Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير / شرح إنجيل يوحنا الإصحاح الخامس عشر (يو 15: 18- 27)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير يوحنا ص1 1: 1-18
فسير إنجيل يوحنا ص 1: 19- 51)
تفسير إنجيل يوحنا ص 2
تفسير إنجيل يوحنا ص 3
تفسير إنجيل يوحنا ص4
تفسير إنجيل يوحنا ص5
تفسير إنجيل يوحنا ص6:1- 40
تفسير إنجيل يوحنا ص6: 41- 71
تفسير إنجيل يوحنا ص 7: 1- 24
تفسير إنجيل يوحناص7: 25- 53
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 1- 20
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 21 37
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 38- 59
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 1- 23
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 24-41
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 1- 21
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 22- 42
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 1-32
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 33- 57
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 1- 26
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 27- 50
تفسير إنجيل يوحنا ص13: 1- 17
تفسير إنجيل يوحنا ص13: 18- 38
تفسير إنجيل يوحنا ص14: 1-14
تفسير إنجيل يوحنا ص14: 15- 31
تفسير إنجيل يوحنا ص15: 1- 17
تفسير إنجيل يوحنا ص15: 18- 27
تفسير إنجيل يوحنا ص 16: 1- 15
تفسير إنجيل يوحنا ص 16: 16- 33)
تفسير إنجيل يوحنا ص 17
Untitled 8493
تفسير إنجيل يوحنا ص 18
Untitled 8428
تفسير إنجيل يوحنا ص 19
Untitled 8429
تفسير إنجيل يوحنا ص20
Untitled 8430
تفسير إنجيل يوحنا ص 21
Untitled 8415
ت

تفسير يوحنا الإصحاح  السابع عشر - فى مجمل الأناجيل الأربعة: الفصل25
تفسير / شرح  إنجيل يوحنا الإصحاح  الخامس عشر
3. مواجهة بغض العالم (يوحنا 15:  18- 25)
4. إرسال المعزي لهم (يوحنا 15:  26- 27)

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الخامس عشر
3. مواجهة بغض العالم
(يوحنا 15:  18- 25)

   شرح وتفسير  (يوحنا 15: 18)  18 «ان كان العالم يبغضكم فاعلموا انه قد ابغضني قبلكم.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " إِنْ كَانَ العَالَمُ يُبْغِضُكُمْ "

 " ان  " ..  جملة شرطية من الصنف الأول تعتبر صحيحة من وجهة نظر يسوع ، يكره العالم الساقط الذى يمتلكه الشرير يسوع المسيح وأتباعه المسيحيين

† " العالم " ..   تفيد كلمة "كوزموس" اليونانية ومعناها العالم إلى معان عديدة هى . (1) كوكب الأرض (يو 1: 10 & 11: 9 & 16: 21 & 17: 5 و 11 و 24 & 21: 25) .. (2) الجمس البشرى كله (يو 3: 16 & 7: 4 & 11: 27 & 12: 19 & 14: 22 & 18: 20 و 37) .. الجنس البشرى المتمرد فقط (يو 1: 10 و 29 & 3: 16 - 21 & 4: 42 & 6: 33 & 7: 7 & 9: 39 & 12: 31 & 15: 18& 17: 25)  - إِنْ كَانَ العَالَمُ يُبْغِضُكُمْ أي تذكروا أنه متى أبغضكم العالم.

† " يبغضكم   " .. فعل مضارع مبنى للمعلوم فى الأسلوب الخبرى ، وهذا يعنى إستمرار العالم فى بغضة المسيحيين مادام يوجد هناك عالم ومسيحيين (يو 15: 20)

المحبة التى كان ينشرها المسيح وتلاميذه بين الناس بفعل المعجزات وغيرها ( ١يوحنا ٣: ١، ١٣)  1 انظروا اية محبة اعطانا الاب حتى ندعى اولاد الله! من اجل هذا لا يعرفنا العالم، لانه لا يعرفه. 13 لا تتعجبوا يا اخوتي ان كان العالم يبغضكم."  كانت سبب بغض العالم ليسوع وتلاميذه وشهادة الروح القدس (يو 15: 18- 22) و

هذه الاية نبوة عن المستقبل المسيح يخبرهم بانواع الضيقات وافضطهادات والألام التى سوف يواجهوها وهدف المسيح من هذه الآية وما يليها تعزية تلاميذه وتشجيعهم على احتمال الاضطهاد الذي كان لا بد أن يأتي عليهم، فسبق وأعلمهم بحدوثه لكي لا يتعجبوا من وقوعه، وييأسوا به، ولا يتخذوه دليلاً على أنه أصابهم لأنهم يستحقونه، وعلى أن الله تركهم، وأن المسيح نسيهم.

وأول مواجهة كشفت عن صدق إنذار المسيح بعد بدء الكرازة هي هكذا: «ودعوا الرسل، وجلدوهم، وأوصوهم أن لا يتكلموا باسم يسوع، ثم أطلقوهم. وأما هم، فذهبوا فرحين من أمام المجمع، لأنهم حُسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه.» (أع40:5-41‏)

2) " فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ أَبْغَضَنِي قَبْلَكُمْ"

«فاعلموا» تأتي هنا بصيغة الأمر. الرب يرفع ذهن التلاميذ على مستوى «ااذكروا» التي جاءت بنفس معناها هنا في الآية (يو 15: 30) بعد ذلك. وهذه وتلك, يفتحان أذهان التلاميذ لالتقاط صورة صحيحة لما أكمله العالم مع المسيح، تنطبعان على ذاكرتهم وذاكرة الكنيسة على الدوام، لتكوا للتلاميذ والكنيسة من بعدهم عوناً شديدا لاحتمال المصاد‏مات المتكررة، والتي لن تنقطع.

† " أذكروا " .. فعل أمر حاضر مبنى للمعلوم ، إن معرفة المؤمنين لنبوات يسوع  وكلماته وتعاليمه العهد الجديد وحلول الروح القدس فى يوم الخمسين ستساعدهم لمواجهة الإضطهاد

فالمسيح قد صار للتلاميذ النموذج الكامل والقائد المتقدم صفوف جنودة أمام عالم شرير , المسيح يسند قلوبهم في وقت هياج العالم وسخطه، والذي يستمدون منه قوة على الاحتمال والصبر, بل والفرح في الضيق: «ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع، الذي من أجل السرور الموضوع أمامه, احتمل الصليب مستهينا بالخزي, فجلس في يمين عرش الله. فتفكروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه, مثل هذه، لئلا تكلوا وتخوروا في نفوسكم.» (عب2:12-3‏)
قَدْ أَبْغَضَنِي قَبْلَكُمْ هذه التعزية الأولى من تعزيات المسيح لهم في وقت الضيق، وخلاصتها أنه هو قد أصابه قبلهم ما سيصيبهم بعده.المسيح عندما كان يبشر في العالم (على مستوى اليهود)، كان زما زال مصدر قلق ونكد ورعب وارتباك وخوف شديد. فقداسته فضحت فجورهم، ووداعته استفزت وحشيتهم، وتكريمه وتمجيده للآب هيج عداوتهم له وللآب، والحق الذي فيه جمعهم عل الكذب وتلفيق التهم : «إن كنت قد تكلمت ردياً، فاشهد على الردي، وإن حسناً، فلماذا تضربنى» (يو23:18) والشركة في الآلام توجب الشركة في المسرات واضطهاد العالم وبغضته للمسيح ولتلاميذه ورسله ومؤمنيه الأتقياء المخلصين, يبدو دائمأ ومنذ أول يوم، غريبا جداً في أعين متقيه!: «أيها الأحباء، لا تستغربوا البتلوى المحرقة (المشتعلة أو النارية) التي بينكم حادثة، لأجل إمتحانكم، كأنه أصابكم أمر غريب, بل كما اشتركتم في آلام المسيح، افرحوا، لكي تفرحوا في استعلان مجده أيضأ مبتهجين. إن عُيرتم باسم المسيح، فطوبى لكم، لأن روح المجد والله يحل عليكم. أما من جهتهم, فيجدف عليه، وأما من جهتكم فيمتجد. فلا يتألم أحدكم كقاتل أو سارق أو فاعل شر أو متداخل في أمورغير، ولكن إن كان كمسيحي (يتألم)، فلا يخجل, بل يمجد الله من هذا القبيل ... فإذا الذين يتألمون بحسب مشيئة الله، فليستودعوا أنفسهم كما لخالق أمين في عمل الخير.» (ابط12:4-19)ن.  واختبار المسيح للضيقات يؤكد لهم أنه يشعر معهم في آلامهم، وينقذهم منها، فيشتركون مع المسيح في الشدائد، بسبب علاقتهم الجديدة به. وقد كان المسيح مقدساً فكراً وقولاً وعملاً، وكان يجول يصنع خيراً، وأبغضه العالم أشد البغض. فمن المحال أن العالم يحب أتباعه

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> "إن كان العالم" اى الناس الذين فى العالم  من اليهود والوثنيين المنكبون على شهوات العالم واباطيله "يبغضكم" أيها التلاميذ " فإعلموا أنه قد ابغضنى قبلكم" فقد اصابنى قبل ان يصيبكم ، والشركة فى الألام كما هى شركة فى المسرات أيضا


   شرح وتفسير   (يوحنا 15: 19)  19 لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته. ولكن لانكم لستم من العالم، بل انا اخترتكم من العالم، لذلك يبغضكم العالم.

 "ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

 المسيح يكرر كلمة «العالم» خمس مرات في الآيتين» (يو 15: 18 و 19) وذلك عن شعور منه بخطورة هذا العدو، وتوعية لنا أن نأخذ الحيطة، ونضع خطورته في الاعتبار.
في هذه الآية تعزية ثانية لهم في احتمالهم بغض العالم، لأن هذا البغض برهان على أن الرب أحبهم واختارهم من العالم وفصلهم عنه. والقول هنا كالقول في (متّى ٥: ١٢.)  12 افرحوا وتهللوا لان اجركم عظيم في السماوات فانهم هكذا طردوا الانبياء الذين قبلكم. "


1) " لَوْ كُنْتُمْ مِنَ العَالَمِ "

  ..جملة شرطية من الصنف الثانى تدعى "ضد الحقيقة" بمعنى لو كنتم من العالم ، ولكنتم لستم من أهل هذا العالم ، لأنه لو كنتم منهم لكان العالم يحبكم ولهذا فهو لا يحبكم "

 الإنسان المؤمن بالمسيح يحب المسيح والذى لا يؤمن بالمسيح يحب العالم وشهوته  ونرى ديماس الذى كان يخدم مع بولس فى العهد الجديد مثل لمن يؤمن ويخدم ثم يرتد عن الإيمان  (2تى 4: 10) "لأن ديماس قد تركني إذ أحب العالم الحاضر وذهب إلى تسالونيكي، وكريسكيس إلى غلاطية، وتيطس إلى دلماطية."  . ونقرأ عن نشاط ديماس فى الخدمة فى بداية إيمانه أن بولس أرسل سلامه إلى ديماس من رومية إلى الكلوسيين وإلى فليمون (كلو 4: 14 وفليمون 24) ثم من بعد ذلك هجر ديماس بولس الرسول لأنه لم يود أن يحتمل الألم والاضطهاد فذهب إلى تسالونيكي (2 تيمو 4: 10).هذا هو ديماس الذى بدأ بداية حسنه مع المسيح ولكنه لم يكمل لأن شيطان هذا العالم أغراه ولم يسمع   (يو  2: 15)  "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب."يطلق على من يحب العالم أنهم : دنيويين / عالميين يحبون لذّات العالم ومجده ويطلبون رضاه، ويشابهونه في مبادئه.(1 يو 2: 16) "لأن كل ما في العالم: شهوة الجسد، وشهوة العيون، وتعظم المعيشة، ليس من الآب بل من العالم."

 

2) " لَكَانَ العَالَمُ يُحِبُّ خَاصَّتَهُ "

أي المشابهين له في الصفات والأعمال.ووصل المر بأن أشأوا أديان لها إله ونظم وقوانين تبيح لأعضاء المنتمين إليه ةالمؤمنين بإله هذا العالم الكذب والسرقة والإغتصاب والزنى  والسرقة والإستيلاء على الأرض وقتل ما يسمونه أعداء الله أتباعه يحبون النبى الكذاب ويحبونه قائلين حبيبى يا رسول الله ويحبون إلهه الشرير واصبح هذا الدين العالمى  وأقواله وأعماله لا تبكتهم  إنما تمدحه على ذلك وتريح ضميره.

«لو كنتم من العالم, لكان العالم يحب خاصته»: نشاهد فى العالم أٌلفة الخطاة لبعضهم البعض، يجذبون بعضهم البعض لارتكاب الإثم والمعصية بسخاء وبذخ. إنها تظهر لهم وكأنها محبة وعلى مستوى التضحية والبذل، حتى ليكاد الآبرار يغيرون من هذه الألفة وهذا السخاء وهذا البذل المجنون. ولكن كل ذلك يتم بدفح من الشيطان، حتى يغوص الواحد منهم في الوحل دون أن يدري, وهو مسرور غاية السرور. وإن للعدو قدرة على إخفاء العاقبة والنهاية المرة التي تنتظر هؤلاء المتسابقين في وضع الأغلال في أعناقهم، حتى لا يكون قيام.
‏محبة العالم لأخصائه هي محبة للاستعباد، لنزف الشباب والمال والجمال والكرامة والعمر!

«يحب خاصته»: «خاصته» هنا، وان كانت تفيد الأشخاص المنجذبين إليه، كما يراءى لأول وهلة، ولكن هي تفيد في الحقيقة الذين أصبحوا عبيداً له. فالعالم يحب الذين له، الذين يعملون لحسابه. والفاعل العاقل المضمر هنا، هو الشيطان رئيس هذا العالم: «أنتم من أب هو إبليس، وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا، ذاك كان قتالاً للناس من البدء.» (يو44:8‏)

 

3) " وَلَكِنْ لأنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ العَالَمِ،"

لأن المسيحين لا يؤمنون برئيس هذا العالم لأنه ضد المسيح ( 1يوحنا 3- 5)   3 وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح انه قد جاء في الجسد، فليس من الله. وهذا هو روح ضد المسيح الذي سمعتم انه ياتي، والان هو في العالم. 4 انتم من الله ايها الاولاد، وقد غلبتموهم لان الذي فيكم اعظم من الذي في العالم. 5 هم من العالم. من اجل ذلك يتكلمون من العالم، والعالم يسمع لهم. 6 نحن من الله. فمن يعرف الله يسمع لنا، ومن ليس من الله لا يسمع لنا. من هذا نعرف روح الحق وروح الضلال.
لأنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ العَالَمِ أي لا تستحسنون مبادئه وغاياته، وتبغضون ما يحبه وتحبون ما يبغضه، ولا شركة لكم معه في لذّاته ومقاصده، ولذلك يعتبركم أجنبيين وأعداء.
 

4) " بَل أَنَا اخْتَرْتُكُمْ مِنَ العَالَمِ"
اخْتَرْتُكُمْ مِنَ العَالَمِ لكي تكونوا خراف رعيتي، تتبعون خطواتي وتنشرون تعليمي، وتكونون رعية مملكتي، وحَمَلة صليبي واسمي، مبشرين بإنجيلي (١يوحنا ٣: ١٣).13 لا تتعجبوا يا اخوتي ان كان العالم يبغضكم. "  وهنا ثالث الأمور التي اختارهم لأجلها (يو 15: 16) 16 ليس انتم اخترتموني بل انا اخترتكم، واقمتكم لتذهبوا وتاتوا بثمر، ويدوم ثمركم، لكي يعطيكم الاب كل ما طلبتم باسمي.  وهو فصلهم عن العالم.
اختيار الرب قائم أساساً على أننا لسنا من هذا العالم، والعالم لا يليق أن يكون لنا وطناً ومقراً، لذلك فكل حقد وبغضة يناصبنا بها العالم، يذكرنا بالرجاء الذي لنا عند الرب: «إن كنا نتألم معه، لكي نتمجد أيضاً معه.» (رو17:8)

 

5) " لِذَلِكَ يُبْغِضُكُمُ العَالَمُ "

سبب بعض العالم للمسيحيين يفسره قول المسيح فى ( يوحنا ١٧: ١٤ ) 14 انا قد اعطيتهم كلامك، والعالم ابغضهم لانهم ليسوا من العالم، كما اني انا لست من العالم، "

العالم يبغض ويكره من يخرج من تحت نيره وعبوديته ، بل ويناصبه العداء. إنها مهانة عظمى لرئيس هذا العالم أن يخرج من تحت يده إنسان يقف قبالته ليشهد ضده. ويتحرر من سلطته وعبوديته بالحرية التى فى المسيح  (يو 8: 36)  "فإن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا."

العالم يبغض المسيحيين لأن أقوال وأفعال المسيحيين تبكت أهل العالم على أقواله وأفعاله، ولأن الشيطان يوسوس لهم على أن يبغضكم.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> "لو كنتم من العالم" أى تحبون شهوات العالم وشرفه ومناصبه ومراتبه "لكان العالم يحب خاصته " لمشابهتكم  له فى صفاته وأعماله الشريرة " ولكن لأنكم لستم من العالم" لأنكم تحتقرون الأرضيات "بل أنا إخترتكم من العالم " لكى تتبعوا خطواتى وتكونوا رعاة خرافى وتحملوا صليبى وإسمى " لذلك يبغضكم العالم " لأنكم تبكتونهم على أعمالهم الشريرة وأفعالهم الذميمة لأن الخلاف فى الرغب
ا
ت والميول والنزعات تؤدى للبغضة

    شرح وتفسير   (يوحنا 15: 20)  20 اذكروا الكلام الذي قلته لكم: ليس عبد اعظم من سيده. ان كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم، وان كانوا قد حفظوا كلامي فسيحفظون كلامكم.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " اُذْكُرُوا الكلامَ الَّذِي قُلتُهُ لَكُمْ:"

† " أذكروا " .. فعل أمر حاضر مبنى للمعلوم ،  أو مضارع مبنى للمعلوم فى الأسلوب الخبرى
اُذْكُرُوا الكلامَ الَّذِي قُلتُهُ ( يوحنا ١٣: ١٦ )16 الحق الحق اقول لكم: انه ليس عبد اعظم من سيده، ولا رسول اعظم من مرسله ( متّى ١٠: ٢٤ ) ( لوقا ٦: ٤٠). وذكَّرهم المسيح بمعاداة العالم لهم لأنه رآهم يميلون إلى توقع مصادقته، وأنهم عُرضة للعثرة واليأس عند وقوع خلاف ما توقعوا.

 

2) "  لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ. "

تكررت هذه ألاية ووردت سابقا فى (يو 13: 16) "الحق الحق أقول لكم: إنه ليس عبد أعظم من سيده، ولا رسول أعظم من مرسله."  . فبالرغم من أن التلاميذ، في نظر المسيح، ليسوا عبيدا بل أحباء، ولكن في نظر أنفسهم ينبغي أن يدركوا أنهم عبيد الله

والمحبة تذيل الفوارق مع بقاء الإحترام السيد والمعلم الذي غسل أرجلهم ليعدهم للارسالية العظمى، الآن يكشف لهم مجد الإرسالية على مستوى مجد إكليل الشوك والصليب. لأنه حقاً لا يليق أن الرأس, المقدس, يلبس إكليلاً من شوك، والأعضاء يجلسون على أرائكهن حرير، أو أن يلقب رب الكنيسة ببعلزبول، وأهل البيت ينعمون بالألقاب: «إن كانوا قد لقبوا رب البيت ببعلزبول، فكم بالحرى أهل بيته» (مت25:10). وإن هبت ريح العالم العاتية على الكرمة، فلابد أن تترنح الأغصان.

 

3) "  إِنْ كَانُوا قَدِ اضْطَهَدُونِي فَسَيَضْطَهِدُونَكُمْ، وَإِنْ كَانُوا قَدْ حَفِظُوا كلامِي فَسَيَحْفَظُونَ كلامَكُمْ"

 ان كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم، وان كانوا قد حفظوا كلامي فسيحفظون كلامكم.  " ..  جملتان شرطيتان من الصنف الأول تعتبران صحيحيتان من وجهة نظر يسوع .. تحمل كلمة " يضطهد " معنى صيد وقنص ومطاردة حيوان برى ، الإضطهاد هو أمر طبيعى لأتباع يسوع فى عالم ساقط يتبع الشرير مولود بالفطرة الحيوانية (رو 8: 17) (2كو 1: 5 و7) (فى 3: 10) (2 تى 2: 12) (1 بط 4: 12- 19)

† "  ان كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم، " .. فعل تام مبنى للمعلوم فى الأسلوب الخبرى ، هذه نبوة من يسوع أن العالم (يما يعنى المجتمع الذى عاش فيه يسوع وهم اليهود الذين قاوموه ثم  فى مؤامرة سلموه للرومان ليقتل مصلوبا ) إضطهد يسوع   فالعالم سيضطهد شعب يسوع أى المسيحيين  (يو 17: 15) (1 يو 3: 13) يشترك المؤمنون بالمسيح مع يسوع فى أنهم مضطهدون ، ولكنهم بالرغم من أنهم يضطهدون  ويقاسون ويتألمون ولكنهم يفرحون حتى ولو كانوا يأخذهم العالم إلى الموت
وَإِنْ كَانُوا قَدْ حَفِظُوا كلامِي فَسَيَحْفَظُونَ كلامَكُمْ لكنهم لم يحفظوه. وصدق هذا على أمة اليهود إجمالاً لأنها رفضت تعليم المسيح ورسله. أما الأفراد الذين حفظوا كلام المسيح فكثيرون، متحدون بالمسيح ويشابهونه في الصفات والتعليم، وينتسبون إليه كمسيحيين.

والمسيح هنا لا يريد أن يواجه التلاميذ بمصيرهم المحتم، من جهة الاضطهاد، مباشرة, حتى لا يجزعوا, ولكنه في حنو وتوعية ورفق، وضع نفسه في المقدمة كعينة، وتركهم يقيسون على أنفسهم: «إن كانوا قد اضطهدونني، فسيضطهدونكم». ثم بتوعية أكثر وأعمق، أراد أن ينبه ذهنهم أن يتذكروا كيف كان اليهود يترصدونه: «ليصطادوه بكلمة» (مت15:22) من كلامه، يؤلونها كما يشاءون، حتى ينصبوا له الفخاخ. فلا ينتظر التلاميذ من المقاومين لهم إلا نفس الاسلوب، والذين للعالم لن يحترموا كلامهم، فالرب يضعه على مستوى كلامه: «إن كانوا قد حفظوا كلامي، فسيحفظون كلامكم»، بل سوف يؤلون ويحورون ويعوجون, لعلهم يفوزون بحجة للمنازعة والتشهير أو الحكم, لإفساد تعليمهم في أذها ( حزقيال ٣: ٧) 7 لكن بيت اسرائيل لا يشاء ان يسمع لك.لانهم لا يشاؤون ان يسمعوا لي.لان كل بيت اسرائيل صلاب الجباه وقساة القلوب.

  أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  أذكروا الكلام الذى قلته لكم ليس عبد أعظم من سيده " لأن ذكرى ذلك تجعلكم تحتملون الألام بصبر فإنى إن كنت إحتملت بغض اليهود والصليب فلا ينبغى أن تحتملوا ذلك لأنهم " إن كانوا إضطهدونى فسيضطهدونكم وإن كانوا قد حفظوا كلامى فسيحفظون كلامكم " وقد صدق هذا الكلام على الأمة اليهودية فغنهم رفضوا كلام المسيح وتعليمه  ورفضوا كلام الرسل ايضا وتعليمهم  أما الناس صدقوا كلامهم ونفذوا تعليمهم  فكانوا كثيرون فكلام المسيح من باب إطلاق العموم وإرادة الخصوص .  .  .  .


   شرح وتفسير   (يوحنا 15: 21)  21 لكنهم انما يفعلون بكم هذا كله من اجل اسمي، لانهم لا يعرفون الذي ارسلني.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

هذا تعزية ثالثة للرسل في مقاساتهم الشدائد.


1) " لَكِنَّهُمْ إِنَّمَا يَفْعَلُونَ بِكُمْ هَذَا كُلَّه"

«لكن» معنى هذه الكلمة باللغو العربية لَكِنْ أَن تكون خفيفةً بأصل الوضع، فإن ولِيَها جملةٌ فهي حرفُ ابتداءٍ لمجرد إفادة الاستدراك وليست عاطفة، ويجوزُ أَن تستعمل مع الواو وتعنى هذه  الآية : " ولكنهم يفعلون هذا بسبب أسمى"  أما معنى "لكن" باللغة اليونانية : تفيد الانتقال بالمعنى و بالحديث إلى تكملة متصلة به، ولكن جديدة. فالمسيح يكشف أن سر الاضطهاد سيكون هو بسبب الارتباط بالمسيح, والغصن المتحد بالكرمة نصيبه من نصيب الكرمة،
هَذَا كُلَّهُ أي من بغض العالم واضطهاده لكم، ورفضه تبشيركم كلامكم.
 

2) " مِنْ أَجْلِ اسْمِي"

لماذا اسم المسيح في العالم مكروه، والعالم يناصبه العداء؟ ثم لماذا هذا الاسم هكذا محبوب جدأ لدى المؤمنين الصادقين؟ (متّى ١٠: ٢٢ ) 22 وتكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي. ولكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص. ( مت ٢٤: ٩ ) 9 حينئذ يسلمونكم الى ضيق ويقتلونكم وتكونون مبغضين من جميع الامم لاجل اسمي. 
‏إن اسم المسيح هو هذا: «ابن الله الحي», وهذا الاسم يحمل إعلان حقيقة يهوه الآب التي جاء الابن الكلمة المتجسد لاعلانها. ينجمع كل مفهوم الخلاص والفداء والمصالحة. فيهوه أرسل ابنه إلى العالم, ليصالح به العالم لنفسه, والابن تمم مشيئة الآب، بأن صالح العالم بذبيحة نفسه, وهكذا بالصليب، انفتح باب العودة لكل خطاة العالم من سلطان الشيطان والظلمة إلى الله, لأجل هذا لا يطيق العالم، الذي يعمل لحساب الظلمة، سماع اسم ابن الله. فأبناء الظلمة يبغضون أبناء النوره هذه حقيقة كل الدهور. أما الذين آمنوا باسم ابن الله، وقبلوه، فيكونون قد انتقلوا من الظلمة إلى النور، ودخلوا في عهد بنوة صادقة لله، وصاروا أبناء وأحباء بعد أن كانوا عبيداً وأعداء. لذلك صار اسم ابن الله هو قوتهم وفخرهم وحصنهم، إزاء بغضة العالم لهم وللاسم!‏

ويعاقب أهل العالم من يقوم بالتبشير باسم المسيح نفسيا وجسديا: «ودعوا الرسل، وجلدوهم، وأوصوهم أن لا يتكلموا باسم يسوع، ثم أطلقوهم. وأما هم، فذهبوا فرحين من أمام المجمع, لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه» (أع40:5-41‏). وبطرس الرسول أيضاً يركز عل الاسم:«إن عُيرتم باسم المسيح، فطوبى لكم، لأن روح المجد والله يحل عليكم.» (ابط14:4)
مِنْ أَجْلِ اسْمِي أي بسببي أى بسبب ـمسيتكم مسيحيين أو بسبب تبشيركم بإسمى ، ولأنكم تعترفون باسمي وتشهدون بحقي وبالإنجيل. وقد تعزّى التلاميذ بذلك في أزمنة الاضطهاد (انظر أعمال ٥: ٤١ ) ( ٢كورنثوس ١٢: ١٠ )  10 لذلك اسر بالضعفات والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات لاجل المسيح.لاني حينما انا ضعيف فحينئذ انا قوي ( غلاطية ٦: ١٧ )  17 في ما بعد لا يجلب احد علي اتعابا، لاني حامل في جسدي سمات الرب يسوع. ( كولوسي ١: ٢٤ ) 24 الذي الان افرح في الامي لاجلكم، واكمل نقائص شدائد المسيح في جسمي لاجل جسده، الذي هو الكنيسة، ( عبرانيين ١١: ٢٦).29 بالايمان اجتازوا في البحر الاحمر كما في اليابسة، الامر الذي لما شرع فيه المصريون غرقوا

3) " لأنَّهُمْ لا يَعْرِفُونَ الَّذِي أَرْسَلَنِي"
لأنَّهُمْ لا يَعْرِفُونَ الَّذِي أَرْسَلَنِي ( يوحنا ١٦: ٣) 3 وسيفعلون هذا بكم لانهم لم يعرفوا الاب ولا عرفوني.  " جهل اليهود أن يهوه أرسل يسوع، وأنه هو المسيح الموعود به وينتظروه وإعتقدوا ان المسيح هو قائد وملك حربى يسود عليهم وقودهم نحو الحرية وطرد جنود الإمبراطورية الرومانية من أراضيهم ، ولهذا لم يرمنوا به وقاوموه هو ورسله بعد ذلك. فكما أنهم لم يعلموا أن يهوه أرسل يسوع، لم يعرفوا أن المسيح أرسل التلاميذ. وجهل اليهود أمر المسيح ورسله كان إثماً عظيماً لأنهم لم يريدوا أن يعرفوا الحق، وأغمضوا عيونهم عن الأدلة على صحة رسالة المسيح (أعمال ٣: ١٧ ) 17 «والان ايها الاخوة، انا اعلم انكم بجهالة عملتم، كما رؤساؤكم ايضا. ( أع ١٣: ٢٧ )  27 لان الساكنين في اورشليم ورؤساءهم لم يعرفوا هذا. واقوال الانبياء التي تقرا كل سبت تمموها، اذ حكموا عليه. ( أع ٢٨: ٢٠ و٢٥ - ٢٧)  20 فلهذا السبب طلبتكم لاراكم واكلمكم، لاني من اجل رجاء اسرائيل موثق بهذه السلسلة». 25 فانصرفوا وهم غير متفقين بعضهم مع بعض، لما قال بولس كلمة واحدة:«انه حسنا كلم الروح القدس اباءنا باشعياء النبي 26 قائلا: اذهب الى هذا الشعب وقل: ستسمعون سمعا ولا تفهمون، وستنظرون نظرا ولا تبصرون. 27 لان قلب هذا الشعب قد غلظ، وباذانهم سمعوا ثقيلا، واعينهم اغمضوها. لئلا يبصروا باعينهم ويسمعوا باذانهم ويفهموا بقلوبهم ويرجعوا، فاشفيهم. 28 فليكن معلوما عندكم ان خلاص الله قد ارسل الى الامم، وهم سيسمعون!».  (  ١كورنثوس ٢: ٨ ) 7 بل نتكلم بحكمة الله في سر: الحكمة المكتومة، التي سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا، 8 التي لم يعلمها احد من عظماء هذا الدهر، لان لو عرفوا لما صلبوا رب المجد.  ( ٢كورنثوس ٣: ١٤)14 بل اغلظت اذهانهم لانه حتى اليوم ذلك البرقع نفسه عند قراءة العهد العتيق باق غير منكشف الذي يبطل في المسيح. 

 يشير يسزع إلى ألآب  (الذات الإلهية) الذى أرسلة  لأن اليهود والأمم والأديان ألأخرى لم تعرف الخالق حق المعرفة ، حيث تشير كلمة " يعرف " فى العهد القديم إلى علاقة شخصية  (تك 4: 1) (إر 1: 5) يضطهد العالم المؤمنين لأنهم : (1) ينتمون ليسوع الذى أضطهده اليهود من قبل .. (2) لأن العالم لم يخرف الإله حق المعرفة

«لأنهم لا يعرفون الذي أرسلني»: ‏إن معرفة سر الآب والابن الذي يتضمن إرسالية الابن إلى العالم، هو من أعمق مخصصات الله, التي جعلها سرا مكتوماً منذ الدهور السالفة, ولم يعرف به أحد، إلى أن استعلن للتلاميذ والرسل: «أنه بإعلان عرفني بالسر... سر المسيح, الذي في أجيال أخر لم يُعرف به بنو البشر، كما قد أُعلن الآن لرسله القديسين وأنبيائه بالروح, أن الأمم شركاء في الميراث، والجسد، ونوال موعده في المسيح بالإنجيل.» (أف3:3-6‏) وسر الآب والابن استودع لدى الرسل، واستلمته الكنيسة من يد الرسل، وبالروح القدس. وفي معرفة هذا السر, وبه، أُعطيث الحياة الآبدية للمؤمنين: «هذه هي الحياة الأبدية، أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك، ويسوع المسيح الذي أرسلته.» (يو3:17)

وهكذا أصبحت معرفة الله «الآب» مقصورة على الذين قبلوا «الابن», وآمنوا بالصليب والفداء، ونالوا الحياة الأبدية. والذي لا يعرف إرسالية ابن الله، يستحيل عليه معرفة الآب، وبالتال فهو يجدف على الآب والابن دون أن يدري، إنه يسيء إلى نفسه!! «يا أبتاه اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون.» (لو34:23)
ولكن ليس عذر للعالم, لأن المسيح استعلن سر الآب والابن, وسر الخلاص بالقول والعمل ( يو 22:15-25)

 وقد جاءت شهادة المسيح لنفسه وللآب كما يلى :
+ «لو لم أكن قد جئت وكلمتهم، لم تكن لهم خطية، وأما الآن، فليس لهم عذر في خطيتهم، ‏الذي يبغضني، يبغض أبي أيضاً».
+ «لو لم أكن قد عملت بينهم أعمالاً لم يعملها أحد غيري، لم تكن لهم خطية، وأما الآن فقد رأؤا، ‏وأبغضونى أنا وأبي».

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> " لكنهم إنما يفعلون بكم هذا كله " من الإضطهاد ورفض التعليم "من أجل إسمى" لأنكم تعترفون بى وتشهدون بحقى وصحة دعواى والسبب الذى جعلهم يضطهدونكم ويرفضون شهادتكم هو " لأنهم لا يعرفون الذى أرسلنى " فجهل اليهود أن لآب أرسل المسيح هو سبب لعنادهم وعدم إيمانهم وغلاظة قلوبهم



   شرح وتفسير   (يوحنا 15: 22)  22 لو لم اكن قد جئت وكلمتهم، لم تكن لهم خطية، واما الان فليس لهم عذر في خطيتهم.
.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " لَوْ لَمْ أَكُنْ قَدْ جِئْتُ وَكَلَّمْتُهُمْ  "

 ..  جملة شرطية من الصنف الثانى تدعى "ضد الحقيقة " بما يعنى لو لم آت وكلمتهم  قد يكون لهم حجة عدم المعرفة  ولكنى أتيت وكلمتهم ، الآن فإنهم فى خطية عدم الإيمان ، الآن ترتبط المسئولية بالمعرفة .. كان يسوع يفعل المعجزات وكثيرون رأوا وتعجبوا ، وكان يسوع يكلم اليهود وسمعوا تعاليمه ولكنهم لم يؤمنوا ، الألاف أكلوا من خمسة خبزات وسمكتين ولكن هل كلهم آمنوا .. ويمكن سرد الكثير مما فعله يسوع من معجزات وأهمها إقامة الموتى ولكنهم لم يؤمنوا ، ولنتذذكر الكرمة وأغصانها اليهودية التى لم تثبت فى المسيح فجفت وقطعت وألقيت بعيدا ، إن معرفة يسوع تؤدى بلا شك إلى الإثمار الذين يتنقون بها لتكون أكثر بكثير مما لهؤلاء الذين حصلوا عليها بالميلاد (مز 19: 1- 6) (رو 1: 18- 20 & 2: 14 - 15)
هذا يبيّن أن جهل اليهود كان خطية عليهم لا عذراً لهم.

«قد جئت»: هذه الكلمة تحمل ذات رسالة ومعنى كبيراً وممتداً، فهي تشير إشارة واثقة إلى أن مجيئه يحوي تحقيق الوعود النبوية بالعهد القديم السابقة لمجيئه, وانتظره كل شعب إسرائيل من جيل إلى جيل ، إنتظره  شعباً ورؤساء وملوكا وأنبياء ماتوا على رجاء ،حتى جاء ملئ الزمان(غل 4: 4)  وهوذا قد جاء!! اليهود ليس لهم أي عذر في عدم التعرف على المسيح، ( رومية ١: ٢٠ ) 20 لان اموره غير المنظورة ترى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات، قدرته السرمدية ولاهوته، حتى انهم بلا عذر" . بل لم يكن هناك أي داع لبغضته بهذا المقدار، ومحاربته أينما ذهب، والتشويش حول تعليمه والتحقير من شأنه وهو يشرح ويوضح بالقول والعمل المعجزي؛ بل وإن القول أيضاً كان على مستوى الاعجاز، مع إشارات قوية أشار بها إلى حقيقة نفسه، أنه المسيا الذي ينتظرونه من واقع أكبر وأقوى وأصدق نبوة كانت تشير إشارة مباشرة إلى مجيئه على لسان موسى: «يقيم لك الرت إلهك نبياً من وسطك، من إخوتك، مثلي، له تسمعون..., وأجعل كلامي في فمه، فيكلمهم بكل ما أوصيه به، ويكون أن الانسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي, أنا أطالبه.» (تث15:18-10)
لَوْ لَمْ أَكُنْ قَدْ جِئْتُ وَكَلَّمْتُهُمْ أشار بذلك إلى تصريحه بأنه «مرسَلٌ من الله» وأنه «ابن الله» فهو المسيح. وثبت هذا بمعجزاته الكثيرة الواضحة، وبصلاح تعليمه وقداسة سيرته.

 

2) "  لَمْ تَكُنْ لَهُمْ خَطِيَّةٌ "

اليهود لم يفعلوا حسنا وأوضح لهم المسيح أنه هو الطريق والحق والحياة ولكنهم لم يسيروا فى طريقه وولم يتبعوا الحق فلم تكن لهم حياة فيه ( يعقوب ٤: ١٧) 17 فمن يعرف ان يعمل حسنا ولا يعمل، فذلك خطية له. "

أي لم يرتكبوا تلك الخطية وهي رفض أن يسوع هو المسيح. وهذه الخطية كانت أعظم كل خطايا اليهود، وحسبها الله عصياناً له، وكانت سبب رفض الله أن يكونوا له شعباً وانتقامه منهم بإخراب مدينتهم وهيكلهم وتشتيتهم في العالم، علاوة على عقابهم في العالم الآتي (يوحنا ٩: ٤١ ) 41 قال لهم يسوع:«لو كنتم عميانا لما كانت لكم خطية. ولكن الان تقولون اننا نبصر، فخطيتكم باقية." قاوموا المسيح، وأرادوا قتله، لأنه شفى أعمى، مولوداً من بطن أمه أعمى وأعطاه موهبة البصر في يوم سبت, لأن أمامهم إنساناً أعمى منذ ولادته وهبه النور والرؤيا، فما رأوا الآية، ولا نظروا إلى المعجزة, بل انحازوا إلى عمى قلوبهم وتعصبهم الأعمى للحرف الذي يعبدونه عوض الروح.( متّى ٢٣: ٣٤ - ٣٩ )34 لذلك ها انا ارسل اليكم انبياء وحكماء وكتبة فمنهم تقتلون وتصلبون ومنهم تجلدون في مجامعكم وتطردون من مدينة الى مدينة 35 لكي ياتي عليكم كل دم زكي سفك على الارض من دم هابيل الصديق الى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح. 36 الحق اقول لكم: ان هذا كله ياتي على هذا الجيل! 37 «يا اورشليم يا اورشليم يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين اليها كم مرة اردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا. 38 هوذا بيتكم يترك لكم خرابا! 39 لاني اقول لكم: انكم لا ترونني من الان حتى تقولوا: مبارك الاتي باسم الرب!». ( مت ٢٧: ٢٥) 25 فاجاب جميع الشعب: «دمه علينا وعلى اولادنا». . ولم يقصد المسيح أنه لو لم يأت لكان اليهود إبراراً، بل قصد أنهم كانوا أقل إثماً، لأن إثم الإنسان يزيد جرماً بزيادة معرفته (متّى ١١: ٢٠ - ٢٤ ) 20 حينئذ ابتدا يوبخ المدن التي صنعت فيها اكثر قواته لانها لم تتب: 21 «ويل لك يا كورزين! ويل لك يا بيت صيدا! لانه لو صنعت في صور وصيداء القوات المصنوعة فيكما لتابتا قديما في المسوح والرماد. 22 ولكن اقول لكم: ان صور وصيداء تكون لهما حالة اكثر احتمالا يوم الدين مما لكما. 23 وانت يا كفرناحوم المرتفعة الى السماء ستهبطين الى الهاوية. لانه لو صنعت في سدوم القوات المصنوعة فيك لبقيت الى اليوم. 24 ولكن اقول لكم: ان ارض سدوم تكون لها حالة اكثر احتمالا يوم الدين مما لك». ( لوقا ١٢: ٤٧، ٤٨).47 واما ذلك العبد الذي يعلم ارادة سيده ولا يستعد ولا يفعل بحسب ارادته فيضرب كثيرا. 48 ولكن الذي لا يعلم ويفعل ما يستحق ضربات يضرب قليلا. فكل من اعطي كثيرا يطلب منه كثير ومن يودعونه كثيرا يطالبونه باكثر
‏وحرف «لهم» في قوله: «لهم خطية» الذي هو في الأصل اليوناني بمعنى : «يمتلك، يقتني» خطية، هو اصطلاح وارد في العهد القديم، يفيد أن الإنسان بجهله وشره يكتسب لنفسه خطية، أو يحمل أو يقبل أو يستلم خطية: «لكن من كان طاهراً، وليس في سفر، وترك عمل الفصح، تُقطع تلك النفس من شعبها، لأنها لم تقرب قربان الرب في وقته، ذلك الإنساذ يحمل خطيته.» (عد13:9)

تظهر خطورة قول المسيح على اليهود: «لما كانت لهم خطية», أي لما حملوا على أنفسهم خطية. وهذا الاصطلاح عبر اليهود عنه أحسن تعبير عندما قالوا ليبلاطس: «دمه علينا، وعلى أولادنا» (مت25:27‏). فالاصطلاح: «لما كانت لهم خطية» يشير إلى ثبوت خطيتهم عليهم, لأن العمل الذي عملوه في مقاومته وصلبه، كان بدون وجه حق!! «وأما الآن فليس لهم عذر في خطيتهم»، لأن توضيح المسيح لرسالته وإرساليته وكلامه عن الآب وعئ نفسه، كان فيه الكفاية. بمعنى أنه ليس عن جهالة قاوموه، أو عن قلة معرفة، وعن إلتباس في الفهم، بل بإصرار وعناد وحقد جنوني، ما كان له داع على الإطلاق!!

 

3) "  وَأَمَّا الآنَ فَلَيْسَ لَهُمْ عُذْرٌ فِي خَطِيَّتِهِمْ"
فَلَيْسَ لَهُمْ عُذْرٌ فِي خَطِيَّتِهِمْ هذا مثل قوله سابقاً «هَذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى العَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ.. لأنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ السَّيِّآتِ يُبْغِضُ النُّورَ، ولا يَأْتِي إِلَى النُّورِ لِئلا تُوَبَّخَ أَعْمَالُهُ» (يوحنا ٣: ١٩، ٢٠). 19 وهذه هي الدينونة: ان النور قد جاء الى العالم، واحب الناس الظلمة اكثر من النور، لان اعمالهم كانت شريرة. 20 لان كل من يعمل السيات يبغض النور، ولا ياتي الى النور لئلا توبخ اعماله. 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  مع أن هناك براهين من نبوات على صحة مجئ المسيح بما ليس له حصر فلو إعتبروا البراهين والعجائب التى برهنت على أن الرب يسوع هو المسيح المنتظر وأنه مرسل من الآب لما وقعوا فى هذا الخطأ والإثم الفظيه ولكنهم أغمضوا عيونهم عن الأدلة فظلوا فى خطيتهم ولذلك كانت خطيتهم برفض المسيح أعظم الخطايا وحسبها الرب عصيانا وكانت سببا فى رفض الرب إياهم وإنتقامه منهم بخراب الهيكل ومدينتهم وتستيتهم فى العالم علاوة على عقاببهم فعند نهاية العالم ،

   شرح وتفسير  (يوحنا 15: 23)  23 الذي يبغضني يبغض ابي ايضا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " اَلَّذِي يُبْغِضُنِي يُبْغِضُ أَبِي أَيْضاً "
  الذى يبغض ويحقد ويغضب على المسيح  يبغض الآب أيضا (1يو 5: 1) 1 كل من يؤمن ان يسوع هو المسيح فقد ولد من الله. وكل من يحب الوالد يحب المولود منه ايضا. "
(انظر شرح يوحنا ٥: ١٩ - ٢٦ ) أبغض اليهود المسيح وشتموه وعيروه وقالوا عليه ما قالوا ولكنه لم يلتفت إلى تعييراتهم (مزمور ٦٩: ٩ )  9 لان غيرة بيتك اكلتني وتعييرات معيريك وقعت علي.  ( رومية ١٥: ٣ ) 3 لان المسيح ايضا لم يرض نفسه، بل كما هو مكتوب:«تعييرات معيريك وقعت علي». من جهلهم لم يستطيعوا رؤية أعماله ولم يسمعوا لأقواله فلم يدخلوا لعمق معرفته وفقدوا بهذا معرفتهم بالآب الذى هو يهوه الذين طالموا لم يتبعوا طريقه وبالرغم من رؤية قوته فى الخروج من مصر بيد قوية  إلا أنهم صنعوا عجلا ذهبيا وصاغع لهم هارون ليعبدوه  ( يو ١٤: ٧، ٨).7 لو كنتم قد عرفتموني لعرفتم ابي ايضا. ومن الان تعرفونه وقد رايتموه». 8 قال له فيلبس:«يا سيد، ارنا الاب وكفانا»  أظهر رفض اليهود للمسيح بغضهم إيّاه لا جهلهم فقط، وأظهر أيضاً بغضهم لأبيه الذي أرسله وتكلم بفمه. ومن المحال نظراً للاتحاد الكلي بين الآب والابن أن نحب الواحد ونكرمه دون الآخر، وأن نبغض الواحد ونستهين به دون الآخر.
‏يقول الأب متى المسكين فى تفسير وشرح إنجيل يوحنا : [ هذه الأية تدخل في المفهوم اللاهوتي التجريدي، فالذي ليس له الابن، فبالضرورة ليس له الآب ( ١يوحنا ٢: ٢٣) 23 كل من ينكر الابن ليس له الاب ايضا، ومن يعترف بالابن فله الاب ايضا. ! كما أن الذي يؤمن بالابن، فله الآب أيضاً. والذي يحب الابن، يحبه الآب بالضرورة. هنا يتضح ببساطة أن الابن والآب واحد، هما ذات واحدة فيها ملء البنوة كشخص, وملء الابوة كشخص، وهما ذات واحدة كاملة، وكل ما يصيب الابن يصيب الآب حتماً. والابن تجسد ليعلن في نفسه الآب، ويستعلن بكلامه وأعماله كلام الآب وأعمال الآب. لذلك، فالمسيح هو صورة الآب المتجسدة، هو إنسان من حيث تجسده أو هيئته الإنسانية، ولكن هو الإله من حيث حقيقة ذاته وجوهره, لذلك، فمن أبغض المسيح، أبغض الآب حتماً.] أ. هـ ".
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  لأن الذى يبغض المسيح يبغض الآب الذى أرسله ولذا قال " الذى يبغضنى يبغض أبى أيضا " فلإتحاد الكلى الشامل والكامل بين الآب والإبن
 . .


   شرح وتفسير   (يوحنا 15: 24)  24 لو لم اكن قد عملت بينهم اعمالا لم يعملها احد غيري، لم تكن لهم خطية، واما الان فقد راوا وابغضوني انا وابي.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " لَوْ لَمْ أَكُنْ قَدْ عَمِلتُ بَيْنَهُمْ أَعْمَالاً "

  "  لو " ..  جملة شرطية من الصنف الثانى تدعى "ضد الحقيقة" لو لم أكن قد عملت بينهم أعمالا ومعجزات ولكنى عملت وفعلت لم تكن لهم خطية ولكن الآن لهم خطية .. إن كل الذين قرأوا عن يسوع ولم يؤمنوا وأصبحت عندهم المعرفة ولم يصيروا مسيحيين  سيعيشون فى الخطية لأنهم عرفوا ولم يؤمنوا (يو 1: 5 & 8: 12 & 12: 35 و 46 ) (1 يو 1: 4 & 2: 8 و 9 و11) (مت 6: 23)

كان على اليهود أن يؤمنوا بأنه المسيح ببرهان معجزاته وأن يقتنعوا بكلام المسيح السامى فلم يقتنعوا (يو15: 22). وقد أجرى المسيح المعجزات بينهم ليقنعهم بصحة ريالته وأنى نرسل من يهوه فلم يقتنعوا، فارتكبوا إثماً فوق إثم. وقد قال المسيح إن معجزاته تشهد له (يوحنا ٥: ٣٦ )36 واما انا فلي شهادة اعظم من يوحنا، لان الاعمال التي اعطاني الاب لاكملها، هذه الاعمال بعينها التي انا اعملها هي تشهد لي ان الاب قد ارسلني.  ( يو ٩: ٣، ٤، ٢٤ )  3 اجاب يسوع وقال له:«الحق الحق اقول لك: ان كان احد لا يولد من فوق لا يقدر ان يرى ملكوت الله». 4 قال له نيقوديموس:«كيف يمكن الانسان ان يولد وهو شيخ؟ العله يقدر ان يدخل بطن امه ثانية ويولد؟»  33 ومن قبل شهادته فقد ختم ان الله صادق، 34 لان الذي ارسله الله يتكلم بكلام الله. لانه ليس بكيل يعطي الله الروح.  ( يو ١٠: ٢١، ٣٧ ) 21 اخرون قالوا:«ليس هذا كلام من به شيطان. العل شيطانا يقدر ان يفتح اعين العميان؟». 37 ان كنت لست اعمل اعمال ابي فلا تؤمنوا بي.   ( يو ١٤: ١٠) لكنهم رفضوها بدعوى أنه صنعها بقوة رئيس الشياطين (متّى ١٢: ٢٥) وأنه «خاطئ» (يوحنا ٩: ٢٤).

هنا تأكيد صدق قول المسيح وكلامه بالعمل : «الآن فقد رأؤا وأبغضوني», والعمل الذي عمله المسيح، يفوق في إثباته القول. يوحنا ٣: ٢ ) 2 هذا جاء الى يسوع ليلا وقال له:«يا معلم، نعلم انك قد اتيت من الله معلما، لان ليس احد يقدر ان يعمل هذه الايات التي انت تعمل ان لم يكن الله معه». ( يو ٧: ٣١ ) 31 فامن به كثيرون من الجمع، وقالوا:«العل المسيح متى جاء يعمل ايات اكثر من هذه التي عملها هذا؟» ( يو ٩: ٣٢) 32 منذ الدهر لم يسمع ان احدا فتح عيني مولود اعمى. " لأن العمل كان عظيماً، كان مملوءاً حباً وعطفاً وحناناً وقوة وإعجازا , كان ينطق نطقا بوجود خالق الكون نفسه عاملاً: «الآب الحال في، هو يعمل الأعمال» (يو10:14). والتي يمكن ترجمتها ترجمة صحيحة عن الأصل اليوناني هكذا: «الآب الحال في يعمل أعماله». والمعنى، أن الآب، بالمسيح, يعمل مشيئته, ويعلن عن ذاته، ويقترب من الإنسان، بواسطة يسوع المسيح، اقتراباً عجيبا، وجها لوجه، وفمأ لاذن، ويداً لعين (الأعمى).

هذه الحقيقة، عبر عنها يوحنا الحبيب التلميذ المخلص الصادق، بقوله: «الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه ولمسته أيدينا، من جهة كلمة الحياة، فإن الحياة أظهرت, وقد رأينا، ونشهد، ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب، وأظهرت لنا, الذي رأيناه وسمعناه, نخبركم به، لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا، وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح، ونكتب إليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملاً» (ايو1:1-4).

 

2) " لَمْ يَعْمَلهَا أَحَدٌ غَيْرِي لَمْ تَكُنْ لَهُمْ خَطِيَّةٌ،"
لَمْ يَعْمَلهَا أَحَدٌ غَيْرِي أي لم يأت نبي أو رسول بمثل هذه الأعمال الإعجازية في الكثرة، وبالقوة الذاتية، وتوقفها على مجرد أمره بها، وفي أنها أحياناً على البُعد كما فعل المسيح. فليس معناه أن كل معجزة صنعها أعظم من كل معجزة صنعها موسى أو إيليا أو غيرهما من الأنبياء، فالفرق العظيم، وهو أن أولئك صنعوا المعجزات بقوة يهوه بينما صنعها المسيح بقوة نفسه لأنه هو يهوه .

أنبياء كثيرين عملوا معجزات خارقة, فموسى معروف بعجائبه العشرة التي ضرب ‏بها المصريين, وشق البحر الأحمر، وعبره ماشياً هو وشعبه، وطلب فنزل المن، وضرب الصخرة فجرى ماء، وصنع حية نحاسية، كل من نظر إليها شفي من لدغة الحيات, ويشوع بن نون فلق الاردن ليعبر الشعب وسطه, وبصلاته أوقف حركة الأرض أمام الشمس. وشمثون، أروى عطشه من نبع ماء خرج من المكان الذي رمى فيه لحي حمار ميت. وإيليا صعد إلى السماء في مركبة نارية، وأليشع أقام ميتاً. ودانيال تمشى في الجب وسط أسود شرهة جائعة, والثلاثة الفتية القديسون تمشوا في وسط اتون النار المرتفعة تسعة وأربعين ذراعاً.
‏ولكن، لا هؤلاء، ولا غيرهم قط، قيل عنهم هكذا : «ولما صار المساء, إذ غربت الشمس، قدموا إليه جميع السقماء والمجانين، وكانت المدينة كلها مجتمعة على الباب, فشفى كثيرين كانوا مرضى بأمراض مختلفة، وأخرج شياطين كثيرة، ولم يدع الشياطين يتكلمون، لأنهم عرفوه.» (مر32:1-34) كذلك: «وحيثما دخل إلى قرى أو مدن أو ضياع، وضعوا المرض في الأسواق, وطلبوا إليه أن يلمسوا ولو هدب ثوبه, وكل من لمسه شُفي»» (مر56:6‏). وقال عنه القديس متى: «فأخرج الأرواح بكلمة, وجميع المرضى شفاهم، لكي يتم ما قيل بإشعياء النبي القائل: هو أخد أسقامنا، وحمل أمراضنا.» (مت16:8-17)

فأعمال المسيح الإعجازية لم تكن مجرد معجزة صنعها في حياته، بل كانت حياته معجزة، وكلها معجزات. ولادته بطريقة إعجازية بجون زرع بشر فإذا جئنا إلى الأعمال الفردية، كتفتيح الأعمى المولود من بطن أمه وكيف صنع له مقلة عين من الطين، فنحن هنا أمام خالق، لا صانع معجزات! والذي أقام لعازر بعد أربعة أيام في القبر، وقد أنتن أيضا، هنا نحن أمام الديان الذي يقيم الموتى ويحيى من يشاء, كل هذا كان يعمله المسيح لا ليُظهر قوته، بل ليستعلن رسالته، لكي تنطق أعماله بحقيقة الله فيه.

 

3) " وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ رَأَوْا وَأَبْغَضُونِي أَنَا وَأَبِي"

 فعلان مبنيان للمعلوم فى الأسلوب الخبرى يشيران إلى موقف مستمر وثابت ، إن رفض يسوع وإضطهاده هو رفض ألآب (1 يو 5: 9- 13)
رَأَوْا وَأَبْغَضُونِي أَنَا وَأَبِي في (يو 15: 22 و 23) أظهر اليهود بغضهم للمسيح وللآب برفضهم كلامه ومقاومتهم له وتدبير مؤامرة لقتله . وأبان المسيح أنهم أظهروا مثل ذلك برفضهم شهادة أعماله.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  "لو لم اكن قد عملت بينهم أعمالا" مثل إقامة الموتى وتفتيح أعين العميان بمجرد ألمر والسلطان "لم يعملها أحد غيرى " لا موسى ولا الأنبياء كلهم "لم تكن لهم خطية" مثل خطية الرفض وهو أكبر إثم " واما ألآن فقد راوا " عجائبى التى صنعتها بإرادتى ولم يقدروا أن ينكروها لأنى عملتها أمام عيونهم فقد " أبغضونى أنا وأبى "

    شرح وتفسير  (يوحنا 15: 25)  25 لكن لكي تتم الكلمة المكتوبة في ناموسهم: انهم ابغضوني بلا سبب.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
قصد المسيح في هذه الآية أن لا عجب من رفض اليهود إيّاه لسبق الإنباء بذلك في الكتاب.


1) " لِكَيْ تَتِمَّ الكَلِمَةُ "

ورد فى سفر المزامير عن داود النبى والملك الذي هو رمز إلى المسيح، تمَّ بالمسيح المرموز إليه. ولم يتضح المراد من هذا الاقتباس. فهل أراد به مضمون كل النبوات التى وردت فى سفر المزامير على داود والمسيح؟ أم هل أراد بذلك نبوات وردت فى آيات بعينها؟ مثل ما في (مزمور ٣٥: ١٩ )  19 لا يشمت بي الذين هم اعدائي باطلا ولا يتغامز بالعين الذين يبغضونني بلا سبب.  ( مز ٦٩: ٤)4 اكثر من شعر راسي الذين يبغضونني بلا سبب.اعتز مستهلكي اعدائي ظلما.حينئذ رددت الذي لم اخطفه
 

2) " المَكْتُوبَةُ فِي نَامُوسِهِمْ "

أي العهد القديم. وتعنى كلمة ناموس باللغغة العربية : " قانون أو شريعة"  ونسب المسيح الناموس إلى اليهود لأنهم افتخروا به، وهو يشهد عليهم ويدينهم.
طلق على كتابات موسى الخمسة وتدعى بالتوراة من سفر التكوين إلى سفر التثنية ، لا يوجد تفسير واضح لمقاومة يسوع والمؤمنين به بالرغم من الإعلان الواضح  إلا أن أعمال المسيحيين ومحبتهم تختلف عن أعمال أهل العالم (إض 6: 9- 13 ) (إر 5: 21) (رو 3: 9- 18)

«فى ناموسهم»:أن الناموس بلا شك هو منيهوه ولكنهم طبقوة طبقا لأهوائهم وفسروه طبقا لميولهم البشرية وهذا هو ناموس العهد القديم وهنا يفصل المسيح بين ناموسه الإلهي و «ناموسهم» فقد أرداء أرضاً, وعزله عن رضى يهوه ‏إلى الأبد! فلم يعد بعد هذه اللحظة يدعى ناموس عهد الرب, بل «ناموسهم»، ناموس الكرامين الآردياء الذين تعاهدوا على قتل ابن صاحب الكرم، فتربصوا به، فى يوم فصحهم, وعوض خروف الفصح، ذبحوا حمل الله الوديع!

«الكلمة المكتوبة في ناموسهم»: هذه هي الكلمة المكتوبة في ناموسهم: «لا يشمت بي الذين هم أعدائي باطلاً، ولا يتغامزون بالعين الذين يبغضونني بلا سبب» (مز19:35)، ثم تكروت في مزمور آخر: «أكثر من شعر رأسي، الذين يبغضونني بلا سبب.» (مز4:69‏)

 

3) " أَبْغَضُونِي بِلا سَبَبٍ"

 المسيح لم يخالف الناموس قط، ولم يعتدِ على أحد من الناس، ولم يعصَ قوانين الإميراطورية الرومانية التى كانت تحكم فى ذلك الوفت ، لكنه جال يفعل خيراً، وعلَّم الناس الأمور السماوية، واجتهد في أن ينفع الكل ويخلّص الكل، وفعل ما لا يُحصى مما يجعل الناس يحبونه ويكرمونه، ولم يفعل ما يبرر بغضته وإهانته. فالذين لا يكترثون اليوم بالمسيح الذي مات من أجلهم ويهملون دعواه ودعوته يشبهون اليهود الذين أبغضوه بلا سبب.
كره العالم المسيح وأبغضه (يو 15: 25)  " لكي تتم الكلمة المكتوبة في ناموسهم انهم ابغضوني بلا سبب " زالعجيب أن هذا افضهاد ليس له ما يبرره شعب المسيج يحبه ويؤمن به إيمانا ثابتا يلاقون إضجهادا ممن لا يؤمنون بالمسيح وثابتين فى محبة العالم، هو صراع بين محبة النور ومحبة الظلمة؛ بين معرفة الله الآب وابنه يسوع المسيح وبين الجهل بالأب والابن معاً؛ بين أبناء الله وأبناء هذا الدهر. القديس يوحنا يتكلم هنا عن هذا, كمختبر، في رسالته الاولى: «انظروا أية محبة أعطانا الآب، حتى ندعى أولاد الله. من أجل هذا لا يعرفنا العالم، لأنه لا يعرقه» (1يو1:3)

وبالرغم من كل ما قصدوه من الشر، فقد تم به، دون أن يدروا ودون أن يشاء وا، قصد الله الأزلى الذي استودعه الله بالنبوة في ناموسهم.

«بلا سبب»: بلا سبب لا تفي بالمعنى الذي جاء في اليونانية واللاتينية, فهي تفيد الهدية المجانية, أو بدون مقابل! وفعلاً, فالعمل الذي عملوه في المسيح، لو حاول الإنسان أن ينتحل لهم أي عذر أو أي داع، فلا يجد؛ لأن كل التهم التي أقاموها ضده، كانت غير جادة, وقد تعبوا في تلفيقها. وليست تهمة واحدة من التهم التي قدموها, كانوا يؤمنون بأنها صحيحة! كذلك, فكل مرة أقدموا فيها على رجمه ادعاء منهم أنه كسر الناموس وتعدى على وحدانية الله، لم يستطيعوا أن يبلغوا فيها حدا قاطعاً, لأنه رد عليهم وأقحمهم, فسقطت الحجارة من أيديهم, وتفرقوا شذر مذر.

"  لكي تتم الكلمة المكتوبة في ناموسهم: انهم ابغضوني بلا سبب  " ..  هذا الإقتباس ورد فى (مز 35: 19 & 69: 4) والمعتاد أن كلمة الناموس
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  ولذلك قد تم عليهم ما ورد فى النبوات على لسان  داود النبى وهو " أبغضونى بلا سبب كأنه يقول لقد تجولت فى بلادهم أفعل الخير وأعلم الناس الأمور السماوية والتعاليم المحيية وقصبة مرضوضة لم اقصف وفتيلة مدخنة لم اطفئ ولم أعتدى على أحد ولم أكن عاصيا للحكم منفذا الشريعة فلأى سبب يبغضوننى ويهينونى . حقا أن بغضهم بلا سبب كما قال داود بروح النبوة ،

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الخامس عشر
4. إرسال المعزي لهم
(يوحنا 15:  26- 27)

   شرح وتفسير  (يوحنا 15: 26)  26 «ومتى جاء المعزي الذي سارسله انا اليكم من الاب، روح الحق، الذي من عند الاب ينبثق، فهو يشهد لي.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَمَتَى جَاءَ المُعَزِّي"

«المعزي»: ‏ليست هذه الكلمة ترجمة دقيقة للأصل اليوناني، ولكها ترجمة جزافية للكلمة الأصلية التي هي «الباراكليت». وكان يجب تترك كما هي، لأن « الباراكليت» هنا اسم وليس صفة. وتترجم باللاتينية advocatos

وإزاء هذا العنف المجنون للأثمة الذين قاوموا المسيح، وهم متهيئون لمقاومة تلاميذه والكنيسة ‏المولودة حديثاً،وإزاء مقاومة رسالة المسيح وانكار اليهود لعمله واسمه وفكره،

 ارتأى الآب والمسيح أنه لا بد من أن يسند التلاميذ والكنيسة وأن يرسل الروح القدس المحرك الخفى للكنيسة لا يراه الأعداء ولا يقدرون على قتله ، المدافع القوي، والمحامي القدير، والشفيع، والشاهد.
كان من الطبيعي أن يرسل المسيح الروح القدس، القوة الإلهية الجبارة، التي تشهد وتدعو سرا القلوب الأمينة التي تقبل الكلمة، وتحتاج إلى إقناع وشهادة وتشجيع، فيؤديها الروح القدس. وبهذا يحيد القوة الأثيمة العاملة في اليهود وغير اليهود والتي تتربص بالمؤمنين وتطارد الكارزين. وقد أبلى الروح القدس في ذلك المجال بلاء فائق القوة والوصف. وكان الروح القدس لسان شهادة في التلاميذ لحساب المسيح والآب.

ما سبق من كلام المسيح عن عمى اليهود برفضهم شهادة كلامه وأعماله، جعل التلاميذ يحزنون وييأسون، فعزّاهم وأحيا رجاءهم بتبشيره بمجيء شاهد آخر يُبكم بعض المقاومين، ويقنع البعض (انظر شرح يوحنا ١٤: ١٦).
 

2) " الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ"

 ( لوقا ٢٤: ٤٩ ) 49 وها انا ارسل اليكم موعد ابي. فاقيموا في مدينة اورشليم الى ان تلبسوا قوة من الاعالي». 
الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا لا أحد ينال موهبة الروح القدس إلا بواسطة المسيح ( أعمال ٢: ٣٣ ) 33 واذ ارتفع بيمين الله، واخذ موعد الروح القدس من الاب، سكب هذا الذي انتم الان تبصرونه وتسمعونه.(يوحنا ١٤: ١٦).16 وانا اطلب من الاب فيعطيكم معزيا اخر ليمكث معكم الى الابد،  "

«أرسله "أنا" إليكم من الأب»: هنا الضمير عليه تركيز زائد، لإبراز صفة الألوهية، فالمسيح هنا هو الابن الذي بذهابه إلى الآب سيرسل الأقنوم الثالث الروحي، و

 

3) " رُوحُ الحَقِّ "

( ١يوحنا ٥: ٦) 6 هذا هو الذي اتى بماء ودم، يسوع المسيح. لا بالماء فقط، بل بالماء والدم. والروح هو الذي يشهد، لان الروح هو الحق.- (انظر شرح يوحنا ١٤: ١٧).

† "  روح الحق،" ..لروح القدس له مهمات عديدة منها ثمار الروح القدس ويشهد ليسوع ولأعماله  (يو 14 : 26 & 16: 13- 15) (1يو 5: 7)  بمعنى الروح القدس يعلن الآب للعالم (يو 14: 17 و 26 & 15: 26 & 16: 13)   الآب والأبن يرسلان الروح القدس الذى ينبثق من ألآب (يو 14: 15 و 26 & 14: 26 & 16: 7)  تجسد الكلمة الإلهى فى يسوح هو حضور دائم للإله فبعد قيامة يسوع وصعوده أصبح هذا الحضور الإلهى مستمرا مع البشر فى احلول الروح القدس

 روح الحق "المعزى" البارفليط سيرسله المسيح (يو 15: 26) ( يو ١٦: ٧، ١٣ ) 7 لكني اقول لكم الحق: انه خير لكم ان انطلق، لانه ان لم انطلق لا ياتيكم المعزي، ولكن ان ذهبت ارسله اليكم. 13 واما متى جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم الى جميع الحق، لانه لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به، ويخبركم بامور اتية." وسيرسله الاب بإسم المسيح (يوحنا ١٤: ١٧، ٢٦ ) 17 روح الحق الذي لا يستطيع العالم ان يقبله، لانه لا يراه ولا يعرفه، واما انتم فتعرفونه لانه ماكث معكم ويكون فيكم. 26 واما المعزي، الروح القدس، الذي سيرسله الاب باسمي، فهو يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم.

هو«روح الحق» الإلهي. المسيح يرسل روح الحق أى الروح الإلهية لأنه يوح ويرسله يعنى إرسالية عمل وليس إنفصال (يو7:16) 7 لكني اقول لكم الحق: انه خير لكم ان انطلق، لانه ان لم انطلق لا ياتيكم المعزي، ولكن ان ذهبت ارسله اليكم. " وقد أوضح المسيح بعد ذلك في الأصحاح السادس عشر الآية السابقة، أن إرساله متعلق بانطلاق المسيح بعد تكميل خدمته على الأرض بالصليب: «لكني أقول لكم الحق، إنه خير لكم أن أنطلق، لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي.»

«روح الحق»: الأليثيا هنا هي اسعلان الحقيقة الإلهية (في المسيح)، وهي لا تُعلم قط، ولكن تؤخذ بالروج وتصديق الحق: و«الروح القدس والحق»» يوجدان ويعملان معاً: «ولكن تأتي ساعة، وهي الآن، حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق، لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له» (يو23:4). وكل منهما يشرح الآخر ويزكيه. ويلاحظ أنهما معاً علامة أكيدة ودامغة على الحياة فوق الطبيعية، والدخول في مجال الاسكاتولوجيا، أي أمور الآخرة، التي يقول المسيح عنها أنها «الآن» : «تأتي ساعة وهي الآن» (يو23:4 و 25:5)، لأن «الآن» في المسيح، هو والمستقبل شيء واحد، وهو بعينه استعلان الحضور الإلهي فوق الزمن؛ لأن استعلان الحق بالروح القدس للانسان معناه تعامل الله مباشرة مع الإنسان، حيث يتقدس الإنسان، أي يصير بجملته يحيا لله وليس للعالم .
وقد تكرر سابقاً هذا الوصف للروح القدس في يو17:14، وسيتكرر أيضاً في 13:16. وقد ذكره القديس يوحنا في رسالته الاولى فى 6:4‏. ويلاحظ أن إرسال روح الحق هو مناسبة من واقع الحال، لكي يقف ضد روح الباطل والتزييف في العالم: ‏«كل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد، فليس من الله، وهذا هو روح ضد المسيح.» (ايو3:4‏)
‏ومعروف أن الله هو «الحق». فهنا واضح أن «روح الحق» هو روح الله. فالروح القدس هو الأقنوم الذاتي في الله الواحد مع الآب والابن. والمسيح قال: «أنا هو الحق»، فهو «روح المسيح» أيضاً. لذلك واضح أنه سيرسله، ليشهد للحق الذي في المسيح تجاه العالم المقاوم. كما أنه الوحيد الذي له السلطان الصادق لشرح كلمة الله، والتذكير بها، والتعريف بما ستؤول إليه: «ويخبركم بأمور آتية» (يو13:16). ولكن سواء الشهادة للحق أو شرح الحق الذي في المسيح والكلمة أو التذكير بها والتنبؤ بما ستؤول إليه، فهذه ليست مجرد صفات للروح القدس، ولكها من صميم طبيعته. وهذا يُلاحظ من تركيب كلمة الروح على كلمة الحق كمضاف إليه، فالحق يصير ملك الروح وله.

 

4) " الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ"

 أي يخرج، لأن الآب هو الأصل في عمل الفداء. وليس هذا بياناً لجوهر الروح القدس، بل بيان لوظيفته، وهي أنه خرج من الآب ليشهد للابن. فإذاً شهادته كشهادة الآب تستحق كل الثقة.
«من الآب ينبثق»: وهي تفيد معنيين: معنى الخروج من داخل، والخروج هذا نفسه هو إرسال. وها نجد أن الفعل الملازم للروح القدس بالنسبة للمسيح يأتي أولاً في «المستقبل»: «سأرسله»، لأن إرساله متوقف على عمل سوف يكمله المسيح بعد الصليب، وهوالانطلاق إل الآب.
‏ثم يأتي الفعل الآخر وهو خاص بالروح القدس والآب: «ينبثق»، ويأتي في المصارع بصفة الاعتياد، أي من عند الآب يخرج، فهو فعل لا زمني فوق مفهوم الحركة، وهو نفس المعنى الذي يُستخدم بخصوص المسيح أنه من عد الآب يخرج. من هذا نفهم، أن إرسال الروح القدس بواسطة الابن من عند الآب بعد أن يكون قد تمجد، هو في الحقيقة التكميل النهائي لعمل الخلقة الأولى الي اضطع بها الكلمة سابقاً بالروح القدس. وفي نفس الوقت نفهم من قول المسيح أنه سيرسل الروح القدس من عند الآب, أن ذلك يستعلن الصلة الذاتية والجوهرية بين الآب والابن والروح القدس وموضع الروح القدس وعمله في الثالوث «من الآب بالابن».
«من الآب»: يلاحظ هنا أنه لم يقل: «من أبي»، لأن العمل الذي سيقوم به الابن والروح القدس هو لحساب الإنسان، الذي أصبح الله بالنسبة له هو «الآب» بواسطة الابن والروح القدس. لذلك فإرسالية الروح القدس هنا هي خاصة بالإنسان.

 

5) " فَهُوَ يَشْهَدُ لِي "

هذا كما في ١يوحنا ٥: ٦. جرى ذلك أولاً في يوم الخمسين إذ شهد رساله المسيح ودعوته حتى آمن به ألوف. وكانت كل انتصارات الإنجيل بواسطة هذا الروح، منذ ذلك الوقت إلى الآن، وسيكون كذلك إلى أن تجثو باسم يسوع كل ركبة، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب. ويشهد الروح القدس للمسيح في قلب الإنسان ليجهزه لقبول شهادة المسيح (أعمال ٢: ٣٧) 37 فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم، وقالوا لبطرس ولسائر الرسل:«ماذا نصنع ايها الرجال الاخوة؟» وكانت شهادته أيضاً بالمعجزات التي صنعها الرسل، وبالمواهب التي أعطاها لهم (أعمال ٢: ٤، ٤٣ )4 وامتلا الجميع من الروح القدس، وابتداوا يتكلمون بالسنة اخرى كما اعطاهم الروح ان ينطقوا. 43 وصار خوف في كل نفس. وكانت عجائب وايات كثيرة تجرى على ايدي الرسل.  ( أع ٤: ٣١ ) 31 ولما صلوا تزعزع المكان الذي كانوا مجتمعين فيه، وامتلا الجميع من الروح القدس، وكانوا يتكلمون بكلام الله بمجاهرة. ( أع ٥: ١٢).12 وجرت على ايدي الرسل ايات وعجائب كثيرة في الشعب. وكان الجميع بنفس واحدة في رواق سليمان. "

«يشهد لى»: لشرح شهادة الروح القدس، الرجاء الرجوع إلى المدخل صفحات 117 و118 و253. ولكن ينبغي أن نوضح هنا أن الروح القدس سيضطلع بمفرده بالشهادة للمسيح خارج عمل التلاميذ، أي أنه سيشهد بواسطة التلاميذ، وسيشهد هو من تلقاء ذاته، وذلك في قلوب المؤمين مباشرة بعمل الإلهام والنعمة, في كل ما يخص حياة المسيح وأقواله وأعماله. كذلك بتوجيه المؤمنين للقيام بأعمال، هي بحد ذاتها تصير شهادة للمسيح, وهذا هو العمل الأعظم للروح القدس والذي بقي في الكنيسة، وهو باق إلى الأبد: «لأنه ماكث معكم ويكون فيكم.» (يو17:14)
‏واضح هنا أن الروح القدس هو روح مناداة واعلان! ينطق بالكلمة في الأفواه وفي القلوب، في فم الكارز, وقلب السامع معاً وفي نفس الوقت؛ وبدون عمل الروح القدس في الشهادة للمسيح, لا الكارز يستطيع أن يستجلي الكلمة بالروح ويستعلن قوة وحق المسيح فيها، ولا السامع يستطيع أن يحسها ويقبلها ويعمل بها!
‏لذلك يلزم، بل يتحتم أن نعلم، أن الروح القدس هو الشاهد الشرعي الوحيد, الذي به ومن خلاله يشهد التلاميذ، وتشهد الكنيسة، وتتحرك القلوب للايمان والعمل بالإيمان!
‏علمأ بأن الشهادة بالروح القدس للمسيح ليست فضيلة، أو واجباً أو عملاً يتعزى به التلاميذ أو الكنيسة على مدى العصور، بل إن الروح القدس تعين لمقارعة العالم وتحطيم كبريائه واخماد حركة الكذب والتزييف فيه فيما يخص حقيقة الله وعبادته. لذلك فالعمل بالروح القدس هو تجند لحمل الحق ضد الباطل في العالم ، هو عمل جدي وخطير يختص بالله نفسه، وسنقرأ عنه بعد ذلك هكذا: «يبكت العالم» (8:16)؛ بل ومن شهادة الروح القدس غير المحدودة تأتي شهادته للتلاميذ أنفسهم أنهم حق وحسب الحق: «ديمتريوس مشهود له من الجميع ومن الحق نفسه, ونحن أيضأ نشهد، وأنتم تعلمون أن شهادتنا هي صادقة.» (3يو12:1)
‏ولكن يلزم أن ننتبه إلى قيمة قول المسيح: «الذي من عند الأب ينبثق»، حيث «ينبثق» تأتي في المضاع بالصيغة الدائمة. لذلك فشهادة الروح القدس لحق المسيح مستمدة أصلاً من الآب: «والآب نفسه الذي أرسلني يشهد لي» (يو37:5)، فالآب يشهد للابن بالروح القدس لأن : «ليس أحد يعرف الابن إلا الآب.» (مت27:11)
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> ولكن لا تيأسوا أيها التلاميذ ولا تحزنوا فإنه " متى جاء المعزى الذى سأرسله" كما أعلمتكم صابقا (يو 14: 16) وهو "روح الحق الذى من عند الآب ينبثق" أى يخرج " فهو يشهد لى " إذ يشهد بصحة أننى إبن الله ألزلى وأننى المسيح المنتظر ( وقد تم ذلك فى يوم الخمسين إذ شهد للمسيح فآمن كثيرون من ذلك الوقت إلى الآن وهو يشهد له وسيدوم كذلك إلى أن تحثوا بإسم يسوع كل ركبه ويعترف به كل لسان أن يسوع المسيح هو رب

  شرح وتفسير   (يوحنا 15: 27)  27 وتشهدون انتم ايضا لانكم معي من الابتداء.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَتَشْهَدُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً "

..  فعل مضارع مبنى للمعلوم فى السلوب الخبرى ، تشير هذه ألاية إلى وحى كتبة العهد الجديد من التلانيذ والرسل الذين رافقوا يسوع خلال خدمته الأرضية (لو 24: 48)
 يشهد فى اللغة العربة تعنى : " شاهد بعينيه وأدى ما عنده من الشهادة بما رأى وسمع " وأتت بنفس المعنى فى رسالة يوحنا الحبيب ( ١يوحنا ١: ١، ٢) 1 الذي كان من البدء، الذي سمعناه، الذي رايناه بعيوننا، الذي شاهدناه، ولمسته ايدينا، من جهة كلمة الحياة. 2 فان الحياة اظهرت، وقد راينا ونشهد ونخبركم بالحياة الابدية التي كانت عند الاب واظهرت لنا. " وهذه ألاية بها نبوة شهادة التلاميذ للمسيح بعد موته وقيامته ووردت بنفس المعنى فى  (لوقا ٢٤: ٤٨ ، ٤٩ ) 48 وانتم شهود لذلك. 49 وها انا ارسل اليكم موعد ابي. فاقيموا في مدينة اورشليم الى ان تلبسوا قوة من الاعالي». ( أعمال ١: ٨) 8 لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم، وتكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض».وإعترف التلاميذ بأنهم شهود ( أع ٢: ٣٢ ) 32 فيسوع هذا اقامه الله، ونحن جميعا شهود لذلك.  ( أع ١٠: ٣٩ ) 39 ونحن شهود بكل ما فعل في كورة اليهودية وفي اورشليم. الذي ايضا قتلوه معلقين اياه على خشبة " ( ١بطرس ٥: ١ ) 1 اطلب الى الشيوخ الذين بينكم، انا الشيخ رفيقهم، والشاهد لالام المسيح، وشريك المجد العتيد ان يعلن ( ٢بطرس ١: ١٦ )16 لاننا لم نتبع خرافات مصنعة، اذ عرفناكم بقوة ربنا يسوع المسيح ومجيئه، بل قد كنا معاينين عظمته.

 وشهادتهم برؤية عينية وسمع ولمس عندما راوه قبل صودة يظهر لهم أربعين يوما ( أع ١٣: ٣١ ) 31 وظهر اياما كثيرة للذين صعدوا معه من الجليل الى اورشليم، الذين هم شهوده عند الشعب. " ليست غير شهادة الروح القدس، فالشهادتان واحدة، والاختلاف باعتبار الشاهد فقط. فالروح شاهد إلهي والرسل شهود بشريون. وبعض شهادتهم في أعمال ١ - ٧،  ( أع ٣: ١٥ )  15 فصار اليه ايضا صوت ثانية:«ما طهره الله لا تدنسه انت!»  ( أع ٤: ٢٠، ٣٣ ) 20 لاننا نحن لا يمكننا ان لا نتكلم بما راينا وسمعنا» ومنها القول «وَلَمَّا صَلَّوْا تَزَعْزَعَ المَكَانُ الَّذِي كَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِيهِ، وَامْتلأ الجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ، وَكَانُوا يَتَكَلَّمُونَ بِكلامِ اللَّهِ بِمُجَاهَرَةٍ. وَبِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ كَانَ الرُّسُلُ يُؤَدُّونَ الشَّهَادَةَ بِقِيَامَةِ الرَّبِّ يَسُوعَ» (أعمال ٤: ٣١، ٣٣).33 وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع، ونعمة عظيمة كانت على جميعهم،" وقول الرسل «وَنَحْنُ شُهُودٌ لَهُ (أي للمسيح) بِهَذِهِ الأُمُورِ، وَالرُّوحُ القُدُسُ أَيْضاً» (أعمال ٥: ٣٢).32 ونحن شهود له بهذه الامور، والروح القدس ايضا، الذي اعطاه الله للذين يطيعونه».  وبعضها في سائر مواعظهم وكتاباتهم في البشائر والرسائل.

 

2) " لأنَّكُمْ مَعِي مِنَ الابْتِدَاءِ "

هناك دائما فى كل قصة بدايات ولكننا نجد أن حياة الإنسان لها بدايات عديدة وخاصة بداية المسيح قد تكون منذ الأول كما أوضخه البشير يوحنا فى بداية إلإنجيل بحسب يوحنا (يو 1: 1و 2) وبدأ مار مرقس بشارته وبدأ الرحلة وتاريخها بحسب الأنبياء بعمل الروح القدس في المعمدان، ثم بالمسيح. ومتى بدأ بشارته بحسب ميلاد المسيح ونسبه أما لوقا فبدأ قصة ميلاد المعمدان والمسيح حتى سن الـ 12 سنة  ( لوقا ١: ٢ )  2 كما سلمها الينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة  "

أي من بدء خدمته (متّى ٤: ١٧ - ٢٢ ) 17 من ذلك الزمان ابتدا يسوع يكرز ويقول : «توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات».18 واذ كان يسوع ماشيا عند بحر الجليل ابصر اخوين: سمعان الذي يقال له بطرس واندراوس اخاه يلقيان شبكة في البحر فانهما كانا صيادين. 19 فقال لهما: «هلم ورائي فاجعلكما صيادي الناس». 20 فللوقت تركا الشباك وتبعاه. 21 ثم اجتاز من هناك فراى اخوين اخرين: يعقوب بن زبدي ويوحنا اخاه في السفينة مع زبدي ابيهما يصلحان شباكهما فدعاهما. 22 فللوقت تركا السفينة واباهما وتبعاه.( أعمال ١: ٢١، ٢٢).21 فينبغي ان الرجال الذين اجتمعوا معنا كل الزمان الذي فيه دخل الينا الرب يسوع وخرج، 22 منذ معمودية يوحنا الى اليوم الذي ارتفع فيه عنا، يصير واحد منهم شاهدا معنا بقيامته». فإنه قضى معهم ما يزيد على ثلاث سنين يشاهدون سيرته الطاهرة ومعجزاته، ويسمعون تعليمه، ويستعدون للشهادة له بعد حلول الروح القدس عليهم. لكن رغم كل ما سمعوه من أحاديثه النفيسة وشاهدوه من أعماله العجيبة سكتوا وقت محاكمته، وكان يجب عليهم وقتئذ أن يشهدوا له. بل إن واحداً منهم أنكره. ولكن لما حل الروح القدس عليهم في يوم الخمسين وما بعده شهدوا له بأمانة وشجاعة.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> حين تحل على التلاميذ مواهب الروح القدس عليكم " تشهدون أنتم أيضا " كما شهد الروح القدس المتكلم فيكم فشهادتكم وشهادته واحدة " لأنكم معى من الإبتداء" أى من بدء خدمتى وقد شاهدتم أعمالى وسمعتم تعاليمى ورأيتم محاكمتى ورأيتمونى بعد قيامتى مرارا مدة أربعين يوما ورأيتمونى صاعدا للسماء . .   .  .


 

This site was last updated 06/30/21