Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير / شرح إنجيل يوحنا الإصحاح الخامس

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير يوحنا ص1 1: 1-18
فسير إنجيل يوحنا ص 1: 19- 51)
تفسير إنجيل يوحنا ص 2
تفسير إنجيل يوحنا ص 3
تفسير إنجيل يوحنا ص4
تفسير إنجيل يوحنا ص5
تفسير إنجيل يوحنا ص 6
Untitled 8367
تفسير إنجيل يوحنا ص 7
تفسير إنجيل يوحنا ص8
تفسير إنجيل يوحنا ص9
تفسير إنجيل يوحنا ص10
تفسير إنجيل يوحنا ص11
تفسير إنجيل يوحنا ص12
تفسير إنجيل يوحنا ص 13
تفسير إنجيل يوحنا ص 14
تفسير إنجيل يوحنا ص 15
تفسير إنجيل يوحنا ص 16
تفسير إنجيل يوحنا ص 17
تفسير إنجيل يوحنا ص 18
تفسير إنجيل يوحنا ص 19
تفسير إنجيل يوحنا ص20
تفسير إنجيل يوحنا ص 21
ت

تفسير يوحنا الإصحاح  الخامس  - مجمل الأناجيل الأربعة على: الفصل 8

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الخامس
1. شفاء مفلوج بيت حسدا (يوحنا 5: 1- 9)  لماذا في رقم ٤٠ كمال البرّ؟
2. مقاومة اليهود (يوحنا 5:  10- 16)
3. حديث المسيح عن السبت (يوحنا 5:  17- 18)
4. حديث عن الحياة الأبدية (يوحنا 5:  19_ 30)
5. شهادة يوحنا المعمدان له (يوحنا 5:  31- 35)
6. شهادة آياته وأعماله  (يوحنا 5:  36)
7. شهادة الآب له (يوحنا 5:  37)
8. شهادة الكتاب المقدس له (يوحنا 5:  38- 47)

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الخامس
1. شفاء مفلوج بيت حسدا (يوحنا 5: 1- 9)  لماذا في رقم ٤٠ كمال البرّ؟

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 1)   1 وبعد هذا كان عيد لليهود، فصعد يسوع الى اورشليم.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَبَعْدَ هَذَا " وتعنى فى اليونانية " بعد هذه الأمور كحوادث " أى الإنتقال من سرد مجموعة من الحوادث (يو 3: 22) 22 وبعد هذا جاء يسوع وتلاميذه الى ارض اليهودية، ومكث معهم هناك، وكان يعمد " إلى مجموعة أخرى من الحوادث ( يو 6: 1) 1 بعد هذا مضى يسوع الى عبر بحر الجليل، وهو بحر طبرية.  أي بعد مرور المدة بين ما ورد في آخر أصحاح ٤ وأول أصحاح 5 إلى آخره  وهي غالباً نحو أربعة أشهر.
2) " كَانَ عِيدٌ لِليَهُودِ :  + "  عيد " .. تأمر الشريعة اليهودية الذكور حضور ثلاثة أعياد سنوية فى الهيكل (لا 23)  1. الفصح عيد الفصح وعيد الفطير (خر3:12-20؛ لا6:23؛ تث1:16-8)... 2. عيد الأسابيع أو البنتقسطي أو الخمسين بعد سبعة أسابيع من عيد باكورة الحصاد (خر16:23؛ 22:34؛ لا16:23؛ عد26:28؛ أس9:8). .. 3. عيد المظال (خر16:23؛ 22:34؛ لا34:23؛ عد12:29-38؛ تث13:16) .. وكلمة "عيد وردت بدون "ألـ " أداة التعريف أى ليس هو عيد الفصح بل أحد الأعياد الأيهودية الأخرى ويعتقد كل من القديس كيرلس (1) والقديس يوحنا ذهبى الفم (2) أنه عيد الخمسين فيكون المسيح ذهب للسامرة فى بداية الصيف "مايو" بعد الفصح الأول الذى حضرة فى أورشليم

إذا كانت الإشارة فى هذه ألاية إلى عيد القصح فيكون مدة تكريز وتبشير يسوع  يسوع على الأرض أربع سنوات وليس  ويشير التقليد الكنسى أن تبشير وكرازة يسوع بدأت بعد معموديته من يوحنا المعمدان ثلاث وأن أعياد الفصح التى حضرها المسيح فى أورشليم الأول (يو 2: 13 و23 ) الثانى ( يو 6: 5 ) الثالث ( يو 12: 1) وأستمرت ثلاث سنوات وهذا ما يؤكدة عدد أعياد الفصح المذكورة فى إنجيل يوحنا .
ويؤيد هذا الرأى معظم المفسريين والآباء أن الفصح الأول ذكر فى (يو 2: 13) كان فى سنة 27 ميلادية لأن عيد الفصح الثانى الذى حضره المسيح والذى بالحساب الدقيق كان قريبا (يو 6: 4) أما الفصح ألخير الذى صلب فيه الرب وقع فى (يو 11 و12) كان فى سنة 29 ميلادية وبذلك يكون المسيح حضر ثلاثة أعياد فصحية أثناء خدمته الكرازية صلب فى ثالثها وبذلك تكون مدة خدمتة حسب توقيعات إنجيل يوحنا وحسب التقليد القبطى ثلاث سنوات وعدة أشهر (3)

1- St. Cyril the Great, op. 237

2 - chrysostom, op, cit. Hom. 36, 125

3 - Scc; ICC. op. dit, Lightfoot, op, cit. p, 148


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
لم يوضح البشير أى الأعياد كان ذلك ولكن الأرجح أنه كان عيد الفصح كما ذكر فى تفسير (يو 2: 13) وكان سيد الكل مدة حياته على الأرض ينفذ قوانين ومطالب شريعة موسى حتى لا يجد اليهود حجة عليه ولكى يعطى بركاته للجماهير الكثيرة الذين كانوا يحضرون فى مثل هذه الأعياد فيشفى نفوسهم وأجسادهم

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 2)   2 وفي اورشليم عند باب الضان بركة يقال لها بالعبرانية «بيت حسدا» لها خمسة اروقة.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَفِي أُورُشَلِيمَ عِنْدَ بَابِ الضَّأْنِ"  بَابِ الضَّأْنِ كان هذا الباب قرب الهيكل في جانب المدينة الشرقي، والأرجح أنه سُمِّي كذلك لأنهم كانوا يأتون منه بغنم الذبيحة إلى الهيكل.
+ "  باب الضأن " ..  يقع  باب الضأن فى الجزء الشمالى الشرقى لسور اورشليم وورد أسم هذا الباب وكان قريبا من الهيكل لأهميته بالنسبة للذبائح ذكر أن بناء هذا الباب كان من نصيب الكهنة (نح 3: 1) 1 وقام الياشيب الكاهن العظيم واخوته الكهنة وبنوا باب الضان.هم قدسوه واقاموا مصاريعه وقدسوه الى برج المئة الى برج حننئيل." (نج 3: 32) وما بين مصعد العطفة الى باب الضان رممه الصياغون والتجار ) (نح 12: 39) 39 ومن فوق باب افرايم وفوق الباب العتيق وفوق باب السمك وبرج حننئيل وبرج المئة الى باب الضان ووقفوا في باب السجن. " وقد وضع هذا الباب فى الجزء الشمالى أسوار مدينة أورشليم حيث أن شمال الأراضى المقدسة تكثر فيه الأمطار والينابيع وبحيرة طبرية فيتميز بالخضرة ووفرة الماء فتربى هناك الأغنام وتساق لكى تدخل من الباب الذى سمى باب الضأن لأن قطعان الغنم التى ستباع فى أورشليم سواء للذبيحة أو للأكل  تدخل منه وتنظف من ماء بركة حسدا
+ "  بيت حسدا " ..  هناك عدة تهجئات لهذا المكان فتذكر بإسم "بيت ذاتا" أو "بيزاتا" أى بيت الزيتون وله إسم بيت صيدا التى أصلها " بيت إزدا" Bet Esda والتى تعنى "بيت الفيضان" ويعنى بيت إزد المجوز" (اى ذو الهينين بمعنى البركة التى لهما حوضان يفيض فيهما الماء .. ولكن أسح الفراءات جميعا ما جاء فى النسخة االإسكندرية إسم "بيت حسدا" وتهنى بيت الرحمة بسبب معجزات الشفاء التى كانت تجرى فيها

وقد ذكرها المؤرخ يوسيفوس بإسم "بيت ذاتا" وقد اطلق هلى هذا الالجزء فى بعض المحطوطات اليونانية إسم "بيت صيدا" وذكرتها عليها مخطوطات وادى قمران بإسم "بيت حسدا" Bet hesda أى "بيت الرحمة " أو "بيت الينبوع المضاعف وتعرف اليوم "بركة القديســة آن" أى بركة القديسة حنة أم العذراء مريم

2) " بِرْكَةٌ يُقَالُ لَهَا بِالعِبْرَانِيَّةِ «بَيْتُ حِسْدَا»"  ومعنى بقال لها بالعبرانية بيت حسدا قصد الإنجيلى الإسم باللغة الآرامية الدارجة بين الشعب " العائد من السبى" وكانت البركة بها ينبوع ماء طول السنة ولكن فى وقت كانت تفيض وبناء الخمسة أروقة كان يزدحم فيه المرضى ويقال ان الذى أقام ببنائها هو هيرودس الكبير وقد ظلت هذه الأروقة قائمة حتى خراب اورشليم سنة 70 م
بِرْكَةٌ.. بَيْتُ حِسْدَا أي بيت الرحمة، ولعلها سُمّيت بذلك لما نسبه الناس إليها من قوة الشفاء. ولا نستطيع اليوم تعيين موقعها. وظن بعضهم أنه ما يُعرف الآن بنبع العذراء الذي يجري ماؤه في قناة تحت الأرض إلى بركة سلوام، وتُسمى أيضاً ببركة الملك (نحميا ٢: ١٤).
3) " لَهَا خَمْسَةُ أَرْوِقَةٍ " الأرجح أنها بُنيت لخدمة المرضى الذين كانوا يمكثون هناك طلباً للشفاء ، وكانت مفتوحة من جهة ومسدودة من الجهة الأخرى والبركة مساحتها كبيرة وهى بعرض 165- 220 قدما وطول 315 قمدما  مقسومة من نصفخا بحاجز جعلها بركتين : واحدة شمالية والأخرى جنوبية ولها جوانب   على جوانبها الأربعة صفوف أعمدة وكذلك على الحاجز الذى يقسمها وبذلك ظهرت الخمسة أروقة ولمنزل مدرج كسلالم


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
وفى اورشليم عند باب الضأن (سمى بهذا الإسم لأنهم كاموا يسوقون قطعان الغنم التى سوف تقدم للضبيحة إلى الهيكل ويدخلون منه إلى أورشليم (نح 3: 1 & 12: 39) .. وبيت حسدا معناه بيت الرحمة والرأفة إذ كان الله يظهر هناك رحمته بالمرضى الذين يلقون فى البركة كما سنورد .. والخمسة أروقة كانت معدة ليقيم فيها المرضى لتقيهم من البرد والحر إلى أن يحرك الملاك الماء .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 3)   3 في هذه كان مضطجعا جمهور كثير من مرضى وعمي وعرج وعسم، يتوقعون تحريك الماء.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فِي هَذِهِ كَانَ مُضْطَجِعاً جُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنْ مَرْضَى وَعُمْيٍ وَعُرْجٍ " حول بركة بيت حسدا كان جُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنْ مَرْضَى من أصحاب الأمراض الذين يئسوا من الشفاء بواسطة الأطباء والأدوية، فتركهم أهلهم فى تلك الأروقة وكان يتولى إطعامهم بعض الأغنياء
2) " عُسْمٍ "والعُسْم هُم مَنْ يَبِسَت مفاصِل أيديهم وأرجلهم، أي مصابين بتيبُّس مفاصل اليدين أو الرجلين وهم المرضى بأنواع الشلل وقد تُرْجِمَت الكلمة في كتاب الحياة بـ"المشلولين" paralyzed.وهناك أنواع عَسِمَ القدم والكف، يعسمَ، عَسَمًا: يبس مفصل الرسغ حتى تعوَّج الكف والقدم. والرجل أعسم، والمرأة عسماء. وكان مضطجعًا حول بركة بيت حسدا في أورشليم عند باب الضأن،  (إنجيل يوحنا 5: 3)،  وقد ذكر نوع هذا المرض لأن مريض هذه القصة واحد منهم
3) "  يَتَوَقَّعُونَ تَحْرِيكَ المَاءِ"  يَتَوَقَّعُونَ تَحْرِيكَ المَاءِ هذا يدل على أن كان ينبوع الماء يعطى ماءا ثابتا على مدار السنة ولكنه يزيد فى وقت معين فتتحرك المياة وتندفع لأعلى فيقولون عنه تحريك الماء  وحسب عقيدة وإيمان المرضى أن الماء لم يكن نافعاً للشفاء ما لم يتحرك. وأجمع المفسرون على أن ماء تلك البركة كان يجري إليها من عينٍ يجري ماؤها جرياً معتدلاً، وأحياناً يعظم ويجري بشدة. ومعروفٌ أن مياه بعض العيون معدنية تنفع في كثير من الأمراض نفعاً عظيماً. ولعل ماء بركة بيت حسدا كان كذلك يومئذ، لكن حال مائها لم يبقَ على ما كان عليه. ولعل خواصه المعدنية النافعة للمرضى كانت تكثُر عند فيضانه بقوة.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
"العسم " هم المصابون بيبس مفاصل اليدين والرجلين ، وقوله إن المرضى " كانوا يتوقعون تحريك الماء " يوضح أن الماء فى ترلك البركة لم يكن نافعا للشفاء ما لم يتحرك ..

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 4)   4 لان ملاكا كان ينزل احيانا في البركة ويحرك الماء. فمن نزل اولا بعد تحريك الماء كان يبرا من اي مرض اعتراه.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
+ ألآيتان (يو 5: 4و 5) لم تكونا فى المخطوطات الضاربة فى القدم (1) فهما غير موجدتان فى المخطوطات P66, P75 א B, C*, D, 
(2) يشار فى أكثر من 20 مخطوطة متأخرة عن السابقة بعلامة النجمة (*) لتوضح لقارئ ألإنجيل ان هاتين الآيتين ليستا من ضمن النص الأصلى (3) ويؤكد المفسرين والمحللين لهاتين الآيتين بأنه كثر من المصطلحات غير مألوفة فى أسلوب يوحنا أما المخطوطات القديمة التى ترد فيهما هاتين ألايتين هى ,  A, C3, K, L كما تردان فى الدياطسرون (إتفاق البشيريين) (ك جمعت الأناجيل الأربعة فى كتاب واحد سمى بالدياطسرون أى الرباعى سنة 280م) وفى كتابات ترتليانوس (عام 200 م) وأمبروسيوس ، كريسوستوم ، كيرلس وهذه الكتابات تعتبر مرجعا لقدمهما وليس لأصالتهم فىالبشارة الموحى بها وتعطينا هاتين ألآيتين عن فكر اليهود وإيمانهم فى زمن يسوع بأن هناك ملاك ينزل ويحرك مياة بركة بيت حسدا وهذه الإضافة تعتبر هامة لأنها توضح للقارئ  البشارة (1) سبب وجود هؤلاء المرضى حول البركة (2) سبب بقاء هذا الرجل هذه المدة الطويلة (3) كما توضح فكر الرجل ورغبته فى الشفاء وبالرغم من إيمانه إلا أنه لا يوجد أحد يدفعه إلى المياة (يو 5: 7) وهناك ملاحظة  نه كان يوجد نظام خاص عند اليهود  لإطعام مرضى بيت حسدا وغيرهم من الذين يطردوا من المدن والقرى لمرضهم بالبرص

1) لأنَّ ملاكاً كَانَ يَنْزِلُ أَحْيَاناً فِي البِرْكَةِ وَيُحَرِّكُ المَاءَ." لأنَّ ملاكاً كَانَ يَنْزِلُ لم يذكر إن هذا الملاك كان يُشاهد بالبصر، ولكن يذكر هنا إيمان المرضى بأن ملاكا يحرك المياة وظاهرة فوران الماء وإنفاعه قد تكون ظاهرة طبيعية ، لأنه لو كان كذلك لذكره يوسيفوس وغيره من مؤرخي اليهود. وقد ذكر البشير ما يقوله العامة أى عقيدتهم فى تفسير حركة الماء الفجائية وتعليلهم فيضان الماء فيضاناً دورياً وخواصه المعدنية في الشفاء. ويجب أن لا نستغرب كثيراً اعتقاد العامة بذلك، لأن الناس في كل زمان اعتادوا أن ينسبوا ما يجهلون علته إلى قوة فائقة للطبيعة أى خدمة الملائكة. واليهود يقرأون الكتاب المقدس نفسه والذى فيه الرب يستخدم الملائكة لتوصيل بركاته إلى الناس، والقديس يوحنا رأى فى رؤياه هذا الملاك وإسمه "ملاك المياة " (رؤ 16: 5) 5 وسمعت ملاك المياه يقول:«عادل انت ايها الكائن والذي كان والذي يكون، لانك حكمت هكذا. " وقد وردت قصص عن الملائكة وخدماتهم وأعمالهم فى الكتاب المقدس بعهديه فمن استخدامهم العام ما جاء في (عدد ٢٠: ١٦ ) ( ٢ملوك ٦: ١٧ ) ( مزمور ٣٤: ٧ و٩١: ١١ و١٢ ) ( دانيال ٣: ٣٨ و٦: ٢٢ ) ( لوقا ١: ٢٢ ) ( عبرانيين ١: ١٢) ومن استخدامهم الخاص ما ورد في (تكوين ١٩: ١٥ ) (متّى ٤: ١١ و١٨: ١٠ ) ( لوقا ١٦: ٢٢ ) (أعمال ٧: ٥٣ و١٢: ١١)
2) "  فَمَنْ نَزَلَ أَوَّلاً بَعْدَ تَحْرِيكِ المَاءِ كَانَ يَبْرَأُ مِنْ أَيِّ مَرَضٍ اعْتَرَاهُ" فَمَنْ نَزَلَ أَوَّلاً هذا ما كان يعتقده المرضى ، أى أنه يُشفى في السنة مريض واحد. ونتيجة للمريض بالشلل فلا يستطيع الحركة ويحتاج لشخص آخر يدفعه ويلقيه فى الماء قبل الآخرين ولهذا لم ينزل صاحب قصة مريض بيت حسدا  في البركة عند تحريك الماء إلا المرضى الذين يستطيعون الحركة مثل العمر والعرج وغيرهم أما العسم أى المرضى المشلولين فلا يستطيعون وهذا يفسر بقاء مريض بيت حسده هذه المدة  بالنسبة إلى الجماعة الكبيرة التي كانت تنتظره. ولا شك أن المرضى انتفعوا بذلك الماء نفسياً، فوق منفعة خواصه الطبيعية، لقوة اعتقادهم بمنفعته فور تحريكه.
ويذكر الكتاب قصة الشفاء الذى أجراه إليشع النبى لنعمان السريانى بالإغتسال فى نهر الأردن الأردن وشفى من داء البرص والمسيح أيضا ألمح إلى أن هناك سرا إلهيا فى ماء بركة سلوام بالذات حيث أمر الأعمى الذى صنع له من لعابه مقلة طين بأن يغتسل فى بركة سلوام فأتى بصيرا والشفاء عموما هو من ععمل الروح القدس فى ماء المعمودية  ومن المعروف أن ثلاث قراءات من الإنجيل كانت تقرأ على المعمدين الجدد فى الكنيسة الأولى : الحديث مع نيقوديموس .. وقصة مقعد بيت حسدا .. وتفتيح عينى الأعمى (1)

1 - Atlas of the early Christian World, trans & cd. by Mary F. Hedlund & H. H. Rowley, London, 1958. p. 42


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أما الملاك الذى كان أحيانا ينزل ويحرك المياة فقيل أنه الملاك ميخائيل وقيل انه رفائيل الذى فتح هينى طوبيا وتحريك الماء بواسطة الملاك يدل على أن قوة الشفاء ليست طبيعية فى الماء بل هبة من الرب . ولا ريب فى ذلك فأن الرب يستخدم الملائكة لإيصال بركاته إلى الناس راجع (عدد 20: 16) (2مل 6: 17) (مز 34: 7 & مز 91: 11و 12) (دا 3: 38) (لو 1: 22) (عب 1: 12) وقوله من نزل أولا بعد تحريك الماء كان يبرأ

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 5)   5 وكان هناك انسان به مرض منذ ثمان وثلاثين سنة.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وَكَانَ هُنَاكَ إِنْسَانٌ بِهِ مَرَضٌ مُنْذُ ثَمَانٍ وَثلاثِينَ سَنَةً"  مُنْذُ ثَمَانٍ وَثلاثِينَ سَنَةً هذا مدة مرض ذلك الإنسان ولم يُذكر عمره، ولا كم مضى عليه من سني مرضه وهل اهله تركوه بجانب البركة هذه المدة  يتوقع الشفاء بجوار البركة. ويدل طول مدة مرضه على اليأس من الشفاء بالأدوية او العلاج ، وعلى عظمة قوة المسيح على الشفاء. ولعل مرضه كان ضعف الأعصاب أو الشلل الخفيف مما صعَّب حركته ويقعده وليس هو الشلل المعروف سواء النصفى أو الكلى لأن المعرووف فى الطب أن مريض هذا النوعين يكون محدود الحياة بمدة قليلة  كما لم يكن له صاحب يعتني به (يو 5: 7). ويدل الحديث على أن مصابه كان نتيجة خطايا (يو 5: 14).
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
قال يوحنا فم الذهب : أن هذا المريض كان مخلعا (أى مقعدا) ويظهر أن مرضه هذا كان صعب الشفاء وأن الأطباء لم يستطيعوا شفاؤه فى تلك المدة الطويلة فإختار المسيح من فشل البشر فى شفاؤه لإظهار قوته وقدرته القوية على فعل معجزة الشفاء

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 6)  6 هذا راه يسوع مضطجعا، وعلم ان له زمانا كثيرا، فقال له: «اتريد ان تبرا؟»

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " هَذَا رَآهُ يَسُوعُ مُضْطَجِعاً" + إن سبب إختيار هذا الشخص بسبب إيمانه الشديد طول هذه المدة كما أنه لا يوجد معه أحدا أى أنه وحيد ، كان يسوع يوضح بعدة طرق لرؤساء الكهنة والفريسيين وعيرهم من قادة اليهود الدينيين وإختيار شخص مريض بيت حسدا هو علامة تؤكد مسيانيته .. (إش 35: 6) قولوا لخائفي القلوب تشددوا لا تخافوا.هوذا الهكم.الانتقام ياتي.جزاء الله.هو ياتي ويخلصكم  حينئذ تتفقح عيون العمي واذان الصم تتفتح. حينئذ يقفز الاعرج كالايل ويترنم لسان الاخرس لانه قد انفجرت في البرية مياه وانهار في القفر.

2)  " وَعَلِمَ أَنَّ لَهُ زَمَاناً كَثِيراً،" وكما ذهب إيليا لإرملة صرفة صيدا دونا عن نساء وهائلات كثيرات فى زمن الجوع ذهب يسوع لمقعد بيت حسدا دونا عن حمهور كبير من العمبان والمرضى بأمراض كثيرة الذين كانوا موجودين حول البركة

"وَعَلِمَ " : عرف يسوع كإنسان بلاهوته كل تاريخ ذلك االمريض في الماضي، كما عرف من أمر المرأة السامرية (يوحنا ٤: ١٧، ١٨). ورأى علامات الألم والحزن على وجهه فأشفق عليه. ولا دليل على أنه قام بشفاء أحد غيره من جمهور المرضى هناك (يو 5: 3) وبلا شك أنه رأى أن يختار هذا المريض لشجاعته و فى حمل سريره يوم السبت وإيمانه به بعد أن عرف انه المسيا
3) " فَقَالَ لَهُ: أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ؟"  فَقَالَ لَهُ أى عرض عليه الشفاء لمجرد شفقة عليه.
أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ؟ غاية المسيح في هذا السؤال إظهار حزنه على مصابه، وإعطاؤه الرجاء ، وتوجيه نظره إليه، وتهيئته للشفاء. وكذلك فعل بطرس ويوحنا بالمقعد عند باب الهيكل الجميل بقولهما «انظر إلينا» (أعمال ٣: ٤). وكان المسيح يريد أن يجعل شفاء أجساد الناس رمزاً إلى شفاء نفوسهم من الخطية ، فطلب اقتران إرادة الإنسان أى بالإيمان  بإرادة الرب للشفاء، ليبين أن الرب لا يريد أن يشفي نفس الخاطئ ما لم يُرد الخاطئ نفسه الشفاء. ولعل المسيح أراد بقوله «أتريد أن تبرأ؟» شفاءين: شفاءً جسدياً وشفاءً روحياً، ولم يفهم المريض سوى الأول منهما.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كما عرف المسيح خفايا نثنائيل وخفايا المرأة السامرية عرف أن هذا المخلع له زمان كثير أما سؤاله للمريض قائلاً: " أتريد أن تبرأ " فالقصد منه إظهار حزنه على ما وصل إليه من المرض وحرك رجاء فى نفسه بعد أن ياس من أن يدفعه أحدا من الناس للبركة لينزل أولا فيبرأ لمدة 38 سنة ، وقال يوحنا ذهبى الفم : أن المسيح لم يطلب من المخلع الإيمان كما طلب من المرضى ألآخرين الذين أبرأهم لأن هؤلاء كانوا قد سمعوا بعجائبة ورأوها فكان عليهم الإيمان أولا بقدرته على صنع العجائب ، أما المخلع فلم بكن بعرف المسيح ولا سمع شيئا عنه  فلم يمكنه أن يؤمن

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 7)  7 اجابه المريض:«يا سيد، ليس لي انسان يلقيني في البركة متى تحرك الماء. بل بينما انا ات، ينزل قدامي اخر».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
راجع تفسير الآية (يو 5: 4)
1) " أَجَابَهُ المَرِيضُ: يَا سَيِّدُ، لَيْسَ لِي إِنْسَانٌ يُلقِينِي فِي البِرْكَةِ مَتَى تَحَرَّكَ المَاءُ." لا شك أن المريض تعجب من هذا السؤال لأنه ما زال مقعد وينتظر تحريك الماء منذ 38 سنة ، لأنه كأى إنسان يفضل أن يكون صحيحا كسائر الناس فهو بلا أدنى شك يريد أن يبرأ ولكن فكره كله فى نوال الشفاء محدود بتحريك المىك لماء البركة فلم بعرف أن يسوع عندة قوة ليشفيهووجود ذلك المريض عند تلك البركة دليل واضح على رغبته في الشفاء.
لَيْسَ لِي إِنْسَانٌ يُلقِينِي فِي البِرْكَةِ مضمون جوابه نعم أريد الشفاء، ولكن لا وسيلة للشفاء. فلم يكن يتوقع الشفاء إلا بأن يُلقى في البركة. ولعله فكر فى طلب رجاء  أن هذا الغريب الذي سأله يشفق عليه ويمكث معه ويساعده على النزول للبركة متى تحرك ماؤها. ولا شك في أن مصاب هذا المريض كان عظيماً جداً، لأنه علاوة على مضي زمان طويل عليه وهو يقاسي آلام المرض لم يكن له صاحب يحسن إليه ويلقيه في البركة. ومن العجب أنه مع كثرة الألوف في أورشليم لم يلتفت أحد ليساعد ذلك المسكين ليصل إلى البركة. وصرخة «ليس لي إنسان» هي حال ملايين المصابين اليوم في الأجساد والأرواح، وحولهم من يقدرون أن يساعدوهم. وعرف يسوع كل أحوال ذلك المريض، فاقترب إليه ليشفيه، فهو صاحب من لا صاحب له ومعين من ليس له معين. وسبب اقترابه من ذلك المقعد سبب سمائى لخلاص نفوس الهالكين، كما قال النبي «فَرَأَى أَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانٌ، وَتَحَيَّرَ مِنْ أَنَّهُ لَيْسَ شَفِيعٌ. فَخَلَّصَتْ ذِرَاعُهُ لِنَفْسِهِ، وَبِرُّهُ هُوَ عَضَدَهُ» (إشعياء ٥٩: ١٦).
2) "  بَل بَيْنَمَا أَنَا آتٍ يَنْزِلُ قُدَّامِي آخَرُ"  يَنْزِلُ قُدَّامِي آخَرُ تكلم حسب معتقد المرضى وإشتهرت به هذه البركة  وهو أن قوة الماء على الشفاء محدودة من أول تحرك الماء إلى أول النازلين فيه.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
يظهر من كلام المخلع أنه لم يتوقع الشفاء إلا بأن يلقى فى البركة ولعله كان يرجوا من هذا الغريب الذى يكلمه وسأله أن يشفق عليه ويساعده بأن يلقيه فى البركة عند تحريك الماء ، فكأنه يقول للمسيح ليس لى صاحب يساعدنى .. فساعدنى أنت ، ولا ريب فالمسيح صديق من لا صديق له وحبيب من لا حبيب له ومعين من ليس له معين .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 8)   8 قال له يسوع:«قم. احمل سريرك وامش».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " قَالَ لَهُ يَسُوعُ " خرج الأمر الإلهى و قوة الشفاء من المسيح مع خروج الكلام من شفتيه، كما حدث كثيرا فى معجزات صنعها مثلا عندما قال ليابس اليد «مُد يدك» (متّى ٣: ٥).
2) " قُمِ. احْمِل سَرِيرَكَ وَامْشِ" + "  قم. احمل سريرك وامش  " ..  هى مجموعة من الآوامر " قم " فعل أمر مبنى للمعلوم .. يتبعه "إحمل" فعل أمر بسيط مبنى للمعلوم .. ثم يتبعه "إمشى" فعل امر مبنى للمعلوم .. كان السرير عبارة عن فراش يوضع على الأرض ينام عليه الفقراء ليلا ويجلسون عليه نهارا لهذا  يمكن حمله  (مر 2: 4 و9 و 11و 13 & 6: 55) (أع 9: 33)
كما قال لمفلوج كفر ناحوم (مرقس ٢: ١١ ) 11 «لك اقول قم واحمل سريرك واذهب الى بيتك». أمره المسيح مريض بركة بيت حسدا بثلاثة أعمال لم يكن يستطيع أن يقوم بأيٍّ منها، (1) قم (2) وإحمل سريك (3) وإمشى .. فليست بركة بيت حسدا االتى تعنى بيت الرحمة ذات الخمسة أروقة ينتظرها المقعد بعد ولا المياة التى يحركها الملاك بل ينبوع الرحمة الدائمة  المسيح الذى يفيض مجانا على من يختارهم بلا وسيط وبلا شروط عبارة خرجت من شفتى المسيح فشددت أوصال عضلات رجلية فقام وحركت عضلات يدية فحمل سريره على ظهرة الذى إنحنى تحت عبئ السنين إنتظارا لشخص يدفعه فى البركة وقت تحريك الملاك للمياة لأنه نال الشفاء وحتى هذه اللحظة لم يعرف المقعد شيئا عن المسيح ولا حتى عرف من يكلمه لهذا لم يؤمن به "لكنها الكلمة الشافية هكذا قال المسيح (يو 6: 63) الكلام الذي اكلمكم به هو روح وحياة، " قد خرج أمر الشفاء من فمه فلم يعلن المسيح عن نفسه وترك وقت إيمان الرجل به إلى وقت آخر
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
نال المريض الشفاء بمجرد ما نطق المسيح قوله "قم" ثم أمره المسيح أن يحمل سريره ويمشى برهانا ودلءلا لشفاءه وأنه قد حصل على قوة ليحمل فراشة ، ولا شك أن إبراء هذا المخلع الذى لبث 38 سنة وهو مقعد بكلمة واحدة من يسوع هو برهان بأن يسوع هو المسيح لا يمكن لمن أراد الحق إنكاره .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 9)  9 فحالا برئ الانسان وحمل سريره ومشى. وكان في ذلك اليوم سبت.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فَحَالاً بَرِئَ الإِنْسَانُ وَحَمَلَ سَرِيرَهُ وَمَشَى." فَحَالاً بَرِئَ الإِنْسَانُ وَحَمَلَ سَرِيرَهُ وَمَشَى وكان ذلك امتحاناً لإيمان مريض بركة بيت حسدا وطاعته لأمر المسيح اللذين بدونهما لا يُظهر قوته فها هو مريض يشفى ويحمل أمتعته ويسير مثل سائر الناس بدون علاج طبيعى بعد شفاؤه كما يحدث اليوم
برئ هذا الإنسان في الحال برءاً تاماً بكلمة يسوع. وأظهر يسوع بذلك قوته الفائقة. وأظهر الرجل إيمانه وطاعته بما فعله. ولعل سريره لم يكن سوى فراش صغير لو تركه لكان فقده.
2) " وَكَانَ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ سَبْتٌ" + "  وكان في ذلك اليوم سبت " .. كلمة عبرانية معناها "راحة", وقد بدأ التفكير في يوم السبت على أنه اليوم الذي يترك فيه الإنسان أشغاله المادية حتى يستريح قديمًا, وذلك تذكارًا لليوم السابع من الخليقة "لذلك بارك الله يوم السبت وقدسه لأن فيه استراح الرب من جميع أعماله" (تكوين 2: 1-3) ويقول (سفر الخروج 20: 8-11) ولكن غالى رؤساء اليهود الدينيين فريسيتن وكتبه وغيرهم  فى تفسير أمر الرب بالراحة يوم السبت ووضعوا تفسيرا شفويا وأصبح تقليدا شقيا سجل فيما بعد فى "التلمود" والمتعلق (يو 5: 16و 18) ( مت 7: 1- 23) وقد أصبح كسر يوم السبت سجالا بين يسوع من جهة والغريسيين والكتبة وغيرهم من رؤساء اليهود الدينيين ويمكننا تفسير معجزات يسوع وشفاؤة للمرضى يوم السبت وتحديدا فى المجامع كفرصة لفتح حوار عقائدى مع قادة اليهود خاصة أمام الناس ليقارنوا بين تعاليم المسيا المنتظر ألإلهية وتعاليم قادتهم وتقاليدهم الشقهية التى خرجت عن ما أمر به الرب فى كتبهم المقدسة .. ومعجزات يسوع التى تمت فى أيام السبت كثيرة (يوحنا ٩: ١٤14) وكان سبت حين صنع يسوع الطين وفتح عينيه. (مت 12: 9- 14) (مر 1: 29 - 31) (لو 6: 6- 11) & 14: 1- 6) (يو 5: 9- 18 & 9: 14) وأخرج  الشياطين أيضا فى أيام السبت  (مر 1: 21- 28) (لو 13: 17) ودافع يسوع عن أكل تلاميذه يوم السبت (مت 12: 1- 8) (مر 2: 23- 28) (لو 6: 6- 15) وبعد أن كان يسوع يفعل هذه المعجزات كان الفريسيين والكتبة وشيوخ اليهود وغيرهم  من ثادتهم الدينيين يبدأون فى حوارات فى قضايا جدلية مع يسوع  أيام السبت (لو 4: 16- 30) ( يو 7: 14- 24)
سَبْتٌ اختار المسيح هذا اليوم دونا عن أيام الأسبوع لإظهار رحمته وفعل معجزته ليبيّن فيه حقائق مهمة وهي إبطال تقاليد الفريسيين، وبيان أن أفعال الرحمة جائزة في السبت، وإثبات أن ابن الإنسان هو رب السبت. كما إختار  هذا االمريض من ضمن جمهور كثير من المرضى فى بيت حسدا وإختار بركة بيت حسدا بيت الرحمة ليرحمه هو من مرضة وليس ماء البركة ولا الملاك الذى يحرك ماؤها  كما كان هو الوحيد الذى شفاه من بين ا ألوف المرضى في شوارع أورشليم وطرقاتها ،
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أطهر يسوع المسيح بإبراء هذا المخلع بكلمة واحدة قدرته الفائقة وقد ابراء فى السبت متعمدا أن يزضح لليهود افعال الرحمة جائزة ومصرح بها فى يوم السبت وليثبت أن إبن الإنسان هو رب السبت أيض
ا .

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الخامس
2. مقاومة اليهود (يوحنا 5:  10- 16)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 10)  10 فقال اليهود للذي شفي:«انه سبت! لا يحل لك ان تحمل سريرك».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " «فَقَالَ اليَهُودُ لِلَّذِي شُفِيَ: إِنَّهُ سَبْتٌ! لا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَحْمِلَ سَرِيرَكَ»"  يهوه الذى أعطى اليهود الشريعة بحفظ السبت لم يفهمها الفريسيين ولا قادة اليهود
2) " لا يَحِلُّ لَكَ " قالوا ذلك لأنهم إستغلوا الشريعة ووضعوا على الناس أعمالا ثقيلة ولم يفهموا روح الشريعة  أن ما فعله يخالف شريعة الله وتقاليد الشيوخ. نعم إن الربنهى عن الأعمال المعتادة في السبت (خروج ٢٠: ٨ - ١٠) ولم يسمح لهم أن يحملوا أحمالاً في ذلك اليوم (عدد ٣١: ١٣ - ١٧ ونحميا ١٣: ١٥ وإرميا ١٧: ٢١). وزاد اليهود على أمر الرب كثيراً من أوامرهم التى تشابه فتاوى شيوخ المسلمين اليوم  (انظر شرح متّى ١٢: ٢). وكان سبب كلامهم هذا أن قادة اليهود الدينيين اغتاظوا ( لو ١٣: ١٤ ) 14 فرئيس المجمع وهو مغتاظ لان يسوع ابرا في السبت قال للجمع: «هي ستة ايام ينبغي فيها العمل ففي هذه ائتوا واستشفوا وليس في يوم السبت» وكان المسيح يصحح أفكار قادة اليهود الدينيين حول تفديسهم ليوم السبت (متّى ١٢: ٢) 2 فالفريسيون لما نظروا قالوا له: «هوذا تلاميذك يفعلون ما لا يحل فعله في السبت!»  (مرقس 3: 4) 4 ثم قال لهم: «هل يحل في السبت فعل الخير او فعل الشر؟ تخليص نفس او قتل؟». فسكتوا   (لوقا ٦: ٢ ) 2 فقال لهم قوم من الفريسيين: «لماذا تفعلون ما لا يحل فعله في السبوت؟» 3 فاجاب يسوع: «اما قراتم ولا هذا الذي فعله داود حين جاع هو والذين كانوا معه " وسبب غيظهم  من أمرين: شفاء يسوع المقعد يوم السبت، وحمل المقعد سريره في ذلك اليوم. فعنفوا المقعَد أولاً على حمله السرير، وطلبوا ثانياً قتل المسيح على إبرائه إياه (يو 5:  15 و 16) 15 فمضى الانسان واخبر اليهود ان يسوع هو الذي ابراه. 16 ولهذا كان اليهود يطردون يسوع، ويطلبون ان يقتلوه، لانه عمل هذا في سبت.  ويوحنا ٧: ١٩، ٢٣). 19 اليس موسى قد اعطاكم الناموس؟ وليس احد منكم يعمل الناموس! لماذا تطلبون ان تقتلوني؟»  23 فان كان الانسان يقبل الختان في السبت، لئلا ينقض ناموس موسى، افتسخطون علي لاني شفيت انسانا كله في السبت؟"
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
إغتاظ اليهود من أمرين الأول شفاء يسوع المقهد يوم السبت والثانى حمل المقعد سريره فى ذلم اليوم .. فمنعوا أولا : المقعد وطلبوا ثانيا : أنيقتلوا يسوع كما سترى. 

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 11)  11 اجابهم:«ان الذي ابراني هو قال لي: احمل سريرك وامش».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " «أَجَابَهُمْ: إِنَّ الَّذِي أَبْرَأَنِي هُوَ قَالَ لِي احْمِل سَرِيرَكَ وَامْشِ»" ن جهة المسيح لم يفعل هذه المعجزة بالرغم من انه "سبت" بل لأنه سبت لأنه كان يتعمد إعلان نفسه بإعتباره "رب السبت "( مر 2: 28) (لو 6: 5)  وأتى المسيح ليعطى "سبتا جديدا أى راحة  جديدة بدلا من عن الراحة الجسدية القديمة  (عب 4: 10)  10 لان الذي دخل راحته استراح هو ايضا من اعماله، كما الله من اعماله. " فناموس السبت لم يعطى شفاءا لمريض بيت حسدا طيلة 38 سنة كم من السبوت مرت عليه بدون شفاء وهو كسيح ومقعد فى بركة بيت حسدا التى يحركها الملاك مرة فى السنة ومن ناحية المقعد فإنه أطاع المسيح عندما أمره : "قم وأحمل سريرك وأمشى " وكان مضمون جوابه: إني مجبَر على طاعة أمر من فعل مثل هذه المعجزة بقوته. وكان أمامه أحد أمرين إما أن يطيع الشريعة الموسوية ولا يفوم ولا يحمل سرية ويمشى أمما أن يكسرها بناءا على اوامر صاحب المعجزة وهذا طبيعى لأن  ومن البديهي أن الرب لا يمكِّن إنساناً يأمر بالحرام من صنع عجيبة كهذه.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأن المخلع يقول إنى مجبر على طاعة من أبرأنى من مرضى الذى كنت أعانى منه 38 سنة لأن من يفعل أعجوبة كهذه لا يأمر إلا بالصالح ،

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 12)  12 فسالوه:«من هو الانسان الذي قال لك: احمل سريرك وامش؟».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
أظهر اليهود خبث قلوبهم، فلم يسألوا مريض بيت حسدا الذي شُفي عن الذي شفاه ليكرموه، بل سألوه عمن قال له احمل سريرك، لينتقموا منه. كما كانوا يسخرون منه إذ يضعون كلمة " ألإنسان" فى مقابل سبت "الرب وناموسه" مع أن المسيح فى الحقيقة هو "رب السبت" وغضّوا النظر عن فعل الخير وإظهار الرحمة وإقامة البرهان على قوة إلهية، ولم يلتفتوا إلا إلى أنه خالف تقليد اليهود. وفتاويهم تقضى أنه إذا حمل أى يهودى أى شئ من مكان عام إلى بيتعه الخاص فى السبت ويكون ذلك عندا فإنه بذلك يكون مستحقا للموت رجما لهذا فهم يبحثون عن الموت فى كل ما هو حياة ولهذا فإنهم " يصفون البعوضة ويبتلعون الجمل " (مت 23: 24)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 أما اليهود فلم يسالأوه عن الذى شفاه ليشكروه على إحيانه بل سالأوه عمن قال له إحمل سريرك لكى ينتقموا منه فغضوا النظر عن فعل الخير وإلتفتوا إلى التطبيق الحرفى للناموس

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 13)  13 اما الذي شفي فلم يكن يعلم من هو، لان يسوع اعتزل، اذ كان في الموضع جمع.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) "«أَمَّا الَّذِي شُفِيَ فَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مَنْ هُوَ، »."
لم يكن من طبيعة المسيح أن يلفت نظر اناس إليه ليمدخوه على معجزاته وفى معجزة شفاء مريض بيت حسدا شفاه وذهب والمريض لم يعرف من هو لأن محيط معلوماته كان فى داخل الأروقة الخمسة التى حول بركة بيت حسدا والمرضى الذين حولة لمدة 38 سنة وكان المسيح يختار الذين يتكلم معهم ويختار الوقت المناسب والمكان اللائق ليفعل المعجزة وكان ينتقى كلماته فى فى المواقف المختلفة كان المسيح رجلا غريبا ينزل إلى بركة بيت حسدا  وفعل معجزة مع المقعد وهو فعل الرحمة وانصرف عنه واختلط بالجمهور. والأرجح أن تلاميذه لم يكونوا معه وإلا لما جُهل أمره.
2) "  لأنَّ يَسُوعَ اعْتَزَلَ، إِذْ كَانَ فِي المَوْضِعِ جَمْعٌ"
+ " لان يسوع اعتزل " ..  تعنى هذه الجملة حرفيا " أحنى برأسة للجانب الآخر" وتعنى أنه إختفى بين الجمع (الجمهور) من اليهود الذين إحتشدوا ليروا نهاية المناقشة بين الرجل الذى يحمل سريره يوم السبت وقادةتهم الدينيين .  كان من السهل على يسوع أن يختفى بين الجموع ولا يرى أحد وجهه حيث كان اليهود يضعون غطاء على الرأس على وجوههم
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 أى أن المخلع لم يكن يعلم إسم يسوع ولا من هو ولا إلى أبن مضى لأنه لم يره إلا عند فعل المعجزة وذهب يسوع فرارا من مدح الناس وخشية من حسد الفريسسن وقال يوحنا فم الذهب : أنه إعتزل حتى لا تعد شهادة المخلع فى وجوده من باب التملق له .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 14)  14 بعد ذلك وجده يسوع في الهيكل وقال له:«ها انت قد برئت، فلا تخطئ ايضا، لئلا يكون لك اشر».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " بَعْدَ ذَلِكَ وَجَدَهُ يَسُوعُ " كان يجب على مريض بيت حسدا الذي شُفي أن يبحث ويسأل عن اسم شافيه ويذهب إليه ليشكره على شفاءه من مرضة الذى عانى منه 38 سنة ، بدلاً من أن يسأل ويبحث عنه ويجده ولكن هذا هو حال الإنسان وهذا هو عمل الرب الباحث عن الخروف الضال والشارد والمريض والكسلام .. ألخ
2) " فِي الهَيْكَلِ " والهيكل قبلة اليهود كان بالقرب من بركة بيت حسدا وكان أول شئ عمله مريض البركة أنه ذهب للهيكل حاملا فراشة (سريره) ويعتقد أنه ذهب إلى الهيكل ليشكر الرب على ما ناله من رحمة وشفاء، وليقدم تقدمة الشكر. كان هذا المريض يحب الرب لهذا ذهب إليه المسيح وشفاة وكان يعرف الواجبات والشريعة فكان من أول واجبات الذين ينجون من مرض أو خطر أن يشكروا الرب في بيته على النجاة (مزمور ١١٦: ١٦ - ١٩) 16 اه يا رب.لاني عبدك.انا عبدك ابن امتك.حللت قيودي. 17 فلك اذبح ذبيحة حمد وباسم الرب ادعو‏. 18 اوفي نذوري للرب مقابل شعبه 19 في ديار بيت الرب في وسطك يا اورشليم.هللويا "
2) " وَقَالَ لَهُ: هَا أَنْتَ قَدْ بَرِئْتَ،»."  هَا أَنْتَ قَدْ بَرِئْتَ ذكَّره المسيح بشفائه من مرض عانى منه 38 سنة ، ليعلمه أن خطيته كانت سبب ذلك المرض، ويتذكر دائما الخطأ الذى أوقعه فى هذا المرض  ويطلب شفاء نفسه من داء الإثم، وليعرف أن شفاء جسده وقتي فإذا رجع لخطيته رجع المرض الجسد إليه مرة أخرى ما دام ميله للخطية فيه .
3) "  فلا تُخْطِئْ أَيْضاً، لِئلا يَكُونَ لَكَ أَشَرُّ" نستشف من هذه العبارة أن المسيح عندما شفى المقعد جسديا شفاة روحيا أى غفر له خطيته لأنه أشار هنا إلى خطية المقعد وأنها سبب مرضه وحذرة من العودة إليها هذا هو المسيح الديان العادل وهذا تكرار لما حدث عندما شفى المسيح مفلوج كفر ناحوم قال له (متّى ٩: ٦) 6 ولكن لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا» - حينئذ قال للمفلوج: «قم احمل فراشك واذهب الى بيتك!»  ولوقا ٥: ٢٤) 24 ولكن لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا» - قال للمفلوج: «لك اقول قم واحمل فراشك واذهب الى بيتك».

+ " فلا تخطئ ايضا  لئلا يكون لك اشر " ..  فعل امر مبنى للمعلوم مع أداة نفى يشير إلى ضرورة وقف عمل مستمر ، ولكن فى السياق يبدوا أن هذا الشخص كان خاطئا وكان يريد ترك الخطية أو أنه أخطأ ثم تاب وفى هذا الوقت جاء يسوع ليغفر له خطاياه أو أن هناك خطية رابضة أو أن يسوع يحثة على ألا يخطئ  ولا يعرف ما إذا كان مقعد بيت حسدا خاطئ أم لا ولكن لم يقل يسوع مغفوره لك خطاياك ولكن حذره من فعل الخطية وقال لا تخطئ لئلا يكون لك أشر ومن جهة أخرى ربط مفسرى اليهود لأسفار العهد القديم المرض بالخطية وظل هذا الإعتقاد ساريا خلال القرن الأول الميلادى ( يع 5: 14- 15) ولكن هذا لا يفسر إصابة اليهودى بالأمراض وشفاؤه منها - ولكنه فسر أسئلة التلاميذ لـ يسوع حول الشخص المولود أعمى (يو 9) وأنهم كانوا يعتقدون بالعلاقة بين الخطية والمرض مثل سائر اليهود (لو 13: 1- 4)  إن عمل الكنيسة اليوم يرتبط بجميع أنواع الشفاء الجسدى والروحى حيث تساهم الكنيسة كجماعة المؤمنين فى شفاء الذين عندهم أمراض ولا يستطيعون العلاج  

وقد حذر المسيح من الخطية التى تجلب الشر على الإنسان (متّى ١٢: ٤٥) 45 ثم يذهب وياخذ معه سبعة ارواح اخر اشر منه فتدخل وتسكن هناك فتصير اواخر ذلك الانسان اشر من اوائله. هكذا يكون ايضا لهذا الجيل الشرير». (يوحنا ٨: ١١) 11 فقالت: «لا احد، يا سيد!». فقال لها يسوع:«ولا انا ادينك. اذهبي ولا تخطئي ايضا».
فلا تُخْطِئْ أَيْضاً أبان له المسيح بهذا ثلاثة أمور: (١) إن مرضه كان نتيجة خطية مخصوصة لم يذكرها. كما قيل في (١كورنثوس ١١: ٣٠) 30 من اجل هذا فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى، وكثيرون يرقدون. 31 لاننا لو كنا حكمنا على انفسنا لما حكم علينا، 32 ولكن اذ قد حكم علينا، نؤدب من الرب لكي لا ندان مع العالم. " وكان من علامات لاهوت المسيح أنه عرف سيرة هذا الإنسان الماضية وخطيته السرية التي كانت علة مرضه. وبهذا بيّن العلاقة بين الشر الجسدي والشر الأخلاقي، واجتهد أن يجعل شفاء الجسد من المرض وسيلة إلى شفاء النفس من الخطية كما اعتاد في معجزاته. (٢) إن شرط دوام الصحة لذلك المصاب الامتناع عن تكرير الخطية التي كانت علة مرضه. (٣) إن الرجوع إلى تلك الخطية بعد الشفاء والإنذار تكون سبب موته وهلاكه، لأن الموت والهلاك أشرّ من مرض ٣٨ سنة.
ولكن ليس مما قيل هنا دليلا أن كل مرض ينتج عن خطية، لكن كثيراً ما يرسل الرب أمراض الجسد لشفاء النفس. فيجب أن يستفيد الإنسان من المرض الذي يعتريه.


   أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
يظهر من قوله "بعد ذلك وجده يسوع فى الهيكــل" أن المخلع بعد ما أوصل سريرة لمنزله ذهب حالا إلى الهيكل ليشكر الرب على شفائه ، ونستفيد من قول المسيح "ها أنت قد برئت فلا تخطئ أيضا لئلا يكون لك أشر " إن سبب مرضه كان الخطية وأن الرب يسمح أحيانا بالمصائب والأمراض عقابا من الخطايا  ، ولكن ليس كل  مرض نتيجة للخطية فقد إبتلى أيوب بأشد الأمراش وكان بارا ، وأن رجوع ألإنسان عن الخطية بعد الشفاء سببا فى إصابته بأشر وليس أشر هنا من المرض الشديد الذى دام 38 سنة لا الهلاك أى الموت الأبدى .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 15)  15 فمضى الانسان واخبر اليهود ان يسوع هو الذي ابراه.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " «فَمَضَى الإِنْسَانُ وَأَخْبَرَ اليَهُودَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الَّذِي أَبْرَأَهُ»."  كان المقعد تكلم مع يسوع (يشوع) الإسم الذى كان اليهود يعرفونه به وينادونه به  ورآه ولكنه لم يعرف أنه المسيح وسبق أن قال لليهود إنه لم يعلم من أبرأه. ولما علم رجع في الحال وأخبرهم كما أن المسيح لم يوصيه ألا يقول لأحد حتى لا يقال انه أخل بالوصية وحتى فى بعض المعجزات وأوصى ألا يقولوا لأحد لم يستطع المرضى السكوت  والأرجح أنه عرف اسم يسوع من الذين كانوا على القرب منه عند الحديث. ولا نظن أنه أراد بهذا أن يؤذي المسيح الذي أحسن إليه، لكنه أراد أن يكرمه. ويُحتمل أنه أنبأ اليهود بهذا خوفاً من أن يقتلوه لحمله السرير إن لم يبرهن لهم أنه فعل ذلك بأمر المسيح وهو معلم إسرائيل ذهب وهو حاملا سريره ليرى نفسه للكاهن إعترافا بفض الرب الذى شفاة
+" فمضى الانسان واخبر اليهود " ..  من الظاهر ان اليهود هددوه فخاف منهم فأخبر اليهود عن يسوع خوفا إنه ليس بالضرورة أن يبدأ شفاء الإنسان بالإيمان وينتهى بالإيمان .. هل ما فعله يعتبر خيانة ؟ هذا سؤال ينبغى البحث عن إجابته - كان هذا الرجل عاميا بسيطا  بعيدا عن العالم لا يعرف أخباره محبوسا بواسطة عاهة فى رجليه مقعدا فى بركة بيت حسدا منتظرا أحدا يلقيه فى البركة ، ولا يعرف هذا المقعد ماذا يضمر اليهود أو رؤسائهم من شر ليسوع فقابله فى الهيكل وعرفه فأخبر رؤساء اليهود الدينيين بطريقة عفوية
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
عندما عرف المخلع إسم يسوع الذين كانوا بالقرب منه عند الحديص .. وقال يوحنا فم الذهب / أن المخلع لم يقصد بإخباره اليهود أذبة المسيح بل قصد إكرامه والإقرار له بالجميل ولئلا يجهلوا الطبيب العظيم إذا رغب أحدهم فى الشفاء ، وقيل أنه عرفهم به مخافة أن يقتلوه لحمله السرير أن لم يبرهن لهم أنه فعل ذلك بأمر من يعرفونه .

تتفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 16)  16 ولهذا كان اليهود يطردون يسوع، ويطلبون ان يقتلوه، لانه عمل هذا في سبت.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَلِهَذَا كَانَ اليَهُودُ " أي بسبب شفاء شفاء يسوع لمقعد بيت حسدا وأمره بحمل سريره ومشى وذهب المقعد للهيكل ليقدم قربانا شكر .
2) " يَطْرُدُونَ يَسُوعَ " أي يحرموه من دخول الهيكل كما يحرم أساقفة الأقباط اليوم بدون وجه جق بعض من رعاياهم الذين يريدون اصلاح الكنيسة وكانوا ينكرون معجزاته لأنه يفعلها يوم السبت فيسيئون إلى سمعته لأنه وهو نبي يكسر الشبت ويخالف الشريعة. فبدلاً من أن يقدروا أعماله بشفاء مريش ظل يعانى 38 سنة امتلأوا حقداً ورغبة في إيقاع الضرر به، لأنه لم يحترم سلطانهم ولا تقاليد الشيوخ وفتاويهم .
3) " وَيَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ لأنَّهُ عَمِلَ هَذَا فِي سَبْتٍ" عَمِلَ : أ بسبب ما عمله يسوع فى السبت وتعنى كلمة ""عمل" فى اليونانية بمعنى "بسبب ما تعود أن يعمله" أى أنه يكرر عمله ويداوم عليه وبعمله هذا يكسر الناموس علنا بإصرار وبإستمرار إذ أن معظم آياته كان يفملها يوم السبت يوم الراحة
يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ بدعوى أن ذلك أمر الشريعة (خروج ٣١: ١٥)15 ستة ايام يصنع عمل.واما اليوم السابع ففيه سبت عطلة مقدس للرب.كل من صنع عملا في يوم السبت يقتل قتلا. " . ولكن كان السبب الحقيقي هو حسدهم، كم نحيط علم القراء انه لم يكن لهم سلطة القتل علنا لعدة أسباب لشعبية المسيح كما انهم محكومين من الرومان الذين سحبوا منهم الحق فى إعدام أى شخص ومن ناحية أخرى كانت إحدى فتاويهم فعل الرحمة للبهيمة في ذلك اليوم واهملوا فعل الرحمة فى شفاء إنسان من المرض وآلامه  (لوقا ١٤: ٥).  5 ثم سال: «من منكم يسقط حماره او ثوره في بئر ولا ينشله حالا في يوم السبت؟» 


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
إمتلأ اليهود حسدا وحقدا وأرادوا الإضرار بيسوع لأنه لم يهتم لقيادتهم  وسلطانهم فقرروا أن يقتلوه بتهمة أنه نقض شريعة السبت والحق أن السبب الحقيقى هو مجرد حسدهم لأن يسوع أفحمهم فى النقاش وتغلب عليهم عندما وافقوا أخيرا بفعل الخير فى يوم السبت للبهيمة (لو 14: 5) وبالتالى إذا كان يجوز للبهيمة فبالأولى يجوز فعل الخير للإنسان

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الخامس
3. حديث المسيح عن السبت (يوحنا 5:  17- 18)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 17)  17 فاجابهم يسوع:«ابي يعمل حتى الان وانا اعمل».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ: أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ "  يؤمن اليهود أنهم "أبناء الله" وكان يسوع يقول عن نفسه أنه " إبن الله"  (1يو 4: 15)   "من اعترف بيسوع المسيح هو ابن الله، فالله يثبت فيه وهو في الله"  ابن الله ليس ولدًا ولده الله من زوجة أو امرأة كما يظن البعض، أبوة روحية لن الله روح لأن الله كما قلنا جوهرٌ روحي وكلمته جوهر روحي أيضًا. ولذلك ولادته ولادة روحية، وهى ولادة أزلية. وتجسدة من القديسة مريم وظهوره لنا في جسد يسوع  فهو أمر حادث في الزمن بغرض قيام الله كما سبق وقلنا برسالة معينة هي خلاص العالم (يو 1: 1- 18) "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله.  كل شيء به كان والكلمة صار جسدًا.  الله لم يره أحد قط، الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب  هو خَبَّر" . إذًا المسيح وُجد في الزمن بتجسده، ولكنه هو السابق على الزمن في جوهره الروحي كابن الله الأزلي وألاب لم يتوقف عن عمل الرحمة وإستمرار الحياة لبنى البشر ومثلما يفعل الآب يفعل الإبن الذى هو المسيح (يو 5:  17) فاجابهم يسوع:«ابي يعمل حتى الان وانا اعمل».(يو 5: 19) فاجاب يسوع وقال لهم:«الحق الحق اقول لكم: لا يقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئا الا ما ينظر الاب يعمل. لان مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك.(يو 5: 20) لان الاب يحب الابن ويريه جميع ما هو يعمله، وسيريه اعمالا اعظم من هذه لتتعجبوا انتم.(يو 5: 36) واما انا فلي شهادة اعظم من يوحنا، لان الاعمال التي اعطاني الاب لاكملها، هذه الاعمال بعينها التي انا اعملها هي تشهد لي ان الاب قد ارسلني."  (يو 6: 38) لاني قد نزلت من السماء، ليس لاعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي ارسلني." (يوحنا ٩: ٤ ) 4 ينبغي ان اعمل اعمال الذي ارسلني ما دام نهار. ياتي ليل حين لا يستطيع احد ان يعمل.

وهناك  إتصال ما بين العمل يوم السبت والراحة بين قول المسيح " ابى يعمل حتى الآن وأنا أعمل" وبين (عب 4: 10) " إستراح هو أيضا من أعماله كما الله من أعماله"  فالعمل الخير يوم السبت هو راحة  للرب لذلك يقول سفر العبرانيين يقول أن سبتنا هو راحتنا اى ان عمل المسيح فى الخير والرحمة وعمل المعجزات قد أكملت مرة واحدة وإلى الأبد (عب 4: 9)  9 اذا بقيت راحة لشعب الله!  " برر يسوع نفسه في ما صنع بقوله «إن له سلطاناً من الآب على السبت» وأنه شفى المقعد في ذلك اليوم اقتداءً بالله الذي يعمل في السبت ومن أقوي العبارات في سلطة المسيح على الشريعة، قوله من جهة شريعة السبت " ابن الإنسان هو رب السبت أيضًا" (متى12: 8)، (مر2: 28) (لو6: 5). إن كان هو رب السبت هو يوم الرب، إذن فهو الله.
أَبِي صرح يسوع في هذا بأنه «ابن الله» بمعنى خاص أنه الوحيد إبن الله أى بالمعنى اللاهوتى "وحيد الجنس" وليس عاما لأن اليهود يعتقدون أنهم أبناء الله . وفهم اليهود من ذلك أنه يدَّعي المساواة بالآب (يو 5: 18). ولم ينكر هو ما فهموه، بل صدَّق عليه.
هذه مناظرة ثانية بين المسيح واليهود. كانت الأولى عندما طهَّر الهيكل من التجارة وأعلن أن الله أبوه بقوله: «لا تجعلوا بيت أبي بيت تجارة» (يوحنا ٢: ١٦). والثانية عندما نقَّى شريعة السبت من تقاليد الشيوخ، وفيها صرح أيضاُ بأن الله أبوه.
شفي المسيح في السبت مرضى كثيرين وبرّر نفسه بأساليب مختلفة، منها الإشارة إلى ما يفعلونه في يوم السبت للبهائم، ومنها ما فعله داود يوم أكل خبز التقدمة، ومنها ما يفعله الكهنة في السبوت إذ يقدمون الذبائح ويختنون الأولاد. وذكر هنا أن الآب يعمل في السبت!
يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ أي لم يزل يعمل في السبت بعض الأعمال منذ الخليقة إلى الآن. نعم إن الله استراح في اليوم السابع من عمل الخليقة (تكوين ٢: ٢) لكنه داوم على عمل العناية، الذي به يدبر حاجات الخلق. ومن أعماله تسيير الكواكب في أفلاكها، ونزول الأمطار، وجريان الأنهار، وشروق الشمس، وهبوب الرياح، ونمو النبات والحيوان. وفي هذه كلها لا نرى فرقاً بين عمله في السبت وغيره من الأيام. ولو لم يفعل ذلك نهاراً وليلاً وصيفاً وشتاء وسبوتاً وغيرها من الأيام لعمَّ الهلاك الخليقة كلها. وأعمال الله الروحية كتجديد قلوب الناس وتقديسها في أيام الراحة أكثر منها في غيرها.
2) " وَأَنَا أَعْمَلُ"  وَأَنَا أَعْمَلُ أي أعمال الرحمة كما يعمل الله. فشفاء المقعد يوم السبت هو رحمة وإهتمام بإستمرار حياة صحيحة سليمة بدون ألم عمل الرب هو أن البشر أحياء في ذلك اليوم. فإن إعتقد اليهود بتكفير المسيح لأنه تعدى شريعة الرب بذلك الشفاء، مع أن المسيح والآب يعملون فى طريق ذو واحد

 فإنهم يكفرون الآب أيضاً، لأن المسيح فعل ما يفعله الآب. ولم يقتصر المسيح على أن يبيّن حقه في الإبراء بناءً على مشابهته فيه الآب، بل زاد على ذلك بيان مساواته له، وأنه رب السبت كأبيه.
وقد صرح المسيح بمساواته للآب في مواضع كثيرة من هذا الأصحاح، مثل عمله الأعمال التي يعملها الآب (يو 5: 19). وأنه عالم بكل ما يقضي به الآب (يو 5: 20). وأنه يحيي الأموات أجساداً وأرواحاً كما فعل الآب (يو 5: 21 و 28 ). وأنه ديان العالمين (يو 5: 22). وأنه يستحق الإكرام الذي يستحقه الآب (يو 5: 23). وأنه واضع الشريعة وواهب الحياة الأبدية للمؤمنين (يو 5: 24). وأن دعواه ثبتت بشهادة الله والبشر (يو 5: 32- 37) وثبتت أيضاً بنبوات الكتاب المقدس (يو 5: 39)

+ "  «ابي يعمل حتى الان وانا اعمل " ..  يصرح يسوع أن عمله وعمل الآب لم يتوقف وأنهم يعملون دائما ، وهذا تأكيد للعلاقة الفريدة بين يسوع والآب فكل له عمله (يو 5: 19- 29) من الصعب فهم من هو الإله ؟بدون نصوص وردت فى الكتاب المقدس  ففى العهد القديم عبر المفهوم اليهودى عن وحدانية الإله (تث 6: 4) " اسمع يا اسرائيل.الرب الهنا رب واحد. " ومع أن عمل الرب توقف بعد عملية خلقة للكائنات الحية ولكنه ما زال يعمل مع شعبه ومن يقرأ العهد القديم يقرأ عمل الرب مع  أنبياؤه والشعب وأصبح يعمل مع  تلاميذ يسوع ورسله ومع كل فرد يؤمن به فى العهد الجديد (قض 6:  16) (أى 2: 10) (جا 7: 14) (إش 45: 7 & 59: 16) (مرا 3: 33- 38) (عا 3: 6)  فكل الأعمال مع أنها متنوعة إلا أنه يعملها إله واحد الذى هو روح الحياه ولهذا نقول أنه موجود بذاته ( الاب ) عاقل بكلمته ( الابن ) حي بروحه ( الروح القدس ) وهذا ما يسمى فى المسيحية إله واحد مثلث الأقانيم (مت 3: 16- 17 & 28 : 19) (يو 14: 26) (أع 2: 33- 34) (رو 8: 9- 10) (1كو 12: 4- 6) (2كو 1: 21- 22 & 13: 14) ( غل 4: 4) ( أف 1: 3- 14 & 2: 18 & 4: 4- 6) ( تى 3: 4- 6) ( 1بط 1: 2) 
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأنه يقول تحاجونى أيها الكتبة والفريسيين بشريعة السبت وتقولون أن الله إستراح فيه من كل أعماله فأنا أجيبكم بأن الله غستراح يوم السبت بمعنى انه كف عن أن يبدع أنواعا جديدة لا أنه كف عن كل عمل فى يوم السبوت فهو يعمل دائما مدبرا وحافظا للعالم وكل ما فيه محركا الأفلاك وممطرا الغيوث ومجريا الأنهار وما شابه ذلك من أعمال الخير والإحسان وكذلك أنا لأنى إبنه ومساو له فأعمل وقد عملت دائما معه ، وأنى لم اشف المخلع يوم السبت إلا إقتداءا بأبى الذى يعمل دائما حتى فى يوم السبت ، فلو لم يعمل الله على الدوام أعمال العناية التى يقوم بها لتلبية حاجات الخلق كله وتسيير المجرات لعم الهلاك الخليقة كلها ، وشفائى للمخلع فى السبت هو كحفظ الله إياكم أحياء وإعطائكم ما تحتاجون إليه فى ذلك اليوم ، فغن اصبتم بتخطئكم إياى بأنى تعديت الشريعة بذلك الشفاء قد نسبتم الخطأ أيضا للآب لأنه أفعل مثله 

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 18)   18 فمن اجل هذا كان اليهود يطلبون اكثر ان يقتلوه، لانه لم ينقض السبت فقط، بل قال ايضا ان الله ابوه، معادلا نفسه بالله.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فَمِنْ أَجْلِ هَذَا كَانَ اليَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، لأنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ السَّبْتَ فَقَطْ،" وجد اليهود هنا سببا ثانيا للشكوى على المسيح، الأولى هو كسره  وهي أعظم من الأولى لأنهم حسبوها من أفظع التجاديف. فإنهم كانوا يعتقدون أن يسوع إنسان فقط، وهو يقول إنه «ابن الله» بمعنى أنه مساوٍ للآب. والحق أنه لو لم يكن إلهاً لكان مجدفاً، لكنه برهن بأعماله صدق قوله. لهذا أفتوا بالأكثر لهاتين التهمتين أى يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ بناء على ما قيل في (لاويين ٢٤: ١٦).16 ومن جدف على اسم الرب فانه يقتل.يرجمه كل الجماعة رجما.الغريب كالوطني عندما يجدف على الاسم يقتل."
2) "  بَل قَالَ أَيْضاً إِنَّ اللَّهَ أَبُوهُ، مُعَادِلاً نَفْسَهُ بِاللَّهِ"  (يوحنا ٧: ١٩) 19 اليس موسى قد اعطاكم الناموس؟ وليس احد منكم يعمل الناموس! لماذا تطلبون ان تقتلوني؟» (يو١٠: ٣٠ و٣٣ ) 30 انا والاب واحد» 33 اجابه اليهود قائلين:«لسنا نرجمك لاجل عمل حسن، بل لاجل تجديف، فانك وانت انسان تجعل نفسك الها»(فيلبي ٢: ٦ ) 6 الذي اذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة ان يكون معادلا لله."
+ " فمن اجل هذا كان اليهود يطلبون اكثر ان يقتلوه " ..  هذه إحدى المرات التى كان يريد رؤساء اليهود الدينيين قتل يسوع ومرة أخرى بعد شفاء المولود أعمى ومرة ثالثة بعد أن اقام لعازر من الموت ومن الأسباب التى أراد اليهود قتل يسوع من أجلها (1) أنه كسر وصية حفظ السبت مع أنه لم يكسرها ولكن فى ظنهم ورأيهم أنه كسر ما وضعوه هم شفوية كشريعة شفوية وليست مكتوبة فى أسفار العهد القديم .. (2) ما قاله يسوع عن نفسه أنه مساو للآب (يو 8: 58- 59 & 10: 33 & 19: 7)
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
وجد اليهود سببا ثانيا أعظم من الأول لإتهام يسوع بتهمه التجديف : وهى كونه جعل نفسه معادلا لله أى مساويا له فى القدرة والعظمة أما هم فكانوا يظنون أنه إنسان وبناء على ظنهم هذا إعتبروا يسوع مجدفا فقد اصروا على أن يقتلوه .

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الخامس
4. حديث عن الحياة الأبدية (يوحنا 5:  19- 30)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 19)  19 فاجاب يسوع وقال لهم:«الحق الحق اقول لكم: لا يقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئا الا ما ينظر الاب يعمل. لان مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

حمله إنكار اليهود أنه ابن الله على توضيح علاقته بالآب، وهذا يشغل بقية الأصحاح

 الإبن: فى الايات التالية تكلم المسيح على الابن في ما سبق بضمير الغائب، وأخذ هنا يتكلم عليه بطريق المخاطب ليبين أن كل ما ذُكر من أمر الابن يصدق عليه، وبدأ كلامه بقوله «اَلحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ» تأكيداً وتثبيتاً.
أطلق على المسيح لقب الإبن "إبن الله"
Son of God إنجيل مرقس يبدأ بعبارة "بدء إنجيل يسوع المسيح إبن الله " (مرقس 1: 1). وكانت هذه هي بشارة الملاك للعذراء بقوله "فلذلك القدوس المولود منك يُدعى ابن الله" (لو1: 35). بل هذه كانت شهادة ألاب وقت العماد (مت3: 17)، وعلى جبل التجلى (مر9: 7)،( 2بط  1: 17، 18). وقول الآب في قصة الكرامين الأردياء "أرسل ابني الحبيب" (لو20: 13). وقوله أيضًا "من مصر دعوت ابني" (متى 2: 15). وكانت هذه هي كرازة بولس الرسول ( أع 9: 20)، ويوحنا الرسول (1يو 4: 15)، وباقي الرسل. (يو 1: 1- 18) في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله.  كل شيء به كان والكلمة صار جسدًا.  الله لم يره أحد قط، الابن الوحيد الذي هو في حضن ألاب هو خَبَّر" (غل 4: 30 5) "ولما جاء ملء الزمان، أرسل الله أبنه مولودًا من امرأة، مولودا تحت الناموس ليفتدى الذين تحت الناموس، لننال التبني" كما ورد في (1 يو 5: 12). وكما ورد في سؤال السيد المسيح للمولود أعمي "أتؤمن بابن الله؟" فأجاب "مَنْ هو يا سيد لأؤمن به؟" فقال له "قد رأيته والذي يتكلم معك هو هو". فقال الرجل "أؤمن يا سيد وسجد له" (يو 9: 35 -38). هذه إذن بنوة تستدعي الإيمان والسجود، وليست بنوة عادية كباقي المؤمنين. إنها بنوة من جوهره، بنوة الابن الوحيد.. 

والمسيح هو "الإبن وحيد الجنس"  (يو 3: 18) "الذي يؤمن به لا يدان. والذي لا يؤمن به قد دين، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد" (يو 1: 14) " والكلمة صار جسدا وحل بيننا. ورأينا مجده كما لوحيد من الأب مملوءًا نعمة وحقًا"، أي باعتباره وحيدًا للآب. ( 1يو 4: 9) "بهذا أظهرت محبة الله فينا: أن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلي العالم لكي نحيا به "

والمسيح هو فى نفس الوقت "إبن الإنسان"  Son of Man. وهو يغفر الخطايا 1- فهو كابن الإنسان له سلطان أن يغفر الخطايا. وهذا واضح من حديثه مع الكتبة في قصة شفائه للمفلوج، إذ قال لهم: ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانًا على الأرض أن يغفر الخطايا، حينئذ قال للمفلوج قم احمل سريرك واذهب إلى بيتك (مت 9: 2-6). 2- وهو كابن الإنسان يوجد في السماء والأرض معًا. كما قال لنيقوديموس "ليس أحد صعد إلى السماء، إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء" (يو 3: 13). فقد أوضح أنه موجود في السماء، في نفس الوقت الذي يكلم فيه نيقوديموس على الأرض. وهذا دليل على لاهوته. 3- قال إن ابن الإنسان هو رب السبت. فلما لامه الفريسيون على أن تلاميذه قطفوا السنابل في يوم السبت لما جاعوا، قائلين له "هوذا تلاميذك يفعلون ما لا يحل فعله في السبوت" شرح لهم الأمر وقال "فإن ابن الإنسان هو رب السبت أيضًا" (مت12: 8). ورب السبت هو الله. 4- قال إن الملائكة يصعدون وينزلون على ابن الإنسان. لما تعجب نثنائيل من معرفة الرب للغيب في رؤيته تحت التينة وقال له "يا معلم أنت ابن الله" لم ينكر أنه ابن الله، إنما قال له "سوف ترى أعظم من هذا.. من الآن ترون السماء مفتوحة، وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان" (يو1: 48- 51). إذن تعبير ابن الإنسان هنا، لا يعنى مجرد بشر عادى، بل له الكرامة الإلهية. 5- وقال إن إبن الإنسان يجلس عن يمين القوة ويأتي على سحاب السماء. فلما حوكم وقال له رئيس الكهنة "أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله؟ أجابه "أنت قلت. وأيضًا أقول لكم من الآن تبصرون ابن الإنسان جالسًا عن يمين القوة وآتيًا على سحاب السماء" (مت26: 63- 65). وفهم رئيس الكهنة قوة الكلمة، فمزق ثيابه، وقال قد جدف. ما حاجتنا بعد إلى شهود! ونفس الشهادة تقريبًا صدرت عن القديس اسطفانوس إذ قال في وقت استشهاده "ها أنا أنظر السماء مفتوحة، وابن الإنسان قائم عن يمين الله" (اع7: 56). 6- وقال إنه كابن الإنسان سيدين العالم. والمعروف أن الله هو "ديان الأرض كلها" (تك18: 25). وقد قال السيد المسيح عن مجيئه الثاني "إن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه، مع ملائكته وحينئذ يجازى كل واحد حسب عمله" (مت16: 27). ونلاحظ هنا في قوله "مع ملائكته، نسب الملائكة إليه وهم ملائكة الله. ونلاحظ في عبارة (مجد أبيه) معنى لاهوتيًا هو: 7- قال إنه هو ابن الله له مجد أبيه، فيما هو ابن الإنسان. ابن الإنسان يأتي في مجد أبيه، أي في مجد الله أبيه. فهو ابن الإنسان، وهو ابن الله في نفس الوقت. وله مجد أبيه، نفس المجد.. ما أروع هذه العبارة تقُال عنه كابن الإنسان. إذن هذا اللقب ليس إقلالًا للاهوته... 8- وقال إنه كابن الإنسان يدين العالم، يخاطب بعبارة (يا رب). فقال: ومتى جاء ابن الإنسان في مجده، وجميع الملائكة القديسين معه، فحينئذ يجلس على كرسي مجده، ويجتمع أمامه جميع الشعوب.. فيقيم الخراف عن يمينه، والجداء عن يساره. فيقول للذين عن يمينه تعالوا يا مباركي أبى رثو الملكوت المعد لكم.. فيجيبه الأبرار قائلين: يا رب متى رأيناك جائعًا فأطعمناك.." (مت25: 31- 37). عبارة (يا رب) تدل على لاهوته. وعبارة (أبى) تدل على أنه ابن الله فيما هو ابن الإنسان. فيقول "اسهروا لأنكم لا تعلمون في أية ساعة يأتي ربكم" (مت24: 42). فمن هو ربنا هذا؟ يقول "اسهروا إذن لأنكم لا تعلمون اليوم ولا الساعة التي يأتي فيها ابن الإنسان" (مت25: 13). فيستخدم تعبير (ربكم) و(ابن الإنسان) بمعنى واحد. 9- كابن الإنسان يدعو الملائكة ملائكته، والمختارين مختاريه، والملكوت ملكوته. قال عن علامات نهاية الأزمنة "حينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء.. ويبصرون ابن الإنسان آتيًا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير. فيرسل ملائكته ببوق عظم الصوت، فيجمعون مختاريه.." (مت24: 29- 31). ويقول أيضًا "هكذا يكون في انقضاء هذا العالم: يرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم، ويطرحونهم في أتون النار " (مت13: 40- 41). وواضح طبعًا إن الملائكة ملائكة الله (يو 1: 51)، والملكوت ملكوت الله (مر9: 1)، والمختارين هم مختاروا الله.

.+ "  الحق الحق  " ..  تعنى هاتين الكلمتين "آمين ! آمين " وردت هاتين الكلمتين بهذه الصورة المزدوجة فى بشارة يوحنا فقط حوالى 25 مرة .. وكلمة آمين مشتقة من الأصل العبرى "إميت" ومعناها الثبات  وأستعملت فى العهد الجديد كإستعارة للإستقرار والثقة ، وترجمت أحيانا بمعنى "إيمان " أو أمانة" ثم أستعملت لاحقا لتعنى التشديد والتوكيد ، ولهذا إشتهرت هذه الكلمة  بتصدرها بعض أقوال يسوع بصورة فردية أحيانا وبصورة مزدوجة فى أحيان أخرى  - وهى بمثابة القسم الإلهى فى العهد القديم (تك 22: 16) "بذاتى أقسمت يقول الرب" وهى تفيد دائما بكشف حقيقة جديدة مؤكدة مقدسة كانت مخفية عن الإنسان ويعلنها المسيح كجزء من عمله لإعلان مشيئة الآب والإعلان تضمنتع باقى هذه الاية والآيات التالية
1) " فَقَالَ يَسُوعُ لَهُمُ: الحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لا يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئاً"   لقد أتت كلمة الإبن بمفردها وقد وردت الإبن بصفتها المطلقة من قبل فى الايات (يو 3: 16 و 17 و 35 و 36) [(يو 5: 19) مرتان - و20 و 21 و 22 و 23 مرتان و26) ] - يو 6: 40) (يو 8: 35 و 36 (يو 14: 13) ( 17: 1)  ثمانى مرات ، ويلاحظ أنها أتت فى كل الأناجيل قبل ذلك عشر مرات فقط (مت 11: 27) ( (مت 21: 83) (مت 28: 19) ( (مر 7: 30) ( (مر 13: 32) وفى هذا الإنجيل يركز الوحى على كلمة الإبن كقاعدة إيمانية فى المسيحية ومن الملاحظ قلل المسيح أن يتكلم بضمير "أنا" ولم يذكر الصفات التى إعتاد أن يلقب بها نفسه "كإبن الإنسان" أو حتى " إبن الله" ويقتصر هنا فى التوصيف المطلق "للإبن" " بالنسبة إلى " ألآب" ليقرب المفهوم لمستوى الفكر البشرى للآب والإبن حتى لا يصدم تفكيرهم فى البداية لأن الهقل البشرى له مقياس مختلف لأنه يقيس المادة بالحجم أو اللون ... ألخ بينما الرب روحا فتدرج المسيح معهم فيقول فى الآية (يو 5: 24) " الذى يسمع كلامى .. " ثم فى الاية (يو 5: 30) "أنا"

+ "  الإبن " ..  وردت هذه الكلمة ثمان مرات فى هذه الفقرة القصيرة ولا شك أن هناك سببا لاهوتيا فى تكرارها وآخر لتكون تكرارها فى النصوص الأدبية يعتى تثبيتها فى عقل السامع أو القارئ ، وهنا يظهر فهم يسوع كإنسان والتى كان يشار إليه بلقب "إبن ألإنسان " للعلاقة الفريدة بين الكلمة التى فيه مع الآب التى وردت فى الإنجيل بلقب "إبن الله"
+ " اقول لكم: لا يقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئا " .. هذا مثل يقابلنا فى الحياة للإنسان وأبنه الطفل الذى يتعلم منه  وهو يشير من بعيد لعلاقة الاب بالأبن حيث يقدم لنا العهد الجديد نصوصا تظهر ألوهية يسوع الكاملة .. واحد مع الآب (يو 1: 1 & 5: 18 & 10 : 30 و 38 و 40 & 14: 9- 10 & 20: 28) .. ولكن هناك تمييز للأبن عن الآب  (يو 1: 2 و14 و 18 & 5: 19- 23 & 8: 28 & 10: 25 و 29 &  14 : 10 و11 و12 و13 و16 & 17: 1- 2) ولكنه خاضع للآب (يو  5: 20 و30 & 8: 28 & 12: 49 & 14: 28 & 15: 10 و 19- 24 & 17: 8) ولا ينبغى أن نفهم خضوع الإبن بأن ذلك يشير إلى خضوع الطبيعة البشرية للكلمة أو للآب لأن ذلك لا يجعلنا نفهم ما قصده الوحى الإلهى فى بشارة يوحنا لأنه لا يمكن تفريقنا للآب عن الأبن أو الجسد عن الكلمة فى شخص يسوع  لأنه هناك إنسجام مطلق فى العمل  والإرادة  الأممر الذى نراه فى (يو 16: 12) لوصف العلاقة بين الروح القدس والأبن  تماما كما لا يمكن تفريقنا عن الروح والجسد فى الإنسان

لا يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئاً : لم يقل «أنا لا أقدر» لأن فى المسيح قدرة إنسانية تتفق مع القدرة الإلهية ككلمة وكإبن مع الآب ويقول القديس يوحنا ذهبى الفم [ " لا يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئاً " ليس قول يلغى سلطانه بل إعلانا عن التساوى المطلق غير المتغير عن الآب فى القوة والمشيئة] (1)

لا لم يقل «أنا لا أقدر» بل قال «لا يقدر الابن» لبيان العلاقة التي سلم بها اليهود وهي أن ابن الله يكون المسيح. ثم إيضاح أنها هي علاقته هو بالآب. وعدم القدرة المنسوب إلى الابن هنا نتيجة عدم الإرادة. وذلك كقولنا «لا يقدر الله أن يكذب» ومثله قوله «لا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَفْعَلَ شَيْئاً حَتَّى تَجِيءَ إِلَى هُنَاكَ» (تكوين ١٩: ٢٢). ولا إشارة في هذه الآية إلى أن الابن دون الآب في الجوهر والقدرة والحكمة، بل المقصود استحالة الانفصال بين الأقنومين في الرأي أو في العمل، واستحالة استقلال الابن عن الآب إلى الاتحاد الكلي بينهما والمحبة الكاملة.
2) " إلا مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ.»."  فعل "ينظر" ورد هنا فى هذه الاية بصيغة المضارع وهو يعنى فى اللغة اليونانية يأنه يوجد صلة مستمرة غير منقطعة للآب بالإبن منذ أن صار جسدا . وورد ايضا الفعل فى المضارة فى (يو 5: 30) " " كما أسمع أدين هذا بعد تجسده ويستخدم المسيح الفعل الماضى حينما يشير إلى ما رآه وسمعه عند الآب قبل تجسده كقوله (يو 8: 38) " أنا أتكلم بما رأيت عند أبى " وكذلك (يو 8: 26) " وأنا ما سمعته منه فهذا أقوله للعالم" وهذا تأكيد إثبات يبق الوجود المسيح قبل تجسده وايضا تؤكد الايات التالية هذا السبق (يو 5: 36)   وأيضا (يو 8: 42)

أما فعل "أرسلنى" (يو٩: ٤) 4 ينبغي ان اعمل اعمال الذي ارسلني ما دام نهار. ياتي ليل حين لا يستطيع احد ان يعمل." الذى ذكره المسيح يفيد ما قبل تجسده ويأتى معه فعل "ما سمعت" أو " ما رأيت أو " ما أتكلم" (يوحنا ٨: ٢٨ ) فقال لهم يسوع:«متى رفعتم ابن الانسان، فحينئذ تفهمون اني انا هو، ولست افعل شيئا من نفسي، بل اتكلم بهذا كما علمني ابي." كما فى الايات[ ( يو 3: 11- 13) ( يو 3: 31 و 32 ) ( يو 8: 26 و 38) ( يو 12: 49) 49 لاني لم اتكلم من نفسي، لكن الاب الذي ارسلني هو اعطاني وصية: ماذا اقول وبماذا اتكلم.(يو 15: 15) ( يو 5: 36) (يو 7: 16) (يو 14: 24)  (يو١٤: ١٠ ) 10 الست تؤمن اني انا في الاب والاب في؟ الكلام الذي اكلمكم به لست اتكلم به من نفسي، لكن الاب الحال في هو يعمل الاعمال."
إلا مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ في أعمال الخليقة والعناية وسياسة الكون. وهذا يوافق لقب المسيح «كلمة الله». فكما أن كلمة الإنسان تُعلن فكره يعلن المسيح الكلمة أفكار الآب ومشاعره ومقاصده. ولا يقصد المسيح بهذا القول مجرد طاعة الابن للآب في ما فعله لفداء الناس كسفير يعلن أفكار ملكه باعتبار كونه إلهاً وإنساناً معاً، بل باعتباره الإله الأزلي الذي هو والآب واحد (يوحنا ١٠: ٣٠). ويظهر أفكار الله إظهاراً كاملاً لاتحاده الأزلي به. نعم إن الله لم يظهر ذاته لخلائقه إلا بواسطة ابنه، وكل عمل الابن هو إعلان الآب (يوحنا ١: ١٨). ومعنى «ينظر» هنا يعلم (يوحنا ٥: ١٩). والناس ينظرون نتائج أعمال الله فقط، وأما الابن فينظر مقاصد الآب التي هي علة تلك الأعمال.

 " الا ما ينظر الاب يعمل.  " ..  لم يرى البشر الآب (يو 5: 37 & 1: 18) ولكن الكلمة (الإبن) الذى هو فى عمق الآب هو خبر وله معرفة خاصة به (يو 1: 1- 3)
+ "  لان مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك. " ..  رأى البشر الإله الغير منظور فى أعمال يسوع ومعجزاته وكماله  (كو 1: 15) (عب 1: 3)

3) "  لأنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهَذَا يَعْمَلُهُ الابْنُ كَذَلِكَ"
لأنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهَذَا يَعْمَلُهُ الابْنُ كَذَلِكَ أي كل أعمال الله المتنوعة يعملها الابن مثله بقدرته وكماله لأنه يتمم المقاصد والأهداف الإلهية . هذا يوضح مساواة الابن للآب في القدرة والحكمة والمعرفة. ومن له سلطان كسلطان الآب وذراع كذراعه وصوت كصوته، لا بد أن يكون الله (أيوب ٤٠: ٩ وأعمال ١٠: ٣٦ وكولوسي ١: ١٦، ١٧). فبالنظر إلى كون المسيح فادياً هو دون الآب «لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئاً» ولكنه مساوٍ للآب في الجوهر «لأن مهما عمل ذاك يعمله الابن كذلك». فمستحيلٌ أن ينقض المسيح شريعة الله بأعماله أو تجديفه على اسمه، كما اتهمه اليهود.
1- Chrysostom. op. cit. p. 136

 
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
زاد اليهود فى الغيظ بعد ان سمعوا يسوع بمساواته للرب وقويت عزيمتهم فى قتله وقوله " لا يقدر" ليس المقصود منه أنه لا يستطيع أو أنه دون الآب فى القدرة والحكمة بل المقصود منه إستحالة الإنفصال ما بين الأقنومين فى الرأى أو العمل وإستحالة إستقلال الإبن عن الآب أى المقصود الإتحاد الكلى بينهما والمحبة الكاملة وقوله " إلا ما ينظر الآب يعمل" ليس معناه أنه يرى الاب يعمل أولا فيقتدى به بل المعنى أنه يرى ألاب عاملا معه فعمل الآب والإبن واحد وكلاهما يرى ألاخر عاملا معه فكأنما يقول أن كل ما أفعله هو نفس ما يفعله الآب ، وقوله " أنه مهما يعمله ذاك فهذا يعمله الأبن كذلك" معناه أن كل أعمال الله المتنوعة لا يوجد عمل واحد منها لا يعمل الإبن مثله بلا أدنى نقص أو تقصير   فى سلطانه وقدرته وكماله ، وهذا يوضح مساواة الإبن للآب فى القدرة والحكمة والمعرفة

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 20)  20 لان الاب يحب الابن ويريه جميع ما هو يعمله، وسيريه اعمالا اعظم من هذه لتتعجبوا انتم.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

ذه الآية تبين مساواة الابن للآب لأن الابن يعرف كل أسرار الآب ومقاصده.
1) " لأنَّ الآبَ يُحِبُّ الابْنَ " + " لان الاب يحب الابن ويريه جميع ما هو يعمله " ..  هذه ألأفعال التى أتت بصيغة المضارع تصف عملا مستمرا حيث يستخدم الفعل اليونانى "فيليو" والذى يعنى "يحب" بينما المفروض إستخدام الفعل اليونانى "أغابيو" كما ورد فى (يو 3: 35) ولكن فى النهاية الكلمتين مترادفتين فى اللغة اليونانية  - يحب : فعل مضارع مستمر  الآب يحب الإبن حبا دائما لن ولن ينقطع أى حب  إتحاد اللاهوت مع الناسوت  (متّى ٣: ١٧)  17 وصوت من السماوات قائلا: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت» - فعل "يريه" هو نتيجة لهذه المحبة ويأتى  فى المضارع  الدائم ايضا  وهو عطاء  عمل المحبة إلهية لإبن الإنسان وعمل المحبة والرحمة (يوحنا ٣: ٣٥) 35 الاب يحب الابن وقد دفع كل شيء في يده." وإستمرار الحياة عند الاب والإبن   واصبح افبن هو المسئول والوسيط بين الآب والناس لأنه هو آية وهو معجزات وهو الحياة الأبدية ظهر فى صورة  مرئية وأقوال وأفعال وأعمال!!

وهذا هو سبب تسمية الأقنوم الثاني من «الابن : اللاهوت والناسوت». وذُكر علنا إعلان أن الآب وضع كل شيء له، ويلزم عن محبته له أن لا يخفي عنه شيئاً، بل يثق به كل الثقة، ويبدي له كل أفكاره.(٢بطرس ١: ١٧ ) 17 لانه اخذ من الله الاب كرامة ومجدا، اذ اقبل عليه صوت كهذا من المجد الاسنى:«هذا هو ابني الحبيب الذي انا سررت به». وهذا وفق ما قيل في المسيح «الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ» (يوحنا ١: ١٨).
2) " وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ " هذا غير ما يعمله الله مع الناس حتى الأنبياء والرسل، فيلزم أن يكون علم الابن كإبن الإنسان بلاهوته غير محدود ليمكنه أن يدرك كل أفكار ألاب ومقاصده.
3) " وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً " «سيريه» أي يُعيِّن له ما يفعله بين الناس لأن التدرج فى الإستعلان خاصة ليرتقى من مستوى الماديات إلى الروحيات يناسب الإنسان أما الأعمال التى هى أعظم كم معجزة شفاء المقعد مثل " إعطاء الحياة بالخلاص" و " الحياة الأبدية بالقيامة من الأموات" - وبالتالى الدينونة - والنعمة .. (أف 2: 8) 8 لانكم بالنعمة مخلصون، بالايمان، وذلك ليس منكم. هو عطية الله. " فهى الأعظم لأن الأمر الأقل للجسد والأعظم هى للروح (مت 25: 21) 21 فقال له سيده: نعما ايها العبد الصالح والامين. كنت امينا في القليل فاقيمك على الكثير. ادخل الى فرح سيدك.
4) " أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ " + "  اعمالا اعظم " ..  تشير هذه إلى عمل معجزات إقامة الأموات (يو 5: 21 ، 25- 26) وأن يسوع هو الديان (يو 5: 22 و 27)  أي المعجزات التي صنعها كإبراء المقعد وغيره. ومن تلك الأعمال العظمى ما سيذكره من (يو 5: 21- 30)  من إقامة موتى الروح، وموتى الجسد، ودينونة العالم.
5) " لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ " هنا يكلم المسيح القادة الدينيين  ومنهم الفريسيين فى الهيكل "وتفيد كلمة " أنتم" المخلاطب لأنهم لا يخضعون لمنطق افيمان الروحى ويتمسكون بالحرف الذى يقتل الإيمان فلم يقبلوا عمل الإبن فى شفاء مقعد بيت حسدا فكان لا بد من اللاهوت ان يريهم أعمالا أعظم لكى يخضع أذهانهم التأثير الأول من مشاهدة المعجزات هو التعجب والرهبة، وهذا ما ذكره نيقوديموس الذى كان عضو فى مجلس السنهدرين أى اعلى هيئة دينية عند اليهود عن الآيات والعجائب عند لقاؤه بالمسيح (يو 3: 3) 2 هذا جاء الى يسوع ليلا وقال له:«يا معلم، نعلم انك قد اتيت من الله معلما، لان ليس احد يقدر ان يعمل هذه الايات التي انت تعمل ان لم يكن الله معه». وهو تأثير اضطراري واستعداد لتأثير ثان أسمى من الأول، وهو التسبيح لله والإيمان بصانع المعجزة وإكرامه (ع ٢٣). نعم إنهم أغمضوا عيونهم عن معجزة بيت حسدا لكي لا تؤثر فيهم، لكنهم لا بد أن يتأثروا من الأعمال العظمى التي سيفعلها المسيح بعدها وأعظمها إقامة نفسه من الموت وعبارته الشهيرة أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية .


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
ومن محبة الآب للأبن فإنه لا يخفى عنه شيئا بل أن الإبن يعرف كل أسرار الآب ومقاصده وهذا مثل قوله " الذى فى حضن الاب هو خبر" (يو 1: 18) وقوله " ويريه كل ما يعمله" يشير إلى أن علم الإبن غير محدود لكى يمكنه أن يدرك كل أفكار الله ومقاصده وقيل أن يريه هنا بمعنى يشركة لأنه هو والآب واحد "وسيريه أعمال ا‘ظم من هذه لتتعجبوا أنتم" أى سيشركه بأعظم مما رأيتم من الأسرار والعجائب مثل غقامة الموتى والسلطان على دينونة الناس وقال : " لتتعجبوا " ولم يقل "لتؤمنوا" لأن اليهود رأوا الكثير من العجائب فلم يؤمنوا بل تعجبوا من قوة المسيح وأعمهم الحسد وصدهم بغضهم للمسيح عن الإيمان.

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 21)  21 لانه كما ان الاب يقيم الاموات ويحيي، كذلك الابن ايضا يحيي من يشاء.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

ذُكر في هذه الآية أحد الأعمال العظمى التي ذُكرت في الآية السابقة، وهو إحياء الموتى كم أنه من ضمن سلطانه منح الحياة الروحية للنفوس أثناء الحية وحياة أبدية بعد الموت (تث 32: 40) 40 اني ارفع الى السماء يدي واقول حي انا الى الابد."  والحياة الجسدية للأجساد (يو 5: 25 و 28) .

ما زال المسيح يكلم الفريسيين وبعض اعضاء مجلس السنهدرين فى الهيكل الحافظين لمواد الشريعة وهو ينقل لهم صورة طبق الأصل من إحدى صلواتهم المسماة بالبراكوت وهى البركة الثانية من البركات الثمانى عشر (شيمون عسر) [ أنت أيها الرب المقتدر إلى الأبد ، أنت تحى الموتى وأنت القوى للحلاص أنت الذى تسند الأحياء برحمتك ، وأنت الذى بحنانك العظيم تقيم الموتى وتحييهم أنت تصنع الصلاح من نحو الراقدين فى التراب  ، أنت الصادق فى وعدك بقيامة الأموات مبارك أنت أيها الرب يامن تقيم من الأموات ] (1)
1) " كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَات وَيُحْيِي" وكان شفاء مفعد بيت حسدا الذى ظل يعانى من مرض ميئوس من شفائه 38 سنة نموذجا مبسطا لسلطان وقوة المسيح المعجزية اعتقد كل اليهود أن للآب هذا السلطان وأنه مما يختص باللاهوت (تثنية 32: 39) 39 انظروا الان.انا انا هو وليس اله معي.انا اميت واحيي سحقت واني اشفي وليس من يدي مخلص. "  (١صموئيل ٢: ٦).6 الرب يميت ويحيي.يهبط الى الهاوية ويصعد.  وقد أقام الله الأجساد فعلاً على يد النبيين إيليا (١ملوك ١٧) وأليشع (٢ملوك ٤: ٣٢ - ٣٥). ونُسب ذلك إلى الآب (رومية ٨: ١١).11 وان كان روح الذي اقام يسوع من الاموات ساكنا فيكم، فالذي اقام المسيح من الاموات سيحيي اجسادكم المائتة ايضا بروحه الساكن فيكم " والعهد الجديد به الكثير من النفوس التى أقيمت من موت الخطية
2) " كَذَلِكَ الابْنُ " صرح المسيح بأن سلطانه كسلطان الآب، وبعيارة "كذلك الإبن" أظهر صورة ألاب فى أذهانهم إن العقيدة اليهودية تنص على أن الآب يقيم من الأموات ويحى كذلك ألإبن يحى من يشاء ومن سلطانه على الموت والحياة (يو 5: 28 و 29) فإذا أراد يأمر الحياة بالعودة إلى الميت حتى ولو كان أنتن بعد أربعة أيام من موته كما حدث فى إقامة لعازر كما يأمرر بغفران الخطايا  للأحياء فيحيون وأثبت صحة ذلك بإقامة ابنة يايرس (لوقا ٨: ٥٥)55 فرجعت روحها وقامت في الحال. فامر ان تعطى لتاكل. " وابن أرملة نايين (لوقا ٧: ١٤، ١٥) 14 ثم تقدم ولمس النعش فوقف الحاملون. فقال: «ايها الشاب لك اقول قم». 15 فجلس الميت وابتدا يتكلم فدفعه الى امه. " ولعازر (يوحنا ١١: ٤٣، ٤٤) 43 ولما قال هذا صرخ بصوت عظيم:«لعازر، هلم خارجا!» 44 فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات باقمطة، ووجهه ملفوف بمنديل. فقال لهم يسوع:«حلوه ودعوه يذهب». وهو يمنح الحياة الروحية لموتى الأرواح بواسطة روحه القدوس الذي يرسله إلى قلوبهم.
3) " يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ " الإحياء متوقف على مجرد مشيئة الابن، أي أنه لا يحيي إلا من يريد إحياءه، وأن الوسيلة الوحيدة إلى ذلك الإحياء إرادته وأمره.

****************
(1) بقية البركات الثمانى عشرة تجدها فى كتاب " الإفخارستيا والقداس" تأليف الأب متى المسكين ص 118- 122 .. Westcott, op. cit. p. 86


+ "  لانه كما ان الاب يقيم الاموات ويحيي، كذلك الابن ايضا يحيي من يشاء  " .. يهوه فى العهد القديم هو الذى له القدرة على منح الحياة ويهبها (تث 32: 19) وتشير معجزات يسوع فى إقامة الموتى بأنه له نفس القدرة الإلهية بمنح الحياة ومساواته بيهوه دليل على أن الأثنين هما واحد (يو 5: 26) ولأن يسوع هو الديان فإنه يمنح الحياة الأبدية من الآن (2كو 5: 5: 17) (كو 1: 13) والتى ترتبط بالحياة على الأرض وتمتد إلى الدهر الجديد (يو 5: 26) (1 تس 4: 13- 18) وهنا تشير لنا البشارة إلى خصوصية الحياة الأبدية التى يهبها يسوع لبعض المؤمنين ولكن تبقى بعض الأمور الإيمانية ثابتة قى العقيدة وهى المتعلقة بالفداء والدينونة والثبات فى يسوع وغيرها
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
هذه هى إحدى الأعمال العظمى التى ذكرت فى ألاية السابقة وهى إحياء الموتى ، فصرح المسيح هنا سلطانه كسلطان الآب واثبت  صحة قوله بغقامة إبنة يايرس (لو 8: 55) وإبن أرملة نايين (لو7: 14و 15) واليعازر (لو 11: 43- 44) فهو "يحى من يشاء " فإحياؤه للموتى متوقف على مجرد مشيئته وأشار بهذا إلى أنه مساو لأبيه بالسلطة  والحرية على إقامة من شاء من الموتى وليس من يشاءهم الاب غير ما يشاءهم الأبن هكذا فسر القديس أغسطينوس

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 22)  22 لان الاب لا يدين احدا، بل قد اعطى كل الدينونة للابن،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
بعد إحياء الموتى ذكر عمل ثان من تلك الأعمال العظيمة هو أن المسيح هو الديان وهو عمل ما يختص به الله. فليس معنى ذلكك أن الآب لا يدين بل يدين بالإبن فكما خلق العالم به فالآب لا يدين أحدا بدون الإبن لأنه أعطاه أ، يحى من يشاء وهذا يستلزم أن يدين
1) " لأنَّ الآبَ لا يَدِينُ أَحَداً " سبب ذلك لأن الإبن هو الكلمة المتجسد وأتم عهد الفداء بدمه على الصليب وهو الذى يعطى غفرانا للخطايا وحياة أبدية لمن يؤمن به وليس بغيره الخلاص فإنه من المنطقى أنه يدين العالم نتيجة على تواضعه الاختياري لفداء العالم (فيلبي ٢: ٥ - ١١).5 فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع ايضا: 6 الذي اذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة ان يكون معادلا لله. 7 لكنه اخلى نفسه، اخذا صورة عبد، صائرا في شبه الناس. 8 واذ وجد في الهيئة كانسان، وضع نفسه واطاع حتى الموت موت الصليب. 9 لذلك رفعه الله ايضا، واعطاه اسما فوق كل اسم 10 لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الارض ومن تحت الارض، 11 ويعترف كل لسان ان يسوع المسيح هو رب لمجد الله الاب."  وتستلزم القوة على دينونة الناس القدرة على فحص قلوب الجميع، ومعرفة الأسباب الموجبة لأعمالهم. ولا يقدر على ذلك إلا الله، فيكون المسيح هو الله.
2) "  بَل قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلابْنِ"  قَدْ أَعْطَى / دفع إليه هذا السلطان من الآب  : (متّى ١١: ٢٧) 27 كل شيء قد دفع الي من ابي وليس احد يعرف الابن الا الاب ولا احد يعرف الاب الا الابن ومن اراد الابن ان يعلن له." ( مت ٢٨: ١٨) 18 فتقدم يسوع وكلمهم قائلا: «دفع الي كل سلطان في السماء وعلى الارض  " (يوحنا ٣: ٣٥ ) 35 الاب يحب الابن وقد دفع كل شيء في يده.( يو١٧: ٢ ) 2 اذ اعطيته سلطانا على كل جسد ليعطي حياة ابدية لكل من اعطيته.(أعمال ١٧: ٣١ )31 لانه اقام يوما هو فيه مزمع ان يدين المسكونة بالعدل، برجل قد عينه، مقدما للجميع ايمانا اذ اقامه من الاموات». ( ١بطرس ٤: ٥) 5 الذين سوف يعطون حسابا للذي هو على استعداد ان يدين الاحياء والاموات.
كُلَّ الدَّيْنُونَةِ : هذا بعنى أن تكولى حكم الدينونة فى العالم وفى السماء وأيضا "كل" زمان و"كل" مكان ودينونة السماء ستكون بأكاليل المجد (2تى 4: 7 و 8)  7 قد جاهدت الجهاد الحسن، اكملت السعي، حفظت الايمان، 8 واخيرا قد وضع لي اكليل البر، الذي يهبه لي في ذلك اليوم، الرب الديان العادل، وليس لي فقط، بل لجميع الذين يحبون ظهوره ايضا."
+  " لان الاب لا يدين احدا، بل قد اعطى كل الدينونة للابن " ..  أستخدم الفعل التام والنفى المضاعف حقيقة أن الدينونة هى مهمة للإبن (يو 5: 27 & 9: 39) ( أع 10: 42& 17: 31) (2 تى 4: 1) ( 1بط 4: 5)  لا يوجد تناقض بين إعطاء الاب الدينونة ليسوع (يو 5: 22 ) والآية التالية (يو 3: 17) "لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم، بل ليخلص به العالم." لأن هذه ألاية تقول بكل وضوح أن وظيفة يسوع فى العالم هو الفداء والخلاص ولهذا أعطاه ألاب سلطان لإدانة العالم  والسبب لأنه إبن الإنسان (يو 5: 27) "واعطاه سلطانا ان يدين ايضا، لانه ابن الانسان." وكل من سمع كلام يسوع وتعاليمه ولم يؤمن بيسوع ولم يعمل بتعاليمه وينفذها فى حياته هذا الكلام الذى تكلم به يسوع ييكون شاهدا عليه ويدينه فى اليوم الأخير (.يو 12: 48 ) "من رذلني ولم يقبل كلامي فله من يدينه. الكلام الذي تكلمت به هو يدينه في اليوم الاخير"
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
هذا هو العمل الثانى من الأعمال التتى  أعطاها الآب للإبن  وقال يوحنا فم الذهب : أن الله أعطى الدينونة للإبن من حيث أنه إله وبالتالى منذ مول
ده الأزلى وقال اغوسطينوس : أن الله أعطاه هذا السلطان من حيث الناسوت وبالتالى منذ مولده الزمنى ، وقال غيرهما بما أن له القدرة على الدينونة تستلزم القوة على فحص قلوب الجميع ومعرفة الأسباب والثواب والعقاب لأعمالهم ولا يقدر على ذلك إلا الله فالمسيح هو الله

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 23)    23 لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الاب. من لا يكرم الابن لا يكرم الاب الذي ارسله.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 

1) " لِكَيْ يُكْرِمَ الجَمِيعُ الابْنَ "+ "  لكي يكرم الجميع الابن  " ..  كلمة الجميع تشير إلى الدينونة فى الأيام الأخيرة (فى 2: 9- 11)  " لذلك رفعه الله ايضا، واعطاه اسما فوق كل اسم  لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الارض ومن تحت الارض، ويعترف كل لسان ان يسوع المسيح هو رب لمجد الله الاب "

 معنى كلمة "لكى" هو " وبناء على ذلك أى بناء على ما سلف أى بناء على الإبن يعمل العمل المكلف به من الآب وعلى أن الآب يحب افبن وعلى ا، الاب يريه كل ما يعمل وبناء على ان ألإبن يقيم من الأموات ويعطى الحياة وبناء على ان الآب اعطى كل الدينونة للإبن وبناء على ذلك كله المفروض أن يكرم اليهود الإبن كما يككرمون الآب ولكنهم أهانوه وأنكروا اعماله ولهذا فإنهم باعماله ضد المسيح أهانوا الآب مرسله وهذا المعنى جاء مثل الكرامين والإبن (الكرامين القتلة (مت 21: 33- 44) (مر 12: 1-12)   المسيح يعلن فى صراحة ولأول مرة عن لاهوته المساوى للآب وبالرغم من كونه إبن يجب له الكرامة والسجود إلا أنه قال (يو 5: 41) "مجدا من الناس لست أقبل" لأن مجده الإلهى لا يقاس بتمجيد يشرى له لهذا كان يطلب مجد الآب (يو 7: 18) 18 من يتكلم من نفسه يطلب مجد نفسه، واما من يطلب مجد الذي ارسله فهو صادق وليس فيه ظلم. " ويقول المسيح أنه فى كل أعماله يكرم الآب وكان المفروض أن اليهود تفرح بتمجيد المسيح ألاب فى أعمنماله ولكنهم ليس فقط يرفضونه ووصل الأمر بأنهم يتهمونه بأن به شيطان بل يهينونه  (يو 8: 49- 50) جاب يسوع:«انا ليس بي شيطان، لكني اكرم ابي وانتم تهينونني. 50 انا لست اطلب مجدي. يوجد من يطلب ويدين. " وبالرغم من محبة الآب للبشرية بأنه أرسل كلمته حاملا رسالة الفداء والخلاص وهو فى ذات الوقت حاملا كرامة الآب ومجده وكان مجده هو العمل المكلف به فيقول المسيح للآب (يو 17: 4) 4 انا مجدتك على الارض. العمل الذي اعطيتني لاعمل قد اكملته.  حتى كان كعامه هو العمل المكلف به (يو 4: 34) 34 قال لهم يسوع:«طعامي ان اعمل مشيئة الذي ارسلني واتمم عمله. "

وهذا قصد الآب في إعطاء الابن العمل بأن يحيي الناس ويدين العالم فهو يحبه (ع ٢٠ ويوحنا ٣: ٣٥).
2) " كَمَا يُكْرِمُونَ الآبَ " أي أن ألآب أراد أن يكون إكرام ابنه مساوياً لإكرامه لأن الإبن لأنه من عند الآب خرج ، فيعتبر الناس ابنه ويعبدونه ويسجدون له ويطيعونه. ولأن الابن مساوٍ للآب، وأنه يجب أن نقدم للابن ما نقدمه للآب من المحبة والإكرام والطاعة وهذا ما كان يريده الآب ، وهذا ما يفعله سكان السماء (رؤيا ٥: ١٢) 12 قائلين بصوت عظيم:«مستحق هو الخروف المذبوح ان ياخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة!». (رؤ ٧: ١٠).10 وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين:«الخلاص لالهنا الجالس على العرش وللخروف». 
3) " مَنْ لا يُكْرِمُ الابْنَ لا يُكْرِمُ الآبَ " ظن اليهود أن عبادتهم للآب تفرض عليهم أن لا يقدسوا الابن ، وأن يحسبوا دعوى المسيح أنه ابن تجديفاً. فأوضح لهم أن عدم الإيمان بالابن هو التجديف، لأن من يأبى إكرام المسيح لجهله أو كبريائه أو مصلحته أو سلطانه أو مكانته أو عناده يأبى إكرام الآب. لأن الآب والابن ليسا إلهين حتى يستلزم إكرام الواحد سلب إكرام الآخر، بل هما أقنومان وإله واحد متحدان. فإنكار ما للواحد يستلزم إنكار ما للآخر.
أعلن ألاب إرادته أن تكون إحدى طرق إكرامه إكرام ابنه الذي هو «بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ» (عبرانيين ١: ٣). فإذاً لا عبادة حقيقية بلا إكرام الابن، فالذي لا يكرم الابن يهين الله الآب.
4) " الَّذِي أَرْسَلَهُ" والمسيح إبنا للآب وسفيرا له ليكون وسيطا بين الآب والناس  وقال هنا إنه لم يأت من تلقاء نفسه، فلذلك يستحق الإكرام الذي تقتضيه منزلته. والمسيح هنا فى مرحلة إيضاح رسالته بالتبشير والكراوة والعممل المكلف به  يصل للكمال عند إتمام عمل الفداء، حين يُظهر المسيح مجده بإقامة الموتى، ومحاسبة العالم، وإثابة المؤمنين، وعقاب الكافرين.
ويقول الاب متى المسكين فى كتاب شرح إنجيل يوحنا ص 354 : [ولكن يخطئ المسيحيين وإلى يومنا هذا فى أنهم يفهمون أن المجد قد صار للإبن كله لذلك لم تعد غالبية المؤمنين يقدمون المجد والكرامة للمسيح فقط ولا يذكر مجد الآب إلا فى الجمل الرسمية من الصلوات المحفوظة ولذلك يجب أن ننتبه أن المسيح جاء ليستعلن الآب حتى تكون صلواتنا بالآب أكثر وضوحا وعمفا فى القلب والفكر بالعبادة الشخصية والحقيقة التى يجب ان نفهمها أنه كلما إزدادت صلتنا بالمسيح إزداد حضور الآب فى القلب بصورة عملية فإذا ضعفت صورة الآب فى الوعى فهذا معناه ا، الوعى المسيحى ناقص جدا والإيمان يحتاج لمراجعة دقيقة (يو 16: 26 و 27)26 في ذلك اليوم تطلبون باسمي. ولست اقول لكم اني انا اسال الاب من اجلكم، 27 لان الاب نفسه يحبكم، لانكم قد احببتموني، وامنتم اني من عند الله خرجت.  ] أ. هـ

إلا أن هناك مختارين آمنوا بالآب وآمنوا بالمسيح عندما أتى للعالم وعرفوه هؤلاء قال عنهم المسيح أنهم كانوا للآب (كانوا لك وأعطيتهم لى (يوو 17: 6) وأن هؤلاء المؤمنين بالمسيخ (يو 6: 44) 44 لا يقدر احد ان يقبل الي ان لم يجتذبه الاب الذي ارسلني، وانا اقيمه في اليوم الاخير. " وحتى الشكر الذى نقدمة دوما للآب فى إسم المسيح (أف 5: 20) 20 شاكرين كل حين على كل شيء في اسم ربنا يسوع المسيح، لله والاب.  ( كو 3: 17) 17 وكل ما عملتم بقول او فعل، فاعملوا الكل باسم الرب يسوع، شاكرين الله والاب به. "

+ " من لا يكرم الابن لا يكرم الاب الذي ارسله. " .. تشبه هذه ألاية مع ما ورد فى (1يو 5: 12)  لا يستطيع أحد ان يعرف الإله ما لم يعرف الإبن الذى هو كلمته وهو الوسيط بين الناس وإلههم لأن كلمة الرب صار جسدا وحل بيننا ومن المنطقى أنه لا أحد يستطيع أن يكرم الآب ويمجده ما دام لا يكرم كلمته أى المسيح
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أى أن الله أراد أن يكون إكرام إبنه مساويا لإكرامه أى أن يعتبر الناس إبنه ويعبدوه ويسجدوا له ويطيعوه كما يفعلون له نتيجة أن الإبن مساو للآب وأنه يجب أن يقدم له ما نقدمه للآب من محبة وإكرام والطاعة كذلك يفعل سكان السماء  (رؤ 5: 12& 7: 10) " ومن لا يكرم الإبن لا يكرم الآب الذى أرسله " أى من لا يريدون إكرام الإبن لجهلهم أو كبريائهم أو عنادهم مثل اليهود لا يكرمون الآب أيضا ، لأن الآب والإبن ليسا إلهيم حتى نكرم الواحد ونترك ألاخر بل هما أقنومان وإله واحد حتى أن إنكار الواحد ينكر الآخر

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 24)   24 «الحق الحق اقول لكم: ان من يسمع كلامي ويؤمن بالذي ارسلني فله حياة ابدية، ولا ياتي الى دينونة، بل قد انتقل من الموت الى الحياة.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) "  اَلحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:"  هذه العبارة التى يبدأ  بها المسيح كلامه هى فى العهد القديم على مستوى القسم كقول الرب "بذاتى اقسمت " وهو أعلان الحق الذى هو المسيح  + "  الحق الحق  " ..  وردت هاتين الكلمتين فى بشارة يوحنا 25 مرة ويقولها يسوع قبل أن ينطق بكلمات هامة (يو 5: 25)
2) " إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلامِي"
+ " يسمع " .. كلمة يسمع باللغة العبرانية  " شمع "  وتعنى " الإستماع بهدف الطاعة " (تث 18: 18 و 19) 18 اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به 19 ويكون ان الانسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي انا اطالبه.  (تث 6: 4) من له أذنان للسمع ما يقوله المسيح فى عصره (متّى ١١: ١٥) 15 من له اذنان للسمع فليسمع." ومن له أذنان فليسمع ما يقوله الروح فى المؤمنين (رؤ 2: 7) " من له أذن فليسمع ما يقوله الروح"

مَنْ يَسْمَعُ:  تكلم المسيح في ما معرفا نفسه بأنه الإبن ، وأخذ يتكلم هنا على تأثير عمله في المؤمنين. و «السمع» المراد هنا ليس الإدراك بالأذن فقط، بل ألإيمان والقبول بالانتباه والوقار والمحبة والإيمان والطاعة أيضاً، كما يُفهم من (يوحنا ٨: ٤٧) 47 الذي من الله يسمع كلام الله. لذلك انتم لستم تسمعون، لانكم لستم من الله». (يو١٠: ٢٧) 27 خرافي تسمع صوتي، وانا اعرفها فتتبعني.  كلامِي أي تعليمي ووصاياى المعلنة من الآب من خلالى  وواجبات الإنسان وكل حقائق التى سجلت فى الإنجيل. فسماع قول المسيح ضروري اليوم كما كان يومها. + "  ان من يسمع كلامي ويؤمن بالذي ارسلني فله حياة ابدية،   " ..   يسمع ـ ويؤمن أفعال بصيغة المضارع ، تخبرنا هذه ألاية أن الإيمان بالآب هو الإيمان بالإبن لأنه كلمة الآب (1يو 5: 9- 12 ) " ان كنا نقبل شهادة الناس، فشهادة الله اعظم، لان هذه هي شهادة الله التي قد شهد بها عن ابنه. 10 من يؤمن بابن الله فعنده الشهادة في نفسه. من لا يصدق الله، فقد جعله كاذبا، لانه لم يؤمن بالشهادة التي قد شهد بها الله عن ابنه. 11 وهذه هي الشهادة: ان الله اعطانا حياة ابدية، وهذه الحياة هي في ابنه. 12 من له الابن فله الحياة، ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة. "
3) " وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي" كانت الشريعة الموسوية تقضى بأن (أعمال ٣: ٢٣.) 23 ان كل نفس لا تسمع لذلك النبي تباد من الشعب. " وكل إنسان يخطئ بخطايا كبيرة يرجم ويتكلم هنا عن ضرورة "الإيمان بالآب الذي أرسل المسيح إلى العالم ليخلص الخطاة (يوحنا ٣: ١٧) ومعنى الإيمان بالآب هنا تصديق شهادته لابنه وفقاً لقول الرسول «مَنْ لا يُصَدِّقُ اللَّهَ فَقَدْ جَعَلَهُ كَاذِباً، لأنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِالشَّهَادَةِ الَّتِي قَدْ شَهِدَ بِهَا اللَّهُ عَنِ ابْنِهِ» (١يوحنا ٥: ١٠ و١١) 10 من يؤمن بابن الله فعنده الشهادة في نفسه. من لا يصدق الله، فقد جعله كاذبا، لانه لم يؤمن بالشهادة التي قد شهد بها الله عن ابنه. 11 وهذه هي الشهادة: ان الله اعطانا حياة ابدية، وهذه الحياة هي في ابنه. ( رومية ٤: ٢٤) 24 بل من اجلنا نحن ايضا، الذين سيحسب لنا، الذين نؤمن بمن اقام يسوع ربنا من الاموات. " (١بطرس ١: ٢١).21 انتم الذين به تؤمنون بالله الذي اقامه من الاموات واعطاه مجدا، حتى ان ايمانكم ورجاءكم هما في الله.  ونتيجة الإيمان بالآب هو الإيمان بالابن (يو 14: 10)  ألست تؤمن أني أنا في الآب والآب في؟ الكلام الذي أكلمكم به لست أتكلم به من نفسي، لكن الآب الحال في هو يعمل الأعمال. " ولكن لا يكفى الإيمان بالآب فقط (يوحنا ٣: ٣٦) 36 الذي يؤمن بالابن له حياة ابدية، والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله». وإن أحد هذين الإيمانين مرتبط بالآخر حتى يتعذر أحدهما بدون الآخر، لأن الإيمان بالمُرسِل يستلزم الإيمان بالمُرسَل الذي بدونه لا يُعرف الذي أرسله ولا مراده. وقد ذُكر هنا سماع كلام المسيح والإيمان بالله معاً شرطاً لنوال الحياة الأبدية.

4) " فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ "+ " الحياة الأبدية " .. تتكلم البشائر الازائية عن الحياة الأبدية كحدث سوق يحدث فى المستقبل سوف يناله الإنسان بإيمانة بيسوع المسيح
 كل وصية من وصايا المسيح تحمل " وعدا" أو مجازاة / مكافأة" بمعنى ان كل وصية تحمل معها عطية سخية تفوق العقل لأن كل وعود المسيح هى فائقة جدا على الطبيعة ولا يمكن أن يعطى المسيح أمرا أى وصية دون أن يصرح ضمنا بالوعد والعطية السخية التى تتبعها حتما

 + "  الذي ارسلني  " ..  كلمة "رسول تأتى من الفعل "يرسل" ("أبوستيللوا" ) وكان الربيون (معلمى الناموس) يرسلون أشخاص  كممثلين رسميون لأداء مهمة معينة وقد وردت هذه الكلمة فى بشارة يوحنا مرارا ليشير إلى إرسال الأب لأبنه كممثل له (يو 4: 34)  والإيمان بالمسيح هو إيمان بالآب نفسه (يو١٢: ٤٤) 44 فنادى يسوع وقال:«الذي يؤمن بي، ليس يؤمن بي بل بالذي ارسلني. 45 والذي يراني يرى الذي ارسلني."  وأعطى الآب ميزة الإيمان بالإبن هى غفران الخطايا أى ينتقل من موت الخطية إلى حياة أبدية (يو ٦: ٤٠، ٤٧) 40 لان هذه هي مشيئة الذي ارسلني: ان كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة ابدية، وانا اقيمه في اليوم الاخير».47 الحق الحق اقول لكم: من يؤمن بي فله حياة ابدية."

يقول داود النبى (مزمور ١٤٣: ٢) 2 ولا تدخل في المحاكمة مع عبدك فانه لن يتبرر قدامك حي." ولكن عندما يدخل الإنسان في الحياة الجديدة التي تشمل الولادة الروحية، تتغير حياته بتنفيذ وصايا المسيح ( يو ٨: ٥١) 51 الحق الحق اقول لكم: ان كان احد يحفظ كلامي فلن يرى الموت الى الابد». وبالرعم من أن اليهود ينفذون الناموس إلا أنهم لم يقدروا على مقاومة الخطية، والنمو في القداسة، وراحة الضمير، ومصالحة الله، ومشابهة صورته، وتنتهي بالانتصار على الموت ونوال الطهارة التامة والسعادة الكاملة في السماء إلى الأبد (أعمال ١٣: ٣٩ ) 39 وبهذا يتبرر كل من يؤمن من كل ما لم تقدروا ان تتبرروا منه بناموس موسى. " (رومية ٥: ١).1 فاذ قد تبررنا بالايمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح،  فعندما يؤمن الخاطئ تُغفر خطاياه ويتبرر ويصير وارثاً للسماء 
5) " ولا يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ " كما يستحق هو وكل نسل آدم الخاطئ (يوحنا ٣: ١٦، ١٨) 16 لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الابدية. 17 لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم، بل ليخلص به العالم. 18 الذي يؤمن به لا يدان، والذي لا يؤمن قد دين، لانه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد." وكما يصيب الذين لا يؤمنون. وعلّة نجاة المؤمن من الدينونة أن الإيمان بالمسيح وبالله المتكلم بواسطته يرفع عنه كل آثامه التي كانت سبب الدينونة (يوحنا ٣: ١٨ و١٠: ٢٨ (رومية ٨: ١).1 اذا لا شيء من الدينونة الان على الذين هم في المسيح يسوع، السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح. "
6) " بَل قَدِ انْتَقَلَ مِنَ المَوْتِ إِلَى الحَيَاةِ " الإنتقال من الموت للحياة قد تم وهو يعنى هنا من الموت الروحي إلى الحياة الروحية. ويشعر المسيحى فى قلبه شعور الإيمان اليقينى أنه قد غفرت آثامه وأنه قد سقطت عنه كل الدينونة عليها ، وكف عنه صراخ الضمير المشتكى والائم الدائم ويخس بانه أنتقل من حالة ظلمة قلبية محيطة به إلى نور الرب وفرح دائم مع شكر لا يهدأ (كل حين على كل شئ" (أف 5: 20)  وذلك انتقال: (١) من حال الجهالة والشقاء وعدم الشعور بالحقائق الروحية، إلى حال المغفرة والميراث السماوي واللذة بالأمور الروحية والمحبة والطاعة والغيرة لخدمة الله. (٢) من حكم الموت بمقتضى الشريعة، إلى حال التبرير والتبني. (٣) من بين الموتى بالخطية، إلى جماعة الأحياء بالقداسة.
(١يوحنا ٣: ١٤ ) 14 نحن نعلم اننا قد انتقلنا من الموت الى الحياة، لاننا نحب الاخوة. من لا يحب اخاه يبق في الموت. " ويحدث هذا الانتقال للخاطئ عند توبته وقبوله المسيح، وينتج عن قوة المسيح واختيار الخاطئ، فليس هو إجبارياً ولا مما يُشعر به،

+ "  بل قد انتقل من الموت الى الحياة. " ..  زمن تام مبنى للمعلوم يشير إلى أمر حدث فى الماضى وأصبح فى الحاضر واقعا ، لأن ملكون الإله يعيشه المسيحى فى الحياة وبعد الموت (يو 5: 25و 26) وتشير ألاية 25 بكل وضوح بحضور الملكوت ألان
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأنه يقول : أن من يسمع كلامى أى تعليمى لا باذنيه فقط بل يقبله فى قلبه بالوقار والمحبة وأفيمان والطاعة ، ويعترف بالذى أرسلنى أى أن الآب أرسل المسيح إلى العالم ليخلص الخطاة لأن الإيمان بالآب يستلزم  الإيمان  بالإبن وكذلك الإيمان بالإبن يستلزم   الإيمان بالآب لأن أحد هذين الإيمانببن مرتبط بالآخر أى لا يمكن الإيمان بواحد دون الآخر .. لأن الأثنين واحدا
 "إن من يسمع تعليمى وآمن بى وبأبى"  "له حياة أبدية" فلا يستولى عليه الموت لا يسرى عليه الموت الثانى (الروحى) بل ينال الظهارة التامة والسعادة الكاملة فى السماء إلى الأبد " ولا يأتى إلى دينونه" أى لا يصيبه من العذاب ما يجرى على غير المؤمن لأن المسيح رفع عنه كل آثامه التى كانت سببا للدينونة (رو 8: 2) بل قد إنقل من الموت إلى الحياة" أى إنتقل من الموت الروحى إلى الحياة الروحية بالنعمة

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 25)  25 الحق الحق اقول لكم: انه تاتي ساعة وهي الان، حين يسمع الاموات صوت ابن الله، والسامعون يحيون.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " اَلحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ " قال ذلك لأهمية ما يأتي وبيان حقيقة إيمانية جديدة وهى ركن من أركان افيمان المسيحى ،  وهو أمر آخر من الأعمال العظمى التي ذُكرت في (يو 5: 20) . وعن القيامة الأولى التى عبر عنها الروح فى سفر الرؤيا : " (رؤ 20: 6) . 6 مبارك ومقدس من له نصيب في القيامة الاولى. هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم، بل سيكونون كهنة لله والمسيح، وسيملكون معه الف سنة. "
2) " إِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ " كلمة " ألآن" لا تزال خاضرة منذ أن قالها المسيح فى عمق الزمن وهى ليست من الزمن فى شئ بل عى إمتداد للزمن المستمر فالآن لا تنتهى حينما تقال

هناك فرق بين "تأتى ساعة ألآن " وبين قول المسيح فى الآية التالية "تأتى ساعة" بدون  كلمة "الآن" فالأولى تشير إلى بدء هذه الساعة عند مجيء المسيح وهى الساعة التى تكلم عنها أسعياء النبى (إش 49: 8) 8 هكذا قال الرب.في وقت القبول استجبتك وفي يوم الخلاص اعنتك.فاحفظك واجعلك عهدا للشعب لاقامة الارض لتمليك املاك البراري  (إش 61: 2) 2 لانادي بسنة مقبولة للرب وبيوم انتقام لالهنا لاعزي كل النائحين " أما الثانية التى أتت بدون الآن فهى تشير إلى المشتقبل فى نهاية الزمان وهى ساعة الدينونة . وما قيل على أثر هذه العبارة لا يصح قبل ذلك المجيء.

3) " حِينَ يَسْمَعُ الأَمْوَاتُ صَوْتَ ابْنِ اللَّهِ " + "  حين يسمع الاموات صوت ابن الله، " ..  تتحدث الاية 25 عن الأموات روحيا بوقوعهم فى الخطية بينما تصف الآية 26 الأموات جسديا وعموما تتحدث أسفار الكتاب المقدس عن ثلاثة أنواع من الموت (1) الموت الروحى (تكوين 3) (2) الموت الجسدى (تك 5) (3) الموت الأبدى (أف 2: 2) (رؤ 2: 11 & 20 : 6و 14) أو بحيرة النار ، جهنم
+ " إبن الله " .. نادرا ما تستعمل هذه العبارة بشكل واسع بوضوح وعلانيىة أما المرتان الأخريان فى آية (يو 10: 36) و (يو 11: 4) وكانت الركيزة الأولى فى إنجيل يوحنا (الآية 21: 31) (لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح إبن الله " بسبب عقيدة الوثنيين اليونانيين بأن الآلهة يتزوجون من نساء البشر اللائى يولدن أنصاف الآلهة ، إن بنوة يسوع للآب لا ترتبط مطلقا بأمر جسدى أو علاقة جنسية بل هو نعبير عن أن كلمة الآب صارت جسدا كما أن الروح فى البشر توجد فى الإنسان المولود من بنى البشر وكلمة " ألإبن" مصطلح   يهودى عائلى .. و عبارة " إبن الله" يؤكد يسوع أل
وهيته لرؤساء اليهود الدينيين حيث يستخدمه بوضوح مما يوضح نبوات كثيرة وردت فى العهد القديم تؤكد بنوة يسوع للآب (يو 5: 21 و 26)

هؤلاء الأموات هم الأموات بالروح (أف ٥: ١٤) 14 لذلك يقول: «استيقظ ايها النائم وقم من الاموات فيضيء لك المسيح».  العائشين في الجهل والمعصية وعدم الشعور بسوء أحوالهم الروحية، وهم تحت حكم الهلاك الأبدي. (أفسس ٢: ١، ٥) 1 وانتم اذ كنتم امواتا بالذنوب والخطايا،  5 ونحن اموات بالخطايا احيانا مع المسيح ­ بالنعمة انتم مخلصون ­ " والموت الجسدي هو رمز إلى هذا الموت الروحي. وأضهر  المسيح قدرته وقدرته على إقامة الموتى  في الجسد بل أنه أقام نفسه من الموت وأظهر قدرته على غفران الخطايا في الروح وأعطاهم حياة أبدية . وذلك لما قال لابنة يايرس «طليثا قومي» ولابن الأرملة «قم» وللعازر «هلم خارجاً». ومعنى «صوت ابن الله» هنا دعوته الأموات إلى الاستيقاظ من جهلهم وغفلتهم وحبهم العالم والخطية، فيسمعون ذلك الصوت بقلوبهم حين يقبلون الدعوة بالإيمان والطاعة. و(كولوسي ٢: ١٣) 13 الذي انقذنا من سلطان الظلمة، ونقلنا الى ملكوت ابن محبته، تم ذلك بأن كثيرين سمعوا صوته وهو على الأرض وآمنوا به. وسمع صوته ثلاثة آلاف نفس في يوم الخمسين، .
4) " وَالسَّامِعُونَ " وتعنى كلمة السمع فى اللغة اليونانية التى كتب بها الإنجيل بمعنى " السمع والقبول وإطاعة ما قيل وتنفيذه " والفرق بين الذين يسمعون فى هذه الاية والآية التالية فى هذه الاية هم الذين ينتبهون من موتهم الروحي عند سماعهم صوت المسيح ويصغون إليه بالإيمان والطاعة. وهنا وضع الفرق بين موتى الجسد وموتى الخطية بقوله : " تأتى ساعة يسمع جميع الذين فى القبور صوته فيخرج ... " والفرق فى الذين يسمعون فى الايتين أنه ذكر فى هذه الاية كلمة "جميع" لأن فيهم من يسمع ويستجيب وفيهم من لا يسمع ولا يستجيب (يو 4: 23) 23 ولكن تاتي ساعة، وهي الان، حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للاب بالروح والحق، لان الاب طالب مثل هؤلاء الساجدين له. "  أما موتى ألآية القادمة فيذكر فيها " الجميع " لأن جميع الموتى سيقومون للدينونة بلا تفريق

 (حز 37) سيادة إسرائيل هى سيادة المسيح على العالمين وقد عبر بها الأنبياء بقولهم " بذلك اليوم" والتى تشير إلى هذه الساعة : [ فقال لى تنبأ على هذه العظام وقل لها أيتها العظام اليابسة " اسمعى" كلمة الرب " " هكذا قال السيد الرب  لهذه العظام / هأنذا أدخل فيكم روحا فتحييون .. وتعلمون أنى أنا الرب " " ثم قال لى يا أبن آدم (إبن الإنسان) هذه العظام هى كل بيت إسرائيل ، هاهم يقولون يبست عظامنا ، وهلك رجاؤنا ، قد إنقطعنا (بسبب الخطية وغياب الرب ) لذلك تنبأ وقل لهم : " هكذا قال السيد الرب ، هائنذا أفتح قبوركم وأصعدكم من قبوركم يا شعبى .. وأجعل روحى فيكم فتحيون ... ويكون لجميعكم راع واحد " ]
5) " يَحْيَوْنَ " حياة روحية هي حياة الإيمان والبر والقداسة والطاعة لله، ويدخلون تلك الحياة وهم على الأرض، ويستعدون بذلك للدخول أخيراً في حياة القديسين في السماء. ولا نصيب لغير المؤمنين في هذه الحياة، خلافاً لأحوال المذكورين في ع ٤٠.


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
قبل أنه يراد بالأموات هنا ألموات بالخطية أى الذين كانوا عائشين بالجهل والمعصية وعدم الشعور بسوء أحوالهم الروحية  فهؤلاء ينتبهون من موتهم عند سماعهم كلام المسيح والإيمان به والطاعة له فيحيون حياة روحية وهى حياة الإيمان والبر والقداسة وبذلك يستعدون للدخول فى حياة القديسين بالسماء ، وقال يوحنا فم الذهب : إن المراد بالأموات هنا إبنة يايرس وإبن الأرملة والعازر الذين اقامهم عند قيامته والذين اقامهم ولم يذكروا فى الأناجيل والذين سيقيمهم

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 26)  26 لانه كما ان الاب له حياة في ذاته، كذلك اعطى الابن ايضا ان تكون له حياة في ذاته،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " لأنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ،"
كَمَا أَنَّ الآبَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ ذلك «الإله الحي» تمييزاً له عن الأوثان الذين بلا حياة، ولأن حياته ذاتية أبدية، ولأنه مصدر حياة كل حي في العالم (تكوين ٢: ٧) 7 وجبل الرب الاله ادم ترابا من الارض، ونفخ في انفه نسمة حياة. فصار ادم نفسا حية. ( مزمور ١٠٤: ٢٩، ٣٠).29 تحجب وجهك فترتاع.تنزع ارواحها فتموت والى ترابها تعود. 30 ترسل روحك فتخلق.وتجدد وجه الارض "
2) " كَذَلِكَ أَعْطَى الابْنَ أَيْضاً أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ"  «اسمع يا إسرائيل: الرب إلهنا رب واحد. " (تث 6: 4)  والرب الواحد هو بهوه الذى يعنى "أنا هو الكائن" أى هو كائن حى وعندما يقول : " أنا كائن بذاتى " فهو إذا روح حية  لأن الحياة من صميم خواص الطبيعة الإلهية - ويهوه هو أصل الوجود والحياة فيه ليست ممنوحة ولكن هى خاصية الذات الإلهية ، والذات الإلهية واحدة هى آب وإبن وروح قدس وألآب والإبن والروح القدس كل منهما قائم (أقنوم) فى الذات الإلهية فالآب له حياة فى الذات الإلهية ، والإبن له حياة فى الذات الإلهية والروح القدس له حياة فى الذات الإلهية وهذه الاية لا تعنى على الإطلاق أن ألاب " أعطى" حياة للإبن فى ذاته ، هذا محال ، ولكن الآب اعطى الإبن "أن يكون" له حياة فى ذاته كما الآب له حياة فى ذاته ، وواضح أن السبب هو التمييز بين الاب والإبن فى العمل
كَذَلِكَ أَعْطَى الابْنَ أَيْضاً أي كما أن الآب حي بالذات ومصدر حياة كل الأحياء كذلك الابن متجسداً. ولم يشر بقوله «أعطى الابن» إلى أن تلك الحياة لم تكن له قبل التجسد، بل قصد أن الله عيَّن للمسيح في ممارسته عمل الفداء أن يكون هو الواهب الحياة لموتى الأرواح وموتى الأجساد.
وفي هذا برهان على لاهوت المسيح، لأنه يستحيل أن يكون للمخلوق حياة كحياة الله ومصدر لكل أحياء العالم، لأن من خصائص الله أن الناس به تحيا وتتحرك وتوجد (أعمال ١٧: ٢٨).

ويقول القديس يوحنا ذهبى الفم (1) : [ أترى كيف ان المسيح يعلن التعادل الكامل بينهما إلا فى نقطة واحدة وهى أنه : " واحد هو الآب ، واحد هو الإبن ، لأنه بقوله "قد أعطى" يوضح هذا التمايز ولكنه بعلن أن كل شئ ما عدا هذا متساو تماما ، وعليه فمن الواضح أن ألإبن يعمل كل شئ بسلطان وقوة مثل الآب تماما ، وأن  الإبن لا يأخذ قوة من أى مصدر كما أن له حياة كما الآب له حياة] أ. هـ

1 - Chrysostom. op. cit., p. 139


+ " كذلك اعطى الابن ايضا ان تكون له حياة في ذاته " ..   هذا تأكيد من يسوع على ألوهيته  (يو 1: 4) (يو 5: 11)
ولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أى كما أن الآب حياته ذاتية أبدية وكما أنه مصدر للملائكة والإنسان والحيوان والنبات وكما أن الحياة تحت سلطانه وولايته لأنه رب الحياء والأموات فيحفظ حياتهم أو يسلبها ويطلبها أو يوجزها أى يجعلها قصيرة ، كذلك الإبن " له حياة فى ذاته" بالمعانى المذكورة ومن ثمتظهر وحدة الذات فى ألاب والإبن لأنه لو كان للإبن ذات غير ذات الآب لكانت   لكانت له الحياة فى آخر فى ألاب الذى أعطاه الحياة ، والحال أن له حياة فى ذاته أى فى الذات الإلهية التى هى واحدة فى ألاب والإبن ، ولذا قال يوحنا فم الذهب : ها هوذا كيف لا يفرق أحدهما عن الآخر إلا بأن أحدهما الآب والاخر الإبن.

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 27)   27 واعطاه سلطانا ان يدين ايضا، لانه ابن الانسان.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَأَعْطَاهُ سُلطَاناً " لأنه وسيط في عمل الفداء. + " واعطاه سلطانا " .. يسوع حصل على سلطان (يو 10: 18) 18 ليس احد ياخذها مني، بل اضعها انا من ذاتي. لي سلطان ان اضعها ولي سلطان ان اخذها ايضا. هذه الوصية قبلتها من ابي». (يو 17: 2 ) 2 اذ اعطيته سلطانا على كل جسد ليعطي حياة ابدية لكل من اعطيته.  " (يو 19: 11) أن يكون الديان لأنه إله كامل وإنسان كامل ، وهو يعرف بنى البشر تماما (عب 4: 15) ويعرف الآب تماما (يو 1: 18 & 5: 30)
 2) " أَنْ يَدِينَ أَيْضاً " عيّن الله المسيح في نظام الفداء ديّاناً لكل البشر،(أعمال ١٠: ٤٢) 42 واوصانا ان نكرز للشعب، ونشهد بان هذا هو المعين من الله ديانا للاحياء والاموات.(أع ١٧: ٣١) 31 لانه اقام يوما هو فيه مزمع ان يدين المسكونة بالعدل، برجل قد عينه، مقدما للجميع ايمانا اذ اقامه من الاموات» فإذاً الذي يجلس على عرش الدينونة الابن لا الآب ولا الروح. نعم الله «ديان الجميع» (عبرانيين ١٢: ٢٣) لكنه قضى أن يُجري تلك الدينونة على يد ابنه. وإمتياز الإبن بالدينونة لأن الكلمة صار جسدا بإعتباره "إبن إنسان" حسب القراءة اليونانية الحديثة بدون أداة التعريف " الـ " وهذا اللقب جاء فى نبوة دانيال (دا 7 : 13 و 14)13 كنت ارى في رؤى الليل واذا مع سحب السماء مثل
ابن انسان اتى وجاء الى القديم الايام فقربوه قدامه. 14 فاعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والامم والالسنة.سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض "  كما أدخل بولس الرسول فى اللاهوت صفة المسيح " إنسان" (1كو 15: 21) 21 فانه اذ الموت بانسان، بانسان ايضا قيامة الاموات. " وهذا يعنى أن المسيح يتبوأ مركز الدينونة العالى ليس بصفته ممثلا للبشرية وإلا لزم أن يكون "إبن الإنسان "  لا يفيد شخص المسيح بل الجنس انه يدين كإنسان !! وبهذا المعنى نصل إلى الإنبهار بالعدالة الإلهية إذ أن المسئول عن عن إدانة البشر هو " إبن الإنسان" أى من ذات الجنس فى يقضى لهم وهذا ما ذكره بولس الرسول (عب 2: 17 و18) 17 من ثم كان ينبغي ان يشبه اخوته في كل شيء، لكي يكون رحيما، ورئيس كهنة امينا في ما لله حتى يكفر خطايا الشعب. 18 لانه في ما هو قد تالم مجربا يقدر ان يعين المجربين. (عب 4: 15 و 16) 15 لان ليس لنا رئيس كهنة غير قادر ان يرثي لضعفاتنا، بل مجرب في كل شيء مثلنا، بلا خطية. 16 فلنتقدم بثقة الى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عونا في حينه." ومن مميزان المسيح كقاض يقف امامه كل البشر فى أنه يشفع فى المذنبين  (عب 7: 24 و 25) 24 واما هذا فمن اجل انه يبقى الى الابد، له كهنوت لا يزول. 25 فمن ثم يقدر ان يخلص ايضا الى التمام الذين يتقدمون به الى الله، اذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم. " أ أن ديان البشر هو الذى وضع طريقا إنقاذ الإنسان من الدينونة والعقاب والإنسان له حق الإختيار (رو 8: 34) من هو الذي يدين؟ المسيح هو الذي مات، بل بالحري قام أيضا، الذي هو أيضا عن يمين الله، الذي أيضا يشفع فينا. " والمصير المحتم لكل إنسان فاعل خطية وخالف وصايا الرب هو العقاب الأبدى مالم يلجئ إلى المسيح الشفيع الأمين لجنس البشرية الذى بدمه ينبغى الخلاص

فيما يلى الحقائق الأساسية فى لاهوت المسيح والتى كانت محور تعاليمه التى قدمها للبشرية قبل أو بعد ذلك سواء كونه : خبز الخياة أو الماء الخى أو نور الحياة أو الراعى الصالح أو الكرمة الخقيقية أو القيامة والحياة .

1- ابى يعمل حتى الآن وأنا أعمل (يو 5: 17)

2- لانه كما ان الاب يقيم الاموات ويحيي، كذلك الابن ايضا يحيي من يشاء.   (يو 5: 21 )

3- لان الاب لا يدين احدا، بل قد اعطى كل الدينونة للابن (يو 5: 22)

4-  لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الاب. من لا يكرم الابن لا يكرم الاب الذي ارسله.(يو 5: 23)

5- «الحق الحق اقول لكم: ان من يسمع كلامي ويؤمن بالذي ارسلني فله حياة ابدية، ولا ياتي الى دينونة، بل قد انتقل من الموت الى الحياة. (يو 5: 24)

6-  الحق الحق اقول لكم: انه تاتي ساعة وهي الان، حين يسمع الاموات صوت ابن الله، والسامعون يحيون(يو 5: 25)

7- لانه كما ان الاب له حياة في ذاته، كذلك اعطى الابن ايضا ان تكون له حياة في ذاته،  (يو 5: 26)

8- واعطاه سلطانا ان يدين ايضا، لانه ابن الانسان.(يو 5: 27)

9-  لا تتعجبوا من هذا، فانه تاتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته، فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات الى قيامة الدينونة. (يو 5: 28 و 29)
3) " لأنَّهُ ابْنُ الإِنْسَانِ " يليق أن يكون ابن الإنسان ديّان الناس لثلاثة أمور: (١) أن الدينونة تكملة عمل الفداء الذي تجسد لأجله، فإن ابن الله صار ابن الإنسان ليموت عن الإنسان ويفديه ويحييه ويشفع فيه ثم يدينه. (٢) إن ذلك إثابة له على تواضعه الاختياري، فإنه وقف أمام كرسي قيافا وكرسي بيلاطس، ودِين ظلماً ولذلك عيّنه الله ديّاناً للعالمين (فيلبي ٢: ٩). (٣) إنه كابن الإنسان عرف ضعف الإنسان وقوة التجربة عليه، فاستعد بهذا لأن يكون ديّاناً شفوقاً كما أنه ديّان عادل.
وقوله «الآب أعطى الابن» وهذا يعنى أن ألاب سيدين العالم بالإبن لأنه ارسله لعمل الففداء فكل من لا يؤمن بالإبن يدان (يو 3: 18)  الذي يؤمن به لا يدان، والذي لا يؤمن قد دين، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد. ( يو 3: 36) الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية، والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله». وهذا يبطل قول سباليوس بأن الآب والابن أقنوم واحد، يتميزان باعتبار ممارسة العمل. وليس في ذلك القول ما يسند قول أريوس بأن الابن مخلوق، لأنه قيل على يسوع باعتبار أنه فادٍ لا بالنظر إلى طبيعته الأصلية.


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أى من حيث أن المسيح هو إله "له حياة فى ذاته" كما أوضح العدد السابق فيكون من حقه أيضا أن يدين الناس لأن الدينونة تتمة عمل الفداء الذى تجسد الكلمة من أجله فالذى تنازل وتجسد ومات عن الإنسان  هو الذى يدين الإنسان

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 28)  28 لا تتعجبوا من هذا، فانه تاتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " لا تَتَعَجَّبُوا مِنْ هَذَا " + "   لا تتعجبوا من هذا،  " ..  فعل أمر مبنى للمعلوم مع أداة نفى تدعوا إلى التوقف عن أمر مستمر حاليا . لقد تعجبوا من كلمات يسوع  إن كلمات يسوع السابقة هى كلمات قوية فى الواقع وأثرت على اليهود تأثيرا قويا وما يلى سيكون أكثر قوة من السابقة .. وكان الناس يتعجبون من كلام المسيح وسلطانه ونلاحظ أن نيقوديموس تعجب من كلام المسيح عن الولادة من فوق : " لا تتعجب أنى قلت لك ينبغى أن تولدوا من فوق" (يو 3: 7)
 الأرجح أنهم أظهروا بكلامهم أو ظهر على وجوههم أنهم استغربوا ما قاله في أنه «يحيي ويدين». ومضمون قوله في هذه الآية أنه سيريهم سبباً أعظم من هذا للتعجب عندما يبرهن صدق ما قاله فعلاً أمام كل المخلوقات، أي بإقامة أجساد الموتى. وليس ذلك لأنه أعظم مما ذُكر بالذات، بل إنه يجعل المشاهدين يندهشون ويتعجبون أكثر من ذلك، نظراً للأحوال والنتائج.
2) " فَإِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ"  ميز إنجيل يوحنا بين ساعتين الساعة ألأولى : فى أثناء الحياة والتى يظهر البشر أنهم أحياء ولكنهم موتى بالخطية (يو 5: 25)  25 الحق الحق اقول لكم: انه تاتي ساعة وهي الان، حين يسمع الاموات صوت ابن الله، والسامعون يحيون. "  والذين يسمعون ينالون غفرانا للخطايا وحياة أثناء معيشتهم وحياة أبدية بعد موتهم ..  الثانية : في اليوم الأخير أي يوم القيامة العظيم. سيقوم من الموت صنفين من الناس هؤلاء الذى سمعوا صوته أثناء حياتهم سيقومون ويجلسون مع الأبرار فى ملكوته  وهؤلاء الذين لم يسمعوا لكلام الرب يسوع فى حياتهم ولم يتوبوا وماتوا بخطاياهم فيقول لهم المسيح غذهبوا عنى يا ملاعين للنار الأبدية 
3) " فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي القُبُورِ" والإنسان له إختيار فى سماع صوت المسيح والعمل بوصياه  (مت 13: 9)  (من 11: 15) من له اذنان للسمع فليسمع "
جَمِيعُ الَّذِينَ فِي القُبُورِ : هذه العبارة قيلت عن جميع الموتى كباراً وصغاراً أغنياء وفقراء صالحين وأشراراً مؤمنين وكفرة في كل أمة وعصر أي كل الموتى الذين أجسادهم في القبور. فتلك الأجساد وإن اختلط ترابها بتراب الأرض تقوم وتشارك أرواحنا في الفرح أو في الحزن. وهذه الآية من أوضح البيّنات على القيامة وعمومها، .
4) " يَسْمَعُ.. صَوْتَهُ " + "  يسمع جميع الذين في القبور صوته،  " ..  هذا هو صوت يسوع "المسيا " فى مجيئة الثانى (1 تس 4: 16) يسوع لم يدين أحدا عندما صار جسدا حتى صلبه وقيامته لأنه أتى لفداء العالم لا لدينونته ولكنه بعد إتمام رسالته بالفداء وصار خلاصا فكل من سمع كلامه ولم يؤمن به يدان
الذين يسمعون هم أرواح الموتى عند رجوعها إلى الأجساد، والصوت الذي يسمعونه وقتئذ هو نفس الصوت الذي خاطبهم به فى حياتهم وهو واقف على الباب ويقرع  (رؤ 3: 20) هنذا واقف على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب، أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي. " لينبههم من موتهم الروحي. وشُبِّه الموت هنا بالنوم الذي ينتبه منه الراقدون بصوت المنادي الذى كان ينادى فى الأسواق والطرق فى العصور القديمة  والمنادي العظيم هنا هو ابن ألاب  ولا نعلم كيف يوقظ صوته الموتى. قيل إن ذلك الصوت يقترن بصوت البوق (١ كورنثوس ١٥: ٥٢).52 في لحظة في طرفة عين، عند البوق الاخير. فانه سيبوق، فيقام الاموات عديمي فساد، ونحن نتغير.  وقيل إن «الرَّبَّ نَفْسَهُ سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ» (١تسالونيكي ٤: ١٦).
وتقتضي إقامة كل الموتى من البر والبحر منذ آدم إلى آخر إنسان يموت، تقتضي قوة إلهية لا يمكن عقل البشر أن يتصوّرها، وأن يسوع يجري كل ذلك بكلمة. وهو برهان قاطع أنه ذو طبيعة إلهية وقدرة غير محدودة.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
" لا تتعجبوا من هذا " أى من لى حياة فى ذاتى وأننى أمنحها لمن اشاء وأننى "الديان"  فاننى سوف أريكم أعظم من هذا لتتعجبوا ، وذلك أنه " تأتى ساعة" هى اليوم الأخير أى القيامة العامة " فيها يسمع الذين فى القبور " أى كل الموتى الذين اجسادهم فى القبور كبارا وصغارا فقراءا وأغنياء صالحين واشرار مؤمنين وكفرة فى كل أمة وكل عصر كل هؤلاء يسمعون "صوته" بواسطة رئيس الملائكة كما قيل " إن الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس الملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء (1 تس 4: 16)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 29)   29 فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات الى قيامة الدينونة.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) "فَيَخْرُجُ"  من القبور (إشعياء ٢٦: ١٩) 19 تحيا امواتك تقوم الجثث.استيقظوا ترنموا يا سكان التراب.لان طلك طل اعشاب والارض تسقط الاخيلة " كما خرج لعازر من القبر عندما ناداه يسوع من القبر وهنا لعازر الميت يسمع صوت المسيح ويقوم من الموت (يوحنا ١١: ٤٣، ٤٤) 43 ولما قال هذا صرخ بصوت عظيم:«لعازر، هلم خارجا!» 44 فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات باقمطة، ووجهه ملفوف بمنديل. فقال لهم يسوع:«حلوه ودعوه يذهب».  فلا بد من أن يسمع جميع الموتى الذين فى القبور صوت المسيح الديان ويخرجوا، ولكن لا يخرج الجميع إلى قيامة الحياة.
2) " الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ " أي الذين أظهرت أعمالهم أنهم آمنوا بالمسيح وأطاعوه ونفذوا وصاياه وتعاليمه ، لأن الإيمان بلا أعمال لا يخلِّص أحداً وهنا يكون قرار المسيح بان الأعمال ضرورية للخلاص وليس بالإيمان وحده (راجع شرح / تفسير متّى ٢٥: ٣٢ - ٣٦).

الذين فعلوا الصالحات .. والذين فعلوا السيئات :   فى هذه الاية يضع المسيح حدا فاصلا بين الإيمان وعدم الإيمان ، قبول المسيح ورفضه ،  ويفرق بين من يعمل اعمال الرب التى أمر بها أم فعل السيئات (دانيال ١٢: ٢) 2 وكثيرون من الراقدين في تراب الارض يستيقظون هؤلاء الى الحياة الابدية وهؤلاء الى العار للازدراء الابدي " (متّى ٢٥: ٣٢، ٣٣، ٤٦  (32 ويجتمع امامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء 33 فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار. 34 ثم يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تاسيس العالم.  46 فيمضي هؤلاء الى عذاب ابدي والابرار الى حياة ابدية» " محبة الحق وبغضه فالذى آمن بالمسيح أصبح المسيح له قدوة يتمثل به ويعمل أعمالا صالحة (يو 6: 28 و 29)  28 فقالوا له:«ماذا نفعل حتى نعمل اعمال الله؟» 29 اجاب يسوع وقال لهم:«هذا هو عمل الله: ان تؤمنوا بالذي هو ارسله»  والإيمان لا يكون بمجرد كلمات تقال بالفم ولكنه حياة مع المسيح وصار الروح القدس يعمل اعمال الرب الصالحة ويستحيل لإنسان يؤمن بالمسيح ولا يعمل عملا صالحا .. أما الذى لا يؤمن بالمسيح فلا يملك الصلاح  ولا يعرف الصلاح الذى يطلبه الرب  لكى يقودنا إلى قيامة الحياة : " والشجرة تعرف من ثمارها (مت 7: 19 و 20) 

وأو ضح المسيح أنه صاحب دينونتين ألأولى : وهذه دينونة الخلاص فيها يعرض المسيح كلماته للناس بشتى الطرق بوسائل التواصل الإجتماعى المرئية والمسموعة وغيرها (يو 5: 25) " 25 الحق الحق اقول لكم: انه تاتي ساعة وهي الان، حين يسمع الاموات صوت ابن الله، والسامعون يحيون. " حين يقف المسيح على أبواب قلوب الناس الذين يعيشون ويمارسون حياتهم ولكنهم موتى الخطية ويقرع منتظرا أن يسمعوه ويفتحوا له أبواب قلوبهم فيعيشون حياة البر والقداسة مع المسيح فيكون لهم حياة أما الذين يرفضون المسيح ولا يعملون الأعمال الصالحة فيمكث عليهم غضب الرب(يو 3: 36) الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية، والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله». هذا الغضب الذى أشار إليه بولس الرسول فقال : (رو 1: 18)  لأن غضب الله معلن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم، الذين يحجزون الحق بالإثم. "  ..  والدينونة الثانية  : فى القيامة العامة وهى للحكم على من قبل ومن رفض من آمن وعمل الصلحات ومن لم يؤمن يدان لأنه لم يفعل الصالحات .. لأن المسيح عرض عليه الإيمان وعمل الصالحات ولكنه  أصر على الرفض وضاعت عليه فرصة التوبة وفرصة الحياة الآخرة أيضا ولا يتبقى له إلا دينونة الندم
3) " إِلَى قِيَامَةِ الحَيَاةِ " ( ١كورنثوس ١٥: ٥٢) 52 في لحظة في طرفة عين، عند البوق الاخير. فانه سيبوق، فيقام الاموات عديمي فساد، ونحن نتغير. (١تسالونيكي ٤: ١٦) 16 لان الرب نفسه بهتاف، بصوت رئيس ملائكة وبوق الله، سوف ينزل من السماء والاموات في المسيح سيقومون اولا. " سُميت قيامة هؤلاء قيامة الحياة لأنها مدخل إلى الحياة الأبدية، ولأنهم قاموا لكيلا يموتوا أيضاً (رؤيا ٢١: ٤) ولأنهم يشاركون المسيح عند قيامتهم في حياته الممجدة. وكلمة «الحياة» هنا تعم كل خير وبركة وقداسة وسعادة ورضى الله.
4) " وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ" وهؤلاء هم الذين ماتوا بالجسد وماتوا أيضا بخطاياهم لأنهم لم يؤمنوا ويتوبوا ويعملوا أعمالا صالحة ويتضح من هذا أن أعمالهم الشريرة هي العلة الوحيدة لدينونتهم، فلا يمكنهم أن يلوموا إلا أنفسهم.
5) " إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَة " سُميت كذلك لأنه يلحقهم بعدها الدينونة والعقاب " قيامة الأموات والدينونة الأبدية" (عب 6: 2) وإستقر االإيمان فى الكنيسة الأولى بان " المسيح رب" وأنه متخص بالدينونة (أع 10: 40- 41) 40 هذا اقامه الله في اليوم الثالث، واعطى ان يصير ظاهرا، 41 ليس لجميع الشعب، بل لشهود سبق الله فانتخبهم. لنا نحن الذين اكلنا وشربنا معه بعد قيامته من الاموات." وهنا نرى ان المسيح مساو للآب فى الجوهر فى مسألأة القيامة والإحياء لمن يشاء (يو 5: 21) 21 لانه كما ان الاب يقيم الاموات ويحيي، كذلك الابن ايضا يحيي من يشاء.  " ويوضح يوحنا رساله المسيح ومسئوليته عن المتختارين سواء فى خياتهم الآن وبعد موتهم الجسدى هكذا : "   (يو 6: 39 و 40) 39 وهذه مشيئة الاب الذي ارسلني: ان كل ما اعطاني لا اتلف منه شيئا، بل اقيمه في اليوم الاخير. 40 لان هذه هي مشيئة الذي ارسلني: ان كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة ابدية، وانا اقيمه في اليوم الاخير». ويزيد المسيح نفسه تأكيد لقوة الحياة والخلاص من موت الخطية أثناء حياتنا ومعيشتنا قبل موتنا الجسدى التى ينالها المؤمن بفعل سر التناول من جسده ودمه - وهو المسمى عند الآباء بـ " ترياق عدم الموت" (يو 6: 54) 54 من ياكل جسدي ويشرب دمي فله حياة ابدية، وانا اقيمه في اليوم الاخير،  " وهنا نشي إلى سر الإفخارستيا (المؤسس على الموت والقيامة’) وهو سر غفران الخطايا للإنعتاق من الدينونة وبالتالى لنوال الحياة الأبدية فى القيامة . ولم يذكر يوحنا القيامة  ولم يحددها بأنها تعنى "قيامة الأجساد" ولكن قال كلمة " القبور" والتى تعنى " الكهف أو الغرفة أو المكان الذى يوضع فيه أجساد الموتى" وألأجساد التى وضعت فى القبور فى مفهوم القديس بولس والقديس يوحنا ليست مادية لأنها ستقوم فى عدم فساد شكلا وأجسادا روحية (1كو 15: 42- 44)  42 هكذا ايضا قيامة الاموات: يزرع في فساد ويقام في عدم فساد. 43 يزرع في هوان ويقام في مجد. يزرع في ضعف ويقام في قوة. 44 يزرع جسما حيوانيا ويقام جسما روحانيا. يوجد جسم حيواني ويوجد جسم روحاني.  "  (دانيال ١٢: ٢. انظر متّى ١٠: ٢٨ و٢٥: ٣٤، ٤٦ وأعمال ٢٤: ١٥ و٢تسالونيكي ١: ٨، ٩ و٢بطرس ٢: ٩ ورؤيا ٢٠: ٥، ١٢). 
وجملة ما قيل في هذا العدد أربعة أشياء: (١) إن بعد القبر حياة، فالموت ليس نهاية كل أمور الإنسان. (٢) إن في العالم الآتي حالين: الحياة والدينونة. (٣) إن القيامة ليست مختصة بالمؤمنين فيتلاشى الأشرار، بل إن الأشرار يقومون كالأبرار. (٤) إن العلامات التي يُعرف بها الصالحون والأشرار ويُميَّزون ويُدانون في اليوم الأخير هي أعمالهم.

وهذه الآيات تشير إلى أن لا يكفى إيماننا بالمسيح فقط بل يجب أن نعيش حياى المسيح التى ذكرها فى تعاليمه بالإنجيل وهى الأعمال الصالحة   وهذه الأعمال الصالحة التى يفعلها الإنسان التى قد يراها صالحة يجب أن تكون صالحة فى عين الرب  وفيما يلى ألاية التى تشير إلى هؤلاء الناس الذين يظنون انهم يفعلون الصلاح ولكنهم موتى بالخطية (رؤ 3: 1- 3)  1 واكتب الى ملاك الكنيسة التي في ساردس:«هذا يقوله الذي له سبعة ارواح الله والسبعة الكواكب: انا عارف اعمالك، ان لك اسما انك حي وانت ميت. 2 كن ساهرا وشدد ما بقي، الذي هو عتيد ان يموت، لاني لم اجد اعمالك كاملة امام الله. 3 فاذكر كيف اخذت وسمعت، واحفظ وتب، فاني ان لم تسهر، اقدم عليك كلص، ولا تعلم اية ساعة اقدم عليك."


+ "  فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات الى قيامة الدينونة. " ..  يخبرنا الكتاب المقدس بعهديه عن قيامة الأشرار والأخيار ( دا 12: 2) ( مت 35: 46) ( أع 24: 25) ولكن معظم ألايات تركز على قيامة الأبرار فقط لأن الرب يريد هؤلاء الساجدين بالروح والحق والعاملين فى حقله (أى 19: 23- 28) (إش 26: 19) (يو 6: 39 و40 و44 و54 & 11: 24- 25) (1كو 15: 50- 58)   وهناك مبدأ عام للرب فى الحياة سواء بالنسبة لعلاقة ألإنسان بالرب فى حياة روحية أو فى حياة الإنسان على الأرض وهو العمل وهو "  ما يزرع ـإنسان إياه يحصد " ( مت 25: 31 - 46) ) (غل 5: 16- 21) وبمفهوم العهد القديم  " يجازى الله الناس حسب أعمالهم" (مز 52: 12 & 28: 4) (أى 34: 15) (أم 24: 12) (مت 16: 27) (رو 2: 6- 8) (1كو 3: 8)(2كو 5: 10 ) (أف 6: 8) (كو3: 25)
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
وعند سماع صوته " يخرج الذين فعلوا الصالحات" أى يخرج من القبور الذين اظهرت أعمالهم أن إيمانهم حى لأن إيمان بغير أعمال ميت ولأن الإيمان بلا أعمال لا يخلص أحدا (مت 25: 31- 36) فهؤلاء الذين فعلوا الصالحات يحرجون "إلى قيامة الحياة" أى الحياة السعيدة الأبدية .. وسميت قيامة الحياة لأنها مدخل الحياة ألأبدية لأن الذين يقومون لأجلها لا يسرى عليهم الموت بعد (رؤ 21) ويخرج " الذين صنعوا السيئات إلى قيامة الدينونة" أى الذين افعالهم شريرة سواء أكانوا مؤمنين أو غير مؤمنين يقومون للعذاب فالعلة إذا فى عذابهم هى أعمالهم الشريرة فلا يمكنهم أن يلوموا إلا  أنفسهم وسميت قيامة الأشرار بقيامة الدينونة لأنه يلحقهم بعدها الدينونة والعذاب

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 30)  30 انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا. كما اسمع ادين، ودينونتي عادلة، لاني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الاب الذي ارسلني.
أ

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

تكلم في هذه الآية وما يليها إلى آية ٣٩ على الشهود الذين يشهدون بصدق قوله وهم ثلاثة: الآب، ويوحنا المعمدان، وكتَبَة الأسفار المقدسة.
1) " أَنَا لا أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً " كرر المسيح هنا قوله في (يو 5: 19) وهو أنه ليس مستقلاً بأعماله باعتبار أنه وسيط، (1تيم 2: 5) لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس: الإنسان يسوع المسيح، " إنما هو مرسل الآب لأنه كلمته الذى خلق به العالمين : -

أ- (يو1: 3) يقول يوحنا الإنجيلي عن السيد المسيح " كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان " وهنا لا يذكر فقط أنه الخالق، إنما أيضًا بغيره ما كانت هناك خليقة. ويقول أيضًا " كان في العالم، وكون العالم به" (يو1: 10)..
ب- (عب1: 1) ويقول بولس الرسول " الذي به عمل العالمين".
ج- (كو1: 16) ويقول أيضًا " فإن فيه خلق الكل، ما في السموات وما على الأرض، ما يرى وما لا يرى، سواء كانوا عروشًا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين. الكل به وله قد خلق.
د- (1كو8: 6) ويقول أيضًا " به جميع الأشياء ونحن به".

والمسيح أعطى ليكون مُجري قضاء الآب  وعامل بسلطانه. وفي ذلك إشارة إلى تمام الاتفاق بينه وبين الآب في القصد والعمل. فيكون معنى قوله «لا أقدر» أنه لا يريد، كما نقول إن الله لا يقدر أن يكذب.
2) " كَمَا أَسْمَعُ " تعنى هذه العبارة أن "الاب يدين العالم بالإبن " تكلم هنا جرياً على عادة الناس الذي يسمعون بآذانهم ويبلغون بألسنتهم أخبار مرسليهم. ومقصود المسيح هنا بيان أنه يعلم تمام العلم إرادة الآب التي أتى ليعلنها  لأن الاب فى الإبن والإبن فى الآب  (يو 14: 10)   ألست تؤمن أني أنا في الآب والآب في؟ الكلام الذي أكلمكم به لست أتكلم به من نفسي، لكن الآب الحال في هو يعمل الأعمال. " والمعنى أن الآب يدين وألإبن ينفذ الدينونة أى أن ألاب يدين وهو الفعل غير المنظور  لنا أما المسيح (الإبن) فهو الفعل المنفذ للدينونة المنظور لنا وهما فعل واحد ودينونة واحدة ليس بهما إنفصال أو فراق لحظة واحدة ولا طرفة عين  وليس بينهما ا‘لى أو أدنى أو آمر ومأمور الفارق الوحيد أن الآب غير منظور والثانى اصبح منظور بالإبن  ويقول الأب متى المسكين فى كتاب شرح إنجيل يوحنا ص 269 - 370 : [ كل فعل وفكر ومشيئة وتدبير عند الآب يقوم الإبن أولا بإستعلانه للمنظور / ثانيا بتنفيذه عمليا فى واقع الإنسان وبين الفعل وتنفيذه والفكر وإستعلانه والمشيئة وتكميها  والتدبير وإخراجه لحيز الوجود المنظور تساو كامل ومطلق فى القوة والحكمة والمعرفة لذلك لا يصح ولا يجوز أن نقول إن الإبن يعتمد على الآب فى عمله أو كلامه أو تعليمه على الآب ... فالمشيئة واحدة والعمل واحد والفكر واحد والكلمة واحد عند الاب والإبن ولكنها غير منظورة عند ألاب ومنظورة لنا بالإبن فالإبن يرى ما هند الآب وينفذ أمامنا ما يراه والإبن يسمع ما عند الاب ويقوله لنا والإبن يعرف مشيئة ألاب وبكمل مشيئته كما هى . ] أ. هـ وهذا هو خبر أى إعلان المسيح المنظور من ألاب غير المنظور (يو  1: 18)  18 الله لم يره احد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الاب هو خبر.
3) " أَدِينُ " المعنى أن حكمه في الناس وفي التعاليم الآن وفي اليوم الأخير موافق كل الموافقة لأفكار الله ومقاصده التي يعرفها هو أكمل معرفة.
4) " وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ " يعنى  يَوْمُ الدَّيْنونَةِ : يَوْمُ الدِّينِ، يَوْمُ الحِسابِ كلمة "دين" وه مبلغ يستحق الدفع بعد أن أقرضه إنسان - ويوم الحساب هو بعد القيامة حيث سيجازى الديان كل واحد كنحو أعماله سواء اكانت خيرا أو شرا بالثواب والعقاب ولما كان المسيح هو الديان وله دور فعال مع أبيه أولا ومعنا ثانيا فقد أرسله لارب ليكون فاديا ومخلصا وكان لوته الكفارى قد أخذ دور الشفيع والمسيح ليست شفاعته توسليه كلاميه مثل القديسيين بل كدافع للدين فالخطية أجرتها الموت وهو مات لأجل خطايانا فأصبخ المسيح بهذا دافع للدين وبيتقديم نفسه ذبيحة على الصليب ( متّى ٢٦: ٣٩) 39 ثم تقدم قليلا وخر على وجهه وكان يصلي قائلا: «يا ابتاه ان امكن فلتعبر عني هذه الكاس ولكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت». فإنه يطالب يإستحقاق ببراءة موكله بغفران خطاياه فيكون هو فقط له حق المطالبه بأقصى حدود الرحمة أمام قضاء الآب على العصاة والمسيح صالح الأرضيين مع السماء وألاب إرتضاه مصالحا فقد وكله رسميا أن يصالح له العالم بدم صليبه وهذه هى شفاعة الدم المسفوك

 لسببين: (١) ما ذكره سابقاً وهو أنها مبنية على معرفة كل أفكار الرب ومشيئته  تمام المعرفة. (٢) خلوُّه من الظلم، لأن المولود من العذراء هو قدوس .. فمشيئته وفق مشيئة الآب.
5) " لأنِّي لا أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَل مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي" وكان طعام المسيح أن يعمل مشيئة ألاب (ويوحنا ٤: ٣٤) 34 قال لهم يسوع:«طعامي ان اعمل مشيئة الذي ارسلني واتمم عمله." وأنه أرسل أى نزل من السماء ليعمل مشيئة ألاب (يو ٦: ٣٨) 38 لاني قد نزلت من السماء، ليس لاعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي ارسلني." وأوضح هنا قائلا : لأنِّي لا أَطْلُبُ مَشِيئَتِي الخ"  لا يستلزم ذلك أن المسيح لو طلب مشيئة نفسه كان حكمه جائراً، بل يدل على أنه ليس أنانياً، ولا يخطئ في الحكم لأنه أتى ليعمل مشيئة الله لا ليُرضي نفسه. ومشيئة ألاب هى (يو 6: 39: 40) 39 وهذه مشيئة الاب الذي ارسلني: ان كل ما اعطاني لا اتلف منه شيئا، بل اقيمه في اليوم الاخير. 40 لان هذه هي مشيئة الذي ارسلني: ان كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة ابدية، وانا اقيمه في اليوم الاخير». 

وأبان خضوعه التام لمشيئة الآب بصلاته في جثسيماني (لوقا ٢٢: ٢٢).42 قائلا: «يا ابتاه ان شئت ان تجيز عني هذه الكاس. ولكن لتكن لا ارادتي بل ارادتك». 

+ "  انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا  " ..  يسوع كإنسان له إرادة لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئا لأنه فى طبيعة واحدة مع الكلمة (راجع يو 5: 19) (يوحنا 5: 19)  19 "فاجاب يسوع وقال لهم:«الحق الحق اقول لكم: لا يقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئا الا ما ينظر الاب يعمل. لان مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك. "  والطبيعة الواحدة ليسوع تعمل عمل الفداء وهو أقنوم من الأقانيم الثلاثة للإله الواحد حقق هدف الآب فى القيام بالتجسد وقداء بنى البشر 
ولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
" أنا لا أقدر أن افعل من نفسى شيئا" هذه العبارة تكرار لما ورد فى (يو 5: 19) من هذا الأصحاح وهى تشير إلأى تمام الإتفاق بينه وبين الآب فى القصد والعمل فكأنه قال انى لا احكم بشئ ولا أريد شيئا إلا ما يحكم به ألآب ويريده ، فلى وللآب حكم واحد وإرادة واحدة " وكما أسمع أدين" أى أننى أعرف تمام المعرفة غرادة الآب فلذلك يكون حكمى فى الناس وفى التعاليم الان وفى اليوم الأخير موافق كل الموافقة لإرادة الآب " لنى لا أطلب مشيئتى بل مشيئة ألآب لأنى أنا والآب واحد فحكمة إذا عادل يخلاف حكمكم أيها اليهود لأنكم طلبتم مشيئة أنفسكم فلم تؤمنوا

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الخامس
5. شهادة يوحنا المعمدان له (يوحنا 5:  31- 35)

الشهادة للإبن : شهادة المعمدان .. شهادة من الآب .. شهادة اعماله .. شهادة من الأسفار

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 31)  31 «ان كنت اشهد لنفسي فشهادتي ليست حقا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

في الآيات (5: 31- 40 ) شهادة الآب للابن.

يورد إنجيل يوحنا دائما الشهادة  تاتى بعد الدينونة .. زنلاحظ أن المسيح : "لا يقبل الشهادة من إنسان (يو 5: 34) كما أنه : " لا يقبل مجدا من إنسان" (يو 5: 41) وهذا لسبب منطقى لأت الذى يعتمد على شهادة الناس يحتاج للناس كشعب وأتباع ومؤيدون يعتمد عليهم  وكان هذا واضحا من كلام المسيح لبيلاطس بشأن ملكه (يو 18: 38)  36 اجاب يسوع: «مملكتي ليست من هذا العالم. لو كانت مملكتي من هذا العالم، لكان خدامي يجاهدون لكي لا اسلم الى اليهود. ولكن الان ليست مملكتي من هنا».
1) " إِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي"
+ "  إن  " .. جملة شرطية من الصنف الثالث تشير إلى إمكانية التحقيق

+ "  ان كنت اشهد لنفسي" .. تقضى الشريعة الموسوية إلى وجود شاهدين لنفى أو تأكيد أمر ما (عد 35: 30) (تث19: 15) ويقدم يسوع فى هذه الفقرة خمسة شهود له (1) ألآب (يو 5: 32 و37) (2) يوحنا المعمدان (يو 5: 33 & 1: 19- 51)  .. (3) أعماله (يو 5: 36) .. (4) الكتب المقدسة (يو 5: 39) .. (5) (قارن : يو 5: 46 مع تث 18: 15- 22) 

قال هذا ليوضح لليهود خطأ أفكارهم  وهو: إنك تشهد لنفسك وليس مَن يشهد لك. والشهادة فى الناموس يجب أن تكون على فم شاهدين وأوضح المسيح بما معناه: إن كنتُ انفردت بالشهادة لنفسى فقط بلا أحد آخر فاعتراضكم في محله ولكن هذا خطأ .
2) " فَشَهَادَتِي لَيْسَتْ حَقّاً " قصد المسيح بهذا القول أن شهادتى فى ظنكم أيها الفريسيين واليهود ليست حقا حسب فتاويكم سواء أمانت من الناموس أو من العرف أو من التقليد لأن المسيح هو الحق وشهادة المسيح هو الحق ولهذا ظن الفريسيين أن شهادة الشخص لنفسه لا تُقبل شرعاً فى  الناموس ورد المسيح على سؤال الفريسيين (لو 8: 13) 13 فقال له الفريسيون: «انت تشهد لنفسك. شهادتك ليست حقا». بما يعنى انه الحق (لو 8: 14) 14 اجاب يسوع وقال لهم:«وان كنت اشهد لنفسي فشهادتي حق، لاني اعلم من اين اتيت والى اين اذهب. واما انتم فلا تعلمون من اين اتي ولا الى اين اذهب. " هنا يرد المسيح بان شهادتى لنفسى ليست بحسب معيار ومقياس العالم الذى لا يعرفنى ولا يعرف المجد الذى أتيت منه ولا المجد الذى أنا ذاهب إليه وأنا أشهد لذاتى وأعرف من أين أتيت وإلى أين أذهب   أوهناك فرقا بين شهادة الشخص لنفسة أو على نفسه ,, شهادة الشخص لنفسه بالنبوة (المسيح النبى الآتى) أو البنوة لله .. ألخ أما  شهادة الشخص على نفسه فى التهم تسمى إعترافا (لو 22: 71) فقالوا: «ما حاجتنا بعد الى شهادة؟ لاننا نحن سمعنا من فمه» ونص الناموس على قبول شهادة إثنين بحيث تكوون متطابقة (يو 8: 17) وفى هذه الآية رفض المسيح أن يقبل شهادة من أحد من الناس كما رفض أن يشهد لنفسه ولم يهتم بمجد الناس وايضا في ناموسكم مكتوب ان شهادة رجلين حق: "  وهذا تصريح من المسيح بتمسكه بقوانين الشريعة اليهودية وأن يُحكم في دعواه بمقتضى قوانين الشريعة التي لا تثبت الدعوى بأقل من شاهدين (عدد ٣٥: ٣٠) 30 كل من قتل نفسا فعلى فم شهود يقتل القاتل.وشاهد واحد لا يشهد على نفس للموت. (تثنية ١٧: ٦) 6 على فم شاهدين او ثلاثة شهود يقتل الذي يقتل.لا يقتل على فم شاهد واحد."  والناس ينظرون في صفات الشاهد قبل أن يثقوا كل الثقة بشهادته، والمسيح استشهد الآب وهو أصدق الصادقين. ولعل معنى المسيح هنا: لو أمكن أن أكون منفرداً بشهادتي لأمكن أن تكون كاذبة،


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أى إن كنت إنفردت فى الشهادة لنفسى بلا سند أو برهان فلا تكون شهادتى حقا ، أى لا تكون شرعية ومقبولة حتى ولو كانت صحيحة وصادقة فى ذاتها ، فقد يمكن أن تكون شهادة الإنسان صادقة لنفسه بذاته ولا يصدقها الناس لأنهم يعتقدون بحبه لنفسه ، وقوله هذا رد على إعتراض علمه فى أفكار اليهود وهو أنك تشهد لنفسك أنك إبن الله وديان العالم فلا نصدقك إن لم تبرهن عليها بشهادة شرعية وقوانين الشريعة فلا تثبت الدعوى بأقل من شاهدين (عد 35: 3) (تث 17: 6) فأجاب المخلص على هذا الإعتراض بما معناه أننى أسلم بأن شهادتى لنفسى ليست شرعية لكنى لست وحدى أشهد لنفسى بل يشهد لى ألاب وهو أصدق الصادقين ، وخلاصة القول أنه لو أمكن أن أنفرد بشهادتى لأمكن أن تكون كاذبة ولكن ذلك محال فالنتيجة محال ايضا.

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 32)  32 الذي يشهد لي هو اخر، وانا اعلم ان شهادته التي يشهدها لي هي حق.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
+ "  الذي يشهد لي هو اخر  " ..  إشارة إلى الآب (1بو 5: 9) لأن كلمة "آخر "  باللغة اليونانية (أللوس) تعنى  شخصا آخر من ذات النوع بخلاف كلمة (هيتيروس) اليونانية التى تعنى شخصا ليس من ذات النوع

1) " الَّذِي يَشْهَدُ لِي هُوَ آخَرُ " + يشهد : فعل يجئ فى زمن المضارع الدائم وهذا الفعل لا يطلق على شهادة يوحنا المعمدان الذى سهد فى مكان وعصر معين وإنتهت شهادته وأصبحت فى الماضى بينما كلمة يشهد تتطابق على شهادة الرب (الآب) ذاته

يتكلم المسيح فى هذه ألاية عن شهادة الآب له ( يوحنا ٨: ١٨) 18 انا هو الشاهد لنفسي، ويشهد لي الاب الذي ارسلني». وكذلك الأعمال التى يعملها من معجزات وآيات (يو 5: 36) 36 واما انا فلي شهادة اعظم من يوحنا، لان الاعمال التي اعطاني الاب لاكملها، هذه الاعمال بعينها التي انا اعملها هي تشهد لي ان الاب قد ارسلني.  " . نعم إنه ذكر أيضاً شهادة يوحنا المعمدان له فى الاية التالية (يو 5: 32) لكنه لم يشر إليها إلا بياناً لأنه لا يستند عليها إثباتاً لدعواه، بل على شهادة الآب.(١يوحنا ٥: ٦، ٧، ٩ ) 6 هذا هو الذي اتى بماء ودم، يسوع المسيح. لا بالماء فقط، بل بالماء والدم. والروح هو الذي يشهد، لان الروح هو الحق. 7 فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الاب، والكلمة، والروح القدس. وهؤلاء الثلاثة هم واحد. 8 والذين يشهدون في الارض هم ثلاثة: الروح، والماء، والدم. والثلاثة هم في الواحد. 9 ان كنا نقبل شهادة الناس، فشهادة الله اعظم، لان هذه هي شهادة الله التي قد شهد بها عن ابنه.
2) " وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ الَّتِي يَشْهَدُهَا لِي هِيَ حَقٌّ" + أنا أعلم : يؤكد المعرفة الكاملة والمطلقة والتى تختلف عن المعرفة التى تأتى بالبحث والإختبار والخبرة والتى وردت بعد ذلك فى الاية (يو 5: 42) ولكني قد عرفتكم أن ليست لكم محبة الله في أنفسكم " وهذه العبارة "أنا أعلم" خى إشارة سرية بليغة تشير إلى نوع العلاقة بين المسيح بالآب كونها شخصية وكاملة ومطلقة كعلاقة داخلية

( متّى ٣: ١٧ ) 17 وصوت من السماوات قائلا: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت». (مت ١٧: ٥)  5 وفيما هو يتكلم اذا سحابة نيرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلا: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. له اسمعوا».

+ "هى حق" تفيد المعرفة الفائقة بـ "الأليثيا" وهو الحق الثابت الإلهى وقد أوضح المسيح عن علاقة اليهود بالرب أنهم : " لا يعرفونه " وقد وضحها فى الايات (5: 37 و 38) أو فى افصحاح (8: 19)
وَأَنَا أَعْلَمُ الخ دائما اكما علمت منذ الأزل. تشير هذه العبارة إلى أن معرفة المسيح تفوق بل انه فوق الناموس والأنبياء والإجتهاد (الفتاوى) بكل صنوفه وبسبب عدم معرفة اليهود بالرب وتمسكهم بالرحف فلم يدخلوا للعمق فيعرفون الكلمة بمفهومها وواقعها الذى رأوه فى أيامهم وهذا ما قاله المسيح لهم (يو 5: 38) ليست لكم كلمة ثابتة فيكم " قال ذلك بياناً لشرف مقامه واتحاده مع الآب وليذكرهم استحالة شهادة الله للكذب.


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أى الآب (يو 5: 36) الذى أعلن بصوته من السماء هذا هو إبنى الحبيب الذى به سررت نعم أنه ذكر أيضا شهادة يوحنا المعمدان كما ترى  فى العدد التالى لكنه لم يشر إليها إلا بيانا أنه لا يستند عليها غصباتا لدعواه بل على شهادة الآب وقوله " وأنا أعلم أن شهادته التى يشهدها لى حق" أى أننى أعلم الآن كما علمت منذ الأزل أن شهادة الاب لى حق ، وهذا القول يبين إتحاد الآب مع الإبن ويذكرهم إستحاله أن الله يشهد بالكذب

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 33)  33 انتم ارسلتم الى يوحنا فشهد للحق.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " أَنْتُمْ أَرْسَلتُمْ إِلَى يُوحَنَّا " أنتم أرسلتم .. فشهد : جائت شهادة يوحنا المعمدان فى الزمن الماضى بكل أحداثها ، وكان المفروض أن يؤمن اليهود بالمسيح حتى يتم الخلاص لأمة الموعد الأمة اليهودية بإعتبار ان يوحنا نبى وأنه شهد للحق ، ولكن تجاهل مجمع السنهدرين شهادة يوحنا المعمدان بصفته المرسل من الرب للشهادة عن المسيح وكانت بحسب الحق الإلهى ونسيت شهادته فتسبب مجلس السنهدرين بعثرة اليهود وبهذا عثروا وأعثروا اليهود فى الرب ذاته الذى أرسل المعمدان ليشهد للحق فعثروا فى الحق الإلهى فصارت شهادة المعمدان ضدهم (لو 7: 29 و30) 29 وجميع الشعب اذ سمعوا والعشارون برروا الله معتمدين بمعمودية يوحنا. 30 واما الفريسيون والناموسيون فرفضوا مشورة الله من جهة انفسهم غير معتمدين منه. "

 أشار بذلك إلى اللجنة التي أرسلها مجلس السنهدرين المكون من رؤساء الكهخنهنة والفريسيين والكتبة وسائر طوائف اليهود إلى المعمدان . ( يوحنا ١: ١٥، ١٩) 15 يوحنا شهد له ونادى قائلا:«هذا هو الذي قلت عنه: ان الذي ياتي بعدي صار قدامي، لانه كان قبلي».  19 وهذه هي شهادة يوحنا، حين ارسل اليهود من اورشليم كهنة ولاويين ليسالوه:«من انت؟» ويستمر إنجيل يوحنا فى سرد قائمة الشهود وبعد أن ذكر شهادة الآب وشهادة أعمال المسيح فى الآية السابقة والمعنى أنكم أنتم أرسلتم إلى المعمدان وسألتموه شهادته فهو شاهدكم المختار.
2) " فَشَهِدَ لِلحَقِّ " (في يوحنا ١: ٢٦، ٢٩، ٣٦). 26 اجابهم يوحنا قائلا:«انا اعمد بماء، ولكن في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه. 29 وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه، فقال:«هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم!  36 فنظر الى يسوع ماشيا، فقال:«هوذا حمل الله!». 

 كان يجب أن يقتنعوا بشهادة يوحنا المعمدان وأشار إليه بكلمة " ألآخر" فى ألآية السابقة . كأن المسيح قال لهم: لا تستطيعون أن تنكروا أن المعمدان نبي مخلص بلا غاية شخصية تمنعكم من قبول شهادته، وقد شهد لي، فلي حق أن أتخذ شهادته إثباتاً كافياً لدعواي لو أردت أن أستند على شهادة بشر.


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأن المسيح يقول لا تستطيعون ان تنكروا أن يسوحنا المعمدان نبى أمبن لا غاية فى نفسه تمنع من قبول شهادته هو شهد لى فلى الحق أن أتخذ شهادته إثباتا لدعوتى لو أردت أن أستند على شهادة بشر ، وشهادة يوحنا المعمدان ذكرت فى (يو 1: 26 و 29 و 36)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 34)  34 وانا لا اقبل شهادة من انسان، ولكني اقول هذا لتخلصوا انتم.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
فى هذه ألاية مقارنة بين "أنا" و "أنتم" بمعنى أنتم أردتم شهادة من إنسان هو اليوحنا المعمدان وهو شهد لى ولم تصدقوه وأهملتم شهادته .. أما أنا بالرغم من أنه شهد لى فأنا لا أقبل شهادة من إنسان ! لكنى أذكؤكم بما علمتوه لأن هذه المعرفة ستدينكم بما سمعتموه منه لأنه قال الحق لعلكم تخلصون
1) " وَأَنَا لا أَقْبَلُ شَهَادَةً مِنْ إِنْسَانٍ " أي أن المسيح لا يكتفى بشهادة واخده وهى التى عرفتوها أيها الفريسيين من المعمداان ، ولا أجعلها الشهادة الريسية لأني لست مفتقراً لشهادة بشر بأني المسيح. نعم كان المعمدان أعظم الأنبياء، لكنه إنسان وشهادة الآب أعظم من شهادة بشر .
2) " وَلَكِنِّي أَقُولُ هَذَا " بما يعنى أشير إلى شهادة المعمدان لأنكم طلبتم شهادته وأرسلتم لجنة من مجمع السنهدرين لسؤاله (يو 1: 19) 19 وهذه هي شهادة يوحنا، حين ارسل اليهود من اورشليم كهنة ولاويين ليسالوه:«من انت؟» ، فجاءتكم شهادة يوحنا المعمدان واضحة صادقة مستوفية تستحق أن تثقوا فيها ومن الواضح أيضا أن المرسلون من الكهنة والفريسيين لم يؤمنوا بالمسيح (متّى ٢١: ٢٣ - ٢٧).23 ولما جاء الى الهيكل تقدم اليه رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب وهو يعلم قائلين: «باي سلطان تفعل هذا ومن اعطاك هذا السلطان؟» 24 فاجاب يسوع: «وانا ايضا اسالكم كلمة واحدة فان قلتم لي عنها اقول لكم انا ايضا باي سلطان افعل هذا: 25 معمودية يوحنا من اين كانت؟ من السماء ام من الناس؟» ففكروا في انفسهم قائلين: «ان قلنا من السماء يقول لنا: فلماذا لم تؤمنوا به؟ 26 وان قلنا: من الناس نخاف من الشعب لان يوحنا عند الجميع مثل نبي». 27 فاجابوا يسوع: «لا نعلم». فقال لهم هو ايضا: «ولا انا اقول لكم باي سلطان افعل هذا».  ملاحظة مجلس السنهدين كان يراقب كل ألأحداث التى تتعلق بالشريعة والناموس فى بداية كرازة المسيح تم سؤال المعمدان عن المسيح وكان ذلم فى الإصحاح الأول من يوحنا وفى نهاية حياته قرر صلب المسيح
3) " لِتَخْلُصُوا أَنْتُمْ"  أي أني أشرت إلى شهادة المعمدان الذى أرسل من السماء صوت صارخ لكم يشهد لى  ولكنكم سددتم آذانكم لكى لا تسمعوه فتخلصوا ، لإثبات دعواي لأني في غنى عن ذلك. فإن قبلتم شهادته آمنتم بأني المسيح وخلصتم بي. ولكن برفضكم تلك الشهادة رفضتم رسول الرب ورسالته فستهلكون بخطاياكم وعدم إيمانكم.
+ "  اقول هذا لتخلصوا انتم.  " .. الفعل بصيغة المبنى للمجهول فى الأسلوب المنصوب ،  يسوع يذكر هؤلاء الشهود الخمسة الذين شهدوا له لخلاص الذين يستمعوا إليه ، إن البشائر الأربعة هى أقوال تبشيرية إنها ليست سيرة حياة يسوع لأنه بها جزء ناقص ولكن كل الأحداث والتعاليم له قصدا تبشيريا فى كل جزء فيه (يو 20: 30- 31)
 
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أى اننى لا أحتاج لشهادة يوحنا وإنما أشرت إليها لمنفعتكم لا إثبات دعواى لأننى فى غنى عن ذلك ، فإن قبلتم شهادته آمنتم بأنى المسيح وخلصتم بى ، ولكنكم برفضكم تلك الشهادة رفضتم الإيمان بى ، ولذلك ستهلكون بخطاياكم

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 35)  35 كان هو السراج الموقد المنير، وانتم اردتم ان تبتهجوا بنوره ساعة.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " كَانَ هُوَ السِّرَاجَ المُوقَدَ المُنِيرَ" كان : فعل ماض يعنى " ليس هو الآن"  ، فقد قال هذا حين كان في الجليل وكان المعمدان في السجن (متّى ٤: ١٢12 ولما سمع يسوع ان يوحنا اسلم انصرف الى الجليل." أو يكون هيرودس قتله   (يوحنا ٤: ٤٤) ثم قطع هيرودس رأسه بعد ذلك بقليل (يوحنا ٦: ١ ومتّى ١٤: ١٣) 13 فلما سمع يسوع انصرف من هناك في سفينة الى موضع خلاء منفردا. فسمع الجموع وتبعوه مشاة من المدن." ولذلك ذكر المسيح شهادته في الماضي.

 معنى السِّراج فى اللغة العربية : مصباح زاهر، كلّ شيء مضيء مثل القمر والنجوم   والكواكب و السراج هو كل من يقول الكلمة النبوية المقولة ويرشد الناس إلى طريق الحق (٢بطرس ١: ١٩) 19 وعندنا الكلمة النبوية، وهي اثبت، التي تفعلون حسنا ان انتبهتم اليها، كما الى سراج منير في موضع مظلم، الى ان ينفجر النهار، ويطلع كوكب الصبح في قلوبكم، " أو الكلمة المكتوبة (مزمور ١١٩: ١٠٥) 105 سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي.

السِّرَاجَ المُوقَدَ المُنِيرَ : فالمصباح لا يوقد من ذاته هناك من يوقدة ومن يطفئه والمصباح لا ينير من ذاته والمصباح يستهلك المادة التى تنير فيه لهذا فالنور الذى يعطيه وقتى ويستمر لزمن محدود كذلك يوحنا عيًنه الله مرشداً وقتاً معيناً للناس يخبرهم بما أمره الله به ويقودهم إلى «النور الحقيقي»  والسراج تشبيه ووصف جيد  ليوحنا باعتبار أنه سابق المسيح، ومرسل ليُهيئ قلوب الناس لقبوله، ويبين لهم ما يعرفونه به.  ولم يكن هو النور بل يشهد للنور (يوحنا ١: ٨).8 لم يكن هو النور، بل ليشهد للنور. 9 كان النور الحقيقي الذي ينير كل انسان اتيا الى العالم. " وكثيرا ما شبه المسيح المؤمنون به بـ (متى ٥: ١٤) 14 انتم نور العالم. لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل " لأنهم يعكسون نورالمسيح للعالم ولكن شهد المعمدان للمسيح با،ه النور الحقيقى أى مصدر النور (يوحنا ٨: ١٢) 12 ثم كلمهم يسوع ايضا قائلا:«انا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة» و١٢: ٤٦). 46 انا قد جئت نورا الى العالم، حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة. " وكثيراً ما يُشبَّه المعلم بالنور (رومية ٢: ١٩) 19 وتثق انك قائد للعميان، ونور للذين في الظلمة، "  ويُشبَّه كتاب الله بالسراج لأنه يُري الناس طريق القداسة والحق  " وكذلك فعل المعمدان. وهذه شهادة قوية بعظمة المعمدان، ولاق أن يُشبَّه بالسراج لا بالشمس، لأن السراج لا ينير بذاته لأن الناس يضعون فيه الزيت ويوقدونه لغايات مخصوصة، ولأن نوره وقتي يُطفأ متى أُدركت الغاية التي أُوقد من أجلها.
2) " وَأَنْتُمْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَبْتَهِجُوا بِنُورِهِ"  وَأَنْتُمْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَبْتَهِجُوا: أشار بذلك إلى ما اشتهرت به كرازة المعمدان حين خرج إليه «أورشليم وكل اليهودية»  تائبين فرحين بمعمودية التوبة (متّى ٣: ٥). 5 حينئذ خرج اليه اورشليم وكل اليهودية وجميع الكورة المحيطة بالاردن" وخاطبهم يسوع باعتبار الأمة كلها. والأرجح أن كلامه صدق أيضاً على بعض الحاضرين، لأن بعض الفريسيين خرج إلى يوحنا (متّى ٣: ٧) 7 فلما راى كثيرين من الفريسيين والصدوقيين ياتون الى معموديته قال لهم: «يا اولاد الافاعي من اراكم ان تهربوا من الغضب الاتي؟واعتبره الناس نبياً، فكان للمسيح أن يشير إلى شهادته إثباتاً لدعواه لو أراد ذلك.
3) " سَاعَةً" أي وقتاً قصيراً. ابتهج شعب اليهود بتعليم يوحنا حين بشرهم بقرب مجيء المسيح قبل أن عرفوا أنه قصد به يسوع الناصري، لكن لما ألحَّ عليهم أن يتركوا خطاياهم ويقبلوا يسوع مسيحاً لهم تركوه.وخاصة الكهنة ورؤساء اليهود من الفريسيين وغيرهم (متّى ٢١: ٢٦) 26 وان قلنا: من الناس نخاف من الشعب لان يوحنا عند الجميع مثل نبي». وكان تأثير كرازة يوحنا في اليهود وقتياً، لأن قليلين ممن سمعوا وعظه قبلوا نصيحته وتبعوا يسوع ومنهم تلاميذ المعمدان . ولكن لما سُجن وقُتل لم يبالوا بتعاليمه ولا بشهادته ونسوه


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
يشبه يوحنا المعمدان بالسراج لأن من صفات السراج ألا يكون منيرا بذاته لأن الناس يضعون فيه الزيت يوقدونه لغايات مخصوصة ولأن نوره وقتى يطفأ متى أنتهى الزيت أو الهدف الذى أوقد من أجله كذلك يوحنا المعمدان عينه الله مرشدا يرشد الناس ليخبرهم بأوامره تعالى ويقودهم للنور الحقيقى (يو 1: 8 و 23) فكأنه يقول أنكم ايها اليهود قد إبتهجتم بتعليم يوحنا المعمدان حين بشركم بقرب مجئ المسح ولكنكم حين عرفتم من شهادته أنه يعنى بكلامه يسوع الناصرى الذى هو أنا وألح عليكم أن تتركوا خطاياكم وتقبلونى مسيحا تركتموه ولم يكن تأثير كلامه فيكم إلا وقتا يسيرا إذ علمتم أنه سجن وقتل لم تبالوا بتعاليمه ولا بشهادته .

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الخامس
6. شهادة آياته وأعماله  (يوحنا 5:  36)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 36)  36 واما انا فلي شهادة اعظم من يوحنا، لان الاعمال التي اعطاني الاب لاكملها، هذه الاعمال بعينها التي انا اعملها هي تشهد لي ان الاب قد ارسلني.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وَأَمَّا أَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا،"  شهد يوحنا المعمدان للمسيح وإعترف نيقوديموس بأن أعمال المسيح من الرب وأن الرب معه (يو 3: 2) هذا جاء الى يسوع ليلا وقال له:«يا معلم، نعلم انك قد اتيت من الله معلما، لان ليس احد يقدر ان يعمل هذه الايات التي انت تعمل ان لم يكن الله معه».
شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا أي
2) " الأَعْمَالَ " أي المعجزات التي صنعها كشفاء المرضى وفتح عيون العميان وإقامة الموتى. وشهد الآب بصحة دعواه بإعطائه أن يفعل تلك المعجزات. أشد إقناعاً وأقطع حجة وأكثر استحقاقاً للقبول.  واستشهد المسيح بمعجزاته أربع مرات في هذه البشارة هنا وفي (يو 3: 2) هذا جاء الى يسوع ليلا وقال له:«يا معلم، نعلم انك قد اتيت من الله معلما، لان ليس احد يقدر ان يعمل هذه الايات التي انت تعمل ان لم يكن الله معه».(يو 10: 25) 25 اجابهم يسوع:«اني قلت لكم ولستم تؤمنون. الاعمال التي انا اعملها باسم ابي هي تشهد لي. " (يو 15: 24) 24 لو لم اكن قد عملت بينهم اعمالا لم يعملها احد غيري، لم تكن لهم خطية، واما الان فقد راوا وابغضوني انا وابي" . والذي قوَّى شهادة تلك المعجزات أربعة أمور: (١) عددها، فهي كثيرة جداً. و(٢) عظمتها. و(٣) لأن صنع أكثرها أمام أعدائه وأصدقائه. و(٤) لأنها لأجل الخير لا مجرد إظهار قوته.
وكانت طهارة سيرته ورفعة تعليمه وسيرته مؤيدة بأعماله شهادة بصدق دعواه.
3) " أَعْطَانِي الآبُ " أي حدد أو خطط للمسيح صنعها. أراد أن يبيّن اتحاده بالآب بصنع الآيات كما بيّنه قبلاً بالتعليم.

كلمة " أعطانى" تشير إلى مدى العلاقة بين الآب والإبن (الكلمة المتجسد) + (يو 3: 35)  35 الاب يحب الابن وقد دفع كل شيء في يده. + (يو 13: 3) 3 يسوع وهو عالم ان الاب قد دفع كل شيء الى يديه، وانه من عند الله خرج، والى الله يمضي، + (يو 5: 22)   22 لان الاب لا يدين احدا، بل قد اعطى كل الدينونة للابن، + (يو 5: 26 ) 26 لانه كما ان الاب له حياة في ذاته، كذلك اعطى الابن ايضا ان تكون له حياة في ذاته، + (يو 6: 39)  39 وهذه مشيئة الاب الذي ارسلني: ان كل ما اعطاني لا اتلف منه شيئا، بل اقيمه في اليوم الاخير.+ (يو 17: 2)  2 اذ اعطيته سلطانا على كل جسد ليعطي حياة ابدية لكل من اعطيته. + ( يو 17: 6) 6 «انا اظهرت اسمك للناس الذين اعطيتني من العالم. كانوا لك واعطيتهم لي، وقد حفظوا كلامك .+ (يو 17: 12)   12 حين كنت معهم في العالم كنت احفظهم في اسمك. الذين اعطيتني حفظتهم، ولم يهلك منهم احد الا ابن الهلاك ليتم الكتاب.+ ( 17: 24) 24 ايها الاب اريد ان هؤلاء الذين اعطيتني يكونون معي حيث اكون انا، لينظروا مجدي الذي اعطيتني، لانك احببتني قبل انشاء العالم. + (يو 12: 49)  49 لاني لم اتكلم من نفسي، لكن الاب الذي ارسلني هو اعطاني وصية: ماذا اقول وبماذا اتكلم.
4) " لأُكَمِّلَهَا " أي أتممها جميعاً بما فيها تكميل الوصايا إلى درجة شريعة الكمال حتى يمكنني أن أقول وأنا على الصليب في شأن كل عملي باعتبار كوني وسيط الآب ومعلن إرادته «قد أُكمل» (يوحنا ١٩: ٣٠).30 فلما اخذ يسوع الخل قال:«قد اكمل». ونكس راسه واسلم الروح." ومفهوم " العطاء" يشير إلى التكليف بصورة ظاهرة للكلمة المتجسد لتكميل الإرادة الإلهية وكلمة "تكميل" تعنى القيام بالعمل الإلهى المكلف به حتى النهاية بالرغم من وجود جسد وولصل المسيح الكلمة المتجسد العمل حتى الموت على الصليب إلى مرحلة "الكمال " فالعمل ليس فقط للتكميل بل للكمال أى يكملها كمالا وليس تكميلا (يو 17: 4)  4 انا مجدتك على الارض. العمل الذي اعطيتني لاعمل قد اكملته. "
5) " هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي"  اعمال الآب والإبن واحدة غير منظورة عند الآب ومنظورة بالإبن هِيَ تَشْهَدُ لِي أني من عند الله، لأنها أعمال إلهية لا يستطيعها إنسان. ولو استطاع أن يصنعها لا يسمح الله بها لمن لا يرضيه. وقد سلَّم نيقوديموس بصحة شهادة هذه المعجزات (يوحنا ٣: ٢) هذا جاء الى يسوع ليلا وقال له:«يا معلم، نعلم انك قد اتيت من الله معلما، لان ليس احد يقدر ان يعمل هذه الايات التي انت تعمل ان لم يكن الله معه».(وشهد بها الأعمى الذي شُفي (يوحنا ٩: ٣١ - ٣٣).31 ونعلم ان الله لا يسمع للخطاة. ولكن ان كان احد يتقي الله ويفعل مشيئته، فلهذا يسمع. 32 منذ الدهر لم يسمع ان احدا فتح عيني مولود اعمى. 33 لو لم يكن هذا من الله لم يقدر ان يفعل شيئا».

6) " هذه الاعمال بعينها التي انا اعملها هي تشهد لي  " ..  لكل رسول أو نبى أتى بوحى إلهى علامات تشهد له حتى يطمئن الناس أنه جاء فعلا بوحى إلهى وتعتبر هذه الأعمال والتعاليم هى شهادة تشهد له أمام الناس وأعمال يسوع مع اليهود فاقت أعمال الأنبياء جميعهم وحققت النبوات التى وردت فى أسفار العهد القديم المتعلقة بالمسيا المنتظر وكان من المفروض أن يلاحظوا اليهود هذه الأعمال المعجزية التى فعلها ويطابقوها على ما ورد فى الكتب المقدسة ولكنهم ظنوا أن المسيا قائدا محاربا جاء ليحررهم وليكونوا أمة   فرفضوا يسوع المسيا وصلبوه أما الأعمال الإعجازية التى تشهد ليسوع بأنه المسيا المرسل من الآب هى : شفاء العمى ، إطعام الجياع ، شفاء الأعرج (إش 29: 18 & 32: 3- 4 & 35: 5- 6 & 42: 7) كما أن قوة تعاليم يسوع التى لم يأتى بها أحد من قبل ولا بعد وحياته البارة ورأفته ومحبته وأعمالة الخارقة للطبيعة (يو 2: 23 & 20 : 25 و 38 & 14: 11 & 15: 24) كانت شهادة واضحة عن شخصة ومن أين أتى ومن أرسله
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأنه يقول أن المعجزات التى صنعتها كشفاء المرضى وفتح أعين العميان وإقامة الموتى تشهد لى بأنى غبن الله وهى أعظم من شهادة يوحنا لأنها أعمال إلهية لا يستطيع أن يصنعها إنسان وهى تبين إتحادى مع الاب 

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الخامس
7. شهادة الآب له (يوحنا 5:  37)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 37)  37 والاب نفسه الذي ارسلني يشهد لي. لم تسمعوا صوته قط، ولا ابصرتم هيئته،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

 1) "َالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي" كلمة "يشهد" وهى فعل مضارع ويجب أن تصحح هذه الكلمة فهى وردت فى الأصل اليونانى فى الماضى التام : "قد شهد"

لم يشير المسيح هنا إلى شهادة الآب المسموعة حين عمّده يوحنا، (متّى ٣: ١٧) 17 وصوت من السماوات قائلا: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت». ولا إلى شهادته له على جبل التجلي،(١٧: ٥) 5 وفيما هو يتكلم اذا سحابة نيرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلا: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. له اسمعوا».  لأن الأرجح أن الأولى لم يسمعها سوى يوحنا، والثانية لم يسمعها سوى ثلاثة من الرسل. والكلام هنا في شهادة الآب له لأمة اليهود كلها. بعد شهادة المعمدان وشهادة الأعمال (المعجزات) التى يقوم بها والتى هى نفس أعمال الآب فى العهد القديم إنتقل إلى شهاد الآب نفسه والتى ذكرت فى (يو 8: 16) 18 انا هو الشاهد لنفسي، ويشهد لي الاب الذي ارسلني». وكرر نفس المعنى بكلمات أخرى فى (يو 8: 29) 29 والذي ارسلني هو معي، ولم يتركني الاب وحدي، لاني في كل حين افعل ما يرضيه». والأرجح أن المعنى هنا أن الآب يشهد بطريقين: (١) شهادة أنبياء العهد القديم أى نبواتهم عن المسيا (المسيح) والتى تنطبق على يسوع وذكر الأسفار فى (يو 5: 39) فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية. وهي التي تشهد لي. " والتى كان آخرها شهادة المعمدان وعلى أساسها ذكر " المسيح كلمة الرب"(يوحنا ٣: ٣٣). 33 ومن قبل شهادته فقد ختم ان الله صادق، " (يوحنا ٦: ٢٧) 27 اعملوا لا للطعام البائد، بل للطعام الباقي للحياة الابدية الذي يعطيكم ابن الانسان، لان هذا الله الاب قد ختمه». بل أقول إن تلك الشهادة بين أيديكم مكتوبة وتتلونها بشفاهكم وأنتم لم تقبلوها. (٢) بروحه الذي يخاطب قلوبهم. وقد وبخهم المسيح قائلا فيما بعد " وليست لكم كلمته ثابتة فيكم (يو 5: 38)  لأنه هو والآب واحد  (يو 10: 30)  أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ»
2) " لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ " لقد سبق فى الأسفار أن سمع صوت الرب فى طور سيناء ( تثنية ٤: ١٢) 12 فكلمكم الرب من وسط النار وانتم سامعون صوت كلام ولكن لم تروا صورة بل صوتا " ومعنى «الصوت» أوامر الله و «السمع» طاعتها، فكأنه قال «كلمكم الله في طور سيناء وسمعتم صوته بآذانكم دون قلوبكم» (تثنية ٤: ١٢) و «كلمكم أيضاً بأنبيائه وأبيتم سماعه» (إرميا ٧: ١٣ و١١: ٧، ٨) «وكلمكم بفم ابنه أيضاً فلم تسمعوا. وهو لا يزال يكلمكم بأعمال عنايته وروحه القدوس ولم تصغوا».ولكنكم فى هذا العصر لم تسمعوا صوته قط لإنقطاع النبوة وحتى بنوة المعمدان عنى لم تعترفوا بها والمسيح يعلن هنا عن ذاته على أنه هو صوت الآب وهيئته وكلمته أيضا وذلك ليس بالمقياس المادى بالعين والأذن ولكن بالمقياس الروحى كما ذكر يسوع إنطباق الاية فى أشعيا عليه (أش 61: 1) روح السيد الرب علي، لأن الرب مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأعصب منكسري القلب، لأنادي للمسبيين بالعتق، وللمأسورين بالإطلاق. " عندما دفع إليه سفر أشعياء فى مجمع الناصرة فقرأ ألاية (لو 4: 20- 21)  ثم طوى السفر وسلمه الى الخادم وجلس. وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة اليه. 21 فابتدا يقول لهم: «انه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم». 22 وكان الجميع يشهدون له ويتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه "

3) " ولا أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ " (يوحنا ١: ١٨). «الله لم يره أحد قط» (١تي ١: ١٧) 17 وملك الدهور الذي لا يفنى ولا يرى، الاله الحكيم وحده، له الكرامة والمجد الى دهر الدهور. امين." ويقول بعض المفسرين أن معنى «الإبصار» هنا الالتفات بالقلب أى البصيرة الروحية (كما في 3يوحنا 2: 11) 11 ايها الحبيب، لا تتمثل بالشر بل بالخير، لان من يصنع الخير هو من الله، ومن يصنع الشر، فلم يبصر الله. ( ١يوحنا ٣: ٦). كل من يثبت فيه لا يخطئ. كل من يخطئ لم يبصره ولا عرفه. " وأشار «بالهيئة» إلى الطرق التي أظهر الله وجوده كما أظهر ذلك بالسحابة في البرية (عدد ٩: ١٥، ١٦) و15 وفي يوم اقامة المسكن غطت السحابة المسكن خيمة الشهادة.وفي المساء كان على المسكن كمنظر نار الى الصباح. 16 هكذا كان دائما.السحابة تغطيه ومنظر النار ليلا. " بالحمامة عند معمودية يسوع (لوقا ٣: ٢٢) 22 ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة. وكان صوت من السماء قائلا: «انت ابني الحبيب بك سررت!». وبكل الوسائل التي شهد بها الآب لابنه وهو على الأرض، لأن المسيح باعتباره معلن صفات الآب ويقول مفسرين آخريين أن هذه الآية تعنى أن أن المسيح صورة ألاب وصوته قد أصبح خبر أى أعلن (يو 1: 18) 18 الله لم يره احد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الاب هو خبر. " ومع أنه أمامهم إلا أنه لم يروا فيه إلا يسوع إبن مريم (لو 8: 22)22 وكان الجميع يشهدون له ويتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه ويقولون: «اليس هذا ابن يوسف؟» ولم تكن لهم عيون تنظر علامات كون الرب بينهم، ولا آذان تسمع كلامه.

+ "  لم تسمعوا صوته قط، ولا ابصرتم هيئته،  " ..  يؤكد يسوع أنه بالرغم من علاقة اليهود بالرب ورؤيتهم لكثير من معجزاته منذ خروجهم من مصر بقيادة موسى حتى عصر يسوع وبالرغم من أنهم يقرأون الكتب والأسفار الموحى بها وعبادتهم له لكنهم لم يعرفوه مطلقا (إش 6: 9- 10) ( إر 5: 21) وبحسب مفهوم العهد القديم فإنه لا يمكن رؤية الرب إلا بعد الموت ، والشخص الوحيد الذى تحدث معه هو موسى ولكن حتى ذلك من خلال سحابة ويظن البعض أن هناك تناقض بين ألآيات التالية (خر 33: 21- 23) " وقال الرب هوذا عندي مكان.فتقف على الصخرة. 22 ويكون متى اجتاز مجدي اني اضعك في نقرة من الصخرة واسترك بيدي حتى اجتاز. 23 ثم ارفع يدي فتنظر ورائي.واما وجهي فلا يرى "  (يو 1: 18) الله لم يره احد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الاب هو خبر. " ولكن التعبير العبرى يشير إلى ما بعد المجد وليس إلى الهيئة الجسدية وإذا كان الله لم يرة أحد قط فى العهد الجديد وأن موسى نظر الرب من الخلف وبعد مروره من بعيد وستر الرب بيده على موسى لعدم قدرة البشر على رؤيته فنحن نرى الشمس والنجوم من بعيد ولكن متى ما إقتربنا منها لا نستطيع النظر إليها لقوتها فاليد الإلهية التى سترت موسى وحمته فى العهد القديم وإستطاع أن يرى الرب بعد مروره من بعيد ومن الخلف هى تماما جسد يسوع الذى من خلاله أصبحنا نرى الرب فى العهد الجديد ونتكلم معة لأن الكلمة صار جسدا
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأنه يقول قد شهد الآب ليس بصوته المسموع يوم العماد فقط بل بلسان جميع ألنبياء وبروحه النخاطب لقلوبكم ولكنكم أيها اليهود لم تريدوا قط قبول شهادة الله منذ بداية تكلمه معكم " فلم تسمعوا صوته قط ولا أبصرتم هيئته " معناه فلم تطيعوا أوامره لأنكم سمعتم صوته بآذانكم دون قلوبكم (تث 4: 12) وأبيتم أن تسمعوا (أر 7: 13) " ولا أبصرتم هيئته" أى فلم تلتفتوا بقلوبكم إلى كلامه فإن الله لم يره أحد قط لكنه قد إستعمل العديد من الطرق ليظهر وجوده كما أظهرها بالسحابة فى البرية (عد 9: 15) وبالحمامة عند معمودية يسوع وبكل الوسائل التى شهد بها ألاب لأبنه وهو على الأرض حيث كان يعلم ويصنع المعجزات فلم يكن لكم ايها اليهود عيون تنظر علامات كون الله بينكم ولا آذان تسمع

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الخامس
8. شهادة الكتاب المقدس له (يوحنا 5:  38- 47)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 38)38 وليست لكم كلمته ثابتة فيكم، لان الذي ارسله هو لستم انتم تؤمنون به.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
) " لَيْسَتْ لَكُمْ كَلِمَتُهُ ثَابِتَةً فِيكُمْ ا" +  هناك تعبيران مجازيان قويان جدا فى بشارة يوحنا  فى أول صحاح وفى بداية البشارة وتحديدا فى الإصحاح الأول أورد تعبير الـ "لوغوس" وبعد قبوله يذكر البشير أنه يجب أن تبقى الكلمة فى حياتنا وتثبت فينا وذلك فى باقى إصحاحات البشارة  (يو 8: 31 & 15: 4 و5 و6 و7 و10 ) ( 1يو 2: 6و10 و14 ز17 و24 و27 و28 & 3: 6 و14 و15 و24) يسوع المسيح هو الإعلان الكامل للرب (يو 1: 1- 18) (فى 2: 6- 11) (كو 1: 15- 17) (عب 1: 1- 3) ويتم تأكيد الخلاص بثباته فى افنسان (وهذا هو المعنى العبرى لكلمة "يعرف" ) (تك 4: 1) (إر 1: 5) ويمتد المعنى لكلمة يعرف بالإيمان بحقائق الإنجيل (وذلك حسب المعنى اليونانى لكلمة :" يعرف " يو 9)
كما يشير تعبير " الثبات " ‘اى العلاقة الشخصية المستقرة والغير متغيرة الحميمة والثبات فى المسيح هو شرط الخلاص الحقيقى (يو 15) وهذا الثبات يكون بإتمام سر الشكر الإفخارستيا  الذى أسسة يسوع المسيح بذاته فى خميس العهد وبهذا أعلن به بداية عهدا جديدا ويتحدث يوحنا عن عدة جوانب (1)  الإبن فى الآب (يو 10: 38 & 14: 10 و11 و20& 17: 21) .. (2) الآب فى الإبن ( يو  10: 38 & 14: 10 و11 و21 & 17: 21 و23) .. (3) المؤمنون فى الإبن (يو 10: 56 & 14: 20 و21 & 15: 5 & 17: 21) .. (4) المؤمنون فى الاب والإبن (يو 14: 23) .. (5) المؤمنون فى الكلمة (يو 5: 41 & 8: 31 & 15: 7) (1يو 2: 41)
تعنى كلمة الرب هنا كل الوسائط التي أظهر بها نفسه للناس، ولا سيما كلامه المكتوب وشريعته . فهذا كان بين أيديهم، وفي تابوت العهد، وفي المجامع، وعلى صفحات ذاكرتهم وفى تعاليم قاتدتهم لادينيين مثل الفريسيين والكتبة ورؤساء الكهنة وإيرهم . ولكن كان الممارسات جسدية أسبة بممارسات المسلمين اليوم . لقد ادَّعى اليهود أنهم غيورون على كلمة الرب ، يبقون الشريعة حرفيا وتركوا روح الشريعة ليصبح التطبيق أجوف خالى من المحتوى فلم  يدركوا معناها الروحي ولم يحبوها ولم يشاءوا أن يتأملوا فيها ويطيعوها. ولو ثبتت كلمة المكتوبة فى السفار المقدسة فيهم لظهر تأثيرها في سيرتهم.
2) " لأنَّ الَّذِي أَرْسَلَهُ هُوَ لَسْتُمْ أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِهِ"  المسيح يوضح هنا عبارة " غرساليةة المسيح" هذا هو الكلمة المكتوبة صار جسدا حيا صوتا وصورة وهيئة  كان فى الأسفار كلاما يقرأ ولكنه فى المسيح أصبح كلامة روح وحياة .. فلو كانوا اخلصوا فى معرفة الرب من خلال كلامه المكتوب فى الأسفار المقدسة لثبتوا فيه وكان ن السهل الإبمان بالمسيح وذلك يعد عدم المعرفة أو الجهل وإذا كان عدم الإيمان بمعرفة فهذا يعد إنكارا للربوبية
لأنَّ الَّذِي أَرْسَلَهُ هُوَ لَسْتُمْ الخ هذا برهان على أن كلمة الله ليست ثابتة فيهم منذ أول إعلانها لهم والذى أكملها المسيح ، فلو قبلوا شهادة الأنبياء وآخرهم يوحنا المعمدان للثبتت فيهم وعمل الروح فيهم وآمنوا بالمسيح عند مجيئه. ولأن الأنبياء شهدوا لهم، فبرفضهم المسيح رفضوا كلمة الرب الشاهدة له ومكث غضب الرب عليهم .

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
معناه : أن كل الوسائد التى أظهرها الله لليهود خاصة كلامه المكتوب لم يؤثر فيهم فكان صفحات ذاكرتهم ولكنه لم يكن فى صفحات قلوبهم لأنهم لو قبلوا شهادة الأنبياء وثبتت فيهم لأعدوا قلوبهم لقبول المسيح عند مجيئه بالإيمان ولأنه شهد له الأنبياء فبرفضهم المسيح رفضوا كلمة الله الشاهدة له

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 39)   39 فتشوا الكتب لانكم تظنون ان لكم فيها حياة ابدية. وهي التي تشهد لي.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فَتِّشُوا الكُتُبَ " + " فتشوا الكتب " ..  يبدوا أن الفعل بصيغة المضارع  أو صيغة الأمر ـ والمرجح أنه فى صورة المضارع تبعا لسياق الحديث لأن يسوع كان يتحدث عن قائمة الشهود الذين يشهدون له ورفضهم اليهود ومنهم أسفار الكتب المقدسة

ويحتمل تعبير «فتشوا الكتب» في أصله اليوناني معنى «أنتم تفتشون الكتب». فيكون قصد المسيح توبيخ اليهود على أنهم بعد أن درسوا الكتب رفضوا شهادتها للمسيح ولم يؤمنوا به . وكلن قول الرب لشعبه بتفتيش كتب الأسفار المقدسة محذرا إياهم من فقد أى منها ( أش ٣٤: ١٦) 16 فتشوا في سفر الرب واقراوا واحدة من هذه لا تفقد.لا يغادر شيء صاحبه لان فمه هو قد امر وروحه هو جمعها. (إشعياء ٨: ٢٠) 20 الى الشريعة والى الشهادة.ان لم يقولوا مثل هذا القول فليس لهم فجر." وكان اليهود يؤمنون ويقبلون الكلمة من الرسل بعد فحص والبحث فى الكتب ( أعمال ١٧: ١١،) 11 وكان هؤلاء اشرف من الذين في تسالونيكي، فقبلوا الكلمة بكل نشاط فاحصين الكتب كل يوم: هل هذه الامور هكذا؟"  (يوحنا ١: ٤٥) 45 فيلبس وجد نثنائيل وقال له:«وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والانبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة». 

سرد المسيح من يشهدون له فأخبر الفريسيين عن المعمدان وعن الرب ذاته ثم الأعمال التي أعطاه ألاب أن يصنعها. (يو 5: 37) وهنا كان نهاية برهانه لهم أنه  المسيح وأعلن في هذه الآية شهادة ثانية من الآب وهي ما كتب عنه وعن حياته وأعماله ونهايته عل الصليب  في الأسفار المقدسة. ومعنى قوله «فتشوا الكتب» اجتهدوا أن تعرفوا المعنى الروحي للكتب لتتحقَّقوا ما هي شهادة الآب ولا سيما شهادته لابنه. نعم إن اليهود وخاصة القادة مثل الفريسيين والكتبة وغرهم  يفتشون الكتب ويتخصصون فى البحث فى الأسفار المقدسة وشرحها وتأويلها والإجابة على اسئلة العامة بالفتاوى ولكن كل غايتهم المعرفة العقلية وحفظ الألفاظ، ولم يلتفتوا إلى المعنى الروحي وهذا ما حدث حينما تقابل المسيح مع تلميذى عمواس (لو 24: 27) 25 فقال لهما: «ايها الغبيان والبطيئا القلوب في الايمان بجميع ما تكلم به الانبياء 26 اما كان ينبغي ان المسيح يتالم بهذا ويدخل الى مجده؟» 27 ثم ابتدا من موسى ومن جميع الانبياء يفسر لهما الامور المختصة به في جميع الكتب."

 والأسفار المقدسة تعنى وجود الأنبياء بكل قصصهم وكلمات الرب لهم وتعلمه ووصاياه وشريعته الأسفار المفدسة هى حياة لمن يريد أن يتوب فيحيا (لوقا ١٦: ٢٩ ) 29 قال له ابراهيم: عندهم موسى والانبياء. ليسمعوا منهم. 30 فقال: لا يا ابي ابراهيم. بل اذا مضى اليهم واحد من الاموات يتوبون. 31 فقال له: ان كانوا لا يسمعون من موسى والانبياء ولا ان قام واحد من الاموات يصدقون».
وظنوا أن تطبيق الناموس بالحرف هو حياة فإشتبكوا بالموت لأنهم أهملوا روح الناموس وهذا كان واضحا فى قضية كسر السبت حنما قال لهم المسيح  (مر 2: 27)  ثم قال لهم: «السبت إنما جعل لأجل الإنسان، لا الإنسان لأجل السبت
2) " لأنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً " وهو ظن في محله، لأن كتب الوحي ترشد الناس إلى الحياة الأبدية لا باقتنائها فقط أو بمجرد تلاوتها، أو بالتعمق فى المعلومات بها  بل بأن يصحب ذلك القراءة والمعرفة بالروح الذي يجعل المطالع يفهم المعنى ويستفيد منه الفائدة الروحية.
3) " وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي"
+ " وهي التي تشهد لي  " ..  وحيث تشير أسفار وكتب العهد القديم إلى المسيا  المنتظر وبها نبوات كثيرة عنه كشهادة صادقة من الوحى الإلهىى لم يقولها نبى واحد ولكن العديد منهم وقد اشار بطرس إليها فى معظم عظات بطرس الأولى التى وردت فى (أع 3: 18 & 10: 43) كما أشار إليها بولس (أع 13: 27& 17: 2- 3 & 26: 22- 23 و 27) والقارئ لسفر أعمال الرسل يلاحظ ورود نبوات تحققت فى أعمال يسوع لتؤكد أنه المسيا (المسيح المنتظر )  وتشير كل الايات إلى ما ورد فى العهد القديم ما عدا (1 بط 3: 15- 16) وهناك شواهد عديدة أقتبست فى أقوال التلاميذ والرسل من العهد القديم (1كو 2: 9- 13 ) (1تس 2: 13) (2تى 3: 16) (1بط 1: 23- 25) ( 2بط 1: 20- 21) وقد أوضح يسوع بنفسه مرارا لليهود كما أوضح تلاميذة مرات عديدة  أنه حقق كل النبوات التى وردت عنه فى العهد القديم وأنه هوه نفسه غاية هذا العهد (مت 5: 17- 48) 

 أي الكتب أى ألسفار المقدسة التي تظنون أن لكم فيها حياة أبدية هي نفسها التي تشهد لي.( تثنية ١٨: ١٥، ١٨ ) 15 يقيم لك الرب الهك نبيا من وسطك من اخوتك مثلي.له تسمعون. 16 حسب كل ما طلبت من الرب الهك في حوريب يوم الاجتماع قائلا لا اعود اسمع صوت الرب الهي ولا ارى هذه النار العظيمة ايضا لئلا اموت 17 قال لي الرب قد احسنوا فيما تكلموا. 18 اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به"  ومعنى هذه العبارة أن تعليم أسفار العهد القديم خاصة ما كُتب في (إشعياء ٥٣) (دانيال ٩: ٢٦، ٢٧)  26 وبعد اثنين وستين اسبوعا يقطع المسيح وليس له وشعب رئيس ات يخرب المدينة والقدس وانتهاؤه بغمارة والى النهاية حرب وخرب قضي بها. 27 ويثبت عهدا مع كثيرين في اسبوع واحد وفي وسط الاسبوع يبطل الذبيحة والتقدمة وعلى جناح الارجاس مخرب حتى يتم ويصب المقضي على المخرب"  هي الشهادة للمسيح والإعلان أن به الحياة الأبدية. وبهذا نصل للنتيجة النهائية للآية (يو 5: 24) .24 «الحق الحق اقول لكم: ان من يسمع كلامي ويؤمن بالذي ارسلني فله حياة ابدية، ولا ياتي الى دينونة، بل قد انتقل من الموت الى الحياة."  وهي «تشهد لي» بثلاث طرق: (١) النبوات والمواعيد الصريحة، (٢) الرسوم أو الرموز كالذبائح وما شابهها، (٣) أشخاص العهد القديم الذين كانوا رموزاً إلى المسيح كموسى وداود وغيرهما.


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأنه يقول أفحصوا أيها اليهود الكتب المقدسة وإجتهدوا أن تفهموا معناها الروحى " لأنكم تزنون أن لكم فيها حياة أبدية " وظنكم فى محله لأن كتب الوحى ترشد الناس إلى الحياة الأبدية لا بمجرد تلاوتها أو حفظ الطقوس المشروحة بها بل لأنها "تشهد لى" بثلاث طرق أولا: بالنبوات والمواعيد الصريحة ثانيا : بالرموز طالذبائح ثالثا بأشخاص العهد القديم  الذين كانوا رموزا لى كإسحق ويوسف وموسى وغيرهم .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 40)  40 ولا تريدون ان تاتوا الي لتكون لكم حياة.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " لا تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ " وهذه هى عظة المسيح لهم وهى تنبيه وتوبيخ بما يعمى : " إنتبهوا شهادة الرب فى السفار لا تزال قائمة .. إنتبهوا سوف تدانون لأنكم لم تطيعوها !! الفرصة أمامكم فى الحياة !! تعالوا إلى يا جميع المتعبيين من خطاياكم وأنا اريحكم لأن عندى حياة لكم حياة لا تقاس بالسنين حياتكم على الأرض بل حياة أبدية .. الحياة التى تبحثون وتفتشون عنها فى  الكتب هى فى هى أنا (1 يو 1: 2) 2 فان الحياة اظهرت، وقد راينا ونشهد ونخبركم بالحياة الابدية التي كانت عند الاب واظهرت لنا. "

ما أعظم الفرق بين اعتقادهم وعملهم، فإنهم طلبوا الحياة وأتى ليعطيهم الحياة ولكنهم رفضوا الذي أتى بها، (يوحنا ١: ١١ ) 11 الى خاصته جاء، وخاصته لم تقبله" مع أن الكتب المقدسة شهدت له أنه معلم ومخلِّص، لكنهم لم يقبلوا براهينها فابتعدوا عن الحياة الأبدية المعلنة فيها. ولم يقتنعوا بالبراهين لأنهم لم يريدوا أن يأتوا إليه،(يو ٣: ١٩) 19 وهذه هي الدينونة: ان النور قد جاء الى العالم، واحب الناس الظلمة اكثر من النور، لان اعمالهم كانت شريرة. " وليس لأن البراهين أو عقولهم كانت ضعيفة بل لأنهم أحبوا الخطية وساروافى طريق الشرير
2) " لِتَكُونَ لَكُمْ حَيَاةٌ " المسيح هو الطريق والحق والحياة (يوحنا ١٤: ٦) 6 قال له يسوع: «انا هو الطريق والحق والحياة. ليس احد ياتي الى الاب الا بي. " وهدف مجيئه منح الحياة. والإتيان إليه هو الطريق الوحيد لنوال الحياة الأبدية (يوحنا ١٠: ١٠). 10 السارق لا ياتي الا ليسرق ويذبح ويهلك، واما انا فقد اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم افضل." وهذه الحياة روحية أبدية (غلاطية ٥: ٢٢، ٢٣) 22 واما ثمر الروح فهو: محبة فرح سلام، طول اناة لطف صلاح، ايمان 23 وداعة تعفف. ضد امثال هذه ليس ناموس. "  (أفسس ٢: ١٠) 10 لاننا نحن عمله، مخلوقين في المسيح يسوع لاعمال صالحة، قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها. " أن المانع الوحيد للناس من نوال الحياة الأبدية فساد الإرادة، والميل للشر  فمتى أراد الإنسان أن يكون تلميذاً ليعرف طريق الخلاص أراد الله أن يكون معلماً له. وينبوع الكفر الأصلي في الإرادة لا في العقل.


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
معناه : ولكنكم مع طلبكم  الحياة فقد رفضتم الرضوخ لى وألإيمان  بى وبتعليمى تنالوا تلك الحياة التى وعدتم بها فى الكتب المقدسة مع أنى أنا الطريق الوحيد إلى تلك الحياة لأنى " الطريق والحق والحياة" (يو 14: 6) وإنما جئت لأمنح الحياة ، ويتضح مما قيل فى هذه ألاية أن المانع للنتاس من نوال الحياة الأبدية هو عدم إرادتهم .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 41)  41 «مجدا من الناس لست اقبل،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) "مَجْداً مِنَ النَّاسِ لَسْتُ أَقْبَلُ" + " مجدا من الناس لست اقبل  " ..  كان رؤساء اليهود الدينيين يحبون مديح الناس لهم فى الأسواق والإحتفالات وكانوا يعشقون المجالس الأولى ، وكانوا يقتبسون كلمات الربيين من الماضى ليفتخروا بمعلوماتهم وراحوا يقارنون معلوماتهم مع معلومات يسوع فى قضايا عديدة ومناقشات جدلية غير مفيدة ولم يستفيدوا بتعاليم يسوع ووضعوا مراكزهم الإجتماعية المؤسسة على وضعهم ومعلوماتهم الدينية أهم من معرفة يسوع وتعاليمه ولهذا إستعمل يسوع عبارات قوية للرد عليهم وإفحام وإسكات الربية اليهودية
+ "مجد" .. من الصعب ترجمة كلمة "مجد"  من الكلمة اليونانية "دوكسا" بطريقة متوافقة ودقيقة تماما ، وهذه الكلمة باللغة العبرية  "كبود" والتى أستخدمت لتصف : (1) حضور الله البهيج (خر16: 10 & 24: 17 & 40 : 34) ( أع 7: 2) .. (2) حمد الله وتكريمه من أجل شخصة وأفعاله مع الإنسان (2بط 1: 17)
ويظهر حضور الله بإرتباطه بـ : (1) الملائكة (لو 2: 9) (2بط 2: 10) .. (2) سمو يسوع (يو 1: 14 & *: 54 & 12: 28 &  13: 31 & 17: 1- 5 و 22 و 24 ) ( 2تس 2: 10 ) (عب 2: 10 ) (1بط 1: 5 و4)  .. (3) المجد يستعلن فينا.  (رو 8: 18 و 21) (1كو 2: 7& 15: 43 ) (2كو 4: 17) (كو 3: 4) (1 تس 2: 12) (2نس 2: 10 ) (عب 2: 10 ) (1بط 5: 1و 4)
والواضح من بشارة يوحنا أن الصلب هو تمجيد ليسوع (يو 7: 39& 12: 16 و 23 & 13: 31) ويمكن ترجمة كلمة مجد لتعنى "كرامة" أو "شكر" (لو 17: 18) (أع 12: 23) (رو 4: 20) (1كو 10: 31) (2كو 4: 15) (فى 1: 11) (رؤ 11: 13 & 14: 7 & 16: 9 & 19: 7) وقد استعملت بهذاالمعنى فى هذهة الفقرة من بشارة يوحنا

المسيح لا يقبل شهدة من الناس (يو 5: 34) 34 وانا لا اقبل شهادة من انسان، ولكني اقول هذا لتخلصوا انتم. "  لذلك لا يقبل مجدا من من  الناس ايضا وعلم تلاميذة ألا يطلبوا مجد الناس ولا مديحهم (١تسالونيكي ٢: ٦ ) 6 ولا طلبنا مجدا من الناس، لا منكم ولا من غيركم مع اننا قادرون ان نكون في وقار كرسل المسيح." كيف لكلمة الرب أن يقبل شهادة من الناس؟ و كيف يقبل مجدا منهم وهو خالقهم" وفى هذا المعنى تشير إليها العبارة التى تقال فى صلاة القداس القبطى للقديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات : "  خلقتني إنساناً كمحب للبشر، ولم تكن أنت محتاجاً إلي عبوديتي، بل أنا المحتاج إلي ربوبيتك. "

قصد يسوع هنا أنه لا يخاطبهم لأنه يطلب مجد نفسه ليدعوهم تلاميذه كمؤيديين وتابعين له ، فلو أنه طلب ذلك لكان معناه أنه ملك زمني وفائدا يقودهم للحرب والتحرر من الرومان كما يريد اليهود. ولم يعلن المسيح هنا غايته، لكن من الواضح أنها مجد الآب هو خلاص النفوس.(يو 12: 47)  لأني لم آت لأدين العالم بل لأخلص العالم. "  ولم يطلب المسيح قط مجداً من الناس بل من الرب  (فيلبي ٢: ٩).9 لذلك رفعه الله ايضا، واعطاه اسما فوق كل اسم 10 لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الارض ومن تحت الارض، 11 ويعترف كل لسان ان يسوع المسيح هو رب لمجد الله الاب.


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
قال يوحنا قم الذهب : إن المسيح قد برهن بشواهد كثيرة أنه إبن الله لئلا يظن اليهود أنه يطلب لنفسه المجد الباطل أزال ظنونهم وشكوكهم بقوله " مجدا من الناس لست أطلب"  أى أننى لو كنت أطلب مجدا من الناس لأدعيت أننى ملك زمنى كما أشتهى سائر اليهودفكانوا يمجدوننى ولكنى لا أطلب مجدا من الناس بل من الله (فى 2: 9)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 42)  42 ولكني قد عرفتكم ان ليست لكم محبة الله في انفسكم.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وَلَكِنِّي قَدْ عَرَفْتُكُمْ "  بعد رد المسيح على موضوع الشهادة إنتقل إلى موضوع عدم إيمان الذين يسألوه من الفريسين وغيرهم  ، ولا يستطيع أحد يأتى إلى المسيح إن لم يجتذبه ألاب أولا لهذا قال فى هذه الاية أن ليست محبة الله فى أنفسكم .. اليهود لا يريدون أن يأتوا للمسيح لأن ألاب لم يجتذبهم لأنهم ليست فيهم محبة الله لو كانوا أحبوا الله لجاءوا إلى المسيح بإرادتهم إنهم لم يطبقوا الوصية الأولى من الوصايا العشر
قَدْ عَرَفْتُكُمْ أي أدركت أسرار قلوبكم، وكل اأسباب رفضكم إياي، لأنها مكشوفة لي دائماً.
2) "  أَنْ لَيْسَتْ لَكُمْ مَحَبَّةُ اللَّهِ فِي أَنْفُسِكُمْ" أَنْ لَيْسَتْ لَكُمْ مَحَبَّةُ اللَّهِ هذا هو السبب الأول لرفضهم المسيح. أنهم لم يطبقوا الوصية الأولى نعم إنهم ادَّعوا عبادة الإله الحق وإكرامه وطاعته، نعم المحبة موجودة فى أفواههم وحفظوها عن ظهر قلب وفى نصوص إيمانهم (راجع قصة الشاب الغنى الذى قال عن الوصايا لقد حفظتها كلها منذ حداثتى ) فهى أولى الوصايا لكن فحص المسيح قلوبهم فوجدها خالية من المحبة (يو 15: 24 و 25) 24 لو لم اكن قد عملت بينهم اعمالا لم يعملها احد غيري، لم تكن لهم خطية، واما الان فقد راوا وابغضوني انا وابي. 25 لكن لكي تتم الكلمة المكتوبة في ناموسهم: انهم ابغضوني بلا سبب. " وخلت قلوبهم من المحبة الخالصة له. وأظهروا عدم حبهم برفضهم نبيَّه وكلامه وابنه، وقد حذرنا المسيح من المسيحاء الكذبة (مت 24: 24) (مر 13: 22)
لانه سيقوم مسحاء كذبة وانبياء كذبة ويعطون ايات وعجائب لكي يضلوا - لو امكن - المختارين ايضا. " ولذلك لم يفهموا كتابه ولا عرفوا إرادته ورفضوا شهادته. لقد اشتكوا على المسيح بأنه خالف شريعة الله ولم يقدس السبت، لكنهم لم ينتبهوا إلى أنهم خالفوا الشريعة الأولى والعظمى وهي شريعة المحبة (تثنية ٦: ٤، ٥) 4 اسمع يا اسرائيل.الرب الهنا رب واحد. 5 فتحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك." 
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأنه يقول :  أننى أعلم الخفايا وما تكنه الضلوع وسواد القلوب وأرى فيكم حب الله بل قلوبكم مملوءة طمعا وبخلا وحسدا ولذا لا تصدقون ما أقول ولا تؤمنون لو احببتم الله لآمنتم بمن أرسله ، فأنتم تضطهدونى لا غيره للرب ولا حبا له بل بغضا وحسدا لأنى برهنت بشواهد ساطعة أن الله أرسلنى فلم تؤمنوا هكذا فسر يوحنا فم الذهب

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 43)   43 انا قد اتيت باسم ابي ولستم تقبلونني. ان اتى اخر باسم نفسه فذلك تقبلونه.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " َنَا قَدْ أَتَيْتُ بِاسْمِ أَبِي وَلَسْتُمْ تَقْبَلُونَنِي." أَنَا قَدْ أَتَيْتُ... وَلَسْتُمْ تَقْبَلُونَنِي ظهور رسول أو نبى فى وسط الأمة اليهودية فى عصر من العصور دليل قاطع على عدم محبتهم للرب  فيحل فيه روح الرب ليرجعهم إلى الطريق الصحيح ومنذ ولادة المسيح وحتى صلبه والأمة اليهودية خاصة المسيح وأهله وعشيرته تقاومة حتى صلبوه (غلا 4: 4) ولكن لما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولودا من امرأة، مولودا تحت الناموس، "  والمسيح كلمة الرب وبرفضه رفضوا كلام الرب ورسوله وشهادته له. لا مناسبة بين يسوع الوديع المتواضع القلب والفريسيين المدَّعين المتكبرين الحساد المرائين.
2) " بِاسْمِ أَبِي " صرحت لكم أني جئت بأمر الآب لعمل مشيئته وأعمل أعماله وطلبت دائماً مجده. وطاعتي له لأخلص كل من يأتى إلى وإليه وهذا سبب تأسيسي ملكوتاً روحياً لا زمنياً. وكلامى وتعليمى ووصاياى والمعجزات التي صنعتها دليل على أني أتيت باسمه وسلطانه.(تث 18: 19)  19 ويكون ان الانسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي انا اطالبه. "
3) "  إِنْ أَتَى آخَرُ بِاسْمِ نَفْسِهِ فَذَلِكَ تَقْبَلُونَهُ"  وهنا يتحدث المسيح عن  ماضى تاريخ اليهودٍ ويتنبئ عن مستقبل، فإن اليهود كانوا يميلون دائماً إلى قبول المسحاء الكذبة الذي غايتهم مجد أنفسهم. والمسحاء الكذبة الذين أعلنوا أنهم «المسيح» كثيرون جداً (راجع تفسير وشرح متّى ٢٤: ٥).
فكان كل من يدعى أنه المسيح أو حتى يظهر لهم أنه قائدا حربيا كان  اليهود يقبلوه وينضموا إليه ويعتبروه ملكاً أرضياً فاستعدوا لقبول من يدّعي ذلك الملك.
+ "  ولستم تقبلونني. " ..  ركزت بشارة يوحنا على عدة نقاط جوهرية فى العقيدة المسيحية منها .. توضيح من هو يسوع المسيح كمسيا منتظر  .. الإيمان بيسوع الذى هو كلمة الآب وصار جسدا .. أهمية الإيمان به .. عالعلاقة الشخصية بالتلمذة والتى بلغت ذروتها فى النضوج العقائدى من خلال حياة مسيحية تنفيذا لتعاليم المسيح
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أى أننى برهنت لكم أننى جئت بأمر الله الاب لأفعل مشيئته وطلبت دائما مجده والنعجزات التى أصتعها خحة قاطعة أتى أتيت بإسمه وسلطانه فعدم قبولكم إياى برهان قاطع على محبتكم لله ولكن  " غن اتى آخر بإسم نفسه فذلم تقبلونه " أى أنكم كما قبلتم الأنبياء الكذبة فى الزمن الماضى وستقبلون المسحاء الكذبة الذين غايتهم مجد أنفسهم، وقال يوحنا فم الذهب : أنه أشار بقوله (آخر) إلى الدجال الذى يؤمن به اليهود وأشار إليه الرسول فى (2 تس 2: 10)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 44)  44 كيف تقدرون ان تؤمنوا وانتم تقبلون مجدا بعضكم من بعض، والمجد الذي من الاله الواحد لستم تطلبونه؟

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
ذكر المسيح فى هذه الآية سبب ثانى من الأسباب التى تعود اليهود علي ممارستها فى مجتمعهم أدت إلى عدم قبوله بالرغم من شهادة الآب له  وهذا السبب هو حبهم للكرامة والإحترام الزائد (مت 23: 5- 7) 5 وكل اعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس فيعرضون عصائبهم ويعظمون اهداب ثيابهم 6 ويحبون المتكا الاول في الولائم والمجالس الاولى في المجامع 7 والتحيات في الاسواق وان يدعوهم الناس: سيدي سيدي! " ، وكانت رغبتهم فى الحياة المجد الدنيوي وتفضيلهم إياه على المجد الذي من عند الله. والاستفهام هنا للتنبيه على استحالة اتفاق الضدين.. فمن المحال أن تؤمنوا ما دمتم على هذه الحال التي تمنع قلوبكم من قبول شهادة الله للمسيح الحق. فقد كانوا يتوقعون مسيحاً يعظمهم ويمجدهم. فلو جاء يسوع باحتفال وفائدة لهم مثل إطعامهم فى معجزة الخمس خبزات والسمكتين فتبعوا المسيح (يو 6: 26)  أجابهم يسوع وقال: «الحق الحق أقول لكم: أنتم تطلبونني ليس لأنكم رأيتم آيات، بل لأنكم أكلتم من الخبز فشبعتم. " ولو كان المسيح غنيا وله مجد وسلطان ملكي لتبعوه حتى يشاركوه في مجده. ولهذا صعب عليهم أن يتبعوه وهو معلم وديع وملك روحي.
1) " كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تُؤْمِنُوا وَأَنْتُمْ تَقْبَلُونَ مَجْداً بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ؟"  افيمان فى أبسط صوره هو "تمجيد الرب" بالقول والعمل والتسبيح بمجده علىا الدوام ، فإذا إنشغل المؤمن بتمجيد الناس فيكون قد إنحرف عن طريق الرب وتاه فى العالم فإذا أخذ الإنسان المجد والتسبيح المفروض أن يعطيه للرب وأعطاه لإنسان  (أع 12: 21- 23)   21 ففي يوم معين لبس هيرودس الحلة الملوكية، وجلس على كرسي الملك وجعل يخاطبهم. 22 فصرخ الشعب:«هذا صوت اله لا صوت انسان!» 23 ففي الحال ضربه ملاك الرب لانه لم يعط المجد لله، فصار ياكله الدود ومات. "
2) " وَالمَجْدُ الَّذِي مِنَ الإِلَهِ الوَاحِدِ لَسْتُمْ تَطْلُبُونَهُ؟»." وَالمَجْدُ الَّذِي مِنَ الإِلَهِ الوَاحِدِ افتخر اليهود بتمسكهم بتوحيد الإله وفق قوله بلسان كليمه موسى «إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ» (تثنية ٦: ٤) وأنهم مجدوه بذلك، ولكنهم بطلبهم المجد لأنفسهم سلبوا المجد منه. فلو تركوا مجد أنفسهم ليمجدوا الرب لنالواراحة فى ضمائرهم في الدنيا ومجازاه السماء في الآخرة، لأن الإنسان لا يمكن أن ينال المجد من الله ما لم ينكر ذاته (يوحنا ١٢: ٤٣).43 لانهم احبوا مجد الناس اكثر من مجد الله. " والذى يمجد الرب بالروح فإنه ينال مدحا من الرب  (رومية ٢: ٢٩) 29 بل اليهودي في الخفاء هو اليهودي، وختان القلب بالروح لا بالكتاب هو الختان، الذي مدحه ليس من الناس بل من الله.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأنه يقول : أنتم أيها اليهود ترغبون المجد الدنيوى وتفضلونه على المجد الذى من الله ، فلو كنت جئت بإختفال ومجد عالمى وأدعيت أنى ملك أرضى لكنتم أتبعتونى لتشاركونى فى مجدى الأرضى ولكنى أتيت معلما وديعا ولكا روحيا فلذا صعب عليكم أن تتبعونى ، " المجد الذى من الإله الواحد لستم تطلبونه" أى أنكم ترغبون المجد لأنفسكم وسلبتم مجد الله لأن الإنسان لا يمكنه نوال المجد من الله مالم ينكر ذاته (يو 12: 43) 

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 45)  45 «لا تظنوا اني اشكوكم الى الاب. يوجد الذي يشكوكم وهو موسى، الذي عليه رجاؤكم.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " لا تَظُنُّوا أَنِّي أَشْكُوكُمْ إِلَى الآبِ."  ما بين إتهام الفريسيين للمسيح ودفاع المسيح عن بنوته ورسالته ومجيئة أحال يسوع القضية إلى المحكمة المختصة أى ناموس موسى والشريعة لأن عمل الإبن هو المصالحة بين السماء والأرض وشفيع ووسيط واحد بين الله والناس فهو يدفع ثمن غفران خطيتة أما من أخطأ فى الناموس وتعدى فبالناموس يدان فإن كنتم تلاميذ موسى فموسى يطالبكم بعمل الناموس بما فيه من رحمة - فى هذه الآية أوقعهم المسيح فى تناقض كأنه يسألهم كيف لم تقبلونى وتقفون موقف المعادى لى وفى الوقت ذاته تتمسكون بناموس موسى لا تَظُنُّوا أَنِّي أَشْكُوكُمْ المسيح أتى ليخلِّص لا ليشكو. ولو أراد أن يشكو لما احتاج إلى شكواه لأنه يوجد شاك آخر كاف.
+ " لا تظنوا اني اشكوكم الى الاب. يوجد الذي يشكوكم وهو موسى، الذي عليه رجاؤكم " ..  بالرغم من أن هذه الآية قيلت لليهود إلا أنها تخص كل من يقرأ الكتب المقدسة أن الكلمات الموحى بها ستشهد على قارئها لأنه من المفروض أن تكون هذه الكلمات الإلهية مرشدا فى الحياة (لو 16: 31) ولكن عندما يرفض الإنسان هذه الكلمات هنا تصير الدينونة لأنه ستشهد الكلمات على سامعها أو قارئها ( غل 3: 8- 14، 23- 29)
2) " يُوجَدُ الَّذِي يَشْكُوكُمْ وَهُوَ مُوسَى " + "  موسى " ..  يؤكد يسوع أن موسى أخبر عنه وتوجد إشارة فى (تث 18: 15- 22) 
يشكوكم : فعل مضارع  ليس المعنى أن موسى يشكوهم فعلاً إلى الرب والمعنى هنا مجازى ، تحريفهم للشريعة وكتب موسى التي يقرأونها كل يوم في مجامعهم تدينهم، كأنه هو الذي يتكلم، لأنهم ادَّعوا أنهم تلاميذه وأنهم يعتبرون كلامه كل الاعتبار، لكنهم رفضوا مضمون كتبه، أي الشهادة للمسيح. ولا يحدد المسيح هنا وقت تلك الشكاية، فهي لا تشير بيوم الدين، بل هي عليهم دائماً ما لم يؤمنوا بالمسيح.
3) " الَّذِي عَلَيْهِ رَجَاؤُكُمْ " اتكلوا لتبريرهم في اليوم الأخير على شدة حفظهم كل ما أمر به في الشريعة التي جاء بها موسى، فكانوا كأنهم ينتظرون أن يقوم موسى من قبره ويشهد لهم بأمانتهم، لكن الأمر على خلاف ما توقعوا، لأن موسى يشكوهم إلى الآب بدلاً من أن يشهد لهم. وهكذا قال لهم الرب (إر 2: 13)  لأن شعبي عمل شرين: تركوني أنا ينبوع المياه الحية، لينقروا لأنفسهم أبآرا، أبآرا مشققة لا تضبط ماء. " وما قاله المسيح هنا ينقض كل أساس ما اتكل اليهود عليه لخلاص نفوسهم، لأن موسى يطلب دينونتهم من الرب ،  (رومية ٢: ١٢) 12 لان كل من اخطا بدون الناموس فبدون الناموس يهلك. وكل من اخطا في الناموس فبالناموس يدان." وهو الذي رجوا أن يبررهم.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أى أنى لا أدينكم لأنى لم آت لأدين العالم بل لأخلص العالم بل الذى يشكوكم هو موسى أى كتبه فأنكم تقرأونها كل يوم ولكنكم ترفضون شهادتها من أجلى ، أنتم تتكلون على موسى أى تتكلون لتبريركم فى اليوم الخير على حفظكم أوامر موسى ولكن ألمر على خلاف ما تتوقعون لأن موسى يشكوكم إلى الآب بدلا من أن يشهد لكم .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 46)   46 لانكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني، لانه هو كتب عني.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " لأنَّكُمْ لَوْ كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَ مُوسَى لَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِي" الإيمان بأحدهم يستلزم الإيمان بالآخر، فالذي يقبل تعليم موسى قبولاً صحيحاً لا بدّ أن يقبل تعليم المسيح، لشدة العلاقة الواضحة بينهما. واليهود لم يدركوا المعنى الروحي من تعاليم موسى ورموزه كالذبائح والتطهيرات والكهنوت، ولذلك لم يستعدوا لقبول المسيح المشار إليه بكل هذا التعليم.
2) " لأنَّهُ هُوَ كَتَبَ عَنِّي"هذه الآية شهادة واضحة من المسيح بأن الأسفار الخمسة المنسوبة إلى موسى هي من وحي الله لموسى (قارن لوقا ٢٤: ٤٤ برومية ١٠: ٥). الكتب الخمسة الأولى من العهد القديم كتبهم موسى وهي: التكوين، والخروج، واللاويين، والعدد، والتثنية. وسميّت هذه الأسفار "سفر شريعة الرب بيد موسى " (2 أخبار 34: 14) و"سفر شريعة موسى" (2 أخبار 17: 9) و"سفر الشريعة" (2 مل 22: 8 و2 مل 23: 21) و"شريعة موسى" (عز 7: 6) و"سفر شريعةموسى" (نح 8: 1) و"سفرموسى " (عز 6: 18 ونح 13: 1 و2 أخبار 25: 4 و13: 12) و"التوراة" (مت 12: 5) و"الناموس" (لو 10: 26 ويو 8: 5 و17) 

 المسيح نسل المرأة «الذي يسحق رأس الحية» (تكوين ٣: ١٥) 15 واضع عداوة بينك وبين المراة، وبين نسلك ونسلها. هو يسحق راسك، وانت تسحقين عقبه» ونسل إبراهيم الذي «به تتبارك جميع قبائل الأرض» ( تك١٨: ١٨ ) 18 وابراهيم يكون امة كبيرة وقوية، ويتبارك به جميع امم الارض؟ " ولأجل طاعة إبراهيم (تثنية ١٨: ١٥ و١٨) 15 ونادى ملاك الرب ابراهيم ثانية من السماء  18 ويتبارك في نسلك جميع امم الارض، من اجل انك سمعت لقولي» أعطاه الرب وعدا (تك ٢٢: ١٨ ) 18 ويتبارك في نسلك جميع امم الارض، من اجل انك سمعت لقولي».(تكوين ١٢: ٣)، 3 وابارك مباركيك، ولاعنك العنه. وتتبارك فيك جميع قبائل الارض».و «شيلون الذي له يكون خضوع شعوب» (تكوين ٤٩: ١٠)، و «الكوكب الذي يبرز من يعقوب والقضيب الذي يقوم من إسرائيل» (عدد ٢٤: ١٧)، والنبي «الذي يقيم لك الرب إلهك من وسطك من إخوتك مثلي» (تثنية ١٨: ١٥ - ١٨).
وقال بولس الرسول «قد كان الناموس مؤدبنا (المربّي) إلى المسيح» (غلاطية ٣: ٢٤) وأن شريعة موسى الطقسية وكل رسومها وشعائرها رموز إلى المسيح (كولوسي ٢: ١٧). وكانت حيّة النحاس التي رفعها موسى في البرية إشارة إلى المسيح مرفوعاً على الصليب (عدد ٢١: ٩ )  9 فصنع موسى حية من نحاس ووضعها على الراية فكان متى لدغت حية انسانا ونظر الى حية النحاس يحيا( يوحنا ٣: ١٤).14 «وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي ان يرفع ابن الانسان، .
وكان ما كتبه موسى عن المسيح برهانا أسعمله التلاميذ فى كرازتهم وتبشيرهم لليهود  ( يوحنا ١: ٤٥) 45 فيلبس وجد نثنائيل وقال له:«وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والانبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة». (أعمال ٢٦: ٢٢) 22 فاذ حصلت على معونة من الله، بقيت الى هذا اليوم، شاهدا للصغير والكبير. وانا لا اقول شيئا غير ما تكلم الانبياء وموسى انه عتيد ان يكون: 

+ "  لو ... فإن  " ..  ألاية (يو 5: 46) جملة شرطية من الصنف الثانى وتشير إلى "ضد الحقيقة .. لأن رؤساء اليهود الدينيين بمختلف طوائفهم لم ينفذوا تعاليم موسى الموحى بها بأن يسوع سيكون ديانا لهم فى اليوم الأخير
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأن يسوع المسيح يقول لليهود  قد كتب موسى عنى أنى " نسل المرأة يسحق رأس الحية " (تك 3: 15) أنى نسل إبراهيم الذى به " تتبارك جميع قبائل الرض (تك 12: 3) وأنى "شيلون الذى له يكون خضوع شعوب " (تك 49: 10)  أنى " الكوكب " الذى يبرز من يعقوب والقضيب الذى يقوم من إسرائيل (عدد 24: 17) وأنى "النبى " الذى يقيمه الرب إلهك من وسطك  من إخوتك (تث 18: 15) وأنا المشار إلى بالحية النحاسية التى رفهخا موسى فى البرية (عدد 21: 9) وأنا المرموز إلى بجميع الطقوس والرسوم  والشعائر فى شريعة موسى ، فلو كنتم تقبلون تعاليم موسى واقواله الصريحة لكنتم آمنتم بى ولكنكم لم تدركوا المعنى الروحى منتعاليمه ورموزه ولم تصدقوه لذا رفضتم قبولى أنى أنا المسيح المنتظر

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 5: 47)   47 فان كنتم لستم تصدقون كتب ذاك، فكيف تصدقون كلامي؟». 
.  
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
+ "   " ..  الآية (يو 5: 47) جملة شرطية من الصنف الأول والتى يفترض أنها صحيحة
1) " «فَإِنْ كُنْتُمْ لَسْتُمْ تُصَدِّقُونَ كُتُبَ ذَاكَ، فَكَيْفَ تُصَدِّقُونَ كلامِي؟»." تقول هذه الآية ما قالته آية ٤٦ بتغيير اللفظ، أي أن رفض شهادة موسى فى الكتب الخمسة الأولى للعهد القديم (نث 17: 15- 19)  15 فانك تجعل عليك ملكا الذي يختاره الرب الهك.من وسط اخوتك تجعل عليك ملكا.لا يحل لك ان تجعل عليك رجلا اجنبيا ليس هو اخاك. 16 ولكن لا يكثر له الخيل ولا يرد الشعب الى مصر لكي يكثر الخيل والرب قال لكم لا تعودوا ترجعون في هذه الطريق ايضا. 17 ولا يكثر له نساء لئلا يزيغ قلبه وفضة وذهبا لا يكثر له كثيرا. 18 وعندما يجلس على كرسي مملكته يكتب لنفسه نسخة من هذه الشريعة في كتاب من عند الكهنة اللاويين 19 فتكون معه ويقرا فيها كل ايام حياته لكي يتعلم ان يتقي الرب الهه ويحفظ جميع كلمات هذه الشريعة وهذه الفرائض ليعمل بها " هو رفض تعليمي أنا أيضا ، لأن شهادة موسى فى الأسفار الخمسة هو دليل وبرهان  إلى معرفة صحة الدعوة والرالة التى أقوم بها . فكأنه قال: تدَّعون أنكم تلاميذ موسى وأنكم تعتبرون كلامه وتوقّرونه نظراً لكثرة من تمسكوا به من الأتقياء في قرون كثيرة، ومع ذلك لم تؤمنوا بذلك الكلام حق الإيمان. فمن العجيب أنكم لم تؤمنوا بكلامي وأنتم تحتقرونني وتبغضونني.
إنتهى كلام المسيح مع الفريسيين وغيرهم من اليهود فى الهيكل ، ولم يذكر الوحى تأثير الكلام على اليهود لكن نستنتج مما نقرأه في مواضع أُخرى أنه أثار غضب اليهود عليه وبغضهم له وإصرارهم أن يقتلوه (ع ١٨).
وفي هذه المخاطبة بين المسيح والفريسيين فى الهيكل اثنتا عشرة حقيقة هى : (١) الاتحاد الكلي بين الآب والابن. (٢) شرف الابن وإرساليته الإلهية. (٣) حقوق المؤمن. (٤) إحياء الموتى بالروح. (٥) الدينونة والديان. (٦) قيامة الجسد. (٧) قيمة شهادة المعجزات. (٨) وجوب درس الكتاب المقدس. (٩) فساد مشيئة الإنسان. (١٠) محبة مجد الناس علة الكفر. (١١) قيمة كتب موسى بالنظر إلى أنها تشهد للمسيح. (١٢) حقيقة حفظ يوم الراحة.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
المعنى : أنكم ايها اليهود تدعون كونكم تلاميذ موسى وتزعمون أنكم تعتبرون كلامه وتعرفونه وتحترمونه ومع ذلك لم تؤمنوا بذلك الإيمان حق ألإيمان فلا عجب أنكم لم تؤمنوا بكلامى ولا تزالون مصرين على بغضكم لى وإحتقاركم إياى لأن رفض شهادة موسى يستلزم رفض تعليمى لأن تلك الشهادة هى الوسيلة لصحة دعواى ولذا أكف عن كلامكم معكم فغزداد من هذا الكلام اليهود عضبا وحنقا وأشتد بغضهم للمسيح وصمموا على قتله

 


 

This site was last updated 10/23/20