باب (23) الهتاف / مقدسى
"بسم االذات الإلهية وكلمتة وروحه القدوس"
المسيح يدخل أورشليم
(1) ولما أقتربوا من بيت فاجى عند جبل الزيتون شرقاً قال المسيح لأثنين من حوارييه إذهبا إلى هذه القرية تجدان فيها جحشاً لم يمتطه أحداً بعد موثقاً بالرباط (2) فحلا رباطه وجيئا به فإذا سألكما أحد عن ذلك فقولا له مولانا يحتاج إليه وإنه لراده فى الحال (3) فذهبا فوجدا الجحش عند أحد الأبواب فحلا رباطه وأجابا من سألوهما عن ذلك فأذنوا لهما فجاءا به ثم ألقيا عليه الثياب فإمتطاه المسيح ليحق ما قال النبى فى الكتاب (4) يا قدس ها إن ملكك قادم إليك وديعا متواضعا راكبا على جحش أبن أتان (5) وما علم الحواريون سر ذلك إلا بعدما عرج المسيح إلى السماء
(6) وألقى الناس بثيابهم وبسعف النخل على الطريق ونعم المهاد (7) وكانوا من ورائه ومن أمامه يطلقون الهتاف تبارك أبن داود المهدى (المسيا المنتظر) الناصر للعباد (8) فقال له نفر من الفقهاء هلا تأمر أنصارك فيسكتوا فقال لهم المسيح إذا هم سكتوا فإن الحجارة تنطق بالهتاف (9) كذلك أحتشد الناس من حوله فمنهم من شهد آية لعازر الذى أقامه من الموت ومنهم من سمع بها فقال الفقهاء بعضهم لبعض أنظروا إن العالم إن العالم يتبعه وإنكم لا خير ولا نفاع
المسيح يتنبأ بخراب القدس
(10) ولما أشرف المسيح على بيت المقدس أرسل نظرة إلى المدينة فبكى عليها قال لو أتبعت اليوم طريق السلام ولكن بينك وبينه حجاب (11) وإذ لم تبتغى لقاء ربك فلسوف يأتيك زمان الخراب (12) يوم يحيط بك الأعداء ويضيقون عليك الحصار من كل جانب (13) ويهدمونك على أبنائك ولا يتركون فيك حجرا على حجر وأى دمار (14) ولما دخل المسيح بيت المقدس فامت له المدينة كلعا فقال أهلها من هذا فقيل لهم إنه المسيح النبى الناصرى الدار
المسيح والتينة التى لا تعطى ثمراً
(15) وفى الغد خرج ومن معه من العيزرية وكان جوعان فأبصر من بعد تينة خضراء فقصد إليها عسى أن يأكل منها فلما بلغها لم يجد عليها إلا ورقاً فى موسم القطاف (16) فغضب عليها قال لها لا يأكلن أحد ثمرا منك أبداً وسمع قوله الأنصار
المسيح فى بيت الرب
(17) وجاءوا إلى بيت المقدس فدخل المسيح بيت إلوهيم وأخذ يطرد الصيارفة وباعة الحمام ويقلب كراسيهم ومناضدهم جتى لا تكون بيته الإله تجارة وفساد (18) وجعل يعلم الناس قال لهم قول التوراة إنما أقمت بيتى بيت صلاة للناس جميعاً ولكنكم جعلتموه مغرى للسارقين والتجار
(19) وجاء إليه العمى والعرج وهو بيت الإله فمن عليهم بالشفاء
(20) فغضب الآئمة منه لما رأوا من ألايات ولما سمعوا هتاف الأولاد فى بيت الإله يقولون إن العزة لأبن داود غيظوا فقالوا
(21) قال المسيح أجل ألعلكم لم تقرأوا ما جاء فى التوراه أخرجت قول التسبيح من فم ألأطفال
(22) ولما استمع الشيوخ القول إئتمروا عليه ليقتلوه فما أستطاعوا خشية الناس الذين إستهواهم بما يقول من صداد وبرح المدينة ومن معه فى المساء
(23) ثم جائوا إلى بيت المقدس فى الصباح فمروا فى الطريق على تينه فألفوها يابسة فتذكر صفا ما قال المسيح بالأمس فقال أنظر يا مولاى إن التينة التى غضبت منها دبت بها اليبس
(24) فقال لهم المسيج آمنوا بالإله فى غير إرتياب فمن قال لهذا الجبل قم وإنطرح فى البحر غير مرتاب بل موقناً بالإجابة فله يستجاب
(25) فأدعوا الإله وأنتم موقنون بالإجابة يسمع لكم وإذا صليتم فإغفروا لمن اساء إليكم
(26) 153
(27)
(28)
(29)
(30)
(31)
(32)
(33)
(34)
(35)
(36)
(37)
(38)
(39)
(41)
(42)
(43)
(44)
(45)
(46)
(47)
(48)
(49)
(50)
(51)
(52)
(53)
(54)
(56)
57)
(58)
(59)
(60)