حبيبي نشيد محبي لكرمه.كان لحبيبي كرم على اكمة خصبة. 2 فنقبه ونقى حجارته وغرسه كرم سورق (كلمة عبرية = طيب الثمر) وبنى برجا في وسطه ونقر فيه ايضا معصرة فانتظر ان يصنع عنبا فصنع عنبا رديئا 3 والان يا سكان اورشليم ورجال يهوذا احكموا بيني وبين كرمي. 4 ماذا يصنع ايضا لكرمي وانا لم اصنعه له.لماذا اذ انتظرت ان يصنع عنبا صنع عنبا رديئا. 5 فالان اعرفكم ماذا اصنع بكرمي.انزع سياجه فيصير للرعي.اهدم جدرانه فيصير للدوس.(تخريب أورشليم والهيكل)، 6 واجعله خرابا لا يقضب ولا ينقب فيطلع شوك وحسك واوصي الغيم ان لا يمطر عليه مطرا 7 ان كرم رب الجنود هو بيت اسرائيل وغرس لذته رجال يهوذا (هم المقصودون).فانتظر حقا فاذا سفك دم وعدلا فاذا صراخ  " والكرمة ذكرت كثيرا فى الكتاب المقدس (مز 80: 8) يا اله الجنود ارجعن اطلع من السماء وانظر وتعهد هذه الكرمة " وشيهت يتشبيهات مختلفة (مز 128: 3) (حز 19: 10)  

 وفد أوضح المسيح خنا من هى الكرمة هى إسرائيل فى العهد القديم وكنيسة المسيح فى العهد القديم ومن هو الكرام هوالآب (يو 15: 1) «انا الكرمة الحقيقية وابي الكرام. " الكرمة هنا تشير إلى جسد المسيح، وجسد المسيح السري هو الكنيسة ، والأغصان هم المؤمنون «من لحمه وعظامه» ، والثمار هي الإيمان والمحبة والشهادة.

 
1) " كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ "

† "  كل غصن في لا ياتي بثمر ينزعه،   " ..  يستعمل إسم الفاعل الحاضر المبنى للمجهول مرتين فى هذه الآية هذا الجزء من ألاية فى غاية الأهمية فهى تعنى أنه على المؤمن المسيحى أن تكون من نتائج إيمانه هو الإثمار والإثمار يعنى زيادة فى العدد يعنى التبشير كما يعنى أيضا العمل الروحى المثمر وتنفيذ وصايا يسوع كنت مريضا .. وكنت محبوسا .. وكنت.. ألأخ لأن هذه الثمار برهان مأى للخلاص (مت 7: 16 و 30 & 13: 18 وما يليها و 21: 18- 22)  (لو 6: 43 - 45) ويفيد سياق نص هذه الفقرة  إلى أن يسوع تكلم عن هؤلاء : (1) الذين يدعون أنهم مسيحيين ولا ينفذون وصايا يسوع وتعاليمه ولا ينشروها (2) خيانة بعض المسيحيين للمسيحية بالعمل ضد تعاليم يسوع فى شكل يهوذا السارق والحائن الذى سلم يسوع لأيدى الكهنة .. (3) التلاميذ الكذبة ( يو 2: 23 -25)& 8: 30 47) (1يو 2_ 19)

كل غصن أى كل إسناان مؤمن بالمسيح ربا وإلها ومخلصا أي كل من يعترف بأنه مسيحي... والمسيح هنا يفتش عن كل عصن ويراقبه طيلة نموه فالغصن ليس عنده عذر فهو ملتصق بيسوع يأخذ غذائه منه والمفروض أن يعطى ثمرا

 

2) " لا يَأْتِي بِثَمَرٍ "

أي لا يظهر بأعماله حقيقة إيمانه. (يع 3: 12) هل تقدر يا اخوتي تينة ان تصنع زيتونا، او كرمة تينا؟ ولا كذلك ينبوع يصنع ماء مالحا وعذبا! "

 

3) " يَنْزِعُهُ "

لنزع أو القطع، فبقدر ما هو كارثة للغصن، إلا أنه نافع وجيد ولائق للكرمة؛ علماً بأن الغصن الغير مثمر لا ينفع فيه التنقية أو التقليم. وكثير تقع الأغصان الجافة من نفسها بتأثير زمن هبوب رياح الإضطهاد والضيق وهذا ما نصفه بتعبير "حرم نفسه بنفسه" وكان الرب قديما يقطع شعب غسرائيل كله ويضعه فى المحن والضيقات من الأعداء حتى يرجع إليه فالقطع والنزع ليس جديدا فى حياة الكنيسة، قديمها وجديدها، هو قطع إسرائيل ذاتها، ولو أن الوصف يعطيه بولس الرسول على الزيتونة: «فستقول: قُطعت الآغصان (إسرائيل) لأُطعم أنا، حسناً، من أجل عدم الايمان قُطعت, وأنت بالايمان ثُبت ...» (رو19:11-20)

عملان يقوم بهما «الآب» في صميم حياة الكرمة، فالغصن الغير مثمر ينزعه، لأنه يعطل نمو الكرمة، وينزل بمستوى الإثمار (أي مجد الله)، والغصن المثمر يعتني به, وينقيه، ليأتي بمزيد من الثمر(أي مزيد من المجد).

للكرّام الأرضي عملان فهو ككرام يطلب الثمر، وعلى أساس الثمر يتعامل مع الأغصان.: قطع العقيم والجاف والمريض من الأغصان وهى الأغصان التى شكلها متصله بالأصل الذى هو المسيح ولا تعمل بأعماله إنقطعت صلتها به أى المسيحيين بالإسم ، والتهذيب. والرب في كنيسته عملان يشبهانهما، الأول النزع: وهو أن يفصل عن شعبه الذين لا يفعلون ما يبرهن أنهم متحدون بالمسيح، ومثال هؤلاء يهوذا الإسخريوطي، وحنانيا وسفيرة، وديماس، وسيمون الساحر. وذكر العُقم أو عدم الإثمار علة للقطع، لأنه يبرهن عدل الله في ذلك القطع. نعم إن الرب يعرف القلوب بغير حاجة إلى شهادة الأعمال، لكن ذكر ذلك يبين لنا أن عقابه عادل. ولم يذكر هنا كيف يفصل الرب العقيم عن كرمته الروحية، لكنه يفعل ذلك بأحد خمس طُرق: (١) أن تُصدر الكنيسة حُكم القطع بإرشاد الروح القدس ( ١كورنثوس ٥: ٤، ٥، ١٢).4 باسم ربنا يسوع المسيح ­ اذ انتم وروحي مجتمعون مع قوة ربنا يسوع المسيح ­ 5 ان يسلم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد، لكي تخلص الروح في يوم الرب يسوع. 12 لانه ماذا لي ان ادين الذين من خارج؟ الستم انتم تدينون الذين من داخل؟ 13 اما الذين من خارج فالله يدينهم. «فاعزلوا الخبيث من بينكم». "  (٢) أن يمتحن الرب الإنسان بتركه للشهوات الجسدية وغرور هذا العالم.أى يقطع نفسه بنفسه (٣) أن يمتحنه بالاضطهادات والضيقات فيسقط فيها وينكر المسيح  (٤) أن يعاقبه بضربات خاصة كما عاقب حنانيا سفيرة. (٥) أن يميته، وهو أعظم طرق النزع، ولو أن موت المؤمن ليس انفصالاً عن كرمة الرب .

 

4) " وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ"

† " وكل ما ياتي بثمر ينقيه لياتي بثمر اكثر " ..  "ينقيه" زمن حاضر مبنى للمعلوم فى الأسلوب الخبرى  .. للألم هدف فى حياة المؤمنين (يو 15: 17- 22) فهو ينقيه من الشوائب والزيف والفروع  والورق الجاف وهكذا يتضاعف الثمر  ويقودنا على الإتكال عليه لأنه أصل الكرمة (مت 13: 20- 23) (رو 8: 17) (1بط 12- 16) ويمكن ربط التنقية بغسل يسوع لأرجل تلاميذه  فتطهروا من خطية آدم الموروثة ولكن تحتاج الأرجل لغسل مستمر وهذا هو ما يسمى (بالغفران) عندما يطلب الإنسان النظافة من وسخ الخطية

 كما يفعل الكرام الأرضي بالكرمة المثمرة ليزيدها إثماراً. وهذا هو  العمل الثاني "التنقية " والتنقية: فهي غريبة على مفهوم الأغصان والشجر، لأنها تفيد التطهير الروحي, والتطهير يتعامل مع النجاسة والشهوة بكل أصنافها! . فإذا انشغل الغصن بكثرة الأوراق مثلاً فإزالة الزائد منه هو تطهير، الذي يوازي التباهي بالأعمال والجمال والشكل عند المؤمن المسيحي؛ الذي يستحق، إزاء هذا، نوعاً من إختزال شيء من جماله أو قوته: «ولئلا أرتفع بفرط الإعلانات أُعطيت شوكة في الجسد، ملاك الشيطان، ليلطمني، لئلا أرتفع.» (2كو7:12)

 وينقي الله شعبه غالباً بالمصائب والأمراض لتقوية نموهم الروحي وزيادة تقواهم ونفعهم لغيرهم (١كورنثوس ١١: ٣٠ - ٣٢).30 من اجل هذا فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى، وكثيرون يرقدون. 31 لاننا لو كنا حكمنا على انفسنا لما حكم علينا، 32 ولكن اذ قد حكم علينا، نؤدب من الرب لكي لا ندان مع العالم.  "  الرب لا يجرب بالشرور بل الشيطان والرب يدعه يجرب أبناؤه حتى ينقيهم فإذا رأى الرب أن المال يمنع المؤمن من الرغبة في الغنى الحقيقي حرمه ماله، وإن رأى أنه يحب أولاده أو غيرهم من الأقرباء والأصدقاء أكثر منه أخذهم منه، وإذا رآه متكلاً على نفسه لقوته سمح بمرضه. وفي هذا السبيل ينقي شعبه من الضلال والكبرياء ومحبة العالم وسرعة الغضب وشدة التعصب وأمثال ذلك مما يمنعهم من الإتيان بالثمار الروحية. وعلاوة على ما ذُكر ينقي عبيده بتأثيرات روحه القدوس في قلوبهم، وبإنذارات كتابه المقدس.

 

5) " لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ "

وتُعرف ماهية هذا الثمر من شرح متّى ٧: ١٦ - ٢٠ ومما في (غلاطية ٥: ٢٢، ٢٣.)  22 واما ثمر الروح فهو: محبة فرح سلام، طول اناة لطف صلاح، ايمان 23 وداعة تعفف. ضد امثال هذه ليس ناموس.  " وذلك الثمر هو الأعمال الصالحة، ولا سيما الأعمال التي يقود بها الناس إلى الإيمان بالمسيح وإلى القداسة . : (١) إمكان أن يظهر الإنسان مؤمناً أمام الناس وهو ليس كذلك عند الله.(2 تس 3: 5) "لهم صورة التقوى، ولكنهم منكرون قوتها. فأعرض عن هؤلاء."  (٢) لا بد أن الرب يقطع مثل هذا الإنسان ويدفعه إلى الهلاك الأبدي. (٣) استحالة أن يكون الإنسان مؤمناً حقيقياً ولا يُظهر ذلك بأعمال تمجِّد الرب وتنفع الناس. (٤) ليست بلايا الصديقين دليلاً على أنهم أشرّ من غيرهم وأن الرب قد غضب عليهم، بل هي علامة محبته لهم إذ أصابهم بها لينقيهم .(زك 2: 8) "لأنه هكذا قال رب الجنود: بعد المجد أرسلني إلى الأمم الذين سلبوكم، لأنه من يمسكم يمس حدقة عينه."  (٥) لا يمكن أن ينفصل المؤمن الحقيقي عن الرب إلى الأبد ولو حرمه كل البشر. (٦) يراقب اللرب كنيسته دوماً لينزع المرائين الذين يصلون ظاهرين للناس فى الأزقة والشوارع (مت 6: 5) ويظهرون عابسين فى أصوامهم (مت 6: 16) والذين يدينون الغير وهم مدانون (متى 7: 5) نصيب المرائين البكاء وصرير السنان (مت 24: 51) المرائى يكرم الرب بشفتية أنا قلبه فمع أهواء العالم (مر 7: 6) وينقّي الصالحين.كل غصن مُطالب بالثمر، فإما ثمر، فحياة؛ وإما لا ثمر فلا حياة! ليست هناك أنصاف حلول. حتى الثمر القليل مُطالب بأن يصير كثيراً!
‏هذا الثمر في الكرمة الإلهية الحقيقية ليس كالثمر في كرمة إسرائيل، أي مجرد الإنتظام في أعمال الناموس. فالثمر في العهد الجديد ثمر روحي، وفي إنجيل القديس يوحنا بالذات هو «المحبة»، الثمرة الممجدة التي لها رائحة المسيح الذكية، بحسب بولس الرسول (2كو15:2). وأما بحسب القديس يوحنا الرسول: «كل من يُحب فقد وُلد من الله، ويعرف الله؛ ومن لا يُحب، لم يعرف الله، لأن الله محبة» (1يو7:4-8)، «من يثبت في المحبة، يثبت في الله، واللع فيه» (ايو16:4). وبالنهاية تكون المحبة هي علامة «الحياة»، وغيابها علامة الموت. «نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة، لأننا نحب الإخوة» (1يو14:3). «من لا يحب أخاه، يبقى في الموت؛ كل من يبغض أخاه، فهو قاتل نفس.» (ا يو14:3-15)
‏القديس أغسطينوس يوضح ذلك بقوله: [الغصن يصلح فقط لواحد من اثنين ، إما في الكرمة مثمراً، أو للحريق.]
‏«اذهبوا وامشوا بين صفوف كرمهم وحطموها... انزعوا أغصانها, لأنهم ليسوا للرب» (إر10:5 حسب الترجمة السبعينية).

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>
" كل غصن" أى كل واحد من المؤمنين بالمسيح " لا يأتى بثمر" أى بثمار صالحة ويظهر بأعماله إيمانه "ينزعه" ألاب كما ينزع الكرام الغصن الذى لا فائدة فيه " وكل ما يأتى بثمر" بثمار الأعمال الصالحة "ينقيه" من محبة الأباطيل وأقذار هذا العالم ومن الضلال والكبرياء وشدة الغضب وينقى ألاب شعبه إما بتأثير كلامه المقدس فى قلوبهم وإرشاد الروح القدس وإما بالمصائب   والأمراض وكل ذلك "ليأتى بثمر أكثر " فتزداد فضائله وتقواه وأعماله الصالحة

   شرح وتفسير  (يوحنا 15: 3)  3 انتم الان انقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

فى هذه الآية والآيات التالية يوضح المسيح معنى مثل الكرمة واذا لاحظنا أن المسيح يتكلم هنا في نهاية خدمته على الأرض التي استغرقت بحسب إنجيل يوحنا «ثلاث سنوات» ونصف تقريباً، إذن فمثل الكرمة قيل في السنة الرابعة، حيث أصبحت أغصان الكرمة طاهرة وثمرها قدسأ لتمجيد الرب. وهنا ينطلق أمامنا المجال لمعان أعمق لكلمة «أنتم أطهار». فالأمر لا يختص بالخطايا، شأنهم شأن الشجرة في أرض الميعاد، وقد جازت سنين الإختبار الثلاث. فالآن، ليس ما يمنع أن تصبح ‏إثمارهم قدسأ للرب، بمعنى النضج الكامل الذي يليق بالأب «إذ طهر بالإيمان قلوبهم.» (أع9:15)

( يوحنا ١٣: ١٩ )19 اقول لكم الان قبل ان يكون، حتى متى كان تؤمنون اني انا هو.  ( يو ١٧: ١٧ ) 17 قدسهم في حقك. كلامك هو حق ( أفسس ٥: ٢٦ )  26 لكي يقدسها، مطهرا اياها بغسل الماء بالكلمة،

 

1) " أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ "

† "  انتم الان انقياء  " ..  "ينقى" فى أصل المخطوطة باللغة اليونانية  "كاتاإيرو" ةالتى ردت فى (يو 15: 2)  من جذر الكلمة اليونانية "كاثروس" (أنقياء) يشير سياق نص ألاية بأكمله إلى التلمذة الحقيقية لكلمات يسوع وتعاليمه ، وتمنح كلمة "الآن" ثقة يسوع فى وصول الكلمة ومعرفتهم بها بخلاف يهوذا  (يو 13: 10)   قال له يسوع:«الذي قد اغتسل ليس له حاجة الا الى غسل رجليه، بل هو طاهر كله. وانتم طاهرون ولكن ليس كلكم». 11 لانه عرف مسلمه، لذلك قال: «لستم كلكم طاهرين».

كان مثل الكرمة وأغصانها ثلا عاما وهنا يكلم المسيح تلاميذه الذين ينقيهم الرب وهم التلاميذ الـ 11 بعد أن ذهب يهوذا لينفذ ؤامرته بتسليم المسيح للكهنة أى أن الآب ينقيهم، لا من الذين قصد أن ينزعهم. وقوله إنهم أنقياء لا يعني أنهم بلغوا الكمال، بل يعني أنهم يتقدمون في الطهارة يوماً فيوماً تحت إرشاده (انظر شرح يوحنا ١٣: ١٠).

والملاحظ هنا أن الآب ينقي، والابن ينقي، فهو عمل مشترك؛ الآب ينقي بالتجارب النافعة، والابن ينقي بالكلمة المطهرة.
«أطهار»: كلمة «أطهار» ولو أنها تختص بالروحيات، ولكن العهد القديم استخدمها أيضاً في مواضع مشابهة للكرمة. وهنا يجدر بنا الإشارة إلى المنبع الذي أشار إليه المسيح في العهد القديم، بصورة سرية غاية في الروعة:
«ومتى دخلتم الأرض، وغرستم كل شجرة للطعام، تحسبون ثمرها غرلتها (أي نجاستها) ثلاث سنين, تكون لكم غلفاء (غير طاهرة) لا يؤكل منها، وفي السنة الرابعة يكون كل ثمرها قدسا لتمجيد الرب، وفي السة الخامسة تأكلون ثمرها لتزيد لكم غلتها، أنا الرب إلهكم.» (لا23:19-25)
‏ويكاد هذا التشبيه بألفاظه هو الذي قيل في الكرمة: «غرستم», «ثمرها», «لتمجيد الرب», «بهذا يتمجد أن ‏أن تأتوا بثمر كثير» (يو8:15), «لتزيد لكم غلتها» = «يأتي بثمر كثير».

 

2) " لِسَبَبِ الكلامِ (الترجمة الصحيحة: "الكلمة") الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ "

أوضح المسيح فى الاية التالية أن كلامه هو روح وحياة والمسيح هلم أنه ليس كل تلاميذه  يؤمنون به وعلم من هو الذى سيسلمه وأن من يتبعه أمن تلاميذه أعطى للمسيح من الآب (يو 6: 63)  63 الروح هو الذي يحيي. اما الجسد فلا يفيد شيئا. الكلام الذي اكلمكم به هو روح وحياة، 64 ولكن منكم قوم لا يؤمنون». لان يسوع من البدء علم من هم الذين لا يؤمنون، ومن هو الذي يسلمه. 65 فقال:«لهذا قلت لكم: انه لا يقدر احد ان ياتي الي ان لم يعط من ابي».

وسبب نقاء التلاميذ هو سماعهم كلام المسيح وتنفيذ تعاليمه فالتعليم الذي أعطاهم، على مستوى الكلمة الحية، الفاحصة، والبانية, والمؤنبة، والمعزية، والمستعلنة للحق الإلهي، قد أجزله لهم بكل حكمة، حتى إنهم أصبحوا فعلاً أطهاراً بسبب هذا التعليم . ولا ننسى أنه سمبق أن أعلن لهم ذلك: «الذي قد اغتسل، ليس له حاجة إلا إلى غسل رجليه، بل هو طاهر كله، وأنتم طاهرون، ولكن ليس كلكم. لأنه عرف مُسلمه» (يو10:13-11).وكانت تعاليم يسوع لهم واسطة تنقية فيها تغيير مفهومهم كثيراً في شأن المسيح الموعود به وفي أمر ملكوته. وبيّن لهم سوء الإنشقاق والخلافات على الرياسة . ورغَّبهم في ترك كل شيء لأجل اسمه. وأمرهم أن يأتـوا بعد موته بثمر لتمجيد اسمه بتبشيرهم اليهود والأمم باسمه. وهو لا يزال ينقي تلاميذه بكلامه حتى يكونوا كاملين في السماء (يوحنا ٥: ٢٤ ) 24 «الحق الحق اقول لكم: ان من يسمع كلامي ويؤمن بالذي ارسلني فله حياة ابدية، ولا ياتي الى دينونة، بل قد انتقل من الموت الى الحياة. ( يو ٨: ٣١، ٣٢ ) 31 فقال يسوع لليهود الذين امنوا به:«انكم ان ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي، 32 وتعرفون الحق، والحق يحرركم». ( يو ١٢: ٤٨ ) 48 من رذلني ولم يقبل كلامي فله من يدينه. الكلام الذي تكلمت به هو يدينه في اليوم الاخير،  ( يو ١٧: ١٠، ١٧ ) 10 وكل ما هو لي فهو لك، وما هو لك فهو لي، وانا ممجد فيهم.  17 قدسهم في حقك. كلامك هو حق ( أفسس ٥: ٢٦ )26 لكي يقدسها، مطهرا اياها بغسل الماء بالكلمة،   ( يعقوب ١: ١٨ ) 18 شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه. ( ١بطرس ١: ٢)2 بمقتضى علم الله الاب السابق، في تقديس الروح للطاعة، ورش دم يسوع المسيح: لتكثر لكم النعمة والسلام. ( ١بطرس ١: ٢٣).23 مولودين ثانية، لا من زرع يفنى، بل مما لا يفنى، بكلمة الله الحية الباقية الى الابد. "  وقال لهم: أنتم أنقياء لسبب الكلام، وبمعيار كلام المسيح يعمل الروح القدس لتنقية من يسمعه ويؤمن به. ولعل المسيح أشار إلى أن يهوذا الإسخريوطي نُزع منهم فتنقّوا بذلك.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> قد نقى المسيح تلاميذه بتعاليمه الإلهية فطهر قلوبهم (1) من محبة المراكز العليا التى تخاصموا من أجلها و (2) نقى فيلبس من طلبه أن يرى الآب (3) نقى توما من جهل الطريق (4) نقى بطرس من الثقة فى ذاته و (5) نقاهم جميعا من اليأس والقنوط ومن جملة نقائص أخرى إقتلعها من نفوسهم كما رأيت فى تعاليمه السابقة  ،

  شرح وتفسير   (يوحنا 15: 4)  4 اثبتوا في وانا فيكم. كما ان الغصن لا يقدر ان ياتي بثمر من ذاته ان لم يثبت في الكرمة، كذلك انتم ايضا ان لم تثبتوا في.

.ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " اُثْبُتُوا فِيَّ "

† "  اثبتوا في وانا فيكم.  " ..  ووردت فى بعض الترجمات "إثبتوا فى كما أنا اثبت فيكم" فعل أمر مبنى للمعلوم (يو 6: 56) (1يو 2: 6) ورد السؤال النحوى فى الجزء الثانى من ألاية فى عبارة وصف أو مقارنة ، تؤكد العديد من المقاطع فى الكتاب المقدس التركيز على حفظ وتذكر كلمات يسوع (يو 15: 4 و5 و6 و7 و9 و10 و14 ) (مر 13: 11) (1كو 15: 2) (غل 6: 9) (رؤ 2 و7 و11 و17 و26) & 3: 5و 12 و 21 & 21: 7) الثبات فى المسيح مرتبط بأكل جسده وشرب دمه  (إنجيل يوحنا 6: 56) من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه." ويتم فى الكمائس التقليدية وبسمى سر الإفخارستيا بذبيحة الخبز والخمر

إثبتوا : فعل أمر وكلمة الثبات فى اللغة العربية تعنى : عدم التحرك من المكان ، عدم تغيير المكان ، الإستقرار ، التمسك بالمكان ، عدم التزعزع ، تمسك بمكانه ، والثبات على الموقف ، صمد فى مكانه وقد تعنى كلمة ثبت ومشتقاتها بالعهد الجديد معانى قريبة من بعضها البعض مثلا : ثبت وجهة بمعنى لم يحيد عن الطريق فى سيره لأورشليم  (لو 9: 51) وحين تمت الايام لارتفاعه ثبت وجهه لينطلق الى اورشليم " أو قد تأتى بمعنى أيد أو برهن على صدق الكلام (مر 16: 20) واما هم فخرجوا وكرزوا في كل مكان والرب يعمل معهم ويثبت الكلام بالايات التابعة. امين. " وثبتت قد تعنى فصلت وعزلت (لو 16: 26) وفوق هذا كله بيننا وبينكم هوة عظيمة قد اثبتت حتى ان الذين يريدون العبور من ههنا اليكم لا يقدرون ولا الذين من هناك يجتازون الينا." وتعنى أيضا الثبات فى الإيمان بالمسيح ( لو 22: 32) ولكني طلبت من اجلك لكي لا يفنى ايمانك. وانت متى رجعت ثبت اخوتك»(يو 6: 56) من ياكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وانا فيه.(يو 8: 31) فقال يسوع لليهود الذين امنوا به:«انكم ان ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي،" وفرق المسيح بين الثبات فيه والثبات فى كلامه (يو 15: 7) ان ثبتم في وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم." والثبات فى محبته (يو 15: 9) كما احبني الاب كذلك احببتكم انا. اثبتوا في محبتي." وبحفظ وصايا وتعاليم المسيح نثبت فى محبته (يو 15: 10) ان حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي، كما اني انا قد حفظت وصايا ابي واثبت في محبته" وهكلامى يثبت فرحكم فيكم (.يو 15: 11) كلمتكم بهذا لكي يثبت فرحي فيكم ويكمل فرحكم." وإن لم تثبت فى الإيمان ستحرم / ستقطع (رو 11: 20) حسنا! من اجل عدم الايمان قطعت، وانت بالايمان ثبت. لا تستكبر بل خف!"

مملكة الشيطان لا تثبت إذا إنقسمت على ذاتها (مت 12: 26) (مر 3: 24) (مر 3: 25) (مر 3: 26) و(مر 16: 20).(مت 12: 25) فعلم يسوع افكارهم وقال لهم: «كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب وكل مدينة او بيت منقسم على ذاته لا يثبت." الشيطان لم يثبت فى الحق (يو 8: 44) انتم من اب هو ابليس، وشهوات ابيكم تريدون ان تعملوا. ذاك كان قتالا للناس من البدء، ولم يثبت في الحق لانه ليس فيه حق. متى تكلم بالكذب فانما يتكلم مما له، لانه كذاب وابو الكذاب. "

فِيَّ شرط حياة الغصن ثبوته في كرمته، وكذلك شرط حياة المسيحي ثبوته في المسيح. وفي هذا ثلاثة أمور: (١) ترك الإنسان الاتكال على نفسه أو على قوة أحد المخلوقات من الملائكة أو البشر لأجل الحكمة والقوة والفضيلة والخلاص.(رو 10: 3) لانهم اذ كانوا يجهلون بر الله، ويطلبون ان يثبتوا بر انفسهم لم يخضعوا لبر الله. (٢) اختياره المسيح نصيباً وتمسكه به بالإيمان للحياة الروحية. (٣) المواظبة على ذلك التمسك لأن احتياجه إلى المسيح دائم.
ذُكر في ما مرّ من هذا الأصحاح ثلاثة أعمال تتعلَّق بالكرمة: وهي نزع الفرع العقيم الذى يجف لأنه يفتر إيمانه وينقطع رجاؤه (رو 11: 20) حسنا! من اجل عدم الايمان قطعت، وانت بالايمان ثبت. لا تستكبر بل خف!" لأنه لا يأخذ غذاؤه من الأصل ( 1 تس 3: 8) لاننا الان نعيش ان ثبتم انتم في الرب." ، وتنقية المثمر، وثبوت الغصن في كرمته. فالأول والثاني من أعمال الكرّام، والثالث من أعمال الغصن. لكن ليس للغصن في الكرمة الطبيعية قوة اختيارية للثبوت في الكرمة أو لعدمه. أما الإنسان المرموز إليه بالغصن فله تلك القوة، ولذلك قال المسيح لتلاميذه: اثبتوا أنتم، فجعل بذلك على المؤمن مسؤولية إن لم يقم بها لم ينفعه المسيح شيئاً. وسبق الكلام على الثبوت في شرح يوحنا ٦: ٥٦، وهو الاتحاد بالمسيح في الشعور والقصد والعمل (١يوحنا ٢: ٦ و٢٤ - ٢٨). والأمر الجوهري في الثبوت هو الإيمان الذي به نصير أغصاناً في الكرمة، وبه نثبت فيها، وبه نأتي بالأثمار.

2) " وَأَنَا فِيكُمْ "

سبب معيشة الغصن هو علاقتة وثباته فى أصل الكرمة ، لأنه إن لم يكن المسيح فيهم لا يثبتون فيه. على أن ثبوت المسيح فيهم يتوقف على إرادتهم، ولذلك جعل ثبوتهم فيه شرطاً لكونه فيهم. وهذا مثل قوله «إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ البَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي» (رؤيا ٣: ٢٠). وكون المسيح في التلاميذ يؤكد لهم تأثيرات الروح القدس لإنارتهم وتقديسهم وتعزيتهم، وحفظهم من السقوط، ووفرة نعمته (رومية ٨: ٩ ) 9 واما انتم فلستم في الجسد بل في الروح، ان كان روح الله ساكنا فيكم. ولكن ان كان احد ليس له روح المسيح، فذلك ليس له.  ( ١يوحنا ٣: ٢٤ ) 24 ومن يحفظ وصاياه يثبت فيه وهو فيه. وبهذا نعرف انه يثبت فينا: من الروح الذي اعطانا. ( 1يو ٤: ١٣).13 بهذا نعرف اننا نثبت فيه وهو فينا: انه قد اعطانا من روحه. "

في الرسالة الاولى للقديس يوحنا يضح التوازي بين ثبوت المسيح في الأب وثبوت المؤمنين في المسيح على المستوى العملي هكذا: «من قال إنه ثابت فيه (في المسيح)، ينبغي أنه كما سلك ذاك (المسيح)، هكذا يسلك هو أيضاً» (ايو6:2‏)، بمعنى أن المسيح أثبت ثبوته في الآب بطاعته حتى الموت، هكذا يكون ثبوتنا نحن في المسيح. ثم ينتقل القديس يوحنا من الثبوت الشخصي في المسيح إلى الثبوت في «المسحة»، أي نعمة الروح القدس التي نالها المؤمن وقت العماد بدهن الزيت ووضع اليد, ليس من جهة الشكل بل بالفعل، وهو الإستنارة الروحية والإفراز:
«وأما أنتم، فالمسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم, ولا حاجة بكم إلى أن يعلمكم أحد، بل كما تعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شيء، وهي حق وليست كذباً؛ كما علمتكم، تثبتون فيه» (1يو27:2).
‏أما عن قوله: «فهي ثابتة فيكم»، فهذا وعد الله, الحق, من جهة عطاياه, فهي بلا ندامة (رو29:11‏)، أي أنه يتحتم علينا أن نؤمن، ونثق, ونشكر، معاً، أن مسحة القدوس التي نلناها منه مرة هي ثابتة فينا إلى الأبد, هذا من جهته هو. أما ما تعلمه هذه المسحة لنا، فهو أن نثبت فيه كما هي ثابتة فينا, وهذا حق، ولا يحتاج إلا إلى ثقة الإيمان واليقين بصدق عمل الله.
 

3) " كَمَا أَنَّ الغُصْنَ لا يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الكَرْمَةِ، كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ"

† "  ان لم يثبت في الكرمة، كذلك انتم ايضا ان لم تثبتوا في. " ..  جملتان شرطيتان من الصنف الثالث تفيدان إمكانية التحقق ، يرتبط إتصالنا الروحى  بعلاقتنا المستمرة مع كلمات يسوع ومحبتنا له

كَمَا أَنَّ الغُصْنَ لا يَقْدِرُ هذا تعليل وإيضاح لما ذُكر. فما قيل هنا في شأن الغصن الطبيعي بديهي، فالغصن لا يستقل بحياته، وهو يحيا وينمو ويثمر ما دام متصلاً بكرمته، وإن قُطع يذبل ويموت. والمسيح أكد لهم أن حياتهم الروحية كذلك بالنسبة إليه، فإن بدءها منه ونهايتها بالانفصال عنه. وجاء بهذا المعنى في صورة النفي، أي بقوله «إن لم تثبتوا» إنذاراً لهم من خطر الانفصال بالاتكال على النفس. وخلاصة ما في هذه الآية وجوب الاتصال التام والثبات الدائم بين المسيح والرب فى تلاميذه.والمؤمنين به ( 1 يو 4: 16) ونحن قد عرفنا وصدقنا المحبة التي لله فينا. الله محبة، ومن يثبت في المحبة، يثبت في الله والله فيه.(2 يو 1: 2) من اجل الحق الذي يثبت فينا وسيكون معنا الى الابد:( 2 يو 1: 9) كل من تعدى ولم يثبت في تعليم المسيح فليس له الله. ومن يثبت في تعليم المسيح فهذا له الاب والابن جميعا."

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>
 ولما كان ثبوت الغصن فى الكرمة هو الشرط فى حياته كذلك المؤمن شرط حياته ثبوته فى المسيح قال له المجد لتلاميذه : "إثبتوا فى" بالإيمان والمحبة والأعمال الصالحة فإن ثبتم فى "أنا" أثبت " فيكم" فأمنحكم نعمتى وأؤكد لكم تاثير الروح القدس لإنارتكم وتقديسكم وتعزيتكم لأنه كما أن الغصن الطبيعى فى الشجرة لا يقدر أن ياتى بثمر من نفسه فهو يحيا وينمو ويثمر ما دام متصلا بكرمته ةإذا قطع ذبل ومات هكذا كل مؤمن ينفصل عنى أنا المسيح فإنه يموت لا محالة ..  . 

   شرح وتفسير  (يوحنا 15: 5)  5 انا الكرمة وانتم الاغصان. الذي يثبت في وانا فيه هذا ياتي بثمر كثير، لانكم بدوني لا تقدرون ان تفعلوا شيئا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

 1)  " أَنَا الكَرْمَةُ "

هذا مثل قوله في العدد الأول كرره للتوكيد والتأثير.
 

2) " وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ "

تلسيد المسيح يحدد عناصر كلامة حوا ثلاثة هم الأول أنا الكرمة .. الثانى أبى الكرام .. الثالث : وأنتم الأغصان والكلمة المهمة في هذه الجملة «أنتم» فما قاله المسيح سابقاً في الأغصان عموماً خصصه هنا بالتلاميذ، ومعناه أنه يجب عليكم أن تبقوا بعد مفارقتي إيّاكم بالجسد متصلين بي اتصال الأغصان بالكرمة.

3) " الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هَذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير"

( فيلبي ١: ١١ ) 11 مملوئين من ثمر البر الذي بيسوع المسيح لمجد الله وحمده." الغصن الثابت فى الأصل الذى هو المسيح يأخذ غذائه من كلمات يسوع فيعطى ثمر بهذا الإمداد الحي   يشير الثمر إلى درجة العمل فى حياته لمجتمعه يكلمات يسوع ووصاياه وتعاليمه  (مت 7: 15- 23) وقارنها بــ (غل 5: 22- 23) (1كو 13) ويعد الرب المؤمنين لخدمة فعالة إذا ثبتوا فيه (يو 15: 16)
الَّذِي يَثْبُتُ.. يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ هذا كقوله في الآية السابقة، إلا أن ذلك في صورة النفي وهذا في صورة الإيجاب، وفيه زيادة قوله «كثير». ونستنتج من هذه الزيادة أنه لا يجوز للمسيحي أن يكتفي بالإتيان بأثمار قليلة، وأنه يجب عليه الاجتهاد ليأتي بثمر وافر، تعبيراً عن شكره للمسيح على خلاصه العظيم، وتمجيداً للإله العظيم، ورغبة في إنقاذ الناس من الخطر العظيم. ويتوقف مقدار الإثمار على مقدار الاتحاد بالمسيح بالإيمان والمحبة، والتقرب منه بالصلاة، وطلب الإرشاد من كتابه كل يوم.

وما هو السببب فى كثرة الثمار ؟ : . كل ذلك على أساس مفصل الحياة الذي يربط الخشب في الكرمة بالحياة، ليستمد عصير الحق والنور والحب.
«الذي يثبت في وأنا فيه, هذا يأتي بثمر كثير»: الخشب في الفرع لا يقيم بحسب طبيعته إلا بالنار، ولكن الفرع الثابت في الكرمة يُقيم بالثمر، قيمة الغصن تكمن في الثمر، وبالثمر يُقيم كل غصن لدى الكرام، وبالصبر وطول الأناة ودوران الشتاء بتجاربه ومجيء الصيف بخيراته, يزداد الفرع ثبوتاً ويزداد إثماراً, طالما كان مفصل الحياة, الكلمة, سليماً عاملاً ... الفروع المثمرة هي غنى الحياة المسيحية، وكرامة متزايدة للكرمة، ومجد للكرام! لذلك فالغصن صاحب الثمر الكثير، هو موضع مسرة للكرمة لمزيد من العطاء والغذاء، وهو مجد للكرام يأخذ منه ويوزع بالأحضان

ولكن ماذا يعنيه الثمر الكثير وما هي أنواعه، فهيفى الواقع متعددة جداً، وتكاد لا تكون ثمار كل مؤمن في السيح مثل ما للآخر, ولكن المهم جداً أن نفهم هذا الكلام على أنه وعد, وعد يضمنه المسيح، لأنه هو الذي سيعطي الثمر. فالمطلوب أن نصدق الوعد، ونتقدم بثقة الإيمان، لندخل في عهد الثبوت بلا تردد، غير حاسبين تكاليفه، والرب متكفل بها، وغير ناظرين إلى ضعفنا، فالضعيف إذا ثبت في الكرمة لا يعود يحُسب ضعيفا, فالثمر هو من سخاء الكرمة وليس من صنع الغصن، علمأ بأن الثبوت متبادل. فحلول المسيح في الضعيف، أي قوة يعطى؟

 

4) "  لأنَّكُمْ بِدُونِي لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً "

 نفى مضاعف قوى لتأكيد حقيقة إيجابية (يو 15: 5) (فى 4: 13) يظهر هذا القول أهمية الوجود الروحى ليسوع فى حياة الإنسان ( أعمال ٤: ١٢) 12 وليس باحد غيره الخلاص. لان ليس اسم اخر تحت السماء، قد اعطي بين الناس، به ينبغي ان نخلص».
بِدُونِي لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً لأن حياتنا هى المسيح (فى 1: 21)أَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ. " والمسيح «فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور الناس» (يو3:1)، حيث يدين الإنسان بكل وجودء وكيانه وحياته ونور بصيرته للرب وهنا يقدم المسيح تفسير ذلك على المستوى العملي كيف يكون!! كيف يعتمد الإنسان بإرادته على الرب ، ليستمد كيانه وحياته، ويحقق تدبير الله منذ «البدء» فيما يخص العلاقة الوثيقة بينه وبين الخالق. والمسيح يكشف السر عن طريقة تطهير الإنسان مما لوثه العالم فيه؛ فالكلمة حينما تخاطب القلب والضمير، فهي بعينها الكلمة التي خلقت, فإن كانت لها القدرة أن تخلق, فإن لها القدرة أن تصحح وتعيد إلى الأصل وتغذي بالحق. بل ولا تزال هي هي الكلمة التي تزرع كل يوم أعضاء جدداً في الكرمة الممتدة, ليس نحو البحر كالسابق، بل نحو السماء؛ وهي تغسل وتطهر كنيسة برمتها عبر الدهور، والكل يسير وينمو حسب قصد خالقها: «... صادقين في المحبة، ننمو في كل شيء إلى ذاك الذي هو الرأس، المسيح.» (أف15:4‏)

يحسبه الله ثمراً أي خدمة مقبولة. ولا حجة بذلك للمسيحي على الكسل، كأن يقول: أنا عاجز، والمسيح هو الذي يفعل كل ما يجب. لكن فيه داعياً إلى الاجتهاد بالاتكال على يسوع لأن المسيح لم يقل «بدوني لا تقدرون أن تفعلوا إلا قليلاً»، بل: «لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً» (٢كورنثوس ٣: ٥).المسيحي يستطيع كل شيء بالمسيح فيقول «أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي المَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي» (فيلبي ٤: ١٣).

«لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً»: هذا يعني أن كل ما نفعله بدون المسيح ليس شيئاً؛ هو محسوب ضمن خشب الغصن، وليس له قيمة في حساب الكرمة. أعمالاً كثيرة جداً نعملها من ذواتنا ولإرضاء نزواتنا، وكلها ليست مدرجة في حساب الكرمة، بل هي العدم, عين العدم. مع أننا لو أخضعنا ذواتنا للمسيح، لعمل بنا المسيح أعمالاً يتمجد بها الآب, ولحسبت في حساب الحياة الأبدية. هكذا قال الإنجيل بالروح: كل شيء به كان, وبغيره لم يكن شيء مما كان» (يو3:1), فالذي عمله «الكلمة» المسيح «كان»، وصار هو الحياة، والذي لم يعمله المسيح ظل هو العدم. لذلك، كل من ينفصل عن المسيح، يصير هو العدم بالضرورة، حيث لا ثمر البتة, لا قليل ولا كثير !! وكل من اتحد وثبت في المسيح صار«كل شيء».
«أن تفعلوا شيئاً»: هذا «الفعل» يقصد به المسيح العمل الروحي، الذي يدخل ضمن تدبير الآب السماوي. فالتلاميذ هم الذين أسس بهم ملكوته, أي الكنيسة على الأرض، التي وضع عليها أن تكمل عمل المسيح في العالم عبر الأجيال والدهور، وكان لكل تلميذ عمل ورسالة, وهكذا كانوا بكور ثمر الكرمة التي ملأت العالم. والأن، لا تزال الكرمة تعمل، وتثمر، وتجدد أغصانها. ولا يزال يقاس كل غصن بقياس الثمر الذي يعطيه لحساب الملكوت، ويقاس الثمر بقياس مقدار الثبوت في المسيح والتأصل فيه. وحساب الكرمة يحسب بحساب الثمر، والأغصان تقيم بتأصلها في المسيح. فالكرمة، أي الكنيسة، هي كرمة ثمر، وليست مجرد أغصان ولا مجرد أوراق.

" .. أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> عليكم أن تبقوا دائما متصلين بى إتصال الأغصان بالكرمة "فإن الذى يثبت فى" منكم فأنا اثبت فيه أى أعينه وأشملة بنعمتى ولذا " يأتى بثمر كثير" لأن مقدار الأثمار الصالحة متوقف على قدر الإتحاد بى بالإيمان والمحبة "لأنكم بدونى لا تقدرون أن تفعلوا شيئا" أى بدون نعمتى فإجتهدوا وجدوا ولا تتكاسلوا فى عمل كل شئ صالح وإتكلوا على نعمتى لا على قوتكم الذاتية

   شرح وتفسير  (يوحنا 15: 6)  6 ان كان احد لا يثبت في يطرح خارجا كالغصن، فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار، فيحترق.
  .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " إِنْ كَانَ أَحَدٌ لا يَثْبُتُ فِي"

† " ان كان احد لا يثبت في يطرح خارجا  " ..  جملة شرطية من الصنف الثالث الفروع التى تنكسر لعدم ثباتها فى الأصل الذى هو يسوع أو أنها ترفض أن تكون جزءا منه كرمته فيرفضه يسوع ولا يعد يعطيه غذاءا روحيا لأنه لا يريد هذا الغذاء السامائى بل يريد العالم فيطرح فى العالم حيث يجف ولا يصلح حتى للإستعمال المنزلى لأن خشب الكرمة ليس قويا كباقى الأشجار ولا يولد حرارة قوية (حز 15) ويشير هذا الغصن إلى يهوذا أو إلى إسرائيل وإلى كل فرد لا يثبت فى يسوع ، أو حتى للإيمان الكاذب (مت 13: 41- 42 و 50 ) (1يو 2: 19)
تكلم المسيح في آية عن نزع الأغصان الغير مثمرة (يو 15: 3)  الغصن لا يقدر ان ياتي بثمر من ذاته ان لم يثبت في الكرمة، كذلك انتم ايضا ان لم تثبتوا في  (يو 15: 4) وفى هذه الاية يتكلم عن الغصن الذى لا يثبت فى المسيح

 (متّى ٣: ١٠ ) 10 والان قد وضعت الفاس على اصل الشجر فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار. والعلامة التى نعلم بها الأنبياء الكذبة هى ثمارهم قال المسيح (متى 7: 16) 16 من ثمارهم تعرفونهم. هل يجتنون من الشوك عنبا او من الحسك تينا؟ ( متى ٧: ١٩)  19 كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار

 

2) " يُطْرَحُ خَارِجاً كَالغُصْنِ،"

فذكر المسيح هنا ما يفعله الناس بالأغصان اليابسة مثالاً للعقاب الهائل المعد لكل تلميذ ونؤمن عقيم لم يثبت في المسيح. ويشتمل ذلك على خمسة أمور: العزل، والجفاف، والجمع، والطرح في النار، والاحتراق. وأمثلتها في الروحيات (١) إخراج العبد البطال بأمر الله من شعبه (متّى ٨: ١٢ ) 12 واما بنو الملكوت فيطرحون الى الظلمة الخارجية. هناك يكون البكاء وصرير الاسنان» ( متى ٢٢: ١٣). 13 حينئذ قال الملك للخدام: اربطوا رجليه ويديه وخذوه واطرحوه في الظلمة الخارجية. هناك يكون البكاء وصرير الاسنان.  (٢) حال المسيحي حين يفارقه الروح القدس (١تسالونيكي ٥: ١٩).19 لا تطفئوا الروح.  (٣) عمل الملائكة في اليوم الأخير، كما ذُكر في تفسير مثل الزوان والحنطة ( متّى ١٣: ٤١ )41 رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه لانهم تابوا بمناداة يونان وهوذا اعظم من يونان ههنا!  ( لوقا ١٢: ٢٠. (٤، ٥) دينونة اليوم الأخير والعقاب الذي يليها (متّى ١٣: ٤٣). 43 حينئذ يضيء الابرار كالشمس في ملكوت ابيهم. من له اذنان للسمع فليسمع».
أن الطرح في الخارج ليس فقط يعني الانفصال من الكرمة، بل والخروج من دائرة الكرمة، حيث الكرمة هنا تعني بستان الكرمة بأكمله، وهذه إشارة بليغة إلى الكنيسة. فالمسيحي الذي ارتأى أن يعيش بإمكانياته ومعرفته ومواهبه وحذقه الذاتي, غير المستمدة من سر الكرمة ككل، فإنه لا يُحسب من الكرمة في شيء. فجسد المسيح السري يحمل أغصاناً ثابتة ثبوتاً, تشهد عليه ثمارها التي تغلها لحساب الكرام في حينها الحسن.

 

3) " فَيَجِفُّ وَيَجْمَعُونَهُ وَيَطْرَحُونَهُ فِي النَّار"

«ويجمعونه ويطرحونه»: ‏في الأصل اليوناني يأتي الفعلان بالجمع «يجمعونهم ويطرحونهم», بمعنى: كل الذين تعاهدوا مع روح الضلال ليستقلوا بذواتهم، ويستغنوا عن مصدر حياتهم وخلاصهم الأبدي (مت41:21‏)

وهذا العقاب ليس مقصوراً على غير المؤمنون الذين يعصونالرب ويرتكبون الخطايا ، بل يعم الذين يعترفون بأنهم مسيحيون ولا يثبتون في المسيح ولا يأتون بأثمار. فإذاً مجرد عدم الثبوت في المسيح يؤكد هلاك الإنسان،عدم الثبوت في الكرمة يعني الانفصال حتمياً، لأن الغصن كيف يعيش؟ وعلى ماذا يعيش؟ فالكرمة تسنده حتى لا يسقط, وتغذيه حتى لا يموت. المسيحي إذا ابتعد عن المسيح، وبالأخص الذي يدعي أنه غصن وله ثمر، فإنه يتعرى من سر البقاء في الروح وسر القيام في النعمة، فتجفت الكلمة من فمه, ويذبل.وهذه إشارة خطيرة لانحراف المؤمنين آخر الزمان والذي سيكون بالجملة, ولهذا المنظر نبوة سبقت بفم حزقيال النبي لتصف هذا العمل على الواقع: «لذلك قل لبيت إسرائيل، هكذا قال السيد الرب... كل إنسان من بيت إسرائيل أو من الغرباء المتغربين في إسرائيل, إذا ارتد عني، وأصعد أصنامه (أخطر الأصنام هي الذات) إلى قلبه، ووضع معثرة إثمه تلقاء وجهه (انشغل بذاته)، ثم جاء إلى النبي ليسأله عنى, فإنى أنا الرب أجيبه بنفسي، وأجعل وجهي ضد ذلك الإنسان، وأجعله آية ومثلاً، واستأصله من وسط شبي. فتعلمون أني أنا الرب.» (حز6:14-8) لأن للرب عيّن لكل غصن في الكرمة إما الإثمار أو الإحراق (حزقيال ١٥: ٥).6 لذلك هكذا قال السيد الرب مثل عود الكرم بين عيدان الوعر التي بذلتها اكلا للنار كذلك ابذل سكان اورشليم.  وقد قصد المسيح بهذه الآية التلميذ العقيم الذى لا يعمل فى حقل الرب ، ولكنّ كلامه صدق على الكنيسة اليهودية جملة، لأنه قطعها لعدم إثمارها.
«يطرحونهم فى النار, فيحترقون »: لا تزال نبوه حزقيال منبعاً خصباً لهذا المنظر:
+ «يا ابن آدم ماذا يكون؟ هل عود الكرم (خشب) فوق كل عود (خشب) أو فوق القضيب الذي من شجر الوعر (الغابة)؟ هل يؤخذ منه عود (خشب) لاصطناع عمل ما؟ أو يأخذون منه وتداً ليعلق عليه إناء ما؟ (طبعأ خشب العنب لا يصلح أبداً). وهوذا يُطرح للنار. تأكل النار طرفيه، ويُحرق وسطه, فهل يصلح لعمل؟ هوذا حين كان صحيحاً، لم يكن يصلح لعمل ما. فكم بالحري لا يصلح بعد لعمل إذ أكلته النار فاحترق؟ لذلك، هكذا قال السيد الرب، مثل عود الكرم بين عيدان الوعر (الغابة) التي بذلتها أكلاً للنار, كذلك أبذل سكان أورشليم.» (حز2:15-6‏)
‏يكرر الرب الإله نفس القول، لا لسكان أورشليم، بل لأهل بيته، لأعضاء جسده، الذين دفح دمه الثمين ثمناً لإثمارهم لحساب الآب صاحب الكرم, مثل شجرة التين التي حملت ورقاً دون ثمر، فلعنها المسيح (مت18:21, مر12:11-14)، تشبيهاً للذين حولوا نعمة الله والروح إلى مظاهر جسدية ومجد دنيوي. فالثمر الصادق والثبوت الصادق هو طلب الرب قديماً وجديداً, والإلتصاق بالرب من عدمه هو أيضاً طلب الرب قديماً وجديداً. أما العقاب بالنار، فهو صادق منتهى الصدق، حتى لو قسناه على آخر ما وصل إليه علم الذرة والطاقة. فآخر صورة للمادة قبل أن تخلي مكانها في عالم الوجود الظاهري هي النار!!! ولا ينبغي أن نأخذ النار في عقاب الله بالصورة المادية, ولكنها تعبير عن غضب الله كما عرفها الله مرة في سفر التثنية بمنتهى الوضوح هكذا: «إنه قد اشتعلت نار بغضبي, فتتقد إلى الهاوية السفلى، وتأكل الأرض وغلتها، وتحرق أسس الجبال.» (تث22:32)
‏ قال ألقديس أغسطينوس: [ إما في الكرمة أو في النار]

  أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>
"إن كان احد " منكم ومن المؤمنين عموما "لا يثبت فى يطرح خارجا " فكما يقطع الغصن الطبيعى الغير مفيد من الكرمة ويلقى فى خارج الكرم حيث يجف ويربط فى حزم ويطرح فى النار ويحرق هكذا كل من لا يثبت فى بالإيمان والمحبة يفرز من الكنيسة ومن جماعة المؤمنين وبعد موته تجمعة الملائكة ويطرح فى جهنم .

   شرح وتفسير  (يوحنا 15: 7)   7 ان ثبتم في وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " إِنْ ثَبَتُّمْ فِيَّ وَثَبَتَ كلامِي فِيكُمْ "

جملة شرطية من الصنف الثالث تقيد إمكانية التحقق  وينتقل يسوع فى تعليمه من موضوع ثباته فى تلاميذه إلى ثبات كلمته فيهم ، وهنا يعلن يسوع ألاب فى تعاليمه ، الإنجيل هو إعلان يسوع كشخص ورسالة وعلاقة بينه ككلمة للبشر .

هذه الآية وعد مقدس وعد به الرب تلاميذه وقد ربط ثبوته فيهم بثبوت كلامه كذلك، فالثبوت لا يكون بدون الكلام الذي هو تعاليمه ووصاياه التي أعلنها لهم. والثبوت يعنى ألا ينسى ما قاله كما أنه لم يُرد بثبوت كلامه فيهم مجرد بقائه في ذاكرتهم، بل تأثيره في قلوبهم وسلوكهم، وأنه موضوع تأملاتهم وأشواقهم الروحية، فينشئ فيهم غايات سماوية ويشجعهم على الصلاة.

2) " تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ "

الصلاة موضوع كبير تتوقف على محبتنا وعلى موضوع الإستجابة والإلحاح وغيرها راجع شرح (يو 14: 13)

مما هو ضروري لإثمارهم. هذا الوعد مثل الوعد الذي سبق وورد في ( يوحنا ١٤: ١٣، ١٤ وع ١٦ )13 ومهما سالتم باسمي فذلك افعله ليتمجد الاب بالابن. 14 ان سالتم شيئا باسمي فاني افعله.  16 وانا اطلب من الاب فيعطيكم معزيا اخر ليمكث معكم الى الابد، ( يوحنا ١٦: ٢٣) 23 وفي ذلك اليوم لا تسالونني شيئا. الحق الحق اقول لكم: ان كل ما طلبتم من الاب باسمي يعطيكم.  ( متّى ٢١: ٢١) 21 فاجاب يسوع: «الحق اقول لكم: ان كان لكم ايمان ولا تشكون فلا تفعلون امر التينة فقط بل ان قلتم ايضا لهذا الجبل: انتقل وانطرح في البحر فيكون. 22 وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه».  وهو للرسل خاصة، لكنه أيضا لغيرهم من المسيحيين إن كانت أحوالهم وغاياتهم كأحوال الرسل وغاياتهم.وهذا وعد بالتلمذة إذا ثبت المؤمنون بالمسيح فى كلامه (يو 8: 31- 29) فقال يسوع لليهود الذين آمنوا به: «إنكم إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي، وتعرفون الحق، والحق يحرركم»  والمعلم المسيح يجيب طلب أتباعه أى تلاميذه الذين ثبتوا فى كلامه وأحبوه إلى المنتهى وهذا موافق لقول الرسول «طِلبَةُ البَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيراً فِي فِعْلِهَا» (يعقوب ٥: ١٦). ويتضح من هذه الآية أنه لا حقَّ لأحد أن يتوقع إجابة طلباته إن لم يحي في طاعة المسيح، وإن لم يتحد به بالإيمان (مزمور ٦٦: ١٨).18 ان راعيت اثما في قلبي لا يستمع لي الرب.  " «أيها الأحباء، إن لم تلمنا قلوبنا، فلنا ثقة من نحو الله، ومهما سألنا ننال منه، لأننا نحفظ وصاياه، ونعمل الأعمال المرضية أمامه» (ايو21:3-22) ولا تُستجاب طلبات كثيرة بسبب عدم ثبوت المصلّين في المسيح، وعدم ثبوت كلامه فيهم.
لذي يثبت في المسيح والمسيح فيه, لا يعود يطلب شيئاً في المستقبل، لأنه لا يخشى المستقبل، بل هو محصور في حاضر الملكوت، ولا يتمنى ولا يشتهي إلا أن يبقى في ملكوته: «اطلبوا ملكوت الله وهذه كلها تزاد لكم» (لو31:12). والذي ذاق هذا الكلام، يفهم كيف يطلب، وماذا يطلب، وكيف يستجاب إلى ما يطلب، بل ويفهم لماذا وعد المسيح وعداً ثابتاً وحيداً أنه لا بد يستجيب، لأن طلباتنا حينئذ تهمه، بل تكون موضع مسرته، لأنها تكمل عمله!!!

«فيكون لكم»: باللغة اليونانية تعني «يُصنع لكم» أو «يُعمل لكم». وكأن الطلبة ذات فمل تنفيذي. والسر هنا كائن في تماثل الإرادة والمسرة عند الطالب وعند المنفذ. بل يتمادى بولس الرسول، بصفته الغصن الممتاز الذي ضرب القياس المعلى في الأكثار والثبوت، فيقول: «والقادر أن يفعل فوق كل شيء، أكثر جداً مما نطلب أو نفتكر»، وهو «سر القوة التي تعمل فينا», وهى سر ‏«القوة التي تعمل فينا»، وهي قوة مسرة ومحبة الله الأب التي يستودعها أولاده الذين أحبهم، لأنهم أحبوا ابنه يسوع المسيح.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> "إن ثبتم فى " بالإيمان والمحبة " وثبت كلامى فيكم" أى تعاليمى التى أعلنتها مرارا "تطلبون مهما تريدون" مما يكون موافقا لإرادته وضروريا لإثماركم فى الأعمال الصالحة ونموكم فى التقوى "فيكون لكم" أى تجاب طلباتكم

  شرح وتفسير  (يوحنا 15: 8)  8 بهذا يتمجد ابي: ان تاتوا بثمر كثير فتكونون تلاميذي.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

في هذه الآية هدف وغايتين من ثبوت الرسل في المسيح وإتيانهم بأثمار البرّ.


1) " بِهَذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي"

 عند تنفيذ كلمات وتعاليم يسوع فى المجتمع ويرى الناس أعمالنا يمجد الناس إلهنا أى يتمجد إلهنا فى حياتنا ونعطى مجدا له وهناك عبارة يقولها الأقباط دائما عند بداية كلامهم مجد إسم يسوع (يو 13: 31= 32& 14: 13 % 17: 4) (مت 9: 8 & 15: 31) حيت يتمجد الآب فى حياة الإبن بأعماله وفى حياة المؤمنين بأعمالهم (مت 5: 16)

بهذا أى بثباتكم فى وفى كلامى .فتنتجون ثمر كثير وذلك بسبب صلواتكم وطلباتكم منى، هو هو نفس الثمر الذي ماتت حبة الحنطة لتأتي به: «ولكن إن ماتت، تأتي بثمركثير.» ‏(يو24:12‏) وهنا يكشف في الحال أن عمل التلاميذ أو المؤمين على ممر الدهور هو تكميل لعمل المسيح، وبالتالى: «تكونون تلاميذي»؛ «فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم.» (مت19:28).

 يَتَمَجَّدُ أَبِي أولاهما تمجيد الآب، فكما أن وفرة ثمر الكرم الأرضي دليل على اجتهاد الكرام واعتنائه، ويكثر الأقباط قول عبارة "مجد سيدك" أى مجد السيد المسيح ويرد عليه الآخر مجدا لإسمه  كذلك تقوى المسيحيين وأمانتهم يمجِّدان الكرام السماوي. ويلزم عن ذلك ثلاثة أمور: (١) صلاح كلام المسيح وتعاليمة وتنفيذها يعطى مجد للرب  ( متّى ٥: ١٦ ) 16 فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة ويمجدوا اباكم الذي في السماوات. ( فيلبي ١: ١١ )  11 مملوئين من ثمر البر الذي بيسوع المسيح لمجد الله وحمده. ، لأنها سبب تلك التقوى والأمانة.(رو 4: 20) ولا بعدم ايمان ارتاب في وعد الله، بل تقوى بالايمان معطيا مجدا لله. " (٢) قوة نعمته، لأنها جعلتهم يغلبون فساد طبيعتهم ويقدرون أن يفعلوا الصلاح.(1 تى 6: 11) واما انت يا انسان الله فاهرب من هذا، واتبع البر والتقوى والايمان والمحبة والصبر والوداعة. " (٣) أن المسيحي التقي الأمين قد تجدد، فصار في صورة الرب، وأظهر للناس بحُسن سيرته صفات الله الحسنة وفضله العظيم (متّى ٧: ٢٠ )  20 فاذا من ثمارهم تعرفونهم. ( فيلبي ٤: ٨).8 اخيرا ايها الاخوة كل ما هو حق، كل ما هو جليل، كل ما هو عادل، كل ما هو طاهر، كل ما هو مسر، كل ما صيته حسن، ان كانت فضيلة وان كان مدح، ففي هذه افتكروا.
 

2) " أَنْ تَأْتُوا بِثَمَرٍ كَثِير"ٍ أي أن تمارسوا الأعمال الصالحة بالأمانة والتواضع والاجتهاد «مكثرين في عمل الرب» (١كورنثوس ١٥: ٥٨).58 اذا يا اخوتي الاحباء، كونوا راسخين، غير متزعزعين، مكثرين في عمل الرب كل حين، عالمين ان تعبكم ليس باطلا في الرب.

3) " فَتَكُونُونَ تلامِيذِي" 

هذه هي الغاية الثانية، أن يعرف الجميع أنكم تلاميذى ( يو ١٣: ٣٥) 35 بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي: ان كان لكم حب بعضا لبعض». أي تُعرفون أنتم ايضا أنكم تلاميذي والتلمذةليست قاصرة على التلاميذ فى زمن المسيح فقط بل نستدل على ما قاله المسيح لليهود ( يوحنا ٨: ٣١ ) 31 فقال يسوع لليهود الذين امنوا به:«انكم ان ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي، " ،  الذين آمنوا به أنها وينطبق على كل إنسان يؤمن بالمسيح يهودى كان أو أمميا

هنا يتضح المعنى المتسع للتلمذة للمسيح. فالمسيحية تلمذة، الإيمان تسليم، والثمر هو برهان صدق التلميذ الذي حل النير والرسالة. الكرمة كلها فروع مثمرة، الكنيسة كلها تسبح بفم واحد، وتعطي الكرامة والسجود والمجد الدائم لمن أحبها وفداها بدم ابنه الحبيب

ربح النفوس لحساب المسيح, الذي هو منتهى الثمر وأفخره، فهذا حتماً وبالضرورة يمجد الآب السماوي ويفرح قلب المسيح: «نائلين غاية إيمانكم خلاص النفوس» (ابط9:1)، «لكي يروا أعمالكم الحسنة، ويمجدوا أباكم الذي في السموات.» (16:5‏)

فعمل التلاميذ فى حقل الرب أعطى أثمار وافرة يبرهن أنهم تلاميذ المسيح، فالثمر هو العلامة الوحيدة للتلميذ الحقيقي، ولا يكفي مجرد الاعتراف باللسان. ولا يلزم من قوله «فتكونون تلاميذي» أنهم لم يكونوا تلاميذه حينئذ، إنما أراد أنهم تلاميذه في الساعة نفسها، وأنهم سيبقون كذلك، وأنهم كلما زادوا أعمالاً صالحة زادت محبته ومجازاته لهم، فكأنه قال: إن كنتم كذلك فأنا أعترف بأنكم خاصتي، وأنتم تتحققون أنكم لي، والعالم يعرف أنكم كذلك لمشابهتكم لي.
قبل الرسل هذا الشرط على أنفسهم، وأتوا بثمر كثير بعد ذلك، إذ جالوا في كل العالم يبشرون بالإنجيل، واحتملوا الاضطهادات الشديدة، ومات أكثرهم شهداء في سبيله طاعةً لأمره، وتمجيداً له، ورغبة في خلاص النفوس.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112

>
" بهذا " أى بثباتكم فى " يتمجد أبى" أى يؤول لمجد الآب لأن ثباتكم يجعلكم "أن تأتوا بثمر كثير " أة أن تمارسوا ألعمال الصالحة بالإجتهاد والتواضع وبذلك تستحقون أن تكونوا لى تلاميذى كاملين لا مبتدئين  غير كاملين  . .

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الخامس عشر
2. محبتهم لبعضهم البعض
(يوحنا 15:  9- 17)

   شرح وتفسير  (يوحنا 15: 9)  9 كما احبني الاب كذلك احببتكم انا. اثبتوا في محبتي.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
.
.  فى هذه السلسلة من العبارات التى تكلم بها يسوع والتى محورها هى المحبة تتميز علاقة المحبة فى عائلة الإله .. ألاب يحب الإبن .. الإبن يحب المسيحيين ، والمسيحيين يحبون بعضهم بعضا .. والمسيحييون يحبون الآب والإبن .. وفى المسيحية نحب الآخرين 

1) " كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ "

محبة الآب للابن أعظم صنوف المحبة وتمتد هذه المحبة من الآب لللإبن  ومنه للبشرية والاب والأبن يحيان العالم  (يو 3: 16) "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية." ،  وهي مبنية على كمال الاتحاد بينهما في القصد والعمل وتظهر محبة ألاب فى السماء للكلمة المتجسد فى معمودية المسيح  (متّى ٣: ١٧ )  17 وصوت من السماوات قائلا: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت». وعلى النجلى فى جبل طابور ( مت ١٧: ٥ )5 وفيما هو يتكلم اذا سحابة نيرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلا: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. له اسمعوا» 
محبة المسيح والآب هنا هي محبة فائقة على المعرفة الطبيعية التي للانسان, لا يستطيع العقل أن يبلغ مداها أو يحيط بها, هو يعيش فيها فقط ويتنعم، ولكن لا يفلسفها بالفكر أو بتعظم: «وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة, لكي تمتلئوا إلى كل ملء الله» (أف19:3). معرفة المحبة بالوعي المسيحي العالي تملأ الإنسان بلا كيل، تملأه بملء أسرار الابوة الحانية المترفقة, فلا نصير بعد غرباء عن الله: «لأن به لنا كلينا (اليهود المتنصرين والأمم ), قدوما، في روح واحد، إل الآب. فلستم، إذاً بعد غرباء ونزلاء، بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله.» (أف18:2-19)

 

2) " كَذَلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا "

وتظهر محبة المسيح للمؤمنين فعندما قال( يوحنا ١٧: ٢٤). 23 انا فيهم وانت في ليكونوا مكملين الى واحد، وليعلم العالم انك ارسلتني، واحببتهم كما احببتني. " (يوحنا 9:15 ) "كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ أَحبَبْتُكُمْ أَنَا أَيضَاً، فَاثْبُتُوا فِي محَبَّتِي". حتى العشارن والخطاةاحبهم لينقذهم (مت 11: 19) جاء ابن الانسان ياكل ويشرب فيقولون: هوذا انسان اكول وشريب خمر محب للعشارين والخطاة. والحكمة تبررت من بنيها».

اتخذ الابن محبة الآب له مثالاً ونموذج لمحبته تلاميذه، فكلتاهما غير محدودتين. ومحبة المسيح لتلاميذه كمحبة الآب له في النوع لا في المقدار. ووجه الشبه: الرّقة، والدوام، وتقديم ما يقوم بالحاجات، والوقاية من الخطر.
«كما أحبني الآب, كذلك أحببتكم أنا»: ‏المسيح يوضح نوع ومستوى المحبة التي أحبنا بها، فهي محبة آب لابن. المسيح تبنانا بالحب لحساب أبيه، ليضمنا معه في بنوته الرفيعة القدر والمجد: «انظروا أية محبة أعطانا الآب، حتى نُدعى أولاد الله» (ايو1:3)

 

3) " اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي "

امر مبنى للمعلوم .. هذا أمر من يسوع للمؤمنين به الذين يدعون أنفسهم مسيحيين أن يثبتوا فى : (1) الصلاة (يو 15: 7 & 14: 14) .. (2)  الطاعة (يو 15: 10 و 20 & 14: 15 و 21 و 23 و 24) .. (3)  الفرح  (يو 15: 11) .. (4) المحبة (يو 15: 12 & 14: 21 و22 و24)

أي محبتي لكم. وهذا الثبوت لا يكون إلا بطاعة كلامه (يو 15: 7) . ويتضمن هذا الثبوت أمرين: (١) أن المسيحي يشتاق إلى محبة المسيح له ويقبلها ويُسر بها ويجتهد في أن يكون مستحقاً لها. محبة المسيح للعالم هو سر التحام الغصن في الكرمة. هو الغذاء الذى يسرى من الآب للإبن للغصن الملتحم بالكرمة الذى هو المسيح  «أنا الكرمة وأبي الكرام». سر الغصن الملتحم في الكرمة ممتد, ومنبثق من سر الكرمة الملتحمة بالآب. الآب يحب الابن، والحب العلاقة القائمة بالآب والابن.فالمسيح نفذ وصية الحب الواردة فى العهد القديم (تث 6: 5) وقد نفذها المسيح وبشر يها أيضا (لو 10: 27) "فأجاب وقال: «تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل قدرتك، ومن كل فكرك، وقريبك مثل نفسك»." حب الآب للابن أعطاه المسيح لنا: « ... ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به, واكون أنا فيهم» (يو26:17).

حب المسيح لنا هو سر الالتحام بيننا كأغصان مع الكرمة التى هى المسيح ، هو سر الوحدة، التي جاء الابن ليؤسسها مع بني الانسان لحساب الله: «أنا فيهم، وأنت في، ليكونوا مكملين إلى واحد» (يو23:17). هكذا صار الغصن في متناول الكرام العظيم المخوف غير المنظور، هكذا صرنا تحت تهذيب وتنقية الآب، وبذلك قربنا هو إليه، ورفعنا إلى مستوى البنين, بل الأحباء: «لكني قد سميتكم أحباء، لأني اعلمتكم بكل ما سمعته (العصارة) من أبي.» (يو15:15)(٢) أنه يعتزل كل مانع من دوام محبة المسيح له كعدم الأمانة والطاعة.
كيف نثبت في محبة المسيح ؟ ، لقد آمنا به فهذا لا يزيد عن كوننا نصدق دعوته هذه ونقبلها في داخل أنفسنا، ونتبادل معها حباً بحب، وهي هي نفسها التي تزيدنا ثبوتاً فيه. فوصية المسيح تحمل قوتها سرا في داخلها، والذي ينقذها يكتشف أن الوصية تحمل سر تنفيذها، وتكشف معناها للجاهل أكثر مما تكشفه للعالم, وللطفل الذي يتهجى الكلمات أعظم من الفيلسوف صاحب الاسم والدرجات. فوصية المسيح تؤخذ ولا تُدرس, وتُقبل ولا تُفحص, فإذا أُخذت وقُبلت كما هي, فهي تكشف أعماقها لصاحبها وتشرح أسرارها لمنفذها.
‏يقول القديس مار إسحق :" ‏إذاً حق للمسيح أن يٌلح علينا أن نثبت في محبته؛ فهذا هو الباب، وهذا هو الطريق."

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> إن محبة ألاب للأبن على كمال الإتحاد بينهما لأن جوهرهما واحد فكما أحب الآب المسيح هكذا أحب المسيح تلاميذه ، فيجب عليهم أن يثبتوا فى محبته كأنه يقول كما أحبنى الاب لأخلص العالم هكذا أنا احببتكم وفضلتكم على جميع الناس لأخلص العالم بواسطة إنذاركم وتبشيركم

   شرح وتفسير  (يوحنا 15: 10)  10 ان حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي، كما اني انا قد حفظت وصايا ابي واثبت في محبته.

ث
انيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

انظر شرح يوحنا ١٤: ٢٣، ٢٤. جعل المسيح طاعته للآب وثبوته بها في محبته قاعدة لتلاميذه يسلكون بموجبها في طاعتهم له وثبوتهم في محبته.


1) " إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي"

جملة شرطية من الصنف الثالث تفيد إمكانية التحقق ، حفظ الوصايا أى تذكرها وتطبيقها فى حياتنا والعمل بها مع الآخرين  وطاعة تنفيذ الوصية هو برهان على أننا أتباع يسةع المسيح هذا هو كلامه وهذه  هى أعمالنا ننفذ فيها كلامه ووصاياه إنها تلمذة ليسوع (يو 8: 31 & 14: 15- 21 و 23- 24 ) (لو 6: 46) ولنا مثالا هو محبة يسوع لنا وحفظه وصايا الآب

«إِنْ حَفِظْتُمْ»: ‏معنى كلمة حفظ باللغة اليونانية تحمل معنى أكثر من الحفظ. فهي تعني الملاحظة الشديدة الدقيقة، وتعني السهر الدائم على الشيء، والحراسة الدائمة، والاعتناء والانتباه نحو الشيء.
إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ جعل المسيح السيرة المقدسة شرطاً لحبه لهم وتيقنهم من ذلك الحب (يوحنا ١٤: ٩، ٢١، ٢٣) 9 قال له يسوع:«انا معكم زمانا هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس! الذي راني فقد راى الاب، فكيف تقول انت: ارنا الاب؟  21 الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني، والذي يحبني يحبه ابي، وانا احبه، واظهر له ذاتي». 23 اجاب يسوع وقال له:«ان احبني احد يحفظ كلامي، ويحبه ابي، واليه ناتي، وعنده نصنع منزلا. ئئئئئئ"

، بالمحبة نعرف المسيح ويعرفنا العالم أننا تابعين ومؤمنين بالمسيح الذى أحبنا بتنفيذ وصاياه  (١يوحنا ٢: ٣).3 وبهذا نعرف اننا قد عرفناه: ان حفظنا وصاياه. 4 من قال: «قد عرفته» وهو لا يحفظ وصاياه، فهو كاذب وليس الحق فيه. 5 واما من حفظ كلمته، فحقا في هذا قد تكملت محبة الله. بهذا نعرف اننا فيه: 6 من قال: انه ثابت فيه ينبغي انه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو ايضا. "

 

2) " كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ"

 فعل تام مبنى للمعلوم فى السلوب الخبرى ، أنه رباط أبدى بالمحبة كما يرتبط المسيح بالأب ينبغى على المسيحيين أن يتبعوا أسلوبه ومثاله فى المحبة ويسيرون فى طريق الحياة بالمحبة  فعلاقة المحبة بين ألاب والإبن يجب أن تنعكس على المؤمنين بالمسيح وتتكاثر بينهم (يو 14: 23)

 كلمة محبة فى المخطوط اليونانى هى "أغابى" وهى كلمة لم تستخدم فى اللغة اليونانية الكلاسيكية ، ولكن إستخدمتها الكنيسة الأولى بصورة مكثفة وحددت معناها ، وتشير أحيانا إلى محبة ألاب لنا أو محبة ألإبن للآب ولنا ، وأستخدمت بصورة سلبية عن الحب البشرى المتغير (يو 3: 19 & 12: 43) (1يو 2: 15) المحبة فى المسيحية ليست كلمة تشير إلى المشاعر التى يشعر بها ألإنسان فقط ولكنها تخرج من أعماق المسيحى لتصبح فعلا واقعا فى الحياة (يو 3: 16) وقد تواصلت محبة الرب لشعبه فى العهد القديم كما الجديد وهو موضوع كبير إلا أن الرعاية التى رعاها الرب لبنى إسرائيل فى البرية كمثل واحد من العديد لا تحتاج لبرهان لهذه المحبة الفائقة بالرغم من تذمر بنى إسرائيل  من ذلك فلم يكن من السهل عليه ابدا تحريك ذلك العدد الكبير من الناس دون ان يخضع لعملية تغيير كي يتجاوب مع الاحداث بصورة افضل، خاصة وان اولئك الناس أثبتوا من خلال مواقفهم وتصرفاتهم مدى عنادهم وقساوة قلوبهم، رومع ذلك أمدهم الرب بكل حاجاتهم الجسدية والروحية، ورغم كل الأدلّة المتواصلة على محبة الرب وقوته، كانوا دائمي الشكوى، والتذمّر، وتواقين للعودة إلى أيامهم في مصر.ومحبتهم لقدور لحم مصر وغيرها   ذلك ما كان على موسى مواجهته عندما دعاه الرب لقيادة شعبه

‏المسيح يعطي نموذجاً للفهم الصحيح لكلمة «حفظ» بما أجراه هو بنفسه من جهة «وصايا أبي». فما هي «وصايا» الأب التي أعطاها له الآب والتي حفظها الابن؟ هنا «سر المحبة» التي تفوق العقل والمعقول. اسمع هذا التقرير من فم المسيح: «الآب نفسه يحبكم، لأنكم قد أحببتموني» (يو27:16). فمن ذا الذى يستطيع أن يصف محبة الآب، أو يشرح ما هيتها؟ هى سر مطلق داخل سر محبة الابن, ومحبة الابن فى متناول يدنا، لأن الوصية هى المفتاح الذهبى لهذا الكنز السمائى.
كَمَا أَنِّي أَنَا لم يطلب المسيح من تلاميذه شرطاً لثبوتهم في محبته لهم سوى الشرط الذي قبله على نفسه لثبوته في محبة الآب له (يوحنا ٨: ٢٩ )  29 والذي ارسلني هو معي، ولم يتركني الاب وحدي، لاني في كل حين افعل ما يرضيه». ( يو ١٠: ١٧).17 لهذا يحبني الاب، لاني اضع نفسي لاخذها ايضا. 

‏فيما يلى صورة طبق الأصل من هذه الوصايا جميعها، محفوظة في خزانة العهد القديم. نقدم للقارىء صورة منها للحفظ  (من كتاب شرح إنجيل يوحنا للأب متى المسكين )
‏أولا: تسلم إشعياء النبي صورة من هذه الوصايا حوالى سنة 700 ق. م. ليعلنها مسبقاً، وهي التي كان قد تسلمها الابن من الآب منذ الأزل وقد جاء في هذه الوصايا:
1- أن يأخذ الابن منظر الإنسانية التي فسدت وصورة الإنسان على مستوق بني آدم، بلا صورة حسنة ولا جمال إطلاقاً: «اكان منظره كذا مفسداً أكثر من الرجل، وصورته أكثر من بني آدم» (إش14:52). ليس في الشكل طبعاً ولكن في التنازلات بالكرامة. «لا صورة له ولا جمال، فننظر إليه، ولا منظر فنشتهيه.» (إش2:53)
2- أن يحتمل الابن احتقار الناس وخذلانهم له، واتهاماتهم الموجعة، ويختبر الأحزان المرة، وأن لا يهتم الناس برؤيته, ولا يعتد به أحد من الناس: «محتقر ومخذول من الناس، رجل أوجاع، ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا, مُحتقر فلم نعتد به.» (إش3:53)
3- يضربه الناس، ويُذل ويُجرح ويُسحق ويُؤدب (بالسياط) ويسيل دمه. دون أن يكون مستحقاً لشيء من هذا: «لكن أحزاننا حملها، وأوجاعنا تحملها، ونحن حسبناه مُصاباً, مضروباً من الله ومذلولاً, وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا، تأديب سلامنا عليه، وبحبره شُفينا.» (إش4:53-5‏)
4- يتحمل الابن إثم جميع بني البشر, ويُظلم, ويتذلل لظالميه, ولا يحتج أو يفتح فمه، إلى أن يوارى في القبر: «الرب وضع عليه إثم جميعنا. ظٌلم، أما هو فتذلل، ولم يفتح فاه ... من الضغطة ومن الدينونة (المحكمة) أخذ, وفي جيله من كان يظن أنه قُطع من أرض الأحياء: [«يسوع الناصري الذي كان إنساناً نبياً مقتدراً في الفعل والقول أمام الله وجميع الشعب، كيف أسلمه رؤساء الكهنة وحكامنا لقضاء الموت, وصلبوه, ونحن كنا نرجو أنه هو المزمع أن يفدي إسرائيل. ولكن مع هذا كله اليوم له ثلاثة أيام منذ حدث ذلك» (لو19:24-21)] ... وجُعل مع الأشرار قبره.» (إش6:53-9)
وختم إشعياء النبي على صدق هذه الصورة التى تسلمها بالروح بالوحي، الى هى نص الوصايا التى أعطاها الآب للابن، وقبل الابن تنفيذها، حفظها حفظاً، وعاش لتنفيذها، ومات لتكميلها: «قد آٌكمل.» (يو30:19)
‏ثانيا: وقد كشف الله عن عيني عقل بولس الرسول، ليرى شخصية المسيح على حقيقته قبل التجسد وبعده، أى بعدما أطاع وصايا الآب, ونفذها بالحرف الواحد هكذا: «فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضاً (أي «إن حفظتم وصاياي ... كما حفظت أنا وصايا أبي»)، الذي إذ كان في صورة اللع لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله، ‏لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد، صائراً في شبه الناس, وإذ وُجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت, موت الصليب.» (في5:2-8‏)
‏هنا بولس الرسول يطلب أن يكون لنا فكر المسيح من جهة حفظ وصايا الآب عملياً. وبولس الرسول نفسه حفظ وصايا المسيح بجدارة، لا عن ظهر قلب بل على ظهره، 40 جلدة إلا واحدة خمس مرات وتحت حد السيف: «في الأتعاب أكثر، في الضربات أوفر، في السجون أكثر، في الميتات مراراً كثيرة، من اليهود خمس مرات قبلت أربعين جلدة إلا واحدة، ثلاث مرات ضُربت بالعصي. مرة رُجمت. ثلاث مرات انكسرت بي السفينة، ليلاً ونهاراً قضيت في العمق (أي عمق البحر)، بأسفار مراراً كثيرة, بأخطار سيول، بأخطار لصوص، بأخطار من جنسي، بأخطار من الأمم، بأخطار في المدينة، بأخطار في البرية, بأخطار في البحر، بأخطار من إخوة كذبة.» (2كو23:11-26)
‏ولكن ليس كل تلميذ ولا كل رسول كان مثل بولس، لأنه هو نفسه يقول مقارناً نفسه بجميع الرسل هكذا: أهم خدام المسيح؟ أقول كمختل العقل، فأنا أفضل, في الأتعاب أكثر.» (2كو23:11)
‏وبذلك يقدم لنا الإنجيل, في بولس الرسول، نموذجا أعلى للغصن الذي ثبت في المسيح، وحفظ وصاياه, تحت أسوأ ظروف قابلها رسول أو أي مؤمن أخر، حيث يظهر حفظه وتمسكه بوصايا المسيح متعادلاً مع «الثمر الكثير» الذي مجد به الآب. وبولس الرسول، في النهاية، يوضح هذه المعادلة بقوله: «وقت إنحلالى قد حضر, قد جاهدت الجهاد الحسن, أكملت السعي، حفظت الإيمان, وأخيراً قد وُضع لي إكليل البر الذي يهبه لي، في ذلك اليوم، الرب الديان العادل. وليس لي فقط، بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضاً.» (2‏تي6:4-8)

 أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>
فإثبتوا فى محبتى وذلك بحفظكم وصاياى كما أنا اثبت فى محبة أبى بحفظى وصاياه

 شرح وتفسير (يوحنا 15: 11)  11 كلمتكم بهذا لكي يثبت فرحي فيكم ويكمل فرحكم.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا "

كلام يسوع هو كلام يفرح القلوب بالحب ، أنه فرح إلهى يلبس فيه المسيحيين لباس الفرح (يو 17: 13) والفرح والبشاشة هو برهان التلمذة للمسيح هو علامة سلام على وجه المسيحى (يو 15: 11& 16: 20 و21 و 22 و 24 & 17: 13) فى الحياة سنواجه الألم والأزمات والإضطهاد ، ولكن ما دام يسوع معنا فهناك يكون السلام فى قلوبنا ويكمل فرحنا بيسوع 
بِهَذَا أي ما ذُكر من أمر وصية  الطاعة في الآية السابقة (سو 15: 10)  10 ان حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي، " أى أنه يشير إلى أن طريق الطاعة هو طريق المسرة الكاملة الدائمة، لا طريق المشقة والعبودية، .،أو أن المسيح أشار إلى كل ما ذكره في هذا الخطاب / العظة / التعليم . وقصد

«كلمتكم بهذا»: يكررالمسيح هذه العبارة فى حديث الفراق هنا سبع مرات وردت هذه العبارة فىالآيات التالية  ( يو11:15) 11 كلمتكم بهذا لكي يثبت فرحي فيكم ويكمل فرحكم ( يو  1:16 و4 و6 و25 و33) 1 «قد كلمتكم بهذا لكي لا تعثروا. 4 لكني قد كلمتكم بهذا حتى اذا جاءت الساعة تذكرون اني انا قلته لكم. ولم اقل لكم من البداية لاني كنت معكم.6 لكن لاني قلت لكم هذا قد ملا الحزن قلوبكم. 25 «قد كلمتكم بهذا بامثال، ولكن تاتي ساعة حين لا اكلمكم ايضا بامثال، بل اخبركم عن الاب علانية   33 قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام. في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا: انا قد غلبت العالم»  ( يو 25:14.) 25 بهذا كلمتكم وانا عندكم. ..  وهي نفس العبارة التى قالها يهوه فى العهد القديموذكرت  في سفر حزقيال  فى الآيات التالية : «أنا الرب تكلمت» (حز 13:5 و15 و17) 13 واذا تم غضبي واحللت سخطي عليهم وتشفيت يعلمون اني انا الرب تكلمت في غيرتي اذا اتممت سخطي فيهم.15 فتكونين عارا ولعنة وتاديبا ودهشا للامم التي حواليك اذا اجريت فيك احكاما بغضب وبسخط وبتوبيخات حامية.انا الرب تكلمت 17 واذا ارسلت عليكم الجوع والوحوش الرديئة فتثكلك ويعبر فيك الوبا والدم واجلب عليك سيفا.انا الرب تكلمت  ( حز  10:6)10 ويعلمون اني انا الرب.لم اقل باطلا اني افعل بهم هذا الشر ( حز  21:17 و24 )21 وكل هاربيه وكل جيوشه يسقطون بالسيف والباقون يذرون في كل ريح فتعلمون اني انا الرب تكلمت   24 فتعلم جميع اشجار الحقل اني انا الرب وضعت الشجرة الرفيعة ورفعت الشجرة الوضيعة ويبست الشجرة الخضراء وافرخت الشجرة اليابسة.انا الرب تكلمت وفعلت "  وغيرها... وهكذا يظهر من أسلوب المسيح أنه يهوه نفس المتكلم فى العهد القديم اى أنه إله العهدين

2) "  لِكَيْ يَثْبُتَ فَرَحِي فِيكُمْ "

 اثبتوا فيّ، آية (يو 15: 4): اثبتوا في وأنا فيكم" ثم اثبتوا في كلامي  آية (يو 15: 7): إن ثبتم في وثبت كلامي فيكم" ..  ثم اثبتوا في محبتي ( يوحنا 9:15 ) ،اثبتوا في محبتي." .. ثم اثبتوا في فرحي. (يو 15: 11)  هذا تدرج عملي, يمر عليه كل من يمسك بالمسيح ويلتصق به . كما يثبت الغصن في الكرمة، فيثبت سريان عصارة الحب فيه، فيثبت فيه الثمر، وبالنهاية يثبت الفرح. والمعنى السري وراء هذا عميق للغاية.

يحتمل قوله «فرحي» ثلاثة معانٍ: (١) فرح المسيح بتلاميذه حين يشاهد إيمانهم ومحبتهم وطاعتهم وثبوتهم. (لو 15: 7) "أقول لكم: إنه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون إلى توبة." (٢) فرح التلاميذ فرحاً كفرح المسيح، لصدور الفرحين من مصدر واحد هو الطاعة للآب والثبوت في محبته (يو 15: 9 و 10) ) 9 كما احبني الاب كذلك احببتكم انا. اثبتوا في محبتي. 10 ان حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي، كما اني انا قد حفظت وصايا ابي واثبت في محبته.  " وتيقن ذلك (يوحنا ١٧: ١٣ ) 3 وهذه هي الحياة الابدية: ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته.  ( عبرانيين ١٢: ٢). (٣) فرح التلاميذ الذي يهبه هو لهم، (مت 5: 12) افرحوا وتهللوا لان اجركم عظيم في السماوات فانهم هكذا طردوا الانبياء الذين قبلكم." فقد أعطاهم سلامه (يوحنا ١٤: ٢٧) وزاد على ذلك فرحه، وهو أحد أثمار الروح القدس (رومية ١٤: ١٧ )  17 لان ليس ملكوت الله اكلا وشربا، بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس.  (غلاطية ٥: ٢٢). 22 واما ثمر الروح فهو: محبة فرح سلام، طول اناة لطف صلاح، ايمان 

ثمرة الحب عملياً، هو البذل. والقديس يوحنا يشرح هذا الملل عملياً هكذا: «بهذا نعرف أننا قد عرفناه, إن حفظنا وصاياه. من قال قد عرفته وهو لا يحفظ وصاياه، فهو كاذب, وليس الحق فيه، وأما من حفظ كلمته، فحقاً في هذا قد تكملت محبة الله. بهذا نعرف أننا فيه. من قال إنه ثابت فيه، ينبغي أنه كما سلك ذاك، هكذا يسلك هو أيضا.» (1يو3:2-6)

3) " وَيُكْمَلَ فَرَحُكُمْ"

 يكون كمال فرحهم من تيقنهم أنهم يحبون المسيح فى الرب ، وأنه يحبهم. وهذا التأكيد يريح النفس، ويجنبهم الحزن على مفارقة المسيح لهم. وينتج كمال الفرح عن كمال الطاعة والثبات فى المسيح وقد 1.اختبر الرسل بهذا الفرح عد صعود المسيح (أعمال ٥: ٤١ ) 41 واما هم فذهبوا فرحين من امام المجمع، لانهم حسبوا مستاهلين ان يهانوا من اجل اسمه. ( أع ١٣: ٥٢ )  52 واما التلاميذ فكانوا يمتلئون من الفرح والروح القدس. ( رومية ١٤: ١٧ )  52 واما التلاميذ فكانوا يمتلئون من الفرح والروح القدس. ( ٢كورنثوس ٢: ٢، ٣ ) 2 لانه ان كنت احزنكم انا فمن هو الذي يفرحني الا الذي احزنته. 3 وكتبت لكم هذا عينه حتى اذا جئت لا يكون لي حزن من الذين كان يجب ان افرح بهم واثقا بجميعكم ان فرحي هو فرح جميعكم.  ( 2كو ٧: ٤ ) 4 لي ثقة كثيرة بكم.لي افتخار كثير من جهتكم.قد امتلات تعزية وازددت فرحا جدا في جميع ضيقاتنا. ( غلاطية ٥: ٢٢ ) 22 واما ثمر الروح فهو: محبة فرح سلام، طول اناة لطف صلاح، ايمان   ( فيلبي ٢: ١٧، ١٨ ) 17 لكنني وان كنت انسكب ايضا على ذبيحة ايمانكم وخدمته، اسر وافرح معكم اجمعين. 18 وبهذا عينه كونوا انتم مسرورين ايضا وافرحوا معي. ( فى ٤: ٤ ) 4 افرحوا في الرب كل حين، واقول ايضا: افرحوا. 5 ليكن حلمكم معروفا عند جميع الناس. الرب قريب. ( ١تسالونيكي ١: ٦ )  6 وانتم صرتم متمثلين بنا وبالرب، اذ قبلتم الكلمة في ضيق كثير، بفرح الروح القدس،  ( 1 تس ٢: ١٩، ٢٠ ) 19 لان من هو رجاؤنا وفرحنا واكليل افتخارنا؟ ام لستم انتم ايضا امام ربنا يسوع المسيح في مجيئه؟ 20 لانكم انتم مجدنا وفرحنا ( 1 تس ٣: ٩ ) 9 لانه اي شكر نستطيع ان نعوض الى الله من جهتكم عن كل الفرح الذي نفرح به من اجلكم قدام الهنا؟ ( ١بطرس ١: ٨).8 الذي وان لم تروه تحبونه. ذلك وان كنتم لا ترونه الان لكن تؤمنون به، فتبتهجون بفرح لا ينطق به ومجيد، 
«يثبت فرحي فيكم», «ويكمل فرحكم»: فرح المسيح غير فرح التلاميذ والمؤمين عامة. فرح المسيح كلي وكامل: يينما فرح التلاميذ وكل مؤمن يحتاج إلى تكميل. فالأول ينسكب في القلب: «فيكم» والثاني يأخذ ليمتلء «يكمل».
‏فرح المسيح. في ذبيحته التي قدمها للآب عنا فقُبلت، لأنها كاملة ومقدسة.
‏فرحنا: هو في خدمة ذبيحة المسيح: هو أيضآ ذبيحة سواء بالبذل أوبالصلاة أو بالتسبيح، ولكن ذبائحنا كلها ناقصة, لذلك فرحنا غير كامل، ويحتاج دائماً إلى ذبيحة المسيح ليجبر نقصها، ويداوي عجزنا، ويحجز عنا عوامل إفساد العالم والذات، لتصير ذيحتنا كاملة فيه ومقبولة أمام الآب السماوي، ليكمل فرحنا. فرحنا يظل ناقصاً، إلى أن يحتضنه المسيح، ويغذيه بدم ذبيحة محبته. فأعظم فرح، وأصدق فرح، وأكمل فرح, هو فرح الخلاص.

وملخص القصد النهائي هو تصوير الكنيسة، وهي جسده ونحن أعضاؤه من لحمه وعظامه، وعمل الأعضاء في خدمة الكرمة: «... لأجل تكميل القديسين، لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح، إلى أن ننتهي جميعنا إلى وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله، إلى إنسان كامل، إلى قياس قامة ملء المسيح ... صادقين في المحبة ننموا في كل شيء، إلى ذاك الذي هو الرأس المسيح، الذي منه كل الجسد مركباً معاً، ومقترناً بمؤازرة كل مفصل, حسب عمل، على قياس كل جزء, يحصل نمو الجسد لبنيانه في المحبة.» (أف12:4-16)

ونلاحظ العلاقة بين (يو 15: 7) «تطلبون ما تريدون فيكون لكم», وبين (يو 15: 11) «أيثبت فرحي فيكم ويكمل فرحكم»، هذا اختبار يعرفه جيداً كل من دخل فيه، أن استجابة الصلاة هي إذن بالدخول في مجال الحب الإلهي، ومن ثم تذوق الفرح الذي لا يُنطق به ومجيد. وذلك لسببين: الأول، التخلص من ربقة وكثافة وضغطة العالم الحاضر؛ والثاني تذوق السمائيات التي فيها تنعم النفس بالنور والبهجة التي للسمائيين. لأن الفرح والبهجة هما طقس السمائيين:
+ «ومفديو الرب يرجعون، ويأتون إلى صهيون, بترنم وفرح أبدي على رؤوسهم. ابتهاج وفرح يدركانهم, ويهرب الحزن والتنهد.» (إش10:35)
+ «الشعب السالك في الظلمة, أبصر نوراً عظيماً. الجالسون في أرض ظلال الموت، أشرق عليهم نور. أكثرت الأمة، عظمت لها الفرح، يفرحون أمامك كالفرح في الحصاد، كالذين يبتهجون عندما يقتسمون غنيمة.» (إش2:9-3)
+ «لأنكم بفرح تخرجون، وبسلام تحضرون. الجبال والآكام تشيد أمامكم ترنماً, وكل شجر الحقل تصفق بالأيادي.» (إش12:55)
+ «بل افرحوا وابتهجوا، إلى الأبد، في ما أنا خالق، لأني ها أنذا خالق أورشليم بهجة وشعبها فرحا، فأبتهج بأورشليم وأفرح بشعبي، ولا يُسمح بعد فيها صوت بكاء ولا صوت صراخ.«‏(إش18:65-19)
+ «ترنمي يا ابنة صهيون، اهتفى يا إسرائيل، افرحي وابتهجي بكل قلبك يا ابنة أورشليم... الرب إلهك في وسطك جبار. يخلص. يبتهج بك فرحا، يسكت في محبته. يبتهج بك بترنم.» (صف14:3-17)
‏والفرح عنصر خلاصي، لا يمكن أن يوجد إيمان حقيقي بدونه، ولا رجاء يُعرف بدون فرح، ولا روح قدس بدون فيض منه:
+ «وليملأكم إله الرجاء كل سرور(فرح) وسلام، في الإيمان, لتزدادوا في الرجاء، بقوة الروح القدس. (رو13:15‏)
‏هذا الاختبار عاشه أباء الجيل الآول بملء زخمه الروحي السمائي:
+ «وإذ هم يكسرون الخبز في البيوت (الإفخارستيا)، كانوا يتناولون الطعام بابتهاج وبساطة قلب.» (أع46:2‏)
وينبغي أن نلاحظ المعنى الخفي في قوله: «يثبت فرحي فيكم، ويكمل فرحكم»، لأن المسيح يطلب دائماً أن كل ما فيه من حق وحياة, هكذا ينتقل إلى المؤمنين به. وهذا هو السر الأساسي في إلحاح الرب على الثبوت فيه، حتى يتم انتقال كل ما له إلينا. كذلك إلحاجه الى الثبوت في كلامه, حتى ينتقل كل حق وروح وحياة في كلامه إلى أعماقنا، وكذلك الثبوت في محبته، حتى تنتقل محبة الآب له إلينا.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>
"كلمتكم بهذا لكى يثبت فرحى فيكم ويكمل فرحكم " أى أننى أوصيتكم بالثبات فى محبتى بإطاعة أوامرى وتعاليمى فإذا عملتم بوصيتى أفرح حين اشاهد محبتكم بعضكم لبعض وطاعتكم وثبوتكم ويكمل فرحكم أنتم بكونكم تلاميذى وبكونى أعطيتكم سلامى وبكونكم تتيقنون من أن الآب يحبكم وبهذا الحب ستنالون المجد الخالد   .  

  شرح وتفسير   (يوحنا 15: 12)  12 «هذه هي وصيتي ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

صيغة هذه ألاية باللغة اليونانية شرطية، في المضارع الدائم، وترجمتها الحرفية: «حتى تكونوا محبين», وهذا التصريف في الجملة يفيد الديمومة في المستقبل، فهذه وصية المسيح للكنيسة كلها على مدى الدهور.والقديس يوحنا لمح في كلام المسيح هذا الانتقال بين المفرد والجمع بالنسبة لوصية المحبة، فاقتبسها، ورددها في آيتين متلاحقتين هكذا: «وهذه هي وصيته, أن نؤمن باسم ابنه يسوع المسيح، ونحب بعضا بعضاً، كما أعطانا وصية» (ايو23:3)، «ومن يحفظ وصاياه, يثبت فيه، وهو فيه.» (ايو24:3)
‏فالمحبة وصية قائمة بذاتها، بالدرجة الاولى، ولكنها تجمع في ذاتها كل الوصايا: «المحبة التي هي رباط الكمال» (كو14:4)، «لأن من أحب غيره، فقد أكمل الناموس.» (رو8:13) ولأول مرة يُسمع في الأرض كلها، أن إنساناً يمكن أن يحب عدوه! ليس دين من جميع الأديان على الأرض كلها، منذ أن خُلقت الآرض وخُلق الإنسان، قال بصيغة الأمر: «أحبوا أعدائكم, باركوا لاعنيكم, أحسنوا إلى مبغيضكم, صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم» (مت14:5). لأن وصية المسيح هذه مستمدة من صليبه: «ونحن أعداء (مع الله)، قد صولحنا مع الله، بموت ابنه.» (رو10:5)
ذكر المسيح في هذه الآية إحدى الوصايا التي ذكرها في ألاية (يو 15: 10) "إن حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي، كما أني أنا قد حفظت وصايا أبي وأثبت في محبته."  ، وجعل حفظها شرطاً للثبوت في محبته. ونبَّر على هذه الوصية لأنه فضلها على سائر الوصايا.

من هنا جاء أيضأ إلحاح القديس يوحنا على المحبة، باعتبارالمحبة الرحم الجديد الذي يولد منه الإنسان لله: «كل من يحب, فقد وُلد من الله» (ايو7:4). لماذا؟ لأن الذي انفتح قلبه على المحبة, يقبل عمل ذبيحة الصليب الفدايى، الذي هو أساس ميلاد الخليقة الجديدة.

 

1) " هَذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي" "
هذه هى الوصية الإلهية التى يتركها لنا يسوع ويسجلها مكتوبة فى الإنجيل حيث يكرر يسوع هذا فى صورة أمر فى (يو 13: 34 ) ( يو 15: 17) (1يو 3: 11 و 23 ) ( يو  4: 7- 8 و 11- 12 و 19- 21 ) (2يو 2: 5)

الرب دعى إله المحبة : الرب يحب بنى البشر لهذا خلقهم  ... الرب يحب الإبن .. وطلب الرب من بنى إسرائيل بمحبته وإمتدت هذه الوصية من الهد القديم إلى العهدد الجديد  لتشمل كل الكتاب: «فقال له يسوع: تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل فكرك، هذه هي الوصية الاولى والعظمى؛ والثانية مثلها تحب قريبك كنفسك. بهاتين الوصتين، يتعلق الناموس كله (أسفار موسى الخمسة) والأنبياء!» (مت37:22-40‏)

وبالرغم من سقوط البشرية فى الخطية وتعديها وصايا الرب إلا أنه لم تمحى هذا محبه الرب .. وعندما جاء ملئ الزمان أرسل الرب إبنه فاديا ليرجع البشرية إلى محبته ومطلوب من البشرية الآن الإيمان بمحبة إبنه لأن هذا اإبن الذى هو المسيح بذل ذاته عن طيب خاطر وبمحبة من أجل خلاص بنى البشر

وَصِيَّتِي سماها وصية جديدة (يوحنا ١٣: ٣٤) "وصية جديدة أنا أعطيكم: أن تحبوا بعضكم بعضا. كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضا بعضكم بعضا."  راجع الأسباب التى ذكرناها في شرح تلك الآية، وسمّاها وصيته لنفس تلك الأسباب. ويدل تكراره وتأكيده على المحية على أهميتها عنده.

+ «بهذا أُظهرت محبة الله فينا, أن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم، لكي نحيا به.»(1يو9:4)
«هذه هي وصيتي أن تحبوا...»: تظهر المحبة هنا أنها «وصية» المسيح، ويلزم أن نتذكر أن المسيح يتكلم من موقف الفراق, فهو حديث الوداع، أي حديث من يستودع «وصايا» لتلاميذه.

ليست المحبة وصية محدودة بمقاييس معينة بل هى وصية كاملة الكمال تصل إلى قمة الحب فى بذل الاب إبنه / كلمتة ليتجسد من اجل محبته لخليقته ويطالب خليقته أن تكون فى مستوى ذك الحب .. إذا المحبة هى  روح كل الوصايا. لأنها تشمل كل الوصايا، ثم تتركز وكأنها وصية واحدة، لأنها فريدة في معناها ومبناها. وأساس قيمة المحبة عند المسيح، أن رسالته قائمة عليها وبها. فأصل الرسالة هكذا: «هكذا أحب الله العالم, حتى بذل ابنه الوحيد...» (يو16:3). فـ «محبة الآب للعالم» حملها المسيح معه إلى العالم، لتتضمن روح كل تعاليمه ووصاياه, التي كان القصد الأساسي منها أن يشرح و يكشف و يستعلن للعالم «محبة الله الآب» له، ثم لكي تأتي ذبيحة المسيح على الصليب لتعبر عن أعظم وأقوى تعبير عن «محبة الآب للعالم» التي أعلنها المسيح على الصليب واستعلنها في قيامته؛ لأن القيامة من الأموات أظهرت بوضوح أن المسيح مات بإرادته، متحملاً كل ما يحمله الموت من عناء وألم وظلم ومرارة وهوان، إمعاناً في الإعلان العملي الفعال عن محبة الأب, لإن موت المسيح على الصليب أنشأ فداء وخلاصا وبرا وفرحأ وسلاماً للعالم. وهكذا تكشفت محبة الآب عن ثمار غاية في الهناء للعالم المظلوم المتألم، تحت عبودية الخطية والشيطان.

 

2) "  أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً "

 أمر حاضر مبنى للمعلوم ، يشير أن وصيته مستمرة تأتى بثمارها محبة بعضنا بعضا هى ثمار تنفيذ وصية وثمرة من ثمار الروح القدس (غل 5: 22) المحبة ليست كلمة تصف المشاعر فقط ولكنها خطوة عملية يجب تحقيقها فى العالم كما قال يسوع بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذى (غب 5: 22- 23) (1كو 13)

علقت وصية المسيح بمحبة بعضنا بعضا بذاكرة التلاميذ لأهميتها ذكرها جميع التلاميذ ومارسوها فعلا فسجلها بولس فى رسالته إلى أهل ( ١تسالونيكي ٤: ٩ )9 واما المحبة الاخوية فلا حاجة لكم ان اكتب اليكم عنها، لانكم انفسكم متعلمون من الله ان يحب بعضكم بعضا. " وسجلها بطرس فى رسالته الأولى  ( ١بطرس ٤: ٨ ) 8 ولكن قبل كل شيء، لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة، لان المحبة تستر كثرة من الخطايا." وسجلها يوحنا فى رسالته الأولى أيضا  ( ١يوحنا ٣: ١١ )  11 لان هذا هو الخبر الذي سمعتموه من البدء: ان يحب بعضنا بعضا." وفى ( 1 يو ٤: ٢١) 21 ولنا هذه الوصية منه: ان من يحب الله يحب اخاه ايضا. (1يو 3: 16) 16 بهذا قد عرفنا المحبة: ان ذاك وضع نفسه لاجلنا، فنحن ينبغي لنا ان نضع نفوسنا لاجل الاخوة. "

المحبة تسود على كل الوصايا، وقد عبر المسيح عن ذلك بقوله: «إن كنتم تحبونني, ‏فاحفظوا وصاياي» (يو15:14)، «الذي عنده وصاياي وحففظها، فهو الذي يحبني» (يو21:14), وذلك في مقابل وصية المحبة كمفرد: «هذه هى وصيتي أذ تحبوا...»؛ «وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعمكم بعضاً‏» (يو34:13). والتبادل بين الجمع (وصايا)، والمفرد (وصية)، فيما يخص وصية المحبة، نراه بالمقابل نفس التبادل بين الثبوت في «الكلمة» كمفرد «إن كان أحد يحفظ كلامي (كلمتى) فلن يرى الموت إلى الأبد» (يو51:8)، «إن أحبي أحد يحفظ كلامي (كلمتى)»؛ والثبوت في «الكلام» كجمع : «الذي لا يحبني لا يحفظ كلامي, والكلام الذي تسمعونه ليس لى، بل للأب الذي أرسلي» (يو24:14)، كذلك «الكلام» كجمع: «إن ثبتم فّي وثبت كلامي فيكم...» (يو7:15)

 

3) " كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ "

 فعل ماضى بسيط مبنى للمعلوم فى الأسلوب الخبرى ، هنا يشير يسوع إلى مجيئة إلى العالم ليقابل البشرية فى صورة إنسان لتنازل وتجسد لأنه يحبنا حتى المنتهى أى منتهى حياته البشرية بصلبه علىالأرض ويحبنا أيضا عندما صعد للسماء ولم يتركنا يتامى فأرسل الروح القدس ليعزينا ويقوينا ويشددنا فى الضيقات والتجارب وآلام هذا الزمان ويملأنا فرحا بالرغم من كل ما نواجهةة فى حياتنا (يو 15: 13) وأكد يسوع مرارا كثيرة  فى كلامه أن المجبة الباذلة للنفس الذى فعلها هو أولا كرأس للمؤمنين حتى الصليب يجب ان تظهر فى حياة المسيحيين (2كو 5: 14- 15) (غل 2: 20) (1يو 3: 16)

ويطالب المسيح تلاميذه والمؤمنون به أن تصل محبة بعضنا البعض إلى كمال محبته لنا وأن نصل إلى مستوى لهذه درجة المحبة المطلوبة،  (١يوحنا ٣: ١٦).16 بهذا قد عرفنا المحبة: ان ذاك وضع نفسه لاجلنا، فنحن ينبغي لنا ان نضع نفوسنا لاجل الاخوة."  والاقتداء به في تلك المحبة. فيجب أن تكون محبة بعضهم لبعض مثل محبته في الشدة والرأفة والحمل على نفع الغير في كل طريق ممكن، حتى إنكار الذات والموت إذا اقتضى الحال (١كورنثوس ١٣: ١ ) 1 ان كنت اتكلم بالسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة، فقد صرت نحاسا يطن او صنجا يرن."

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> "هذه وصيتى أن تحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم" فيجب أن تكون محبتكم لبعض مثل محبتى لكم فى الحنو والرقة ومحبة الخير فى كل طريق ممكنة حتى إنكار الذات .  .  .  .

  شرح وتفسير  (يوحنا 15: 13)  13 ليس لاحد حب اعظم من هذا: ان يضع احد نفسه لاجل احبائه.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " لَيْسَ لأحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا"

 وهذه هى نبوة تشير إلى أنه سيقدم نفسه ضحية لحمل خطايا البشرية (يو 10: 11) (رو 5: 7- 8) لأن هذا هو فعل وعمل المحبة؟
لا شك أن ذلك أعظم أنواع المحبة، وجعله مقياساً لحب بعض التلاميذ لبعض بناءً على مثاله. أن يفدى إنسان آخر من أجل محبته له ولكن قمة وعظمة المحبة أن يتنازل كلمة الرب ويتجسد فى إنسان هوالمسيح (فى 2: 7) "لكنه أخلى نفسه، آخذا صورة عبد، صائرا في شبه الناس."  من أجل فداء البشرية والخلاص من الخطية وتحريرهم من عبودية إبليس ( رومية ٥: ٧، ٨ ) 7 فانه بالجهد يموت احد لاجل بار. ربما لاجل الصالح يجسر احد ايضا ان يموت. 8 ولكن الله بين محبته لنا، لانه ونحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا.( أفسس ٥: ٢ ) 2 واسلكوا في المحبة كما احبنا المسيح ايضا واسلم نفسه لاجلنا، قربانا وذبيحة لله رائحة طيبة".

حرف الإشارة هنا: «هذا», لا يعود على الحب، كأن يقال: «حب أعظم من هذا الحب»، ولكن «هذا» تعود عل «أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه». وبهذا يكون المعنى، أن الحب العظيم هو الذي يكون هدفه أن يضع الإنسان نفسه لأجل أحبائه. (١يوحنا ٣: ١٦).16 بهذا قد عرفنا المحبة: ان ذاك وضع نفسه لاجلنا، فنحن ينبغي لنا ان نضع نفوسنا لاجل الاخوة

 

2) " أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأجْلِ أَحِبَّائِه

كان اليهود يقدمون ذبيحة إثم "كبش" كانت ذبيحة الإثم تقدم للتكفير عن الإثم باعتباره ضد أحكام الرب وشريعته ومخالفةأوامرة  وكان يلزم أن يصاحبها التعويض،إذ كان على المذنب أن يرد المسلوب ويزيد عليه خمسه، فهي للتكفير والتعويض. والمسيح هو ذبيحة الإثم الحقيقية (إش10:53و12) 10 اما الرب فسر بان يسحقه بالحزن.ان جعل نفسه ذبيحة اثم يرى نسلا تطول ايامه ومسرة الرب بيده تنجح. 11 من تعب نفسه يرى ويشبع.وعبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين واثامهم هو يحملها. 12 لذلك اقسم له بين الاعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة من اجل انه سكب للموت نفسه واحصي مع اثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين "، فقد كفًّر بموته على الصليب عن خطية الإنسان، ورد لله مجده بأكثر مما سلبه الإنسان، كما يقول بروح النبوة "رددت الذي لم أخطفه" (مز4:69)
أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأجْلِ أَحِبَّائِهِ أغلى ما يبذله الإنسان في سبيل الوطن والقريب هو حياته. وقد أظهر المسيح محبته لتلاميذه ببذل حياته (يوحنا ١٠: ١١، ١٧)، 11 انا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف17 لهذا يحبني الاب، لاني اضع نفسي لاخذها ايضا. 

 وليس لأجل أحبائه فقط بل لأجل أعدائه أيضاً (رومية ٥: ٦، ١٠ )  6 لان المسيح، اذ كنا بعد ضعفاء، مات في الوقت المعين لاجل الفجار.10 لانه ان كنا ونحن اعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه، فبالاولى كثيرا ونحن مصالحون نخلص بحياته!   ( ١يوحنا ٤: ١٠). وأراد أن يكون تلاميذه مستعدين للتمثل به في ذلك إذا اقتضى الحال

«‏لأجل أحبائه»: ‏المسيح لم يضع نفسه من أجل أحبائه (القديسين)، بل من أجل الخطاة، والذين هم في عداوة مع الله (هؤلاء هم أحباؤه): «ونحن أعداء (مع الله، قد صولحنا مع الله بموت ابنه» (رو10:5). فالمعنى المقصود من «الأحباء»، هو أولئك الذين دعوا ليدركوا هذه المحبة. ولكي نفهم ذلك بسهولة، نضع القديس بولس مثلاً لذلك، حينما قال: «الذي أحبني، وأسلم نفسه لأجلي» (غل20:2)، مع أن المسيح مات من أجل شاول عدو الكنيسة ومضطهد المسيحيين والشاهد عل قتل إستفانوس! ولكن لما أدرك شاول حقيقة موت المسيح، تيقن أن المسيح مات من أجله، لأنه كان يحبه حتى وهو في وحل خطاياه وجرائمه!!

 أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  إن المسيح لم يمت فقط عن أحبائه بل عن أعدائه أيضا فأراد له المجد أن يتشبه تلاميذه به

  شرح وتفسير   (يوحنا 15: 14)  14 انتم احبائي ان فعلتم ما اوصيكم به.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " أَنْتُمْ أَحِبَّائِي  ِ"

" انتم احبائي  " ..  الكلمة وردت فى المخطوط اليونانى هى" فبلوي" وتعنى المحبة الصادقة "فيلو" أستخدمت اللغة اليونانية الشائعة فى زمن يوحنا كلمتى "أغاباو" و "فيلو" كمرادفتين (قارن .. يو 3: 35 مع 5: 20 و 11: 3 .. "فيلو " 11: 5 " أغابو" )
معنى هذه الآية كمعنى الآية (يو 18: 10)  فارجع إلى شرحها.

«أحبائي»: المسيح هنا يلقب  تلاميذه المخلصين بصفتهم أحبائه لقب إبراهيم أب الآباء: «وتم الكتاب القائل: فآمن إبراهيم بالله، فحُسب له برا، ودعى خليل (حبيب) الله (يع23:2)، «إبراهيم حبيبى»، «وأما أنت يا إسرائيل عبدى، يا يعقوب الذى اخترته، نسل إبراهيم خليلي (حبيبي)» (إش8:41). وبالفعل قد كان، وصار أن الرسل أصبحوا هم آباء الكنيسة الأولى وأعمدتها!

 وذكرها هنا بياناً أنهم هم الأحباء الذين عزم على أن يقيم لهم ذلك البرهان القاطع على محبته لهم. وإيضاحاً أن شرط دوام الصداقة هو الطاعة. فالذي لا يطيع المسيح لا يحبه،  ( يوحنا ١٤: ١٥، ٢٣) 15 «ان كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي  23 اجاب يسوع وقال له:«ان احبني احد يحفظ كلامي، ويحبه ابي، واليه ناتي، وعنده نصنع منزلا."  وليس له أن يدَّعي صداقته.
المسيح هنا ينبه ذهن تلاميذه إلى وضعهم بالنسبة له "أنتم أحبائى" لقد سبق وقال لهم: «أنا هو الكرمة وأنتم الأغصان»، والآن يفسرها «أنتم أحبائي». ولكن لكي يرفع هذه الدرجة إلى المستوى القانوني لكي تكون درجة لكل من يشاء، وضع لها الشرط الذى يعطيها هذه الكفاءة:

 

2) " إن فعلتم ما أوصيكم به"

† " ان فعلتم ما اوصيكم به. " ..جملة شرطية من الصنف الثالث تفيد إمكانية التحقق .. طاعة وصية المحبة هو  شرط الإنتماء للمسيح (يو 14: 15 و 23- 24 & 15: 10) (لو 6: 46) كما ثبت يسوع الكلمة المتجسد كإنسان فى الآب وفى محبته هكذا ينبغى أن يفعل المسيحيين إقتداءا به 

. وكم يصنع مشيئة الآب ( متّى ١٢: ٥٠ )50 لان من يصنع مشيئة ابي الذي في السماوات هو اخي واختي وامي».  وهنا يقصد ما سبق وأن أعطاه كوصية خاصة: «‏هذه هي وصيتي أن تحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم» (يو12:15)؛ بمعنى أن التلاميذ طالما كانوا على الحب الإلهي قائمين، فهم أحباء المسيح. ولقد ظل التلاميذ أمناء على هذه الوصية بصورة واضحة للغاية، بعد صعود المسيح: «هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة مع النساء، ومريم أم يسوع، ومع إخوته» (أع14:1). وما تخلوا قط عن وصية المسيح, وحبه، والأمانة له، حتى استودعوا أجسادهم قبور الاستشهاد

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> فى ذلك إذا إقتضت الحال / وأنهم إذا قاموا بهذه الوصية كانوا احباء للمسيح وإن لم يقيموا مثل ذلك الدليل والبرهان على محبتهم له فليس لهم أن يدعوا أنهم أصدقاؤه .  .

    شرح وتفسير  (يوحنا 15: 15)  15 لا اعود اسميكم عبيدا، لان العبد لا يعلم ما يعمل سيده، لكني قد سميتكم احباء لاني اعلمتكم بكل ما سمعته من ابي.
.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

هذا هو علم الآب واستعلانه، الذي قاله المسيح لهم في حديث الفراق المعزى: «لأني أعلمتكم كل ما سمعته من أبى», «والسامعون يحيون» (يو25:5)، «وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك، ويسوع المسيح الذي أرسلته.» (يو3:17)
‏وليلاحظ القارئ أن المسيح قال لهم هذا الكلام (يو15:15‏)، بعد أن أقام فصحه الأزلى بإفخارستية العشاء ‏الأخير، وسلمهم كأس دمه فشربوه، وقسم لهم جسده وأكلوه.

 

1) " لا أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيداً "

عبيد الله، مصطلح مُستخدم في الكتاب المقدس كما ذكرنا في البدء، ومعنى العبودية فيه هو العبادة، وليس بمعنى عبيد أي حُقراء، أو أذلاء، أو غرباء، أو مملوكين، أو مسلوبي الإرادة، أو حتى مُجبَرين على العبادة والعبودية نتيجة القسوة والامتلاك والتـَّسلـُّط. ففي (2 أخ 6) وفي صلاة الملك سليمان عند تدشين الهيكل الذي بناه لعبادة الله وتقديم الذبائح فيه، صلى الملك سليمان صلاة رائعة وذكر فيها مفهوم العبادة والعبيد عدَّة مرات، وإليك بعض الآيات المذكورة:
"أيها الرب... لا إله مثلك في السماء والأرض حافظ العهد والرحمة لعبيدك السائرين أمامك بكل قلوبهم. الذي قد حفظت لعبدك داود أبي ما كلمته به... فالتفت إلى صلاةعبدك (سليمان) وإلى تضرعه أيها الرب إلهي واسمع الصراخ والصلاة التي يصليهاعبدك أمامك... إن أخطأ أحد إلى صاحبه ووضع عليه حلف ليحلفه وجاء الحلف أمام مذبحك في هذا البيت فاسمع أنت من السماء واعمل واقضي بين عبيدك إذ تعاقب المذنب فتجعل طريقه على رأسه وتبرر البار إذ تعطيه حسب بره..." مفهوم العبودية فى المسيحية يختلف عن مفهوم أنظمة العبودة عند البشر فالعبودية للمسيح تعنى طاعة  المسيح كما يطيع العبيد سادتهم، ولكن الفرق العبيد يطيعون إما خوفاً من العقاب أو طمعاً في الثواب، لكن تلاميذ المسيح يطيعونه من محبتهم له.

كل البشر هم خليقة الله (كولوسي 16:1)، وأن الله يحب كل العالم (يوحنا 3: 16)، ولكن فقط الذين إختبروا الولادة الثانية (المعمودية من الماء والروح) هم أبناء الله (يوحنا 12:1) ( يو  52:11) (  رومية 16:8) (  يوحنا الأولى 1:3-10).

" لا أعود" أي لا أتخذكم مجرد عبيدٍ. وقد سماهم كذلك في ( يوحنا ١٢: ٢٦ ) 26 ان كان احد يخدمني فليتبعني، وحيث اكون انا هناك ايضا يكون خادمي. وان كان احد يخدمني يكرمه الاب.  ( يو ١٣: ١٨.)   18 «لست اقول عن جميعكم. انا اعلم الذين اخترتهم. لكن ليتم الكتاب: الذي ياكل معي الخبز رفع علي عقبه. " وكان يحق له ذلك لأنه معلمهم، ولأنه الله. وهم ما زالوا بعد ذلك يسمون أنفسهم عبيداً 

ليسوا عبيداً بعد، بل محبوبين في المحبوب: «الآب نفسه يحبكم، لأنكم أحببتموني.» ‏(يو27:16)
‏« أحباء, لأني أعلمتكم»: مصدر الحب المنسكب عليهم هو «استعلان الآب لهم». ليس كأنه معرفة فكر أو اكتساب معلومات، بل هو قبول حقيقة, فالاستعلان الذي أكمله المسيح الابن لتلاميذه بالنسبة للآب هو استعلان الكنه والكيان، استعلان «أنا هو الكائن بذاتي», «الله لم يره أحد قط» (يو18:1) ولكن الابن رآه ويعرفه، لأنه هو الابن الوحيد الكائن في حضنه الآبوى, هو الكائن في الآب, والآب كائن فيه, لقد استعلن المسيح الآب لتلاميذه، بأن كشف لهم حقيقة ذاته، والابن والآب واحد في الكيان والذات، فلما رأوا الابن, رأوا الآب؛ فلما استعلن لهم حبه، استعلن لهم حب الآب، وكل علم وعمل علمه لهم وقاله أمامهم، كان هو الآب الذي عرفوه وسمعوه ورآوه, ولما أسلمهم ذاته سلمهم الآب الذي فيه.


2) " لأنَّ العَبْدَ لا يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ "

أعطى الرب لأنبياؤه  فى العهد القديم ورسله فى العهد الجديد معرفة ما يفعله بل ومناقشته فىقراره (تكوين ١٨: ١٧ ) 17 فقال الرب: «هل اخفي عن ابراهيم ما انا فاعله، ( يوحنا ١٧: ٢٦ ) 25 ايها الاب البار، ان العالم لم يعرفك، اما انا فعرفتك، وهؤلاء عرفوا انك انت ارسلتني. ( أعمال ٢٠: ٢٧) 27 لاني لم اؤخر ان اخبركم بكل مشورة الله.

  ويتسائل البعض هل نحن عبيد الرب أم ابناؤه؟ والإجابة موجودة فى الكتاب المقدس بعهدية فهو

يحتوي على التعبيرين: عبيد الله وأبناء الله، إلا أن التركيز الأكبر كان على لقب أبناء الله. وهنا يقول المسيح فى صراحة انه لغى لقب العبودية وأطلق علينا أحباؤه والسبب أننا نعلم ما يفعل الرب ولم يكتفى الكتاب المقدس بتعبير أبناء الله " بل وصف المؤمنين أنهم في أماكن كثيرة أخرى بأنهم أبناء النور أو أبناء الملكوت أو أبناء الوعد وغير ذلك مِن تعابير هدفها نقل صورة مُعيَّنة أو مفهوم معيَّن يرتبط بالفقرة التي يُذكر فيها ذلك التعبير.

تعبير " أبناء الله" وعلى سبي المثال أستخدم االعهد القديم  تعبير أبناء ايهوه إذ وُصِفَ المؤمنون بالله بأنهم أبناء الله،:(تك 6: 2)  2 ان ابناء الله راوا بنات الناس انهن حسنات. فاتخذوا لانفسهم نساء من كل ما اختاروا.  "   وفي (مزمور 29: 1) .قدموا للرب يا ابناء الله قدموا للرب مجدا وعزا. " ،

  أما في العهد الجديد من الكتاب المقدس، فسنأخذ مثال العظة التي ألقاها السيد المسيح على الجبل والتي ذكرت في(مت 5: 9)  التي يصف بها السيد المسيح صانعي السلام بأنهم "أبناء الله يُدعون". ثم يُكمل السيد المسيح حديثه في عظته المشهورة تلك والتي تحتوي على أسمى التعاليم السماوية والرَّبانية ليوضح بأنَّ كل مَن يُحب عدوّه ويبارك لاعنه ويُحسن إلى مبغضه ويصلي لأجل مَن يسيء إليه ويطرده يكون ابناً مِن أبناء الله (راجع الفقرة المذكورة في إنجيل متى الأصحاح الخامس وابتداءً من العدد 43). وفي العهد الجديد أيضاً وفي الرسالة إلى أهل غلاطية الأصحاح 3 نجد أيضاً بأننا "جميعاً أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع"، وفي الرسالة إلى أهل رومية الأصحاح 8 تقول الآية: "لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله".
العبادة وهي كلمة مشتقة من نفس الأصل (عبد) وتعني الطاعة والتوقير والاحترام والتقديس والإكرام والتمجيد. فالعبادة هي إظهار تكريس عميق ومخلص بالإضافة إلى الاحترام والتوقر لله. فأن تكون عبداً لله، هو بمعنى أن تكون مكرساً له بالكامل وأن تقدِّم له المحبة والاحترام والتوقير والإجلال اللائق به وليس بسواه.
المُتعبِّد هو المتفرِّد بالعبادة أو المُتنسِّك.
 من هذا المفهوم نقرأن فى الكتاب المقدس يصف بعض الأنبياء والرسل بأنهم كانوا عبيداً لله إذ نقرأ أيضاً في:
( رؤيا 15: 3 ) "موسى عبد الله"  ( دانيال 6: 20 ) "دانيال عبد الله" ( تيطس 1: 1 ) "بولس عبد الله" (رومية ١: ١ ) 1 بولس، عبد ليسوع المسيح، المدعو رسولا، المفرز لانجيل الله،  ( يعقوب ١: ١ ) 1 يعقوب، عبد الله والرب يسوع المسيح، يهدي السلام الى الاثني عشر سبطا الذين في الشتات. ( ٢بطرس ١: ١ )1 سمعان بطرس عبد يسوع المسيح ورسوله، الى الذين نالوا معنا ايمانا ثمينا مساويا لنا، ببر الهنا والمخلص يسوع المسيح:  ( رؤيا ١: ١) 1 اعلان يسوع المسيح، الذي اعطاه اياه الله، ليري عبيده ما لا بد ان يكون عن قريب، وبينه مرسلا بيد ملاكه لعبده يوحنا، "
ولا ينبغى فى هذه الاية التردد بين مفهم عبد ومفهم إبن  فالكلمات الكاملة التي قالها المسيح هي: "لا أعود أسميكم عبيداً لأن العبد لا يعلم ما يعمل سيده. لكني قد سميتكم أحباء لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي"، فالعبد هو من لا يعلم ما يعمل سيده... ولكن بعد أن جاء المسيح إلى الأرض وعلـَّم التلاميذ وشرح لهم أسرار ملكوت السموات وأظهر لهم صورة الله الآب في كل ما عمل وعلـَّم وقال، أصبح التلاميذ ونحن اليوم أيضاً نعلم بكل الذي يعمله سيدنا الذي هو الله إلهنا وخالقنا ومالكنا وفادينا ومنقذنا من الهلاك ومن الشيطان وعبودية الخطية والفساد إلى حرية مجد أولاد الله (الرسالة إلى أهل رومية 8: 21).
 

3) " نِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ"
سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ هذا يشير إلى محبته لهم، وتقريبه لهم، ونقلهم من منزلة العبيد إلى منزلة الأصدقاء. وسمى الله إبراهيم خليله مجازاة له على إيمانه وأمانته. وقد سمى المسيح تلاميذه بذلك الاسم (لوقا ١٢: ٤) ولقّب لعازر بالحبيب (يوحنا ١١: ١١). ولكنه حقق لهم هنا تلك العلاقة وبقاءها، وأشار بذلك إلى أنهم يكونون من ذلك الحين فصاعداً شركاءه في الأفراح والأحزان، وفي الأتعاب ونتائجها.
 

4) " أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ "

مَا عاملهم معاملة الأحباء بإظهاره لهم أفكاره ومقاصده وكل ما يتعلق بعمل الفداء الذي هم قادرون على قبوله. وهذا لا ينافي ما قاله المسيح في (يوحنا ١٦: ١٢) 12 «ان لي امورا كثيرة ايضا لاقول لكم، ولكن لا تستطيعون ان تحتملوا الان. " ، لأن المانع الوحيد من تعليمه إيّاهم كل شيء هو عدم استطاعتهم أن يدركوا منه أكثر مما علَّمهم.
 

5) " مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي "

قصده أن يرسله إلى العالم، ومن جهة حقيقة الملكوت الذي سيقيمه على الأرض، وأن إقامة ذلك بموته وقيامته وشفاعته ومُلكه في السماء.

 أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  كأنه يقول أنكم يا تلاميذى " وإن كنتم عبيدا لى بالطبع إلا أنى " لا أعود أسميكم عبيدا" لأن العبيد الأرقاء يطيعون أسيادهم إما خوفا من العقاب وإما طمعا فى الثواب و " لأن العبد لا يعلم ما يعمل سيده" فيعرف فقط أوامره ولكن لا يعرف لماذا يعمل سيده هكذا "لكنى سميتكم أحباء" لكى تكونوا من الآن فصاعدا شركائى فى الأفراح والأحزان والسبب فى تسميتى لكم أحبائى هو " لأنى أ‘لمتكم بكل ما سمعته من أبى " من جهة ملكوته السماوى والذى سيقام بموتى وقيامتى فعلمتكم كل شئ تستطيعون إدراكه وأما الذى لا تستطيعون إدراكه فقد أرجأته حسب ما صرحت فى (يو 16: 12) وسأعلمكم تمام العلم عن ذلك بإرسالى الروح القدس لتحل عليكم مواهبه يوم الخمسين .

    شرح وتفسير  (يوحنا 15: 16)  16 ليس انتم اخترتموني بل انا اخترتكم، واقمتكم لتذهبوا وتاتوا بثمر، ويدوم ثمركم، لكي يعطيكم الاب كل ما طلبتم باسمي.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي"

التركيب النحوى لهذه ألاية : (1) فعل ماض للمتوسط فى الإسلوب الخبرى يشير إلىأن يسوع إختار تلاميذه والمؤمنين به إختارهم مرة وإلى الأبد .. (2) كلمة كلمة "اللا" المترجمة "بل" .. (3) إستهدام الضمير "أنا" .. ونحن هنا أمام مفترق الطرق الطريق الأول : يسوع إختارنا سواء بأننا ولدنا مسيحيين أو أننا عابرين وعرفنا يسوع  .. زهنا يسوع هو الذى بادر أولا وإختارنا (يو 6: 44 و 65 & 15: 16 و 19)  .. الطريق الثانى هو إختيارنا نحن هل نبقى مع المسيح أم نفترق عنه زنتركه وعلى البشر مسئولية  التجاوب لعرض يسوع وشروطه وعهوده (يو 1: 12 & 3: 16 & 15: 4 و 7 و 9)

 فى هذه الاية دليل على محبة المسيح لتلاميذه أنه إختارهم من بين الأمة اليهودية (١يوحنا ٤: ١٠، ١٩ ) 10 في هذا هي المحبة: ليس اننا نحن احببنا الله، بل انه هو احبنا، وارسل ابنه كفارة لخطايانا. 19 نحن نحبه لانه هو احبنا اولا. " وحينما قال المسيح لتلاميذه: «أنتم أحبائي ...، لا أعود أسميكم عبيداً»، فهو هنا يوضح أنه هو ابن الله صاحب مبادرة تقريبهم إلى نفسه والآب, وبالتالي صاحب مسئولية دعوتهم العظمى هذه. إنه الأن يوثق دعوتهم واختيارهم، ليرفع عنهم صعوبة مسئولية المهمة الخطيرة وثقلها، خاصة حينما يتلفتون فلا يجدونه أمامهم, إلى حين!, وفي الأصول الدنيوية يختار التلميذ معلمه الذي يتلقى على يديه المعرفة، والتلميذ هو الذي يرفع معلمه إلى مواضع التكريم والتجلة. ولكن المسيح يقلب موازين العالم، لأنه هو الإله المعلم الذي يختار من يعلمهم، ومن يرفعهم من الرتبة الدنيا إلى ذات مرتبة معلمهم في الكرامة والمجد: «وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني، ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحد.» (يو22:17)

وقارن بما في (لوقا ٦: ١٣ - ١٦ )  13 ولما كان النهار دعا تلاميذه واختار منهم اثني عشر الذين سماهم ايضا «رسلا»: 14 سمعان الذي سماه ايضا بطرس واندراوس اخاه. يعقوب ويوحنا. فيلبس وبرثولماوس. 15 متى وتوما. يعقوب بن حلفى وسمعان الذي يدعى الغيور. 16 يهوذا بن يعقوب ويهوذا الاسخريوطي الذي صار مسلما ايضا. ( يوحنا ٦: ٧٠ ) 70 اجابهم يسوع:«اليس اني انا اخترتكم، الاثني عشر؟ وواحد منكم شيطان!»  ( يو ١٣: ١٨ ) 18 «لست اقول عن جميعكم. انا اعلم الذين اخترتهم. لكن ليتم الكتاب: الذي ياكل معي الخبز رفع علي عقبه. ( أفسس ٢: ٤، ٥).4 الله الذي هو غني في الرحمة، من اجل محبته الكثيرة التي احبنا بها، 5 ونحن اموات بالخطايا احيانا مع المسيح ­ بالنعمة انتم مخلصون "  وذكر ذلك برهاناً على محبته لهم وجعله سبباً لحب بعضهم بعضاً (ع ١٧). واختارهم المسيح من الخطاة الهالكين ليكونوا ورثة الحياة الأبدية، ومن صيادي السمك ليكونوا رسلاً له، ومن العبيد ليكونوا أحباءه. وكل هذا لمجرد اختياره لهم، لا لاستحقاقهم.
كان إقدام سمعان بن يونا ونشاطه وغيرته أسباباً كافية لتعطيه الاسم الأول في قوائم الرسل الأربع التي حُفظت لنا، فنستنتج أن المسيح دعاه أولاً في هذا الاختيار، وأنه دعاه باسمه الجديد "بطرس" الذي يدفع الالتباس بينه وبين سمعان الثاني بين الرسل. ثم تلا ذلك تسمية أخيه أندراوس - أول من تبع المسيح بعد ظهوره - وأول مبشر مسيحي في التاريخ، لأنه هو الذي أتى بأخيه بطرس إلى المسيح، ولو أن الإِنجيل لم يذكره كثيراً بعد هذا. ثم سمَّى المسيح الأخوين يعقوب ويوحنا ابني زبدي شريكيّ أندراوس وبطرس في الوطن والمهنة، نرى أكبرهما يعقوب مقداماً في الكنيسة بعد صعود المسيح، حتى أخذه هيرودس أغريباس بعد نحو خمس عشرة سنة أول ضحية يقدمها إرضاءً لكيْد أعداء المسيحية رؤساء اليهود. وأما الأصغر يوحنا فعاش كثيراً، وخدم الكنائس خدمات جليلة طويلاً، بعد أن رقد كل زملائه في قبورهم.
أما سبب ذكر هؤلاء الرسل الأربعة أولاً فهو أن هؤلاء الأربعة كانوا باكورة الذين تبعوا المسيح يوم كان لا يزال مجهولاً بين الناس.
ثم اختار المسيح شخصين آخرين رفيقين لهؤلاء الأربعة في التتلمُذ له، وهما فيلبس ونثنائيل، ولم يرِدْ ذكْرُ فيلبس بعد اختياره إلا في بشارة يوحنا. أما نثنائيل فهو نفسه برثولماوس. بتسمية هؤلاء الستة تمَّ تنظيم نصف الهيئة الرسولية، وكلهم من تلاميذ المعمدان سابقاً، وكان التصاقهم بالمعمدان النبي المصلح، برهاناً كافياً على حسن استعدادهم الديني. فلا بد من أن اختيارهم جميعاً كان منتظراً ومُستصوَباً من التلاميذ الآخرين الحاضرين.
أما الاسم السابع فموجِبٌ لبعض الريب، لأنه العشار متى أو لاوي. فهل يصلح هذا الخاطئ رسولاً؟ بناء على مواهبة العقلية والروحية يصلح. وقد برهن اختيار المسيح له أن المرفوض من الناس يكون مكرَّماً عند اللّه، فاختياره مثال دائم لقوة النعمة التي تصيِّر عشاراً دنيئاً، رسولاً ممتازاً. أما رفيق متى في التسمية فهو توما، الذي لا نعرف عن ماضيه شيئاً، بخلاف السبعة الذين تعيَّنوا قبله.
يليه في التسمية يعقوبٌ آخر. لقبوه بيعقوب الأصغر والصغير. ظنه البعض أخاً لمتى، لأن اسم أبي الاثنين حلفى. لكن ينفي هذا الظن عدمُ ضمّ الاسمين كانضمام بطرس وأندراوس ويعقوب مع يوحنا.
ثم اختار المسيح رجلاً نستغرب تعيينه، بسببٍ هو عكس سبب استغرابنا لتعيين متى. كان متى عبداً للرومان وواحداً من مأموريهم، ولذلك كان مكروهاً ومحتقراً من أمته. أما سمعان الغيور فكان عدو الرومان، وعضو جمعية غايتها قَلْب حكومتهم، فلذلك كان مكرَّماً عند أمته. وقد استحسن المسيح أن يضم إلى صف الرسل رجلاً من هذا الصنف أيضاً. ليتمثَّل في رسله طباعٌ ومقاطعاتٌ وحِرفٌ مختلفة. أما الرسول الحادي عشر فله اسمان: "لباوس الملقب تداوس" وأيضاً "يهوذا أخا يعقوب بن حلفى".
أما آخر الرسل فكان من مقاطعة اليهودية، بينما كان الآخرون من الجليل. اسمه يهوذا سمعان الإسخريوطي، لأن اسم بلده "قريوت". وكما أنه منفرد عن زملائه الأحد عشر في الوطن، فهو منفرد أيضاً في الخيانة، لأنه يوصف في كل القوائم بذكر جريمته الفائقة القباحة، إذ يُسمَّى "يهوذا الإسخريوطي الذي أسلمه". لا نتجاسر أن نجزم بالأسباب التي دعت المسيح ليختار شخصاً عرف منذ البدء أنه سيخونه، وأن الجوهر الديني الذي يؤهله للرسولية ليس فيه. يجوز أن المسيح قصد إتمام النبوات، وتسهيل المقاصد الإلهية، فاختاره. يجوز أيضاً أن يعطي مثالاً ليعلّم الناس أن لا يهملوا خدمة الأشرار، لعلهم يربحونهم للصلاح، ومثالاً على أن أنجح الوسائل الروحية لا بد أن تفشل مع البعض. أو أنه اختاره كي يتضح له أنه بلا عذر في خيانته الفظيعة، بعد الوسائط الفائقة التي تقدَّمت له لأجل إصلاحه. ربما لم يكن يهوذا شريراً لما تبع المسيح، وعندما تعيَّن رسولاً، فهو من الذين يبتدئون حسناً وبإخلاص، لكن لعدم اتكالهم على النعمة الإلهية التي وحدها تحفظ من السقوط، ينقادون بعد حين إلى الأهواء الشريرة. أما تسليم الصندوق لهذا اللص فقد يكون عمل التلاميذ الذي تركه المسيح لهم. وأنهم عيَّنوه لمّا وجدوه صاحب إقدامٍ على العمل وبراعة في الحساب.
بعد أن انتهى المسيح من اختيار تلاميذه، رآهم مكللين بالمجد الفائق بين الشهداء عن يمين العرش الإلهي جالسين على "كراسي يدينون أسباط إسرائيل ااإثنى عشر" (متى 19:28

 

2) " أَقَمْتُكُمْ "

† " واقمتكم لتذهبوا وتاتوا بثمر، ويدوم ثمركم، " ..  أفعال مضارعة مبنية للمعلوم فى الإسلوب المنصوب .. (1) إ1هبوا .. (2) آتوا بثمر .. (3) ليدوم ثمركم .. هؤلاء هم المسيحيين الذين إختارهم الرب لإرسالهم إلى العالم يبشرون بمحبته (مت 28: 190 20) نستطيع أن نفهم االناحية اللاهوتية لكلمة  "أقمتكم" فى (أع 20: 28) احترزوا اذا لانفسكم ولجميع الرعية التي اقامكم الروح القدس فيها اساقفة، لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه (1كو 12: 28) (2تى 1: 11) وأستخدمت نفس الكلمة أيضا لوصف موت يسوع عن المؤمنين  وقيانمته (يو 10: 11 و 15 و 17 و 18 & 15: 13)

يلاحظ خطة المسيح الإلهية إرسال تلامميذه للتبشير في قوله: «أقمتكم لتذهبوا, وتأتوا بثمر, ويدوم ثمركم». فهو المتكفل بعد اختيارهم بكيف وأين يذهبون، ثم كيف وكم يأتون بالثمر، ثم إلى متى يدوم ثمرهم!!
‏وليس ذلك فقط، بل هو المتكفل بكيف يعطيهم الآب كل ما يطلبون (باسمه)، سواء فيما يخصهم شخصياً أو يخص مخاطر ذهابهم، أو جمع ثمارهم، أو تثبيت ثمارهم. وهكذا تلتحم الصلاة المستجابة، بالطاعة، مع الثمر المتكاثر!!

بواسطة الصلاة ودعم الروح القدس  (لوقا ١٢: ١١)11 ومتى قدموكم الى المجامع والرؤساء والسلاطين فلا تهتموا كيف او بما تحتجون او بما تقولون " ، والتعيين والسلطات المنوحة لهم فى القيادة ورآسة المؤمنين  (لوقا ١٢: ١٣)،13 وقال له واحد من الجمع: «يا معلم قل لاخي ان يقاسمني الميراث»  وكان تعليمه لهم نحو ثلاث سنين، وبهذا الخطاب الوداعي.

3) " لِتَذْهَبُوا "

الذهاب المرتبط بعمل خدمة أو حمل رسالة ... ألخ

«لتذهبوا»: هنا إشارة واضحة أنهم هم الذين سيبدأون بالذهاب، أى يتركون الالتصاق ببعضهم وبمعلمهم، لينطلق كل في طريقه. وهي إشارة توقيت لبدء رحلة الكنيسة عبر العالم.

 نلاحظ أن المسيح حمل بالفعل ثقل الرسولية مع الرسل، وحقق بالفعل مسئوليته في اختيارهم «ليذهبوا». فقد عضدهم بقوة فائقة، حتى حطموا أعتى إمبراطورية الرومان للوثنية، والتي كانت قد ملكت العالم فكرا وثقافة وسلطانا وجبروتا وضلالا!
‏لذلك، أية توة وأية شجاعة وأي اقتحام يملكه الذين لم يختاروا لأنفسهم أن «يذهبوا»، بل كان اختيارهم من عنده، «كما هرون أيضاً» (عب4:5)!!«والاختبار» هنا متعلق بكلمة «لتذهبوا». هنا دعوته لهم كأحباه هي ذات هدف ورسالة وليست مسألة محبة شخصية أو عواطف تبيت في الصدور، بل لاختيار الرسولية والخدمة وتمثيل الكنيسة في العالم، لأن حبه لهم هو لتكميل حب أبيه للعالم! أما كلمة «يدوم ثمركم»، فهذا تشهد عليه الكنيسة حتى اليوم، ونشاهده في كل أنحاء العالم، فثمر الرسولية لا يزال حياً جديداً مجدداً.

للتبشير بإنجيلي، وللشهادة بعهدا جديدا وخلاص العالم. (مت3:20-4)؛ «وقال لهم: اذهبوا إلى العالم أجمع، وأكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها» (مر15:16). لقد أطاع الرسل الأمر، وانفصلوا عن معلمهم بالجسد، ليتحدوا معاً وبه بالروح إلى الأبد، ليسلموا العالم مسيح الملكوت, لا مسيح التاريخ, ومسلسل رسوليتهم، كما هو، من وضع يد معلمهم ونفخة فمه!!وكثيراً ما قُرن الذهاب بسرعة العمل والاجتهاد فيه كالقول «اذهبوا وافحصوا» (متّى ٢: ٨). 8 ثم ارسلهم الى بيت لحم وقال: «اذهبوا وافحصوا بالتدقيق عن الصبي ومتى وجدتموه فاخبروني لكي اتي انا ايضا واسجد له»  والقول «اذهبوا وتعلموا» (متّى ٩: ١٣ )13 فاذهبوا وتعلموا ما هو: اني اريد رحمة لا ذبيحة لاني لم ات لادعو ابرارا بل خطاة الى التوبة».  ( مت ١٢: ٤٥ ) 45 ثم يذهب وياخذ معه سبعة ارواح اخر اشر منه فتدخل وتسكن هناك فتصير اواخر ذلك الانسان اشر من اوائله. هكذا يكون ايضا لهذا الجيل الشرير».  ( مت ٢٢: ٩، ١٥ )9 فاذهبوا الى مفارق الطرق وكل من وجدتموه فادعوه الى العرس. 15 حينئذ ذهب الفريسيون وتشاوروا لكي يصطادوه بكلمة. ( مت ٢٥: ٩، ١٦).9 فاجابت الحكيمات: لعله لا يكفي لنا ولكن بل اذهبن الى الباعة وابتعن لكن.   16 فمضى الذي اخذ الخمس* وزنات وتاجر بها فربح خمس وزنات اخر. 

4) " وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ "

قصد بالثمر هنا قداسة السيرة، والرغبة في بث بشرى الخلاص لينجو الهالكون من الخطية والشيطان والموت، فيكونوا شركاء الحياة الأبدية. فكل من يختاره المسيح تلميذاً إنما يختاره ليأتي بثمر القداسة. فليس لأحد أن يقول: إن اختارني الله خلصتُ مهما فعلت، لأن الاختيار مشروط بإتيان الشخص المختار بالثمر.

5) " وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ "

أي نتيجة أعمالكم الروحية التي صُنعت بأمر المسيح ومساعدة الروح القدس، بخلاف الأعمال الأرضية التي غايتها نفع الأجساد. ومن ذلك الثمر تأسيس الكنيسة، وما كتبوه في الإنجيل لإرشاد الكنيسة إلى نهاية الزمان (يوحنا ٤: ٣٦ )  36 والحاصد ياخذ اجرة ويجمع ثمرا للحياة الابدية، لكي يفرح الزارع والحاصد معا. ( رومية ١٤: ١٣)  13 فلا نحاكم ايضا بعضنا بعضا، بل بالحري احكموا بهذا: ان لا يوضع للاخ مصدمة او معثرة.  " وما قيل في شأن الرسل يقال في شأن سائر المسيحيين، فالذين اختارهم الله للخلاص اختارهم لخدمة المسيح وكنيسته ليأتوا بثمر لمجده، ) ( كولوسي ١: ٦ ) 6 الذي قد حضر اليكم كما في كل العالم ايضا، وهو مثمر كما فيكم ايضا منذ يوم سمعتم وعرفتم نعمة الله بالحقيقة." ولنفع العالم، ولتدوم نتائج أعمالهم إلى الأبد.

6) " لِكَيْ يُعْطِيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ بِاسْمِي"

 اختارهم المسيح لثلاثة أمور: (١) إتيانهم بثمر. (٢) نوال ما يسألونه في الصلاة وهو متوقف على الأول. « طلبة البار تقتدر كثيراً في فعلها » (يع16:5) .. فالمقتدر في الصلاة مقتدر في العمل (راجع شرح (يو 15: 7- 8) . ويُستنتج من هذه الآية أن العمل فى خدمة الرب يبدأ بالصلاة كما أنها لا تكون إلا بالعمل. (٣) سيأتي في الآية (يو 15: 19).
«يعطيكم الآب كل ما طلبتم باسمي»: الأن يطمئن المسيح أنه سلمهم العلاقة المباشرة بالآب!! لقد أيدهم الآب نفسه، واستعلن لهم كل ما عند الآب، بكل ما قاله وعمله. فالآن، عليهم أن يتجهوا مباشرة للآب، ليطلبوا كل ما يشاءوا، حيث «اسم» المسيح هو ضمان الاستجابة الأكيد، إذ يتدخل في الحال، ودمه على يديه، لتصبح كل صلاة وكل طلبة، ملتحمة بصوت دمه: «أتيتم ... إلى وسيط العهد الجديد، يسوع، وإلى دم رش, يتكلم أفضل من هابيل.» (عب24:12)
‏وهنا يلزم أن ننبه لللقارئ ، أن الصلاة في أصولها تقدم للآب باسم يسوع المسيح, في الروح القدس. وأي إغفال للآب, يخل بأصول الصلاة والعبادة. فالمسيح أكمل رسالته، بأن سلمنا ليد الآب, أما هو فيبقي وسيطاً ضامناً للعهد. وعلينا أن ننتبه جداً لقوله: «في ذلك اليوم تطلبون باسمي، ولست أقول لكم إني أنا أسال الآب من أجلكم، لأن الآب نفسه يحبكم، لأنكم قد أحببتموني, وآمنتم أني من عند الله خرجت.» (يو26:16-27)

† " لكي يعطيكم الاب كل ما طلبتم باسمي.  " .. "بإسمى" ينبغى على المسيحيين أن يظهروا إسم يسوع فى حياتهم .. بإسمك يايسوع  فعلنا .. بإسمك يايسوع قمنا .. بإسمك يايسوع نشفى مرضى .. بإسمك يا يسوع نخرج شياطين .. ألخ   حيث ترادف هذه الكلمة "مشيئة الرب" فى ( 1يو 5: 14) ونلاحظ أن المحبة ترتبط مع الصلاة المستجابة كما فى (يو 14 : 13- 15)
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>كأنه يقول "ليس أنتم إخترتمونى" معلما وسيدا " بل أنا إخترتكم " من بين الجهلة والخطاة وصيادى السمك " وأقمتكم" رسلا لى لتكونوا أحبائى "لتذهبوا" إلى العالم أجمع للتبشير بإنجيلى والمناداة بخلاصى " وتأتوا بثمر فترجع الأمم بالإيمان وينجوا الهالكون ببشارة الإنجيل التى تنشروها من الخطية والشيطان والموت وتكونون لى شركاء الحياة الأبدية " و ويدوم ثمركم فيثبت إلى الأبد فتتأسس الكنيسة وتبقى إلى نهاية الزمان وليس ذلك فقط بل " لكى يعطيكم الآب كل ما طلبتم بغسمى" بشرط أن تكون موافقة لإرادته الإلهية

   شرح وتفسير   ( يوحنا 15: 17)  17 بهذا اوصيكم حتى تحبوا بعضكم بعضا.
 .   .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس


1) " ِهَذَا أُوصِيكُمْ حَتَّى تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً"

كرر المسيح هذه ألاية فى هذا الإصحاح ختى يؤكد وصيته بعد رحيله بصلبه وموته وقيامته (يو 15: 12) 12 «هذه هي وصيتي ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم " ... لقد رفض أن يقيم عليهم رئيسا ومرشدا وأقام عليهم وصية المحبة برباط الحب وهذا الرباط ليس جديدا بل كان موجودا منسيا فى العهد القديم وقد ورد نص الوصيتين فى العهد القديم  الأولى (تث 6: 4- 5) 4 اسمع يا اسرائيل.الرب الهنا رب واحد. 5 فتحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك. " والثانية فى (لا 19: 18) لا تنتقم ولا تحقد على ابناء شعبك بل تحب قريبك كنفسك.انا الرب. وجمع المسيح الوصية الأولى والثانية معاا  (مر 12: 30- 31)  30 وتحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك. هذه هي الوصية الاولى. 31 وثانية مثلها هي: تحب قريبك كنفسك. ليس وصية اخرى اعظم من هاتين» وكررها متى فى (مت 22: 38- 39) وكذلك كررها لوقا فى (لو 10: 27- 28) ( رومية ١٣: ٩، ١٠) 9 لان «لا تزن، لا تقتل، لا تسرق، لا تشهد بالزور، لا تشته»، وان كانت وصية اخرى، هي مجموعة في هذه الكلمة:«ان تحب قريبك كنفسك». 10 المحبة لا تصنع شرا للقريب، فالمحبة هي تكميل الناموس."
هذه الآية تسلسل منطقى لما سبق. فقد أكد محبة الآب لهم، ومحبته هو لهم، وبتسميتهم أحباءه، وباختيارهم رُسلاً. وبنى على كل ذلك وجوب حب بعضهم بعضاً. وهذا تكرار ثالث لوصية المحبة في هذا الخطاب (رومية ١٣: ٨ - ١٠ ) 8 لا تكونوا مديونين لاحد بشيء الا بان يحب بعضكم بعضا، لان من احب غيره فقد اكمل الناموس. 9 لان «لا تزن، لا تقتل، لا تسرق، لا تشهد بالزور، لا تشته»، وان كانت وصية اخرى، هي مجموعة في هذه الكلمة:«ان تحب قريبك كنفسك». 10 المحبة لا تصنع شرا للقريب، فالمحبة هي تكميل الناموس. ( غلاطية ٥: ١٤ ) 14 لان كل الناموس في كلمة واحدة يكمل:«تحب قريبك كنفسك».  ( ١تيموثاوس ١: ٥). 5 واما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر، وضمير صالح، وايمان ب
لا رياء.  "


† " بهذا اوصيكم حتى تحبوا بعضكم بعضا.  " .. 
هذه آيات المحبة في الكتاب المقدس يوجد حوالي 11 فعل ايجابي و حوالي3 افعال سلبية لا يجب ان تكون بيننا
الملح جيد و لكن اذا صار الملح بلا ملوحة فبماذا تصلحونه ليكن لكم في انفسكم ملح و سالموا بعضكم بعضا (مر 9 : 50)
وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا (يو 13 : 34)
هذه هي وصيتي ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم (يو 15 : 12)
بهذا اوصيكم حتى تحبوا بعضكم بعضا (يو 15 : 17)
وادين بعضكم بعضا بالمحبة الاخوية مقدمين بعضكم بعضا في الكرامة (رو 12 : 10)
لا تكونوا مديونين لاحد بشيء الا بان يحب بعضكم بعضا لان من احب غيره فقد اكمل الناموس (رو 13 : 8)
لذلك اقبلوا بعضكم بعضا كما ان المسيح ايضا قبلنا لمجد الله (رو 15 : 7)
و انا نفسي ايضا متيقن من جهتكم يا اخوتي انكم انتم مشحونون صلاحا و مملوؤون كل علم قادرون ان ينذر بعضكم بعضا (رو 15 : 14)
اذا يا اخوتي حين تجتمعون للاكل انتظروا بعضكم بعضا (1كو 11 : 33)
فانكم انما دعيتم للحرية ايها الاخوة غير انه لا تصيروا الحرية فرصة للجسد بل بالمحبة اخدموا بعضكم بعضا (غل 5 : 13)
فاذا كنتم تنهشون و تاكلون بعضكم بعضا فانظروا لئلا تفنوا بعضكم بعضا (غل 5 : 15)
بكل تواضع و وداعة و بطول اناة محتملين بعضكم بعضا في المحبة (اف 4 : 2)
مكلمين بعضكم بعضا بمزامير و تسابيح و اغاني روحية مترنمين و مرتلين في قلوبكم للرب (اف 5 : 19)
محتملين بعضكم بعضا و مسامحين بعضكم بعضا ان كان لاحد على احد شكوى كما غفر لكم المسيح هكذا انتم ايضا (كو 3 : 13)
لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى و انتم بكل حكمة معلمون و منذرون بعضكم بعضا بمزامير و تسابيح و اغاني روحية بنعمة مترنمين في قلوبكم للرب (كو 3 : 16)
و اما المحبة الاخوية فلا حاجة لكم ان اكتب اليكم عنها لانكم انفسكم متعلمون من الله ان يحب بعضكم بعضا (1تس 4 : 9)
لذلك عزوا بعضكم بعضا بهذا الكلام (1تس 4 : 18)
لذلك عزوا بعضكم بعضا و ابنوا احدكم الاخر كما تفعلون ايضا (1تس 5 : 11)
و ان تعتبروهم كثيرا جدا في المحبة من اجل عملهم سالموا بعضكم بعضا (1تس 5 : 13)
لا يذم بعضكم بعضا ايها الاخوة الذي يذم اخاه و يدين اخاه يذم الناموس و يدين الناموس و ان كنت تدين الناموس فلست عاملا بالناموس بل ديانا له (يع 4 : 11)
طهروا نفوسكم في طاعة الحق بالروح للمحبة الاخوية العديمة الرياء فاحبوا بعضكم بعضا من قلب طاهر بشدة (1بط 1 : 22)
كونوا مضيفين بعضكم بعضا بلا دمدمة (1بط 4 : 9)
ليكن كل واحد بحسب ما اخذ موهبة يخدم بها بعضكم بعضا كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة (1بط 4 : 10)هذه مجرد دراسة بسيطة لكلمة بعضكم بعضا في الكتاب المقدس
كم هي غنية وجميلة كلمة الله
يوجد حوالي 11 فعل ايجابي و حوالي3 افعال سلبية لا يجب ان تكون بيننا
الملح جيد و لكن اذا صار الملح بلا ملوحة فبماذا تصلحونه ليكن لكم في انفسكم ملح و سالموا بعضكم بعضا (مر 9 : 50)
وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا (يو 13 : 34)
هذه هي وصيتي ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم (يو 15 : 12)
بهذا اوصيكم حتى تحبوا بعضكم بعضا (يو 15 : 17)
وادين بعضكم بعضا بالمحبة الاخوية مقدمين بعضكم بعضا في الكرامة (رو 12 : 10)
لا تكونوا مديونين لاحد بشيء الا بان يحب بعضكم بعضا لان من احب غيره فقد اكمل الناموس (رو 13 : 8)
لذلك اقبلوا بعضكم بعضا كما ان المسيح ايضا قبلنا لمجد الله (رو 15 : 7)
و انا نفسي ايضا متيقن من جهتكم يا اخوتي انكم انتم مشحونون صلاحا و مملوؤون كل علم قادرون ان ينذر بعضكم بعضا (رو 15 : 14)
اذا يا اخوتي حين تجتمعون للاكل انتظروا بعضكم بعضا (1كو 11 : 33)
فانكم انما دعيتم للحرية ايها الاخوة غير انه لا تصيروا الحرية فرصة للجسد بل بالمحبة اخدموا بعضكم بعضا (غل 5 : 13)
فاذا كنتم تنهشون و تاكلون بعضكم بعضا فانظروا لئلا تفنوا بعضكم بعضا (غل 5 : 15)
بكل تواضع و وداعة و بطول اناة محتملين بعضكم بعضا في المحبة (اف 4 : 2)
مكلمين بعضكم بعضا بمزامير و تسابيح و اغاني روحية مترنمين و مرتلين في قلوبكم للرب (اف 5 : 19)
محتملين بعضكم بعضا و مسامحين بعضكم بعضا ان كان لاحد على احد شكوى كما غفر لكم المسيح هكذا انتم ايضا (كو 3 : 13)
لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى و انتم بكل حكمة معلمون و منذرون بعضكم بعضا بمزامير و تسابيح و اغاني روحية بنعمة مترنمين في قلوبكم للرب (كو 3 : 16)
و اما المحبة الاخوية فلا حاجة لكم ان اكتب اليكم عنها لانكم انفسكم متعلمون من الله ان يحب بعضكم بعضا (1تس 4 : 9)
لذلك عزوا بعضكم بعضا بهذا الكلام (1تس 4 : 18)
لذلك عزوا بعضكم بعضا و ابنوا احدكم الاخر كما تفعلون ايضا (1تس 5 : 11)
و ان تعتبروهم كثيرا جدا في المحبة من اجل عملهم سالموا بعضكم بعضا (1تس 5 : 13)
لا يذم بعضكم بعضا ايها الاخوة الذي يذم اخاه و يدين اخاه يذم الناموس و يدين الناموس و ان كنت تدين الناموس فلست عاملا بالناموس بل ديانا له (يع 4 : 11)
طهروا نفوسكم في طاعة الحق بالروح للمحبة الاخوية العديمة الرياء فاحبوا بعضكم بعضا من قلب طاهر بشدة (1بط 1 : 22)
كونوا مضيفين بعضكم بعضا بلا دمدمة (1بط 4 : 9)
ليكن كل واحد بحسب ما اخذ موهبة يخدم بها بعضكم بعضا كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة (1بط 4 : 10)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>" بهذا أوصيكم أن حتى تحبوا بعضكم بعضا " لأن كل الوصايا التى أوصيتكم بها تنطوى فى هذه الوصية فإننا إذا أكملنا ها أكملنا بقية الوصايا  


 

This site was last updated 06/29/21