Home Up تفسير يوحنا ص1 1: 1-18 فسير إنجيل يوحنا ص 1: 19- 51) تفسير إنجيل يوحنا ص 2 تفسير إنجيل يوحنا ص 3 تفسير إنجيل يوحنا ص4 تفسير إنجيل يوحنا ص5 تفسير إنجيل يوحنا ص6:1- 40 تفسير إنجيل يوحنا ص6: 41- 71 تفسير إنجيل يوحنا ص 7: 1- 24 تفسير إنجيل يوحناص7: 25- 53 تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 1- 20 تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 21 37 تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 38- 59 تفسير إنجيل يوحنا ص9: 1- 23 تفسير إنجيل يوحنا ص9: 24-41 تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 1- 21 تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 22- 42 تفسير إنجيل يوحنا ص11: 1-32 تفسير إنجيل يوحنا ص11: 33- 57 تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 1- 26 تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 27- 50 تفسير إنجيل يوحنا ص13: 1- 17 تفسير إنجيل يوحنا ص13: 18- 38 تفسير إنجيل يوحنا ص14: 1-14 تفسير إنجيل يوحنا ص14: 15- 31 تفسير إنجيل يوحنا ص15: 1- 17 تفسير إنجيل يوحنا ص15: 18- 27 تفسير إنجيل يوحنا ص 16: 1- 15 تفسير إنجيل يوحنا ص 16: 16- 33) تفسير إنجيل يوحنا ص 17: 1- 16- تفسير إنجيل يوحنا ص17: 17- 26 تفسير إنجيل يوحنا ص18: 1-18 تفسير إنجيل يوحنا ص18: 19- 40 تفسير إنجيل يوحنا ص 19: 1- 22 تفسير إنجيل يوحنا ص19: 23- 42 تفسير إنجيل يوحنا ص20 : 1- 13 تفسير إنجيل يوحن ص20-: 14- 31 تفسير إنجيل يوحنا ص21: 1- 14) تفسبر إنجيل يوحنا ص 21: 15- 25 | |
تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح التاسع عشر 1. محاكمته أمام بيلاطس (يوحنا 19: 1- 15) 2. الحكم بالصلب (يوحنا 19: 16- 18) 3. عنوان علته (يوحنا 19: 19- 22)
|
تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح التاسع عشر 1. محاكمة المسيح أمام بيلاطس (يوحنا 19: 1- 15) أين مكان جلد المسيح فى أورشليم ؟ كشفت لنا أبحاث الحفريات الحديثة في أورشليم التي قام بها الضابط وارن, عن صالة كبيرة تحت الأرض، قرر مستر فرجسون بعد فحصها أنها المكان الذي تألم فيه المسيح وجُلد واستُهزى، به. وهي في موقع قلعة أنطونيا, مركز دار ولاية بيلاطس, وفيها لا يزال هناك عمود مقطوع تاجه قائم بمفرده، وليس له اتصال بتركيب هيكل المبنى (لأن الصالة مقببة بقبو يعلو العمود، ولكن دون أن يتلامس معه، وواضح أنه العمود الذي كان مستخدماً لربط المحكوم عليه وجلده). وتاريخ هذه الصالة يرقى إلى زمن هيرودس.
قلعة أنطونيا : بعد أن واجه الشعب اليهودى حروب كثيرة سرعان ما تبين أن جبل المريا الذي اختير لبناء الهيكل كان أضعف الأماكن وأكثرها عرضة للاختراق خلال الحروب ولذلك تقرر بناء برج حماية. فبني البرج فى أضعف منطقة يمكن الإختراق منها وهى بجانب الهيكل وهناك إشارة إلى هذا الحدث في سفر إرميا ٣١، ٣٨ ها إنّها تأتي أيام، يقول الربّ، تبنى فيها المدينة للرب من برج حننئيل إلى باب الزاوية. نحميا ٣، ١ يبدو أن هذا البرج قد بني خلال إصلاح المدينة الذي نفذه نحميا. ولكن فى عامي ٣٧-٣٥ ق.م. بنى هيرودس في الموقع قلعة حصينة استخدمها قصرا لسكناه وسماها «قلعة أنطونيا». |
شرح وتفسير (يوحنا 19: 1) 1 فحينئذ اخذ بيلاطس يسوع وجلده.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
الجزء الرابع من سير القضية داخل دار الولاية (1:19-3) الجلد بدون حكم مسبق والاستهزاء بالمسيح كملك تم الجلد بالسوط الرومانى الذى كان عبارة عن قطعة من الخشب مثبت فيها سيور جلدية وينتهى كل منها بكرتين من العظم أو الرصاص وقبل الجلد يربط الشخص بعمود رأسى ويتم الجلد على الظهر والمقعدة والساقين ويتبادل الضرب جنديان على اليمين واليسار وينتج عن هذا الجلد رضوض عميقة من الكرات، أما السيور فأنها تمزق الجلد وما تحته من أنسجة ونتيجة تكرار الضرب تتمزق العضلات أيضا وتأخذ شكل شرائح مهترئة وواضح أن جميع أنواع التهكمات التي واجهها، أُجريت للتهزئة بملوكيته فقط: «فعروه وألبسوه رداء قرمزيا»، وهو اللون الخاص بملابس الملوك. «وضفروا إكليلاً من شوك، ووضعوه على رأسه»، وواضح أنه كان بمسابة إكليل الغار الذي وضع على رأس الملوك الراجعين من الانتصار!! «وقصبة في يمينه»، هى قضيب الملك. «وكانوا يجثون قدامه, كما يسجد الناس للملوك عادة. «ويستهزئون به قائلين: السلام يا ملك اليهود». «وبصقوا عليه» أقصى ما يمكن أن يُهان به ملك. «وأخذوا القصبة، وضربوه على رأسه»، أي على إكليل الشوك، استهزاء بملوكيته (مت28:27-30) ولم يدر الحاكم أنه إنما يكمل كأس آلام الخلاص، ليستطيع بها المسيح أن يسترد للانسان كرامته وملوكيته أمام الله أبيه. وبإكليل الشوك الذي ألبسه أخيراً فوق رأس المسيح، أعاد للانسان بالنهاية إكليل المجد الذي كان قد نزُع منه: »الذي أحبنا, وقد غسلنا من خطايانا بدمه, وجعلنا ملوكاً وكهنة لله أبيه, له المجد والسلطان إلى أبد الأبدين آمين.» (رؤ5:1-6) .. يبدو من السياق أن بيلاطس جلد يسوع ليكسب عطف اليهود ليتم إطلاق سراحه (لو 23: 16 و 22) (يو 19: 12) وهنا تتحقق نبوة أشعيا (53: 5) كان الجلد وسيلة رومانية للتعذيب الجسماني، وكانت أداة الجلد تتكون من مقبض ترتبط به جملة حبال او سيور من الجلد، وكانت ترصع بقطع خشنة من العظام أو المعدن لتجعل الضربات أشد إيلامًا وأقوى تأثيرًا. وكان المحكوم عليه يربط إلي عمود وتنهال السياط على ظهره وحقويه (أع 22: 25)، بل كانت تنهال على الوجه والاحشاء، متى كان الجلاد شرسا مسرفا في القسوة. وكان الجلد يبلغ أحيانًا من القسوة، أن يغمى على المجلود ويشرف على الموت، بل قد يموت فعلا في بعض الأحيان. وتحت لذع الجلدات، كان المتهم يدلي باعترافاته وأسراره. كما كان الجلد يسبق عادة تنفيذ الحكم بالإعدام. كان الملوك من بنى البشر يتخفون ويلبسون ملابس رعيتهم ويسيرون فى السواق ويجلسون فى مجتماعاتهم ليتفقدوا أحوال الرعية ولكن أن يأخذ كلمة الله جسدا وصار فى الهيئة إنسانا ملك يترك عرشة لينقذ رعيته مضحيا بنفسه حبا فى رعيته هذا أمر لم ولن يحدث فى تاريخ البشر ولا يقدر على فعله إنسانا ولم يكتفى البشر بوجوده بينهم بل أهانوه وجلدوه هكذا تنبأ الوحى على لسان اشعياء النبى فى العهد القديم بما سيعانيه المسيح قبل مولده بمئات السنين فقال «بذلت ظهري للضاربين، وخدي للطم، ووجهي لم أستر عن خزي البصاق.» (إش6:50 حسب الترجمة السبعينية) «وبجلداته شُفينا......» (إش5:53 حسب الترجمة السبعينية) وكان المسيح قد تنبأ عن شتمه والإستهزاء به وجلده وذكل كل ما سيحدث له قبل حجوثه لتلاميذه وهم سائرون فى الكريق الصاعد لأورشليم (لوقا ١٨: ٣٣) 32 لانه يسلم الى الامم ويستهزا به ويشتم ويتفل عليه 33 ويجلدونه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم» " وذكره بطرس في (١بطرس ٢: ٢٤).24 الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة، لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر. الذي بجلدته شفيتم. (إشعياء ٥٣: ٣) 3 محتقر ومخذول من الناس رجل اوجاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به 1) " فَحِينَئِذٍ أَخَذَ بِيلاطُسُ يَسُوعَ وَجَلَدَهُ." هذه وسيلة ثالثة اتخذها بيلاطس لإطلاق يسوع، لا يزال بيلاطس يأمل في إطلاق المسيح. ورأى أنه يمكن إرضاء الشعب الهائج بإجراء عقوبة شكلية, دون حكم رسمي, تستدر عطف الشعب، فأقدم على هذا العمل وهو مقتنع ببراءة المسيح, وقد أعلن ذلك وعمل على إطلاقه, لهذا قام بعملية الجلد: «إني لم أجد فيه علة للموت, فأنا أؤدبه وأطلقه.» (لو22:23) وهي أن يجلده بشدة ويسلمه إلى جنود الرومان ليهزأوا به، أملاً أن يشفي بذلك بغض الرؤساء، ويحرك شفقة الشعب ليطلبوا إطلاقه. ودليل ذلك قوله «فأنا أؤدبه وأطلقه» (لوقا ٢٣: ١٦). فواضح أنه جبان قاس وظالم غير عاجل فأكثر فى ظلم المسيح . راجع تفسير إنجيل متى ومرقس على الجلد والاستهزاء (متّى ٢٧: ٢٧ ) 27 فاخذ عسكر الوالي يسوع الى دار الولاية وجمعوا عليه كل الكتيبة ( مرقس ١٥: ١٦).16 فمضى به العسكر الى داخل الدار التي هي دار الولاية وجمعوا كل الكتيبة. " وذكر متّى ومرقس الجلد والحكم بالصلب معاً لأنهما كانا مقترنين، وأحدهما يستلزم الآخر. ولنا من رواية يوحنا أن الجلد سبق الصلب، ويظن بعض المفسرين أن يسوع جُلد مرتين، ولكن الموافقة بين البشيرين لا تقتضي ذلك. وقد جاءت النبوة في العهد القديم بذلك الجلد توظن بعض المفسرين، أنه بعد الحكم بصلب المسيح، أعاد الجند الجلد والاستهزاه مرة أخرى. وهذا خطأ يلزم التنبيه إليه. وقد نتج هذا من اللبس الحادث في سرد الرواية. فمثلاً، في إنجيل مرقس يقول بغاية الوضوح هكذا: «وأُسلم يسوع, بعد ما جلده, ليصلب» (مر15:15)، بمعنى أنه بعد أن جلده بيلاطس أمام الجموع، وهو في حالة الاستهزاء، ولابس إكليل الشوك والثوب الارجواني، بقصد من بيلاطس أن يكتفي بذلك, وبعدها يأمر بإطلاقه، هاج الشعب وزاد الصخب, وطلبوا صلبه, فيئس من كل محاولات الإفراج عنه وسلمه لهم ليُصلب. ولكن القديس مرقس جمع كل ما تم من عمليات الجبلد والاستهزاء، ولم يفصلها, أثناء سرده, عن الصلب، بل أضافها لها، لأنه لم يشير سابقاً إلى المحاولة التي قام بها بيلاطس لإطلاقه, والتي استلزمت الجلد والاستهزاء! كذلك في إنجيل القديس متى نجد أنه جمع عملية الجلد والاستهزاه مع الصلب. لأنه أيضاً لم يتعرض لمحاولة بيلاطس لإطلاق المسيح بالمرة. + أما إنجيل القديس لوقا، فكان واضحاً للغاية في سرد هذه الأحداث، إذ فصل بين محاولة إطلاق المسيح وبين الحكم بالصلب. وبعد النطق بالحكم بالصلب، لم يذكر اي شيء عن جلد أو استهزاء. + ولكن في إنجيل القديس يوحنا اتضحت الحقائق، إذ سُردت رواية محاولة بيلاطس إطلاق المسيح ومعها الجلد والاستهزاء. ولما لم تأت هذه المحاولة بالنتيجة التي كان يطلبها بيلاطس, اضطر اضطراراً وتحت التهديد، أن يسلم لهم يسوع ليصلب مباشرة، دون أي جلد أو استهزاء. + ولكن حتى وإن كانت الكتيبة قد اجتمعت فعلاً على المسيح بعد النطق بالحكم, كما يُفهم خطأ من سرد إنجيلي القديسين متى ومرقس, وأكتملت تمثيليتها بل تمثيلها بالملك، فهذه العملية تتناسب فعلاً مع الوحشية الرومانية لدى الجنود. وهنا تجدر الإشارة هذا التجاوز القوانين الرومانية التى أصر على إبتاعها بيلاطس بمحاكمة يسوع ووجد أنه لا يوجد سبب لصلبخ وعاقبة بالجلد زيادة على ذلك وتورط بيلاطس بعملية الجلد بدون مبرر والاستهزاء، كان, دون أن يدري, أساساً لاهوتيأ للخلاص, لأن المسيح أكمل به ما هو مستحق تحمله وحمله بالفعل من العقوبة على الإنسان, فحمله هو على ظهره ورأسه ليعطينا حق البراءة. فالآلام, والجلد على الظهر, والاستهزاء الذي احتمله المسيح, إضافيا فوق الموت, استكمل به المسيح الخلاص اللازم لنا. لذلك تحتل هذه الآلام من يد الحاكم الروماني, وهي غير اللازمة وغير القانونية أيضاً، إذ لم تثبت عليه تهمة واحدة من التي سُجلت في عريضة الدعوى. وقد تفنن بيلاطس في الاستهزاء بالمسيح، فلم يكن عقابا جسديا فقط ولكن نفسيا عقابا لملك أمام شعبه تجلده أمه هم أعداء للشعب وفى الوقت الذى جرده بيلاطس من كرامة الملوكية التي كرهها اليهود أهان اليهود فى شخص المسيح كأمه وذلك فقط استرضاء لهم.ولم يكن من الجائز قانونا جلد المواطن الروماني (أع 22: 25). ولم يكن عدد الجلدات عادة محددا، بل كان يترك ذلك لتقدير الضابط المشرف على التنفيذ ويذكرنا جلد الرب يسوع، بالقول: على ظهري حرث الحراث. طولوا اتلامهم" (مز 129: 3). أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 > راجع (مت 28: 27) و (مر 15: 11) و (لو 23: 12) وقد ذكر متى ومرقس الجلد والحكم بالصلب معا لأن فى الغالب أحدهما مرافق للآحر وقد فهما من رواية يوحنا أن الجلد سبق الصلب وهو الواقع لأن الرومانيين كانوا يجلدون المحكوم عليهم بالصلب قبل أن ينفذوا عليهم الحكم بالقتل
| شرح وتفسير (يوحنا 19: 2) 2 وضفر العسكر اكليلا من شوك ووضعوه على راسه، والبسوه ثوب ارجوان،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 1) " وَضَفَرَ الْعَسْكَرُ إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ" الإكليل Couronne: تاج كان يوضع على الرأس فى العصور القديمة من أشجار أو نباتات أو أزهار أو أوراق طبيعية تزين الرأس، في العصر الحديث وهو "التاج الملكي". أنواع الأكاليل في الفترات الكلاسيكية: -1 إكليل النصر :corona triumphalis له ثلاثة أنواع : أ- إكليل من أوراق الغار من دون ثمار: كان يوضع على رأس القادة العسكريين فوالأباطرة والملوك بعد انتصارهم في المعركة، إ ويطلق عليه إكليلَ النصر الشرفي الأكثر أهمية بين بقية الأكاليل،عليه مجازاً laurea insginis. ومثال هذا الإكليل تمثال نصفي للامبراطور أنطونينوس Antoninus. ب- إكليل من الذهب: أوراقه غار مصنوعة من الذهب، ويوضع هذا الإكليل عادة على رأس قائد إنتصر من قبل موظف رئيس مدينة أو رئيس مجلس السنات (الشيوخ) ومثال هذا الإكليل يظهر فى قوس القائد الرومانى تيتوس Titus في روما الذى هدم الهيكل وجعله خرابا بعد ثورة اليهود سنة 70 م حيث تكلل إلهة النصر المجنحة رأس الامبراطور الذي يركب عربة النصر في أثنا غزوه للقدس.لوحة الإغاثة أعيد بناؤها من الأصل على قوس تيتوس فى روما 81 م. المشهد يصور انتصار تيتوس ، منحوت بالعرض تيتوس يركب عربة بأربعة أحصنة (كوادريجا) ويظهر أنه يتوج بتجسيد النصر. تقف الإلهة روما في المقدمة ، ممسكة بلجام أحد الخيول. الشكلان الموجودان على يمين العربة هما تجسيدان لشعب روما (الجذع العاري) ومجلس الشيوخ (يرتدي توجا). (متحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون ، لوس أنجلوس) ج - إكليل من الذهب:، وكان يرسل إلى الضباط الذين حققوا انتصارات في معارك فى عدة أقاليم توضع على الرأس ويقابلة نياشين الذهب فى العصر الحديث ، ويسمى مجازاً الإكليل الإقليمي corona provincialis. -2 إكليل الريحان :corona ovalis من أوراق الريحان، يكلل به ضابط حصل على شرف تكريم الجنود المرافقين له. -3 إكليل الزيتون corona oleagina: من أوراق الزيتون،يكلل به الجنود أو قادتهم الذين حققوا انتصاراً في مسابقة أو في استشارات بغض النظر عن مشاركتهم بالحدث. -4 إكليل الأعشاب والأزهار البرية :corona obsidionalis إكليل من أعشاب وأزهار برية. يصنع هذا الإكليل من نباتات المكان الذى يكون الجيش الروماني فيه محاصراً ، ويتوج هذا الجيش القائد بهذا الإكليل لأنه أتي لإنقاذهم وفك عنهم الحصار. بدلا من إكليل نبات الغار الذى يكلل به الملوك فى العصور القديمة كللوه بإكليل من شوك تفنن الرومان فى عملية تعذيب السيد المسيح واعدوا له أكليلا من شوك على شكل طاقية وبعض المفسرين قالوا أن ألأكليل كان على شكل نصف كرة تحيد بكل شعره تركزت فيها الأشواك على الجبهة وانغرست الأشواك المبطنة للإكليل فى رأس وجبهة السيد المسيح وقد تم استخدام نبات اليوروس اكيوليانس الذى ينمو بكثرة فى المناطق الجبلية حول اورشليم «محتقر ومخذول من الناس، رجل أوجاع ومختبر الحزن... مُحتقر فلم نعتد به» (إش3:53) وردت الكلمة اليونانية "ستيفانيوس" فى هذه ألاية والتى تعنى (تاج أو إكليل) لتصف تتويج فوز رياضى أو ما يضعه الإمبراطور فوق رأسه يظهر التقليد المسيحى أن إكليل الشوك هو إحدى وسائل التعذيب النفسى والبدنى معا حيث غرزت أشواك يبلغ طول الواحدة منخا حوالى 4 سم فى جبين يسوع ورأسه من فوق فقد كان الإكليل شبه نصف دائرة وقد يضفر معه بعض من أوراق الزيتون أو النخيل كوسيلة للإستهزاء بيسوع كملك (مت 27: 27- 31) (مر 15: 15- 20) تسليم متهم للجند يعنى أن يقوم العامة والجهلة بإهانة المتهم ويحدث هذا فى العصر الحديث ايضا كان هذا العمل بأمر بيلاطس، ليمثلوا بالمسيح تمثيلاً كملك تحت الإهانة، وقد أتقنوا جداً عملية الاستهزاء بكل صنوف الوقاحة المتاحة, وقد فلت زمام تعقلهم، لأن الأمر صادر من رئيسهم! «ضفر العسكر إكليلا من شوك, ووضعوه على وأسه»: القصد أن يهزأوا بملوكيته، فألبسوه إكليلاً من شوك عوض إكليل الغار الذي يطوقون به الملوك عند رجوعهم من انتصاراتهم. ولكن ألم يقل المسيح: «ثقوا أنا قد غلبت العالم» (يو33:16)؟ لقد رجع المسيح من نصرته العظمى غالباً العالم ورئيسه وكل مصادر الخطية والموت والهلاك، وحمل لعنة الإنسان في جسده، فلاق به أن يلبس إكليلاً من شوك رمز لعنة الإنسان «ملعونة الأرض بسببك ... شوكاً وحسكاً تنبت لك.» (تك17:3-18) كان منظر المسيح وهو لابس إكليل الشوك, هو منظر الإنسان مطروداً من أمام وجه الله, خارجاً من جنة عدن، حاملاً اللعنة والشوك، ومستقبلاً التعب والشقاء. وها هو المسيح قد وفى العقوبة بكل بنودها، وما بقي منها إلا الموت، آخر عدو للإنسان، والذي هو(أي المسيح) وشيك أن يدوسه ليعود بالإنسان إلى حيث خرج. إكليل شوك (مت 27: 29)، فلم يكن جزءًا من القصاص القانوني. وإنما كان اختراع العسكر الروماني. ومن الصعب تحديد نوع الشوك الذي استعملوه، ولكنه يرجّح أنه كان "الفندول" أو "البلاّن".يعتقد بعض المفسرين أن نوع هذا الشوك اوأسمه العبري «سارح» أو «سيراخ» أو قد تكون شجرة السدر المعروفة باسم شجرة إكليل شوك المسيح يعتقد العلماء أن هذه الشجرة “سلالة رائدة” في مكافحة التصحر لأنها قادرة على تحمل درجات الحرارة العالية والجفاف. ويمكن لشجرة السدر أن تستخلص الماء من عمق الأرض وأن تقوم بعملية التمثيل الضوئي حتى وسط درجات الحرارة العالية وأشعة الشمس اللافحة. وظن بعضهم أن الإكليل صنع من النبق أو السنط مع العلم بأن هذين النوعين لا ينبتان في أورشليم. ولا يخفى أنه ينبت قرب أورشليم أنواع كثيرة من الشوك كالخصوان والدردار والشنداب والقريص والعلّيق والجنبوط وغيرها. ولم تكن غاية الرومانيين تعذيب المسيح فقط بل السخرية به وبادعائه أنه ملك. فنقرأ في إنجيل متى أن العسكر "ضفروا إكليلًا من شوك ووضعوه علي رأسه (رأس الرب يسوع) وقصبة في يمينه، وكانوا يجثون قدامه ويستهزئون به قائلين: السلام يا ملك اليهود . وبصقوا عليه، وأخذوا قصبة وضربوه علي رأسه" (مت 27: 29 و30 انظر مرقس 15: 17، ويوحنا 19: 2). ولا يمكن تحديد نوع الشوك الذي استخدمه العسكر، فما أكثر النباتات الشوكية التي تنمو بالقرب من أورشليم. ولم يكن التكليل بالشوك جزءًا أصيلًا من عقوبة الصلب، ولكن كانت غاية العسكر من ذلك زيادة الاستهزاء به والسخرية منه باعتباره ملك اليهود، علاوة علي الإمعان في تعذيبه، إذ لم يكتفوا بوضع إكليل الشوك علي رأسه بل ضربوه فوقه بالقصبة فانغرزت الأشواك -التي نبتت نتيجة لعنة الأرض بسبب خطية الإنسان- في جبينه الطاهر. 2) " وَأَلْبَسُوهُ ثَوْبَ أُرْجُوانٍ." «وألبسوه ثوب أرجوان»: «من ذا الآتي من أدوم بثياب حُمر، من بصرة، هذا البهي بملابسه ... ما بال لباسك محمر، وثيابك كدائس المعسرة؟ قد دست المعصرة وحدي، ومن الشعوب لم يكن معي أحد.» (إش1:63-3) «وهو متسربل بثوب مغموس بدم، ويدعى اسمه كلمة الله.» (رؤ13:19) " .. كان اللون الإرجوانى على أن لمن يلبسه أنه ملك ، حيث كان يستعمل الصبغة الإرجوانية الباهظة الثمن لأنها كانت تستخرج من قشرة المحار وتصبغ بها الثياب , وقد إرتدى الجنود الرومان أردية قرمزية اللون ، أستخرجت صبغتها من قسور حشرة تواجدت على شجر السنديان ، كان ثوب يسوع يشير إلى رداء الملوك ولكنه فى الحقيقة قد لا يكون إلا عبارة عن ثوب بال لجندى رومانى تحول فيه اللون القرمزة إلى اللون الإرجوانى وربما ألبسوه هذا الثوب بالطريقة التى يلبسبه الملوك هذا الثوب وهو الثوب الذي خلعه عليه هيرودس تهكماً من ملوكيته أيضاً، عندما أرسله بيلاطس إليه، لما علم هذا أن المسيح من الجليل. وكان هيرودس والي الجليل، ولكنه كان مقيماً في أورشليم، «فاحتقره هيرودس مع عسكره، واستهزأ به، وألبسه لباساً لامعاً, ورده إلى بيلاطس.» (لو11:23) ومعروف أن لباس الملوك هو الأحمر اللامع. اجمل ما نشرته جريده الاهرام التى تصدر فى مصر عن السيد المسيح* *نشرت جريدة الاهرام في يوم 28 أبريل 2019 *اجمل الكلام عن السيد المسيح* *وقالت ان السيد المسيح غزا قلوب تابعيه بالحب ورفض أن يكون ملكا أرضيا لان رسالته ليست أرضية بل سماوية لذا سمت فوق فكر البشر لذلك فهو أغرب ملك في التاريخ.* واضافت: *السيد المسيح رفض ان يتملك على عرش أرضي او يرتدي ثياب الملوك او يتوج ملكاً بل اختار عرش الصليب وارتدي ثوب الجلدات ولبس تاج من الشوك واحبائه كانوا يريدون له الحياة ولكنه اختار الموت حتي يخلصهم من خطاياهم.* واختتمت الاهرام: *أعداؤه ظنو أنهم قتلوه وأماتوه ووضعوه في قبر وختموا القبر أما هو اختار القيامة وقام منتصرا من بين الأموات وكتب على قبره ليس هو ها هنا لكنه قام كما هو قال*
أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
| شرح وتفسير (يوحنا 19: 3) 3 وكانوا يقولون:«السلام يا ملك اليهود!». وكانوا يلطمونه.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 1)" وَكَانُوا يَقُولُونَ: «السّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ»." " إحتقار الرومان وعدائهم لليهود كأمة مغلوبة أظهروه فى صورة إستهزاء ولطم ولكم وشتم وجلد على المسيح ولم يكن لطم السيح هو المرة الأولى بل لطمه سابقا خادم رئيس الكهنة حنان أثناء المحاكمة الأولى وذكرت الأناجيل الآزائية لكم ولطم الجنود الرومان للمسيح (مت 26: 67) حينئذ بصقوا في وجهه ولكموه واخرون لطموه ( مر 14: 65) فابتدا قوم يبصقون عليه ويغطون وجهه ويلكمونه ويقولون له: «تنبا». وكان الخدام يلطمونه. أفعال غير تامة من الواضح أن الجنود إصطفوا أمامه وكانوا يتقدمون إليه كل بدورة يلقون عليه السلام ثم يلطمونه كنوع من الإستهزاء والتحقير ، ومن الممكن أن بيلاطس أراد إستدراج عطف اليهود على يسوع بهذه الطريقة على أساس انه يهودى ويلاقى هذه العذابات بلا سبب ولكن لم ينفع هذا العقاب للتهمة الظالمة فلم يرضى اليهود بهذا العقاب ليسوع «في ظلعي فرحوا واجتمعوا، اجتمعوا علي شاتمين ولم أعلم، مزقوا ولم يكفوا.» (مز15:35) كانت هي تحية قيصر الرسمية, وإستعملها النازى الألمانى فى العصر الحديث فى الحرب العالمية الثانية فكان الألمان يعظمون هتلر ويرفعون أيديهم قائلين: «هايل هتلر». وهي التي أخذ عنها كلمة «السلام الملكى», ليقال بالموسيقى وليس بالفم؛ وهي تحية الملوك العظام. ثم أصبح السلام الجمهورى للوطن بعد أصبح الحكم شعبى وكان هؤلاء الجنود العامة الجهلاء البؤساء يحيون فعلاً ملك الملوك، «ورئيس ملوك الأرض» (رؤ5:1)، ولم يكن استهزاؤهم إلا استهزاه بجهالتهم وعمى عيونهم وبصيرتهم ، التي نضح عليها اليهود فعموا بعماهم! 2) " وَكَانُوا يَلْطِمُونَهُ." اللطم كلمة فى اللغة اليونانية تستعمل لتعنى "الضرب بالقضيب" ولكنها أستخدمت فى وقت لاحق لتصف "الصفع براجة اليد على خد الوجة" وكانت هذه وسيلة أخرى للإيذاء النفسى والبدنى ليسوع والإستهزاء بكونه ملكا بل والإستهزاء من ألأمة اليهودية كلها وقد أوردت البشارة كما رواها يوحنا محاولات العديدة بيلاطس لإطلاق سراح يسوع (يو 18: 38 & 19: 6 و12) «وكانوا يلطمونه»: كان المسيح، بعد الجلد، ينزف دماً، وظهره متورم تجتاحه الآلام، كموجات مرعبة تسري في جسده المتهرأ بلا توقف، ثم بدأوا يلطمونه على الوجه وعلى الرأس: «وبصقوا عليه، وأخذوا القصبة, وضربوه على رأسه» (مت30:27) «وكانوا يقولون: السلام يا ملك اليهود، وكانوا يلطمونه»! هذا هو سلام العالم، سلام بالفم ولطمة باليد، وحق للمسيح أن يقول: «سلامي أعطيكم، ليس كما يعطي العالم...» (يو27:14) أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
| شرح وتفسير (يوحنا 19: 4) 4 فخرج بيلاطس ايضا خارجا وقال لهم:«ها انا اخرجه اليكم لتعلموا اني لست اجد فيه علة واحدة».
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس الجزء الخامس من المحاكمة خارج الولاية (4:19-7) «هذا هو الرجل», «جعل نفسه ابن الله» 1) " «فَخَرَجَ بِيلاطُسُ أَيْضاً خَارِجاً وَقَالَ لَهُمْ: هَا أَنَا أُخْرِجُهُ إِلَيْكُمْ لِتَعْلَمُوا أَنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً»."
وفى قصة تسليم يسوع للرومان وإتهامة وصلبه يمكن أن ترى طبيعة الكهنوت اليهودى السخيف الحمقاء التى تظهر فى تدبير الخطط والمؤامرات الدنيئة لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً ذكر يوحنا أن بيلاطس شهد بهذا ليسوع ثلاث مرات (يوحنا ١٨: ٣٨ ) 38 ولما قال هذا خرج ايضا الى اليهود وقال لهم:«انا لست اجد فيه علة واحدة. ( يو ١٩: ٤) 4 فخرج بيلاطس ايضا خارجا وقال لهم:«ها انا اخرجه اليكم لتعلموا اني لست اجد فيه علة واحدة» (يو 19: 6) قال لهم بيلاطس:«خذوه انتم واصلبوه، لاني لست اجد فيه علة». وفي هذه الشهادة تصريح بأن يسوع لم يهيّج فتنة، وليس ملكاً يقاوم قيصر. كانت حيرة بيلاطس واضحة، فلو كان لديه من الأدلة ما يكفي للحكم، لحكم. ولكن لم يكن أمامه أية أدلة يستند عليها، بل كان أمامه من الأدلة الدامغة على براءته، ما جعله وهو حاكم ووالى على اليهود بسلطة إمبراطورية الرومان فكان يكاد يتوسل لليهود ملتمساً براءته. وقد أقدم عل فعلة شنعاء، بأن ظلمه ظلماً قاسياً وعنيفاً، ليرضي ظلم رؤساء الكهنة القساة وعنفهم! ولسان حاله أنه: يهون جلده، حتى الدم, وتهون إهانته حتى التراب، أمام تبرئته من الصلب! ولكن هيهات، فحسب لسانه هو: «ما كتبت قد كتبت» «ها أنا أخرجه إليكم لتعلموا أني لست أجد فيه علة واحدة»: بيلاطس يحاول أن يوقظ روح الإنسانية في اليهود، ويدفعهم دفعا إلى روح العدالة, بإعلانه الجهوري عن براءة من يتهمونه, براءة لا يشوبها الشك ولا «علة واحدة», ويستدر رحمتهم بمنظر المسيح الدامي والمهان جداً! هذا كله من وراء المسيح, فالمسيح كان حتى هذه اللحظة داخل حصن أنطونيا يستهزئ به الجنود ويجلدونه ويلطمونه ... ألخ «ها أنا أخرجه إليكم». «لست أجد فيه علة واحدة»: «رئيس هذا العالم يأتى وليس له فىّ شيء». وبيلاطس هنا يدين نفسه إدانة مخزية. فلماذا، إذن، وبأي حق، وبأي إنسانية، تأمر بجلده بضربات قد تؤدي إلى موته، تأمر بإهانته هكذا وهو بريء!! أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 > ولأن بيلاطس كان عنده أمل بجلد يسوع ليشفى غليل رؤساء اليهود فطلبوا إطلاقه بدليل قوله " أنا أؤدبه وأطلقه" (لو 23: 16) وقد ذكر يوحنا أن بيلاطس شهد ليسوع ثلاث مرات بقوله "لست أجد فيه علة واحدة " الأولى فى ( يو 18: 38) والثانية المذكورة هنا والثالثة فى (يو 19: 6) . .
| شرح وتفسير (يوحنا 19: 5) 5 فخرج يسوع خارجا وهو حامل اكليل الشوك وثوب الارجوان. فقال لهم بيلاطس:«هوذا الانسان!». ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 1) " فَخَرَجَ يَسُوعُ خَارِجاً " كان المسيح داخل حصن أنطونيا حيث كان الجنود يجلدونه ويستهزاون به وسبقه بيلاطس إلى ساحة دار الولاية حيث كان اليهود مجتمعين وكلمهم بما في ( يو ١٩: ٤) 4 فخرج بيلاطس ايضا خارجا وقال لهم:«ها انا اخرجه اليكم لتعلموا اني لست اجد فيه علة واحدة» ثم أخرج يسوع وأراه لهم. . عندما سمح بيلاطس لجنود الرومان بالإستهزاء من يسوع على أساس التهمة التى إتهمه بها مجلس السنهدرين اليهودى كان له عدة أهداف منها الإستهزاء بالقومية اليهودية ومحاولتهم التحرر من الإحتلال الرومانى بإلباس يسوع ثوب إرجوانى الإستهزاء من اليهود فى شخص يهودى عادى لم يفعل شيئا وضربه بوحشية لإرهاب كل من يحاول أن يقاوم الإستعمار الرومانى بالقوة أو حتى بالفكر وهذا إشارة إلى (زك 6: 12) 2) " وَهُوَ حَامِلٌ إِكْلِيلَ الشَّوْكِ وَثَوْبَ الأُرْجُوَانِ." وَهُوَ حَامِلٌ إِكْلِيلَ الشَّوْكِ وَثَوْبَ الأُرْجُوَانِ هذا مثل قول الرسول «أَنَّهُ مِنْ أَجْلِكُمُ افْتَقَرَ وَهُوَ غَنِيٌّ» (٢كورنثوس ٨: ٩) لأن رب المجد كلمة الله المتجسد الذي كان معبود الملائكة وقف عُرضة لهزء عامة الناس وجهلاؤهم وتعييرهم، لابساً ثوباً للملوك بالياً بدلاً من ثوب المجد والجلال، مجروحاً دامي الجبين، وعلى رأسه إكليل من الشوك بدلاً من تيجان العرش الأسمى.
كيف صار الإله في هيئة عبد؟ (راجع في7:2) ولم يكتف بهيئة العبد، بل حمل على هيئة العبد عار العبيد والأسياد ومذلة بني الإنسان، ودفع بمذلته ثمن كبريائا، تهيداً ليدفع بموته ثمن موتنا ويعطينا الحياة! هذه هي طاعة العبد، أدخلوه دار الولاية، فدخل. وألبسوه عار الإنسان، فلبس. وأخرجوه ليكون منظراً للناس والملائكة، فخرج. هو راض بكأسه الذي أخذه من يد الآب لشثربه رشفة رشفة! 3) " هُوَذَا الإِنْسَانُ" أي الرجل الذي تبغضونه واتهمتموه بالتجديف على رب السماء بالخيانة لملوك الأرض وسألتموني قتله، وقد تحققت وعلمت أنه بريءٌ وأخبرتكم بذلك، ولكني جلدته وأهنته إرضاءً لكم حتى تعطفوا عليه وتتراجعوا عن صلبه ، فانظروه الآن واشفقوا عليه واكتفوا بما كان، وإحكموا بإطلاقه.يا بشر يا ناس اين إنسانيتكم "هوذا افنسان" الذى شفى أمراضكم واشبع الجوعى وغفر الخطايا تحكمون عليه بالموت هذا البر الذى فعله تجازونه بالموت وبالتعذيب والإستهزاء وجدير بالمسيح الكلمة الذى صار جسدا أن يُقال فيه «هوذا الإنسان» إذ لا نظير له في الكون كله، وهو ابن الإنسان، وابن الرب .
+ «بُليت يمظامي. عند كل أعدائي صرت عاراً،... ورعباً لمعارفي... الذين رأوني خارجاً هربوا عني، نُسيت من القلب مثل الميت, صرت مثل إناء مُتلف، لأني سمعت مذمة من كثيرين، الخوف مستدير بي بمؤامرتهم معاً علي، تفكروا في آخذ نفسي.» (مز10:31-13) + «اذكر يا رب عار عبيدك الذي أحتمله في حضني!! ... ، الذي به عير أعداؤك... ، عيروا آثار مسيحك!!» (مز50:89) + «كان منظره كذا مفسداً أكثر من الرجل, وصورته أكثرمن بني آدم... لا صورة له ولا جمال، فننظر إليه، ولا منظر فنشتهيه. محتقر ومرزول من الناس, رجل أوجاع ومختبر الحزن، وكمُستر عنه وجوهنا. محتقر فلم نعتد به، لكن أحزاننا حملها, وأوجاعنا تحملها، ونحن حسبناه مصاباً مضروباً من الله ومذلولاً، وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا، تأديب سلامنا عليه, وبحُبره شُفينا... والرب وضع عليه إثم جميعنا. ظٌلم، أما هو فتزلل، ولم يفتح فاه...، ضُرت من أجل ذنب شعبي.» (إش14:52-9:53) «هوذا الإنسان»: هوذا الإنسان ليس ملكاً بعد، لقد رفٌع عنه كل كرامة، «الذي له الكرامة والمجد إلى دهر الدهور.» (اتى17:1) ألبسه الهزء والسخرية، «اللابس النور كثوب» (مز2:104) أزال بهاء منظره، وحطم قوته «البهي بملابسه، المتعظم بكثرة قوته» (إش1:63) ألبسه تاج الشوك، وهو الذي «على راه تيجان كثيرة» (رؤ12:19) أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 > قول بيلاطس لليهود عن يسوع "هوذا الإنسان " معناه هذا هو الرجل الذى أتهمتموه بالخيانة وسألتمونى أن أقتله وأكرر لكم الآن أنه برئ ، وها أنذا جلدته وها هو لا بس الثوب الأرجوانى وعلى رأسه إكليل شوك هاى سبيل السخرية أما يكفيكم ذلك ،
| شرح وتفسير (يوحنا 19: 6) 6 فلما راه رؤساء الكهنة والخدام صرخوا قائلين:«اصلبه! اصلبه!». قال لهم بيلاطس:«خذوه انتم واصلبوه، لاني لست اجد فيه علة».
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس لم تنجح وسيلة بيلاطس الثالثة، كما لم تنجح الاثنتان السابقتان، بإراله لهيرودس والثانية بجلده محاولة منه لإنقاذة حتى يشفق عليه اليهود ولكن محاولاته باءت بالفشل فإن منظر يسوع لم يحرك شفقتهم بل كان وقيداً جديداً لنار غضب الرؤساء، عم، لا يكفيهم الجلد على الظهر، ولا الضرب على الرأس؛ واللطم والبصاق على الوجه لا ينفعان شيئاً! هذا كله لا يكفي لغسل خطاياهم ورفع تعدياتهم، هذا لا يكفي ولا يصلح قط ليكون ذبيحة للفداء، إنهم بروح جميع الأنبياء يطلبون بل ويصرخون بأعلى أصواتهم أن «يُذبح المسيح»، فليس أقل من الذبح فداء، ولا دون الصليب خلاص. ولكن رؤيا المسيح أهاج قوى الشر فى داخلهم صراخهم على يسوع صراخ الجميع عليه. 1) " فَلَمَّا رَآهُ رُؤَسَاءُ الكَهَنَةِ وَالخُدَّامُ صَرَخُوا: اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ!"
فى الغالب حرض رؤساء الكهنة خدامهم أي أتباع الكهنة وحراس الهيكل. «اصلبه»، لأن لصوص الكرم تعاهدوا وتربصوا: «فلما رآه الكرامون تأمروا فيما بينهم قائلين: هذا هو الوارث هلموا نقتله، لكى يصير لنا الميراث». (لو14:20) قال لهم بيلاطس" .. كان سبب رغبة مجلس السنهدرين فى صلب يسوع هو إصابة يسوع باللعنة التى وردت فى (تث 21: 23 ) حتى لا تنتشر تعاليمه ويقضى على الإيمان الذى نشره يسوع فى أنحاء أرض إسرائيل وربما كان هذا السبب هو الذى دفع شاول أن يقاوم المؤمنين بيسوع ويقتلهم لإقتناعه بأن يسوع ليس المسيا من مات بهذه الطريقة وأخذ اللعنة بالموت على خشبه صلبا ولكن عندما ظهر يسوع له فى الطريق إلى دمشق كتب بالوحى قائلا (غل 3: 13) أن يسوع إحتمل اللعنة على الصليب (كو 2: 14)
2) " قَالَ لَهُمْ بِيلاطُسُ: خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاصْلِبُوهُ،" خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاصْلِبُوهُ هذا كلام يدل على غيظ وخيبة، فكأنه قال: اقتلوه أنتم إذا أردتم، ولا تسألوني أن أشارككم في إثم قتله. ولتكن عليكم المسؤولية والعاقبة، لأنه ليس من الشريعة اليهودية ما يدينه فأتيتم به إلى متهمينه بتهم مدنية عالمية حتى أحكم عليه بالمون أنتم حكمتم عليه بأنه مستوجب الموت فأنا أعطيكم تصريح بصلبه . قكأن بيلاطس يقول : أنا غير موافق على صلب المسيح، إذا كنتم مصممين على قتله، فخذوه كما أتيتم به، واصلبوه أنتم! قالها بيلاطس مع شيء من السخرية. أ وضع القضية بكافة ملابساتها على رؤوسهم وحمّلهم دم فريستهم! وكل نتيجة أعمالهم. إن تصريح بيلاطس بهذا الوضوح والعلانية، جعل اليهود وحدهم هم المسئولين عن صلب المسيح أمام هيئة القضاء العالى في السماوات, ولدى ذوي البصيرة من الروحيين والأنبياء: «إله آبائنا أقام يسوع الذي أنتم قتلتموه، معلقين إياه على خشبة» (أع30:5). وليس هنا ذكر لبيلاطس، أو الرومان! «إن إله إبراهيم اسحق ويعقوب، إله آبائنا مجد فتاه يسوع، الذي أسلمتموه أنتم, وأنكرتموه أمام وجه بيلاطس, وهو حاكم بإطلاقه, ولكن أنتم أنكرتم القدوس البار, وطلبتم أن يوهب لكم رجل قاتل, ورئيس الحياة قتلتموه, الذي أقامه الله من الأموات، ونحن شهود لذلك.» (أع13:3-15) وهذا ذكر تاريجي يبرى بيلاطس من دم المسيح حقاً. ولكن الخطأ الذي وقع فيه، هو أنه لم يستطيع أن يقف عند قوله، بمعنى أنه لم يستطع أن ينفذ ما يعتقده من جهة تبرئة المسيح. هنا لعنة السياسة، فسياسة الدولة تضحي بالحق في سبيل سلامة كيانها: يموت هو ولا أموت أنا. هذا هو عجز السيامة!! وعجز السياسة يأكل من جسم القانون!! 3) " لأنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً " هذه مرة ثالثة قال هذا القول عينه. وذهبت الوسائل الثلاث التي اتخذها لإطلاقه سدىً. (١) إرساله يسوع إلى هيرودس. (٢) تخيير الشعب بينه ويبن باراباس. (٣) جلده والهزء به. راد بيلاطس أن ينفض عن نفسه تحمل «دم البار»: «لست أجد فيه علة واحدة» (يو38:18)، «إياك وذلك البار» (مت19:27). وبقوله مرة ثالثة: «لست أجد فيه علة»، أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 > فلما سمع رؤساء الكهنة والخدام كلام بيلاطس "خذوه أنتم وأصلبوه لأننى لا أجد فيه علة " وكلام بيلاطس هذا يدل على أنه إغتاظ من اليهود ولم يرد أن يشترك معهم فى إجرامهم بقتل برئ "
| شرح وتفسير (يوحنا 19: 7) 7 اجابه اليهود:«لنا ناموس، وحسب ناموسنا يجب ان يموت، لانه جعل نفسه ابن الله». ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس فى قراءة محاكمات يسوع الدينية والمدنية الستة نلاحظ التأثير الشخصى والإنتقام والغيرة من جهة رؤساء الكهنة وأغلبيه مجلس السنهدرين اليهودى الدينى بإستعمال سلطتهم الدينية وتأثيرهم على مجرى المحاكمات المدنية التى من المفروض أن تكون علمانية وأقر بيلاطس ببراءة يسوع ولكن تحول الحكم لصالح الدين فعسلت السياسة والحكم المدنى يدها وحكم على المسيح بالموت صلبا هذا هو الأمر الثالث مما اتفق رؤساء الكهنة وسائر مجمع السنهدرين اليهودى أعلى هيئة دينية يهودية اليهود عليه في طلبهم إلى بيلاطس قتل يسوع. وكان : الأول الحكم عليه بالموت بلا فحص، فلم ينجحوا. والثاني أنه خائن للدولة الرومانية ومتمرد عليها لأنه يدعى أنه ملك ، ولم ينجحوا بهذا أيضاً، فأخذوا في الثالث، وهو أنه جدّف أى أنه قال انه إبن الله (مت 26 64- 68) 64 قال له يسوع: «انت قلت! وايضا اقول لكم: من الان تبصرون ابن الانسان جالسا عن يمين القوة واتيا على سحاب السماء». 65 فمزق رئيس الكهنة حينئذ ثيابه قائلا: «قد جدف! ما حاجتنا بعد الى شهود؟ ها قد سمعتم تجديفه! 66 ماذا ترون؟» فاجابوا: «انه مستوجب الموت». 67 حينئذ بصقوا في وجهه ولكموه واخرون لطموه 68 قائلين: «تنبا لنا ايها المسيح من ضربك؟» مساومة دخل فيها بيلاطس مع رؤساء الكهنة وخدامهم وما كان يجب عليه أن يفتح باب الحوار مح الشعب والشاكين، في أمر إزهاق روح بريء. ثم الخطأ الثاني أن يخيرهم بين إطلاقه من عدمه, بأن يوازنه بمجرم محترف محكوم عليه بالفعل. 1) " َجَابَهُ اليَهُودُ: لَنَا نَامُوسٌ، وَحَسَبَ نَامُوسِنَا يَجِبُ أَنْ يَمُوتَ" بشر يسوع بالوهيته وأنه الكلمة والإبن وهو الإله ولا شك فى أن اليهود الذين سمعوه عرفوا أنه قال عن نفسه أنه هو يهوه ( يو 5: 18 & 8: 53 - 59 & 10: 33) وهنا تظهر التهمة الدينية التى إتهمه مجلس السنهدرين بها (مت 20: 6 و 65) وعقوبتها الرجم بالحجارة حتى الموت (لا24: 16) وَحَسَبَ نَامُوسِنَا يَجِبُ أَنْ يَمُوتَ هذا جوابهم على قول بيلاطس «لستُ أجد فيه علة» عدلوا عن اتهامهم إيّاه بجناية سياسية لأن بيلاطس قال إنه بريءٌ، واتهموه بالتجديف الذي حكم مجلس السبعين على يسوع به. وإتهاماتهم أنه إن لم يستحق الموت بتعديه على الدولة فهو يستحقه بتعديه على الدين والشريعة. والناموس الذي أشاروا إليه هو قوله «وَمَنْ جَدَّفَ عَلَى اسْمِ الرَّبِّ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ» (لاويين ٢٤: ١٦). فسألوا بيلاطس أن يُجري الحكم الذي يوجبه ناموسهم ودينهم. اليهود هنا يزكون طلبهم بضغط، معتبرين أن حكمهم «إلهي»، وما عليه إلا التنفيذ، كما تراءى لهم، أو ربما كما أعطتهم الدولة الحاكمة من ضمانات في عدم التدخل في شئونهم الدينية. فالناموس اليهودي يقول بحسب سفر اللاويين (16:24): «من جدف على اسم الرب فإنه يُقتل، يرجمه كل الجماعة رجماً، الغريب كالوطني، عندنا يجدف على الاسم، يُقتل». 2) " لأنَّهُ جَعَلَ نَفْسَهُ ابْنَ اللَّهِ" جَعَلَ نَفْسَهُ ابْنَ اللَّهِ أي صرح بأنه إله. وفهم اليهود من قوله أنه ابن الله معادلته لله ( يوحنا ٥: ١٨ ) 17 فاجابهم يسوع:«ابي يعمل حتى الان وانا اعمل». 18 فمن اجل هذا كان اليهود يطلبون اكثر ان يقتلوه، لانه لم ينقض السبت فقط، بل قال ايضا ان الله ابوه، معادلا نفسه بالله. ( يو١٠: ٣٣) 33 اجابه اليهود قائلين:«لسنا نرجمك لاجل عمل حسن، بل لاجل تجديف، فانك وانت انسان تجعل نفسك الها» ظن اليهود أن بيلاطس الرومانى الوثنى الذى يعبد آلهة لها ابناء بشر أن سيثةر على المسيح لأنه جعل نفسه إبن الآلهة منافسا الميثولجيا الدينية الرومانية أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 > فأجابه اليهود لنا ناموس وحسب ناموسنا يجب أن يموت لأنه جعل نفسه إبن الله " والمعنى أنك أيها الوالى تقول أتك لم تجد فيه علة سياسية تستحق الموت فنحن نقول لك أنه توجد فيه علة دينية يستحق من أجلها حسب ناموسنا أن يقتل لأنه " جعل نفسه إبن الله"
| شرح وتفسير (يوحنا 19: 8) 8 فلما سمع بيلاطس هذا القول ازداد خوفا. . . . . ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
الجزء السادس من سير القضية داخل دار الولاية (8:19-11) الإعلان عن مصدر السلطان الذي يحكم به بيلاطس، والخطية الأعظم التي يتحملها رؤساء الكهنة وحدهم 1) " َلَمَّا سَمِعَ بِيلاطُسُ هَذَا القَوْلَ "
ربما تذكر بيلاطس جواب يسوع (يو 18: 36) وهذا تحقيقا لنبوة (إش 53: 7) هَذَا القَوْلَ أي أن يسوع قال إنه ابن الله. (مت 26 64- 68) 64 قال له يسوع: «انت قلت! وايضا اقول لكم: من الان تبصرون ابن الانسان جالسا عن يمين القوة واتيا على سحاب السماء». 65 فمزق رئيس الكهنة حينئذ ثيابه قائلا: «قد جدف! ما حاجتنا بعد الى شهود؟ ها قد سمعتم تجديفه! 66 ماذا ترون؟» فاجابوا: «انه مستوجب الموت». 67 حينئذ بصقوا في وجهه ولكموه واخرون لطموه 68 قائلين: «تنبا لنا ايها المسيح من ضربك؟»قد أحس بيلاطس بالرهبة تسري في كل كيانه، منذ تحدث مع المسيح في اختلائه الأول معه فى (يو 33:18-38), وسماعه القول الذي قاله المسيح والذي يوحي بأصله الإلهي، وتبشيرة وكرازته فوق العادة من أجل الحق في العالم كله. وهنا، وعند سماعه بأصل المسيح يُعاد وصفه مرة أخرى بأكثر وضوح أنه ابن الله، زاد إحساسه بالخوف. 2) " ازْدَادَ خَوْفاً " من أن يحكم على المسيح لئلا يكون أعظم من البشر له قوة إلههية قد يستغلا المسيح ضده ، أي أن يكون أحد الآلهة ظهر في هيئة إنسان وسكن بين الناس على وفق ما كان اليونانيون والرومانيون يعتقدون (أعمال ١٤: ١١ ) 11 فالجموع لما راوا ما فعل بولس، رفعوا صوتهم بلغة ليكاونية قائلين:«ان الالهة تشبهوا بالناس ونزلوا الينا» ( أع ٢٨: ٦). 6 واما هم فكانوا ينتظرون انه عتيد ان ينتفخ او يسقط بغتة ميتا. فاذ انتظروا كثيرا وراوا انه لم يعرض له شيء مضر، تغيروا وقالوا:«هو اله!». ويشير قوله «ازداد» إلى أن ضميره كان يوبخه قبل ذلك على ظلمه لإنسان بارّ. وذُكر أن امرأته قد أرسلت إليه تحذره من الإساءة إلى يسوع (متّى ٢٧: ١٩). 19 واذ كان جالسا على كرسي الولاية ارسلت اليه امراته قائلة: «اياك وذلك البار لاني تالمت اليوم كثيرا في حلم من اجله». ولعله سمع بأعمال يسوع الغريبة من معجزات شفاء وإخراج شيلطين وأقواله العجيبة، فلما سمع أنه ادعى الألوهية رأى أن ذلك ربما كان حقاً، وخشي الانتقام الإلهي إن لم يطلق يسوع. الآية لا تقول أنه ابتدأ يخاف بل «ازداد خوفاً». وقد انعكس هذا الخوف عل الإجراء الذي كان قد عمله في التو، إذ أمر بجلده؛ صحيح أنه جلد إنساناً له علاقة بالآلهة اليهودية مُرسلاً من عالم آخر! إن العبادات الرومانية ليست غريبة من هذا اللقب: «ابن الله»، خصوصاً وأن عبادات الشرق كان لها إشعاعات مؤثرة في السنين الأخيرة. فبولس الرسول يحكي لنا، بل ويستخدم معلومة مستمدة من أشعارهم: «كما قال بعض شعرائكم أيضاً لأننا أيضاً ذريته.» (أع28:17) فالسؤال الذي بدأ يرعب بيلاطس، هل سيجره اليهود لكي يدخل في حرب مع الآلهة؟ أو بالمعتى الذى يفهمه بيلاطس مع المسيح إبن الإله «وإذ كان من الله ، فلا تقدرون أذ تنقضوه، لئلا توجدوا محاربين لله أيضاً» (أع39:5)... ل إن إحساس بيلاطس بالخوف، ثم بازدياد الخوف بتقدم القضية نحو لحظة الصلب، يكشف تماما عن أن أحاسيس هذا الرجل كانت صادقة. وصراخه في وجه اليهود مرات ثلاث: «أنا لا أجد فيه علة واحدة» هو ليس فقط الصدق والحق، بل هو النبوة العفوية التي تستمد وحيها من فم المسيح: «من منكم يبكتني على خطية.» (يو46:8) أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 > فلما سمع بيلاطس هذا القول إزداد خوفا " وسبب إزدياد خوفه أنه لما فهم من كلامهم أن يسوع إدعى الألوهية وكان قد سمع بمعجزاته قال فى نفسه ربما كان هذا إبن الله حقا فكيف أقتله وأعرض نفسى للإنتقام الإلهى .
| شرح وتفسير (يوحنا 19: 9) 9 فدخل ايضا الى دار الولاية وقال ليسوع:«من اين انت؟». واما يسوع فلم يعطه جوابا.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فَدَخَلَ أَيْضاً إِلَى دَارِ الوِلايَةِ " آخذاً الوالى بيلاطس البنطى يسوع معه من الساحة الخارجية لدار الولاية إلى الداخل الدار ليخاطبه على انفراد.
2) " وَقَالَ لِيَسُوعَ: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟" .. كانت زوجة بيلاطس قد حذرته من أن يسئ إلى يسوع (مت 27: 29) وعندما قال قادة اليهود أن يسوع قال عن نفسه إبن الله حاف بيلاطس المؤمن بأن الآلهة لها أبناء حسب عقيدته الوثنية ، كمتدا أن ألإعتقاد بزيارة الآلهة فى شكل بشرى كان شائعا فى ذلك الزمان. مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ أي: هل أنت من السماء؟ هل أنت أحد الآلهة؟ هل أتيت من نسل إنسان؟ أم من كائن إلهي: أمن السماء أنت أم من الأرض؟ هذه الأسئلة كانت تدور فى عقول أهل الأمم الوثنية «فالجموع لما رأوا ما فعل بولس، رفعوا صوتهم بلغة ليكاونية قائلين: إن الألهة تشبهوا بالناس، ونزلوا إلينا.» (أع11:14) ولم يقصد بيلاطس معرفة وطن يسوع ومكان سكناه الأرضي أو عائلته، فقد كان يعلم أنه الجليل لخذا أرسلة إلى هيرودس والى الجليل (لوقا ٢٣: ٦، ٧) 6 فلما سمع بيلاطس ذكر الجليل سال: «هل الرجل جليلي؟» 7 وحين علم انه من سلطنة هيرودس ارسله الى هيرودس اذ كان هو ايضا تلك الايام في اورشليم. " وسؤاله هذا لا يفيده في شيء. كان من الصعب جداً على المسيح أن يقول لليهود من أين هو: «فاحتاط به اليهود وقالوا له: إلى متى تعلق أنفسنا، إن كنت أنث المسيح، فقل لنا جهراً» (يو24:10). ولما قال لم يصدقوا: «أجابهم يسوع: إني قلت لكم ولستم تؤمنون» (يو25:12)، فكم وكم يكون لبيلاطس؟ لا يمكن بالكلام أن يدرك إنسان من هو المسيح، لا بد من الأستعلان، والوسيلة الوحيدة لدى المسيح لكي يعرف بيلاطس من هو حقاً, هي أن يُصلب!! حتى يعرف، ليس بيلاطس وحده, بل كل العالم! 3) " وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمْ يُعْطِهِ جَوَاباً " ( إشعياء ٥٣: ٧ ) 7 ظلم اما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح فاه. " كان المسيح يصمت ولا يجيب على بعض الأسئلة ( مت ٢٧: ١٢، ١٤ ) 12 وبينما كان رؤساء الكهنة والشيوخ يشتكون عليه لم يجب بشيء. 13 فقال له بيلاطس: «اما تسمع كم يشهدون عليك؟» 14 فلم يجبه ولا عن كلمة واحدة حتى تعجب الوالي جدا." كان صمت المسيح لم يكن تمنعاً، أو عزوفاُ عن الكلام، لأنه لا يستطيع أن يزيد على ما قاله سابقاً (25:18)، أما استعلانه الكلي، فيستحيل, لأن عقارب الساعة لم تكن قد بلغت السادسة بعد! ومن المرجح أن المسيح لم يجاوب بيلاطس لأنه لا يستحق، فقد فسر له حقيقة مملكته فغذا كانت مملكته فى السماء وهو يملك عليها فى السماء غمن المنطقة أن يكون المسيح إله السماء ، وأن غاية تجسده فى الهيئة كإنسان ليشهد للحق. وعرف بيلاطس أنه بريء، وصرّح بذلك. ومع ذلك أمر بجلده والهزء به بدلاً من أن يطلقه، فدان يسوع بسكوته الرجل الذي دانه. على أن يسوع كان قد . قال المسيح «كل من هو من الحق يسمع صوتي» ( يوحنا ١٨: ٣٧) 37 فقال له بيلاطس: «افانت اذا ملك؟» اجاب يسوع:«انت تقول: اني ملك. لهذا قد ولدت انا، ولهذا قد اتيت الى العالم لاشهد للحق. كل من هو من الحق يسمع صوتي». " وواضح أن بيلاطس ليس من الذين يسمعون صوت المسيح، وبيلاطس لا يريد أن يسمع للمسيح صوت الحق ( متّى ٧: ٦ )6 لا تعطوا المقدس للكلاب ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير لئلا تدوسها بارجلها وتلتفت فتمزقكم. " فليس من الحق أن يخاطبه المسيح بعد ذلك. وعلم يسوع أنه لا فائدة من الجواب، لأنه لم يسأل عن العدل ولا الحق، ولأنه لن يفهم ولن يؤمن لو صرّح له بأنه ابن الله. كان الذي يقلق بيلاطس الأن، هو الإجراءات العنيفة التي اتخذها في حقه، لقد بدأت تضغط على أعصابه، إنه يود أن يعرف نفسه هل هو بريء فيما صنع، أم أنه واقع تحت اتهام الألهة!! لذلك حاول بصورة أخرى أن يبتز من المسيح الجواب: أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 > فعاد بيلاطس من خوفه إلى دار الولاية " وقال ليسوع " على إنفراد " من أين أنت" هل انت من السماء وإبن الله كما يقولون ، "وأما يسوع فلم يعطه جوابا " لأنه لم يرى فائدة من الإجابة إذ لو صرح له أنه حقا إبن الله ما كان كافيا لأن يقنعه أن يسير فى طيق العدل ويطلقه (راجع أش 53) . | شرح وتفسير (يوحنا 19: 10) 10 فقال له بيلاطس: «اما تكلمني؟ الست تعلم ان لي سلطانا ان اصلبك وسلطانا ان اطلقك؟»
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 1) " «فَقَالَ لَهُ بِيلاطُسُ: أَمَا تُكَلِّمُنِي؟ أَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّ لِي سُلطَاناً أَنْ أَصْلِبَكَ وَسُلطَاناً أَنْ أُطْلِقَكَ؟»." يؤكد بيلاطس سلطته السياسية على الحياة والموت ، ولكننا نجد أن هذه السلطة يمكنها أن تسيسي وتتجه إلى إتجاه لا يرضى ضمير السياسى وبعيده عن العدل تماما فأين هى سلطتك يابيلاطس عندما خضعت لرغبة لمجلس السنهدرين يريد فى صلب يسوع وإرادة جمهور تابعين للغيور باراباس لوجدوا فرصة لإطلاق سراحه وهو كان سارقا ولصا غضب بيلاطس على يسوع لسكوته عن جوابه وحسب ذلك توبيخاً له، فرأى أن يخيفه ليجاوبه، بمعنى أن بيلاكس له سلطان والمسيح تحت هذا السلطان يحاكم فتباهى بسلطانه. فمن ألفضل أن يجاوب المسيح على أسئلته حتى ينطق بالحكم الصحيح ومن المعروف ان بيلاطس ي أقر ثلاث مرات سابقا أن المسيح برئ من تهم رؤساء الكهنة ومجلس السنهدرين ومع ذلك أرسله ليجلد ويستهزئ به الجند كأن بيلاطس يقول : لي الكلمة الأخيرة لا سدل بها الستار على هذه القضية العصية! فكيف تصمت ولماذا؟ كان بيلاطس الروماني يظن في بادىء الأمر، أن على المسيح أن يرتجف أمامه، وبالنهاية انعكس الوضع. نعم أنه كان قادراً أن يحكم على يسوع، لكن لم يكن له حق في ذلك الحكم. وكان بيلاطس عند افتخاره بسلطانه عبداً لليهود، لا يجسر ان يغيظهم بإطلاق يسوع. وكان سكوت يسوع تحقيقاً لنبوة ( إشعياء ٥٣: ٧ ) 7 ظلم اما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح فاه. " المسيح لم يكسر صمته بالنسبة لسلؤال، بل أراد أن يصحح لبيلاطس من أين يستمد مصدر سلطانه، في أن يصلب أو يطلق! المسيح لم يكن مشغولاً فيما سيحدث له على يد بيلاطس, بل عينه كانت فوق، مسلطة على الآب الذي خرجت من لدنه المشورة الآزلية، لتتم في وقتها على يد بيلاطس أو غيره. أما صمت المسيح، مع جلال هدوئه، فقد صور في قلب بيلاطس الرد على سؤاله: «من أين أنت؟» أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 > فقال له بيلاطس " ألست تعلم أن لى سلطانا أن أصلبك وسلطانا أن أطلقك "
| شرح وتفسير (يوحنا 19: 11) 11 اجاب يسوع: « لم يكن لك علي سلطان البتة، لو لم تكن قد اعطيت من فوق. لذلك الذي اسلمني اليك له خطية اعظم». . . . ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس فى هذه ألاية التى تفوه بها المسيح يحدد العلاقة بين السلطة المدنية والسلطة الإلهية في حكومة الناس والعبث بمصائرهم .وقضية المسيح أمام بيلاطس تشير إلى إستعمال السلطان لظلم الأبرياء وميل القضاة المدنيين أحيانا للتغاضى على القوانين المددنية والحكم لصالح الدين بدافع العاطفة أو الخوف من سلطة رجال الدين أو تملقهم كان رؤسساء الكهنى وأتباعهم يريدون القبض على يسوع ومحاكمته ولكن ساعة الظلم لم تكن قد حانت بعد ( يوحنا ٧: ٣٠)30 فطلبوا ان يمسكوه، ولم يلق احد يدا عليه، لان ساعته لم تكن قد جاءت بعد. ( لوقا ٢٢: ٥٣ ) 53 اذ كنت معكم كل يوم في الهيكل لم تمدوا علي الايادي. ولكن هذه ساعتكم وسلطان الظلمة». 1) " أَجَابَ يَسُوعُ: " صمت المسيح ولم يجاوب على سؤال بيلاطس من أين أتيت؟ لأنه حاووب عليه سابقا قائلا عن مملكته (يو 18: 36) اجاب يسوع: «مملكتي ليست من هذا العالم. " أى أن مملكته ليست فى الأرض بل فى السماء وأنه ملك عليها فى السماء وأنه أتى من السماء (يو 18: 37) 37 فقال له بيلاطس: «افانت اذا ملك؟» اجاب يسوع:«انت تقول: اني ملك. لهذا قد ولدت انا، ولهذا قد اتيت الى العالم لاشهد للحق. كل من هو من الحق يسمع صوتي».
ولكن جواب المسيح فى هذه الاية على قول بيلاطس مرتين «لي سلطان». فقال له يسوع: لا سلطان لك كما ادعيت، لأن كل سلطانك من الله، وهو عيّنك لهذه الوظيفة ووهب لك هذه السلطة (رومية ١٣: ١ ) 1 لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة، لانه ليس سلطان الا من الله، والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله، ( مزمور ٧٥: ٦ و٧ ) 6 لانه لا من المشرق ولا من المغرب ولا من برية الجبال. 7 ولكن الله هو القاضي.هذا يضعه وهذا يرفعه ( دانيال ٢: ٢١).21 وهو يغير الاوقات والازمنة يعزل ملوكا وينصب ملوكا.يعطي الحكماء حكمة ويعلم العارفين فهما.
2) " لَمْ يَكُنْ لَكَ عَلَيَّ سُلطَانٌ البَتَّةَ، لَوْ لَمْ تَكُنْ قَدْ أُعْطِيتَ مِنْ فَوْقُ" جملة شرطية من الصنف الثانى تشير إلى "ضد الحقيقة" لم يرتعب أو يخاف يسوع من بيلاطس بل كان يكلمة بكل ثقة لأنه يعرف لماذا تجسد الكلمة فيه وأنه يقدم ذاته فداءا للبشرية كماا أن الكتاب المقدس يؤكد أن الرب هو وراء كل سلطة بشرية (رو 13: 1- 7) عَلَيَّ لم يكن لبيلاطس سلطان على المسيح لو لم يُسلمه الآب لأجل خطايانا، والرب رتب الأزمنة لكى تفعل كل شخصية قابلت المسيح دورها فى حياة المسيح على الأرض وصلبه وقيامته لأنه لو لم يسلم هو نفسه للموت (رومية ٩: ٣٢ ) 32 لماذا؟ لانه فعل ذلك ليس بالايمان، بل كانه باعمال الناموس. فانهم اصطدموا بحجر الصدمة، ( إشعياء ٥٣: ١٢).12 لذلك اقسم له بين الاعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة من اجل انه سكب للموت نفسه واحصي مع اثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين " فكأنه قال: إني واقف هنا موثقاً لا طوعاً لمشيئة وسلطان إنسان، بل طوعاً لقصد الرب ومشيئته. فإذاً لا أخاف شيئاً من سلطانك، ولا أرجو منه شيئاً. فليس تعيين الحاكم والقاضي من قبل السلطة المدنية العليا كالإمبراطور، يعطيه السلطان المطلق أن يعمل كما يشاء أو حتى كما تشاء السلطة العليا التي تشرف عليه وتراجعه بمقتض القوانين الوضعية. إذ لا يزال فوق حكومة الناس حكومة الله، فاته يضع حدودا لصاحب السلطان لا يتعداها: «ليس سلطان إلا من الله، والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله» (رو1:13) ولما جاء ملئ الزمان أتى المسيح «قامت ملوك الأرض، واجتمع الرؤساء معاً على الرب وعلى مسيحه. لأنه بالحقيقة اجتمع على فتاك القدوس يسوع، الذي مسحته، هيرودس وبيلاطس البنطي, مع أمم وشعوب إسرائيل، ليفعلوا كل ما سبقت يدك ومشورتك أن يكون» (أع26:4-28)، «هذا أخذتموه مُسلماً بمشورة الله المحتومة، وعلمه السابق وبأيدي أثمة صلبتموه وقتلتموه» (أع23:2). فإن كان بيلاطس يحكم بسلطان، ففوق سلطانه الشخصي، هناك القانون الذي يعمل بسلطانه. فبقدر أمانته للقانون، يكون أميناً في سلطانه. وفوق القانون والسلطان المدني، عين الله التي لا تغفل ولا تنام!! 3) " لِذَلِكَ الَّذِي أَسْلَمَنِي إِلَيْكَ " لم يقصد بذلك يهوذا لأنه سلم يسوع إلى اليهود لا إلى بيلاطس، إنما قصد به رؤساء الكهنة ورؤساء الطوائف الدينية أعضاء مجلس السبعين الذين رئيسهم قيافا، واليهود الذين تبعوهم.
4) " لَهُ خَطِيَّةٌ أَعْظَمُ " . عندما نقرأ هذه الاية يبدوا أن يسوع يشير إلى يهوذا الإسخريوطى (يو 6: 64 و 71 & 13: 11) ولكن يعتقد بعض المفسرين أن المقصود هو قيافا ومن معه من مجلس السنهدرين الذى أسلم يسوع رسميا إلى الرومان ويشير مفسرين آخرين إلى صورة جماعية إلى القادة اليهود والشعب اليهودى ويهوذا أى بصورة مختصرة تشير إلى كل المشتركين فى تسليم يسوع للرومان تكلم عن الجميع كأنهم واحد لاتفاقهم على قتله. والمعنى أن خطية اليهود أعظم من خطية بيلاطس. فلم يبرر بيلاطس من الخطية، بل صرح بأن خطيته أصغر من خطية اليهود، لأنهم دفعوه ليستعمل السلطان الذي أعطاه الرب له ليحكم بالحق باعتباره قاضياً ووالياً في عقاب البريء. فهم كانوا الجناة، وكان بيلاطس آلة في يدهم. فبيلاطس أخطأ في الإلتزام بالقانون والسلطان الذي أعطاه أن يقضي، وهو قانون مدني, تحت عين الرب على كل حال. أما قيافا, ومن معه, فقد فاق في خطئه كل تعقل وكل تصور، فقد استخدم «القانون»، أي الناموس الإلهي نفسه وسلطانه الذي أخذه من الله، استخدمه لتلفيق تهمة القتل: «لنا ناموس، وحسب ناموسنا يجب أن يموت» (يو7:19). بيلاطس أخطأ في الإلتزام بالقانون المدني فله خطية، وقيافا واليهود استخدموا القانون الإلهي وسلطان الله في ارتكاب خطية قتل عمد مع سبق إصرار واعتراف، فلهم خطية أعظم! وفضلاً عن ذلك كان بيلاطس وثنياً يجهل النبوات المتعلقة بالمسيح وتعاليم العهد القديم، وعرف قليلاً من أمر معجزات المسيح وتعليمه، ولم يُرد أن يسلم يسوع إلى الموت. إنما فعل ذلك إرضاءً لليهود. فكانت خطيته الجبن والضعف والجهل. وأما هم فكانوا يعرفون تلك النبوات وبراهين كثيرة على أنه أجرى المعجزات، ومع ذلك طلبوا قتله حسداً وبغضاً، فزاد إثمهم على قدر زيادة معرفتهم عن معرفة بيلاطس. والتماس المسيح العذر لبيلاطس يشبه صلاته من أجل قاتليه: «يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ» (لوقا ٢٣: ٣٤). بيلاطس لم يكن أميناً في سلطانه الذي يعتز به, بل أساء إليه, فبينما هو ينطق بالبراءة ثلاثاً, نطق بالإعدام تحت الخوف والإرهاب. هذه تُحسب له خطية إزاء القانون, وبالتالي إزاء الرب ولكن الذي دس هذه القضية، بل هذه الخطية, في يد بيلاطس، يتحمل أضعاف ما يتحمله بيلاطس. يقول المسيح: «لذلك الذي أسلمني إليك له خطية أعظم»!! الرب هو الذي دفع المسيح ليد قيافا, ومن معه, ويد بيلاطس، لا لكي يحكم قيافا, ومن معه, بقتله مخالفين الناموس، بل ليتعرفوا على المسيا حسب الناموس، ودفعه ليبلاطى لكي يحكم بيلاطس بحسب عدل القانون الروماني، وليس لكي يلغي القانون الروماني، بسلطانه الشخصي، فيحكم بسلطانه بغير ما يحكم به القانون الروماني! ولكن لأن الكأس، كأس الآلام المبرحة والفضيحة والإهانة والصليب والدم المسفوك, قد تسلمها المسيح من الله راضياً بمشورة الله الأزلية، وان كانت خلفت خلاصاً لنا ومجداً له, إلا أن الخير الوفير المترتب على شرب المسيح لكأس الموت، لا يمكن أن يشفع أبداً في خطية بيلاطس والخطية الأعظم التي لقيافا ومن معه! لم يضف الله على خبثهم, ولا كلفهم بتشغيل مواهبهم الشيطانية، بل تركهم يعملون حسب مشيئاتهم وغرائزهم», «حيثما تكون الجثة فهناك تجتمع النسور» (مت28:24). ولكنهم، وقت الحساب، يقفون في الصف وخطاياهم أمامهم!! قيافا خيب أمال هارون، أباه الأول في كرامة كهنوته, وخيب أمال موسى نبيته في نبوته! وخيب أمال داود، ملكه الأغر في ملوكيته؛ وخيب أمال الآباء جيعاً والأنبياء الذين اجتهدوا بكل جهد, ووصفوا المسيح الآتي بكل الإشارات والإمارات, حتى يسهل على الكهان ورؤساء الكهان في ملء الزمان أن يتعرفوا عليه. ولكن قيافا ونسيبه اشتركا في التربص بالمسيح, الابن الوحيد الوريث، كلصوص الكرم، ووضعوا الخطط, ونصبوا الشراك، خارج الكرم في جثسيماني، وقالوا: «هلموا نقتله» (مت38:21). استخدموا سلطانهم الكهنوتي, وناموسهم الإلهي، وزوروا الحقائق, ولفقوا التهم, وقبضوا عليه, وأوثقوه كلص، وأسلموه للحكم, وتوسلوا بكل وسيلة لدى بيلاطس القاضي الأممي أن يحكم لهم. ولما أكتشفوا أنه كشف حسدهم وكيدهم وغشهم، بينما هو طالب بإطلاقه, تمسحوا في الحال في قيصر الملك الوثئي، وادعوا الرعوية له, وجحدوا الله ملكهم الأبدي, وأنكروا مسيحهم الأزلى، و باعوا أمتهم ثمناً لقتل مسيا الدهور ومسيح الخلاص. «لذلك الذى أسلمني إليك, له خطية أعظم»: كانت هذه هي آخر كلمة قالها المسيح في ختام هذه المحاكمة, وكانت بمثابة كشف الحساب النهائي لفساد رؤساء كهنة اليهود وطوائفهم الدينية وفساد القضاة المدنيين فى صورة بيلاطس البنطى ، وأصحاب الأدوار الذين قاموا بتكميل قصة الصليب، وحيث أعلن المسيح أنه هو الديان الحق الوحيد, الذي سوف يمثل أمامه كل الذين خانوا الحق والأمانة، وتعدوا القانون والناموس عمدا, وباعوا ضمائرهم وإلههم فى سبيل أمجادهم الشخصية وأطماعهم الدنيوية. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 > فأجابه يسوع بما معناه : أن لا سلطان لك على كما إدعيت لأنى برئ من كل ذنب ومن كل شبه ذنب وأنا واقف موثقا أمامك رغما عنى بل بإرادتى وإختبارى وفى قدرتى أن أنجو لو أردت فسلطانك من الله الذى وهب لك هذه السلطة ولذلك أترك لك القرار لأنك سترضخ لوشاية اليهود ومباشرة سلطانك وأعلم ان جريمتك فى حكمك على ظلما أخف من جرم الذين اسلمونى إليك وهم اليهود أو بالحرى مجلس السنهدريم السبعينى فهم الجناة الحقيقيون وأنت يا بيلاطس ليس سوى آلة فى بدهم ، نعم أنه بإمكانك أن تطلقنى ولكنك تحاف على كرسيك ومن القلاقل الذين سيفعلوها الذين اسلمونى فجريمتك هى الخوف ولكن جهلك بحقيقتى لأنك لم تعرف الكتب التى تشهد لى كما يعرفها أولئك جعل جريمتك أخف من جريمتهم .
| (شرح وتفسير يوحنا 19: 12) 12 من هذا الوقت كان بيلاطس يطلب ان يطلقه، ولكن اليهود كانوا يصرخون قائلين:«ان اطلقت هذا فلست محبا لقيصر. كل من يجعل نفسه ملكا يقاوم قيصر!». " ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
لجزء السابع والأخير فى سير القضية خارج دار الولاية (12:19-15) تهديد القاضى, فليحيا قيصر, وليمت المسيح 1) "مِنْ هَذَا الوَقْتِ كَانَ بِيلاطُسُ يَطْلُبُ أَنْ يُطْلِقَهُ"
فعل غير تام يشير إلى عمل متكرر فى الماضى وهذا يدل على أن بيلاطس حاول مرارا وبطرق مختلفة أن يطلق يسوع يَطْلُبُ أَنْ يُطْلِقَهُ كان قد طلب ذلك من تلك الساعة بإصرار زائد بسبب تأثره من هيئة المسيح وكلامه وبعد أن عرف أنه سيصاب باللعنة التى أصيب بها يهوذا مسلمة (مت 26: 24) 0لو 22: 22) (مر 14: 21) وعر بيلاطس أنه سيدان بسبب خطيته فى الموافقة لرؤساء الكهنة بإصدار حكم الإعدام صلبا على المسيح وهو برئ وكانت كلمات المسيح محذرة إياه قبل صدور حكم الموت وغسل بيلاطس يدية لا يعفيه فهو مشارك اليهود فى قتل المسيح صلبا اليهود أسلموه إليهه بعد أن أصدروا الحكم بانه مستتوجب الموت واسلموه إليه وهو نفذ الحكم بسلطته القضائية الرومانية المدنية (يو 18: 30) اجابوا وقالوا له:«لو لم يكن فاعل شر لما كنا قد سلمناه اليك!» (يو 19: 11) اجاب يسوع: « لم يكن لك علي سلطان البتة، لو لم تكن قد اعطيت من فوق. لذلك الذي اسلمني اليك له خطية اعظم». لحظة قال المسيح قولته وكشف لبيلاطس: إن «العلي متسلط في مملكة الناس، وأنه يعطيها من يشاء ... وعد انتهاء الأيام أنا نبوخذنصر رفعت عيني إلى السماء، فرجع إلي عقلي، وباركت العلي، وسبحت، وحمدت الحي إلى الأبد، الذي سلطانه سلطان أبدي، وملكوته إلى دور فدور. وحُسبت جميع سكان الأرض كلا شيء، وهو يفعل كما يشاء في جند السماء وسكان الأرض، ولا يوجد من يمنع يده أو يقول له ماذا تفعل ... الذي كل أعماله حق، وطرقه عدل، ومن يسلك بالكبرياء فهو قادر على أن يذله.» (دا32:4-37) فعندما أدرك بيلاطس ما قاله المسيح، تأكد له خوفه الذي خافه، وابتدأ يسعى (يطلب) بنفسه، وليس لدى اليهود، أن يطلقه. ولكن إصرار بيلاطس على الإطلاق، كان يقابله من قيافا المتربص ازدياد وهياج في الصراخ, فكانت وراءه جوقة خدام (ضباط ) الهيكل المدربة والملقنة متى وكيف يعلو صوتها! كان سعي قيافا ومن معه لسفك دم المسيح جنونياً، رصد له كل قوته وماله وسلطانه ودهاءه، وبمساعدة الشيطان! «هذه ساعتكم، وسلطان الظلمة.» (53:23) 2) " وَلَكِنَّ اليَهُودَ كَانُوا يَصْرُخُونَ: إِنْ أَطْلَقْتَ هَذَا فَلَسْتَ مُحِبّاً لِقَيْصَرَ. كُلُّ مَنْ يَجْعَلُ نَفْسَهُ مَلِكاً يُقَاوِمُ قَيْصَرَ" .. جملة شرطية من الصنف الثالث تشير إلى إمكانية التحقق ، هدد القادة اليهود بيلاطس بشكايته إلى الإمبراطور الرومانى إذا لم يحقق رغبتهم بإدانة يسوع والحكم عليه بالموت ، كانت عبارة "محب لقيصر" لقبا فخريا يغدقه الإمبراطور الرومانى على أشخاص معينيين مقربينن إليه قدموا فروض الولاء له فى مواقف معينة فيقيمهم ولاه او ملوك على ولايات الإمبراطورية الرومانية وقد بدأ هذا التقليد فى زمن أوغسطس أو فاسباسيات ، أما كلمة "قيصر " فتشير إلى الإمبراطور الرومانى وتعود إلى زمن يوليوس قيصر ثم صار لقبا مع الإمبراطور أوغسطس ونستنتج من قول اليهود أنه ترك يسوع داخلاً وخرج إليهم وأخبرهم أنه لم يحكم عليه بالموت لاتهامهم إياه بالتجديف، وأنه عزم على إطلاقه. وَلَكِنَّ اليَهُودَ كَانُوا يَصْرُخُونَ ترك اليهود اتهامهم يسوع بالتجديف ورجعوا إلى اتهامهم له بالخيانة، وكان تهمة يمنع دفع الجزية تهمة كبيرة لأن الجزية تذهب لروما ولقيصر ( لوقا ٢٣: ٢ ) 2 وابتداوا يشتكون عليه قائلين: «اننا وجدنا هذا يفسد الامة ويمنع ان تعطى جزية لقيصر قائلا: انه هو مسيح ملك» وقالوا لبيلاطس ما مضمونه: إن أطلقته نشكوك إلى قيصر بأنك خائن لدولتك لأنك لم تعترض إنساناً صرّح بأنه ملك اليهود. وكان طيباريوس قيصر إمبراطور الرومان وقتئذ كثير الوساوس سريع الغضب ظالماً، كما يشهد المؤرخان الرومانيان تاسيتوس وسويتونيوس، فيصدِّق حالاً كل شكاوى كهذه تُرفع إليه. فخاف بيلاطس لمعرفته أن طيباريوس يصدقها. «إن أطلقت هذا, فلست محباً لقيصر, كل من يجعل نفسه ملكاً يقاوم قيصر»: ليحيا قيصر, وليمت المسيح!! وفي جنون وفقدان وعي المسئولية عن ثبات الأمة وكرامتها, استهان قيافا بيهوديته وانزلق إلى التهديد، حتى راهن بولائه لله، في سبيل سفك دم المسيح، واتمى تحت رجلي قيصر, متقمصاً الولاء للامبراطورية الرومانية والدفاع عن «الحب والأمانة» لقيصرها!! وكان ذلك منه بقصد اكتساب الحق بعدئذ في إلقاء التهمة على بيلاطس، أنه يخون أمانته وحبه لقيصر, بل ويقاومه متسبباً في قيام الثورة ضد روما!! وهكذا, وبعد ما استفرغ قيافا اللعب بكل أوراقه الدينية, من جهة الولاء للناموس، وتعدي الناموسى، والإلتزام بالناموس, «لنا ناموس»، وبعد أن وجد أن كل ذلك كان لعبة مكشوفة لدى بيلاطس، الذي حينما وزنها بميزان العدالة وجد أنه ليس فيه علة واحدة مما يقولون! أسرع قيافا بالورقة الأخيرة والخطيرة، ورقة اللعب بالسياسة, وترك الولاء للناموس وصاحب الناموس للالتجاء إلى الولاء لقيصر وحب قيصر، لمحاولة زعزعة كرسي بيلاطس من تحته بالإلتجاء إلى الشكاية لقيصر! وكان معروفاُ لدى اليهود أن بيلاطس كان على غير وفاق مع قيصر، بالإضافة إلى معرفتهم الوثيقة بالتصرفات الأخرى سواء كانت رشاوي، أو تجاوزات أخلاقية ووظيفية، لأدركنا مدى خطورة هذا التهديد عليه. «محباً لقيصر»: هذا النعت ليس تركيباً من ألفاظ اليهود، بل كان هذا «لقبا» للضباط العظام الذين يقومون بأعمال جليلة لحساب الإمبراطورية، وبالتال لقيصر, ولكن اللقب المضاة وهو «ليس محباً لقيصر»، معناه نوع من الخيانة، أو نعت لمن يتكلم ضد قيصر. ومعروف أن طيباريوس قيصر كان ذا أذن مفتوحة لكل وشاية!! انتقل اليهود من الوضع الأقل في الاتهام (بالكلام): «ليس محباً لقيصر», إلى الوضع القاتل: «يقاوم قيصر»، الذي معناه الخيانة والثورة السافرة.وما أظهره اليهود هنا من الرغبة في المحاماة عن حقوق قيصر غاية في الرياء والمكر والدجل.بالرغم من انهم يريدون الثورة والتحرر وينتظرون "المسيا " أى المسيح المنتظر الذى سيقودهم عن طريق الحرب وسفك الدماء للتحرر من عبودية المحتل الرومانى أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 > "من هذا الوقت " أى منذ سمع من اليهود أن يسوع هو إبن الله وذكره المسيح بجريمته التى مزمع أن يفعلها ويأمر بصلبه " كان بيلاطس يطلب أن يطلقه " لأنه لم يرى فيه أى سبب لإتهامه بجريمة تستحق الموت " ولكن اليهود كانوا يصرخون قائلين إن اطلقت هذا فلست محبا لقيصر" فكأنهم قاالوا له إنك إن لم تحكم على يسوع بالقلت نشكوك إلى قيصر ونقول له انك خائن دولتك ومنصبك لأنك مع علمك أن " كل من يجعل نفسه ملكا يقاوم قيصر " وها هو يسوع قال انه ملك فكيف تطلقه | شرح وتفسير (يوحنا 19: 13) 13 فلما سمع بيلاطس هذا القول اخرج يسوع، وجلس على كرسي الولاية في موضع يقال له «البلاط» وبالعبرانية «جباثا».
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 1) " فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاطُسُ هَذَا القَوْلَ" هَذَا أي قول اليهود في ع ١٢ وهو أنهم يشكونه إلى قيصر. فانتُزع من قلبه كل شفقة وكل احترام للعدل وللمسيح، ففضَّل أن يسلم يسوع البار إلى الموت على أن يخاطر بنفسه بتعريضها لشكاوى اليهود. بمجرد أن أدرك بيلاطس ما يخططه اليهود, وأنهم على استعداد فعلاً أن يبيعوا أنفسهم لقيصر ليتخلصوا منه، لم يكن أمامه إلا حل من اثنين: إما الوقوف مع الحق والقانون، وبالتالي مح المسيح لتبرئته، وإما الانسحاب نهائيا من أمام العاصفة الهوجاء وتسليم المسيح لهم ليصنعوا به ما يريدون. وفي الحل الأول فقط، تكون المجازفة بكرسيه وربما بحياته هو. لذلك فضل الحل الثاني: فلأحيا أنا، وليمت المسيح! وقد تغلب الخوف من قيصر على خوفه من المسيح. فقد أيقظت فيه تلويحات اليهود بالإلتجاء إلى قيصر، القسوة التقليدية التي لا تعرف الرحمة. 2) " فأَخْرَجَ يَسُوعَ " لأنه كان داخل دار الولاية. والشريعة الرومانية تلزم الحاكم بأن لا يحكم على المتهم إلا وهو أمامه.
3) " وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ الوِلايَةِ" جَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ الوِلايَةِ لعل هذا الكرسي كان كمنبر من المرمر قليل الارتفاع، يجلس عليه الحاكم عند المحاكمة في الساحة أمام دار الولاية. كان المسيح داخل دار الولاية، فأخرجره خارجاً. وجلس بيلاطس على كرسي الحكم، بمعنى جلس ونطق في الحال بحكم الصلب. وهنا يكمل إنجيل متى هذا المشهد هكذا: «فلما رأى بيلاطس أنه لا ينفع شيئاً، بل بالحري يحدث شغب، أخذ ماء وغسل يديه قدام الجمع، قائلاً: إني بريء من دم هذا البار، أبصروا أنتم. فأجاب جميع الشعب وقالوا: دمه علينا وعلى أولادنا.» (مت24:27-25) في يوحنا (19: 13) بحسب الترجمة القبطية البحيرية: بيلاطس أخرج يسوع وجلس ⲁϥϩⲉⲙⲥⲓ على كرسي الحكم. أما في الترجمة القبطية الصعيدية: بيلاطس أخرج يسوع وأجلسه ⲁϥⲑⲙⲥⲟϥ على كرسى الحكم. (تصحيح من د. بيتر ميصائيل Peter Missael) وممكن تترجم بالصعيدية ايضًا جلس (بيلاطس) والنص اليوناني يحتمل المعنيين ὁ οὖν Πιλᾶτος ἀκούσας τῶν λόγων τούτων ἤγαγεν ἔξω τὸν Ἰησοῦν καὶ ἐκάθισεν ἐπὶ βήματος (Jn. 19:13 BGT) وفي الترجمات العربية: (ترجمة فاندايك) : فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ هذَا الْقَوْلَ أَخْرَجَ يَسُوعَ، وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ الْوِلاَيَةِ. (الترجمة اليسوعية الجديدة): فلما سمع بيلاطس هذا الكلام، أمر بإخراج يسوع، وأجلسه على كرسي القضاء. 4) " فِي مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ «البلاطُ» وَبِالعِبْرَانِيَّةِ «جَبَّاثَا" يُقَالُ لَهُ البلاطُ لعله سمي بذلك لأنه كان مبلطاً بمرمر مختلف الألوان.َبِالعِبْرَانِيَّةِ «جَبَّاثَا»أي رابية أو مكاناً مرتفعاً. والمراد بالعبرانية هنا السريانية أي اللغة التي تكلم بها اليهود بعد رجوعهم من بابل، وكانت عبرانية ممزوجة بالكلدانية. «جباثا»: ومعناه «الرصيف الذي يتبع البيت»، وهو مكان مرتفع مستدير، يقع بين قلعة أنطونيا وبين الهيكل، حيث كلمة «باثا» أى البيت, تعني هنا «الهيكل». هذه الأوصاف كلها هي ذكريات شاهد عيان. كانت فسحة دار الفضاء التي لبيلاطس مبلطة بالرخام أو نوع آخر من الحجارة ويشير اسعيا إلى إنقلاب رأى بيلاطس فقد كان يريد إطلاق المسيح ثم هكس رايه للضد فى لحظة بمجرد خروجه من داخل الدار وهذا ما سماه اشعيا بإنقلاب الغرباء ( اش 1: 6- 7). 6 من اسفل القدم الى الراس ليس فيه صحة بل جرح واحباط وضربة طرية لم تعصر ولم تعصب ولم تلين بالزيت. 7 بلادكم خربة مدنكم محرقة بالنار.ارضكم تاكلها غرباء قدامكم وهي خربة كانقلاب الغرباء " أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 > فلما سمع بيلاطس من اليهود هذا القول " أى تهديدهم له بالشكوى لقيصر خاف " وأخرج يسوع " من دار الولاية " وجلس على كرسى الولاية أى على الكرسى الذى إعتاد الحكام أن يجلسوا عليه وقت المحاكمة خاصة ونستدل من قوله " أخرج يسوع" أن الكرسى كان فى الساحة أمام دار الولاية لا داخلها وكان " فى موضع يقال له البلاط " سمى بذلك لأنه كان مبلطا بمرمر مختلف الألوان ويقال له "بالعبرانية جباثا " أى رابية ومعناها مكان مرتفع مثل المنبر . .
| شرح وتفسير (يوحنا 19: 14) 14 وكان استعداد الفصح، ونحو الساعة السادسة. فقال لليهود:«هوذا ملككم!». . ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 1) " وَكَانَ اسْتِعْدَادُ الفِصْحِ" الفصح يتكون من ثمانية أيام (يوم الإستعداد + أسبوع الفطير) وتطلق كلمة فصح على يوم الإستعداد أو على أسبوع الفطير أو على كليهما أو أى يوم من الثمانية (ملاحظة يوم افستعداد تؤكل فيه وليمة الفصح ليلا ويوم الإستعداد 14 نيسان وم جمعة فيكون بدايته يوم الخميس ليلا لأن اليوم اليهودى يبدأ بليل اليوم السابق (يوم الإستعداد مساء ثم صباح / نهارأى ليلة الخميس 13 نيسان ونهار الجمعة 14 نيسان ) وفى ليل يوم الخميس أكل المسيح الفصح مع تلاميذه بعد غروب الشمس ثم ذهب لبستان جسثيمانى وقبض عليه هناك وأقتيد مقيدا ليحاكم فى بيت قيافا وباكر فى نهار الجمعة يوم الإستعداد إقتيد إلى دار الولاية ليحاكم أمام بيلاطس صباح يوم الجمعة حسب تقاليد لكنائس الشرقية والغربية (مر 15: 1) 1 وللوقت في الصباح تشاور رؤساء الكهنة واشيوخ والكتبة والمجمع كله فاوثقوا يسوع ومضوا به واسلموه الى بيلاطس. " يوم الإستعداد : اصطلاح اليهود لأنهم كانوا يطبخون فيه ويأكلون فيه خروف الفصح فيه ويأكلون الخبز المصنوع بالخميرة وسمى يوم الإستعداد أى إستعدادا للرحيل من مصر ومن عادات اليهود تنظيف بيوتهم من الخميرة لأن السبعة أيام هيد الفطير يصنعون فطيرا بدون خميرة [ ويوم الإستعداد مازال الأقباط يحتفلون به بطريقة أخرى وهى يوم إستعداد قبل الصيام ويسمونه إسما آخر هو "الرفاع : أى رفع الأغذية الحيوانية من على المائدة للصوم النباتى" حيث يأكلون فيه اللحوم وما إستاقت له نفوسهم قبل بداية أى من اصوامهم سواء أكان صوم الميلاد أو الصوم قبل القيامة وغيره] (انظر شرح متّى ٢٧: ٦٢ وانظر أيضاً لوقا ٢٣: ٥٤) "وكان يوم الاستعداد والسبت يلوح. " وقوله في مرقس ١٥: ٤١ «وَلَمَّا كَانَ المَسَاءُ، إِذْ كَانَ الاسْتِعْدَادُ - أَيْ مَا قَبْلَ السَّبْتِ» وكان ذلك اليوم استعداداً لأقدس سبوت السنة عندهم، لأنه السبت الذي في أسبوع الفصح.( متّى ٢٧: ٦٢ ) 62 وفي الغد الذي بعد الاستعداد اجتمع رؤساء الكهنة والفريسيون الى بيلاطس" بعد ما حدد إنجيل يوحنا المكان الذي فيه نطق بالحكم، حدد اليوم ثم حدد الساعة. أما اليوم فحددة بالنسبة للفصح، وليس لأيام الأسبوع، كما يقول بعض الشراح. فهو يوم الاستعداد للفصح، ولكن كلمة «الاستعداد» تُستخدم كالعادة لتدل على الاستعداد للسبت أيضا, ولكن القديس يوحنا أوضحها صراحة أنه استعداد للفصح. ويوم الإستعداد يأتى يوم 14 نيسان الشهر القمرى العبرى وقد يأتى فى أى يوم من أيام الأسبوع فإذا أتى مثلا يوم الأثنين يكون اليوم التالى له أى يوم الثلاثاء يوم الإستعداد ولكن الكنائس المسيحية تقاليدخا تقول أن يوم الإستعداد فى تلك السنة جاء يوم الجمعة وبهذا يكون يوم السبت يوم الإستعداد عظيما ويشرح الأب متى المسكين فى كاب شرح إنجيل متى فيقول : [ وفي آية قادمة (يو 31:19) عاد القديس يوحنا وأوضح ما يدل دلالة قاطعة أن يوم عيد الفصح في هذه السنة كان يوم السبت بقوله: «لأن يوم ذلك السبت كان عظيماً»، أي كان يومأ مقدساً كونه عيد الفصح، ومقدساً كونه يوم السبت أيضاً.] 2) " وَنَحْوُ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ. فَقَالَ لِليَهُودِ:" وَنَحْوُ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ أي قرب الظهر (بعد الشروق بست ساعات) حسب اصطلاح اليهود وقتئذ «الساعة السادسة (من النهار)»: يقول العلماء، ومنهم وستكوت، إن التوقيت الذي سجل به القديس يوحنا الساعات، كال توقيتاً على غرار التوقيت الغربي في روما، وكان سائداً في شمال اسيا الصغرى، وهو التوقيت بالساعة الرسمية التي يُذبح فيها الفصح, والتي يبدأ فيها بأكل الفطير. هنا يبدو قول القديس بولس الرسول مفصلاً على الواقع والتقليد حرفا بحرف: «إذا، نقوا منكم الخميرة العتيقة، لكي تكونوا عجيناً جديدا كما أنتم فطير. لأن فصحنا أيضاً، المسيح، قد ذُبح لأجلنا. إذا، لنعيد ليس بخميرة عتيقة ولا بخميرة الشر والخبث, بل بفطير الإخلاص والحق.» (اكو7:5-8) وهنا حبك للتاريخ الخلاصي. فإن الساعة التي خلص الله فيها إسرائيل من عبودية مصر وسخرة فرعون، كانت هي نفس الساعة التي انخبلت فيها إسراشيل وقدمت فيها عريسها ليُذبح. ليخلص به العالم من عبودية الخطية وسخرة الشيطان. (انظر شرح ( مرقس ١٥: ٢٥) 25 وكانت الساعة الثالثة فصلبوه." وانظر (متّى ٢٧: ٤٥ ) 45 ومن الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الارض الى الساعة التاسعة. ( لوقا ٢٣: ٤٤). وجاء في بعض النسخ «الثالثة» بدل السادسة. ومما يستحق الاعتبار فضلاً عما ذُكر أربعة أشياء: (١) أن متّى ومرقس ولوقا اتفقوا على أن الظلمة كانت من الساعة السادسة إلى الساعة التاسعة. وكان المسيح حينئذ على الصليب، وهذا موافق لقول يوحنا. (٢) أن يوحنا ميّز بين وقت جلد بيلاطس ليسوع ووقت صلبه بأن ذكر كليهما كحادثة معيّنة. أما متّى ومرقس فذكرا الحادثتين كأنهما واحدة، ولذلك حسبا وقت الجلد مع وقت الصلب. فإذا كان الجلد في الساعة الثالثة كما قال مرقس، فيحتمل أن يكون الصلب قد بقي إلى نحو الساعة التاسعة. (٣) أن يوحنا لم يعيّن وقت الصلب أنه كان الساعة السادسة بل قال إنه نحوها، ولم يكن يومئذ للناس وسائط لتعيين الساعة بالتدقيق كما في هذه الأيام، ولم يكونوا يبالون بذلك. (٤) أن اليهود قسموا اليوم إلى «هُزُع» كل هزيع ثلاث ساعات وندر أن يذكروا سوى الساعة الثالثة والسادسة والتاسعة (متّى ٢٠: ٣، ٥) 3 ثم خرج نحو الساعة الثالثة وراى اخرين قياما في السوق بطالين 4 فقال لهم: اذهبوا انتم ايضا الى الكرم فاعطيكم ما يحق لكم. فمضوا. 5 وخرج ايضا نحو الساعة السادسة والتاسعة وفعل كذلك. 6 ثم نحو الساعة الحادية عشرة خرج ووجد اخرين قياما بطالين فقال لهم: لماذا وقفتم ههنا كل النهار بطالين؟ " وحسبوا ما بين كل من تلك الساعات إما مع ما قبلها أو مع ما بعدها. والصلب حدث ما بين الساعة الثالثة والساعة السادسة، فنسبه متّى ومرقس إلى الوقت الأول منهما، ونسبه يوحنا إلى الثاني.
† " وكان استعداد الفصح، " .. فى البشائر الآزائية (متى ومرقس ولوقا) أكل يسوع الفصح مع تلاميذه قبل إعتقاله أى يوم خميس العهد (مر 15: 42) وفسرت البشارة كما رواها يوحنا أن هذا اليوم كان يوم إستعداد للفصح † " ونحو الساعة السادسة. " .. كان الترتيب الزمنى لمحاكمة يسوع أمام بيلاطس وصلبه كالتالى
التسلسل الزمنى | متى | مرقص | لوقا | يوحنا | حكم بيلاطس | | | | الساعة السادسة (يو 19: 14) | الصلب | | الساعة الثالثة (مر15: 25) | | | الظلمة | ما بين الساعة السادسة والتاسعة (مت 27: 45) | ما بين الساعة السادسة والتاسعة (مر15: 33) | ما بين الساعة السادسة والتاسعة (لو 23: 44) | | صرخة يسوع | الساعة التاسعة (مت 27: 46) | الساعة التاسعة (مر15: 34) | | |
لا يوجد أى إختلاف فى الجدول الزمنى أعلاه فكل الأناجيل الآزائية (متى ومرقس ولوقا) تستخدم التوقيت الزمنى العبرى (اليهودى) الذى يبدأ الساعة السادسة صباحا بالتوقيت الحالى ، الجزء التالى منقول من موقع الدكتور غالى الشهير بــ الأستاذ هولى بايبل الشهير : لان اليهود يقسمون الليل إلى 4ساعات كبيرة ويقسمون النهار إلى 3ساعات كبيرة (الساعة الكبيرة = 3ساعات بتوقيتنا). وتبدأ ساعات النهار عند شروق الشمس ولمدة (3ساعات بحسب ساعاتنا وتسمى الساعة الأولى. وتبدأ بعدها الساعة الثالثة ولمدة (3ساعات) وبعدها الساعة السادسة. وبهذا تنتهي الساعة الثالثة عند نصف النهار وتنتهي الساعة السادسة عند بعد الظهر وتمتد الساعة التاسعة للغروب. ولم تكن هناك ساعات في يدهم لتحديد الزمن، بل بالتقريب. وربما يطلقون على نهاية الساعة الثالثة أنها الساعة السادسة وعلى بداية السادسة أنها الثالثة. فالتدقيق في الساعات لم يكن مهماً في ذلك الوقت. فإن قال مرقس أن الصلب قد حدث في الساعة الثالثة فهو يقصد نهايتها وإذا قال يوحنا أن الصلب حدث في الساعة السادسة فهو يقصد بدايتها وكلاهما يصح التعبير عنه بطريقتهم كما حدث. ويقول أحد المفسرين أن نهاية أحد السواعى هو إبتداء الساعة الأخرى والقدر الذي بين الساعتين من الزمان مجهول. والفعل قد ينسب إلى زمانين (الثالثة والسادسة) لجواز وقوع طرفيه في طرفيهما، أي طرف الساعة الثالثة وطرف الساعة السادسة. وأحداث الصلب (تسليم بيلاطس السيد في يد اليهود/ الحكم بالصلب/ الجلد/ الإهانات/ كتابة اللوح/إقتسام الجند لثيابه/محاورة اللصين/ إستهذاء العابرين/ إعتراض المجتازين/ صلب المسيح على الصلب) هذه الأحداث بدأت في الساعة الثالثة وإنتهت في الساعة السادسة. والظلمة حدثت في الساعة السادسة وإستمرت حتى الساعة التاسعة. وغالباً فقد قصد مرقس أن هذه الأحداث بدأت بصدور الحكم الذي صدر في خلال الساعة الثالثة. ويوحنا يشير بقوله نحو الساعة السادسة أن الأحداث التي يشير إليها كانت في نهاية الساعة الثالثة وقد إقتربنا من الساعة السادسة. أماّ قول مرقس فصلبوه فيشير لصدور الحكم ضد السيد بالصلب وبداية الأحداث وإتفاق قرار بيلاطس مع إرادة اليهود في الصلب. تحدث الإنجيلي مرقس (15: 25) عن صلب السيد المسيح في وقت الساعة الثالثة حيث حسب الجلد منذ بدأ جلد السيد، أما الإنجيلي يوحنا فحسبه وقت الساعة السادسة حيث بدأ رفعه على الصليب. حسب القديس مرقس بدأ الصلب منذ صرخ الشعب أمام بيلاطس " أصلبه" ، وقد وافقهم بيلاطس على طلبهم. وإن كان رفعه على الصليب قد تم في وقت الساعة السادسة. لهذا يرى القديسان جيروم وأغسطينوس أن القديس مرقس بقوله هذا حمل الشعب اليهودي مسئولية صلبه، صلبوه بألسنتهم قبل أن ينفذ الرومان حكمهم هذا! بعد عرضه لمكان المحاكمة عرض الإنجيلي أيضًا التوقيت فكان وقت الاستعداد للفصح نحو الساعة السادسة أي ظهرًا. كانت أيام عيد الفطير (لو 23: 54)، وكان اليهود يستعدون لسبت الفصح. جاء التوقيت يضخم من ذنب صالبيه، إذ لم ينتظروا عبور العيد، مما يكشف عن مرارة حقدهم واندفاعهم وتسرعهم. لقد نزعوا الخمير القديم من كل بيت، لكنهم لم ينزعوا أعمال الإنسان القديم من قلوبهم وأفكارهم وسلوكهم. وتوضيح ان اليهود كانوا ينظرون الي زاوية الشمس في السماء ولا ينظرون الي ساعات في ايديهم بالدقيقه والثانيه فلو كانت في المشرق فهي الاولي حتي قرب وصولها الي ربع السماء ولو كانت في ربع الاول من السماء تكون بدات الثالثه وتستمر حتي قرب وصولها الي منتصف السماء وحينما تنتصف تكون السادسه وتستمر حتي الثلث الثالث من السماء وفي الربع الاخير تكون التاسعه وتستمر حتي قرب مغيب الشمس وتبدا ساعة الغروب وقت غروب الشمس الي اختفاء اخر شعاع لها كان ذلك ما بين الساعة الثالثة والساعة السادسة، إذ رُفع على الصليب في تمام الساعة السادسة. إلاّ أن بعض المفسرين ذهبوا لأن يوحنا يقصد بقوله الساعة السادسة أنها الساعة بالتوقيت الحالي أي فجراً ودليلهم على ذلك أن يوحنا كان يعيش في أفسس التي كانت تستخدم توقيتات مشابهة،. والرأي الأول أرجح. ورغم عدم دقة التقويم اليهودي في حساب عدد الساعات الا ان بهذه الطريق اتضح تماما ان السيد المسيح رفع علي عود الصليب في بداية الساعه السادسه بدقه اي الساعه الثانية عشر ظهرنا بتوقيتنا واتفق الكثير من الاباء ان القديس مرقس قصد الساعه الثالثه لتحميل اليهود المسؤلية 3) " هُوَذَا مَلِكُكُمْ " «هوذا ملككم»: «أنا هو الرجل الذي رأى مذلة بقضيب سخطه ،أبلى لحمي وجلدي. كسر عظامي، ثقل سلسلتي, فلا أستطيع الخروج، ميل طرقي, ومزقني. جعلني خراباً، مد قوسه ونصبني كغرض للسهم، أدخل في كليتي نبال جعبته, صرت ضحكة لكل شعبي, وأغنية لهم اليوم كله, أشبعني مرائر، وأرواني أفسنتيناً، وجرش بالحصى أسناني, ذكراً تذكر نفسي, وتنحني في، جيد أن ينتظر الإنسان، ويتوقع بسكوت خلاص الرب!» (مراثي1:3-26) قصد بيلاطس بهذا تعيير اليهود والتهكم عليهم، كما قصد ذلك بالعنوان (متّى ٢٧: ٣٧).37 وجعلوا فوق راسه علته مكتوبة: «هذا هو يسوع ملك اليهود». وكان حينئذ مغتاظاً منهم، فكأنه قال: هذا الأسير الضعيف الجريح المهان هو الذي خفتم منه وطلبتم قتله بحجة أنه ملك يقاوم قيصر. والأب متى المسكين فى كاب شرح إنجيل متى له رأى آخر : [ هنا بيلاطس يقول الحقيقة, دون أن يدري. فحقاً بالحقيقة «هوذا ملككم»!! ولكن عيونهم لا تبصر, واذانهم لم تسمع!! هنا بيلاطس يسخر، ولكن ليس من المسيح, بل من اليهود. ولكن إنجيل يوحنا لم يكن يسخر، بل هو يسجل أمام التاريخ, أنه في هذا اليوم وفي الساعة السادسة صدر الأمر الإلهي بأن يُرفع ابن الإنسان عن الأرض، ليجذب الجميع، ويملك على العالم.] أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 > أى ولما كان يوم الجمعة الذى يعدون فيه كافة ما يلزم من الأطعمة ليوم السبت ونحو الساعة السادسة أى قرب الظهر قال بيلاطس "لليهود هوذا ملككم " الذى تريدون أن احكم عليه بالقتل فقولوا لى ماذا تريدون .. راجع ( مت 27: 26* و (مر 15: 25) | شرح وتفسير (يوحنا 19: 15) 15 فصرخوا: «خذه! خذه! اصلبه!» قال لهم بيلاطس: «ااصلب ملككم؟» اجاب رؤساء الكهنة:«ليس لنا ملك الا قيصر!». ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 1) " فَصَرَخُوا: خُذْهُ! خُذْهُ اصْلِبْهُ! " † " فصرخوا: «خذه! خذه! اصلبه!» " .. يوجد ثلاثة أفعال مبينية للمعلوم فى هذه الآية .. إن جذر كلمة "إصلبه" يعنى "إرفعه" أو "عظمه" وهذا هو أسلوب الوحى فى البشارة بحسب يوحنا حيث أنها أوردت كلمات ذو معنيين (يو 3: 14 & 8: 28 & 12: 32) «فصرخوا»: وتعني: «صرخوا بصوت واحد عالى، وبجميع الأصوات كلها»: إنهم يجحدون أي علاقة تربطهم بالملك المسيح. خذه خذه، وكأنه أصبح عارأ عليهم، وهم يتبرأون من وجوده. اصلبه، ليتخلصوا من تعييره وتبكيته لهم ولأعمالهم. كانت شهوة رؤساء الكهنة في التخلص من المسيح ممزوجة بالتشفي، فلم يكن أقل من الصلب يريح نفوسهم، التي أقلقها فيهم. خُذْهُ اصْلِبْهُ لم يكتفى رؤساء الكهنة بجلد المسيح والسخرية منه والإستخزاء به بل ارادوا التنكيل به وقتله.بعقوبة الصلب الرومانية وكانوا كلما رأوه أو سمعوا ذكره زادوا حنقاً ورغبة في إماتته، فتمت بذلك نبوتان هما ( إشعياء ٤٧: ٧ ) ( إش 53: 3- 10)3 محتقر ومخذول من الناس رجل اوجاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به 4 لكن احزاننا حملها واوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا. 5 وهو مجروح لاجل معاصينا مسحوق لاجل اثامنا تاديب سلامنا عليه وبحبره شفينا. 6 كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد الى طريقه والرب وضع عليه اثم جميعنا. 7 ظلم اما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح فاه. 8 من الضغطة ومن الدينونة اخذ.وفي جيله من كان يظن انه قطع من ارض الاحياء انه ضرب من اجل ذنب شعبي. 9 وجعل مع الاشرار قبره ومع غني عند موته.على انه لم يعمل ظلما ولم يكن في فمه غش 10 اما الرب فسر بان يسحقه بالحزن.ان جعل نفسه ذبيحة اثم يرى نسلا تطول ايامه ومسرة الرب بيده تنجح. "
2) " قَالَ لَهُمْ بِيلاطُسُ: أَأَصْلِبُ مَلِكَكُمْ؟" أي: هل تريدون مني أنا الروماني أن أقتل ملككم أيها اليهود؟ وسبق مثل هذه القول من بيلاطس في (يو 19: 5) ع ٥ وقصد وقتئذ تحريك شفقتهم عليه. وأما قصده هنا فتهييج غيرتهم الطائفية وكبرياءهم باعتبارهم أمة مستعبَدة. هنا بيلاطس يحرج اليهود. فنحن لو نحينا جانباً نظرة اليهود، أن هذا إدعاء من المسيح, وأنه ليس ملكاً، نجد هنا بيلاطس يطلق سؤالاً عامأ قد لا ينصب على المسيح! أأصلب ملككم؟ وفي الحقيقة، فإن ملكهم هنا. كان يجب أن يلتفت رؤساء الكهنة إلى هذا التحذير، فهو يمس كرامة اليهود، ولكنهم قبلوا المهانة، وزادوا عليها لأنفسهم. 3) " أَجَابَ رُؤَسَاءُ الكَهَنَةِ: لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ الا قَيْصَرُ"
† " قال لهم بيلاطس: «ااصلب ملككم؟» " .. حينما قال رؤساء الكهنة أى رؤساء الدين اليهودى ليسوع كلمة الله أنه ليس ملكههم زال الملك عن إسرائيل إلى الأبد فتحطم هيكلهم وبني عليه رجسة الخراب التى قال عليها دانيال لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إلا قَيْصَرُ في هذا إنكار لمبادئ ديانتهم أن الله وحده هو ملكهم (١صموئيل ١٢: ١٢) 12 ولما رايتم ناحاش ملك بني عمون اتيا عليكم قلتم لي لا بل يملك علينا ملك.والرب الهكم ملككم. " وبنى إسرائيل رفضوا فى القديم أن يملك عليهم الرب (1 صم 8: 7) . 7 فقال الرب لصموئيل اسمع لصوت الشعب في كل ما يقولون لك.لانهم لم يرفضوك انت بل اياي رفضوا حتى لا املك عليهم. " فطلبوا إليه أن يسمح لهم ملكًا كسائر الأمم المجاورة (1 صم 8: 4 و5 و19 و20) ومسح صموئيل شاول ملكا ليملك عليهم (1 صم 10: 1) 1 فاخذ صموئيل قنينة الدهن وصب على راسه وقبله " ولغريب أن اليهود فى القديم رفضوا الرب ان يملك عليهم رؤساء الكهنة رفضوا المسيح أن يملك عليهم وإختاروا ملك قيصر صائحين : ليس لنا مل إلا قيصر" ورفضوا يهوه فى العهد القديم ورفضوا كلمة الرب المسيح غبن المبارك أن يملك عليهم آبائهم، وآمالهم بتصريحهم أن قيصر هو ملكهم الوحيد، وارتكبوا ذلك من شدة بغضهم ليسوع، ومن رغبتهم في أن يجعلوا بيلاطس يحكم حسب مرامهم، فشهد بذلك للعالم أنه قد تمت النبوة بمجيء المسيح القائلة «لا يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ» (تكوين ٤٩: ١٠). والأرجح أنه كان حينئذ ما ذكره متّى من نبإ غسل بيلاطس يديه أمام الشعب (متّى ٢٧: ٢٤). رؤساء الكهنة فقط، ممثلوا الأمة اليهودية، فهؤلاء هم الذين يتنكرون ألا يكون لهم ملك. كيف؟ وأين الله؟ لقد طمسوا معالم إيمانهم وفخر أمتهم، لقد جدفوا تجديفاً. كيف؟ ومن الذي قال: «إننا ذرية إبراهيم ولم نستعبد لأحد قط»؟ (يو33:8). أهكذا يبيعون حريتهم ويقبلون العبودية علنا في سبيل سفك دم مخلصهم؟! لقد مات رجاؤهم في المسيا إلى الأبد، ليى لنا ملك إلا قيصر! نعم, هذا حق، لأنهم أنكروا ملكهم, بل أسلموه لقيصر ليقتله لهم!! انزلاقهم في منحدر السياسة الرهيب أسقطهم بالنهاية في يد قيصر، وجعلهم يتنازلون برضاهم عن ملكوت الله, واستبدلوه بملكوت العالم ورئيسه! لقد تخلصوا من المسيح، وارتاحوا لقيصر، لقد جحدوا ملوكيته أولاً، ثم تمادوا فجحدوه كلية. لقد سمع الله هذا الصوت من السماء، وكتب أمامه سفر تذكرة، واستجاب. كما حدث في أيام صموئيل النبي: «فقال الرب لصمؤئيل: اسمع لصوت الشعب في كل ما يقولون لك, لأنهم لم يرفضوك أنت, بل إياي رفضوا, حتى لا أملك عليهم.» (1صم7:8) هم طلبوا أن يملك عليهم قيصر، فملكه الله عليهم بالفعل، فاستعبدهم، وأذلهم, وخرب أورشليم فخر مدائنهم؛ مدينة الملك العظيم صارت هي وهيكلهم محرقة بالنار، ذبح كهنتهم عل مذبح ذبائحهم، نجس قدس أقداسهم، نفاهم إلى أقصى الأرض وشتتهم في جميح ممالك العالم: «مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي» (عب31:10) في نهاية هذا المشهد، لا يسعنا إلا أن نقول إن اليهود وبيلاطس، على السواء، متهمون بالخيانة، اليهود للسلطان الذي أخذوه من الله وللمبادىء والناموس وملكهم الإلهي، وبيلاطس لمركزه كقاضى ووالى، وأمانته للحقيقة والعدالة. "† " اجاب رؤساء الكهنة:«ليس لنا ملك الا قيصر!». " .. رفضوا يسوع كملك يهودى عليهم وقبلوا أن يملك عليهم قيصر يذلهم ويتعبدهم وفى النهاية يقولون أنهم ولدوا أحرارا كان فرعون يذلهم كالعبيد وحررهم موسى وفرحوا بقيصر ملك عليهم كل هذا ليتخلصوا من يسوع بقتله صلبا فزالت أمتهم وتشتتوا فى بقاع الأرض رفضوا يهوه إلههم ملك يملك عليهم (1 صم 8) وقبلوا بقيصر ملك عليهم وبهذا أتى يسوع إلى خاصته اليهود ولم تقبله امته أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 > يظهر من قولهم "خذه خذه أصلبه " أنهم كلما كانوا يرون يسوع يزدادون حنقا عليه " فقال لهم بيلاطس أأصلب ملككم " وكيف ترضون أن أقتل واحدا منكم ذاك الذى حسبتموه ملكا هل فقدتم تضامنكم الطائفى فقالوا " ليس لنا ملك إلا قيصر" فشهدوا بذلك أنه قد ضاع الملك منهم وتمت النبوءة الواردة فى (تك 39: 10) قالوا ذلك ليخجلوا بيلاطس ليجبروه على قتله فصاروا رومانيين أكثر من الرومانى بيلاطس يقول يوسيفوس المؤرخ أنه من يوم الفصح الذى قالوا فيه "ليس لنا ملك إلا قيصر " وجحدوا بذلك المسيح أهاج اللع عليهم خرب الروم فإجتمعوا من أقطار الأرض وتحصنوا فى أورشليم فإنتهى امرهم على أقبح منتهى أ . هـ "
|
تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح التاسع عشر 2. الحكم بالصلب (يوحنا 19: 16- 18) شرح وتفسير (يوحنا 19: 16) 16 فحينئذ اسلمه اليهم ليصلب. فاخذوا يسوع ومضوا به. . ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
ثالثا: النهاية (يو 16:19-42) في هذا الجزء من رواية المسيح يختص إنجيل يوحنا ببعض الوقائع، التي لم يذكرها أحد غيره من باقى الأناجيل الازائية : ( أ ) الإصرار عل كنابة العنوان ( يو 20-22). ( ب ) الوصية الأخيرة بخصوص والدته العذراء القديسة مريم والتلميذ المحبوب (يو 28-30). (ج ) الطعن بالحربة في جنب المسيح وخروج الدم والماء (يو 31-37). ( د ) خدمة نيقوديموس للجسد (يو 39-42). ( ه ) يوحنا شاهد عيان حى الآية (يو 35). وينقسم هذا الجزء من الإنجيل إلى العناصر الأتية: 1 _ الصلب (يو 16-22). 2- المرافقون للصليب (يو 23-27). 3_ النهاية: «قد أكمل» (يو 28-30) 4- طلبان يقدمان إلى بيلاطس، يستجيب لهما في الحال (يو 31-42). ويلاحظ في رواية يوحنا يوحنا أن أسلوبه يتميز بالتلميح المستمر لتكميل ما قيل بالأنبياء في العهد القديم، سواء من جهة النبوات أو تحقيق الصور(يو 24 و28 و36 و37)، رافعاً المسيح إلى مرتفع المجد، فوق مجرى حوادث الآلام. مؤكداً إرادة الله والمسيح في كل ما يحدث، وبصورة خامة، يقف عندها القديس يوحنا وقفة استعلان واشارة وتنبيه، عندما يطبع على الرب صورة «الحمل الفصحى» كمذبوح ومأكول. انظر شرح الأناجيل التالية ( متّى ٢٧: ٢٦، ٣١، ٣٢ ) 26 حينئذ اطلق لهم باراباس واما يسوع فجلده واسلمه ليصلب. 31 وبعد ما استهزاوا به نزعوا عنه الرداء والبسوه ثيابه ومضوا به للصلب. 32 وفيما هم خارجون وجدوا انسانا قيروانيا اسمه سمعان فسخروه ليحمل صليبه. 33 ولما اتوا الى موضع يقال له جلجثة وهو المسمى «موضع الجمجمة» 34 اعطوه خلا ممزوجا بمرارة ليشرب. ولما ذاق لم يرد ان يشرب. ( مرقس ١٥: ١٥، ٢١، ٢٢ ) 15 فبيلاطس اذ كان يريد ان يعمل للجمع ما يرضيهم اطلق لهم باراباس واسلم يسوع بعدما جلده ليصلب. 20 وبعدما استهزاوا به نزعوا عنه الارجوان والبسوه ثيابه ثم خرجوا به ليصلبوه. 21 فسخروا رجلا مجتازا كان اتيا من الحقل وهو سمعان القيرواني ابو الكسندرس وروفس ليحمل صليبه. 22 وجاءوا به الى موضع «جلجثة» الذي تفسيره موضع «جمجمة». 23 واعطوه خمرا ممزوجة بمر ليشرب فلم يقبل. ( لوقا ٢٣: ٢٤، ٢٦، ٣٣ ) 24 فحكم بيلاطس ان تكون طلبتهم. 26 ولما مضوا به امسكوا سمعان رجلا قيروانيا كان اتيا من الحقل ووضعوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع. 27 وتبعه جمهور كثير من الشعب والنساء اللواتي كن يلطمن ايضا وينحن عليه. 28 فالتفت اليهن يسوع وقال: «يا بنات اورشليم لا تبكين علي بل ابكين على انفسكن وعلى اولادكن 29 لانه هوذا ايام تاتي يقولون فيها: طوبى للعواقر والبطون التي لم تلد والثدي التي لم ترضع. 30 حينئذ يبتدئون يقولون للجبال: اسقطي علينا وللاكام: غطينا. 31 لانه ان كانوا بالعود الرطب يفعلون هذا فماذا يكون باليابس؟». 32 وجاءوا ايضا باثنين اخرين مذنبين ليقتلا معه. 33 ولما مضوا به الى الموضع الذي يدعى «جمجمة» صلبوه هناك مع المذنبين واحدا عن يمينه والاخر عن يساره " 1) " فَحِينَئِذٍ أَسْلَمَهُ إِلَيْهِمْ لِيُصْلَبَ" ظن البعض أن بيلاطس جلد يسوع ثانية حسب العادة الجارية في أمر الصلب (أي أنه يكون مقترناً بالجلد) للموافقة بين ما قاله يوحنا وما قاله متّى ومرقس، بناءً على أن جلده إيّاه أولاً كان لتحريك شفقة اليهود عليه ووسيلة إلى إطلاقه. أَسْلَمَهُ إِلَيْهِمْ أي اسلمه لرؤساء الكهنة ومعهم جنود الكتيبة الرومانية المسئولة على عملية الصلب وهم جمود متمرسين فى إنجاز إعدام المجرمين المحكوم عليهم بالموت صلبا (مت 27: 26- 27) (مر 15: 15- 16) تحقيقا لرغبة رؤساء الكهنة والجمهور التابع لباراباس وهم من الغيوريين لينفذوا حكم الصلب ويعتبر المسيح هو رئيس الكهنة الأعظم وها هم رؤساء كهنة العلى يصلبون رئيسهم ، وأعطى بيلاطس لرؤساء الكهنةً فرقة من جنود الرومان لتنفيذ الحكم (لوقا ٢٣: ٢٤، ٢٥).24 فحكم بيلاطس ان تكون طلبتهم. 25 فاطلق لهم الذي طرح في السجن لاجل فتنة وقتل الذي طلبوه واسلم يسوع لمشيئتهم. " وكانت الذبيحة تذبح فى العهد القديم تحت نشراف رؤساء الكهنة وها هو المسيح ذبيحة العهد الجديد يذبح بإشراف رؤساء كهنة اليهود والمسيح أُسلم لأجل خطايانا بإرادته وإرادة أبيه، فضلاً عن أنه أُسلم بأمر بيلاطس ظلماً لأن الرب «لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَل بَذَلَهُ لأجْلِنَا أَجْمَعِينَ» (رومية ٤: ٢٥ و٨: ٣٢). فأُسلم ذلك للموت الوقتي لننجو من الموت الأبدي وننال الحياة الأبدية. يلاحظ أن بيلاطس لم ينطق بنفسه بالحكم، كما تقتضي الأصول المتبعة في القضايا، وهذا نتحققه أيضاً من الأناجيل الثلاثة. فقد سلمه لرؤساء الكهنة ومضوا به (مت26:27؛ مر15:15؛ لو25:23). لقد حاول أن يختزل إجراءاته ضد العدالة، إلى أقصى حد ممكن. فكان مسوقاً في هذه القضية ضد إرادته . وهذا واضح غاية الوضوح في رواية إنجيل القديس متى: «فلما رأى بيلاطس أنه لا ينفع شيئاً (محاولاته المتكررة لإطلاقه)، بل بالحري يحدث شغب, أخد ماء وغسل يديه قدام الجمع قائلا: إني بريء من دم هذا البار، أبصروا أنتم. فأجاب جميع الشعب، وقالوا: دمنا علينا وعلى أولادنا.» (مت24:27-25) فبهذا الإجراء وهذه السياسة التي سار عليها بيلاطس من أول القضية لنهايتها، أصبح اليهود وعلى رأسهم رؤساء الكهنة هم وحدهم المتحملين تنفيذ سفك الدم, بل وتنفيذ الحكم إرادياً, (لأن عسكر الرومان قاموا بالعمل) ويلاحظ أن بيلاطس لم يقل «أسلمه إليهم ليصلب», كمن يعطيهم حق الصلب، بل النطق الوحيد فيما يختص بالصلب جعله بيلاطس مبنيا للمجهول وفاعله غير محدد « ليصلب». صحيح أنهم لم يصلبوه بأيديهم، ولكن هم الذين صلبوه, وانما بأيدي الأمم, وهي أيدي أقوام أثمة: «وبأيدي أثمة صلبتموه وقتلتموه» (أع23:2), «ورئيس الحياة قتلتموه... ونحن شهود لذلك.» (أع15:3). ولكن كما سبق وقلنا، فإن كلا من رؤساء اليهود الممثلين للأمة اليهودية "مجمع السنهدرين" وبيلاطس الوالى الرومانى الذى يمثل الأمم لأن الرومان كانوا يحتلون معظم الأمم من إنجلترا حتى العراق .. أة أن اليهود والأمم مدانان بالخيانة للحق والقانون والعدالة، وبالتالى للرب! الصلب : عقاب المدان بالموت فى الناموس، بقتل المذنب برجمه أو قطع رأس المدان ثم تعليقه على خشبة (تث 21: 22) واذا كان على انسان خطية حقها الموت فقتل وعلقته على خشبة " (يش 8: 29) وكان هذا النوع متبعا عند قدماء المصريين وأخذه منهم العبرايين (تك 40: 19) ي ثلاثة ايام ايضا يرفع فرعون راسك عنك، ويعلقك على خشبة، وتاكل الطيور لحمك عنك». وكان اليهود لا يدفنون الميت المعلق على خشبه فى نفس اليوم (تث 21: 23) فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم.لان المعلق ملعون من الله.فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا " وقد أخذ الإسلام من اليهود تشهير المذنب المدان بتعليق جثته على خشبة فى الميادين العامة وقد وردت كلمة الصلب فى العهد القديم فى العديد من الآيات خاصة فى الأسفار المتأخرة (عز 4: 11) وقد صدر مني امر ان كل انسان يغير هذا الكلام تسحب خشبة من بيته ويعلق مصلوبا عليها ويجعل بيته مزبلة من اجل هذا. " ." وفى سفر أستير كثرت وتكررت كلمة الصلب كثيرا فى سفرأستير( اس 7: 9) (.اس 7: 10) (اس 9: 13)(اس 9: 25) ويلاخظ أن المدان فى شريعة قدماء المصريين وشريعه اليهود وشريعة المسلمين تعلق جثته على خشبة واحدة ثم يترك لطيور السماء أما عند اليهود والمسلمين يدفن فى نفس اليوم أما عقاب الصلب فى القوانين الرومانية وثنية يطبق فقط على الأمم التى يحتلون أرضهم مثل اليهود وذلك بتسمير أيدي وأرجله وهو حى على خشبتين متعامدتين ويرفع الصليب وعليه المصلوب فتقع قاعدته فى نقرة فى الصخر ويثبت حوله بخشب أو حجارة ويترك المصلوب حتى يموت وينزلونه فى نفس اليوم وإذا لم يموت فى نفس اليوم قطع رجليه فيموت سريعا ثم ينزلونه ويدفنوه 2) " فَأَخَذُوا يَسُوعَ وَمَضَوْا بِهِ." «أخذوه»:أخذ رؤساء الكهنة أي قبلوه منه, وهي نفس الكلمة التي جاءت في الأصحاح الأول «إلى خاصته جاء وخاصتم لم تقبله». وهكذا أسلوب القديس يوحنا في اختياره للكلمات يحمل وراءه الشرح والمقارنة والتهكم والاستعلان بطريقة غاية في الحذق، أو على الأصح غاية في الاستنارة. فاليهود لم يقبلوه من يد الرب، ولا من الآباء, ولا من نبوات الأنبياء ليفرحوا به ويحبوه، ويصيروا به أبناء الرب؛ بل قبلوه من يد بيلاطس الوالي الأممي ليصلبوه، قبلوه كمدعي البنوة لله، وكمضلل الشعب ومفسد الأمة, بل وفاعل شر وكاسر الناموس, كمقاوم لقيصر، وهادم للهيكل, قبلوه ليسفكوا دمه ويشفوا غليلهم فيه ويقبلوا دمه عليهم وعلى أولادهم إلى الأبد! أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 > راجع (مت 27: 31- 37) و (مر 15: 20- 26) و (لو 13: 26- 38) أما العنوان الذى كتبه بيلاطس ووضعه على الصليب فكان القصد منه تحقير اليهود وتذكيرهم أنهم أجبروه على صلب ملكهم وتبرئة نفسه من تهمتهم أنه خاين لدولته
| شرح وتفسير (يوحنا 19: 17) 17 فخرج وهو حامل صليبه الى الموضع الذي يقال له «موضع الجمجمة» ويقال له بالعبرانية «جلجثة»، ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 1) " فَخَرَجَ وَهُوَ حَامِلٌ صَلِيبَهُ " لم يحدد المفسرين شكل الصليب فى القرن الأول الميلادى / على شكل حرف T ، † ، X ولكن من المرجح هو كان على شكل صليب العلامة التى يتخذها المسيحيين رمزا للمسيح ، ومهما كان شكل الصليب فقد كان على المعاقب بالموت صلبا أن يحمل جزء من صليبه إلى موقع الصلب (مت 27: 22) (مر 15: 12) (لو 14: 27 & 23: 26) «خرج»: خرج من دار الولاية مكان المحاكمة فى طريق ألألام إلى خارج أورشليم وكانت مدينة محصنة باسوار وحصنها هيرودس بأسوار وحصون وبنى فيها مبان حديثة وخرج المسيح من أحد ابوابها يعتقد أن أسمه الباب القديم Old gate وله أسم آخر باب الزاوية corner gate (أبواب أورشليم كانت تتغير أسناؤها بتغيير مكانها عند بناء أسوار جديدة لتوسهة المدينة ) «فقال الرب لموسى: قتلاً يُقتل الرجل. يرجه بحجارة كل الجماعة خارج المحلة.» (عد35:15) - «فأخذ إبراهيم حطب المحرقة, ووضعه على إسحق ابنه. وأخذ بيده النار والسكين.» (تك6:22) خرج خارج المدينة, فمكان المحاكمة كان قريباً من الباب الشمالي الغربي المؤدي إلى خارج المدينة، حيث مكان الصلب. ولكن في كلمة «خرج» لها معاني روحية لتشير إلى خارج المحلة أى بعيدا عن سكنى الشعب : «فإن الحيوانات التي يُدخل بدمها عن الخطية إلى الأقداس، بيد رئيس الكهنة، تُحرق أجسامها خارج المحلة. لذلك، يسوع أيضاً، لكي يقدس الشعب بدم نفسه، تألم خارج الباب. فلنخرج، إذاً, إليه خارج المحلة, حاملين عاره (الصليب)، لأن ليس لنا هنا مدينة باقية، لكننا نطلب العتيدة.» (عب11:13-14) طريق الآلام : هو الطريق الذي سار فيه المسيح وهو حامل صليبه من أمام قلعة أنطونيا، أي دار الولاية, المكان الذى حاكم فيه بيلاطس البنطى الوالى على المسيح بالصلب هى قلعة أنطونيا، أي دار الولاية, من المرتفع الذي يقال له بالعبرانية جباثا، أي البلاط, مكانها الآن المدرسة العمرية والمدرسة ترتفع فعلا عن مستوى الشارع بسلالم (درجات) ماراً بشوارع المدينة، حيث استقبلته النسوة بالبكاء والنواح، ليس على مستوى المعرفة والروح، بل من منظره الذي كان يستدر الدموع من الصخور, لو عزت دموع الإنسان. ولكن المسيح أبى بثمدق أن يُبكى عليه وهو مصدر الفرح السماوي الذي لا يؤول إلى حزن: «وتبعه جمهور كثير من الشعب والنساء اللواتي كن يلطمن أيضاً و ينحن عليه. فالتفت إليهن يسوع وقال: يا بنات أورشليم, لا تبكين علي، بل ابكين على أنفسكن وعلى أولادكن، لأنه هوذا أيام تأتي يقولون فيها: طوبى للعواقر والبطون التي لم تلد، والثدى التي لم ترضع ... لأنه إن كانوا بالعود الرطب يفعلون هذا، فماذا يكون باليابس» (لو27:23-31). وما والت جموع المسيحيين من زوار أورشليم تسير طريق الألام وتقف المسيرة في أربع عشرة محطة, بعضها مأخوذ اسمه من الكتاب المقدس، والآخر من التقليد، وينتهي طريق الآلام الآن عند كنيسة القبر المقدس حيث تقام صلاة احتفالية كبرى بواسطة آباء الفرنسيسكان. «حامل صليبه»: حينما حمل المسيح الصليب، اختفى مفهوم الصليب من العالم كأداة للموت والتعذيب؛ وحل محل هذه الصورة المرعبة المفهوم الجديد للصليب، كرمز الإيمان والرحمة والرقة والبذل والإسعاف والحب والسلام والقداسة والكرامة والمجد؛ يحمله الأطفال للفرح، ويحمله الشباب للنصرة الأخلاقية، وتحمله النساء للعفة والطهارة, ويحمله الرجال للحكمة والكمال، ويحمله الرهبان كسلاح على الصدر والظهر، ويحمله الشيوخ كغلبة على العالم, تحمله الهيئات للرحمة المجانية، وعلامة الإسعاف في المخاطر والإنقاذ المجاني، كأعلى ما بلغت إليه المشاعر الإنسانية، وترفعه الجيوش علامة لوقف القتال وطلب الصلح والسلام، ويحمله الملوك مرصعاً في تيجانهم للكرامة والمجد. وصار للصليب عشرات الأشكال ومئات الألوان, وصار هو الوحدة الزخرفية المفضلة لتكميل كل الفنون. كان يئن تحت ثقله, وهو الحامل كل شيء بكلمة قدرته. عرقه يتصبب ويتساقط من جبينه، وهو مسخن, فكان يتقطر ممزوجاً بالدم، من الأشواك المغروسة حول رأسه، لم يذق طعاماً ولا ماء ولا نوما منذ عشاء الخميس. الظهر متورم وجروحه تنزف, والوجه متألم من اللطم، والرأس مرضوض من الضرب، والمهانة أحنت نفسه فيه، وبلغ به الحزن حتى الموت قبل الموت! «تطلعوا وانظروا, إن كان حزن مثل حزني» (مراثي12:1)، «نفسي حزينة جداً حتى الموت!!» (مت38:26). لقد سبق أن أحسها قبل أن تأتي عليه!! الدوار ألم به، عيناه لم تعودا تنظران الطريق، موجات الوجع تلو موجات، ونوبات من الرعدة العصبية تسري وتعصف بالجسد، «من أسفل القدم إلى الرأس ليس فيه صحة بل جرح وأحباط وضربة طرية لم تُعصر ولم تعصب ولم تلين بالزيت» (إش6:1)، هاوية ليس لها قرار، يشيعه إليها جمهور الشامتين!! «إن المياه قد دخلت إلى نفسي, غرقت في حمأة عميقة وليس مقر، دخلت إلى أعماق المياه, والسيل غمرني، تعبت من صراخي, يبس حلقي, كلت عيناي... ، أكثر من شعر راسي الذين يبغضونني بلا سبب, اعتز مستهلكي أعدائي (فوقي) ظلماً, حينئذ رددت الذي لم أخطفه, ... لأني من أجلك احتملت العار، غطى الخجل وجهي، صرت أجنبياً عند إخوتي...، وتعييرات معيريك وقعت علي...، نجني من الطين فلا أغرق، نجني من مبغضي ومن أعماق المياه، لا يغمرني سيل المياه ولا يبتلعني العمق، ولا تطبق الهاوية علي فاها...، أنت عرفت عاري وخزيي وخجلي, قداقك جميع مضايقي، العار قد كسر قلبي فمرضت، أنتطرت رقة فلم تكن ومعزين فلم أجد.» (مز1:69-20) من دار حنان إلى دار قيافا، إلى دار هيرودس، إلى دار الولاية، من الداخل إلى الخارج، ومن الخارج إلى الداخل، مهانة تلو مهانة، ومن تعذيب إلى تعذيب، مصنفات من الضرب والتنكيل والفضيحة صنفتها قلوب رؤساء وخدام وجنود، أعظمهم من لم يعرف الرحة، وأقلهم وُلد فيها. جمعتهم جميعا قسوة الإنسان، وحركتهم طاعة الشيطان! سار حاملاً عار الصليب، محمولاً بمجد الله، منحنيا تحت ذلة الخطاة، شامخا بعمل الخلاص. في الهيئة كإنسان، مُعسر فيه رؤساء اليهود، فقتلوه؛ وفي الحقيقة هو ابن الله، فارتاع منه قاضي الرومان، وعمل على إطلاقه. «لدينونة أتيت أنا إلى هذا العالم, حتى يبصر الذين لا يبصرون، ويعمى الذين يبصرون» (يو39:9). لاهوته لم يفارق ناسوته، ليكمل ناسوته أشنع صنوف الألم والذبح، لنبلغ بهما الخلاص! النسوة لم يحتملن منظره، فتوجعن، ولطمن، ونحن؛ «أما الرب فسر بأن يسحقه بالحزن» (إش10:53)، وأما نحن فنعبده حاملاً الصليب ونسجد لجسده الممزق ودمه المسفوك، ونقبل جروحه التي بها شفينا وحيينا. ضعفه صار لنا قوة، وانحناؤه صار لنا استقامة، وسقوطه تحت الصليب صار لنا قيامة. خطواته على طريق الآلام صارت لنا طريقاً نعبر به من الضيق إلى السعة، ومن هوان الأرض إلى مجد السماء. فإن كنا نبكي، نبكي على خطايانا، التي حملته ثقل هذه الآلام، وكن حزننا حتما يتحول إلى فرح للخلاص. 2) " إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ «مَوْضِعُ الْجُمْجُمَةِ» وَيُقَالُ لَهُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ «جُلْجُثَةُ»." «إلى الموضع الذي يقال له موضح الجمجمة ويقال له بالعبرانية جلجثة»: لقد اخترق الموكب، والمسيح في المقدمة, المسافة من دار الولاية (قلعة أنطونيا) أما بعد خروج المسيح من باب المدينة الذى يسمى الباب القديم أو باب الزاوية فكانت الحقول المتاخمة وطريق رئيسي، وهنا وبحسب رواية القديس مرقس، ثقل حمل الصليب على الجسد المنهك: «فسخروا رجلأ مجتازاً (نحو المدينة) كان آتيأ من الحقل وهو سمعان القيرواني، أبو ألكنسدروس وروفس، ليحمل صليبه»(مر21:15)، وفي إنجيل القديس لوقا: «رجلاً قيروانياً كان آتياً من الحقل ووضعوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع وتبعه جمهور كثير من الشعب والنساء اللواتي كن يلطمن أيضاً وينحن عليه» (لو26:23-27) عندما نزل المسيح من فوق جبل الزيتون داخلاً الى أورشليم, بكى عليها لأنها لم تعرف زمان افتقادها. والآن, وهو خارج منها, هم يبكون لأنهم لم يعرفوا أن هذا هو زمان افتقادهم. «موضع الجمجمة»: تقول المصادر التقليدية أن هذا الاسم يرجع إلى أن جمجمة أدم كانت مدفونة هناك. ويرجح العلماء أن هذا الاسم هو صفة لشكل المرتفع الذي كان يتم فوقه عمليات الصلب، إذ أن شكله الجغرافي (الأرضي) يشبه الجمجمة. وكان الموضع خارج باب المدينة الذى إسمه الباب القديم أو باب الزازية لأنه بقرب زاوية بناء سور أورشليم وبالقرب منها، على بعد دقائق: «لأن المكان الذي صُلب فيه يسوع كان قريباً من المدينة» (يو20:19)، وكان المكان محجر تقطع منه الحجار لبناء سور اورشليم والمنازل وبطل إستخدامه فغستخدمه بعض الغنياء لبناؤ قبورهم مثل نبقوديموس ويوسف الرامى وتلة الجلجثة لم يؤخذ منها أححارا لأنها كانت ضغيفة متشققة لا تصلح تقطع منها الأحجار وكانت بالقرب من الباب القديم يمر منه الداخلون والخارجون فى السور الثانى الذى بناه هيرودس أستعملت هذه التلة كموقع لصلب المجرمين حتى يكونوا عبرة لكل من يدخل ويخرج من أورشليم وما زال بقايا هذه التلة موجودة فى كنيسة القيامة بأورشليم / القدس وعلى الطريق الرئيسي. وتقول أحد المصادر اليهودية أن هذا المكاذ بالذات كان مخصصا للرجم، وفيه توجد «مغارة إرميا». وكاذ المسطح المرتفع شيه هضبة، ولها شكل الجمجمة، تعلو قليلاً من الأرض المجاورة، حيث يوجد بستان، وفي البستان صار أقدس مكان على الأرض، مغارة جديدة منحوتة، هي التي استودع فيها يوسف ونيقوديموس الجسد الطاهر، وربما كان يملكها القديس يوسف الرامي كما سيجي ذكره. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية | شرح وتفسير (يوحنا 19: 18) 18 حيث صلبوه، وصلبوا اثنين اخرين معه من هنا ومن هنا، ويسوع في الوسط.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 1)" حَيْثُ صَلَبُوهُ" قاد رؤساء الكهنة والجند المنوط لهم بتنفيذ الصلب فى أورشليم ما يعرف اليوم بطريق اللام غلى خارج أسوارها مرورا بالباب القديم أو باب الزاوية على تله تسمى الجلجثة وطلعوا عليها ونفذوا عليها عملية تسمير بدى ورجلى المسيح على الصليب ورفعه أعلى التلة ليراه الداخلين والخخارجين لأورشليم «وكان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رؤوسهم قائلين: يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام خلص نفسك إن كنت ابن الله فانزل عن الصليب، وكذلك رؤساء الكهنة أيضاً وهم يستهزئون مع الكتبة والشيوخ قالوا: خلص آخرين, وأما نفسه فما يقدر أن يخلصها. إن كان هو ملك إسرائيل فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به. قد اتكل على الله فلينقده الآن، إن اراده، لأنه قال: انا ابن الله.» (مت39:27-43) واصبحت دماء المسيح المسالة على تلة الجمجمة غفرانا لكل عابر من ظلمة الشيطان إلى نور المسيح بشرط حمل الصليب معه «فأرى الدم وأعبر عنكم، فلا يكون عليكم ضربة للهلاك» (خر13:12) والرومان هم وحدهم الذين جعلوا هذا العقاب على مستوى المجرمين الخطرين، وخصصوه بالأكثر للعبيد، وكانوا ينكلون بالمحكوم عليهم شر تنكيل. ويقول الخطيب شيشرون الروماني عن عملية الصلب: (إنها قسوة ورعب). وللأسف كانت رجل اليهود تمادوا في استخدام هذه العقوبة قبل ذلك. فالمعروف في التاريخ، أن رئيس الكهنة ألكسندر حناؤس، سنة 88 ق.م صلب 800 شخصأ في وقت واحد. وقد ألغى الإمبراطور قسطنطين الأول عقوبة الحكم بالصلب وانتهى نهائياً من العالم بمنشور تحذيري ولكن ما زال المسلمين ينفذون عقوبة الإعدام بالصلب بالطريقة اليهودية اآ إعدام المتهم وقتله ثم تعليق حثته على خشبة . 2) " وَصَلَبُوا اثْنَيْنِ آخَرَيْنِ مَعَهُ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَا وَيَسُوعُ فِي الْوَسْطِ." ويسأل السائل : ما هذه الجروح في يديك؟ فيتول: هي التي جُرحت بها في يت أحبائي.» (زك6:13) «ثقبوا يدي ورجلى. أحصي كل عظامي، وهم ينظرون ويتفرسرن» (16:22-17) يقول عنهما كل من القديس متى والقديس مرقس إنهما كانا لصين: «وصلبوا معه لصين واحداً عن يمينه وآخر عن يساره، فتم الكتاب القائل: وأحصي مع أثمة» (مر27:15-28)، ويقول القديس لوقا إنهما: «صلبوه هناك مع المذنبين واحداً عن يمينه والآخر عن يساره» (لو33:23)، وكلمة «مذنب» لا تفيد «مذنب» بل «مجرم» وغير إشارة إشعياء المشار إليها في إنجيل القديس مرقس، يجب الإشارة هنا أيضأ إلى المزمور 16:22 «جماعة من الأشرار اكتنفتني (أحاطوا بي)». ويختص القديس لوقا وحده بسرد الحديث الذي دار بين اللصين وخاصة كلام اللص التائب: «أو لا أنت تخاف الله» (لو40:23)، وعجبي هنا على اللص الذي يخاف الله!! ثم بين التائب والمسيح الذي قال للمسيح: «اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك» (لو42:23)، وهي المقطع المحبوب الذي تسبح به الكنيسة في يوم الجمعة العظيمة أو الحزينة، ساعة ذكر الصلبوت, وتردده مرات ومرات, وكأن كل متعبد ينطق بلسان هذا اللص الطوباوي الذي سرق ملكوت السموات بعد سرقة العالم، ولكن كان فيه بارقة من خوف الله، قادته إلى التوبة. والكنيسة تناجيه أنه «الحلو اللسان والمنطق», ثم توازن بينه وبين الذين عاشروا المسيح وتأملوا مجده على الجبل المقدس، وكيف أعوزهم هذا الإيمان وقت المحنة؛ وتقارن بينه وبين بطرس التلميذ المقدام، صاحب السيف المسلول, والذي سمع الصوت آتيا من المجد الأسنى: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت، له اسمعوا» (مت5:17)، كيف أنكر بينما اللص آمن واعترف به وهوع لى الإقرانيون!! وفي التقليد القبطي يقال أن اسم هذا اللص «ديماس», وقد رد المسيح عليه, فاستجيبت طلبته في الحال: «الحق أقول لك: إنك اليوم تكون معي في الفردوس» (لو43:23), مما يوضح لنا بأجلى بيان، أن بالصليب افتتح المسيح الفردوس المفقود، واسترده لحساب الإنسان. وأن أول قدم وطئته كانت هي قدم هذا اللص الطوباوي «ملك التائبين» يسير وراء «ملك المجد». وكان هذا إيذاناً بدخول أفواج الخطاة التائبين من كل لسان وأمة وشعب!! وفي الحقيقة تقدم الكنيسة القبطية هذا الفصل الكنسي رسمياً، مسنوداً بالألحان من الخورس على مدى وقت ليس بقليل، كدرس تعبيري ذي وزن عال، من جهة معنى انفتاح القلب بالإيمان البسيط الذي يورث الحياة الأبدية. الإيمان الذي لا يقوم على براهين ونصوص ومعرفة وعلم. فاللص، وهو في أشد محنته، آمن بالمسيح المصلوب معه، وهو على مستواه في نفس المحنة والمهانة وقسوتها! لا تعليم ولا إغراء ولا فهم ولا منطق, فهي ومضة من النور الحق، انفتح لها قلبه فرأى المسيح في مجده وفي مجيئه الآتي في ملكه. فنطق الفم, كان كما أحس القلب. كيف اشتهى أن يذكره المسيح مجرد ذكر وهو آت في مجد ملكوته, فكانت له شهوته وأعظم, إذ رافق المسيح في رحلته لانفتاح الفردوس المغلق، ولم تذهب نفسه إلى الهاوية, فكان أول الغالبين للموت والناجين من الهاوية وراء المسيح, لأنه كان أول من آمن بالقيامة والمجيء الثاني. وفي تقليد الإنجيل بحسب القديس لوقا، كان هذا النطق الملكي للمسيح على الصليب هو النطق الثاني، لأن الأول قال فيه: «يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون.» (لو34:23). أما لماذا لم يذكر القديس يوحنا حديث اللصين معا, وحديث اللص مع المسيح ورد المسيح عليه، فيقول العالم والمؤرخ الكنسي إدرزهايم اليهودي المتنصر إنه يبدو أن القديس يوحنا, وبعد أن سلم بيلاطس المسيح للعسكر للصلب، انطلق بسرعة إلى المدينة وأحضر الأم العذراء القديسة مريم وأختهاه ومريم زوجة كليوباس ومريم المجدلية. فلم يكن يوحنا حاضراً بداية عملية الصلب ولا الأم القديسة, ولهذا لا نجد في إنجيل القديس يوحنا ذكرا لأي من التعييرات التي كان الشامتون يعيرون بها المسيح، سواء كانوا من رؤساء الكهنة أو الذين ساروا في موكبهم» فلم يذكر إنجيله شيئأ من ذلك قط, وهذا، بحد ذاته، يوضح لنا إلى أي مدى كان القديس يوحنا يعتمد على المشاهدة والسماع الشخصى في تسجيلاته. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية |
تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح التاسع عشر 3. عنوان علته (يوحنا 19: 19- 22) شرح وتفسير (يوحنا 19: 19) 19 وكتب بيلاطس عنوانا ووضعه على الصليب. وكان مكتوبا:«يسوع الناصري ملك اليهود».
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وَكَتَبَ بِيلاطُسُ عُنْوَاناً وَوَضَعَهُ عَلَى الصَّلِيبِ." عُنْوَاناً انظر شرح متّى ٢٧: ٣٧ ومرقس ١٥: ٢٦ ولوقا ٢٣: ٣٨. قصد بيلاطس بذلك إهانة اليهود وتذكيرهم أنهم أجبروه على صلب ملكهم، كما قصد تبرئة نفسه من تهمتهم أنه ليس محباً لقيصر. كلمة: «كتب» بعض المفسرون قالوا أن بلاطس كتب هذا العنوان بعد أن أرسل المسيح مقيدا حاملا خشية الصليب مع رؤساء الكهنة وجنود الرومان لينفذوا عقوبة الصلب إلى المكان المعد؛ بل ويعتقدون أيضاً أن بيلاطس هو الذي أمر بصلب المسيح في الوسط . وعلى كل حال, سواء كتابة العنوان أو الوضع الذي صٌلب فيه المسيح, فبيلاطس عبر والى أخر لحظة عن المرارة والسخط الذي كان يشعر به طوال المحاكمة من اتهام اليهود، وخاصة لما ركزوا, بغير حق وبغير وعي, على كونه «ملك». فهو هنا فأصاب كرامة اليهود في الصميم، الأمر الذي احتج عليه رؤساء الكهنة بشدة، فقابل احتجاجهم بإصرار على ما كتب؛ والسهم الثاني ألغى به كل صدى لصراخهم من جهة استخدامهم هذا اللقب لتهديد بيلاطس لدى قيصر، فالآن «ملككم قد مات» وفرصتكم في الشكاية قد ماتت يضاً! ولكن لا يستبعد بعض الشراح أن بيلاطس كان يكن للمسيح شعوراً فائقا، أراد أن يعبر عنه. كانت توضع تهمة المصلوب فوق راسة وتسمر على خشية الصليب حتى يعرف الشعب سبب صلبه كنوع من أنواع بث الرعب والخوف فى الأمم المحتلة حتى لا يثوروا ضدهم لأن عقوبة الصلب يعاقب بها الذين ليس عندهم جنسية رومانية والعبيد † " حيث صلبوه، " .. لم تسهب البشائر فى شرح التفاصيل التى لاقاها يسوع أثناء صلبه ، ويذكر التاريخ أن الرومان نقلوا فكرة الصلب من القرطاجيين الذين نقلوها بدورهم من الفرس ومهما يكن من تاريخ هذه العقوبة فإن الصلب كان عقابا وحشيا يقاسى فيه المصلوب آلاما فضيعة وموتا بطيئا تتصفى فيها دماؤه قطرة بعد قطرة لعدة أيام تختلف حسب صحة المصلوب والدماء التى سكبت منه أثناء عملية تعذيبه بالسياط قبل الصلب وفى النهاية يموت المصلوب مختنقا وكانت الكلمة اللاتينية "crux"، والتي عادة ما تترجم إلى "صليب"، تحمل في الأصل معنى أقل تحديدا، يشير إلى أي شيء يستخدم في شنق أو طعن الضحايا. ومنع الإمبراطور الروماني قسطنطين عقوبة الصلب في القرن الرابع الميلادي. وبعد مرور أكثر من 1000 عام، عاد الصلب إلى الظهور مرة أخرى باعتباره وسيلة لقتل المسيحيين في اليابان. وفي عام 1597، صلب 26 مسيحيا في ناغازاكي، كما أعدم مئات آخرين بنفس الطريقة خلال القرن التالي. وأشار تيمون سكريتش، أستاذ التاريخ الياباني بكلية الدراسات الشرقية والأفريقية في لندن، إلى أن السبب وراء اللجوء إلى الصلب هو أنه يعد إهانة وتحقيرا للشخص المدان، وتحذيرا للآخرين في نفس الوقت. وأضاف: "في بعض الحالات يترك الجلاد المذنب بضع ساعات، أو حتى الغسق، ثم يقتله بالسيف". واستخدم هذا العقاب ضد غير المسيحيين أيضا، ففي عام 1651 صلب نحو 150 شخصا بعد انتفاضة فاشلة ضد الحاكم العسكري في اليابان. وقال سكريتش: "أظن أن معظم الناس نسوا العلاقة بين الصلب والمسيحيين بنهاية القرن السابع عشر في اليابان". وعلاوة على ذلك، صلب الجنود اليابانيون أشخاصا في الحرب العالمية الثانية، ولعل أفضل الحالات الموثقة في هذا الصدد هو صلب ثلاثة سجناء حرب استراليين كانوا يعملون على خط السكة الحديدية بين تايلاند وبورما، وحكم عليهم بالاعدام لقتل الماشية. واليوم، لا يزال تصدر المحاكم بعقوبةـ "الصلب" في المملكة العربية السعودية. وهى عقوبة موجودة أصلا فى الشريعة اليهودية وتقول منظمة العفو الدولية، التي تناضل ضد جميع أشكال عقوبة الإعدام، إن "الصلب فى المملكة العربية السعودية يتم بعد قطع الرأس". وأضافت: "يعلق الجسم، بعد إعادة الرأس المفصولة مرة أخرى، على عمود في مكان عام بهدف الردع". ويكون هذا العمود في بعض الأحيان، وليس دائما، على شكل صليب. † " وصلبوا اثنين اخرين معه من هنا ومن هنا، ويسوع في الوسط. " ..وفى هذا العمل الذى أعده الرومان لصلب يسوع تحققت نبوءة (إش 53: 9) راجع أيضا (مت 27: 38) (مر 15: 27) (لو 23: 33) 2) " وَكَانَ مَكْتُوباً: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ مَلِكُ اليَهُودِ" «عنواناً»: الاصطلاح اللاتيني الرسمي. وكان من عادة الرومان أن يضعوا فوق رأس المصلوب لوحة بها اسمه وعلة صلبه، كما يتصح ذلك من إنجيل القديس مرقس وإنجيل القديس متى: (مت37:27) «وجعلوا فوق رأسه علته مكتوبة هذا هو يسوع ملك اليهود.» (مر 15: 26) 26 وكان عنوان علته مكتوبا «ملك اليهود». 27 وصلبوا معه لصين واحدا عن يمينه واخر عن يساره. (لو 23: 38)38 وكان عنوان مكتوب فوقه باحرف يونانية ورومانية وعبرانية: «هذا هو ملك اليهود». † " وكتب بيلاطس عنوانا ووضعه على الصليب. وكان مكتوبا:«يسوع الناصري ملك اليهود». " .. ربما أصدر بيلاطس أمرا كتابيا بكتابة هذا العنوان ثم نقشها آخر على قطعة خشبية أورد البشير متى إلى أن هذا العنوان المكتوب كانت التهمة السياسية (علته ( " أيتيان" باللغة اليونانية (مت 27: 37 ) ] الموجهة ليسوع وكان بيلاطس معاندا ومذلا لرؤساء الكهنة فكتب هذه العبارة لهؤلاء الذين قالوا ليس لنا ملك إلا قيصر وشاهد هذا العنوان كل من يخرج ويدخل إلى المدينة أما مرقس ولوقا فيستعملان كلمة "عنوان" [ "أبيغرلفى" باللغة اليونانية (مر 15: 26) (لو 23: 28) بالطبع إلهنا القدوس يـهـوٰه هو نفسه يـهـوٰهـشـوع (يسوع) المسيح ولكن يا أحبائي لا داعي لترويج أكاذيب بها ما نؤمن به فالمسيح لم يعلمنا ذلك وأعتقد أن تلك الصورة مدسوسة لتشويه أمانة المسيحيين في الترجمة والنشر .. الصورة التي أمامكم تُنطَق: ،،ييشُووَع هَنّوصِرِي وُمِلِخ هَيِّهُودِيم.،، والتي تعني حرفيًا: ،،يِشُوَّع الناصري وملك اليهود.،، حيث أنه يوجد حرف واو للعطف وليس كما تُترجَم ويُروَّج لها بالباطل في الصورة، لذلك في اعتقادي أنها ليست مترجمة بالباطل وحسب بل أنها لم تُكتب هكذا حتى! - إننا في غنى أحبائي عن الترويج للكذب أو للترجمات الخاطئة لإثبات أن المسيح يـهـوٰهـشـوع هو نفسه يـهـوٰه الظاهر والمتجلي في الجسد بروحه القدوس ومخلص العالم أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
| شرح وتفسير (يوحنا 19: 20) 20 فقرا هذا العنوان كثيرون من اليهود، لان المكان الذي صلب فيه يسوع كان قريبا من المدينة. وكان مكتوبا بالعبرانية واليونانية واللاتينية.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فَقَرَأَ هَذَا العُنْوَانَ كَثِيرُونَ مِنَ اليَهُودِ، لأنَّ المَكَانَ الَّذِي صُلِبَ فِيهِ يَسُوعُ كَانَ قَرِيباً مِنَ المَدِينَةِ." المكان تلة الجلجثة وهو مكان عال يراه كل إنسان يمر من النمان لأن التلة كانت عالية يراها الناس من بعيد كَانَ قَرِيباً مِنَ المَدِينَةِ ذكر يوحنا ذلك بياناً لكثرة المشاهدين، الداخلين لمدينة أورشليم من أحد ابوابها وإسمه الباب القديم أو باب الزاوية لأن الباب كان فى زاوية سور مدينة أرشليم المبنى لحمابتها فلو صُلب بعيداً عن المدينة لما كان كذلك.
2) " وَكَانَ مَكْتُوباً بِالعِبْرَانِيَّةِ وَاليُونَانِيَّةِ وَاللاتِينِيَّةِ " وكانت اللغات الثلاث أشهر لغات الأرض في ذلك العصر. ولعل ما جاء من الفرق في لفظ العنوان في البشائر نتج عن أن الواحد ترجم ما كُتب في لغة، والآخر ترجم ما كُتب في لغة أخرى، وبين اللغات الثلاثه هناك فروق لغويه أو لعل بعضهم نقل المعنى دون الحرف. أو قد يكون إختصر والإختصار ليس تناقض ففي (متى 27: 37) جعلوا فوق راسه علته مكتوبة هذا هو يسوع ملك اليهود « وفي (مرقس 15: 26) و كان عنوان علته مكتوبا ملك اليهود « وفي (لوقا 23: 38) و كان عنوان مكتوب فوقه باحرف يونانية و رومانية و عبرانية هذا هو ملك اليهود« وفي (يوحنا 19: 19) و كتب بيلاطس عنوانا و وضعه على الصليب و كان مكتوبا يسوع الناصري ملك اليهود «. فلا يوجد تناقض على الإطلاق لأن الأناحيل روايت كتبها الإنجيليين الأربعة بوحى الروح القدس وكان بيلاطس بما كتبه عنواناً شاهد حقٍ على غير قصد بيلاطس كتب العنوان بثلاث لغات يونانية ورومانية اي لاتينية وعبرية وواضح ان الثلاث لغات اتفقت في تعبير"ملك اليهود" متي : "هذا هو يسوع الناصري ملك اليهود" .. مرقس : " ملك اليهود" .. لوقا : "هذا هو ملك اليهود" .. يوحنا : " يسوع الناصري ملك اليهود " .. ثمة إختلاف بسيط بين كلمة "هذا أو هذا هو " و "يسوع الناصرى " ولكن بضمهم بصبر المعنى الجوهرى فى هذه ألايات واحدا / وهذا الأمر يجعلنا نثق فى مصدر الوحى أيا كان الإنسان الذى يكتبه فكل كاتب كتب ذكرياته ومذكراته بطريقة مختلفة لتصل إلى الأمم المختلفة فالبشائر ذهبت إلى أمما عديدة لغة وفكرا مختلفا ولأنهم كانوا شهودا عيان لما دونوه لنا فقد قصد بيلاطس إزعاج اليهود بما فعلوه من قرارهم بقتل شخص برئ صلبا ووشع اللقب الذى إتهموه به وخافوا منه عنوانا فوق رأس يسوع على الصليب (يو 19: 21 و 22) فلهذا المضمون واحد ولكن كل منهم اختصر باسلوبه ولكن وصل لنا النص الكامل من خلالهم وقد تكون مكتوبه بدون اداة الاشاره فيكون نص يوحنا الحبيب هو كامل مع ملاحظة انه هو الوحيد الذي كان واقف اسفل الصليب ولكن يبدوا ان احد اللغات وغالبا العبرية كانت مكتوبه هذا يسوع ملك اليهود ولهذا تضايق من يقراء العبرية وهذا الذي اعترض عليه اليهود ولكن حتي لو كانت اللغات الثلاثه متساوية فمتي البشير اختصر كلمة الناصري ومرقس البشير وهو معروف باختصاره كتب ملك اليهود هو ولوقا ايضا ركزوا علي لقب ملك اليهود فقط ويوحنا الحبيب كتب العنوان كامل بدون الاشاره فقط فهذا ليس خطأ بل كل منهم ركز علي الجزء الهام أما ترتيب اللغة التي كُتب بها العنوان هنا، فهو بحسب التقليد الرسمي: أولاً اللغة الوطنية التي تخص البلد (العبرية)، ثم لغة الدولة الرسمية (اللاتينية)، ثم اللفة العامة (اليونانية). وفي الحقيقة، فإن هاته اللغات الثلاث توافق لغة «الدين» ثم لغة «المجتمع» ثم اللغة «الفكرية». وكأنما كان عمل الرومان حتى وفي صلب المسيح أن يمهدوا للكرازة بالمسيح على مستوى العالم بمستوياته الثلاثة: الدينية والاجتماعية والفكرية. بِالعِبْرَانِيَّةِ :
أي لغة اليهود وهي عبرانية ممزوجة بالكلدانية.
وَاليُونَانِيَّةِ : وكانت لغة الأمم الساكنة في الأرض المقدسة وما جاورها من البلاد وسكان بلاد اليونان ومصر ولغة علماء اليهود.
وَاللاتِينِيَّةِ : أي لغة الرومان وهي الدولة الحاكمة، أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 > كان العنوان مكتوبا بثلاث لغات وهى العبرانية لغة اليهود واليونانية وهى لغة الأمم الساكنين فى ألراضى المقدسة وهى لغة سكان بلاد اليونان ولغة علماء اليهود واللاتينية وهى لغة الرومان المحتلين للأراضى المقدسة فى ذلك الوقت ولما كان مكان صلب المسيح قريبا من المدينة إستطاع الكثيرون أن يأتوا لمشاهدة المصلوب وقراءة العنوان كل باللغة التى يعرفها ،
| شرح وتفسير (يوحنا 19: 21) 21 فقال رؤساء كهنة اليهود لبيلاطس: «لا تكتب: ملك اليهود، بل: ان ذاك قال: انا ملك اليهود!».
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 1) " «فَقَالَ رُؤَسَاءُ كَهَنَةِ اليَهُودِ لِبِيلاطُسَ: لا تَكْتُبْ: مَلِكُ اليَهُودِ، بَل: إِنَّ ذَاكَ قَالَ أَنَا مَلِكُ اليَهُودِ»." لا شك أن رؤساء اليهود شعروا بأن بيلاطس قصد بذلك العنوان الهزء بهم، فأرادوا تغييره لأنهم لم يرضوا أن يُدعى رجل مصلوب ملكهم. لأول مرة يقرن إنجيل يوحنا الكهنة باليهود فى جملة واحدة «رؤساء كهنة اليهود»، وكأنما يضعها في مستوى ملك اليهود. لقد أدركوا في الحال، وربما قبل أن يُعلق العنوان على الصليب، أن بيلاطس قصد تسجيل تهمتهم على أنها حقيقة رغماً عن أنفهم. قابلوه محتجين وبلغة شبه آمرة: «لا تكتب», اللهجة التي قابلها بيلاطس بجفاء ظاهر وتعالي الحاكم الآمر. ويلاحظ في المقابلة بين ما كتبه بيلاطس بخصوص كلمة «ملك» إذ وضع لها أداة التعريف ( أل) والنسب معاً لليهود: «الملك الخاص باليهود» ليجعل منه الشخصية الملكية الاول. فكان احتجاج اليهود وطلبهم أن يكتب «ملك» بدون أداة التعريف، ليعطوها صفة الإدعاء وليس الحقيقة: «قال أنا ملك». وكأنما أراد بيلاطس أيضاً, ومن جهة أخرى, أن يجردهم من تملقهم الكاذب، ونسبهم المزعوم لقيصر: «ليس لنا ملك إلا قيصر», ولكن لا هذا ولا ذاك!!. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 > فشعر رئساء اليهود أن بيلاطس قصد بقوله ملك اليهود السخرية منهم وإذلالهم فقالوا إكتب "ذاك قال أنا ملك اليهود"
| شرح وتفسير (يوحنا 19: 22) 22 اجاب بيلاطس:«ما كتبت قد كتبت». . . . . ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 1) " «أَجَابَ بِيلاطُسُ: مَا كَتَبْتُ قَدْ كَتَبْتُ»." † " «ما كتبت قد كتبت " .. فعلان تامان يؤكدان نهاية ما كتب رافضا تغيير أمره والتهمة التى حكم عليه بها فرفض بيلاطس طلبهم زيادة فى إذلالهم والسخرية منهم رفض بيلاطس طلب رؤساء كهنة اليهود بهذا الجواب فلم يعد يخشى من أن يشكوه إلى قيصر. ورجع إلى عناده وكبريائه. ولم يخلُ جوابه من إظهار غيظه أنه خضع لهم في ما أرادوا وحقق لهم صلب المسيح بالرغم من براءته من التهم إن تعالي بيلاطس في الرد وعناده في عدم التغيير، يعبر عن وقفة الحاكم الروماني المعتد بعمله الرئاسي. ولكن وراء صوت بيلاطس الحاكم، كان صوت الحكومة الأعلى التي تُملي ماذا ينبغي أن يكتب التاريخ، وماذا يسجل؛ لأن من فوق الصليب هذا، ومن تحت هذا العنوان عينه, طالب المسيح بملكه الحقيقي. فقد نصب المسيح نفسه على الصليب ملكاً إلى أبد الآبدين: «دُفع إلّى كل سلطان في السماء وعلى الأرض» (مت18:28). ولم تكن الكتابة التي كُتبت إلا إعلانا ثابتا أبديا، أملاه بيلاطس على كل ممالك العالم، ليسود ويملك على العالم, وبكل لغة! «ما كتبت قد كتبت», «أحتى الآن لا تفهمون.» (مت9:16) أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
|
|