Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير يوحنا الإصحاح الواحد والعشرون (يو 21: 15- 25)  

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير يوحنا ص1 1: 1-18
فسير إنجيل يوحنا ص 1: 19- 51)
تفسير إنجيل يوحنا ص 2
تفسير إنجيل يوحنا ص 3
تفسير إنجيل يوحنا ص4
تفسير إنجيل يوحنا ص5
تفسير إنجيل يوحنا ص6:1- 40
تفسير إنجيل يوحنا ص6: 41- 71
تفسير إنجيل يوحنا ص 7: 1- 24
تفسير إنجيل يوحناص7: 25- 53
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 1- 20
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 21 37
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 38- 59
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 1- 23
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 24-41
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 1- 21
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 22- 42
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 1-32
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 33- 57
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 1- 26
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 27- 50
تفسير إنجيل يوحنا ص13: 1- 17
تفسير إنجيل يوحنا ص13: 18- 38
تفسير إنجيل يوحنا ص14: 1-14
تفسير إنجيل يوحنا ص14: 15- 31
تفسير إنجيل يوحنا ص15: 1- 17
تفسير إنجيل يوحنا ص15: 18- 27
تفسير إنجيل يوحنا ص 16: 1- 15
تفسير إنجيل يوحنا ص 16: 16- 33)
تفسير إنجيل يوحنا ص 17: 1- 16-
تفسير إنجيل يوحنا ص17:  17- 26
تفسير إنجيل يوحنا ص18: 1-18
تفسير إنجيل يوحنا ص18: 19- 40
تفسير إنجيل يوحنا ص 19: 1- 22
تفسير إنجيل يوحنا ص19: 23- 42
تفسير إنجيل يوحنا ص20 : 1- 13
تفسير إنجيل يوحن ص20-: 14- 31
تفسير إنجيل يوحنا ص21: 1- 14)
تفسبر إنجيل يوحنا ص 21: 15- 25

تفسير يوحنا الإصحاح الواحد والعشرون - فى مجمل الأناجيل الأربعة: الفصل29 

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الحادى والعشرون
2. حديثه مع بطرس (يوحنا 21: 15-19)
 3. حديثه عن يوحنا (يوحنا 21:  20-23)
4. ختام السفر (يوحنا 21: 24-25)
بعض الدارسين والمفسرين إعتقدوا أن الإصحاح 21 نضاف إلى الإنجيل اعتبروه أنه مُضاف بيد غير يد التلميذ يوحنا. وسبب قولهم ان يوحنا كتب خاتمة رواية الإنجيل فى الأصحاح العشرون ولكن يتفق اكثر المفسرين التقليديين منهم أنه من وضع القديس يوحنا والدليل أنه بنفس أسلوبه ولغته وبعض تعبيراته المحببة إليه.
‏ وإنجيل يوحنا، بحسب معنى كلمة إنجيل بحسب التقليد الرسولي، هو بشارة ممتدة من جيل لجيل  لا ينتهي عند آيات ظهور الرب لتلاميذه, بل هو يذكر حتماً الارسالية للعالم والأمم كنهاية للانجيل باعتباره البشارة المفرحة التي يلزم توصيلها تحت رعاية المسيح وبوعد مؤازرته،(رو 15: 16) حتى اكون خادما ليسوع المسيح لاجل الامم، مباشرا لانجيل الله ككاهن، ليكون قربان الامم مقبولا مقدسا بالروح القدس " بل وبدوام حضوره، وذلك مثلما أتى ذكرها (أي ذكر الارسالية) في الأناجيل الثلاثة على مستوى الأمر:
‏إنجيل القديس متى: «اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والآبن والروح القدس، وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر. آمين.» (مت19:28-20‏)
‏إنجيل القديس مرقس: «اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها، من آمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن. وهذه الآيات تتبع المؤمنين. يخرجون الشياطين باسمي، ويتكلمون بألسنة جديدة, يحملون حيات, وإن شربوا سماً مميتاً لا يضرهم، ويضعون أيديهم على المرضى فيبرأون. ثم إن الرب بعد ما كلمهم، ارتفع إلى السماء, وجلس عن يمين الله.» (مر15:16-19)
‏إنجيل القديس لوقا: «حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب (أسفار العهد القديم), وقال لهم: هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي، أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث وأن ‏يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميح الأمم، مبتدأ من أورشليم, وأنتم شهود لذلك. وها أنا أرسل إليكم موعد أبي, فأقيموا في مدينة أورشليم إلى أن تلبسوا قوة من الأعالى. وأخرجهم خارجاً إلى بيت عنيا، ورفع يديه, وباركهم؛ وفيما هو يباركهم انفرد عنهم, وأُصعد إلى السماء.» (لو45:24-51‏)
‏ولكن بشيء من التدقيق, نكتشف أن القديس لوقا سجل لنفس هذه الخاتمة كتابا آخر بأكمله، هو سفر الأعمال، ذاكراً فيه ظهور الرب وبركته للتلاميذ وارسماليته لهم والوعد بالروح القدس ومؤازرته لهم بقوة من الأعالى، ثم كرازة التلاميذ في أورشليم والسامرة، وإلى روما وأقصى الأرض, ومسجلاً للمسيح صورا رائعة لحضوره أثناء خدمة التلاميذ وتوعيته لهم وتشجيعهم .
‏ولكن ينفرد إنجيل القديس يوحنا في تقديم هذه الخاتمة عينها، وإنما في رموز من داخل قصة وحديث.

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الحادى والعشرون
2. حديثه مع بطرس
(يوحنا 21: 15-19)

    تفسير / شرح (يوحنا 21: 15)  15 فبعد ما تغدوا قال يسوع لسمعان بطرس: «ياسمعان بن يونا، اتحبني اكثر من هؤلاء؟» قال له:«نعم يارب انت تعلم اني احبك». قال له: «ارع خرافي».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَبَعْدَ مَا تَغَدَّوْا "

«فبعد ما تغدوا»: تماما وعلى نمط ما تم بعد الإفخارستيا الكبرى التي قدم لهم فيها جسده ودمه، حيث بعد أن قام عن العشاء وغسل أرجلهم، وجلس وأعطاهم وصية المحبة، «قال له بطرس: يا سيد، لماذا لا أقدر أن أتبعك الأن, إني أضع نفسي عنك. أجابه يسوع: أتضع نفسك عني؟ الحق الحق أقول لك، لا يصيح الديك حتى تنكرني ثلاث مرات.» (يو37:13-38)

وبعد العشاء أيضاً: «قال لهم يسوع كلكم تشكون في في هذه الليلة، لأنه مكتوب أني أضرب الراعي، فتتبدد خراف الرعية، ولكن بعد قيامي أسبقكم إلى الجليل. فأجاب بطرس وقال لو: وان شك فيك الجميع فأنا لا أشك أبداً. قال له يسوع: الحق أقول لك، إنك في هذه الليلة قبل أن يصيح ديك تنكرني ثلاث مرات. قال له بطرس: ولو اضطررت أن أموت معك, لا أنكرك.» (31:26-35)

أي بعد الأكل وبعد ما إطمأنوا إليه  وسكن اضطرابهم بأكله معهم كأحد الأصدقاء، أخذ يخاطبهم بأمور هامة تتعلق بأحوالهم وخدمتهم في المستقبل. وبلا شك أن المسيح كلمهم فى مواضيع كثيرة وأن ما ذُكر هنا من كلام المسيح ليس كل ما خاطبهم به وقتئذ.


2) " قَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُسَ: يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا،"

لاحظ أن يسوع كان قد غير إسم بطرس وأطلق عليه إسم بطرس أو سمعان بطرس (بالسريانية: ܫܡܥܘܢ ܟܐܦܐ، نقحرة: شمعون كيفا؛ باليونانية: Πέτρος، نقحرة: بيتروس) وسيفاس في الأرامية ،  اسم عبري معناه "صخرة" أو "حجر" وكان هذا الرسول يسمى أولًا سمعان واسم أبيه يونا (مت 16: 17) واسم أخيه أندراوس، واسم مدينته بيت صيدا. فلما تبع يسوع سمي "كيفا" وهي كلمة آرامية معناها صخرة، يقابلها في العربية صفا أي صخرة وقد سّماه المسيح بهذا الاسم. والصخرة باليونانية بيتروس ومنها بطرس (يو 1: 42 ومت 16: 18) وكانت مهنة بطرس (يو 1: 42 ومت 16: 18) وكانت مهنة بطرس صيد السمك التي كان بواسطتها يحصل على ما يكفي عائلته المقيمة في كفر ناحوم كما يستدل من عيادة يسوع لحماته وشفائها من الحمّى. (مت 8: 14 و15 ومر 1: 29-31 ولو 4: 38-40).

وكان المسيح يحذر بطرس ‏هكذا: «وقال الرب: سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة، ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك. وأنت متى رجعت ثبت إخوتك. فقال له: يا رب إني مستعد أن أمضي معك حتى إلى السجن، وإلى الموت. فقال أقول لك يا بطرس لا يصيح الديك اليوم قبل أن تنكر ثلاث مرات أنك تعرفني.» (31:22-34)
يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا خصّ يسوع بطرس بالكلام وخاطبه دون الستة الباقين، خاطبه بإسمه القديم "يا سمعان" لأنه ادَّعى أنه يحب المسيح أكثر من سائر التلاميذ، وأنه أكثر ثباتاً منهم في الإيمان، مع أنه كان أقل ثباتاً من الجميع. وخاطبه المسيح ثلاث مرات باسمه الأول ولقب ابيه وعائلته
‏ وكان المسيح قد أعطى «بطرس» لقبا وأسما جديدا  الصخر، أي «الصخرة» = «بترا» باليوناية، أو «كيفا» أو «كيفاس» أو «الصفا»: «فجاء به إلى يسوع، فنظر إليه يسوع، وقال: أنت «سمعان بن يونا, أنت تدعى «صفا» الذي تفسيره بطرس» (يو42:1) ،إلا أنه هنا خاطبه بإسمه القديم «يا سعمان بن يونا»: «يونا» تأتي في اليونانية وهي تماما «يوحنا»، وهو نفس اللقب الذي خاطب به المسيح سمعان أول ما ما قابله لأنه بإنكاره يسوع أعلن أنه لا يستحق أن يسمى بذلك الإسم وبطرس هو الصخرة كيف يتشابه ع أسمه الذى أطلقه عليه المسيج "بطرس أى الصخرة" والصخرة ثابته لا تتزعزع بينما هو إهتز إيمانه وأنكر أنه يعرف المسيح وهذا يعنى أنه لا يحبه  ، وناداه بذلك ثلاثاً لأنه أنكره ثلاثاً.

و نذكر أن الرب لم يخاطب سمعان بن يونا هذا باسمه الجديد المضاف «بطرس» قط. كما أن القديس بولس لم يذكره باسمه الجديد منطوقاً باليوناية, ولكن ذكره منطوقاً بالعبرانية «صفا» في حين أن الأناجيل الأخرى تذكره باسمه اليوناني بطرس، إما وحده أو ضافا لاسمه الآخر سمعان. وهذه المعلومة هامة للغاية خاصة عند العلماء الذين يفحصون بتدقيق في صحة تسجيلات روايات الأناجيل، فهذه المعلومة كما ذكرناها لم تتبدل قط على مدى الأناجيل كلها.
وكون المسيح يخاطب القديس بطرس باسمه واسم والده، أي بلقبه الجسدي الطبيعي، فهذا فيه لفت نظر إلى طبيعة بطرس البشرية, التي ظهر بها حتى الآن, كإنسان عادي لتمييزه عن الرسول

3) "أَتُحِبُّنِي؟ "

يظهر محبة سمعان بن يونا التلقائية عندما سمع من يوحنا ان الرجل الذى يقف على الشاطئ هو المسيح ومن محبته للمسيح ألقى نفسه ليصل للمسيح سريعا قبل وصول السفينة بالتجديف للبر وعندما قال المسيح له "أتحبنى" في هذا شيء من اللوم لبطرس على إنكاره ليسوع فلا بيت قيافا قائلا لا أعرف الرجل وقد شكَّك في محبته. وفيه تذكير له بذلك الإنكار، وفيه سؤال عن عواطف قلبه وقت السؤال. وسأله المسيح ذلك أمام الستة ليكونوا شهوداً بإقرار بطرس، وبمغفرة المسيح له، وقبوله رسولاً أيضاً. ولم يسأل المسيح بطرس عن إيمانه أو معرفته أو توبته أو مقاصده في المستقبل، إنما سأله عن محبته لأنها الشرط الضروري لقبول المسيح إيّاه ثانية، ولأنها تتضمن سائر الفضائل.

وهنا يستعيد ذهن بطرس ما سبق وقاله مدعيأ محبته الفائقة عن محبة بقية زملائه، كما جاء في إنجيل القديس متى: «وان شك فيك الجميع فأنا لا أشك أبداً» (مت33:26‏)، بل إن في قوله في إنجيل القديس يوحنا ما يستشف أنه يدعي لنفسه «الحب الأعظم» بقوله: «إني أضع نفسي عنك» قياسا على قول المسيح: «ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه.» (يو13:15)
‏وهنا نلاحظ، كما سبق وأجملنا في مقدمة الأصحاح، كيف يضع المسيح أساس الرسولية على المحبة, جاعلاً المحبة الشرط الأساسي للكنيسة لاختيار مرسليها وخدامها: رؤساء أساقفة وأساقفة وكهنة وكل مصاف خدامها. وهنا تُقدم المحبة على الإيمان, على أساس أن المحبة الصادقة تحوي حتماً إيماناً صادقاً: «‏أما الآذ فيثبت الايمان والرجاء والمحبة، هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة.» (اكو13:13)
‏كان الرب قد أبدى رفضه فيما سبق لأية محاولة للتسابق على لمركز والمكانة والسلطة أيهم أكبر: «وكانت بينهم أيضاً مشاجرة، من منهم يظن أنه يكون أكبر. فقال لهم: ملوك الأمم يسودونهم، والمتسلطون عليهم يدعون محسنين. وأما أنتم فليس هكذا، بل الكبير فيكم ليكن كالأصغر، والمتقدم كالخادم.» (لو24:22-26)


4) " أَكْثَرَ مِنْ هَؤُلاءِ "

† " اتحبني اكثر من هؤلاء؟» " ..  هذا هو سؤال يسوع لبطرس وهو ليس واضحا ما قصد به يسوع لبطرس ، هل أحب بطرس التلاميذ وأخذهم ليصدوا سمكا ليأكلوا مهملا عرض يسوع للتلاميذ بأن يسبقوه إلى الجليل أم أنه تذكيرا لبطرس بأنه يحب يسوع أكثر من باقى التلاميذ (مت 26: 33) (مر 14: 29) (يو 13: 37) أو أن يكون خادما للكل (لو 9: 46- 48 & 22: 24- 27)

أي أكثر مما يحبني هؤلاء التلاميذ. وغاية المسيح من هذه الزيادة امتحانه ليظهر إن كان قد تواضع بعد سقوطه وإعتترافه أمام المسيح بخطأه فى إنكار معرفته ، فلا يعود يفتخر كما افتخر قبلاً بأن إيمانه به ومحبته له أعظم من إيمان سائر إخوته الرسل ومحبتهم، بقوله «وَإِنْ شَكَّ الجَمِيعُ فَأَنَا لا أَشُكُّ» (مرقس ١٤: ٢٩).

قول المسيح: «أكثرمن هؤلاء» فهذا بالنسبة للوضع الرسولي أو للخدام على وجه العموم، ولكن الرب هنا يضع شرطاً للتقدم في الخدمة أو الرئاسة، فالأكثر حباً يُستأمن للخدمة الأكثر، وهذا حق, فالمحبة وحدها هي التي تتسع للعمل الأكثر.


5) " قَالَ لَهُ: نَعَمْ يَا رَبُّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ."
أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ أظهر بطرس بهذا الجواب يعلن محبتة للمسيح فى تواضع وإنسحاق ، لأنه صرّح بمحبته دون أن يدّعي زيادتها على محبة سائر إخوته له، واستشهد بعِلم المسيح بذلك. فكأنه قال: نعم، إن عملي يدل على أني لا أحبك، لكنك أنت تعلم ما في قلبي من المحبة لك. وأظهر تواضعه بأمرين: (١) عدم ادعائه زيادة محبته للمسيح على محبة غيره من الرسل له. (٢) نوع المحبة التي صرح بها، لأن سؤال المسيح «أتحبني؟» في اليونانية غير جواب بطرس «أحبك» فيها. فالكلمة الأولى تتضمن أعظم المحبة، كمحبة الملائكة والقديسين في السماء لله، فلم يدّع بطرس أن محبته تستحق أن تُحسب كتلك المحبة، وبيّن أنها كمحبة الصديق للصديق.
«نعم يا رب أنت تعلم أني أحبك»: يوافق القديس بطرس على سؤال الرب أنه كان يحبه، ولكن تأتي الموافقة خلوا من ادعاء الأكثرية في المحبة، فلقد تعلم بطرس أن لا يقدم نفسه على الآخرين، وهذا تصحيح مليح لمواقفه السابقة. وهذا يلزم أيضاً أن يكون منهاجاً لكل مرسل وخادم. فليس لإنسان قط, كان من كان، قديساً أو نبياً, أن يدعي لنفسه الحب الأكثر للمسيح.
‏كذلك يأتي رد القديس بطرس مسنوداً بالتسليم لمعرفة الرب، فمحبة بطرس حتماً يعرفها المسيح، وهو لا يدعي لنفسه محبة إلا بالقدر الذي يعرفه الرب. لقد تنازل القديس بطرس عن غلواء مشاعره الخاصة التي فضحته وأخرجته عن حقيقة ما له وما فيه. وهذا أيضاً يتحتم أن يكون منهاجا لكل مرسل وخادم في كنيسة الرب، أن لا يشهد لنفسه إلا بالقدر الذي شهد به الآخرون له وعنه!!

† " اتحبنى ..  اتحبنى .. اتحبنى " ..  فى هذه الفقرة يكرر يسوع كلماته ثلاثة مرات تبدأ بكلمة أتحبنى . وهذا التكرار متساوى مع إنكار بطرس ليسوع ثلاث مرات فى بيت قيافا ، وهناك الكثير من الترادف والتضاد فى هذا المقطع : (1) أتحبنى "فيليو" .. أتحبنى "أغابو" .. (2) " حمل" .. "خروف" .. (3) تعرف باللغة اليونانية "غينوسكو" .. تعلم "اويدا" .. يعض المفسرين يقولون أن هذا أسلوبا أدبيا تميزت به هذه البشارة والبعض الآخر يقول أن هذا الإسلوب هو إسلوب مقصود للإشارة إلى دلالات معينة ، وفى هذه البشارة وردت ترادفات أخرى لكلمات (غلمان ، قارب ، سمك )


6) " ارْعَ خِرَافِي "

أشار بذلك أنه أوكل إليه ثانية الخدمة الرسولية. وحين دعاه أولاً لأن يكون رسولاً شبَّه خدمته بالصيد إذ قال له «مِنَ الآنَ تَكُونُ تَصْطَادُ النَّاس» (لوقا ٥: ١٠). وشبهها هنا بالرعاية. والتشبيه الأول يشير إلى إدخال الناس في الكنيسة، والثاني يشير إلى تعليمهم كلمة الله لتقويتهم ونموهم. وخراف المسيح التي أمر بطرس برعايتها هم تلاميذه أي المؤمنون به. ولا نعرف بالضبط ما أراده المسيح بتسميته بعض التلاميذ «خرافاً» وبعضهم «غنماً» (ع ١٦)، فقال البعض أنه قصد «بالخراف» الأحداث والضعفاء و «بالغنم» البالغين والأقوياء. وما أمره به هنا يوافق ما أمره به قبل سقوطه بقوله «وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ» (لوقا ٢٢: ٣٢).
وعلينا أن نلاحظ هنا أن المسيح لم يسمِّ كنيسته الخراف، ولا خراف بطرس بل «خرافي» (خراف المسيح) لأنها له، وهو رئيس الكنيسة وراعيها الأعظم ورئيس الكهنة الراعي الحقيقي العظيم، وغيره من خدام الدين وكلاؤه. وأن في قوله «ارع» بيان لمسؤولية الرعاة، فهُم لا يترأسون على الكنيسة، ولا يقصدون الربح من رعايتها، بل أن يغذوها بكلمة الحياة. وأن المسيح لم يوكل إلى بطرس رعاية شعبه إلا بعد ما فحص عن محبته، كأن تلك الفضيلة صفة ضرورية للراعي. وأن المسيح يحب خرافه، ولا يكلف أحداً برعايتها إلا إن كان يحبه فيعتني بخراف المسيح بالأمانة. وأن المسيح جعل خدمة بطرس للخراف برهاناً على محبته له، ويتوقع منه تلك العلامة في المستقبل. فالمحبة بالكلام دون العمل لا تستحق أن تُسمى محبة. رغب بطرس في الماضي أن يُظهر محبته للمسيح بأعمال غريبة كمشيه على الماء ليلاقيه، وبما يشبه التواضع مثل رفضه أن يغسل يسوع رجليه، وبافتخاره بثبوته وقت الخطر، وبسلِّ سيفه للمحاماة عن المسيح. ولم يسأله المسيح عن ذلك، بل سأله أن يُظهر محبته له بخدمته لشعبه.
«أرع غنمي»: «أرع»، معناها الدقيق: «أطعم»، لأن «أرع» جاءت بعد ذلك بالنسبة للقطيع، و«غنمي» تجىء بمعنى «حملاني» في اليونانية. ولكن في عدة أبحاث عميقة قام بها علماء مدققون في أصول اللغة اليونانية واستخدامها، اتفقوا على أن بالرغم من تعدد الكلمات المعبرة عن المحبة مثل: «أغابي»، و«فيلي»، أو أفعال الإطعام والرعاية مثل «بوسكين» و«بويمينين»، أو أسماء القطيع بين «حملان» و«خراف» و«غنم» ، إلا أنها جميعا لا تختلف في معناها، فهي كلها «محبة», وهي كلها «رعاية» وهي كلها «غنم» وذلك في الثلاثة أسئلة التي طرحها المسيح على القديس بطرس.
‏وفي قول المسيح «أرع غنمي»، يرجع المسيح القديس بطرس إلى موضع الرسولية الصحيح مرة أخرى بعد أن فقدها بإنكاره المسيح فى بيت قيافا ثلاثا. وهنا يشدد القديس أغسطينوس جداً على قول المسيح «غنمي» باعتبارها غنم الرب، مكرراً مرات ومرات أن يلتفت المرسل أو الخادم المؤتمن على الرعية إلى أنها غنم الرب، وليست غنمه هو، معطياً نصائح نافعة وجيدة وكثيرة جداً لمن يطلع عليها.
‏والملاحظ أن كلمة «غنمي» يقابلها في إنجيل القديس متى «كنيستي»: «وأنا أقول لك أيضاً أنت بطرس، وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي, وأبواب الجحيم لن تقوى عليها.» (مت18:16‏)
‏فإذا أضفنا إلى هذه التصريحات ما قاله الرب لبطرس في إنجيل القديس لوقا : «وأنت متى رجعت، ثبت إخوتك» (لو32:22)، يتبين لنا مدى سخاء الرب المنقطع النظير في تشجيع القديس بطرس: «ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفني إيمانك» (لو32:22‏), لكي يعود ويتبوأ مركزه بين التلاميذ، بل وفي الكنيسة على مدى الدهور. ولكن تشجيع المسيح لم يبلغ أبداً حد منحه الرئاسة على كل الرعية أو التلاميذ. فليتذكر القارىء جيدا أن الرب شجب المشاجرة بينهم حول من فيهم يكون أكبر!!! فلماذا تكرس الكنيسة «المشاجرة» عينها لتكون جزءا من إيمان الكنيسة؟؟؟

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112

> "فبعدما تغدوا " وزال إضطرابهم بأكله معهم كأحد الأصدقاء " قال يسوع لسمعان بطرس يا سمعان بن يونا " ناداه بإسمه الأول إشعارا له بأن إنكاره صار لا يستحق أن يدعى بطرس " أتحبنى أكثر من هؤلاء" أى  أكثر من التلاميذ الآخرين فكأنه يقول له : أنت يا سمعان إفتخرت قبلا أنك تحبنى أكثر من الجميع وأنك مستعد أن تقدم نفسك عنى لكنك أنكرتنى ثلاث مرات بعد ذلك ولم ينكرنى منهم أحد غيرك فأظهرت بذلك أنك أقل منهم إيمانا وأضعف ثباتا فما قولك ألآن ، فأجاب سمعان وقال له " نعم يارب أنت تعلم إنى أحبك" وبهذا الجواب أظهر بطرس تواضعه ولم يقل أنى أحبك أكثر من هؤلاء كما قال قبلا لأن السقوط جعله أكثر حكمة وحذرا فى الكلام  وإستشهد بطرس على محبته بعلم المسيح ما فى قلبه من المحبة له " فقال له إرع خرافى " أى من حيث أنك أنك قد إتضعت وتركت الإتكال على ذاتك وإعترفت أنك تحبنى وأنا أعلم أنك حقا تحبنى فقد غفرت لك إثمك بإنكارك إياى وأعدتك ثانية للخدمة الرسولية فإرع خرافى أى المؤمنين بى ،

     تفسير / شرح  (يوحنا 21: 16)  16 قال له ايضا ثانية:«يا سمعان بن يونا، اتحبني؟» قال له:«نعم يارب، انت تعلم اني احبك». قال له:«ارع غنمي».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " «قَالَ لَهُ أَيْضاً ثَانِيَةً: يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟ قَالَ لَهُ: نَعَمْ يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ. قَالَ لَهُ: ارْعَ غَنَمِي»."
ثَانِيَةً كرر المسيح سؤاله الأول ولكن يحذف منه الجزء الخاص بـ «أكثر من هؤلاء»، وكأنه اكتفى من رد القديس بطرس بأن حذفها من قلبه كما حذفها من رده، فلم تعد تقلق الرب من جهة الرعاية المزمع أن يلقيها عليه. ليجعل بطرس يمتحن نفسه، وليوضح أهمية ذلك السؤال وأهمية ما يُبنى على الجواب. فنوع المحبة الذي سأل عنه هنا كالنوع الذي سأل عنه أولاً.

أتحبنى أتحبنى أتحبنى .. ثلاث مرات أنكر فيها بطرس المسيح وثلاث مرات قال له المسيح : أتحبنى يا سمعان بن يونا

الفرق بين ما ذُكر في ع ١٥ وما ذُكر هنا ثلاثة أشياء: (١) ترك يسوع ما زاده على السؤال الأول من قوله «أكثر من هؤلاء» فقد اقتنع بجواب بطرس أنه تعلم التواضع بسقوطه وكان بطرس أدعى أنه يحب المسيح أكثر من جميع التلاميذ (مت 26: 33) "فأجاب بطرس وقال له: «وإن شك فيك الجميع فأنا لا أشك أبدا»." (مر 14: 29) "فقال له بطرس: «وإن شك الجميع فأنا لا أشك!»" لهذا قال بولس أنه يجب على الرعان الإحتراز لأنفسهم  (أعمال ٢٠: ٢٨ ) 28 احترزوا اذا لانفسكم ولجميع الرعية التي اقامكم الروح القدس فيها اساقفة، لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه.  (٢) أن المسيح بقوله «ارع غنمي» عبَّر عن الرعاية ثانيةً بغير ما عبر عنه أولاً، فالكلمة الأولى في اليونانية «التغذية فقط» والثانية تفيد فوق ذلك العناية، والإرشاد، والحماية كالسهر على الخراف ووقايتها من الخطر، وطلب الضالة منها ورده إلى الحظيرة. وهذا غير واضح في الترجمة العربية لعدم وجود كلمتين فيها كالكلمتين في اليونانية. (٣) أنه قال في الأول «خرافي» وفي الثاني «غنمي» ولعل هذا التغيير جاء لتشمل هاتان الكلمتان كل صنوف المؤمنين من دونٍ وعالٍ، وضعفاء وأقوياء، وأحداث وبالغين. رجال ونساء يهود وأمم وكما أنه سأله ثانية عن محبته له، أمره ثانية بخدمة كنيسته، برهاناً على إخلاص تلك المحبة. خرافى .. غتمى هم رعية الله يملكهم الرب ( 1 بط  ٥: ٢، ٤) 2 ارعوا رعية الله التي بينكم نظارا، لا عن اضطرار بل بالاختيار، ولا لربح قبيح بل بنشاط، 4 ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون اكليل المجد الذي لا يبلى. "  وأكد بولس أن المسيح هو راع الخراف الذى يملكها فى عدة مواضع والتلميذ والأسقف هو خادمها

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> م كرر المسيح سؤاله الأول وهو "أتحبنى " ليجعل بطرس يمتحن نفسه

    تفسير / شرح (يوحنا 21: 17)  17 قال له ثالثة:«يا سمعان بن يونا، اتحبني؟» فحزن بطرس لانه قال له ثالثة: اتحبني؟ فقال له: «يارب، انت تعلم كل شيء. انت تعرف اني احبك». قال له يسوع:«ارع غنمي.
.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

ثَالِثَةً سؤال المسيح لبطرس عن محبته إيّاه ثلاثاً حتى يذكره أنه أنكره ثلاثاً، وإعطاؤه فرصة يصرح بمحبته ليسوع بعدد مرات نفيه العلاقة بينه وبين سيده. وحتى يثثبت له أنه غفر له إنكاره ثالثةً  وردَّه إلى رتبته بين الرسل، وإرادته أنه بواسطة التكرار يتأكد بطرس أنه يجب عليه أن يكون مستيقظاً أميناً في القيام بما يجب عليه باعتبار أنه راعٍ. وما قيل في هذه الآية يوافق ما قيل لسائر الرسل (متّى ١٨: ١٨).18 الحق اقول لكم: كل ما تربطونه على الارض يكون مربوطا في السماء وكل ما تحلونه على الارض يكون محلولا في السماء. " ولا دليل على أن المسيح قصد هنا أن يفضل بطرس على سائر رسله في الرتبة والسلطان.


1) " قَالَ لَهُ ثَالِثَةً: يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟"
أَتُحِبُّنِي استعمل المسيح هنا الكلمة التي استعملها بطرس، كما يدل عليه الأصل اليوناني، فكأنه سأل: هل حقاً تحبني كما قلت محبة الصديق لصديقه ومحبة الأخ لأخيه؟

2) " فَحَزِنَ بُطْرُسُ لأنَّهُ قَالَ لَهُ ثَالِثَةً "

فهم بطرس أن المسيح أشار بالسؤال ثلاثاً إلى إنكاره الثلاثي، فحزن جداً لأن سؤال المسيح ثالثةً يظهر شك المسيح في ثبات محبته. وحزن بطرس وقتئذ شديداً لأنه شعر أن المسيح لم يصدق أنه يحبه وهذه الأسئلة الثلاثة ليست شيئا بالنسبة إلى الحزن الذي سبَّبه للمسيح بإنكاره في دار قيافا.

3) " أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ "

  بدأ بطرس فى تذكر ما قاله سابقا وأنه يجب ألا يكون متسرعا فى الوعود وهنا يعبر عن لاهوت يسوع الذى يعرف كل شئ حتى ما يفكر ويشعر به (يو 2: 25 & 6: 61 و 64 & 13: 11 & 16: 30)

شهد بطرس بهذا أن يسوع هو الإله الذى يعرف كل شئ والعالم يالقلوب والفاحص للأفكار( يوحنا ٢: ٢٤، ٢٥ ) 24 لكن يسوع لم ياتمنهم على نفسه، لانه كان يعرف الجميع. 25 ولانه لم يكن محتاجا ان يشهد احد عن الانسان، لانه علم ما كان في الانسان." ألن يعلم المسيح ما سيفعله يهوذا ، ألم يعرف نثنائيل قبل أن يقابله  ( يو 1: 48) "قال له نثنائيل: «من أين تعرفني؟» أجاب يسوع وقال له: «قبل أن دعاك فيلبس وأنت تحت التينة، رأيتك»."  ألم يتنبأ المسيح عن خراب الهيكل وهدم أورشليم  لأن معرفته كل شيء حتى أسرار القلب تثبت بالضرورة أنه الرب ( يو ١٦: ٣٠ )  16 بعد قليل لا تبصرونني، ثم بعد قليل ايضا ترونني، لاني ذاهب الى الاب». (أعمال ١: ٢٤). 24 وصلوا قائلين:«ايها الرب العارف قلوب الجميع، عين انت من هذين الاثنين ايا اخترته، 

أحس بطرس بأنه كان دون المستوى اللائق برسول، اذ تذكر قلبه فرغ بالإنكار من الحب الشديد الذي كان يملأ قلبه تجاه المسيح أثناء المحاكمة لما سألوه ثالث مرة عن علاقته بالمسيح فأنكر!! هنا حزن بطرس عند سؤال الرب الثالث، إذ تذكر أيضاً بكاءه المر بعد إنكاره الثالث (مر72:14). وهنا كان رد بطرس هو التسليم الكلي للمسيح: «يا رب أنت تعلم كل شيء», على مستوى الاعتراف بكل ضعفه؛ فقط «أنا أحبك»!!


4) " أَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ "

† "  انت تعرف اني احبك " ..  هناك تغيير فى الكلمة اليونانية الواردة فى لأصل اليونانى بين ألآية (يو 21: 16 و الآية (يو 21: 17) ومن غير الممكن معرفة السبب الفعلى وراء ذلك فقد يكون الهدف هو التنوع لجذب إنتباه القارئ

أي إن لم يشهد لساني لصدق اعترافي فانظر داخل قلبي لتعلم إخلاص محبتي. ونتعلم من هذا أن مدح الناس أو لومهم لنا ليسا مهمَّين. أما إن شهد المسيح لنا بحقيقة محبتنا له فلا خوف علينا من حساب يوم الدين.

5) " قَالَ لَهُ يَسُوعُ: ارْعَ غَنَمِي»"
ارْعَ رجع هنا إلى الكلمة التي استعملها في (يو 21: 15)، أي أطعِم.
غَنَمِي راجع شرح(يو 21: 15)، . نسب المسيح غنمه إلى نفسه في كل المرات. بما يعنى أن الغنم أو الخراف هم شعب المسيح ويملكهم المسيج أما التلاميذ فهم خدام يرعون رعيه المسيح يطعموهم الطعام الروحى ويحموهم من الذئاب ومن برد الليل وحر النهار
لقد قبل المسيح اعتراف بطرس، وقبل محبته، وزادها له ثلاثة أضعاف!!! فصار بطرس راعياً أمينا للغاية على غنم الرب. والدليل القاطع على صلاح القديس بطرس وصلاحيته كراع في نظر الرب، أذ أردف الرب في الحال بالنبوءة له كيف سيضع نفسه عن الخراف!! «أية ميتة كان مزمعا أن يمجد الله بها.» (19:21)
‏لقد ظلت كلمات الرب ونصائحه ترن في قلب القديس بطرس حتى أواخر أيامه، والتي منها صاغ نصائحه للأساقفة نظرائه: «أطلب إلى الشيوخ الذين بينكم، أنا الشيخ رفيقهم، والشاهد لآلام المسيح، وشريك المجد العتيد أن يُعلن: ارعوا رعية الله التي بينكم، نظاراً (أساقفة)، لا عن اضطرار بل بالاختيار، ولا لربح قبيح بل بنشاط، ولا كمن يسود على الأنصبة بل صائرين أمثلة للرعية. ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يبلى.» (ابط1:5-4‏)
أظهر بطرس بما كتبه في رسالته الأولى أنه أدرك قصد المسيح من هذه التوصية (١بطرس ٥: ١ - ٤) 1 اطلب الى الشيوخ الذين بينكم، انا الشيخ رفيقهم، والشاهد لالام المسيح، وشريك المجد العتيد ان يعلن، 2 ارعوا رعية الله التي بينكم نظارا، لا عن اضطرار بل بالاختيار، ولا لربح قبيح بل بنشاط، 3 ولا كمن يسود على الانصبة، بل صائرين امثلة للرعية. 4 ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون اكليل المجد الذي لا يبلى. " وبيّن في مدة حياته كلها إخلاص محبته بخدمته بأمانة.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> ثم كرره ثالثه وذلك لكى يذكره أنه أنكره ثلاثا فأعطاه فرصة ليصرح بمحبته له فى مقابل الثلاث مرات التى أنكره فيها وليقرر له بقوله " إرع خرافى " ثلاث مرات أنه غفر له ورده إلى مكانه بين التلاميذ ولما ساله المسيح فى المرة الثالثة " حزن بطرس " لتوهمه أن المسيح يرتاب فى محبته ولخوفه من أنة يتكلم معه فى خطية الإنكار كما حصل له وقت الألام وقول بطرس " يارب انت تعلم كل شئ" إعتراف منه أن يسوع هو الإله لأن الخالق هو الوحيد الذى يعرف ما فى قلوب الناس وأفكارهم  . .

   تفسير / شرح  (يوحنا 21: 18)  18 الحق الحق اقول لك: لما كنت اكثر حداثة كنت تمنطق ذاتك وتمشي حيث تشاء. ولكن متى شخت فانك تمد يديك واخر يمنطقك، ويحملك حيث لا تشاء».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
† "  فانك تمد يديك واخر يمنطقك، ويحملك حيث لا تشاء  " ..  من المعتقد أن هذا التعبير أستخدم فى الكنيسة الأولى أو فى الأدب اليونانى ليشير إلى الصلب ، أو أن يسوع يقصد أن بطرس يحتاج فى ضغفه وسقوطه أن يمنطقه أحد أى يقوده لطريق الرجوع للتلمذة  ومن ثم إلىى نهاية الطريق

أعلن يسوع في هذه الآية أنه يجب على بطرس أن يقتدي به في احتمال الآلام، كما يقتدي به في الخدمة. وفي هذا إنباء بكيفية موت بطرس. فلم يعده المسيح بالراحة والإكرام والرياسة، بل بالمصائب. وكذا أعلن الله لحزقيال أنه عُيّن لاحتمال المشقات (حزقيال ٣: ٢٥) 25 وانت يا ابن ادم فها هم يضعون عليك ربطا ويقيدونك بها فلا تخرج في وسطهم." وكذلك بولس (أعمال ٩: ١٦ ) 16 لاني ساريه كم ينبغي ان يتالم من اجل اسمي» ( أع ٢١: ١١). 11 فجاء الينا، واخذ منطقة بولس، وربط يدي نفسه ورجليه وقال:«هذا يقوله الروح القدس: الرجل الذي له هذه المنطقة، هكذا سيربطه اليهود في اورشليم ويسلمونه الى ايدي الامم» قال بطرس ليسوع «أنت تعلم كل شيء». فصدق يسوع قوله ببرهان علمه ما في المستقبل.

 

1) " اَلحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ لَكَ "

التكرار للتوكيد.

2) " لَمَّا كُنْتَ أَكْثَرَ حَدَاثَةً "

لا يلزم من هذا أن بطرس كان يومئذ شيخاً، لكن المسيح أشار إلى أيام حداثة بطرس حين كان صياد سمك قبل أن دعاه رسولاً. والمرجح أنه كان حينئذ بالغاً لأنه كان متزوجاً وقت دعوته (لوقا ٤: ٣٨).38 ولما قام من المجمع دخل بيت سمعان. وكانت حماة سمعان قد اخذتها حمى شديدة. فسالوه من اجلها. "

3) " كُنْتَ تُمَنْطِقُ ذَاتَكَ وَتَمْشِي حَيْثُ تَشَاءُ."
كُنْتَ تُمَنْطِقُ ذَاتَكَ وَتَمْشِي حَيْثُ تَشَاءُ يشير هذا إلى الحرية والاستقلال، فكأن المسيح قال له «كنت وقتئذ تلبس كما تريد وتذهب وتجيء كما تشاء».

 تمنطق فلان/ تمنطق فلان أى ربط على وسطه بحزام من جلد أو قماش كانت من كتان أو حبال أو أى مادة أخرى يلف على الوسط : شدّ وسطَه بحزام يُطلق عليه مِنْطقة أو نِطاق  ( ار 13: 2) فاشتريت المنطقة كقول الرب ووضعتها على حقوي."

وتعنى كلمة حقوى فى اللغة العربية  لحَقْو: الخَصْر، وهو وسط الإنسان فوق الورك 

 

4) "  وَلَكِنْ مَتَى شِخْتَ "

لم يرد المسيح بذلك أن بطرس يعيش طويلاً إلى سن الهرم، بل أن يبقى سنين بعد وقت ذلك الخطاب.

5) " تَمُدُّ يَدَيْكَ "

قال أكثر المفسرين بالتفسير الرمزى إن المسيح قصد بذلك أن بطرس سيُصلب، لأن مد اليدين من أساليب الصلب. وربط اليدين على الصليب وتسميرهم

6) " وَآخَرُ يُمَنْطِقُكَ "

أي الصالب يربطك على خشبة الصليب، فإنهم كثيراً ما كانوا يربطون المصلوب من وسطه فوق تسميره لئلا تتمزق الأيدي بالمسامير ويسقط الجسد من ثقله.
واضح من هذا أن «الآخر» الذي سيمنطق القديس بطرس ويحمله حيث لا يشاء, وهو مفرود الذراعين, هو الروح القدس، فهو الذي يقتاده حيث سيُصلب وحيث لم يكن يشاء أولاً. فمعلوم من قصة استشهاد القديس بطرس أنه بعد صدور الحكم عليه بالصلب استطاع الهرب من السجن، ولكن في خروجه سريعاً من روما قابله الرب في الاتجاه العكسي فسأله بطرس: الى أين أنت ذاهب يا رب؟ «كوفاديس»، فرة عليه الرب: لأصلب بدلاً منك. فعاد بطرس أدراجه وسلم نفسه للصليب, وأبى إلا أن يٌصلب منكساً! إذ حسب أنه كثير عليه أن يُصلب كالمسيح .
يَحْمِلُكَ حَيْثُ لا تَشَاءُ أي يجبرك  ويجرونك على الذهاب إلى محل الصلب. ولا يلزم من قوله «لا تشاء» أن بطرس يقاوم صالبيه ويرفض أن يموت شهيداً، إذ المعنى أنه يقاسي ما لا يحتمله الجسد. وهذا ما حدث، فقد كتب القديس أوريجانس المؤرخ المسيحي أن بطرس صُلب منكوساً (أي ورأسه إلى أسفل). ولا نعلم إن كان المسيح قصد بذلك الكلام صلب بطرس، إنما نعلم أنه قصد أن بطرس سيموت شهيداً.
ومعلوم أن بطرس استشهد سنة 64 م على يد نيرون، أي بعد حديث الرب هذا بحوالى 34 سنة. ولكي يوضح الرب له أنه سيختط له منهجه بالتمام، عاد مباشرة وللتو وقال له كلمة السر: «اتبعني»!!

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> كأنه يقول  له شتان يا سمعان بين حديثك الآن  وحديثك من قبل وشتان ما بين تصرفاتك فى صباك وتصرفاتك فى شيخوختك فإنك لما كنت شابا كنت وقتئذ تلبس كما تريد وتذهب حيث تريد ولكن متى شخت " تمد يدك وآخر يمنطقك ويحملك حيث لا تشاء " أى يجبرك على الذهاب إلى المكان الذى لا تريده قال المخلص ذلك المثل لبطرس " مشيرا إلى أى ميته كان مزمعا أن يمجد الله بها " فعليه يكون المقصود من ذلك المثل أن بطرس سينال إكليل الشهادة إذ بموت المصلوب فيربطة جنود نيرون ويعلقونه على خشبة فتمتد يده لأن يصلب منكوسا ويربط من وسطه من فوق المسامير لئلا تتمزق اليدان بالمسامير ويسقط الجسد من ثقله ونشتدل من قوله " يمجد الله بها " أن الذى يموت شهيدا لأجل الحق يمجد الله بموته أكثر من غيره

   تفسير / شرح  (يوحنا 21: 19)  19 قال هذا مشيرا الى اية ميتة كان مزمعا ان يمجد الله بها. ولما قال هذا قال له:«اتبعني».
.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " قَالَ هَذَا مُشِيراً إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ "
هذا تفسير يوحنا لنبوة المسيح لبطرس.يعلق القديس يوحنا هنا على الكلام بحسب ما كان وما صار، لأنه يكتب إنجيله هذا سنة 95م تقريباً، والقديس بطرس استشهد سنة 64م، وصار ذلك معلوماً لدى الكنيسة كلها، كيف مجد القديس بطرس الله بموته، وهكذا أخيراً قبل الله استعداده الذي قاله في بكور حياته: «لو اضطررت أن أموت معك... إنى أضع
نفسى عنك...»!!!

† " قال هذا مشيرا الى اية ميتة كان مزمعا ان يمجد الله بها.  " ..  يؤكد تقليد الكنيسة أن بطرس صلب رأسا على عقب حسب طلبه  وقديماً  كان الصليب المعكوس أو المقلوب  رمز للمسيحية خاصة فى كنائس الغرب ،  وكان يعرف بصليب القديس بطرس، وسبب تسميته انه عندما صلب  القديس بطرس، شعر انه لا يستحق أن يموت بنفس الطريقة التي مات بها المسيح، وطلب منهم ان يصلبوه مقلوباً لأنه ليس أهلاً للحصول على هذه المكانة العالية، ليصبح بعد ذلك الصليب المقلوب رمزاً للتواضع. وقد بشر بطرس ليهود الشتات فى " بنتس ـ وغلاطية بيثينية ، كبدوكية ـ وآسيا "
أَيَّةِ مِيتَةٍ من الميتات الإجبارية والأرجح أنها ميتة الصلب ولا شك أن يوحنا علم ما قصده المسيح هنا علم اليقين، لأن بطرس كان قد مات قبل أن يكتب يوحنا بشارته بسنين.لقد ظل القيس بطرس يترقب واجفاً مجيء من سيمنطقه ويحمله حيث لا يشاء كل يوم، إذ حسب ذلك أنه لائق مهما كانت مشيئته. لذلك نسمعه يقول في رجفة اليقين: «عالماً أن خلع مسكني قريب كما أعلن لى ربنا يسوع المسيح أيضاً.» (2بط14:1‏) ‏وفي هذا يقول القديس أغسطينوس: [هذه هي خاتمة حياة الذي أنكر، والذي أحب، الذي ناء عجباً بظنونه، والذي انحنى بالمذلة من جراء انكاره, الذي اغتسل بدموعه، والذي استحسن اعترافه، ثم تكلل بآلامه! هذه كانت خاتمة ما بلغ: أن مات على حب مكتمل لاسم من صمم أن يموت معه ولكن منكساً.]

 

2) " َانَ مُزْمِعاً أَنْ يُمَجِّدَ اللَّهَ بِهَا."
يُمَجِّدَ اللَّهَ بِهَا هذا دليل على أن المسيحي يمكنه أن يمجد الله بموته من أجل التمسك بإيمانه بالمسيح  (يوحنا ١٣: ٣١ ) 31 فلما خرج قال يسوع:«الان تمجد ابن الانسان وتمجد الله فيه. ( فيلبي ١: ٢٠ ) 20 حسب انتظاري ورجائي اني لا اخزى في شيء، بل بكل مجاهرة كما في كل حين، كذلك الان، يتعظم المسيح في جسدي، سواء كان بحياة ام بموت. ( ١بطرس ٤: ١٦).15 فلا يتالم احدكم كقاتل، او سارق، او فاعل شر، او متداخل في امور غيره. "  نحن نمجد الرب فى حياتنا بأعمالنا ولكن الذي يمجد الله بموته أكثر من غيره هو من يموت شهيداً للحق لأنه بذلك يقدم أحسن شهادة له. وليكن المسيحى مستعدا للموت فى كل لحظة متمثلا بالعذارى الحكيمات  (لو 12: 35) «لتكن أحقاؤكم ممنطقة وسرجكم موقدة» ويمجده أيضاً في وقت النزع إذا احتمله بصبر وشجاعة وإيمان ورجاء، لأنه بذلك يشهد بقوة ديانة المسيح للانتصار على أهوال الموت والقبر.

3) "  وَلَمَّا قَالَ هَذَا قَالَ لَهُ: اتْبَعْنِي"

  فعل أمر حاضر مبنى للمعلوم تشابه ما ورد فى آية (يو 21: 22) وقول يسوع هذا يهنى إعادة بطرس إلى مكانته الأولى (مت 4: 19- 20)

سجلت الأناجيل دعوة المسيح الأولى لبطرس بالتلمذة والتبشير والرسولية   (مر 1: 14- 20) ( (لو 5: 1- 11) (مت 4: 18: 25)18 واذ كان يسوع ماشيا عند بحر الجليل ابصر اخوين: سمعان الذي يقال له بطرس واندراوس اخاه يلقيان شبكة في البحر فانهما كانا صيادين. 19 فقال لهما: «هلم ورائي فاجعلكما صيادي الناس». 20 فللوقت تركا الشباك وتبعاه " وفقد بطرس هذه الرتبة بإنكاره المسيح فى بيت قيافا ةفى هذه الدعوة نرى يسوع يدعوا بطرس للمرة الثانية أى يرجعه غلى رتبته الأولى التى فقدها وإختار المسيح الجليل وبحر الجليل ليكون المكان الذى يدعوه فيه مرة ثانية ليتبعه وهو نفس المكان الذى دعاه منه فى المرة الأولى
اتْبَعْنِي استعمال هذه الكلمة بمعنى حرفي في الآية الآتية يجعلنا نفهمها هنا بحرفية معناها، ونفهم منها أن يسوع ذهب من المكان الذي كان فيه، وأمر بطرس بالذهاب وراءه. لكن ذلك لا يمنع أن المسيح قصد أن يتخذها بطرس بالمعنى الروحي أيضاً، أي أن يقتدي به ويطيعه، كما في قوله «هلمّ ورائي» (متّى ٤: ١٩) حين دعاه أولاً ليكون تلميذاً. وكما فسر ذلك بقوله «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَليُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِل صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي» (متّى ١٠: ٣٨ و١٦: ٢٤). وأنه قصد الإشارة إلى موته ميتة كميتته كما أشار إليه سابقاً بقوله «حيث أذهب لا تقدر الآن أن تتبعني، ولكنك ستتبعني أخيراً». ولا يبعد عن الظن أن مشي المسيح وقتئذ كان رمزياً ليعلم بطرس أنه يجب عليه ما دام حياً أن يتبع سيده في طريق الطاعة والقداسة وخدمة الكنيسة والآلام، متمماً إرادة الآب كما تممها المسيح، وأن يتبعه بعد ذلك إلى السماء والمجد ببذل حياته لأجل اسمه مائتاً شهيداً على الصليب.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> وقول المسيح لبطرس "إتبعنى" معناه الحرفى أن يسوع إنتقل من   ذلك المكان فأمر بطرس أن يتبعه بالذهاب فى نفسش طريقه كما يفهم من العدد التالى ومعناه الروحى يجب عليك يا سمعان أن تنكر نفسك وتحمل صليبك وتتبعنى فإنك إذا إفتديت بى فى الوداعة والتواضع والقداسة وتحمل الألام وبذلن نفسك من أجلى تتبعمنى إلى ملكوت السموات حيث الأمجاد التى لا توصف والتى لا تخطر على قلب بشر

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الحادى والعشرون
 3. حديثه عن يوحنا (يوحنا 21:  20-23)

      تفسير / شرح (يوحنا 21: 20)  20 فالتفت بطرس ونظر التلميذ الذي كان يسوع يحبه يتبعه، وهو ايضا الذي اتكا على صدره وقت العشاء، وقال:«يا سيد، من هو الذي يسلمك؟»

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

 1) " فَالتَفَتَ بُطْرُسُ وَنَظَرَ "

هذا يدل على أن المسيح كان يمشي فعلاً، وبطرس يمشي وراءه.
 

2) " َ التِّلمِيذَ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ يَتْبَعُهُ، "

  تشير هذه ألاية إلى ما ورد فى (يو 13: 25 & 19: 26 & 20: 2 & 21: 7 و 20)
التِّلمِيذَ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ أي يوحنا. (انظر شرح يوحنا ٢٠: ٢). 2 فركضت وجاءت الى سمعان بطرس والى التلميذ الاخر الذي كان يسوع يحبه،  "
القديس يوحنا هنا يضع نفسه في الصورة في ختام إنجيله ليؤكد وجوده الحي في الجماعة وفي الإنجيل معاً. وهنا يحاول الربط بيه وبين القديس بطرس، الأمر الذي نجده دائماً موجوداً في الإنجيل عامة؛ فـ «بطرس و يوحنا» صنوان عزيزان لا يفترقان.أنهما هما الاثنان كانا يتبعان معاً الرب وهو مقبوض عليه في طريقه إلى بيت حنان: «وكاذ سمعان بطرس والتلميذ الآخر يتبعان يسوع» (يو15:18)، والاثنان ركضا معاً إلى القبر.

 

3) " وَهُوَ أَيْضاً الَّذِي اتَّكَأَ عَلَى صَدْرِهِ وَقْتَ العَشَاءِ، وَقَالَ: يَا سَيِّدُ، مَنْ هُوَ الَّذِي يُسَلِّمُكَ؟»."
الَّذِي اتَّكَأَ عَلَى صَدْرِهِ وَقْتَ العَشَاءِ (يوحنا ١٣: ٢٤، ٢٥) 24 فاوما اليه سمعان بطرس ان يسال من عسى ان يكون الذي قال عنه."  وحتى في هذه الآية يحاول أن يذكر القارىء بموقعهما على مائدة العشاء عدما أومأ القديس بطرس من الطرف الأخر للمائدة نحو القديس يوحنا لكي يسأل الرب عن الخائن من يكون! وبآن واحد يحدد القديس يوحنا موقعه من المسيح, على الصدر من جهة الشمال حتماً حسب التقليد (أي ملاصقاً للقلب)، ثم يزيد من إزاحة الستار عن علاقته مع الرب بقوله: «كان يسوع يحبه».

وليست الغاية من وصف يوحنا نفسه بهذا وما قبله مجرد تمييز التلميذ الذي تبع المسيح عن سائر التلاميذ، وكان فخرا له أن المسيح يحبه لم ينظر يونا إلى الرياسة بل إظهار سبب رغبته في أن يبقى قريباً من المسيح، وعلى جسارته أن يفعل ذلك بدون أمره. واتباع يوحنا للمسيح دليل على أن المسيح لم يرد بأمره لبطرس أن يأتي وراءه لينفرد به لأمر سري، ودليل أيضاً على أن يوحنا مستعد أن يتبع سيده حيث يشاء في سبيل الخدمة والألم.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> وبينما كان المسيح ماشيا وبطرس يتبعه حسب الأمر " إلتفت بطرس ونظر التلميذ الذى كان يسوع يحبه " يوحنا الإنجيلى " وهو أيضا الذى إتكأ على صدره وقت العشاء وقال له ياسيد من هو الذى يسلمك " (يو 13: 25 و 26)

    تفسير / شرح (يوحنا 21: 21)  21 فلما راى بطرس هذا، قال ليسوع:«يارب، وهذا ما له؟»

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) «فَلَمَّا رَأَى بُطْرُسُ هَذَا، قَالَ لِيَسُوعَ: يَا رَبُّ، وَهَذَا مَا لَهُ؟».
هذا استفهام عن مستقبل يوحنا، فكأنه قال «ماذا يصيب يوحنا بعد، وأية ميتة يموت؟» ولا نعرف السبب الذي دعا بطرس ليسأل هذا السؤال.هل كان بطرس يتلهف على أن يعرف مستواه بالنسبة لموقع هذا التلميذ الآخر بين الرسل التابعين وبين الشهداء المكملين، فابتدر الرب بالسؤال «وهذا ما له؟». يقصد: أنا عرفت موقعي وبدايتي، وهذا ما نصيبه؟ فكان السؤال برمته خارج اختصامه بل وخارج اللياقة؛ أن يعرف إنسان مصائر الآخرين  فلقد كان وقع السؤال عند الرب موقعاً غير حسن وهل يُسأل الرب عن مشيئته؟

 والأرجح أنه نتج عن محبته الخاصة ليوحنا، ومن اهتمامه بكل ما يأتي على يوحنا، وهو اهتمام الأخ الكبير بأخيه الصغير. فرغب في أن يعلم هل سيموت يوحنا مثله ميتة إجبار؟

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112

> فلما راى بطرس هذا قال ليسوع يارب وهذا ماله " أى ماذا يصيب يوحنا فى مستقبل زمانه وأيه ميته سيموتها

   تفسير / شرح  (يوحنا 21: 22)  22 قال له يسوع:«ان كنت اشاء انه يبقى حتى اجيء، فماذا لك؟ اتبعني انت!».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

الرد هنا عميق ومتشعب! يهتم بالواقع، ويمتد إلى منتهى الزمن؛ يكشف عن إلوهية متفوقة، وسلطان على الزمن وعلى الموت والحياة، وعلى مصائر الناس وأقدارهم. فالمسيح يستعلن وجوده القائم والدائم، وكيف يقبض على زمام الكنيسة في تحركها عبر الزمن برسلها وأبائها وأنبيائها, يحدد أيامهم ويقيس أعمارهم بخطة تنتهي حتماً بمجيئه.

 

1) " قَالَ لَهُ يَسُوعُ: إِنْ كُنْتُ أَشَاءُ أَنَّهُ يَبْقَى حَتَّى أَجِيءَ،"

 جملة شرطية من الصنف الثالث ، المقصود هنا هو أن نستخدم مواهبنا فى التبشير والخدمة وليس افهتمام بخطط يسوع مع الآخرين وهذه الإجابة حصلت على سوء فهم ناتج من الشائعة التى سرت فى ذلك العصر بأن يوحنا سيبقى حيا حتى مجئ يسوع ، وتتحدث هذه البشارة عن المجئ فى ( يو 14: 23 ) (1يو 3: 2)
كان سؤال بطرس يختص بمشيئة المسيح قبل أن يختص بحياة يوحنا، لأن حياة رسول لا تحددها الأقدار المحتومة، بل مشيئة المسيح ومشيئة الله المحتومة التي لا يفك ختومها إلا المسيح، مضيفاً عليها، أو مختزلا منها كما يشاء؛ لأنه كالآب يُحيى من يشاء!
‏وقول المسيح ليس هو افتراضاً للجدل، بل هو حق قائم بالحقيقة. فالذي إنتظر 4 ايام ليقيم لعازر من الموت بعد أن أنتن، أعسير عليه أن يُبقي يوحنا لا يموت؟ إذا شاء والذي قام من بين الأموات فى اليوم الثالث ناقضاً الموت وأوجاعه, أكثير عليه أن يفصل بين يوحنا والموت؟
‏ولكن هل قالها الرب كمجرد رد لبطرس كي لا يرتئي فوق ما ينبغي أن يرتئي؟ أم يقصد بها قصداً يلوح بإجراء ينوي أن يأتيه؟
‏لم يكن سؤال القديس بطرس نابعاً من ذاتية تتحرق شوقاً لمعرفة مصائر الرسل، بقدر ما كان يشعر أنه يمثل في كنيسة الله حركة ناشطة وعملاً, هما من واقع طبيعته التي هذبها له المسيح لتعمل على مستوى الروح.
‏هل كانت هناك غيرة فى بطرس من يوحنا كغيرة مرثا من مريم. لقد ضجت مرثا من قعود أختها تحت رجلي المسيح تسمع كثيراً ولا تعمل شيئاً؛ بينما هي قد هدها الجهد وأجهدتها الحركة في أعمال كثيرة لخدمة ضيافة الرب. وأخيراً انفجرت، لا في مريم، بل في ‏المسيح تؤاخذه بصراحة: «يا رب اما تبالى بان اختي قد تركتني أخدم وحدي، فقل لها أن تعينني» (لو40:10). فكان الرب لها لائمأ، ولسلوكها مؤاخذاً، وعلى أسلوبها معنفاً، مع أنه كان يحبها، وأعطى لمريم الطوبى لأنها اختارت النصيب الصالح «الذي لن يُنزع منها.» (42:10)
‏وهنا تجيء كلمة: «لن يُنزع منها» بالنسبة لمريم موازياً ومطابقاً لقوله لبطرس بالنسبة ليوحنا: «أنه يبقى حتى أجيء». فحياة القديس يوحنا ومنهجه وأسلوبه، واضح أنه يمت بصلة وثيقة لأسلوب مريم ومنهجها. فكل منهما اختار المحبة والاستماع إلى «الكلمة» والتأمل فيها واتباع الرب من كل القلب، وكلاها فاز بإعجاب المسيح واستحوذ على محبته. وهذا كان بالنسبة لمريم «النصيب الصالح الذي لن ينزع منها»، وبالنسبة ليوحنا كان يشاء أن يبقى إلى الأبد. ولكنه، فيما يبدو لنا، أن المسيح أبقى على منهجه وإنجيله يحياه عاشقوه في كل العالم عوضا عنه إلى أن يجيء. وأليست الرهبانية الباقية إلى الأبد صورة لحياة يوحنا؟ هذا هو القديس يوحنا وهذه هي حياته الهادئة التي تحياها له الكنيسة ولسوف تحياها له الرهبنة إلى الأبد!
أَنَّهُ يَبْقَى أي يحيا (فيلبي ١: ٢٤، ٢٥ ) 24 ولكن ان ابقى في الجسد الزم من اجلكم. 25 فاذ انا واثق بهذا اعلم اني امكث وابقى مع جميعكم لاجل تقدمكم وفرحكم في الايمان، 26 لكي يزداد افتخاركم في المسيح يسوع في، بواسطة حضوري ايضا عندكم. ( ١كورنثوس ١٥: ٦) 6 وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لاكثر من خمسمئة اخ، اكثرهم باق الى الان. ولكن بعضهم قد رقدوا. " وقصد المسيح أن بطرس «يتبعه» (أي في الموت مستشهدا بإيمانه إجباراً) وأن يوحنا «يبقى» (أي يموت ميتة طبيعية).

2) " حَتَّى أَجِيءَ " 

يعتقد معظم المفسرين أن تجسد المسيح هو المجئ الأول والذى أنتهى بموته وقيامته إلا أنه ظل يظهر لتلاميذه والمؤمنين منذ قيامته وحتى حلول الروح القدس يوم الخمسين فهل هذا هو المجئ الثانى أما المجئ الأخير فى يوم الدينونة العظيم  هناك آيات كثيرة عن مجئ المسيح  (١كورنثوس ١١: ٢٦ )  26 فانكم كلما اكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكاس، تخبرون بموت الرب الى ان يجيء( متّى ١٦: ٢٧، ٢٨ ) 27 فان ابن الانسان سوف ياتي في مجد ابيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله. 28 الحق اقول لكم ان من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الانسان اتيا في ملكوته». ( مت ٢٥: ٣١ )31 «ومتى جاء ابن الانسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده." ( رؤيا ٢: ٢٥ ) ، 25 وانما الذي عندكم تمسكوا به الى ان اجيء. ( رؤ ٣: ١ )1 واكتب الى ملاك الكنيسة التي في ساردس:«هذا يقوله الذي له سبعة ارواح الله والسبعة الكواكب: انا عارف اعمالك، ان لك اسما انك حي وانت ميت.  ( رؤ٢٢: ٧، ٢٠ )7 «ها انا اتي سريعا. طوبى لمن يحفظ اقوال نبوة هذا الكتاب». 20 يقول الشاهد بهذا:«نعم! انا اتي سريعا». امين. تعال ايها الرب يسوع.

معنى مجمل الآية غير واضح، ولم يفهمها التلاميذ، ولم يدَّع يوحنا فهمها. فقد ورد مجيء المسيح في الإنجيل بأربعة معانٍ: (٢) حلول الروح القدس يوم الخمسين (يوحنا ١٤: ١٨ ) 18 لا اترككم يتامى. اني اتي اليكم.  ( يو ١٦: ١٦، ٢٢) 16 بعد قليل لا تبصرونني، ثم بعد قليل ايضا ترونني، لاني ذاهب الى الاب». 22 فانتم كذلك، عندكم الان حزن. ولكني ساراكم ايضا فتفرح قلوبكم، ولا ينزع احد فرحكم منكم  " وليس هذا هو المعنى المقصود هنا (٢) خراب أورشليم  (مت24 ) ( مر13 ) (  لو5:21-38) ( متّى ١٠: ٢٣ ) 23 ومتى طردوكم في هذه المدينة فاهربوا الى الاخرى. فاني الحق اقول لكم لا تكملون مدن اسرائيل حتى ياتي ابن الانسان. ( مت ٢٦: ٦٤).64 قال له يسوع: «انت قلت! وايضا اقول لكم: من الان تبصرون ابن الانسان جالسا عن يمين القوة واتيا على سحاب السماء». "  وهذا كان بعد أربعين سنة من زمن هذه المخاطبة، والأرجح أن بطرس لم يعش إلى ذلك الوقت. أما يوحنا فقد كان حيّاً، وقال أكثر المفسرين إن المسيح قصد ذلك المجيء. (٣) مجئ المسيح ثانية للدينونة (١يوحنا ٢: ٢٨ و٣: ٢) وفهم التلاميذ هذا المعنى، أي أن يوحنا يبقى حياً إلى اليوم الأخير ويصعد إلى السماء بغير موت. (٤) حضور المسيح الروحي عند موت المؤمن (يوحنا ١٤: ٣). 3 وان مضيت واعددت لكم مكانا اتي ايضا واخذكم الي، حتى حيث اكون انا تكونون انتم ايضا، "
ولم يقُل المسيح إن يوحنا يبقى إلى أحد الأزمنة المشار إليها، إنما قال «إن شئت أن يبقى حتى أجيء».


 3) " فَمَاذَا لَكَ؟ "

لا بد من أن المسيح قصد بقوله لبطرس «فماذا لك؟» أى أن أمر ما يحدث ليوحنا لا يهمك وهو أمر خاص بى متى أشاء  له أفعله وهذا يعد توبيخاً لطيفاً لبطرس على أنه سأل عما لا حق له أن يسأل عنه، وأنه لم يقصد أن يجيبه صريحاً عن سؤاله.

‏أما بطرس فليس له أن يتذمر، فالرب سبق وثبت اسمه وثبت إيمانه النشيط الشجاع العامل في الكنيسة، على نفس المنوال والى الأبد: «أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها» (مت18:16‏), وها هي الكنيسة تحيا إيمانه, فتزلزل أبواب الجحيم كل يوم.
‏لقد استؤمن بطرس على مفاتيح ملكوت السموات، وأما يوحنا فاستؤمن على أسرار السماء ذاتها واطلع على كل ما هو عتيد أن يكون، وشاهد السماء الجديدة والأرض الجديدة، وقاس مع الملاك أورشليم السماوية، وعاين عرش الله، وتعرف على كل الأجناد السماوية!
‏والآن: «بطرس» مات وإيمانه لا يزال يتكلم بعد! ... و«يوحنا» مات ولا يزال حبه يُسبح به تسابيح الأزل...

 

4) " اتْبَعْنِي أَنْتَ "

توجز هذه ألاية الدعوة الشخصية للبشارة كما رواها يوحنا  (صو 1ك 43 & 10: 27 & 12: 26 & 21: 19 و22)

«أتبعني أنت»: وكانت كلمة المسيح هذه لبطرس هي آخر كلمة قالها المسيح بحسب إنجيل يوحنا، والمعتقد أن بعدها اختفى عنهم! وهي لم تُكتب لبطرس فقط، بل كدعوة لكل قارىء وسامع.

هذا مكرر قول المسيح في (يو 21: 19)  فيكتفي الاهتمام بطاعة هذا الأمر دون الاهتمام بما يتعلق بصديقه.
«فماذا لك؟ أتبعني أنت»: ليس من شأن القديس بطرس أن يتابع حياة الرسل الآخرين، إن حدود مسئوليته تقف عند اتباعه هو للمسيح وحسب. فإن عاش يوحنا حتى مجيء المسيح فهذا ليس «له» ولا يخصه، وإن مات شهيداً أو بغير شهادة، فهذا أيضأ ليس له، يكفيه هو أن يتبع المسيح. هذا الرد ينفي أن يكون المسيح قد أعطى لبطرس حق الرئاسة على الرسل ولا حتى الإشراف أو القيادة. الرب أعطى بطرس أن يشدد إخوته عندما يرجع من محنته بعد أن ذاق مرارة الإنكار وحيرة الجحود. فكما تثبت إيمانه بصلاة الرب عنه، هكذا كان ينبغي أن «يثبت» بإيمانه إخوته عن اختبار.
‏ولقد كان بطرس حقاً عموداً ثابتاً وقوة مركزية ذات إشرع وسط التلاميذ. وقد أبدى شجاعته في مواجهة رؤساء الكهنة وعنف سلوكهم واتهمهم علنا وبكل قوة بتحمل جرم قتل المسيح «رئيس الحياة قتلتموه» (أع15:3)، حتى ضج منه رؤساء الكهنة واستصرخوه ليكف عنهم: «فلما أحضروهم، أوقفوهم في المجمع, فسألهم رئيس الكهنة قائلآ: أما أوصيناكم وصية أن لا تعلموا بهذا الاسم، وها أنتم قد ملأتم أورشليم بتعليمكم وتريدون أن تجلبوا علينا دم هذا الإنسان. فأجاب بطرس والرسل وقالوا: ينبغي أن يُطاع الله أكثر من الناس. إله آبائنا أقام يسوع الذي أنتم قتلتموه معلقين إياه على خشبة, هذا رفعه الله بيمينه رئيساً ومخلصاً، ليعطي إسرائيل التوبة وغفران الخطايا.» (أع27:5-31)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> فأجابه يسوع قائلا " إن كنت أشاء أن يبقى ح حتى أجئ حيا فماذا لك " أى ‘إن كنت أريد أنك نتتبعنى يا بطرس فى الموت على الصليب ةأما يوحنا  فإذا أردت أن يبقى حيا فلا يموت  مصلوبا أو مقتولا أو أن يموت موتا طبيعيا فما هو شأنك وقيل أن المعنى " حتى أجئ" أن يوحنا يبقى حيا حتى يجئ يوم نبوة المسيح عن خراب اورشليم واليهودية على يد تيطس فإن يوحنا مات بعد هذا الخراب وكانت وفاته فى نهاية القرن الول أو بدء القرن الثانى ومات فى أفسس موتا طبيعيا . . . .

   تفسير / شرح  (يوحنا 21: 23)  23 فذاع هذا القول بين الاخوة: ان ذلك التلميذ لا يموت. ولكن لم يقل له يسوع انه لا يموت، بل:«ان كنت اشاء انه يبقى حتى اجيء، فماذا لك؟».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَذَاعَ هَذَا القَوْلُ بَيْنَ الإِخْوَةِ: إِنَّ ذَلِكَ التِّلمِيذَ لا يَمُوتُ."
فهم المؤمنين في أيام يوحنا من قول المسيح بأن يوحنا يبقى إلى أن يجيء، لأنهم توقعوا مجيء يسوع للدينونة قريباً جداً، وأن يحدث ليوحنا ما يحدث لغيره من المؤمنين «لا نَرْقُدُ كُلُّنَا، وَلَكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ، فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، عِنْدَ البُوقِ الأَخِيرِ. فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ، فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ، وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ» (١كورنثوس ١٥: ٥١، ٥٢). ولا عجب من أن فهموا كلام المسيح فى غير مقصده ، لأنهم لم يفهموا أن أحد معاني مجيئه هو خراب أورشليم. ونعلم من التواريخ القديمة أن يوحنا مات بعد أن مات كل الرسل، وأنه بقي حياً بعد خراب أورشليم، وتوفي وفاة طبيعية في أفسس في نهاية القرن الأول أو بدء القرن الثاني.

2) " وَلَكِنْ لَمْ يَقُل لَهُ يَسُوعُ إِنَّهُ لا يَمُوتُ، بَل: إِنْ كُنْتُ أَشَاءُ أَنَّهُ يَبْقَى حَتَّى أَجِيءَ، فَمَاذَا لَكَ؟»."
لَمْ يَقُل لَهُ يَسُوعُ قال ذلك بياناً لحقيقة ما قاله المسيح، لئلا ينسب أحد إليه آراء الناس وأوهامهم.
ليحاول يوحنا هنا تصحيح الخطأ الذي وقع فيه الإخوة (التلاميذ) بقولهم أن القديس يوحنا لا يموت، ينتهي بنا إلى فهم حقيقة أراد يوحنا أن نفهمها دون أن يكتبها، وهي أن بقاءه إلى أن يجيء المسيح شيء وأنه لا يموت شيء آخر؛ أو بمعنى أخر أن بقاءه إلى أن يجيء المسيح لا يستلزم حتماً أن لا يموت؛(يو 11: 25)."قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا،"   أو بمعنى أوضح، أن بقاءه إلى أن يجيء المسيح يمكن أن يكون حتى ولو مات, وهذا ما اعتبرناه لغة القديس يوحنا السرية التي قصد بها قيام ودوام الكنيسة الروحية التأملية المتبتلة، التي تحيا روح يوحنا وانجيله من بعده، تسبح المسيح وتمارس الحب والتصوف, أي الحياة بحسب أسرار الروح التي يمثلها إنجيل القديس يوحنا وتمثلها الحياة الرهبانية الحية المتعففة, والمتخصصة في الصلاة والتسبيح، والتي ستبقى إلى أن يجيء الرب!!

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112

> فذاع هذا القول بين الأخوة أن ذلك التلميذ لن يموت " أى أن الأخوة والرسل فهموا من قول المذكور سابقا أن يوحنا لنت يموت بل يبقى حيا إلى أن يجئ المسيح يوم الدينونة ، ولكنه لم يقل المسيح انه لا يموت بل إن شاء أنه يبقى حتى أجئ فماذا لك " أى أن المسيح لم يقل أنه يبقى حتى مجيئه الثانى ،

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الحادى والعشرون
4. ختام السفر
(يوحنا 21: 24-25)

   تفسير / شرح (يوحنا 21: 24)  24 هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا. ونعلم ان شهادته حق.

 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
بته فى هذه البشارة حق لا ريب فيه وقال بعض المفسرين أن هذه الآية ليست ليوحنا بل أضافها بعض الكتاب فى آخر الكتاب فصارت جزء منه

1) " هَذَا هُوَ التِّلمِيذُ الَّذِي يَشْهَدُ بِهَذَا وَكَتَبَ هَذَا."
تكلم يوحنا على نفسه بضمير الغائب بياناً أنه هو كاتب هذه البشارة كشاهد عيان لأعمال المسيح وأنه هو المشار إليه في ع ٢٢، وأن ذلك تواضع منه (يوحنا ١٩: ٢٦).
بِهَذَا أي البشارة كلها.
  "وكتب هذا" تشير إلى : (1) ألايات (يو 21: 20- 23) أو (2) الإصحاح (يو 21) كله أو (3) إلى البشارة كلها


2) " نَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ حَقٌّ "

 أي أنا وإخوتي. وهذا برهان بأن اامؤمنين يصادقون على ما كتبه يوحنا، حتى أنه استطاع أن يُشهدهم ويضمهم إليه في ما كتب (راجع ١يوحنا ٥: ١٨ - ٢٠).هذه العبارة غامضة لا تةضح المقصود بصيغة الجمع ، ولكن من المراد هو الإشارة إلى شيوخ الكنيسة فى مدينة أفسس حيث عاش يوحنا وبشر المئات ومات هناك ، ويؤكد التقليد المبكر أن شيوخ أفسس حثوا يوحنا المتقدم فى السن على كتابة بشارة وذلك بسبب موت الرسل الآخرين وإنتشار البدعة الغنوصية  وهذه العبارة هى كلماتهم توثيقا لهذه البشارة

«نعلم أن شهادته حق»: القديس يوحنا يدرك الأصول التقليدية اليهودية في الشهادة، فهى لا تستقيم بواحد يشهد لنفسه حيث تكون شهادته ليست حقاً. هذا قاله المسيح نفسه عن نفسه سابقاً: «إن كنت أشهد لنفسي, فشهادتي ليست حقاً» (يو31:5), ولو أنه عاد ونفى أن يخضع لمقولة يهودية وهو ابن الله: «وإن كنت أشهد لنفسي ، فشهادتي حق، لأني أعلم من أين أتيت والى أين أذهب... لأنى لست وحدي بل أنا والآب الذي أرسلني.» (يو14:8و16)
‏فالقديس يوحنا يعطي شهادته بصورة الجمع: «نحن نعلم»، فمن هم «نحن»؟ لقد تهرب الشراح من تفسير هذه الآية. ولكننا بصورة مبدئية، إذا عدنا إلى كيفية وظروف كتابة إنجيل يوحنا, نرى أن التقليد يقول إن بعض الرسل (كما يذكر نص للعلممة اكلمندس الإسكندري، ووثيقة موراتوري) مع بعض الأساقفة فيما حول أفسس، كانوا العامل المحرك للقديس يوحنا بمحاولتهم المتكررة ورجواتهم له أن يكتب إنجيله. هنا يقول بعض الشراح إن هؤلاء في مجموعهم يحملون مسئولية التصديق الأخير، فقد أعطاهم القديس يوحنا أن يكتبوا, عن أنفسهم, هذا المقطع من الآية: «ونحن نعلم أن شهادته حق».

إنه‏ ‏يوحنا‏ ‏الإنجيلي‏ ‏والرائي‏, ‏غني‏ ‏عن‏ ‏الذكر‏ ‏أنه‏ ‏أحد‏ ‏التلاميذ‏ ‏الاثني‏ ‏عشر‏ ‏وأنه‏ ‏كتب‏ ‏الإنجيل‏ ‏الرابع‏ ‏في‏ ‏ترتيب‏ ‏البشائر‏ ‏الأربعة‏ ‏والذي‏ ‏أثبت‏ ‏فيه‏ ‏لاهوت‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏, ‏وأنه‏ ‏كتب‏ ‏ثلاثة‏ ‏رسائل‏ ‏جوهرها‏ ‏المحبة‏,‏إنما‏ ‏جدير‏ ‏بالإشارة‏ ‏إلي‏ ‏البركات‏ ‏نالها‏.‏
كان‏ ‏يتكئ‏ ‏علي‏ ‏صدر‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ (‏يوحنا‏21:20), ‏كان‏ ‏معاينا‏ ‏لحادثة‏ ‏التجلي‏ (‏مر‏9:5), ‏كان‏ ‏ملازما‏ ‏لسيده‏ ‏حتي‏ ‏في‏ ‏بستان‏ ‏جثسيماني‏ ‏ثم‏ ‏عند‏ ‏أقدامه‏ ‏وقت‏ ‏الصلب‏, ‏ولأنه‏ ‏أحب‏ ‏كثيرا‏ ‏فقد‏ ‏أحبه‏ ‏المسيح‏ ‏حتي‏ ‏شرفه‏ ‏بالقول‏: ‏هوذا‏ ‏أمك‏ (‏يو‏19:27), ‏فأقامت‏ ‏الأم‏ ‏البتول‏ ‏في‏ ‏بيت‏ ‏التلميذ‏ ‏البتول‏ 14 ‏عاما‏.‏
وأخيرا‏ ‏كان‏ ‏وجوده‏ ‏أسيرا‏ ‏في‏ ‏جزيرة‏ ‏بطمس‏ ‏تتويجا‏ ‏لهذه‏ ‏البركات‏ ‏التي‏ ‏أعدها‏ ‏له‏ ‏الله‏ ‏فقد‏ ‏رأي‏ ‏ما‏ ‏لم‏ ‏يره‏ ‏غيره‏ ‏من‏ ‏البشر‏ ‏واستحق‏ ‏سماع‏ ‏الصوت‏ ‏الإلهي‏ ‏لا‏ ‏تخف‏… (‏رؤ‏1:17).‏
امتدت‏ ‏حياته‏ ‏إلي‏ ‏قرابة‏ ‏المائة‏ ‏عام‏ ‏انتهت‏ ‏في‏ ‏الرابع‏ ‏من‏ ‏الشهر‏ ‏القبطي‏ ‏طوبة‏ ‏ولذا‏ ‏احتفلت‏ ‏كنيستنا‏ ‏الأرثوذكسية‏ ‏بتذكاره‏ ‏أمس‏ ‏الأول‏ ‏الجمعة‏.‏
‏وأحيانا كان الوحى يتكلم بصيغة «الجمع» معتبرا نفسه جزءاً لا يتجزأ من جسم الجماعة الرسرلية بكاملها، أي الكنيسة المعاصرة للمسيح والشاهدة له. لذلك نجده قد استهل رسالته الأولى بهذه الشهادة الجماعية هكذا:
+ «الذي كان من البدء، الذي سمعناه, الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه ولمسته أيدينا, من جهة كلمة الحياة.» (يو1:1-1)
‏وعلى هذا المنوال ظل يكتب الرسالة كلها بصيغة الجمع من أول آية إلى آخر آية:
+ «ونكتب إليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملاً.» (ايو4:1)
+ ‏«ولكن نعلم أنه إذا اُظهر، نكون مثله، لأننا سنراه كما هو.» (ايو2:3)
+ «نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة، لأننا نحب الإخوة.» (ايو14:3)
+ «ونن قد نظرنا ونشهد, أن الآب قد أرسل الابن مخلصا للعالم.» (1يو14:4)
+ «نحن نحبه, لأنه هو أحبنا أولاً.» (1يو19:4)
+ «ونحن في الحق في ابنه يسوع المسيح، هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية.» (ايو20:5)
‏إذاً، فواضح من هذا كله، ومن خاتمة إنجيل يوحنا التي أتت بصيغة الجمع هذه، أن شخصية القديس يوحنا نفسه تقف تماماً وراء هذه الشهادة التي ختم بها إنجيله كما هي في رسالته أيضاً.
‏وهكذا يتبين للقارىء أن موضوع شك العلماء في أن القديس يوحنا هو الكاتب لهذه الخاتمة، هذا الفرض الذي استنبطوه من هذه الآية, أنه هو نفسه موضوع اليقين عندنا بكل يقين!!

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112

> وقد ذكر يوحنا هذا الإيضاح منعا من أن يصدق الإشاعة القائلة بأنه يبقى حيا حتى مجئ المسيح ثانية
"هذا هو التلميذ الذى يشهد بهذا وكتب هذا "تكلم يوحنا عن نفسه فى هذه الاية بضمير الغائب تواضعا وإنكارا لذاته مصرحا بانه الكاتب لهذه البشارة وقوله " ونعلم أن شهادته حق " معناه أنا والأخوة كلهم اجمعنا أن  كل ما كت

   تفسير / شرح  (يوحنا 21: 25)  25 واشياء اخر كثيرة صنعها يسوع، ان كتبت واحدة واحدة، فلست اظن ان العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة. امين.

. ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
† " واشياء اخر كثيرة صنعها يسوع، ان كتبت واحدة واحدة، فلست اظن ان العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة. امين  " ..  دار نقاش بين المفسرين حول هذه ألاية لسببين : (1) فى بعض المخطوطات المكتوبة باللغة اليونانية يرد المقطع (يو 7: 53 - 8: 11) بين ألآيتين بين ألايتين (يو 21: 24 و 25) .. (2) يمحو الناسخ فى المخطوطة السينائية ألآية (يو 21: 25) ويعيد كتابتها لاحقا ، وقد تم معرفة هذا الأمر بإستخدام الأشعة فوق البنفسجية فى المتحف البريطانى

1) " وَأَشْيَاءُ أُخَرُ كَثِيرَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ،"
هذه الآية  تصريح واضح أن ما فى هذا الإنجيل / البشارة عن المسيح وأعماله قليل من كثير. فاللسان لا يستطيع التعبير عن كل أعمال وحياه ووصايا الرب يسوع، ولا القلم يسطر ما يتعلق بجلاله، وكلاهما قاصر عن بيان الحكمة والرحمة اللتين أظهرهما بأعماله وأقواله، فاختار يوحنا بعضها (يوحنا ٢٠: ٣٠، ٣١) 30 وايات اخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب. 31 واما هذه فقد كتبت لتؤمنوا ان يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم اذا امنتم حياة باسمه. " ليؤمن الناس أن يسوع هو المسيح ابن الرب  ولتكون لمن يؤمنون حياة باسمه. وما كُتب في بشارة يوحنا وسائر البشائر ذو قيمة أعظم من كل كتب العالم، وهو سبب تأليف كتب كثيرة وأفكار عظيمة ثاقبة، وإجراء أعمال الخير والصلاح للعالم ، وفيه إعلان حقائق أرضية وسماوية أساسية في الحياة الزمنية والحياة الأبدية.
وبالرغم من أنه لم يكتب سوى القليل مما يتعلق بيسوع إلا أنه لم يترك شيئاً من الحقائق الضرورية للإيمان والقداسة والخلاص، أو شيئاً من عقائد دين المسيح الجوهرية، لأنه كتب بإلهام الروح القدس الذي يرشد إلى كل الحق (يوحنا ١٦: ١٣). 13 واما متى جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم الى جميع الحق، لانه لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به، ويخبركم بامور اتية.  "

2) "  إِنْ كُتِبَتْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً، فَلَسْتُ أَظُنُّ أَنَّ العَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُ الكُتُبَ المَكْتُوبَةَ. آمِينَ»."
إِنْ كُتِبَتْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً ليس فى هذه الآية مبالغة اعتادها الكُتّاب إنما حقيقة هى انه مهما كت المؤرخون فى سير الملوك والنبلاء والأمراء وإنجيل يوحنا  وليس فيه مبالغة أو شيء من الكذب أو خداع أو غش، فالمقصود بيان الكثرة الكاملة، والتعجب من عظمة الموضوع، وإظهار العجز عن تدوينها كلها. ومن أمثلة هذه المبالغة قوله «هُوَذَا أَنْتُمُ اليَوْمَ كَنُجُومِ السَّمَاءِ فِي الكَثْرَةِ» (تثنية ١: ١٠). وقوله «وَكَانَ المِدْيَانِيُّونَ وَالعَمَالِقَةُ وَكُلُّ بَنِي المَشْرِقِ حَالِّينَ فِي الوَادِي كَالجَرَادِ فِي الكَثْرَةِ، وَجِمَالُهُمْ لا عَدَدَ لَهَا كَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ البَحْرِ فِي الكَثْرَةِ» (قضاة ٧: ١٢). وقول المسيح «أَنْتِ يَا كَفْرَنَاحُومَ المُرْتَفِعَةَ إِلَى السَّمَاءِ» (متّى ١١: ٢٣). وقول اليهود «هُوَذَا العَالَمُ قَدْ ذَهَبَ وَرَاءه» (يوحنا ١٢: ١٩). ومما يقرب من قول يوحنا في هذه الآية قول الجامعة «لِعَمَلِ كُتُبٍ كَثِيرَةٍ لا نِهَايَةَ» (جامعة ١٢: ١٢).

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112

> وقوله " وأشياء أخر كثيرة صنعها يسوع إن كتبت واحده فواحده فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة آمين " معناه على رأى البعض أنه لو ذكرت " جميع المعجزات التى صنعها يسوع لما إستطاع أهل العالم أن يرفوهتا كلها ولحسبوها أحلاما وحكايات باطلة وربما نسبوها إلى السحر ، ومعناه على راى آخرين أن ما كتبه يوحنا فى هذه البشارة من تعاليم المسيح وأعماله سوى القليل من كثير وكذلك الأنجيلون الآخرون لم يدونوا من كل ما قاله وعمله المسيح إلا اليسير ليعلم منه أن يسوع هو المسيح إبن الله لكى لكى تكون للمؤمنين به حياة بإسمه وأما قوله أنها لو كتبت ما كان العالم يسع الكتب المكتوبة أى فى ذلك الوقت حيث لا تتوفر الأوراق ووالأدوات لكتابة كل شئ فى حياة يسوع منذ ولادته وختى موته لأن لا يوجد تسجل لحياته من طفولته وحتى سن الثلاثين كقول الجامعة " لعمل كتب  كثيرة لا نهاية لها (جا 12: 12) زقزل اليهود " هوذا العالم قد ذهب وراءه (يو 12: 19* والمراد أن كثيرون إتبعوا يسوع .

 

 

 

 

This site was last updated 09/02/21