Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير يوحنا الإصحاح  العشرون (يو 20: 14- 31) 

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير يوحنا ص1 1: 1-18
فسير إنجيل يوحنا ص 1: 19- 51)
تفسير إنجيل يوحنا ص 2
تفسير إنجيل يوحنا ص 3
تفسير إنجيل يوحنا ص4
تفسير إنجيل يوحنا ص5
تفسير إنجيل يوحنا ص6:1- 40
تفسير إنجيل يوحنا ص6: 41- 71
تفسير إنجيل يوحنا ص 7: 1- 24
تفسير إنجيل يوحناص7: 25- 53
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 1- 20
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 21 37
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 38- 59
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 1- 23
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 24-41
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 1- 21
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 22- 42
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 1-32
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 33- 57
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 1- 26
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 27- 50
تفسير إنجيل يوحنا ص13: 1- 17
تفسير إنجيل يوحنا ص13: 18- 38
تفسير إنجيل يوحنا ص14: 1-14
تفسير إنجيل يوحنا ص14: 15- 31
تفسير إنجيل يوحنا ص15: 1- 17
تفسير إنجيل يوحنا ص15: 18- 27
تفسير إنجيل يوحنا ص 16: 1- 15
تفسير إنجيل يوحنا ص 16: 16- 33)
تفسير إنجيل يوحنا ص 17: 1- 16-
تفسير إنجيل يوحنا ص17:  17- 26
تفسير إنجيل يوحنا ص18: 1-18
تفسير إنجيل يوحنا ص18: 19- 40
تفسير إنجيل يوحنا ص 19: 1- 22
تفسير إنجيل يوحنا ص19: 23- 42
تفسير إنجيل يوحنا ص20 : 1- 13
تفسير إنجيل يوحن ص20-: 14- 31
تفسير إنجيل يوحنا ص 21
Untitled 8415
ت
Untitled 8528

 تفسير يوحنا الإصحاح  العشرون - فى مجمل الأناجيل الأربعة: الفصل29 

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  العشرون
3. صباحًا: لقاء المجدلية مع المسيح (يوحنا 20: 14-18)
4. لقاؤه مع تلاميذه الأحد مساءً (يوحنا 20: 19-25) ما هي سمات الجسد المُقام من الأموات؟
5. لقاؤه معهم في الأحد التالي (يوحنا 20: 26-29)
6. الغاية من الإنجيل (يوحنا 20: 30-31) الأحداث المرتبطة بيوم قيامة السيد المسيح

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  العشرون
3. صباحًا: لقاء المجدلية مع المسيح
(يوحنا 20: 14-18)

    تفسير / شرح  (يوحنا 20: 14)  14 ولما قالت هذا التفتت الى الوراء، فنظرت يسوع واقفا، ولم تعلم انه يسوع.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

المسيح يظهر للمجدلية, فتخطىء معرفته ويلفت نظرها بأن يدعرها باسمها، والمجدلية تبشر التلاميذ أنها رأت الرب. (يو 14:20-18).

من يطلب المسيح يريه نفسه «بعد قليل لا يراني العالم أيضاً، وأما أنتم فتروني» (يو19:14)،

1) " وَلَمَّا قَالَتْ هَذَا التَفَتَتْ إِلَى الوَرَاءِ"
التَفَتَتْ إِلَى الوَرَاءِ لم نعلم سبب التفاتها وقطعها الحديث مع الملاكين، ربما إحساسها بإقتراب المسيح  ولعلها يئست من الإفادة منهما، فاستدارت لتذهب.

2) "  فَنَظَرَتْ يَسُوعَ وَاقِفاً، وَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ يَسُوعُ»"
وَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ يَسُوعُ وسبب جهلها أنه يسوع عدم توقعها رؤيته أو أمسكت عينها عن تمييزة لتأثير لعنصر المغاجأة أو ربما ، وما حدث من التغيّر في هيئته (مرقس ١٦: ١٢) 12 وبعد ذلك ظهر بهيئة اخرى لاثنين منهم وهما يمشيان منطلقين الى البرية. " أو لعل عينيها أُمسكتا عن معرفته، كما أُمسكت عيون المسافرَيْن إلى عمواس في آخر ذلك النهار (لوقا ٢٤: ١٦).15 وفيما هما يتكلمان ويتحاوران اقترب اليهما يسوع نفسه وكان يمشي معهما. 16 ولكن امسكت اعينهما عن معرفته.
فلما ظهر، جفل الملاكان وتغيرت جلستهم؛ لمحت المجدلية هذا منهم ورأت أعينهما مسلطة على أمر خطير خلفها, فأدارت وجهها لترى، فكان يسوع، ولكنها لم تعرفه. كانت عيناها مملوءتين بالدموع، بل بالحزن والهموم, ولكن الرب يتراءى بالفرح. فالفرح نور القيامة، وضوئها الذي به نرى الرب والسماء والآب والحياة الأبدية.

المجدلية لم تعلم ان الذى تراه هو السيح زو‏المعمدان قال «وأنا لم أكن أعرفه» (يو33:1)، فلما جاء وقت السماح برؤيته , رآه, وعرفه، وسمع صوت, وفرح, وأعلن شهادته؛ والمجدلية لما دخلت زمن العلم ومهرفة المسيح عندما ناداها الراعي باسمها, عرفته. فانطلقت للبشارة بأنها «رأت الرب».

ماماً كما حدث للتلاميذ بعد انقضاء «ليل» الصيد الفاشل، الذي يمثل النكسة نحو عالم الشقاء, وصيد الطعام البائد، فلما ظهر الرب على الشاطىء لم يعرفوه لأن عم الفشل ونكد السهر الخاسر أفقدهم القدرة على رؤية «الطريق والحق والحياة»؛ إلا يوحنا الذي كان جالساً وسط المركب، يهدس بأفكار الحب، وسط أنين الخسارفلما وقعت عيناه على الإنسان الواقف على الشاطىء نسي همه وقلبه دله على الحبيب فصرخ: «إنه الرب». فيا لبؤس وشقاء العمل بدون لمسات الحب

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  يظهر انه بينما كانت المجدلية تتكلم مع الملاكين ظهر المسيح من ورائها فقدم له الملاكين إشارات الإحترام والتوقير ، أو أنها رأت ظله " فإلتفتت مريم إلى الوراء" لترى من يكمه الملاكان أو صاحب الظل " فنظرت يسوع واقفا ولم تعلم أنه يسوع " لأنه أظهر نفسه فى هيئة البستانى أذ أن عينيها أمسكت عن معرفته كما أمسكت عينا المسافرين إلى عمواس فى آخر ذلك النهار (لو 24: 16) أما العله أن يسوع لم يظهر نفسه من أول الأمر لئلا تظنه خيالا أو تخاف فإستدرجها شيئا فشيئا إلى معرفته

   تفسير / شرح   (يوحنا 20: 15)  15 قال لها يسوع:«يا امراة، لماذا تبكين؟ من تطلبين؟» فظنت تلك انه البستاني، فقالت له:«يا سيد، ان كنت انت قد حملته فقل لي اين وضعته، وانا اخذه».
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " قَالَ لَهَا يَسُوعُ: يَا امْرَأَةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟ مَنْ تَطْلُبِينَ؟  "
لِمَاذَا تَبْكِينَ؟ مَنْ تَطْلُبِينَ؟ هناك تأمل يرجع إلى عذراء نشيد الأنشاد تصور النفس القلقة التى لم تستطع النوم التى تفكر فما لا قاه الحبيب من ألام «في الليل على فراشي طلبت من تحبه نفسي، طلبته فما وجدته، إني أقوم وأطوف في المدينة، في الأسواق، وفي الشوارع أطلب من تحبه نفسي، طلبته فما وجدته. وجدني الحرس الطا ئف في المدينة، فقلت: أرأيتم من تحبه نفسي، فما جاوزتهم إلا قليلاُ حتى وجدت من تحبه نفسي فأمسكته ولم أرخه!!! (نش1:3-3)

ولا يخلو كلام المسيح من التنبيه على خطئها بالبكاء فلا يصح البكاء فى وقت النصر على الموت ، فكأنه قال لها «قد أخطأت بطلبك الحي بين الأموات ، ألا تتذكرين ما قاله عن نبوته أنه سيقوم بعد ثلاثة أيام».
يا أمرأة»: كانت هذه أول كلمة نطق بها المسيح بعد القيامة. أعاد المسيح استنكار الملاكين لبكائها في يوم فرح السمائيين, لماذا تبكين؟ المسيح القائم من الموت يتساءل أكثر مما يسأل، من تطلب هذه المرأة؟ أو كيف تطلب الجسد الميت وهو حي؟ هو نفس استنكار الملاكين للنسوة والمجدلية في إنجيل القديس لوقا: «لماذا تطلبن الحي بين الأموات» (لو5:24)، «...اذكرن كيف كلمكن وهو بعد في الجليل، قائلاً: إنه ينبغي أن يسلم ابن الإنسان في أيدي أناس خطاة، ويُصلب، وفي اليوم الثالث يقوم.» (لو6:24-7)

‏يُلاحظ أن المسيح يسأل المجدلية عن «من» تطلب، مع أنها تطلب شيئا (ماذا) وليس «من», هنا محاولة لردها إلى موضوع طبها الذي ينبغي أن يكون شخص المسيح وليس جسده.
‏المسيح، هنا،ألا تدرين مع من تتكلمين !! إنه واقف أمامك ، «إنه حي», وأنتى تبكين لموته  فينبغي لكى أن تحيا بحياته، فلا تبكي موته ومواتها.
«إنه يراها» فكان لا بد أن يتكلم معها ليعرفها نفسه بالتدريج فى صورته الممجدة الجديدة حتى  يدوم فرحها!! «ساراكم أيضاً فتفرح قلوبكم.» (يو22:16)

‏إنه يتكلم معها، وقد «سمعت صوته» فيتحتم أن تقوم هي من موتها، لا أن تبكي موته!!
‏إنه قام من القبر، فكان ينبغي أن تكون قد قامت معه، لا أن تعيش في قبره!!

‏هكذا الإنسان الذي يفقد رؤيا القيامة والقائم من بين الأموات, إنه يعيش ذكرى أمواته، يرتاح بالنواح عليهم، ويجوس بين مقابرهم, إن لم يكن برجله فبفكره, يندب أيامهم إلى أن تفنى أيامه!

وهذا هو ما حدث للختين مريم ومرثا عندما أخبرا المسيح بعد موت أخيهما لعازر "قد أنتن"

 

2) " فَظَنَّتْ تِلكَ أَنَّهُ البُسْتَانِيُّ "
ظَنَّتْ تِلكَ أَنَّهُ البُسْتَانِيُّ سبب ظنها ذلك اعتقادها أنه غريب عنها، فأخنت رأسها كعادة نساء أخل الشرق فى مخاطبة الرجال الغرباء قديما أو أن المسيح تغير لمحة وجهة بعد الصلب أو بعد مجده أو أنه حجب معرفته لم يشأ أن يظهر لها فجأة لحساسيتها المفرطة وعدم تصورها سبب وجود إنسان في البستان في مثل ذلك الوقت ما لم يكن هو البستاني. أو لعل الثياب التي اتخذها كانت تشبه ما يلبسه البستاني.

وفي عتمة الرؤيا أو قل عتمة الفكر الخاطئ تظنه البستاني، فتستعطفه أن يدلها على الجسد!! لقد تجاهلت سؤاله، لقد فقدت كل رؤيا لكل ما بعد القبر. إنها فقط تريد أن تحيا باكية على جسد تأخذه لنفسها، لتشبع بؤس حبها بالبكاء والنواح عليه!

 

3) " َقَالَتْ لَهُ: يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ حَمَلتَهُ فَقُل لِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ، وَأَنَا آخُذُهُ»."

† " إن " ..  جملة شرطية من الصنف الأول تشير إلى أنها قد تكون صحيحة من وجهة نظر المتكلم ، حيث إعتقدت مريم أن جسد يسوع سرقة شخص أو أشخاص

† " يا سيد،  " ..  الكلمة اليونانية "كيريوس" تستعمل للتخاطب المهذب .. ـو كتعبير لاهوتى "رب" فى إشارة إلى ألوهية يسوع الكاملة فى (رو 10: 13) إعتقدت مريم أنها تتكلم مع البستانى أو مالك البسان

«وأنا آخذه»: في تفجر عواطف حبها رأت في قوتها الكفاءة التي يمكن أن تجعلها تحمله بنفسها لنفسها. وهكذا إن كان الإيمان يقدر أن ينقل الجبال، فالحب قادر أن يحمل الأهوال!
كان فرها يتصور شئ واحد أنهم سرقوا جسد المسيح وهذا يعد عند اليهود شيئا مهينا عظيما لقد تصورت أن البستاني نقل جسد يسوع من مكانه إلى مكان آخر لغرض من الأغراض، ووعدت على فرض ذلك بما لا تستطيعه وحدها، وهو أن تأخذ جسده. والأرجح أنها قصدت أن تأتي بأصدقاء لينقلوه إلى قبر آخر. ولم تذكر اسم يسوع وهي تخاطب من ظنته البستاني، لكنها أشارت إليه بضمير الغائب في قولها «حملتَه» و «وضعته» و «أخذته» كأنه ليس في العالم إنسان سوى يسوع المفقود.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  ولذا قال يسوع  " لماذا تبكين من تطلبين" كأنه يقول لها أنت مخطئة فى بكائك والذى أوقعك فى هذا الخطأ هو نسيانك ما أنبأتكم به  وهو أننى فى اليوم الثالث أقوم ، أنك " تطلبين الحى بين الموات " وكيف بمكث الحى بين الموات " فظنت تلك أنه البستانى " لأنه وجدته فى البستان ولا احد يسكن هناك إلا البستانى ولذا خاطبته قائلة " ياسيد إن كنت أنت قد حملته" أى نقلته من مكانه إلى مكان آخر " فقل لى أين وضعته وأنا آخذه" فأحضر أصدقائى وننقله إلى قبر آخر ، ويسأل المفسرون لماذا لم تذكر مريم أسم يسوع فى مخاطبتها لمن ظنته أنه البستانى بل أشارت إليه بضمير الغائب بقولها " إن كنت حملته فقل لى أين وضعته " والجواب إن من عادة المحبين الشغوفين أنهم يظنون كل اناس يفكرون فيما يفكرون وبما انه كانت لا تفكر إلا فى يسوع غحسبت ان من ظنته البستانى لا يفكر أيضا إلا فى يسوع /

   تفسير / شرح  (يوحنا 20: 16)  16 قال لها يسوع:«يا مريم» فالتفتت تلك وقالت له: «ربوني!» الذي تفسيره: يا معلم.
 . . .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " قَالَ لَهَا يَسُوعُ: يَا مَرْيَمُ!"
ناداها يسوع بكلمة واحدة هي اسمها، ونطقه بلهجته المعهودة وبطريقته قبل صلبه وهو يدعوها إلى تعليمه، فعرفت الصوت وعلمت في الحال أن المتكلم هو يسوع.
ناداها باسمها، كراع ينادي خرافة بأسمائها لتعرفه حالاً, وتتبعه. حينما كانت تطلبه في القبر، كانت قد نأت بعيداً عن درب الحظيرة، فناداها من فوق، من عالم النور والقيامة، فعرفته بعض المعرفة، تذكرت فيه صوت نداء المعلم لها، فحسبته أنه لا يزال هو المعلم، في يوم من أيام ‏ابن الإنسان، ولكن هيهات، هذا لا يعود، إنه لم يعد «ربونى» بل رب القيامة، التي باسمها افتتح سجلات الخلود.

 

2) " فَالتَفَتَتْ تِلكَ "

كأنها كانت مُطرِقة وهي تخاطبه قبل ذلك.
 

3) " وَقَالَتْ لَهُ: «رَبُّونِي» الَّذِي تَفْسِيرُهُ يَا مُعَلِّمُ»"

. أظهرت مريم ببكلمة ربونى الكلمة أنها عرفته وابتهجت به وأكرمته كل الإكرام.
رَبُّونِي كلمة عبرانية أرامية  Ῥαββουνι كلمة معناها "ربّي" أو "سيّدي" Rabboni. وكان هذا اللقب يحمل اسمي عبارات التقدير والاحترام بين اليهود في مخاطبتهم معلمًا دينيًا. ويوحنا يترجمها بكلمة "معلم" (يو 20: 16). وقد وردت نفس الكلمة في الأصل اليوناني في مرقس 10: 51 وقد ترجمت "يا سيدي".
كان يستخدمها العبيد في مخاطبة سادتهم، واستخدمها اليهود في مخاطبة عظمائهم ومعلميهم احترامًا وتعظيمًا لشأنهم. وقد استخدمت مرة ليوحنا المعمدان، واثنتي عشرة مرة للرب يسوع. وقد ترجمت في مواضع كثيرة بكلمة "سيدي" (مت 23: 7، 26: 25 و49، مرقس 9: 5، 10: 51، 11: 21، 14: 45) وترجمت في إنجيل يوحنا بكلمة "معلِّم" (يو 1: 49، 3: 26، 4: 31، 6: 25، 9: 2، 11: 8). كما ذكرت مرة بلفظها الأرامي "ربِّي الذي تفسيره يا معلِّم" (يو 1: 38)، ومرة بلفظها "ربوني" الذي تفسيره يا معلِّم (يو 20: 16).
وقد نهى الرب تلاميذه عن استخدام هذه الكلمة في مخاطبة بعضهم بعضًا لأنهم جميعًا أخوة (مت 23: 8-10).

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  حينئذ " قال لها يسوع بامريم  " ليشعرها بشخصه ويشدها بصوته الذى تعرفه وطالما سمعته فى أثناء إلقائه تعاليمه المحيية " فإلتفتت " بعد أن  تعانى من الحزن الشديد فتغيرت حالها من سماع صوته إذ عرفته ونادت قائلة له "ربونى" أى يا سيدى هائنذا تلميذتك أحينى بحياتك .

   تفسير / شرح  (يوحنا 20: 17)  17 قال لها يسوع:«لا تلمسيني لاني لم اصعد بعد الى ابي. ولكن اذهبي الى اخوتي وقولي لهم:اني اصعد الى ابي وابيكم والهي والهكم».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " قَالَ لَهَا يَسُوعُ: لا تَلمِسِينِي "

† " لا تلمسيني " ..  فعل أمر فى الزمن الحاضر المبنى للمتوسط مع أداة النفى لتوقف عمل مستمر ، ترجمة الكلمة فى ألناجيل المترجمة مثل اليسوعية والبوليسية والمشتركة والإنجيل الشريف هى "لا تمسكينى" أما الترجمة التفسيرية فهى "لا تمسكى بى" وكلمة "لا تلمسينى " ليس له دلالة لاهوتية تتعلق بلمس جيد يسوع قبل صعوده - لأنه سمح لآخرين بلمسه
لا تَلمِسِينِي أرادت أن تُخضع الوهم للحقيقة، لم تطق أن تبقى ناظرة إليه تسمعه, لقد اندفعت نحوه تتشبث به بكل قواها، أرادت أن تطوقه بذراعيها فتقبض عليه قبضأ حتى لا يفلت منها. إنها اكتشفته وحدها، فهو لها وحدها: «أين وضعته وأنا أخذه»، نسيت التلاميذ والناس: «حبيبي لي (وحدي)، وأنا له.» (نش16:2)!!
‏أرادتها مصارعة كمصارعة يعقوب مع الملاك وحتى الفج: «لا أطلقك إن لم تباركي» (تك26:32)، ولما ضجر الملاك من تشبث يعقوب به وهو ماسك بتلابيبه ضربه على حق فخذه حتى يفلت من يديه؛ هذا لم يرده المسيح، لم يشأ أن يلمسها بسوء فاكتفى أن حذرها: «لا تلمسينى.».
‏إن كان «لا إنسان يراني ويعيش» (خر20:33)، فكيف لهذه أن تعانقه؟ الأرجح أنها كانت عازمة على أن تمسك قدميه إظهاراً لابتهاجها وشكرها ورغبتها في أن تسجد له باعتباره مخلصها الذي قهر الموت وقام  حيا ، كما فعلت المرأتان المذكورتان في (متّى ٢٨: ٩) 9 وفيما هما منطلقتان لتخبرا تلاميذه اذا يسوع لاقاهما وقال: «سلام لكما». فتقدمتا وامسكتا بقدميه وسجدتا له. 10 فقال لهما يسوع: «لا تخافا. اذهبا قولا لاخوتي ان يذهبوا الى الجليل وهناك يرونني».  ولا نعلم لماذا منعها يسوع من ذلك بينما سمحل لتلك المرأتين ربما لأن الأمرأتين أسرعتا بلمسه وكانا قريبين منه . وبسبب أنه يريد أن يتأكد تلاميذه من موته وقيامته أمر تلاميذه في تلك الليلة أن يلمسوه بقوله «جسوني» (لوقا ٢٤: ٣٨) وقوله لتوما بعد أسبوع «هَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي» (يوحنا ٢٠: ٢٧) ليزيل شكهم في قيامته، وليبرهن لهم أنه لحم وعظم لا روح، توما لما لمس حقيقته صرخ «دربي وإلهي»! لقد رجه اللاهوت رجاً، فإعترف بألوهيته بجانب ربوبيته أى أنه المعلم وسرى فيه ألإيمان سريان النار في الحطب، فكيف لهذه أن تضم النار في حضنها ولا تحترق.ولم يكن لمريم من حاجة إلى ذلك.

هناك فرق أن يقول هو: «جسوني والمسوني» (راجح لو39:24)؛ وأن نحاول نحن أن نجسه ونلمسه، فهو وحده الذي يخضع طبيعة جسده الإلهي للجس أو اللمس في حدود إحساسنا ، لأنه أصلاً لا يُحس. أما نحن، فيستحيل أن نبلغ من أنفسنا مستوى مجسته وملامسته بطبيعتنا؛ أو هل يمكن أن تُجس النار؟ أو يُلمس النور؟ أو يُعانق الهواء؟

 لا تتعوقي بأن تمسكيني، بل اسرعي إلى تلاميذي ببشرى قيامتي. أو لا تمسكي بي متوهمة أن هذه الفرصة الوحيدة التي ترينني فيها قبل أن أرجع إلى أبي. وربما قصد أن يبيّن لها أنه بعد قيامته ليس كما كان قبلها، وأن الطريق لإكرام تلاميذه له تغيّرت، وأن مخالطته بعد ذلك لا تكون إلا روحية وليس بدافع الصداقة أوالقرابة أو غيرها من العلاقات الإنسانية  حسب قول الرسول «وَإِنْ كُنَّا قَدْ عَرَفْنَا المَسِيحَ حَسَبَ الجَسَدِ، لَكِنِ الآنَ لا نَعْرِفُهُ بَعْدُ» (٢كورنثوس ٥: ١٦).

2) " لأنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي " 

 أي لن أصعد الآن من هذا العالم إلى أبي، (المسيح من وقت قيامته إلى وقت صعودة كان يكمل تبشيرة وكرازته ) إتماماً لكم قبل موتي. وقال ذلك لأنه سيبقى معهم أربعين يوماً قبل صعوده، ولهذا كان لها ولغيرها من التلاميذ وقت كافٍ لمشاهدته وإكرامه.

 

3) " لَكِنِ اذْهَبِي "

حسبت النور لها وحدها، حسبت أنها وجدت ضالتها اللؤوءة الكثيرة الثمن والجسد التى كانت تبحث عنه  وأرادت أن تتكلم معه وبدلا من أن تمسكة وتتشبث به ولا تتركه أعطاها عملا تبشيريا فقال لها: اذهبي خبري «إخوتي»، إني صاعد إلى أبي ليكون أباكم كلكم, صاعد بأخوتي التي لكم ومنكم التي قدمتها ذبيحة لكم، ومن أجلكم، أمام إلهي وإلهكم، لتشتركوا معي في بنوتي لآبي، فيكون أباكم.

 

4) " إِلَى إِخْوَتِي "

سمّاهم قبلاً عبيداً، (مت 18: 23) لذلك يشبه ملكوت السماوات انسانا ملكا اراد ان يحاسب عبيده. "  ثم سمّاهم تلاميذ، (مت 10: 11) ثم دعا تلاميذه الاثني عشر واعطاهم سلطانا على ارواح نجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرض وكل ضعف. "  ثم أحباء،(يو15:15)  15 لا اعود اسميكم عبيدا، لان العبد لا يعلم ما يعمل سيده، لكني قد سميتكم احباء لاني اعلمتكم بكل ما سمعته من ابي." ، وزاد ذلك فى هذه الاية أن سماهم «إخوة» فأظهر بذلك أن محبته لهم لا تزال شديدة، مع أنهم منذ أقل من ثلاثة أيام تركوه وهربوا وشكوا فيه، وأنه لم يزل بعد قيامته مشتركاً في طبيعتنا البشرية أخاً لنا وواحداً منا.
 قوله: «قول لإخوتي». هذا الاصطلاح الأول من نوعه، وبعد القيامة، يفيد الوضع الجديد الذى صار للإنسان والكنيسة المؤمنة بقيامة المسيح؛ فبالتعليم عن كل ما عند الآب، صار التلاميذ «أحباء» (يو15:15)، أما بالقيامة من الأموات فقد اكتسب المسيح لهم علاقة إلهية به، وبالتالى بالآب: «إخوتي» وبالتالى «أبوكم».

 

5) " قُولِي لَهُمْ "

أول قصدٍ قصده بعد قيامته تعزية تلاميذه، وتثبيت إيمانهم بوضع جديد هو قيامته ، وإحياء رجائهم. وأكرم يسوع مريم بأنه جعلها رسوله، فذهابها تبشر بقيامته خدمة للمسيح ولإخوته المؤمنين، وهما بركة أعظم من أن تقع على قدميه عبادة له، وأفضل طريق لإظهار محبتها له.

6) " إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي"

† "  لاني لم اصعد بعد الى ابي. " ..  فعل تام مينى للمعلوم فى الإسلوب الخبرى ،  إستمر يسوع على الأرض يقوى تلاميذه ويظهر لهم و كارزا ومبشرا  40 يوما بعد قيامته (أع 1: 9)

† " اصعد " ..  فعل مضارع لم يحدث ذلك إلا بعد 40 يوما من قيامته عندما كان مع التلاميذ (لو 24: 50- 51) (أع 1: 2- 3) تميزت هذه البشارة بالثنائية الرأسية "فوق " و" تحت" تجسد يسوع من عند ألاب (أزلى الوجود" ويعود إلى الآب ليتلقى "التمجيد"

أي سأصعد (ولم يقل إني قمت) لئلا تظن أنه عازم على البقاء في هذه الأرض. وأشار بصعوده إلى السماء أنه يسبقهم إلى هناك، وأنه يشفع فيهم رئيس أحبار لهم.

القيامة أعطت المسيح طبيعته المهيأة للاقامة في الأعالي وعن يمين العلي. الجسد المُقام من الموت، لم تناسبه الإقامة على أرض الإنسان تحت طبيعة عالم الناس. «أنتم من أسفل, أما أنا فمن فوق.» (يو23:8)
‏أن يقوم المسيح من بين الأموات، فلا بد أن يصعد أيضاً، فالقيامة تمهيد للصعود، والصعود تكميل القيامة.
‏والصعود الذي تكلم عننه القديس لوقا في سفر الأعمال شيء، والصعود الذي يتكلم عنه المسيح هنا في إنجيل القديس يوحنا شيء آخر. الأول يتبع مراحل الفداء الأربع: التجسد (الميلاد)، والموت (الصلب)، والقيامة, ثم الصعود, في تدرجها المحسوس والمنظور لنا. أما الصعود في إنجيل القديس يوحنا ‏فهو العمل السري غير المنظور، والخاص بالمسيح في علائقه السرية بالآب؟ لأنه من جهة علاقة المسيح بالآب, لا يمكن التفريق «الزمني» بين القيامة والصعود، فهما عمل واحد لدى الآب، عبر عنه المسيح: «وأنا إن ارتفعت عن الأرض، أجذب إلي الجميع»» (يو32:12)، حيث يشير هنا إلى ارتقاع الجسد على الصليب، والارتفاع من الموت بالقيامة، والارتفاع بالصعود. هذا كله عند المسيح والآب عمل فدائي واحد متكامل. لذلك لا يصح هنا في قوله: «إني صاعد، وأصعد» اللجوء إلى التمييز الزمني في الأفعال.

 

7) " وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ "

لأنكم إخوتي. أبوّة الله لهم ليست بمعنى أبوته للمسيح، وإلا لقال: أصعد إلى أبينا، لأن الرب أبونا بالنعمة والتبني ولأننا إخوة للمسيح. والمسيح ليس كذلك، لأن الرب أبوه لكونه ابن الله منذ الأزل. والله إلهه لأنه صار ابن الإنسان لخلاص البشر. وفي هذا تعزية عظيمة لتلاميذه لما فيه من بيان قوة الاتحاد بينه وبينهم، وهي أن أباه وأباهم واحد. فإذاً هم شركاء محبته وموعودون بالاجتماع في بيته السماوي.

† "  ولكن اذهبي الى اخوتي وقولي لهم:اني اصعد الى ابي وابيكم والهي والهكم». " .. لقد دعى البشر أبناء الإله فى آيات كثيرة فى العهد القديم تك6: 2). (تك4: 26). (اش1: 2). (أش 63: 16). (اش64: 8). (خر4: 22). (أم23: 26). وفى العهد الجديد ندعو لله أبانا في مواضع عديدة جدًا، يكفى منها قولنا فيالصلاة يا أبنا الذى فى السموات (متى5: 9) وعبارات أبوكم السماوي، وأبوك الذي يرى في الخفاء... إلخ  وهناك عبارات كثيرة جدًا. ولكن بنوة البشر فى العهد الجديد نوع يختلف تماما عن بنوة الكلمة للآب فبنوة البشر هي بالإيمان، أو المحبة أو التبني: أما عن البنوة بالإيمان: فقال الكتاب عن السيد المسيح "وأما كل الذين قبلوه، فأعطهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه" (يو1: 12). فكلمة أبناء هنا تعنى المؤمنين.ب وأما عن بنوة المحبة: فيقول القديس يوحنا في رسالته الأولى "أنظروا أية محبة أعطانا الآب، حتى ندعى أولاد الله" (1يو3: 1). إذن هو عمل محبة من الله أن يدعونا أولاده...ج أما عبارة التبني فقد وردت في (رو8: 23). ومعروف أن الذي يدعى ابنًا، وهو ليس ابنًا حقيقيًا، إنما يكون بالتبني أو بمفهوم روحي. 3 ومع كوننا أبناء مازلنا ندعى، عبيدًا. فالسيد الرب يقول "متى فعلتم كل ما أمرتم به، فقولوا إننا عبيد بطالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا" (لو17: 10). (متى25: 23).لو12: 42، 43)

‏ولأن المسيح هو ابن الإنسان، لذلك صح أن يقول إن الله إلهه؛ ولأنه هو ابن الله أيضاً حق له أن يدعو الله «أبى». وأذ يجمعهما لنفسه معاً «أبي والهي» فهو يوضح بنوته الإلهية المتجسدة كطبيعة.
‏وقد اعتنى القديس بولس الرسول جداً في إظهار نسب الله للمسيح، كإله، مؤكداً على بشرية المسيح تماماً، بحسب تسجيل القديس يوحنا، وذلك في مواضع كثيرة: «كي يعطيكم إله ربنا يسوع المسيح أبو المجد روح الحكمة والإعلان في معرفته» (أف17:1). ويُلاحظ أن الترجة العربية في الآيات التالية خرجت من النص الدقيق كالآتي: «مبارك (الله) إله وأبو ربنا يسوع المسيح أبو الرأفة وإله كل تعزية.» (2كو3:1‏)
«لكي تمجدوا (الله) إله وأبا ربنا يسوع المسيح بنفس واحدة وفم واحد» (رو6:15)
«مبارك (الله) إله وأبو ربنا يسوع الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح.» (أف3:1‏)
‏المسيح، بالنسبة للتلاميذ بعد القيامة، لم يعد هو المسيح ابن الإنسان النازل من السماء، وكلام الحياة الأبدية عنده، بل المسيح الذي صعد إلى الآب وعاد بالحياة الأبدية ليسكبها علينا بغنى. لقد حقق وعده «إنه خير لكم أن أنطلق» (يو7:16). لقد عاد من عند الآب بعد أن أسس المكان والمنازل، ومعه عطية الآب: «الروح القدس» الذي أعطاهم في نفس المساء.
‏ويلزم أن ننتبه إلى التفريق المتعمد الذي أوضحه المسيح بقوله: «أبي وأبيكم», فنهو لم يقل «أبونا»، بل «أبي» خاصة «وأبوكم» عامة، «أبي» بالطبيعة »وأبوكم» بالنعمة والتبني الذي وهبه لنا المسيح كشركة في بنوته.
كذلك «إلهى» خاصة، لما تنازل وأخلى ذاته وأخذ شكل العبد, وصار إنساناً بإرادته, غير مخلوق, من تحت لاهوته، «وإلهكم» عامة، كعبيد اقتناهم الله لنفسه من خليقته.
‏وأن يطلقهما معاً بالنسبة لنا «أبوكم وإلهكم», يوضح ماذا صار لنا بموته وقيامته وصعوده من مشاركتنا في مخصصاته كنعمة وُهبت لنا .‏

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> قالت ذلك وتقدمت لتمسك قدميه كى تسجد له فقال لها "لا تلمسينى" أى لا تعوقينى بأن تمسكى قدمى وتكثرى من تقبيلهما متوهمة أن هذه الفرصة الوحيدة التى تريننى فيها " لأنى لم اصعد بعد إلى أبى " أى لستبصاعد سريعا إلى أبى بل سأبقى معكم أربعين يوما ولذا اقول لك " إذهبى إلى إخوتى" أى تلاميذى وسماهم إخوته إظهارا لمحبته إياهم "ولأنه إشترك معهم فى اللحم والدم" ولأنه انعم عليهم بالميلاد الثانى من فوق الذى من أجله صاروا ابناء الله وبه يقولون له تعالى " ابانا الذى فى السموات " " وقولى لهم إنى أصعد إلى أبى " بالطبيعة " وأبيكم " بالنعمة والموهبة والذخيرة والتبنى الذى به تقولون له " أبانا" ولأنه خالقككم الذى به تحيون وتتحركون " وإلهى " لأننى إتضعت وصرت إبن الإنسان لخلاص البشر فجعلت نفسى مثلكم فى كل شئ ما عدا الخطية حتى صيرتكم مثلى " وإلهكم " الذى خلقككم وله ولى يجب ان تعبدوا ،
.

   تفسير / شرح  (يوحنا 20: 18)  18 فجاءت مريم المجدلية واخبرت التلاميذ انها رات الرب، وانه قال لها هذا.
: التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  .  .

1) " فَجَاءَتْ مَرْيَمُ المَجْدَلِيَّةُ وَأَخْبَرَتِ التّلامِيذَ "

† " فجاءت مريم المجدلية واخبرت التلاميذ انها رات الرب، " ..  إن التلاميذ الذين كتبوا البشائر الأربعة بالوحى الإلهى هم عبارة عن شهود عيان لقصة يسوع منذ ميلاده حتى قيامته وصعوده وحلول الروح القدس إن قصة يسوح بم تنتهى بموته إنها مستمرة حتى اليوم فى عمل الروح القدس فينا وهذه ألاية دليل على رؤية مريم المجدلية ليسوع بعد موته إنها شاهدة عيان وفى هذا كتب يوحنا (1يو1: 1- 4)  الذي كان من البدء، الذي سمعناه، الذي رايناه بعيوننا، الذي شاهدناه، ولمسته ايدينا، من جهة كلمة الحياة. 2 فان الحياة اظهرت، وقد راينا ونشهد ونخبركم بالحياة الابدية التي كانت عند الاب واظهرت لنا. 3 الذي رايناه وسمعناه نخبركم به، لكي يكون لكم ايضا شركة معنا. واما شركتنا نحن فهي مع الاب ومع ابنه يسوع المسيح. 4ونكتب اليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملا. في اليونانية «جاءت»، و«أخبرت» تفيد الحال والتو، بمعنى أنها تركت الرب راضية في الحال، لتقوم ببشارتها الأولى لعالم الإنسان الجديد، للكنيسة التي قبلت هذه الكلمة: «قد رأيت الرب», كإنجيل الحياة الجديدة، وبشارة الملكوت الذي دب منذ تلك اللحظة في روح التلاميذ، وإلى الآن يتفرخ ألفي سنة، ولا يزال، ثم إل الأبد.
فَجَاءَتْ مَرْيَمُ المَجْدَلِيَّةُ وَأَخْبَرَتِ أطاعت مريم المسيح بدون اعتراض. ولا شك أن بشارتها ملأت قلوبهم عزاءً ورجاءً. والأرجح أن مريم المجدلية رجعت مع مريم الأخرى للقبر وأعطاهم رسالة أخرى وأن يذهب التلاميذ للجليل المذكورتين في (متّى 29: 8- 9) 7 واذهبا سريعا قولا لتلاميذه انه قد قام من الاموات. ها هو يسبقكم الى الجليل. هناك ترونه. ها انا قد قلت لكما». 8 فخرجتا سريعا من القبر بخوف وفرح عظيم راكضتين لتخبرا تلاميذه. 9 وفيما هما منطلقتان لتخبرا تلاميذه اذا يسوع لاقاهما وقال: «سلام لكما». فتقدمتا وامسكتا بقدميه وسجدتا له. 10 فقال لهما يسوع: «لا تخافا. اذهبا قولا لاخوتي ان يذهبوا الى الجليل وهناك يرونني».

 

2) " أَنَّهَا رَأَتِ الرَّبَّ، وَأَنَّهُ قَالَ لَهَا هَذَا»."

قد خرج النص في الترجمة العربية عن الأصل اليونانى ، وحول البشارة إلى الغائب «أنها رأت الرب»، ولكن النص اليوناني واضح وأكيد: «مبشرة التلاميذ. قد رأيت الرب», وهكذا تبوأت المجدلية الصدارة في سجل البشارة كأول إنسان رأى المسيح قائما من بين الأموات، وكأول بشير نادى بالقيامة. أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  فأطاعت المجدلية أمر السيد وذهبت " وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب وأنه قال لها هذا" فكانت أول رسول بشر الرسل بقيامة المسيح ثانيا

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  العشرون
4. لقاؤه مع تلاميذه الأحد مساءً
(يوحنا 20: 19-25) ما هي سمات الجسد المُقام من الأموات؟

   تفسير / شرح  (يوحنا 20: 19)  19 ولما كانت عشية ذلك اليوم، وهو اول الاسبوع، وكانت الابواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود، جاء يسوع ووقف في الوسط، وقال لهم:«سلام لكم!»

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذَلِكَ اليَوْمِ، وَهُوَ أَوَّلُ الأُسْبُوعِ"

حسب النظرية التى تقول أن القيامة يوم  السبت بإعتبار أن المسيح دفن ثلاثة أيام وثلاثة ليالى كاملة (72 ساعة) يكون الترتيب كالتالى :

يوم الفصح أو يوم الإستعداد مساء 13 / نهار 14 نيسان وكان يوم أربعاء صلب المسيح فى هذا اليوم ..

اليوم الأول من اسبوع الفطير مساء 14 / نهار 15 نيسان وكان يوم خميس وهذا اليوم يسمى سبت عظيم تمييزا له عن السبت العادى الذى قبله جمعه ويليه احد فى هذا اليوم استراحت المريمات ولم يشترين حنوطا لأن المتاجر كانت مقفله حسب عادة اليهود ولم يذهبن للقبر لأن القبر كان محروسا بعسكر الرومان ثلاثة أيام ويمنعون الإقتراب منه وكان الحجر المستدير على باب القبر مختوما بأمر الرومان لعدم فتحه  ..

 ثانى ايام أسبوع الفطير مساء 15/ نهار 16 نيسان وكان يوم جمعة  فتحت المتاجر أبوابها وأشترت المريمات الحنوط ( مر 16: 1) 1 وبعدما مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم ام يعقوب وسالومة حنوطا لياتين ويدهنه.  " ولم يذهبن للقبر لأن عسكر الرومان ما والوا يحرسون القبر ..

 ثالث أيام اسبوع الفطير مساء 16 /  نهار 17 نيسان وكان يوم سبت اسبوعى قفلت المتاجر ابوابها وهو يوم راحة فلم تذهب المريمات للقبر لأنه اليوم الثالث لدفن المسيح والحراس يحرسون القبر لمدة ثلاثة ايام كاملة (72 ساعة)  قبل غروب الشمس فى نهار هذا اليوم "يوم سبت اسبوعى" دحرج الملاك الحجر وقام المسيح وغبض نور القيامة يفج من القبر المقدس بأرشليم كل سنة ما بين الساعة الثانية والثانية والنصف ظهرا

رابع يوم من ايام اسبوع الفطير مساء 17/ نهار 18 نيسان وكان يوم أحد كانت الثلاثة ايام المقرره لعساكر الرومان إنتهت وفى صباح هذا اليوم ذهبت المريمات للقبر ثم ذهب بطرس ويوحنا هناك ورأوا الأكفان فى جهة والمنديل فى حهة

الترتيب السابق وضع طبقا للتقويم اليهودى مثلا إذا كان الفصح يوم 14 طبقا للتقويم الرومانى الحالى يبدأ اليوم اليهودى من مساء اليوم السابق فيكون مساء 13 / ةينتهى نهار 14 نيسان وما زالت الكنيسة القبطية تتبع فى هذا النظام فى صلواتها فيوم الأخد عشيته يوم السبت السابق وهذا الترتيب موجود ايضا فى ترتيب اسبوع الألام بالكنيسة القبطية .. أما يوم الرومان فيبدأ من نهار 14  ثم عشية نفس اليوم 14 نيسان قد يحدث مفارقات فى تحديد اليوم والوقت لإختلاف اليوم عند اليهود (مساء أو عشية ثم نهار) عن اليوم عند الرومان (نهار ثم مساء أو عشية) .. وفى هذه ألاية تكلم يوحنا عن أول السبوع أى يوم الأحد طبقا للنظام الرومانة فقال :  " وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذَلِكَ اليَوْمِ، وَهُوَ أَوَّلُ الأُسْبُوعِ"
ذَلِكَ اليَوْمِ أي يوم الأحد (انظر شرح مرقس 16: 14) 14 اخيرا ظهر للاحد عشر وهم متكئون ووبخ عدم ايمانهم وقساوة قلوبهم لانهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام.  (لوقا 24: 36- 37) ).36 وفيما هم يتكلمون بهذا وقف يسوع نفسه في وسطهم وقال لهم: «سلام لكم!» 37 فجزعوا وخافوا وظنوا انهم نظروا روحا. "

 وهذا ظهور المسيح الأول لكل التلاميذ، لكنه الخامس بالنظر إلى ظهوره لبعضهم، وأولهم مريم المجدلية (ع ١٦). والثاني لمرأتين لها (متّى ٢٨: ٩). والثالث لبطرس (١كورنثوس ١٥: ٥)  5 وانه ظهر لصفا ثم للاثني عشر. " والرابع للتلميذين الذاهبين إلى عمواس (لوقا ٢٤: ١٣). والخامس ما ذُكر هنا. وبين حوادث ع ١٨، ١٩ أمور لم يذكرها يوحنا، وهي رشوة الحراس (متّى ٢٨: ١١ - ١٥) وظهور المسيح لبطرس وللتلميذين المسافرين إلى عمواس.

 

2) "  وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التّلامِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الخَوْفِ مِنَ اليَهُودِ،"

ينفرد إنجيل يوحنا بذكر حوادث ومناظر لم ذكرها الإنجيليون الثلا ثة ( الأناجيل ألازائية) : الأبواب المغلقة، الخوف من اليهود، غياب توما، السلطان بالروح القدس.

‏و«وكانت الأبواب مغلقة بسبب الخوف من اليهود»: كانوا عشرة تلاميذ من الاثني عثر، فيهوذا سقط من حساب الاثني عشر، وتوما تغيب، وعلى أغلب الظن أنه غادر أورشليم إلى وطنه كما صنع تلميذا عمواس في ذلك اليوم أيضاً، اللذان عادا قبل المساء مسرعين إلى العلية بعد أن ظهر لهما الرب.المعتقد أن عددا كبير كانوا مجتمعين عندما سمعوا أن الرب ظهر غالباً في العلية حيث صنع الرب عشاءه الأخير ، هذا يتأكد لنا من رواية القديس لوقا بخصوص عودة تلميذي عمواس إلى التلاميذ المجتمعين: «فقاما في تلك الساعة ورجعا إلى أورشليم ووجدا الأحد عشر مجتمعين هم واللذين معهم» (لو33:24)، كما يتأكد لنا من اجتماعهم يوم الخمسين: «ولما دخلوا، صعدوا إلى العلية التي كانوا يقيمون فيها... هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة مع النساء ومريم أم يسوع ومع إخوته.» (أع13:1-14)
وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً خاف التلاميذ أن يعاملهم اليهود كما عاملوا يسوع بغضاً، ولذلك اجتمعوا سراً. ولعلهم سمعوا أن اليهود قالوا «بسرقة تلاميذه ليلاً» فخافوا أن تطلبهم الحكومة وتعاقبهم. وقد أنبأهم يسوع بأنهم يُضطهَدون ويكونون كغنم تتبدد بعد ضرب الراعي، فلا عجب من أنهم خافوا. ولم يذكر البشير سبب اجتماعهم، ولكن لا شك أنه كان ليتحاوروا في حوادث النهار، وفيما أُنبئوا به من أن القبر خلا من الجسد، ومن مشاهدة الملائكة، ومشاهدة بعضهم للمسيح. ولعلهم اجتمعوا للعبادة وسؤال الله الحماية والإرشاد. ولم يذكر البشير موضع اجتماعهم، لكن نعلم أنه كان في أورشليم. والأرجح أنه كان في العلية التي أكلوا فيها الفصح مع سيدهم (مرقس ١٤: ١٣ - ١٥) وكان المجتمعون عشرة رسل مع بعض المؤمنين (لوقا ٢٤: ٣٣).
و† "  وكانت الابواب مغلقة   " ..  إسم فاعل  تام مبنى للمجهول ـ
ذكر «الأبواب» المغلقة بالجمع، وتشير عبارة "الأبواب مغلقة" إلى الأبواب فى الطابقين السفلى والعلى انت مغلقة ، وهذه الآية تشير بوضوح قوة يسوع وقدرته على إختراق أبواب مبنى العلية ، كما تشير إلى درجة خوف التلاميذ بعد صلب يسوع   كان التلاميذ مع الرسل مجتمعين (لو 24: 33) ولم يكن معهم توما  يفيد مدى الخوف والرعبة، فباب البيت الخارجي، والباب الموصل إلى العلية, وباب العلية، كلها أحكم غلقها

 

3) " جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الوَسَطِ، وَقَالَ لَهُمْ: سلامٌ لَكُمْ"
جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الوَسَطِ انظر شرح (لوقا ٢٤: ٣٦.) دخل بدون فتح الباب، هذه معجزة عظيمة جداً يبرهن للتلاميذ أن له جسداً مادياً حقيقياً له قدرة لاهوتية ، لا مجرد روح، فدخوله دون أن يفتح الباب تشابه إختراق الجسد للفائف والمنتديل المربوط على راسه .
سلامٌ لَكُمْ انظر شرح (لوقا ٢٤: ٣٦.) غاية المسيح من هذا أن يبيّن لهم محبته وغفرانه وشفقته عليهم، فلم يوبخهم على تركهم إيّاه وجبنهم وشكوكهم، بل وهب لهم الاطمئنان بتحية اعتادوها، كما فعل بمناداته مريم باسمها. وهو موافق لقوله لهم في خطابه الوداعي ليلة الجمعة «سلاماً أَتْرُكُ لَكُمْ. سلامِي أُعْطِيكُمْ» (يوحنا ١٤: ٢٧). لكن السلام الثاني أعظم من الأول، لأنه قاله بعد ما دخل القبر وغلب الموت لأجلهم، ورجع إليهم من العالم السمائى حاملاً بشرى السلام لهم، فإنه صالح بموته العالم مع الله، ورجع إلى تلاميذه ببشارة المصالحة والسلام.

«سلام لكم»: ليست هي تحية بل عطية: «سلامي أعطيكم», وليس كما يعطي أهل العالم السلام بعضهم لبعض، أو كما تعد الملوك والرؤساء شعوبهم بالسلام وهم أحوج الناس إليه.

† "  ظهورة فى العلية لثلاث أمسيات متتالية (يو 20: 19 و 20 ) (لو 24: 36 وما يليها ) (1كو 16: 2)  وقد إستمر الجيل الول من المسيحيين ألإجتماع أيام السبت فى المجامع وفى الهيكل فى أيام الإحتفالات والعياد ، ولكن الربيون اليهود أفتوا "قسم اللعنة" الذى طلب من أعضاء المجامع اليهودية برفض يسوع على أنه المسيا المنتظر ، وبالتالى توقف المسيحيين الأوائل عن حضور إجتماعات السبت فى المجامع ـ وأصبحوا يجتمعون فى البيوت أيام الأحاد ليذكروا قيامة يسوع " وإلى الكنيسة التي في بيتك" (فل 1:1).
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>   " ولما كانت عشية ذلك اليوم " ألحد الذى قام فيه المسيح " وكانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود " فغلقواألبواب خائفين أن يقبض عليهم اليهود ويفعلوا معهم كما فعلوا مع سيدهم وأن يهيجوا عليهم الحكام فيلقوا القبض عليهم ويحاكموهم على الهمة التى وجهها إليهم اليهود إذ قالوا " سرقة تلاميذه ليلا " فإلى ذلك المكان المغلق " جاء يسوع فدخل إليهنم بغته دون أن تفتح ألأبواب إظهارا لقوته الإلهية " ووقف فى الوسط وقال لهم سلام لكم " ليسكن نفوسهم ويهدئ من روعهم لأنهم إنزعجوا عندما رأوه بغتة وسطهم وألبواب مغلقة من الداخل وليبين أنه هو الذى قال لهم قبلا " سلامى أعطيكم "

   تفسير / شرح   (يوحنا 20: 20)  20 ولما قال هذا اراهم يديه وجنبه، ففرح التلاميذ اذ راوا الرب.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " َلَمَّا قَالَ هَذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ، "

 هذه ألاية حقيقا للنبوة التى وردت فى كتب اليهود (زك 13: 6) "فيقول له: ما هذه الجروح في يديك؟ فيقول: هي التي جرحت بها في بيت أحبائي." 

يظهر يسوع فى وسطهم مخترقا الأبواب المغلقة ، وأفضى عليهم سلاما الذى وعدهم به (يو 14: 27 & 16: 33& 20: 21)  يسوع كان بريد أن يبعث لهم برسالة حية مرئية ملموسة فأراهم يدية وجنبه (يو 19: 37 & 20 : 25) ولم يتم ذكر قدمى يسوع إلا فى (لو 24: 39) (مز 22: 16) وقد أظهر يسوع علامات الصلب فى جسده (1كو 1: 23) (غل 3: 1) وأعطاهم السلام والطمأنينة سلام المسيح هنا أنشأ فيهم الفرح في الحال والتو، «ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب» (يو20:20).أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ ليبيّن لهم أنه هو يسوع جسده الذي تألم ومات على الصليب، وأنه قام بجسده نفسه، وأنه ليس مجرد روح، وليس بجسد ممجد (انظر شرح لوقا ٢٤: ٣٩) وعدم ذكره الرِّجلين لا يعني أنهما لم يُسمرا، لأن إنجيل لوقا ذكر أن يسوع أراهم رجليه.

2) "  فَفَرِحَ التّلامِيذُ إِذْ رَأَوُا الرَّبَّ "

† "   راوا الرب " ..  من الواضح أن كلمة "الرب " المعرفة بالألف واللام فى هذه ألاية تحمل المعنى اللاهوتى  الكامل المرتبط بيهوه العهد القديم (خر 3: 14) إن إطلاق كلمة الرب من العهد القديم على يسوع هو إحدى الطرق التى إستعملها الوحى فى البشائر الأربعة لتأكيد ألوهية يسوع الكاملة . 
فَفَرِحَ التّلامِيذُ تحققوا من مشاهدو وشاهدوا بقايا الجروح أنه هو يسوع عينه، وأنه ليس روحاً، ففرحوا، وكان هذا تحقيقاً لوعده (يوحنا ١٦: ٢٢)« ولكني ساراكم ايضا فتفرح قلوبكم، ولا ينزع احد فرحكم منكم  ْ» .(أع40:10-41‏)«وأعطى أن يكون ظاهراً ليس لجميع الشعب، بل لشهود سبق الله فانتخبهم؛ لنا نحن الذين أكلنا وشربنا معه. بعد قيامته من الأموات.»  فمشاهدته أنعشتهم وجددت آمالهم وعزت قلوبهم وبددت شكوكهم ومخاوفهم.إنها بهجة القيامة، بالإيمان بأن المسيح حى التي نغلب بها أهوال العالم ومخاوف الشيطان ومقاومة الأشرار. فالمسيحي الذي قام مع المسيح لا يعود يرهب الموت وكل تهديدات الموت، لأن حياته ممتدة فوق الموت وأهواله، لأن سيرته مكتوبة في السماويات.

فإذا كانت مشاهدة المسيح على الأرض سبب فرح كهذا، فكم يكون فرح المؤمنين بمشاهدتهم إيّاه في السماء. وهكذا ابتدأ يداخلهم الفرح بالرغم من خوفهم الخوف الشديد من اليهود. هذه أول فعل داخلى بتأثير القيامة فى نفوس المؤمنين  : «ولكني سأراكم أيضاً فتفرح قلوبكم ولا ينزع أحد فرحكم منكم» (يو22:16).

وذكر يوحنا خطاب يسوع لتلاميذه وقتئذ ما يوافق غايته بإلهام الروح القدس. وذكر لوقا غير ما ذكره يوحنا من تلك المخاطبة (لوقا ٢٨: ٣٦ - ٤٣).

ثقوب اليدين والرجلين لم تُشف، ولا الجنب المفتوح التأم، وكأن الجسد اقتبل روح الشفاء، بل احتفظ المسيح بجروحه الغائرة وجنبه المفتوح كعلامة الموت الذي جازه، احتفظ بها كلها كما هي؛ لأن الجسد الذي قام لم يعد يستمد حياته من عناصر الحياة على الأرض، بل من فوق، من الحياة التي له خاصة: «كما أن الآب له حياة في ذاته، كذلك أعطى الابن أن يكون له حياة في ذاته» (يو26:5). فصارت علامات الموت وسماته، شهادة للموت الذي جازه ‏والقيامة التي قام. «ورأيت ... وسط الشيوخ، خروف قائم كأنه مذبوح ...» (رؤ6:5)، «مستحق أنت أن تأخذ السفر، وتفتح ختومه، لأنك ذُبحت واشتريتنا لله بدمك.» (رؤ9:5)

وهذا ألفرح يشمل ثلاثة تأثيرات :
‏الأول: الفرح برؤية المسيح حيا بعد موته على الصليب أوقف الحواس الجسدية, دفعة واحدة، ومعها كل المؤشرات العصبية التي تؤثر على المخ بمراكزه الأربعة والعشرين, وهكذا يتوقف الخوف والاضطراب والحزن والقلق بكل صنوفه.
‏الثاني: الفرح برؤية المسيح حيا بعد موته على الصليب انفتاح النفس وإندماجها مع الروح أمامها بلا عائق، فتتسلل النفس وتمتد لتستجلي الحقيقة المستعلنة أمامها, المسيح الواقف في الوسط.
‏الثالث: الفرح برؤية المسيح حيا بعد موته على الصليب تتقبل النفس, بقدر استعدادها، فترى الروح المنبعثة من المسيح من سلام ونور وسكينة.

ونختم حديثنا بالآية «لأن فرح الرب هو قوتكم.» (نح10:8) فرح الرب يعطى قوة

  أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>    ثم لكى يبين لهم انه يسوع الناصرى الذى تألم ومات على الصليب وأنه قام حقا " أراهم يديه وجنبه " ورجليه ايضا كما روى لوقا  فبرهن على قيامته وأزال عنهم الشكوك والظنون وأعلمهم أن الجسم الذى يموت هو الذى سيقوم ولكنه يكون روحانيا بأن يكونة غير محتاج ولا متغير بل يكون صافيا مهذبا ، ويظهر من هذا أن المسيح أبقى فى حسده بعد قيامته آثار جروحه علامة وبرهانا على حقيقة جسده ودليل على قيامته " ففرح التلاميذ أنهم راوا الرب " إذ تحققوا من مشاهدتهم الجروح أنه هو يسوغ وأنه ليس بروح وقد أنجز المسيح بذلك وعده بقوله قبل الصليب "سأراكم أيضا فتفرح قلوبكم " (يو 16: 22) ..

  تفسير / شرح   (يوحنا 20: 21)  21 فقال لهم يسوع ايضا:«سلام لكم! كما ارسلني الاب ارسلكم انا».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 

في هاتين الآيتين (يو 30: 21 و 22) االمسيح أسس قواعد التقديس والإرسالية للتلاميذ لتبشير العالم ، والتي سبق أن طلبها من الآب في صلاة الوداع (يو17:17-18).


1) " فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: سلامٌ لَكُمْ."
سلامٌ لَكُمْ كرر التحية لزيادة التأكيد. وهذا يشبه قول يوسف لفرعون «وَأَمَّا عَنْ تَكْرَارِ الحُلمِ عَلَى فِرْعَوْنَ مَرَّتَيْنِ، فَلأنَّ الأَمْرَ مُقَرَّرٌ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ» (تكوين ٤١: ٣٢).

+ في البداية يعيد المسيح إعطائهم السلام, فالسلام الذي أعطاهم في البداية (يوحنا 20: 19)  وأعطاهم السلام في حديث الوداع (يو27:14) حتى يشجع أنفسهم الخائفة الجزعة، ليهيئهم   لتحمل الرسالة بأعبائها الداهلية بالتبشير والخارجية من إضطهاد . أما عطية السلام الثانية هذه، فهي لحساب الإرسالية, لحمل ألأمانة, لكي كما قبلوا السلام لحساب الآخرين. يعطونه للأخرين من عند الله والمسيح: «وحين تدخلون البيت سلموا عليه. فإن كان البيت مستحقاً, فليأت سلامكم عليه. ولكن إن لم يكن مستحقاً، فليرجع سلامكم إليكم.» (مت12:10-13)

 

2) " كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا "

† ..  فعل تام مبنى للمعلوم فى الإسلوب الخبرى (يو 17: 18) للكنيسة تفويض إلهى(مت 28: 18- 20) (أع 1: 8) وللمؤمنين إرسالية (2كو 5: 14- 15) (1يو 3: 16) يستعمل يسوع كلمتين مختلفتين للكلمة المترجمة "يرسل " ولكنهما مترادفتين فى بشارة يوحنا .. فى (يو 8) وردت فى هذه البشارة المكتوبة باللغة اليونانية فى الأصل الكلمة "بيمبو" لتصف إرسال يسوع بواسطة الآب (يو 8: 16 و 18 و 26 و 29) وكلمة "ابوستيليو " اليونانية فى (يو 8: 42) راجع هاتين الكلمتين فى (يو 5 و 6)

ألاب أرسل المسيح والمسيح أرسل التلاميذ والرسل  ثم امرهم المسيح بحمل الرسالة التى أكملها بموته على الصليب وقيامته , لا كأنها عمل منفصل عنه يقومون به بأنفسهم، بل كعمل ممتد منه، ومتصل به, ومكمل له. فإرسالية المسيح للرسل تقوم على أساس ونمط وقوة إرسالية الآب (الباشرة المفرحة التي هي أساس الأنجيل كله). هذا سبق المسيح وأكده في صلاته الختامية: «كما أرسلتني إلى العالم، أرسلتهم أنا إلى العالم.» (يو18:17‏)

انظر شرح يوحنا ١٧: ١٨. يسوع هو رسول الله الوحيد لعمل الفداء (عبرانيين ٣: ١) 1 من ثم ايها الاخوة القديسون، شركاء الدعوة السماوية، لاحظوا رسول اعترافنا ورئيس كهنته المسيح يسوع،" وقد جعل تلاميذه سفراءه وشركاءه في المناداة ببشرى الخلاص (يوحنا ١٨: ٣٧ )  37 فقال له بيلاطس: «افانت اذا ملك؟» اجاب يسوع:«انت تقول: اني ملك. لهذا قد ولدت انا، ولهذا قد اتيت الى العالم لاشهد للحق. كل من هو من الحق يسمع صوتي» ( ٢كورنثوس ٥: ١٨).18 ولكن الكل من الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح واعطانا خدمة المصالحة  "  المسيح أخذ من الله كلمة المصالحة وأعطاها تلاميذه لينادوا بها (٢كورنثوس ٥: ٢٠) 20 اذا نسعى كسفراء عن المسيح كان الله يعظ بنا.نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله. " فصار عليهم أن يخبروا / يبشروا العالم بأن يهوه مستعد أن يقبلهم ويغفر لهم ويصالحهم. وكما أنه أرسلهم ليشهدوا كما شهد هو كان عليهم أن يحتملوا المشقات والاضطهاد كما احتملها هو. فإذاً لم يكن لهم أن يتوقعوا الراحة والأمن من رجوع سيدهم إليهم، لأنه عازم أن يتركهم ويرجع إلى أبيه، وهم ينوبون عنه في عمله على الأرض.
 يصور المسيح إرسالية التلاميذ على أساس ختم الرسالة المزمع أن يضعه على الجسد: «وبالصبغة التي أصطبغ بها أنا تصطبغان» (مت23:20‏)؛ أما الآن، وقد اصطبغت إرساليته بالدم وخُتمت، فقد صارت جاهزة للتبشير والكرازة للناس  وكما لم يكن، وحده، يعمل أعمال إرساليته: «لأني لست وحدي بل أنا والآب الذي أرسلني ... والذي أرسلني هو معي ولم يتركني الآب وحدي، لأني في كل حين أفعل ما يرضيه» (يو16:8و29)، كذلك وهو في طريقه إلى السماء أعطاهم المعزي, الآخر, ليكون «معهم ويمكث فيهم». فالإرسالية الرسولية كريمة ومجيدة للغاية, فهي نابعة من إرسالية الآب للمسيح, وتابعة لإرسالية المسيح، وممسوكة ومقودة بالروح القدس.
‏لذلك، يكرر المسيح هنا هذه الحقيقة، كأساس: «كما أرسلني الآب أرسلكم أنا». وهنا ليست المساواة في الإرسالية هي المقصودة, بل الامتداد، والمؤازرة، والديمومة, والاحتفاظ بالمصدر الذي تقوم عليه ومنه الارسالية.

 إن الرسولية مقصورة على الاثني عشر (متياس حل محل يهوذا)، كامتياز رسمي دخل فيه بولس الرسول باختيار فوق العادة: «فقال له الرب اذهب، لأن هذا لى اناء مختار ليحمل اسمي أمام امم وملوك وبني إسرائيل ... قد أرسلني الرب يسوع الذي ظهر لك ... لكي تبصر وتمتلىء من الروح القدس ...» (أع15:9-17)
وان المُرسل يحمل كرامة الذي أرسله: «الذي يقبل من أرسله يقبلني، والذي يقبلني يقبل الذي أرسلني.» (يو20:13)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  ثم كرر المسيح التحية وقال أيضا لهم " سلام لكم " ليزيد ألمر تأكيدا ثم قال " كما أرسلنى الآب أرسلكم أنا " أى أننى بمثل السلطان الذى أرسلنى به ألاب لإقامة الكنيسة وتدبيرها أرسلكم أنا لتكونوا سفرائى وشركائى فى الإعلان عن بشرى الخلاص وتكونوا مدبيى الكنيسة ومعلميها  ، وبعد أن قلدهم هذا السلطان ألبسهم قوة ليقتدروا على ذلك وعلى الصبر فى الشدائد 

   تفسير / شرح  (يوحنا 20: 22)  22 ولما قال هذا نفخ وقال لهم:«اقبلوا الروح القدس.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

† "  وقال لهم:«اقبلوا الروح القدس " ..  فعل أمر ماض بسيط مبنى للمعلوم ، لا شك أن هناك علاقة هذه النفخة بما حدث يوم الخمسين  وأن التلاميذ قد إستعملوا هذه الطريقة إعطاء الروح القدس لمن بعدهم أستعملت هذه ألاية فى الكنيسة الكاثوليكية لإثبات على إنبثاق الروح القدس من الآب والإبن فى النقاش الذى دار حول إنبثاق الروح القدس من الآب فقط أو من الآب والإبن ، وهذا واضح من قول الرب عن الروح القدس "رُوحُ الْحَقِّ، الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ" (يو 15: 26). غير أن أخوتنا الكاثوليك أضافوا إلي قانون الإيمان كلمة Filioque ومعناها باللاتينية "ومن الابن". وهذه الإضافة كانت سببًا لانقسام في الكنيسة، ولا تزال. وإن كان السيد المسيح قد قال "المعزى الذي أنا أرسله إليكم من الآب" (يو 15: 26) وأيضًا "إن لم أنطلق، لا يأتيكم المعزي. ولكن إن ذهبت، أرسله إليكم" (يو 16: 7).. فمن المهم أن نعرف إن هناك فرقًا لاهوتيًا كبيرًا بين قبول والإرسال من ناحية والانبثاق من ناحية أخرى القبول معناه   رِّضا التلاميذ بالروح القدس وميلُ نفسهم إليه  والإرسال في حدود الزمن. أما الانبثاق فهو منذ الأزل. تثير هذه الاية كثيرا من التساؤلات حول قبول التلاميذ فى هذا الوقت الروح القدس هل إنسكب الروح القدس على التلاميذ قبل يوم الخمسين وقبل أن يرسلة يسوع والإجابة أن يسوع يأمر تلاميذه بقبول الروح القدس متى إنسكب عليهم الروح القدس يوم الخمسين فى العنصرة وهناك عدة تفسيرات أخرى غير منطقية وغير مقبولة منها  أن يوحنا لم يعلم خلفية إنسكاب الروح القدس يوم الخمسين (العنصرة) أو أن هناك عطيتي

 

1) " وَلَمَّا قَالَ هَذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: اقْبَلُوا الرُّوحَ القُدُسَ"

 †   الكلمتان .. العبرية "روآخ" واليونانية "نيوما" تعنيان "نفس" و "ريح" و "روح" وقد ورد هذا الفعل ذاته فى الترجمة السبعينية لوصف عنل إيلوهيم فى الخلق (تك 2: 7) وأيضا إعادة الإحياء فى (حز 37: 5- 9)
إن الملك الذى يرسل رسلاً أن يعطيهم قوة لينشروا رسالته المختومة والممهرة بتوقيعة . والمسيح أعطى رسله القوة بهبته الروح القدس لهم.
نَفَخَ قرن الهبة بالإشارة الموافِقة، وقد أشار الكتاب المقدس «بالريح» إلى الروح القدس (حزقيال ٣٧: ٩ )  9 فقال لي تنبا للروح تنبا يا ابن ادم وقل للروح هكذا قال السيد الرب هلم يا روح من الرياح الاربع وهب على هؤلاء القتلى ليحيوا.  ( يوحنا ٣: ٨ ) 8 الريح تهب حيث تشاء، وتسمع صوتها، لكنك لا تعلم من اين تاتي ولا الى اين تذهب. هكذا كل من ولد من الروح». ( أعمال ٢: ٢). 2 وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملا كل البيت حيث كانوا جالسين، " وقد يكون التشابه هنا مبني على ما ورد في سفر التكوين وهو قوله «جَبَلَ الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ تُرَاباً مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْساً حَيَّةً» (تكوين ٢: ٧) فكما كان النفخ في خلق آدم لأعطاؤه هبة الحياة الجسدية كان هنا إشارة إلى أن نفخة الروح القدس هى هبة الحياة الروحية.

 كما نفخ الله الخالق في جبلة الإنسان لما خلقه فصار آدم نفساً حية. ففي نفخة القيامة هذه صار الإنسان خليقة جديدة حية تتفس بالروح القدس لحياة أبدية.

«نفخ»: وهذه هي المرة الاول والوحيدة التي فيها ترد هذه الكلمة في العهد الجديد. وهي تفيد «ينفخ في» بالمعنى الشائع في العهد القديم أنه «نفخ الحياة»، وهي خاصة بالله وحده: «وجبل الرب الإله آدم تراباً من الأرض ونفخ ‏في أنفه نسمة حياة فصار آدم نفساً حية.» (تك7:2)
«هكذا قال السيد الرب هلم يا روح من الرياح الأربع وهب على هؤلاء القتلى ليحيوا.» (حز9:37)
‏هكذا أعطى المسيح القائم من الأموات للتلاميذ شركة في روح حياة القيامة التي فيه، وهذه الروح ليست فقط روح قيامة بل وأيضا روح غسيل وتطهير وإحراق، لأنه لم ينفخ فيهم روحاً وحسب، بل الروح القدس. و«القدس» هنا يفيد التقديس والتطهير والغسل والإحراق للتأهيل للحياة الجديدة: «لكن اغتسلتم بل تقدستم بل تبررتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا» (1كو11:6). وهذا هو ما يتضمنه قول المسيح للتلاميذ: «أما أنتم فستتعمدون بالروح القدس» (أع5:1). بل وهذا هو تحقيق قول المسيح للتلاميذ: «إني أنا حي فأنتم ستحيون» (يو19:14), وهي حياة قائمة من موت لا يسود عليها الموت ثانياً قط.
‏وقد أخذت الكنيسة الشرقية عامة والقبطية خاصة عن إنجيل يوحنا عملية نفخ الروح القدس في طقس العماد، فصار «النفخ» عملية طقسية يتكمل بها سر الخليقة الجديدة، بالماء والروح، كوعد المسيح. وقد امتد عمل «النفخ» كإعطاء روح من الله في بعض الأعمال الطقسية الأخرى عند بعض الكنائس، وفي الكنية القبطية قديماً، كما في إعطاء الحل من الخطايا في سر التوبة والاعتراف. ولكن هذا التقليد ضعف في أيامنا وبطل. كذلك كان هذا يجري في طقس رسامة «أبونا» الرأس الحبشي على الكنيسة الحبشية، وذلك بأن ينفخ البطريرك القبطي أسقف الإسكندرية في قربة حتى يملأها من نفسه ويرسلها بيد مخصوص لتفتخ في وجه المختار فتتم رسامته بالتتابع الرسولي بتقديس الروح.

ويلاحظ أنه كما أن الإرسالية وظهرت واضحة للغاية سواء في تقديس العذراء بالروح القدس لقبول الحمل الإلهي: «مولود من الروح القدس ومن العذراء القديسة مريم» ( قانون الإيمان)، أو بحلول الروح القدس على المسيح وقت العماد بصورة ظاهرة لاستعلان المسحة الإلهية ودفع الإرسالية بالروح القدس؛ كذلك الإرسالية التكميلية التي عقد لواءها المسيح على الكنيسة الممثلة بالرسل القديسين، تآزرت وتقدست في مضمونها الداخلي والخارجي بالروح القدس.

ويلاحظ هنا أنه بعد أن أعطى تلاميذه التكليف بالإرسالية، قدسهم بنفخة الروح القدس للعمل، باعتبار أن الإرسالية عمل مقدس، أي خاص بإعلان الله: «لأجلهم أقدس أنا ذاتي، ليكونوا هم أيضاً مقدسين فى الحق» (يو19:17). وهنا يعطيهم الروح القدس، وهو روح التقديس والشهادة معاً، لأنه هو الناطق فيهم والذى يعرفهم بالحق!
‏ومنذ هذه اللحظة التي أرسى فيها المسيح قاعدة الارسالية على الرسل, مقدساً إياهم بالروح القدس. والكنيسة تحمل هذه الإرسالية بجدارة بالتتابع الرسولى, من الرسل إلى الآباء الرسوليين، إلى الآباء القديسين خلفاء الرسل، إلى الآباء الأساقفة, رؤساء الكراسي القانونية, في كل المسكونة المعتبرين خلفاء الرسل. وبذلك صار إيمان الكنيسة مدموغأ بالرسولية، فهو يُسمى منذ مجمع نيقية «الايمان الرسولى». ووضع في قانون الإيمان هكذا: «نؤمن بكنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية». «الإيمان الرسولى» كان وظل ولا يزال يستمد قوته وسلطانه وكرامته من المسيح بالدرجة الاولى: «الحق الحق أقول لكم الذي يقبل من أرسله، يقبلنى, والذى يقبلنى، يقبل الذى أرسلنى.» (يو20:13)

 

2) " وَقَالَ لَهُمُ: اقْبَلُوا الرُّوحَ القُدُسَ"

هناك فرق بين قبول وحلول !!!
اقْبَلُوا الرُّوحَ القُدُسَ أقبلوا :تعنى فى اللغة العربية "خذوا أو تلقوا أو وافقوا "  كأنه يطهرهم لحلول الروح القدس فيما بعد

ويجب أن لا نحكم من قوله إنهم نالوا إتمام وعد المسيح لهم بذلك الروح (يوحنا ٧: ٣٨، ٣٩ )38 من امن بي، كما قال الكتاب، تجري من بطنه انهار ماء حي». 39 قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه، لان الروح القدس لم يكن قد اعطي بعد، لان يسوع لم يكن قد مجد بعد. ( يو ١٦: ٧) 7 لكني اقول لكم الحق: انه خير لكم ان انطلق، لانه ان لم انطلق لا ياتيكم المعزي، ولكن ان ذهبت ارسله اليكم. " لأنهم لم ينالوا ذلك إلا يوم الخمسين حين امتلأوا من الروح القدس، وكانوا يتكلمون بألسنة مختلفة (أعمال ٢: ٤).4 وامتلا الجميع من الروح القدس، وابتداوا يتكلمون بالسنة اخرى كما اعطاهم الروح ان ينطقوا. "  لكنهم نالوا عربوناً واستعداداً لذلك الامتلاء. والذي نالوه حينئذ قوة الإدراك للأمور المختصة بالمسيح وملكوته، أي فهم النبوات المتعلقة به وضرورة موته وقيامته لإتمام عمل الفداء، وهذا حسب القول «حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الكُتُبَ. وَقَالَ لَهُمْ: هَكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ، وَهَكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ المَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ» (لوقا ٢٤: ٤٥ و٤٦). ونالوا علاوة على ذلك حكمة وقوة من الروح القدس ليضعوا للناس شروط مغفرة الخطايا، ولتمييز الذين قبلوا تلك الشروط واستناروا بالروح القدس ونجوا (ع ٢٣).
وهذه الآية من الآيات التي استند عليها الكاثوليك بإنبثاق (صدور) الروح القدس من الابن (بإنبثاقه) كصدوره من الآب.وهى آية لا تعنى إنبثاق بل تحث التلاميذ غلى قبول الروح القدس

فعل الروح القدس في الكنيسة خلوا من زمان ومكان، لنا مثال في قصة حلول الروح على السبعين شيخاً في جماعة إسرائيل، عندما أخذ الله من الروح الذى على موسى وأعطى هؤلاء الشيوخ فتنبأوا، ولكن كان اثنان منهم غائبين بعيدا في المحلة ولم يحضرا هذا المشهد الرهيب. ولكن الروح باغتهما وحل عليهما بالمثل وهم بعيداً داخل المحلة. فلما غار يشوع تلميذ موسى، إذ كيف يتنبأ هذان الشيخان وهما لم يحضرا طقس الرسامة والتنصيب؛ وفي غيرته احتج لموسى: «يا سيدي موسى اردعهما. فقال له موسى: هل تغار أنت لى؟ يا ليت كل شعب الرب كانوا أنبياء إذ جعل الرب روحه عليهم!!» (عد24:11-29). وقد تم ما نطق به موسى كليم الله وصار بالفعل يوم الخمسين وما بعده سكيباً متصلاً للروح القدس على كل من آمن واعتمد للرب.

رأى الآباء والفرق بين القبول والحلول

‏وللقديس كيرلس الكبير شرح للتفريق بين عمل عطية الروح القدس للتلاميذ بالنفخ من فم المسيح وبين حلول الروح القدس يوم الخمسين عليهم وهم مجتمعون, ورأيه هنا يعتبر الأوفق والأكمل: [إن مخلصنا أعطى الروح بواسطة العلامة الظاهرة وهي «نفخته» للتلاميذ القديسين, باعتبارهم باكورة للخليقة المُجددة. لأن موسى يكتب فيما يخص خلقتنا في القديم أن الله «نفخ» في أنف الإنسان نفخة الحياة. فكما تشكل في البدء وجاء إلى الوجود، هكذا بالمثل يتجدد. وكما أنه تشكل آنذاك في صورة خالقه هكذا الآن بالمثل, فبالشركة في الروح يتغير على شكل خالقه. لأن الروح يطبع صورة المخلص على قلوب الذين يقبلونه, وهذا بكل تأكيد لا يسمح لأي تساؤل. لأن بولس يستحث بوضوح الذين سقطوا في الضعف تحت إلزام العودة للتمسك بالناموس بهذه الكلمات: «يا أولادي الذين أتمخض بكم أيضأ إلى أن يتصور المسيح فيكم» (غل19:4). لأنه يقول إن المسيح لا يتصور فيهم إلا بالاشتراك في الروح القدس والحياة بمقتضى ناموس الأنجيل... لأنه يلزم لنا نحن أيضاً أن ندرك هذه الحقيقة, أي أنه أحدر لنا الروح ليمنحه لنا أيضاً. ولكن في أيام عيد الخمسين المقدس, عندما أذاع الله نعمته بوضوح أكثر معلناً عن الروح القدس الذي في قلوبهم, ظهرت لهم ألسنة من نار، لا كأنها تعني بداية لعطية الروح القدس في قلوبهم, بل بالحري لتشير إلى بدء الزمن الذي فيه وُهبت لهم عطية اللغات (الألسن). ومكتوب هذا حقاً إنهم «بدأوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا» (أع4:2‏). ولاحظ أنهم «بدأوا يتكلمون» وليس «بدأوا يقبلون التقديس» ‏... وهذا كان من عمل الروح الذي فيهم.]
‏وأيضا للقديس يوحنا ذهبي الفم رأي في الفرق بين عطية الروح القدس بعد القيامة وحلول البارا كليت يوم الخمسين، ولكنه رأي غير مأخوذ به: [إلا أنه لا يكون الإنسان مخطئاً إذا أكد أنهم أيضاً قبلوا قوة روحية ما ونعمة, ليس لكي يقيموا موتى أو يصنعوا معجزات, ولكن لكي يغفروا الخطايا... ولكنهم من جهة الحالة الأخرى، أي بعد الأربعين يوماً فإنهم تقبلوا قوة صنع المعجزات... وصاروا شهوداً بواسطة صنع المعجزات.]
‏وهذا الرأي الذي يقول به القديس ذهبي الفم يقوم على أساس ورود كلمة «الروح القدس» (في يو22:20) بدلا أداة التعريف «ألـ» ، فاعتبر ذلك نوعا من القوة وليس هو الروح.
‏ولكن هذا القياس مرفوض من علماء اللغة المقتدرين الذين قالوا بأن ورود كلمة «الروح» بدون أداة التعريف هو مثل وروده بأداة التعريف، لا فرق, وذلك بناء على استقراءات متعددة من مخطوطات مختلفة. وأيضا يذكر الروح بدون التعريف في مواضع لا يمكن إلا أن تكون للتعبير عن الروح القدس نفسه وبشخصه، مثل ما جاء في سفر الأعمال 4:2. لذلك لا نستغرب بأن لاهوتيى الأرثوذكس الروس يرفضون رأي ذهبي الفم في هذا الموضوع, وكثير من الشراح المقتدرين يجدون في عطية الروح القدس بعد القيامة للتلاميذ القمة النهائية للعلاقات الشخصية التي تأسست بين المسيح والتلاميذ.
‏ولقد كان موضوع عطية الروح القدس بعد القيامة للتلاميذ موضوع جدل لاهوتي عنيف عند الكنائس الخلقيدونية. فالمجمع المسكوني الخامس (553 م) وهو غير معترف به عند الارثوذكس غير الخلقيدونيين شجب عقيدة ثيئودور الموبسويستي لقوله إن المسيح بعد القيامة لم يعط الروح القدس في الحقيقة, ولكن الأمر كان مسألة شكلية كأنه مجرد وعد. وهكذا نستطيع أن نقول أن شرح القديس كيرلس الكبير لهذا الموضوع هو الأصح والأكمل.
‏ويلاحظ القارىء أن المسيح لم ينفخ الروح القدس على التلاميذ واحداً واحداً, لأن الروح القدس لا يُعطى بكيل أو بالتقسيم، بل أعطي للتلاميذ عطاء كلياً وقبلوه ككل، كجسد واحد ككنيسة مجتمعة متحدة، فحتى القدي توما رسول الشك, الذي كان غائباً في هذه الليلة, وإن لم يكن أهلاً لتقبله في البداية، الأمر الذى تسبب في تغيبه قصدا، لكن عندما آمن, لما رأى, قبله في الحال قبول التلاميذ قدرا بقدر. وليس توما وحده بل الكنيسة أفراداً وجماعات في كل أنحاء الأرض قبلت الروح القدس لما قبله التلاميذ، لأنه لم يعط الروح لأسماء وأشكال وأعداد ولكن للانسان, كل من يؤمن, كخليقة جديدة. فالكنيسة الكارزة في العالم وُلدت وتقدست فى المسيح والروح. ثم اُرسلت يوم الخمسين وكان التلاميذ باكورة مقدسة لهذه الخليقة المولودة بالكلمة والروح.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  إذ "نفخ" كما نفخ فى آدم فأعطاه الحياة هكذا نفخ فى أوجه التلاميذ فوهبهم الحياة الروحية " وقال لهم إقبلوا الروح القدس" حتى أنه بقوته وتأثيره كل

   تفسير / شرح  (يوحنا 20: 23)  23 من غفرتم خطاياه تغفر له، ومن امسكتم خطاياه امسكت».
 . .  .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ"

† " من غفرتم خطاياه .... ومن امسكتم خطاياه » " ..  جملتان شرطيتان من الصنف الثالث مع الآداة اليونانية  an التى تستعمل عادة مع الجمل الشرطية من الصنف الثانى ، بدلا من الآداة اليونانية ean إن هذا الإختلاط المشروط يؤكد العلاقة بين الذين يبشرون بيسوع والذين يؤمنون إن هذه ألاية تمنح قوة رائعة لتعطى حياة تستمر من جيل إلى جيل للذين يؤمنون بالمسيح وقد ظهرت هذه السلطة الإلهية فى مهمة السبعين خلال تبشيرهم بيسوع فى أقطار الأرض كلها

 

غفران الخطايا والذبيحة والتقدمة

أن كلمة أو لفظة [ التقدمة ] الخاصة بتقدمة الذبيحة: هي الكلمة العربية المكافئة للعبرية، فهي تُفيد منحه لا تُرد لأنها تُذبح، أي هدية أو عطية عن طيب خاطر، هديه كاعتراف بالجميل، أو تقدمة لكسب تحالف أو منع شرّ. والذبيحة في اللغة الإنجليزية مأخوذة من مجموعة كلمات لاتينية تعني ” شيئاً مقدساً ” أو ” تقديس ” ( أي أنها تُشير إلى جعل شيء مُقدساً أو تكريسه وتخصيصه ووقفة على لأن التقديس يعني التخصيص على نحو خاص جداً )… وبعض الباحثين يستخدمون المعنى الأول ( التقدمة ) ليعني تقديم شيء كمنحة أو هبه، والكلمة الثانية ( ذبيحة ) لوصف الهبة على أنها شيء عُرض وقُدم على وجه الخصوص لكائن إلهي. وآخرون يستخدمون كلمة ذبيحة للإشارة إلى أي تقدمة تتضمن طقس ذبح حيوان. وفي كلتا الحالتين تٌعتبر ” التقدمة ” أو ” القربان ” تعبيراً عاماً بأكثر مما هو الحال لكلمة ذبيحة، لأن التقدمة يتم فيها تقديم أي شيء ومن ضمنها الذبيحة، أما الذبيحة فهي تختص بالذبح فقط… + والمصطلح العبري ” يُقدم قرباناً ” هو جمع بين الفعل يُقدم وقَربَ، أو يُقدم قُرباناً: ” ودعا الرب موسى وكلمه من خيمة الاجتماع فقال: قل لبني إسرائيل: إذا قرب أحدٌ منكم قرباناً للرب، من البهائم ” ( لا1: 1و2 )؛ ” وإذا قرب أحد قرباناً تقدمة للرب، فليكن قربانه دقيقاً يُصب عليه زيتاً ويضع لُباناً ويجيء به إلى بني هارون، الكهنة، فيأخذ الكاهن ملء قبضته عينة من الدقيق والزيت وكل اللبان ويوقدها على المذبح وقيدة تُرضي رائحتها الرب. وتُذكره بمقدمها ” (لا2: 1و2 )… وهكذا

 

إمتداد الذبائح والتقدمات من الشريعة اليهودية للمسيحية

 ربطت الشريعة اليهودية المكتوبة بالعهد القديم بين سفك دم ذبيحة وغفران الخطايا : ( لا11:17)، 11 لان نفس الجسد هي في الدم فانا اعطيتكم اياه على المذبح للتكفير عن نفوسكم.لان الدم يكفر عن النفس. " أما الذبائح والتقدمات المذكورة فى الشريعة فهي:
1. ذبيحة المحرقة [لا 1].
2. تقدمة القربان [لا 2].
3. ذبيحة السلامة [لا 3].
4. ذبيحة الخطية [لا 4، 5: 1-13].
5. ذبيحة الإثم [لا 5: 14- لا 6: 7]. والذبائح الدموية فى الشريعة اليهودية نصت على ثلاثة أنواع من الحيوانات ونوعان من الطيور: 1.البقر.2.الغنم.3. الماعز 4. اليمام 5. الحمام. وظل هذا المبدأ سارى فى المسيحية راجع (عب22:9) «بدون سفك دم لا تحصل مغفرة» ولكن لأن دم الحيوان او الطيور يختلف عن دم الإنسان حيث كان دم تيوس وعجول مذبوحة تكفر عن خطية المعترف، ولكن إلى طهارة الجسد فقط لأنه دم حيواني .فقدم المسيح دمه عوضا عن كل الذبائح السابقة «كما من حمل بلا عيب» (ابط19:1)، قيل عنه: «أنه حمل الله الذي يرفع خطية العالم» (يو29:1). وأيضاً: «لأنه إن كاذ دم ثيران وتيوس ورماد عجلة مرشوش عل المنجسين، يقدس إلى طهارة الجسد، فكم بالحري يكون دم المسيح, الذي بروح أزلى قدم نفسه لله بلا عيب، يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي.» (عب13:9-14)
‏ وقوة فعالية دم المسيح، فتوضح الآية أنه قائم على أساس «الروح الازلى», أي روح الله القدوس، فدم المسيح الذي سُفك على الصليب، دم حي وحياته أزلية، أي دائمة فيه، منذ أن سُفك والى اليوم وإلى الأبد، فقدرته الذبائحية على الغسل والتطهير والتقديس قائمة وقادرة قدرة ‏لانهائية إزاء خطية العالم كله.


معنى وشروط كلمة غفران  فى الشريعة اليهودية

يشير معنى الغفران في العهد القديم ثلاث كلمات عبرية مشتقة من ثلاثة جذور.
أولها: "كفر" وهي تنقل معنى "الكفَّارة" أو التغطية والستر، وترتبط عادة بالذبائح، فهي تتضمن أن الكفارة قد تمت. وثانيها: الفعل "نسا" ومعناه أساسًا "يرفع" أو "يبعد"، فهو يشير إلى رفع الخطية عن الخاطئ وإبعادها. وثالثها: "سَلَح" وتحمل معنى الصفح والإبعاد. والكلمتان الأولى والثالثة تستخدمان دائمًا في الإشارة إلى غفران الله، أما الكلمة الثانية "نسا" فتستخدم أيضا في حالة غفران الإنسان.
 فهناك الكثير من النصوص الكتابية تشير إلى أن الله لم يغفر بعض الخطايا (انظر مثلًا: تث 29: 20، 2 مل 24: 4، إرميا 5: 7، مراثي 3: 42). ولكن حيث يتم الغفران، فإن ذلك يستوجب الشكر والعرفان، فالخطية تستوجب العقاب، والغفران إنما هو نعمة مذهلة. ويقول المرنم: "لأن عندك المغفرة" ويضيف (ما قد يبدو عجيبا لنا) "لكي يُخاف منك" (مز 130: 4).
وكثيرًا ما ترتبط المغفرة "بالكفارة" والذبائح كما رأينا في الكلمتين العبريتين "كَفَر وسَلَح." كما نجد أن كلمة "نسا" -بالإضافة إلى استخدامها بمعنى المغفرة- فإنها تستخدم أيضا للدلالة على "حمل" عقاب الخطية (عد 14: 33 و34، حز 14: 10). ويبدو أن المفهومين مرتبطان. وليس معنى هذا أن الله إله صارم غير غفور، بل هو "إله كل نعمة" وهو الذي دبر الوسيلة لرفع الخطية. ولم يكن للذبائح أي فائدة إلا لأنه جعل الدم وسيلة للتفكير (لا 17: 11). ولا يعرف العهد القديم شيئًا عن غفران يُنتزع من الله عنوة، أو يُشتري برشوة.
فالغفران -إذًا- ممكن لأن الله هو إله كل نعمة، أو كما جاء في سفر نحميا: "إله غفور وحنان" (نح 9: 17)، أي إله مستعد للغفران. وكما يقول دانيال: "للرب إلهنا المراحم والمغفرة" (دانيال 9: 9). ومن أهم الأقوال عميقة الدلالة عن الغفران - في كل العهد القديم: "الرب الرب إله رحيم ورؤوف، بطيء الغضب وكثير الإحسان والوفاء. حافظ الإحسان إلى ألوف غافر الإثم والمعصية والخطية. ولكنه لن يبرئ إبراء" (خر 34: 6 و7). فالغفران مصدره الله المنعم، ولكن غفرانه ليس غفرانًا بلا تمييز، فهو "لن يبرئ إبراء." فمن جانب الإنسان، تلزم التوبة إذا أراد أن يُغفرله، وإن كانت لا تذكر التوبة صراحة أساسًا للغفران، ولكنها ترد ضمنًا في كل مكان. فالخطاة التائبون تُغفر لهم خطاياهم، أما غير التائبين الذين يصرون على طريقهم الشرير فلا غفران لهم.
ونجد فكرة الغفران بصور مجازية قوية، بالإضافة إلى ما تحمله الكلمات الثلاث -السابق ذكرها- من معان. فيقول المرنم: "كبعد المشرق من المغرب أبعد عنا معاصينا" (مز 103: 12)، كما يقول إشعياء النبي: "فإنك طرحت وراء ظهرك كل خطاياي" (إش 38: 17) "وأنا هو الماحي ذنوبك" (إش 43: 25، انظر أيضًا مز 51: 1 و9). ويقول الرب على فم إرميا النبي: "لأني أصفح عن إثمهم ولا أذكر خطيتهم بعد" (إرميا 31: 34). ويقول ميخا النبي: "وتُطرح في أعماق البحر جميع خطاياهم" (ميخا 7: 19).والرب عندما يغفر الخطية فإنه يمحوها تمامًا ولن يعود يراها. ولكن يجب الإقرار بالخطية، لأن "من يكتم خطاياه لا ينجح، ومن يقر بها ويتركها يرحم" (أم 28: 13). ويقول داود: "أعترف لك بخطيتي ولا أكتم إثمي. قلت أعترف للرب بذنبي وأنت رفعت آثام خطيتي" (مز 32: 5).

الغفران في المسيحية :
هناك بضع كلمات يونانية تستخدم للتعبير عن الغفران. ويؤكد العهد الجديد أهمية أن نغفر للآخرين كي يُغفر لنا، فيقول الرب: "اغفروا يغفر لكم" (لو 6: 37) كما يقول في الصلاة التي علَّمها لتلاميذه: "واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا... فإنه إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أيضا أبوكم السماوي. وإن لم تغفروا للناس زلاتهم لا يغفر لكم أبوكم أيضا زلاتكم" (مت 6: 12 و14 و15). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فالاستعداد للغفران للآخرين دليل على أننا قد تُبنا حقيقة. كما يجب أن يكون الغفران من كل القلب، فهو ينبع من غفران المسيح لنا. لذلك يجب أن يكون مثل غفران المسيح "كما غفر المسيح لكم هكذا أنتم أيضًا" (كو 3: 13). وقد شدد المسيح مرارًا عديدة على ذلك، كما في مثل العبد الشرير (مت 18: 23-35).
ويرتبط الغفران في بعض المواضع بالصليب، كما في الرسالة إلى الكنيسة في أفسس: "الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا" (أف 1: 17)، كما أن دم المسيح قد سُفك "من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا" (مت 26: 28). ولكن كثيرًا ما يرتبط الغفران بالمسيح نفسه: "كونوا.. متسامحين كما سامحكم الله أيضًا في المسيح" (أف 4: 22)، "هذا رفعه الله بيمينه رئيسًا ومخلصًا ليعطي إسرائيل التوبة وغفران الخطايا" (أع 5: 31) "فليكن معلومًا.. أنه بهذا (بالمسيح) ينادي لكم بغفران الخطايا" (أع 13: 38).
وقد أعلن الرب يسوع -في أيام تجسده- غفرانه للخطايا كما في حالة المفلوج الذي أنزلوه له من السقف، فشفاه لكي يعلموا "أن لابن الإنسان سلطانًا على الأرض أن يغفر الخطايا" (مر 2: 10). ولكن لا يمكن أن نفصل بين المسيح وبين عمله على الصليب، فالغفران من المسيح أو به، يعنى الغفران الناتج عن أنه المسيح ابن الله الذي أسلم نفسه "من أجل خطايانا،" فلا يمكن أن نعرف المسيح منفصلًا عن الصليب، لأن موته إنما كان "من أجل الخطية،" ففحوى "العهد الجديد" كله إنما يربط بين الغفران وموت المسيح كفارة عن الخطايا.فالغفران إذًا يرتكز أساسًا على عمل المسيح الكفاري أي أنه من مجرد النعمة "فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم" (1 يو 1: 9).
ومن جانب الإنسان عليه أن يتوب، فقد نادى يوحنا المعمدان "بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا" (مرقس 1: 4)، وهو ما نادى به بطرس الرسول أيضًا قائلًا: "توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا" (أع 2: 38) بل إن الرب يسوع نفسه أمر "أن يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم" (لو 24: 47).
كما أن الغفران يرتبط أيضًا بالإيمان، فيقول الرسول بطرس: "له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا" (أع 10: 43) ويجب ألا نظن أن الإيمان والتوبة هما أساس استحقاق الغفران، بل هما الوسيلة التي بها نحصل على نعمة الله.
وهناك نقطتان يجب ألا تفوتنا الإشارة إليهما: أولاهما: الخطية ضد الروح القدس التي لا غفران لها (مت 12: 31 و32، مرقس 3: 28 و29، لو 12: 10 مع 1 يو 5: 16). والإشارة هنا ليست إلى خطية معينة، بل إلى الإصرار على التجديف على روح الله من جانب شخص يرفض باستمرار دعوة نعمة الله والتجديف يشمل الكذب على الروح القدس كما فى قصة حنانيا وسفيرة ويشملل أيضا خداع الروح القدس أو محاولة شراء المواهب الكنسية بالمال أو شراء الكهنوت لامال أو كسر القوانين الكنسية بدفع رشوة للأسقف او البابا

 

سلطان الحل والربط

معنى سلطان فى اللغة العربية "قوة التسلط!! "
ثم قول الرب للتلاميذ بعد قيامته من الأموات: "مَنْ غفرتم خطاياه تغفر له، ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" (يو 20: 23). كان إعطاء سلطان الحل والربط تم بعد ان نفخ المسيح فى وجوه تلامبذهليقبلوا لاروح القدس ولم تكن هذه المرة الوحيدة التى أعطى فيها المسيح سلطان الحل والربط لتلاميذه  ولكنه كررها لتلاميذه فى ( مت ١٨: ١٨ ) 18 الحق اقول لكم: كل ما تربطونه على الارض يكون مربوطا في السماء وكل ما تحلونه على الارض يكون محلولا في السماء. " ولبطرس فى (متّى ١٦: ١٩ )  19 واعطيك مفاتيح ملكوت السماوات فكل ما تربطه على الارض يكون مربوطا في السماوات. وكل ما تحله على الارض يكون محلولا في السماوات».

 إعطاهم سلطان الحِل والرَّبط ككهنة، لكنيسة العهد الجديد بعد أن تنبأ بخراب الهيكل وزوال كهنوت العهد القديم ولم يقله السيد الرب لجميع المؤمنين، بل للآباء الرسل فقط، والذين بدورهم سلَّموا هذا السر لِمنْ يليهم من خلال سر الكهنوت.


(١) أن المسيح أوكل إلى تلاميذه بعد نوالهم الروح القدس أن يعيّنوا شروط التوبة التي ينال بها الناس مغفرة خطاياهم، وأن يصرحوا لكل الذين قبلوا من قلوبهم تلك الشروط بالمغفرة التامة، وبرفض كل من يرفض تلك الشروط. (٢) أن يحكموا بإخلاص على من يعترفون بقبول الشروط المذكورة، ويصرحوا بمغفرة خطاياهم بالنيابة عن المسيح، وبناءً على اعتراف أولئك، ويقبلوهم أعضاء في كنيسة المسيح. كما يحكمون بدينونة الذين لا يتوبون. فسلطان الرسل في الروحيات كسلطان كهنة اليهود في مرض البَرَص، فكان لهم أن يحكموا بشفاء من شُفي وطهارته، وعدم شفاء من لم يُشفَ ونجاسته. ويشبه سلطان الرسل السلطان الذي أعطاه الرب  لإرميا النبي «اُنْظُرْ! قَدْ وَكَّلتُكَ هَذَا اليَوْمَ عَلَى الشُّعُوبِ وَعَلَى المَمَالِكِ، لِتَقْلَعَ وَتَهْدِمَ وَتُهْلِكَ وَتَنْقُضَ وَتَبْنِيَ وَتَغْرِس» (إرميا ١: ١٠). وهذا السلطان متعلق بإعلان المغفرة لا بالمغفرة عينها. فالمسيح لا يغفر للناس بناء على مغفرة الرسل لهم، لكن الرسل يصرحون بإرشادٍ من المسيح بالمغفرة للناس بناء على أنها مغفرته.

2)  "مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ».

† "  تغفر له ...امسكت  " ..  فعل تام مبنى للمجهول فى الإسلوب الخبرى ، يشير المبنى للمجهول إلى غفران من الإله حينما تطلبه متوافر بعطيه مخول للتلاميذ  فهم يملكون مفاتيح ملكوت السموات (مت 16: 19) فقط إذا إستعملوها بطريقة صحيحة طبقا لتعاليم يسوع ووصاياه ، الوعد هو للكنيسة وليس للأفراد  ، يتشابه هذا الموضوع من الناحية اللاهوتية مع الآية (مت 18: 18) الحق اقول لكم: كل ما تربطونه على الارض يكون مربوطا في السماء وكل ما تحلونه على الارض يكون محلولا في السماء.

 إن عدم مغفرة الأنبياء والتلاميذ للرسل لخطايا بعض الناس لأن هذه الخطايا كانت ضد الروح القدس وصنفت على نها تجديف على الروح القدس والأستهانة بسلطان الحل والربط  "وَلكِنْ مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَيْسَ لَهُ مَغْفِرَةٌ إِلَى الأَبَدِ، بَلْ هُوَ مُسْتَوْجِبٌ دَيْنُونَةً أَبَدِيَّةً»." (مر 3: 29) وخطايا التجديف التى بلا مغفرة عديدة منها الإعتداء على سر الكهنوت وعندنا مثل شاول الملك فى العهد القديم ومحاولة شراء الروح القدس مثل سيمون الساحر فى العدد الجديد الذى حاول شراء الروح القدس  وخداع الروح القدس مثل حنانيا وسفيرة وإستخدام الكهنوت لجمع مال يالظلم وبيع المواهب الكنسية وشراء الرتب الكنسية

ومن أمثلة العهد القديم لرفض الأنبياء مغفرة الخطايا لأنها كانت ضد الروح القدس صموئيل النبى رفض شاول الملك  وفى العهد الجديد رفض التلاميذ للبعض مغفرتهم خطاياهم مثل سيمون الساحر (أع ٨: ٢١ ) 21 ليس لك نصيب ولا قرعة في هذا الامر، لان قلبك ليس مستقيما امام الله. "

جزء من "كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث" بعنوان " 84- كيف للكاهن أن يغفر الخطايا؟!
يظن الأخوة البروتستانت أن الكاهن يغفر الخطايا بسلطانه الخاص، وليس بسلطان من الله أعطى له..! كما لو كان قد اغتصب حقًا من حقوق الله تبارك اسمه، أتجرأ أن يعمل عملًا إلهيًا، وهو بشر!! وسنورد هذا الاعتراض، ونرد عليه بالأدلة اللاهوتية والكتابية، لتوضيح ما يفعله الكاهن بالضبط..
اعتراض البورتستانت :
24-يقولون إن الغفران هو لله وحده، حسب قول الكتاب: "من يقدر أن يغفر الخطايا إلا الله وحده" (مر 2: 7 ). والله هو الذي قيل عنه في المزمور: "غفرت إثم شعبك. سترت جميع خطاياهم" (مز 85: 2). وهو الذي خاطبه السيد المسيح على الصليب قائلًا: "يا أبتاه اغفر لهم" (لو 23: 34). فكيف إذن تقولون إن الكاهن يغفر الخطايا؟!

 

الرد  مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث على البروتستانت

المسيح هو القائل "مَنْ غفرتم خطاياه تغفر له" (يو 20: 23). وهو الذي قال: "ما تحلونه على الأرض يكون محلولًا في السماء" (مت 18: 18)
26- ثانيا – هناك ثلاثة أنواع من الغفران، لكل منهما معناه الخاص: وهي مغفرة الله، ومغفرة الناس بعضهم لبعض، ومغفرة الكاهن:
أ- مغفرة الله هي الأساس، فهو ديان الأرض كلها (تك 18: 25). ونحن جميعًا سنقف أمامه في اليوم الأخير لنعطى حسابًا عن أعمالنا. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). وبدون مغفرته الإلهية، كل مغفرة أخرى لا تنقذنا من العقاب الأبدي.
ب- ومغفرة الناس بعضهم لبعض، معناها مسامحتهم في الإساءات الموجهة منهم إليهم، ومصلحتهم، وتنازلهم عن حقوقهم الشخصية.
وهذا أمر يطلبه الله نفسه: "اذهب أولا اصطلح مع أخيك" (مت 5: 24). وتوضحها الآيات الآتية:
" إن أخطأ إليك أخوك، فوبخه. وإن تاب فاغفر له. وإن أخطأ إليك سبع مرات في اليوم، ورجع إليك سبع مرات في اليوم قائلًا: أنا تائب، فاغفر له" (لو 17: 3، 4). وأيضًا سؤال بطرس للرب: "كم مرة يا رب يخطئ إلى أخي وأنا أغفر له؟ هل إلى سبع مرات" (مت 18 : 21، 22).
وأيضًا نقول في الصلاة الربانية: "اغفر لنا ذنوبنا، كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا" (مت 6: 12). وهنا يظهر النوعان الأولان من المغفرة: مغفرة الله، ومغفرة الناس بعضهم لبعض.
وهذه هي الطلبة الوحيدة في الصلاة الربانية، التي علق عليها الرب قائلًا: "فإنه إن غفرتم للناس زلاتهم، يغفر لكم أبوكم السماوي. وإن لم تغفروا للناس زلاتهم، لا يغفر لكم أبوكم أيضًا زلاتكم" (مت 6: 14، 15).
وقد ورد في الإنجيل لمعلمنا القديس مرقس المعنى: "ومتى وقفتم تصلون، فاغفروا إن كان لكم على أحد شيء، لكي يغفر لكم أيضًا أبوكم الذي في السموات زلاتكم. وإن لم تغفروا أنتم، لا يغفر أبوكم الذي في السموات أيضًا زلاتكم" (مر 11: 25، 26).
إذن مطلوب من الإنسان أن يغفر. فكيف يغفر إن كان الذي يغفر هو الله وحده؟ الإجابة أن مغفرة الإنسان لأخيه بمعنى، ومغفرة الله للإنسان بمعنى آخر.
ومغفرة الإنسان لأخيه، ومعناها مجرد تنازله عن حقه من نحوه، وليس معنى ذلك ضمان مستقبله الأبدي، الذي هو في يد الله، يغفر له إن كانت توبته صادقة، ويمحو بالدم الكريم الخطية التي تاب عنها المسيء، وتنازل عنها المُساء إليه. ومغفرة الإنسان لأخيه هي شرط لنواله هو نفسه المغفرة، حسبما ورد في الإنجيل لمعلمنا لوقا: "اغفروا يغفر لكم.. لا تدينوا" (لو 6: 37).
وقال القديس بولس في هذا النوع من المغفرة: "محتملين بعضكم بعضًا، ومسامحين بعضكم بعضًا، إن كان لأحد على أحد شكوى، كما غفر لكم المسيح، هكذا أنتم أيضًا" (كو 3: 13).
27- أما مغفرة الكاهن، فهي من نوع آخر. إنها تدخل في مغفرة الله، لأن ما يحله على الأرض يكون محلولًا في السماء (مت 16: 19).
فهل للكاهن هذا السلطان؟ وكيف يتم إذن الغفران؟ هذا ما نريد أن نشرحه هنا بالتفصيل:
28- معروف أنه "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عب 9: 22). إذن لا يمكن أن ينال أحد الغفران إلا بدم المسيح، سواء سمع كلمة الغفران والمسامحة من الأب الكاهن أو من الأخ الذي غفر له إساءته.
29- واجب الكاهن إذن أن يتحقق من استحقاق الخاطئ لدم المسيح لمغفرة خطاياه، وذلك بالتحقق من توبته.
فالتوبة هي لنوال المغفرة، ولإعلان المغفرة، حسب قول السيد الرب: "إن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك تهلكون " 13: 3، 5). فإذا اعترف الخاطئ بخطيئته، وأظهر توبته عنها، وعزمه على تركها، يعلن له الكاهن مغفرة هذه الخطية، لأن من فم الكاهن تطلب الشريعة (ملا 2: 7). وكيف يتم ذلك؟
30- عملية المغفرة التي يعلنها الكاهن، هي نقل للخطية إلى حساب السيد المسيح، لكي يحملها عن الخاطئ، ويمحوها بدمه.
ولذلك حسنًا قال ناثان لداود النبي لما اعترف بخطيته: "الرب نقل عنك خطيئتك. لا تموت" (2صم 12: 13).. أي نقلها من حسابك إلى حساب المسيح، فلا تعطى أنت عنها حسابًا. المسيح سيحملها عنك ويمحوها بدمه.
31- إذن الكاهن ليس هو مصدر المغفرة، إنما هو معلنها.
إنه يعلن للخاطئ المغفرة التي أعطيت له من الله، عن طريق الكفارة والفداء، بالدم الكريم المسفوك لأجله.
إن المغفرة تتم عن طريق الله، والكاهن مجرد وكيل له.
ولهذا فإن الكاهن لا يقول للخاطئ مطلقًا: "قد غفرت لك أو حاللتك "، إنما يقول له: "الله يحاللك".
32- ومما يدل على أن الله هو مصدر الحل والمغفرة، هو أن التحليل الذي يناله الخاطئ من الكاهن هو مجرد صلاة يرفعها الكاهن عن الخاطئ، تسمى صلاة التحليل يقول فيها للرب عن الخاطئ: "اغفر له خطاياه. حاللـهُ. باركه. طهره " إن الكاهن له سلطان. وهو يستخدمه هنا كصلاة..
33- ومن أجمل العبارات التي توضح تحليل الكاهن، جملة جميلة يقولها الأب الكاهن في صلاة القداس الإلهي، في التحليل الذي يسبق الاعتراف الأخير. يقول عن الشعب:
" يكونون مُحاللين من فمي بروحك القدوس".
إذن، الروح القدس الذي يأخذه الكاهن في السيامة، أثناء النفخة المقدسة، وحينما ينفخ فيه الأسقف قائلًا: اقبل الروح القدس. فيفتح الكاهن فمه ويقول: "فتحت فمي واقتبلت لي روحًا" (مز 119).
ولذلك نلاحظ أن السيد المسيح نفخ في وجوه تلاميذ القديسين وقال لهم أقبلوا الروح القدس. ثم قال لهم بعدها: "مَنْ غفرتم خطاياه تُغْفَر له" (يو 20: 22، 23

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  " من غفرتم خطاياه تغفر له " وبشرط أن يطلب الغفرات ويتوب عن خطاياه ويتركها ولا يعود إليها " ومن أمنسكتم خطاياه أمسكت " إذا أصر عليها ولم يرد ان يرجع إلى الرب القادر أن يمحو خطاياه فلو كانت كالجبال فهو قادر أن يذيبها كالشمع وإن كانت حمراء كالدودى فهى تبيض وتصير بقدرته كالثلج وبما ان غفران الخطايا ومسكها من أفعال الإله فالرسل محتاجون إلى قوة الروح القدس وتأثيره لإجرائهما ولا يفهم من قوله " إقبلوا الروح القدس " أن التلاميذ لم ينالوا قبلا شيئا من تأثير الروح القدس فإنه من المعلوم أنهم ابرار ومقدسون وقد اعطاهم يسوع قوة فى عمل الآيات والعجائب وإخراج الشياطين بإسمه وهذه القوات والآيات والعجائب التى نلتوها بالإيمان بى ستستمر معكم بقبولكم الروح القدس روح الحكمة والإرشاد وععند تناول اففخارستيا سوف تحل عليهم مواهبه فى البنيكوستى فالمقصود إذا هنا من قوله " إقبلوا الروح " أى إقبلوا منه القوة والمواهب التى لم تكونوا قد ملتموها من قبل إلى البوم وهى السلطان على غفران الخطايا ومسكها ,

  تفسير / شرح   (يوحنا 20: 24)  24 اما توما، احد الاثني عشر، الذي يقال له التوام، فلم يكن معهم حين جاء يسوع.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 
1) " أَمَّا تُومَا، أَحَدُ الاثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ،"

توما : اسم أرامي معناه "توأم" توما: «ديديموس» باليونانية المترجم بالتوأم، تعني ضمن ما تعني في لغة القديس يوحنا المستيكية, أي السرية, معنى أنه واحد باثنين، وهي ما توضحه ولادة التوائم) أحد ألاثني عشر رسولًا (مت 10 : 3) وكان يسمى التوأم والظاهر انه كان ذا مزاج سوداوي وبعد ما ذهب المسيح إلى اليهودية لما هددوه برجمه بالحجارة (يو 11 : 7 و8) فلمحبة توما له قال "للتلاميذ لنذهب لنموت معه" (عدد 16) وعندما قال المسيح "أنا ذاهب لأُعد مكانًا" وعندما قال أيضًا لهم "أنتم تعلمون إلى أين أذهب وتعرفون الطريق" قال توما "نحن لا نعلم إلى أين تذهب فكيف نقدر أن نعرف الطريق ." فأجاب يسوع بكلماته الحلوة المعروفة "أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو 14 : 1 - 6).

ولم يكن توما في الاجتماع الأول لما حظي التلاميذ برؤية الرب وبعد قيامته من الأموات فقال توما "إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لاَ أُومِنْ" (إنجيل يوحنا 20: 25) وقد أطلق عليه بعد هذه الحادثة توما المتشكك . ويقول اغسطينوس أنه شك على أنه لا يجب أن نشك نحن.
وبعد ثمانية أيام أراه المسيح الجروح التي في يده وجنبه فقال "ربي وإلهي" (يو 20 : 29) وكان على بحر الجليل مع ستة آخرين من التلاميذ لما أصلح شباكهم يسوع (يو 21 : 1 - 8) وكان مع البقية في العلية في أورشليم بعد الصعود (أع 1 : 13) ويفيد التقليد أن توما كان بعد ذلك عاملًا في برثيا والفرس, ويظن أن الرسول توما بشر في الهند إلى أن مات شهيدًا .  ويوجد مكان قرب مدراس يسمّى الآن جبل القديس توما وإلى الآن لا يزال كثيرون في الشرق يدعون أنهم من مسيحي الكنائس التي أسسها هذا الرسول ولا سيما سكان الملبار بالهند, وهم مسيحيون يتبعون طقس الكنيسة السريانية

 

2) "  فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ حِينَ جَاءَ يَسُوعُ"

لم يذكرالإنجيل  لماذا لم يكن معهم، لكننا نعرف أن المسيح لم يلمه على ذلك بل على عدم إيمانه فقط. وكان هذا التلميذ يميل إلى الشك والخوف واليأس (يوحنا ١١: ١٦).16 فقال توما الذي يقال له التوام للتلاميذ رفقائه: «لنذهب نحن ايضا لكي نموت معه!».  وغاية البشير من ذكر شك توما بيان أن الرسل لم يتوقعوا قيامة المسيح، ولا كانوا مستعدين أن يقتنعوا بحقيقتها بأدلة ضعيفة. لكنهم آمنوا بها بعد شك شديد، وبعد أقوى البراهين. شك توما لكي لا نشك نحن.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  أما توما واحد من الأثنى عشر رسولا فلم يكن معهم حينم جاء يسوع عندما أتى يسوع والأبواب مغلقة


   تفسير / شرح   (يوحنا 20: 25)  25 فقال له التلاميذ الاخرون:«قد راينا الرب!». فقال لهم:«ان لم ابصر في يديه اثر المسامير، واضع اصبعي في اثر المسامير، واضع يدي في جنبه، لا اومن».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَقَالَ لَهُ التّلامِيذُ الآخَرُونَ قَدْ رَأَيْنَا الرَّبّ"
قَدْ رَأَيْنَا الرَّبَّ هذه شهادة عشرة تلاميذ بما شاهدوه بعيونهم، فكان يجب على توما أن يكتفي بها لمعرفته أنهم صادقون، ولا غاية لهم من أن يخدعوه.

قد رأينا الرب»: نفس ما قالته المجدلية: «قد رأيت الرب».
‏لم تكن رؤيا وحسب بل وفرحاً، هي شهادة ستبقى خالدة أبد الدهر ترددها كلمة «آمين»، من كل من في السموات والأرض، بانتظار الاستعلان المنظور الذي تراه كل عين آمنت أو لم تؤمن. أما التي آمنت, فبتهليل تردد صداه السموات وسماء السمورات, وأما التي لم تؤمن فبالبكاء والنحيب على الذي طعنوه بلسانهم أو جحودهم أو ارتدادهم.
‏لم تقع هذه البشارة المفرحة عند توما موقع التصديق، عن قصد من النعمة, ليكون أباً ومرشداً لكل الذين صاروا بعقولهم قوامين على قلوبهم، ومدوا أيديهم وأصابعهم عوض البصيرة ليتحسسوا بها طريق الحق. لقد صار توما في تاريخ الإيمان إمام الشكاكين. ولكن يا ليت كل من يشك، ينطق بالنهاية بما نطق به توما.

 

2) " فَقَالَ لَهُمْ: إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ المَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ المَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لا أُومِنْ"

 جملة شرطية من الصنف الثالث مع أداة نفى قوية فهو يعنى "لن أؤمن مطلقا أبدا" بدون علامة أو لمسة يكرم يسوع طلب توما فقد لاقى يسوع عدم إيمان تلاميذه فى مواضع عديدة وتعامل مع كل حالة منهم بطريقة مختلفة عن تعاملة مع الآخر لقد كان صبورا علهم وأعطاهم الوقت الكافى ليفهموا مضمون تجسده ورسالته فى الفداء
إِنْ لَمْ أُبْصِرْ.. لا أُومِنْ ادعى توما أنه يقدر أن يميِّز بين الحق والكذب أكثر من باقي التلاميذ، فوضع شروطاً لإيمانه تمنع إثبات شيء بشهادة الناس، فرفض تصديقهم وتعليمهم إلا إذا رأى بنفسه. ولمس بأصبعه اثار المساميروبيدية مكان جرح الحربة وكلامه يدل على تمسكه بفكره ، وعناده، واستخفافه بإدراك إخوته التلاميذ وصدقهم.
‏الإنجيل لم يذكر لنا حادثة توما هذه المخجلة لكي يحط من قدر توما, بل لكي يوضح صعوبة الإيمان بالقيامة. فإنجيل القديس متى يذكر أن أكثر من واحد منهم شكوا: «ولما رأوه سجدوا له، ولكن بعضهم شكوا» (مت17:28). هذه هي صراحة الإنجيلي في روايته، التي من واقعها ندرك صدق الرواية وصدق القيامة ذاتها. وانجيل القديس مرقس لم تفته هذه المحنة الإيمانية لدى ‏البعض، فهي جزء لا يتجزأ من الحقيقة: «أخيرا ظهر للأحد عشر وهم متكئون ووبخ عدم إيمانهم وقساوة قلوبهم, لأنهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام» (مر14:16)

وليس لتوما عُذر في شكه، فهناك دلائل كثيرة تثبت أن المسيح له قوة إعجازية شاهدها بنفسه وأعطى هذه القوة لتلاميذه ومارسها هو بنفسه كما أنه سمع بأذنيه المسيح يقول «إنه يقوم بعد ثلاثة أيام» وكان قد شاهده منذ بضعة أسابيع يقيم لعازر من الموت. ولكنه رفض وسائل برهنة صحة القيامة، من قبر مفتوح، وأكفان ملفوفة، وظهوره لمريم المجدلية، وللمرأتين الأخريين، وللتلميذين على طريق عمواس، ولإخوته العشرة.ولكنه لعله لم يتصور أنه ما زالت فى يدية وجنبه وجسمه آثار الصلب بعد القيامة وقك يكون أنه ظن أن الجسد المقام يكون فى حالة سليمة لا توجد به اثار الجروح إن روح الصليب مميتة، فكيف تصبح علامة حياة؟ إنه تعجيز!! ولكنها هى حقاً معجزة!! توما يطلب المستحيل بالعيان واللمس, يطلب اقتران الموت بالحياة والحياة بالموت، فكان له ما شاء!! إنها حقاً القيامة!!

ولا يستلزم قوله «أثر المسامير في يده» أن قدمي المسيح لم تُسمرا، فقصده أنه يكتفي بمشاهدة اليدين والجنب.
وإنجيل يوحنا يقدم لنا رواية توما مع رواية تلميذي عمواس التي قدمها القديس لوقا. فكل من الروايتين حظت بظهور الرب خاصة. ولكن حظى كل منهما بالتوبيخ المناسب.

«لا أُؤمن»: ‏أى لا أؤمن بأنكم راتيم المسيح وآثار الجروح على جسده ، لقد وضع إيمانه بالمسيح قبوجود جروح المسامير وطعنة الحربة على جسده ما زالت موجودة على جسده برؤية عينيه ولمس يده لآثار المسامير وطعنة الحربة في الكفة المقابلة! لقد ظن توما أن الإيمان بالقيامة رهن نظر العين ولمس اليد!!
‏ولكن المسيح نفسه عنما ظهر للتلاميذ المجتمعين «أراهم يديه وجنبه», فتوما وان كان يطالب بحقه الرسولى، كتلميذ له، في الرب المقام ما كان للباقين في غيابه، إلا أن ما كان ينقص توما حقاً والذي وبخه المسيح على فقدانه, كما وبخ الآخرين, فقد كان هو الإيمان: «ووبخ عدم إيمانهم وقساوة قلوبهم لأنهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام» (مر24:16)، وهنا يستحيل الأخذ بنموذج توما ليكون نموذجاً لنا للايمان. ولكن نموذج توما الذي شك واشترط لإيمانه الرؤيا واللمس، هو نموذج رسولي وحسب، قرره الرب أن يكون، وقرر له الاستجابة، فظهر له بمقتضى نفس شروطه, ليؤمن، فلا يبقى هو, ولا أحد غيره، غير مؤمن بعد!!
‏أما ما انتهت إليه خبرة القديس توما والتي ينبغي أن تنتقل إلينا، أنه ليس بالعيان ولا باللمس يكون الإيمان بل بتصديق الخبر الإنجيلي، بطاعة الكلمة، بالاستجابة لنداء الروح القدس «طوبى للذين آمنوا ولم يروا.» (يو29:20)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  وبعد إنصراف المخلص حضر توما " فقال له التلاميذ الآخرون " العشرة " قد رأينا الرب "  بعيوننا وأرانا آثار جروحه  وأعطانا سلطان غفران الخطايا وإمساكها " فقال توما إن لم أبصر فى يديه المسامير ... ألأخ " ومن هذا الكلام ومما قاله فى (يو 12: 16) نفهم أن هذا التلميذ كان يميل للشك ويتوهم أن عنده من قوة التمييز ما بين الحق والباطل ما ليس عند غيره من التلاميذ وعلى إستخفافه بشهادة التلاميذ وصدقهم بل على عدم إيمانه بقول المخلص " وانه يقوم بعد ثلاثة أيام "  . .

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  العشرون
5. لقاؤه معهم في الأحد التالي
(يوحنا 20: 26-29)

فسير / شرح  (يوحنا 20: 26)  26 وبعد ثمانية ايام كان تلاميذه ايضا داخلا وتوما معهم. فجاء يسوع والابواب مغلقة، ووقف في الوسط وقال:«سلام لكم!».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) "  بَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ"

بالرغم من ألاية تقول فى اليوم الثامن ولكن تقول الكنائس التقليديو الأرثوذكس والكاثوليك أنه بعد أسبوع كامل حسب اصطلاح اليهود ‏كان يوم الأحد الذي قام فيه الرب وظهر لهم فيه «أيضاً» في المساء, كان قد أخذ قدسية خاصة زادت بصورة مؤكدة بعد أن ظهر لهم وللمرة الثانية في نفس المكان ونفس المساء, مساء الأحد. وهكذا تقررت علية أورشليم أن تكون مركز ميلاد الكنيسة في أورشليم, كما تقرر يوم الأحد ليكون يوم الرب، يوم القيامة، يوم الظهور والاستعلان.

 ويعتقد أن إجتماع التلاميذ كان مستمرا لأن هذا لا ينفي أن الرسل اجتمعوا في غيره من أيام الأسبوع الماضي، حي أنهم كانوا خائفين إلا أن بعضهم تركهم فى العلية ليقضى بعض مصالحه و خصّ الإنجيل هذه الحادثة بالذكر لما حدث فيه. استعداداً لإبدال السبت بالأحد.


2) " كَانَ تلامِيذُهُ أَيْضاً دَاخِلاً وَتُومَا مَعَهُمْ"
دَاخِلاً أي في داخل بيت، والأرجح أنه هو البيت أى العلية الذي كانوا مجتمعين فيه في أورشليم يوم الأحد السابق.
وَتُومَا مَعَهُمْ الظاهر من سياق الكلام أن المسيح أتى إليهم خصيصا ليظهر للتلاميذ وتوما معهم. وقبول التلاميذ توما معهم بعد تكذيبه إيّاهم وعناده وعدم إيمانه دليل على محبتهم له.


3) "  فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ،"

وحقق المسيح وعده للمؤمنين وإبتدأ بتلاميذه الذين كانوا مجتمعين بإسمه فى العلية «حيثما اجتمح اثنان أو ثلاثة باسمي، فهناك أكون في وسطهم» (مت20:18). ولكن هنا ليس اثنان أو ثلاثة، بل «أول كنيسة» تجتمع بكامل هيئتها, ليعطي لها المسيح أول درس في الإيمان غير المعتمد علي المنظور.
وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ كما كانت في الأحد السابق عندما ظهر لهم المسيح فى العلية ودون أن يشعروا به.بللغة التي صيغت بها هذه المعلومة «فجاء يسوع» توضح في اللغة اليونانية أنه كان هناك نوع من الترقب؛: يا لطلعته البهية، يا لبأس منظر عينيه كغالب الموت وقاهر الهاوية، يا لبهاء نور الآب الذي يشع من كل كيانه, تخرج من جروح يديه ورجليه طاقات وموجات من الأشفية والأدواء لعلاج كل أوجاع البشرية، ومن خلف جنبه منظر كنهر الحياة ليعطي كل أمم وشعوب الأرض للاغتسال بغسل الحياة، لاستنشاق نسيم روح الله. هكذا جاء يسوع خصيصآ ليتحادث مع توما بشأن عدم لياقة عدم إيمانه، بعد سنين هذا عددها وهو يسقيه فيها من روح نعمته.

4) "  وَوَقَفَ فِي الوَسَطِ وَقَالَ: سلامٌ لَكُمْ»."
وَقَفَ فِي الوَسَطِ دون أن يبنئهم بقدومه ودون أن يشعروا به.
سلامٌ لَكُمْ حيا الجميع بذلك أى ا‘طاهم السلام والطمأنينة كما سبق دون أن يستثني توما.
«وقال سلام لكم»: ليست هي مجرد تحية، ولكنها وديعة يستودعها الرب لكنيسته: «سلامي أعطيكم», فالرب لا يقرىء السلام, بل يعطيه، بل يسكبه ويبثه بثاً، ليسري في القلوب والأفكار والأرواح، ليبقى ويدوم ويترسخ داخل النفس، نلتجىء إليه يوم العاصفة فتجده، ونستغيث به في الضيقة فنسربل به.
‏ويلزم أن ننتبه أن التلاميذ كانوا لا يزالون خائفين, لأن الآبواب كانت لا تزال مغلقة عليهم. فكان المسيح، بإعطائهم السلام، كمن يقول لهم: «أما خوفهم فلا تخافوه، ولا تضطربوا ، بل قدسوا الرب الإله في قلوبكم.» (ابط14:3-15)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>   " وبعد ثمانية ايام" من يوم أحد القيامة إلى يوم الأحد الثانى "كان تلاميذه أيضا د داخلا وتوما معهم " ولا بد أنهم كانوا فى الغرفة حيث صنع يسوع العشاء السرى بأورشليم وحيث كانوا مجتمعين فى الأحد الماضى الذى قام فيه  المخلص " فجاء يسوع والأبواب مغلقة " كما كانت فى الأحد السابق " ووقف يسوع فى الوسط" من دون أن يشعروا بكيفية دخوله " وقال سلام لكم " أنتم جميعا بما فيكم توما الذى شك

    تفسير / شرح  (يوحنا 20: 27)  27 ثم قال لتوما:«هات اصبعك الى هنا وابصر يدي، وهات يدك وضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي"

عبر يوحنا الإنجيلى فى رسالته عن ظهور المسيح للتلاميذ وتوما ليريه جروحه ويلمسها بيديه فقال بصيغة الجمع ( ١يوحنا ١: ١) 1 الذي كان من البدء، الذي سمعناه، الذي رايناه بعيوننا، الذي شاهدناه، ولمسته ايدينا، من جهة كلمة الحياة. "
هَاتِ إِصْبِعَكَ أظهر المسيح بهذا أنه عرف كل ما حدث بين توما وسائر التلاميذ (يو 20: 25)  لأن قوله جواب يدل على معرفة قول توما كلمةً بكلمة. وهذا برهان آخر على أن المسيح إله كما هو إنسان. ولا بد من أنه أخجل توما على عدم إيمانه ويصدق ما قاله له التلاميذ وقساوة قلبه. وكما عرف المسيح يومئذ أفكار توما وكلامه يعرف الآن كل الأفكار والأقوال على هذه الأرض. ونستنتج مما قاله يسوع لتوما أن جروحه ظاهره فى جسده وأن الجرح الذي في جنبه واسع حتى أنه يسع اليد.

وهكذا احتفظ الرب بعلامات الموت ليجعلها برهان الحياة، وآثار الذلة والانسحاق ليجعلها أسباب المجد!
‏ولعل إخضاع الرب جروحه النازفة للمس أصابع توما، كان قمة استعلان الموت في الحياة وقمة الحياة في الموت. وهذه هي القيامة نصا وفصا. ثم، أما كان القديس يوحنا صادقاً في رؤياه لما قال في افتتاح إنجيله: «وكان الكلمة الله»؟ وهكذا بقيت هذه الحقيقة العظمى تحتاج إلى برهان، إلى أن تجسد الكلمة وذُبح على الصليب وقام، إلى أن باشرها توما بالروح والعين المفتوحة قبل أصابح يديه، فصرخ: «ربي والهي».

 

2) " ولا تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَل مُؤْمِناً "

.  فعل الأمر فى الزمن الحاضر المبنى للمتوسط مع أداة نفى يشير إلى إيقاف عمل كان مستمرا ، بعض المؤمنين الجدد بالمسيحيية أحيانا ينتابهم الشك خاصة الذين هم من خلفية إسلاكية لأن القرآن هو ضد المسيح فوضع فيه كل ما هو ضد المسيح 

هذا غير مقصور على أمر توما بالإيمان بأن التلاميذ راوا الرب وأنه أراهم جروحة ويبدوا أنهم لمسوا هذه الجروح ، بل عام لكل ما يطالب به. فكأن المسيح قال له «كن مؤمناً بدلاً من ميلك إلى الشكوك. سلِّم نفسك إلى الإيمان مصلحاً عيوب طبيعتك، فاتحاً قلبك لقبول البراهين الكافية للحق».
 لم يكن توما غير مؤمن، لهذا ظهر له الرب. وإلا لو كان فعلاً غير مؤمن، لما ظهر له الرب على الإطلاق, لقد قلنا إن عطية الروح القدس التي نفخها الرب في التلاميذ كانت جماعية لا فردية، كانت في جسم الجماعة المتحدة، وليس على مستوى فرد دون فرد. وهكذا انتقلت من فم المسيح للرسل، ومن الرسل للكنيسة، ككل، كجسد حي. القديس توما, إذاً، لم يكن غريباً عن جسم التلاميذ، جسم الكنيسة, ولا عن عطية الروح القدس، ولكن لما استبد به الشك, كونه استثني من رؤية الرب، كان يطلب حقه في الرؤيا العينية, وزاد عليها لمس الأصابع، إمعاناً في الوثوق الذي يطلبه. بمعنى أن توما كان في طريقه إلى الإيمان في حالة حصوله على ما احتاجه إيمانه: «أؤمن يا سيد, فأعن عدم إيماني» (مر24:4)
‏الرب تنازل إلى مستوى شروط توما، ليقطع على توما, وعلى كل من يذهبث مذهبه, الطريق إلى عدم الإيمان!

 حسب رواية القديس مرقس: «أخيراً ظهر للأحد عشر(توما في الحسبان) وهم متكئون (ثاني مرة أي الأحد الثامن)، ووبخ عدم ايمانهم وقساوة قلوبهم, لأنهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام.» (مر14:16)
‏ولكن هاتين الرؤيتين لكلام الرب، هما في الحقيقة لموضوع واحد رآه القديس مرقس بما كان من ضعف التلاميذ، ورآه القديس يوحنا بما سيكون من لطف المسيح للتلاميذ، الأول رآه يستحق التعنيف، والآخر رآه يستحق التشجيع.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  " ثم قال لتوما هات إصبعك إلى هنا وأبصر سدى وهات يدك وشعها فى جنبى " كأنهيقول لقد علمت وأنا علام الغيوب أنك إرتبت وضعف إيمانك وقلت لإخوتك إنك إن لم تبصر فى يدى أثر المسامير وفى جنبى أثر الحربة لا تؤمن فهات إصبعك وابصر وهات يدك وشعها فى جنبى فها هى الجروح لم تزل آثارها باقية وها الجرح الذى فى جنبى أنظر كيف أنه واسع حتى يسع يدك ، ولا بد أن توما لحقه الخجل عندما تأكد بالجس آثار الجروح وعند ذلك قال له يسوع " ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا " ولا تترك نفسك تميل إلى الشكوك أنت طلبت أن تسلك بالعيان لا بالإيمان وإنى شفقة عليك قد أجبتك لطلبك وأريتك آثار الجروح فإياك أن تطلب بعد ذلك شهادة حواسك بل أسلك على الدوام بالإيمان لا بالعيان وحينئذ

   تفسير / شرح   (يوحنا 20: 28)  28 اجاب توما وقال له:«ربي والهي!».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " «أَجَابَ تُومَا: رَبِّي وَإِلَهِي»."

  هنا إعترف توما بألوهية يسوع وقبول يسوع هذا اللقب يعتبر تأكيدا  واضح لألوهيته ، وتمتلئ هذه البشارة بتاكيد ألوهية يسوع مبتدئه من الإصحاح الأول (يو 8: 58 & 10: 30 & 14: 9 & 20: 28) كما أكد كتبة الرسائل ألوهية يسوع بكل وضوح فى العهد الجديد (فى 1: 6- 7) (كو 1: 15- 17) (تى 2: 13)
أظهر توما بهاتين الكلمتين إيمانه بعد تعجبه وسرور برؤية المسيح وأعلن توبته مقرا أمام جميع التلاميذ وتيقن بعد لمسسح الجروح بأنه المسيح القائم من الأمواتوأنه مستحق العبادة. ورأى أن الذي خاطبه هو الإنسان يسوع المسيح الذي مات وقام، وآمن أنه الكلمة ظهر في الجسد (زك9:13).«هو يدعو باسمى. وأنا أجيبه. أقول هو شعبي, وهو يقول الرب إلهي»
ظهور الرب والأبواب مغلقة، أخذ في دهشة، وانفتحت بصيرة توما في الحال فنطق بما نطق. لقد شعر، والرب أمامه بلحمه وعظامه، بهيئته الجديدة المجيدة وبصوته هو هو، أن كل مطاليب ضعف إيمانه السابق من جهة رؤية أثر المسامير والجروح والجنب المفتوح، هي أتفه من الحقيقة المعلنة أمامه.
رَبِّي وَإِلَهِي :  إوإنجيل يوحنا سجل للكنيسة أول اعتراف علني بألوهية المسيح، خرج منه بتلقائية تعبر عن الحق الذي رآه كاعتراف إيمان بلغ الذروة, ربما ما قاله بطرس للمسيح : " أنت إبن الله الحى" ليس في كل الإناجيل ما يضاهيه.وهذا إقرار بسيادة المسيح ولاهوته، وهو يوافق القول «وكان الكلمة الله» وهو خلاصة كل مضمونها، فيجب أن نتخذه من جملة البراهين القاطعة على لاهوت المسيح، لأن توما خاطبه معتبراً إيّاه إلهه في حضرة جميع الرسل، ولم يعترضه المسيح ولا أحد من الرسل على ذلك، بل مدحه المسيح عليه. فيحق لنا أن نسمي المسيح ربنا وإلهنا.

لم يذكر إنجيل يوحنا أن توما لم يمد يده نحو الجسد المقدس لأنه لم يكن في حاجة أن يتفرس في ثقوب المسامير باليدين، ولا تحسس الجنب المفتوح, وإن خالف ذلك كثيرون أيضاً؛ بل إنه, حال
وهكذا بلغ الإنجيل بالفعل والقول إلى أقصى ما عبر عنه المسيح أن يكون: «لكي يكرم الجميع الابن، كما يكرمون الآب» (يو23:5). وتم بالفعل قول المسيح الذي قال: «فقال لهم يسوع: متى رفعتم ابن الإنسان, ‏فحينئذ تفهمون أني أنا هو(يو28:8)

وكان ظهور المسيح لتوما هو قمة الإعلانات الإلهية للتلاميذ  «وآيات أخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تُكتب في هذا الكتاب. وأما هذه فقد كُتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه.» (يو30:20-31)

 

ياء الملكية «رَبِّي وَإِلَهِي».

 يذكر توما فسه بياء الملكية مرتين «ربي وإلهي»،أى أن المسيح ربى وإلهى ا وياء الملكية فى الغغة العربية أضفت ياء للاسم حتى نقول إنه بتاعى خاصتى ( ملكى ) بما يعنى قول توما المسيح إلهى الشخصى بتاعى ملكى ..  تأكيدا منه أن من يراه واقفاً أمامه، يرى نفسه فيه ويراه هو في نفسه، وكأنه يردد بلسان صاحب شيد الآنشاد: «أنا لحبيبي، وحبيبي لى» (نش3:6‏). إنه تعبير عن إيمان حي محسوس وشخصي. وقول توما للمسيح: «إلهي» إنما يعبر تعبيراً حياً صادقاً منظوراً بالروح لقول الميسح: «الذي رآني فقد رأى الآب.» (يو9:14)
‏لقد صار له المسيح وصار هو للمسيح ، فاستعلن له المسيح في ذاته رباً وإلهاً. لقد تعرف على الله في المسيح، وتعرف على المسيح في الله!!

 أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>   قال توما للمسيح " ربى وإلهى " أى أننى أقر وأعترف أنك ربى وإلهى وأنك الكلمة الأزلى " وكان الكلمة الله " وأؤمن أن لا هوتك أقام ناسوتك وأنه لم يفارقة لحظة واحدة ولا طرفة عين

    تفسير / شرح   (يوحنا 20: 29)  29 قال له يسوع:«لانك رايتني يا توما امنت! طوبى للذين امنوا ولم يروا».
 .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
† .. تضمنت هذه الآية نوعين من البشر الذين يؤمنون بالعيان والذين يؤمنون بالرغم من عدم رؤيتهم وقد أعطى يسوع الفئة الثانية البركة والسعادة (طوبى" وهو أمر مشابه للبركة كما ورد فى (يو 17: 20) (1بط 1: 8)

1) " قَالَ لَهُ يَسُوعُ: لأنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا"
لأنَّكَ رَأَيْتَنِي أي أبصرت جسدي والحروح ، وتأكدت بالبرهان المادى الحسى برؤية العين أني أنا هو المصلوب. ويستنتج من هذا القول أنه لم يلمس المسيح. ولو كان ذلك لقال «لأنك رأيتني ولمستني».

2) " آمَنْتَ "

مدحه المسيح على إيمانه الناتج من اقتناعه بقيامته بشهادة حواسه، وعلى اعترافه بأنه ربه وإلهه. وهناك درجات من إيمان أشخاص آخرين بالمسيح أعلى درجة كانت إيمان قائد المائة وإيمان المرأة الكنعانية واللص الذى كان على اليمين ... ألخ  ولكن إيمان توما المبني على شهادة حواسه هو من أدنى مراتب الإيمان،لأنه إيمان مرتبط بالجسد (٢كورنثوس ٥: ٧ ) 6 فاذا نحن واثقون كل حين وعالمون اننا ونحن مستوطنون في الجسد فنحن متغربون عن الرب "  لهذا وبخه المسيح على أنه لم يحصل على إيمان قوي كإيمان غيره. نعم إن المسيح لم يكلف أحداً أن يؤمن بلا برهان، وإنما لام توما على قسوته وعناده لأنه كان تلميذا وشاهد الكثير من المعجزات ، ولكن فى النهاية المسيح يقدم براهين كافية لإقناع كل ذي نية صالحة.

3) " طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا "

معنى طوبى يا لسعادة .. طوب المسيح  الذين آمنوا ولم يروا وإستحقوا مدحه الإلهي. ويلزم من ذلك أن الله كان يرضى عن توما أكثر لو أنه قبل شهادة إخوته الرسل منذ سبعة أيام وآمن بقيامة المسيح. والأرجح أن التوبيخ المذكور في بشارة مرقس للرسل وُجه بالأكثر إلى توما، وهو قوله (مرقس ١٦: ١٤).  «وَوَبَّخَ عَدَمَ إِيمَانِهِمْ وَقَسَاوَةَ قُلُوبِهِمْ، لأنَّهُمْ لَمْ يُصَدِّقُوا الَّذِينَ نَظَرُوهُ قَدْ قَامَ»

شابه توما بطرس في ضعف إيمانه، فذاك صلى المسيح من أجله، حتى لا يفنى بصيص إيمانه الذي كان كفتيلة مدخنة، تكاد تنطفئ : «فابتدأ حينئذ يلعن ويحلف إني لا أعرف هذا الرجل!!» (مت47:26؛ مر71:14). أما هذا، فظهر المسيح له خصيصاً، وأراه جروحه، وأخضعها للمس يده، حتى يصير مؤمناً ولا يكون غير مؤمن بعد!!

‏أخيراً ظهرت رنة التوبيخ والعتاب في صوت المسيح لتوما؛ لأنه ما كان لائقاً بتلميذ كان مع الرب حوالى 3 سنين يرى العجائب بل هذا التلميذ أخذ سلطان فعل المعجوات من المسيح ، وسمع منه أنباء القيامة العتيدة، بل ورأى قوتها عيانأ عند قبر لعازر، مع تنبيه دائم ركز عليه الرب: «قلت لكم قبل أن يكون، حتى متى كان تؤمنون» (يو29:14). فلما «كان» ما سبق وأنبأ عنه المسيح، وحدث كما قال، لا آمن توما ولا صدق من رأوا وآمنوا !!

والذي قاله المسيح لتوما يومئذ يقوله لنا الآن إنه يجب أن نقرأ كلامه ونعمل بوصاياه أى الإيمان العامل والإيمان يكون ببساطة الإيمان كما يقبل الأولاد الصغار كلام والديهم. وذلك التطويب نصيب كل الذين صدقوا بشهادة الرسل الشفاهية والمكتوبة في الإنجيل. وهذا كقول الرسول في المسيح «ذَلِكَ وَإِنْ كُنْتُمْ لا تَرَوْنَهُ الآنَ لَكِنْ تُؤْمِنُونَ بِهِ، فَتَبْتَهِجُونَ بِفَرَحٍ لا يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ، نَائِلِينَ غَايَةَ إِيمَانِكُمْ خلاصَ النُّفُوسِ» (١بطرس ١: ٨، ٩).

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  فقال له يسوع " لأنك رأيتنى يا توما آمنت " لإنك لو لم تر آثار الجروح وتلمس يدى وجنبى ما كنت تؤمن  فلم تقتنع إلا بشهادة حواسك " فطوبى للذين ’منوا ولم يروا " أى أن الطوبى أى السعادة والبهجة والهناء للذين يؤمنوا بى مع أنهم لم يرونى ولم يبصروا جروحى فإن أولئك يكون إيمانهم أكثر إستحقاقا وأعظم غبطة ويكونون مستحقون للمدح الإلهى أكثر بكثير من الذى لا يسلم إلا بشهادة حواسه بل إن الذى يطلب اليوم شهادة حواسه لا يمكن أن يكون مؤمنا . ..  

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  العشرون
6. الغاية من الإنجيل
(يوحنا 20: 30-31) الأحداث المرتبطة بيوم قيامة السيد المسيح

    تفسير / شرح  (يوحنا 20: 30)  30 وايات اخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
† " وايات اخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب " ..  لا شك أن الآيتين (يو 20: 30 و 31)  هما مغزى وهدف البشاؤة كما رواها يوحنا ، لقد تميزت كل بشارة فى إنتقاء وترتيب كلمات يسوع ومعجزاته وأكثاله وتعاليمه ووصاياه ورحلاته التبشيرية بإرشاد الروح القدس لتوصيل  بشارة الخلاص إلى أمم مختلفة سزاء أكانوا يهود أو رومان أو أمم ، والغريب مع أن المضمون واحد وطعم واحد إلا أنه لكل إنجيل نكهتة خاصة مميزة يمكن أن تشتم رائحتها عبر القرون بغد قدمها


1) " َآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً "
آيَاتٍ أُخَرَ المقصود أن هناك معجزات كثيرة وآيات وأقوال فعلها وقالها لم يذكرها الإنجيلى يوحنا . فكأن يوحنا قال: لا تظنوا أن ما ذكرتُه من عجائب المسيح هو كل ما صنعه على الأرض بل هو قليل من كثير. ولا تظنوا أنه لم يظهر بعد قيامته سوى ثلاث مرات كما ذكرت، لأنه ظهر مراراً غيرها (أعمال ١: ٣). وذُكر بعض ذلك في سائر البشائر، وبعضه لم يذكره أحد من البشيرين
.

2) " صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تلامِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هَذَا الكِتَابِ"
قُدَّامَ تلامِيذِهِ أي رسله وفي هذا إشارة إلى أن يسوع اختار اثني عشر رسولاً ليرافقوه في التبشير، وليروا أعماله، ويسمعوا تعليمه لنفع أنفسهم أولاً، ولنفع العالم ثانية بشهادتهم بما للمسيح.
والآن، وقد أنهى يوحنا الإنجيل الذي كشف فيه من الآيات ذاتالإشارات الإلهية ، وخاصة آيات القيامة, رفع عينيه نحو الأفق, نحو مستقبل الأجيال القادمة الذين كتب لهم هذا «الكتاب» بكل صدق الروح وحراسة النعمة، وكتب هذه الكلمات. إنه الآن يخاطبك أيها القارىء أى أنه وصلتك رسالة المسيح فماذا ستفعل ؟ فلا تكن بعيدا عنه «ومع أنه كان قد صنع أمامهم آيات هذا عددها, لم يؤمنوا به ليتم قول إشعياء النبي الذي قاله: يا رب من صدق خبرنا، ولمن استعلنت ذراع الرب. لهذا لم يقدروا أن يؤمنوا. لأن إشعياء قال أيضأ قد أعمى عيونهم, وأغلظ قلوبهم، لئلا يبصروا بعيونهم, ويشعروا بقلوبهم، ويرجعوا فأشفيهم.» (يو37:12-40)

ويسجل لنا إنجيل يوحنا, كتلميذ أمين ومحبوب، شهادة ، أن الآيات التي صنعها المسيح سواء وسط الشعب في اليهودية أو أورشليم (يو23:2‏) أو الجليل شيء لا يحصره عدد وبوجه خاص يذكر هنا «قدام تلاميذه»، وهو بصدد الظهور للقديس توما، لكي يرفق بها ظهورات الرب بعد القيامة، كنوع هام وممتاز من المعجزات التي اعتبرها آيات تتكلم وتشير إلى لاهوته بلا نزاع. ومعلوم, على وجه العموم، أن المسيح اقتصر ظهوره على تلاميذه بعددهم الرمزي (الاثني عشر)، وأيضاً بعد ذلك بعددهم العام نحو «خمسائة أخ» (1كو3:15-8) معتبراً أن هذه الظهورات كانت آيات تشير كلها وتتكلم عن صحة موته وقيامته، تأكيدا لرسالة الفداء التي أكملها كابن الله
فِي هَذَا الكِتَابِ أي هذه البشارة.
‏وفي هذه اللفتة العميقة في نهاية إنجيله، يريد القديس يوحنا أن يسرب إلى وجداننا «غنى المسيح الذي لا يٌستقصى» (أف8:3)، والملء الذي يملأ الكل (أف23:1)، من ذا الذي يستطيع أن يحيط به؟؟
‏والقديس يوحنا بهذا التقرير, إنما يلفت نظرنا إلى استعداد المسيح أن يكمل ويستزيد من الآيات والعلم والمعرفة لمن أصبح مستحقاً للكمال والاستزادة، أليس هو القائل: «إن لي أمورا كثيرة أيضا، لأقول لكم، ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن» (يو12:16)؟

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>   كأن يوحنا الإنجيلى يقول لا تظنوا أن يسوع صنع فقط العجائب التى ذكرتها فى هذه البشارة ولا تظنوا أنه ظهر فقط ثلاث مرات كما ذكرت بل أعلموا أنه صنع قبل صلبونه من العجائب ما لا يحصى وبعد قيامته ظهر لتلاميذه مرات عديدة ذكرها البشيرون فراجعوها هناك

    تفسير / شرح  (يوحنا 20: 31)  31 واما هذه فقد كتبت لتؤمنوا ان يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم اذا امنتم حياة باسمه.
 .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
† "  واما هذه فقد كتبت لتؤمنوا ان يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم اذا امنتم حياة باسمه. " ..  هذه الاية تشير إلى هدف هذه البشارة وهو أنها كتبت ليؤمن غير المؤمنين أن يسوع إبن الرب الإله .إن صيغة الفعل  فى بعض المخطوطات اليونانية القديمة مثل H,B وفى النص اليونانى الذى غستخدمه أوريجانوس هى صيغة الحاضر فى الإسلوب الخبرى ..  مما يعنى أن بشارة يوحنا تحث المؤمنين على الإستمرار فى إيمانهم والعمل  بتعاليم يسوع ووصاياه  ، أما فى معظم المخطوطات اليونانية الأخرى  فالفعل فى صيغة الزمن الماضى البسيط فى الإسلوب الخبرى ، مما يعنى أن البشارة كما رواها يوحنا كتبت بلرشاد الروح القدس  فى مستوى لاهوتى إلى غير المؤمنين الذين عصفت بهم الهرطقات خاصة الهرطقة الغنوصية ليؤمنوا 

1) " وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ المَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ،"

أى حتى كتابة إنجيل يوحنا سنة 95-100 م
الإيمان أن يسوع هو المسيح ابن الله يعطى غلبة العالم بأمجاده وغروره وشهواته قادر ان يبتلع حياة الإنسان, وأنه لا توجد أية قوة أو وسيلة تنقذ الإنسان من طغيان العالم، إلا الإيمان بابن الله! : «من هو الذي يغلب العالم إلا الذي يؤمن أن يسوع هو ابن الله.» (ايو33:16)لأنه هو الذي تجسد وصار إنساناً، وغلب العالم بموته عن العالم: «ثقوا أنا قد غلبت العالم» (يو33:16)

وغلبة العالم هي الحصول على الحياة الأبدية مع الرب ، التي لا يمكن أن يعرفها العالم أو يعطيها. فالمسيح, وهو ابن الله، مات عن العالم وقام حياً, إذ كان لا بد أن يقوم، فافتتح بحياته الحياة الأبدية لكل من يؤمن بموته (يسوع) وقيامته (المسيح ابن الله).

بيّن التلميذ يوحنا فى هذه ألاية أنه كتب ما في هذه البشارة كلها، أو ما في هذا الأصحاح من البراهين على صحة قيامة المسيح لغايتين: الأولى تثبيت إيمان المؤمنين من ناحيتين 1. أن يسوع هو المسيح أى المسيا المنتظر .. 2. وأن يسوع هو إبن العلى  والثانية حصولهم على الحياة الأبدية. والأول شرط للثاني. وتفيدنا هذه الآية بأن يوحنا لم يقصد أن يكتب تاريخاً كاملاً لحياة المسيح على الأرض، بل اقتصر على ذكر بعض معجزاته ومحاوراته ومواعظه إظهاراً لمجد المسيح ولاهوته  ، وتقوية لإيمان المؤمنين به وتوطيد حياتهم الروحية . ولذلك لم يذكر أحداث  ميلاد المسيح وتجربته وأكثر معجزاته وأمثاله وتجلّيه ورسمه العشاء الرباني وصعوده إلى السماء.† " المسيح " ..  هى كلمة مترجمة  من الكلمة العبرية "مسي" والتى تعنى "الممسوح  كلمة "مسيح" تعني الممسوح، وتشير إلى أن يسوع هو مسيح الله، أي الممسوح من الله. وهو المسيّا المنتظَر الذي تنبأ عن مجيئه أنبياء العهد القديم. وقديماً عندما كان يُتوّج ملك أو يُرسم كاهن، كان يُمسَح بالزيت علامة "المُلك" أو "الكهنوت". والمعلوم أن المسيح كان نبياً وكاهناً وملكاً. لم يُمسح المسيح من الناس لأنه ليس ملكاً أرضياً، ولكنه مُسح من الله لأنه ملك سماوي يملك على قلوب المؤمنين. فلفظة المسيح بالعربية "والمسيا" بالعبرانية، لهما معنى واحد وهو الممسوح. ويُقال ليسوع "المسيح" لأنه "مُسح بواسطة الروح القدس". ويُراد بهذه المسحة تعيينه وإعداده للخدمة. والكتاب المقدس مليء بالإشارات التي تشير إلى أن يسوع هو المسيح، حتى أن بعض هذه الإشارات وردت عن المسيح قبل أن يولد في بيت لحم ويظهر في عالمنا بالجسد. ففي العهد القديم عدد كبير من النبوات عن المسيح منها: ".. الرب يدين أقاصي الأرض ويعطي عزاً لملكه ويرفع قرن مسيحه" (1صموئيل 10:2). و "أقيم لنفسي كاهناً أميناً يعمل حسب ما بقلبي ونفسي، وابني له بيتاً أميناً فيسير أمام مسيحي كل الأيام" (1صموئيل 2:35). وأيضاً ما ورد في سفر صموئيل الثاني "بُرج خلاص لملكه والصانع رحمة لمسيحه لداود ونسله إلى الأبد" (2صموئيل 51:22). و "الرب عزٌ لهم وحصن خلاص مسيحه هو" (مزمور 8:28). وهناك الإشارات العديدة في الكتاب المقدس التي تشير إلى أن يسوع هو المسيح. - عند ولادة المسيح ظهر ملاك الرب للرعاة وبشّرهم قائلاً: "لا تخافوا، فها أنا أبشّركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب، إنه وُلد لكم اليوم في مدينة داود مخلّص هو المسيح الرب" (لوقا 2:10 و11). ويبدأ نسَب المسيح بالقول: "كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود" (متى 1:1). وأيضاً في متى 1:18 نقرأ ما يلي: "أما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا.."، وأيضاً: "لأن الناموس بموسى أُعطي، أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا" (يوحنا 17:1). وهكذا نرى أن كلمة المسيح تقترن في معظم الأحيان بلفظة يسوع، وكلاهما يشيران إلى أن المسيح هو القدوس المرسل من الله لخلاص الإنسان. † " إبن الله " ..  لم يرد هذا اللقب ليسوع إلا نادرا فى البشائر الآزائية ، ربما لإمكانية سوء فهمه منقبل الأمم ، ولكنه ورد كثيرا فى البشارة كما رواها يوحنا وفى بدايتها (يو 1: 14 ة 34 و 39) وهو أسلوب إنفردت به هذه البشارة لتؤكد على العلاقة بين يسوع وألاب كما إستعمله يوحنا كإستعارة تعبر عن العلاقة عائلية لتوصيل مفهومها فى صورة بسيطة للمؤمنين  (1) كلقب .. (2) بالتزامن مع تعبير "مونوجينيس (يو 1: 18 & 3: 16) (1يو 4: 9) مع لقب الآب (يو 20: 17)  

ِتُؤْمِنُوا أي ليثبت إيمانكم ويقوى ويزيد بالحقيقة في المسيحية وهي «أن يسوع هو المسيح ابن الله». وغايتا بشارة يوحنا هما غايتا كل كتاب الله من سفر التكوين إلى سفر الرؤيا، لأن كل نبواته تُثبت مجد يسوع المسيح، وأنه مصدر الحياة الأبدية.

 

2) "  وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ"
 والإيمان يحمل قوة موت المسيح عن العالم، كما يحمل قوة قيامة المسيح من الأموات، أي يحمل الخلاص بكل معناه ومبناه، وبالتالى يحمل حياة المسيح ابن الله التي انفتحت على كل من يؤمن به: «لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية.» (يو15:3)
حَيَاةٌ هي الحياة الروحية التي شرطها الإيمان بالمسيح.وهذا كلام الوحى الذى هو روح وحياة (يو 6: 53) "الروح هو الذي يحيي. أما الجسد فلا يفيد شيئا. الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة،"
بِاسْمِهِ أي بقوة إسم المسيح  وهو الكلمة اللوغس بقوله: «فيه كانت الحياة» ووظائفه المعلنة بما سُمي به كيسوع أي مخلِّص، وعمانوئيل أي الله معنا، والملك والنبي والكاهن

«حياة باسمه»: اسم المسيح حينما ننطقه فهو شهادة واعتراف وصك إيمان وشركة معه بالحب في موته وحياته. واسم يهوه، بحسب لاهوت العهد القديم, هو حضور قوته وفعله  لذلك كان محظوراً أن ينطق اليهودي باسمه، لأن النطق باسم يهوه هو استدعاء لحضرته, أو بمثابة الدخول في حضرته التي لا يطيقها أي إنسان مهما كان طاهراً. أما اسم المسيح، وهو على التوازي، بل التساوي مع اسم يهوه، فهو الحامل لحضرة المسيح الحي. ولكن المسيح مات من أجل كل خاطىء ليحييه: «إني أنا حي فأنتم ستحيون» (يو19:14)، لذلك أصبح اسم المسيح الذي يحمل وجوده الشخصي، هو هو الحياة الأبدية. ولما تكلم مع الأعمى أبصر، ولما سمع لعازر الميت صوته قام حياً. هذا هو المسيح الذي يقدمه للقارىء في ختام إنجيله: «لكي تكون لكم، إذا أمنتم، حياة باسمه».

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  وأننى لم اقصد من ذكر ما دونته بهذه البشارة أن أذكر تاريخ المسيح كاملا بل إقتصرت على بعض معجزاته ومحاوراته وتعاليمه ومواعظة وظهوراته بعد القيامة إظهارا لمجده وتقوية إيمان المؤمنين وتوطيدا له وذلك بعد الإيمان أساسه الجوهرى " أن يسوع هو المسيح إبن الله وكلمته وهو مصدر الحياة الروحية"   ..

 

This site was last updated 08/26/21