Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير يوحنا الإصحاح  الثامن عشر (يو 18: 19- 40)  

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير يوحنا ص1 1: 1-18
فسير إنجيل يوحنا ص 1: 19- 51)
تفسير إنجيل يوحنا ص 2
تفسير إنجيل يوحنا ص 3
تفسير إنجيل يوحنا ص4
تفسير إنجيل يوحنا ص5
تفسير إنجيل يوحنا ص6:1- 40
تفسير إنجيل يوحنا ص6: 41- 71
تفسير إنجيل يوحنا ص 7: 1- 24
تفسير إنجيل يوحناص7: 25- 53
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 1- 20
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 21 37
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 38- 59
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 1- 23
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 24-41
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 1- 21
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 22- 42
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 1-32
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 33- 57
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 1- 26
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 27- 50
تفسير إنجيل يوحنا ص13: 1- 17
تفسير إنجيل يوحنا ص13: 18- 38
تفسير إنجيل يوحنا ص14: 1-14
تفسير إنجيل يوحنا ص14: 15- 31
تفسير إنجيل يوحنا ص15: 1- 17
تفسير إنجيل يوحنا ص15: 18- 27
تفسير إنجيل يوحنا ص 16: 1- 15
تفسير إنجيل يوحنا ص 16: 16- 33)
تفسير إنجيل يوحنا ص 17: 1- 16-
تفسير إنجيل يوحنا ص17:  17- 26
تفسير إنجيل يوحنا ص18: 1-18
تفسير إنجيل يوحنا ص18: 19- 40
تفسير إنجيل يوحنا ص 19: 1- 22
تفسير إنجيل يوحنا ص19: 23- 42
تفسير إنجيل يوحنا ص20
Untitled 8430
تفسير إنجيل يوحنا ص 21
Untitled 8415
ت
Untitled 8528

تفسير يوحنا الإصحاح  الثامن عشر - فى مجمل الأناجيل الأربعة: الفصل26 

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثامن عشر (يو 18: 19- 40)
5. حوار مع رئيس الكهنة (يوحنا 18:  19- 24)
6. إنكار بطرس مرتين (يوحنا 18:  25- 27)
7. في دار الولاية (يوحنا 18:  28- 32)
8. حوار مع بيلاطس (يوحنا 18:  33- 40)

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثامن عشر
5. حوار مع رئيس الكهنة
(يوحنا 18:  19- 24)

    شرح وتفسير (يوحنا 18:  19)  19 فسال رئيس الكهنة يسوع عن تلاميذه وعن تعليمه.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

إقتيد الحق للوقوف أمام رئيس الكهنة حنان ، وقيافا، الذي تصادف أنه كان زوج إبنة حنانيا. وأمام قيافا والسنهدريم اليهودي تقدم العديد من شهود الزور ليشهدوا ضد الحق، ولكن لم يمكنهم إثبات أي شيء ولم يوجد أي دليل على فعل خطأ. لقد كسر قيافا سبع قوانين على الأقل في محاولة إدانة الحق: (1) عقدت المحاكمة سراً؛ (2) عقدت ليلاً؛ (3) شابتها الرشوة؛ (4) لم يكن مع المتهم من يدافع عنه؛ (5) لم يتم إستيفاء شرط وجود شاهدين أو ثلاثة؛ (6) إستخدموا شهادة المتهم لإدانته؛ (7) نفذوا عقوبة الإعدام بحق المتهم في نفس اليوم. كل هذه الأفعال يمنعها الناموس اليهودي. وبالرغم من ذلك، أعلن قيافا إدانة الحق، لأن الحق قال أنه هو الله في الجسد، وهو ما سماه قيافا تجديفاً.

 لقد واجه الحق ستة محاكمات في أقل من يوم واحد، ثلاث منها محاكمات دينية، وثلاث محاكمات مدنية قانونية. في النهاية،

 أولاً : المحاكمة الدينية الأولى
كان من المفروض أن يظل السيد المسيح بالسجن حتى يأتى وقت المحاكمة التى ينبغى أن تكون نهاراً، ويحضرها على الأقل ثلث أعضاء مجمع السنهدريم أى ثلاثة وعشرون عضواً على الأقل.
ولكن قيافا كان يريد أن يفرغ من القضية بسرعة لأنه يعلم أن الاتهام ظالم، والأدلة واهية، وليست هناك قضية أصلاً.
بدأت المحاكمة الدينية الأولى فى قصر رئيس الكهنة، وكان اتهام رئيس الكهنة له :
1- إثارة الفتنة ضد الديانة اليهودية، وضد الدولة الرومانية.
2- اتهامه بالهرطقة.
1) " فَسَأَلَ رَئِيسُ الكَهَنَةِ يَسُوعَ"

لقد انفرد إنجيل يوحنا بسرد وقائع المحاكمات االدينية الثلاثة الأولى  يراسها حنان والثانية والثالثة يراسها قيافا . ومن لغة الرواية يُستدل أن التلميذ يوحنا كان حاضراً وشاهد عيان: «وكان سمعان بطرس والتلميذ الآخر يتبعان يسوع. وكان ذلك التلميذ معروفاً عند رئيس الكهنة، فدخل مع يسوع إلى دار رئيس الكهنة» (يو15:18). «فسأل رئيس الكهنة يسوع عن تلاميذه وعن تعليمه.» (يو19:18)
فَسَأَلَ رَئِيسُ الكَهَنَةِ هو حنان انظر شرح (يو 18: 13). «شهود زور يقومون, وعما لم أعلم يسألوني.» (مز 11:35) بعض المفسريين يقولون أن أسئلة حنان كانت للتحقيق فقط ولا ترتقى لإعتبارها محاكمة بينما قال مفسرين آخرين أنه المحاكمة الدينية الأولى أمام مجلس السنهدرين الذى يراسه رئيس كهنة شرعى الذى هو حنا والذى عزله الرومان بينما ظل هو الرئيسالفعلى فى نظر اليهود وكان هذا السؤال التحقيقى لحنان مقدمة للمحاكمة أمام قيافا وأعضاء المجلس الذي ذكره متّى ومرقس. وكان القصد منه الوقوف على ما يشتكون به يسوع. ولعل حنان كان يأمل أن يستجوب يسوع قبل التئام المجلس بمحاورة بسيطة يحمله أثناءها على الإقرار بما يكون سبباً للشكوى عليه.

 يشير هذا الجزء من الآية أن رئيس الكهنة هو حنان وليس قيافا ، كان حنان هو المحرك الرئيسى للكهنة ويقف خلف رئيس الكهنة قيافا فقد كان رئيسا للكهنة من سنة 6 إلى عام 14 قبل الميلاد وقد عينه كيرينيوس والى سورية وعزله وأقاله فاليريوس غارتوس ، فخلفه خمسة من اولاده وحفيده ، كان حنان يملك حقوق التجارة فى منطقة الهيكل ، ولا شك أنه كان يتوق لرؤية الشخص الذى ظهر فى الخيكل مرتين ، وقبل موائد الصيارفة وباعة الحمام وقال قولته المشهورة بيتى بيت الصلاة يدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص ، ومن أسئلة حنان نعرف أنه كان مهتما بتلاميذ يسوع ومهتما ايضا بتعاليمه التى من المؤكد أنه سمع بعضا منها عن طريق خدامه ولكنها فيما يبدوا وصلت إليه مشوشة فاراد أن يعرف تعاليمه من مصدرها يسوع ولكن فيما يبدوا أن يسوع لم يرى فائده من تعليمه
‏وقبل أن نخوض في خطوات المحاكمة الدينية , وجدنا من المفيد أن نُطلع القارىء على القوانين اليهودية الكنسية التي جعها العالم وستكوت، والتي كان معمولا بها في ذلك العهد تقريباً, من واقعع كتب المشناه. علماً بأنه من العسير تحديد زمان كتابة هذه القوانين التي جاءت تحت رأس عنوان «السنهدريم». ومن هذه القوانين نستشف, إلى حد ما، كيف اتفق بعضها مع الإجراءات التي اتخذت في محاكمة المسيح، وكيف ابتعدوا جداً في كثير منها عن أصالة التقليد:
1- القضايا الخاصة والمخالفات الرئيسية، يصير الحكم فيها بواسطة مجمع من ثلاثة وعشرين عضوا: (الفصل الأول مقطع 4‏).
2- القضايا الخاصة بمحاكم إدعاء النبوة, أي النبوة الكاذبة, يصير الحكم فيها على وجه الخصوص بحضور المجمع الكبير للسنهدريم، أو واحد وسبعين عضواً: (الفصل الأول مقطع 5).
3- بخصوص الشهود، يلزم أن يُفحصوا بدقة، وعلى انفراد، في جميع الأحوال. على أن اتفاق اثنين منهم يعتبر كافياً وصحيحاً: (فصل 3 مقطع 6؛ فصل 5 مقاطع ا وما بعده).
4- في القضايا الرئيسية، يُختبر الشهود اختباراً خاصاً من جهة دوافعهم التي أتت بهم للشهادة، ويُحزروا من جهة خطورة هلاك النفس: (الفصل 4 مقطع 5)، على أن لا تُقتل شهادة عن طريق السماع المنقول.
5- يجلس القضاة على شكل نصف دائرة، على أن يجلس الرئيس في الوسط، حتى يواجه الكل بعضهم وجهاً لوجه: (فصل4 ‏مقطع 3).
6- في القضايا الرئيسية، يرتب كل شي, حتى يُعطى للمتهم حق الاستفادة من جنوح القضية نحو الشك! وحينئذ تؤخذ أصوات المبرئين أولاً: (فصل 4 مقطع 1).
7- في القضايا المدنية، يمكن أن تستمر المحاكمة ويُفرغ منها في الليل. على أن التقرير يمكن أن يخرج في نفس يوم فحص القضية.
8- في القضايا الرئيسية، تصير المحاكمة فقط بالنهار؛ بينما الحكم بالبراءة يمكن أن يُنطق به في يوم القضية نفسه، لكن النطق بالاتهام والإدانة لا ينطق به إلا في اليوم الثاني للقضية. على أن مثل هذه القضايا لا يجوز فحصها مساء السبت ولا في عيد: (الفصل4 المقطع1؛ الفصل الخامس مقطع5‏).
9- في حالة الاتهام، يلزم أن يُمنح المتهم أربع أو خمس مرات حسب مقتضيات الحاجة، ليأتي بحجج والتماسات جديدة: (فصل6 مقطع 1)
10- في ختام الاتهام والإدانة، يُستحث المتهم أن «يعترف» حتى لا يهلك فيما بعد: (فصل6 مقطع2).
11- يتقدم المُدان مناد، ويقول بصوت عال: إن فلان الفلاني ابن فلان الفلاني ذاهب للرجم بسبب كذا وكذا من السيئات. والشهود عليه هم فلان وفلان، وكل من يستطيع أن يدلي ببيانات تثبت براءته فليتقدم ويعطي الأسباب: (فصل6 مقطع1).
12- في قضايا التجديف يُفحص الشهود فحصاً شديداً فيما يخص اللغة التي استخدمها المتهم، فإذا ثبتت صحة شهادة الشهود ثبوتاً قاطعاً يقف القضاة ويشقتون ثوبهم: (فصل7 مقطع5‏).
13- المجدف يُرجم. (فصل7 مقطع4)
14- بعد رجم المجدف, يُعلق على المشنقة: (فصل6 مقطع4)، وينزل عنها في المساء، ليُدفن في مقبرة عامة، تُعد خصيصاً لهذا الغرض: (فصل6 مقطع5‏).


2) " عَنْ تلامِيذِهِ"

أي عن عددهم ومقامهم وأماكن سكناهم ومعلوماتهم وأسمائهم.  لم يكن القصد معرفة من هم تلاميذه لأنهم كانوا يعرفونهم، والقديس يوحنا يقف كعينة فاخرة من هذه الزمرة. ولكنه كان يسأل عن مدى العلاقة التي تربطه بتلاميذه، لأن بيت القصيد في التهمة والاتهام أنه جعل نفسه «ابن الله» وبالتال فهو, بحسب ادعائهم هذا, يكون فوق السلطة الكهنوتية والراكب فوق رؤوسهم! وتلاميذه هم، والأمر كذلك، رؤساء كهنة بالدرجة الأولى والقيمون على الرسالة وانتشارها والمعلمون المنوط بهم تعليم الشعب. هذا أمر يخص رئيس الكهنة من الاتهام. أما الإعداد لتقديم الاتهام للرومان، فلأنه «المسيح الملك», فتلاميذه بالتال يكونون هم الحكام والقواد والمنوط بهم القيام بالثورة. هذا دور التلاميذ الذي يسأل عنه.ولكن المسيح فوت عليه البند الأول من جهة تلاميذه، فلم يجيبه على هذا السؤال إجابه مباشرة  فلم يلتفت إليه أصلاً، لأن مبدأ المسيح الذي حرص عليه منذ البدء: «أن لا يهلك منهم أحد» (يو39:6؛ 12:17).

وسمع بطرس هذا السؤال فأنكر أنه من تلاميذ يسوع. (يو 18: 17)17 فقالت الجارية البوابة لبطرس:«الست انت ايضا من تلاميذ هذا الانسان؟» قال ذاك:«لست انا!»  وربما كان حنان يهدف من هذا السؤال شكوى يسوع لبيلاطس، إذا أقر بكثرة تلاميذه بأنه يسعى للثورة على القيصر.

 

3) " وَعَنْ تَعْلِيمِهِ "

ليعرف هل له تعاليم سرية تنافي شريعة موسى أو قوانين الدولة الرومانية، ليشكوه بالتجديف أو بالخيانة.
ثم ابتدأ المسيح يهاجم فكرة التعليم السري، التي يدور حولها قيافا، وكأنها خطة خفية عن مملكة وملكوت يعده بالشفرة، ليعلنه في الوقت المناسب لينصب نفسه «مسيا الملك». وهذا من واقع الاتهام الذي قدمه ليبلاطس، كما جاء في إنجيل القديس لوقا: «ويمنع أن تُعطى جزية لقيصر، قائلاً إنه هو مسيح ملك» (لو2:23). وهذا هو الذي حدا ببيلاطس أن يسأله, كما جاء في إنجيل القديس يوحنا: «ودعا يسوع وقال له: أنت ملك اليهود» (يو33:18). هنا واضح أن القديس يوحنا يكمل ويشرح عرضاً ما جاء في إنجيل القديس لوقا.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> .سأل حنان يسوع (1) عن عدد تلاميذه حتى إذا رأى أنهم كثيرون يشكوه إلى بيلاطس بأنه مهيج الفتنة و (2) عن تعاليمه ليرى هل فيها ما ينافى شريعة موسى ليشكوه إلى المجمع

   شرح وتفسير (يوحنا 18:  20)  20 اجابه يسوع:«انا كلمت العالم علانية. انا علمت كل حين في المجمع وفي الهيكل حيث يجتمع اليهود دائما. وفي الخفاء لم اتكلم بشيء.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " أَجَابَهُ يَسُوعُ: أَنَا كَلَّمْتُ العَالَمَ علانِيَةً  ..  وَفِي الخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ"
فهم المسيح المغزى من سؤال حنان وخلاصة جواب المسيح أنه كان يعلّم دائماً جهاراً لا خفية، فلو كان في تعليمه منافاة للدين أو السياسة لعلّمه سراً. ولكن كل تعليمه وغاياته كانت معلنة للجميع. هنا يقول يسوع لحنان أنك تعرف تعاليمى لأنها إنتشرت بين الناس فلا داعى لتكرارها .. علم يسوع علانية فى كل مكان ولكن كان يفسيرها لتلاميذة فقط (مر 4: 10- 12)  كانت المشكلة الحقبقبة هو تصلب الفكر عند قادة اليهود الدينيين وإعتبار كلماتهم ورأيهم لا ينتقده أحد

 «أنا كلمت ... أنا علمت», يجيء كل منهما في التصريف الكامل المنتهي (الماضي التام) لتمهد لآخر كلمة قالها، بعد التطبيق العملي على الصليب, لكل ما قال وعلم: «قد اكمل.» (يو30:19)

«أنا كلمت ... أنا علمت»: واضح كيف أن المسيح لكي يفوت على قيافا الإجابة عن «التلاميذ»، ابتدأ يركز على نفسه: «فأنا ... أنا» تحمل المجاهرة القوية الصلبة والشجاعة.

جيء كلمة «أنا كلمت» قبل «أنا علمت», أن التعليم الذي يسأل عنه قيافا لم يكن سرياً ولا بالشفرة أو الرموز، بل بالكلام العلني الحر، المسموع والمفهوم لدى «العالم», وكلمة «العالم» هنا تشمل كل درجات الناس بلا تمييز, تلاميذ وغير تلاميذ: «كما قلت لليهود ... أقول لكم أنتم الآن» (يو33:13). والعلنية التي يفتخر بها المسيح، تجيء موبخة وفاضحة للسرية التي اتخذها قيافا ومن معه في خطة القبض عليه والتخابر السري مع يهوذا ودفع الثمن له! وتدبير هذه المحكمة وجمع شهود الزور. ثم يعود المسيح ويخصص تعاليمه لكل العالم على مستوى العلانية في البيوت والشوارع إلى: «أنا علمت كل حين في المجمع, وفي الهيكل, حيث يجتمع اليهود, وفي الخفاء لم أتكلم بشيء». لاحظ هنا تأكيد المسيح على موضوع «الخفاء».

لمسيح يقدم نفسه كمعلم دولة أولاً على مستوى «العالم»، ثم معلم الشعب اليهودي كافة بكل فئاته، حيث استمع إليه رؤساء كهنة وكتبة وفريسيون، خاطبهم وخاطبوه وناقشهم وناقشوه. إذن، لم يكن معلم جماعة، أو شيخ طريقة، أو صاحب مذهب, أو إمام شيعة، بل هو الناطق بكلمة الله في كل مكان وزمان ولكل إنسان!
‏«وفي الخفاء لم أتكلم بشيء»: (إش19:45)«لم أتكلم بالخفاء في مكان من الأرض مظلم. لم أقل لنسل يعقوب باطلاً اطلبوني. أنا الرب متكلم بالصدق، مخبر بالاستقامة.» ( إش ٤٨: ١٦)16 تقدموا الي اسمعوا هذا.لم اتكلم من البدء في الخفاء.منذ وجوده انا هناك والان السيد الرب ارسلني وروحه

بل ولم يصرح المسيح قط أن ما يعلم به يبقى في الخفاء: «الذي أقوله لكم في الظلمة قولوه في النور، والذي تسمعونه في الأذن، نادوا به على السطوح» (مت27:10‏). المسيح هنا يشجب كل تعليم سري، لأن كل تعليم سري يخلو من الحق. أما الحق فهو علم العلانية ومعرفة النور, ويكفي أن يقول المسيح كمعلم: «أنا هو الطريق والحق والحياة» (يو6:14).

 

2) " أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي المَجْمَعِ "

( لوقا ٤: ١٥ ) 15 وكان يعلم في مجامعهم ممجدا من الجميع." وكان يعلم فى المجامع ويفعل معجات فيها (مر 3: 1) ثم دخل ايضا الى المجمع وكان هناك رجل يده يابسة." وسجد رئيس مجمع عند قدمى يسوع (مر 5: 22) واذا واحد من رؤساء المجمع اسمه يايرس جاء. ولما راه خر عند قدميه " وعلم فى مجمع الناصرة (لو 4: 16) وجاء الى الناصرة حيث كان قد تربى. ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرا "

المسيح على الجبل علم، وفي الطريق علم، وفي البيوت وفي الخلاء وفي القفر وعلى شاطىء البحر وأمام القبر علم! بالليل مع نيقوديموس الذي آثر الظلام علم، وفي منتصف النهار ضرب ميعاده مع السامرية وعلم، وعلى مدى النهار كله وحتى خار الشعب, علم وأطعم. اختار السبوت للمجامع، والأعياد للهيكل. وما قاله هنا وهناك سمعناه كلنا، وفي كل مكان، وفي الدنيا كلها الآن. وحديث القلب الخاص جداً في العلية لتلاميذه, الذين أحبهم إلى المنتهى, على العشاء الأخير، صار حديثنا، بل صار إنجيلنا، بل صار طقسنا نرتل به، ونسبح, ونهذ فيه الليل مع النهار!

 

3) " وَفِي الهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ اليَهُودُ دَائِماً. "

(متّى ٢٦: ٥٥ ) 55 في تلك الساعة قال يسوع للجموع: «كانه على لص خرجتم بسيوف وعصي لتاخذوني! كل يوم كنت اجلس معكم اعلم في الهيكل ولم تمسكوني.  ( يوحنا ٧: ١٤، ٢٦، ٢٧، ٢٨ ) 14 ولما كان العيد قد انتصف، صعد يسوع الى الهيكل، وكان يعلم. 25 فقال قوم من اهل اورشليم:«اليس هذا هو الذي يطلبون ان يقتلوه؟ 26 وها هو يتكلم جهارا ولا يقولون له شيئا! العل الرؤساء عرفوا يقينا ان هذا هو المسيح حقا؟ 27 ولكن هذا نعلم من اين هو، واما المسيح فمتى جاء لا يعرف احد من اين هو».  ( يو ٨: ٢ ) 2 ثم حضر ايضا الى الهيكل في الصبح، وجاء اليه جميع الشعب فجلس يعلمهم.

† " اجابه يسوع:«انا كلمت العالم علانية. انا علمت كل حين في المجمع وفي الهيكل حيث يجتمع اليهود دائما.  " ..
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> فأجابه المسيح بما فحواه أن تعاليمه كلها جهارية والجميع يعرفونها وكلهم بالطبع يشهدون بأنه لم يتكلم أبدا لاضد الحكومة ولا ضد شريعة موسى   .

    شرح وتفسير  (يوحنا 18:  21)  21 لماذا تسالني انا؟ اسال الذين قد سمعوا ماذا كلمتهم. هوذا هؤلاء يعرفون ماذا قلت انا».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " «لِمَاذَا تَسْأَلُنِي أَنَا؟ اِسْأَلِ الَّذِينَ قَدْ سَمِعُوا مَاذَا كَلَّمْتُهُمْ. هُوَذَا هَؤُلاءِ يَعْرِفُونَ مَاذَا قُلتُ أَنَا»."
 علم يسوع  الشعب فى البرارى والمجامع والهيكل وألأعياد الدينية أى فى الماكن العامة لهذا كان سؤال حنان غير قانونى طبقا للشريعة اليهودية  
أشار بذلك إلى أنه ليس من العدل أن يسأل القاضي المتهم عما يحمله به على الشكوى على نفسه، في الحقيقة، كان المسيح يخاطب السامعين أنفسهم!! رؤساء ‏الكهنة والمحققين. يخاطب, إن لم يكن شجاعتهم ليدلوا بشهادتهم لو أرادوا, هذا لو كانت لهم حرية الإرادة, فضمائرهم!! ثم أنه في قول المسيح هذا، رجعة قانونية على المحقق المتحامل المدلس. فبحسب القانون اليهودي، يلزم حضور شهود الدفاع أولاً لتبرئة ذمة المتهم! هو هنا يطلب شهود الإيجاب, أي يطلب تعديل وضع المحكمة!! فالوضع القانوني الصحيح في المحاكمات اليهودية العريقة في القدم أن المتهم بريء إلى أن تثبت إدانته. ولكن المسيح كان، في قرارة نفسه ولسان حاله, قد أكمل التعليم والأجوبة والشهادة والبراهين الكلامية التعليمية والإعجارية, والوقت لم يعد وقت شهادة وسؤال وجواب، ولكن هي شدة وضيق كان عليه أن يجوزها في صمت, لو أمكن! وأبان له أن لا حاجة له إلى أن يسأله عن تعليمه، لأن الذين سمعوه كثيرون ويشهدون عليه إن كان قد تكلم بما لا يليق.
 «لماذا تسألني»، رفضاً مقنعاً للمسيح الاجابة على سؤال ساذج ، وهو ما نسمعه في الأناجيل الأخرى أنه صمت وأنه لم يرد بشيء!! «فقام رئيس الكهنة في الوسط، وسأل يسوع قائلاً: أما تجيب بشيء ماذا يشهد به هؤلاء عليك. أما هو فكان ساكتاً، ولم يجب بشيء.» (مر61:14-62؛ مت62:26-63)
‏ثم كيف يجيب المسيح على قاض صمم وأعلن عن قتله؟

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

   شرح وتفسير (يوحنا 18:  22)  22 ولما قال هذا لطم يسوع واحد من الخدام كان واقفا، قائلا: «اهكذا تجاوب رئيس الكهنة؟»
 ،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَلَمَّا قَالَ هَذَا لَطَمَ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنَ الخُدَّامِ كَانَ وَاقِفاً،"

نسجل هنا ضرب المسيح المفروض أن يكون متهما أمام القاضى فأى محكمة هذه !!!
وَاحِدٌ مِنَ الخُدَّامِ أي من خدام حنّان أو خدام الهيكل الذين أتوا لحراسة يسوع الذى كان موثقا . وكانت هذه الضربة أول لطمة لوجه ذلك البار من أيدي الأثمة.

‏لقد سجل إشعياء النبي هذا المنظر قبل أن يحدث بستمائة سنة وصوره أروع تصوير: «بذلت ظهري للضاربين، وخدتي للناتفين (في السبعينية «للطم»، وجهي لم أستر عن العار والبصاق» (إش6:50)، [وخديك أهملتهما للطم] (القداس الغريغوري القبطي)

وهذا يعنى أن الضارب أخذ موافقة رئيس الكهنة أو بإيعاز منه أى أن سكوت رئيس الكهنة حنان يعتبر أنه المحرض والضارب للمسيح وضرب حنان بولس الرسول فى (أع 23: 2) 2 فامر حنانيا رئيس الكهنة، الواقفين عنده ان يضربوه على فمه.  "

كما حدث مع أرميا النبى الذى ضربه كاهن  (إر 20: 1- 2) 1 وسمع فشحور بن امير الكاهن.وهو ناظر اول في بيت الرب.ارميا يتنبا بهذه الكلمات. 2 فضرب فشحور ارميا النبي وجعله في المقطرة التي في باب بنيامين الاعلى الذي عند بيت الرب."

هنا تتحقق نبوة أشعيا القائلة (إش 50 : 6) "بذلت ظهري للضاربين وخذي للناتفين.وجهي لم استر عن العار والبصق  " طالب يسوع بإظهار خطأ ما قاله فما هو سبب الإعتداء عليه ولطمه على وجهه؟ !!! كان حنان رئيسًا للكهنة من سنة 7م - 14-15م حينما أسقطه الوالي السابق لبيلاطس وكان اسمه فاليريوس جراتوس. وتوّلى بعد حنان ابنه اليعازار لمدة سنة واحدة سنة16-17م. ومن بعده جاء قيافا زوج إبنته وبقى في الرئاسة حتى سنة 35-36 حيث أسقطه الوالي الذي أتى بعد بيلاطس. ومن بعد قيافا تولى الرئاسة ابن آخر لحنان هو يوناثان سنة 36-37م ومن بعده تولى الرئاسة ثلاثة من أولاد حنان وهم ثاوفيلس سنة37-41م ثم متياس سنة41-44م ثم حنان الصغير حتى سنة62م وهو الذي مدّ يده وقتل يعقوب أخو الرب (هذا غير يعقوب أخو يوحنا الذي قتله هيرودس) (أع1:12، 2). وكانت هذه العائلة مشهورة بالرشوة والدسائس الدينية وواضح أن حنان الكبير كان متسلطًا على قيافا وغيره وهذا ما نلاحظه في (لو2:3) فهو يقول رئيس الكهنة حنان وقيافا. فقال رئيس الكهنة بالمفرد. فكان حنان يمارس وظيفة رئيس الكهنة من خلف قيافا. وكانت هذه العائلة كعصابة تستخدم الهيكل في التجارة لذلك قال المسيح عن الهيكل "حولتموه إلى مغارة لصوص". ولذلك كانت حادثة تطهير الهيكل سبب حقد حنان وقيافا، فهي أوقفت نهر المال الذي يتدفق عليهما من تجارة الهيكل. ونلاحظ من (يو45:7-49) أن المؤامرات وإرسال الخدام، خدام الهيكل الذين هم ضباط على مستوى عالٍ من المعرفة، كانت مستمرة منذ زمن ولكن حينما ذهب هؤلاء الخدام للمسيح أعجبوا به. الذي كان رئيسًا للكهنة في تلك السنة= كان رئيس الكهنة يستمر في وظيفته حتى يموت. ولكن قصد يوحنا بهذا أن قيافا كان رئيسًا للكهنة في تلك السنة التي كانت السنة المقبولة للمؤمنين وسنة خيبة اليهود وخسارتهم لكل شيء. وتعني أيضًا كثرة تغيير رؤساء الكهنة بواسطة الحكام الرومان.

 

2) " قَائِلاً: أَهَكَذَا تُجَاوِبُ رَئِيسَ الكَهَنَةِ؟"
أَهَكَذَا تُجَاوِبُ رَئِيسَ الكَهَنَةِ؟ اتهمه بالوقاحة لأنه بريء طلب حقه بجسارة.
‏لم يكن العبد أسوأ من سيده, فلو كان رئيس الكهنة «الاضعف» احترم حقوق المتهم بحسب القانون, ما تجرأ العبد ومد يده على ر

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> حسب واحد من الخدام أن مجاوبة المسيح لرئيس  الكهنة حنان وقاحة فلطمه بيده الأثيمة على وجهه البار

   شرح وتفسير  (يوحنا 18:  23)  23 اجابه يسوع:«ان كنت قد تكلمت رديا فاشهد على الردي، وان حسنا فلماذا تضربني؟»
  
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

† " إن ... إن  " .. جملتان شرطيتان من الصنف الأول من المؤكد أنهما صحيحتان هنا يتحدى يسوع أن يقدم برهانه  


1) " أَجَابَهُ يَسُوعُ: إِنْ كُنْتُ قَدْ تَكَلَّمْتُ رَدِيّا"
إِنْ كُنْتُ قَدْ تَكَلَّمْتُ رَدِيّاً أي بغير الاحترام الواجب لرئيس الكهنة أو لمنزلته.

( متّى ٥: ٣٩) 39 واما انا فاقول لكم: لا تقاوموا الشر بل من لطمك على خدك الايمن فحول له الاخر ايضا. "  لم يأمرنا الرب ألا نتكلم وندافع عن أنفسنا عند الإعتداء علينا ويعطينا المسيح هذا  الموقف لتصحيح ما يفهمه المسيحيين من الآية السابقة فعقاب اللطم أو الضرب يخضع لمعايير معينه فى ذلك الزمان كعقاب لخطأ أو شتيمة .. أو ما إلى ذلك بيمكا هو ممنوع فى عصرنا الحالى قانونا حتى لعقاب اطفالنا ..

 

2) " فَاشْهَدْ عَلَى الرَّدِيِّ "

المسيح هنا لا يرد على العبد, بل على قيافا حامي التوراة، وهل أعطت التوراة هذا العبد علة هذا التعدي والذى حدث أما رئيس الكهنة والذى تغاضى على لطم عبده على المسيح فلم يعاقب المغتدى ب بمقتضى شريعة موسى وهو لم يسب احدا (خروج ٢٢: ٢٨).28 لا تسب الله.ولا تلعن رئيسا في شعبك. " وقد قرأها القديس بولس «رئيس شعبك لا تقل فيه سوءاً» (أع5:23). فالمسيح هنا يسأل رئيس المحكمة الذي رأى ووافق على اللطم. إن القانون يقول: «لا تقل سوءاً», فما هو هذا السوء الذي تكلمت به حتى تعطي لعبدك الحق في الاساءة؟ وأنا لم أتكلم سوءاً, بل حسناً!! لقد احتسب المسيح هذه الإساءة, دون سبب, أنها مخلة بإجراءات المحاكمة وخروجاً على القانون والتوراة. وتجدر الاشارة هنا، إلى أن القانون اليهودي ينص على أنه ليس للقاضي الحق إلا ليطرح المذنب، إذا ثبت عليه الذنب، ثم يأمر بعد ذلك بالجلد في حدود كرامة الانسان «لئلا يُحتقر في عينيك»!!!
 

3) " وَإِنْ حَسَناً فَلِمَاذَا تَضْرِبُنِي؟"
المسيح وهو موثق اليدين يوبخ ضاربه بهذا لأنه ضرب إنساناً لم يثبت عليه ذنب أو تهمة . وفي هذا بيان أن أمر المسيح في ( متّى ٥: ٣٩) 39 واما انا فاقول لكم: لا تقاوموا الشر بل من لطمك على خدك الايمن فحول له الاخر ايضا. " لا يمنع من اعتراض المظلوم بلطف وحلم على الظالم.
+ «إذا كانت خصومة بين أناس، وتقدموا إلى القضاء ليقضي القضاة بينهم فليبرروا البار, ويحكموا على المذنب. فإن كان المذنب مستوجب الضرب, يطرحه القاضي، ويجلدونه أمامه على قدر ذنبه بالعدد. أربعين يجلده، لا تزد، لئلا إذا زاد في جلده على هذه ضربات كثيرة, يحتقر أخوك في عينيك.» (تث1:25-4)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  فوبخه المسيح قائلا : " إن كنت تكلمت رديئا فأشهد على الردى " من كلامى حسب شريعة موسى وعندها كان يحكم بمقتضاها : وإن حسنا " حسب الواقع والثابت "فلماذا تضربنى " فأنت إذا أيها الخادم مذنب لأنك ضربتنى وأنا برئ - قال القديس أغسطينوس : أن يسوع لم يحول خده الى للطم فقط بل أعد جسده كله للصلب فى الخشبة ليثبت بالعمل مشورته القائلة من لطمك على خدك الأيمن حول له الآخر ايضا - وقال غيره أن المسيح بهذا العمل علمنا إعتراض المظلوم وشكواه على الظالم جائزة

   شرح وتفسير   (يوحنا 18:  24)  24 وكان حنان قد ارسله موثقا الى قيافا رئيس الكهنة.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " «وَكَانَ حَنَّانُ قَدْ أَرْسَلَهُ مُوثَقاً إِلَى قَيَافَا رَئِيسِ الكَهَنَةِ»."
يتفق ترتيب وعدد محاكمات يسوع  مع الأناجيل الآزائية لم يذكر يوحنا تفاصيل المحاكمة الدينية الثانيةولا الثالثة كذلك   أمام قيافا لأن الأناجيل الآزائية الثلاثة  سجلتهم

ثانياً : المحاكمة الدينية الثانية
تمت هذه المحاكمة أيضاً بطريقة غير قانونية إذ كانت أيضاً فى الظلام قبل شروق الشمس. وإن اختلفت عن المحاكمة الأولى فى أنه قد حضرها بعض أعضاء مجمع السنهدريم، وكانت أيضاً فى قصر رئيس الكهنة.
ولأنهم أرادوا قتل السيد المسيح بدون جريمة لذلك أحضروا شاهدى زور شهدا :
1- أنه عـدو للهيكل ويسعى لهدمه.
2- يدعى القدرة على إعادة بناءه فى ثلاثة أيام.
وسأل رئيس الكهنة السيد المسيح سؤالاً يريد منه اصطياده بكلمة وكان لابد من الإجابة عليه،والسؤال هو :
"استحلفك بالله الحى أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله". فقال أنه المسيح ابن الله لأن عدم اعترافه سيؤدى إلى :
1- عدم وجود قضية أصلاً، وبالتالى لن يحكم عليه بالموت.
2- إذ حكم عليه بالموت سيكون لأسباب أخرى.
3- سيكون لليهود عذراً أنهم سألوه من هو وهو لم يجب عليهم، فكيف يتأكدوا من هو ؟
أسرع قيافا قائلاً "لقد جدف فما حاجتنا بعد إلى شهود .. ها أنتم قد سمعتم تجديفه"(2)، ثم شق ثيابه. وهى عادة عند اليهود إذا ما سمعوا، أو رأوا شيئاً فيه إهانة لله.
========
ثالثاً : المحاكمة الدينية الثالثة
مع بداية النهار عُقدت جلسة قانونية للمجمع (السنهدريم) اكتمل فيها النِصاب القانونى، وعقدت فى المكان القانونى فى أحد أروقة الهيكل .. هذه الجلسة القانونية كانت من أجل إضفاء الصفة القانونية للحكم عليه، وإعداد التهمة التى سيتهمونه بها أمام بيلاطس.
وفى هذه المحاكمة سأل المجمع السيد المسيح نفسه "أأنت المسيح" قل لنا، فقال لهم "إنى قلت لكم فلن تصدقوا وإن سألتكم فلن تجيبوا. إن ابن الإنسان منذ الآن سيكون جالساً عن يمين قدرة الله".
رئيس الكهنة يشق ثيابه
أعادوا السؤال مرة أخرى "أفأنت إذن ابن الله" ..
قال "نعم أنا هو كقولكم"، فقالوا "ما حاجتنا بعد إلى شهادة شهود فإننا بأنفسنا قد سمعنا من فمه هو

إجتماع السنهدرين كان غير قانونى حقق قيافا رئيس الكهنة مع يسوع وترأس محاكمة يسوع فى جلستين ومعروف في التاريخ اليهودي أن السنهدريم وهو الجهة القضائية العليا المنوط بها الفحص والحكم في القضايا الكبرى التي تخص اليهود، قد توقف عن العمل 40سنة قبل خراب أورشليم، أي كان متوقفًا عن العمل أيام المسيح، وهم قد منعوا من الاجتماع في الدار المخصصة للسنهدريم المسماة "جازيت" وبحسب التلقيد اليهودي لا يجوز للسنهدريم أن يحكم بالموت خارج الجازيت. ولذلك كان اجتماعهم في دار قيافا اجتماعًا غير قانوني، بل بناء على استدعاء رؤساء الكهنة للتصديق الشكلي على الحكم. ويقول التلمود اليهودي أنه قبل خراب الهيكل بأربعين سنة انتزع من إسرائيل حق الحكم بالإعدام، ولكن يبدو أنه في غياب الوالي الروماني خارج أورشليم أتيح لهم أن يحكموا على إسطفانوس بالرجم.

بعد القبض على المسيح فى بستان جسثيمانى (يو 18: 3)3 فاخذ يهوذا الجند وخداما من عند رؤساء الكهنة والفريسيين، وجاء الى هناك بمشاعل ومصابيح وسلاح. "  ثم بدأ إنجيل يوحنا تسجيل وقائع هذه المحكمة فى (يو 18: 13) 57 والذين امسكوا يسوع مضوا به الى قيافا رئيس الكهنة حيث اجتمع الكتبة والشيوخ. " وفى هذه الآية التى نحن بصدد تفسيرها إنتهت المحكمة الأولى الدينية برئاسة حنان رئيس الكهنة والحضور من مجلس السنهدرين اليهودى السبعينى (متّى ٢٦: ٥٧) 57 والذين امسكوا يسوع مضوا به الى قيافا رئيس الكهنة حيث اجتمع الكتبة والشيوخ." 

وإلى هنا تكون قد تمت التحقيقات المبدئية أمام «حنان» شكلياً، ثم التحقيقات التسجيلية في مضابط الجلسة أمام قيافا ومجلس السنهدريم. على أن التقليد اليهودي والتقليد المسيحي معاً، لا يقول أي منهما أن المسيح حوكم أمام السنهدريم رسمياً، وهي التحقيقات التي انتهت بتمزيق رئيس الكهنة ثوبه إعلاناً عن تجديف سجله على المسيح زوراً، وأشهد عليه السنهدريم, وهيج الأعضاء، فقاموا على المسيح وصنعوا به كل ما أرادوا. وهذا جاء في إنجيل ( مرقس 14: 55- 66)

 وسبب ذكر يوحنا هذه الآية دفع توهّم القارئ أن يسوع لم يُحاكم عند اليهود إلا أمام حنّان. وأشار إلى المحاكمة الثانية بلا تفصيل، وقد فُصلت في (متّى ٢٦: ٥٩ - ٦٦) 59 وكان رؤساء الكهنة والشيوخ والمجمع كله يطلبون شهادة زور على يسوع لكي يقتلوه 60 فلم يجدوا. ومع انه جاء شهود زور كثيرون لم يجدوا. ولكن اخيرا تقدم شاهدا زور 61 وقالا: «هذا قال اني اقدر ان انقض هيكل الله وفي ثلاثة ايام ابنيه». 62 فقام رئيس الكهنة وقال له: «اما تجيب بشيء؟ ماذا يشهد به هذان عليك؟» 63 واما يسوع فكان ساكتا. فساله رئيس الكهنة: «استحلفك بالله الحي ان تقول لنا: هل انت المسيح ابن الله؟» 64 قال له يسوع: «انت قلت! وايضا اقول لكم: من الان تبصرون ابن الانسان جالسا عن يمين القوة واتيا على سحاب السماء». 65 فمزق رئيس الكهنة حينئذ ثيابه قائلا: «قد جدف! ما حاجتنا بعد الى شهود؟ ها قد سمعتم تجديفه! 66 ماذا ترون؟» فاجابوا: «انه مستوجب الموت».  ( مرقس ١٤: ٥٥ - ٦٤) 55 وكان رؤساء الكهنة والمجمع كله يطلبون شهادة على يسوع ليقتلوه فلم يجدوا 56 لان كثيرين شهدوا عليه زورا ولم تتفق شهاداتهم. 57 ثم قام قوم وشهدوا عليه زورا قائلين: 58 «نحن سمعناه يقول: اني انقض هذا الهيكل المصنوع بالايادي وفي ثلاثة ايام ابني اخر غير مصنوع باياد». 59 ولا بهذا كانت شهادتهم تتفق. 60 فقام رئيس الكهنة في الوسط وسال يسوع: «اما تجيب بشيء؟ ماذا يشهد به هؤلاء عليك؟» 61 اما هو فكان ساكتا ولم يجب بشيء. فساله رئيس الكهنة ايضا: «اانت المسيح ابن المبارك؟» 62 فقال يسوع: «انا هو. وسوف تبصرون ابن الانسان جالسا عن يمين القوة واتيا في سحاب السماء». 63 فمزق رئيس الكهنة ثيابه وقال: «ما حاجتنا بعد الى شهود؟ 64 قد سمعتم التجاديف! ما رايكم؟» فالجميع حكموا عليه انه مستوجب الموت. 
كلمة «موثقاً» هي الإشارة الوحيدة للادانة... مُوثَقاً أوثقه الذين قبضوا عليه (يو 18: 12) ) 12 ثم ان الجند والقائد وخدام اليهود قبضوا على يسوع واوثقوه، " فأرسله حنّان في وثاقه، أو أنه أوثقه بعد أن فكه. ولما بلغ حيث قيافا وسائر أعضاء المجلس فكوه، ثم أوثقوه حين أرسلوه إلى بيلاطس (متّى ٢٧: ٢ ) 2 فاوثقوه ومضوا به ودفعوه الى بيلاطس البنطي الوالي. ( مرقس ١٥: ١).1 وللوقت في الصباح تشاور رؤساء الكهنة واشيوخ والكتبة والمجمع كله فاوثقوا يسوع ومضوا به واسلموه الى بيلاطس.

 " .أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> ويظهر من قوله " وكان حنان قد أرسله موثقا إلى قيافا رئيس الكهنة " أى أنهم كانوا عند إدخاله إلى حنان حلوا وثاقه لأننا قد علمنا من (يو 17: 12) أنهم أوثقوه حينما قبضوا عليه ...

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثامن عشر
6. إنكار بطرس مرتين
(يوحنا 18:  25- 27)

   شرح وتفسير  (يوحنا 18:  25)  25 وسمعان بطرس كان واقفا يصطلي. فقالوا له:«الست انت ايضا من تلاميذه؟» فانكر ذاك وقال:«لست انا!».
  .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وَسِمْعَانُ بُطْرُسُ كَانَ وَاقِفاً يَصْطَلِي. فَقَالُوا لَهُ: «أَلَسْتَ أَنْتَ أَيْضاً مِنْ تلاَمِيذِهِ؟» فَأَنْكَرَ ذَاكَ وَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا»."

‏كان الإنكار الأول الذى ورد فى إنجيل يوحنا عندما أدخل يوحنا بطرس لبيت قيافا وعندما دخل بطرس سألته البوابة ووقف مع العبيد يستدفئ بالنار لأن اليوم كان بردا  (يو 18: 17) 17 فقالت الجارية البوابة لبطرس:«الست انت ايضا من تلاميذ هذا الانسان؟» قال ذاك:«لست انا!».18 وكان العبيد والخدام واقفين، وهم قد اضرموا جمرا لانه كان برد، وكانوا يصطلون، وكان بطرس واقفا معهم يصطلي.  "

وفى هذه الآية التى نحن بصدد تفسيرها هو الإنكار الثاني لبطرس، وقد تم في نهاية التحقيقات أمام حنان، وكان سبب هذا الانكار هو مناسبة ظهور الممسيح موثقاً، وهو يمر محروسا بالخدم من مكان حنان إلى مكان قيافا، إذ كانت فرصة جديدة للخدم، لإعادة النظر في هذا الغريب الجالس وسطهم دون أن يتعرفوا عليه.


الإنكار الأول لبطرس:
[حسب متى كان جارية
(مت26: 69) الزمن غير مذكور ؟ المكان : خارجاً فى الدار مع الخدام (مت26: 58) والسؤال : و انت كنت مع يسوع الجليلي (مت26: 69) فانكر قدام الجميع قائلا لست ادري ما تقولين (مت26: 70) ] ..
[ حسب مرقس  كان جارية ( مر14: 66) عندما كان بطرس يستدفىء مع الخدام  (مر14: 67)  المكان : أسفل دار رئيس الكهنة (مر14: 66)
والسؤال : أنت كنت مع يسوع الناصري (مر14: 67) فانكر قائلا لست ادري و لا افهم ما تقولين (مر14: 68) ]
[ حسب لوقا كان جارية (لو22: 56) المكان : عندما كان بطرس يستدفئ (لو22: 55) في وسط دار رئيس الكهنة (لو22: 55) و هذا كان معه (لو22: 56) فأنكره قائلا لست اعرفه يا امرأة (لو22: 57)
[ حسب يوحنا كان الجارية  (يو18: 17 ) المكان : عندما كان بطرس يستدفئ (يو18: 18) المكان الذي كان يصطلي فيه خدام وعبيد رئيس الكهنة (يو18: 18) السؤال: الست أنت أيضا من تلاميذ هذا الإنسان  (يو18: 17 ) لست أنا (يو18: 17)
الإنكار الثانى لبطرس:
 [حسب متى كان مع الجارية اخري (مت26: 70) المكان : بعدما خرج بطرس إلى الدهليز (مت26: 71) الدهليز (مت26: 71) فقالت للذين هناك و هذا كان مع يسوع الناصري (مت 26: 71) فأنكر أيضا بقسم اني لست اعرف الرجل (مت26: 72) ]
[حسب مرقس  كان مع جارية  (مر14: 69) المكان : عندما خرج إلى الدهليز (مر14: 68) الدهليز (مر14: 68) ابتدأت تقول للحاضرين ان هذا منهم ( مر14: 69 ) فأنكر أيضا (مر14: 70)
[حسب لوقا مع رجل (لو22: 58) بعد الإنكار الأول بقليل (لو22: 58)  المكان: غير مذكور ؟ قال و أنت منهم (لو22: 58) يا إنسان لست إنا ( لو22: 58)
[ حسب يوحنا مع مجموعة من الناس (يو18: 25) المكان : عندما كان بطرس يصطلى ( يو18: 25 ) عند باب دار رئيس الكهنة (يو18: 16
الست أنت أيضا من تلاميذه (يو18: 25 ) لست إنا (يو18: 25 )
الإنكار الثالث لبطرس:
[ حسب متى مع مجموعة من "القيام: (مت26: 73) الوقت : بعد الإنكار الثاني بقليل (مت26: 73) المكان : غير مذكور ؟ - حقا أنت أيضا منهم فان لغتك تظهرك (مت26: 73) فابتدأ حينئذ يلعن و يحلف إني لا اعرف الرجل و للوقت صاح الديك (مت26: 74)
[ حسب مرقس مع  مجموعة من "الحاضرون." (مر14: 70) الوقت : بعد الإنكار الثاني بقليل (مر14: 70)  المكان : غير مذكور ؟ -  حقا أنت منهم لأنك جليلي أيضا و لغتك تشبه لغتهم (مر14: 70) فابتدأ يلعن و يحلف إني لا اعرف هذا الرجل الذي تقولون عنه ( مر14: 71)
[ حسب لوقا مع " رجل آخر" (لو22: 59) بعد الإنكار الثاني بنحو ساعة واحدة ( لو22: 59)  المكان : غير مذكور ؟ ولكن يُفهم من (لو22: 61 ) إنه داخل منزل رئيس الكهنة - بالحق ان هذا أيضا كان معه لأنه جليلي أيضا (لو22: 59) يا إنسان لست اعرف ما تقول (لو22: 60)
[ حسب يوحنا مع " عبد رئيس الكهنة نسيب ملخس الذى قطع بطرس أذنه ( يو18: 26 )  المكان : غير مذكور ؟ اما رايتك انا معه في البستان (يو18: 26) فانكر بطرس ايضا (يو18: 27 )
لمزيد من التفاصيل راجع إنكار بطرس فى شبهات وهمية الفصل السادس والعشرون

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> راجع (مت 26: 72- 74) و (مر 14: 69- 72) و (لو 22: 58 - 60) ذكر يوحنا أن إنكار بطرس ليسوع ثلاث مرات كان اثناء محاكمة سيده أمام حنان وقيافا وأما متى ومرقس فذكراه بعد نهايتى المحاكمات ليظل الكلام فى المحاكمة متصلا أما الفروقات اللفظية فى رواية البشيرين فى إنكار بطرس فقد سبق شرحها فى (مت 26)

   شرح وتفسير (يوحنا 18:  26)  26 قال واحد من عبيد رئيس الكهنة، وهو نسيب الذي قطع بطرس اذنه:«اما رايتك انا معه في البستان؟»

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 1) "  قَالَ وَاحِدٌ مِنْ عَبِيدِ رَئِيسِ الكَهَنَةِ، وَهُوَ نَسِيبُ الَّذِي قَطَعَ بُطْرُسُ أُذُنَهُ: أَمَا رَأَيْتُكَ أَنَا مَعَهُ فِي البُسْتَانِ؟"
 تظهر هذه البشارة دقة التفاصيل دليلا على وجود يوحنا ومعرفته بالأشخاص ومراكزهم وأعمالهم معرفة شخصية فى بيت قيافا   أوردت البشائر الآزائية الثلاثة متي البشير ومرقس البشير  محاكمة المسيح الثانية امام قيافا في بيته وهي التي جرت اثنائها احداث انكار بطرس الثلاثة التي جرت احداثها اثناء احداث المحاكمة الثانية وانتهي الانكار الثالث بعد ان كانت انتهت  
 كلام هذا العبد كان سب إنكار بطرس لثالث مرة. ولنا من خبر متّى أن كلامه حمل غيره من القيام هناك على تعيير بطرس قائلاً «إن لغته تشهد عليه أنه جليلي» (متّى ٢٦: ٧٣). ولم يذكر يوحنا أقسام بطرس لينفي أنه تلميذ ليسوع، ولا نظر يسوع إليه، ولا خروجه من الدار وتوبته.
 † " اما رايتك انا معه في البستان؟  " ..  مزيد من التفاصيل راجع إنكار بطرس فى شبهات وهمية الفصل السادس والعشرون

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  

    شرح وتفسير (يوحنا 18:  27)  27 فانكر بطرس ايضا. وللوقت صاح الديك.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَأَنْكَرَ بُطْرُسُ أَيْضاً. وَلِلوَقْتِ صَاحَ الدِّيكُ»."

 هذا هو الإنكار الثالث لبطرس، والآن وقد تم العدد المتفق عليه، إذ صاح الديك بالفعل! هنا، في هذه اللحظة, كانت قد تمت المحاكمة أمام قيافا والسنهدريم، وخرج يسوع موثقاً في طريقه لبيلاطس، وكان لابد أن يمر بالفسحة التى في الدور الأرضي التي كان بطرس واقفاً فيها مع الخدم يصطلي. وكان تدبير الله للخلاص أن مر الرب بجوار القديس بطرس في اللحظة التي أنكر فيها، فصاح الديك، ونظر إليه، فانتبه بطرس وقرأ ما في عيني الرب، هذا بحسب إنجيل القديس لوقا: «فقال بطرس: يا إنسان، لست أعرف ما تقول. وفي الحال, بينما هو يتكلم صاح الديك. فالتفت الرب ونظر إلى بطرس. فتذكر بطرس كلام الرب، كيف قال له إنك قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات، فخرج بطرس إلى خارج، وبكى بكاء مراً.» (لو60:22-62)
‏أما القديس يوحنا, فبحسب أسلوبه المحافظ جداً, لم يشأ أن يورد أي إشارة لإدانة القديس بطرس، أو الحط من كرامته, شأنه في ذلك مع بطرس شأنه مع جميع التلاميذ الذين كانوا موضع تكريم دائماً في إنجيل القديس يوحنا.
‏وواضح أن اهتمام القديس يوحنا في تسجيل حادثة إنكار بطرس، ومثل تسجيله لبقية الحوادث، كان منصباً على توجيه النظر ناحية لاهوت المسيح، وكيف تم ما قاله المسيح لبطرس بالحرف الواحد: «وقلت لكم الآن قبل أن يكون، حتى متى كان تؤمنون.» ‏(يو29:14)
‏«لا تحرف حق فقيرك في دعواه. ابتعد عن كلام الكذب، ولا تقتل البريء والبار، لأني لا أبرر المذنب.» (خر6:23-7)
»‏هكذا قال رب الجنود قائلاً: اقضوا قضاء الحق واعملوا إحساناً ورحمة، كل إنسان مح أخيه، ولا تظلموا... ولا يفكر أحد منكم شراً على أخيه فى قلبكم, فأبوا أن يصغوا، وأعطوا كتفاً معاندة, وثقلوا آذانهم عن السمح... فجاء غضب عظيم من عند رب الجنود. فكان كما نادى هو، فلم يسمعوا، كذلك ينادون هم فلا أسمع، قال رب الجنود، وأعصفهم إلى كل الأمم الذين لم يعرفوهم. فخربت الأرض وراءهم, لا ذاهب ولا آئب، فجعلوا الأرض البهجة خراباً.» (زك9:7-14)
‏في ختام رواية محاكمة المسيح أمام رؤساء الكهنة, ومجلس السنهدريم من الباطن , لا نعثر على قرار واضح أجرى عليه التصويت، ولا حتى إجراءات قانونية واضحة. وهذا ما لا يخفى على القارىء, أن رؤساء الكهنة ومجلس السنهدريم لم يكن له أي سلطة قضائية للمحاكمة أو لإصدار قرارات في عهد الحكم الروماني: «لا يجوز لنا أن نقتل أحداً» (يو31:18). وكل ما عملوه هو الإنتهاء إلى قرار موحد يستطيعون تقديمه لبيلاطس، ليحكم لهم بمقتضاه، إن أمكن. فالمسألة كانت مجرد اجتهاد بالنسبة لهم، وقد استخدموا كافة وسائل الضغط والترغيب، ثم الإرهاب ليبلغوا إلى غايتهم
متّى ٢٦: ٦٩، ٧١ ) 59 وكان رؤساء الكهنة والشيوخ والمجمع كله يطلبون شهادة زور على يسوع لكي يقتلوه 60 فلم يجدوا. ومع انه جاء شهود زور كثيرون لم يجدوا. ولكن اخيرا تقدم شاهدا زور 61 وقالا: «هذا قال اني اقدر ان انقض هيكل الله وفي ثلاثة ايام ابنيه». 62 فقام رئيس الكهنة وقال له: «اما تجيب بشيء؟ ماذا يشهد به هذان عليك؟» 63 واما يسوع فكان ساكتا. فساله رئيس الكهنة: «استحلفك بالله الحي ان تقول لنا: هل انت المسيح ابن الله؟» 64 قال له يسوع: «انت قلت! وايضا اقول لكم: من الان تبصرون ابن الانسان جالسا عن يمين القوة واتيا على سحاب السماء». 65 فمزق رئيس الكهنة حينئذ ثيابه قائلا: «قد جدف! ما حاجتنا بعد الى شهود؟ ها قد سمعتم تجديفه! 66 ماذا ترون؟» فاجابوا: «انه مستوجب الموت». 67 حينئذ بصقوا في وجهه ولكموه واخرون لطموه 68 قائلين: «تنبا لنا ايها المسيح من ضربك؟». 69 اما بطرس فكان جالسا خارجا في الدار فجاءت اليه جارية قائلة: «وانت كنت مع يسوع الجليلي». 70 فانكر قدام الجميع قائلا: «لست ادري ما تقولين!» 71 ثم اذ خرج الى الدهليز راته اخرى فقالت للذين هناك: «وهذا كان مع يسوع الناصري!»  ( مرقس ١٤: ٦٩ ) 69 فراته الجارية ايضا وابتدات تقول للحاضرين: «ان هذا منهم!»   ( لوقا ٢٢: ٥٨ ) 58 وبعد قليل راه اخر وقال: «وانت منهم!» فقال بطرس: «يا انسان لست انا!»  ( مرقس ١٤: ٧٢ ) 72 وصاح الديك ثانية فتذكر بطرس القول الذي قاله له يسوع: «انك قبل ان يصيح الديك مرتين تنكرني ثلاث مرات». فلما تفكر به بكى. ( لوقا ٢٢: ٦٠ )  60 فقال بطرس: «يا انسان لست اعرف ما تقول». وفي الحال بينما هو يتكلم صاح الديك.  ( يوحنا ١٣: ٣٨)

الإنكار الأول فى إنجيل يوحنا (يو 18: 17) 17 فقالت الجارية البوابة لبطرس:«الست انت ايضا من تلاميذ هذا الانسان؟» قال ذاك:«لست انا!». ... والإنكار الثانى (يو 18: 25) 25 وسمعان بطرس كان واقفا يصطلي. فقالوا له:«الست انت ايضا من تلاميذه؟» فانكر ذاك وقال:«لست انا!».

هذا هو الإنكار الثالث لبطرس الذى ورد فى إنجيل يوحنا  (يو 18: 26- 27)  26 قال واحد من عبيد رئيس الكهنة، وهو نسيب الذي قطع بطرس اذنه:«اما رايتك انا معه في البستان؟» 27 فانكر بطرس ايضا. وللوقت صاح الديك. "
انظر شرح متّى ٢٦: ٧٢ - ٧٤. )72 فانكر ايضا بقسم: «اني لست اعرف الرجل!» 73 وبعد قليل جاء القيام وقالوا لبطرس: «حقا انت ايضا منهم فان لغتك تظهرك!» 74 فابتدا حينئذ يلعن ويحلف: «اني لا اعرف الرجل!» وللوقت صاح الديك. "    الظاهر من أنباء البشائر أن إنكار بطرس ليسوع ثلاثاً كان في أثناء محاكمة يسوع أمام حنّان وأمام قيافا كما فصّل يوحنا. وأما متّى ومرقس فذكراه بعد نهاية المحاكمتين ليظل الكلام في المحاكمة متصلاً.
† " وللوقت صاح الديك.  " ..  من المعروف أن صياح الديك يتم ما بين الثالثة صباحا والساعة 12 ظهرا ولا بد أن يكون هذا الديك " رومانيا " أى موجود فى بيت أحد الرومان - لأن اليهود لم يسمحوا بالحيوانات داخل أورشليم لأنهم يعتبرونها مدينة مقدسة  المبشرين الثلاثه متي ولوقا ويوحنا شرحوا بطريقه عامه ان الديك سيصيح بعد انكاره ثلاث مرات  ولكن مرقس البشير يشرح بتفصيل اكثر بان الديك سيصيح مرتين وصياحه الثاني سيكون بعد اتمام الانكار ثلاث مرات  في مقولة قبل ان يصيح الديك مرتين اي المره الثانية تنكرني ثلاث مرات هو ان الانكار سيتم ثلاث مرات قبل ان يصيح الديك ويتمم المرتين ولكن في المره الاولي صاح الديك مره واحده وهذا بعد الانكار الاول  فكان التناقض حقيقي لو صاح الديك مرتين في الانكار الاول  وبخاصه كاتب العددين هو مرقس البشير بمعني هو يعرف ما كتب ويشرح معني كلام المسيح ويوضح تنفيذه لانه الوحيد الذي تكلم عن تفصيل النبوة وتحقيقها  و لايوجد تناقض بين المبشرين الاربعه فالثلاثه تكلموا بصيغه عامه ومرقس البشير هو الوحيد الذي وضح ان السيد المسيح تكلم عن صياح الديك مرتين وتحقق كلامه مره بعد الانكار الاول ومره بعد الانكار الثالث

يقول معظم المفسريين  أن الليل كان مقسم لعدة أقسام كل ثلاث ساعات بالتوقيت الحالى قسم يسمونه هزيع ..  هزيع. هزع: قسم العبرانيون الليل إلى ثلاثة أقسام سمي كل قسم هزيعا. وكان التقسيم بدائيا وغير محدد رسميا. أما الهزيع الأول فهو غياب الشمس إلى منتصف الليل (وأحيانا إلى ما قبل المنتصف بقليل).
والهزيع الثاني هو من منتصف الليل (أو ما قبله بقليل). إلى أول صياح الديك، والهزيع الثالث من صياح الديك إلى الفجر وطلوع الشمس. ولكن العبرانيين أقلعوا عن هذا التقسيم بعد عودتهم من السبي، إما بتأثرهم بالحضارة الفلكية في ما بين النهرين وفارس، أو لسبب تأثر فلسطين بالحضارة اليونانية ثم الرومانية.
وكان نتيجة لذلك أن أخذوا يقسمون الليل إلى أربعة أقسام. والقسم الأخير يسمى سياح الديك وكانت البوق ينفخ مرة واحدة عند بداي كل هزيع من الأربعة وفى الهزيع الأخير من الليل كان البوق ينفخ مرتين (لهذا تسمى هذه الساعة من الهزيع ساعة صياح الديك) من أعلى أسوار الهيكل فيسمع صوته فى أورشليم فى الهزيع الرابع قبل الساعة السادسة صباحا وفى هذا الوقت خرج المسيح من بيت قيافا موثقا ليسلموه لبيلاطس ليحاكم أمامه وهذا ما نجده في العهد الجديد

 † " فانكر بطرس ايضا.  " ..   مزيد من التفاصيل راجع إنكار بطرس فى شبهات وهمية الفصل السادس والعشرون  


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثامن عشر
7. في دار الولاية
(يوحنا 18:  28- 32)
  المسيح وبيلاطس البنطى 
يختص إنجيل القديس يوحنا بمفرده بالكشف عن التحقيقات الخاصة التي أجراها بيلاطس مع المسيح في غياب اليهود، وقد جاءت على مرتين (يو 33:18-37) ( يو 8:19-11)
‏ولكننا نسمع عنها باختصار بالغ في رواية القديس متى 11:27. كما تأتي عرضاً كمسلمة من المسلمات الإيمانية العالية القيمة جداً في وصية القديس بولس الرسول الأخيرة لتيموثاوس هكذا: «أوصيك أمام الله الذي يُحيي الكل, والمسيح يسوع، الذي شهد لدى بيلاطس البنطي بالاعتراف الحسن» (اتي13:6‏). من هذا نستنتج أن القديس يوحنا يلزم أن يكون قد رافق المسيح ودخل معه دار الولاية، وربما كان هذا أسهل بكثير من دخوله مع المسيح دار رئيس الكهنة. كما يتضح ذلك أيضاً هن شرح للقديس يوحنا للغة بيلاطس سواء لليهود أو للمسيح، فقد كانت بوضوح واسهاب, في حين أن ما ورد في الثلاثة الأناجيل عما تم لدى بيلاطس كان باختصار وبدون ترتيب.
ورواية القديس يوحنا لمحاكمة المسيح لدى بيلاطس يمكن تقسيمها إلى فواصل واضحة؛ ما تم منها داخل دار الولاية (البريتوريون) وما تم منها خارج الدار:
الجزء الأول: خارج دار الولاية؛ ‏وفيه طالب بيلاطس اليهود بنفاذ حكم الإعدام الذي نطقوه (28:18-32).
‏الجزء الثاني: داخل دار الولاية؛ «الاعتراف الحسن». المسيح ملك ( يو 33:18-37‏).
الجزء الثالث: خارج دار الولاية؛ الإعلان الأول عن براءة المسيح؛ وموضووع باراباس (يو 38:18-40).
‏الجزء الرابع: داخل دار الولاية؛ ‏الحكم بالجلد والاستهزاء الأول (يو 1:19-3‏).
الجزء الخامس:خارج دار الولاية؛ الإعلان الثاني والثالث عن براءة المسيح: «هوذا الإنسان»,«ابن الله» (يو4:19-7).
‏الجزء السادس: داخل دار الولاية؛ مصدر السلطان والخطية الأعظم (يو 8:19-11).
الجزء السابع: خارج دار الولاية؛ ‏تهديد القاضي, يحيا قيصر, وليمت المسيح (يو 12:19-16).
  تبرئة بيلاطس للمسيح من التهمالموجهة إليه من اليهود
وقد كشف بيلاطس العوامل النفسية الواضحة والصارخة التي حركت رجال الدين اليهود من رؤساء كهنة وفريسيين وغسرهم  ضد المسيح، والتي استخلصها من قضيتهم ودعواهم، فوق كل صراخهم وإدعاءاتهم: «لأنه عرف أن رؤساء الكهنة كانوا قد أسلموه حسداً» (مر10:25). كما كشف بيلاطس على عدم استنادهم على أي أدلة واضحة أو صادقة لإقامة هذه الدعوى برمتها، وبالتالى المطالبة بصلبه.
1- شهادة بيلاطس ثلاث مرات بعدم وجود علة واحدة في المسيح (يو38:18؛ 4:19-6‏).
2- «وأى شر عمل؟ فكانوا يزدادون صراخاً قائلين ليصلب.» (مت23:27)
3- «فلما رأى بيلاطس أنه لا ينفع شيئاً، بل بالحري يحدث شغب، أخذ ماء وغسل ‏يديه قدام الجميع قائلاً: إني بريء من دم هذا البار, أبصروا أنتم.» (مت24:27)
4- أتريدون أن اطلق لكم ملك اليهود.» (مر9:15‏)
5- «قد قدمتم إلي هذا الإنسان كمن يفسد الشعب، وها أنا قد فحصت قدامكم ولم أجد في هذا الإنسان عله مما تشتكون به عليه, ولا هيرودس أيضاً لأني أرسلتكم إليه. وها لا شيء يستحق الموت صٌنع منه.»(لو14:23-15)
6- «فقال لهم ثالثة: فأي شر عمل هذا؟ إني لا أجد فيه علة للموت.» (لو22:23)

 -

   شرح وتفسير (يوحنا 18:  28)  28 ثم جاءوا بيسوع من عند قيافا الى دار الولاية، وكان صبح. ولم يدخلوا هم الى دار الولاية لكي لا يتنجسوا، فياكلون الفصح.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
   ثلاث محاكمات مدنية
رابعاً : المحاكمة المدنية الأولى (أمام بيلاطس)
لماذا كانت هذه المحاكمة ؟
لأنه يجب أن تصدق السلطة الرومانية على الحكم بالموت. ولهذا أوثقوه السيد المسيح وأخذوه إلى بيلاطس ليحاكمه وذلك فى قلعة أنطونيا (مقر الوالى الرومانى فى أورشليم).
أنهم لم يدخلوا إلى دار الولاية مع السيد المسيح لأنها دار وثنيين لكيلا يتنجسوا فيأكلون الفصح.
خرج إليهم بيلاطس كقاض وسألهم بيلاطس "أية شكاية توردون على هذا الرجل".
فردوا عليه بوقاحة وقالوا "لو لم يكن هذا فاعل شر لما كنا أسلمناه إليك".
رد عليهم بيلاطس "خذوه أنتم واحكموا عليه حسب ناموسكم".
ردوا عليه بأنهم لا يملكون الحكم بموت واحد "لا يجوز لنا أن نقتل أحداً"
ثم دخل بيلاطس أيضاً إلى دار الولاية ودعا السيد المسيح ليحاكمه .. سأله بيلاطس "أأنت ملك اليهود"(يو 18: 33))..
أجاب السيد المسيح "أمن ذاتك تقول هذا أم آخرون قالوا لك عنى"(يو 18: 34).
رد يسمى فى الاصطلاح القانونى اعتراف واعتراض : هل رأيت فىّ ما ينبئك أننى ملك ؟
أم أن اليهود قالوا لك هذا لإثارتك ضدى ؟فعلت"(يو 18: 35).
ونختصر الحديث لنقول أن بيلاطس قال "إنى لا أجد فيه علة واحدة"(يو 18: 38).".
لقد برأ بيلاطس السيد المسيح ورغم ذلك استمر يعامله كمتهم، فلما سمع بيلاطس ذكر الجليل سأل عما إذا كان الرجل جليلياً ثم ارسله الى هيرودس

خامساً : المحاكمة المدنية الثانية (أمام هيرودس)
سمح بيلاطس لهيرودس أن يعقد محاكمة فى منطقة نفوذه مستنداً إلى أن السيد المسيح اتهم بارتكاب تعدياته فى الجليل.
هيرودس كان يريد أن يرى السيد المسيح وترجى أن يرى معجزة تُصنع منه وسأله بكلام كثير فلم يجيبه بشئ.
فى نفس الوقت كان رؤساء الكهنة قلقين جداً لمرور الوقت فكانوا يشتكون على السيد المسيح باشتداد. ولما لم يجب السيد المسيح بشئ أخذ هيرودس يسخر مع عسكره بالسيد المسيح، وألبسه لباساً لامعاً من النوع الذى كان يلبسه شيوخ القبائل.
ثم أعاد هيرودس السيد المسيح إلى بيلاطس لأنه لم يجد فيه علة تدينه، لكن لماذا لم يقم هيرودس بإعدام السيد المسيح –الذى مارس إعدام الكثيرين دون خوف من أحد- خاصة وأن هيرودس كان يسخر منه هو وعسكره ؟!
وللإجابة على هذا السؤال نقول :
أن هيرودس لم يرد أن يساعد بيلاطس فى الخروج من مأزقه، وربما لم يرد أن يكرر مأساة قطع رأس يوحنا المعمدان .. وواضح أن تبرئة بيلاطس للسيد المسيح كانت قد وصلته ..
وقد تمت هذه المحاكمة فى القصر الأسموفى مقر إقامة هيرودس فى أورشليم.
=========
سادساً : المحاكمة المدنية الثالثة
تمت أمام بيلاطس على مراحل :
1- بيلاطس يُخِّير اليهود بين يسوع وباراباس
خرج بيلاطس لرؤساء الكهنة والشعب وقال لهم "لقد جئتمونى بهذا الرجل كمفسد للشعب وها أنا ذا قد استجوبته أمامكم فلم يثبت لى أى شر مما تتهمون به هذا الرجل ولا ثبت لهيرودس أيضاً إذ أعاده إلينا. ما من شئ يستحق الموت قد صدر عنه"(لو 23: 15).
رغم ذلك نجده يساوى بين السيد المسيح وباراباس المتهم بإثارة فتنة وارتكاب جرائم قتل ولصوصية. نجده يخير اليهود من يطلق لهم وقال "من تريدون أن أطلق لكم أباراباس أم يسوع الذى يدعى المسيح"(متى 27: 17).
إذ كانت له عادة أن يطلق لهم أحد السجناء المحكوم عليهم بالموت كهدية منه لهم فى العيد.
ثم اتى حلم زوجته قائله اياك وذاك البار فاخذ يحاول مع الشعب وسألهم : لماذا ؟ أى شر فعل ؟
لكنهم "ازدادوا صراخاً قائلين "أصلبه
وهكذا غسل يديه معلنا انه برئ من دم يسوع ولكن ذلك فقط امام الناس لان الله لا يستطيع احد خداعه واطلق لهم باراباس .

انظر شرح (متّى ٢٧: ١، ٢، ١١ - ٢٦ ) 1 ولما كان الصباح تشاور جميع رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب على يسوع حتى يقتلوه 2 فاوثقوه ومضوا به ودفعوه الى بيلاطس البنطي الوالي. ( مرقس ١٥: ٢ - ١٥ ) ( لوقا ٢٣: ٢ - ٢٥)

 ترك يوحنا تفاصيل محاكمتين دينيتين ليسوع ليلاً أمام قيافا ومجلس السبعين، ونبأ محاكمته صباحاً أمام مجلس اليهود، ( لوقا ٢٢: ٦٦ - ٧١) 66 ولما كان النهار اجتمعت مشيخة الشعب: رؤساء الكهنة والكتبة واصعدوه الى مجمعهم 67 قائلين: «ان كنت انت المسيح فقل لنا». فقال لهم: «ان قلت لكم لا تصدقون 68 وان سالت لا تجيبونني ولا تطلقونني. 69 منذ الان يكون ابن الانسان جالسا عن يمين قوة الله». 70 فقال الجميع: «افانت ابن الله؟» فقال لهم: «انتم تقولون اني انا هو». 71 فقالوا: «ما حاجتنا بعد الى شهادة؟ لاننا نحن سمعنا من فمه». "  وترك تصريح يسوع مرتين أمام ذلك المجلس بأنه المسيح ابن الله الذي به حكموا عليه بالتجديف واستحقاقه الموت،( لوقا ٢٣: ١ ) 1 فقام كل جمهورهم وجاءوا به الى بيلاطس "  لأنها كانت حينئذ من الأمور المشهورة، ولكنه أطال الكلام على ما جرى أمام بيلاطس.

 

1) " ثُمَّ جَاءُوا بِيَسُوعَ مِنْ عِنْدِ قَيَافَا إِلَى دَارِ الوِلايَةِ،"

 دار الولاية, فبالرغم من أنه كان لها مقر رسمي في قصر خاص كان قد بناه هيرودس الملك على التلال الغربية الشمالية لمدينة أورشليم، إلا أن المعروف أن بيلاطس كان مقرة المؤقت في قلعة أنطونيا في الشمال الشرقي، وهو المكان الذى حاكم فيه بيلاطس المسيح ويقال له بالعبرامية جباثا أى المكان المرتفع لأن مقره الدائم كان في مدينة قيصرية. إلا أنه كان ينتقل من مقره الرسمي إلى أورشليم في الأعياد، ليشرف بنفسه على الأمن والنظام، لأن المدينة حينذاك تكون مكتظة باليهود الآتين من الشتات، الذين بيلخ عددهم في الفصح ما يقرب من ثلاثة ملايين.

جباثا

 


دَارِ الوِلايَةِ بنى هذه الدار هيرودس الكبير، وكانت منزلاً لولاة الرومان في أيام الأعياد، إذ كانوا يأتون إلى أورشليم من قيصرية مركز الولاية. وكانت تلك الدار مجاورة للهيكل. وقد ذُكر في  (متّى ٢٧: ١، ٢) 1 ولما كان الصباح تشاور جميع رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب على يسوع حتى يقتلوه 2 فاوثقوه ومضوا به ودفعوه الى بيلاطس البنطي الوالي. ( مرقس ١٥: ١ ) 1 وللوقت في الصباح تشاور رؤساء الكهنة واشيوخ والكتبة والمجمع كله فاوثقوا يسوع ومضوا به واسلموه الى بيلاطس. "

 

جَبَّاثا
← اللغة الإنجليزية: Gabbatha - اللغة العبرية: גַּבְּתָא - اللغة اليونانية: Γαββαθα - اللغة الأرامية: גבהתא (تقريبًا).
لفظة أرامية معناها "تل مرتفع" أو "جبهة" أو "مكانًا مكشوفًا" ولما تُرْجِمَت لليونانية (ليثو ستروتن) فُهِمَت بأنها موضع مستوي مرصوف ببلاط يشبه مقعد القضاة (كرسي الولاية) يُقال له "البلاط". ومنه حكم بيلاطس على يسوع وأسلمه للموت (يو 19: 13) وكان يوجد أمام قصر هيرودس فضاء فسيح فيه شيء من الارتفاع والاستدارة. وقد اكتشف شمالي الحرم الشريف حديثًا ساحة على بلاطها نقوش حفرها الجنود الرومان ترجع إلى عصر السيد المسيح.[ المصدر : قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية - موقع الأنبا تكلا]
دار الولاية الصورة الجانبية تؤكد أن دار الولاية المكان الذى حاكم فيه بيلاطس البنطى الوالى على المسيح بالصلب هو فى قلعة أنطونيا، أي دار الولاية, أول محطة من محطات طريق الألام من المرتفع الذي يقال له بالعبرانية جباثا، أي البلاط, مكانها الآن المدرسة العمرية والمدرسة ترتفع فعلا عن مستوى الشارع بسلالم (درجات)

ويقول التقليد أن كرسي الولاية كان في قلعة أنطونيا بالقرب من القوس الروماني المثلث، حيث توجد ساحة واسعة مرتفعة مرصوفة بقطع من الحجارة، أبعاد كل منها نحو 4 × 3,5 ×2 من الأقداس، بالقرب من قوس "هوذا االإنسان" (يو 19: 5). ولكن حيث أن "جباثا " كانت خارج دار الولاية (يو 19: 4 و9 و13)،  في قلعة أنطونيا، وهو ما يرجحه البعض، حيث أن القلعة تقع في الركن الشمالي الغربي من منطقة الهيكل، وهي تفترش مساحة 2500 ياردة مربعة مرصوفة. وتقع حاليًا تحت كنيسة "سيدة صهيون"، وتبلغ مساحة اللوح الحجري من ألواح الرصف، نحو ياردة مربعة، وسُمْكها قدم واحد. وما زال بعضها يحمل شواهد ألعاب الجنود الرومان (انظر يوحنا 19: 2 و3 و24). ويحتمل أنها كانت مرصوفة بأحجار ملونة مثلما نقرأ عن قصر الملك أحشويرش ملك فارس، الذي كانت به "أعمال من رخام وأسرة من ذهب وفضة على مجزع (أرضية مرصوفة) من بهت ومرمر ودر ورخام أسود" (أستير 1: 6).
حكم مجلس السنهدرين اليهودى المكون من سبعين من رؤساء اليهود وطوائفهم على يسوع بالموت (متّى ٢٦: ٦٦)  65 فمزق رئيس الكهنة حينئذ ثيابه قائلا: «قد جدف! ما حاجتنا بعد الى شهود؟ ها قد سمعتم تجديفه! 66 ماذا ترون؟» فاجابوا: «انه مستوجب الموت».  ولكنهم أتوا به إلى بيلاطس لينفذ حكمهم، إذ لم يكن لهم سلطان أن ينفذوا الحكم.


2) " وَكَانَ صُبْحٌ " ا

«وكان صبح (الفجر)»: هذا التعبير الروماني يقابله في تقسيم الزمن اليهودي، الهزيع الرابع من الليل (ويبدأ من الساعة الثالثة بعد نصف الليل حتى الساعة السادسة صباحاً). ومعروف في القانون اليهودي أنه ‏تحظر إصدار حكم بالموت أثناء الليل.
‏وهكذا عُقد السنهدريم بكامل هيئته في الصباح، ليوافقوا على حكم الليل، لمجرد استيفاء الشكليات القانونية، وهذا هو العبث, عين العبث, بروح القانون.
‏ولكن ظل القرار الذي أخذوه بالإجماع في الصباح مخالفاً لنص القانون اليهودي، وهو أن حكماً بالموت لا يصدر في يوم المحاكمة، إذ لا بد أن يؤجل إلى يوم آخر غير يوم المحاكمة. ولكنهم، باعتبارهم الهيئة العليا المهيمنة على الشئون القانونية، أعطت لنفسها الحرية أن تعبث بالقانون، ظناً منها أنه لن يوجد من يؤاخذها. ولكن العالم كله، وكل جيل, وفي كل أمة، يشهد الآن على فساد ذمة القضاة اليهود الذين تولوا الحكم على يسوع.
‏ذهبوا إلى دار الولاية في وقت مبكر للغاية، مع أن القانون الروماني ينص على انعقاد المحكمة بعد شروق الشمس على كل حال. ولكن يبدو أنهم كانوا على ميعاد مع بيلاطس, وأنه هو الذي أرسل الحامية العسكرية. ومعروف أن حنان, أغنى أغنياء اليهود, كان على صلة بكل الذين في دار الولاية، وأنه كان يرشو الجمع بالأموال. ولكن بيلاطس ظلق محتفظاً برأيه فيما يختص بالحدود التي تفصل بين قضاء اليهود والقضاء الروماني.
 

3) " وَلَمْ يَدْخُلُوا هُمْ إِلَى دَارِ الوِلايَةِ لِكَيْ لا يَتَنَجَّسُوا"

  أوردت ترجمات الإنجيل العربية دار الولاية كما يلى : (1) اليسوعية "دار الحاكم" .. (2) التفسيرية : "قصر الحاكم الرومانى (3) البوليسية : " دار الولاية " (4) المشتركة : "قصر الحاكم " .. (5) الإنجيل الشريف : "قصر الولاية" .. أجمعت جميعى الترجمات العربية أن دار الولاية  praitoorin, praetorium. هو مكان الحكم الرومانى سواء أكان قصرا أو دارا أما عن مكانه اليوم فالبعض يقول أنه قصر هيرودس الكبير أخذه بيلاطس وحوله إلى دار الولاية ولكن التقليد المسيحى يقول أنه كان فى قلعة أنطونيا الملاصقة للهيكل وهو الآن المدرسة العمرية الإسلامية بأورشليم / القدس 
وَلَمْ يَدْخُلُوا.. لِكَيْ لا يَتَنَجَّسُوا حسب اليهود دخولهم بيوت الأمم تنجيساً لهم ) ( أعمال ١٠: ٢٨ ) 28 فقال لهم:«انتم تعلمون كيف هو محرم على رجل يهودي ان يلتصق باحد اجنبي او ياتي اليه. واما انا فقد اراني الله ان لا اقول عن انسان ما انه دنس او نجس.  ( أع ١١: ٣)3 قائلين:«انك دخلت الى رجال ذوي غلفة واكلت معهم». حتى أن اليهود كانوا يخافون من بولس فى البداية (أعمال ٩: ٢٨) 28 فكان معهم يدخل ويخرج في اورشليم ويجاهر باسم الرب يسوع. " واعتبروه كلمس جثة الميت (لاويين ٢٢: ٤ - ٦ ) 4 كل انسان من نسل هرون وهو ابرص او ذو سيل لا ياكل من الاقداس حتى يطهر.ومن مس شيئا نجسا لميت او انسان حدث منه اضطجاع زرع 5 او انسان مس دبيبا يتنجس به او انسانا يتنجس به لنجاسة فيه 6 فالذي يمس ذلك يكون نجسا الى المساء ولا ياكل من الاقداس بل يرحض جسده بماء. ( عدد ٥: ٢) 2 اوصي بني اسرائيل ان ينفوا من المحلة كل ابرص وكل ذي سيل وكل متنجس لميت " وكانت دار الولاية من بيوت الأمم.
 

4) " فَيَأْكُلُونَ الفِصْحَ "

الفصح كلمة تطلث على يوم واحد وهو يوم الإستعداد مصاء 13 / وصباخ 14 نيسان وتطلق ايضا على اسبوع الفطير من مساء 14/ نيسان - حتى 21 نيسان وتطلق أيصا على هذه الثمانية أيام يوم الأستعداد وأسبوع الفطير

 من العجيب أن مجلس الشيوخ ورؤساء الكهنة السنهدرين رفضوا دخول دار الولاية لئلا يتنجسوا فى الوقت الذى يحكمون على برئ بالفتل .. إنهم بهذا العمل صدق عليهم وصف يسوع (مت 23: 23) " ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون! لأنكم تعشرون النعنع والشبث والكمون، وتركتم أثقل الناموس: الحق والرحمة والإيمان. كان ينبغي أن تعملوا هذه ولا تتركوا تلك."  كان الأمر في أذهان اليهود غاية في الخطورة، إذ كانوا يدفعون الضابط الروماني الكبير الوالي بيلاطس بنطس للحكم علي يسوع بسرعة ، بينما كانت الجماهير مضطرة إلى البقاء في خارج دار الولاية لئلا يتدنّسوا طقسيًا بدخولهم محكمة وثنية في أيام الفصح، أوبيت أممي غير ملتزم بالطقوس الخاصة بهذا الأسبوع كنزع الخميرة. كان اليهود يحسبون أن مجرد لمس شخص أممي يسبب لهم نجاسة، خاصة في وقت الفصح. كانوا يصفون عن البعوضة ويبلعون الجمل. بحسب الشريعة من يدخل مكانًا دنسًا يتدنس، ومن يدخل خيمة يرقد فيها ميت يحسب دنسًا (عد 19: 14). طقسيًا الشخص غير الطاهر لا يقدر أن يأكل من أية ذبيحة (لا 7: 20)، وهذا يمنعه من حفظ الفصح. من هو غير طاهر في وقت الفصح يمارس الفصح بعد شهر من موعده (عد 9: 6-13)، ولا يشترك مع الشعب في الفصح في موعده. من الممكن الإحتفال بالفصح فى يومين مختلفين : الخميس أو الجمعة .. وعموما تشير كلمة الفصح لتصف يوما واحدا أو كل أيام الإحتفال الثمانية (حيث يتم جمع الفصح مع عيد الفطير "خر 2" ) † " فيأكلون الفصح " ..  أكلة الفصح تصف يوما واحدا أو لتشير إلى الأسبوع أو إلى الوجبة أو إلى يوم سبت معين

 من السجلات الرومانية نعلم أن الرومان إجتمعوا للمحكمة فجرا ، بعد أن أمضى السنهدرين الليل بطلوله وهم بحتولون جمع الدلة والشهود إدانة يسوع ، وما أن لاح الفجر حتى أحضروا يسوع إلى بيلاطس  ومن غير المعروف ما إذا كانت المحكمة الثالثة ليسوع والتى عقدها مجلس السنهدرين كانت فى بيت قيافا أم فى الهيكل والأغلب انها كانت فى بيت قيافا

ليس خروف الفصح المخصوص، لأن المسيح أكله مع تلاميذه في الليلة السابقة، وهي مساء ١٤ من نيسان، وهي الوقت المعيّن في شريعة موسى (خروج ١٢: ٦ ولاويين ٢٣: ٥). يؤكل خروف الفصح فى يوم الأستعداد 14 نيسان ( والذى يبدأ حسب التوقيت اليهودى من ليلة 13 نيسان ونهار 14 نيسان) ونهار 14 نيسان مازال يوم الفصح قائما ثم يبدأ اسبوع الفطير من ليلة 14 نيسان وحتى 21 نيسان أى أن رؤساء الكهنة لم يأكلوا الفصح فى ليلة 14 نيسان واستبدلوه بنهار 14 نيسان الذى هو باقى يوم 14 نيسان لأن اليوم عند اليهود يبدأ من مساء وينتهى نهار اليوم التالى

معروف أن المسيح صنع عشاء الفصح في بداية يوم رفع الخمير وبدء الفطير، يوم 14 نيسان، لأن هذا اليوم يبدأ بعد غروب يوم 13 نيسان (الخميس) مباشرة. وفي هذا اليوم صنع العشاء الأخير 13-14 نيسان, بدأه في غروب الخميس وأكمله في دخول الجمعة، وفي منتصف نهار 14 نيسان رُفع على الصليب. إذن، فالمسيح أكمل العشاء الأخير في الساعات الأولى من 14 نيسان، وقدم ذبيحة نفسه على الصليب في الساعات الأخيرة ليوم الفصح 14 نيسان أيضاً. ومن هذا يتضح أن اللبس في مفهوم عشاء الخميس وفصح الجمعة هو بسبب عدم فهمنا لنظام توقيت اليهود؛ لأن يوم الخميس، بحسب التوقيت الإفرنجي الآن، ينتهي في منتصف ليلة الخميس عشية الجمعة؛ أما بحسب توقيت اليهود، فيوم الخميس ينتهي الساعة السادسة في غروب شمس يوم الخميس عشية الجمعة. لذلك حينما نقول إن العشاء الأخير تأسس في مساء الخميس، يكون هذا التعبير مسارياً للتعبير اليهودي أن العشاء الأخير تأسس في الساعات الأولى من يوم الجمعة الذي يبدأ بعد غروب شمس الخميس مباشرة.

ولكن قال مفسرينآخرين أن  المقصود «بالفصح» في هذه الآية ما يأكله اليهود من الفطير وذبائح السلامة المفروضة في سبعة أيام العيد فى اسبوع الفطير . كما أن «الفصح» يُطلق على مجموع تلك الأيام السبعة "اسبوع الفطير" ويبدأ فى 15 من شهر نيسان القمرى  (عدد ٢٨: ١٦ - ٢٤ ) ( تثنية ١٦: ٢، ٣ ) 2 فتذبح الفصح للرب الهك غنما وبقرا في المكان الذي يختاره الرب ليحل اسمه فيه. 3 لا تاكل عليه خميرا.سبعة ايام تاكل عليه فطيرا خبز المشقة لانك بعجلة خرجت من ارض مصر.لكي تذكر يوم خروجك من ارض مصر كل ايام حياتك.  ( 2أى ٣٥: ٧ - ٩).

ذَبِيحَة السَّلاَمَة التى كان يأكلها الكهنة واليهود فى اسبوع الفطير
وكانت تُقَدَّم شكرًا لله واعترافًا بفضله وتعبيرًا عن الشركة. (٢أيام ٣٠: ٢٢ )  22 وطيب حزقيا قلوب جميع اللاويين الفطنين فطنة صالحة للرب واكلوا الموسم سبعة ايام يذبحون ذبائح سلامة ويحمدون الرب اله ابائهم." وكان صدر الترديد وساق الرفيعة جزءين من ذبيحة السلامة، وكانا لهرون وبنيه (لا 29:7 34). وكان يرش دم ذبيحة السلامة على المذبح مستديرًا، أما الشحم كله والكبد والكليتان والإلية فيوقدها الكاهن على المذبح "طعام وقود للرب". وكان يمكن أن تقدم أنثى البقر أو الغنم ذبيحة سلامة (لا1:3-17). أما باقي الذبيحة فكان على مقدمها ومن معه أن يأكلوها في يوم تقديمها، لا يبق منه شيئا إلى الصباح. أما إذا كانت نذرًا أو نافلة فكان يمكن أن يؤكل ما فضل منها في اليوم التالي. أما ما يبقى إلى اليوم الثالث فيحرق بنار.
وكان يقدِّم معها أقراص فطير ملتوتة بزيت ورقاق فطير مدهونة بزيت ودقيقًا مربوكًا أقراصًا ملتوتة بزيت مع أقراص خبز خمير، يأخذ الكاهن واحدًا من كل قربان رفيعة للرب تعطي للكاهن الذي يرش دم ذبيحة السلامة (لا 11:7 21).
ويرى بعض المفسرين أن الخمير في الخبز هنا يشير إلى وجود الخطية في مقدم الذبيحة (1يو 8:1)، ولكن حيث أن الخبز دخل النار فقد بطل مفعول الخميرة، كما فقدت الخطية سلطانها على المؤمن (رو14:6).
وكان على هرون وبنيه وبناته أن يأكلوا ساق الرفيعة وصدر الترديد في مكان طاهر (لا 14:10). كما كان يلزم أن "يأتي بنو إسرائيل بذبائحهم التي يذبحونها على وجه الصحراء ويقدمونها للرب إلى باب الخيمة الاجتماع إلى الكاهن ويذبحونها ذبائح سلامة للرب" (لا 5:17).
وكان يجب أن تكون ذبيحة السلامة صحيحة أي خالية من كل عيب (لا 1:3، 21:22)، ولكن كان مسموحًا بتقديم الثور أو الشاة الزوائدي أو القزم نافلة (لا 23:22).
وكانت ذبيحة السلامة في عيد الخمسين تتكون من خروفين حوليين (لا 19:23). أما النذير فكان عليه يوم أن يكمل انتذاره أن يقدم كبشًا واحدًا صحيحًا ذبيحة سلامة مع سل فطير، ويحلق شعر رأس انتذاره ويجعله على النار التي تحت ذبيحة السلامة (لا 14:6-18). وفي الأعياد ورؤوس الشهور كانوا يضربون بالأبواق على محرقاتهم وذبائح سلامتهم.
ومما ذُكر هنا يتبيّن أن رؤساء اليهود كانوا يفضلون الطهارة الجسدية على الطهارة الروحية، فلم يخافوا من تدنيس نفوسهم بقتل يسوع البار، وخافوا من تنجيس أجسادهم! احترسوا من أن يتدنسوا بدخولهم بيت غريب، ولم يلتفتوا إلى نجاسة قلوبهم بما فيها من إثم!

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> "دار الولاية " التى جاءوا بيسوع إليها من عند قيافا هى دار بناها هيرودس الكبير وكانت منزلا للولاة الرومانيين وكانت هذه الدار مجاورة للهيكل أما مركز الولاية فكانت قيصرية وكانت دار الولاية محسوبة من بيوت الأمم لأن الولاة الرومانيين كانوا يقيمون فيها لذلك إعتبر اليهود الدخول إليها ينجسهم كلمس جثة النيت (لا 22: 4- 6) وقوله "ويأكلون الفصح " ليس المقصود منه خروف الفصح الذى نصت عليه التوراة لأن ذلك قد اكله المسيح مع تلاميذه فلو كان المخلص تقدم فى عمله قبل وقته لخالف الشريعة وكان اليهود إتخذوه حجة قوية لقتله ، فالمقصود إذا بقوله "فبأكلون الفصح أى يأما ياكله اليهود فى  اسبوع  الفصح بأسره ، والمتأمل فى إمتناع اليهود عن دخول دار الولاية وإعتبار الدخول إليها تنجيسا بأخذه العجب إذ رآهم من الجهة الأخرى يريدون قتل المخلص وحقا قد صدق فيهم قول المسيح له المجد : يعشرون النعنع والشبت والكمون ويتركون أثقل الناموس فما هة النجاسة التى تلحقهم بدخول بيت من بيوت ألأمم بالنسبة إلى قتل إنسان برئ -

    شرح وتفسير (يوحنا 18:  29)  29 فخرج بيلاطس اليهم وقال:«اية شكاية تقدمون على هذا الانسان؟»
 ..
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَخَرَجَ بِيلاطُسُ إِلَيْهِمْ "

 إستخدم يسوع شخصية بيلاطس البنطى كما فعل يهوه قديما مع فرعون مصر - أمروا الجند بإدخال يسوع إلى داخل دار الولاية ولم يدخلوا خوفا من أن يتنجسوا ولما رآهم بيلاطس فى خارج الدار ولم يدخلوا خرج إليهم وقال:«اية شكاية تقدمون على هذا الانسان - عين ألإمبراطور الرومانى طيباريوس بيلاطس والسا على اليهودية عام 26 ب. م خلفا لــ فاليريوس غارتوس الذى أقال حنان رئيس الكهنة من منصبة وعين مكانه صهره قيافا رئيا للكهنة ، كان بيلاطس البنطى الوالى الرومانى الخامس ، وقد أدار شئون مملكة أرخيلاوس ، إبن هيرودس الكبير التى شملت السامرة واليهودية وغزة والبحر الميت وقد كتب عنه المؤرخ اليهودى يوسيفوس
ف«بيلاطس»: هو خامس وال على البلاد (أي اليهودية، وهي الجزء الجنوبي من إسرائيلن وعاصمته أورشليم)، وذلك من سنة 26م وظل حتى سنة 36م. ويصفه العلامة فيلو اليهودي الإسكندري أنه (متغطرس، إنسان لا يمكن أن يُضط، يبغض العوائد اليهودية المتعصبة المتحيزة. وقد اشتبك كثيراً مع اليهود فأظهر طباعأ شرسة, له نوبات من الغضب الذي يثير أحاسيس الناس بقسوته، فمن الممكن أن يحكم بالإعدام بدون محاكمة وبدون اتهام، كما اشتهر أنه بلا إنسانية). شرح متّى ٢٧: ٢. ذهب من الدار إلى ساحة أمامه حيث وقف اليهود احتراماً لعقائدهم، وتسليماً لإرادتهم.
لا بد أن بيلاطس أحيط علمأ بعذر اليهود عن الدخول إلى دار الولاية، ولعلمه بتعصبهم العنيد لعوائدهم الدينية لم يشأ أن يرغمهم, بل خرج هو خارج دار الولاية، وبدأ يستجوبهم بشيء من الرسمية.

 

2) " وَقَالَ: أَيَّةَ شِكَايَةٍ تُقَدِّمُونَ عَلَى هَذَا الإِنْسَانِ؟"
أَيَّةَ شِكَايَةٍ؟ سألهم ذلك لعلمه أمورهم، أو لمشاهدته يسوع موثقاً بين يديه. وهذا السؤال مما اعتاد الحكام أن يسألوه لمن يأتون بمشكوٍّ عليه.

‏ويعتقد أن بيلاطس أصدر الأمر للقائد بالقبض على يسوع بع دخول المسيح لأورشليم بالهتاف للخيكل وكان الرومان بنوا حصنا يفوق علوه الهيكل لسهولة مراقبة ما يحدث فيه منها  للتمرد وكان الأمر بناء على طلب وإلحاح من رؤساء الكهنة، وكان سلوك القائد يدل على أنه كان هناك توصية خاصة بترحيل المقبوض عليه إلى المكان الذي عينه اليهود «بيت حنان»، وهو بيت غيررسمي. ولكن معروف أن هناك علاقات بين هذا الرئيس المتقاعد وكل الهيئات الرسمية.
‏والسؤال هنا، لماذا يبدو بيلاطس وكأنه يتجاهل القضية برمتها؟ بل وسؤاله يحمل شيئاً من الارتياب في نيات اليهود، بل ومن قويه: «هذا الإنسان» يبدو وكأنه يعطف نوعاً ما على وضعه.
‏هنا يفيدنا أن نأتي بقول إنجيل متى، له وزنه: «وإذ كان جالساً على كرسي الولاية، أرسلت إليه امرأته قائلة: إياك وذلك البار. لأني تألمت اليوم كثيراً في حلم من أجله» (مت19:27). إذن، فامرأة بيلاطس، وبالتالي كل أسرته، وشخصه أيضاً، يعرفون ماذا كان يجري من وراء الكواليس في الخفاء، ويعلمون من هو «هذا البار»، وهم قد سمعوا عنه الشيء الكثير والكثير! في سؤال بيلاطس شيء من الاستنكار لما عملوه واتفقوا عليه، ولكل الإتهامات التي لُفقت مسبقاً, وبلغت أسماع بيلاطس من بعيد. وقد ظل هذا السؤال على فم بيلاطس طوال المحاكمة، إذ لم يكن مقتنعاً قط بكل ما يقولونه ويطلبونه, والى أخر لحظة.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  فلما رآهم بيلاطس إمتنعوا من الدخول " خرج إليهم " فى الساحة التى أمام الدار المذكور وسألهم " أية شكاية تقدمون على هذا الإنسان ؟ 

     شرح وتفسير(يوحنا 18:  30)  30 اجابوا وقالوا له:«لو لم يكن فاعل شر لما كنا قد سلمناه اليك!»

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " أَجَابُوا: «لَوْ لَمْ يَكُنْ فَاعِلَ شَرٍّ لَمَا كُنَّا قَدْ سَلَّمْنَاهُ إِلَيْكَ!»."
 جملة شرطية من الصنف الثانى تشير إلى "ضد الحقيقة" لم يكن يسوع فاعل شر ولكنها رد تهكمى على سؤال بيلاطس الوالى الرومانى الذى رفض أن يجرى تقصيا دقيقا لإتهامات اليهود الدينية .. وقد وردت كلمة "يسلم" عند الحديث عن خيانة يهوذا (يو 6: 68 و 71 & 12: 4 & 13& 2 و11 و 21 & 18: 2 و 5)

صُدم اليهود من سؤال بيلاطس، إذ لم يكونوا ستعدين لأي تردد, فكشفوا في الحال عن آخر ما في نيتهم من الأمر ملحين أن ينفذوا حكمهم على المسيح بأنه مستوجب الموت ، في اقتضاب وخشونة ووقاحة، وقدرفض رؤساء الكهنة أن يرفعوا الدعوى عليه، آملين أن بيلاطس يحكم عليه بالقتل لمجرد طلبة الرؤساء، فكأنهم قالوا: فحصناه فوجدناه مذنباً فحكمنا عليه بأنه مستوجب الموت، وأتينا به إليك لتجري حكمنا لا لتحاكمه. ولم يجيبوا بيلاطس بقولهم إن يسوع «مجدّف» خوفاً من أن يرفض كل دعاويهم كما فعل غاليون الوالي الروماني في كورنثوس (أعمال ١٨: ١٥، ١٦) لأن التجديف عند الرومان ليس جناية.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> " أجابوا وقالوا له لو لم يكن فاعل شر لما كنا قد سلمناه إليك " فكأنهم قالوا نحن لا نطلب أن نحاكمه أمامك لأننا قد حاكمناه فوجدناه مذنبا وكفى وهذا الجواب يدل على أنهم لم يجدوا شكاية يقدمونها على يسوع فإضطروا أن يقدموا جوابا مبهما ،

   شرح وتفسير  (يوحنا 18:  31)  31 فقال لهم بيلاطس:«خذوه انتم واحكموا عليه حسب ناموسكم». فقال له اليهود:«لا يجوز لنا ان نقتل احدا».
 .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فَقَالَ لَهُمْ بِيلاطُسُ: خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاحْكُمُوا عَلَيْهِ حَسَبَ نَامُوسِكُمْ."

..  اسفرت محاكما اليهود الدينية على قرار بإدانة يسوع بتهمة التجديف لكنهم إستخدموا تهمة سياسية هى الإساءة إلى قيصر ليصلبه الرومان وبهذا يتخلصوا من القلق بين الشعب الذى أحدثه يسوع بالنسبة لتصحيح مفهومهم عن تطبيق الشريعة ، وقد تعمد قادة اليهود الدينيي فى مجلس السنهدرينن أن يتهموا يسوع بنهم سياسية حتى يصلب (تث 21: 23) " فلا تبت جثته على الخشبة، بل تدفنه في ذلك اليوم، لأن المعلق ملعون من الله. فلا تنجس أرضك التي يعطيك الرب إلهك نصيبا." وقد تنبأ يسوع عن الصلب فى (يو 18: 32 & 3: 14 & 8: 28 & 12: 32 و 33) (غل 3: 13)  المسيح افتدانا من لعنة الناموس، إذ صار لعنة لأجلنا، لأنه مكتوب: «ملعون كل من علق على خشبة».

 وفي الحال كان رد بيلاطس على رغبتهم في الاستقلال برأيهم,والحكم على المسيح فورا بمجرد سماع حججهم أن: «خذوه أنتم واصنعوا به كل ما تريدون»، بجفاء أشد، ملمحاً إلى أن ناموسهم طالما هو مقيد, إذ كان ممنوعاً عليهم إصدار أحكام بالإعدام, إذا، فيلزم أن يخضعوا للقانون الروماني.
خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاحْكُمُوا عَلَيْهِ أي بما أنكم حكمتم حسب شريعتكم. لم تكن الشريعة اليهودية توافق القوانين المدنية فى اثناء الحكم الرومانى على اليهود فى ذلك العصر فمنعوا اليهود من قتل إنسان إلا بعد تقديمه لمحاكمة مدنية رومانية فكان لليهود سلطان أن يُخرجوا البعض من المجمع وإجراء بعض القصاص، دون الموت.

يكاد بيلاطس أن يسخر «بهم» و«بناموسهم»:ويذلهم فى عبوديتهم لأننهم بينما هم يعتبروه نجسا يحكمهم  «خذوه أنتم واحكموا عليه حسب ناموسكم»، إنما بشيء من التعال والغطرسة، في مقابل وقاحتهم.

2) " لا يَجُوزُ لَنَا أَنْ نَقْتُلَ أَحَدا"
 انظر شرح (متّى ٢٧: ٢).رفض بيلاطس طلبهم أن يحكم على يسوع بدون فحص، لأن ذلك ينافي الشريعة الرومانية، فإنه إن كان قد ارتكب ذلك أكثر من مرة إرضاءً لليهود، لم يرد أن يفعل ذلك في هذه الدعوى. ويبين جوابه أنه لم يرد أن يدخل فيها، إذ علم أنها اضطهاد ديني، وأن شكواهم زور، إذ لم يتوقع من مجلس اليهود أن يسلموا إنساناً للموت لمجرد طلبه تحرير أمة اليهود من نير الرومان.

واليهود، وذ ضيق عليهم الخناق هكذا، لم يكن أمامهم أي اختيار غير أن يعلنوا عن طلبهم ويقفوا عنده بعناد وإصرار، واختاروا من الاتهام ما يجعل بيلاطس ينتبه إلى خطورة مطلبهم, وإلى حتمية النظر فيه لأنه من صميم اختصاصه.
«لا يجوز لنا أن نقتل أحداً‏» : أما «القتل» فهو فعلاً من اختصاص المحكمة الرومانية وحدها. ولكن كان في اعتبارهم أنهم لم يأتوا إلى بيلاطس ليناقشهم في حكمهم الذي حكموا به وانتهوا منه، إنهم يطلبون التنفيذ وحسب! وعند هذه النقطة الحرجة للغاية، يتدخل القديس يوحنا، ويرفع عنا هذا الكابوس الضاغط على صدورنا نتيجة مسلك رؤساء الكهنة هذا، والذي بلغ هنا أقصى ما يحتمل بشر، وذلك بجملة إعتراضية:
وبينما قالوا لا يَجُوزُ لَنَا أَنْ نَقْتُلَ أَحَداً قتل اليهود بعض الناس في ثورة عامة على خلاف الشريعة كما فعلوا باستفانوس (أعمال ٧: ٥٩، ٦٠).59 فكانوا يرجمون استفانوس وهو يدعو ويقول:«ايها الرب يسوع اقبل روحي». 60 ثم جثا على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم:«يارب، لا تقم لهم هذه الخطية». واذ قال هذا رقد. " والأرجح أن الذي منعهم من قتل يسوع الخوف من أن يحدث شغب في الشعب (متّى ٢٦: ٥).5 ولكنهم قالوا: «ليس في العيد لئلا يكون شغب في الشعب».

 ومعنى قولهم «لا يجوز لنا»: لا نرضى عقاباً له سوى الموت، وهذا في سلطانك لا في سلطاننا، فلا نستطيع أن نفعل كما قلت. فاعترفوا بذلك أنهم تحت عبودية الرومان خلافاً لقولهم في (يوحنا ٨: ٣٣) 33 اجابوه:«اننا ذرية ابراهيم، ولم نستعبد لاحد قط! كيف تقول انت: انكم تصيرون احرارا؟»  وشهدوا أنه أتى الوقت المعيّن في النبوات لمجيء المسيح، فقد قيل «لا يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ» (تكوين ٤٩: ١٠).

 أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> فقال لهم بيلاطس " خذوه أنتم وأحكموا عليه حسب ناموسكم" أى إذا كنتم لا تريدون أننى أفحص ما تشتكون به عليه فأنا لا أقدر أن أحكم عليه بشئ وبما أنكم حكمتم عليه فى مجلسكم (السنهدريم) بأنه فاعل شر فنفذوا الحكم حسب شريعتكم ، ويظهر للمتأمل فى هذا الجواب أن بيلاطس حسب شكوى اليهود على المسيح زورا وبهتانا أى شكوى كيدية ، فقالوا له "لا يجوز لنا ان منقتل احدا لأن الرومان قد إنتزعوا من اليهود الحق فى قتل المذنبين وبذا قد تمت النبوة القائلة " لا يزول من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتى شيلون وله يكون خضوع جميع الشعوب " (تك 49: 10) وإن قيل لماذا قتل اليهود بعض الناس مثل إستفانوس على خلاف القانون  الرومانية التى إعترفوا بالخضوع لها والجواب انهم قتلوا بعض الناس فى ثورة عامة لا بصفة قاتونية .

   شرح وتفسير (يوحنا 18:  32)  32 ليتم قول يسوع الذي قاله مشيرا الى اية ميتة كان مزمعا ان يموت.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1)" «لِيَتِمَّ قَوْلُ يَسُوعَ الَّذِي قَالَهُ مُشِيراً إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعاً أَنْ يَمُوتَ»."
راجع  ( متّى ٢٠: ١٩ ) 19 ويسلمونه الى الامم لكي يهزاوا به ويجلدوه ويصلبوه وفي اليوم الثالث يقوم». ( يوحنا ٣: ١٤ ) 14 «وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي ان يرفع ابن الانسان، 15 لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. ( يو ١٢: ٣٢، ٣٣. ).32 وانا ان ارتفعت عن الارض اجذب الي الجميع». 33 قال هذا مشيرا الى اية ميتة كان مزمعا ان يموت. "

المسيح أعلن مراراً أنه سيُصلب!! وبتعبير إنجيل يوحنا أنه سيُرفع أو يرتفع عن الأرض، كما رفع موسى الحية النحاسية على العصا في البرية.(يو 3: 14) وليس ذلك فقط، بل إن المسيح سبق وأعلن أن ابن الإنسان يُسلم لأيدي الأمم!! (لو 24: 7) من هذا نفهم ونتأمل في أعاجيب سياسة الرب وتدبيره كيف دخلت الأمم في قلب الأمة ‏اليهودية, بحكم بيلاطس مع مؤامرة اليهود خاصة الرب وأمة الميعاد وكان تعين بيلاطس واليا على على اليهودية حتى يشترك اليهود والامم, ممثلين عن العالم كله, في تقديم ذبيحة الفداء والخلاص عن اليهود وأمم العالم كله, كما هو مكتوب: «ها نحن صاعدون إلى أورشليم, وابن الإنسان يُسلم إلى رؤساء الكهنة والكتبة, فيحكمون عليه بالموت، ويسلمونه إلى الأمم لكي يهزأوا به, ويجلدوه، ويصلبوه، وفي اليوم الثالث يقوم» (مت18:20-19)، الأمر الذي تممه اليهود والأمم بالفعل والحرف الواحد!
‏وفي موت المسيح على الصليب، استعلن على الملأ كيف تنازل المسيح عن حياته متكبداً في ذلك أفدح الآلام والمهانة والمذلة، ليكمل كل عقوبة ممكنة عن كل من يستحق العقوبة، فيبرر مجاناً كل من يؤمن بهذا الصليب وآلامه! أما من وجهة نظر توراة اليهودى فقد أكمل اللعنة التي ينبغي أن يتحملها الإنسان وحده كميراث آدميته، لما عُلق على الخشبة!!
 ولكن يتبادر للذهن سؤالأ : لماذا أرد مجلس السنهدرين صلب يسوع؟ مع أن تهمته كانت التجديف .. ومن الواضح أنهم أعدموا المجدفين بالرجم بالحجارة مثل أستفانوس (أع 7) لو قتل اليهود المسيح بغير واسطة الرومان لقتلوه رجماً (تثنية ١٣: ٩، ١٠ )  9 بل قتلا تقتله.يدك تكون عليه اولا لقتله ثم ايدي جميع الشعب اخيرا. 10 ترجمه بالحجارة حتى يموت.لانه التمس ان يطوحك عن الرب الهك الذي اخرجك من ارض مصر من بيت العبودية.  ( تث ١٧: ٥ - ٧).  5 فاخرج ذلك الرجل او تلك المراة الذي فعل ذلك الامر الشرير الى ابوابك الرجل او المراة وارجمه بالحجارة حتى يموت. 6 على فم شاهدين او ثلاثة شهود يقتل الذي يقتل.لا يقتل على فم شاهد واحد. 7 ايدي الشهود تكون عليه اولا لقتله ثم ايدي جميع الشعب اخيرا فتنزع الشر من وسطك " وأما الصلب فهو عقاب روماني، فنفَّذ اليهود مقاصد الله وما تكلم به يسوع في أمر موته، بإتيانهم بالمسيح إلى بيلاطس

هذا الحكم والقرار له علاقة بما ورد فى (تث 21 : 22- 23)22 واذا كان على انسان خطية حقها الموت فقتل وعلقته على خشبة 23 فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم.لان المعلق ملعون من الله.فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا " وقد ممارسة الصلب فى تثنية تقضى وضع الجثة على خشبة بعد موت الشخص ولكن الربيون المعاصرون ومجلس السنهدرين لم يكن فى سلطتهم قتل احد فطلبوا من الرومان ليقوموا بقتله بالصلب بالنسبة لهم أسباب دينية ولكنهم قدموا أسبابا سياسية حتى يضمنوا صلب يسوع ، لقد أرادوا أن يلعن يهوه هذا المدعى المسيانى ، ولكن يهوه كان قد أعد خطة الخلاص مستخدما كل الظروف والإمكانيات المتاحة والأشخاص الذين تجمعوا فى زمن المسيح وعصره بطريقة إلهية ليتم سر الفداء ، بينما يقال أنه ملعون على خشبه نقول أنه حمل الرب مذبوح على خشبه (إش 53:) (2كو 5: 21) 21 لانه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لاجلنا لنصير نحن بر الله فيه " وصار يسوع لعنة لأجلنا (غل 3: 13)  13 المسيح افتدانا من لعنة الناموس، اذ صار لعنة لاجلنا، لانه مكتوب: «ملعون كل من علق على خشبة».
يعطينا القديس لوقا مفتاحاً سهلاُ ندخل به إلى سر تحول قلب بيلاطس من قاض يستنكر الاتهامات التي كان يصبها رؤساء الكهنة على المتهم: «أية شكاية تقدمون على هذا الإنسان»؟ إلى قلب يأمر بالصلب! يقول القديس لوقا: «وابتدأوا يشتكون عليه قائلين: إننا وجدنا هذا يفسد الأمة, ويمنع أن تُعطى جزية لقيصر قائلاً إنه هو مسيح ملك» (لو). فكان وقع هذا الاتهام شديد الوطأة بالنسبة لبيلاطس. ولو أنه تعجب أن هؤلاء الكهنة المتعصبين الثائرين يقولون هذا، وهم كانوا دائماً على نزاع وتمرد مع السلطة الرومانية بسبب امتناعهم عن الإلتزام بدفع الضرائب. كان رياؤهم ممزوجاً بخبث شنيع، مسنوداً بصياح وهياج شعبي منسق بدعوى الوطنية، وهو مدفوع دفعاً ليلعب دور التهديد. لقد أحس بيلاطس بنذير الشؤم يزحف نحو كرسيه!!
‏ولكن لم يفت على بيلاطس، كما لا يمكن أن يفوت عل القارىء، أن هذه التهمة عينها لو صحت, وهي إدعاء مناداته بعدم إعطاء الجزية لقيصر، وهي التهمة التي يتسترون وراءها, لكان يمكن أن ترفع من شأن هذا المتهم المطلوب قتله ليكون زعيم الأمة اليهودية والمنادي بخلاصها، لأنهم كانوا في تلهف على مثل هذا المخلص، لولا ما يحملونه نحوه من حقد وحسد ‏وضغينة.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> ليتم قول يسوع الذى ورد فى (مت 20: 19 ) و (يو 3: 14 & 12: 32 و 33) وهو " أنهم يسلمونه إل الأمم لكى يهزأوا به ويجلدونه ويصلبوه " فلو قتل اليهود يسوع لقتلوه رجما فما كان يتم له أن يجلد ويصلب فنفذ اليهود بتسليمهم يسوع لبيلاطس ما تكلم به المخلص " مشيرا إلى أيه ميته كان مزمعا أن يموت "

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثامن عشر
8. حوار مع بيلاطس
(يوحنا 18:  33- 40)

    شرح وتفسير (يوحنا 18:  33)  33 ثم دخل بيلاطس ايضا الى دار الولاية ودعا يسوع، وقال له:«انت ملك اليهود؟»
" . .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

الجزء الثانى من سير القضية
داخل الولاية ( يو 33:18-37)
«الأعتراف الحسن»

هذا الفحص السري داخل دار الولاية الذي جرى بين بيلاطس والمسيح دون حضور رئيس الكهنة، ولا شهود من أي نوع، أورده إنجيل  يوحنا وحده كما  اختص وحده بسرد وقائع محاكمة المسيح أمام حنان أيضاً بدون شهود. لذلك، فالمعروف أن القديس يوحنا كان حاضراً في كل من المحاكمتين.

 

1) " ثُمَّ دَخَلَ بِيلاطُسُ أَيْضاً إِلَى دَارِ الوِلايَةِ "
ثُمَّ دَخَلَ بِيلاطُسُ أَيْضاً إِلَى دَارِ الوِلايَةِ كان قد خرج منها لاستقبال اليهود (يو 18: 28- 29) 28 ثم جاءوا بيسوع من عند قيافا الى دار الولاية، وكان صبح. ولم يدخلوا هم الى دار الولاية لكي لا يتنجسوا، فياكلون الفصح. 29 فخرج بيلاطس اليهم وقال:«اية شكاية تقدمون على هذا الانسان؟»
 

2) " وَدَعَا يَسُوعَ"

ليقترب منه وَقَالَ لَهُ على انفراد.

 

3) " أَأَنْتَ مَلِكُ اليَهُودِ؟"

 هذا إتهام يسوع بالثورة والتمرد ضد الإحتلال الرومانى ، الغريب أن لو كان يسوع قام بتمرد وقال انا ملك اليهود فقد كان اليهود ساندوه بما فيهم مجمع السنهدرين ولكن لأن يسوع قاوم الفكر التقليدى للفريسيين وشيوخ وكتبة اليهود والصدوقيين وغيرهم لهذا حقدوا عليه لهذا إتهموا يسوع بتدبير إنقلاب ضد قيصر مدعيا أنه ملك (مت 27: 1) (مر15: 2) (لو 23: 2) (يو 19: 3 و 122 و 15 و 19 - 22)

هذا السؤال الأول الذي سأله بيلاطس للمسيح، نجده في الأناجيل الأربعة على السواء، لأن هذا اللقب «ملك اليهود» استرعى انتباه بيلاطس، لأنه خطير بحد ذاته، فهو يحمل وراءه حركة تعصب لـ «ملك اليهود» كما يحمل وراءه أطماعاً وخططاً، وهذا ما قصده اليهود قصداً أن يرسخوه في فكر بيلاطس. لقد سمع بيلاطس هذا اللقب عن المسيح أول ما سمع، وذلك عندما «... دخل أورشليم, ارتجت المدينة كلها قائلة: من هذا؟ فقالت الجموع: هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل» (مت10:21-11)، «قائلين مبارك الملك الآتي باسم الرب, سلام في السماء ومجد في الأعالى» (لو38:19)، «أوصنا (خلصنا)، مبارك الآتي باسم الرب ملك إسرائيل» (يو13:12)

هذا الهتاف المدوي، الذي ملأ سماء أورشليم، ورج الهيكل، فى أحد الشعانين (أحد الزعف) الذى راقبة الرومان ن فوق قلعة أنطونيا التى كانت ملاصقة للهيكل ومبناها أعلىى من مبنى الهيكل وبنيت لمراقبة الشعب اليهودى الذى يتجمع فى الفصح باعداد كبيرة

وهتاف الشعب للمسيح أرعب قلوب رؤساء الكهنة، وقالوا هوذا الجميع ذهب وراؤه لم ينسه حنان ولا قيافا أبداً: «فلما رأى رؤساء الكهنة والكتبة العجائب التي صنع، والأولاد يصرخون في الهيكل ويقولون: أوصنا لابن داود، غضبوا وقالوا له: أتسمع ما يقول هؤلإء» (مت15:21-16)، «... يا معلم انتهر تلاميذك, فأجاب وقال لهم: أقول لكم إنه إن سكت هؤلاء، فالحجارة تصرخ» (لو39:19-40‏). أما الآن, فقد جاء وقت التشفي وتصفية الحساب ... ولم يدر هؤلاء الحاقدون والمتشفون أن هذا اليوم هو هو يوم التجلي وتنصيب الملك على خشبة, هو يوم الخلاص الآتي من الأعال فعلاً، يوم سلام في السماء ومجد على الأرض حقاً، يوم إعلان بدء مملكة أبينا داود الأبدية، مملكة المسيح أصل وذرية داود، كوكب الصبح المنير.

 هذا السؤال ناتج عن تهمة اليهود بالثورة على قيصر (لوقا ٢٣: ٢) 2 وابتداوا يشتكون عليه قائلين: «اننا وجدنا هذا يفسد الامة ويمنع ان تعطى جزية لقيصر قائلا: انه هو مسيح ملك». وجاءوا بهذه التهمة حين رفض بيلاطس طلبتهم الأولى أن يحكم عليه بدون فحص. والكلمة الهامة في هذه الجملة هي «أنت» ومعنى قوله «أنت»: هل يمكن أن تكون ملكاً وأنت ضعيف وديع مهان مشكو عليك؟
والآن يسمع بيلاطس هذا اللقب من رؤساء الكهنة وحشود الشعب المأجور والمدفوع على أنه هو علة للصلب: «وكان رؤساء الكهنة يشتكون عليه كثيراً (بخصوص لقب الملك). فسأله بيلاطس أيضأ قائلاً: أما تجيب بشيء. انظركم يشهدون عليك. فلم يجب يسوع أيضاً بشىء حتى تعجب بيلاطس» (مر3:15-5‏). هذه المواجهة أغفلها إنجيل يوحنا، ولكن القانون الروماني يحتم أن تكون كل شكوى في حضور المتهم، ولكن ذلك تم قبل أن يدخل بيلاطس إلى دار الولاية، وذلك بحسب رواية مرقس الرسول. فدخل بيلاطس دار الولاية واستدعى المسيح سراً وبدأ يسأله كما في الآية السابقة (33:18‏)، لا كمتأثر بطبيعة المتهم الهادىء الصامت, ولكن كمتعجب من سلوك متهم مُقدم للموت، وكأنه لا يبالي بالموت. ولو كان هؤلاء المتعطشون إلى الدماء صادقين في إلصاق هذه التهمة السياسية عليه, فأين أتباعه ومعاونوه؟ أين الذين يسعون لتمليكه؟ كان هذا يدور في فكر بيلاطس ويتعجب!!

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> ثم دخل بيلاطس دار الولاية ودعا يسوع على إنفراد وسأله قائلا " أنت ملك اليهود" هذا السؤال يدل على أن اليهود إتهموا يسوع بهذه التهمة كما ورد فى (لو 23: 2) حيث قالوا وجدناه يفسد الأمة ويمنع أن تعطى الجزية لقيصر قائلا أنه مسيح ملك

      شرح وتفسير  (يوحنا 18:  34)  34 اجابه يسوع:«امن ذاتك تقول هذا، ام اخرون قالوا لك عني؟»

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " «أَجَابَهُ يَسُوعُ: أَمِنْ ذَاتِكَ تَقُولُ هَذَا، أَمْ آخَرُونَ قَالُوا لَكَ عَنِّي؟»."

لم يسأل بيلاطس أو يحقق مع يسوع حول ما إذا كان يملك ملك أرض سياسى أم لا لأنكر يسوع بالرغم من أن يسوع ألمح له أن مملكته ليست من هذا العالم كما أن بيلاطس كحاكم رومانى لليهودية لا بد وأنه سمع عن يسوع كثيرا ولو كان اليهود فى تحقيقهم سألوه عن مسيانيته لأكدها لهم من الواضح أن هيرودس لم يكن مستعدا للدخول فى مناقشات دينية يهودية يجهلها  (يو 18: 35)
لم يسأله يسوع عن ذلك لجهله إيّاه بل لينبّه ضميره، ةيجعله يفكر فى معنى ما يقوله ويثبت بجواب بيلاطس نفسه براءته. ومعنى سؤاله: هل رأيت منّي في كل مدة حكمك شيئاً يحملك على أن تظنني أريد خيانة الدولة الرومانية أو عصيان قيصر؟ أو هل أخبرك بذلك آخرون؟ وحذره بهذا من أن يُخدَع ويصدّق إتهام رؤساء الكهنة الكذبة. وذكَّره به أنه لو كانت دعواهم صحيحة لعرف بها قبل ذلك.
أو قد يكون المسيح قصد بذلك السؤال أن يبيّن لبيلاطس مراده بلفظة «ملك» قبل أن يجاوبه على سؤاله، فكأن المسيح قال له «إن أردت بالمُلك ما يعنيه الرومان به، أي هل أنا ملك أرضي كقيصر؟ قلتُ لا! ولكن إن أردت به ما يقصده اليهود على ما في نبواتهم، فالجواب: نعم. واليهود عرفوا أن المسيح ادَّعى أنه ملك روحي، وأرادوا أن يفهم بيلاطس أنه ادّعى أنه ملك أرضي. ولم يكن بيلاطس محتاجاً لإبطال هذه الدعوى لأنه أرد معرفة مصدر الشكوى. فلو كان مصدرها قائداً رومانياً أو أحد جواسيسه لاستحقَّت أن ينظر فيها. لكنه كان يعلم أنه يستحيل أن يرفعها إليه اليهود بإخلاص لأن أعظم ما يرضيهم أن يقوم بينهم رجل يرفع عنهم نير الرومان!
‏ليس هذا جواباً، بل سؤالاً من المسيح، المسيح أجاب على سؤال بسؤال يفتد فيه إتهامه ويسقط التهمة عن نفسه  وتحذيراً خطيراً، وذلك لكي يفرق بيلاطس بين ما يشعر به هو من جهة الحق وبين ما يسمعه كذباً وتلفيقاً من اليهود. أما إن كان الآخرون هم الذين يقولون عني هذا، ففي توراتهم مكتوب إني لهذا وُلدت بقسم الله من فوق: «أقسم الرب لداود بالحق, لا يرجع عنه, من ثمرة بطنك أجعل على كرسيك» (مز11:132)، لا كملك وحسب، بل وملك الملوك ورب الأرباب، لا كملك على أجساد، بل على أرواح وضمائر وقلوب!! كرسي مملكته على قلوب الناس فى الرض وعرش مملكته فى السماء، ومجلسى عن يمين عرش الرب!
‏‏لقد نجح المسيح في استجوابه لبيلاطس أن يصحح عنده مفهوم لقب «ملك». فإن كان هو من ذاته يقول هذا, فهو لقب صحيح مائة بالمائة, لأنه يكون قد قاله عن وعي صادق؟ أما إن كان نقلاً عن آخرين فهو مرفوض من المسيح، كما هو مستنكر من بيلاطس سواء بسواء!! وإلا أين أعواني وما هي مظاهر مطالبتي بالملك؟

  أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> ليس المقصود من سؤال يسوع لبيلاطس بقوله " أمن ذاتك تقول هذا .. ألخ" أنه لم يكن عالما بمن إتهمه بأنه يمنع أن تعطى جزية لقيصر وأنه يسعى ليكون ملكا بل الغرض منه أن ينبه ضميره فكأنه يقول هل رأيت منى فى مدة حكمك شيئا يجعلك تتهمنى بخيانة الدولة الرومانية ، أنك بالطبع لم تر منى شيئا من هذا القبيل فلا بد أن الذين اخبروك به هم أعدائى ولا يليق بك ايها الوالى أن تصدق دعوى الأعداء لأنها لو كانت صحيحة لكان  يجب عليك أن تعرفها قبلهم ،

   شرح وتفسير (يوحنا 18:  35)  35 اجابه بيلاطس: «العلي انا يهودي؟ امتك ورؤساء الكهنة اسلموك الي. ماذا فعلت؟»
.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

 1) " أَجَابَهُ بِيلاطُسُ: أَلَعَلِّي أَنَا يَهُودِيٌّ؟ "

يحتاج هذا السؤال جوابا سلبيا ، يعبر بيلادس هنا عن إمتعاضة من الجيانة اليهودية وإحتقاره للجنس اليهودى
أَلَعَلِّي أَنَا يَهُودِيٌّ؟ أظهر بيلاطس شيئاً من الحدة والكبرياء في هذا الجواب، وأنكر أنه استعمل لفظة «ملك» بمعنى يهودي، وموضحاً أنه استعملها بمعنى روماني، أي أراد بها ملكاً أرضياً.
لقد فهم بيلاطس فى أعماقة ما يقصده المسيح  وبدأت روحه بالفعل تتحرك فيه، لأنه يرد على الإحتمال الأول كأنه بالإيجاب: أى لست أنا الذى يقول ذلك ولم أتهمك بذلك «ألعلي أنا يهودي؟»، لأن الذي يقول عنك أنك ملك بالحق يلزم أن يكون يهودياً، أو ينبغي أن يصير يهودياً، ولكني على غير استعداد. أنا روماني، ووظيفتي محقق، ماذا فعلت؟ إجابة بيلاطس فيها وعي حقيقي، وفيها أيضاً رجعة عن الحق والوعي!!

 

2)  " أُمَّتُكَ وَرُؤَسَاءُ الكَهَنَةِ أَسْلَمُوكَ إِلَيَّ"

  «أُمتك» أة مملكتك بالمعنى السياسي الجنسي: «أمة اليهود», خاصة المسيح الذى تجسد من أجل خلاصهم بالمعنى الروحى أمتك أسلمت ملك اليهود؟ يا للعجب عند بيلاطس! لأن أشد ما كان يتوق إليه اليهود هو أن يرزقهم الله بملك يحررهم من نير الرومان، هذا كان يعلمه بيلاطس تمام العلم. والآن هم يقدمون من يقولون إنه ملك اليهودى ليُقتل: «إلى خاصته جاء، وخاصته لم تقبله» (يو11:1). بيلاطس يتبرأ من أي مفهوم «للملك» قال عنه المسيح، لا المفهوم الإلهي ولا المفهوم السياسي، وألقى اللوم المضاعف على أمته وعلى رؤساء الكهنة!! «ضعوا أنتم هذا الكلام في آذانكم، إن ابن الإنسان سوف يُسلم إلى أيدي الناس» (لو44:9‏)، «إن إله إبراهيم واسحق ويعقوب، إله آبائنا, مجد فتاه يسوع, الذي أسلمتموه أنتم, وأنكرتموه أمام وجه بيلاطس، وهو حاكم بإطلاقه.» (أع13:3)

هذا جواب بيلاطس للمسيح على قوله ما معناه: أنت المشتكي أم غيرك؟ فمعنى جواب بيلاطس أنه ليس المشتكي، وأنه لم يرَ شيئاً من علامات العصيان في ما فعله، وأن مصدر الدعوى يهودي.
ويكاد رد بيلاطس أن يكون صارخاً، مؤكداً للمسيح أنه إذا كان هو الآن بين يدي الحاكم الروماني، فأُمتك اليهودية ورؤساء الكهنة هم الذين جحدوا ملوكيتك, كانت ما كانت, وكل مؤهلاتك.

 

3) " مَاذَا فَعَلتَ؟ "

أي لماذا يتهمك شعبك بادعائك أنك ملك بلا سبب؟ دافع عن نفسك.
‏ماذا فعلت. أو ما هو السبب في كل هذا؟ هذا ما كان يحير بيلاطس بالفعل.

لا يزال المسيح يفتح وعي العالم على حقيقته: «أنتم من أسفل» أما أنا فمن فوق. أنتم من هذا العالم، أما أنا فلست من هذا العالم» (يو23:8). وهذا هو سر التعارض الهائل الذي أنتج هذا الهياج, وهذه المحاكمة، وهذه المرارة. أما «ماذا فعلت», فالرد الذي لا يُقال ولا يُسمع: ما فعلت هو أني نزلت إلى الأرض، جئت إلى خاصتي، النور أضاء في الظلمة، والظلمة لم تدركه. أنا ملك السلام، ومملكتي هي الحق, وخدامي هم أبناء النور.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> فأجابه بيلاطس بقوله " ألعلى أنا يهودى أمامك ورؤساء الكهنة أسلموك إلى " أننى لم أرى من أعمالك ما يفهم أنك تميل إلى العصيان أو مقاومة الحكومة بل الذين إشتكوا عليك هم بنو جنسك ورؤساء أمتك وأنا لست بيهودى حتى ادعى عليك تلك الدعوى ولكن يجب أن تقول لى "ماذا فعلت" حتى إتهمتك أمتك أنك تريد أن تكون ملكا .  .

   شرح وتفسير (يوحنا 18:  36)  36 اجاب يسوع: «مملكتي ليست من هذا العالم. لو كانت مملكتي من هذا العالم، لكان خدامي يجاهدون لكي لا اسلم الى اليهود. ولكن الان ليست مملكتي من هنا».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

..  جملة شرطية من الصنف الثانى تشير إلى "ضد الحقيقة" بمعنى "لو كانت مملكتى من هذا العالم ، ولكنها ليست من هذا العالم ، لكان خدامى يجاهدون ، ولكنهم لا يجاهدون" تشير كلمة خدامى إلى التلاميذ أو إلى الملائكة (مت 26: 53) 
1) " أَجَابَ يَسُوعُ: مَمْلَكَتِي"

وفيما يلى نبوات عن ملك المسيح (دا13:7-14) «كنت أرى في رؤى الليل, وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان، أتى وجاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه. فأُعطي سلطانا ومجداً وملكوتاً لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض.» ( دانيال ٢: ٤٤ ) 44 وفي ايام هؤلاء الملوك يقيم اله السموات مملكة لن تنقرض ابدا وملكها لا يترك لشعب اخر وتسحق وتفني كل هذه الممالك وهي تثبت الى الابد.
مَمْلَكَتِي هذه الكلمة جواب لقول بيلاطس «أنت ملك اليهود» ومعناها: نعم، إني رئيس مملكة.
لأن مملكتى مملكة سلام ومحبة (يو 14: 27) "«سلاما أترك لكم. سلامي أعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب."  :ومت44:5‏) «أحبوا أعداءكم» ، فكيف تظن في العنف؟ مملكتي ليست هنا ولا من هنا، فأنا أستمد سلطاني من فوق، وخدامي هم أيضأ ليسوا من هذا العالم, كما إني أنا لست من هذا العالم. فلو كانت مملكتي من هذا العالم وخدامي من هذا العالم، لكانوا الآن يحاربون عني حتى لا أُسلم إلى اليهود.

 

2) " لَيْسَتْ مِنْ هَذَا العَالَمِ"

بعد معجزة المسيح تكثير الخبز والسمك وإشباع الألاف من خمسة أرغفة وسمكتين أراد اليهود فى منطقة بيت صيدا أن يقيموا المسيح ملكا ولكنه هرب منهم  (يو 6: 15) 15 واما يسوع فاذ علم انهم مزمعون ان ياتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكا، انصرف ايضا الى الجبل وحده. "

 أي ليست كما ظن اليهود، وليست مملكة أرضية ملكها قائد حربى يقود ثورة وجيوش وأسلحة ماديّة، وليست للها هدف عالمى ولا قائمة بقوة إجبارية، ولا مقاومة فيها لمملكة قيصر ولا غيرها من ممالك الأرض. هذا معنى كلامه سلباً. أما معناه إيجاباً فهو أن أصل مملكتي روحي من السماء، وهي تسود على ضمائر الناس وقلوبهم طوعاً واختياراً، وسلطتى روحية، ويقوم انتصارها بانتشار الحق. ويظهر أعظم مجدها في السماء.

عندما دخل المسيح اورشليم فى أحد الشعانين دخول الملوك لم يكن بغزو أو حرب وقتل وغحتلال ولكنه كان بفرح وسلام (زك 9: 9) إبتهجي جدا يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت اورشليم.هوذا ملكك ياتي اليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن اتان.   (مت 21: 5) «قولوا لابنة صهيون: هوذا ملكك ياتيك وديعا راكبا على اتان وجحش ابن اتان».  (يو 12: 15)  «لا تخافي يا ابنة صهيون. هوذا ملكك ياتي جالسا على جحش اتان» (عب 1: 8) واما عن الابن:«كرسيك يا الله الى دهر الدهور. قضيب استقامة قضيب ملكك.
هذه المملكة أُسست على موت المسيح وقيامته ، ويسوسها روح المسيح، وشريعتها إرادة الرب ، وهدفها مجده وخلاص الناس وسعادتهم الأبدية.
 

3) "  لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا العَالَمِ لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لا أُسَلَّمَ إِلَى اليَهُودِ."
بعد أن أعلن المسيح ان له مملكة ولكنها ليست أرضيه  بل سماوية ولإثبات ذلك قال بما يعنى أن أتباع المملكة الأرضية يحاربون عنها. أما المسيح فلم يأذن لأحد من الكثيرين الذين تبعوه أن يحامي عنه، وسلم نفسه بلا معارضة إلى من قبضوا عليه، كما أمكن بيلاطس أن يستعلم من جنود الرومان التي جاءت به.
حينما أردتم القبض علي سلمت نفسي لكم في سلام وخضوع، لأن ملكوتي لا يضيره القيود ولا يشينه القبض ولا المحاكمة، ولا الموت يجوز عليه، فهو فوق هذا وذاك.

واضح هنا لماذا اشترط المسيح لكي يُسلم نفسه لهم طواعية أن يتركوا التلاميذ يذهبون أحراراً!! لأن المسيح أراد أن يسلم نفسه في سلام, ورفض أن يكون له في الضيق أعوان! كذلك، فإن رد المسيح هنا على بيلاطس يشرح معنى ما قاله القديس متى في إنجيله: «إذا مجوس من المشرق قد جاءوإ إلى أورشثليم قائلين: أين هو المولود ملك اليهود؟» (مت1:2-2). كما يشرح أيضاً معنى «ملكوت السموات» فهي «مملكتي التي ليست من هذا العالم».

 

4) "  وَلَكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا"
 أى لا تلتفت لأكاذيب رؤساء الكهنة وتهمهم الباطلة  وقد وضح الأمر ألان أن مملكتي لا تختص بهذا العالم، فأين هم أتباع هذه المملكة ؟ أو الثوار فلذلك يجب أن لا تخاف منها . والبرهان على ذلك أني واقف أمامك موثقاً، فإنما سلّمت نفسي ومنعت خدامي عن المحاربة.

خدامي هم خدامكم, وخدام العالم كله، لأنهم كما قلت ليسوا من العالم أصلاً. أسلحتي هي الحق والبر والحب والفرح والسلام؛ جئت لأغزو بها قلب العالم كله. أما وسائلي في الاستيلاء على القلوب عنوة, فهي الوداعة والاتضاع والحب الباذل حتى الموت.

حكومتي تقوم على أساس أن السيد هو الذي يخدم, ويغسل أرجل الذين يخدمهم؛ والأول هو الذي يجلس آخر الكل، والعظيم منهم هو أصفرهم. حربي معلنة عل الخطية، ولا مهادنة, والذي يريد أن يسخرنا ويأخذ ثوبنا, فإننا نخع له الرداء أيضا؛ والذي يسخرنا ميلاً نسير معه اثنين.
‏هذه هى مملكتي، وهذه هى سماتها وشروطها. (١تيموثاوس ٦: ١٣ ) 13 اوصيك امام الله الذي يحيي الكل، والمسيح يسوع الذي شهد لدى بيلاطس البنطي بالاعتراف الحسن" قائلا «والآن مملكتي ليست من هذا العالم».

 المسيح ملك فى السماء (اش 43: 15) انا الرب قدوسكم خالق اسرائيل ملككم. (مز 9: 8) "وهو يقضي للمسكونة بالعدل. يدين الشعوب بالاستقامة." 
36:18 أَجَابَ يَسُوعُ: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلَكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا»

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> كأن المسيح يقول أن مملكتى ليست مملكة أرضية المقصود منها مقاومة قيصر بل مملكتى روحية أملك فيها على القلوب " ولو كانت مملكتى من هذا العالم لكان خدامى يجاهدون لكى لا أسلم لليهود " وأنت تعلم أننى لم أأمر أحدا من تلاميذى أن يدافع عنى وقلت للتلميذ الذى أراد الدفاع رد سيفك إلى غمده وشفيت أذن العبد التى كانت قطعت بسيف تلميذى ثم سلمت نفسى طوعا وإختيارا فترى من كل هذا أن " تفهمنا أن لك مملكة   ولكنها ليست مثل الممالك التى نراها فى هذا العالم "

   شرح وتفسير (يوحنا 18:  37)  37 فقال له بيلاطس: «افانت اذا ملك؟» اجاب يسوع:«انت تقول: اني ملك. لهذا قد ولدت انا، ولهذا قد اتيت الى العالم لاشهد للحق. كل من هو من الحق يسمع صوتي».
"  . .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 † " اجاب يسوع:«انت تقول: اني ملك. لهذا قد ولدت انا، ولهذا قد اتيت الى العالم لاشهد للحق. " ..  العبارة الأولى يعتبرها بعض المفسرين غامضة وهى تصريح محدد (مت 27: 11) (مر 15: 2) (لو 23: 3)الفعلان فى الزمن التام لقد عرف يسوع كإنسان من هو ؟ ولماذا أتى (يو 13: 1 و3 ) (لو 2: 49) (مت 16: 22) من الصعب ان يفهم بيلاطس كلمات يسوع الروحية وهو رجل الحرب والسياسة الذى يوزن الأمور بالموازين المادية والظاهرية  
 

 1) " فَقَالَ لَهُ بِيلاطُسُ: أَفَأَنْتَ إِذاً مَلِكٌ؟ "

جملة نصفها استفهامي، ونصفها تعجبى, بروح تهكمية نوعا. إجابة المسيح: «أنت تقول»، معناها أن ما قاله بيلاطس يقع في موضع لا يقبل النفي ولا الإيجاب! فلا هو يقبل هذا اللقب من فم بيلاطس, ولا هو يرفضه؛ لأن بيلاطس يضع اللقب في موضع الفهم اليهودي كما سمعه منهم دون أن يلتفت إلى المعنى والشرح الذي قاله المسيح.
أَفَأَنْتَ إِذاً مَلِكٌ؟ كعادة المحققين حتى فى عصرنا الحالى  فى تكرار نفس السؤال بعبارات مختلفة بطرق مختلفة كرر بلاطس سؤالة الذى سأله  فى عدد (يو 18: 33) 33 ثم دخل بيلاطس ايضا الى دار الولاية ودعا يسوع، وقال له:«انت ملك اليهود؟» وفى تكرار بيلاطس السؤال هنا  بترك لفظة اليهود. لا يخلو سؤاله من شيء من التعجب، كأنه كان يتوقع أن يسوع ينكر أنه ملك. فكأن بيلاطس قال ليسوع: لقد اعترفت أنك ملك، وقلت إن مملكتك ليست من هذا العالم، فكيف يمكن ذلك؟
 

2) " أَجَابَ يَسُوعُ: أَنْتَ تَقُولُ إِنِّي مَلِكٌ."
أَنْتَ تَقُولُ إِنِّي مَلِكٌ أي نعم كما قلت.وردت نفس إجابة المسيح فى إنجيل يوحنا فى (متّى ٢٧: ١١ ) 11 فوقف يسوع امام الوالي. فساله الوالي: «اانت ملك اليهود؟» فقال له يسوع: «انت تقول». ( لوقا ٢٣: ٣) . 3 فساله بيلاطس: «انت ملك اليهود؟» فاجابه: «انت تقول». 

3) " لِهَذَا قَدْ وُلِدْتُ أَنَا، وَلِهَذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى العَالَمِ لأشْهَدَ لِلحَقِّ "

 ثم ابتدأ المسيح يوضح له المعنى الحقيقي لما قاله بيلاطس نفسه:
«لهذا قد وُلدت أنا, ولهذا قد أتيت إلى العالم»: [هنا يورد القديس يوحنا النص الوحيد الذي يفيد ميلاد المسيح]. وهذا ما فهمه مجوس المشرق ليحتفلوا بميلاد ملك ولم يتعجبوا عندما رأوا طفلا مولودا فى مزود وليس فى قصور الملوك وكانوا بسالون عنه قائلي (مت 2: 2)  "قائلين: «أين هو المولود ملك اليهود؟ فإننا رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد له»."

المسيح هو الحق الذى تجسد ليتمم عمل الرب فى القصاص من الإنسان الخاطئ وكان هو الوسيلة الوحيدة لتنفيذ قضاء الرب وإكمال حقة بحمل خطايانا فصار ذبيحة لا نهائية لأجلنا .. هذا شرح المسيح بقوله  إنه ملك وسبب الهدف من تجسده ومجيئه من السماء إلى الأرض، وهي إقامة مملكة الحق، وإعلان حق الله الأزلي للناس (يوحنا ١: ١٨).18 الله لم يره احد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الاب هو خبر. " وكان شاهداً للحق افلهى بكلامه وعمله ولا سيما موته. وكانت شهادة المسيح للحق سلاحه الوحيد لتشييد مملكته. إذاً ليس هو مقاوماً لأحد من ملوك الأرض. وهو جواب مناسب يُجاوب به روماني، لأن فلاسفة الرومان ادّعوا أنهم أهل الحق الخالص العاري عن أوهام الناس وضلالاتهم. ولأن المسيح أتى إلى هذا العالم ليشهد للحق، وجب أن يكون الحق من أثمن الكنوز، وأن يجتهد في اقتنائه. والحق الخاص الذي أتى المسيح ليعلنه هو أن الإنسان خاطئ هالك، وأن الربرحيم أعدّ الخلاص مجاناً بواسطة ابنه لكل الذين يتوبون ويؤمنون.
«لهذا وُلدت أنا», تجعل لملوكيته سبق تعيين. فهو لم يولد كأي إنسان لكي يعيش أولاً، ثم الظروف هي التي تحدد إمكانية أن يكون ملكاً، بل إنه وُلد ليكون ملكاً؛ أو أنه تعين ملكاً قبل أن يولد، فلما وُلد استعلن ملكاً بالضرورة, أي أن ملكونه غير مستحدث ولا هو زمني، فهو معين قبل الزمن، وقائم في الزمن بلا تعيين أي بلا حدود, فهو ملكوت من فوق يستمد وجوده، وهو أزلي! هذا هو الاعتراف الحسن أمام محكمة تمثل أقوى دولة في العالم آنئذ.
«ولهذا قد أتيت إلى العالم»: توضيح ما بعده توضيح، أنه ليس من هذا العالم، وأن كيانه الدائم فوق العالم، ولكن «لهذا», أي «لقيام مملكته أو ملكوته في العالم بين الناس»، هو أتى إلى العالم من خارج ‏العالم: «تجسد».
‏فالمسيح هنا، لا يجيب بكونه ملكاً فقط، بل هو يجيب ليؤكد لبيلاطس أن مملكته قائمة على أسس ثابتة وأزلية، وأنها لا تستمد قوتها أو وجوها من سلطة أرضية، ولا من أي قوة أرضية. علماً بأن كلمة :أتيت» تفيد الإتيان المستمر غير المنتهي، وليس كما جاءت في الترجمة العربية كفعل ماض منته، فهو آت، ويأتي، وسيأتي، ويبقى «آت إلى العالم»: هذا هو الاعتراف الحسن، والجملة كلها تفيد لاهوته.

«لأشهد للحق»: ‏هنا، الحق هو بمفهومه المطلق، أي الحقيقة الكلية، التي هي المجال الذي يحيا ويعمل فيه ‏المسيح.‏والإنسان الذي ينفتح قلبه وتنفتح بصيرته لهذا الحق, يدرك في الحال معنى ما يقوله المسيح بمجرد أن يسمعه.‏والمسيح يشهد للحق، لا كأنه يشهد لشيء خارج عنه، بل هو يشهد للحق باستعلان ذاته، وعلاقته بالله أبيه، لأنه هو الحق! هذا هو الاعتراف الحسن.

 

4) " كُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي "

وأنشأ المسيح مملكة الحق من كل الذين آمنوا به أنه نفذ حق الرب من البشر أي الذي يحب الحق الذى هو المسيح ويقبله ويطيعه هو من رعيتي أهل مملكتي. فإذاً عرشي الملكي في قلوب الناس (يوحنا ٣: ٢١ ) 21 واما من يفعل الحق فيقبل الى النور، لكي تظهر اعماله انها بالله معمولة». ( يو ٦: ٤٥ ) 45 انه مكتوب في الانبياء: ويكون الجميع متعلمين من الله. فكل من سمع من الاب وتعلم يقبل الي. ( يو ٧: ١٧ )17 ان شاء احد ان يعمل مشيئته يعرف التعليم، هل هو من الله، ام اتكلم انا من نفسي.  ( يو ٨: ٤٧ ) 47 الذي من الله يسمع كلام الله. لذلك انتم لستم تسمعون، لانكم لستم من الله». ( يو ١٠: ١٦).16 ولي خراف اخر ليست من هذه الحظيرة، ينبغي ان اتي بتلك ايضا فتسمع صوتي، وتكون رعية واحدة وراع واحد " . فيجب أن نتخذ المسيح معلماً وملكاً، ونطيع أوامره طاعة كاملة.(يوحنا ١٧: ١٧، ١٩ )  17 قدسهم في حقك. كلامك هو حقك. 18 كما ارسلتني الى العالم ارسلتهم انا الى العالم، 19 ولاجلهم اقدس انا ذاتي، ليكونوا هم ايضا مقدسين في الحق. ( يوحنا ٨: ٤٧ )47 الذي من الله يسمع كلام الله. لذلك انتم لستم تسمعون، لانكم لستم من الله».  ( ١يوحنا ٣: ١٩ )19 وبهذا نعرف اننا من الحق ونسكن قلوبنا قدامه.  ( 1 يو ٤: ٦)   6 نحن من الله. فمن يعرف الله يسمع لنا، ومن ليس من الله لا يسمع لنا. من هذا نعرف روح الحق وروح الضلال.
«كل من هو من الحق»: ‏أي «كل من يستمد من الحق فكره وقوله وعمله وسلوكه، كل من جعل الحق مصدراً يستمد منه حياته، كل من أحب الحق وعشقه وسار على هداه ووحيه...». هذا، حتماً، يسمع صوت المسيح ويفهمه؛ وصوت المسيح يصير له حياة أبدية: «الحق الحق أقول لكم: إن من يسمع كلامي، ويؤمن بالذي أرسلني, فله حياة أبدية» (يو24:5). المسيح، هنا، يخاطب ضمير بيلاطس وكل ضمير لكل إنسان.
‏«الاعتراف الحسن» الذي شهد به المسيح أمام بيلاطس، شمل عناصر الإيمان جميعاً:
أ‌- أنه وُلد ليعلن ملكوت الله بالحق الذي يقوله، ويملكه، ويملك عليه.
ب‌- أنه نزل من السماء، وأتى إلينا على الأرض، ليؤسس ملكوت الحق.
كل من يسعى ويجد في أثر الحق, يُستعلن له المسيح والحق والحياة.

 أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> أجاب يسوع أنت تقول انى ملك " لأنى حقا كذلك فإنى أملك على المؤمنين بالإيمان  والنعمة وأقودهم إلى مملكة السماء " ولهذا ولدت أنا ولهذا قد أتيت إلى العالم لأشهد للحق " أى أننى لم آت لأقاوم أحدا من ملوك العالم بل أتيت من السماء إلى ألأرض لأشهد للحق الإلهى وأعلنه للعالم وقد أعلنت بأقوالى وأعمالى غلإله الحقيقى الواحد الذات المثلث الأقانيم وأنالإنسان خاطئ وأن الآب رحيم وقد أعد الخلاص مجانا بواسطة إبنه الوحيد " فكل من هو من الحق يسمع صوتى " أى كل من يحب الحق ويكره الضلال يسمع صوتى ويطيعنى ويكون من رعيتى ومن مملكتى

  شرح وتفسير  (يوحنا 18:  38)  38 قال له بيلاطس:«ما هو الحق؟». ولما قال هذا خرج ايضا الى اليهود وقال لهم:«انا لست اجد فيه علة واحدة.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

 الجزء الثالث من سير القضية
بيلاطس خارج دار الولاية مع يسوع وباراباس وعصابته ورؤساء الكهنة والشعب (38:18-40‏)
‏الإعلان الأول عن براءة المسيح

1) " قَالَ لَهُ بِيلاطُسُ: مَا هُوَ الحَقُّ؟."

من الواضح أن بيلاطس لم يصل إلى معرفة الحق أبداً. يسجل يوسابيوس، المؤرخ وأسقف قيصرية، حقيقة أن بيلاطس إنتحر في النهاية أثناء حكم الإمبراطور كاليجولا – وهي نهاية مؤسفة وتذكار للجميع بأن تجاهل الحق يقود دائماً إلى نتائج غير مرغوبة... مات بيلاطس دون أن ينتظر جواب المسيح على سؤاله  "مَا هُوَ الحَقُّ؟." مات ولم يعرف أنا أمام يسوع الذى هو الحق  أص

ر أمرا بإدام الحق ولكن الحق ابدا لا يموت لأن اللاهوت لا يموت بل أقام الجسد وأرجع له الحياة فى اليوم الثالث  (رومية 1: 4).
مَا هُوَ الحَقُّ؟ هذا ليس سؤال محب للحق يطلب الإرشاد من رب الحق، بدليل أنه انصرف قبل أن يسمع الجواب، لم يرفض بيلاطس كلام المسيح, ولكنه لم يفهمه، ولم يجد في داخله مدخلاً إليه؛  فكأنه قال: لا أحد يعرف حقيقة الحق أو يستطيع أن يوضحه، فكم بالحري أنت! ولا فائدة لك ولا لي من معرفة ذلك أو جهله. فإن أكثر علماء الرومان كانوا حينئذ قد فقدوا كل ثقة بديانتهم الوثنية، ولم يكونوا قد عرفوا الدين المسيحي، فتسلط عليهم الإلحاد بالدين.

كان يسوع البار تحت محاكمة غير الأبرار. والحقيقة المؤسفة هي أن هؤلاء الآخرين دائماً ما يدينون الأولين. لهذا قتل قايين هابيل. العلاقة بين الحق والبر وبين الكذب وعدم البر تتضح من خلال عدة أمثلة في العهد الجديد:
• "وَلأَجْلِ هَذَا سَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللهُ عَمَلَ الضَّلاَلِ، حَتَّى يُصَدِّقُوا الْكَذِبَ، لِكَيْ يُدَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ لَمْ يُصَدِّقُوا الْحَقَّ، بَلْ سُرُّوا بِالإِثْمِ" (تسالونيكي الثانية 2: 11-12).
• "لأَنَّ غَضَبَ اللهِ مُعْلَنٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ النَّاسِ وَإِثْمِهِمِ الَّذِينَ يَحْجِزُونَ الْحَقَّ بِالإِثْمِ" (رومية 1: 18).
• "الَّذِي سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ. أَمَّا الَّذِينَ بِصَبْرٍ فِي الْعَمَلِ الصَّالِحِ يَطْلُبُونَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْبَقَاءَ فَبِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ. وَأَمَّا الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ التَّحَزُّبِ وَلاَ يُطَاوِعُونَ لِلْحَقِّ بَلْ يُطَاوِعُونَ لِلإِثْمِ فَسَخَطٌ وَغَضَبٌ" (رومية 2: 6-8).
• "(المحبة) لاَ تُقَبِّحُ وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا وَلاَ تَحْتَدُّ وَلاَ تَظُنُّ السُّؤَ وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ" (كورنثوس الأولى 13: 5-6)


إن كلمة "الحق" باليونانية هي alētheia التي تعني حرفياً "كشف شيء مخفي" أو "عدم إخفاء شيء". وهي تحمل فكرة أن الحق موجود دائماً، ومفتوح دائماً، ومتاح لنظر الجميع، دون إخفاء أي شيء. كذلك في اللغة العبرية تحمل كلمة emeth معنى "التماسك" و "الثبات" و "الدوام". هذا التعريف يشير إلى شيء أو كيان أبدي يمكن الإعتماد عليه.وفي سفر الرؤيا نجد كلمة "الحقيقي" بمعنى الجدير بالثقة لأنه حق مطلق أكيد أو هو الحقيقة المطلقة (رؤ 3: 7 و14، 6: 10، 15:3، 19: 9و 11).تعبر الكلمات العبرية واليونانية المترجمة عنها كلمة "الحق" ومشتقاتها، عن الأمانة والصدق واليقين الثابت الراسخ (انظر تك 16:42، خر 21:18، تث 4:32، قض 15:9، مز 10:85، إش 2:26، 3:38، لو 3:21، يو 14:6، 40:7، 3:17 و19، رومية 2:2، رومية 3:3 و7، 1كو 25:14، أف 15:4، 1تس 13:2، 1تي 1:3... إلخ.).
‏ كلمة حق وكلمة الحق : يلاحظ أن كلمة «الحق» الذي يستفسر عنه بيلاطس لا يأتي قبلها (في الكلمة اليونانية الأصلية) أداة التعريف «ألـ». أما «الحق» الذي يتكلم عنه المسيح فهو «الحق» معرفا بـ «أل» ‏ليعطي ويغطي مفهوم الحق الكلي, وهذا يوضح أنه لم يعثر على مفتاح الحق الحقيقي. سؤال بيلاطس يخلو من الجدية, سؤال من لا يعرف، ومن لا يريد أن يعرف، سؤال نصفه حزين، يمثل العجز والقصور, والنصف الآخر استنكارتي، يمثل الجهل والتمادي فيه، لأن بيلاطس أراد أن يبحث عن الحق في الحياة الأرضية، وفي حياة الإنسان الأرضي. والحق لا يوجد في الزائلات، فكل ما هو متغير ليس حقاً، ولا يؤول إلى حق، وكل ما هو زائل يحكم على نفسه بالخداع والتفاهة. الحق يبقى إلى الأبد، ولا يؤول إلا إلى حق أكثر.

كثيرًا ما نجدها في رسائل بولس تشير إلى الأمانة الإلهية، كما هو الحال في العهد القديم (رومية 3:3 و7، 8:15). كما تأتي الكلمة تأكيدًا لمعنى الإخلاص والصدق (1كو 8:5، 2 كو 7: 14) وبصفة عامة فإنها تشير صراحة أو ضمنًا لاستعلان الله في يسوع المسيح بالنظر إلى فداء الإنسان. فكلمة الحق - بعامة - تعادل كلمة "الإنجيل" ولكن دون ترادف بين الكلمتين (انظر رومية 8:2، أف 1: 13، 1تي 3: 15). و"حق الإنجيل" في (غلاطية 2: 5، 7:5)

لقد حاولت الفلسفة جاهدة أن تجد اختيارات للحق، فأخرجت عدة نظريات عن المعرفة "الإبيستمولوجيا"  وبغير الرجوع إلى الفلسفة اليونانية القديمة، أو نظريات العصر الحديث المختلفة، لجأنا إلى الكتاب المقدس بعهديه فى الإجابة على سؤال بيلاطس البنطى للمسيح   «مَا هُوَ الْحَقُّ؟».

 

**** الحق هو المسيح  .. المسيح قول الحق .. الحق هو معرفة المسيح أى ألإيمان به

 

*** المسيح هو الحق

 الحق هو الرب الإله  والرب الإله هو الإله الحق ويقول الوحى على لسان أرميا  " أما الرب الإله الحق. هو إله حي وملك أبدي" (أر 10: 10) وقال السيد المسيح عن الآب " الذي أرسلني هو حق" (يو 8: 26) وطريق الله هو طريق الحق " اخترت طريق الحق" (مز 119: 30).صرح المسيح بوضوح أنه الحق وأنه الطريق الوحيد للسماء وأنه الحياة ابولادة جديدة في المسيحيّة ليس الحقّ فكرة إنّه شخص المسيح( يو 14: 6)  "قال له يسوع: «أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي." وعندما يبدأ المسيح كلامه بعبارة "أنا هو" يعنى هذا أنه يهوه الذى معناه " أنا هو الكائن "

 والسيد المسيح هو الحق الذي أعلن ذاته " أنا.. الحق " وقال عنه الإنجيل " ورأينا مجده مجدًا كما لوحيد من الآب مملؤًا نعمة وحقًّا" (يو 1: 14) " أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا" (يو 1: 17) وهو "اللوجوس" (الكلمة- يوحنا 1:1) التعبير الحقيقى عن الله، وهذا نفس ما يقوله الرسول بولس بعبارات أخرى (كو 1: 14-19، 2: 9). كما أن الروح القدس هو روح الحق، وعمله هو أن "يرشد إلى جميع الحق" (يو 13:16، 1يو 27:2، 6:5).وعندما وقف أمام بيلاطس قال "لهذا قد وُلِدت أنا. ولهذا قد أتيت إلى العالم لأشهد للحق. كل من هو من الحقّ يسمع صوتي" (يو 18: 37) فالسيد المسيح هو الحق والحقيقة، فيه تختفي كل الاحتمالات والتخمينات والظلال والشكوك، ولهذا في أحاديثه كان يقول كثيرًا " الحق الحق أقول لكم.." وقال لليهود "الذين آمنوا أنكم إن ثبتُّم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي وتعرفون الحقَّ والحقُّ يحرركم.. فإن حرَّركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارًا" (يو 8: 31 - 36) فهو " القدوس الحق" (رؤ 3: 7) ودينونته هي دينونة حق " إن كنت أنا أدين فدينونتي حق لأني لست وحدي بل أنا والآب الذي أرسلني" (يو 8: 16) ويقول يوحنا الحبيب " ونحن في الحق في ابنه يسوع المسيح. هذا هو الإله الحقُّ والحياة الأبدية" (1 يو 5: 20).

ولماذا يكون المسيح هو الحق ألإلهى؟ افجابة لأنه الوسيط الوحيد بين الناس والرب لأنه بالفداء حقق حقق قضاء الله فى الحكم الإلهى على الإنسان بالموت  فمات المسيح مصلوبا وسكبت دماؤة كفارة لأجل خطايانا وحقق عدل الرب من الإنسان وخلص الإنسان وأعطاه حياة جديدة بميلاد جديد

الحق الإلهي هو ضمان لمعاملة الرب الرحيمه للبشر، وهذا عنصر هام في تعليم العهد القديم، وكذلك في العهد الجديد (مزمور 25: 10، 31: 5، 61: 7، 85: 10، 98: 3، يو 16:3، رو 23:3-26).

 

. *** المسيح قول الحق

 المسيح كلمة الرب كلامه إلهى فهو فيه روح وحياة لهذا قال (يو 6: 63)  "الروح هو الذي يحيي. أما الجسد فلا يفيد شيئا. الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة،"

 "المسيح شخصية كاملة ولاتستطيع البشرية إنجاب شخص مثله لأنّه كامل بلا عيب ولا خطية حتى أنه تحدى اليهود فة عصره فائلا (يو 8: 46) ، ولايوجد كامل الاّ الخالق . يقول متي البشير عن يسوع المسيح :كان يُعلِّم كمن له سُلطان ، وليس كالكتبة"..كان له افكاره الخاصة"سمعتم انه قيل اما انا اقول لكم" اي انه هو مصدر التعاليم والشريعة ، وعندما كان يتكلم لم يجعل فرق بينه وبين الله كان يقول :"من رآني رأى الله" (يوحنا 14 : 9 ) "من منكم يبكتني على خطية؟ فإن كنت أقول الحق، فلماذا لستم تؤمنون بي؟ "

تستخدم في الأناجيل الثلاثة الأولى كما في سفر الأعمال عبارات معينة مثل "بالحق"، وبالحقيقة و"حقًا" (انظر لوقا 27:9، 3:21، 59:22، أعمال 27:4). ونجدها في إنجيل متى (16:22) بمعنى أشمل ولو أنها صادرة عن نفاق الرياء الفريسي (انظر مرقس 14:12، لو 20: 21). ويجب أن نعرف - بكل تأكيد- أن الرب يسوع قد استخدم الكلمة بكل جدية حتى في سياق أحاديثه العادية (لو 25:4، 27:9).

لوحظ أن كان يبدأ كلامه بعبارة دائما "الحق الحق أقول لكم "

وعبارة "الحق أقول لكم " (مت 13: 17)

والمسيح هو المبعوث الإلهى ليخبر الأمم بالحق وليس بنى إسرائيل فقط (مت 12: 18) «هوذا فتاي الذي اخترته حبيبي الذي سرت به نفسي. اضع روحي عليه فيخبر الامم بالحق. " فمن يبحث عن الحق يسمع كلام المسيح الحق لأنه بالمسيح يتكلم الرب ، أمّا الذين لايريدون البحث عن الحق فهم لن يعرفوا الحق ، ولايمكن معرفة الله إلآ بالروح والحق . قال يسوع"من كان من أبناء الحق يستمع الى صوتي ...." يوحنا 18 : 37 "

شريعة الحق كانت فى فمه لأنه المتفوه الإلهى هو الوحى لكل الأنبياء (مل 2: 6) شريعة الحق كانت في فيه واثم لم يوجد في شفتيه.سلك معي في السلام والاستقامة وارجع كثيرين عن الاثم." 
«الحق عند المسيح» هو«كلامك هو حق» مخاطباً الآب (يو17:17). كل ما يصدر من الله هو الحق. ولأن عمل المسيح الأول، هو استعلان الله، وكلمة الله وعمل الله وإرادة الله، لذلك فالمسيح وكل ما يقوله المسيح هو «الحق». لذلك قال: «أنا هو الطريق والحق والحياة» (يو6:14)؛ ولأنه يوصل إلى الله، فهو الطريق الواحد الوحيد الحقيقي، ولأنه يوصل إلى الله، فهو الحياة الأبدية، وكل من يسمع لصوته، يحيا إلى الأبد.

 

*** الحق هو معرفة المسيح أى ألإيمان به

(يو 11: 25)  "قال لها يسوع: «أنا هو القيامة والحياة. من آمن بي ولو مات فسيحيا،" تعتمد على موقفه من قبول ابن الله، والإيمان به  ومن ثم فإن الخلاص "بمعناه الكامل" يُعبر عنه بالحق، (يوحنا 8: 30-36، في 3: 10-16، انظر أيضًا مز 51: 6، إش 25: 1، يو 3: 21، 16: 13، 17: 19، 18: 37، أف 4: 21، 24، 5: 9، عب 10: 26، 1يو 2: 27).

.  أي الذي لايعرف المسيح (الحق) لن يستطيع معرفة الحق.
«معرفة الحق» هي، بآن واحد، الدخول فيه، والحياة به وامتلاكه. لذلك كل من يعرف الحق، يتحرر من كل باطل وفاسد، فالحق يحرر. ولأن المسيح ابن الله، فقد وهبنا أن نتحد به لبلغ إلى بنوة الآب، لذلك «فالابن يحرر»: «فإن حرركم الابن، فبالحقيقة تكونون أحرارا.» (يو36:8)
‏والحق حينما يحرر يقدس، أي يحفظ الإنسان من الشر والعالم، يحفظه في الله لله: «قدسهم في حقك» (يو17:17). فالحق والله, والحق والمسيح، والحق والحرية، والحق والقداسة, والحق والحياة الأبدية، هي متساويات مطلقة. والحق لا ينقسم، ولا يتجزأ، فهو كل مطلق. لذلك، فهو مصدر الوحدة الحقيقية. لذلك أيضاً، فالذين أحبوا الحق وعاشوه, هم واحد، لأنهم صاروا متحدين في الواحد وبالواحد، فالحق يوحد، وهو رجاء الإنسان المتفتت.
‏الحق واحد أحد مطلق. لذلك، كل ما هو قابل للازدواج، وكل ما ينقلب إلى ما هو ضده، هو خداع وزائل.
‏فالنور الذي ينقلب إلى ظلمة، هو خداع، النور والظلمة كلاهما, أما النور الحقيقي، فهولا ينطفىء قط، وليس فيه ظلمة البتة.
‏والفرح الذي ينقلب إلى حزن, هو خداع، الفرح والحزن كلاهما، أما الفرح الحقيقي فهو لا يُنزع قط، ولا يقدر العالم أن يلغيه.
‏والسلام الذي يتحول إلى قلق واضطراب, هو خداع، السلام والقلق كلاهما، لأن السلام الحقيقي يبدد كل قلق واضطراب في العالم.
‏والحياة التي تنتهي بالموت هي خداع، الحياة والموت كلاهما، أما الحياة الحقيقية فليس فيها موت، وهي حياة أبدية.
كل من يعرف الحق ينفتح وعيه المسيحى ويدرك الغش والخداع, والإنقلاب والتقلب هما الأساس الذي يقوم عليه العالم بكل مظاهره وأمجاده، لأن «العالم كله قد وُضع في الشرير» (1يو19:5‏)، ولأن رئيس هذا العالم «ليس فيه حق» (يو44:8). ولا يمكن أن يتآلف الحق مع الخدام، فكأس الله ليس فيها موضع لكأس الشيطان (1كو21:10).
‏لذلك، فأولاد النور يبغضون أعمال الظمة، وأولاد الحق يقاومون إبليس فيهرت منهم!
‏وتماماً تماماً، كما لا يمكن أن يتعامل النور مع الظلمة، فالنور أيضاً يبدد الظلمة أينما وكيفما كانت، والظلمة لا تدرك النور قط. لذلك، إن قلنا أننا في الحق أو أن لنا شركة مع اللهه، ثم سلكنا في الظلمة، نكذب وليس الحق فينا (راجح ايو6:1).
‏والقديس يوحنا أقوى من أدرك قطبي الحق والخداع: «نعلم أننا نحن من الله، والعالم كله قد وُضع في الشرير» (ايو19:5‏). أما الحق فقد أسسه المسيح: «ونعلم أن ابن الله قد جاء، وأعطانا بصيرة (الوعي المسيحي) لنعرف الحق. ونحن في الحق، في ابنه يسوع المسيح، هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية.» (ايو20:5)
‏وبسؤال بيلاطس للمسيح: «ما هو الحق؟», يتضح أنه نسي, إلى حين, أن من يسأله عن الحق هو متهم مقدم للاعدام. ولكن المسيح أنشأ بوجوده أمام بيلاطس مجالاً ذا تأثير على فكره, جعله يسرح ببصره فيما هو أعلى من قامته: ما هو؟ ما هو الحق؟
‏وإلى هنا فقد بيلاطس صبره تجاه تجني اليهود على المسيح، وإزاء هذه الإتهامات الهابطة التي لا تتناسب قط مع هذا الإنسان الشامخ والمتعاظم في تفكيره، الذي جاء ليشهد للحق! لقد عيل صبره، وتحركت فيه أحاسيس العدالة، فانفجرت فيه غضبة الحاكم الروماني، وصمم أن ينتزع من هؤلاء الملفقين حق إطلاقه

 

2) " وَلَمَّا قَالَ هَذَا خَرَجَ أَيْضاً إِلَى اليَهُودِ"
خَرَجَ أَيْضاً إِلَى اليَهُودِ إلى الساحة حيث ترك رؤساء الكهنة وأخبرهم بنتيجة استجوابه ليسوع وهي أنه ملك مثل هذا ليس عدواً لقيصر، فهو بريءٌ.

3) "  وَقَالَ لَهُمْ: أَنَا لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً"

سأل بيلاطس هذا السؤال ليسوع ، ولكنه لم ينتظر إجابة يسوع ، أراد بيلاطس التأكد من أن يسوع لا يشكل خطرا على الوجود الرومانى فى إسرائيل ، لهذا لم ينتظر إجابه لأنه فيما يبدوا أن يسوع رجل سلام لا يثور أو يتمرد يجول يصنع خيرا لا يثير قلاقل سياسية أو غيره وبعد ذلك حاول ا، يطلق يسوع حرا كما هى العادة فى الفصح (يو 18: 39 & مت 27: 15) البشارات الأربعة أكدت أن المسيحية لا تشكل خطرا على الأمبراطورية الرومانية
أتى يسوع ليكون ذبيحة إثم، فاقتضى الأمر أن يكون «حملاً بلا عيب» وبرهان أنه كذلك شهادة بيلاطس الذي أسلمه إلى الموت، وهي قوله: «أنا لست أجد فيه علة واحدة». فكان يجب على بيلاطس أن يطلق يسوع في الحال، ولكنه لم يفعل ذلك خوفاً من اليهود لئلا يشتكوه لطيباريوس قيصر على ذنوب كثيرة كان قد ارتكبها في محاكمات سابقة. لكنه حاول أن يرفع عن نفسه مسؤولية الحكم على يسوع. واتخذ لذلك عدة وسائل: الأولى، ذكرها لوقا ولم يذكرها يوحنا، وهي أنه أرسله إلى هيرودس حاكم الجليل الذي كان قد أتى وقتئذ إلى أورشليم لأجل العيد، فلم يستفد من ذلك شيئاً، لأن هيرودس أبى أن يحمل المسؤولية، فردَّه بدون أن يحكم بأنه مذنب (لوقا ٢٣: ٦ - ١٢). والثانية ذكرها يوحنا بالاختصار في الآيتين الآتيتين.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> فسأل بيلاطس يسوع قائلا : " ما هــو الحق " ولكنه لم ينتظر الجواب بل ترك يسوع

   شرح وتفسير  (يوحنا 18:  39)  39 ولكم عادة ان اطلق لكم واحدا في الفصح. افتريدون ان اطلق لكم ملك اليهود؟».
 ،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) "  وَلَكُمْ عَادَةٌ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ وَاحِداً فِي الفِصْحِ. أَفَتُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ مَلِكَ اليَهُودِ؟.

كان حديث المسيح مع بيلاطس، هو الذي أقنع بيلاطس أن يخرج إلى اليهود ويعلن لهم عن براءة المسيح من كل التهم التي وُجهت إليه. فكانت هذه صفعة غير متوقعة لرؤساء الكهنة، الذين كانوا قد أحكموا كل الخطط كى ينتهوا من المسيح بأسرع ما يمكن
انظر شرح مرقس ١٥: ٨ ) ( لوقا ٢٣: ٦ - ١٢)  6 فلما سمع بيلاطس ذكر الجليل سال: «هل الرجل جليلي؟» 7 وحين علم انه من سلطنة هيرودس ارسله الى هيرودس اذ كان هو ايضا تلك الايام في اورشليم. 8 واما هيرودس فلما راى يسوع فرح جدا لانه كان يريد من زمان طويل ان يراه لسماعه عنه اشياء كثيرة وترجى ان يراه يصنع اية. 9 وساله بكلام كثير فلم يجبه بشيء. 10 ووقف رؤساء الكهنة والكتبة يشتكون عليه باشتداد 11 فاحتقره هيرودس مع عسكره واستهزا به والبسه لباسا لامعا ورده الى بيلاطس. 12 فصار بيلاطس وهيرودس صديقين مع بعضهما في ذلك اليوم لانهما كانا من قبل في عداوة بينهما. 13 فدعا بيلاطس رؤساء الكهنة والعظماء والشعب 14 وقال لهم: «قد قدمتم الي هذا الانسان كمن يفسد الشعب. وها انا قد فحصت قدامكم ولم اجد في هذا الانسان علة مما تشتكون به عليه. 15 ولا هيرودس ايضا لاني ارسلتكم اليه. وها لا شيء يستحق الموت صنع منه. 16 فانا اؤدبه واطلقه». 17 وكان مضطرا ان يطلق لهم كل عيد واحدا 18 فصرخوا بجملتهم قائلين: «خذ هذا واطلق لنا باراباس!» 19 وذاك كان قد طرح في السجن لاجل فتنة حدثت في المدينة وقتل

أطال لوقا شرح حدث عرض باراباس على اليهود إطلاق المسيح أكثر من يوحنا. ونستنتج مما قيل في بشارة مرقس أن الشعب صرخ عندما خرج بيلاطس طالباً أن يُطلق لهم أسيراً كعادته في العيد. والظاهر أن بيلاطس ظن الشعب يطلبون إطلاق يسوع إذا خيّرهم بينه وبين باراباس، وترك لهم أن يحكموا بصلب أحدهما وإطلاق الآخر. ( مرقس ١٥: ٦ )  6 وكان يطلق لهم في كل عيد اسيرا واحدا من طلبوه. 7 وكان المسمى باراباس موثقا مع رفقائه في الفتنة الذين في الفتنة فعلوا قتلا. 8 فصرخ الجمع وابتداوا يطلبون ان يفعل كما كان دائما يفعل لهم. 9 فاجابهم بيلاطس: «اتريدون ان اطلق لكم ملك اليهود؟». 10 لانه عرف ان رؤساء الكهنة كانوا قد اسلموه حسدا. 11 فهيج رؤساء الكهنة الجمع لكي يطلق لهم بالحري باراباس. 12 فسال بيلاطس: «فماذا تريدون ان افعل بالذي تدعونه ملك اليهود؟» 

وقصد بذلك أن ينجو من تلويم الرؤساء إذا أطلق يسوع بقوله إن الشعب أجبره على ذلك. ولعله سمع نبأ سرور الشعب بيسوع في أول ذلك الأسبوع يوم احتفلوا بدخوله إلى أورشليم، وكان قد عرف أن الرؤساء طلبوا قتل يسوع حسداً (متّى ٢٧: ١٨) وأن الشعب أحبه وأكرمه. ولعله رأى أن تنزيل يسوع منزلة المذنب كباراباس يشفي غليل رؤساء اليهود من جهته.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> وخرج وهذا يدل على أنه بالرغمن أنه يريد أن يعرف ما هو الحق إلا أنه لم يقصد معرفته ، ولما خرج من دار الولاية قال لليهود " أنا لست أجد فيه علة واحدة ولكم عادة أن أطلق لكم واحدا فى الفصح ، أفتريدون أن اطلق لكم ملك اليهود

   شرح وتفسير (يوحنا 18:  40)  40 فصرخوا ايضا جميعهم قائلين: «ليس هذا بل باراباس!». وكان باراباس لصا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَصَرَخُوا أَيْضاً جَمِيعُهُمْ: لَيْسَ هَذَا بَل بَارَابَاسَ. وَكَانَ بَارَابَاسُ لِصّاً»."
لَيْسَ هَذَا بَل بَارَابَاسَ مرّ الكلام على باراباس في شرح (متّى 27: 15- 21) 15 وكان الوالي معتادا في العيد ان يطلق للجمع اسيرا واحدا من ارادوه. 16 وكان لهم حينئذ اسير مشهور يسمى باراباس. 17 ففيما هم مجتمعون قال لهم بيلاطس: «من تريدون ان اطلق لكم؟ باراباس ام يسوع الذي يدعى المسيح؟» 18 لانه علم انهم اسلموه حسدا. 19 واذ كان جالسا على كرسي الولاية ارسلت اليه امراته قائلة: «اياك وذلك البار لاني تالمت اليوم كثيرا في حلم من اجله». 20 ولكن رؤساء الكهنة والشيوخ حرضوا الجموع على ان يطلبوا باراباس ويهلكوا يسوع. 21 فسال الوالي: «من من الاثنين تريدون ان اطلق لكم؟» فقالوا: «باراباس»  "  كان قاتلاً، فضلاً عن أنه لص (لوقا ٢٣: ١٩). ولا شك أن بيلاطس تعجب من هذا الصراخ والكلام، إذ كان يتوقع خلافه (راجع مرقس ١٥: ١١). والظاهر أن أصحاب المسيح كلهم سكتوا، وبذلك صدق على الشعب قول بطرس يوم الخمسين «يَسُوعَ، الَّذِي أَسْلَمْتُمُوهُ أَنْتُمْ وَأَنْكَرْتُمُوهُ أَمَامَ وَجْهِ بِيلاطُسَ، وَهُوَ حَاكِمٌ بِإِطْلاقِهِ. وَلَكِنْ أَنْتُمْ أَنْكَرْتُمُ القُدُّوسَ البَارَّ، وَطَلَبْتُمْ أَنْ يُوهَبَ لَكُمْ رَجُلٌ قَاتِلٌ» (أعمال ٣: ١٣، ١٤).13 ان اله ابراهيم واسحاق ويعقوب، اله ابائنا، مجد فتاه يسوع، الذي اسلمتموه انتم وانكرتموه امام وجه بيلاطس، وهو حاكم باطلاقه. 14 ولكن انتم انكرتم القدوس البار، وطلبتم ان يوهب لكم رجل قاتل. "  فأظهروا أنهم أحبوا لصاً قاتلاً أكثر من يسوع المسيح البار. وفشلت هذه الوسيلة الثانية التي حاول بها بيلاطس أن يطلق يسوع. وزادت الأمر صعوبة، لأنه أظهر للرؤساء ضعفه، وأنه يخاف مقاومتهم لأنه لم يستطع أن يطلق يسوع باعتباره باراً، وسمح بأن يحسبه مذنباً، راجياً أن يطلب الشعب إطلاقه.

وكان رد فعل رؤساء الكهنة واليهود سريعاً ومنسقاً:
+ «فدعا بيلاطس رؤساء الكهنة والعظماء والشعب، وقال لهم : قد قدمتم إلي هذا الإنسان كمن يفسد الشعب، وها أنا قد فحصت قدامكم، ولم أجد في هذا الإنسان علة مما تشتكون به عليه، ولا هيرودس أيضاً، لأني أرسلتكم إليه، وها لا شيء يستحق الموت صُنع منه! فأنا أؤدبه وأطلقه. وكان مضطراً أن يطلق لهم كل عيد واحداً».
‏«فصرخوا بجملتهم قائلين: خذ هذا, وأطلق لنا باراباس»!...
«فناداهم أيضاً بيلاطس، وهو يريد أن يطلق يسوع. فصرخوا قائلين: اصلبه اصلبه» .
«فقال لهم ثالثة: فأي شر عمل هذا؟ إني لم أجد فيه علة للموت! فأنا أؤدبه وأطلقه».
«فكانوا يلجون بأصوات عظيمة طالبين أن يُصلب».
‏«فقويت أصواتهم، وأصوات رؤساء الكهنة.» (لو13:23-23‏)
‏لم يكن الشعب, من نفسه، يطلب باراباس ولا أن يُصلب المسيح، ولكن كان هذا قد لقنه لهم رؤساء الكهنة: «فهيج رؤساء الكهنة الجمع لكى يطلق لهم بالحري باراباس» (مر11:15)
‏المفارقة هنا شاسعة بين هدوء واتزان ورجاحة فكر بيلاطس، في مقابل هياج وخبث وعنف وفقدان أعصاب رؤساء الكهنة، ممثلى الله والشعب المختار.

من هو باراباس ؟ :

‏«وذاك كان قد طُرح في السجن، لأجل فتنة حدثت في المدينة وقتل» (لو19:23). (فتنة أدت إلى إزهاق أرواح، وتعني نوعاً من المظاهرات أو الثورات المحدودة، سياسية أو اجتماعية، من نوع تلك التي يقوم بها أرباب المهن أو الصناعات أو أحزاب الأمة من أجل مبادىء عامة). كما يتضح من رواية القديس مرقس الرسول أن باراباس سجين سياسي: «وكان المسمى باراباس موثقاً مع رفقائه في الفتنة, الذين في الفتنة فعلوا قتلاً» (مر7:15)
‏وكان الهياج والصخب المصطنع المغالى فيه جداً، من جهة شكله وأسبابه إزاء صمت المسيح وهدوئه وسكوته، سبباً لإقناع بيلاطس أكثر ببراءة المسيح . لقد أدرك بيلاطس، في هدوء وذكاء، الحقيقة التي أعلنها القديس متى: «لأنه علم أنهم أسلموه حسدا.» (مت18:27)

[اليهود يعطون الكرامة للص قاتل، ويلحون إلحاحاً في قتل البار!!].
«أفتريدون أن أطلق لكم ملك اليهود»: ‏هذا تعبير خطير يمس الاتهام الذي ترجى اليهود أن يٌصلب المسيح بسببه! بيلاطس هنا يسخر، لا من ملك اليهود ولا من اليهود، بل من رؤساء الكهنة الذين ألبسوه هذه التهمة!! وكون بيلاطس يقول, بعد فحصه على أساس بنود الاتهام كلها, أنه يطلق هذا الملك، فهذا معناه مباشرة أن المسيح ليس ملكأ بحسب إتهام رؤساء الكهنة بأنه ملك يمنع جباية الضرائب لحساب قيصر (أي ينادي بالتحرر من نير الرومان). فلو كانت مثل هذه التهمة محتملة مجرد احتمال، لكان قد احتحزه لتكميل الفحص، ولكنه الأن برأه تماماً من كل تهمة, وأهمها أنه «ملك سياسي» يطالب بملك.
‏ولكن واضح أن بيلاطس وهو يسعى لإطلاق المسيح، لم يتخذ الطريق القانوني, ولا استخدم سلطاته كقاض يقطع بالأمر بدون مشورة الشعب. لقد انزلق بيلاطس وراء فكرة الاستعانة بالشعب ضد رؤساء الكهنة, يستفتيه في أمر إطلاق المسيح في العيد حسب عادة اليهود في إطلاق أحد السجناء، وكان كأنه يستجدي الشعب، وهذا ضعف ورخاوة قضائية معيبة. ولكن الشعب, وبسرعة، تلقن من فم رؤساء الكهنة ماذا يقول، وبعكس ما يطلب بيلاطس، أي أن يطلق لهم باراباس، ويصلب المسيح. لقد أسقط بيلاطس بين يدي نفسه، وفوت عليه رؤساء الكهنة هذه المحاولة التي خرج منها خاسراً مُضعضعاً.

† "  فصرخوا ايضا جميعهم قائلين: «ليس هذا بل باراباس!»  " ..  أراد مجلس السنهدرين وأتباعهم أن يطلقوا باراباس الذى كان من حزب الغيوريين (الغيارى) الذى كان يقاوم الوجود الرومانى فى بلادهم ، وهى التهمة ذاتها التى لفقوها ضد يسوع إدانته وصلبه (مر 15: 7) (لو 23: 19 و25)  لا شك أن الجمع الذى كان واقفا هناك كانوا ينتظرون هذا العرض لتحرير بطلهم الشعبى باراباس ، وإستغل أعضاء مجلس السنهدرين هذه الفرصة للحكم على يسوع بالصلب (مر 15: 11) ولا نعرف ما إذا كان ما حدث تم بالتنسيق مع حزب الغيوريين أم لا
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  فصرخوا أيضا جميعهم قائلين ليس هذا بل باراباس ، وكان باراباس لصا" راجع (مت 27: 14- 18) و (مر 15: 6- 8) و (لو 23: 6- 19 ) ...


 

 

 

 

 

This site was last updated 08/11/21