باب (6) المكر / جليلى
"بإسم االذات الإلهية وكلمتة وروحه القدوس الإله الواحد آمين"
المسيح يشفى مريض بيت حسدا
(1) وفى عيد النحر ولى المسيح وجهه شطر بيت المقدس مقدسا (2) وقم عند باب بيت الضأن كان نفر من العمى والعرج والشل يترقبون ملكاً يهبط فى عين فيضرب الماء فمن سبق إلى الماء المضطرب يشفى (3) فرأى المسيح مريضاً عند بركة بيت حسدا مستلقى وله من المرض ثمان وثلاثون سنة ضنكاً فعلم بأمره المسيح قال أتريد أن تبرأ (4) قال يا سيد من معينى وأنا كلما أضطرب الماء وأردت الوصول إليه سبقنى من هو أقوى (5) فقال المسيح يا أيها الرجل قم أحمل سريرك وأمش فأطاعه فمشى (6) فإعترض له نفر من شيوخ القوم قال إنما أطيع الذى شفانى الذى أمرنى بأن أحمل ثقلى وأسعى
(7) قالوا أتعرف الذى أمرك بهذا وكان لا يعرفه إذ أبتعد من الجمع المسيح فتوارى (8) ولما لقى المسيح الرجل فى بيت الإله قال له ها قد شفيت الآن فلا تخطآن بعد فتشقى (9) فإنطلق إلى قومه يسعى قال يا قوم إن المسيح هو الذى شفانى وهدى فأخذوا يكيدون له ويمكرون قالوا ليقتل من يستبيح حرمة السبت قتلا (10) قال المسيح إنما الإله أبى يعمل فى كل حين وإنى لأعمل مثله عجبا
المسيح يفحم شيوخ اليهود وفقهائهم
(11) فإزداد شيوخ القوم به مكرا قالوا ها هو ذا ينتهك السبت ويكسره كسرا ويزعم أنه أبن الإله مساويا نفسه بربنا الأعلى
(12) فقال الحق الحق أقول لكم ما أنا بقادر على أن آتى بآياتى الكبرى بل كما يفعل الإله أفعل ما أرى
(13) إنما يعلمنى الإله ما يعلم ويحبنى جما فكما الإله يحى الموتى فكذلك أنا
(14) لا يدين الإله نفيه أحدا إذ جعلنى الديان أبدا فمن لا يكرمنى لا يكرم الإله الذى أرسلنى لأهدى
(15) لا جرم أنه من يتبع قولى ويتوكل على الذى أرسلنى فقد أستمسك بنصر الإله لا يجزى بل ننشله من الموت إلى الحياة أبدا
(16) هذا يوم الميتين السامعين ندائى فمن يستجيب لى يحي
(17) هو الإله الحى الذى جعل لى حياة والدين جميعاً
(18) لا عجب من أن تأتى ساعة يسمع فيها من فى القبور سوتى جهرا فمن عمل صالحاً يحيا ومن أساء فجزاؤه لظى
(19) إننى لا أملك مما أعمل شيئا بل أبتغى رضضوان الإله الذى بعثنى بالحق فأحكم بما يرى وكان حكمى عدلا
(20) إن شهدت لنفسى فشهادتى ليست حقا وإنما يشهد لى غيرى يوحنا (المعمدان / يحى)الذى كان فيكم مصباحاً
(21) منيراً فأستضأتم بنوره زمنا
(22) قد شهد لى بالحق وآياتى الكبرى التى أعطانيها فوق شهادة يوحنا
(23) هو الإله الذى لم تسمعوا صوته ولم تبصروا وجهه فإزددتم بكلمته جهلا وإزددتم به كفرا
(24) أم حسبتم أن لكم فى التوراة نصراً فإقرأوا الكتاب إنه يشهد لى ولكنكم لا ترحبون لقائى فكيف ترجون نصرا
(25) قد علمت أن قد خلت قلوبكم من حب الإله فلا اسألكم مجدا
(26) قد جئتكم من عند الإله فكفرتم بى فإذا جاءكم بشر من أنفسكم آمنتم به أتؤمنون وأنتم تبتغون لأنفسكم من دون الإله مجدا وما عند الإله خير وأبقى
(27) أنا لا أشكوكم إلى الإله يشكوكم إليه رجاؤكم موسى
(28) لو أنكم آمنتم بما جاء به موسى الذى بشر بى لما كفرتم فإذ كفرتم بما كتب موسى فهل تؤمنون بى حقاً
(29) وفى السبت جاز المسيح وأنصاره بالحقول فإذا جاعوا أخذوا بقطفون السنابل ويأكلونها فلما وآهم الفقهاء قالوا ما لأنصارك يا مسيح يحلون بعض الذى حرم علينا
(30) قال ألم تقرأوا نبأ داود وجنده إذ جاعوا فدخلوا بيت الإله فأكلوا خبز القربان وهو غير حل لهم بل كان للآئمة أكلا
(31) ألم تروا إلى أئمة بيت الإله يستحلون حرمة السبت من غير حرج ههنا أعظم من البيت لو تملكون علما
(32) ألا ليتكم تعقلون ما جاء فى التوراة إنما يريد الإله الرحمة فى قلوبكم ولا يريد أضحياتكم لو فعلتم لما قلتم فينا ظلما
(33) إنما جعل السبت للإنسان وما جعل الإنسان للسبت وإنى أنا صاحب الزمن فإتبعونى رشدا
(34) وبينما كان يعلم الناس فى المعبد يوم السبت رأى رجلا يبست يمينه وفقهاء يودون لو يشفى فى السبت فيدينونه دينا
(35) قال المسيح للذى يبست يمناه قف وتوسط مجلسنا ففعل ذلك أنه أوحى إليه بما كانوا يضمرون فما يخفى
(36) قالوا أيحل الشفاء فى السبت قال إن كان لأحدكم خروف ووقع فى حفرة يوم السبت أهو مخرجه أم تاركه يفنى
(37) يا أيها المحرمون الإنسان خير خير أم الخروف إذا فعل الخير أم فعل الشر وإنقاذ نفس أم إهلاكها فظلوا صمتا
(38) وقال هل يحل فى السبت فعل الخير أم فعل الشر وإنقاذ نفس أم إهلاكها فظلوا صمتا
(39) فرمقهم المسيح غاضبا آسفا قال للرجل أمدد يدك فإستقامت وكانت يبسا
(41) وتفرق الجمع وخلا الفقهاء وأتباع أنتيباس الملك بعضهم ببعض يأتمرون بالمسيح يريدون به شرا