Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 تفسير / شرح إنجيل يوحنا الإصحاح  الثامن (يو 8: 38- 59)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير يوحنا ص1 1: 1-18
فسير إنجيل يوحنا ص 1: 19- 51)
تفسير إنجيل يوحنا ص 2
تفسير إنجيل يوحنا ص 3
تفسير إنجيل يوحنا ص4
تفسير إنجيل يوحنا ص5
تفسير إنجيل يوحنا ص6:1- 40
تفسير إنجيل يوحنا ص6: 41- 71
تفسير إنجيل يوحنا ص 7: 1- 24
تفسير إنجيل يوحناص7: 25- 53
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 1- 20
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 21 37
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 38- 59
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 1- 23
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 24-41
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 1- 21
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 22- 42
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 1-32
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 33- 57
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 1- 26
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 27- 50
تفسير إنجيل يوحنا ص13: 1- 17
تفسير إنجيل يوحنا ص13: 18- 38
تفسير إنجيل يوحنا ص14: 1-14
تفسير إنجيل يوحنا ص14: 15- 31
تفسير إنجيل يوحنا ص15: 1- 17
تفسير إنجيل يوحنا ص15: 18- 27
تفسير إنجيل يوحنا ص 16: 1- 15
تفسير إنجيل يوحنا ص 16: 16- 33)
تفسير إنجيل يوحنا ص 17: 1- 16-
تفسير إنجيل يوحنا ص17:  17- 26
تفسير إنجيل يوحنا ص18: 1-18
تفسير إنجيل يوحنا ص18: 19- 40
تفسير إنجيل يوحنا ص 19: 1- 22
تفسير إنجيل يوحنا ص19: 23- 42
تفسير إنجيل يوحنا ص20 : 1- 13
تفسير إنجيل يوحن ص20-: 14- 31
تفسير إنجيل يوحنا ص21: 1- 14)
تفسبر إنجيل يوحنا ص 21: 15- 25

تفسير / شرح  يوحنا الإصحاح  الثامن - فى مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل 19  
تفسير / شرح إنجيل يوحنا تقسيم فقرات الإصحاح  الثامن (يو 8: 38- 59)
5. البنوة لله والبنوة لإبليس (يوحنا 8: 38- 47)
6. اتهامه بالتجديف (يوحنا 8: 48- 50)
7. المسيح واهب الخلود (يوحنا 8: 51- 59)

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثامن
5. البنوة لله والبنوة لإبليس
(يوحنا 8: 38- 47)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 38)  38 انا اتكلم بما رايت عند ابي، وانتم تعملون ما رايتم عند ابيكم».

 . ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
1) " أَنَا أَتَكَلَّمُ بِمَا رَأَيْتُ عِنْدَ أَبِي" † "  بما رأيت " ..  يشير إلى الزمن التام  إلى أزلية يسوع مع الاب وإلى أنه وألاب واحد حتى فى تجسده (يو 8: 40 و 42)
 أحيانا كان المسيح يكرر عبارات فى أوقات مختلفة أو فى نفس العظة حتى يتذكرها الشعب ونكون دليلا وبرهانا على لاهوته (يو 8: 28)  28 فقال لهم يسوع:«متى رفعتم ابن الانسان، فحينئذ تفهمون اني انا هو، ولست افعل شيئا من نفسي، بل اتكلم بهذا كما علمني ابي.  " أو أحداث ستحدث مثل العبارة التى وردت فى الآية السابقة وفى أماكن أخرى "تطلبون أن تقتلونى" . إن المسيح «الكلمة» وعمله أن يخبر الناس بأمور الرب التي رآها هو في مقامه الأزلي مع الآب، وباتحاده التام به (يوحنا ٣: ٣٢ ).32 وما راه وسمعه به يشهد، وشهادته ليس احد يقبلها.  (يو ٥: ١٩، ٣٠ ) 19 فاجاب يسوع وقال لهم:«الحق الحق اقول لكم: لا يقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئا الا ما ينظر الاب يعمل. لان مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك.  30 انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا. كما اسمع ادين، ودينونتي عادلة، لاني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الاب الذي ارسلني" ولأن مصدر تعليم إبن الإنسان يسوع المسيح هو الإله القدوس لهذا يكون تعليمه مقدساً روحياً نافعاً للجميع.
2) " وَأَنْتُمْ تَعْمَلُونَ " في طلب قتلي وإغاظة الرب بسلوككم وتعديكم على الشريعة  وخطياكم
3) " مَا رَأَيْتُمْ عِنْدَ أَبِيكُمْ " أى القتل أراد بأبيهم هنا من يقتدون به الشيطان لأنه أبو كل كذاب وأبو كل قاتل  وتظهر صفاته فيهم، ويعملون أعماله. وقد أظهروا ببغضهم يسوع وطلبهم قتله أنهم ليسوا أولاد إبراهيم بالحقيقة، ولا أولاد إله إبراهيم. فأعمالهم وسلوكهم وأخلاقهم بينت من هو أبوهم، كما بينت تعاليم المسيح من هو أبوه.
وأظهر المسيح فى حياته أن اختلاف أعماله عن أعمالهم وأرجع لاختلاف مصدريهما. فأعمال كل إنسان هى ثماره التى تبيِّن من هو مصدر أفكاره وأعماله، وهل هو متعلّم من الرب وملهَم من ملكوت النور حافظ الوصايا ،(يو ١٤: ١٠، ٢٤) 10 الست تؤمن اني انا في الاب والاب في؟ الكلام الذي اكلمكم به لست اتكلم به من نفسي، لكن الاب الحال في هو يعمل الاعمال.  24 الذي لا يحبني لا يحفظ كلامي. والكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للاب الذي ارسلني."  أو هل هو متأثر من ملكوت الظلمة وجنودها.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 أنا أتكلم بما رأيت عند أبى" وحيث  أن مصدر كلامى هو الإله القدوس فكل تعليمى مقدس " وأنتم نعامون ما رأيتم عند أبيكم" وحيث أنكم أظهرتم البغضة لى وطلبتم قتلى فقد برهنتم بذلك أنكم لستم بالحقيقة أولاد إبراهيم بل أولاد إبليس كما سيظهر فى (يو 8: 44) والعبودية تطلق على اربعة فئات : (1) العبودية الطبيعية كعبودية الناس والملائكة للرب (2)  العبودية التى تطلق على الرق الذين إشتراهم الناس بالمال وغيره (3) على عبودية الخطية وعدم الإيمان وظلم الناس (4) على عبودية الإختصاص كقول الرب (موسى عبدى مات) كالتلميذ للمعلم وكالخطاة للشيطان

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 39)   39 اجابوا وقالوا له:«ابونا هو ابراهيم». قال لهم يسوع:«لو كنتم اولاد ابراهيم، لكنتم تعملون اعمال ابراهيم!

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
1) " َأجَابُوا أَبُونَا هُوَ إِبْرَاهِيمُ." فى هذه الآية أكد يسوع نسب اليهود إلى إبراهيم ، زلكنه ينكر عليهم أنهم يعملون أعمال أبيهم إبراهيم فهم بهذا لا ينتسبون إلى إبراهيم بل للشيطان (يو 8: 38 و 44) ليست الهوية العرقية التى تنتمى إلى أصل أو نسب لشخص مثل إبراهيم تجعل اليهود مقبولين للإله فالإنسان بأعماله سيصل إلى علاقة مع الرب وليس نسبه أى بعلاقة إيمان شخصية )تث 6: 5 و 13) (رو 2: 28- 29 & 9: 6) 
ما زالوا  متمسكين بفخر أمتهم اليهودية و «إننا ذرية إبراهيم»وقد ظن اليهود أنه لأنهم أولاد إبراهيم هم أحرار بل أنهم ينتمون إلى أبناء الرب ساكنون في بيته وورثة الحياة الأبدية. وقد أبطل المسيح خطأ تفكيرخك بقوله «لستم أولاد الله بل أنتم عبيد الخطية». فإذاً ليس لكم من حقوق بيت الله إلا الوقتية الخارجية كما للعبيد في بيت أسيادهم. نعم إنكم سلالة إبراهيم كابن الجارية الذي طُرد، لا كإسحاق الذي بقي. فأشير عليكم أن تقبلوا مني البنوة الحقيقية والحرية الصحيحة.
أَبُونَا هُوَ إِبْرَاهِيمُ كرروا قولهم السابق إنهم ذرية إبراهيم، ورفضوا ما أشار إليه المسيح من تسلسلهم من أصل آخر.
2) " لَوْ كُنْتُمْ أَوْلادَ إِبْرَاهِيم"َ † "  لو .. " ..  جملة شرطية من الصنف الأول فى شكلها ، ولكنها تعمل عمل جملة شرطية من الصنف الثانى (يو 8: 19 و 42) وقد حاولت بعض المخطوطات اليونانية إستبدال الحالة الشرطية المضاعفة ( " لو ... كنتم" ) بإستبدال الفعل الأول بصيغة زمن ماضى متصل فتصبح الآبة " لو كنتم أولاد إبراهيم ، ولكنكم لستم أولاده لكنتم عملتم أعمال غبراهيم ، ولكنكم لا تعملونها"
أى لو أنتم صادقين حقا فى أنكم أولاد إبراهيم (راجع يو 8: 37) لكنتم تعملوا مثله وتلتصقون بالرب كما كان هو (متّى ٣: ٩ ) 9 ولا تفتكروا ان تقولوا في انفسكم: لنا ابراهيم ابا. لاني اقول لكم: ان الله قادر ان يقيم من هذه الحجارة اولادا لابراهيم. "، أنكم  حقا أولاد إبراهيم بالتسلسل الجسدي، رومية ٢: ٢٨ 28 لان اليهودي في الظاهر ليس هو يهوديا، ولا الختان الذي في الظاهر في اللحم ختانا، " وأنكر المسيح هنا مماثلتهم لإبراهيم في الروح والعمل. لأن الإنتماء يكون ليس بالجسد ولكن بالوعد الإلهى وقبول الإنسان وإيمانه بالوعد (رو ٩: ٧) 7 ولا لانهم من نسل ابراهيم هم جميعا اولاد. بل «باسحاق يدعى لك نسل». 
3) " لَكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ إِبْرَاهِيمَ" كطاعة الرب (تكوين ١٢، ٢٢) واعتبار رسل الرب (تكوين ١٦، ١٨) وإذ لا مماثلة فى السلوك والطباع والأخلاق فلا علاقة حقيقية. (غلاطية ٣: ٧ و٢٩ ) 7 اعلموا اذا ان الذين هم من الايمان اولئك هم بنو ابراهيم. 29 فان كنتم للمسيح، فانتم اذا نسل ابراهيم، وحسب الموعد ورثة. " فمجرد التسلسل الجسدي من إبراهيم لا يمنح كرامة ولا بركة.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأن يسوع يقول لهم : أنى لا أنكر أنكم أولاد إبراهيم بالجسد وتسلسل النسل ولكنكم لا تماثلونه فى أعماله الصالحة لإاجسادكم منه ولكن سيرتكم خلاف سيرته وبرهانى على أنكم لا تعملون أعمال إبراهيم من الطاعة لله (تك 12) وتصديق رسله (تك 16 ) (تك 18)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 40) 40 ولكنكم الان تطلبون ان تقتلوني، وانا انسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله. هذا لم يعمله ابراهيم.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  

1) " وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي" (راجع 8: 37 و 26) المسيح أتى وهو يحمل خطة الخلاص التى سيتممها بموته وهم دبروا مؤامرة خطة قتل المسيح كما رسمها لهم أبوهم الذى هو أبو كل كذاب وأبو كل قاتل نفس وقد لفت المسيح نظرهم أنه يعلم كل شئ يعلم ما فى أفكارهم وأنهم يريدون قتله ومع ذلك يوضح لهم أن تفكيرهم من وساوس وعمل الشيطان لا يتطابق مع صلاح إبراهيم فلم يفكر إبراهيم فى تدبير المؤامرات التى تنتهى بقتل نفس وهم بذلك نقضوا العهد الإلهى لأنهم إنصاعوا للأساليب الشيطانية فجحدوا ميراثهو وفقدو طريق العهد الشى أمنهم فىالبرية بعد الخروج من  مصر

تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي أظهر المسيح هنا الفرق بينهم وبين إبراهيم، فإبراهيم إستضاق الملائكة وكانت له علاقة قوية ب يهوه وهو أنهم رفضوا رسول الرب وطلبوا قتله. مع أنه قال لهم أبى يعمل وأنا أعمل أى أنه أوضح لهم أنه الآتى من السماء
2) "  وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. " كان المسيح يطلق على نفسه إبن الإنسان

 † " إنسان  " ..  وهنا يسوع يوضح أنه ليس فقط كلمة يهوه  ومعادلا له فى جوهره ألإلهى ـ بل انه كائن بشرى حقيقى ، وبهذا ترد بشارة يوحنا على التعليم الغنوصى القائل بالثنائية  ألبدية بين الروح والمادة (1 يو 1- 4 & 4: 1- 4)
إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالحَقِّ فكان عليكم أن تصغوا إليه وتحبوه وتشكروه. وهنا عرض المسيح قضيته للحكماء من الشعب على مستوى عدل قضاة الأرض : " فإن كان إنسان - وليس إبن الرب نفسه - تكلم مجرد كلام هو ال"الحق" فكيف تكون أجرته منكم الموت ؟ هذه تحسب شناعة وفساد فى الحكم عار فى حق القضاة لأنهم لم يحكموا بالعدل على مشتوى الناس؟ فكم وكم إن كان هذا الإنسان الذى يطلبون قتله هو هو كلمة الرب (إبن الرب) ؟
3) " هَذَا لَمْ يَعْمَلهُ إِبْرَاهِيمُ»."  هَذَا لَمْ يَعْمَلهُ إِبْرَاهِيمُ فأعمالكم مضادة لكل أعمال إبراهيم، فلا مشابهة لكم به، ونسبتكم إليه باطلة. وإبراهيم أبوهم وقف يوما أمام الرب يحاججه فى أمر حرق سدوم وعمورة ويراجعه فى قضائه ( أديان الأرض كلها لا يصنع عدلا؟ (تك 17: 25)  فكان إبراهيم بتكلم مع الرب بجهل الإنسان وقبل الرب محاججته لأنه رأى فى غبراهيم خوفا على الأبرار الذين فيها حدث هذا حينما أ‘لمه الرب أن هاذين البلدين سيحرفهما ويزيلهما من الوجود فإبراهيم حاجج الرب نفسه خوفا من أن يأخذ البار مع الأثيم فكيف بلغ القضاء فى قلوب ذرية إبراهيم هذا الإنحدار فى عصر المسيح لقد أصبحوا نسل الضال المضل المدعى  البنوة لإبراهيم فكانوا يطلبون قتل البار المسيح ويتركون الأثيم !! فقالوا لبيلاطس البنطى : أصلب المسيح وأطلق لنا باباس : " خذ هذا (المسيح) وأطلق لنا باراباس .. أصلبه اصلبه " (لو 23: 18 و 21)  وكان بابراباس لصا وقاطع طريق

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أنكم "تطلبون أن تقتلونى مع أننى لم أضر أحد منكم بل " أنا إنسان كلمكم بالحق الذى سمعه من الله "فكان يجب عليكم أن تكرمونى غاية الإكرام وتطيعوا كلامى  لأننى لم أتكلم به من عندى بل من عند ألاب وأنا والآب واحد ، فعملكم هذا ليس موافقا لما كان "يعمله إبراهيم" فلا وجه للشبه بينكم وبينه .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 41)  41 انتم تعملون اعمال ابيكم». فقالوا له:«اننا لم نولد من زنا. لنا اب واحد وهو الله».  

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  

1) " أَنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ أَبِيكُمْ." لم يذكر أسم هذا الأب اسم هذا الآب بل أشار إليه فقط تلميحا  في (يو 8: 38) فترك تسميته لضمائرهم حتى توبخهم على أفعالهم ، ومعناه أنهم أصغوا إلى الشيطان وتعلموا منه وتشبهوا به ويعملون بالشر مثله فاستحقوا أن يُسموا أولاده. لأن الشيطان أطلق عليه كذاب وأبو كل كذاب وقتالا للناس منذ البدء هكذا صار اليهود يعملون على قتل المسيح  (إشعياء ١: ٢١) 21 كيف صارت القرية الامينة زانية.ملانة حقا كان العدل يبيت فيها.واما الان فالقاتلون." وكن كلام المسيح يذهب كالهباء عبر أذانهم فلم يثبت فيهم (يو 8: 31)  31 فقال يسوع لليهود الذين امنوا به:«انكم ان ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي، " ونجد المسيح يقول لهم فى نفس الحوار فى العدد 37 (يو 8: 37)  . لكنكم تطلبون ان تقتلوني لان كلامي لا موضع له فيكم. "
2) " إِنَّنَا لَمْ نُولَدْ مِنْ زِناً "وهذه العبارة لها تفسيريين

 ظنوا أن المسيح اتهمهم بأنهم نسل أخلاط وثنيين كالسامريين بإنكاره عليهم أنهم أولاد إبراهيم، مع أنه قال لهم قبلا "أنا أعلم أنكم أولاد إبراهيم "(يو 8: 39) ومع ذلك إستمروا فى ضنهم فردّوا عليه بأن لهم دليلاً من جداول النسب على أن إبراهيم أبوهم.

ومعنى قولهم «لم نولد من زنا» أنهم ليسوا وثنيين وأنهم لم يولدوا هم ولا آباؤهم من وثنيين، لأن الزنا جاء بالمعنى الروحي  مراراً في الكتاب المقدس،( والمعنى هنا أنهم لم يزنوا بعبادة آلهة أخرى) منها ( تثنية ٣١: ١٦ 16 وقال الرب لموسى ها انت ترقد مع ابائك فيقوم هذا الشعب ويفجر وراء الهة الاجنبيين في الارض التي هو داخل اليها فيما بينهم ويتركني وينكث عهدي الذي قطعته معه. إشعياء ١: ٢١ ) 21 كيف صارت القرية الامينة زانية.ملانة حقا كان العدل يبيت فيها.واما الان فالقاتلون. ( أش ٥٧: ٣ ) 3 اما انتم فتقدموا الى هنا يا بني الساحرة نسل الفاسق والزانية ( هوشع ١: ٢ )2 اول ما كلم الرب هوشع قال الرب لهوشع اذهب خذ لنفسك امراة زنى واولاد زنى لان الارض قد زنت زنى تاركة الرب.( هو ٢: ٤) 4 ولا ارحم اولادها لانهم اولاد زنى (قضاة 2: 17 ) 17 ولقضاتهم ايضا لم يسمعوا بل زنوا وراء الهة اخرى وسجدوا لها.حادوا سريعا عن الطريق التي سار بها اباؤهم لسمع وصايا الرب.لم يفعلوا هكذا.  ( (1 أخ 5: 25)  25 وخانوا اله ابائهم وزنوا وراء الهة شعوب الارض الذين طردهم الرب من امامهم." (خر 34: 15) احترز من ان تقطع عهدا مع سكان الارض.فيزنون وراء الهتهم ويذبحون لالهتهم فتدعى وتاكل من ذبيحتهم." وحذر الرجال من الزواج من الوثنيات (خر 34: 16) وتاخذ من بناتهم لبنيك.فتزني بناتهم وراء الهتهن ويجعلن بنيك يزنون وراء الهتهن" (أر 3: 6- 10)   6 وقال الرب لي في ايام يوشيا الملك.هل رايت ما فعلت العاصية اسرائيل.انطلقت الى كل جبل عال والى كل شجرة خضراء وزنت هناك. 7 فقلت بعدما فعلت كل هذه ارجعي الي فلم ترجع.فرات اختها الخائنة يهوذا. 8 فرايت انه لاجل كل الاسباب اذ زنت العاصية اسرائيل فطلقتها واعطيتها كتاب طلاقها لم تخف الخائنة يهوذا اختها بل مضت وزنت هي ايضا (أى عبدت ىلهة أخرى من الأوثان والأصنام والحجارة)  9 وكان من هوان زناها انها نجست الارض وزنت مع الحجر عبادة أنصاب حجر أى الحجر الأسود)  ومع الشجر.(تماثيل من خشب)  10 وفي كل هذا ايضا لم ترجع الي اختها الخائنة يهوذا بكل قلبها بل بالكذب يقول الرب.

† "  لم نولد من زنى " .. يبدو أن هذه الآية مرتبطة بالآية (يو 8: 48) حيث أتهم اليهود  يسوع ب قائلين " أنت سامرى" حيث يؤكد اليهود هنا أن يسوع إبن غير شرعى إذ لا يسرى فى عروقة الدم النقى اليهودى ، وقد ذكرت بعض المصادر الربية المتأخرة أن والد يسوع هو جندى رومانى يسمى بانديرا  الموسوعة اليهودية تقول أن قصة بانديرا الجندى الرومانى الذى زنا مع العذراء مريم ما هى إلا أسطورة وليست حقيقة، حيث تقول بالنص:
[The one statement in which all these confused legends agree is that relating to the birth of Jesus. Although this is ascribed only to the Jews, even in Celsus, the Jews need not necessarily be regarded as its authors, for it is possible that it originated among heretics inimical to Jesus, as the Ophites and Cainites, of whom Origen says "they uttered such hateful accusations against Jesus as Celsus himself did" ("Contra Celsum," iii. 13). It is probable, furthermore, that the accusation of illegitimacy was not originally considered so serious; it was ascribed to the most prominent personages, and is a standing motive in folk-lore (Krauss, "Leben Jesu," p. 214). ]

3) " لَنَا أَبٌ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ " يؤمن اليهود أنهم أولاد إبراهيم وينتسبون إلأيه "نحن ذرية إبراهيم"  وأنهم أيضا أولاد الرب ، وقالوا: نحن نعبد الرب وحده فنحن أولاده. وكان اليهود يفتخرون كل الافتخار باعتقادهم وحدانية الله واعتبارالرب أباهم وملكهم. ( إشعياء ٦٣: ١٦ ) 16 فانك انت ابونا وان لم يعرفنا ابراهيم وان لم يدرنا اسرائيل انت يا رب ابونا ولينا منذ الابد اسمك (أش ٦٤: ٨ ) 8 والان يا رب انت ابونا.نحن الطين وانت جابلنا وكلنا عمل يديك (ملاخي ١: ٦) 6 الابن يكرم اباه والعبد يكرم سيده.فان كنت انا ابا فاين كرامتي وان كنت سيدا فاين هيبتي قال لكم رب الجنود ايها الكهنة المحتقرون اسمي.وتقولون بما احتقرنا اسمك.

وأشار أشعياء النبى أن الرب بعد أن  شبه حبه لإسرائيل  زيهزذا كحب هريس لعروس ، عاد وطلقها بسبب الآثام والذنوب التى أقترفوها بمعنى أنه ترك الشعب للأمم (إش 50: 1و 2) 1 هكذا قال الرب اين كتاب طلاق امكم التي طلقتها ... .هوذا من اجل اثامكم قد بعتم ومن اجل ذنوبكم طلقت امكم. 2 لماذا جئت وليس انسان.ناديت وليس مجيب.هل قصرت يدي عن الفداء وهل ليس في قدرة للانقاذ.هوذا ..." فلم يعد إبراهيم ابا لهم لأنهم كأولاد إبراهيم  نقضوا عهد الرب مع أبيهم غبراهيم كذلك لم يعد الرب يعاملهم كبنين

† " لنا اب واحد وهو الله " ..  وهنا يشير اليهود إلى إيمانهم بوحدانية الإله الواردة فى العهد القديم (تث 4: 35 و 39 & 6: 4- 5) معبرين عنها بتعابير بشرية "والد / أب / وهم أبناء" (تث 32: 6) (إش 1: 2 & 63: 16 & 64: 8) وبينما ييؤمن اليهود بوحدانية يهوه (تث 6: 4- 5) فإعتقدوا تنفيذ شريعة موسى حرفيا تجعلهم فى علاقة صحيحة مع الإله (تث 6: 1- 3 و 17 و 24- 25) وهنا يؤكد يسوع أنه يهوه الظاهر فى الجسد هو الكلمة التى كلم بها يهوه بنى البشر وأن العلاقة الصحيحة  مع يهوه لا تبنى على متطلبات الشريعة بل علىى أساس روح الشريعة بالإيمان بعمل يهوه لهذا كلن اليهود مرتبكين ينفذون الشريعة كعادة ليس فيها روح هنا يأتى دور الروح القدس الذى يبكت الناس على خطية ويعطى ثمارا مقتدين بأعمال يسوع العظيمة وتعاليمه
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
" أنتم تعملون اعمال أبيكم" أى أعمال  إبليس الذى إتخذوه أبا لهم كما سيوضح فى (يو 8: 44) فقال اليهود : "  إننا لم نولد من زنى ، لنا اب واحد وهو الله" كأنهم قالوا نحن أولاد إبراهيم وليس لنا اب غيره على الأرض ولم نولد من آباء وثنيين حتى نكون أولاد زنى أى لا نعرف الله أشرارا فأبونا على الأرض إبراهيم وأبونا السماوى الذى نعبده هو الله الذى عبده إبراهيم أبونا "

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 42)  42 فقال لهم يسوع:«لو كان الله اباكم لكنتم تحبونني، لاني خرجت من قبل الله واتيت. لاني لم ات من نفسي، بل ذاك ارسلني.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: لَوْ كَانَ اللَّهُ أَبَاكُمْ لَكُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي"   † " لو " ..  جملة شرطية من الصنف الثانى التى تدعى "ضد الحقيقة" : لو كان الله اباكم ، ولكنه ليس أباكم ، لكنتم تحبوننى ، ولكنكم لا تحبونننى " (يو 8: 47)   

هنا يناقشهم المسيح فى ظنهم أنهم ابناء الرب وأن كلامهم يتنافى واقع أعمالهم التى تعطى فكرة لمن يراعا أنعم أولاد أب آخر غير الرب وذلك بنفس  بالبرهان الذي نفى به أنهم أولاد إبراهيم حقيقة.(أع 8: 39) "«لو كنتم أولاد إبراهيم، لكنتم تعملون أعمال إبراهيم! " نعم إن الرب كان أباهم بمعنى أنه خلقهم واختار أمتهم شعباً مختارا له من بين الأمم ، ودعا إسرائيل ابناً (مزمور ٨٠: ١٥ ) 15 والغرس الذي غرسته يمينك والابن الذي اخترته لنفسك.   ( هوشع ١١: ١) 1 لما كان اسرائيل غلاما احببته ومن مصر دعوت ابني. " ولم يكن يصلون لعمق كلمة البنوة للرب (1يو 5: 1) 1 كل من يؤمن ان يسوع هو المسيح فقد ولد من الله. وكل من يحب الوالد يحب المولود منه ايضا. " بالمعنى الروحي الحقيقي، لأنهم لو كانوا أولاده لشابهوه وأحبوا ما يحبه، ولأحبوا بالأكثر ابنه الذي هو بهاء مجده ورسم جوهره. وهنا تكمن علاقة المحبة بين الرب وأولاده من بين البشر  .. الآبَ يُحِبُّ الابْنَ. (يوحنا 5: 20) وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي. (يوحنا 17: 23) وهكذا يكون الحب متبادل

الكتاب المقدس يذكر للفعل يحب في تاريخ إبراهيم. قال له الله: خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ.(التكوين 22: 2) تعبر هذه المحبة رمزياً عن محبة الله لابنه الوحيد الرب يسوع. ولكن الله يحب أيضاً الذين هم للمسيح. قال الرب يسوع: الآبَ نَفْسَهُ يُحِبُّكُمْ. (يوحنا 16: 27.) وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي. (يوحنا 17: 23) والرب يسوع يحب أيضاً تلاميذه إذ قال: كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا. اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي. (يوحنا 15: 9) إن الله يحب جميع الناس وهم بعد خطاة، وبرهن على ذلك ببذل ابنه ليخلصهم. وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. (يوحنا 1: 12)

ولكنهم بدل ذلك طلبوا قتله (يو 8: ٤٠).ولكنهم يطلبون قتل ألإبن فكيف يقتل الأخوة أخيهم المسيح أليس تكرارا لقايين الذى قتل أخاه هابيل ومن  هذا الأساس   ولا يزال حب الابن (المسيح) علامة أولاد الرب الحقيقيين، ويبقى كذلك إلى الأبد.( يو ١٧: ٨، ٢٥ ) 8 لان الكلام الذي اعطيتني قد اعطيتهم، وهم قبلوا وعلموا يقينا اني خرجت من عندك، وامنوا انك انت ارسلتني. 25 ايها الاب البار، ان العالم لم يعرفك، اما انا فعرفتك، وهؤلاء عرفوا انك انت ارسلتني
2)  "  لأنِّي خَرَجْتُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ وَأَتَيْتُ"  معنى هذه العبارة هو الإشارة للتجسد وقد إستخدم الأساقفة المجتمعون فى نيقية سنة 325م هذا الإصطلاح لإثبات البنوة الإلهية "إله حق من إله خق" واللغة العربية لغة ركيكة لا تفيد المعنى الصحيح وتعنى فى الأسل اليونانى لا توجد عبارة " من قبل الله" بل "من الله" مباشرة جوهر من جوهر طبيعة من طبيعة وبالتالى يجب خذف "قبل" من النسخة العربية لتصير "من الله"  لتوضيع المعنى اللاهوتى والقصدد الإلهى من هذه العبارة

واللغة اليونانية دقيقة بالنسبة للبحث اللاهوتى فى عبارة " خرجت من" ف" الخروج من" تأتى بثلاثة أوضاع بالنسبة للحرف المضاف فهو إما :

(1) خروج الإبتعاد أو تغرب الشخص ، ولاهوتيا هذا التعبير ضعيف عن مجئ المسيح من الآب وهذا التعبير إستخدمة التلاميذ فى (فهمهم الخاطئ نوعا) .. لقول المسيح "خرجت من عند " وقد وردت هكذا : (يو 16: 30) (30 الان نعلم انك عالم بكل شيء، ولست تحتاج ان يسالك احد. لهذا نؤمن انك من الله خرجت».وكانت كلماتهم فى ذلك الوقت تعبر عن فهمهم القاصر بأن خروجه يعنى مجيئة للأرض " النبى الآتى" وهذا يستلزم تركه السماء وإبتعادة المكانى عن الآب وهذا هو فهم يوحنا عن خروج المسيح من عند الآب كتغرب ثم عودة ( يو 13: 3)  3 يسوع وهو عالم ان الاب قد دفع كل شيء الى يديه، وانه من عند الله خرج، والى الله يمضي،  

(2) خروج بجانب - أى زمالى شخصية .. وتعنى خروج مع البقاء بجانب كزمالة وهو تعبير المسيح وليس من وجهة نظر نفسه (يوحنا ١٦: ٢٧ ) 27 لان الاب نفسه يحبكم، لانكم قد احببتموني، وامنتم اني من عند الله خرجت "   فهو على قدر فهمهم يعبرون عما آمنوا به نحو يسوع ولم يكن هذا الفهم هو الفهم اللاهوتى الكامل

(3) خروج من داهل مع بقا ء فى الداخل لتفيد بقاء جوهر الآب فى جوهر الإبن المتجسد  .. (يو 16: 28) 28 خرجت من عند الاب، وقد اتيت الى العالم، وايضا اترك العالم واذهب الى الاب». حسب القراءة الصحيحة باليونانية فى النسخ الدقيقة وهذا هو تعبير المسيح نفسه

 وهذه كلها نهنى التعبير عن التجسد جووهريا وذاتيا :
لأنِّي خَرَجْتُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ وَأَتَيْتُ كان المسيح عند الله منذ الأزل، وأتى من عنده وتجسّد على الأرض. فحضوره هنا نتيجة خروجه من عند الله.
3) "  لأنِّي لَمْ آتِ مِنْ نَفْسِي، بَل ذَاكَ أَرْسَلَنِي»."  وكلمة أتى وردت فى ( يوحنا ٥: ٤٣) 43 انا قد اتيت باسم ابي ولستم تقبلونني. ان اتى اخر باسم نفسه فذلك تقبلونه. ) ( يو ٧: ٢٨، ٢٩) 28 فنادى يسوع وهو يعلم في الهيكل قائلا: «تعرفونني وتعرفون من اين انا، ومن نفسي لم ات، بل الذي ارسلني هو حق، الذي انتم لستم تعرفونه. 29 انا اعرفه لاني منه، وهو ارسلني».

ويلاحظ أن الفعلين من الله "خرجت " او " أتيت " لذى وردا فى نفس الآية  هما فى الغة اليونانية مضافان إلى "من" وهذا يعنى "من الله خرجت " ومن الله أتيت" وهما يفيدان فى المعنى اللاهوتى عمق اللاهوت (يو 1: 18) 18 الله لم يره احد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الاب هو خبر. "  وخبر إن لم أكن مخطئا تعنى أعلن أو ظهر وحضن تعنى عمق أو الوجود فى الله "أنا فى الآب والآب فى " (يو 14: 10)  ألست تؤمن أني أنا في الآب والآب في؟ الكلام الذي أكلمكم به لست أتكلم به من نفسي، لكن الآب الحال في هو يعمل الأعمال. ..

لأنِّي لَمْ آتِ مِنْ نَفْسِي الخ أي لم يأت بمشيئته الخاصة، إنما أتى بتعيين ألآب له رسولاً إلى الناس. وخلاصة كل هذه الآية أن كل أولاد الله الحقيقيين يعرفون الابن ويحبونه لأنه أزلي، وأصله سماوي، وإرساليته إلهية.فهو أنه أتى ممثلا كليا من ذات الرب فى كل قول وعمل فعله وهو فى الآب مبعوذا لعمل يهوه وليس لمجد شخصى كما قال المسيح فى الآيات التالية : -

(يو 7: 16) اجابهم يسوع وقال:«تعليمي ليس لي بل للذي ارسلني. 

(يو 5: 30) 30 انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا. كما اسمع ادين، ودينونتي عادلة، لاني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الاب الذي ارسلني.

يو 7: 18) 18 من يتكلم من نفسه يطلب مجد نفسه، واما من يطلب مجد الذي ارسله فهو صادق وليس فيه ظلم.

(يو 14: 10) 10 الست تؤمن اني انا في الاب والاب في؟ الكلام الذي اكلمكم به لست اتكلم به من نفسي، لكن الاب الحال في هو يعمل الاعمال.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
فقال لهم يسوع لو كان الله أباكم لكنتم تحبوننى" فأن الإبن يجب أن يكون شبيها بأبيه فلو كانوا أبناء الله لكانوا يشابهونه تعالى فى محبته لأبنه الوحيد ولكنهم أبعضوا غبنه فبالتالى ليسوا هم أبناء الله وأشار المسيح بقوله : " لأنى خرجت من قبل الله" إلى مولده الأزلى من ألاب وبقوله "أتيت" إلى مولده الزمنى متجسدا وبقوله " لأنى لم آت من نفسى بل ذاك أرسلنى إلى وحدة الجوهر والإرادة بين (الذات) الآب الإبن (الكلمة) 

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 43)   43 لماذا لا تفهمون كلامي؟ لانكم لا تقدرون ان تسمعوا قولي.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  

وتعنى هذه الآية باللغة اليونانية : " لماذا لا تفهمون حديثى (لغتى) لأنكم لا تسمعون كلمتى " والمقارنة فى هذه الآية بين فهم الحديث بعد سماعه فالفهم والإدراك يختص بالحديث أما السماع بالروح أى الكشف يختص بالكلمة

فى بعض الأحيان حينما يتحدث إنسان لآخريين وتسألهم ماذا قال يقولون لا ندرى ماذا قال؟ هذا الفعل يقال عنه أغلقوا أذانهم عن السمع أو أطفئوا عقولهم عن السمع  switch off قال الرب عنهم فى العهد القديم (أر 5: 21)  اسمع هذا أيها الشعب الجاهل والعديم الفهم، الذين لهم أعين ولا يبصرون. لهم آذان ولا يسمعون " وقال المسيح عن هؤلاء الناس (مت 13: 13)   مِنْ أَجْلِ هذَا أُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَال، لأَنَّهُمْ مُبْصِرِينَ لاَ يُبْصِرُونَ، وَسَامِعِينَ لاَ يَسْمَعُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ. " ومثل الزارع يوضح أسباب قبول أو عدم قبول شخصيات مختلفة للكلمة


1) " لِمَاذَا لا تَفْهَمُونَ كلامِي؟" المسيح يتكلم كلام البشارة ورسالته سمائية ( يوحنا ٧: ١٧)17 ان شاء احد ان يعمل مشيئته يعرف التعليم، هل هو من الله، ام اتكلم انا من نفسي.

 † "  لا تفهمون كلامى " ..  تشير هذه الكلمات قبول المسيح عن طريق فهم كلماته وتعاليمه ولكن لم تكن لهم آذان روحية يسمعون ولا يفهمون ( إش 6: 9- 10) (مت 11: 15 & 13: 9 و 15- 16 و 43) (مز 4: 9و23 & 7: 16) (لو 8: 8 & 14ك 35) (أع 7: 51 & 28: 26- 27)

وهناك من فى الجمع يسمع  حديث الرب ويتابع بالفهم السريع والإدراك أما المجموعة الثالثة الأعلى هى التعمق لكشف طبيعة الكلمة  وإذا كان السامع ليست له اذن روحية بل أذن المضاد للمسيح فإنه يقاوم الكلمة ويتهم صاحبها بإتهامات شيطانية حتى لا تصل الكلمة لأحد ويفشل التدبير الإلهى فى الفداء

هذا توبيخ لهم على تعمدهم فهم كلامه إلى غير معناه في كل هذا الخطاب أو المحاورة او النقاش من  (يو 8: ٣٢ - ٤٣) لأنهم أذنبوا بذلك لوضوح قصده ومعناه. ولم يتوقع جوابه على هذا السؤال، فأجاب عليه من (يو 8: ٤٤ - ٤٧.)
2) " لأنَّكُمْ لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَسْمَعُوا قَوْلِي" هذا سبب عدم فهمهم كلامه، لأنه روحي وقلوبهم جسدية،

(رؤ 2: 7) ولما كان المسيح لا يتكلم كإنسان بل كإله فى قوله : " انا هو نور العالم " (يو 8: 13 )و " أنا هو الطريق والحق والحياة" ( يو 14: 6) و " أنا والآب واحد  (يو 10: 30) فكيف يفهم الناس قول المسيح ؟ الإجابة لأنهم إعتبوة إنسانا وعندما يوقل إنسان هذا الكلام فيعتبروه مجدفا فلم يُسروا به ولم يؤمنوا ولم يطيعوا. وعدم الاستطاعة نتيجة عدم الإرادة. وكرهوا كلامه لأنه مضاد لكبريائهم كرؤساء كهنة وفريسيين لهم سلطان ومكانه فى المجتمع ولهم شهواتهم وميولهم، ولأن عدو الحق ملأ قلوبهم بالأهواء الشريرة، فصُمَّت آذانهم عن سماع صوت الله المتكلم بالمسيح.


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
ولما كان اليهود جسديين صمت آذانهم عن سماع أقوال المسيح فقال لهم "لماذا لا تفهمون كلامى ، لأنكم لا تقدرون أن تسمعوا قولى "كأنه قال لهم أنكم أيها اليهود قد طمست أذهانكم بميولكم الشريرة وكبريائكم وفساد قلوبكم فصمت آذانكم عن سماع صوتى الذى هو صوت الله

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 44)   44 انتم من اب هو ابليس، وشهوات ابيكم تريدون ان تعملوا. ذاك كان قتالا للناس من البدء، ولم يثبت في الحق لانه ليس فيه حق. متى تكلم بالكذب فانما يتكلم مما له، لانه كذاب وابو الكذاب.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  

1) " أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ" أنتم ادعيتم أن إبراهيم أبوكم وأن الرب أبوكم، والحق أن إبليس هو أبوكم وكان المسيح أشار إليه في (يو 8 38 و 40) وصرح به علانية هنا.  ولم يكن هذا التوضيح الصادم لليهود هجوما بقدر أنه يدافع عن الرب لأنهم ينتمون إليه كابناء لأن أعمالهم يستنكرها الرب فقرارالمسيج حول المرأة الخاطئة أدى إلى توبيخ ضمائرهم فلم يستطيعوا المكوث فى المكان الذى يتواجد فيه المسيح وعبارته التى قالها لهم " أنتم من أب هو إبليس" سلط الضوء على حربهم الشريرة ومقاومتهم له أن مصدرها إبليس اللعين والتى يشنوها ضد الرب والمسيح بإسم الناموس وأبوة الرب للشعب المختار تماما كما كان إبليس يستخدم الكتاب المقدس فى تجربة المسيح ، وقد جعل السيد المسيح بهذه العبارة المواجهة صريحة ومكشوفة بينه وبينهم وبالمعنى البسيط بين الرب الإله الذى يتكلم من خلال كلمته المسيح وبين الشيطان الذى ينطق فيهم . فإن الأفكار والأعمال التي أظهرها اليهود يومئذٍ لم تكن إلا من عدو الله والناس. وشابهوه في صفاتهم كما يُشبه الأولاد والديهم. (مت 13: 37- 39)  37 فاجاب: «الزارع الزرع الجيد هو ابن الانسان. 38 والحقل هو العالم. والزرع الجيد هو بنو الملكوت. والزوان هو بنو الشرير. 39 والعدو الذي زرعه هو ابليس.

" † "  أنتم من أب هو إبليس " . هذه العبارة قوية هناك فريقين أما مع يسوع أو مع إبليس فلا تعرج ايها القائد الدينى بين الفريقين (يو 8: 47) يعبر هنا عن الإنتماء فى سمات عائلية بالتعبير العبرى : ابناء" و " أولاط" (مت 13: 38) (أع 13: 10 ) (1يو 3: 8و 10)

وكلام المسيح هنا يدل على أن الشيطان ذات، لا معنى متوهَّم، وأن له تأثيراً عظيماً في العالم وقوة شديدة. لأنه ليس للشيطان قوة عليهم إلا باختيارهم وتسليمهم أنفسهم إلى تجاربه، وبارتكابهم الأعمال التي ترضيه وهو يحثهم عليها.  (١يوحنا ٣: ٨ ) 8 من يفعل الخطية فهو من ابليس، لان ابليس من البدء يخطئ. لاجل هذا اظهر ابن الله لكي ينقض اعمال ابليس.

2) " وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ " الشيطان يريد أن يصير إلها لكل من يستسلم له كما أن الشيطان له قدرة ليسقط رغبته الشخصية فى تدمير كل من يخضع ويستسلم له كأب ويسيرون فى طريقة كمعلم لأن شهوة الشيطان تتبع من عداوة شخصية للرب ولإبنه المسيح والإنسان ضعيف فيسهل له كل ما يسر به ويرغب الناس به وينتج عنه الضلال والإثم والشقاء والحزن والألم ولأن شهوة الشيطان فى أن يصير أقوى وأعلى وأكبر من الرب أقوى من ان يتحملها الإنسان فينتهى الأمر بتدمير الإنسان جسدا وروحا وهذا ما يريده الشيطان من شره .
3) " تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا" كلمة "تريدون" تعنى باللغة اليونانية "الإصرار المنتهى منه" يعنى مصممون او ترغبون وهى إصرار الشخص فى إكمال رغبته فى فعل الشر والسقوط فى الخطيئة حتى تصبح الخطية عاد وإدمان وقد عبر ف. بولس عن هذه الحالة فقال (رو 7: 19) لأني لست أفعل الصالح الذي أريده، بل الشر الذي لست أريده فإياه أفعل. " ويعبر العامة عن هذه حالة الشخص الذى تكون إرادته تتفق مع إرادة الشرير أنه : " مسلوب الإرادة" بما بعنى انإرادة الخير الذى فيه لا يستطيع فعلها وقولون الناس عن الإنسان الشرير : " نتقى شره" أو "إبعد عنه ده إنسان شرير"  والإنسان يميل بطبيعته للخير بسيطا وديعا مسالما ولكن إذا إستماله الشيطان وبناه صار شرسا متنمرا لا يلين ولا يحيد عن مقصدة ولا يهدأ حتى يتمم كل ما قررة الشيطان ليفعله وهذا ما فعله اليهود ورؤسائه مع المسيح فقد وضع المسيح صورتهم الحقيقية أمام أعينهم "شهوات أبيكم تريدون أن تعملوا" فكانوا يحقدون على المسيح ويكرهونه ويتمنون له الموت ونرى هذا عند قراء الإنجيل حقد وغضب ومهاجمة كلامية شرسة لأنهم أبغضوا كلامه وعناد وسرعة إنفعال وتخطيط للقتل

. وذكر المسيح في ما يأتي ثلاثة من أعمال إبليس: وهي القتل، والكذب، وإغراء الغير به.

4) " ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ البَدْءِ "† " قتالا للناس منذ البدء  " .. لاتفهم هذه الاية أن الشيطان أزلى ولكن تعنى كلمة البدئ أى بدء الحياة البشرية على الأرض وكلمة قتالا أى يعوى الناس لفعل الخطية والبعد عن يهوه أى الموت الروحى منذ آدم وحواء بواسطة الروح الشرير الكاذب الذى دخل فى الحية (تك 3)

 وتبدا الخطية بالفكر وتنتهى بفعل القتل والسقوط فى الخطية ويقال فى القداس القبطى : " والموت الذى دخل للعالم بحسد إبليس" وهذه العبارة مأخوذة من سفر الحكمة [  سفر الحكمة أو حكمة سليمان سفر من أسفار الكتاب المقدس القانونية الثانية ويأتي بعد سفر نشيد الإنشاد في الترتيب ] (حكمة 2: 23- 24) 23 فإن الله خلق الإنسان خالدا، وصنعه على صورة ذاته، 24 لكن بحسد إبليس دخل الموت إلى العالم، "

يقتل الأبرار ويقتل الأشرار : فقتل قايين أخيه هابيل البار بالفتنة المكايد يزرع خصومات (1 يو 3: 11 و12) 11 لان هذا هو الخبر الذي سمعتموه من البدء: ان يحب بعضنا بعضا. 12 ليس كما كان قايين من الشرير وذبح اخاه. ولماذا ذبحه؟ لان اعماله كانت شريرة، واعمال اخيه بارة. " وإضطهادات يموت فيها المسيحيين مضطهدين وفى نفس الوقت يسقط الأشرار فى الموت الروحى بالخطيئة فيموتون فى خطاياهم فلا يدخلون الملكوت بعدم الإيمان بالمسيح (رو 5: 11 و 12) 11 وليس ذلك فقط، بل نفتخر ايضا بالله، بربنا يسوع المسيح، الذي نلنا به الان المصالحة. 12 من اجل ذلك كانما بانسان واحد دخلت الخطية الى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس، اذ اخطا الجميع. "

قتالا : منذ أن أطلق المسيح هذه الصفة على الشيطان وأصبحت إسما للشيطان فى العهد الجديد نراها موجودة فى تعاليم الرسل وترجمتها " الحية القتالة للناس" ووردت فى سفر الرؤيا يإسم " الحية القديمة (رؤ 12: 9) 9 فطرح التنين العظيم، الحية القديمة المدعو ابليس والشيطان، الذي يضل العالم كله، طرح الى الارض ( رؤ 20: 2)  2 فقبض على التنين، الحية القديمة، الذي هو ابليس والشيطان، وقيده الف سنة،  "

 وأثار كثيرين مثل قايين على قتل إخوتهم. وهو يقتل نفوساً كثيرة بتجاربه على الدوام فيستحق أن يسمى «قتَّال الناس» لأنه لا يقتل شخصاً بل جنساً، لأن الموت عمَّ جميع الناس بمعصيةٍ هو سببها. وكان نشطا فى عصر المسيح فلم يدع اليهود يؤمنوا بالمسيح (يو 8: 24) فقلت لكم: إنكم تموتون في خطاياكم، لأنكم إن لم تؤمنوا أني أنا هو تموتون في خطاياكم». " فأظهر اليهود شرهم بطلبهم قتل يسوع أنهم مثل إبليس (ع ٤٠).وللأن البغض وكره الاخر ينتهى بالقتل كما فعل قايين مع أخاه أو بالموت الروحى ولهذا  نبهنا الكتاب أن (1 يو 3: 15) 15 كل من يبغض اخاه فهو قاتل نفس، وانتم تعلمون ان كل قاتل نفس ليس له حياة ابدية ثابتة فيه. "

 وكانوا قتلة نفوس الناس الذين أضلوهم (متّى ١٥: ١٤) 14 اتركوهم. هم عميان قادة عميان. وان كان اعمى يقود اعمى يسقطان كلاهما في حفرة». والذين جعلوهم أبناء لجهنم أكثر منهم أضعافاً (متّى ٢٣: ١٥).15 ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تطوفون البحر والبر لتكسبوا دخيلا واحدا ومتى حصل تصنعونه ابنا لجهنم اكثر منكم مضاعفا! "
5) " وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الحَقِّ " يعنى فى اللغة اليونانية أنه "لم يقف" أى "لم يدم" أى لم يضع قدما ويقف راسخا وبهذا فالشيطان لم يدم فى الحق أو لم يثبت فى الحق فقد كان فى منصب رآسى (رياسة) أو موضع مسئولية ولكنه تخلىى عن منصبة طمعا أو حسدا فيما هو أعظم فحسب له ذلك خطية فسقط فى الظلمات ولأنه معاند فلن يرجع عن طريقه لهذا قال بطرس (2 بط 2: 4)  لأنه إن كان الله لم يشفق على ملائكة قد أخطأوا، بل في سلاسل الظلام طرحهم في جهنم، وسلمهم محروسين للقضاء، "
المقصود «بالحق» هنا البرّ. وفي هذا الكلام إشارة إلى سقوط الشيطان من الحال التي خلقه الله عليها التي هو فيها الآن.

وعدم الثبوت في الحق من صفاته وصفات أتباعه دائماً، لأنه يقاوم الحق فكراً وقلباً وفعلاً، ويُسر بالضلال وبتوزيعه.
6) " لأنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ " إذا وضعنا العبارة السابقة فى هيئة سؤال لماذا لم يثبت فى الحق؟ تكون الإجابة العبارة التى نحن بصدد تفسيرها لأنه ليس فيه حق والحق الإلهى هو أن الرب اعطاه رآسة ومنصب وعمل على مستوى الحق الإلهى وكان عليه أن يثبت أو يرسخ أو يقف فى مكانته ويقوم بهذا العمل ليدوم فى المستوى الرآسى المطلوب منه (  يهوذا ٦ ) 6 والملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم، بل تركوا مسكنهم حفظهم الى دينونة اليوم العظيم بقيود ابدية تحت الظلام. "

ومعنى أنه ليس فيه حق أنه ليس فيه أى شئ من " ألليثا" التى فى الآب والمسيح والروح القدس

اليثيا: عبارة الفلسفيّة. اليثيا فى اللغة اليونانية القديمة تعنى الحقيقة أو الكشف في الفلسفة  مترجمة على أنها "غير مغلقة"، " الكشف" . المعنى الحرفي للكلمة هو "حالة عدم الإخفاء، حالة كونها واضحة." وهذا يعني أيضا الواقع الصدق

وعدم صدق نوايا الشيطان جعلة يتمرد على الرب ولم يثبت فى مكانته ومنصبة الرآسى وكان سقوطه بلا شفاء ولا رجوع ولأن الحق هو الصدق وهو الحقيقة المطلقة فلما فقد الشيطان الحق صار كذابا وابا لكل كذاب وما هو الكذب ألا عدم قول الحق ومن هو الكذاب إلا الذى ينكر الحق ؟ والحق هو الرب  

لا يقدر أحد أن يثبت في الحق ما لم يكن على شيء من حب الحق والمسرة به. لكن الشيطان يميل بكل قواه وغرائزه إلى الكذب، فلا محل في قلبه للحق.
7) " مَتَى تَكَلَّمَ بِالكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، "  فى هذه العبارة كلمتان : الأولى " الكذب" والثانية "يتكلم " مما له " فالكزب فى اللغة اليونانية تعنى "الزيف" أى ما هو ليس حقا أو سحيحا أى ليس موجودا فى أرض الواقع بل هو نفى الشئ فالنور طاقة أما الظلام فليس كذلك فإذا قال إنسان الحق وصدقة الجميع لما رأوه حقيقة فهو يقول الحق وغذا أتى آخر ونفى هذا القول فهو كاذب لأنه نفى الحقيقة مثل قال إنسان توجد شمس هذه حقيقة وأتى آخر وقال لا توجد شمس فهو كاذب لأنه نفى الموجود والظاهر والمعروف لدى الجميع الحق يعتمد على شئ واقعى موجود وملموس أحيانا أما الكذب فليس له طبيعة بالمرة بل يعتمد على نفى الحق أو نفى ما هو صحيح

مِمَّا لَهُ : أى حسب ميول الإنسان وهو مثل قوله عن الإنسان الصادق «من فضلة القلب يتكلم الفم» (متّى ١٢: ٣٤). وهذا خلاف ما تكلم به المسيح لأنه كلمة الحق (ع ٤٠) وما يتكلم به الروح القدس كذلك (يوحنا ١٦: ١٣).وعن الإنسان الكاذب الشرير «من الكنز الشرير (في القلب) يُخرج الشرور» (متّى ١٢: ٣٥)
8) " لأنَّهُ كَذَّابٌ "  لأن الشيطان ملاك ساقط أبعده الرب وعن خدمته والرب هو الحق ولما كان الكذب ضد الححق ووالحقيقة فصار يغوى الناس ويضلهم بعدم وجود الحق أى عدم وجود الرب وهذا هو الكذب بعينه وبهذا هيأ للناس  كسر وصايا الرب وقوانينه وشريعته وتعاليمه  وحتى للقيم الإنسانية البسيطة
لأنَّهُ كَذَّابٌ لا شك أن المسيح أشار بهذا إلى كذب الشيطان الأول الفظيع الذي به أضلَّ والدينا الأوَّلين (تكوين ٣: ٤) وإلى أن عمل الشيطان على الدوام أن يخدع الناس ليهلكهم، وأنه عدو كل حق. ويسمى ضد المسيح ولأن الشيطان عمله سلبى أى بنفى الحق وإنكار الحقيقة فهو وجود مهدد بالفناء لأنه فى اللحظة التى سيعلن فيها الرب الحق المطلق عن إدانته للشيطان بمقتضى الحق فإنه ينتهى من الوجود لأنه ليس له حق الوجود الذاتى لأن وجوده بسماح إلهى  ينتهى بالدينونة ومخيف هو الوقوع فى يد الرب
9) " وَأَبُو الكَذَّابِ "
أي أن كل الكذابين أولاد الشيطان لأنهم يشبهونه ويتكلمون بما يحثهم عليه. وبيّن المسيح هنا فظاعة الكذب بحسبانه مع القتل لأن الشيطان هو مصدر الوساوس الشريرة لإسقاط الإنسان فى الشر  مصدر كليهما الشيطان. رفض اليهود الحق الذي تكلم به المسيح، وسُروا بالكذب، فأظهروا بذلك أنهم أولاد إبليس (ع ٤٥).


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأنه قال لهم أنتم شابهتم إبليس فى أفكاره واعماله الشريرة فإذا أنتم أولاده لأنكم تشبهونه فى صفاته الردية وليس ذلك فقط بل أنكم تجتهدون فى أن تعملوا شهوته أى ما يسره وما يرضيه والذى يحثكم هو عليها وأنتم تفعلون ذلك طوعا له وإختيارا فتميلون إليه كالخادم المطيع وأعلموا أن إبليس هذا "كان قتالا للناس منذ البدء" فبواسطته وإغراءه دخلت الخطية إلى العالم وهو الذى حرك قايين لقتل هابيل وهو المحرك للناس دائما على إرتكاب الآثام وهو الآن يحثكم أن تقتلونى فأنتم ميله قتالون ، وهو "لم  يثبت فى الحق لأنه ليس فيه حق" فقد خلق طاهرا مثل الملائكة الأطهار ولكنه  سقط بكبرياءه وتصلفه ولمقاومته الحق وسروره بالضلال والطغيان وأنتم تفعلون مثله فى عدم محبة الحق وفى تقلبكم وعدم ثباتكم والسبب فى عدم ثباته أنه "ليس فيه حق" أى لأنه يميل بكل قوته وطبيعته إلى الكذب فلا موضع للحق فى قلبه ، وكذلك أنتم لإتباعكم ضلاله إنفصلتم كل الإنفصال عن الحق ، وبما أنه ليس فيه حق فهو : " يتكلم مما له "أى ما يوافق ميوله الشريرة فمنبع الشر لا يخرج إلا الشرور ولذا فهو على الدوام "كذاب" فلا يقول الصدق ولن يقوله أبدا فكما كذب على الأبويين الأولين وأسقطهما من السعادة والوجود فى حضرة الرب وهو يكذب دائما خادعا الناس ليهلكهم فكل الذين يطاوعون إبليس يكونون أبناء له لمشابهتم له فى صفاته الفاسدة ويكون هو أبا لكل كذاب ويلقب باللقب الذى يستحقه وهو "أبو الكذاب" وبما أنكم أيها اليهود قد رفضتم كلامى وسررتم بالكذب فأنتم "أولاد إبليس" وهو أبوكم

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 45)  45 واما انا فلاني اقول الحق لستم تؤمنون بي.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس   
1) "«وَأَمَّا أَنَا فَلأنِّي أَقُولُ الحَقَّ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي»" بدأ المسيح قوله بـ " أما" ويعطى سببا لعدم إيمانهم به لأن أبوهم إبليس ينكر الحق  وينكر أن يسوع هو المسيح والمسيح هنا هو النقيض لأبيهم والمناقض لهم ولأفكارهم ومن الملاحظ أن المسيح كان يبدأ عظاته وتبشيره ودعوته وخطبة بكلمتين : " الحق الحق أقول لكم " وكذلك هنا  فى هذه الآية : " وَأَمَّا أَنَا فَلأنِّي أَقُولُ الحَقَّ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي" أى أن سبب عدم إيمانهم لأنه يقول الحق وهم يتبعون المضل الكذاب غبليس الحية القديمة التى أغوت ابوينا الأوليين وشككت فى كلام الرب لهم   (تك 3: 1)  1 وكانت الحية احيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الاله، فقالت للمراة: «احقا قال الله لا تاكلا من كل شجر الجنة؟»
ترك المسيح هنا الكلام على إبليس، وأخذ يتكلم على أولاد إبليس ، فقال إنهم يشبهون الشيطان لأنهم لم يصدقوا المسيح الذي تكلم بالحق. وقال إنه لو أخفى الحق وكلمهم بالكذب لكانوا صدَّقوه.( ٢تسالونيكي ٢: ١١ ) 11 ولاجل هذا سيرسل اليهم الله عمل الضلال، حتى يصدقوا الكذب،"   والغالب أن التكلم بالحق يجلب للمتكلم ثقة السامعين به، لكن أولئك اليهود من كثرة مقاومتهم للحق رفضوه (رومية ١: ٢١ 21 لانهم لما عرفوا الله لم يمجدوه او يشكروه كاله، بل حمقوا في افكارهم، واظلم قلبهم الغبي. "  ( أفسس ٤: ١٨).18 اذ هم مظلمو الفكر، ومتجنبون عن حياة الله لسبب الجهل الذي فيهم بسبب غلاظة قلوبهم. "
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
"وأما أنا فلأنى اقول الحق لستم تؤمنون بى "   أى انكم تصدقون الكذاب فأنتم أبناؤه فلو كنت أنا أخفيت الحق وكلمتكم بالكذب لكنتم  صدقتمونى ولكن لأنى كلمتكم بالصدق فأنتم رفضتم كلامى لأنكم تشبهون اباكم الشيطان فى كراهية الحق

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 46)   46 من منكم يبكتني على خطية؟ فان كنت اقول الحق، فلماذا لستم تؤمنون بي؟

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  

1) " مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟" هنا يعيد المسيح إلى أذهانهم ما حدث مع المرأة الزانية واضعا نفسه مثلا بالمقارنة بهم فقد قال لهم حينئذ من منكم بلا خطية فليرمها بحجر اولا .. فإنسحبوا جميعا من المكان وغادروه مبتدئين من الشيوخ ثم الشباب لأن ضمائرهم نخستهم فلم يطيقوا التواجد فى المكان .. وهنا يقول لهم المسيخ من منكم يبكتنى على خطية كأنه يقول لهم : فمن هو الإنسان الذى بلا خطية من سقوط أبوينا الأوليين إذا؟

يبكتنى : تعنى فى اليونانية : إصطلاح قانونى يفيد الفحص المضاد من محامى الخصم أن يقدم دليل الضد "إقامة دليل الضد" أى إثبات الخطأ بالدليل المدعم إما بشهادة الشهود أو بالوثائق الدامعة أو بمهارةة المحقق فى جعل المتهم يعترف ضد نفسه وقد أورد الإنجيل هذا الإصطلاح عن الروح القدس (يو 16: 8)  ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة: "

 † " من منكم يبكتنى على خطية؟ " ..  تشير كلمات يسوع هذه ‘لى الشهادة الكاذبة الشيطانية ومقاومة الشرير ليسوع فبينما يكذب الشيطان واليهود لأن الشيطان أبو كل كذاب فإن يسوع ينطق بالصدق دائما ، وبينما يدعوا يسوع قادة اليهود الدينيين ليتبعوا تعاليمه ويتحداهم أن يثبتوا أنه غير بار بعد إتهامه أنه إبن إبليس  وهنا يعلن يسوع عن نفسه أنه الإنسان الوحيد فى العالم بلا خطية ومع ذلك نزل نهر الأردن فى معمودية التوبة أنه يتوب عن خطايا العالم وهو البار ودفع ثمن الخطية وهو موت الصليب فداءا عن كل إنسانا خاطئا (يو 16: 9)

  أشار المسيح بذلك إلى استقامته وطهارة سيرته، برهاناً على صدق قوله «أتيت من الله».ولا يوجد إنسان لم يفعل خطية ويظهر هنا المستةى البشرى الذى تعيش به إنسانيته بالمقارنه بباقى البشر فهو يفوق مستوانا حتى يستحيل أن يوجد إنسان بلا خطية وطلب من أعدائه أن يشهدوا عليه بخطية يستحق عليها البكيت أو الموت إن استطاعوا (عب 4: 15) 15 لان ليس لنا رئيس كهنة غير قادر ان يرثي لضعفاتنا، بل مجرب في كل شيء مثلنا، بلا خطية. " والمسيح هنا يجمع كل أنواع الكذب والخداع والنفاق  وغيرها فى كلمة واحدة هى " الخطية" والتى نعنى فى معناها البسيط كل من يتعدى الحق أو يتجاوزه والإنسان الخاطء لا يمكن أن يخفى سلوكه زعزافه ورغباته وشهواته فتصرفه يكشف عما بداخلة  ما إذا كان يفعل خيرا أو شرا وبهذا يمكن معرفةالخاطئ بأدلة كثيرة اثناء فعل الخطية ومن نتائجها وقال المسيح ذلك بناءً على مبدأ هام هو أن كل مستقيم في أعماله مستقيم في أقواله، فهو يقول الحق ويعمل به ويضع هنا قياسا لهم بمقارنة أعماله وأعمالهم بأن ما يقوله هو الحق فإن لم يبرهنوا أنه فعل خطية واحده فهذا يكون دليل غدانتهن بأنهم يقاوموا الحق والحكم الإلهى صادر على المسيح بأنه بلا خطية ونشير هنا إلى أن المسلمين يؤمنون أن جميع بنى البشر نخسهم الشبطان ساعة ولادته إلا عيسى إبن مريم أى المسيح وهذا أيضا دليلا على أن المسلمين لا يؤمنون بالحق الذى هو المسيح وهذا قانون صحيح. وليس من حق أحد أن يقيس سلوك المسيح أو يحكم على شخصة بأى حال من الأحوال ولكن القياس عنا على كلمة المسيح ووصاياع وتعليمه " أما لأنى أقول الحق " و " فإن كنت أقول الحق ." وكأنه يقول : " "أنا بلا خطية " فكل ما أقوله هو الحق" زهكذا بالضرورة كل من لا يرمن يدان بل وكل من لا يؤمن فهو ليس من الحق اى ليس من الرب  ولعله سكت قليلاً ليترك لهم فرصة للجواب.ولكنهم لم يجيبوا
2) " فَإِنْ كُنْتُ أَقُولُ الحَقَّ، فَلِمَاذَا لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي؟"  اتخذ المسيح سكوتهم دليلاً على عجزهم أن يبكتوه على خطية، فسألهم ذلك. فكأنه قال لهم «أنتم تعرفون وترون استقامة حياتى لقد عشت بينكم وألآن أثبتَتْ صدقي، فيجب أن تؤمنوا بي. فلماذا شككتم؟». ولا يقدر إنسان أن يقول ما قاله المسيح من أنه بلا خطية في الفكر والقول والفعل، وأن العالم يعجز عن أن يثبت عليه أدنى زلة أو هفوة. إلا أن هؤلاء اليهود قد وقعوا فى الضلال وربطهم الشر بقيوده فلم يستطيعوا ان يؤمنوا بالحق لأنه لم يمتلكوا روح الإفراو بين الحق والضلال لأنه ليس فيهم روح الرب بل تأذروا بروح الشر فأعمى الشرير اذهانهم (1 يو 4: 6) 5 هم من العالم. من اجل ذلك يتكلمون من العالم، والعالم يسمع لهم. 6 نحن من الله. فمن يعرف الله يسمع لنا، ومن ليس من الله لا يسمع لنا. من هذا نعرف روح الحق وروح الضلال.  "


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
"من منكم يبكتنى على خطية" فأنكم جميعا تعلمون طهارة سيرتى وأننى خال من كل خطية وشبه خطية وقد برهنت لكم أننى لم أخطئ فى غبراء المقعد يوم السبت حسب زعمكم بل أننى فعلت ما هم جائز بل وواجب عمله فى الناموس "فإن كنت أقول الحق" وقد برهنت على أن تعاليمى هى حق وصدق بأدلة قاطعة ومعجزات باهرة حتى لا يقدر احد منكم فيه ذرة من العقل أن يشك فى صدقها " فلماذا لستم تؤمنون بى" مع إقراركم بأن سيرتى بارة وطاهرة وتعاليمى صحيحة إن ذلك دليل على كبريائكم وعمى قلوبكم

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 47)  47 الذي من الله يسمع كلام الله. لذلك انتم لستم تسمعون، لانكم لستم من الله».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس   

1) " اَلَّذِي مِنَ اللَّهِ يَسْمَعُ كلامَ اللَّهِ " هذه العبارة تعتبر قاعدة أساسية منطقية وهى تفرق بين من هو من الرب أى أولاد الرب وأولاد الشيطان ولكل إنسان علامته التى يظهر بها للمجتمع إن كاان يفعل خيرا فهو من الرب وإن فعل شرا فهو إبنا للشيطان مع ملاحظة أن أحيانا أبناء الشيطان يفعلون الخير بدافع الضمير الإنسانى - الذى من الرب يسمع كلا الرب ويعمل به ويستطيع أن يقوله بإسم الرب ليسمعه الناس وينشروه فيؤمنون أنه من الرب وهذا يشرحه ويوضحة التلميذ يوحنا موضحاا الفرق بين أبناء الرب وأبناء الشيطان (1 يو 4: 3- 6 ) وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح انه قد جاء في الجسد، فليس من الله. وهذا هو روح ضد المسيح الذي سمعتم انه ياتي، والان هو في العالم. 4 انتم من الله ايها الاولاد، وقد غلبتموهم لان الذي فيكم اعظم من الذي في العالم. 5 هم من العالم. من اجل ذلك يتكلمون من العالم، والعالم يسمع لهم. 6 نحن من الله. فمن يعرف الله يسمع لنا، ومن ليس من الله لا يسمع لنا. من هذا نعرف روح الحق وروح الضلال.  " 2) " لِذَلِكَ أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَسْمَعُونَ، لأنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ اللَّهِ" وطبق يسوع القاعدة السابقة عندما قال ( يوحنا ١٠: ٢٦، ٢٧) 26 ولكنكم لستم تؤمنون لانكم لستم من خرافي، كما قلت لكم. 27 خرافي تسمع صوتي، وانا اعرفها فتتبعني. " والسمع يتطلب الطاعة (يو 18: 37) 37 فقال له بيلاطس: «افانت اذا ملك؟» اجاب يسوع:«انت تقول: اني ملك. لهذا قد ولدت انا، ولهذا قد اتيت الى العالم لاشهد للحق. كل من هو من الحق يسمع صوتي».  ومن سمع فى حياته صوت المسيح وعمل وعلم به قال له الرب (يو 5: 25)  25 الحق الحق اقول لكم: انه تاتي ساعة وهي الان، حين يسمع الاموات صوت ابن الله، والسامعون يحيون. " وكما أنه مطلوب منا أن نسمع لصوت المسيح ولكننا يجب أن نكون مستعدين (مز 57: 7 حسب السبعينية) " قلبى مستعد يا الله قلبى مستعد"  وهذا أفستعداد هو أن نتوب عن خطيايانا ولا يتبقى فينا خطية تقودنا للموت حتى يستمع لنا الرب (مز 66: 18) 18 ان راعيت اثما في قلبي لا يستمع لي الرب.  "

2) " لِذَلِكَ أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَسْمَعُونَ، لأنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ اللَّهِ : كأنه يقول لهم فى هذه ألاية : أنكم ليست فيكم صفات الذين من الرب أى الذين ينتمون للرب لأنكم لا تسمعون  كلام الرب بسرور وتصدقونه وتطيعونه فإنكم تفعلون عكس المؤمنين بالرب . وكل المتنميين للرب مستعدون لقبول الحق قبل إعلانه، والإيمان بأنه من المسيح كلمة الرب  عند إعلانه، ولطاعته، لأن محبة الله تجعل المحب يثق بكلامه. فعدم قبولهم كلام الله من المسيح حقق أنهم ليسوا من الله.

 أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية   

تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأنه قال أن الذى يحب الله ويثق فى كلامه وبالتالى يدعى أبنا له والذى يحب الشيطان يصدق كلامه ولذلك يدعى أبنه له فما دمتم أنكم لا تقبلون كلام الله ولا تطيعونه ولا تسمعون له فأنتم لستم أولاده بل أولاد الشيطان

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثامن
6. اتهامه بالتجديف
(يوحنا 8: 48- 50)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 48)  48 فاجاب اليهود وقالوا له:«السنا نقول حسنا: انك سامري وبك شيطان؟»

. ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
1) " فَقَالَ اليَهُودُ: أَلَسْنَا نَقُولُ حَسَناً إِنَّكَ سَامِرِي"  وظل هؤلاء اليهود على موقفهم المضاد والمقاوم للمسيح منذ حديثة معهم ودخل معهم فى نقاش حاد فى مطلع هذا الإصحاح بعد قصة المرأة التى أمسكت فى ذات الفعل .. وظلوا على عنادهم حتى فى هذا الحديث .. فقدوا القدرة على السمع من الرب وقطعوا خط الرجعة على أنفسهم وبدأوا يهينون الرب فى شخص المسيح الذى يتكلم بإسمه
 
† "  انك سامري وبك شيطان؟  " ..  بعض المفسرين يقولون أن المعنى الحقيقى لكلمة "سامرى" فى اللغة الآرامية  هو "رئيس شياطين" ف‘ن صح تفسيرهم فهذا يعطينا فهما عن الإتهام المستمر ليسوع من قبل قادة اليهود الدينيين حول تفسيرهم لمصدر قوة يسوع ÷و الشيطان ، وهناك تقسيرا آخرا بأنمعتى يه شيطان أنه "يكذب" كما تكذب الشياطيم (يو 8: 52) وإذا كان المقصود بمعنى سامرى هو المعنى الحرفى فقد قصدوا أن يسوع هرطوقى وليس من نسب إبراهيم الصافى  ، وأيا كان معنى كلمة سامرى  فإن إطلاقها على يسوع قصد به الإحتقار والإزدراء
إِنَّكَ سَامِرِيٌّ : كانت هذهالإهانة ردا منهم لأنه قال لليهود : " أنتم لستم أولاد إبراهيم" وهو ما إعتبروه تجريدا من أمتهم وعهد الرب لإبراهيم وبما أنه قال هذا فهذا هو الإتهام الأول والأساسى الذى يقول به السامريون ضد اليهود ولأنه قال هذا فقد إنضم للسامريين ضد إقامة مملكة يهودية حرة مستقلة عن الرومان لقد احتقر اليهود السامريين وأبغضوهم وحسبوهم ضالين، ونسبوا إلى المسيح أنه سامري بغية إهانته والهزء به كالسامريين، ولا بد أنهم سمعوا انه ذهب وبشر السامرة ولما كان السامريون أعداء لليهود فقد أعدوه عدوا لهم والغريب أن هذا الكلام قيل فى الهيكل وومنوع عن الوثنيين والأممين دخوله وهناك حجر عليه كتابة تحذيرية لمن يتعدى الحدود فإنه يقتل فكيف يتهمه اليهود أنه سامرى وهو فى الهيكل إلا إذا كانت هذه الكلمة لإغاظة المسيح والسخرية منه ومن كلامه لأنهم لم يستطيعوا الرد عليه
2) "  وَبِكَ شَيْطَانٌ " اليهود رأوا معجزات المسيح وفعله الخير وشفاء الأمراض ومحبته للجموع وإطعامهم وإخراج الشياطين من أبنائهم وإقامة الموتى العمل الذى لا يقوم به إلا شخص من الله ومع ذلك يتهموه بأن به شيطان ويريدون قتله ولم تكن هذه المرة الأولى التى يتهم بها الجمع المسيح بأن به شيطان   (يوحنا 7: 20 و 52)  20 اجاب الجمع وقالوا:«بك شيطان. من يطلب ان يقتلك؟» 52 اجابوا وقالوا له:«العلك انت ايضا من الجليل؟ فتش وانظر! انه لم يقم نبي من الجليل». لكنهم أرادوا بها هنالك أنه مختل العقل يستحق الشفقة، (يو ١٠: ٢٠) 20 فقال كثيرون منهم:«به شيطان وهو يهذي. لماذا تستمعون له؟»  وقصدوا بها هنا أنه منقاد بروح الشيطان يستحق التوبيخ، وعندما عجزوا عن تفسير إخراج المسيح للشياطين قالوا  (متّى ١٢: ٢٤.) 24 اما الفريسيون فلما سمعوا قالوا: «هذا لا يخرج الشياطين الا ببعلزبول رئيس الشياطين» وهو أنهم لما عجزوا عن إجابة المسيح بالبراهين لجأوا إلى اللعن والتجديف شأن معلمهم وأبيهم.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأنهم قالوا : كيف تقول لنا أننا أولاد إبليس وأنت لست بيهودى بل أنت سامرى فأنت غذا عدو لليهود ولا بد أن الذى حملك على عداوتنا   وإهانتنا هو الشيطان ، ويتسائل المفسرون لماذا دعى اليهود يسوع سامريا مع علمهم الأكيد أنه يهودى وأنه ولد فى بيت لحم وتربى فى الجليل ، والجواب أنه لما عجزا عن الرد عليه البرهان بالبرهان لجؤوا إلى الشتيمة والكذب مقتدين فى ذلك بأبيهم إبليس

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 49)  49 اجاب يسوع:«انا ليس بي شيطان، لكني اكرم ابي وانتم تهينونني.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس   

1) " أَجَابَ يَسُوعُ: أَنَا لَيْسَ بِي شَيْطَانٌ،"لَيْسَ بِي شَيْطَانٌ لم يجبهم على شتمهم بغيظٍ وحدّة، وأهمل قولهم إنه سامري لأنه لم يريد أن يدخل فى نقاش فرعى لا قيمة له بين الأنساب والأجناس والعلاقة العداء بين اليهود والسامريين منذ إنقسام مملكة بنى إسرائيل ولأن نفى الإتهام عن نفسه بانه سامرى لا يغير فى حقيقة الأمر أنهم لم يعودوا أبناء إبراهيم لأنهم لا يفعلون أفال أبيهم إبراهيم وبالتالى فقدو نسبهم للرب بأنهم أولادخ وفقدوا العهد معه على أنهم شعب الرب المختار وأنه لم يتبقى إلا الهيكل الذى يتعبدزن فيه وسيغادره الرب ولن يبقى حجر على حجر لا ينقض  ولكنه ردَّ على قولهم «بك شيطان» بالإنكار، لا بالشتم وفقاً لقول الرسول «الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضاً» (١بطرس ٢: ٢٣).
2) "  لَكِنِّي أُكْرِمُ أَبِي وَأَنْتُمْ تُهِينُونَنِي" المسيح يكرم الرب بالقول لليهود أنهم ليسوا أولاد الرب لأنهم لا يفعلون ما يقوله الرب وهم يهينونه لأنهم يقولون عليه أنه سامرى وبه شيطان فى ذات الوقت يرون أفعاله كلها تطبيقا لأقوال الناموس فلم يخالفها وقدم المسيح برهاناً ينفي قولهم إن تأثير تعليمه من عند إبليس، وقد ناقشنا رد المسيح على نفس الإتهام فى الأناجيل الأخرى (مت 9: 34) "رئيس شياطين يخرج شياطين" و (مر 3: 30) أنه معه روحا نجسا" وقد أعتبرت ردود اليهود خطية ضد الروح القدس لأنه إنما كان يخر الشياطين بروح الله فإنهم نسبوا هذا العمل إلى رئيس الشياطين وليس للروح القدس وبهذا يكونوا جدفوا على الروح القدس (مر 3: 28- 30) 28 الحق اقول لكم: ان جميع الخطايا تغفر لبني البشر والتجاديف التي يجدفونها. 29 ولكن من جدف على الروح القدس فليس له مغفرة الى الابد بل هو مستوجب دينونة ابدية». 30 لانهم قالوا: «ان معه روحا نجسا». "

 فقال إن ذلك التأثير إكرام لله الآب، لأنه علَّم الناس أن يحبوا الله ويطيعوه. وهذا ما لا يفعله الشيطان ولا يريده.
وَأَنْتُمْ تُهِينُونَنِي أي أنكم بدلاً من أن تسمعوا كلام الرب التى اتفوه بها تهينون قائلها الذي كلمكم بكلامه إكراماً له، وبذلك أظهرتم أنكم لستم أولاد الرب

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأن يسوع قال لهم : " إنى أعلمكم إكرام الآب ولكن الشيطان يعلم الناس أن يعصوا الله ويغيظوه بأعمالهم الشريرة فأنا لست إذا مقادا بالشيطان لأن الذى يقوده الشيطان لا يحث الناس على إكرام الله وطاعته ومحبته مثلا ومع كل ذلك "أنتم تهينوننى" وتغيظون بذلك ألاب لأن الذى يهين الرسول يهين الذى أرسله

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 50)   50 انا لست اطلب مجدي. يوجد من يطلب ويدين.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس   

1) " أَنَا لَسْتُ أَطْلُبُ مَجْدِي" يعرف النبى من صدقة وكذبه ولهذا قال المسيح ( لوقا 13: 34 ) يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، " اول معلومة يجب ان نعرفها ان محاكمة الأنبياء هو من اختصاص مجمع السنهدرين في اورشليم فقط وهذا ما يشرحه التقليد اليهودي والنبي لمعرفة صادق ام كذاب لا يحق ان يحكم عليه احد بالموت الا مجمع السنهدرين في اورشليم فقط من السبعين شيخ. لان مجمع السنهدرين العظيم يجتمع فقط في اورشليم وله ان يحاكم نبي ولو وجده كاذب يدينه ويضعه للموت كما يقول لا يحاكموا لا سبط ولا نبي كذاب ولا رئيس كهنة ولكن لسنهدريم السبعين والواحد

لم يتكلم المسيح عن نفسه كإنسان إلا قليلا بل كان يتكلم فى أغلب الأحوال بصفته كلمة الرب لهذا يلاحظ صدق كلامه  أنه كان يسبق كلامه بعبارة : " الحق الحق أقول لكم" ( يو٧: ١٨) 18 من يتكلم من نفسه يطلب مجد نفسه، واما من يطلب مجد الذي ارسله فهو صادق وليس فيه ظلم." ولم يطلب المسيح المجد والإكرام والعظمة والإحترام من اليهود لهذا قال : "أَنَا لَسْتُ أَطْلُبُ مَجْدِي" بمعنى قولوا على ما تريدون فلن أهتم بهذا فلم يبالِ المسيح بإهانتهم له لأنه لم يطلب المجد والكرامة من الناس وقال قبلا ( يوحنا ٥: ٤١) 41 «مجدا من الناس لست اقبل " ورضي بحمل العار، ولم يرغب في تبرير نفسه من تهمتهم، وترك تبريره للرب وما سيحدث فى المستقبل .
2) " يُوجَدُ مَنْ يَطْلُبُ وَيَدِين"  أى الرب وهو يميز بين الذين يقبلون ابنه والذين يرفضونه، (يو 1: 14)  14 والكلمة صار جسدا وحل بيننا، وراينا مجده، مجدا كما لوحيد من الاب، مملوءا نعمة وحقا. ""  والرب يجازي كل إنسان كنحو أعماله إن كان خيرا أو شرا . وفي هذا إنذار بالدينونة الآتية عليهم أخيراً (جامعة ٥: ٨).8 ان رايت ظلم الفقير ونزع الحق والعدل في البلاد فلا ترتع من الامر.لان فوق العالي عاليا يلاحظ والاعلى فوقهما. "  وفيه تعزية للمؤمنين المهانين والمضطهدين لأجل البر، وكما لإختمل النسيح الإهانة والإتهانات الباطلة يجب  أن يحتمل المؤمنون به عار الصليب بصبر وحلم كما احتمله المسيح، وأن يتركوا للرب تبريرهم والانتقام لهم (مزمور ٣٧: ٦) 5 سلم للرب طريقك واتكل عليه وهو يجري. 6 ويخرج مثل النور برك وحقك مثل الظهيرة. " فلا بد أن الله يحامي عنهم ويُسكت كل معيريهم كذباً.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 " وأنا لست أطلب مجدى" بل مجد أبى فليس بى شيطان لأنى لا أختلس مجد الرب كما إختلسه الشيطان ومع إهانتكم لا لا أنتقم لنفسى لأنه " يوجد من يطلب ويدين" وذلك هو الله ألاب فإنه سوف يدين كل الذين إفتروا على ويجازى كل واحد بما يستحق .

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثامن
7. المسيح واهب الخلود
(يوحنا 8: 51- 59)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 51)  51 الحق الحق اقول لكم: ان كان احد يحفظ كلامي فلن يرى الموت الى الابد».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 

1) " اَلحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ" عندما يتكلم المسيح عن حقائق لاهوتية أو تخص التعليم والبشارة يبدأ بهذه العبارة الحق ... ألخ
اَلحَقَّ الحَقَّ هو التكرار المعتاد في الأمور ذات الشأن للتأكيد والتنبيه. والأرجح أنه كان بين الجمهور بعض اليهود المؤمنين الحقيقيين كما فى كل مكان يوجد فيه المؤيدين والمعارضين والمتفرجين الذين لا يميلون لأى جانب ويعتقد أن المعاضين وضد المسيح كانوا أغلبية فى هذا الجمع أراد المسيح تقوية إيمان المؤمنين به بما قاله في هذه الآية. ووعدهم في (يو 8: 32) 30 وبينما هو يتكلم بهذا امن به كثيرون. 31 فقال يسوع لليهود الذين امنوا به:«انكم ان ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي، 32 وتعرفون الحق، والحق يحرركم». " وهذا وعد وعهد بالنجاة من عبودية الخطية، والحرية من سلطان الشيطان ووعدهم هنا بالنجاة من الموت.
2) " إِنْ كَانَ أَحَدٌ "† " إن .. إن.." ..  جملتان شرطيتان من الصنف الثالث يفيدان إمكانية التحقيق ، فى كلا الجملتين ترتبط الطاعة بالإيمان (يو 14: 23 & 15: 20 & 17: 6)  هذا الوعد عام لكل إنسان، يهودياً كان أم يونانياً يؤمن بالمسيح
3) "  إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كلامِي" يَحْفَظُ كلامِي أى يعنى باللغة العربية  يستظهرة بمعنى يعمل به وكلمة "يحفظ "هنا لاتعنى الحراسة بل بمعنى الإستيعاب ةالملاحظة والطاعة .. هذا كقوله «إن ثبتم في كلامي» (يو (يو 8: 31)  ومعناه التمسك الدائم بكلامه والسلوك باموامرة ونواهيه ، وليس فقط حفظه في الذاكرة دون تخبئته في القلب وطاعته (مزمور ١١٩: ١١).  11 خبات كلامك في قلبي لكيلا اخطئ اليك. " ومعنى هذا أن حفظ الكلام وترديدة دون أن يمر على الهقل ليوزنه ويقارنه بما هو صالح أم طالح بدون تمحيص يظهر الإنسان كآله تعمل بآوامر يشغلها آخر لأن ميل القلب إلى العصيان، وتجارب الشيطان وجنوده، وارتداد بعض التلاميذ عن الحق. وقصد «بالكلام» هنا تعاليمه أو إنجيله.وحفظ كلام الرب فى القلب يزيل عصيانه وتمرده وشهواته فيصبح الإنسان عهدا جديدا فى ولاده روحية لأن ألإنسان العتيق قد مضى  وهذا ما يشير إليه بولس الرسول "حرية مجد أولاد الله" (رو 8: 21)
4) " فَلَنْ يَرَى المَوْتَ إِلَى الأَبَدِ "
† " فلن يرى الموت " .. نفى مضاعف يشير إلى الموت الروحى راجع (يو 8: 21 و 24) وطبيعى لا يشير يسوع إلى الموت الجسدى (يو 5: 24 & 6: 40 و 47 & 11: 25 و 26) لقد إعتبرت الكنيسة القبطية الموت الجسدى ما هو إلا إنتقال من حالة جسدية إلى أخرى روحية فأزالت الخوف من الموت (1كو 15: 54- 57) ومعنى "يرى .. الموت " ليس بمعنى النظر بل بمعنى التامل المستديم (ثيؤوريا) ف مواجهة الموت وقد ذكرت مرة واحدة فى جميع كتب العهد الجديد وتفيدد المعنى العكسى للموت من حفظ كلام المسيح الذى هو روح وحياة فلن يكون للموت سلطان مرعب على النفس أو تأثير مخيف ودائم (عب 2: 14 و 15)  14 فاذ قد تشارك الاولاد في اللحم والدم اشترك هو ايضا كذلك فيهما، لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت، اي ابليس، 15 ويعتق اولئك الذين­ خوفا من الموت­ كانوا جميعا كل حياتهم تحت العبودية. "

 وحفظ الكلام والإيمان بالمسيح يجعلنا فى عهد معه ( يوحنا ٥: ٢٤ 24 «الحق الحق اقول لكم: ان من يسمع كلامي ويؤمن بالذي ارسلني فله حياة ابدية، ولا ياتي الى دينونة، بل قد انتقل من الموت الى الحياة"

الإيمان هام قبل حفظ الكلام ( يو 11: 25- 26)  25 قال لها يسوع:«انا هو القيامة والحياة. من امن بي ولو مات فسيحيا، 26 وكل من كان حيا وامن بي فلن يموت الى الابد. اتؤمنين بهذا؟»   "

هذا وعد عظيم يشتمل على إزالة كل نتائج االخطية التى يسبقها التوبة . «والموت» هنا هو الموت الثاني أي الهلاك الأبدي، وهو الأمر الوحيد الذي يستحق أن يُسمى بالموت، لأن موت المسيحي بالجسد لا يُحسب موتاً، كما أنه لم يحسب حياة جسده الحياة الحقيقية. وقوله هنا كقوله في (يوحنا ٣: ٣٦) 36 الذي يؤمن بالابن له حياة ابدية، والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله». "  ونفي الموت يستلزم ضرورة حياة من يحفظون كلام المسيح.( ٦: ٤٧ - ٥٠ ) . 47 الحق الحق اقول لكم: من يؤمن بي فله حياة ابدية. 48 انا هو خبز الحياة. 49 اباؤكم اكلوا المن في البرية وماتوا. 50 هذا هو الخبز النازل من السماء، لكي ياكل منه الانسان ولا يموت.  "  ووفى المسيح بوعده هنا برفعه عن المؤمنين أربعة أمور: (١) الموت الروحي الذي ورثناه من آدم. (٢) شوكة الموت التي هي الخطية ( ١كورنثوس ١٥: ٥٥ - ٥٧).  55 «اين شوكتك يا موت؟ اين غلبتك يا هاوية؟» 56 اما شوكة الموت فهي الخطية، وقوة الخطية هي الناموس. 57 ولكن شكرا لله الذي يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح.  (٣) خوف الموت (عبرانيين ٢: ١٥).15 ويعتق اولئك الذين­ خوفا من الموت­ كانوا جميعا كل حياتهم تحت العبودية.  (٤) الموت الثاني الذي هو الهلاك الأبدي.
والحياة هي عطية إلهية للذي يؤمن بصدق كلام المسيح، لأن له المسيح نفسه، والذي له المسيح يشترك معه في حياته الأبدية. وأظهر المسيح هنا الفرق العظيم بين عمله وعمل إبليس، لأنه هو واهب الحياة (أفسس ٢: ١١) 11 لذلك اذكروا انكم انتم الامم قبلا في الجسد، المدعوين غرلة من المدعو ختانا مصنوعا باليد في الجسد " وذاك قتَّال للناس (يو 8: 44).


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أظهر المسيح بهذا القول الفرق العظيم بين عمله وعمل إبليس لأن المسيح واهب الحياة للذين يحفظون كلامه فيجيبهم فى هذا العالم الحياة الروحية أى يحفظهم بنعمته من السقوط فى الخطية ويمنحهم بعد موت الجسد حياة المجد بأن يقيمهم فى اليوم الأخير ليرثوا المجد السماوى وأما إبليس فإنه قتال للناس منذ البدء راجع شرح (يو 8: 44)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 52)  52 فقال له اليهود:الان علمنا ان بك شيطانا. قد مات ابراهيم والانبياء، وانت تقول:ان كان احد يحفظ كلامي فلن يذوق الموت الى الابد.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَقَالَ لَهُ اليَهُودُ " الجمع به مؤمنين بالمسيح وقال المسيح كلامه لليهود غير المؤمنين به من الجمع  2) " الآنَ عَلِمْنَا أَنَّ بِكَ شَيْطَاناً " أي إعتقدنا أولاً  أنك مختل العقل (يو 8: 48) تأكدناه هنا من كلماتك أن بك شيطان والعلم هنا هلم كاذب غرضهم السخرية من المسيح والتشنيع به ولم يرد المسيح الإهانة لأنه بدون دليل يهود كاذبين مثل أبيهم الشيطان الكذاب (1 بط 2: 23)  23 الذي اذ شتم لم يكن يشتم عوضا، واذ تالم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضي بعدل. "
3) " قَدْ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ وَالأَنْبِيَاءُ " قال اليهود عن ما هو مكتوب بالعهد القديم ( زكريا ١: ٥) 5 اباؤكم اين هم.والانبياء هل ابدا يحيون."

فى هذه الآية إفترض اليهود أن المسيح بتكلم كلام مصدره الرب وناقشوا هذه الفرضية كيف إذا حفظظوا كلامه الإلهى لن يذوقوا الموت؟ والعهد القديم يحكى قصص الأنبياء وهم من الأتقياء المحبوبين والمكرمين من الله حفظوا كلام الرب ومع ذلك ماتوا.وهذا مستحيل ان لا يذوق إنسان الموت  .. ( عبرانيين ١١: ١٣) 13 في الايمان مات هؤلاء اجمعون، وهم لم ينالوا المواعيد، بل من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها، واقروا بانهم غرباء ونزلاء على الارض. "
4) " وَأَنْتَ تَقُولُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كلامِي " فهم اليهود أن الموت في كلام يسوع هو الموت الطبيعي، وأنه يمنح تلاميذه امتيازاً لم يحصل عليه أفضل القديسين وأعظمهم، فرأوا أنه لا يقول ما قاله يسوع إلا المجنون.
5) " فَلَنْ يَذُوقَ المَوْتَ إِلَى الأَبَدِ"
الخطأ المتعمد الذى وقع فيه اليهود فى تحويل معنا عبارة "يرى الموت" والتى بمعنى "يتأمل ويتصور الموت"  إلى "يذوق  الموت" بمعنى يعيش فى خوف دائم منه وغصطلاح "يذوق الموت يخدم اللاهوت فى أعماقة فالمسيح ذاق الموت ولكنه لم يتأمله أو يراه أو يعيش الخوف ولا للحظة  (عب 2: 14 و 15)  14 فاذ قد تشارك الاولاد في اللحم والدم اشترك هو ايضا كذلك فيهما، لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت، اي ابليس، 15 ويعتق اولئك الذين­ خوفا من الموت­ كانوا جميعا كل حياتهم تحت العبودية. " ونجد أن هذا إصطلاح عام فالمسيح نفسه ذاق الموت (عب 2: 9)  9 ولكن الذي وضع قليلا عن الملائكة، يسوع، نراه مكللا بالمجد والكرامة، من اجل الم الموت، لكي يذوق بنعمة الله الموت لاجل كل واحد. " وهذا الإصطلاح معروف لدى التقليد اليهودى فى التلمود أى أن اليهود يعرفوه وكان على السنتهم وقد إختار اليهود إصطلاح "يذوق الموت" بدل الإصطلاح الى وضعه المسيح لأول مرة فى العهد الجديد "يرى الموت"

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأنهم قالوا : الآن قد تأكدنا أن بك شيطانا كما قلنا ، فإنك تقول : أن الذى يحفظ كلامك لن يذوق الموت مع أن أبانا إبراهيم والآباء والأنبياء قد حفظوا كلام الله وذاقوا الموت فأنت تجعل نفسك أعظم من الله وظهر من هذا أن اليهود أن الموت فى كلام المسيح هو الموت الطبيعى ، ولكن المسيح قصد الموت الروحى أى هلاك النفس وهذا الموت لم يذقه إبراهيم ولا الأنبياء ولا القديسون .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 53) 53 العلك اعظم من ابينا ابراهيم الذي مات؟ والانبياء ماتوا. من تجعل نفسك؟»

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
 
1) " «أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ الَّذِي مَاتَ. وَالأَنْبِيَاءُ مَاتُوا. »".  يشير التركيب النحوى إلى إجابة سلبية 
عن علم وتفكير قال اليهود المعاندين هذه العبارة سخرية وإستخفافا بقدرته وردا رخيصا عن قول المسيح  " إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كلامِي فَلَنْ يَرَى المَوْتَ إِلَى الأَبَدِ"  فكأنهم قالوا: من أنت حتى تهب لتلاميذك والمؤمنين بك الذين يحفظون تعاليمك سلطاناً على الموت لم يحصل عليه أعظم الآباء والأنبياء؟ هل تدّعي أنك أعظم من إبراهيم حتى ضمنت لنفسك الخلود؟ اليهود يتكلمون عن الموت الجسدى أما هو فكان يتكلم عن الموت الروحى يتكلمون عن الموت الزمنى المحكوم بالحياة على الأرض أما هو يتكلم عن الوجود الفائق فى الحياة بعد الموت مع يهوه يرون المسيح منظورا وهو يتكلم عن نفسه ككلمة الرب / هم يرونه من الناصرة مواطن جليلى يعيش مع الأممين فلا يخرج من الناصرة شئ صالح ولكم المفاجأة الجليلى هو إبن الرب وسؤالهم هذا يشبه سؤال المرأة السامرية له: «ألعلك أعظم من أبينا يعقوب؟» (يوحنا ٤: ١٢) لكنها هي قالت ذلك تعجباً وهم قالوه استهزاءً.
2) " مَنْ تَجْعَلُ نَفْسَكَ؟ " كانهم يقولوا له أستيقظ من أحلام اليقظة .. أصحى من نومك وأنظر من أنت ؟ سؤال على مستوى فكرهم المحدود .. أى من أنت يا يسوع بالنسبة لإبراهيم والأنبياء .. إقرأ عنهم لقد ماتوا كموت بنى البشر ولم يجيب المسيح عن سؤالهم إجابة مباشرة لأن إجابته ستكون لاهوتيه تفوق  لم يقولوا ذلك للاستفادة بل للاستخفاف، كأنه ادّعى عظمةً لا حق له فيها.فسؤالهم " مَنْ تَجْعَلُ نَفْسَكَ؟ " يظهر انهم يتهموه بتمجيد الذات أكثر
 
† "   من تجعل نفسك؟  " ..  لقد فهم اليهود فى هذه ألاية ما ثصده يسوع من كلامه (يو 8: 54- 58) قالوا " من تجعل نفسك" ولكن لشدة عدائهم الذى أعمى عيونهم وأغلظ قلوبهم أرادوا رجمه (يو 8: 59)
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أى فمن أنت حتى تمنح للذين يحفظون كلامك أنةلا يذوقوا الموت ألعلك أعظم من ألآباء والأنبياء ، ويظهر من كلامهم أنهم لم يعلموا أن يسوع ليس مجرد إنسان أو علموا وتجاهلوا

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 54)  54 اجاب يسوع:«ان كنت امجد نفسي فليس مجدي شيئا. ابي هو الذي يمجدني، الذي تقولون انتم انه الهكم،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  

1) " أَجَابَ يَسُوعُ: إِنْ كُنْتُ أُمَجِّدُ نَفْسِي"  إن " ..  إن جملة شرطية من الصنف الثالث تفيد إمكانية التحقيق

 عندما (يو 1: 14)   14 والكلمة صار جسدا وحل بيننا،  " أى تجسد وحل بيننا إنسانا وصفه بولس فيما يسمى بالإخلاء (فى 2: 7) " لكنة أخلى نفسه آخذا صورة عبد" أى أنه بعد التجسد ظهر إبن الرب فى صورة بشر ليس له مظهر الألوهة

تعنى كلمة مجد باللغة العربية : " بل وعزّ ورفعة وشرف، عظمة، مكانة مرموقة "  ويقول المسيح هنا كإنسان لليهود أنه ليس له مجد شخصى كإنسان فليس لى إنجازات إنتصارات حربية كنبى وقائد وملك أو إمبراطور ولم افعل شيئا من وجهة نظر البشر يستحق مجدا بشريا يسجل فى التاريخ  البشرى صحيح أن المسيح فعل معجزات وأقام موتى وأقام نفسه من الموت إلا أن اليهود إعتبروها كسرا للسبت وقللوا من شأنها ولم يعتبروها مجدا لأنه لا تتوافق مع شروط وصفات الذين يصنعون المجد من البشر ولكن الكلام الذى قاله والتعليم الذى ذكره المسيح كان روح وحياة لم يستطيعوا أن يمحوا آثاره منذ أن قاله المسيح لأنه إنستشر وأمن أكثر من مليار من بنى البشر به 

ولكن المسيح لا يطلب المجد البشرى ومن الناس (يوحنا ٥: ٣١- ٤١ ) 3131 «ان كنت اشهد لنفسي فشهادتي ليست حقا. 32 الذي يشهد لي هو اخر، وانا اعلم ان شهادته التي يشهدها لي هي حق. 33 انتم ارسلتم الى يوحنا فشهد للحق. 34 وانا لا اقبل شهادة من انسان، ولكني اقول هذا لتخلصوا انتم. ... 41 «مجدا من الناس لست اقبل  "
إِنْ كُنْتُ أُمَجِّدُ نَفْسِي بقولي إن «من يحفظ كلامي لن يرى الموت» كما يستفاد من قولكم «من تجعل نفسك؟». فمضمون جوابه هنا أنه لم يجعل نفسه شيئاً، وأنه لم يدَّعِ لنفسه وحده بحقٍّ وسلطانٍ أو قوة غير ما جعله له الآب وعيّنه.
2) " فَلَيْسَ مَجْدِي شَيْئاً"  أنا لا أمجد نفسي بشئ مما فى العالم وحسب مقياس البشر من مهابة وملك وقوة وسلطاناً. وأنا لم أدّع شيئاً من هذا.
3) " أَبِي هُوَ الَّذِي يُمَجِّدُنِي" مجد المسيح هو من الآب من الذات الإلهية لقد تخلى الكلمة عن المجد بتجسده كإنسان ويصير فى هيئة عبد (يو ١٧: ١) 1 تكلم يسوع بهذا ورفع عينيه نحو السماء وقال:«ايها الاب، قد اتت الساعة. مجد ابنك ليمجدك ابنك ايضا،" (يو 17: 5) 5 والان مجدني انت ايها الاب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم. " وقد أرسله الآب ليعطى الحياة البدية لكل من يؤمن (يو 17: 2- 4) 2 اذ اعطيته سلطانا على كل جسد ليعطي حياة ابدية لكل من اعطيته. 3 وهذه هي الحياة الابدية: ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته. 4 انا مجدتك على الارض. العمل الذي اعطيتني لاعمل قد اكملته. " هذا كان وقت إرسالية المسيح على الأرض ولكن بعد موته وقيامته يكمل الروح القدس بتمجيد عمل الإبن فى الفداء ( يو ١٦: ١٤) 14 ذاك يمجدني، لانه ياخذ مما لي ويخبركم "

4) " الَّذِي تَقُولُونَ أَنْتُمْ إِنَّهُ إِلَهُكُمْ" بقولكم إنه إله إسرائيل وإله آبائكم إبراهيم وإسحاق ويعقوب، (أعمال ٣: ١٣)  13 ان اله ابراهيم واسحاق ويعقوب، اله ابائنا، مجد فتاه يسوع، الذي اسلمتموه انتم وانكرتموه امام وجه بيلاطس، وهو حاكم باطلاقه" .فكان يجب أن تعرفوه، وهو الذي مجدني، ولم أمجد نفسي.وهنا يوضح المسيح الفرق الجوهرى  بين ينوة اليهود والشعب المختار للرب وبنة المسيح للرب .. فالأبوة يهوه للمسيح هى أبوة  فى ذات الرب "ألاب" والبنوة هى بنوة فى ذات الرب أى أن ألاب والأبن ذات واحدة غير مفترقة ومن ذلك يتضح عمق تعبير المسيح أن الرب يهوه ابوه الشخصى لأن فى حضن يهوه أى عمقه  وفى نفس الوقت يدعى اليهود أن يهوه إلههم ولكن هذه النسبة بين يهوه وبينهم مقطوعة بسبب عدم معرفتهم بيهوه معرفة عميقة وشخصية ولهذا رفضوا الإيمان بان يسوع هو المسيح وحمل المسيح أقوى برهان لذات يهوه فى العمل الإلهى وعمل اعماله كلها يلا غستثناء من معجزات ووإخراج الأرواح الشريرة والتحكم فى الرياح والأعاصير وإقامة الموتى وغيرها من القوات وأعلن المسيح لليهود صراحة محاولا معهم بشتى الطرق فكان يكلمهم بالعقل والمنطق فقال لهم  (يو 10: 37 و 38) 37 ان كنت لست اعمل اعمال ابي فلا تؤمنوا بي. 38 ولكن ان كنت اعمل، فان لم تؤمنوا بي فامنوا بالاعمال، لكي تعرفوا وتؤمنوا ان الاب في وانا فيه».

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأن يسوع يقول لهم : أنى لو دعيت لنفسى شيئا من المجد والسلطان أو القوة خلاف مجد الآب وقوته وسلطانه لكنتم محقين إذا قلتم أن ما إدعيته ليس شيئا ولكن : " أبى هو الذى يمجدنى " فإننى أظهرت أننى أعظم من ألآباء والأنبياء وأثبت دعواى بما فعلته من المعجزات ، وذلك الله ألاب "تقولون أنتم أنه إلهكم" بقولكم أنه إله إبراهيم وإسحق ويعقوب فتدعون أنه إلهكم والحقيقة أنكم

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 55)  55 ولستم تعرفونه. واما انا فاعرفه. وان قلت اني لست اعرفه اكون مثلكم كاذبا، لكني اعرفه واحفظ قوله.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
 † " أعرفه .. أعرفه  " ..  ترجمة للفعل اليونانى  "جينوسكو" و "أويدو" وهما منرادفان هنا (يو 7: 28 - 29) أعلن يسوع فى تجسده أن هناك أقنوما إسمه ألاب "الذات" وأعلنه لمن يؤمن به فى العالم بما فيهم يهود الذين لم يعرفون ألاب (يو 1: 10 & 8: 51 & 10: 3 & 17: 25)

1) " وَلَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ " وفى هذا المعنى يقول بولس عن اليهود «يَعْتَرِفُونَ بِأَنَّهُمْ يَعْرِفُونَ اللَّهَ، وَلَكِنَّهُمْ بِالأَعْمَالِ يُنْكِرُونَهُ» (تيطس ١: ١٦) وقال الرب على لسان أشعياء عن بنى إسرائيل (أش 1: 2- 7) 2 اسمعي ايتها السموات واصغي ايتها الارض لان الرب يتكلم.ربيت بنين ونشاتهم.اما هم فعصوا علي. 3 الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه.اما اسرائيل فلا يعرف.شعبي لا يفهم. 4 ويل للامة الخاطئة الشعب الثقيل الاثم نسل فاعلي الشر اولاد مفسدين.تركوا الرب استهانوا بقدوس اسرائيل ارتدوا الى وراء. 5 على م تضربون بعد.تزدادون زيغانا.كل الراس مريض وكل القلب سقيم. 6 من اسفل القدم الى الراس ليس فيه صحة بل جرح واحباط وضربة طرية لم تعصر ولم تعصب ولم تلين بالزيت. 7 بلادكم خربة مدنكم محرقة بالنار.ارضكم تاكلها غرباء قدامكم وهي خربة كانقلاب الغرباء. " فاليهود لم يعرفوا طبيعة يهوه ولم يعرفوا إرادته ولم يدركوا مقاصدة ولم ينتبهوا للعلامات التى شهد بها المسيح ورفضوة مع ان اعمال المسيح وسلطانه تشير إلى ذلك

2) " وَأَمَّا أَنَا فَأَعْرِفُهُ " هنا يؤكد المسيح معرفته الوثيقة بيهوه مقارنة بجهلهم إياه. وكان ينادى بهذا فى الهيكل ( يوحنا ٧: ٢٨، ٢٩) 28 فنادى يسوع وهو يعلم في الهيكل قائلا: «تعرفونني وتعرفون من اين انا، ومن نفسي لم ات، بل الذي ارسلني هو حق، الذي انتم لستم تعرفونه. 29 انا اعرفه لاني منه، وهو ارسلني» ومعرفة المسيح بأبيه يهوه ليست مكتسبة، بل ذاتية كاملة دائمة.
3) " وَإِنْ قُلتُ إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُهُ أَكُونُ مِثْلَكُمْ كَاذِباً " وهو يعرف يهوه ويطيعة فقد أطاع حتى الموت على الصليب وهذا من أقوى الأدلة على صدق هذه المعرفة وبهذا أطاه مشيئة ألاب طاعة مطلقة تحدى بها جهالة اليهود والعالم ورضى أن يصلبوه ليكمل بموته مصالعة العالم بالآب وهنا يقول بما يعنى أنا لا أنكر معرفة أبي لأن إنكاري إياها يوجب الكذب كادعائكم أنكم تعرفونه.
4) "  لَكِنِّي أَعْرِفُهُ وَأَحْفَظُ قَوْلَهُ».
" وَأَحْفَظُ قَوْلَهُ اتخذ طاعته أوامر يهوه وطلبه دليلاً على صحة معرفته إياه ومعرفة إرادته. التى بها ما يختص بخلاص العالم والتى تبدأ من الصليب وتكمل بالقيامة من الأموات وإفتتاح الطريق للحياة الأبدية (يو 17: 25 و 26) 25 ايها الاب البار، ان العالم لم يعرفك، اما انا فعرفتك، وهؤلاء عرفوا انك انت ارسلتني. 26 وعرفتهم اسمك وساعرفهم، ليكون فيهم الحب الذي احببتني به، واكون انا فيهم».

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
تدعون أنه إلهكم والحقيقة أنكم "لستم تعرفونه" لأنكم لو كنتم تعرفونه حق المعرفة ما كنتم تنكرون شهادته لى وما كنتم ترفضونى " وأما أنا فأعرفه" معرفة ذاتية كاملة لا معرفة مكتسبه لأنى والآب واحد فى الجوهر " وإن قلت لست أعرفه أكون مثلكم كاذبا " فقد قلتم أنكم تعرفونه والحقيقة أنكم تجهلون أنه مثلث الأقانيم وأننى إبنه الكلمة المتجسد " ولكنى أعرفه واحفظ قوله" فإنى أعرفه المعرفة الذاتية فأعرف قدرته وقدسيته وسائر صفاته الكاملة لأنى وهو ذات واحدة وأحفظ قوله لأنه قولى ايضا

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 56)   56 ابوكم ابراهيم تهلل بان يرى يومي فراى وفرح».

. ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس   

1) " أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي "الفعل بصيغة الزمن الماضى المتوسط فى ألأسلوب الخبرى .. تهلل بمعنى ترجى أو تشوق .. ما هو العلاقة بين إبراهيم ويسوع ؟!!!  

كلمة "ابوكم" † " أبوكم إبراهيم " ..  هذا تصريح قوى إنه مواجهة بين الفكر الإلهى والفكر البشرى اليهودى المتزمت والعنصرى المتمسك بالتطبيق الحرفى للشريعة (يو 9: 17) و "الهيكل" وعن إبراهيم .. وقد إنقطع الوحى فترة حتى تجسد المسيح  بإعتبار ان المسيح (إبن الرب) فإبراهيم هو أبو اليهود حسب الجسد أما إبراهيم من الناحية الروحية هو شاهد مثل سائر الأنبياء من وراء الزمن عن المسيح وهذه ما أورده الوحى فى إنجيل بإعتبار أن كل الآباء والأنبياء والناموس والمزامير تشير إلى المسيح (متى 13 : 17) فإني الحق أقول لكم: إن أنبياء وأبرارا كثيرين اشتهوا أن يروا ما أنتم ترون ولم يروا، وأن يسمعوا ما أنتم تسمعون ولم يسمعوا. " ذكر يسوع شهادة إبراهيم له لأن اليهود حسبوا أنهم كأولاد إبراهيم معظماء شرفا ونسبا ، وأن كلامه يستحق كل تقدير وإهتمام ، وأعماله  يجب الاقتداء بها.

تهلل " تعنى باللغة اليوونانية : " الإبتهاج الروحى والسرور المفرط وقد تحير المفسرون قديما وحديثا فى شرخ هذه الكلمة والصعوبة التى واجهوها فى تفسير هذه الكلمة لا تأتى فى معناها بل من عملها .. فالسرور المفرط فى الإختبار التصوفى هو نفسه حالة رؤيا وإختبار وقد وردت هذه الكلمة ذاتها "تهلل" على لسان القديسة العذراء مريم حينما تكلمت عن مستقبل المسيح بروح النبوة وهى حامل به لأيام قليلة فى بطنها (لو 1: 46 و 47) 46 فقالت مريم: «تعظم نفسي الرب 47 وتبتهج روحي بالله مخلصي" وهنا تثف إبتهاجها بانه روحى أى رؤيا لمستقبل إبنها المسيح الذى يحققق وعد الرب يهوه لإبراهيم وخكذا يأتى إصطلاح (الإبتهاج والسرور والفرح المفرط) على فم المسيح "أبوكم إبراهيم تهلل" والعجيب فى الكتاب المقجس بعهديه أن مترابط فى واضيعه فأكملت العذراء مريم فى نفس النبوءة فقالت  (لو 1: 54 و 55) 54 عضد اسرائيل فتاه ليذكر رحمة 55 كما كلم اباءنا. لابراهيم ونسله الى الابد». 56 فمكثت مريم عندها نحو ثلاثة اشهر ثم رجعت الى بيتها. " (عب 1: 1)  الله، بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديما، بأنواع وطرق كثيرة، "

سأل اليهود المسيح قائلين «ألعلك أعظم من إبراهيم؟»فأجابهن على ذلك هنا ، وهو أن أباهم إبراهيم سُر وفرح بما اغتاظوا به وقامت الدنيا لهم ولم تقعد ولعنوه ورفضوه. ودلّ قوله «تهلل» على شدة شوق إبراهيم ورجائه وانتظاره.

متى رأى إبراهيم يوم الرب فتهلل؟
1. يقول القديس بولس أن إبراهيم رأى يومه، إذ نال وعدًا بمجيئه من نسله (غل ٣: ١٦)، أي مجيء المسيح ليبارك جميع قبائل الأرض (أع ٣: ٢٥ - ٢٦)... 2. يرى العلامة أوريجينوس أنه رآه حين سار مسيرة ثلاثة أيام ورفع عينيه وأبصر موضع الذبيحة من بعيد (تك ٢٢: ٤)، فبسيره ثلاثة أيام اختبر طريق القيامة في اليوم الثالث فتمتع بمفهوم جديد للذبيحة، ذبيحة الابن الوحيد الجنس... 3. يرى القديس أمبروسيوس أنه رآه حين أقسم بذاته أنه بالبركة يباركه ويكثر نسله كنجوم السماء وكالرمل على شاطئ البحر (تك (٢٢: ١٦)... * إنه ذاك الذي أقسم بذاته هو الذي رآه إبراهيم

بِأَنْ يَرَى : وهذه العبارة أشد صعوبة لدى المفسرين عند تفسيرها ةقد أخفق الكثيرين منهم فى تفسيرها لأنهم حرفوا إصطلاح "أن يرى" لكى تناسب الكلمة السابقة "تهلل" والترجمة الحرفية الصحيحة لها "تهلل لكى" كانت غير موافقة لتفسيرهم فجعلوها "تهلل بأن" فذهبوا بالمعنى بعيدا عن قصد المسيح من قوله وعبارة "تهلل لكى" تعنى الدخول فى إختبار روحى لكلمة "تهلل" أى أن إغبراهيم دخل فى هذا الإختبار الروحى " لكى يرى فرأى وفرح"

ولا يستلزم ذلك أن إبراهيم توقع إتيان المسيح في عصره إلا ان المسيح قال رأى وفرح وتفسير ذلك إما أن تكون رؤيا لم تذكر فى العهد القديم أو أنه رآه فعلا فى شخص ملكى صادق ، ولكنه من المؤكد أنه آمن أنه سيأتي في المستقبل. وكان رجاؤه مبنياً على المواعيد التي وعده الله بها (تكوين ١٢: ٣ ) 3 وابارك مباركيك، ولاعنك العنه. وتتبارك فيك جميع قبائل الارض». (تك ١٥: ٤) 4 فاذا كلام الرب اليه قائلا: «لا يرثك هذا، بل الذي يخرج من احشائك هو يرثك». (تك ١٧: ١٧) 17 فسقط ابراهيم على وجهه وضحك، وقال في قلبه: «هل يولد لابن مئة سنة؟ وهل تلد سارة وهي بنت تسعين سنة؟».( تك ١٨: ١٠) 10 فقال: «اني ارجع اليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة امراتك ابن». وكانت سارة سامعة في باب الخيمة وهو وراءه.  " وأوضحها قوله «يَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ» (تكوين ٢٢: ١٨). ومعنى «يومي» وقت مجيئي مسيحاً بركة للعالم وخلاصاً للبشر.
2) " فَرَأَى وَفَرِحَ " والسؤال المحير الذى واجه المفسريين هو : " متى وكيف رأى إبراهيم يوم الرب فرأى وفرح ؟ فقال بعض المفسريين أن التهليل كان فى ميلاد إسحق إبن الموعد.. وقال مفسرين آخرين : " عندما أقدم على ذبح إسحق فمنعه الملاك ثم أبصر خروفا بدلا من إسحق وهنا تهلل .. ومفسريين آخرين قالوا وقت عتمة الليل وتقديم الخروف المرسل من الرب وفريق قال كان ذلك على مرحلتين : مرحلة السؤال والطلبة أثناء حياة إبراهيم، ومرحلة الرؤيا والفرح تمت أثناء نزول المسيح للجحم لفك أرواح المأسورين .

وفى تسبحة العذراء مريم أشارت إلى وعد يهوه لإبراهيم هكذا (لو 1: 46 و 54 و 55) تعظم نفسي الرب 47 وتبتهج روحي بالله مخلصي  ..  54 عضد اسرائيل فتاه ليذكر رحمة 55 كما كلم اباءنا. لابراهيم ونسله الى الابد»

وهنا نتكلم عن الرؤيا التى رآها إبراهيم وفرح وهى الإشارة الأساسية التى تخص المسيح فى حديث يهوه مع إبراهيم جاءت بعد أن قدم إبراهيم إبنه وحيده إسحق وهو ينوى ذبحه طاعة لأمر يهوه والتى وردت فى سفر التكوين الإصحاح 22:

(1) النسل الموعود به ورد بالمفرد أى " المسيح " (غل 3: 16) 16 واما المواعيد فقيلت في ابراهيم وفي نسله. لا يقول:«وفي الانسال» كانه عن كثيرين، بل كانه عن واحد:«وفي نسلك» "مفرد" الذي هو المسيح.

(2) النسل الذى به تتبارك جميع قبائل الأرض هو " يسوع" (أع 3: 25 و 26) 25 انتم ابناء الانبياء، والعهد الذي عاهد به الله اباءنا قائلا لابراهيم: وبنسلك (مفرد) تتبارك جميع قبائل الارض. 26 اليكم اولا، اذ اقام الله فتاه يسوع، ارسله يبارككم برد كل واحد منكم عن شروره».

(3) يهوه يقسم بذاته ليؤكد ضمان الوعد بالنسل وقد تم بالفعل إذ نال الموعد فى إسحق (عب 6: 13- 15) 13 فانه لما وعد الله ابراهيم، اذ لم يكن له اعظم يقسم به، اقسم بنفسه، 14 قائلا:«اني لاباركنك بركة واكثرنك تكثيرا». 15 وهكذا اذ تانى نال الموعد. "

(4) إبراهيم يقدم إبنه إسحق الذى فيه تم عربون الموعد ، بأن يقدمه ذبيحة بإيمان ( عب 11: 17- 19) 17 بالايمان قدم ابراهيم اسحاق وهو مجرب. قدم الذي قبل المواعيد، وحيده 18 الذي قيل له:«انه باسحاق يدعى لك نسل»."مفرد"  19 اذ حسب ان الله قادر على الاقامة من الاموات ايضا، الذين منهم اخذه ايضا في مثال. "

يحتمل قوله «رأى» : (١) أنه رآه بالإيمان وهو حي، وفقاً لقول الرسول في إبراهيم وسائر الأنبياء (لوقا ١٠: ٢٤) 24 لاني اقول لكم: ان انبياء كثيرين وملوكا ارادوا ان ينظروا ما انتم تنظرون ولم ينظروا وان يسمعوا ما انتم تسمعون ولم يسمعوا» وأن الله أعلنه له حين بشره بولادة إسحاق (تكوين ١٨: ١٠) ووقت عزمه على تقديم إسحاق ذبيحة (تكوين ٢٢: ١٨) وأنه أراه إياه في رؤيا أو بظهور الرب له في هيئة ملاك وكلامه معه (تكوين ١٨: ٢٢).

(٢) أن الله أعلن له وهو في السماء نزول المسيح إلى الأرض ليتجسد فيها. ويؤكد هذا الرأى بولس الرسول (عبرانيين ١١: ١٣) 13 في الايمان مات هؤلاء اجمعون، وهم لم ينالوا المواعيد، بل من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها، " واقروا بانهم غرباء ونزلاء على الارض. والملائكة عرفوا بولادة المسيح وترنموا بفرح، ويمكن أنه كان كذلك القديسون في السماء.وعرف موسى وإيليا بخروجه (أي موته) الذي كان عتيداً أن يكمله في أورشليم. ولا مانع من صحة هذا التفسير، لكننا لا نستطيع أن نؤكد أنه ما قصده المسيح هنا، إذ لم يكن من قصده أن يعيّن اليوم الذي رآه إبراهيم فيه، بل أن يبين أنه هو الذي وعد به إبراهيم، وبأنه نسله الذي «يتبارك به كل أمم الأرض» وأنه «تهلل» بذلك الرجاء ورآه من بعيد بالإيمان.
(3) أنه رآه فى شخص ملكى صادق وكهنوت المسيح
تقابل ملكي صادق وإبراهيم للمرة الأولى بعد هزيمة إبراهيم كدرلعومر وحلفاؤه الثلاثة. قدّم ملكي صادق لإبراهيم ورجاله المنهكين خبزاً وخمراً تعبيراً عن صداقته. وبارك إبراهيم بإسم الله العلي وسبَّح الله لأنه أعطى إبراهيم إنتصاراً في المعركة (تكوين 14: 18-20). وكان ملكي صادق الذي يعني إسمه "ملك البر" ملكاً في شاليم (أورشليم) وكان كاهناً لله العلي (تكوين 14: 18-20؛ مزمور 110: 4؛ عبرانيين 5: 6-11؛ 6: 20-7: 28).

قدّم إبراهيم لملكي صادق عشر الغنائم التي جمعها. وبهذا أعلن إبراهيم أنه أدرك أن ملكي صادق وأنه كاهن يهوه العلي وبهذا تكون مكانة ملكي صادق الروحية أعلى منه.

 إن ظهور ملكي صادق وإختفاؤه الفجائي في سفر التكوين غامض إلا أنه في (مزمور 110) وهو مزمور نبوي كتبه داود (متى 22: 42-46)42 «ماذا تظنون في المسيح؟ ابن من هو؟» قالوا له: «ابن داود». 43 قال لهم: «فكيف يدعوه داود بالروح ربا قائلا: 44 قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك؟ 45 فان كان داود يدعوه ربا فكيف يكون ابنه؟» 46 فلم يستطع احد ان يجيبه بكلمة. ومن ذلك اليوم لم يجسر احد ان يساله بتة. "  ، يشير إلى ملكي صادق بأنه صورة للمسيح. هذا الفكر يتكرر في رسالة العبرانيين، حيث يعتبر كل من المسيح وملكي صادق ملكي بر وسلام. بالإشارة إلى كهنوت ملكي صادق المتميز، فإن الكاتب يوضح أن كهنوت المسيح يفوق كل من كهنوت اللاويين وكهنوت هارون (عبرانيين 7: 1-10).
والتفسير هنا أن ملكي صادق كان ظهوراً للمسيح قبل التجسد. وهذه نظرية محتملة، على إعتبار أن الرب قد زار إبراهيم قبل ذلك. أنظر تكوين 17 حيث رأى إبراهيم الرب (إيل شداي) في شكل إنسان وتحدث معه.
ويؤكد هذا بولس الرسول فى (رسالة العبرانيين 6: 20 ) "حَيْثُ دَخَلَ يَسُوعُ كَسَابِقٍ لأَجْلِنَا، صَائِراً عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ، رَئِيسَ كَهَنَةٍ إِلَى الأَبَدِ". إن كلمة "رتبة" تعني عادة سلسلة من الكهنة في تلك المكانة. ولكن، لا يذكر أحد آخر من ملكي صادق إلى المسيح، الأمر الذي يجعلنا نقول أن ملكي صادق والمسيح واحد في الحقيقة. لهذا، فإن "الرتبة" هي له وحده منذ الأزل وإلى الأبد.
تقول رسالة العبرانيين 7: 3 أن ملكي صادق كان "بِلاَ أَبٍ بِلاَ أُمٍّ بِلاَ نَسَبٍ. لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ. هَذَا يَبْقَى كَاهِناً إِلَى الأَبَدِ". والسؤال هو هل يقصد كاتب العبرانيين هذا واقعياً أم مجازياً.
إذا كان ما تقوله رسالة العبرانيين وصف حرفي، فمن الصعب أن نرى كيف ينطبق على أي شخص غير الرب يسوع المسيح. فما من ملك أرضي "يَبْقَى كَاهِناً إِلَى الأَبَدِ"، وما من شخص بشري هو ببساطة "بِلاَ أَبٍ بِلاَ أُمٍّ". إذا كان ما يقوله سفر التكوين 14 هو وصف لظهور الله، يكون الله الإبن قد جاء ليمنح إبراهيم بركته (تكوين 14: 17-19) وقد ظهر في صورة ملك البر (رؤيا 19: 11، 16)، ملك السلام (إشعياء 9: 6)، والوسيط بين الله والإنسان (تيموثاوس الأولى 2: 5).

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أى تمنى إبراهيم أن يشاهد هذا الوقت الذى يأتى المسيح فيه بركة وخلاصا للعالم فرآه بالنية والإيمان وفقا لقول الرسول عنإبراهيم وسائر الأنبياء والآباء "فى الإيمان مات هؤلاء أجمعون وهم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها " (عب 11: 13) ولما امره الله أن يذبح غبنه قربانا عاين مثال لصلبى (فإن ذبح إسحق مثالا للصلب المسيح) وقيل أن إبراهيم رأى يوم الرب فى رؤيا فتهلل بأنه فى نسله مبارك كل الأمم فى الأرض

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 57)  57 فقال له اليهود:«ليس لك خمسون سنة بعد، افرايت ابراهيم؟»  

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
 
1) " فَقَالَ لَهُ اليَهُودُ: لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً بَعْدُ " لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً : لم يتعدى المسيح عمره فى ذلك الوقت سن الـ 33 سنة ولكنهم قالوا له بما يعنى انك لم تتعدى سن 50 سنة بعد وتفسير ذلك أنه كان سن الخمسين عند اليهود نهاية كمال البلوغ، وبداية سن الشيخوخة، فزادوا عليها حتى لا يبقى وجه للاعتراض لأنهم لمم يعرفوا سنه الحقيقى فلجأوا إلى التقليد اليهودى ، حتى يُظهروا استحالة دعواه. وكان قصدهم أنه يستحيل على من هو أقل من ٥٠ سنة أن يرى من مات منذ نحو ١٩٠٠ سنة!
2) " أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟" لم يفهم اليهود من المسيح أو ادعوا أنهم لم يفهموه. المسيح قال «إن إبراهيم رأى يومي» كتعبير عن تكميل المواعيد الذى أعطاها يهوه لإبراهيم فى شخص المسيح وفدى إبنه غسحق بذبح عظيم هكذا اليهود إخترفوا تزييف الحقائق من أبدى إلى زمنى ويحرفوا الكلام ويهبطوا إلى مستوى تواريخ الميلاد وهم فسروه بأنه رأى إبراهيم وإبراهيم رآه. أى أن المسيح هو الذى رأى إبراهيم  " َفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟" و هنا واجههم المسيح بإستعلان أقوى فى الآية التالية
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أى كيف وأنت لم تبلغ سن الشيخوخة بعد فإنك ما زلت إبن ثلاث وثلاثين سنة تستطيع ان تشاهد من مات منذ أكثر من ألفى سنة حتى تقول ان إبراهيم كان يتمنى أى يرى يومك فهل رأيت غبراهيم أنك تقول المستحيل ـ ةيظهر من قول اليهود هذا أنهم لم يفهموا قول المسيح من قوله " يرى يومى" ففسروه بأنه رأى إبراهيم وإبراهيم رآه رؤية العين الجسدية .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 58)  58 قال لهم يسوع:«الحق الحق اقول لكم: قبل ان يكون ابراهيم انا كائن».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
 
† "  قبل ان يكون ابراهيم انا كائن  " ..  إعتبر اليهود هذه الآية التى قالها يسوع هى تجديف على الذات الإلهية  فإلتقطوا حجارة من الأرض ليرجموا بها يسوع (خر 3: 12 و 14) وهذا يعنى أنهم فهموا تماما قصد يسوع بأنه الكائن قبل إبراهيم أى أنه هو الكائن أى أنه يهوه (يو 4: 26 & 6: 20 & 8: 24 و 28 و 54- 59 & 13: 19 & 18: 5 و 6 و 8)

1) " قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: الحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:"  الحَقَّ الحَقَّ هذا مقدمة لكلام ذي شأن كان كلام لاهوتيا أو عقيديا يقدم به المسيح حديثه كما ذُكر مراراً.
2) " قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ " قبل ان يكون أى قبل ان يولد إبراهيم "أنا كائن" أى " أنا هو الكائن" الذى يكون  أى أنا "يهوه" / أهيه إله العبرانين / اليهود إله آباؤكم إبراهيم وإسحق ويعقوب ( خروج ٣: ١٤ ) 14 فقال الله لموسى اهيه الذي اهيه.وقال هكذا تقول لبني اسرائيل اهيه ارسلني اليكم "

 يقول المسيح بالحرف الواحد "أَنَا كَائِنٌ"، وهذا القول يعني حرفيًا "أنا أكون" و"الكائن" وباليونانية " ايجو امي اهون Ego eimi ـ έγώ ειμί ـI Am ". وهو هنا يستخدم نفس التعبير الذي عبَّر به الرب عن نفسه عندما ظهر لموسي النبيّ في العلِّيقة وعندما سأله موسي عن اسمه فقال "اهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ" (وَمَعْنَاهُ أَنَا الْكَائِنُ الدَّائِمُ). وَأَضَافَ: " هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: " أَهْيَهْ (أَنَا الْكَائِنُ)، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ ". " وَقَالَ أَيْضًا لِمُوسَى: " هَكَذَا تَقُولُ لِشَعْبِ إِسْرَائِيلَ: إِنَّ الرَّبَّ « يهوه ـ الكَائِنَ " إِلهَ آبَائِكُمْ، إِلَهَ إبْرَاهِيمَ وَإسْحقَ وَيَعْقُوبَ قَدْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هَذَا هُوَ اسْمِي إِلَى اْلأَبَدِ، وَهُوَ الاسْمُ الَّذِي أُدْعَى بِهِ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ" (خر 3: 14-15). أي أنَّ الرب يسوع المسيح يُعطي لنفسه نفس الاسم الذي عبَّر به اللَّه عن نفسه "أنا الكائن الدائم ـ الكائن الذي يكون " والذي يساوي يهوه ( الكائن ) الذي هو اسم الله الوحيد في العهد القديم. أي أنه يقول لهم " أنا الكائن الدائم " الذي ظهر لموسي في العليقة، وهذا ما جعل اليهود يثورون عليه ويحنقون لأنهم أدركوا أنه يعني أنه هو "اللَّه" نفسه "الكائن الدائم". وهذا الاسم لا يمكن أنْ يُطلَق علي غير اللَّه ذاته والذي يقول اللَّه عنه " أَنَا الرَّبُّ ( يهوه = الكائن ) هَذَا اسْمِي وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لِآخَرَ " (اش42: 8).

الرب يسوع المسيح يستخدم في قوله هذا، الزمن الحاضر (المضارع) " أكون ـ έγώ ειμί ـ I am " والذي يدل علي الوجود المستمر، بلا بداية وبلا نهاية، وهو هنا يعني أنه " الكائن " دائمًا، والذي " كان " أزلًا " بلا بداية، والذي سيكون " يأتي " أبدًا بلا نهاية، الموجود دائمًا في الماضي بلا بداية، والحاضر دائمًا، والمستقبل بلا نهاية، كقوله في سفر الرؤيا " أَنَا الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، الأَوَّلُ وَالآخِرُ" (رؤ22: 13)

هذا تصريح بأنه كان قبل إبراهيم. (كولوسي ١: ١٧ ) 17 الذي هو قبل كل شيء، وفيه يقوم الكل"  كأنه قال لهم أنتم هزأتم بقولي إذ فهمتم منه أني معاصر لإبراهيم، وأنا أصرّح لكم كما تقولون أن إبراهيم مات ، ومات كل الأنبياء ولكنى كائن مقبل إبراهيم ! كان هو الوحى لهم لأنه كلمة يهوه وإذا كان غبراهيم فخركم وتنتمون إله ولكنى أنا فخر غبراهيم لأنه رأى يومى وفرح أنا أصل البركى والقصد من الوهد الإلهى لإبراهيم لأنه بى تتبارك جميع قبائل الأرض إبراهيم كان آراميا تائها وارشده الرب ليكون من نسلة إبنا تتبارك به كل الأمم والشعوب لأنه لم تتارك الأمم من غبراهيم ولا الشعب افسرائلى بل تباركوا بالمسيح عندما أمنوا به وفي هذا تصريح بلاهوته، لأنه بالنظر إلى ناسوته لم يكن إلا منذ أقل من خمسين سنة، فلا يمكن أن يراه إبراهيم في عصره باعتبار أنه إنسان. فإذاً لا بد من أن له طبيعة أخرى أزلية كانت منذ البدء (يوحنا ١: ١). وقوله «أنا كائن» هو نفس الاسم الذي أعلن نفسه به لليهود يوم أرسل موسى إليهم إذ قال «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ» (خروج ٣: ١٤). وهذا وفق ما في مزمور ٩٠: ٢. لم يقل قبل أن يكون إبراهيم أنا كنت، لأنه لو قال كذلك لاحتمل معناه أنه حدث قبل حدوث إبراهيم. واليهود فهموا من قوله أنه ادعى الأزلية، وأنه إله إبراهيم. فهو بالضرورة قبله.وهذا هو مجد المسيح قبل كون العالم إبراهيم وبعده (يوحنا ١٧: ٥ ،٢٤) 5 والان مجدني انت ايها الاب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم. 24 ايها الاب اريد ان هؤلاء الذين اعطيتني يكونون معي حيث اكون انا، لينظروا مجدي الذي اعطيتني، لانك احببتني قبل انشاء العالم.  
ويلاحظ القارئ أن المسيح رفض أن يجعل الفرق زمنى مقتصر على سنين حياته بأن يقول " قبل إبراهيم كنت أنا " بل وضعها على المستوى المطلق الأزلى اللازمنى " (إشعياء ٤٣: ١٣ ) 13 ايضا من اليوم انا هو ولا منقذ من يدي.افعل ومن يرد "  قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ " وهذا هو الفرق بين تفكير اليهود المحدود المخلوق وبين الخالق ، بين الزمنى والأبدى (رؤيا ١: ٨) 8«انا هو الالف والياء، البداية والنهاية» يقول الرب الكائن والذي كان والذي ياتي، القادر على كل شيء"  وعلى هذا المستوى قال لتلاميذه ذات مره " إنى حى فأنتم ستحيون" (يو 14: 19)

#__هل_قال_المسيح_أنا_الله(يهوه - أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ؟!
سؤال يتكرر من الذين يركعون لمجرد إسم فقط ولا يعرفون عنه شئ سوي أسماء الجاهلية "وَالْمُصَلُّونَ إِلَى إِلهٍ لاَ يُخَلِّصُ" (إشعياء 45: 20)
المعترض لا يعلم أن الرب يسوع المسيح تحدت مع اليهود الذين يحملون تاريخ الإنسان مع الله وطبقاً لثقافتهم الله يعلن ذاته لهم
#_أعلن_الرب_يسوع_المسيح_أنه_المعبود
#_____وإن_له_ذات_الكرامة_الإلهية
قال المسيح لليهود:
"لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب" (يوحنا5: 23)
وقد قدم للمسيح الأكرام والعبادة لكونه هو والاب واحد وعبده تلاميذه والسبعين رسول وبشروا به بأنه الله المخلص وكل من أمن عبده وأختبره كونه الله العامل فيه والمغير لحياته
#_قال_المسيح_إنه_الله_الأزلي_والواجب_الوجود
قال المسيح لليهود:
"الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" (يوحنا8: 58و59)
يقول بالحرف الواحد "أَنَا كَائِنٌ" وهذا القول يعني حرفياً "أنا أكون" و "الكائن" وباليونانية "Ego eimi έγώ ειμί I Am" وهو هنا يستخدم نفس التعبير الذي عبَّر به اللَّه عن نفسه عندما ظهر لموسي النبيّ في العلِّيقة وعندما سأله موسي عن اسمه فقال "أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ" (وَمَعْنَاهُ أَنَا الْكَائِنُ الدَّائِمُ) وَأَضَافَ: "هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: "أَهْيَهْ (أَنَا الْكَائِنُ)، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ" "وَقَالَ أَيْضاً لِمُوسَى: "هَكَذَا تَقُولُ لِشَعْبِ إِسْرَائِيلَ: إِنَّ الرَّبَّ « يهوه الكَائِنَ "إِلهَ آبَائِكُمْ، إِلَهَ إبْرَاهِيمَ وَإسْحقَ وَيَعْقُوبَ قَدْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هَذَا هُوَ اسْمِي إِلَى اْلأَبَدِ، وَهُوَ الاسْمُ الَّذِي أُدْعَى بِهِ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ" (خر 3 :14و15) أي أنَّ الرب يسوع المسيح يُعطي لنفسه نفس الاسم الذي عبَّر به اللَّه عن نفسه "أنا الكائن الدائم الكائن الذي يكون" والذي يساوي يهوه (الكائن) الذي هو اسم الله الوحيد في العهد القديم أي أنه يقول لهم "أنا الكائن الدائم" الذي ظهر لموسي في العليقة وهذا ما جعل اليهود يثورون عليه ويحنقون لأنهم أدركوا أنه يعني أنه هو "اللَّه" نفسه "الكائن الدائم" وهذا الاسم لا يمكن أنْ يُطلَق علي غير اللَّه ذاته والذي يقول اللَّه عنه "أَنَا الرَّبُّ (يهوه = الكائن) هَذَا اسْمِي وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لِآخَرَ"
(اش 42 : 😎
#_المعبود_يقبل_العبادة_جهراً وعلى مشهد أمام تلاميذه إنجيل يوحنا 20: 28
أَجَابَ تُومَا وَقَالَ لَهُ: «رَبِّي وَإِلهِي!»
ܘܥܢܐ ܬܐܘܡܐ ܘܐܡܪ ܠܗ ܡܪܝ ܘܐܠܗܝ
ربي والهي موريو ايلوهو
ἀπεκρίθη Θωμᾶς καὶ εἶπεν αὐτῷ· ὁ Κύριός μου καὶ ὁ Θεός μου.
كيريوس كي او ثيؤس
And Thomas answered and said unto him, My Lord and my God.
لورد جد
ויען תומא ויאמר אליו אדני ואלהי׃
يهوه ايلوهيم
respondit Thomas et dixit ei Dominus meus et Deus meus
دومنيوس ديوس
- هل لو كان السيد المسيح نبي عادي هل كان قبل هذا اللقب؟
ونتوقع ان السيد المسيح ينتهره او يقول لا انه انسان ولكنه قال
Joh 20: 29 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا».
ولكن نجد السيد المسيح يقول له أنك أمنت ان المسيح هو يهوه ايلوهيم بسبب رؤيتك؟ طوبي لمن يؤمن بان المسيح هو يهوه ايلوهيم بدون ان يراه
والمجد لله دائماً أبدياً 🙏

 أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
صرح المسيح بقوله "قبل أن يكون غبراهيم أنا كائن" بلاهوته لأنه بالنظر إلى ناسوته لم بكن سنة يبلغ حتى خمسين سنة أما لاهوته فكائن منذ الأزل وحقا كما قيل عنه "من قبل أن تولد الجبال أو بدأت الأرض والمسكونة منذ الأزل إلى الأبد أنت" (مز 90: 2)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 59)  59 فرفعوا حجارة ليرجموه. اما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازا في وسطهم ومضى هكذا. 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  

1) " رَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ " لم تكن هذه المرة الوحيدة الذين كانوا يريدون فيها قتل المسيح بالرجم

(يوحنا ١٠: ٣١، ٣٩ ) 31 فتناول اليهود ايضا حجارة ليرجموه.  39 فطلبوا ايضا ان يمسكوه فخرج من ايديهم، ) ( يو ١١: ٨ )8 قال له التلاميذ:«يا معلم، الان كان اليهود يطلبون ان يرجموك، وتذهب ايضا الى هناك».  .

كانت الحجارة جاهزة بالفعل فى جيوبهم مع أنهم كانوا فى ـأحد أروقة الهيكل كما عبروا مرة أنه يجعل نفسه مساويا لـ يهوه  فرفعوها بالفعل وهم يمسكونها فى أيديهم وهموا ليلقوها عليه ويقتلوه فى الهيكل ولكنهم لم يستطيعوا رجمه فلم يروه وإختفى عنهم مع أنه جاز فى وسطهم

لم يبق لهم بعد جواب المسيح في الآية السابقة إلا أن يعترفوا أنه المسيح كلمة يهوه كما فعل الأعمى الذي أبصر (يوحنا ٩: ٣٨) ولكنهم لم يصدقوه ألهذا أرادوا رجمه حاكمين عليه أنه مجدف. فاختاروا أن يحسبوه مجدفاً، وأرادوا أن يعاقبوه بمقتضى ما قيل في (لاويين ٢٤: ١٦).16 ومن جدف على اسم الرب فانه يقتل.يرجمه كل الجماعة رجما.الغريب كالوطني عندما يجدف على الاسم يقتل. "  وكان سهلاً عليهم أن يجدوا حجارة يرجمونه بها في دار الهيكل، لأنه كان أثناء بناؤه الذي بدأه هيرودس الكبير. وكان محظوراً على اليهود أن يقتلوا أحداً لأنهم كانوا تحت سلطة الرومان الذين منعوهم من سلطان القتل الذي كان لهم، فكان ما قصدوه من عقاب المسيح من قبل أنفسهم بمنزلة هيجان الشعب كما فعلوا باستفانوس (أعمال ٧: ٥٨).57 فصاحوا بصوت عظيم وسدوا اذانهم، وهجموا عليه بنفس واحدة، 58 واخرجوه خارج المدينة ورجموه. والشهود خلعوا ثيابهم عند رجلي شاب يقال له شاول.  "
2) " مَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى وَخَرَجَ مِنَ الهَيْكَلِ مُجْتَازاً فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هَكَذَا"لا تشير هذه الاية فى صراحة أن اختفاءه كان معجزة،  ولكن بعض المفسرين قالوا أنه قد يكون المسيح أعمى بصيرتهم  أ شتت أذهانهم فى مناقشاتهم فإختفى بين الجمهور ولم تكن هذه المرة الوحيدة التى كان يريد فيها اليهود قتل المسيح فقد حدث فى مجمع الناصرة أن أهل البلدة التى تربى فيها ( لوقا4: 29 و 30) 29 فقاموا واخرجوه خارج المدينة وجاءوا به الى حافة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه حتى يطرحوه الى اسفل. 30 اما هو فجاز في وسطهم ومضى"  والمسيح كمعلم يلبس مثل سائر الفريسين والكتبة فكان من السهل أن يمر بينهم دون أن يلاحظه أحد اثناء نقاش الشعب وبعضهم البعض لأنه بلا شك كان يوجد مؤمنين به
 وكان في الهيكل جمهور عظيم من الناس، كثيرون منهم من تلاميذه وأقاربه، وكان سهلاً عليه أن يختفي بين ذلك الجمهور. ولا شك أن لم يرد أن يسلم نفسه  وكما حدث سابقا لأن ساعته لم تكن قد أتت.(يو 7: 30) فطلبوا أن يمسكوه، ولم يلق أحد يدا عليه، لأن ساعته لم تكن قد جاءت بعد. "  وانتهى بذلك أشد خصام بين المسيح واليهود في اليهودية.
*******

ومما نراه في هذا الخطاب أو المناقشة التى وردت فى إصحاح 8 كثرة المقاومة التي لاقاها المسيح، إذ كان فيه وحده عشر معارضات من التكذيب والشتم (في آيات ١٩، ٢٢، ٣٩، ٤١، ٤٨، ٥٢، ٥٣، ٥٧).

ومما نراه أيضاً قوة البرهان على صحة تعليم يسوع بأن أعداءه لم يستطيعوا أن يُسكتوه أو يجاوبوه بالأدلة. ولو كان تعليمه لأصحابه دون غيرهم لم يكن للبرهان مثل تلك القوة. ونستفيد من معارضات أعدائه له أنها حملت المسيح على تفسير تعاليمه بأحسن إيضاح. ومن الحقائق العظمى التي أوضحه قوله «إنه نور العالم» وإن أصله «من فوق» (ع ٢٣). وإنه «مانح الحرية للمؤمنين به» (ع ٣١ - ٣٦). وإنه «بلا خطية» (ع ٤٦). وإنه «واهب الحياة». وإظهار أنه يهوه العهد القديم بقوله «أنا كائن» (ع ٥٨).


 أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
فلما سمع اليهود منه ذلك إعتبروه مجدفا فأخذوا "حجارة وأرادوا ان يرجموه "أما يسوع فإختفى وخرج من الهيكل مجتازا فى وسطهم" قيل ان إختفاءه كان معجزة  أى أن لاهوته جعل ناسوته غير منظور فمر فى وسطهم بدون أن يروه وقيل أنه مر بطريقة عادية لأنه كان فى الهيكل جمهور عظيم من الناس منهم أصدقاؤه وتلاميذه فإختفى بينهم ، وقد علمنا المسيح بعمله هذا ضرورة الهروب من غضب المتكبرين

 


This site was last updated 10/31/21