باب (5) كفر ناحوم / جليلى
"بإسم االذات الإلهية وكلمتة وروحه القدوس الإله الواحد آمين"
معجزة شفاء
(1) ذهب المسيح إلى الجليل مع علمه بأن لا كرامة لنبى فى وطنه (2) وإذ عاين أهل الجليل آياته فى بيت المقدس أيام العيد أحسنوا وفده وصادف فيهم رحباً ثم وصل إلى كفر قانا حيث حول الماء خمراً (3) وجاءه من كفر ناحوم أحد حاشية الملك ضارعا إليه ليأتى ويشفى أبنه وكان من الموت قاب قوسين أو أدنى (4) قال المسيح ما لكم لا تؤمنون إلا إذا أريتكم آياتى عجباً (5) قال هلمن يا سيدى قبل أن يخطف الموت أبنى خطفاً قال المسيح أذهب ليكن أبنك حياً فآمن الرجل لقوله وعاد من حيث أتى (6) وفيما هو فى الطريق لقيه خدمه فبشروه بأن أبنه تعافى فقال متى (7) قالوا أمس ظهراً تركته الحمى فتذكر ساعة قول المسيح ليكن أبنك حياً فآمن ومن معه جميعاً (8) تلكم ثانية آيات الجليل التى أتى بها المسيح
المسيح فى المعبد
(9) وفى الناصرة موطنه قام فى المعبد يوم السبت يتلو على الناس من التوراة ذكراً (10) روح الإله يحل عليه وقد أرسلنى إلى المساكين لأبشرهم وإلى المنكسرة قلوبهم لأشفيهم وإلى المسجونين لأحررهم وأرسلنى إلى العمى لأبرئهم ولأنبئ بسنة الفتح يوم أكون لكل مظلوم نصيراً (11) ولما أتم المسيح القول شخصت إليه الأبصار فقال اليوم حق قول الإله هذا (12) فشهدوا له جميعاً وكانوا فى ريب من بلاغه قالوا إنما هو أبن يوسف فأنى (13) قال المسيح إنما مثلى كمثل طبيب يقال له طب نفسك فأعمل ههنا فى أهلك ما قد فعلت فى كفر ناحوم فقال حقاً لا يقبل نبى فى وطنه أبدا (14) لا جرم أنه كان فى بنى إسرائيل أرامل كثير يوم أمحل القوم لثلاث سنين فكادوا أن يهلكوا جوعاً (15) فما أرسل الإله إلياس إلى واحدة منهن بل أرسله إلى أرملة (لبنانية) فى صيدا (16) وأنه كان فى بنى إسرائيل فى عهد إلأيسع النبى برص كثيرون فما أبرأعن الإله لإلا نعمان الدمشقى فأصبح مؤمناً (17) فلما سمعوا بلغ منهم الغضب فأخرجوه من المدينة وأصعدوه فى حافة الجبل ليلقوه منها غنجاه الإله منهم ووقاه مكراً (18) وبرح الناصرة وإتخذ من كفر ناحوم على شاطئ البحر مركزاً حق قول النبى إشعيا (19) يا أهل الجليل من الأردن إلى البحر القابعين فى الظلمات فى ظلال الموت ها قد رأيتم النور مشرقاً (20) ومضى المسيح فى الناس داعيا يقول توبوا فلقد جئت بدين الحق أنا
تعاليا ورائى
المسيح يجمع التلاميذ الحواريين الأثنى عشر
(21) وبينما وهو يمشى على شاطئ البحر أبصر صيادين أندرى وأخاه صفا يلتمسان صيدا (22) فقال لهما أتبعانى فى السبيل أجعلكما صيادى بشر فتركا شباكهما فى الحال وتبعاه رشداً (23) ثم أبصر ---- وحنا مع أبيهما فى فى قارب يصلحان شباكهما فدعاهما إليه فتركا القارب وأباهما وتبعاه هدى
(24) فأحاط به القوم ليسمعوا كلام الإله وإذ ذاك ألقى الصيادون مراسيهم وتركوا قاربين لهم يبتغون لشباكهم غسلاً (25) فصعد المسيح إلى أحدهما وكان لصفا فسأله أن يبتعد قليلاً من البر وشرع يعلم الجمع فضلاً
معجزة صيد السمك الكثير
(26) ثم قال لصفا لتعبروا البحر وتلقوا الشباك قال يا مولاى قد بلغ منا التعب ليلا ولم نصطد شيئا على أننى أفعل ما تأمرنى به فعلا (27) ففعلوا فناء القارب والشباك بالصيد لولا أن أعانهم إخوانهم فى البحر فملأوا القاربين سمكا حتى كادا أن يغرقا ثقلاً (28) فعجب صفا ومن معه مما جرى فوقع على ركبتى المسيح قال مولاى إليك عنى إنما أنا خاطئ يجفى (29) قال المسيح لا تخف لتكونن بعد اليوم صياد بشر يرجى (30) ولما رجعوا إلى البر تركوا متاعهم وساروا فى سبيل المسيح أبدا
المسيح يخرج الشياطين
(31) وهبط إلى كفر ناحوم يعلم الناس فى السبت فهجبوا إذ كان يكلمهم بسلطان حججا (32) وكان فيهم رجل فيه مس من الشيطان فأوه صارخاً دعنا وشأننا أجئتنا لتهلكنا يا مسيح إنا نعلم أنك قدوس الإله المرتجى (33) فزجره وقال أخرسن وأخرجن من الرجل أيها الشيطان فطرح الشيطان الرجل أرضا وزايله دون أذى (34) فعجبوا وقال بعضهم لبعض أى سلطان نصير هذا وذاع فى الأرض نبأ المسيح
المسيح يشفى حماة صفا من الحمى
(35) وصحب ---- وحنا إلى بيد أندرى وصفا الذى حمت حماته فدنا منها ومس يدها وأقامها من الفراش فأخذت تخدمهم وقد زايلتها الحمى (36) وجاءه الناس عشاء بمرضاهم شتى فمست يده كلا فشفى (37) وشياطين أخرجها فزجرها إذ عرفوه وهتفوا إنك أنت من روح الإله ونصره الأعلى (38) وخرج سحرا يلتمس خلوة فصلى وسعى الأنصار فى اثره قالوا إن القوم يرجون منك قال لهذا قد خرجت فتعالوا نبشر أهل القرى
المسيح يشفى ويبرئ برصاً
(39) فجول فى الجليل مبشرا ومبرئاً المرضى فشاع خبره فى سوريه ونما (40) وجئ بمقعدين إليع وصرعى فشفى فتبتعته أمم شتى (41) وجاءه أبرص ضارعاً إليه فسجد وقال ألا تطهرنى فأشفى (42) قال بلى فأطهر فزايله البرص توا (43) وقال لا تخبرن بذلك أحدا إلا الإمام فأشهده على شفائك ذلك ما وصى به موسى (44) وكلما أشتهر أمره أقبل إليه القوم يسمعون منه ويستشفون به كان يعظم متخذا من الخلاء مصلى (45) وجاءه من بيت المقدس والجليل نفر من الفقهاء ليشهدوا السيد شافيا ومرشدا
المسيح يشفى مقعدا ويغفر ذنوبه
(46) فجئ بمقعد على سريه يريد أهله أن يضعوه بين يديه فأعياهم الزحام فصعدوا به إلى السطح فأحدثوا فيه نقبا فأدلوه فى سريره إلى المسيح (47) فأكبر إيمانهم وقال يا رجل مغفورة لك ذنوبك فأنكر عليه الفقهاء قوله قالوا لا يغفر الذنب إلا الإله وحده فمن ذا الذى ينطق كفرا (48) فإستشف المسيح قلوبهم قال أيما أيس أن يقال مغفورة لك ذنوبك أم يقال قم وأمشى أمرا (49) لتعلمن الآن أنى قادر على أن أغفر الذنب فيا أيها الرجل قم وأحمل سريرك وإذهب إلى أهلك فمشى وشكر الإله شكرا (50) فحار القوم وإمتلأوا رعبا فسبحوا الإله وقالوا تاالإله لقد رأينا اليوم عجبا
متى جابى الضرائب تلميذ المسيح
(51) وخرج المسيح ورأى متى الجابى إلى مائدته جالسا فقال أتبعنى فى السبيل فقام فترك متاع الحياة الدنيا وفى الحواريين أمسى (52) وأولم متى متى على شرف المسيح ودعا إلى بيته من صحبه جمعاً فأنكرها الفقهاء على المسيح قالوا لأنصاره أتأكلون أنتم والجباة المذنبين معاً (53) قال المسيح لا يحتاج الأصحاء إلى الطبيب لكن المرضى ما جئت لأدعوا الصالحين إلى التوبة بل للخاطئين الدعوى (54) قال نفر منهم هؤلاء هم أتباع يوحنا (يحى / المعمدان) والفقهاء صياماً وسجدا فما لأنصارك يا مسيح لا يألون أكلا (55) قال لا يصوم أهل العروس وهو فيهم قائما فإذا تركهم فحينئذ ترونهم صوما (56) إنما مثلكم كمثل من يقتطع من ثوب جديد ليصلح به ثوبا باليا فيزداد خرقا (57) أو كمن يملأ زقا عنيقا خكرا جديدة فتشقه شقا إنما توضع الخمر الجديدة فى الزقاق الجديدة صوناً لهما وحفظا (58) إنما يصد عن الجديد من إعتادوا القديم والراغبون فى الجديد أقل عددا