Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير / شرح  إنجيل يوحنا الإصحاح الثانى

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير يوحنا ص1 1: 1-18
فسير إنجيل يوحنا ص 1: 19- 51)
تفسير إنجيل يوحنا ص 2
تفسير إنجيل يوحنا ص 3
تفسير إنجيل يوحنا ص4
تفسير إنجيل يوحنا ص5
تفسير إنجيل يوحنا ص6:1- 40
تفسير إنجيل يوحنا ص6: 41- 71
تفسير إنجيل يوحنا ص 7: 1- 24
تفسير إنجيل يوحناص7: 25- 53
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 1- 20
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 21 37
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 38- 59
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 1- 23
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 24-41
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 1- 21
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 22- 42
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 1-32
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 33- 57
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 1- 26
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 27- 50
تفسير إنجيل يوحنا ص13: 1- 17
تفسير إنجيل يوحنا ص13: 18- 38
تفسير إنجيل يوحنا ص14: 1-14
تفسير إنجيل يوحنا ص14: 15- 31
تفسير إنجيل يوحنا ص 15
Untitled 8492
تفسير إنجيل يوحنا ص 16
Untitled 8490
تفسير إنجيل يوحنا ص 17
Untitled 8493
تفسير إنجيل يوحنا ص 18
Untitled 8428
تفسير إنجيل يوحنا ص 19
Untitled 8429
تفسير إنجيل يوحنا ص20
Untitled 8430
تفسير إنجيل يوحنا ص 21
Untitled 8415
ت

 
تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح الثانى
1. تحويل الماء خمرًا فى عرس قانا الجليل (يوحنا 2:  1-12)
2. تانحدار يسوع إلى كفرناحون وصعوده إلى أورشليم وإخراجه الباعة من الهيكل / تطهير الهيكل (يوحنا 2: 12-17)
3. إنباء يسوع بموته وقيامته وهزء اليهود به وإيمان بعضهم / طلب آية (يوحنا 2: 18-25)

مقدمة ص2

أ- إشتهر يسوع عن رؤساء الدين الباقيين من الطوائف الدينية مثل الفريسيين والكتبة والصدوقيين ... ألخ بأنه  كان بياكل ويشرب مع عامة الشعب . بينما نلاخظ أن كان يوحنا المعمدان شخص منعزل يسوع كان مختلف جداً وبالرغم من ان يسوع كان ينعزل أحيانا للصلاة فى البرية ألا أن معظم أوقاته كان مع الشعب يسوع كان شخص شعبي مع عامة الشعب.
.
ب- أول آية
/ معجزة فعلها يسوع كانت منزلية جداً وعائلية جداً كان يهتم بالإنسان العادي والعناية به كما تميز يسوع أنه ليس مثل المتدينيين   من أصحاب البر الذاتي (الفريسى والخاطئ) الذى يظهر واضحا فى الجانب الآخر من شخصيته .
أولوية الناس،
قبل تقاليد أو الطقوس الإلزامية، هذه سنعت لأجل الناس وليس العكس  بتعلن حرية يسوع، وف نفس الوقت الاحترام للتوقعات الثقافية.

ج-
معجزة تحويل الماء خمرًا (يوحنا 2:  1-12) أول آية من الآيات السبعة اللي ببيستخدمها الوحى فى إنجيل يوحنا حتى  يعلن شخصية وقدرة يسوع (راجع الأصحاحات يو ٢ -١١)
١ .الماء إلى خمر (يوحنا ٢ :١ -١١
)

٢ - شفاء  غلام قائد المائة (يو 4: 46- 54)

٣ - شفاء أعرج (يو 5: 1- 18)
٤
- إطعام الجموغ (يو 6: 1- 15)

٥ .السير على المياه (يوحنا ٦ :١٦ -٢١)

٦ - شفاء الأعمى (يو 9: 1- 41)
 ٧
- إقامة لعازر (يو 11: 1- 57)

 تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح الثانى
1. تحويل الماء خمرًا (يوحنا 2:  1- 11)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 2: 1)  1 وفي اليوم الثالث كان عرس في قانا الجليل، وكانت ام يسوع هناك.

 

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 
1) " وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ" ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ أي ثالث يوم بعد دعوة فيلبس (يو ١: ٤٣ - ٥١) وهو اليوم السادس من إعلان يوحنا شهادته أمام اللجنة اليهودية (يو ١: ١٩).
2) "  كانَ عُرْسٌ فِي قَانَا ٱلْجَلِيلِ"  كان عرس " .. أعراس القرى فى منطقة الشرق الأوسط تتميز بأنها مناسبات إجتماعية هامة ، فكان يحضرها أهل القرية والقرى المجاورة والأقارب  وكانت تدوم لعدة أيام

"فى قانا الجليل " قانا قريةٌ صغيرة تقعُ في منطقة الجليل على بعد عشرين كيلومتراً شماليَّ الناصرة  وقانا اسم عبري معناه "مكان القصب" وهي مدينة شهيرة صنع المسيح أعجوبته الأولى فيها وهي تحويل الماء على خمر (يو 2: 1-11). وبعد ذلك صنع عجيبة ثانية فيها شفاء ابن خادم الملك (يو 4: 46-54)فجاء يسوع ايضا الى قانا الجليل، حيث صنع الماء خمرا. وكان خادم للملك ابنه مريض في كفرناحوم." وكانت وطن نثنائيل (يو 21: 2). وكل ما نعرفه من الإنجيل أن موقعها هو أنها في الجليل بمكان عال بالنسبة إلى كفرناحوم إذ يقول يوحنا في إنجيله (يو 2: 12) "وبعد هذا انحدر إلى كفرناحوم" وخادم الملك الآتي من كفرناحوم إلى قانا حيث كان يسوع طلب منه أن "ينزل ليشفي ابنه" (يو 4: 46 و47). ويرّجح أنها خربة قانا شمالي الناصرة بثمانية أميال. وهناك عيون ماء ومستنقعات وكثيرة القصب. يوسيبوس وجيروم يؤيدان هذا الراي بقولهما أن قانا الجليل تقع بالقرب من صيداء. ويقول بعضهم أنها كفركنّا التي تقع شمال شرقي الناصرة بأربعة أميال. وفي كنيسة الروم الأرثوذكس في كفركنَّا جرّة يعرضونها على السياح ويزعمون أنها استعملت في عجيبة تحويل الماء خمرًا. ولكن اسم "كنَّا" ليس بالقاف
قَانَا ٱلْجَلِيلِ أضافها إلى الجليل تمييزاً لها عن قانا التي في سهم أشير التي هي شرقي صور بميلة إلى الجنوب.( يشوع ١٩: ٢٨) وعبرون ورحوب وحمون وقانة الى صيدون العظيمة." وقانا الجليل كانت قرية في الشمال الشرقي من الناصرة وعلى أمد نحو ساعتين منها وآثارها واسمها باقية إلى هذا اليوم. وأخطأ من حسبها كفركنة وقانا على مسافة يومين أو ثلاثة من المكان الذي كان يوحنا المعمدان يكرز ويعمد فيه. وكان نثنائيل من هذه القرية (يو ٢١: ٢).

الكلمة قانا الجليل مذكورة فقط في إنجيل يوحنا (يوحنا ٢ :١ ،١١؛ ٤ :٤٦؛ ٢١ :٢ ) نعرف بعض الإشياء عنها.
◙١ -موطن نثنائيل
٢ -الموقع اللي عمل فيه يسوع أول معجزة
٣ -قرب كفرناحوم
هناك أربع مواقع مفترضة (AB ،المجلد ١ ،ص. ٨٢٧ )
١ -عين قانا، على بعد ميل واحد بس شمال الناصرة
٢ -كفر قانا، على بعد تلات أميال شمال شرق الناصرة
٣ -خربة قانا، مكان على بعد حوالي ٨ أميال ونص شمال الناصرة، وبيوقع على تلة
٤ -قانا التي في سهل أسوشيس، اللي بيذكرها Josephus) 206, 86, Life )
أن يكون الموقع في سهل يبدو أنو بيناسب اسم قانا، اللي هوي بالعبرية بمعنى "قصبة" (يعني، خيزرانة)
3) "  وَكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاكَ" " وكانت أم يسوع هناك " .. هنا تظهر مريم كإنسانة خادمة لأنها كانت تساعد فى ترتيبات العرس ربما كانوا قريبيين لهم أو اصدقاء وكان برتلماوس من قرية قانا فهل كان عرسه وتشير الاية خمسة على مدى معرفتها بدقائق تجهيزات
أُمُّ يَسُوعَ لم يذكر يوحنا اسمها في إنجيله كما أنه لم يذكر اسمه ولا اسم أخيه يعقوب. ولعله لم يذكر اسمها لكونه معروفاً أو لأنه كانت قد اصبحت بعد أن قال له المسيح هذه أمك أهل بيته (يو ١٩: ٢٦). ولنا من عدم ذكر اسم يوسف هنا أنه كان قد مات ولم نر من إشارة إلى بقائه حياً إلا منذ نحو ١٨ سنة قبل هذا (لوقا ٣: ٤١). وكانت مريم حينئذ لم تزل ساكنة في الناصرة (مرقس ٦: ٣) ويحتمل أنه كانت قرابة بينها وبين أهل العرس في قانا لأنها أظهرت اهتمامها في بعض أمور العرس من كلامها مع الخدم (يو 2: 5)  وفى الداخل عرفت أن الخمر قد فرغت (يو 2: 3) وأطلعت على ما لم يطلع عليه غريب من أمور ذلك البيت.


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
يريد بقوله فى "اليوم الثالث" من ذهاب يسوع إلى الجليل ودعوته فيلبس كما ورد فى (يو 1: 43- 51) ويعتبر اليوم السادس من بداية شهادة المعمدان ، ففى هذا اليوم " كان عرس" لم يذكر الإنجيلى لمن كان هذا العرس ولكن يدل ما أورده البشير أنه كان لأحد أقارب السيدة العذراء لأنها اظهرت إهتمامها فى بعض أمور العرس وأطلعت على ما لم يطلع عليه الغريب عن ذلك البيت ، وذكر البشير تحديدا قانا الجليل ليميزها عن بلدة قانا التى توجد فى مناطق سفر أشير ، وكان نثنائيل من قانا المذكورة فى (يو 21: 2)
"وكانت أم يسوع هناك " لدعوة أصحاب العرس لها لكونها من أقاربهم .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 2: 2) 2 ودعي ايضا يسوع وتلاميذه الى العرس ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
"1) " «وَدُعِيَ أَيْضاً يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى ٱلْعُرْسِ».(متّى ١١: ١٨ و١٩  ) لانه جاء يوحنا لا ياكل ولا يشرب فيقولون: فيه شيطان. 19 جاء ابن الانسان ياكل ويشرب فيقولون: هوذا انسان اكول وشريب خمر محب للعشارين والخطاة. والحكمة تبررت من بنيها» " إشتهر يسوع بمجاملته للناس فى أعراسهم فحضر عس قانا الجليل بل أن أول معجزة له كانت هناك  ومشاركتهم فى أحزانهم  يسوع فقد أقام الموتى وشارك كإنسان وبكى عندما سمع بموت لعازر ولكنه أقامه من الموت يقوة لاهوته بعد أربع أيام من موته ختى أن أخته قالت ليسوع لقد أنتن يا سيد 
وتلاميذه " .. تلاميذه الخمسة الأوَّلين، وهم بطرس وأخوه أندراوس ويوحنَّا الحبيب وفيلبُّس وبرتلماوس. و
وَتَلاَمِيذُهُ الذين حضروا العرس معه الأرجح أنهم كانوا وقتئذ ستة وهم أندراوس وبطرس وفيلبس ونثنائيل (كان نثنائيل "برتلماوس"  من قرية قانا نفسها)  ويوحنا كاتب هذه البشارة وأخوه يعقوب. أما سائر الاثني عشر فدعوا بعد ذلك وأجاب المسيح الدعوة ليُري مجده ويقوّي إيمان تلاميذه ويُظهر الصداقة لأهل العرس. وبحضوره ذلك العرس وفعله المعجزة فيه أباح لنا المسرات وألأفراح التي ليس فيها خطية وكرّم الزواج واعتبر النظام العائلي. فيجب على أهل كل عرس أن يجعلوه في أحوال تليق بأن يكون يسوع موجودا كأحد المحتفلين به حتى يعطى بركة جودة فى نقص الأشياء

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112أجاب يسوع الدعوة فى هذا العرس إكراما لأقارب امه وتقديسا للعرس ورغبه فى إعطاء مثال للتواضع بحضوره زيجة الفقراء وتكريما للزواج وإثباتا له : إنه سر عظيم ، وقام بأول معجزة له بإحالى الماءئ خمرا لنفاذ الخمر ، وأيضا ليرى الجميع مجده ويقوى إيمان تلاميذه ، وليبيح لنا المسرات التى ليس فيها خطية ، أما التلاميذ الذين دعوا معه فهم على الأرجح : أندراوس وبطرس أخوه وفيلبس ونثنائيل الذى هو برتلوماوس ويوحنا كات البشارة وأخوه يعقوب .. أما بقية التلاميذ فدعوا للتلمذة بعد ذلك. .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 2: 3)  3 ولما فرغت الخمر، قالت ام يسوع له:«ليس لهم خمر».

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وَلَمَّا فَرَغَتِ ٱلْخَمْرُ" كانت عادة إلزامية عبرية فى عصر يسوع عند المضيفين إنهم يقدموا الخمر مع الطعام وبعده .ومن الواضح
أن الخمر التى كانت تقدم للضيوف كانت خمر مختمرة  وكان هذا واضحا من تعليق رئيس المتكأ (يو 2: 9- 10)  يحتمل أن الضيوف كانوا أكثر ممن توقعوا حضورهم أو أنهم أقاموا أكثر من المدة المنتظرة حتى نفذت الخمر المعدة للعرس. وكانت أيام العرس أحياناً نحو أسبوع (قضاة ١٤: ١٥). ونفاذ الخمر يدل على أن أهل العرس لم يكونوا من الأغنياء.
2) " قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ "  هذا براعة طلب وهي أن يلوّح السائل عما في نفسه دون أن يُصرح بالطلب كقول أختي لعازر «الذي تحبه مريض» (يوحنا ١١: ٣). وعلى ذلك يكون الكلام طلباً بصورة الخبر. وهذا القول لأم يسوع دليل على أنه مدت يد المساهدة فى التحضير لهذا العرس قبل بدايته وشعورها المرهف بالمشاركة فيه ظهر حينما خافت من أن يُلام أهل العرس ويتكدرون بنقص القيام بالواجبات للمدعوين ويزعلون من تعليقات الضيوف ونظراتهم .
ولا ريب في أن مريم حفظت في قلبها كل علامات عظمة ابنها منذ الحبل به والمواعيد في شأنه وقتئذ (لوقا ٢: ١٩ و٥١) وعرفت بتيقن أن له قوة يستطيع أن يظهرها في أوقاتها. ولعلها استنتجت أن الوقت منذ معموديته وجمع تلاميذه وشروعه في خدمته هو الوقت المناسب لإظهار تلك القوة. ويحتمل أن تلاميذه أخبروها بحوادث المعمودية وشهادة يوحنا المعمدان له ووعده لنثنائيل (يو ١: ٥٠ و٥١) وتشجعت بهذه الأخبار عندما قالت ليسوع "ليس لهم خمر" أى أنها وضعت المشكلة أمام أبنها ليحلها (وهذا ما يسميه الأقباط الأرثوذكس "الشفاعة" فتوقعت أنه لا بد من أن يفعل على أثر ذلك شيئاً من المعجزات. ولا ريب في أنها كانت قد قرأت كيف أن إيليا صنع معجزة تكثير الدقيق والزيت في وقت الضيق (١ملوك ١٧: ١٤) واعتقدت أن ابنها قادر على أن يفعل مثله بل أعظم  منه
.
 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 إن فراغ الخمر قبل إنتهاء العرس يدل أن المدعوين إليه كانوا اكثر مما توقعوا أو أن أصحاب العرس لفقرهم لم يبتاعوا كمية كافية ، أما قول السيدة العذراء لإبنها "ليس لهم خمر" فهو طلب فى صورة خبر فكأنها تقول له : اشفق يا ابنى على أقربائنا هؤلاء لئلا يعتريهم الخجل إذا لم يقدموا للمدعوين خمرا كافية وأنا أعلم أنك تقدر على ذلك لكونك إبن الله ويليق بمحبتك وعنايتك أن تفعل هذه المعجزة ، ولا ريب ان السيدة العذراء حفظت فى قلبها كل علامات عظمة إبنها منذ الحبل والمواعيد بشانه وأعتقدت يقينا أن له قوة يستطيع أن يظهرها فى أوقاتها

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 2: 4)  4 قال لها يسوع:«ما لي ولك يا امراة؟ لم تات ساعتي بعد».

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  

1) " قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا ٱمْرَأَةُ؟" + " إمرأة " .. أول من إستخدم هذه الكلمة هو آدم عندما رأى حواء "فقال ادم هذه الان عظم من عظامي ولحم من لحمي.هذه تدعى امراة لانها من امرء اخذت" ( تك 2: 23) والكلمة في العبرية هي "إيششا" אִשָׁה. فلما خلق الرب حواء من أحد أضلاع آدم  وأحضرها إليه، قال آدم "هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي. هذه تدعي امرأة "إيششا" لأنها من إمرء "إيش" أخذت" (تك 2: 23). وبري بعض العلماء أن كلمة "إيششا" تتضمن معني الرقة واللين، بينما تتضمن كلمة "إيش" معني القوة. هو مصطلح عبرى يشير إلى التقدير والإحترام ، كلمة "إمرأة" فى العامية "مرة" تعتبر كلمة قاسية وغير مقبولة فى هذا العصر فى بلدان الشرق الأوسط المتحضرة مثل مصر وغيرها ولكنها ما زالت تستعمل فى الجزيرة العربية وبعض البلاد العربية بنفس المقهوم العبرى بالتقدير والإحترام (يو  4: 21 & 8: 10 & 19: 26 & 20: 15)
مَا لِي وَلَكِ يَا ٱمْرَأَةُ! + " ما لى وما لك " وردت هذه العبارة فى العهد القديم وقائلها داود النبى (٢صموئيل ١٦: ١٠) فقال الملك ما لي ولكم يا بني صروية.دعوه يسب لان الرب قال له سب داود ومن يقول لماذا تفعل هكذا. (2صم ١٩: ٢٢) فقال داود ما لي ولكم يا بني صروية حتى تكونوا لي اليوم مقاومين.اليوم يقتل احد في اسرائيل.افما علمت اني اليوم ملك على اسرائيل...  هذه العبارة مصطلح عبرى تكرر كثيرا فى الكتاب المقدس ويعنى حرفيا " ما علاقتي أنا وانتي بيهم!!"(قض 11: 12) ( 2 صم 11: 10 & 19: 22) (1مل 3: 13) ( 2أخ 35: 21) (مت 8: 29) (مر 1: 24 & 5: 7) (لو 4: 34& 8: 28) ( يو 2: 4)  هذه العبارة تدل على تغيير فى علاقة يسوع مع عائلته بعد التجارب الثلاث ومعموديته وبداية كرازته  (مت 12: 46) (لو 11: 27- 28)
 لا يخلو هذا الجواب من التوبيخ لها على ما أظهرت من التدخل فيما لا يعنيها والجسارة على ادعاء أن لها حقاً أن تأمره بإجراء عمل مما لا يعمله إلا بإرادة أبيه السماوي. ولكن لا شيء من التوبيخ بدعوته إياها «امرأة» لأنه دعاها كذلك حين أراد إظهار الحب لها ورقة قلبه عليها (يوحنا ١٩: ٢٦) 26 فلما راى يسوع امه، والتلميذ الذي كان يحبه واقفا، قال لامه:«يا امراة، هوذا ابنك». 27 ثم قال للتلميذ:«هوذا امك». ومن تلك الساعة اخذها التلميذ الى خاصته." . لكن قوله «ما لي ولك» يشف عن عدم الرضى أن يتعرض الإنسان لما يعنيه ويؤيده ما جاء في (قضاة ١١: ١٢ و٢صموئيل ١٦: ١٠ و١٩: ٢٢ و١ملوك ١٧: ١٨ و٢ملوك ٣: ١٣ و٢أيام ٣٥: ٢١ ومتّى ٨: ٢٩ ومرقس ١: ٢٤ و٥: ٧ ولوقا ٤: ٣٤ و٨: ٢٨) فكأن المسيح قال لأمه ليس لك أن تشيري عليّ ما يجب أن أعمله فهذا بيني وبين أبي السماوي. ولكنه مع ذلك أجاب لطلبها وهذا ما يسميه الأرثوذكس الشفاعة
2) " لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ" (جا 3: 1)  لكل شيء زمان، ولكل أمر تحت السماوات وقت: " بقول يسوع هذه العبارة " لم تأت ساعتى بعد "  يدل على معرفته بالمستقبل أى معرفته بالأزمنة مثل (الماضى والخاضر والمستقبل) + .. عبارة "لم تأت" تدل على معرفة يسوع متى تبدأ خدمته التبشيرية وكرازته لبنى إسرائيل ومتى تنتهى ؟ (مر 10: 45) وإستخدم يوحنا كلمة "ساعة " ليشير إلى (1) ليحدد الزمن (يو 1: 39 & 4: 6 و 52 و 53 & 11: 9 & 16: 21 & 19: 14 & 19: 27) .. (2) نهاية الزمان "يوم القيامة " ( يو 4: 21 و 23 & 5: 25 و 28) .. (3) إلى صلبه (يو 2: 4 & 7: 30 & 8: 20 & 12: 23 و 27 & 13: 1 & 16: 32 & 17: 1)
َلمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ أي لم يحين الووقت أن أظهر مجدي علانية بفعل المعجزة. ووردت نفس هذه العبارة بهذا المعنى في أحداص اخرى (يو ٧: ٣٠ ) فطلبوا ان يمسكوه، ولم يلق احد يدا عليه، لان ساعته لم تكن قد جاءت بعد.  (يو٨: ٢٠ )  هذا الكلام قاله يسوع في الخزانة وهو يعلم في الهيكل. ولم يمسكه احد، لان ساعته لم تكن قد جاءت بعد.( يو١٢: ٢٣ و٢٧).23 واما يسوع فاجابهما قائلا:«قد اتت الساعة ليتمجد ابن الانسان.  27 الان نفسي قد اضطربت. وماذا اقول؟ ايها الاب نجني من هذه الساعة؟. ولكن لاجل هذا اتيت الى هذه الساعة "  ووردت في أماكن أُخر بمعنى موته ورجوعه إلى الآب (يو ١٣: ١ ) 1 اما يسوع قبل عيد الفصح، وهو عالم ان ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم الى الاب، اذ كان قد احب خاصته الذين في العالم، احبهم الى المنتهى.( يو ١٧: ١) 1 تكلم يسوع بهذا ورفع عينيه نحو السماء وقال:«ايها الاب، قد اتت الساعة. مجد ابنك ليمجدك ابنك ايضا،"  وهي في كل المواضع وقت عيّنه الله الآب منذ الأزل لا يمكن أن يتقدم دقيقة ولا أن يتأخر كذلك. وقد يكون قصده المعنى هنا أن الخمر لم تنفد كل النفاد فإن صنعت المعجزة الآن شك الناس في صحتها لتوهمهم أنه مزج ما بقي من الخمر بالماء. وفي هذا الجواب إشارة إلى أن تلك الساعة ستأتي بعد.
ووقال بعض المفسرين أن معنى المسيح هنا أنه لم يأت الوقت المناسب ليعلن لأمة اليهود أنه هو المسيح إذ لا يليق ذلك الإعلان في قرية حقيرة كقانا وبين أصدقائه وأقربائه فلم تكن تلك الساعة إلا حين حضوره في قاعدة اليهودية أورشليم وفي هيكلها عينه على وفق النبوءة القائلة «وَيَأْتِي بَغْتَةً إِلَى هَيْكَلِهِ ٱلسَّيِّدُ ٱلَّذِي تَطْلُبُونَهُ» (ملاخي ٣: ١) فعلى ذلك لا تكون معجزة المسيح في قانا إعلان نفسه للأمة أنه المسيح بل إظهار بعض أشعة مجده لتوطيد إيمان تلاميذه.


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
ظن قوم أن قول يسوع لمه "مالى ولك يا امرأة" فيه بعض التوبيخ لها والحقيقة أنه ليس فيه هذا المعنى بل معناه ماذا يهمنى ويهمك أمر الخمر ، ما معناه (إحنا مالنا شئ فى هذا ) وقد طلبت العذراء هذه المعجزة لا للتفاخر أو بدون تمييز بل لأجل المحبة ، لو كانت العذراء ملومة فى هذا الطلب لما فعل يسوع هذه المعجزة ، فقد قرانا مرات أن المسيح لم يفعل المعجزات طلبها فضوليون فقد طلب هيرودس آية ، وطلب اليهود فى الناصرة آية  فلم يجب طلب ذلك ولا هؤلاء ، وقوله "لم تأت ساعتى بعد" معناه لم يئن الأوان المناسب لصنع المعجزة فإن الخمر لم تنفذ كليه فإن صنعت المعجزة الآن شك   الناس فى صحتها لتوهمهم أنه مزج بها ما بقى من الخمر بالماء وفى ذلك إشارة إلى تلك الساعة ستأتى

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 2: 5)  5 قالت امه للخدام:«مهما قال لكم فافعلوه».

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ: " يدل كلامها هذا على أنها توقعت من جواب المسيح أنه يصنع المعجزة في الوقت المناسب أى بعد نفاذ الخمر تماما وفراغ الأجران ولذلك أمرت الخدام بالاستعداد لطاعة أمره وأمرها للخدام يؤيد القول بأنها من أقرباء أهل العرس.
2) " مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَٱفْعَلُوهُ" يسوع الذى راى الجموع الذين تبعوه سوف يخورون فى الطريق غذا لم يطعمهم بارك الخمس خبزات والسمكتين لن يترك أصحاب العرص فى ضيقهم من نفاذ الخمر فحقق طلبها عن عرس قانا الجليل 1- حسب العادات اليهودية في الافراح كان نفاذ الخمر فضيحة كبرى . وربما تعني تدنى المستوى الاجتماعي لصاحب الفرح لذا هلع رئيس المتكأ عند نفاذه 2- عادة ما تكون مجالس النساء في الافراح بالجانب الخلفي بجوار (المطبخ) لذا كان من الطبيعي أن تعرف السيدة العذراء (والسيدات) بنفاذ الخمر مبكرا قبل باق الضيوف 3- حسب العادات اليهودية كان المدعون يساهمون في تكاليف المأدبة المقامه للعرس . ويرى البعض انه لهذا السبب ربما تحركت العذراء للرب يسوع ليساهم بشيء في الفرح . لكنها بكل تأكيد من حوارها معه ادركت انه سيقوم بشيء اعظم فامرت الخدم بالطاعة 4- حسب عادة اليهود (بعض الفريسيين تحديدا) كان يمنع تخزين المياه في الاجران . خاصة الاجران الكبيرة . بينما توضع المياة في اجران مصنوعة بمواد اخرى تميل للحجرية ليتم حفظها . لذا من الممكن ان نتخيل كيف كان اندهاش الخدم وهم ينفذون امر المسيح الغير منطقي .. ولكنهم نفذوه 5- كانت صناعة الخمر في المجتمع اليهودي تتم بدون تقطير كحولي (بينما الخمر الروماني كان يختمر باضافة بعض الاعشاب). لرفضهم الثمالة . لذا فإن الخمر الجيد كتعبير في المفهوم اليهودي هو يعني خمرا له مذاق جيد جدا مع اتزانه فلا يسكر ولا يسبب ثمالة . لذا فإن تعبير خمرا جيدا يؤكد أن المسيح لم يصنع خمرا مسكرا 6- الماء مادة بسيطة بينما الخمر مادة مركبة لذا ينظر الكثير لمعجزة التحويل كأنها خليقة طبيعة جديدة

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
يدل كلامهما هذا أن المسيح لم يوبخها كما توهم البعض وأنها فهمت من كلامه أنه سيصنع المعجزة ولذلك أمرت الخدام أن يستعدوا لطاعة أمره

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 2: 6) 6 وكانت ستة اجران من حجارة موضوعة هناك، حسب تطهير اليهود، يسع كل واحد مطرين او ثلاثة.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وَكَانَتْ سِتَّةُ أَجْرَانٍ مِنْ حِجَارَةٍ مَوْضُوعَةً هُنَاكَ" الظاهر أن تلك الأجران كانت موضوعة في مدخل الدار أو في الدهليز بالقرب من حوض التطهير بحيث لا يراها العريس ولا المدعوون في مجالسهم ع ٩.
+ " الأجران " ..   هذه ألأجران تملأ بالماء لغسل الأقدام والأيدى والأدوات  وملئ أحواض التطهير وغيرها .. كتب يوحنا هذه اللآية ليفهم القراء من ألأمم عادات اليهود
الصورة الجانبية شكل الجرن (صنع حديثا) موجود فى كنيسة عرص للاتين الكاثوليك فى  قانا الجليل
+ " ستة أجران من حجارة " ذكر البشير يوحنا أن الأجران من حجارة لأن اليهود كانوا يستعملون اأوعية الشرب والأكل من الحجارة لأنهم يعتبرون إستعمال الأوعية من الفخار وغيرها نجسة عدد ستة  هو عدد رمزى قد يشير إلى الجهد البشرى الذى يبدأ بها السيد المعجزة مثلما قال فى إقامة لعازر إرفعوا الحجر وكمية الخمر الناتجة من ملئ الأجران الستة تفوق إحتياجات عرس قروى مثلما فاض السمك والأرغفة فى معجزة الخمس خبزات والسمكتين هذا رمز الوفرة فى الخير ( أر 31: 12) (هو 2: 22 & 14: 7) ( يؤ 3: 18) (عا 9: 12- 14)
وبما أن تلك الأجران تملأ بالماء للإستعمال وملئ أحواض التطهير لم يكن فيها أى أثر للخمر. والذين ملأوها ماء صاروا بذلك شهوداً بصحة المعجزة. وكان مقدار ما صنعه المسيح من الخمر كبيراً فكل عطايا المسيح بسخاء من فيض غناه (مزمور ٦٥: ٩ - ١٣ ولوقا ٥: ٦ و٧). وليس لنا أن نظن أن المتكئين شربوا كل ذلك. ولعل المسيح قصد بذلك تقديم هدية لأهل العرس إكراماً ومساعدة لهم.
2) " حَسَبَ تَطْهِيرِ ٱلْيَهُودِ،" حَسَبَ تَطْهِيرِ ٱلْيَهُودِ على مقتضى تقاليد الشيوخ وعادة الفريسيين في غسل أيديهم قبل الأكل (متّى ١٥: ٢)  «لماذا يتعدى تلاميذك تقليد الشيوخ فانهم لا يغسلون ايديهم حينما ياكلون خبزا؟» (مرقس ٧: ٣ و٤ ) لان الفريسيين وكل اليهود ان لم يغسلوا ايديهم باعتناء لا ياكلون متمسكين بتقليد الشيوخ. 4 ومن السوق ان لم يغتسلوا لا ياكلون. واشياء اخرى كثيرة تسلموها للتمسك بها من غسل كؤوس واباريق وانية نحاس واسرة.  " (لوقا ١١: ٣٨).فقال له الرب: «انتم الان ايها الفريسيون تنقون خارج الكاس والقصعة واما باطنكم فمملوء اختطافا وخبثا. وكتب يوحنا هذه العبارة التفسيرية لأنه كان حينئذ ساكناً في أفسس كما هو المرجح.
اكتشف علماء الآثار اثناء التنقيب بالقرب من جبل هيكل اورشليم نحو ١٠٠ حمّام او حوض للاغتسال الطقسي (التطهير) يعود تاريخها الى القرن الاول قبل الميلاد والقرن الاول بعد الميلاد.‏ ويذكر نقش يهودي يرجع الى القرن الثاني او الثالث بعد الميلاد ان مثل هذه الحمّامات كانت متوفرة «للزوار الذين هم بحاجة اليها».‏ كما وُجدت احواض اخرى في قسم من اورشليم كانت تسكنه العائلات الثرية والكهنوتية؛‏ فكل بيت تقريبا كان له حمّامه الخاص للاغتسال الطقسي.‏
كانت الحمّامات عبارة عن احواض مستطيلة الشكل تُنقَب في الصخر او تُحفَر في الارض،‏ وتُرصَف بالآجرّ او الحجارة،‏ ومن ثم تُطيَّن لمنع تسرب الماء منها.‏ وقد بلغت مساحة معظم هذه الاحواض حوالي ٨‏,١ في ٧‏,٢ متر،‏ وكانت تُنقل مياه المطر اليها بواسطة قنوات.‏ كما بلغ عمق المياه فيها ٢‏,١ مترا على الاقل،‏ ما جعل التغطيس الكليّ ممكنا عند الانحناء.‏ وفي وسط الدرج المؤدي الى الحوض كان يُبنى احيانا جدار منخفض يقسم الدرج الى قسمين.‏ ويُعتقد ان احد هذين القسمين كان مخصصا لنزول الاشخاص المنجَّسين الى حوض الاغتسال للتطهر،‏ في حين استُخدم القسم الثاني للخروج من الحوض،‏ وذلك للحؤول دون ان يتنجس المرء بعد تطهره.‏

شددت الشريعة الموسوية على ان يكون شعب الله طاهرا روحيا وجسديا على السواء.‏ فالاسرائيليون كانوا يتعرضون لأشكال مختلفة من النجاسة وجب ان يتطهروا منها برحض او غسل اجسادهم بالماء وكذلك بغسل ثيابهم.‏ —‏ لاويين ١١:‏٢٨؛‏ ١٤:‏١-‏٩؛‏ ١٥:‏١-‏٣١؛‏ تثنية ٢٣:‏١٠،‏ ١١‏.‏

وبما ان يهوه الله هو كليّ القداسة والطهارة،‏ طُلب من الكهنة واللاويين،‏ تحت طائلة الموت،‏ ان يغسلوا ايديهم وأرجلهم قبل الاقتراب من مذبحه.‏
—‏ خروج ٣٠:‏١٧-‏٢١‏.‏
ولكن يرى العلماء انه بحلول القرن الاول بعد الميلاد فرضت السلطات الدينية اليهودية على غير اللاويين ايضا الالتزام بمطالب التطهر الخاصة بالكهنة.‏ كما مارس الاسينيون والفريسيون الاغتسال الطقسي تكرارا.‏ يقول احد المراجع عن زمن يسوع:‏ «كان على اليهودي ان يتطهر طقسيا قبل الدخول الى جبل الهيكل،‏ قبل تقديم الذبيحة،‏ وقبل نيل الفائدة من التقدمة الكهنوتية،‏ اضافة الى امور اخرى ايضا».‏ وتقول النصوص التلمودية انه كان يُتوقع من المغتسلين ان يغطّسوا انفسهم في الماء كليا.‏
وبسبب اصرار الفريسيين على التطهير الطقسي انتقدهم يسوع.‏ فمن الواضح انهم مارسوا «معموديات متنوعة»،‏ بما فيها «معموديات كؤوس وأباريق وآنية نحاس».‏ وقال انهم تخطوا وصايا الله ليفرضوا تقاليدهم.‏ (‏عبرانيين ٩:‏١٠؛‏ مرقس ٧:‏١-‏٩؛‏ لاويين ١١:‏٣٢،‏ ٣٣؛‏ لوقا ١١:‏٣٨-‏٤٢‏)‏ اما الشريعة الموسوية فلا تأتي مطلقا على ذكر التغطيس الكليّ للجسد
صور : ألأجران الستة - أحواض التطهير - شكل الحوض الأثرى
3) " يَسَعُ كُلُّ وَاحِدٍ مِطْرَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً»."
وحدة القياس المستخدمة كانت الكلمة العبرية bath .كان هناك تلات أحجام مختلفة من ال baths مستخدمة في عصر يسوع علهذا المفسريين غير متأكدين بالضبط من الكمية بالضبط  ولكن الأعجوبة  بتشير إلى كمية كبيرة هائلة من الخمرة.  

+ " يسع الواحد مطرين أو ثلاثة " ..حسب حجم الجرن أي يسع أكثر من مطرين وأقل من ثلاثة ومعدل كل واحد نحو عشرين رطلاً فبلغ موسوع الكل نحو مئة وعشرين رطلاً. هذه الكمية تساوى تقريبا أربعين لترا -

 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
الأجران أوعية للماء وقد إستخدمها المسيح ليتضح أنها لا تحوى أى أثر للخمر فيزداد وضوح الأعجوبة وقوله " موضوعة هناك حسب تطهير اليهود معناه على مقتضى تقاليد الفريسيين لأنهم كانوا يعسلون أيديهم قبل الأكل (مت 15: 2) (مر 7: 1- 4) (لو 11: 38) وقوله " يسع كل واحد مطرين أو ثلاثة"  معناه أن كل جرن يسع أكثر من مطرين وأقل من ثلاثة
حاشية: المطر مكيال يسع نحو عشرين رطلا فبلغ موسوع الكل مائة وعشرين رطلاً وهى مقدار وافر فكل عطايا يسوع بسخاء (مز 65: 9)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 2: 7)  قال لهم يسوع:«املاوا الاجران ماء». فملاوها الى فوق.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: ٱمْلأُوا ٱلأَجْرَانَ مَاءً." يعتقد أن الأجران كانت فارغة أو ناقصة باستعمال المدعوين. قالت العذراء للخدم مهما قال لكم إفعلوه وقال لهم إملأوا الأجران ماء فسمعوا وفعلوا .. يا خدام المسيح هل وصلتم لدرجة هؤلاء الخدم الذين يعملون ولا يتزمرون ، يفعلون ولا يسألون .. غريب حقا أن يملأون ماء وهم يريدون خمرا ولكن كقول بطرس على قولك يارب أرمى الشبكة
2) " فَمَلأُوهَا إِلَى فَوْقُ"  وهذا يعنى ا، البيت كان بالقرب من مصدر مياة مثل نبع أو بئر .. ألخ
مَلأُوهَا إِلَى فَوْقُ يظهر هذا رغبة الخدم ليروا ماذا سيحدث ومن المرجح أنهم سمعووا المناقشة بين يسوع وأمه  فلم يبق من موضع للفكر الإنسانى لحل مشكلة نفاذ الخمر فى هذا الوقت من الليل ومقدار الكمية من الخمر إذا أرادوا شرائها  فسمع الخدام وأطاعةا بوضع خمر في الأجران بعد ذلك.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أمر المسيح أن يملآوا الأجران ماء ليكونوا هم شهودا للمعجزة لئلا يتوهم  البعض أن فى ذلك خداعا أو سحرا لهذا فسر يوحنا غم الذهب : وملأوها إلى فوق   منعا للظن بأن المسيح صب فوقها خمرا ولم يحول الماء خمرا  

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 2: 8) 8 ثم قال لهم:«استقوا الان وقدموا الى رئيس المتكا». فقدموا.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: ٱسْتَقُوا ٱلآنَ" ٱسْتَقُوا ٱلآنَ هذا يدل على أن الماء استحال خمراً فى الحال عندما قال يسوع أستقوا ولم يأخذ وقتا أثناء وقت ملء الأجران وأمر المسيح بالاستقاء فكان التحويل بمجرد إرادته بلا توسط شيء آخر.
2) " وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ ٱلْمُتَّكَإِ. فَقَدَّمُوا" رَئِيسِ ٱلْمُتَّكَإِ وهو بالطبع ليس العريس بل أحد الأقرباء أو المدعوين المعيّن للاعتناء بالضيوف والآمر بتقديم ما يحتاجون إليه من الطعام والشراب ومن وظيفته أو يذوق ذلك قبل تقديمه لهم. وكيفية مخاطبة رئيس المتكإ للعريس تدل على أنه ليس بخادم بل من أمثال العريس في المقام.
هذا الشخص فى العادة هو مرتب ومعد والمسئول عن كل شئ فى العرس وقد يكون الخدم تابعين له وقد يكون إما (١) ضيف شرف كان مطلوب منه الاهتمام بالاحتفال أو (٢) عبد وظيفته خدمة الضيوف.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
"ثم قال لهم استقوا الآن" وهذا يدل على أن الماء إستحال خمرا بين وقت ملء الأجران وأمر المسيح بسقى المدعوين فكان التحويل بمجرد إرادته بلا توسط شئ آخر " وقدموا إلى رئيس المتكأ " كان من عادة اليهود أن يكون فى ولائم العرس رئيس يهتم بترتيبها  ونظامها ويأمر الخدام بما يلزم ويسمونه "رئيس المتكأ" فأمر المسيح أن يقدموا الخمر لرئيس المتكأ أولا لأن من وظيفته أن يذوق ذلك قبل تقديمه للمدعويين ولأنه كان يجب عليه  أن يكون صاحيا غير سكران وأوفر خبرة من الباقيين بالخمر فيمكنه أن يميز بين جيدها ورديئها ، هذا فعله المخلص حتى لا يقول قائل أن حواس القوم كانت قد إضطربت ولن تحكم حكما صحيحا لكن الذى شهد هو رئيس المتكأ فشهادته لا شبهة فيها لأنه ضابط لنفسه حافظ لحواسه ، قال فم الذهب لماذا لم يصنع المسيح الأعجوبة بأن خلق الخمر من العدم ولم يحولها من الماء فإن خلقها من العدم كان أعجب ؟ والجواب أن تحويل الماء خمرا أسهل للتصديق وأقرب للإيمان بالأعجوبة من خلقها من العدم

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 2: 9) 9 فلما ذاق رئيس المتكا الماء المتحول خمرا، ولم يكن يعلم من اين هي، لكن الخدام الذين كانوا قد استقوا الماء علموا، دعا رئيس المتكا العريس

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 1) " فَلَمَّا ذَاقَ رَئِيسُ ٱلْمُتَّكَإِ ٱلْمَاءَ ٱلْمُتَحَوِّلَ خَمْراً" ٱلْمَاءَ ٱلْمُتَحَوِّلَ خَمْراً بفعل إلهي أى صنع مادة جديدة من شئ موجود مثلما تفل على الطين وشفى الأعمى ولكن هذه المعجزة تمت بكلمة من فمه  . أو صنع الماء خمرا (يو٤: ٤٦ )  فجاء يسوع ايضا الى قانا الجليل، حيث صنع الماء خمرا. وكان خادم للملك ابنه مريض في كفرناحوم.
+ رئيس المتكأ " .. كان المدعون فى حفلات كالأعراس أو ضيوف زائرين فى مناسبات أو قادمين من سفر يتكأون فى الولائم أثناء تقديم الطعام لهم يأكلونه وهم متكأون وكانت ترتب هذه الولائم حسب أهمية ومكانة الشخص ورئيس المتكأ هو أهم شخصية فى الوليمة وقد أشار يسوع إلى هذا الترتيب فى الأهمية للمدعويين  - ويظن بعض المؤرخين أن رئيس المتكأ قد يكون عبدا يشرف على تقديم الطعام والخدمة إلا يمكن تفسير عبارة "لما ذاق " أنه الرئيس والرجل المهم فى المكان كان يقدم له الطعام أو الشراب أولا حسب عادة أهل الشرق الأوسط كبير البيت أو كبير المقام أو الرجل المهم فى المكان يعقدم له أولا المشروب ثم الذين بجانبه وعادة يكونون أقل أهمية منه
2) " وَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ "  كانت الخمر تحفظ فى أوعية تسمى "زقاق من الخمر؟ مقفولة لأنها تتحول نسبة منها إلى كحول أما أجران المياة تكون فوهتها مفتوحة لملأها أو إفراغها
وَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هِيَ أي لم يعلم أنها من أجران الماء وهذا دليل على أنه لم يشاهد فعل الخدام لما ملأوا الأجران ماء واستقوا منها خمراً.
3) " َ لٰكِنَّ ٱلْخُدَّامَ ٱلَّذِينَ كَانُوا قَدِ ٱسْتَقَوُا ٱلْمَاءَ عَلِمُوا دَعَا رَئِيسُ ٱلْمُتَّكَإِ ٱلْعَرِيس"
دَعَا رَئِيسُ ٱلْمُتَّكَإِ ٱلْعَرِيسَ أي دعاه إليه من متكأ العرس وكان بجانب العروسة . ودعوة رئيس المتكأ للعريس يدل على أنه قريب للعريس

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
"فلما ذاق رئيس المتكأ الماء المتحول خمرا" بفعل إلهى " ولم يكن يعلم من أين هى" أى أنه لم يعلم أنها من أجران الماء وهذا دليل على أنه لم يشاهد الخدام حين ملأوا الأجران ماء إلى فوق وأستقوا منها خمرا فإندهش رئيس المتكأ " ودعا العريس" وهذا يدل على أنه ليس بخادم بل من أمثال العريس فى المقام " وقال له كل إنسان إنما يضع الخمر الجيدة أولا ومتى سكروا" إن كلام رئيس المتكأ على عادة الناس فى الولائم ولا يلزم من ذلك انه حدث مثله فى هذا العرس إذ ليس من دليل على أن المدعوين وقتئذ سكروا وخرجوا بشربهم الخمر عن الوعى ،

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 2: 10) 10 وقال له:«كل انسان انما يضع الخمر الجيدة اولا، ومتى سكروا فحينئذ الدون. اما انت فقد ابقيت الخمر الجيدة الى الان!».

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وَقَالَ لَهُ: كُلُّ إِنْسَانٍ إِنَّمَا يَضَعُ ٱلْخَمْرَ ٱلْجَيِّدَةَ أَوَّلاً، وَمَتَى سَكِرُوا فَحِينَئِذٍ ٱلدُّونَ." + كانت العادة الجارية تقديم الخمر الأقل جودة فى نهاية الوليمة بعد أن يكون المدعوين قد تأثروا بالخمر وسكروا - ولكن أن تقدم الخمر الجيدة أخيرا .. ويبدو من هذا أن يوحنا قصد عقد مفارنة تأملية بين العهد القديم (الخمرة العتيقة) والجديد  (الخمرة الجديدة)  وأن رئيس المتكأ لاحظ الفرق (راجع الرسالة إلى العبرانيين) تطهير يسوع للهيكل (يوحنا ٢ :١٣- ٢٥ ) وسرد هذه الفكرة فى البداية يوضج أنه عدم إتباع  يوحنا التسلسل الزمني عند يوحنا لأجل أهداف لاهوتية) وقد يكون بيرمز لهذه الحقيقة

يَضَعُ ٱلْخَمْرَ ٱلْجَيِّدَةَ أَوَّلاً، وَمَتَى سَكِرُوا تكلم على عادة الناس في الولائم فلا يلزم من ذلك أنه حدث مثله في هذا العرس هوذا رئيس المتكأ يتكلم بوعى وكان الرئيس يحافظ على صحوه لئلا يخل بالواجبات. كما ان المدعوين إليه خرجوا عن دائرة الاعتدال بشربهم. والقانون الذي ذكره مأخوذ من اختبار الناس أن الذوق يعجز عن التمييز بين الخمرة الجيدة والدون بعد استمرار الشرب خلافاً لما في أوله.
2) " أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ ٱلْخَمْرَ ٱلْجَيِّدَةَ إِلَى ٱلآنَ" أيظهر من هذا أن المسيح لم يكتف أن يصنع الماء خمراً عادية بل صنعه من أفضل الخمر الغير  مسكرة أو قليلة نسبة الكحول بها ولذيذة الطعم . كذلك كل مواهب المسيح تليق به. وبمقابلة عطاياه بعطايا الناس تظهر أنها خير من جميعها في الوفرة والجودة. ومما يستحق الملاحظة هنا أن المسيح لم يكلف رئيس المتكإ تصديق استحالة لم تتبين له صحتها بشهادة ذوقه. وشهادة الرئيس بينت حقيقة المعجزة. وهو شهد بدون سبق مؤامرة بينه وبين الخدام إن ما قُدم له خمر من أفضل أنواع الخمر.

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 2: 11) 11 هذه بداية الايات فعلها يسوع في قانا الجليل، واظهر مجده، فامن به تلاميذه.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " هٰذِهِ بِدَايَةُ ٱلآيَاتِ" آية تعنى فى اللغة العربية "معجزة" وقد تطلق على جمل الكتاب المقدس آيات لأنها موحى بها من الرب

+ " هذه بداية الآيات " .. هذه المرة الثانية التى ذكر فيها يوحنا كلمة "بدء أو بداية " التى ذكرها فى (يو 1: 1) ولكن هنا تشير إلى سبع معجزات أو آيات وتفسيرها

 اوهكذا أأطلق الوحى فى الإنجيل على أفعال المسيح الإلهية إسم آيات بالنظر إلى غايتها لتكون برهاناً على صحة مرسليته وعلامة لصدق لاهوته وسُميت أحياناً عجائب إشارة إلى تأثيرها في المشاهدين وسميت أحياناً معجزات وقوات إشارة إلى أنها فوق قوة البشر. ولم يذكر يوحنا من آيات المسيح سوى سبع المذكورة هنا

١ .الماء إلى خمر (يوحنا ٢ :١ -١١)

٢ - شفاء  غلام قائد المائة (يو 4: 46- 54)

٣ - شفاء أعرج (يو 5: 1- 18)

٤ - إطعام الجموغ (يو 6: 1- 15)

٥ .السير على المياه (يوحنا ٦ :١٦ -٢١)

٦ - شفاء الأعمى (يو 9: 1- 41)

٧ - إقامة لعازر (يو 11: 1- 57)

وقوله «بداءة الآيات» تنفي زعم بعضهم أنه صنع قبل وصوله سن لثلاثين معجزات فضلاً عن أن المعجزات التي نُسبت إليه في الصبوة لا تليق بشأنه. وسُمي تحويله الماء آية مع أنه ليس بخلق لأنه يحتاج إلى قوة إلهية لإنشائه حالاً. وكانت بداءة الآيات العشر التي أجراها الرب على يد موسى في مصر الضربة الأولى: ضربة تحويل الماء إلى دم  للانتقام(خر 7: 14 – 25، مز 78، 44، 105: 29) المصريون يربطون بين النهر وبين عدد من الآلهة، تعبيرًا عن فضل النهر عليهم، وكانوا يطلقون عليه "الإله حابي" ، وكانوا يصورونه على شكل رجل ضخم له صدر مترهل، ويحمل في يديه بعض الثمار من خيرات النهر، فكانت هذه الضربة موجهه إلى الآلهة النهر وأما بداءة آيات المسيح فكانت تحويل الماء إلى خمر للبركة.
2) " " فَعَلَهَا يَسُوعُ فِي قَانَا ٱلْجَلِيلِ " بلدة أو قرية قانا فى إقليم الجليل على وفق نبوءة إشعياء بما يتعلق بتلك البلاد قبل ذلك بنحو مئة سنة وهي قوله «جَلِيلَ ٱلأُمَمِ. اَلشَّعْبُ ٱلسَّالِكُ فِي ٱلظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُوراً عَظِيماً. ٱلْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظِلاَلِ ٱلْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ» (إشعياء ٩: ١ و٢ ومتّى ٤: ١٤ - ١٦).
3) " أَظْهَرَ مَجْدَهُ " أي مجد الكلمة المذكورة في (يو ١: ١٤) والكلمة صار جسدا وحل بيننا، وراينا مجده، مجدا كما لوحيد من الاب، مملوءا نعمة وحقا. "  فآيات موسى وإيليا وسائر الأنبياء أظهرت مجد الله وآيات المسيح أظهرت مجد نفسه. وهذا كان غايته الأولى. والمجد الذي أظهره في قانا كان محجوباً عن أعين الناس مدة ثلاثين سنة ظهرت الآن وهو ساكن بينهم يظهر لهم في الهيئة كسائر الناس. وفعله هذه المعجزة لإظهار مجده لا ينفي أنه فعلها أيضاً ليظهر لطفه وحنوه لبيت العرس ويدفع عنهم الخجل من التقصير في الواجبات.
4) "فَآمَنَ بِهِ تَلاَمِيذُهُ " أي صدقوا أنه المسيح بيقين فثبّتت إيمانهم السابق. ولم يذكر البشير تأثير المعجزة في سائر الحاضرين فالأرجح أنهم تعجبوا منها وتحدثوا بها ثم نسوها. وما فعله المسيح وقتئذ رمز إلى كل فعله بمجيئه إلى العالم فإنه رفع شأن كل شيء في العالم بحضوره وأسبغ نعمته على كل من يؤمن به بغفرانه للخطايا لأنه رفع طبيعة الإنسان باشتراكه فيها وحوّل قلوب الناس الحجرية إلى قلوب لحمية وجعل خرب سقوط آدم هياكل حية وحول أحزاننا إلى مسرات والخطأة إلى الأبرار وبدل موت الخطية بعطية الحياة  وبدل عتق الناموس بجدة الروح.
+ وأظهر مجده . فآمن به تلاميذه " ..  كان يسوع قد إختار بعض من تلاميذه وذهب معهم إلى عرس قانا الجليل ويبدوا أن هذه المعجزة فعلها لعدة أسباب منها إرضاء لأمه ورحمة بأصحاب العرس ولإظهار مجده لكى يؤمن به تلاميذه كما كان يهتم بتعليمهم تعاليمه ويتكلم عن قضايا عرفت بالأمثال لتعلق بأذهانهم كما شهدوا مناقشاته مع الكتبة والفريسيين وسائر الطوائف اليهودية

 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
ورئيس المتكأ أثبت أن عنده خبرة فى إدارة الأعراس فالقانون الذى ذكره يدل على طول خبرته فى هذا المجال : فالذوق يعجز عن التمييز ما بين الخمرة الجيدة والرديئة بعد التمادى فى الشرب خلافا لما فى بداية الشرب وقوله " أما أنت فقد ابقيت الخمر الجيدة إلى ألآن" يظهر منه أن تلك الخمر كانت جيدة إلى الغاية العظمى لأنها من صنع المسيح فهى كاملة لأن أفعال الله كاملة وكذلك كل مواهب المسيح تليق به

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح الثانى
2. تطهير الهيكل (يوحنا 2: 12-17)
تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 2: 12)  12 وبعد هذا انحدر الى كفرناحوم، هو وامه واخوته وتلاميذه، واقاموا هناك اياما ليست كثيرة

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وَبَعْدَ هٰذَا ٱنْحَدَرَ إِلَى كَفْرَنَاحُومَ، " + بلدة " كفر ناحوم " .. مكث يسوع حوالى 30 سنة فى الناصرة هو والعذراء ويوسف ثم تركها وبدأ خدمته بتكريس نفسه وإنعزاله وصيامه الأربعينى ثم جربة الشيطان بالتجارب الثلاث  ثم بعد ذلك تعمد بيد يوحنا المعمدان ثم إختار بعض من تلاميذه وذهب إلى عرس قانا الجليل حيث كانت أمه هناك ولم يرجع إلى الناصرة بل ذهب غلى مدينة تدعى كفر ناحوم تقع على شاطئ بحر الجليل (طبرية) وقد سميت هذه المدينة مدينة يسوع فى منطقة الجليل (مت 4: 13 ) (مر 1: 21 & 2: 1) ( لو 4: 23 و 31) (يو 2: 12 & 4: 46- 47)
ٱنْحَدَرَ إِلَى كَفْرَنَاحُومَ كانت كفرناحوم على شاطئ بحر الجليل فلذلك كانت أوطأ من قانا. (راجع متّى ٤: ١٣). وانحداره من قانا إلى كفرناحوم لا يمنع أنه ذهب إلى الناصرة في الطريق وبقي فيها مع أمه أياماً. ولم يتبين من الكلام هنا سبب زيارته كفرناحوم هذه الزيارة القصيرة. والأرجح أنه صنع معجزات هناك وهي التي أشار إليها أهل الناصرة في ما ذكره المسيح عنهم في بشارة لوقا (لوقا ٤: ٢٣).فقال لهم: «على كل حال تقولون لي هذا المثل: ايها الطبيب اشف نفسك. كم سمعنا انه جرى في كفرناحوم فافعل ذلك هنا ايضا في وطنك "
2) " هُوَ وَأُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ وَتَلاَمِيذُهُ" + "أمه وأخوته" .. عرس قانا الجليل كان بداية علاقة جديدة بين يسوع المسيح وعائلته وهو إتجاه جديد فى هذه العالاقة بسبب بداية كرازته ووضع هذه العلاقة فى درجة أقل من كرازته (متّى ١٢: ٤٦) وفيما هو يكلم الجموع اذا امه واخوته قد وقفوا خارجا طالبين ان يكلموه" . مع القيام بواجبه الكامل فى الإهتمام بأمه ورعايتها حتى وهو على الصليب
وَأُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ المرجح أن سبب ذهابهم معه الرغبة في مشاهدتهم الآيات التي توقعوا أن يصنعها. ولعل إخوته انتظروا أنه يعلن كونه ملكاً أرضياً فلما أبى ذلك انثنوا عن تصديق أنه المسيح لأن البشير صرح بعد ذلك «لأَنَّ إِخْوَتَهُ أَيْضاً لَمْ يَكُونُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ» (يوحنا ٧: ٥) وذكر تلاميذه هنا منفصلاً عن إخوته من الأدلة على أنهم لم يكونوا قد آمنوا به. وذكر أمه دون ذكر يوسف ما دل على أنه كان قد مات.
3) " وَأَقَامُوا هُنَاكَ أَيَّاماً لَيْسَتْ كَثِيرَةً" وَتَلاَمِيذُهُ وَأَقَامُوا هُنَاكَ أَيَّاماً الخ فكان بذلك للتلاميذ فرصة لأن يزوروا بيوتهم قبل أن دعاهم المسيح رسلاً يبقون معه دائماً أو إرسالهم للتبشير والكرازة فى انحاء الأراضى المقدسة


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
  كانت كفر ناحوم على شاطئ بحر الجليل ولذلك كانت أوطئ من قانا ولذا عبر عن ذهابه إليها بقوله " إنحدر" وقد إختار المسيح كفر ناحوم مسكنا له بدل الناصرة لأنها على البحر وشهيرة بالتجار ويتقاطر إليها الناس من سائر الجهات و " أخوته " يوجدتفسيرين الأول أنهم أولاد خالته مريم زوجة كلوبا فأولاد الخالة فى الشرق  يعتبرون أخوة (وتعتمد الكنيسة القبطية الرأى الأول)  والرأى الثانى : أخوته من أبيه يوسف النجار الذين رزق بهم من زوجته التى قبل السيدة العذراء ..  وقبل أنهم إنتظروا أنه يعلن نفسه ملكا أرضيا فلما ابى ذلك تركوه لأن البشير صرح بعد ذلك " بأن أخوته أيضا لم يكونوا يؤمنون به" (يو 7: 5)  

 تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 2: 13)  13 وكان فصح اليهود قريبا، فصعد يسوع الى اورشليم،

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَكَانَ فِصْحُ ٱلْيَهُودِ قَرِيباً،"وَكَانَ فِصْحُ ٱلْيَهُودِ إضافة الفصح هنا إلى اليهود دليل على أن إنجيل يوحنا لجميع الأمم وأنه لم يكتبه في اليهودية.
لم يذكر أحد من البشيرين سوى يوحنا عدد أعياد الفصح التي تقضت على يسوع مدة خدمته والتي ذكرها أربعة. الفصح الأول في (يو ٢: ١٢) والثاني في (يو ٥: ١) والثالث في (يو ٦: ٤) وبقي وقته في الجليل والرابع في (يو ١١: ٥). والأرجح أن الفصح المذكور هنا كان بعد ستة أشهر من بداءة خدمته.

فصح : اسم عبري معناه "عبور" (خر 12: 13 و23 و27).
أول الأعياد السنوية الثلاثة التي كان مفروضًا فيها على جميع الرجال الظهور أمام الرب في بيت العبادة (تث 16: 1-2 و5-6). ويعرف أيضًا بعيد الفطير (خر 23: 15 وتث 16: 16) أنشئ في مصر تذكارًا للحادث الذي بلغ فيه خلاص بني إسرائيل ذروته (خر 12: 1 و2 و14 و42 و23: 15 وتث 16: 1 و3) حين ضرب الرب ليلًا كل بكر في مصر وعبر عن بيوت بني إسرائيل المرشوشة بالدم، والمقيمون فيها واقفون وعصيهم في أيديهم في انتظار الخلاص الموعود. فكان المفروض أن تحفظ تلك الليلة للرب.
كان العيد يبدأ مساء الرابع عشر من شهر أبيب (بعد الغروب) (المعروف بعد السبي بشهر نيسان) أي بداءة / نهار الخامس عشر منه (لا 23: 5 إلخ). فكان يذبح خروف أو جدي بين العشائين نحو غروب الشمس (خر 12: 6 وتث 16: 6) ويشوى صحيحًا، ثم يؤكل مع فطير وأعشاب مرة (خر 12: 8). كان الدم المسفوك يشير إلى التكفير. أما الأعشاب المرّة فكانت ترمز إلى مرارة العبودية في مصر، والفطير إلى الطهارة (قابل لا 2: 11 و1 كو 5: 7 و8) ـ إشارة إلى أن المشتركين في الفصح ينبذون كل خبث وشر ويكونون في شركة مقدسة مع الرب. وكان جميع أفراد البيت يشتركون في أكل الفصح. وإذا كانت الأسرة صغيرة كانت تشترك معها أسر أخرى لكي يؤكل الخروف بكامله (خر 12: 4). وكان رأس العائلة أو المتقدم بينهم يتلو على الحضور تاريخ الفداء.
كان المشتركون في أكل الفصح في أول عهده يقفون بينما في الأزمنة الأخيرة صاروا يتكئون وقد أضافوا إلى فريضة الفصح فيما بعد الأمور التالية: أربع كؤوس خمر يديرها رأس العائلة بالتتابع ممزوجة بالماء، وترنيم المزمورين 113 و118 (قابل اش 30: 29 ومز 42: 4)، وتقديم وعاء من الأثمار ممزوجة بالخل لتذكيرهم بالطين الذي استعمله آباؤهم أثناء العبودية في مصر. وكان عشاء الفصح أول وأهم شعائر العيد وكان ينتهي في الحادي والعشرين من الشهر (خر 12: 18 ولا 23: 5 و6 وتث 16: 6 و7). ولم يبلّغ الشعب في بادئ الأمر بأن العيد سبعة أيام (خر 12: 14-20) حتى اليوم الذي هربوا فيه (خر 13: 3-10). فإن التعليمات في أول الأمر كانت عن مساء واحد فقط (خر 12: 21- 23) فريضة دائمة (خر 12: 24 و25). وفي صباح اليوم التالي كان الحضور ينصرفون (تث 16: 7).
واليومان الأول والسابع من أيام العيد مقدسين كالسبت (خر 12: 16 ولا 23: 7 وعد 28: 18 و25 وتث 16: 8). وفي اليوم الثاني من العيد كان يؤتى بحزمة أول حصيد من الشعير، فيرددها الكاهن أمام الرب مدشنًا أول الحصاد (لا 23: 10- 14). وبالإضافة إلى الذبائح العادية في بيت العبادة في كل يوم من أيام الفصح كان يقدم أيضًا ثوران وكبش وسبعة خراف محرقة وتيس ذبيحة خطية للتكفير (لا 23: 8 وعد 28: 19- 23). وكل مدة الأيام السبعة كان الخبز يؤكل فطيرًا (خر 12: 8 و34 و39) إشارة إلى الإخلاص والحق، وتذكارًا للسرعة التي هربوا بها من مصر (تث 16: 3) وكان الفصح وعيد الفطير في بادئ الأمر عيدين مستقلين اقترنا فيما بعد لتقاربهما في الزمن. وعيد الفطير عيد زراعي في مستوى عيدي العنصرة والمظال
+

   وكانوا يزورونه فى وقت معين هو الفصح الذى كان يمتد أسبوعا وكان اليهود يقدسون عيد الفصح يأتون من من كل صوب وحدب من القرى والمدن فى الأراضى المقدسة وكذلك يهود الشتات الذين يعيشون فى الأمم الوثنية   يذهبون إلى الهيكل ويقدمون الذبائح وقد وصف العهد القديم هذا الإحتفال الدينى فى (خر 12) (تث 16: 1- 6) والإحتفال بفصح اليهود الدينى يساعدنا على تاريخ خدمة يسوع ، ورد فى بشارة يوحنا أن يسوع حضر ثلاثة أعياد فصح 1.  (يو 2: 13 و 23 ) 2. ( يو 6: 4) 3. ( يو 11ك 55 & 12: 1 & 13: 1 & 18: 28 و 39 & 19: 14) ويرجح أنه هناك فصح رابع (يو 5: 1) أما  البشائر الثلاثة أوردت أن يسوع ذهب للفصح لعام واحد  ولكن بشكل عام يمكن القول بثقة أن يسوع ذهب للفصح فى كل سنة حسب عادة اليهود  لم يذكر العهد الجديد شيئا عن خدمة يسوع قبل سن الثلاثين ولكن يستنتج من بشارة يوحنا أن مدة خدمة وكرازة يسوع العلنية كانت ثلاث سنوات على الأقل ومن الواضح أن يوحنا رتب بشارته على أساس الإحتفالات الدينية اليهودية (الفصح - عيد المظال - رأس السنة) 
2) " فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ"
+ " فصعد يسوع إلى أورشليم " ..  ذهب يسوع من كفر ناحوم إلى أورشليم المبنية على التلال ولما كانت كفر ناحوم على شاطئ بحر طبرية فى مستوى سطح البحر فكلمة صعد التى وردت فى الآية تعنى طلع على التلال المبنية عليها أورشليم ولما كانت أورشليم أعلى من كفر ناحوم  صعد يسوع ليحج إلى الهيكل الذى حل فيه مجد الرب أيام سليمان الملك وأورشليم هى " قِبلة" اليهود  والقبلة هو المكان أو الجهة التى تتجه إليه مجامعهم وكان الهيكل فى أورشليم هو قبلة المسلمين أيضا  [ " كان رسول الله - - يصلي وهو بمكة نحو المسجد الاقصى والكعبة بين يديه " رواه أحمد .] لمدة ستة عشر شهراً أستقبل نبى الإسلام المسجد الاقصى  (الذى هو فى الأصل هيكل اليهود وبناه سليمان فى أورشليم والذى كان يبعد عن الحجاز 1200 كم وكانت تعج باليهود والمسيحيين وتحت الإحتلال البيزنطى ) (مقة معبد الله إلاه القمر والآلهة الوثنية الأخرى ) بناء على نصيحة عمر بن الخطاب ثبت في الصحيح أن عمر قد وافقه ربه في عدة أمور فقد أخرج البخاري في صحيحه 4213 حدثنا مسدد عن يحيى بن سعيد عن حميد عن أنس (( قال عمر: وافقني ربي في ثلاث: وَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوِ اتَّخَذْتَ مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى سورة البقرة آية 125 } فغير محمد رسول الإسلام القبلة من أورشليم ومقام إبراهيم عند الكعبة فى مكة  سنة 624م  ولم تكن قبلة اليهود هى فقط التى كان يصلى نحوها بل أنه فرض على المسلمين نفس أوقات الصلاة اليهودية الفجر والظهر والمغرب ثم اضاف صلاتين بعد غضبه من اليهود لعدم إيمانهم بنبوته وكان يمتنع عن العمل يوم السبت حتى حولة ليوم الجمعة يوم إله القمر حيث أنه كان العرب يربطون الأيام فكانوا يطلقون على اليوم إسم أحد النجوم والكواكب وفرض أيضا صيام كيبور اليهودى المسمى بعيد الغفران وأطلق عليه يوم عاشوراء

 فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ كفر ناحوم ومنطقة الجليل كلها أوطأ من أورشليم فذكر كلمة الصعود لم يذكر هذا الصعود والحوادث التي حدثت حينئذ سوى يوحنا. وبقي النظام اليهودي مدة حياة المسيح على الأرض وفعل يسوع كل اما أمر به الرب فى العهد القديم  بعدم تركه شيئاً من فرائضه فذهب إلى الفصح طوعاً للأمر في (خروج ٢٣: ١٧) وكانت قبلة اليهود الهيكل الذى بناه هيرودس  بأورشليم حيث يذهب إليها غالبية الشعب اليهودى اليقضون فترة العيد مما جعل له فرصة مناسبة لإعلان دعواه لهم أنه المسيح.


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
.لم يذكر أحد من البشيرين سوى يوحنا عدد أعياد الفصح التى قضاها يسوع منذ بدء تبشيره وكرازته الأول المذكور فى هذا الأصحاح  (يو2: 13)  والثانى (يو 5: 1) والثالث (يو 6: 4) والرابع (يو 11: 55)
ويتضح من هذا أن شريعة موسى والتقاليد اليهودية والإجتماعية  والممارسات الدينية فى يوم السبت كان متبعا مدة حياة يسوع على الأرض وأن المسيح مارسها جميعا إلا ما كان تقليدا خاطئا ولم يترك يسوع شيئا من فرائضة إلا وفعلها

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 2: 14) 14 ووجد في الهيكل الذين كانوا يبيعون بقرا وغنما وحماما، والصيارف جلوسا.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وَوَجَدَ فِي ٱلْهَيْكَلِ" + فى الهيكل " .. أمر هيرودس الكبير ببناء الهيكل ( وهو آدومى الأصل 37- 4 ق. م) وكان الهيكل مقسم إلى سبع ساحات ، خصصت الساحة الخارجية للأمم وفى هذه الساحة كان الباعة يضعون بضاعتهم من حيوانات والصيارفة يضعونة موائدهم وعليها العملات المعدنية يقدمون الخدمات لكل مشترى من الذبائح الحيوانية أو التقدمات المالية
فِي ٱلْهَيْكَلِ أي إحدى الساحات (الأفنية) الأربع التي حول الهيكل والأرجح أنها هي فناء التي كانت تسمى فناء الأمم وهي نحو ثلثي المساحة المحيطة بجدران الهيكل. وكان رواق سليمان في شرقي هذه الدار حيث اعتاد يسوع أن يتمشى ويعلم (يوحنا ١٠: ٢٣) وكان دخول يسوع إلى الهيكل وقتئذ إتماماً لنبوءة ملاخي ٣: ١ - ٣ وبموجب تلك النبوءة كان أول عمل المسيح في الهيكل التطهير أى تطهير الهيكل من الباعة والإستغلال والربح القبيح وقذارة الحيوانات لا صنع المعجزة.
2) " ٱلَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ بَقَراً وَغَنَماً وَحَمَاماً،"
+ بقرا وغنما وحماما " .. لا يستطيع القادمين من مسافات بعيدة لزيارة الهيكل وتقديم الذبائح أن يحضروا معهم حيوانات فكانوا يشترونها من الباعة فى أورشليم أو من الباعة فى الهيكل ، وفى ساحة الهيكل كان هناك شأن آخر فقد سيطرت عائلة رئيس الكهنة على تجارة بيع الحيوانات مقابل مبالغ مالية كبيرة ، وأحيانا عندما يجلب اليهود فى البلاد القريبة من الهيكل ذبائحهم من الحيوانات معهم فإن الكهنة كانوا يتحججون بوجود عيووب فيها فيكون مصيرها الرفض وربما يبيعونها بأثمان منخفضة ليشتريها باعة الهيكل ليبيعوها بأثمان غالية وفى هذا الحالة يقبل الكهنة ما رفضوه سابقا لأنها أشتريت من الباعة المتعاملين مع الكهنة ورئيس الكهنة
ٱكَانُوا يَبِيعُونَ بَقَراً وَغَنَماً وَحَمَاماً فى فناء الأمم كانت هذه للذبائح تُباع لليهود الآتين من خارج أورشليم. ولم يسمح الكهنة للباعة بهذه التجارة إلا لمشاركتهم إياهم في الربح. فجعل ذلك الاتجار الهيكل مثل سوق ومُنع من أن يكون محلاً مناسباً للعبادة الدينية والتأملات والمحادثات الروحية.
3) " وَٱلصَّيَارِفَ جُلُوساً " كان المطلوب من كل يهودي أن يؤدي جزية الهيكل السنوية نصف شاقل (انظر الشرح متّى ١٧: ٢٤ - ٢٦) وهو وفق ما في خروج ٣٠: ١٣. ولا ريب في أن اليهود الآتين من الخارج لا يكون معهم إلا النقود الرائجة في البلاد التي أتوا منها فاحتاجوا أن يبدلوها بالنقود اليهودية المطلوبة وهذا هو الذي اتخذه الصيارفة حجة على جلوسهم هناك ولا بد من أنه كان في ذلك ربح لهم وقسم من ذلك الربح للكهنة.
+ " الصيارفة " .. كانت مهمة الصيارفة توفير الشاقل فلم يكن يقبل فى الهيكل إلا الشاقل (الشيكل) وهى عملة يهودية (1) توصف مهمة الصيارفة فى ذلك الوقت بأنهم " سوق السوداء " فلم يكن الشاقل متوفر بشكل كاف فكان الهيكل يقبل الشاقل المصنوع فى مدينة صور فقط (2) لم يكن يسمح بتواجد صورة الأمبراطور الرومانى كنوع من الوجود الوثنى المرفوض فى أروقة الهيكل الأخرى - وبلا شك أن جنود الهيكل وغيرهم من القادة الدينيين كانت لهم عمولة مقابل تصريف النقود وتبادل العملات .

نعم إنّ بيع حيوانات الذبيحة جائز وكذا تبديل النقود ولكن ذلك يحرم في دار الهيكل التي هي أرض مقدسة أي موقوفة لعبادة الله.

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 2: 15)  15 فصنع سوطا من حبال وطرد الجميع من الهيكل، الغنم والبقر، وكب دراهم الصيارف وقلب موائدهم.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
ذكرت الأناجيل الأخرى ما فعله يسوع هنا من تطهير الهيكل من الباعة فى أول زيارة لعيد الفصح فى أورشليم فى مواضع أخرى ومن الضروري أن نميز بين تطهير الهيكل الأول الذي ذكره يوحنا هنا والثاني الذي ذكره سائر الإنجيليين (متّى ٢١: ١٢ ومرقس ١١: ١٥ و١٦ ولوقا ١٩: ٤٥) لأن هذا كان في أول خدمته وذاك قبل موته بأربعة أيام. والفرق بينهما أيضاً أن المسيح صنع هنا سوطاً من الحبال وقلب موائد الصيارفة وطرد باعة الحمام بمجرد الكلام ولا شيء من ذلك في المرة الثانية. وكلمات التوبيخ مختلفة بينهما فوبخهم هنا على مجرد التجارة في بيت الله ووبخهم في ذلك على الزور والخطف. ومحادثة المسيح في هذه تختلف عن محادثته إياهم في تلك. ولا دليل على أن تعرضه لهم في هذا الوقت ألغى تلك التجارة. وكان لائقاً بشأنه عندما انتهت خدمته أن يشهد لقداسة الهكيل ويوبخ المدنسين كما لاق به في أولها. (متّى ٢١: ١٢ ) ودخل يسوع الى هيكل الله واخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام (مرقس ١١: ١٥)  وجاءوا الى اورشليم. ولما دخل يسوع الهيكل ابتدا يخرج الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل، وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام. (لوقا ١٩: ٤٥ ) ولما دخل الهيكل ابتدا يخرج الذين كانوا يبيعون ويشترون فيه"

1) " َصَنَعَ سَوْطاً مِنْ حِبَالٍ وَطَرَدَ ٱلْجَمِيعَ مِنَ ٱلْهَيْكَلِ" + " فصنع سوطا من حبال وطرد الجميع من الهيكل " ..   من الواضح هنا رؤية غضب يسوع الذى نشأ عن الغيرة فى هذه الحادثة  وقد أشار بولس فى كلماته عن الغضب فقال (أف 4: 26) " اغضبوا ولا تخطئوا. لا تغرب الشمس على غيظكم " فالغضب ليس خطية خاصة إذا كان غضبا مقدسا وغيرة على عمل الله ودفاعا عن المقدسات والعقيدة
سَوْطاً مِنْ حِبَالٍ لكي يطرد به البقر والغنم. ولكن الرجال طردهم بالكلام وبظواهر هيبته التي ألقت في قلوبهم الرعب كما في (يو ١٨: ٦ )  فلما قال لهم:«اني انا هو»، رجعوا الى الوراء وسقطوا على الارض."   ولا بد من أن ضمائرهم وبختهم لأنهم يدنسون موضعا مقدسا حتى لم يستطيعوا المقاومة.
 2) " وَكَبَّ دَرَاهِمَ ٱلصَّيَارِفِ وَقَلَّبَ مَوَائِدَهُمْ" .وَقَلَّبَ مَوَائِدَهُمْ التي كان عليها عملات مختلفة من النقود لأن الهيكل والتعامل لا يكون إلا بالشيكل النقود وفعل ذلك منعاً لهم من مداومة العمل.

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 2: 16)  16 وقال لباعة الحمام:«ارفعوا هذه من ههنا! لا تجعلوا بيت ابي بيت تجارة!».

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وَقَالَ لِبَاعَةِ ٱلْحَمَامِ: ٱرْفَعُوا هٰذِهِ مِنْ هٰهُنَا." لم يقصد المسيح بهذا إكرام باعة الحمام بعكس ما فعل بباعة الغنم والبقر بل لأنه ما كان يمكنه أن يطرد كما طرد تلك الحيوانات لأن بائعيها سرعان من يمسكون بها أما إذا أوقع أقفاص الحمام فإن الحمام يطير إلا ويحسر باعيها تجارتهم لأنه موسم الربح السنوى لهم ألزمهم أن يخرجوا بها بأقفاصها بأمر لم يستطيعوا عصيانه.
+ إرفعوا هذه من ههنا " .. هذا الجزء من الآية الذى قاله يسوع هو بصورة الأمر البسيط وتشير إلى تنفيذ الأمر بصورة مباشرة وفى الحال ، وتقتبس الأناجيل الآزائية (لوقا ومرقس ومتى ) هذه الاية من (إش 56: 7) ( إر 7: 11) ولكن يوحنا البشير لا يذكر مصدر نبوات العهد القديم تلك ومن المرجح أنه أوردها تلميحا للنبوة المسيانية التى وردت فى (زك 14: 21) وما يليها
2) " لاَ تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتَ تِجَارَةٍ" بَيْتَ أَبِي : كان اليهود يدعون أنفسهم أولاد الله "ابناء الله" (لوقا ٢: ٤٩) قال لهما: «لماذا كنتما تطلبانني؟ الم تعلما انه ينبغي ان اكون في ما لابي؟».فلم يكن من الغريب ان يدعوا المسيح الله أبيه منذ نعومة أظفارة أى منذ صغره وبما أن الهيكل بيت الله أبيه فدعاه "بيت أبى" وقال هذا للباعة على مسامع كل الذين كانوا في الهيكل فحامى به عن حق الرب لأنه رفع من هيكله التدنيس وأظهر محبته للآب وغيرته لمجده وعلم الشعب الاعتبار الذي يجب لبيت الرب وعبادة الرب وأظهر لهم أيضاً أنه أتى المصلح الممحص الذي أنبأ به ملاخي ٣: ١ - ٣ وفي ذلك كله إعلان أنه ابن الرب لأنه دعا الرب أباه. وأنه المسيح الذي أنبأ به الأنبياء. وقدم نفسه باعتبار هاتين الصفتين لإسرائيل. وهذا الإعلان مع شهادة يوحنا المعمدان له كاف لإيضاح كل دعواه. حقا إن يسوع إبن ابيه يعمل أعمال أبيه ويحامى على قداسة بيت أبيه لأنه كما قيل "غيرة بيتك أكلتنى" (مز 69: 9)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
راجع تفسير متى 21: 12) (مر 11: 15- 17) (لو 19: 45و 46) من الضرورى التمييز  ما بين تطهير الهيكل الذى ذكره يوحنا كان فى أول خدمته وأما الثانى أى الذى ذكره البشيرون الثلاثة  لأن التظهير الأول كان فى بداية خدمته وقد صنع المسيح سوطا من الحبال وأما الثانى الذى ذكره البشيرون الثلاثة  فكان فى نهاية خدمته  أى قبل موته على الصليب بأربعة أيام  فى هذه المرة لم يصنع يسوع سوطا من الحبال .. وأيضا الفرق فى كلمات التوبيخ ففى المرة الأولى وبخهم على مجرد التجارة ولكن فى المرة الثانية وبخ الجميع بما فيهم الكهنة على الزور والخطف

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 2: 17) 17 فتذكر تلاميذه انه مكتوب:«غيرة بيتك اكلتني».

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فَتَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ"+ .. هذا الجزء من الآية بصيغة الأمر الحاضر المرتبط بأداة نفى ، عملية التذكر هى ربط الأشياء التى تحدث بعبارات أو معلومات أو أحداث مرت على الإنسان من قبل تؤكد أو تنفى ما حدث أو قيل على التو بخبرات سابقة  وفى هذه الحالة أكدت الحقيقة المسيانية المرتبطة بأعمال يسوع لاحقا (يو 2: 22 & 12: 16 & 14: 26)

2) " أَنَّهُ مَكْتُوبٌ"+ .. هذا الجزء من ألاية وردت بصيغة الزمن التام المطول مبني للمجهول فيه مواربة وتعنى حرفيا " ما هو مكتوب قائم " وهو أسلوب تميزت به البشائر الأربعة لتأكيد وحى العهد القديم وربطة بالعهد الجديد عن طريق الآيات والنبوءات وغيرها من الرؤى وهذا الجزء من الآية مقتبس من (مز 69: 9) يمائثل المزمور 69 والمزمور 22 ينطبق على صلب يسوع الذى نهايته الموت إتماما لمشيئة الآب (إش 53: 4و 10) (لو 22: 22) (أع 2: 23 & 3: 18 & 4: 28 )،  
3) " غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي" لآية مقتبسة من مزمور (مز 69: 9) لان غيرة بيتك اكلتني وتعييرات معيريك وقعت علي." وقد أورد داود فى المزامير  بإعتبار ان داود من صلبه وفي أمور كثيرة كان رمزاً إلى المسيح وما قاله على نفسه في هذا المزمور نُسب في سبع مواضع من البشائر والرسائل إلى المسيح. (١) هنا.(يو2: 17) «فَتَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ: غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي» (٢) في (رو ١٥: ٢٥) وايضا يقول اشعياء:«سيكون اصل يسى والقائم ليسود على الامم، عليه سيكون رجاء الامم». (٣) في (رومية ١٥: ٣
) لان المسيح ايضا لم يرض نفسه، بل كما هو مكتوب:«تعييرات معيريك وقعت علي». (٤) في (يو ١٩: ٢٨) بعد هذا راى يسوع ان كل شيء قد كمل، فلكي يتم الكتاب قال:«انا عطشان». (٥) في (أعمال ١: ٢٠) لانه مكتوب في سفر المزامير: لتصر داره خرابا ولا يكن فيها ساكن. ولياخذ وظيفته اخر."  (٦) في (رومية ١١: ٩) وداود يقول:«لتصر مائدتهم فخا وقنصا وعثرة ومجازاة لهم.  " (٧) في (مرقس ١١: ١٧. ومعنى غيره فى اللغة العربية  "تعلُّق شديد بشخص الحبيب" ولما كانت الوصية الأولى فى الناموس (مت 22: 37) 37 فقال له يسوع: «تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك. 38 هذه هي الوصية الاولى والعظمى. "  فغار المسيح غيرة شديدة من محبته لأبيه ( نش 8: 6" اجعلني كخاتم على قلبك كخاتم على ساعدك.لان المحبة قوية كالموت.الغيرة قاسية كالهاوية.لهيبها لهيب نار لظى الرب." على الذين أهانوا بيت أبيه وقام بقوة في تطهيره "اش 59: 17) فلبس البر كدرع وخوذة الخلاص على راسه.ولبس ثياب الانتقام كلباس واكتسى بالغيرة كرداء." وتمجيد اسم الآب وحزنه على شر المعتدين على كل ما هو مقدس فى بيته كانت كنار تتوقد في قلبه وظهرت إمارات وجهه وكلامه وفعله كما يظهر اللهب في الحطب فتلك الغيرة شغلت كل قواه وأفكاره.

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح الثانى
3. طلب آية (يوحنا 2: 18-25)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 2: 18)  18 فاجاب اليهود وقالوا له:«اية اية ترينا حتى تفعل هذا؟»

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " َسَأَلَهُ ٱلْيَهُودُ: أَيَّةَ آيَةٍ" + " آية " في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي تعنى [آية: العلاَمَةُ والأمَارة : المُعْجزة]

  فَسَأَلَهُ ٱلْيَهُودُ كما سألوا يوحنا المعمدان من قبل (يو 1: 19- 28) أثر عمل المسيح وكلامه في الباعة وفي التلاميذ وظهر هنا تأثيره في حراس الهيكل وسائر اليهود من الكهنة والفريسيين ولكن فيما يبدوا حرض الكهنة أتباعهم من الشعب لينكروا أن يسوع هو المسيح لأنهم خسروا مورد رزقهم من الإتفاق مع الباعة على نسبة معينة من البيع تماما كما كانوا يحرضوهم أمام بيلاطس بقولهم أصلبه أصلبه .. فالجمهور ا‘مى بالتأثير الجماعى  تأثير في جمهور الشعب بإعلانه بواسطة عمله أنه ابن الله المسيح الموعود به وتحقق قول الإنجيلي «إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ» (يو ١: ١١).

2) " أَيَّةَ آيَةٍ تُرِينَا حَتَّى تَفْعَلَ هٰذَا؟" + وفى ناموس موسى شروطا يعرف بها الشعب كيف يفرق بين  النبى الصادق والنبى الكذاب ..  وتعنى هذه الجملة  :ما هى العلامة او الأمارة التى تقنعنا بها أنك المسيا إفعل معجزة حتى نتحقق أنك هو (مر 11: 28) ( لو 20: 2)  ولما كان السبت ابتدا يعلم في المجمع. وكثيرون اذ سمعوا بهتوا قائلين: «من اين لهذا هذه؟ وما هذه الحكمة التي اعطيت له حتى تجري على يديه قوات مثل هذه؟ 3 اليس هذا هو النجار ابن مريم واخا يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان؟ اوليست اخواته ههنا عندنا؟» فكانوا يعثرون به." وإنطبق عليهم القول (مت 11: 17) ويقولون: زمرنا لكم فلم ترقصوا! نحنا لكم فلم تلطموا!  لقد توقع اليهود أن المسيا سيقوم ببعض الأمور الإعجازية وهناك علامات معينة لمجيئة ولكنهم ظنوا أنه سيأتى قائد ومحارب وثائر يقودهم للحرية من الإحتلال الرومانى ولهذا عندما لمة يأتى يسوع بهذا الشكل إدعى الفريسيون أن الشيطان هو مصدر قوة يسوع (يو 8: 48- 49 و 52 & 10: 20)

أَيَّةَ آيَةٍ تُرِينَا أي ما المعجزة التي تفعلها إثباتاً لدعواك أنك المسيا المنتظر . وفي سؤالهم هذا أن ليس ليسوع حق الادعاء أنه المسيح إلا بإتيانه إياهم بآية من السماء كما فعل موسى أمام فرعون. فكأنهم قالوا له أنت ليس بكاهن ولا لاوي فإن كنت نبياً فأين آية نبوءتك فإن كنت أنت المسيح فأن هى علامات مسيانيتك . فأظهر أنهم لم ينتبهوا لدعواه أنه ابن الرب ولو هرفوا ذلك وآمنوا به بذلك ما سألوه آية.


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
معناه ما هى المعجزة التى تفعلها حتى يكون لك السلطان على طرد الباعة والصيارف من الهيكل لأنك لست بكاهن ولا لاوى وذلك العلمل من إختصاص الكهنة واللاويين فإصنع آية كما صنع موسى آية أمام فرعةن إثباتا لدعوتك أنك نبى ، ويظهر من هذا أنهم لم يفهموا من قوله "بيت أبى" أنه إبن الله لأنهم لو فهموا وآمنوا بذلك ما كانوا يسألونه عن آية 

 

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 2: 19) 19 اجاب يسوع وقال لهم:«انقضوا هذا الهيكل، وفي ثلاثة ايام اقيمه».

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " َجَابَ يَسُوعُ: ٱنْقُضُوا هٰذَا ٱلْهَيْكَلَ" + .. الإنجيل كتب باللغة اليونانية فكلمة "هيكل"hieron كتبت باللغة اليونانية "هيرون / الهيكل" ووردتا فى الآيتين (يو 2: 14 و 15) ووجد في الهيكل الذين كانوا يبيعون بقرا وغنما وحماما، والصيارف جلوسا. 15 فصنع سوطا من حبال وطرد الجميع من الهيكل، الغنم والبقر، وكب دراهم الصيارف وقلب موائدهم " وتعنى " محيط الهيكل" بينما كلمة "هيكل" كتبت باللغة اليونانية :ناوس" naos فى ألايات (يو 2: 19و 20 و 21) اجاب يسوع وقال لهم:«انقضوا هذا الهيكل، وفي ثلاثة ايام اقيمه». 20 فقال اليهود:«في ست واربعين سنة بني هذا الهيكل، افانت في ثلاثة ايام تقيمه؟» 21 واما هو فكان يقول عن هيكل جسده. " تعنى قدس الأقداس ولكن كلمة هيكل فى هذا سياق هذه الاية تعنى تدمير الهيكل على يد القائد الرومانى تيطس سنة 70 م (مت 24: 1- 2) يشير يسوع هنا إلى حقيقة قوة يسوع الإلهية فى معرفة الغيب والمستقبل وأنه هو محور عبادة روحية جديدة وأن الناموس اليهودى فهم خطئأ (يو 4: 21- 24)
ٱنْقُضُوا هٰذَا ٱلْهَيْكَلَ هذا خبر ونبوءة بصورة الأمر.وقد حدث بلبلة بين الشعب لأن المسيح قصد أمرا واحدا وهو قيامة أى هيكل جسده بينما الجمهور ظن بناء الهيكل (متّى ٢٦: ٦١) وقالا: «هذا قال اني اقدر ان انقض هيكل الله وفي ثلاثة ايام ابنيه». 62 فقام رئيس الكهنة وقال له: «اما تجيب بشيء؟ ماذا يشهد به هذان عليك؟» (مت ٢٧: ٤٠ ) قائلين: «يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة ايام خلص نفسك! ان كنت ابن الله فانزل عن الصليب!» (مرقس ١٤: ٥٨) «نحن سمعناه يقول: اني انقض هذا الهيكل المصنوع بالايادي وفي ثلاثة ايام ابني اخر غير مصنوع باياد» قصد المسيح أن يجعل كلامه لليهود لغزاً مختوما مثل سائر النبوت لأمر يتمم فى المستقبل والذي جعله كذلك اتخاذ الهيكل بمعنيين.
الأول: البناء المعروف أي القدس لا الساحات أو الأفنية التى حوله .
الثاني: جسد المسيح.
والمعنى الذى قصده المسيح لم يفهمه أحد فى حينه أى حينما قاله المسيح إلا بعد ذلك حينما تحقق . فمعنى قوله «انقضوا الهيكل» أي بعد أن تقتلوا جسدي أقيمه. والهيكل هو المكان الذى يسكن فيه الرب وأى مكان يسكن فيه الرب يسمى هيكلا وإذا سكن الرب فى إنسان يسمى هذا الإنسان هيكلا للرب وهذا المعنى ورد فى رسائل بولس (1كور 3: 16)  أما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم؟ " (2كور 6: 16) وايضا فى وأية موافقة لهيكل الله مع الأوثان؟ فإنكم أنتم هيكل الله الحي، كما قال الله: «إني سأسكن فيهم وأسير بينهم، وأكون لهم إلها، وهم يكونون لي شعبا. " فما بالك أيها القارئ بيسوع المسيح الكلمة المتجسد الذى فيه كل ملئ اللاهوت وصحّ أن يسمّى جسده هيكلاً لأنه كان فيه كل «ملء اللاهوت» فهو مسكن الله الحي المقدس الحقيقي. وكان هيكل أورشليم رمزاً إلى المسيح لأنه مسكن الله بين الناس ولكن بما أن يسوع المرموز إليه قد أتى زالت الحاجة إلى ذلك الرمز. ولم يكن المسيح الهيكل فقط بل أعظم من الهكيل أيضاً (متّى ١٢: ٦).
ولا دليل على أن المسيح أشار بإصبعه إلى نفسه حين قال «هذا الهيكل» ولو فعل ذلك لفهم التلاميذ وسائر اليهود مراده وكونهم لم يفهموا يظهر من ع ٢٠ و٢٢.
2) " وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ" اشار بذلك إلى قيامته وعلامة صحة دعوته على صدق قيامته. فكأنه قال إن قمت فصدقوني وإلا فلا. ولكن إن قمت ولم تصدقوا لم يبق لكم عذر. والكلام هنا كالكلام في متّى ١٢: ٣٩.فقال لهم: «جيل شرير وفاسق يطلب اية ولا تعطى له اية الا اية يونان النبي." وقوله أنه يقيم نفسه لا ينفي ما قيل في مواضع أُخر ينسب فيها إقامته إلى الآب وبيان موافقة القولين في ص ١: ١٧ و١٨ وهو أنه أخذ ذلك السلطان من الآب.
نقض جسد المسيح كان سبب نقض هيكل أورشليم ولما قام المسيح قام معه الهيكل الروحي الحقيقي الذي فيه يقدم كل المؤمنين العبادة الروحية المقبولة (١بطرس ٢: ٥ - ٧). كونوا انتم ايضا مبنيين ­كحجارة حية­ بيتا روحيا، كهنوتا مقدسا، لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح. 6 لذلك يتضمن ايضا في الكتاب:«هنذا اضع في صهيون حجر زاوية مختارا كريما، والذي يؤمن به لن يخزى». 7 فلكم انتم الذين تؤمنون الكرامة، واما للذين لا يطيعون، «فالحجر الذي رفضه البناؤون، هو قد صار راس الزاوية»

لخلفية اليهودية لسلطان يسوع علي الهيكل هو سلطان الله وشرح سؤال قيافا
يقول ويليام كريج :في محاكمة يسوع وفقاُ لما جاء في الاناجيل الازائية .كانت احدي الاتهامات هي قول يسوع انه له القدره علي تدمير وهدم الهيكل واعاده بناءه في ثلاثة ايام وفقاً لما جاء في انجيل مرقس 14 : 58 .وهذا ايضا يتفق مع ما جاء في انجيل يوحنا 2 : 19 أجاب يسوع وقال لهم: «انقضوا هذا الهيكل، وفي ثلاثة أيام أقيمه».
ووفقاً للفكر اليهودي الله نفسه هو الذي بني الهيكل كما جاء في سفر الخروج 15 : 17 تجيء بهم وتغرسهم في جبل ميراثك، المكان الذي صنعته يارب لسكنك المقدس الذي هيأته يداك يارب.وايضاً الرب هو الذي له سلطان للانذار والتحذير بتدمير الهيكل كما جاء في سفر ارميا 7 : 12 – 13 .وارميا 26 : 4 – 6 ,9 .
فالاتهامات الموجه ليسوع هي قوله تدمير الهيكل واعاده بناءه .تبين ان يسوع بالنسبة لهم هو مدعي دور الاله .وحينما سأل يسوع عن تلك الاتهامات رفض يسوع الرد حتي ساله رئيس الكهنة مباشرتاً “هل انت المسيا ابن المبارك ؟ انجيل مرقس 14 : 61 .
يمكننا الربط بين اتهام يسوع وسؤال قيافا من خلال قراءة مسيانية بالنظر الي صموئيل الثاني 7 : 12 – 14 .بواسطة احد مخطوطات البحر الميت ان هذه الفقره في صموئيل ذات صله برغبة داود بناء الهيكل لاجل الرب .لكن الرب حفظ هذا الحق لابن داود سليمان.:
صموئيل الثاني الاصحاح السابع
12 متى كملت أيامك واضطجعت مع آبائك، أقيم بعدك نسلك الذي يخرج من أحشائك وأثبت مملكته
13 هو يبني بيتا لاسمي ، وأنا أثبت كرسي مملكته إلى الأبد .
في المخطوطة 4Q174 تفسير لهذا النص انه نبوه عن المسيا: “هو غصن داود الذي سيرتفع بمفسر الناموس الذي (…) بصهيون في الأيام الأخيرة كما هو مكتوب ” فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أُقِيمُ مَظَلَّةَ دَاوُدَ السَّاقِطَةَ” (عاموس 9 : 11) الذي سيرتفع ليخلص إسرائيل .(1 : 10 – 13 )ذلك هو المسيح .هو غصن داود الذي تنبأ عنه اشعياء وارمياً (اشعياء 11: 1 وارمياء 33 : 14- 16 ) .
الذي سيبني الهيكل سيكون ابن الله.وهذا تفسير لسؤال قيافا.فالسؤال جاء نتيجة التوقعات المسيانية.التي كانت طبيعية في ذلك الوقت.فسؤال قيافا للمسيح : هل انت المسيا ابن المبارك ؟ جاء نتيجة علمه ان المسيح هو الذي من شأنه تحقيق هذه النبوة من خلال تدمير الهيكل واستبداله بنفسه.
المرجع
Craig, William Lane. Reasonable Faith: Christian Truth and Apologetics; Third Edition. Page 307

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
إن معنى هذا القول لم يطهر إلا بعد ذلك لأن المسيح لم يقصد البناء المعروف بل قصد جسده فكأنه قال انكم بعد أن تقتلوا جسدى أقيمه فى اليوم الثالث ، وإن قمت فصدقونى ولكن إن قمت ولم تصدقوا فلن يكون لكم عذر

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 2: 20)  20 فقال اليهود:«في ست واربعين سنة بني هذا الهيكل، افانت في ثلاثة ايام تقيمه؟»

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فَقَالَ ٱلْيَهُودُ: فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هٰذَا ٱلْهَيْكَلُ،"
+ " في ست واربعين سنة بني هذا الهيكل، افانت في ثلاثة ايام تقيمه؟ " كان هيرودس أدوميا وليس يهوديا ولكنه تزوج من إمرأة يهودية ، ولأنه حكم اليهود فحاول إرضائهم [ كان صاحب الفكرة في بناء هيكل للرب هو داود النبي (2صم، 1 مل 5) وقد أعد الأموال والمعدات، ولكن الذي بناه هو سليمان ابنه، وقد بناه فوق جبل موريا بأورشليم (2صم 24) وكان هيكلاً عظيمًا وفخمًا وكان ذلك قبل المسيح بحوالي ألف سنة. وظل الهيكل محتفظا بعظمته ما يقرب من أربعة قرون (968 ق.م. - 587 ق.م.) حتى هدمه البابليون بعد أن هاجموا أورشليم وسبوا أهلها ونهبوا كنوز الهيكل (2مل 25، 2 أخ 36) أما الهيكل الثاني فكان هيكل زربابل الذي بناه في موقع الأول بعد أن سمح كورش الفارسي لليهود أن يذهبوا إلى أورشليم ويبنون، فكانوا يرممون القديم ويبنون فوق ما تهدم واستمر بناؤه بين (537 ق.م. - 515 ق. م.) وكان البناء أضخم من الأول ولكنه أقل فخامة (أسفار عزرا ونحميا وزكريا) وظل هذا الهيكل قائما حوالي خمسة قرون.] أما الهيكل الثالث وهو الذي كان أيام السيد المسيح وفي هذا الهيكل دخل فيه مرارًا وعلم، وفي هذا اليوم دخله في موكبه الظافر. وكان الهيكل بالنسبة لليهود هو مركز عقيدتهم وبالنسبة لرؤسائهم هو حصنهم المنيع.
وهذا الهيكل بناه هيرودس وبدأ في البناء في السنة الثامنة لحكمه (يذكر يوسيفوس المؤرخ أن هيرودس بدأ فى بناء الهيكل سنة 20 أو 19 ق. م وهذا يعنى أن هذه المحادثة التى كانت بين يسوع وبين اليهود حدثت بين 27 أو 28 م) حيث استأذن رعاياه في إعادة بناء هيكل زربابل بعد أن تداعى البناء وقام بذلك ألفا كاهنا على مدى ثمانية عشر شهرا واستغرق بناؤه ستة وأربعين سنة (يو 2: 20) وتم البناء في عهد أغريباس الثاني عام 64 م.، أما اللمسات الأخيرة فقد امتدت إلى ما قبل حلول الكارثة الأخيرة عام 70 م بستة شهور وصار الهيكل قمة فخر اليهود (إر 7)  حين دمر جنود تيطس الروماني البناء كله، لتتم نبوة السيد المسيح عنه: "لا يترك حجر إلا وينقض" (مت 24: 22)
وكان الهيكل أهم مباني المدينة المقدسة وكان حسب وصف يوسيفيوس المؤرخ اليهودي هو الرواق الخارجي وكان ضعف مساحة أورقة هيكل زربابل (أنظر كتاب حجى)، وبنى جدرانه هيرودس، وكانت المساحة كما رسمها تشمل الرواق الخارجي وهو ما يسمى بدار الأمم ويحيط به صفوف من الأعمدة الضخمة وكانت المداخل الرئيسية للرواق تظهر في الغرب والجنوب، والوصول إلى الرواق من المدخل الرئيسة الغرب عن طريق بوابة (كوبنيوس)، وتوجد في الجنوب بوابتا (هولدا).
هذا ليس استخباراً عن الممكن بل استهزاء به بناء على أنه ادعى المحال.
فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ الهيكل الذى زاره المسيح والمذكور فى الأناجيل ليس هو الهيكل الأول الذي بناه سليمان ولا الثاني الذي بناه زربابل لكن الذي جدده وأصلحه هيرودس الكبير حتى صح أن يسمّى الهيكل الثالث (انظر الشرح متّى ٢١: ١٢). فابتدأ هيرودس الكبير يُصلح الهيكل قبل ميلاد المسيح بنحو ست عشرة سنة وكان المسيح عندما قال ذلك الكلام في سن الثلاثين فيكون قد مر على الهيكل وهو يصلح ستة وأربعون سنة ولم يكمل. واستخدم هيرودس لما أصلحه فيه ثمانية عشر ألف فاعل وأكمل المقدس عينه في سنة ونصف سنة والأبنية حوله في ثمانية سنين بعد ذلك. وظل الترميم والتجديد على قول يوسيفوس المؤرخ جارياً إلى سنة ٦٤ ب. م وتممه حينئذ هيرودس أغريباس الثاني.
2) "  أَفَأَنْتَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ؟"
أهذا استهزاء وسخرية وتنبيه على الباطل ومعناه «أيقدر الجليلي الفقير أن يصنع في ثلاثة أيام ما لم يستطع الملوك الأغنياء القادرون أن يكملوه في ست وأربعين سنة». والنتيجة أن دعوة يسوع أنه  المسيح باطلة مضحكة.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
إن الهيكل بنى ثلاث مرات .. الأولى فى أيام سليمان وأخذ بناؤه سبع سنين وهذا الهيكل هدمه وحرقه الكلدانيون ، والثانية جدد بناؤه زربابل بعد الرجوع سبى بابل .. والمرة الثالثة : جدده وأصلحة هيرودس الكبير وعلى هذا الهيكل تكلم اليهود وقد إبتدأ هيرودس الكبير يبنى الهيكل ويصلحه توطيدا لحكمه على اليهود قبل ميلاد المسيح بنحو ستة عشرة سنة وكان المسيح عندما قال ذلك الكلام فى سن الثلاثين سنة فيكون قد مر على بداية بناء الهيكل وهو يصلح ويزخرف ويزين بداخله وخارجه 46 سنة ومع ذلك لك يكن فى ذلك الوقت فد كمل لأن يوسيفوس بن كربون المؤرخ قال إن الترميم والتجديد إستمر ساريا جاريا إلى سنة 64 بعد الميلاد ولم يتم إلا فى أيام هيرودس أغريباس الثانى - فكأن اليهود قالوا : كيف يقدر هذا الجليلى الفقير أن يصنع فى ثلاثة ايام مالم يستطع الملوك ألأغنياء القادرون أن يكملوه فى 46 سنة فدعواه أى ما قاله إذا مستحيل ويعتبر قولا باطلا مضحكا

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 2: 21)  واما هو فكان يقول عن هيكل جسده.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ" + " واما هو فكان يقول عن هيكل جسده. " طبيعى لم يفهم تلاميذه ما قصده يسوع فى ذلك الوقت (يو 2: 17) لقد أعلن هذا مرارا لتلاميذه ولكن يمكن إعتبار ما قاله حول موته وصلبه وقيامته ليبذل نفسه فاديا لمن يؤمن به نبوة مختومة لا تعرف إلا حينما تتحقق  وهذه هى الغاية من تجسده ومن قوله فى هذه ألاية (مر 10: 45) (يو 12: 23 و 27 & 13 : 1- 3 & 17: 1)

وفيما يلى الآيات التى تذكر أن أجساد البشر هياكل وخاصة المسيح لأنه (كولوسي ٢: ٩ ) فانه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديا.  : (١كورنثوس ٣: ١٦ ) اما تعلمون انكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم؟ (1كور ٦: ١٩)  ام لستم تعلمون ان جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم، الذي لكم من الله، وانكم لستم لانفسكم؟ (٢كورنثوس ٦: ١٦) واية موافقة لهيكل الله مع الاوثان.فانكم انتم هيكل الله الحي كما قال الله اني ساسكن فيهم واسير بينهم واكون لهم الها وهم يكونون لي شعبا.  (عبرانيين ٨: ٢ ) خادما للاقداس والمسكن الحقيقي الذي نصبه الرب لا انسان


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
قال يوحنا فم الذهب : لماذا لم يكشف يسوع للمرتابين أنه كان يتكلم عن هيكل جسده / وأجاب : لأنهم لم يكونوا يؤمنون بكلامه بل لو كشفه لهم لعامله اليهود شر معاملة

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 2: 22)  22 فلما قام من الاموات، تذكر تلاميذه انه قال هذا، فامنوا بالكتاب والكلام الذي قاله يسوع.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فَلَمَّا قَامَ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ، تَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ أَنَّهُ قَالَ هٰذَا" تَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ لم يذمر يوحنا أن التلاميذ فهموا قصد المسيح حين قال عن هيكل جسده لكنه أشار إلى أنهم حفظوا الكلام في قلوبهم وتأملوا فيه ثم فهموا معناه عند تمام النبوءة التي أشار إليها المسيح فى كىمه الكلام. وذكر ذلك اليهود أيضاً واتخذوه جزءاً من شكواهم وإتهامهم عليه في مجلس السبعين (متّى ٢٦: ٦١)وقالا: «هذا قال اني اقدر ان انقض هيكل الله وفي ثلاثة ايام ابنيه».   وكان موضوع هزئهم به وهو معلق على الصليب (متّى ٢٧: ٤٠).قائلين: «يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة ايام خلص نفسك! ان كنت ابن الله فانزل عن الصليب!»
+ " تذكر تلاميذه انه قال هذا " يتذكر أحيانا الإنسان أحداث الحاضر ويربطها بالماضى فتذكر التلاميذ أنه يسوع قال ذلك متنبئا عن موته وصلبه وقيامته
وكثيراً ما يحدث فى التبشير أو التعليم لا يظهر نفعه في الحال لكنه يظهر بعد مدة قد يكون بعد سنين ذا نفع عظيم. ومثل ذلك أن الصغار يحفظون كثيراً من آيات الكتاب المقدس التي تنفعهم في الكبر
2) " فَآمَنُوا بِٱلْكِتَابِ وَٱلْكَلاَمِ ٱلَّذِي قَالَهُ يَسُوعُ"   أنهم تقووا في الإيمان. ولعل المراد «بالكتاب» هنا ليس آية مخصوصة في العهد القديم تنبئ بقيامة المسيح أو قولاً من أقواله الخاصة بذلك بل كل ما ذُكر في ذلك العهد في أمر موته وقيامته. رغم ان النص نفسه لا يذكر كتب، ولكن على الأرجح انه (مز ١٦ :١٠ ) لانك لن تترك نفسي في الهاوية.لن تدع تقيك يرى فسادا. هو نص القيامة الذى كان يسوع يلمح له (أع ٢ ٢٥ -٣٢) لان داود يقول فيه: كنت ارى الرب امامي في كل حين، انه عن يميني، لكي لا اتزعزع. 26 لذلك سر قلبي وتهلل لساني. حتى جسدي ايضا سيسكن على رجاء. 27 لانك لن تترك نفسي في الهاوية ولا تدع قدوسك يرى فسادا. 28 عرفتني سبل الحياة وستملاني سرورا مع وجهك. 29 ايها الرجال الاخوة، يسوغ ان يقال لكم جهارا عن رئيس الاباء داود انه مات ودفن، وقبره عندنا حتى هذا اليوم. 30 فاذ كان نبيا، وعلم ان الله حلف له بقسم انه من ثمرة صلبه يقيم المسيح حسب الجسد ليجلس على كرسيه، 31 سبق فراى وتكلم عن قيامة المسيح، انه لم تترك نفسه في الهاوية ولا راى جسده فسادا. 32 فيسوع هذا اقامه الله، ونحن جميعا شهود لذلك ( أع١٣ :٣٣ -٣٥ ) النص نفس وده (هو الفكرة اللاهوتية- القيامة) تذكر في (يوحنا ٢٠ :٩) لانهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب: انه ينبغي ان يقوم من الاموات.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
ونفهم من قوله " فلما قام من الأموات تذكر تلاميذه أنه قال هذا" إن التلامبذ لم يفهموا ما يريده المسيح حين قال ذلك القول ولكنهم حفظوه فى قلوبهم وتأملوا فيه ثم فهموا معناه عند تمام النبوة فثبن إيمانهم أيضا "بالكتاب" أى بكل ما ذكر فى العهد القديم فى أمر موته وقيامته مثل الذى ورد فى (مز 16 و 17 و 73) و (أش 53) و (هو 6)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 2: 23)  ولما كان في اورشليم في عيد الفصح، امن كثيرون باسمه، اذ راوا الايات التي صنع.

 

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وَلَمَّا كَانَ فِي أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ ٱلْفِصْحِ، آمَنَ كَثِيرُون" آمَنَ كَثِيرُونَ مع أن رؤساء الكهنة وأتباعهم من الشعب رفضوه لكن بعضهم قبلوا أنه المسيح إبن الرب إنبهارا بمعجزاته وحلو كلامه ولكن لم يكن إيمانهم روحياً كاملاً كما يتضح مما بعده تماما مثل ما ورد فى مثل الزارع عن البذور التى سقطت على الأرض المحجرة سريعا ما تنبت ولكنها  تجف لأن ليس لها أصل.

+ "  امن كثيرون باسمه، اذ راوا الايات التي صنع  " .. كلمة " آمن " بالغة اليونانية تشتق من كلمة "بيستو" pisteō التى تترجم باللغة العربية بـ "يصدق " أو "يثق" ولا يرد تعبير "ألإيمان" بصيغة الإسم فى إنجيل يوحنا ولكن استعمل كثيرا بصيغة المفرد - وقد أستخدم تعبير "يؤمن" فى بشارة يوحنا بمعنى التصديق الصطحى السريع وليس العميق فى (يو 8: 31- 59) ( أ‘ 8: 13 ، 18- 24) إن الإيمان العميق بدايته بالطبع تجاوب أولى ولكن ليس بالطبع أن ينتهى التجاوب الأولى بإيمان عميق لأن التجاوب يلزمه إصرار وجهاد للوصول إلى علاقة قريبة من يسوع بالتلمذة  (مت 13: 20- 22 ، 31- 32)
2) " بِٱسْمِهِ " أي كما أعلن باعتبار كونه المسيا أى المسيح أى الكلمة المتجسد أى ابن الله
3) " إِذْ رَأَوُا ٱلآيَاتِ ٱلَّتِي صَنَعَ" إِذْ رَأَوُا ٱلآيَاتِ لم يذكر يوحنا ما هي تلك الآيات ولا كم هي. وكانت عظيمة مشهورة حتى أن نيقوديموس شهد بها بقوله «لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هٰذِهِ ٱلآيَاتِ ٱلَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ ٱللّٰهُ مَعَهُ» (ص ٣: ٢). وشهد الجليليون كذلك (ص ٤: ٤٥). وأما قوله «هذه آية ثانية صنعها يسوع» فلا ينفي أنه صنع آيات كثيرة في اليهودية لأن تلك الآية قُيدت بكونها صُنعت في الجليل.

وهؤلاء الذين آمنوا بسرعة بيسوع  كان إيمانهم إنبهارا بمعجزات يسوع وأقواله وتعاليمه وقوة شخصيته (يو 2: 11 ، 7: 31) وكان هدف المعجزات هو إنقاذ أشخاص من آلام المرض وتخليص الآخرين من رباط الشيطان  ولكنه ليس كافيا للإيمان الكامل (يو 4: 38 & 20 : 29) فلا بد أن يكون يسوع هو محور الإيمان بالطبع رأوا يسوع بأعماله (يو 2: 20 و 30- 31) وليست المعجزات دليلا على أن الذى فعلها من عند الله (مت 24: 24) لانه سيقوم مسحاء كذبة وانبياء كذبة ويعطون ايات عظيمة وعجائب حتى يضلوا لو امكن المختارين ايضا. " (رؤ 13: 13 & 16: 14 & 19: 20) كان الهدف من أعمال وتعاليم يسوع قيادة اليهود للإيمان به (يو 2: 23 & 6: 14 & 7: 31 & 10 42) ولكن رفض الفريسيين وغيرهم من رؤساء الدين الإيمان بيسوع ( يو 6: 27 & 11: 47 & 13: 37)
ما يحدث للإنسان من الإيمان بمشاهدة المعجزات وبحمله على الحيرة والتعجب والاعتقاد أنها كانت بقوة فوق الطبيعة ليس سوى مقدمة للإيمان الحق الذي ينشئه الروح القدس.


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
رغما عن بغض الرؤساء وأكثر الشعب للمسيح فقد " آمن كثيرون بإسمه" ولكن ليس إيمانا صحيحا كاملاً لأنهم عندما تحيروا وأندهشوا " من الآيات التى صنع" آمنوا أن هذه ألآيات قد صنعت بقوة فائقة ولم يذكر الإنجيلى تلك الآيات وكم هى ولا بد أنها كانت كثيرة ومشهورة حتى حملت الكثيرين على الإيمان

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 2: 24)  24 لكن يسوع لم ياتمنهم على نفسه، لانه كان يعرف الجميع.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " لٰكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَأْتَمِنْهُمْ عَلَى نَفْسِهِ،" تعنى كلمة يأتمن فى اللغة العربية : "  ائتمن شخصًا عدَّه أمينًا، وضع فيه ثقته " أى أن المسيح لم يعترف بإيمانهم فلم يثق فيهم  أى رفض إيمانهم كما رفض شاول (١صموئيل ١٦: ٧ ) فقال الرب لصموئيل لا تنظر الى منظره وطول قامته لاني قد رفضته.لانه ليس كما ينظر الانسان.لان الانسان ينظر الى العينين واما الرب فانه ينظر الى القلب."  وملك سليمان مكان أبيه ( ١أيام ٢٨: ٩ ) وانت يا سليمان ابني اعرف اله ابيك واعبده بقلب كامل ونفس راغبة لان الرب يفحص جميع القلوب ويفهم كل تصورات الافكار.فاذا طلبته يوجد منك واذا تركته يرفضك الى الابد."
لَمْ يَأْتَمِنْهُمْ عَلَى نَفْسِهِ أي لم يصدق صحة إيمانهم ولم يحسبهم تلاميذ ثابتين نعم إنّ عقولهم اقتنعت بمشاهدتهم الآيات بأنه نبي الله لكنهم لم يقبلوا تعاليمه في قلوبهم ويتجددوا.

+ " لكن يسوع لم ياتمنهم على نفسه " الآيتان (يو 2: 24- 25) هما جملة واحدة فى الأصل اليونانى ويعنى أنهم لم يطئن لإيمانهم به وقد وصف يسوع هذا النوع فى مثل الزارع هو نوع البذور التى سقطت على الأرض التى ليس لها عمق أرض صخرية نبتت البذور ولكنها جفت  فلم يتخذهم شهودا له يبشرون بإسمه ولا يفعلون المعجزات ولا إخراج الشياطين ولا تلاميذ كما فعل يسوع مع نيقوديموس فى الإصحاح الثالث من بشارة يوحنا ( ياتى البر بواسطة الإيمان الحقيقى والعميق بيسوع ( رو 1 : 16- 17 & 4)
2) " لأَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُ ٱلْجَمِيعَ" بمعرفته الإلهية التي استطاع بها أن يعرف نثنائيل (ص ١: ٤٧). وتذمرات الفريسيين بقلوبهم ونية يهوذا الاسخريوطي. والمضمون هنا أن المسيح عرف أنهم سيتغيرون وأنهم مستعدون أن يتركوه وقت الخوف واستهزاء اليهود به.

كان يسوع يعرف القلوب ويقرأ الأفكار وكان يشعر بروحه ما يحدث (متّى ٩: ٤) فعلم يسوع افكارهم فقال: «لماذا تفكرون بالشر في قلوبكم؟  (مرقس ٢: ٨ ) فللوقت شعر يسوع بروحه انهم يفكرون هكذا في انفسهم فقال لهم: «لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم؟  (يو ٦: ٦٤) ولكن منكم قوم لا يؤمنون». لان يسوع من البدء علم من هم الذين لا يؤمنون، ومن هو الذي يسلمه. (يو ١٦: ٣٠)  ولست تحتاج ان يسالك احد. لهذا نؤمن انك من الله خرجت» ( أعمال ١: ٢٤ ) وصلوا قائلين:«ايها الرب العارف قلوب الجميع، عين انت من هذين الاثنين ايا اخترته، (رؤيا ٢: ٢٣) واولادها اقتلهم بالموت. فستعرف جميع الكنائس اني انا هو الفاحص الكلى والقلوب، وساعطي كل واحد منكم بحسب اعماله."
+ " لانه كان يعرف الجميع. " .. " فإن فاحص القلوب والكلي الله البار" (مز7: 9). ويقول السيد المسيح "فستعرف الكنائس أني أنا هو الفاحص الكلي والقلوب" (رؤ2: 23) كان يسوع هو فاحص القلوب والكلى وكان يعرف ما يدور فى فكر اليهود والفريسيين وغيرهم أثناء مناقشتهم فعرف ان هؤلاء اليهود لم يكن إيمانهم قوى وعميق

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أن يسوع وإن عرف أنهم قد آمنوا به إلا إنه " لم يأتمنهم على نفسه" أى لم يحسبهم تلاميذه حقا فإن إبمانهم لم يكن ثابتا فى قلوبهم وكان يعلم  ايضا أنهم متغيرون سهلوا الإنقياد لمكر الكتبة والفريسيين وأنهم سوف يروتدون ويتركونه وقت الخوف " لأنه كان يعرف الجميع" أى لأنه فاحص القلوب والكلى وعالم بالخفيات والنيات.

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 2: 25) 25 ولانه لم يكن محتاجا ان يشهد احد عن الانسان، لانه علم ما كان في الانسان.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَلأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مُحْتَاجاً أَنْ يَشْهَدَ أَحَدٌ عَنِ ٱلإِنْسَانِ، " رفض يسوع شهادتهم عنه لأنها لم تكن حقيقية بل سطحية بينما قبل شهادة يوحنا المعمدان لهذا لَمْ يَكُنْ مُحْتَاجاً أَنْ يَشْهَدَ أَحَدٌ له لأنهم يؤمنون بشفتيهم فقط أما قلوبهم فبعيدة عن الإيمان

2) " لأَنَّهُ عَلِمَ مَا كَانَ فِي ٱلإِنْسَانِ"  والمعنى أن معرفته غنية عن الوسائل التي يتخذها الناس ليعرف بعضهم بعضاً فهو يعلم كل شيء لأنه الله (ص ١: ١) في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله. "   وفحص القلوب من الصفات المختصة بالله (إرميا ١٧: ١٠).انا الرب فاحص القلب مختبر الكلى لاعطي كل واحد حسب طرقه حسب ثمر اعماله. 


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
معنى هذا العدد مثل معنى قوله " لأنه كان يعرف الجميع" فى العدد السابق أى بما أنه خالق الإنسان فهو يعرف نيته وما سيفعله ولا يحتتاج إلى الوسائل التى يتخذها الناس ليعرفوا بعضهم بعضا  


 

بح العظيم   

This site was last updated 06/15/21