Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير / شرح إنجيل يوحنا الإصحاح الرابع عشر (يو 14: 1- 14)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير يوحنا ص1 1: 1-18
فسير إنجيل يوحنا ص 1: 19- 51)
تفسير إنجيل يوحنا ص 2
تفسير إنجيل يوحنا ص 3
تفسير إنجيل يوحنا ص4
تفسير إنجيل يوحنا ص5
تفسير إنجيل يوحنا ص6:1- 40
تفسير إنجيل يوحنا ص6: 41- 71
تفسير إنجيل يوحنا ص 7: 1- 24
تفسير إنجيل يوحناص7: 25- 53
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 1- 20
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 21 37
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 38- 59
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 1- 23
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 24-41
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 1- 21
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 22- 42
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 1-32
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 33- 57
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 1- 26
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 27- 50
تفسير إنجيل يوحنا ص13: 1- 17
تفسير إنجيل يوحنا ص13: 18- 38
تفسير إنجيل يوحنا ص14: 1-14
تفسير إنجيل يوحنا ص14: 15- 31
تفسير إنجيل يوحنا ص15: 1- 17
تفسير إنجيل يوحنا ص15: 18- 27
تفسير إنجيل يوحنا ص 16: 1- 15
تفسير إنجيل يوحنا ص 16: 16- 33)
تفسير إنجيل يوحنا ص 17: 1- 16-
تفسير إنجيل يوحنا ص17:  17- 26
تفسير إنجيل يوحنا ص18: 1-18
تفسير إنجيل يوحنا ص18: 19- 40
تفسير إنجيل يوحنا ص 19
Untitled 8429
تفسير إنجيل يوحنا ص20
Untitled 8430
تفسير إنجيل يوحنا ص 21
Untitled 8415
ت
Untitled 8528

تفسير يوحنا الإصحاح  السابع عشر - فى مجمل الأناجيل الأربعة: الفصل25
تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح الرابع عشر
 1. الراحة الأبدية (يوحنا 14:  1- 3)
2. المسيح طريق الراحة (يوحنا 14:  4- 11)
3. الصلاة والراحة (يوحنا 14:  12- 14)
 
فى هذا الإصحاح حديث المسيح لتلاميذة وإعدادهم نفسيا قبل صلبه وقيامته
أن ذهاب المسيح إلى الآب هو محور الحديث كله، ولسان حال الواقع, حسب موضوع الحديث والحاح الساعة، فالمسيح يعدد لتلاميذه مميزات موته وصعوده وذهابه إلى الآب، من حيث أنها ستعود عليهم بفيض من القوة الغامرة ليعملوا ما كان يعمله هو أمامهم، تلك الأمور التي أبهرتهم, بل وكيف أنهم سيعملون أعظم منها بسبب صعوده وذهابه إلى الآب. وهو في ذلك يجاهد ليرفع عنهم مسحة الحزن والكآبة والخوف من جهة, ومن جهة أخرى هو يسبق الزمن والحوادث ويكشف لهم ما سيكون، حتى إذا كان، يزدادون إيماناً وثقة وقوة، ويشعرون بحقوقهم الممنوحة لهم رسمياً حسب الوعد، ليطالبوا بها ويتمسكوا بسلطانها، لتكميل خدمة الخلاص وتمجيد المسيح والآب.
حديث الوداع الأول
‏الحديث عن الآب والمضي إليه

‏(أ) المسيح يعزي تلاميذه بالرجاء السماوى.
‏(ب) يعّرف نفسه بأنه هو الطريق والحق والحياة، وأنه واحد مع الآب.
(ج) يعدهم بتأكيد استجابة الصلاة التي تُقدم باسمه.
‏(د) يوصي بالمحبة والطاعة.
(ه) الوعد بإرسال الروح القدس المعزى.
( و) يترك سلامه لهم.

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح الرابع عشر
1. الراحة أبدية (يوحنا 14:  1- 3)

  تفسير / شرح   (يوحنا 14:  1) 1 «لا تضطرب قلوبكم. انتم تؤمنون بالله فامنوا بي.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس       

1) " لا تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ "

† " لا تضطرب" ..  أمر حاضر مبنى للمجهول مع أداة النفى يشير إلى توقف أمر إستمر بمعنى "توقفوا عن إضطراب قلوبكم" لا شك أن إخبار يسوع تلاميذه مغادرته إياهم قد أثار خوفهم وجزعهم

 بعد أن حذر الرب بطرس، وهو أكبرالتلاميذ سنا والمتكلم عنهم , أنه سينكره هذه الليلة ثلاث مرات، صمت بطرس، وصمت أيضاً التلاميذ, مع جزع ورعبة ؛ لأنه إن كان الرب ذاهباً ليموت، وإن كان هذا هو يهوذا المتولى المسئولية المالية للجماعة ، وهذا هو بطرس أيضا ً، الذى سينكر فتسائل التلاميذ فمن نكون نحن؟ حزن التلاميذ وتضاسقوا وبسبب كلامه عن ذهابه عنهم وتركه إياهم كخراف بين ذئاب، وتعريفهم بأنه لا بد من وقوع الاضطهاد عليهم، وأخذ أملهم الملك الزمني في الضعف والزوال، بدليل قوله «لأنِّي قُلتُ لَكُمْ هَذَا قَدْ مَلأ الحُزْنُ قُلُوبَكُمْ» (يوحنا ١٦: ٥، ٦). ( يوحنا ١٦: ٢٢، ٢٣)  22 فانتم كذلك، عندكم الان حزن. ولكني ساراكم ايضا فتفرح قلوبكم، ولا ينزع احد فرحكم منكم 23 وفي ذلك اليوم لا تسالونني شيئا. الحق الحق اقول لكم: ان كل ما طلبتم من الاب باسمي يعطيكم. 
‏وفى هذه اللحظة نطق المسيح بكلمات، افتتح بها كوى السماء لتفيض سلاماً في قلوب التلاميذ. فكانت كلمات الرب هذه تُعتبر الدرة الثمينة في إنجيل المسيح.(يو 14: 27) 27 «سلاما اترك لكم. سلامي اعطيكم. ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب.
‏«لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ.»:
«يضطرب»: ‏كلمة «يضطرب» تعنى بالعربية ينزعج . وباليونانية تُستخدم كالعربية في اضطراب البحر أيضاً، والشبه بين اضطراب القلب واضطراب أمواج البحر مصطلح يستخدمه الوحي الإلهي في الكتاب كثيراً  ولأن المسيح إبن الإنسان فإنه أيضا إضطرب ولكن إضطرابه كان مختلفا مرة اضطرب بالنفس  (يو 27:12) 27 الان نفسي قد اضطربت. وماذا اقول؟ ايها الاب نجني من هذه الساعة؟. ولكن لاجل هذا اتيت الى هذه الساعة" ومرة إضطرب بالروح  ( يو 21:13)،21 لما قال يسوع هذا اضطرب بالروح، وشهد وقال:«الحق الحق اقول لكم: ان واحدا منكم سيسلمني!».  فاضطراب المسيح لم يكن عن خوف أو رهبة لأنه لم يرهب للموت إذ وطأ هامته بقدميه، أو عن فقدان الصلة بالآب لأنه فى الاب والآب فيه  ...   ولا كان اضطرابه بسبب الخوف من المجهول لأنه كان «عالماً بكل شيء». ألخ ا، ولكن اضطرابه، كما علمنا، كان ردة فعل الجسد لهول المعركة الروحية التي ‏كان قابضاً على زمامها.لأن أمامه هدف هو أن يغفر خطايا كل البشر ويحملها ليكون ذبيحة  فاضطراب المسيح شيء واضطراب التلاميذ شيء آخر وهنا نقول التعبير الذأورده العهد القديم عنه مسحوق لأجل آثامنا (أش 53: 5) "وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا. تأديب سلامنا عليه، وبحبره شفينا. " أما اضطراب التلاميذ كان بسبب الخوف من سلطان العالم
«قلوبكم»: الترجمة العربية متصرف فيها، فهي في الأصل اليوناني مفرد  وهذا أسلوب أرامي وعبري. و«القلب» في المفهوم الشرقي هو مصدر الشعور. أما في اللغة القبطية، فالقلب هو مصدر جميع العواطف والفهم والذكاء والغباء أيضأ، فالرجل الذكي له أسم والرجل القوي الشجاع له اسم آخر والرجل الرحيم له اسم والرجل الغبي فهو بلا قلب أصلاً.

 † "  قلوبكم   " ..  كان يسوع يتكلم للتلاميذ الـ 11 ، تشير كلمة "القلب " بصورة عامة إلى شعور الإنسان  ويشير إستخدامها فى اللغة العبرية إلى الشخص كاملا روحا وفكرا وعاطفة وإرادة (تث 6: 5) (مت 22: 37)
‏و«تضطرب». فالخوف من الموت, وأخطر منه الخوف من المجهول، يطيح بفكر الإنسان فلا يعود يستقر له قرار. والمعروف في الاختبار الإيماني، أن سبب الخوف دائماً وبلا استثناء هو فقدان الصلة مع الرب . فأمان الإنسان الوحيد هو في تطلعه نحو المسيح نخلص العالم وفادى البشرية والإمساك به بالإيمان، فإذا ركز الإنسان فكره في الواقع المفزع أمامه يغرق في الحال, هذا كان حال القديس بطرس أيضاً، إذ لماذا بدأ يغرق والرب واقف أمامه؟, «ولكن لما رأى الريح شديدة، خاف؛ وإذ ابتدأ يغرق، صرخ قائلاً: يا رب نجني, ففي الحال مد يسوع يده، وأمسك به، وقال له: يا قليل الإيمان, لماذا شككت» (مت30:14-31). أي، لما ركز رؤيته في الريح لإضطرب وإنزعج وخاف من الموت غرقا , لأنه فقد رؤيته للمسيح، وهكذا فقد قاعدة ثبوته فوق الماء.
‏وهنا الرب أيضاً لا يتكلم مجرد كلمة «لا تضطرب قلوبكم»، بل يمد يده لينتشل التلاميذ، فحينما يأمر المسيح، فأمره ينفذ بقوة الكلمة الحية، ويحمل تنفيذه في طاعته, وهو، مع المعونة الإضافية التي يمنحها لهم بالكلمة، يذكرهم بالقاعدة الثابتة التي ينبغي أن يربطوا, أو يكونوا قد ربطوا فيها, ثقتهم وهي: الإيمان بالمسيح

 

2) " أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ فَآمِنُوا بِي "

† ".. فعل أمر فى الزمن الحاضر المبنى للمعلوم أو فعل مضارع مبنى للمعلوم فى الأسلوب الخبرى ، يظهر التركيب النحوى المتوازن لهذه ألاية أن يسوع يؤكد مساواته بالإله أمام اليهود أمنوا بقوة بوحدانية الإله (تث 6: 4- 6) ومع إيمانهم هذا ميزوا معنى كلام يسوع .. إنه من السهل ان تؤمن بكائن فائق غير مرئى ومحسوس ، ولكن أن تؤمن بيسوع المسيح ربا ومسيحا أمر آخر ، تركز هذه العبارة على يسوع وليس على عقيدة دينية

تعنى كلمة «الإيمان» باللغة الآرامة تعني «الثبوت» لأن قاعدة الثبوت الجوهرة أو «الثبوت الحق» هو الرب في الأدب العبري. فالذي يؤمن بالله يعني الذي يثبت في الله أو يشترك في ثبوته، كما في الصخر، فالله «صخر الدهور» (إش4:26)، أي الثابت الذ لا يتغير على مر الأيام وكر السنين.

فالمعنى هنا هو: إن كنتم تؤمنون بالله فأنتم تؤمنون بي أيضاً، وبالضرورة، حتى وإن كنتم لا تعرفون الآن!! وهنا يلزم أن نربط هذه الآية بالكلام الوارد بعدها، لأنه يعطيها الرؤية اللازمة والتوهج اللاهوتي المطلوب. فالمسيح بعد ذكره يهوه يعود ويذكره باسم «أبي» (2:14)، ثم يذكره باسم «الآب» (6:14‏)، وبذلك يكون المعنى، بمد ضم الصفات، كالآتي: ‏أنتم تؤمنون بيهوه ، هذا جيد جداً، وأنا أترككم لأذهب إلى يهوه الذي هو أبي, وهو الآب (أبوكم). فإن كتم تؤمنون بالله حقاً، وهذا صحيح وواجب، فإيمانكم بالله فيه الكفاية ليجعلكم تؤمنون بي.

و لإزالة الاضطراب هي الإيمان بيهوه وبه. وكان للتلاميذ باعتبارهم يهوداً أتقياء ثقة بـ الآب بحضوره معهم ومحبته لهم، فأراد أن يكون لهم باعتبارهم تلاميذه مثل تلك الثقة عينها به، أي أن يؤمنوا بحضوره معهم وهو غير منظور كما يؤمنون بالآب كذلك. وهذا لا يستلزم أن إيمانهم بيهوه إله آبائهم كان كاملاً لا يحتاجون معه إلى زيادة، جاء الوقت أن يكون إيمانهم به كإيمانهم بالآب. لأن بالمسيح يكون الخلاص وبالمسيح هو سلم السماء وثقوا بى لأننى معكم كل حين وإلى إنقضاء الدهر

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأنه يقول بما أنكم أيها التلاميذ بأن الآب حاضر معكم على الدوام وأنه قادر أن يعتنى بكم ويمنع عنكم المخاوف والمخاطر ويهبكم كل ما تحتاجون إليه وبما أننى مساو للآب فى الجوهر والقدرة فآمنوا بى وبقدرتى على حمايتكم وثقوا بأن اكون حاضرا دائما بينكم وإن لم ترونى بعيونكم الجسدية فلا تضطرب قلوبكم ولا تجزع نفوسكم

 تفسير / شرح    (يوحنا 14:  2)2 في بيت ابي منازل كثيرة، والا فاني كنت قد قلت لكم. انا امضي لاعد لكم مكانا،

.  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس     

الجزء التالى من كتاب شرح إنجيل يوحنا للأب متى المسكين : [ الصحيح ينبغي أن تُقرأ هذه الآية هكذا: «في بيت أبي مواضع كثيرة»، لأن البيت هو المقابل الروحي للهيكل الذى قال عنه المسيح: «بيتي بيت الصلاة يُدعى» (مت13:21)، «لا تجعلوا بيت أبي بيت تجارة» (يو16:2)، وأما المواضع الكثيرة أو المساكن الكثيرة في البيت، فهي المقابل للأروقة. والأروقة بها غرف كثيرة (1مل 5:6-6‏)، وقد وصف القديس بولس الرسول ذلك: «فلنا في السموات بناء من الله، بيت غير مصنوع بيد أبدي.» (2كو 1:5)
و«المواضع» قال عنها القديس بولس أيضاً: « فإنا في هذه أيضاً نئن، مشتاقين إلى أن نلبس فوقها مسكننا, الذي من السماء.» (2كو2:5)] أ . هـ


1) " فِي بَيْتِ أَبِي "

† "   في بيت ابي " ..  أستخدنت كلمة بيت فى العهد القديم  لتشير إلى خيمة ألإجتماع أو الهيكل (2صم 7) لكن فى هذا السياق تشير إلى السماء فى مكان مخصص للمؤمنين

 وفي الصلاة الربانية: «أبانا الذي في السماوات». فصرّح المسيح بذلك أنه ذاهب إلى السماء، وعزّاهم بوعده في ما يأتي أنهم يجتمعون به هناك. وهذا تعزية لنا جميعاً إذ نعلم منه أن السماء بيت أبينا، فإذاً هي وطننا.

عبّر عن السماء ( مزمور ٣٣: ١٣، ١٤ ) .13 من السموات نظر الرب.راى جميع بني البشر. 14 من مكان سكناه تطلع الى جميع سكان الارض ( إشعياء ٦٣: ١٥ )  15 تطلع من السموات وانظر من مسكن قدسك ومجدك.اين غيرتك وجبروتك زفير احشائك ومراحمك نحوي امتنعت " أى بمسكن يهوه حيث يظهر مجده بأكثر البهاء والجلال.فأكلق عليه " مسكن قدسك من السماء" (تثنية ٢٦: ١٥ ) 15 اطلع من مسكن قدسك من السماء وبارك شعبك اسرائيل والارض التي اعطيتنا كما حلفت لابائنا ارضا تفيض لبنا وعسلا ( ٢أيام ١٨: ١٨ )  18 وقال فاسمع اذا كلام الرب.قد رايت الرب جالسا على كرسيه وكل جند السماء وقوف عن يمينه وعن يساره.  ( مزمور ٢: ٤ )  4 الساكن في السموات يضحك.الرب يستهزئ بهم.  ( مز ٣٣: ١٣، ١٤ ) 13 من السموات نظر الرب.راى جميع بني البشر. 14 من مكان سكناه تطلع الى جميع سكان الارض. ( مز ٩١: ١٣ ) ( إشعياء ٦٣: ١٥ ) 15 تطلع من السموات وانظر من مسكن قدسك ومجدك.اين غيرتك وجبروتك زفير احشائك ومراحمك نحوي امتنعت. ( أعمال ٧: ٤٩ ) 49 السماء كرسي لي، والارض موطئ لقدمي. اي بيت تبنون لي؟ يقول الرب، واي هو مكان راحتي؟ ( ٢كورنثوس ٥: ١). 1 لاننا نعلم انه ان نقض بيت خيمتنا الارضي فلنا في السموات بناء من الله بيت غير مصنوع بيد ابدي. "
 

2) " مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ "

† " منازل كثيرة،  " ..  حيث يسكن المؤمنون بالقرب من الآب الذى هو مصدرهم الروحى فى أماكن خاصة  (يو 14: 23)

هذا يشير إلى ما في قصور ملوك من أماكن كثيرة لهم ولأولادهم ولأهل بلاطهم. وكان من التقاليد فى منطقة الشرق الوسط قديما أن يبنى رب العائلة بيتا فيه منازل لأولاده وزوجاتهم وأولاد أولاده  وهنا يصب المسيح الملكوت بمشابه أرضى فإذا كان الأب الأرضى يبنى بيتا له ولأولاده فالآب السماوى أعد  ملكوتا لجميع نالوا الخلاص بالمسيح وقصد المسيح بذلك بيان سعة السماء، وتأكيده لهم اجتماعهم به هناك لسعتها التى لا يمكن قياسها ، فإنها تسعهم هم وسائر المفديين مع كل جنود الملائكة. والسكن في قصر الملك يستلزم القرب منه والمشاركة له في الإكرام والسعادة والمحبة التي هي وافرة فيه.

«مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ»: وتعني «مسكن دائم» أو «بيت» (وليس «منزل»). وهي التي جاءت في الأية (يو 14: 23) : «وإليه نأتي وعنده نصنع بيتاً (منزلاً)», أي إقامة دائمة!!كلمة "يثبت" فى اللغة اليونانية هى كلمة محورية فى البشارة بحسب يوحنا (يو 14: 15) تشترك مع كلمة " منازل " فى اصلها اليونانى / تبدأ إقامتنا مع الآب من يوم قبولنا له والثبات فيه
‏ولكن كلمة «منزل» باللغة العربية خاطئة ومفسدة للمعنى، لأن «المنزل» غير«البيت». فالمنزل يعني مكاناً ينزل فيه الإنسان عابراً وليس مقيماً، وممه النزل أي الخان أو الاوتيل حيث الإقامة الدائمة منعدمة؛ أما البيت فللأقامة الدائمة. وبلا شك الإقامة فى السماء دائمة

 

3) " وَإلا "  جملة شرطية  جزئية من الصنف الثانى وتشير إلى "ضد الحقيقة " .. هناك منازل كثيرة أعدها يسوع مسبقا لأمن يؤمن به - أي ولو كان انفصالنا أبدياً ولا يمكن أننا نجتمع في السماء ونسكن معاً في منازلها.
 

4) " فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلتُ لَكُمْ "

ولم أترككم جاهلين ذلك، تتوقعون ما لا يوجد. والخلاصة أنه ليس في ما قاله أدنى شك.
 

5) " أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَاناً "

( يوحنا ١٣: ٣٣، ٣٦)33 يا اولادي، انا معكم زمانا قليلا بعد. ستطلبونني، وكما قلت لليهود: حيث اذهب انا لا تقدرون انتم ان تاتوا، اقول لكم انتم الان. 36 قال له سمعان بطرس:«يا سيد، الى اين تذهب؟» اجابه يسوع:«حيث اذهب لا تقدر الان ان تتبعني، ولكنك ستتبعني اخيرا»

هذا مثل قول الرسول إن المسيح دخل السماء كسابق لأجلنا (عبرانيين ٦: ٢٠). 20 حيث دخل يسوع كسابق لاجلنا، صائرا على رتبة ملكي صادق، رئيس كهنة الى الابد." قد أعدّ ذلك بموته على الصليب، وشفاعته لنا في السماء (عبرانيين ٩: ١٢). 12 وليس بدم تيوس وعجول، بل بدم نفسه، دخل مرة واحدة الى الاقداس، فوجد فداء ابديا. "  وقد حقق إيمان التلاميذ أن الرب أعد لهم سماءً واسعة كثيرة المنازل، ويحقق إيمانهم بالمسيح أن لهم سبيلاً لدخول تلك المنازل التى سبق وأعدها المسيح لنا (عبرانيين ٤: ١٤) 14 فاذ لنا رئيس كهنة عظيم قد اجتاز السماوات، يسوع ابن الله، فلنتمسك بالاقرار.  ( عب 4: 16 ) 16 فلنتقدم بثقة الى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عونا في حينه. ( عب ٧: ٢٥ - ٢٧ )25 فمن ثم يقدر ان يخلص ايضا الى التمام الذين يتقدمون به الى الله، اذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم. 26 لانه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا، قدوس بلا شر ولا دنس، قد انفصل عن الخطاة وصار اعلى من السماوات 27 الذي ليس له اضطرار كل يوم مثل رؤساء الكهنة ان يقدم ذبائح اولا عن خطايا نفسه ثم عن خطايا الشعب، لانه فعل هذا مرة واحدة، اذ قدم نفسه.  ( عب ١٠: ١٢، ١٣، ١٩ - ٢٢). 12 واما هذا فبعدما قدم عن الخطايا ذبيحة واحدة، جلس الى الابد عن يمين الله، 13 منتظرا بعد ذلك حتى توضع اعداؤه موطئا لقدميه.  19 فاذ لنا ايها الاخوة ثقة بالدخول الى «الاقداس» بدم يسوع، 20 طريقا كرسه لنا حديثا حيا، بالحجاب، اي جسده، 21 وكاهن عظيم على بيت الله، 22 لنتقدم بقلب صادق في يقين الايمان، مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير، ومغتسلة اجسادنا بماء نقي. "

والآن قد آن الأوان للعودة إلى الأحضان الأبوية واستعادة المجد الذي له عند الآب واستلام كل سلطانه على قوات السموات، ليس كابن الله فقط، بل وابن الإنسان أيضاً, فالابن يعود إلى الآب حاملاً البشرية فيه, فعندما يوطد سلطانه بوضعه الجديد من جهة «بشريته», أي عندما يوطد «للانسان» مكانة جديدة لدى الآب، ويوطن الإنسان بعد غربته الطويلة في موطنه الأول مع الله, من داخل البنوة العزيزة والفريدة التي له عند الآب، ويطمئن أن الحضن الأبوي يسع الإنسان الجديد المتبنى في ميراث بنوته الإلهية الوحيدة، حينئذ يعود ليأخذ الإنسان المفدي والمبرر والمتقدس والمولود جديداً من الماء الحي والروح المُحيي, المغسول بالدم الإلهي، المتهييء بالنعمة، والمستضيء بالنور الإلهي لميراثه الجديد في النور الذي لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل المحفوظ في السموات.
‏وربما تكون هذه المهمة، أي توطين الإنسان عند الله مرة أخرى، هي أعظم وأخطر عمل للمسيح سيقوم به عند الآب بعد تكميل مهمة الصليب، فهي النتيجة النهائية وختام التدبير الإلهي المتحمل من عمليتي التجسد والفداء.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112


كأنه يقول إن إيمانكم أيها التلاميذ بالله ألاب وبى قد حقق إن السماء واسعة ومنازلها كثيرة ولولا إن هذه المنازل (أى النعيم الدائم) معدة لمن فعل الفضيلة بإختياره لكنت أقول إنى أمضى لأعد لكم مكانا ولكن حيث إنها كثيرة فلا حاجة إلى هذا القول ، ونستفيد من قولة "فى بيت أبى منازل كثيرة والتفاوت فى درجات السعادة بالدار الأبدية فكل من الطوبايين يحصل على السعادة لكنهم يكونون فى درجات بينها تفاوت على قدر تفاوت الإستحقاق.

  تفسير / شرح   (يوحنا 14:  3) 3 وان مضيت واعددت لكم مكانا اتي ايضا واخذكم الي، حتى حيث اكون انا تكونون انتم ايضا،

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس      

1) " وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَاناً آتِي أَيْضاً وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ،"

† " إن  " .. جملة شرطية من الصنف الثالث تشير إلى إمكانية التحقق ، جملة إخبارية يخبرهم فيها يسوع بأنه ذاهب إلى ألاب قريبا ، وبأنه سيعد لهم منازل  

  ( أعمال ١: ١١ ) 11 وقالا:«ايها الرجال الجليليون، ما بالكم واقفين تنظرون الى السماء؟ ان يسوع هذا الذي ارتفع عنكم الى السماء سياتي هكذا كما رايتموه منطلقا الى السماء».
آتِي أَيْضاً وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ قال ذلك ليعزّي تلاميذه على ذهابه عنهم ، فإنه وإن فارقهم سيرجع إليهم بجسد ممجدا عند موتهم ليجمعهم إليه.وقوله هنا يحد من أثر الحزن من صدمة الفراق، ويجعلها كأنها ضرورة حتمية، من أجل التلاميذ والعالم وقصد أيضاً إتيانه إليهم بالروح كل حين ليعزيهم ويعينهم ويعلمهم ويُعدهم للذهاب إليه. ، فكأن المسيح يقول لهم: أنتم الآن «غرباء» و «يتامى»( يو 14: 18 و 28)  18 لا اترككم يتامى. اني اتي اليكم. 28 سمعتم اني قلت لكم: انا اذهب ثم اتي اليكم. لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون لاني قلت امضي الى الاب، لان ابي اعظم مني.   ( يوحنا ١٢: ٢٦ ) 26 ان كان احد يخدمني فليتبعني، وحيث اكون انا هناك ايضا يكون خادمي. وان كان احد يخدمني يكرمه الاب. " ‏ولا يمكن أن أترككم كذلك, فلابد أن أمضى لأعد لكم «موطناً» في «ينوة» الرب ، وآتي مرة أخرى، لا من أجل الخطية وغفرانها بعد، بل من أجل ميراث ومجد مُعد!!

وقد «أتى أيضاً» لم يذكر المسيح زمان رجوعه وهل سيأخذهم قبل الموت أو بعده   «هكذا المسيح أيضاً بعدما قُدم مرة لكي يحمل خطايا كثيرين، سيظهر ثاية بلا خطية، للخلاص للذين يتتظرونه» (عب28:9)،لما قام من الموت رئيساً للحياة، ولما أرسل الروح القدس. وهو مع كنيسته بالروح كل حين ويأتي إلى كل مؤمن عند موته (فيلبي ١: ٢٣). 23 فاني محصور من الاثنين: لي اشتهاء ان انطلق واكون مع المسيح، ذاك افضل جدا.  "  وسوف يأتي بالمجد يوم مجيئه الثاني العظيم (١تسالونيكي ٤: ١٧).17 ثم نحن الاحياء الباقين سنخطف جميعا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء، وهكذا نكون كل حين مع الرب. 
ولم تذكر الآية متى سيكون المجئ الثانى للمسيح أو كيف سيكون، لأن ظهوره سيكون مقصوراً على ذوي البصائر المفتوحة بالروح فقط: «قال له يسوع: إن كنت أشاء أنه يبقى حتى أجيء, فماذا لك؟! اتبعني انت» (يو22:21) إلا أن آباء الكنيسة الأولين صدقوا المواعيد وإعتبروا مجيئه الآن فى الوقتت الذى يعيشون فيه ليكونوا مستعدين لملاقاته فى كل حين فنالوا المواعيد واسسوا كنيسة إمتدت فى الزمان حتى وقتنا الحاضر
+ «والآن، أيها الأولاد، اثبتوا فيه، حتى إذا أٌظهر، يكون لنا ثقة ولا نخجل منه في مجيئه.» (1يو28:2)
+ «أيها الأحباء، الأن نحن أولاد الله، ولم يظهر بعد ماذا سنكون، ولكن نعلم أنه إذا أُظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو.» (1يو2:3)
+ «وأخيراً قد وُضع لى إكليل البر، الذي تهبه لى، في ذلك اليوم, الرب الديان العادل، وليس لى فقط، بل لجميع الذي يحبون ظهوره أيضاً.» (2تى8:4)
+ «متى أُظهر المسيح حياتنا, فحينئذ تظهرون أنتم أيضاً معه في المجد.» (كو4:3)
+ «فإن سيرتنا نحن هي في السموات، التي منها ننتظر أيضأ مخلصأ هو الرب يسوع المسيح, الذي سيغير شكل جسد تواضعنا، ليكون على صورة جسد مجده، بحسب عمل استطاعته أن يُخضع لنفسه كل شىء»(فى20:3-21)

و«مجيء المسيح» لخصه إنجيل يوحنا فى المقدمة  في صورته الدائمة والمستمرة على مدى الزمن والأزمان كلها: «كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان أتيا إلى العالم» (يو9:1‏)، أي أن المسيح, كنور العالم, هو في حالة مجيء مستمر ومتعدد «آتياً». فهو أتى, ويأتي, وآت, وسيأتي. «أنا هو الألف والياء، البداية والنهاية, يقول الرب الكائن والذي كان, والذي يأتي, القادر على كل شيء» (رؤ8:1 ‏)؛ «لأنه بعد قليل جداً سيأتي الآتي ولا يبطىء» (عب27:10)؛ «لا أترككم يتأمى، إني آتي إليكم.» (يو18:14)

واضح أن مجيء المسيح خبرة إيمانية, فهو حالة استعلان أو ظهور أو حلول الحضرة الإلهية في الحياة الحاضرة كاختبار فرحة الإيمان بحضور المسيح، أو حالة انطلاق الروح بعد الموت واستعلان المسيح المفاجىء للروح وحصولها على حالة غبطة فائقة, أو مع مجيء الروح القدس للتوبيخ والتبكيت والإنذار، وظهور المسيح بمظهر القاضي والديان لردع النفس وفتح طريق التوبة أمامها، أو في مجيئه اليومي والأسبوعي في الكنيسة لقيادة صلواتها ومسيرتها، وتقديس أسرارها، ومنح نفسه لأولادها، أو في مجيئه الأخير لإخضاع كل شيء ولتغيير هيئة العالم واستعلان سماء جديدة وأرض جديدة, كل هذا واقع في صميم مجيء المسيح كحقيقة أبدية فائقة على الزمان ولكنها مُستعلنة فيه.

«آخذكم إلي»: التعبير اليوناني يعنى « أستقبلكم إلى نفسي», و تفيد استمرار الاندفاع نحو الآخر, وكأنما التلاميذ، وهم مدفوعون بالشوق الشديد ومنجذبون بالروح نحو المسيح، من جراء الحب أو العشق الإلهي الذي احترقت به قلوبهم، إذ بالمسيح يستقبلهم ويضمهم إلى حضنه فيكمل عجز اندفاعهم نحوه، يجذبهم إلى نفسه حسب شدة قوة حبه الفائق على حبهم؛

 † " مضيت واعددت لكم مكانا " .. لا يعنى هذا أن السماء مكان مادى وأنها لم تهئ بعد وأنه سيذهب يسوع ليعدها ، ولكن ما قصده يسوع هو أن البشر خطائون بطبعهم وهذه الخدية لا تسمح لهم بالإقتراب من الرب فى السماء مكان سكناه لهذا قصد يسوع أنه موته وقيامته   سيكون هو الطريق إلى السماء  لهم والذى سيسلك فى هذا الطريق سيجد مكانا بجوار الحضرة الإلهية أى حياة أبدية هناك .. والسلوك فى الطريق يعنى تطبيق وتنفيذ تعاليم يسوع † "اتي ايضا واخذكم الي، حتى     " ..  يشير هذا الجزء من الآية إما إلى المجئ الثانى أو الموت (2كو 5: 8) (1تس 4: 13- 18) وهنا يظهر سر الشركة بين يسوع والبشر من ناحية الذى من الأرض فهو أرضى وبين يسوع مع الآب من الجهىة السمائية الذى من فوق هو فوق الجميع  (يو 1: 1 و 2) وفى يسوع وبه يصل الإنسان  للسماء إلى مكانته التى فقدها أبو ألاباء بخطيته ويتمتع المسيحيون فى شركتهم بيسوع بالعلاقة الحميمة الموجودة بين يسوع والآب (يو 14: 23 و 17 وما يليها )

 

2) " حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً "

أكد بذلك لتلاميذه أنهم يكونون بعد موته حيث هو، فبالضرورة يكونون في الراحة والقداسة والسعادة الأبدية (فيلبي ١: ٢٣ )  23 فاني محصور من الاثنين: لي اشتهاء ان انطلق واكون مع المسيح، ذاك افضل جدا.  ( ١تسالونيكي ٤: ١٧ ) 17 ثم نحن الاحياء الباقين سنخطف جميعا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء، وهكذا نكون كل حين مع الرب.  (عبرانيين ٩: ٢٨).28 هكذا المسيح ايضا، بعدما قدم مرة لكي يحمل خطايا كثيرين، سيظهر ثانية بلا خطية للخلاص للذين ينتظرونه.
أعظم مسرات المؤمنين وفرحهم أن يكونوا «كل حين مع الرب» (يز 16: 34) "إلى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي. اطلبوا تأخذوا، ليكون فرحكم كاملا." 

فإذا ذكرنا ذهابنا من هذا العالم لا نتصور أن الموت سيلاشينا، بل نؤمن أن المسيح آت لإتمام خلاصنا، وأن نهاية حياتنا هنا بداية حياتنا فوق، فقد رأى القديس يوحنا هذه الكينونة غير المفترقة على صورة راع ورعية: «... هؤلاء هم الذين يتبعون الخروف حيثما ذهب... لأنهم بلا عيب قدام عرش الله (رؤ4:14-5) وأن خسارتنا هنا ربحنا هناك، (فى 1: 21) "لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ." وأن مفارقة ألأحباؤنا على الأرض سنجتمع بهم في السماء. وتاج البنوة الإلهية. الذي للمسيح يتسع ليشمل رؤوس كل المدعوين، الذين رفعهم من درجات العبيد إلى درجة أصدقاء وأحباء العريس، بصك التبني المكتوب والمختوم بالدم؛ لأن العريس، وهو ابن الله الوحيد, المونوجانيس, أخذ في تغربه على الأرض جنسية البشر، وبهذا أعطى البشرية حق التجنس بجنسية العريس، فنالوا استحقاق التواجد الدائم معه، وكأنهم صاروا أهلية له، أو «أهل بيت الله» (أف19:2)، أو عروسأ مع عريسها فى خدر سمائى واحد.

وقد عاد المسيح وركز على هذا الوجود أو الكيان المتلازم بينه وبين أحبائه المؤمنين به في صلاته الأخيرة للآب: «أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني، يكونون معي حيث أكون أنا يكونون معى لينظروا مجدي الذي أعطيتني، لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم.» (يو24:17)وقد أحس بولس الرسول بالفرق بين وجوده فى الجسد من أجل التبشير ويعد موته فقال «فإني محصور من الاثنين، لى اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جداً، ولكن أن أبقى في الجسد ألزم من أجلكم.» (في23:1-24‏)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأنه يقول ها قد تحققتم إن المنازل فى السماء كثيرة وهى معدة لكم ولكافة المؤمنين بى العاملين بوصياي الحافظين شريعتى فى قلوبهم ولكن قبل موتى لا يمكن لأحد أن يدخلها لأن باب السماء كان موصدا قبل دخولى فيه وجلوسى عن يمين الآب فى العظمة فإذا صعدت إلى السماء بعد الصلب أعددت لكم موضعا أى مهدت لكم طريقا  وأعطيتكم الروح القدس لتفعلوا التقوى وتستحقوا تلك المنازل وحينئذ آتى فى الدفعة الثانية وآخذكم إلى وأشارككم فى النعيم وفى هذا يقول بولس الرسول " فإذ لنا أيها الإخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع طريقا كرسه لما حديثا حيا بالحجاب اآ جسده ، لنتقدم بقلب صادق فى يقين الإيمان مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير ومغتسلة أجسادنا بماء نقى " (عب 10: 19- 22)

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح الرابع عشر
2. المسيح طريق الراحة
(يوحنا 14:  4- 11)

  تفسير / شرح   (يوحنا 14:  4) 4 وتعلمون حيث انا اذهب وتعلمون الطريق».

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس     

1) " وَتَعْلَمُونَ حَيْثُ أَنَا أَذْهَبُ"

حَيْثُ أَنَا أَذْهَبُ أي السماء بيت أبي.
عرف يسوع ما في قلوب تلاميذه من الشكوك وما في أذهانهم من التساؤلات، فأراد أن يبدد الشكوك، وكأنه قال لهم: ألا تعلمون حيث أنا أذهب؟

أنه بحسب كل ما سمعره منه من تعاليم ووصايا  حتى الآن وكل ما صنعه أمامهم معجزات وأعاجيب وقوات ، وأنه أخبرهم ساباق عن موته ومكوثة فى القبر ثلاثة أيام كما حدث ليونان النبى فهم يعرفون أنه ذاهب إلى الصليب, ومن الصليب إلى أبيه, وبذهابه إلى الصليب بإرادته، وكأنه ذاهب إلى مهمة خاصة وعاجلة، ثم بارتفاعه, عن طريق الموت, إلى الآب


2) " وَتَعْلَمُونَ الطَّرِيقَ "

لأني أخبرتكم بما فيه الكفاية الطريق وأنتم تعرفون أنى أنا الطريق إل السماء .لأنى إن كنتم قد انتبهتم لكلامي، وأنتم قادرون على معرفة الطريق إذا تذكرتم كلامي، فإني أنا ذلك الطريق.(يو 14: 6)"قال له يسوع: «أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي." وكان المعمدان يهيئ الطريق للمسيح  (مر 1: 2) كما هو مكتوب في الانبياء: «ها انا ارسل امام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك.(لو 3: 4) (مر 1: 3) صوت صارخ في البرية: اعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة» وأتى المسيح (لو 1: 79) ليضيء على الجالسين في الظلمة وظلال الموت لكي يهدي اقدامنا في طريق السلام».

 وأما التلاميذ فلم يعلموا ذلك حق العلم، لأن أذهانهم كانت مملوءة بالأفكار والآمال المتعلقة بالملك الأرضي لابن داود، فلم يدركوا قصد المسيح حين كان يكلمهم عن مملكته الروحية، بدليل أنهم سألوه بعد قيامته: «يَا رَبُّ، هَل فِي هَذَا الوَقْتِ تَرُدُّ المُلكَ إِلَى إِسْرَائِيلَ؟» (أعمال ١: ٦). ولم يدركوا حقيقة الأمر حتى أنار أذهانهم بروحه.أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 إنكم الآن لا تفهمون الذى قلته لكم مرارا إنى أنا الطريق أى أنه لا يدخل احد السماء إلا بى لكن إذا مضيت يسهل عليكم فهم ذلك الكلام إذ تزول من أفكاركم الآمال المتعلقة بالملك الأرضى لأن الروح القدس سينير أذهانكم ويذكركم بكل شئ.

تفسير / شرح    (يوحنا 14:  5) 5 قال له توما:«يا سيد، لسنا نعلم اين تذهب، فكيف نقدر ان نعرف الطريق؟»

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس   

 1) " قَالَ لَهُ تُومَا:

تم جاء سؤال توما وسؤال فيلبس، فاستقبلهما المسيح كما استقبل حديث تلميذي عمواس, فما بعد, حيث أكمل عحز الفكر البشري وتخلفه عن متابعة استعلانات الروح من واقع الحوادث.انظر شرح متّى ١٠: ٣ وانظر أيضاً .

 كان هذا الرسول يحب المسيح، لكنه كان يميل إلى الشك واليأس.(يوحنا ١١: ١٦ ) 16 فقال توما الذي يقال له التوام للتلاميذ رفقائه: «لنذهب نحن ايضا لكي نموت معه!». ( يو ٢٠: ٢٤ - ٢٩.) 24 اما توما، احد الاثني عشر، الذي يقال له التوام، فلم يكن معهم حين جاء يسوع. 25 فقال له التلاميذ الاخرون:«قد راينا الرب!». فقال لهم:«ان لم ابصر في يديه اثر المسامير، واضع اصبعي في اثر المسامير، واضع يدي في جنبه، لا اومن». 26 وبعد ثمانية ايام كان تلاميذه ايضا داخلا وتوما معهم. فجاء يسوع والابواب مغلقة، ووقف في الوسط وقال:«سلام لكم!». 27 ثم قال لتوما:«هات اصبعك الى هنا وابصر يدي، وهات يدك وضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا». 28 اجاب توما وقال له:«ربي والهي!». 29 قال له يسوع:«لانك رايتني يا توما امنت! طوبى للذين امنوا ولم يروا»


2) " قَالَ لَهُ تُومَا: يَا سَيِّدُ، لَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ تَذْهَبُ، "
لَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ تَذْهَبُ هذا سؤال إستفهامى بمعنى انه يريد توضيح وشرح من السيد المسيح لأنه لم يفهم قول المسيح تمام الفهم، لأنه كيهودي كان يرفض فكرة موت المسيح الفدائى  بالرغم أنه قبل ساعة، قدم لهم جسده المكسور ودمه المسفوك؟ فى سر الإفخارستيا ألم يخرج أمامهم يهوذا بعد أن أخذ شهادة من الرب أنه المعين من قبل الشيطان لتسليم الرب للموت؟

وهناك أسئلة أخرى ترتبط بكلام المسيح أوردها الأب متى المسكين فى كتابه شرح إنجيل يوحنا هى : [ ما معنى الذهاب إلى الآب، وما معنى إعداد المكان، وكيفية العودة؟ ما أسرار هذه الرحلة التي لم يسمح بها أحد قط ولا خطرت على قلب بشر؟ هل ستأخذه مركبة نارية؟ هل ستقوده ملائكة؟ هل على سلم يعقوب؟ ثم إلى أين، هل إلى حضن إبراهيم؟ أم إلى حضن أعلى؟ وكيف يتبعونه فى طريق لا يعرفونه, فكيف يقول لهم: تعرفون الطريق؟ تسرع على كل حال!!] أ. هـ

 

3) " فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَ الطَّرِيقَ؟"
فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَ الطَّرِيقَ؟ هذا السؤال لم ينتج عن شك في نفس توما كسؤال بيلاطس للمسيح: «ما هو الحق؟» بل عن رغبة في المعرفة.

توما هنا يسأل عن معنى الذهاب وكيفية الذهاب وإلى أين يكون الذهاب, فكيف بعد هذا يعرفون الطريق؟ لقد بدا لهم الموضوع على مستوى جسدي فتحيرت عقولهم كتلميذي عمواس,
والموقف هنا شبيه بموقف مرثا، فهي تعرف أن أخاها سيقوم في اليوم الأخير، ولكن ما علاقة ذلك بالمسيح؟ مما جعل المسيح يعلن نفسه لها أنه هو «القيامة والحياة»، وبرهن لها ذلك بالفعل، إذ أقام أخاها من الموت.
ولكن عند توما كانت العقبة هي في «حقيقة» الموت كطريق حياة، هذا كان أمراً صعباً «كحقيقة».
 مرثا لم تفهم علاقة القيامة بالمسيح، وتوما لم يفهم علاقة «الطريق» بالمسيح. الموت وقف ليسد كل منافذ التفكير والأمل عند مرثا, وكذلك أيضاً عند توما.

 ألم يقل المسيح مرة أنه هو ابن الإنسان الذي على الأرض الذي هو في السماء؟ «وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ.» (يو13:3)، وكأنه هنا وهناك بآن واحد، ونزل وصعد دون أن يغادر لا هنا ولا هناك، وأنه وهو معنا لم يغادر حضن الآب، وألم يقل لهم في بكور أيام تلمذتهم أنهم من الأن... «يرون السماء مفتوحة وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان» (يو51:1‏)؟ فلمن كانت الملائكة تصعد بهذه السهولة؟ إلا للانسان، لتمهد له الصعود؟ ولمن كانت تنزل؟ إلا لنا، لكي تمسك بأيديا لنصعد بسهولة، فكيف لا يصعد الإنسان؟ والسلم قد أقامه لنا من جسده الذي ثبت به الأرض بالسماء، وأطعمهم به علنا ليثبت فيهم إلى الأبد ويثبتون فيه، فلا يحتاجون إلى من يعرفهم الطريق بعد، إذ هو قائم في داخلهم، وسقاهم دمه ليسكن فيهم روحه الأزلى،

فالمسيح فسر كل هذه الخفيات واستعلنها «في نفسه» أنه هو الطريق،

ألم يظهر الله في الجسد، فصار معنا، لكي بالجسد نصير في الروح ونظهر معه؟ ألم يلتصق ببشريتنا، فصار واحداً منا، لنلتصق بروحه، فنصير فيه واحداً مع أبيه؟ «وأما من التصق بالرب فهو روح واحد» (اكو17:6)، ألم يتغرب عندنا قليلاً ليفك أسر غربتنا، ويأخذنا لنستوطن عنده إلى الأبد؟ ألم يأخذ من الآب كل شيء: «وهو عالم أن الآب قد دفع كل شيء إلى يديه...» (يو3:13‏)، ليعطيه لنا، ليمكننا من العودة معه إلى الآب، لنرث كل شيء: «وأنه من عند الله خرج (إلينا)، والى الله يمضي (ونحن معه)»؟ (يو3:13‏)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 كأن توما يقول : يا سيد أين ذلك الوطن الواسع الذى فيه منازل كثيرة الذى قلت أنك ستمهد لنا طريقه فكيف نعرف الطريق الذى نصل منه إلى ذلك الوطن ، فأجابه المسيح قائلا " أنا هو الطريق  "   الحقيقى الذى به تجوزون من الموت والخطية إلى الحياة والقداسة والسلام والسعادة وقد فتحت لكم طريقه أى السماء بإستحقاق وآلامى وألهمتكم الإيمان ومنحتكم النعمة لتقدروا أن تسيروا فى ذلك الطريق

  تفسير / شرح   (يوحنا 14:  6) 6 قال له يسوع: «انا هو الطريق والحق والحياة. ليس احد ياتي الى الاب الا بي.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " قَالَ لَهُ يَسُوعُ: أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالحَقُّ وَالحَيَاةُ."

.«أنا» : كان يسوع قد قال: «أنا هو خبز الحياة» و «أنا نور العالم» و «أنا باب الخراف» و «أنا الراعي الصالح» وزاد قوله هذا ليوضح علاقته بطريق الخاطئ للسماء فكأنه قال: أنا الطريق إلى الآب لأني أفتحه بموتي. كان الناس ضالين يجهلون الطريق فأنا «الحق» نور العالم لأُري الناس الطريق الذي فتحته لهم. وهم موتى بالخطية وأنا «الحياة» لأُحيي نفوسهم وأُقدرهم على أن يروا الطريق ويسيروا فيه.

 

 الطَّرِيقُ :

( يو ٨: ٣٢ ) 32 وتعرفون الحق، والحق يحرركم».

ثم ما هو الطريق؟ قالت الرسالة إلى العبرانيين، أن: «... لنا أيها الإخوة ثقة بالدخول إلى الأ قداس، بدم يسوع طريقاً كرسه لنا حديثاً، حيا، بالحجاب أي جسده» (عب19:10-20‏). ولكن أيضاً ما هو الطريق؟
يسوع هو الطريق  (يو 1: 17) 17 لان الناموس بموسى اعطي، اما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا وهو الحق وهو الحياة ومن يسير فى الطريق لكى يحيا يلزمة الطعام والطعام هو خبز الحياة الموصل من حياتنا على الأرض متصلا بحياتنا فى السماء ما بعد الموت ( عبرانيين ٩: ٨ ) 8 معلنا الروح القدس بهذا ان طريق الاقداس لم يظهر بعد، ما دام المسكن الاول له اقامة، " 

ومن يسير فى الطريف يلزمة النور ( يوحنا ١: ٤، ١٧) 4 فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور الناس "، وتعاليم ووصايا المسيح الراعى الصالح هى ترعانا وهناك باب الحظيرة التى تجمع المؤمنين هى الكنيسة التى يدخل من باب المسيح فيها إلى الإيمان (يو ١٠: ٩ )  9 انا هو الباب. ان دخل بي احد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى. "
الطَّرِيقُ :المسيح هو الطريق الموصل للسماء الوسيط بين السماء والأرض وفتح المسيح ذلك الطريق بسفك دمه (عبرانيين ١٠: ٢٠). 20 طريقا كرسه لنا حديثا حيا، بالحجاب، اي جسده،  " هو السلم الذى رآه يعقوب موصلا بين الأرض والسماء حيث يسير الخاطئ من الأرض فى طريق البر والقداسة الذى هو يسوع إلى السماء، . ولأن المسيح هو الطريق نجتاز به من الخطية والشقاء والموت إلى القداسة والسلام والسعادة والرجاء والراحة والحياة في السماء. والمسيح هو الدليل في تلك الطريق إلى الله، ينادينا دائماً: «اتبعوني».الفاصل بين الإنسان والله ليس البُعد بين السماء والأرض بل إثم الأثيم. وأزال يسوع ذلك الفاصل حين عُلق على الصليب (إشعياء ٣٥: ٨ - ١٠)8 وتكون هناك سكة وطريق يقال لها الطريق المقدسة.لا يعبر فيها نجس بل هي لهم.من سلك في الطريق حتى الجهال لا يضل. 9 لا يكون هناك اسد.وحش مفترس لا يصعد اليها.لا يوجد هناك.بل يسلك المفديون فيها. 10 ومفديو الرب يرجعون وياتون الى صهيون بترنم وفرح ابدي على رؤوسهم.ابتهاج وفرح يدركانهم.ويهرب الحزن والتنهد "

 

الحَقُّ :

أنا حى هذه حقيقة أنا ميت فلا وجود لى فى الحقيقة .. قال المسيح إنه الحق أنه هو الحقيقة الوحيدة فى الحياة أى الوجود الحى أى كان ويكون وسيكون" بمعنى انه الكائن منذ الأزل وفى الحاضروإلى الأبد بدون فواصل زمنية ما بين ماضيه وحاضره ومستقبله بلا فناء إنه حقيقة الحياة القصيرة التى نحياها لهذا فهو مصدر حياتنا لهذا قال المسيح : " أنا هو الطريق والحق والحياة أى يعنى أنه الإله العبرانى "يهوه" والذى معناه فى اللغلة العبرانية "أنا هو الكائن" لهذا كان للمسيح السلطان الذى رأنياه من تعاليم ووصايا ومعجزات وقوة لإخراج الشياطين والتحكم فى الرياح والسير على الماء وغيرها فى الأناجيل والذى لم ولن يخصل عليه بشرا سواه

 وقد أعلن لنا بكل وضوح بروحه وكلامه كل ما نحتاج إلى حقيقة معرفته من أمر أنفسنا وأدخلنا معه للحضرة الإلهية فى ملكووت السموات ، وصالحنا مع الرب ، وما يجب علينا، ولأنه يعلم كل الحقائق تمام العلم، ويعلن ما يعلنه منها أكمل إعلان، ولأنه المرموز إليه بذبائح العهد القديم وسائر رموزه التي هي ظل الحقيقة. كانت أقوال الفلاسفة بالله وبالسماء وبآخرة الأخيار والأشرار ظنوناً، وأما أقوال يسوع بذلك فكانت يقينيات. وما أتى به الأنبياء والرسل من التعليم الحق لم يكن إلا منه (متّى ١١: ٢٧ ) ( يوحنا ١: ١ ) ( يو ٢: ١٤، ١٧ ) ( يو ١٠: ٣٠ ) ( يو ١٧: ٣ ) ( فيلبي ٢: ١٦ ) ( كولوسي ٢: ٩ ) ( عبرانيين ١: ٢). ولم يقصد المسيح بقوله إنه الحق تعليم الناس كل العلوم، وإنما أن يعلمهم ما يوصلهم إلى السماء.
† " انا هو الطريق. " ..  يتحدث يسوع عن الإيمان الكتابى فى العهد القديم بوصفه اسلوب الحياة وليس كشريعة مفروضة (تث 5: 32- 33 & 31: 29) (مز 27: 11) (إش 35: 8) دعيت الكنيسة الأولى بـ "الطريق "  (أع 9: 2 & 19: 9 و 23 & 24: 14 و 22) لأن المسيح كان رأس الكنيسة الأولى ، حيث كان يتقدم أفرادها فى الفضائل يعيشون فى محبة ، فالمسيح إذا هو الطريق الوحيد للآب فى السماء هذا هو الهدف من البشارة بحسب يوحنا 

† " والحق  " ..  تشير كلمة "الحق" فى الفلسفة اليونانية إلى كل ما هو ضد "الباطل" أو "الوهم والخداع" ولكن التلاميذ الذين تكلموا الآرامية فهموا أن يسوع تكلم عن "الحق" بمفهوم العهد القديم الذى يشير إلى "الأمانة" و "الولاء" (مز26: 3 & 86: 11& 119: 30) .. "الحق" و "الحياة" من سمات "الطريق" وتستخد البشارة بحسب يوحنا كلمة "الحق " لوصف العمل الإلهى (يو 1: 14 & 4: 23- 24 & 8: 32 & 14: 17 & 15: 26 & 16: 13 & 17: 17 و 19)

ولآن المسيح هو «الحق» وهو الوحيد الذي يشهد للحق: «لهذا قد وُلدت أنا، ولهذا قد أتيت إلى العالم، لأشهد للحق.» (يو37:18)


الحَيَاةُ :

( يو ١١: ٢٥) 25 قال لها يسوع:«انا هو القيامة والحياة. من امن بي ولو مات فسيحيا،

المسيح لا يمنح حياة غير حياته، وحياته هي ذاته: «فيه كانت الحياة» (يو4:1‏)؛ «فمن يأكلني، فهو يحيا بي» (يو57:6‏). وحياته هي الحياة الأبدية، وهي حياة الآب، وهي رسالته: «أتيت لتكون لهم حياة، وليكون لهم أفضل» (يو10:10)، وكلماته هي روح وحياة (يو 63:6‏)، والذي يسمع كلام المسيح يحيا ولو كان ميتاً(يو24:5)، «ولكي تكون لكم، إذا آمنتم، حياة باسمه.» (يو31:20‏)

انظر شرح ( يوحنا ١١: ٢٥،) أعطانا نسمة الحية من موت الخطية إلى حال القداسة والطعام الحى الذى يأكله هو خبر الحياة الذى هو يسوع الذى قال عن نفسه (يو 6: 48) انا هو خبز الحياة." نأكلة فى سر الإفخارستيا أيصا لنحيا شرطا لنوال للحياة الأبدية (يوحنا 6 : 53- 54) من ياكل جسدي ويشرب دمي له حياه أبديه ” لأن يسوع هو خبز الحياة ( يو 6: 35) فقال لهم يسوع:«انا هو خبز الحياة. من يقبل الي فلا يجوع، ومن يؤمن بي فلا يعطش ابدا" وكما أنزل الرب المن لكى يحيا شعبه بنى إسرائيل فى البرية نزل المسيح  من السماء لكل من ياكله يحا فيه ".(يو 6: 41) فكان اليهود يتذمرون عليه لانه قال:«انا هو الخبز الذي نزل من السماء» (.يو 6: 51) انا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. ان اكل احد من هذا الخبز يحيا الى الابد. والخبز الذي انا اعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم».

كما أن المسيح مصدر كل حياة روحية. وهو الذي يعلمنا حقيقة تلك الحياة واحتياجنا إليها، وهو الذي اشتراها لنا بموته، ويهبها لنا بروحه (يوحنا ٦: ٥٧ )  57 كما ارسلني الاب الحي، وانا حي بالاب، فمن ياكلني فهو يحيا بي. ( يو ١٠: ١٠) 10 السارق لا ياتي الا ليسرق ويذبح ويهلك، واما انا فقد اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم افضل " ولا يزال يهبها لنا وسيظل إلى أبد الآبدين، وهو يهب فوق ذلك الحياة للجسد يوم القيامة.
† "  والحياة " ..  يصف العهد القديم أسلوب حياة المؤمن بتطبيقة الشريعة كطريقة لتتبع الإله (مز 16: 11)  تعرفني سبيل الحياة.امامك شبع سرور.في يمينك نعم الى الابد (أم 6: 23 & 10: 17)  وفى العهد الجديد ترتبط الكلمات الثلاث (الطريق والحق والحياة) بأسلوب حياة المسيحى لأنه لا يوجد طريق غير يسوع المسيح ذاته ولا يوجد حق إلا يسوع المسيح ذاته لأنه بغيره يكون كل شئ باطل ولا يوجد حياة بدون يسوع المسيح ذاته لأنه فيه كانت الحياة والحياة كانت نوه الناس

2) " لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إلا بِي"
إلا بِي أي بموتي وشفاعتي لا غير ذلك، لأني أنا وحدي الطريق والحق والحياة. فالله أبٌ للذين يأتون إليه بابنه يسوع. ولا نقدر أن نأتي إلى الآب بالصلاة التي يستجيبها إلا بالمسيح. ولا نستطيع دخول السماء إلا به (١تيموثاوس ٢: ٥) لأن الله جعل ابنه الوسيلة الوحيدة لينال الخطاة المغفرة والمصالحة والخلاص. فالذين يدخلون السماء إنما يدخلونها بكفارته. فلنأتِ إلى الآب عندما نتكل على المسيح وحده لأجل الخلاص، وعندما نطيع أوامره ووصاياه. وفي ذلك جواب لسؤال توما: «أين تذهب؟» وهو أنه ذاهب إلى الآب، وسؤاله عن الطريق وهو قوله «بي».

 "  ليس احد ياتي الى الاب الا بي  " .. لن يصل أحد إلى الملكوت ويتمتع بالحضرة الإلهية إلا بيسوع أى الذى يولد ولادة جديدة بمعمودية الروح القدس ويتخلص من خطية آدم بالميلاد الجديد وكذلك لمن يثبت فى يسوع ويكون له شركة معه فى سر الشركة "ألإفخارستيا" أى قبول يسوع كفادى ويتخلص من الخطايا التى يصنعها فى حياته ويصبح بهذا جسد يسوع يجرى فى خلاياه ودم يسوع يجرى فى عروقه بذبيحة الخبز والخمر لا مجال إذا لقاسم مشترك فى هذا الأمر إما أن تكون كلمات يسوع صحيحة والمسيحية صحيحة وإذا لم نتبع هذه الأصول الكتابية التى تربينا عليها فنكون قد ضللنا كغنم لا راعى لنا يقودنا إلأى السماء  يتشابه هذا ألمر من عدة نواح مع (يو 10)
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 وأنا " الحق " فقد أعلنته بأعمالى وتعليمى وعرفتكم كل ما تحتاجون إليه من الحقائق تمام العلم وأنا المرموز إلى بكلمة ذبائح العهد القديم التى هى ظل الحقيقة (الحق) وأنا الحق لأنى النور الحقيقى الذى يهدى الناس إلى السماء وأنــأ (الحيــاة ) فإنى مصدر كل حياة روحية وقد إشتريتكم بدمى ووهبت لكم الحياة بعد أن كنتم أمواتا بالخطية ولا أزال أهب تلك الحياة للجسد يوم القيامة ، وما دمت أنا الطريق والحق والحياة فلا يستطيع أحد أن يأتى إلى الآب إلا بى أى يدخل إلى السماء حيث السعادة الأبدية إلا بى

  تفسير / شرح   (يوحنا 14:  7) 7 لو كنتم قد عرفتموني لعرفتم ابي ايضا. ومن الان تعرفونه وقد رايتموه».

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  

قال في آية ٦ إنه هو واسطة إتيان الناس إلى الآب، وفي هذه الآية إنه هو واسطة معرفتهم إياه لأنه كلمة الله أي الذي يعلنه (يوحنا ١: ١) ولأنه هو والآب واحد (يوحنا ١٠: ٣٠ انظر شرح يوحنا ٨: ١٩).
1) " لَوْ كُنْتُمْ قَدْ عَرَفْتُمُونِي"

† " لو  " ..  ورد فى بعض المخطوطات  P66, D  جملة شرطية من الصنف الأول بمعنى "لو عرفتمونى ، وأنتم تعرفونى ، لعرفتم أبى ، وأنتم تعرفونه" أما بعض المخطوطاتت الأخرى  A, B, C, Db, K, L, X فتورد جملة شرطية من الصنف الثانى التى تدعى "ضد الحقيقة " بمعنى "لو عرفتمونى ، ولكنكم لم تعرفونى ، لعرفتم أبى ، ولكنكم لم تعرفوه "  كان من العسير أن يتصور التلاميذ أنهم بتكلمون ويرون المسيح إلها متجسدا  وكلمة "من ألآن" تعنى أنه سيبتدا مفهومكم يتغير حتى تعرفون أنى وألآب واحد ويكتمل فهمكم بعد القيامة وحلول الروح القدس

† " لعرفتمونى " ..  كلمة " يعرف " فى مفهومها بالعهد القديم تصف العلاقة الشخصية حميمة بين إنسان وآخر أو إنسان وآخرين وليس معرفة عقلية (تك 4: 1) (إر 1: 5) يخاطب يسوع تلاميذه ويقول لهم أنتم لم تعرفونى معرفة قوية (يو 14: 3)

† "  لعرفتم أبى أيضا " ..  معرفة يسوع هى معرفة ألاب لأنهم واحد (يو 1ك 14- 18 & 5: 24 & 12: 44 - 45) (2كو 1: 15) (عب 1: 3) يسوع هو الإعلان المرئى للإله الغير منظور ، إن رفض يسوع أنه كلمة الإله الظاهر فى الجسد هو رفض لوجود إله أصلا (1يو 5: 9- 12)

 هذه عبارة عتاب ثلاث سنين وأنا معكم أعلن لكم نفسي «أنا هو» وآستعلن في ذلك أبي أيضاً؟ كم من البراهين والألة أعلنتها لكم وللعالم و قدمتها لكم عن من هو انا ومن هو أبي؟ ثم كم من الآيات والمعجزات الكاشفة, الواحدة تلو الأخرى والواحدة أوضح من الأخرى، لتدركوا رسالتي وتدركوا من آرسلني؟ 

كان هناك نقاش سابق بين الفريسيين والمسيح وذكر أن الآب يشهد له فذكر المسيح نفس هذه الاية التى ذكرها لتلاميذه هنا  (يوحنا ٨: ١٩) 19 فقالوا له:«اين هو ابوك؟» اجاب يسوع: «لستم تعرفونني انا ولا ابي. لو عرفتموني لعرفتم ابي ايضا».

 

2) " لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضاً "

 لم يصل أحد إلى الكمال المطلق ليعرف كل قاصد الرب ولكن على قدر ما يستطيع الإنسان أن يعرف من صفاته الحسنة ومقاصده، ولا سيما ما قصده بموت المسيح وقيامته وفتح طريق السماء به.
إن أعظم استعلان للآب للبشرية حققه المسيح، هو بتكميل مشيئته في قبوله للموت, إذ من هذا المنطلق تفجرت «الحياة الأبدية» من دمه المسفوك, والتي فيها اُعلن الآب: «وهذه هي الحياة الأبدية, يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك، ويسوع المسيح الذي أرسلته، أنا مجدتك على الأرض, العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته ... أنا أظهرت اسمك للناس ... وعرفتهم اسمك وسأعرفهم, ليكون فيهم الحب الذي أحببتي به، وأكون أنا فيهم» (يو 17)

 إن معرفة الآب كانت هجف من أهداف المسيح ليعلنه ويسلمه للتلاميذ, وبالتالي للعالم كله, وعلينا أن نتمعن في قوله عن ذلك: «وَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ تَهَلَّلَ يَسُوعُ بِالرُّوحِ وَقَالَ: «أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هَذِهِ (معرفة الآب) عَنِ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ. نَعَمْ أَيُّهَا الآبُ لأَنْ هَكَذَا صَارَتِ الْمَسَرَّةُ أَمَامَكَ». وَالْتَفَتَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي. وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ مَنْ هُوَ الابن إِلاَّ الآبُ وَلاَ مَنْ هُوَ الآبُ إِلاَّ الابن وَمَنْ أَرَادَ الابن أَنْ يُعْلِنَ لَهُ». وَالْتَفَتَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ عَلَى انْفِرَادٍ وَقَالَ: «طُوبَى لِلْعُيُونِ الَّتِي تَنْظُرُ مَا تَنْظُرُونَه (شخص الآب فى صورة المسيح). لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَنْبِيَاءَ كَثِيرِينَ وَمُلُوكاً أَرَادُوا أَنْ يَنْظُرُوا مَا أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (الله) وَلَمْ يَنْظُرُوا وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (صوت الآب) وَلَمْ يَسْمَعُوا».» (لو21:10-24)

‏ولم يدرك التلاميذ معنى هذه المعرفة وقيمتها العظمى، إلا بعد أن حل عليهم الروح القدس وعرفهم سر الآب في الابن: «وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح.» (1يو3:1)

 

3) " وَمِنَ الآنَ تَعْرِفُونَهُ"

 أي من الوقت الذي أخذ يتمجد فيه (يوحنا ١٣: ٣١) وهو وقت حديثه هذا، وعرفوه بما قاله لهم في (يو 14: 6و 9)  وزادت معرفتهم بالآب عند موت المسيح وقيامته وحلول الروح القدس. ومعنى قوله «تعرفونه» أخذتم تقتربون من كمال معرفته.

ويعنى هذا الجزء من الآية : إن كنا قد رأينا أن الذي استطاع أن يؤمن حقاً بالمسيح ويحبه في ذاته، يكون قد رأى فعلاً الآب، لأن المسيح هو الصورة المنظورة للآب غير المنظور:« الله ظهر في الجسد» (1تي16:3‏)؛ كذلك، والعكس أيضاً صحيح، فإن كل من بلغ الإيمان الحقيقي بالرب  وأحبه من كل قلبه بإخلاص العبادة والتقوى، فإنه حتماً سيكشف له الآب عن المسيح أنه هو صورته الخاصة ورسم جوهره.
‏لذلك، فالذين رفضوا المسيح يكونون قد برهنوا عملياً أن ليس لهم إيمان حقيقي كامل بالرب فى السماء، وأوضح أن إيمان اليهود بيهوه فى السماء كان إيمانا كاذبا ، مؤكداً أنه بسبب عدم إيمانهم الحقيقي أو الصادق بالرب أخطأوا معرفة المسيح، وعثروا فيه، وأبغضوه: «الذي يبغضني يبغض أبي أيضاً ... وأما الآن فقد رأوا وأبغضوني أنا وأبي ... إنهم أبغضوني بلا سبب.» (يو23:15-25) ولا محبة صادقة أو تقوى مخلصة، وإلا كيف يرفضون وينبذون صورة من أحبوه وآمنوا به؟
‏أما التلاميذ فيقول لهم الرب: «من الآن»، أي من خلال الصليب والقيامة، سيبلغون حتماً إلى الإيمان الصحيح بالمسيح أنه فعلاً ابن الله، وبالتالي سيستعلن لهم الآب في المسيح على أساس إيمانهم الصادق بالله، لهذا بدأ المسيح قوله بهذه الحقيقة: «أنتم تؤمنون بالله، فآمنوا بي».

وجاء المسيح حاملاً رساله حية من من أرسله قولاً وعملاً، واسماً وروحاً، ومشيئة وحباً, لذلك فإنه يصبح من تحصيل الحاصل أن الذي يراه يكون قد رأى من أرسله بالفعل وبالصدق: «الذي يؤمن بي ليس يؤمن بي، بل بالذي أرسلني. والذي يراني، يرى الذي أرسلني» (يو44:12-45). وهكذا يتضح أمامنا الآن بكل جلاء قوله عن الآب: «من الأن تعرفونه وقد رأيتموه».

«ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه»: «من الآن» هنا، تعني «من هذه الساعة»، ساعة المحنة العظمى التي تُكمل فيها كل مشيئة الآب وكل طاعة الابن، وتتم رسالة الحب الآبوي في قمة بذلها، ورسالة حب الابن في قمة طاعتها وسحقها. والرائي يرى الآب من خلال تكميل عمل حبه الفائق في ابنه من نحونا, سواء بالصليب أو بالقيامة: «لا أزال شاكرا لأجلكم، ذاكراً إياكم في صلواتي، كي يعطيكم إله ربنا يسوع المسيح أبو المجد وروح الحكمة والإعلان في معرفته, مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا (لتروا) ما هو رجاء دعوته، وما هو غنى مجد ميراثه في القديسين، وما هي عظمة قدررته الفائقة نحوناء نحن المؤمنين, حسب عمل شدة قوته الذي عمله في المسيح, إذ أقامه من الأموات, وأجلسه عن يمينه في السماويات.» (أف16:1-20)

 أن كلمة «تعرفونه» هنا: «من الآن تعرفونه» تأتي في زمن المضارع القابل للامتداد, أي من ساعة الآلام هذه التي تبلغ شدتها بالموت, وقوتها بالقيامة، ويوم الخمسين, ولكن الألام عند المسيح, ونهايتها هو المجد بعينه، حيث تُرى المحبة متجلية بدمها، ومسرة الآب تحيطها من كل جانب: «أما الرب فسر بأن يسحقه بالحزن، إن جعل نفسه ذبيحة إثم» (إش10:53)، «الآن تمجد ابن الإنسان, وتمجد الله فيه» (يو31:13).

 

4) " وَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ "

لأنهم رأوا المسيح وهو صورة الله (فيلبي ٢: ٦)6 الذي اذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة ان يكون معادلا لله. "  وبهاء مجده ورسم جوهره (عبرانيين ١: ٣).3 الذي، وهو بهاء مجده، ورسم جوهره، وحامل كل الاشياء بكلمة قدرته، بعد ما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الاعالي، "  وهذه الرؤية روحية فاق بها الرسل البسطاء علماء اليهود الذين لم يعرفوا الابن ولا الآب (يوحنا ٨: ١٩) 19 فقالوا له:«اين هو ابوك؟» اجاب يسوع: «لستم تعرفونني انا ولا ابي. لو عرفتموني لعرفتم ابي ايضا»

  أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأنه يقول  إنكم أيها التلاميذ لو عرفتونى حق المعرفة وعرفتم أن لى والآب ذاتا واحدة ولاهوتا واحدا لعرفتم الآب ايضا ولكنكم " "من الآن تعرفونه " عندما يحل الروح القدس عليكم بعد قيامتى وصعودى " وقد رأيتموه" لأن من يرانى يرى الآب لأننى يهاء مجده ورسم جوهره (عب 1: 3)

   تفسير / شرح  (يوحنا 14:  8) 8 قال له فيلبس:«يا سيد، ارنا الاب وكفانا».

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس   

1) «قَالَ لَهُ فِيلُبُّسُ: يَا سَيِّدُ، أَرِنَا الآبَ وَكَفَانَا».
فِيلُبُّسُ (انظر شرح متّى ١٠: ٣٠) ووردت صفات فيلبس فى (يوحنا ١: ٤٤، ٤٥ )  45 فيلبس وجد نثنائيل وقال له:«وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والانبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة».  (يو ٦: ٥ - ٧ )  5 فرفع يسوع عينيه ونظر ان جمعا كثيرا مقبل اليه، فقال لفيلبس:«من اين نبتاع خبزا لياكل هؤلاء؟» 6 وانما قال هذا ليمتحنه، لانه هو علم ما هو مزمع ان يفعل. 7 اجابه فيلبس:«لا يكفيهم خبز بمئتي دينار لياخذ كل واحد منهم شيئا يسيرا». (يو ١٢: ١٢، ٢٢.) 12 وفي الغد سمع الجمع الكثير الذي جاء الى العيد ان يسوع ات الى اورشليم، 22 فاتى فيلبس وقال لاندراوس، ثم قال اندراوس وفيلبس ليسوع. "

سؤال يساله أى إنسان فكل البشرية تريد أن ترى الإله الذى أوجدها كما كان موسى يريد أن يراه

سؤال حسى يخرج من عقل الإنسان الذى يحب الرب يريد أن يراه كما يرى الأشياء المادية المحسوسة ولكنه أخفق فى رؤيته لأنه أمامه المسيح صورة الرب الغير منظور 

توما لم يفهم قصد المسيح بالذهاب والطريق، وهنا يُظهر فيلبس أنه لم يفهم أيضا معنى قوله: «قد رأيتموه» فظنه يعني رؤية صورة حسية، أي هيئة تراها عيون الجسد كالتي رآها موسى في جبل سيناء وإشعياء في رؤياه. والظاهر من كلامه أنه حسب رؤية يهوه أعظم الخيرات كما حسبها موسى (خروج ٣٣: ١٨)، وأنه لم يعرف ظهور يهوه له بالمسيح وبمعجزاته وسيرته وتعليمه، وأنه لو حصل على رؤية الله بالعين الجسدية لأزال ذلك كل شكوكه وأشبع كل أشواقه. فأصاب بالاشتياق، وأخطأ بعدم إدراكه أن يهوه قد استجاب طلبه في طريق أفضل مما أرادها. ولو ظهر يهوه له كما أراد لأعلن له مجرد قوته، ولكنه بالمسيح أبان كل صفاته.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 فلما سمع التلاميذ ذلك قال أحدهم وهو فيلبس " ياسيد أرنا الآب" بصورة حسية وبهيئة ترى بالهين الجسدية " وكفانا" فإننا إذ رأيناه لا نعود نشتهى شيئا آخر وهذه الرؤية نكفينا للسعادة وإزالة كل حزن وقلق وكل الشكوك ويظهر من قول  فيلبس هذا أنه لم يفهم قول المسيح

  تفسير / شرح   (يوحنا 14:  9) 9 قال له يسوع:«انا معكم زمانا هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس! الذي راني فقد راى الاب، فكيف تقول انت: ارنا الاب؟

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس     

في هذا ما يدل على حزن المتكلم وعتابه للمخاطب، لأن غاية مجيئه إلى العالم إعلان الآب. وكان ذلك الإعلان غرضه من كل خدمته، وقد بلغ حينئذ نهايتها، فإذا به يرى أن معظم تعبه كان عبثاً، لأن تلميذه فيلبس لم يستفد شيئاً من الإعلان المذكور.
1) " قَالَ لَهُ يَسُوعُ: أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً هَذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ!"

† " انا معكم زمانا هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس  " ..  تشير صيغة الجمع فى  كلمات يسوع  أن سؤال فيلبس كان موضع تفكيرهم كلهم
زَمَاناً هَذِهِ مُدَّتُهُ كانت تلك المدة حوالى ثلاث سنين ونصف سنة منذ بداية جمعه للتلاميذ حتى اللحظة التى سأله فيلبس هذا السؤال ، والمسيح كان في تلك المدة يعلم تلاميذه ، وكان فيلبس من أول التلاميذ.

الرب لاهوت، لاهوت خالص، ليس له جسد ولا وعاء يظهر فيه أو يتكلم منه. ولكن من أجل هذا، تجسد الابن، فصار وعاؤه يتكلم فيه الله الآب ويعمل. جسد الابن يُظهر الابن للعين جسداً فقط؛ ولكن إذا تكلم الابن أو عمل، يظهر فيه الله الآب غير المنظور المتكلم والعامل في الابن وبه.

 

2) " اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ"

(يوحنا ١٢: ٤٥ ) 45 والذي يراني يرى الذي ارسلني. " † " الذي راني فقد راى الاب، فكيف تقول انت: ارنا الاب؟  " .. غسم فاعل فى الزمن التام المبنى للمعلوم وفعل تام مبنى للمعلوم والمعنى هو " ومن رأى يستمر فى الرؤية" هنا يعلن يسوع أنه يهوه بالكامل (كو 1: 15) (عب 1: 3)

هنا حقيقة صارخة ، وهي أن فيلبس لم ير المسيح بعد. هنا عتاب آخر من المسيح له لا يخلو من الملامة، وهو لفت نظر حزين إلى حقيقة ظاهرة ما كان ينبغي أن يفكر فيها فيلبس وهي: أن الآب منظور في الابن بالنظرة الروحية العميقة. فحياة المسيح كلها إعلان لمعرفة للآب فيه, فإن كان فيلبس يطلب رؤية الآب، فعليه أن يعيد النظر في رؤية المسيح، لأن كل رسالة المسيح قولاً وعملاً، هي  إعلان الآب الذي فيه.

من النادرلأي إنسان أن يتعرف على المسيح كإله من خلال عقليته وتفكيرة فقط إلا أن لكل قاعدة إستثناء هناك من آمنوا بمجرد مقابلتهم أو سماعه  عن المسيح ونعطى مثلا قائد المائة فى كفر ناحوم , ومعرفة الإلهيات أخذ واشتراك, وهنا يعلن الرب يسوع بكل صراحة ووضوح لاهوته ووحدته مع الآب, والاعلان بصيرة من الرب لكل من يطلبه ، وصعب من الإنسان الذى لا يزال منجذباً نحو محبة العالم أن يعرف الرب  لأن: «محبة العالم عداوة لله» ‏(يع4:4‏)4 ايها الزناة والزواني، اما تعلمون ان محبة العالم عداوة لله؟ فمن اراد ان يكون محبا للعالم، فقد صار عدوا لله. "، أي بعد ورفض .

وهذا الجزء ن الآية أعلنه إنجيل يوحنا  «الله لم يره أحد قط, الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر» (يو18:1), وكلمة خبر أى أعلن أة ظهر ويراه كل الناس الابن ظاهراً في الجسد، ليعلن الآب غير المرئي، ليكون منظوراً فيه؛ الله لم يره أحد قط (يو18:1). وان كان الله قد ظهرفي الجسد فهو ظهور بسر الإيمان وليس بالعيان؛ أما الجسد فوعاء حل فيه كل مل ء اللاهوت جسدياً، «ومن ملئه نحن جميعاً أخذنا» (يو16:1).
‏فإذا أخذت كلمة المسيح جسدياً، فلن تسمع إلا مجرد صوت إنسان نعرف أباه وأمه (يو42:6) )، وإخوته وأخوانه أليسوا جميعاً عندنا (مت55:13-56‏)؟... ولكن إذا سكنت « الكلمة» قلب الإنسان بغنى اللاهوت الذي فيها, احتضن الإنسان الله وأدرك أبعاده التي لا ‏تُدرك ولا تُحد: «لماذا لا تفهمون كلامي؟ لأنكم لا تقدرون أن تسمعوا كلمتي (أي اللوغس)» (يو43:8‏). هنا سمع الكلمة، هو تقبل حقيقة المسيح، بمعنى انفتاح الوعي المسيحي لتقبل الله: «وتعرفون محبة الله الفائقة المعرفة، لكي تمتلئوا إلى كل ملء الله.» (أف19:3).وهذا ما أوضحه سفر العبرانيين بقوله: «الله... كلمنا... في ابنه... الذي به أيضاً عمل العالمين، الذي, وهوبهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته, بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الأعالي صائرأ أعظم من الملائكة، بمقدار ما ورث اسماً أفضل منهم» (عب1:1-4), «الذي رآني فقد رأى الآب» (يو9:14‏)،

 على قدر ما يستطيعه الإنسان المحدود من إدراك الرب غير المحدود. (انظر شرح يوحنا ١: ١٨، ١٢، ٤٤، ٤٥)  ( كولوسي ١: ١٥ )  15 الذي هو صورة الله غير المنظور، بكر كل خليقة.  ( ١تيموثاوس ٦: ١٦ )16 الذي وحده له عدم الموت، ساكنا في نور لا يدنى منه، الذي لم يره احد من الناس ولا يقدر ان يراه، الذي له الكرامة والقدرة الابدية. امين.  (عبرانيين ١: ٣). 3 الذي، وهو بهاء مجده، ورسم جوهره، وحامل كل الاشياء بكلمة قدرته، بعد ما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الاعالي، "  والتلاميذ لم يروا جوهر الآب لأنه ليس من المرئيات فإن «الله لم يره أحد قط» لكن المسيح قد أظهر صفاته وإرادته ومقاصده. فهم رأوا المعجزات الدالة على قدرته ورحمته، وشاهدوا تواضعه وقداسة سيرته وحنوه على المصابين ورغبته في خلاص الهالكين، وتحققوا بذلك شفقة الآب على الخطاة ومحبته للتائبين والمؤمنين وطول أناته وقداسته وحفظه للعهود، لأن المسيح قال إنه مُرسَل من الله ليعلن الله للناس، ولأن الابن متحد بالآب اتحاداً كاملاً حتى أن الذي يعرف أحدهما يعرف الآخر (يوحنا ٥: ١٧، ١٩، ٣٦ ) 17 فاجابهم يسوع:«ابي يعمل حتى الان وانا اعمل». 19 فاجاب يسوع وقال لهم:«الحق الحق اقول لكم: لا يقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئا الا ما ينظر الاب يعمل. لان مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك. 26 لانه كما ان الاب له حياة في ذاته، كذلك اعطى الابن ايضا ان تكون له حياة في ذاته،  ( يو ١٠: ٣٠) 30 انا والاب واحد». وموت المسيح كفارة عن خطايا العالم وطوعاً لإرادة الله أظهر صفاته أحسن إظهار. والذي رأى يسوع معلقاً على الصليب وفهم القصد من ذلك رأى ما لم يُعلن لمخلوق قبلاً من كل ملء اللاهوت. ونحن مديونون ديْناً أبدياً للمسيح، لأنه أعلن الله لنا أباً فوق معرفتنا إياه خالقاً، وعرفنا به مُحباً لنا علاوة على كونه ديّاناً.

 

3) " ، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ أَرِنَا الآبَ؟»."
فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ؟ في هذا توبيخ لفيلبس الذي جهل الآب بسبب غفلته عن البيّنات التي أوردها المسيح له، وتأكيده أنه لو ذكر تلك البينات وتأمل فيها لآمن بأنه قد رأى الآب.
والآن تسألونني عن أين أنا ذاهب؟ وتسألونني عن الطريق التي تذهبون أنتم فيها ورائي.

لم يقصد أن ينكر عليهم كل معرفة الآب، بل قصد أن معرفتهم إياه قاصرة بسبب سوء آرائهم اليهودية في شأن المسيح.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
فلذا أجاب يسوع قائلاً " أنا معاكم زمانا هذه مدته" وفى هذه المدة الكبيرة لم افتر عن تعليمكم " ولم تعرفنى يا فيلبس من رآنى غفد رأى الآب فكيف تقول أنت أرنا الآب" إننى لست مجرد إنسان بل أنا إبن للآب ولى وله ذات واحدة إلهية حتى من رآنى بناسوتى فقد رأى الآب لأنى وإياه واحد ولا يمكن لأحد أى سرى جوهر الآب لأنه ليس من المرأيات ولكننى أنا كلمته فقد اظهرت صفاته وإرادته ورحمته وطول أناته وقداسته وقدرته فلو تأملت فى ذلك يا فيلبس لكنت قد تأكدت أننى والآب واحد

  تفسير / شرح   (يوحنا 14:  10) 10 الست تؤمن اني انا في الاب والاب في؟ الكلام الذي اكلمكم به لست اتكلم به من نفسي، لكن الاب الحال في هو يعمل الاعمال.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس     

1) " أَلَسْتَ تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ؟ "  يتطلب هذا السؤال جوابا إيجابيا (1يو 2: 10)

هذا يدل على أن رؤية الله الآب بالمسيح ممكنة فقط لعين الإيمان، وأن الآب والابن أقنومان متميزان لأنه قال «أنا في الآب» لا «أنا الآب». وأن الاتحاد بين الأقنومين تام في القصد والعمل، وأن الفصل بينهما محال، وأنهما متساويان في الجوهر. وقول المسيح لفيلبس: «ألست تؤمن؟» يفيد أنه كان يجب أن يؤمن ويتيقن ذلك.

 بعد أن تكلم المسيح فى موضوع الرؤيا جانباً، ونعود إلى الإيمان من حيث كونه حقائق علاقة يهوه  في الحياة مع الإنسان هو إيمان اليهود بوجود خالق لا يروه (عب 11: 1) "وأما الإيمان فهو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى."  ومن واقع واساس هذا ألإيمان اليهودى أعلن المسيح مراراً وتكراراً،  أنه المسيح، كابن، كيانه هو في كيان الآب، ويظل قائمأ فيه، وغير مفصل منه، لأنهما كيان واحد، ذات واحدة: «أنا والآب واحد» (يو30:10‏). أما الجسد الذي أخذه الابن لذاته ووحده بلاهوته، فقد دخل في هذا الكيان دخولاً أبدياً متميزاً، كإنسان في ابن ألإله ، فشملته وحدة الابن بالآب بالضرورة. وهكذا صار المسيح فى آن واحد يٌعبر عنه بـ «ابن الإنسان, الذي هو على الأرض, الذي هو في السماء» (يو13:3)، بل وإنه، وهو متجسد، بقي كما كان في حضن الآب، كأعظم تعبير عاطفي من الكيان المتحد، أو وحدة الكيان للمسيح في الآب والآب في المسيح: «الابن الوحيد، الذي هو في حضن الآب، هو خبر.» (يو18:1)

والحقيقة العظمى المطروحة للادراك بالنسبة للانسان، هي الابوة والبنوة في االرب «الذي يراني يرى الذق أرسلني» (يو45:12)؛ وصفة الابن صفة مطلقة وكلية في الرب، لأنها من صميم جوهره وطبيعته، والآب كذلك صفة مطلقة وكيلة في ذاته , لذلك، فبسهولة غاية السهولة، نقول إنهما واحد، لأن جوهرهما واحد وذاتهما واحدة، أى متحدان كلية الاتحاد عل وجه الإطلاق الإلهي، فهما واحد.

ويقول الأب متى المسكين فى كتاب شرح إنجل يوحنا [ إن معرفة حقيقة الابن في الآب والآب في الابن، هى معرفة الإيمان معرفة أخذ ليتبرر بها ويحياها أو يحيا بها، إنها هي الحق، بل هي روح الحياة: «من اعترف أن يسوع هو ابن الله، فالله يثبت فيه وهو في الله» (ايو15:4‏). هذا هو الدخول بالإيمان إلى طبيعة الله، والثبوت فيها!!
‏+ «من هو الذي يغلب العالم إلا الذي يؤمن أن يسوع هو ابن الله» (1يو5:5‏). هذا هو الخروج من طبيعة العالم والمادة، الذي يؤهل للدخول إلى طبيعة الله، حيث الغلبة هنا هي العبور المنتصر فوق العالم.
‏+ «من له الابن (بالإيمان)، فله الحياة (في يهوه). ومن ليس له ابن الله، فليست له الحياة» (1يو12:5)، هذا الامتلاك للحياة الأبدية هو بالدخول بالإيمان إلى حقيقة طبيعة الله، وذلك بإدراك حقيقة ابن الله:
+ «الذي يؤمن بالابن (دخل بالإيمان في طبيعة الله)، له حياة أبدية. والذي لا يؤمن بالابن (لم يدخل إلى معرفة حقيقة الله)، لن يرى حياة، بل يمكث (في الطبيعة البشرية الساقطة) عليه غضب الله» (يو36:3). هذا هو الفارق الهائل بين البقاء في محيط العقل المادي، وبين تجاوزه بالإيمان، لإدراك ما هو ليس من طبيعة الماديات. وهو نفس الفرق بين الموت والحياة، بين البقاء في الخطية تحت الغضب الإلهي والدخول إلى نعمة الله، وهذا هو قيمة الإيمان وعمله .] أ . هـ

2) " الكلامُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ نَفْسِي"

‏هذا ما يعبر عنه سفر العبرانيين بقوله: «الله، بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديما بأنواع وطرق كثيرة، كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه...» (عب1:1-2)

† " الكلام الذي اكلمكم به لست اتكلم به من نفسي، لكن الاب الحال في هو يعمل الاعمال.  " ..  كلام يسوع وتعاليمه هى كلمات الآب لأنه كلمة الآب منذ البدء أكلمكم به  - (يو 8: 25) . قال لهم يسوع أنا من البدء ما أكلمكم به= أي أنا منذ الأزل يهوه (أنا هو) الذي أكلمكم الآن، والآن صرت يهوه المتجسد الذي يكلمكم الآن. وقد تعني أنا لي الآن وقت طويل أخبركم عن نفسي ولن تسمعوا المزيد ولكن عبارة من البدء تحيرهم فهي تعني الأزل. ومنذ بدء كلامي معكم أخبرتكم عن نفسي أني "أنا هو" وأنا هو كائن منذ البدء أي منذ الأزل. . (يو 14: 24 & 5: 19 و 30 & 7: 16- 18 & 8: 28 * 10 : 39 & 12: 49) فكانت كلماته هى كلمات الآب لأنه هو عقل الاب الناطق (يو 14: 24)  † " الكلام   " ..  يتحدث يسوع إلى فيلبس وبقية التلاميذ  (يو 14: 7 و 10) كلام يسوع روح وحياه  (إنجيل يوحنا 6: 63) الروح هو الذي يحيي. أما الجسد فلا يفيد شيئا. الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة،"
‏فالله كلمنا في المسيح, لم يكن الكلام الذي تكلم به المسيح كلاماً بشرياً بل هو كلام الله، لذلك وصفه المسيح أن: «الكلام الذي اكلمكم به هو روح وحياة» (يو63:6), وأن من يسمعه يحيا ولو كان ميتاً (يو24:5 و 28 و 29‏)، لأن الكلام يحمل طبيعة الله الحية والمحيية. فكلام المسيح فعل نافذ المفعول, لا يرتد فارغاً (إش11:55)، ولعازر يشهد على ذلك.

أن غاية كل تعليمه إعلان ذلك الآب الذي طلب فيلبس أن يراه.
الكلامُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ ذكر المسيح أمرين أعلنهما الآب كان على فيلبس أولا : أن يعرف بهما أن يسوع في الآب والآب فيه، ثانيا :  كلامه، وأعماله. وأراد بالكلام هنا كل ما علَّمه لتلاميذه. وأنه لم يقُل شيئاً مستقلاً عن الآب، بل بالنظر إلى أنه أتى به من عند الرب  وأن الآب تكلم به،

( يو ٧: ١٦ ) 16 اجابهم يسوع وقال:«تعليمي ليس لي بل للذي ارسلني. ( يو ٨: ٢٨ )  28 فقال لهم يسوع:«متى رفعتم ابن الانسان، فحينئذ تفهمون اني انا هو، ولست افعل شيئا من نفسي، بل اتكلم بهذا كما علمني ابي.  ( يو ١٢: ٤٩)49 لاني لم اتكلم من نفسي، لكن الاب الذي ارسلني هو اعطاني وصية: ماذا اقول وبماذا اتكلم.

 

3) " لَكِنَّ الآبَ الحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ"
الحَالَّ فِيَّ أي المتحد بي دائماً. فلو كان المسيح نبياً فقط لقال: الآب الذي أرسلني. فقوله ذلك دليل على أنه الله لا نبي كسائر الأنبياء (يوحنا ٥: ١٧، ١٩، ٣٦ ) 17 فاجابهم يسوع:«ابي يعمل حتى الان وانا اعمل». 19 فاجاب يسوع وقال لهم:«الحق الحق اقول لكم: لا يقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئا الا ما ينظر الاب يعمل. لان مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك.   36 واما انا فلي شهادة اعظم من يوحنا، لان الاعمال التي اعطاني الاب لاكملها، هذه الاعمال بعينها التي انا اعملها هي تشهد لي ان الاب قد ارسلني.  ( يو ١٠: ٣٠).30 انا والاب واحد»
هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ : هذا هو الأمر الثاني الذي كان على فيلبس أن يعرف به الآب، والمقصود بالأعمال هنا المعجزات التي صنعها المسيح، وقد بينت محبة يسوع وقوته، كما بينت محبة الآب وقوته لأنه حال في الابن ويعمل به (انظر شرح يوحنا ٨: ٢٨). وخلاصة هذه الآية أن الذي سمع صوت الابن سمع صوت الآب أيضاً، والذي رأى أعمال الابن رأى أعمال الآب كذلك.

ولا ينبغي أن يفوتنا أبداً أن الآب أرسل ابنه متجسدا ليتكلم فيه معنا، ولنسمع بآذاننا صوت الآب غير المسموع الذي انحجب عنا كل الأزمنة السابقة، أزمنة تغرب الإنسان على الأرض.
‏فالمسيح عاد بالإنسان إلى جنة عدن الجديدة, فردوس الله الروحي، حيث اجتمعنا فيه مع الآب مرة أخرى، في شخص ابنه, وسمعنا صوت تعزيته وانسكبت علينا محبته ونعمته، عوض اللعنة القديمة.
‏لذلك، ينبهنا المسيح دائماً أبداً: «الكلام الذي أكلمكم به، لست أتكلم به من نفسي، لكن الآب الحال في هو يعمل الأعمال».( يوحنا ١٠: ٣٨ ) 38 ولكن ان كنت اعمل، فان لم تؤمنوا بي فامنوا بالاعمال، لكي تعرفوا وتؤمنوا ان الاب في وانا فيه». ( يوحنا ١٧: ٢١، ٢٣)21 ليكون الجميع واحدا، كما انك انت ايها الاب في وانا فيك، ليكونوا هم ايضا واحدا فينا، ليؤمن العالم انك ارسلتني. 22 وانا قد اعطيتهم المجد الذي اعطيتني، ليكونوا واحدا كما اننا نحن واحد.   ( يوحنا ٥: ١٩ ) 19 فاجاب يسوع وقال لهم:«الحق الحق اقول لكم: لا يقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئا الا ما ينظر الاب يعمل. لان مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك. 

† "  الاب الحال في  " ..  الكلمة صار جسدا .. وألاب حال فى (يو 15)  هو وحدة الواحد ، الوحدانية.. القائمة بين الآب والإبن والتى ظهرت فى صلاة الشفاعية فى (يو 17) تعلن بشارة يوحنا أن الخلاص هو (1) عقيدة .. (2) شركة فى جسد ودم يسوع .. (3) جاعة وحفظ وصاياة .. (4) جهاد ومواظبة للنمو فى الفضائل الروحية 
   أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
" ألست تؤمن أنى أنا فى الآب والآب فى" نعم كان يجب عليك با فيلبس أن تؤمن أن الإتحاد ما بينى وما بين الآب كامل وأن الفصل بيننا محال وأننا متساويان فى الجوهر الواحد فلا يمكنك أن ترى ألاب فى إلا بعين الإيمان فإن "الكلام الذى أكلمكم به لست أتكلم به من نفسى "فكلامى ليس بشريا بل لاهوتيا والذى يسمعنى أتكلم لا يسمعنى فقط بل يسمع ألاب متكلما بى ، لأن "الآب الحال فى" أى المتحد بى " هو يعمل الأعمال" فالذى رأى أعمالى رأى أعمال الآب لأن اللاهوت واحد والقدرة واحدة

  تفسير / شرح   (يوحنا 14:  11) 11 صدقوني اني في الاب والاب في، والا فصدقوني لسبب الاعمال نفسها.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس     

1) " صَدِّقُونِي أَنِّي فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ، "

† " صدقوني اني في الاب والاب في، " ..  فعل أمر مبنى للمعلوم أو فعل خاضر مبنى للمعلوم (يو 14: 1) تشير بعض المخطوطات اليونانية P66, P75, D, L, W "...إلى أن على التلاميذ  تصديق الحقيقة المتعلقة بوحدة يسوع بالآب "صدقوا قولى : أنى أنا فى الآب والآب فى .. " (التفسيرية) أما بعض المخطوطات الأخرى   A, B فتشير إلى هدف الإيمان "صدقونى أنا .. يعتقد المفسرين أن المعنى الأول هو المعنى الأصلى

المسيح كان صادق دائما (1 بط 2: 22) "«الذي لم يفعل خطية، ولا وجد في فمه مكر»،"  ولم يكن فى فمه غش  (أش 53: 9)  "وجعل مع الأشرار قبره، ومع غني عند موته. على أنه لم يعمل ظلما، ولم يكن في فمه غش."
صَدِّقُونِي أَنِّي فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ  المسيح يوجه كلامه إلى  كل التلاميذ لا فيلبس فقط، وهو دعوة للجميع إلى الانتباه لما عاتب المسيح فيلبس على عدم رؤيته لطبيعته اللاهوتية ولحقيقة بنوته للآب ، فكأنه قال: اسمعوا كلكم، وأنا أكرر لكم ما قلته في شأن كمال الاتحاد بيني وبين الآب.

 

2) " وَإلا فَصَدِّقُونِي لِسَبَبِ الأَعْمَالِ نَفْسِهَا»."
وَإلا فَصَدِّقُونِي لِسَبَبِ الأَعْمَالِ أي إن لم تقتنعوا بمجرد كلامي على الاتحاد بيني وبين الآب فاقتنعوا بشهادة ما صنعتُه من المعجزات، فلا أحد يقدر أن يفعل مثل هذه الأفعال ما لم يكن يهوه فيه. وقال المسيح قبلاً مثل هذا القول لليهود (يوحنا ٥: ١٩، ٢٠ ) 19 فاجاب يسوع وقال لهم:«الحق الحق اقول لكم: لا يقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئا الا ما ينظر الاب يعمل. لان مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك. 20 لان الاب يحب الابن ويريه جميع ما هو يعمله، وسيريه اعمالا اعظم من هذه لتتعجبوا انتم. ( يو ١٠: ٣٧، ٣٨).37 ان كنت لست اعمل اعمال ابي فلا تؤمنوا بي. 38 ولكن ان كنت اعمل، فان لم تؤمنوا بي فامنوا بالاعمال، لكي تعرفوا وتؤمنوا ان الاب في وانا فيه».
** المسيح فى هذه ألاية يشهد لنفسه, أمام تلاميذه كما فعل من قبل أمام الفريسيين ، معتمداً على ما سبق وقاله: «وان كنت أشهد لنفسي، فشهادتي حق» (يو14:8),  وعوض أن يقول: «الحق الحق أقول لكم»، أراد هنا أن يسند هذا الحق بشهادته الخاصة, وهنا قد يظهر المسيح أنه يتوسل إليهم كأنه يقول أرجوكم أن تصدقونى .. ولى شهادة فى أعمالى( يوحنا ٥: ٣٦ )36 واما انا فلي شهادة اعظم من يوحنا، لان الاعمال التي اعطاني الاب لاكملها، هذه الاعمال بعينها التي انا اعملها هي تشهد لي ان الاب قد ارسلني." إذا أخفق أي إنسان في تصديق المسيح، كشاهد صادق فيما لنفسه، فإن المسيح يعود ويتنازل عن حتمية شهادته, مشيراً إلى أعماله الفائقة للطبيعة التي عملها كآيات تشير وتحكي عن سلطان الآب الذي يعمل به المسيح وكأنه سلطانه: «... وإلا فصدقوني لسبب الأعمال نفسها»  أما كون الآب هو العامل بالمسيح أو أن المسيح هو العامل بالآب، فسيان, يكفي أن المسيح في الآب والآب في المسيح، فهذه حقيقة العمل ذاته.

وسعادة المسيح الخاصة جداً فتتركز فى توصيلنا إلى الآب، لنشترك فى نفس الحب الذى به يحب الآب الابن: «وهؤلاء عرفوا أنك أنت أرسلتني، وعرفتهم اسمك، وسأعرفهم, ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به وأكون أنا فيهم.» (يو25:17-26)

† " والا فصدقوني لسبب الاعمال نفسها.   " .. يخبرهم يسوع أن أعماله العظيمة لا يعملها إلا خالق الكون فيجب أن يؤمنوا أنه هو والآب واحد وأعماله هى البرهان على ذلك (يو 5: 36 & 10: 25 و 38) حيث أن أعماله وردت جميعها فى العهد القديم وهو الوحيد الذى عملها أمامهم  وجميع النبوات التى ذكرت فى العهد القديم والتى تعلن هوية يسوع الكلمة المتجسد حققها يسوع فى ميلاده وحياته وصلبه وقيامتع ومعجزاته وإخراجه للشياطين 

† " من يؤمن بي فالاعمال التي انا اعملها يعملها هو ايضا، ويعمل اعظم منها  " ..
ولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 بعدما عاتب المسيح فيلبس وجه خطابه إل الرسل أجمعهم قائلا ما معناه يجب أن تؤمنوا جميعكم أن الإتحاد بينى وبين ألآب كامل وإن لم تؤمنوا بمجرد كلامى فآمنوا بشهادة ما سنعته من المعجزات لأنه لا يمكن لأحد أن يفعل مثلها ما لم يكن الآب معه وأعلموا أن من يؤمن أننى فى ألاب والآب فى يعمل بهذا ألإيمان عجائب ومعجزات إلهية كهذه وأعظم منها قال يوحنا فم الذهب وقد تم ذلك بالفعل فإن بطرس الرسول شفى المرضى بظله وهذا لم يصنعه المسيح ويسأل المفسرون

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح الرابع عشر
3. الصلاة والراحة
(يوحنا 14:  12- 14)

  تفسير / شرح   (يوحنا 14:  12) 12 الحق الحق اقول لكم: من يؤمن بي فالاعمال التي انا اعملها يعملها هو ايضا، ويعمل اعظم منها، لاني ماض الى ابي.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس   

في الآيات السابقة (8-11) كان كلام المسيح لتلاميذه حول العلاقة الداخلية بين الآب والابن, والآن ينتقل المسيح لتوضيح هذه العلاقة بالنسبة للتلاميذ.
‏وفي الآيات الأخيرة، إإنتقل المسيح ليتكلم عن أهمية الأقوال (كلامه من الآب) والأعمال التي يعملها المسيح بأنها معمولة بالآب، أو أن الآب الحال في المسيح هو الذي يعمل الأعمال


1) " اَلحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: "

الوعد الأول للمسيح لتلاميذة أن يجتمعوا به في السماء. (يو 14: 3) ٣ «وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَاناً آتِي أَيْضاً وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً»

لحَقَّ الحَقَّ هذا تأكيد لوعد ثان للتلاميذ وعدهم المسيح به ليعزيهم على فراقه لهم. والوعد الثاني مضمونه أن قوة فعل المعجزات لا تنتهي عند ذهابه، وأن الله يقدّرهم على صنعها برهاناً لحضوره معهم وإثباتاً لصحة تعاليمهم.
 

2) " مَنْ يُؤْمِنُ بِي"

لم يطلب الكمال فى الإيمان  (مت 17: 20) "فقال لهم يسوع: «لعدم إيمانكم. فالحق أقول لكم: لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل: انتقل من هنا إلى هناك فينتقل، ولا يكون شيء غير ممكن لديكم."
مَنْ يُؤْمِنُ الإيمان شرط نوال ما وعدهم به لأنهم يتحدون به مع الآب والابن، ويكونون وسيلة توصيل نعمة الله إلى سائر الناس.هذه الأعمال عينها أعطي للذين يؤمنون بالمسيح (وبالآب حتماً) أن يعملوها.

والنقطة الهامة في الموضوع والتي لا ينبغي أن تفوت على عقولنا، هي أن المؤمنين يعملون أعمال المسيح نفسها, ولكنهم بحسب مجرى الكلام لن يكونوا هم العاملين لهذه الأعمال, بل المسيح، بل الآب في الحقيقة وعين الأمر! أى يعملون الأعمال بإيمانهم وبإسم المسيح (لو 9: 49) (مر 9: 38) "فأجابه يوحنا قائلا: «يا معلم، رأينا واحدا يخرج شياطين باسمك وهو ليس يتبعنا، فمنعناه لأنه ليس يتبعنا» ( مرقس ١٦: ١٧ )  17 وهذه الايات تتبع المؤمنين: يخرجون الشياطين باسمي ويتكلمون بالسنة جديدة.  ( لوقا ١٠: ١٧)17 فرجع السبعون بفرح قائلين: «يا رب حتى الشياطين تخضع لنا باسمك»   وفد تكون المعجزات التى يفعلها المؤمنون لمجد الرب ولكن قد يسقط المؤمنون " ولكن قلة من الاشخاص الذين عرفوا الرب وسقطوا بعد ان اخذوا بعض مواهب من الروح القدس. أو أنهم لم يمجدوا الآب وأخذوا مجد هذه الأعمال أو بعد أن فعلوها أخذوا مالا  (مت 7: 22) كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب يا رب اليس باسمك تنبانا وباسمك اخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟" 
 وكانت الحاجة بعد صعود المسيح إل الآب, ونواله كل سلطان مما في السماء وما على الأرض واستعادة مجده , وبدأت كنيسة العهد الجديد فى التكوين فالمسيح سوف يعمل حتماً في تلامية وبهم هم أعمالاً أعظم, تتناسب مع طول الأجيال وضيق الأيام وشدة اضطهاد العالم، «ليحل المسيح بالإيمان في قلوبكم ... لكي تمتلئوا إلى كل ملء الله, والقادر أن يفعل فوق كل شيء أكثر جداً مما نطلب أو نفكر بحسب القوة التي تعمل فينا.» (أف17:3-20‏)

 

3) " فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضاً،"

الأعمال التي كان يعملها المسيح، فقد كانت قاصرة على فترة محددة وعلى غاية محددة,
فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ كشفاء المرضى وإقامة الموتى (أعمال ٥: ١٥، ١٦ ) 15 حتى انهم كانوا يحملون المرضى خارجا في الشوارع ويضعونهم على فرش واسرة، حتى اذا جاء بطرس يخيم ولو ظله على احد منهم. 16 واجتمع جمهور المدن المحيطة الى اورشليم حاملين مرضى ومعذبين من ارواح نجسة، وكانوا يبراون جميعهم. ( أع ١٣: ١١ ) 9 واما شاول، الذي هو بولس ايضا، فامتلا من الروح القدس وشخص اليه (باريشوع الساحر الذى كان يقاوم بولس) 10 وقال:«ايها الممتلئ كل غش وكل خبث! يا ابن ابليس! ياعدو كل بر! الا تزال تفسد سبل الله المستقيمة؟ 11 فالان هوذا يد الرب عليك، فتكون اعمى لا تبصر الشمس الى حين». ففي الحال سقط عليه ضباب وظلمة، فجعل يدور ملتمسا من يقوده بيده. (أع 19: 12) 11 وكان الله يصنع على يدي بولس قوات غير المعتادة، 12 حتى كان يؤتى عن جسده بمناديل او مازر الى المرضى، فتزول عنهم الامراض، وتخرج الارواح الشريرة منهم. "
 

4) " وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا "

 لماذا لا نفعل الأعمال التى عملها المسيخ الآن السبب ينطوي على نقطتين:
‏الأولى: ظنك أنك أنت الذي ستعمل, وهنا أحيلك لما سبق وأوضحنا: «لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا.» (في13:2)
‏والثانية: أن عمل المسيح فينا يبدو، بحسب خدع البصر، غير متكافى, مع ضعفنا وهوان طبيعتنا وأخطائنا التي يحسبها علينا الضمير بإلحاح.( متّى ٢١: ٢١ )  21 فاجاب يسوع: «الحق اقول لكم: ان كان لكم ايمان ولا تشكون فلا تفعلون امر التينة فقط بل ان قلتم ايضا لهذا الجبل: انتقل وانطرح في البحر فيكون. 22 وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه».
‏ولكن الرب سبق وقاس هذه المفارقة الخطيرة بين ما هو لائق لناء وما هو لائق له، بقوله في الآية السابقة أن عطاياه ستكون: «أكثر جداً مما نطلب أو نفتكر»، لأنها ستكون «بحسب القوة التي تعمل فينا». فالأمر يخص المسيح أولاً وأخراً، فأمسك به، يمسك بك ...
 التلاميذ والرسل عملوا أعظم منها من وجهين: (١) أن تأثير معجزاتهم في عالم المادة كان أشد من تأثير معجزات المسيح، فإن مشاهدي معجزاتهم كانوا أكثر عدداً من مشاهدي معجزاته، واقتنع الناس بواسطة معجزاتهم أكثر مما اقتنعوا بواسطة معجزاته فآمنوا بأعداد أكثر. (٢) أن أكثر المعجزات التي صنعها الرسل كانت في عالم الروح، وذلك أسمى من المعجزات في عالم المادة، فقد فتحوا القلوب العمياء وأخضعوا إرادة المعاندين لله، وأحيوا النفوس الميتة. فقد آمن ثلاثة آلاف في يوم الخمسين بتبشيرهم، وآمن الملايين في البلاد المختلفة نتيجة تبشيرهم. على أن الرسل لم يستطيعوا ذلك من قِبل أنفسهم، إنما فعلوه بقوة المسيح العامل بهم.
ويصح قول المسيح نوعاً ما على نجاح الكنيسة في كل قرن، وانتصار المسيحية على الأديان الفاسدة. وهو يصح كلما ذهب المرسلون وبشروا بالإنجيل في البلاد الوثنية. وانتشار الإنجيل بعد صعود المسيح فاق كثيراً انتشاره قبل صعوده، فهو زرع والآخرون حصدوا.
 

5) " لأنِّي مَاضٍ إِلَى أَبِي "

كان ذهابه خيراً لهم لثلاثة أمور: (١) استيلاؤه على كل سلطان في السماء وعلى الأرض (متّى ٢٨: ١٨) وذلك لأجل الكنيسة (أفسس ١: ٢٢ ) ( فيلبي ٢: ٩ - ١١). (٢) شفاعته في تلاميذه وفائدة ذلك زيادة إيمانهم وغيرتهم في التبشير وتأثيرهم في غيرهم. (٣) إرساله الروح القدس ليمكث معهم ويجعل تبشيرهم مؤثراً في قلوب الناس (ع ٢٦، ٣٨ ) ( يوحنا ١٦: ٧ - ١٤ ) ( أفسس ٤: ٨).

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
لماذا أراد المسيح أن رسله يفعلون معجزات أعظم من التى صنعها ويجيبون ان ذلك لأسباب منها (1) لأنه أراد أن ينتشر الإيمان المستقيم بواسطتهم شيئا فشيئا لئلا إذا إنتشر بغته يظهر ان المسيح ساحر او مضل (2) ليظهر عظمته إذ لم يعمل عجائب بنفسه فقط بل أنه يعطى سلطانا إلى رسله ليصنعوا أعظم منها و (3) ليكون لمعجزاتهم تأثيرا شديدا فإن من شاهدوا معجزاتهم أكثر من الذين شاعدوا معجزاته والذين شاهدوا معجزاتهم إقتنعوا وآمنوا بواسطتها أكثر من الذين شاهدوا معجزاته (4) أن قصد المسيح معجزاتهم الروحية أكثر من قصده من المعجزات المادية وهى تفتيح القلوب للروح وإخضاع إرادة الناس المعاندين للرب وإحياء نفوسهم مثال ذلك الثلاثة آلاف الذين آمنوا يوم الخمسين وربوات الألاف وما فعله الرسل لم يفعلوه من ذواتهم إنما فعلوه بقوة المسيح العامل بهم وقوله : " أنا ماض إلى أبى" معناه وسأنتصر بعد موتى على الخطية والموت والشيطان والعالم وأصعد إلى أبى فأعمل بكم أعمالا عظيمة مما عملت فى حياتى على الأرض وسأرسل لكم الروح القدس ليجعل تبشيركم مؤثرا فى القلوب .
 

  تفسير / شرح   (يوحنا 14:  13) 13 ومهما سالتم باسمي فذلك افعله ليتمجد الاب بالابن.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  

1) " وَمَهْمَا سَأَلتُمْ "

الوعد الأول للمسيح لتلاميذة أن يجتمعوا به في السماء. (يو 14: 3) ٣ «وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَاناً آتِي أَيْضاً وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً» الوعد الثانى الأعمال (يو 14: 12) هذا وعد ثالث وعده المسيح تعزيةً لتلاميذه.(يو 14: 13)  ( يعقوب ١: ٥ ) 5 وانما ان كان احدكم تعوزه حكمة، فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير، فسيعطى له. 
مَهْمَا سَأَلتُمْ :  ( ١يوحنا ٣: ٢٢ ) 22 ومهما سالنا ننال منه، لاننا نحفظ وصاياه، ونعمل الاعمال المرضية امامه. "

أن المسيح هو العامل فينا. ولكنه يتمادى في رفع حدود الطلب إلى أقص تصورنا ويزيد: «مهما». وهنا يسأل سائل: هل هذا معقول أن كل ما يطرأ على فكري أو قلبي، أطلبه، فآخذه؟

وعد تلاميذه بذلك باعتبارهم  سيبشرون به على الأرض، وخدامه الذين يُجرون أعماله في كنيسة العهد الجديد ، وروحه ماكث معهم. ( متّى ٧: ٧ ) 7 «اسالوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يفتح لكم."

وقصد بقوله «مهما» كل ما هو ضروري لهم في التبشير بإنجيله من إرشاد ومعونة وهبة القوة على صنع المعجزات، وذلك كله لا ينالونه إلا بالصلاة. فهذا الوعد وإن كان للرسل خاصة يصح لكل المسيحيين لأننا أيضا تلاميذ له وإن كان لم يوضع علينا اليد بالإلتزام والتخصص فإذا طلبنا بإيمان ما يوافق مشيئة الله (يعقوب ١: ٦ ) 6 ولكن ليطلب بايمان غير مرتاب البتة، لان المرتاب يشبه موجا من البحر تخبطه الريح وتدفعه. ( ١يوحنا ٥: ١٤) 14 وهذه هي الثقة التي لنا عنده: انه ان طلبنا شيئا حسب مشيئته يسمع لنا. " وهذا دليل على قوة الصلاة.( متى ٢١: ٢٢ )  22 وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه». ( يوحنا ١٥: ٧، ١٦ )7 ان ثبتم في وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم.

عبارة  «مهما سألتم» تفيد حالة صلاة وتوسل ولجاجة، والصلاة الصحيحة الفعالة هي تحت هيمنة الروح القدس بصورة قانونية: «لأننا لسنا نعلم ما نصلي لأجله كما ينبغي، ولكن الروح نقسه يشفع فينا بآنات لا يُنطق بها» (رو26:8). هكذا يتبين أن «مهما سألتم» تقع ضمن اختصاصات الروح القدس، الذي يقدم السؤالات بفمنا، بكل حكمة وفطنة بما يليق أن يُقدم لله الآب، ليكون السؤال حسب مشيئة الله!!
مهما سألتم " ..   ينبغى أن تتوافق مع : (1) إسم يسوع (يو 14 13- 14 & 15: 7و 16 & 16: 23)  .. (2)  السؤال والطلب بلجاجة (مت 7: 7- 8 & لو 11: 5- 13 & 18: 1- 8) .. (3) إتفاق الطلب  مع مقاصد يسوع (مت 18: 19) .. (4) الإيمان (مت 21: 22) .. (5) عدم وجود شك (مر 11: 22- 24 ) (يع 1: 6- 7) .. (6) عدم وجود أنانية (يع 4: 3 - 22) .. (7) حفظ الوصايا (1يو 3: 22) .. (8) مشيئة الرب (مت 6: 10 ) (1يو 5: 14- 15) إن إسم يسوع يمثل شخصة وتعاليمه وكلامه ومحبته وألوهيته   وهو طريقة للتواصل مع فكر يسوع وقلبه ترد هذه العبارة فى البشارة بحسب يوحنا (يو 14: 13- 14) و 26 & 15: 16 & 16: 23- 26) بقد ما تتشابه غاية وهدف صبواتنا مع مشيئة يسوع والمقاصد الإلهية بقدر ما تستجاب هذه الصلوات ، إنه من غير المعقول أن تستجاب طلبات المؤمنين التى بها شر أو شبه شر أو تحتوى على شئ من الأنانية أو مادية .. الخ

 

2) " بِاسْمِي"

( يو ١٦: ٢٣، ٢٤ )23 وفي ذلك اليوم لا تسالونني شيئا. الحق الحق اقول لكم: ان كل ما طلبتم من الاب باسمي يعطيكم. 24 الى الان لم تطلبوا شيئا باسمي. اطلبوا تاخذوا، ليكون فرحكم كاملا.

 أي أن يهوه يكرمنى بإستجابة طلبات المؤمنين بى إن وافقت مشيئته ، وباتكالكم على استحقاقي وموتي وشفاعتي ومواعيدي. فالآب مسرور بالابن دائماً، ومستعد لأجله أن يستجيبنا لأننا له (متّى ٣: ١٧). فإننا لا نستحق خيراً، ولكن المسيح يستحق كل خير فيحبنا الله ويستجيبنا من أجل ابنه. وشرط كون الصلاة باسم المسيح يُثبت قول المسيح «ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي» (ع ٦).( يع 5: 16) "اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات، وصلوا بعضكم لأجل بعض، لكي تشفوا. طلبة البار تقتدر كثيرا في فعلها." 16 ليس انتم اخترتموني بل انا اخترتكم، واقمتكم لتذهبوا وتاتوا بثمر، ويدوم ثمركم، لكي يعطيكم الاب كل ما طلبتم باسمي. "
ويقول الأب متى المسكين فى كتابه شرح إنجيل يوحنا [ ويلاحظ أن السؤال يقدم إلى الآب باسم المسيح, والمسيح يقوم بالتنفيذ: «أنا أفعله»، والاستجابة هنا تكون أكيدة بقدر استيفاء تقديم السؤال، بحسب القوانين المعمول بها في دائرة الله، ‏وهي كالآتي:
1- يلزم أن يكون الروح القدس هو صاحب الاستشارة والموكل إليه التدبير على طول المدى, سواء في حالة ما قبل السؤال، أو حالة السؤال، أو حالة ما بعد السؤال، بمعنى أن يكون الإنسان عائشاً في ملء تدبير الروح القدس.
2- أن يكون الروح القدس مشتركاً إشتراكاً محسوساً في تقديم السؤال، ولدى الضمير شهادة برضى الروح القدس وموافقته على كل كلمة من كلمات السؤال. وهنا إذا توفر ذلك حقاً، فإن الإنسان يحس في الحال أثناء الصلاة أن الصلاة استجيبت.
3- أن يكون السؤال مقدما للآب، كما من فم ابنه يسوع، لأن الذي يوازن سؤالنا ويزيد هو بر المسيح الشخصي.
4- أن يكون السؤال مُقدماً باسم المسيح، لأنه يستحيل أستحالة كلية أن تبلغ كلماتنا مسامع الآب إلآ بواسطة المسيح: «لأن به لنا كلينا قدوما في روح واحد إلى الآب» (أف18:2)، لأنه هو الطريق الوحيد والباب الوحيد الموصل إل الآب؛ «لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً» (يو5:15‏)، لأن المسيح هو الحامل لصك غفران خطايا كل إنسان وهو يتراءى أمام الله الآب «ليظهر الآن أمام وجه الله لأجلنا» (عب24:9)، حاملاً أسماءنا المكتوبة على كفه, كل واحد باسمه, محسوباً: «برا وقداسة وفداءً» (اكو30:1‏)، لكل من يتقدم به إلى الله (عب25:7). وهكذا إذ نرفق اسم المسيح بسؤالنا الذي نقدمه للآب، نكوذ كمن يرفق كل وثائق الصلاحيات التي تجعل السؤال مستجاباً.
«ليتمجد الآب بالابن»: ‏واضح من تسلل المعاني أن الاستجابة تكون من عند الآب, والتنفيذ بواسطة المسيح. وهنا يكمن سر تمجيد الآب, لأن المسيح إنما ينفذ بكل سخاء الآب وحبه, بحسب صلاحياته لدى الآب, والتي حازها لنا بالصليب، حتى إنه أصبح قادراً أن «يملأنا إلى كل ملىء الله» (أف19:3‏), أي أن يملأنا بالعطايا والنعم والمواهب المدخرة لنا في قلب الآب بلا حدود، والتي كانت محجوزة عنا بسبب عدم لياقتنا روحيا؛ ثم لما صار المسيح وسيطاً مؤتمناً، فك حجوزاتها، واستعلن كل سخاء الآب من نحونا: «لأن الآب نفسه يحبكم» (يو27:16‏) ‏] أ. هـ

فكأن المسيح باعطائهم حق النداء والسؤال «باسمه» يكون كمن أبقى على حضوره السري معهم في كل حين، كلما احتاجوه كمصدر قوة وعمل وعزاء. كل هذا وفره المسيح لتلاميذه ولكل المؤمين به، تعويضاً عن غيابه في المنظور الجسدي.

 

3) " فَذَلِكَ أَفْعَلُهُ "

هو قادر على ذلك لأن له كل سلطان (متّى ٢٨: ١٨) ونعلم أنه يريد ذلك لوعده به. وهذا وفق قوله في ع ١ «فآمنوا بي».يسوع يستجيب لطلباتنا وصلاتنا على أساس شخصة وبإسمه لقد صلى إستفانوس (أع 6: 59) وبولس )2كو 12: 8) يدعون بإسم يسوع المسيح   (أع 4: 12):وليس بأحد غيره الخلاص. لأن ليس اسم آخر تحت السماء، قد أعطي بين الناس، به ينبغي أن نخلص».المؤمنون مدعوون فى (يو 15: 16 & 16: 23) ليصلوا للآب .. ليست الصلاة بإسم يسوع هى أمر يجب أن ينفذه يسوع ولكنها طلب يحتاج إلى لجاجة وإلحاح وصدق فى النوايا ويجب أن توافق هدف الخلاص والخير ومشيئة يسوع كما نقول فى الصلاة الريبية "لتكن مشيئتك † " 

4) " لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالابْنِ"

 انظر شرح( يوحنا ١٢: ٢٨ و١٣: ٣١.)  ويقول الأب متى المسكين فى كتابه شرح إنجيل يوحنا [ وهكذا صار المسيح، بتنفيذه لكل استجابة ننالها من الآب من جهة سؤالاتنا، هو سبب تمجيد للآب دائماً، وسبب استعلان حبه وسخاء عطائه الذي لا يُحد. ونحن لا يمكن أن ننسى ما كرره المسيح كثيراً جداء أن الابن لا يعمل من نفسه شيئاً, أي أن أعمال المسيح التي يعملها لنا لتغطية كل أعوازنا وسؤالاتنا هي بالآب معمولة ولمجده. وبالنهاية، تكون طلباتنا وسؤالاتنا التي نطلبها هى لمجد الله! فكيف لا نطلب وكيف لا نلح في السؤال والطلبة، إن كان ذلك لحساب مجد الله؟] أ. هـ

 لم يقِم المسيح مملكته لمجرد تمجيد نفسه، ومجد الابن في كل انتصارات تلك المملكة هو مجد الآب أيضاً

.أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
قال يوحنا فم الذهب : يظهر من قول المسيح " مهما سألتم بإسمى فذلك افعله" أنا المسيح

  تفسير / شرح   (يوحنا 14:  14) 14 ان سالتم شيئا باسمي فاني افعله.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس     
1) "إِنْ سَأَلتُمْ شَيْئاً بِاسْمِي فَإِنِّي أَفْعَلُهُ" .
† " إن " ..  جملة شرطية من الصنف الثالث تفيد إمكانية التحقق
هذا تكرار للوعد في الآية السابقة، وهذا يعنى الإتفاق والتوافق فى تنفيذ ما يطلب بإسم افبن حسب المشسئة الإلهية وكرره لأربعة أمور: (١) التأكيد. على الإيمان كأنه صعب عليهم تصديق ذلك الوعد لعظمته. (٢) اتساع الوعد. فإن قوله «مهما» لا حد له. (٣) النوال لا يكون إلا بشرط السؤال باسمه، والصلاة هي الصلة الكاملة بين المؤمن على الأرض والمسيح في السماء.كون الدعاء بالاسم، أو الصلاة أو السؤال باسم المسيح، حالة تواجد شخصى للمسيح، وهو استدعاء ودخول في الحضرة الإلهية لابن الله المتجسد بكل يقين. لذلك فصراخ الكاهن: «باسم الآب والابن والروح القدس» في بداية صلاة الافخارستيا، وعلى الخبز والخمر، هو استدعاء الثالوث للحلول، كما هو أيضاً نقلة للموجودين في الهيكل للدخول في الحضرة الإلهية التي للثالوث الأقدس، فهي عملية تقديس وتجلي فى آن واحد. (٤) المجيب هو المسيح.أن عمل المسيح في الاستجابة لسؤالنا، وضعه المسيح كعمل يدخل ضمن رسالته الخاصة بالنسبة للآب: «ليتمجد الآب بالابن»، فهو يقرب من أن يكون واجباً على المسيح بالنسبة للآب، أو بتعبر أصح، عملآ وظيفياً من اختصاص الابن المتجسد نحو الآب، فهو يدخل ضمن رسالة الخلاص. وهذاء بحد ذاته أمر يسعدنا إسعاداً, إذ يجعل سؤالاتنا وطلباتنا لدى الآب عملاً يهم الآب جداً، وبالتالي يهم المسيح ويسره.
وقد جاء مثل هذا الوعد في ( يوحنا ١٥: ١٦ )  16 ليس انتم اخترتموني بل انا اخترتكم، واقمتكم لتذهبوا وتاتوا بثمر، ويدوم ثمركم، لكي يعطيكم الاب كل ما طلبتم باسمي.  ( يو ١٦: ٢٣،) 23 وفي ذلك اليوم لا تسالونني شيئا. الحق الحق اقول لكم: ان كل ما طلبتم من الاب باسمي يعطيكم "  لكن المجيب فيه الآب، وهما متفقان لأن الآب والابن واحد في الجوهر والقصد والعمل.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
ومن قوله " إن سألتم شيئا بإسمى فإنى أفعله " يفهم أنه يصنع المعجزات التى يسأله إياها تلاميذه بسلطانه وقدرته من حيث انه إله فإنه لم يقل يصنعه الآب بل قال اصنعه أنا وكأنه قال ذلك متحذرا من تأويلات الأريوسيين ومما يدل على أن ألاب والأبن واحد فى الجوهر والقدرة قول المسيح فى (يو 5: 16) ألاتى وهو "لكى يعطيكم ألآب كل ما طلبتم بإسمى" ففى هذا القول ترى أن المجيب هو الآب وفى القول الأول ترى أن المجيب هو المسيح وقوله " ليتمجد الآب بالإبن" يفيد أن مجد المسيح فى كل إنتصارات مملكه هو مجد للآب ايضا

 

 

 

 

This site was last updated 08/03/21