باب (11) المعجزات / جليلى
"بإسم االذات الإلهية وكلمتة وروحه القدوس الإله الواحد آمين"
المسيح يأمر الريح والبحر فيصمتا
(1) ودعا المسيح أنصاره عشاءُ إلى أن يعبروا بحر الجليل شرقاً (2) فركبوا والمسيح قارب تصحبهم قوارب اخرى تاركين وراءهم على الشاطئ من الناس حشداً (3) وإذ إنتحى المسيح من القارب جانباً وتوسد الوسادة نائماً هصفت الريح فهاجت الأمواج فضرب القارب حتى كاد أن يمتلئ غرقاً
(4) فهرع الأنصار إلى مولاهم فأيقظوه قالوا له إنا نكاد أن نهلك غرقاً (5) فقام المسيح وزجر البحر قال لتصمت أيها البحر صمتا فسكنت الريح طوعاً وتم الصمت تما (6) قال لأنصاره أتخافون كأن لم يدخل الإيمان فى قلوبكم قال لبعضهم البعض فزعين عجباً من هذا حتى الريح والبحر يطيعانه طوعاً
المسيح يخرج جيشاً من الشياطين من شخصاً يسكن القبور
(7) فلما بلغوا الشاطئ الشرقى من البحر عند الجولان الوثنى أستقبله رجل فيه مس من الشيطان أتخذ من المقابر له مقاماً (8) وكان كلما قيدوه كسر قيده جامحاً وهام فى المقابر والجبال إناء الليل والنهار يضرب بالحجارة نفسه ويملأ المكان صراخاً (9) فلما أبصر المسيح قادماً أسرع إليه ساجداً متضرعاً هاتفا تا الإله لا تعذبنى فلولا تدعنى وشأنى يا كلمة الإله يا مسيا (المسيح) (10) ذلك أن المسيح قال يا معشر الجن أخرجوا من هذا الرجل تواً (11) فأستسماهم المسيح فقالوا تدعى لكثرتنا جيشا (لاجئون) فضرعوا إليه لئلا يطردهم من تلك الأرض وما أكثر الشياطين عددا (12) وكان ثم قطيع من الخنازير عند الجبل يرعى فإستأذنته الشياطين فى أن يرسلها إلى الخنازير فتدخل فيها فأذن لها (13) فخرجت من الرجل ودخلت فى ألفى خمزير فإنطلقت الخنازير من الجبل إلى البحر فغرقت جميعاً (14) فراع الرعاه ما رأوه وتولوا هاربين يحدثون القرى فخرج الناس ليرواما جرى
(15) فلما أنتهوا إلى المسيح إذا الذى كان به جيش من الشياطين يجلس ثم ليس بمجنون ولا عريان فذعر الناس كثيراً (16) وإذ أحاطهم الشهود بما جرى للرجل والشياطين والخنازير جميعاً إزدادوا رعباً فطلبوا إلى المسيح أن يرحل عن أرضهم فلبى (17) وبينما هو يصعد فى القارب أستأذنه الذى كانت تسكنه الشياطين فى أن يصحبه فأبى (18) قال أرجع إلى قومك وحدث بنعمة ربك الذى شفاك وهدى (19) فطفق الرجل يبشر فى الناس من دمشق إلى عمان وما بينهما وكان الناس يبدون عجبا (20) ولما وصل المسيح ومن معه إلى كفر ناحوم لقيه أهلها عند الشاطئ فرحاً (21) فجاءه شيخ أسمه ---- فوقع على قدميه متضرعاً قال أبنتى تكاد أن تموت مرضاً فهل تضع يدك عليها فتشفى فذهب المسيح والشعب من حوله يزحمه زحماً
المسيح يشفى المرأة النازفة الدم
(22) وأذكر فى الكتاب المرأة الناحومية التى لقيته فى الطريق وقد نزفت لأثنتى عشر حولاً (23) فلم يجدها الطب نفعاً وأنفقت ما تملك جميعاً فما صحت بل إزدادت مرضاً (24) فلما سمعت نبأ المسيح شقت امواج الناس من خلف فبلغته فلمست ثوبه إذ آمنت بما فعلت لتشفى فعلمت أن قد برأت من نزفها تواً (25) وإذ إستشعر المسيح بقوة خرجت منه قال للناس أيكم لمس ثوبى قال الحواريون أتسأل والناس يزحمونك زحماً وأجال طرفه فى الناس ليرى (26) فخشيت المرأة فجاءت فسجدت له وأنبأته بما جرى (27) قال يا أبنتى أذهبى بسلام وإبرأى إنما شفاك إيمانك حقا
أقامة موتى
(28) وإذ ذاك جاء رجال فنبأوا الشيخ بموت أبنته قالوا لا يزعجن المعلم نفسه فقال له المسيح لا تخف حسبك أن تؤمن فتحيا (29) فإصطحب صفا (بطرس) و --- وحنا فلما وصلوا سمع المسيح فى البيت صخباً ورأى الناس يبكون ويعولون حزناً (30) فدخل المسيح ونهى الناس عن البكاء قال ما ماتت الصبية ولكنها نائمة (31) فضحكوا منه فأخرجهم جميعا وصحب والدى الصبية ومن معه إلى حيث كانت ترقد فأخذ المسيح بيدها وقال لها يا صبية أقول لك قومى فقامت فى الحال تمشى مشيا (32) إبنة أثنى عشر حولا فعجبوا كثيرا وأوصى بأن تطعم وبألا يعلم أحد بما جرى
المسيح يشفى العميان
(33) وتبع المسيح أعميان يصيحان يا مولانا إرحمنا (34) فقال أتؤمنان بأنى قادر على ذلك قالا إنك على ذلك لتقوى (35) فلمس أعينهما قال ليكن لكما على قدر إيمانكما فأبصرا بعد عمى (36) قالا لهما لا تعلمان بهذا أحدا فخرجا وجرى الخبر فى الأرض مثلا
المسيح يطرد الشياطين
(37) وجاءوه بأبكم فيه مس من الشيطان فلما طرد المسيح الجنة تكلم الأخرس وأحسن نطقا (38) فعجب الناس قالوا تالله ما رأينا فى أرض النيعاد كهذا
(39) وقال الفقهاء منهم إنه بالطاغوت يطرد الجنا (40) وبرح كفر ناحوم ومن معه إلى الناصرة وثم أخذ يعلم الناس يوم السبت فأخذوا بحكمته وعجائبه أخذا (41) قالوا أنى له هذا وهو النجار ابن مريم وإخواته -------------- جميعا هنا ورفضوه جهلاً (42) لا نبى بلا كرامة إلا فى وطنه وقومه وعشيرته قال المسيح (43) وعجب من ضعف إيمانهم فلم يأت ثم بآية كبرى إلا قليلاً ممن لمست يداه فشفى