تفسير (لوقا 7: 1) 1 ولما اكمل اقواله كلها في مسامع الشعب دخل كفرناحوم. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي وبعد أن أتم فادينا هذه الأقوال كلها فى مسامع التلاميذ والشعب ، دخل مدينة كفر ناحوم تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 35 إن الإنجيلى الحكيم يملأ عقولنا بدروس مقدسة ويسعى أن يلقى ضوءا كثيرا على ما يثبت إيماننا ، فإن هذا ههو موضوع أخباره التى يبشرنا بها بخصوص المسيح ، ولذلك فإنه بطريقة مناسبة جدا نراه فى إحدى المرات يقدم المسيح وهو يعلم الرسل القديسين أمورا أعلى من الخدمة التى يفرضها الناموس ، ويوضح لهم طريقا جديدا عن التصرف الذى يليق بالقديسين ـ والذى لم يسلكه القدماء ، وفى مرة أخرى يعرض لنا بطريقة جميلة جدا إظهار قوته الإلهية لكى يعرف بكل طريقة أن كلمة الآب الوحيد هو الرب نفسه رغم أنه صار إنسانا ويحمل كل الأشياء بكلمة قدرته (عب 1: 3) ويتبرهن لنا ذلك من فحص ما هو مكتوب عنه. وحينما أشبع الرسل بالتعاليم الكاملة جدا ، ووضع أمامهم مائدة من الوصايا الإنجيلية ومزج لهم الخمر التى تفرح قلب الإنسان ، وأخبرهم بوضوح تام عن الوسائل التى ينتصرون بها ويصيرون مستحقين المديح ، فإنه بعد ذلك ينحدر إلى كفر ناحوم وهناك أيضا يعمل عملا عظيما وعجيبا جديرا بعظمة جلاله ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس 1) “لَمَّا أَكْمَلَ أَقْوَالَهُ كُلَّھَا فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ ”. يشير هذا الجزء من ألآية إلى أقواله أى إلى العظة فى موضع سهل المدونة في (لو 6 :20 - 49) 2) " كَفْرَنَاحُومَ ”. وترك (يسوع) وأمه الناصرة وأتى فسكن في كفرناحوم التي عند البحر في تخوم زبولون ونفتاليم. لكي يتم ما قيل بأشعياء النبي القائل. أرض زبولون وأرض نفتاليم طريق البحر عبر الأردن جليل الأمم. الشعب السالك في الظلمة أبصر نوراً عظيماً والجالسون في كورة الموت وظلاله أشرق عليهم نور” (متى4: 13- 16) " أنا هو نور العالم" (يوحنا 8: 12) والجليل كان اليهود فيها قليلى العدد من سبطى زبولون ونفتالى وأكثر سكانها من الفينيقيين واليونان والعرب ولهذا سميت جليل الأمم ( أش 1:9) وكأن إشعياء كان يتنبأ بما سيحدث لمنطقة الجليل. وكان الوثنيون قد ملأوا الجليل لما كان إسرائيل فى السبى. ولإختلاط اليهود بالوثنيين صار حالهم ردئ لذلك قيل عنهم الشعب الجالس فى الظلمة= ظلمة الخطية والجهل وإنقطاع الأمل فى الخلاص أبصر نوراً عظيماً(هو المسيح الذى أتى نوراً للعالم) طريق البحر (بحر الجليل) . عبر الأردن ( أى غرب الأردن) من ذلك الزمان (أى بعد القبض على يوحنا) وبدأ خدمته في كفر ناحوم وكانت مركزا لكرازته وتبشيرة كان يخرج منها ويطوف القرى والمدن والمجامع وإليها يرجع لهذا إشتهرت هذه المدينة بإسم "مدينة يسوع " |
تفسير (لوقا 7: 2) 2 وكان عبد لقائد مئة مريضا مشرفا على الموت وكان عزيزا عنده. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي وكان لقائد مائة رومانى وثنى عبد مريض قد أشرف على الموت ، وكان عزيزا عليه تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 35 فى كفر ناحوم تحرك مسرح مجيد بإندهاش عظيم ، وكان المتفرجون فيه هم الملائكة والناس ، لأن بينما إسرائيل ينال توبيخا وهو لا يفهم كما أنه غير مستعد للإيمان نجد جمع الوثنيين مستعدا عموما للفهم والإيمان حيث أننا نرى المسيح يرفض بعدل عبده إسرائيل بينما هو يقبل ويكرم ويكلل بنعمته أولئك الذين منذ القديم عبدوا المخلوق دون الخالق ، والذين كانوا فى الكآبة والظلمة وليست لهم معرفة الرب ، وأحنوا رقبة ذهنهم المستعبد إلى شر الشياطين . إذا فما هو الذى حدث؟ ، أو ماذا كانت المعجزة ؟ كان هناك رجل تقى متميز بسمو سلوكه ، وكان قائد لمائة من الجنود ، وكان ساكنا فى وسط شعب كفر ناحوم وكان له عبد مخلص قد سقط مريضا ، وكما لو كان وصل إلى ابواب الموت وكل المظاهر تبين أنه كان اقرب إلى النفس الأخير ، وكان هذا العبد عزيزا عنده ، حتى أنه حزن حزنا شديدا ، فأى علاج إذا يمكن أن يجده لما حدث؟ ، أو أيه مساعدة يستطيع أن يحصل عليها لذلك الذى يرقد مريضا؟ ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس 1) “قَائِدِ مِئَةٍ ”. قائد المئة كان رومانياً (أو مجنداً يونانياً) وجزءاً من جيش الاحتلال الرومانى لقائد وحدة المائة centurion في الفيلق الروماني ، و وحدة المائة او Centuria هي الوحدة القاعدية للفيلق الروماني وهي استنادا للتسمية تتشكل من 100 جندي { في الواقع 80 وليس 100 } ويسمى قائد هذا التشكيل ب centurion او ضابط المائة وهو من الظباط الغير الساميين في سلم رتب الجيش الروماني ويبلغ عدد قادة المائة في الفيلق الروماني 60 قائد وهو نفس عدد وحدات المائة .... . يبدو أنه كان من خائفي لله، ويعتقد أنه هو الذى بنى مجمع كفر ناحوم لليهود ويشبه كثيراً كَرْنِيلِيُوسُ في (أع 10 ). وقواد المائة ضبّاط الصف المجندون هھؤلاء كانوا لبّ الجيش الروماني. إن زبولون ونفتالي أقصى الحدود الشمالية بعيدتان عن أورشليم عاصمة المملكة اليهودية. فهذا النور "نور العالم" يزداد نمواً وظهوراً حتى يزيل ظلام الأراضي المتاخمة للبحر وأراضي عبر الأردن حتى لا يبقى فيها ظلام بعد. وفعلاً قد تمت هذه النبوة صريحاً عندما جاء المسيح وكرز بالإنجيل وأعلن نور الخلاص في زبولون ونفتالي وعبر الأردن وجليل الأمم (متى4: 13-16). وأشتهرت منطقة الجليل بأن فيها كثيرا من اليونانيين الوثنيين حتى أن اسماء اليهود أصبحت اسماء يونانية وكان فى كفر ناحوم حامية رومانية من الوثنيين وكان فيها قائد المائة صاحب هذه القصة (أ) كان قائد المئة هذا أحد سبعة قواد مئة جاء ذكرهم مجيدًا في الإنجيل، وهو أول من ذكر منهم، وجاء بعده قائد المئة الذي اعترف بيسوع أنه ابن الله عند الصليب، وكرنيليوس قائد امئة الذي آمن بالمسيح على يدي بطرس، وقائد المئة الذي عرف أن بولس روماني الجنسية، وأنقذه من غضب الجماهير الثائرة ضده، وقائد المئة الذي أخبر أن اليهود دبروا مكيدة لقتل بولس في الطريق من أورشليم إلى قيصرية، ورتب الإجراءات لحمايته من هذه المكيدة وقائد المئة الذي عهد إليه فيلكس الوالي بالعناية ببولس، وقائد المئة الذي صاحب بولس في رحلته الأخيرة إلى روما، وعامله المعاملة اللطيفة الرقيقة طوال الرحلة، ومع أنه من المتصور عادة، أن هؤلاء الرجال العسكريين من أبعد الناس عن الحياة الروحية، وأشدهم قسوة وعنفًا، إلا أنه نعمة الله العجيبة تعمل حيث يظن الإنسان أن الأمل ضائع مفقود، ولعل طبيعة النظام العسكري في الحياة، تستخدمها النعمة أيضًا، في نقل الولاء إلى الرب / يهوة بمفهوم عجيب، كما يبدو في قصة أول قائد مئة يرد ذكره في العهد الجديد، 2) " عَبْدٌ ”. كلمة عبد تشبه كلمة "غلام" (مت8: 5- 13) هنا نحن أمام رجل اممى أى وثنى، وضابط رومانى ربما يكون من السكان اليونانيين المحلين فى الجليل ، ولكن إهتمامه بعبد عنده يظهر تقواه، فالرومان يعاملون العبيد على انهم أقرب للحيوانات. ولكن واضح أنه تأثر بالعبادة اليهودية وعرف الله ثم سمع عن المسيح وأحبه.هذا إنسان تغير قلبه إذ تلامس مع إله اليهود . بل هو فى محبته بنى مجمعاً لليهود وفى قصة القديس لوقا نجد أن هذا القائد فى تواضع وجد نفسه غير مستحقاً أن يذهب للمسيح فطلب من اليهود ان يكلموا لهُ المسيح، أماّ القديس متى فقد أورد القصة على لسان القائد نفسه فالشيوخ اليهود هم مندوبون عنه. 3) " كَانَ عَزِيزًا عِنْدَهُ”. كلمة عزيز كانت شائعة في الترجمة اليونانية للعهد القديم "السبعينية"، حيث كانت تُستخدم فى : “ (أ) اسم الرب / يهوة (تث 28 : 58) (ب) للمسيا (أش 28: 16) وفى العهد الجديد فى (1 بط 2: 4، 6) (ج) للناس الذين فى مناصب عالية وعلية القوم (عد 22: 15) وفى العهد الجديد (فيل 2: 29) وأفضل تشبيه لهذه الإستخدامات نجدها فى (1صم 26: 21) و (أش 13: 12) حيث حياة الشخص عزيزة ثمينة |
تفسير (لوقا 7: 3) 3 فلما سمع عن يسوع ارسل اليه شيوخ اليهود يساله ان ياتي ويشفي عبده. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي فلما سمع بحضور فادينا إلى المدينة ، وكانت قد بلغته أخبار معجزاته السماوية وقدرته الإلهية ، أوفد إليه شيوخ اليهود يسألونه أن ياتى ويشفى عبده ، لأنه خشى بسبب أنه وثنى أن يجئ بنفسه فيرفض الرب يسوع مقابلته أو الإستجابة لطلبه ، لأن اليهود كانوا لا يدخلون بيوت الوثنيين ولا يخالطونهم تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 35 يقول الإنجيل : أنه سمع عن أمور يسوع ، وهكذا يرسل إليه ويطلب منه كمن يطلب من الرب أمور تفوق طبيعة ألإنسان وقدرته لأنه يطلب أن ذلك العبد الملقى مطروحا فى المرحلة الأخيرة من المرض ، ينقذ من رباطات الموت ، ومن أين إذا عرف يسوع ، وهو لم يكن بعد فى عداد الذين آمنوا به ؟ لأنه حتى ذلك الوقت كان واحدا من الجماهير التى تسير فى الضلال ، ويقول الإنجيل إنه سمع ألأمور الخاصة بيسوع ، وحيث إنه بالتأكيد لم يسمع تعليمه الشخصى بالمرة ، ولا عرف كتابات موسى ، ولا بحث فى الكتب الإلهية ، فإنه يمكن أن يكون قد وصل إلى الإيمان به فقط من مجرد سماعه ما يشاع عنه ، ولكنه إذ كان متيقنا تماما إنه بمجرد فعل إرادته يستطيع أن يتمم ما سأله منه فإنه يرسل مندوبين عنه من شيوخ اليهود ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس 1) “أَرْسَلَ إِلَيْهِ شُيُوخَ الْيهودِ يَسْأَلُهُ أَنْ يَأْتِيَ ”. اورد متى ما حدث فى هذه القصة فى (مت 8 : 5- 13) ولكن لا نجدها عند مرقس. ظن هذا القائد الروماني أن المعلم اليهودي سينقاد إلى طلب رؤساء ملَّته في المدينة، فاستنجد بهم، وبذلك ظهر أن علاقة هؤلاء مع المسيح كانت لا تزال حسنة، بخلاف الأمر مع زملائهم في اليهودية. وقد أورد لوقا فى الآية 5 سبب إستعداد شيوخ اليهود (قادة المجمع "الكنيس" المحلى فى كفر ناحوم) لقبول هذه الوساطة ورغبتهم السريعة وإستعدادهم لتحقيق طلب قائد المائة المحتل لأرضهم وبلا أدنى شك أن طلب قائد المائة الوثنى من شيوخ اليهود التوسط لدى يسوع هو بمثابة شفاعة واضحة وضوح الشمس كما توسطت العذراء مريم فى عرس قانا الجليل 2) " َيشْفِيَ ”. أستخدم يسوع كلمة يشفى هنا كما جاءت فى العهد القديم بمعنى الشفاء الجسدي ولكن غالباً ما تُستخدم كلمة يشفى sozo فى اللغة اليونانية فى العهد الجديد لتعنى الخلاص الروحى في العهد الجديد للدلالة على الخلاص الروحي ō(يعقوب 1: 21 & 2: 14 & 4: 12) كما تعنى كلمة يشفى حرفيا “يجعله معافى” (جسدياً و/أو روحياً). |
تفسير (لوقا 7: 4) 4 فلما جاءوا الى يسوع طلبوا اليه باجتهاد قائلين انه مستحق ان يفعل له هذا. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي لذلك تشفع لديه بعض الكبراء من شيوخ اليهود فى المدينة فجاءوا إليه ، إذ ظنوا كما ظن قائد المائة أن مخلصنا سيرفض المجئ لشفاء لشفاء عبد ذلك القائد بسبب وثنيته ، وأخذوا يتوسلون إليه بإلحاح أن يقبل رجاءه تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 35 وعند وصول شيوخ اليهود إلى يسوع قدموا له طلبهم قائلين : " إنه مستحق أن يفعل له هذا " .. يا لهذا الأمر العجيب ! قإن اولئك الذين يشتمون مجد المسيح يسالونه أن يصنع آية! أولئك الذين رفضوا أن يؤمنوا به يسألونه آية أن يعرض نفسه أمام الناس الذين لم يؤمنوا بعد ، يعرض أمامهم أعمالا تقود للإيمان ، أخبرنى بأى صفة تقترب بطلبك ، هل أنت تعرف وتؤمن أنه يستطيع أن يعمل أشياء هى خاصة بالرب؟ هل أنت مقتنع تماما أنر يخص الجوهر الفائق ، الذى هو فوق الكل (الرب) أنه يستطيع أن يحى ، وأن يخلص الناس من فخاخ الموت؟ إن كان كذلك فكيف تقول حينما ترى يسوع يصنع المعجزات : " هذا الإنسان يخرج الشياطين ببعلزبول رئيس البشياطين (مت 12: 24) وحينما شفى ذلك الرجل الأعمى من بطن أمه بأعجوبة وحصل على النور قلتم له : " أعط مجدا لله نحن نعلم أن هذا الإنسان خاطئ (يو 9: 24) فهل أنت إذا تسأل هذا الخاطئ كما تسميه ان يعمل عملا إلهيا ؟ أليس هذا جنونا وغباوة تامة؟ ألا يكون أولئك الذين لم يكونوا قد آمنوا حتى ألآن أفضل من أولئك الذين قد تعلموا من الناموس والأنبياء؟ |
تفسير (لوقا 7: 5) 5 لانه يحب امتنا وهو بنى لنا المجمع. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي وهم يسوقون إليه المبررات التى يستحق من أجلها ذلك الوثنى عطف مخلصنا وتجاوزه عما توهموه من كراهيته للوثنين كما كان سائر اليهود يكرهونهم قائلين له : إنه يستحق منك هذا الصنيع ، لأنه يحب أمتنا وهو الذى بنا لنا المجمع ، أى أنه على الرغم من وثنيته يحب أمة اليهود ، بل أنه هو الذى بنى مجمعهم الذى هو معبدهم (كنيس) وليس أدل من ذلك على ميله لليهود ، وإستحقاقه أن ينال من مخلصنا النعمة التى يغدقها على كل يهودى ، ولكن مخلصنا لم يكن فى حاجة إلى كل هذه الحجج والمبررات ، لأنه جاء إلى خلاص البشر جميعا وليس لخلاص اليهود وحدهم كما كانوا يتوهمون ، |
تفسير (لوقا 7: 6) 6 فذهب يسوع معهم.واذ كان غير بعيد عن البيت ارسل اليه قائد المئة اصدقاء يقول له يا سيد لا تتعب.لاني لست مستحقا ان تدخل تحت سقفي. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي ومن ثم مضى مع أولئك الشيوخ ، حتى أنه أصبح غير بعيد عن بيت قائد المائة أرسل إليه بعض أصدقائه قائلا له : يا سيد لا تتعب نفسك لاني لست مستحقا ان تدخل تحت سقف بيتى ومن ثم لست اجدنى مستحقا أن آجئ إليك لكن قل كلمة فيبرا غلامي لاني انا ايضا خاضع لسلطان ولي جند تحت أمرى واقول لهذا اذهب فيذهب ولاخر ائت فياتي ولعبدي افعل هذا فيفعل" وقد برهن ذلك القائد بذلك على أمرين يدلان دلالة واضحة على أنه كان رجلا فاضلا نبيلاً لأنه على الرغم مما كان عليه القادة الرومان ، ولا سيما فى البلاد التى يستعمرونها ويستعبدونها من صلف وكبرياء وإستعلاء برهن على تواضعه الجم ، ولا سيما مع إنسان مهما إشتهر عنه من سموه وقدرته - كان يهوديا * ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس 1) " فذهب يَسُوعُ مَعهمْ " هاجم الفريسين وشيوخ اليهود وكهنتهم يسوع لأنه كان ياكل مع العشارين والخطاة اليهود واليوم يتوسط الشيوخ لدى يسوع ليشفى عبد قائد المائة مع أنه وثنى ولم يرفضوا طلبه بعد أن طلب منهم ذلك مع أن اليهود يعتبرون الوثنيين نجسين ودنسين ومن المعروف أن شيوخ مجلس السنهدرين لم يدخلوا دار الولاية ليتهموا يسوع أمام الوالى الرومانى بيلاطس البنطى قبل الفصح حتى لا يتنجسوا وعن إعتبار اليهود أن الأمم نجسة قال بطرس فى هذا الأمر "تعلمون أنّه قد حرِّم على اليهودي أن يخالط أجنبيّاً، أو يدخل منزله. بيد أن الله بيّن لي أنّه لا ينبغي أن أدعو أحداً من الناس نجسا أو دنساً" (أع 10: 28) ولأن المسيح جاء ليخلص لا ليدين بالنجالسة والدناسة فلم يكن أمرا غريبا أن يذهب يسوع مع شيوخ اليهود المنافقين لبيت رجل وثنى لأنه كان يعرف قلب هذا الوثنى وإيمانه ومحبته قبل حتى أن يصرح به فى ألايات التالية والسؤال الذى لا يستطيع أحد الإجابة عليه هل كان شيوخ اليهود سيدخلون مع يسوع بيت ثائد المائة الوثنى عندما يشفى عبده؟ أم أنهم سيقفون على الباب حتى يطبقوا تقاليدهم وشريعتهم 1) “سَيِّدُ ”...كلمة سيد هى صيغة النداء من كلمة فى اللغة اليونانية kurios قد تكون (أ) لقباً يدل على الاحترام مثل “سيّد" مثل لقب سير فى الإنجليزية أو باشا عند المصريين ويطلق على الشخص دلاله على الإحترام الزائد له مع أنه لا يكون بالضرورة سيدا أو سير أو باشا (ب) لقباً يدل على منزلة أرفع مثل “سيد/مولى" (ج) دلالة لاهوتية على أن يسوع هو مسيا لله (الآية 13 ) أو السيد الرب ولكن يفضل إختيار (أ) من بين الإختيارات الثلاثة السابقة لتفسير كلمة سيد 2) " لاَ تَتْعَبْ ”. نحويا أمر مضارع متوسط والبعض ييصنفه على أنه فعل أمراً حاضراً مبنياً للمجهول 3) " لَسْتُ مُسْتَحِقًّا أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفِي”. من الواضح أن قائد المائة بصفته من ضمن أفراد الجيش الرومانى فى الحامية ومكلف بحماية منطقة كفر ناحوم في الجيش الروماني كان على دراية كاملة بعادات اليهود وتقاليدهم وكان يعرف موقف اليهود من دخول بيت اليونانيين. نحن هنا أما تغيير فى فكر الإنسان حينما يواجه موقف معين أو مشكلة ما لا يستطيع حلها وبداية الأمر أن قائد المائة الوثنى الرومان كان عنده عبد عزيز لديه ومرض ذلك العبد وكان له أصدقاء من اليهود وشيوخهم وبنى لهم مجمعا فكان أول فكرة وردت فى ذهنه (أ) أنه سمع عن يسوع أنه يشفى المرضى فطلب من شيوخ اليهود أن يتوسطوا لدي يسوع وهو رجل يهودى مثلهم ليشفى عبده (ب) ثم سمع أن يسوع قبل توسط شيوخ اليهود وقادم إلى بيته فقرر أن يرسل أصدقائه اليهود أيضا برسالة إلى يسوع مفادها (ج) ولكنه رأى أنه لا يصح أن يرسل رسالة ليسوع مثل هذه وهو موجود فى المنطقة خاصة أنه علم أن يسوع قادم وعلى إستعداد لشفاء عبده فذهب إليه بنفسه كما ورد فى متى ليكرر الرسالة التى أرسلها سابقا مع أصدقائه اليهود ويزيد عليها إيمانه فهل كان عند قائد المائة إحساس شخصي بعدم استحقاق يسوع أن يدخل تحت سقف بيته الخلاف بين اليهود والوثنيين الذين آمنوا بالمسيحية بعد قيامة حول تنفيذ الناموس الموسوى يسوع نتج عنه ظهور المسيحية كدين مستقل عن اليهودية : حوالي عام 48 م وقعت أزمة بين مسيحيي أنطاكية حول مسألة الختان عندما وصل إلى المدينة مسيحيون ذو خلفية يهودية يطالبون بضرورة تطبيق شريعة الختان على المسيحيين القادمين من الديانات الوثنية لكي ينالوا الخلاص، أما بولس وبرنابا فقد خالفا ذلك بشكل كبير، ولما لم يتمكنا من حل المسألة أرسلت كنيسة أنطاكية بهما مع أناس آخرون إلى الرسل ومشايخ أورشليم للنظر في الأمر. وتم عقد ما يعتبره مؤرخو الكنيسة أول مجمع كنسي وهو مجمع أورشليم وافقت فيه الكنيسة على مقترحات بولس وبرنابا بأن لا يلزم بالختان الأمميون المؤمنون بالمسيح وإنما يكتفى منعهم عن "نجاسات الأصنام والزنى والمخنوق والدم" بحسب وصف كاتب سفر أعمال الرسل . وتم بعد ذلك المجمع تحديد المهام التبشيرية في الكنيسة، حيث أصبح بطرس - ويعقوب البار ويوحنا بن زبدي - رسولاً للختان (أي اليهود)، وبولس - مع برنابا - رسولاً للأمم (أي غير اليهود). وبفضل ذلك المجمع أيضاً تحدد وجه المسيحية كديانة مستقلة وليس كفرع من فروع اليهودية ھ |
تفسير (لوقا 7: 7) 7 لذلك لم احسب نفسي اهلا ان اتي اليك.لكن قل كلمة فيبرا غلامي. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي لقد إستشعر هذا القائد فى نفسه فى نفسه أنه غير مستحق أن يدخل ذلك الإنسان تحت سقف بيته ، كما أنه غير مستحق أن ينال شرف المثول بين يديه فضلا عن أنه - على الرغم من أنه كان وثنيا _ برهن على إجلاله العظيم لمخلصنا وإيمانه العظيم بشخصة الإلهى ، وسلطانه السماوى تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 35 أتريد أن ترى الحقيقة وأن هذا هو واقع الحال فعلا ، لاحظ ما يأتى : بدأ المخلص الآن يسير فى طريقه غلى العبد المريض لكى يشفيه ، ولكن قائد المائة أرسل إليه يقول : " لا تتعب نفسك .. .لكن قل كلمة فيبرا غلامي " لاحظوا إذا أن شيوخ اليهود هؤلاء توسلوا إلى يسوع أن يذهب إلى بيت قائد المائة الذى طلبوا مساعدته ، على إعتبار أنه لا يوجد طريقة أخرى لإقامة الذى كان مريضا إلا بالذهاب إلى جواره، بينما ألاخر ، أى قائد المائة آمن أنه يستطيع أن يفعل ذلك حتى من مسافة بعيده ، وأن يتم الشفاء بمجرد ميل إرادته ، إنه طلب الكلمة المخلصة والموافقة الحبية والنطق الكلى القدرة ، ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس 1) “لكِنْ قُلْ كَلِمَة ”. إعتقد قائد المائة أن يسوع شخصا عظيما جدا ومن الجائز أنه سرح بفكرة أنه إبن للآلهة كما فى المثيولوجيا الإغريقية وكان كل طلبه منحصر فى شفاء عبده فلم يطلب حضور يسوع شخصياً أو جسدياً واالطفل الرومانى كان يربى على طاعة الأوامر فى بيته يطيع أبوه فكان عندما يتقلد رومانى رآسة مائة جندى فيكون متدربا على طاعة الأمر لأنه كان من الممكن أن يعدم المائة لأجل خطأ ما فى الحرب أو مخالفة الأوامر ومن هنا جائت قوة الجيش الرومانى .الإيمان قائدا للمائة العظيم لھذا الرجل الرجل الوثنى اليوناني بقوة يسوع. وتعطي أيضاً مثالاً يُحتذى في الثقة بكلمات يسوع، وليس بحضوره، لأجل الخلاص . يختار لوقا الروايات التي سيدونها لكي تصل إلى اليونانيين. |
تفسير (لوقا 7: 8) 8 لاني انا ايضا انسان مرتب تحت سلطان.لي جند تحت يدي.واقول لهذا اذهب فيذهب ولاخر ائت فياتي ولعبدي افعل هذا فيفعل. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي وقد كان موقناً أن مجرد مجرد كلمة تصدر منه كفيلة بشفاء العبد المريض ، وإن كان ذلك العبد غير حاضر بين يديه ، بل يرقد بعيدا فى البيت ، فكما وأنه قائد يملك السلطان على جنوده بحيث إذا أصدر أمرا إليهم أطاعوه على الفور ، هكذا أيقن أن مخلصنا يملك سلطانا على نفوس البشر وعلى كل شئون حياتهم ، بحيث إذا أمر يطاع أمره على الفور ايضا ، |
تفسير (لوقا 7: 9) 9 ولما سمع يسوع هذا تعجب منه والتفت الى الجمع الذي يتبعه وقال اقول لكم لم اجد ولا في اسرائيل ايمانا بمقدار هذا. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي ولذلك فإن مخلصنا لما سمع ذلك تعجب منه وإلتفت إلى الجمع الذى كان يتبعه وقال : " اقول لكم لم اجد ولا في اسرائيل ايمانا بهذا القدر " ولعل هذا كان إيذانا بإيمان الوثنيين بمخلصنا ، فى حين أنه جاء فى البداية ليهود بنى إسرائيل ، والذين كان المفروض أن يكونوا هم أول المؤمنين به ، لم يرفضوه فحسب ، وإنما نكلوا به وقتلوه ، ونعلم من إنجيل القديس متى أن ذلك القائد بعد أن أرسل شيوخ اليهود ليشفعوا له لدى فادينا ، ثم أرسل أصدقائه للقائه ، جاء هو نفسه ليقدم إليه فروض الإجلال ويلتمس منه بنفسه شفاء عبده ، وقد كان للقاء القائد المتواضع المؤمن حتى ما أراده ، لأنه حين هم بالرجوع للبيت مع الذين أوفدهم ، وجدوا أن العبد المريض قد شفى من مرضه ، بقدرة معلمنا وحدها ، وبمجرد مشيئته . تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 35 ولذلك فبعدل نال عبارة فائقة الجدارة ، لأن يسوع قال : " اقول لكم لم اجد ولا في اسرائيل ايمانا بمقدار هذا. " إذا فالبرهان والتوضيح يأتى فى الحال مما قد قلناه الآن ، وشفى فى نفس تلك الساعة ذلك الذى كان قبل قليل فريسة للموت ، لأن الذى أراد إبطال ما كان حادثا هو الرب . ةكما قلت فى بداية هذا الحديث فإن إسرائيل سقط من علاقته مع الرب وبدلا منه دعا الرب المم ,ادخلوا ، لأن لهم قلب أكثر إستعدادا للإيمان به ، وهو الأمر المطلوب عن حق ، وعن هذا يشهد المرنم أيضا حيث يقول عنه مرة : " تميل أذنك بسبب إستعداد قلوبهم " (مز 9: 17 سبعينية) وفى موضع آخر يقول : " كثرت امراضهم وبعد ذلك مضوا بسرعة" (مز 15: 4 سبعينية) لأن كثيرة هى الخطايا المنسوبة لهم ، والتى يعطيها بلطف إسم أمراض ، لأنهم كانوا تائهين فى الضلال ومذنبين بجرائم رديئة ليس بطريقة واحدة بل بطرق كثيرة ، ولكنهم مضوا بسرعة إلى الإيمان ، أى لم يكونوا مبطئين فى قبول أوامر المسيح ، بل بكل إستعداد قبلوا الإيمان ، ولذلك امسكوا فى شبكة المسيح ، هو يعلمهم حيث يقول بواسطة أحد الأنبياء القديسين : " لأجل هذا أنتظرونى يقول الرب إلى يوم أقوم لأشهد ، لأن حكمى هو لجماعات الأمم" ( صف 3: 8 سبعينية) لأنه حينما قام المسيح من الموت ، منح لأولئك الذين كانوا فى الضلال ذلك الأمر الذى هو لأجل سعادتهم وخلاصهم ، فقد امر الرسل القديسين قائلا : إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم ، وعمدوهم بإسم الآب والإبن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به " (مت 28: 19) لذلك فبالقرار المقدس الحكيم العادل لمخلصنا جميعا المسيح ، أكرم الإمم ، ولكننا نرى إسرائيل مرفوضا من محبته وعطفه ، لأن ما هو الذى يقوله رئيس رعاة الجميع لهم بواسطة أحد الأنبياء القديسين ؟ :" قد أعلنت يقول الرب أنى لا أرعاكم ، من يمت فليمت ، ومن يضعف فليضعف والبقية فليأكل بعضها لحم بعض " (زك 11: 9) وايضا : " الله قد رفضهم لأنهم لم يسمعوا له فيكونون تائهين بين الأمم " (هو 9: 17) وأيضا بصوت حزقيال النبى : " هكذا يقول الرب : أننى سأبددهم بين الأمم وأذريهم فى الأرضاضى كلها (حز 12: 15) وخذوا النتيجة الواقعية للأمور لإقناعكم وللإيمان بما هو مكتوب هنا ، لأنهم متشردون وغرباء فى كل أرض وكل مدينة ، وهم لا يحفظون العبادة المرسومة من الناموس فى نقاوتها ولا يخضعون ليقبلوا مجد وسمو الحياة الإنجيلية ، بينما نحن الذين قبلنا الإيمان فإننا مواطنون مع القديسين وندعى ابناء أورشليم العليا فى السماء ، بنعمة الرب التى تكللنا ، ونحن نؤكد أنه هو (المسيح) تكميل الناموس والأنبياء ، ونعترف بمجده ونعجب به فى صنعه للمعجزات ، الذى به وله مع الرب الآب التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى دجهر الدهور آمين ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس 1) “تَعَجَّبَ ”. انظر التعليق على 1 :63 2) " لَمْ أَجِدْ وَلا فِي إِسْرَائِيلَ إِيمَانًا بِمِقْدَارِ هذا”. هذه العبارة تأكيد لاهوتي ذو مغزى كبير جداً. ولما كان لوقا يكتب إلى اليونانيين. فنجده يمتدح يسوع الضابط العسكري اليوناني على إيمانه ، ويشفي ابن أرملة (مثل إيليا، انظر 4: 25- 26) ، ويبدي استعداداً لمساعدة امرأة خاطئة بل وحتى يطري على إيمانھا (الآية 50 ). من الواضح أن الإيمان، وليس الأصل القومي أو المكانة ذات الامتياز، هو الطريق الوحيد إلى ملكوت السموات الذي دشّنه يسوع. |
تفسير (لوقا 7: 10) 10 ورجع المرسلون الى البيت فوجدوا العبد المريض قد صح |
تفسير (لوقا 7: 11) 11 وفي اليوم التالي ذهب الى مدينة تدعى نايين وذهب معه كثيرون من تلاميذه وجمع كثير. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي وفى اليوم التالى ذهب معلمنا الإلهى إلى مدينة تدعى نايين ، إحدى مدن الجليل ، وكانت تقع على بعد خمسة أميال جنوب شرقى الناصرة ، وهى التى تسمى اليوم "نيــن" وكان بصحبة تلاميذه ، وجمع عظيم من اليهود الذين بهرتهم معجزاته تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 36 لا حظوا كيف يضيف معجزة إلى معجزة ، ففى المعجزة السابقة ، وهى شفاء عبد قائد المائة حضر هناك بناء على دعوة ، أما فى هذه المعجزة فإنه يقترب بدون أن يدعى ، إذ لم يدعوه أحد أن يعيد الإنسان الميت إلى الحياة ، بل هو يأتى ليفعل هذا من تلقاء نفسه ، ويبدو لى أنه قصد أن يصنع هذه المعجزة بعد المعجزة السابقة ، لأنه ليس أمرا بعيد الإحتمال ، أن نفترض أنه فى وقت أو آخر يمكن أن يقول أحد معارضا مجد المخلص هكذا ، أيه أعجوبة حدثت فى حالة عبد قائد المائة ؟ فرغم ـأنه كان مريضا فهو لم يكن فى خطر الموت ورغم أن الإنجيلى كتب ذلك مشكلا على أساس ما يرضى وليس على أساس ما هو حقيقى ، لذلك فلكى يوقف اللسان الردئ لمثل هؤلاء المهاجمين يقول الإنجيل إن المسيح قابل الشاب الميت الإبن الوحيد للأرملة ، إنها كارثة مثيرة للشفقة ، وتستطيع أن تثير الرثاء وتجعل دموع الإنسان تفيض ، فكانت المرأة ومعها كثيرون ، تتبع الميت مذهولة بمحنتها وخائرة . ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إ إعداد المؤرخ / عزت اندراوس 1) “ذهب إِلَى مَدِينَةٍ تُدْعَى نَايِينَ ”. معجزة إقامة إبن أرملة نايين لا نجدها سوى في إنجيل لوقا. . تقع نايين على بعد حوالي ستة أميال جنوب شرق الناصرة، قرب جبل تابور. وهذا يشابه ما فعله إيليا (لو 4: 25- 26) (1 مل 17: 17- 24) معجزة شفاء عبد قائد المائة هى دليل على الرعاية والمسئولية عمن نرعاهم فقائد المائة يرعى ويهتم بالعبد وأرملة نايين الذى يهتم بها هو وحيدها الشاب الذى توفى ولأن قائد المائة هذا يحتاج لعبده وهذه الأرملة تحتاج لإبنها فتدخلت قوة الرب العجيبة فشفى العبد وأقام الإبن 2) " ذهب مَعَهُ كَثِيرُونَ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَجَمْعٌ كَثِيرٌ ”. كان يتبعه دائماً جمع كثير من الشعب البعض مبهورين يرويدون رؤية معجزاته والبعض يريد أن يسمع كلماته والبعض يريد أن يأكل من معجزاته والبعض يريد أن يراه فقط أما رؤساء الجماعات اليهودية من الشيوخ والفريسين وغيرهم فقد تحيروا من أمره وكانوا يناقشونه وشمل لوقا هذه المجموعات وغيرهم فى الإشاره عنهم بفوله " وجمع كثير" يتبع يسوع. الكثير مما وصفه لوقا من حياة وتعاليم يسوع مبني كحكايا سفر. ففى كل موضع تطأ يسوع رجلاه يحكى لوقا الحدث وحكايا السفر هذه تشتمل على الكثير من التعاليم الموجودة في متى حتى يتجه يسوع نحو المواجھة الذروة في أورشليم. وكما دائماً في الأناجيل، معجزات يسوع لها عدة أهداف (أ) ليساعد الشخص المحتاج هنا أرملة قرية نايين (لو 7: 13) (ب) ليشهد الجميع برؤية العين وهم 1- التلاميذ 2- الحشد الذين تبعوه 3- لسكان البلدة نفسها (لو 7: 13) 4- لرؤساء الدين الذين كانوا يراقبونه (ج) ليظهر للجميع أنا المسيح مشتهى الأجيال الذى بيده مفاتيح الحياة |
تفسير (لوقا 7: 12) 12 فلما اقترب الى باب المدينة اذا ميت محمول ابن وحيد لامه وهي ارملة ومعها جمع كثير من المدينة. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي فلما إقترب من باب المدينة ، وإذا ميت محمول على نعش ، وكان هو الأبن الوحيد لأمه التى كانت أرملة ، وكان معها جمع كبير من تلك المدينة ، وكانت تبكى ملتاعة منفجعه على وحيدها الذى فقدته فى ريعان شبابه ، تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 36 كان الإنسان الميت فى طريقة للدفن وكان أصدقاء كثيرون يسيعونه إلى قبره وأعنى المسيح نفسه لأنه محطم الموت والفساد هو الذى : " به نحيا ونتحرك ونوجد" (أع 17: 28) هو الذى أعاد طبيعة الإنسان إلى ما كانت عليه أصلا ، فهو الذى حرر جسدنا المشحون بالموت من رباطات الموت ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس 1) “ابْنٌ وَحِيدٌ لأُمِّهِ ”. كيف علِم يسوع عن هذه الحقيقة؟ :(أ) ربما سمعها تنوح على وحيدها (ب) ربما أخبره بذلك أحد الذين بين الجموع. (ج) والأرجح أن يسوع عنده معرفة فائقة الطبيعة (د) ربما يكون ھذا تعليقاً تحريرياً من الإنجيلي الحقيقة أن هذا الشاب كان وحيداً لأمه تعني أنه لم يكن لديها غيره فى هذه الحياة وأنه ةكان يعولها ويرعاها 2) " معها جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ الْمَدِينَةِ ”. الجنائز اليهودية كعادة أهل الشرق الأوسط كانت الجماعة كلھا تشترك بھا وكانت حافلة بالصخب والعواطف الحزينة والمؤلمة . |
تفسير (لوقا 7: 13) 13 فلما راها الرب تحنن عليها وقال لها لا تبكي. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي فإذا رآها ربنا ومخلص نفوسنا ، تحنن عليها قلبه الرقيق الرحيم ، تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 36 لقد تحنن على المرأة ، ولكى يوقف دموعها أمر قائلا : " لا تبكى" ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس 1) “الرَّبُّ ”. هذه هى المرة الأولى التى إستحدم فيها لوقا هذا اللقب من أسماء الرب / يهوه الذى يطلق على يسوع 2) " تَحَنَّنَ عَليها ”. تدل على “أحشاء”. كان القدماء يعتقدون أن الأحشاء السفلى أو “ الأعضاء الرئيسية (القلب، الكبد، الرئتين) كانت مقر العواطف والمشاعر (انظر السبعينية من (أم 12: 10 ن 26، 22) (إر 28: 13 ، 51) مكابيين 9: 5- 6) (مكابيين 10: 8) (باروخ 2: 17) وكان بولس يتعمل هذه الإستعارة غالبا (2كور 12 & 7: 15) (فيل 1: 8 & 2: 1) (كول 3: 12 الآيات 7، 12 ، 20) والأرجح أن لوقا كان يسير على نهج بولس فكان يستخدمها أيضا (لو 1: 78 & 7: 13 & 10: 33 & 15: 20 ) (أع 1: 18) أنه أمر مهم أن أعرف أن الرب يسوع يهتم بالعواطف البشرية بل ويشاركنا فيها فهو يبكى لأحزاننا عندما بكى على لعازر وعلى أورشليم ويفرح بأفراحنا وحضر عرس قانا الجليل 2) " وَقَالَ لها ”. لا بد أنها كانت تتصدر موكب الجنازة ووتقدمهم كعادة جنازات منطقة الشرق الأوسط 3) " لاَ تَبْكِي”. نحويا فعل أمر حاضر مبني للمعلوم مع أداة نفي، عادة ما يدل ضمناً على التوقف عن عملٍ مستمر في الحدوث. طلب منها ألا تبكى ألا يبدوا أن هذا أمرا غريبا على أم ثكلى بفقد ولدها الوحيد هل كانت تبكى على فاجعة فقدان وحيدها أم تبكى على وحيدها ومن قبله زوجها أم كانت تبكى على مستقبلها فى الحياة بدون عائل لها لا بد أن يسوع كان يريد أن يرفعها إلى إيمان إبراهيم الذى آمن فحسب له الله برا إبراهيم آمن فى وعد الرب ووثق فيه إن الرب يسوع هو كل الحكمة وعنده حكمة تعلوا حكمتنا وعنده طرقا أبعد عن طرقنا وتفكيره ليس محدودا كتكفيرنا إلا اننا نصدق مواعيده لأن إيماننا يقوم على الرجاء وعلى الثقة بأمور لا ترى إلا أننا نحياها بمحبة الرب ولا ننسى أن تعبيرات يسوع غير تعبيراتنا لأنه يرى ويعرف أمورا أكثر منا لأننا محدودين فى التفكير والمعرفة وظهر هذا فى معجزة إبنه رئيس المجمع فى " بيت الرئيس ونظر المزمرين والجمع يضجون. قال لهم تنحوا فان الصبية لم تمت لكنها نائمة فضحكوا عليه " (مت 18:9-26) |
تفسير (لوقا 7: 14) 14 ثم تقدم ولمس النعش فوقف الحاملون.فقال ايها الشاب لك اقول قم. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي وقال لها لا تبكى ثم تقدم ولمس النعش فوقف الذين كانوا يحملونه ، فقال : " أيها الشاب لك أقول قم " تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 36 وفى الحال أبطل سبب بكاء الأرملة ، كيف وبأى وسيلة ؟ أنه لمس النعش وبواسطة نطق كلمته الإلهية جعل الذى يرقد ميتا فى النعش يعود إلى الحياة ، لأنه قال : " أيها الشاب لك أقول قم " وفى الحال حدث ما أمر به ، فإن تحقيق ما حدث كان ينتظر كلماته ، ويقول الإنجيل : " جلس الميت وبدأ يتكلم فدفعه إلى أمه " ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس 1) " النَّعْشَ ”. لم يكن يسوع يخشى من النجاسة الطقسية التي قد تنجم عن لمس أشياء أو أناس يُعتَبرون نجِسين طقسياً. تعتبر الجثة نجسة ويكون من لمسها نجسا. فلا بد من غسلها وكفنها في كفن أبيض بسيط قبل دفنها. تسمى هذه العملية ״الطهارة״. من غير التعطير توضع جثة اليهودى في القبر كما حدث ليسوع بدون تابوت بعد تكفينه . ولكن فى معظم مدن وقرى اليهود توضع الجثة في تابوت مغلق من خشب رخيص وبسيط وليس بتابوت مفتوح مثل المسلمين . وتدفن الجثة خلال أربع وعشرين ساعة إن أمكن . تعتبر مصاحبة الجثة إلى المقبرة أمرا في غاية الأهمية عند الشعب اليهودى إن مراسيم الجنازة التي تتم عادة في المقبرة وتشمل على صلاة الميت اليهودى يهوه الرحمن الرحيم (إيل مليه رحاميم) وبعض المزامير من التوراة عبر القرون ثم كلمة في رثاء الميت ثم يوضع التابوت في القبر. يويقوم أهل الميت فى بعض الأحيان بتمزيق ثيابهم ويرددون ״تباركت أنت أيها القاضي الحقيقي״ ثم يلقى أهل الميت وأقرباؤه بالتراب على التابوت أو على الميت إذا لم ييدفن فى تابوت . يتم ترتيل القاديش مرة أخرى، وبعدها يواسى المعزون أهل الميت ويصب الحاضرون الماء على أيديهم كنوع من الطهارة عند مغادرتهم المقبرة. ويسير الجميع إلى بيت الحداد الذي هو بيت أحد أقرباء المتوفى وأيام الحداد سبعة معروفة ب ״شفعاة״.وتضاء شمعة على أسم المتوفى في البيت وتغطى كل المرايا. لا يسمح للنادبين بالعلاقات الزوجية أو بقص الشعر والحلاقة والعمل في مهنهم أو حتى بدراسة التوراة باستثناء النصوص المتعلقة بالتأسف والحزن.وتستمر مدة الحزن 11 شهرا وفى النهاية يضعون حجرا صغيرا على قبر الميت وترى أحجارا كثيرة على قبور اليهود فى مقابر تسمى "مقابر الأنبياء " prophet tomb فى طريق الشعانين المنحدر على جبل الزيتون 2) إن لمس النعش عادة هو عمل يتنجس فيه الإنسان حسب الطقس اليهودي وقد أظهر يسوع بعمله هذا مناعته الخارقة ضد نجاسات الموت لأن سلطانه الكبير أزال في الحال كل وجود للموت والنجاسة. فصرخ بصوت خرق السكون الكبير "أيها الشاب لك أقول قم فجلس الميت وابتدأ يتكلم فدفعه إلى أمه" لوقا 14:7. ما أعظم اعمالك يا إلهي إذ وانت في الجسد أقمت الموتى وجعلت حياة جديدة تبض في قلوبهم. ما أقدر هذا السلطان الذي لك فأنت أقوى وأعظم من الموت الذي يخيف الجميع، حيث وقفت أمامه بقوتك وصرخت للشاب قم من جديد من بين الأنقاض قم من جديد من تحت سقف الغربة البعيدة قم لكي تجد نفسك بين أحضان أمك التي فقدتك. هذا هو يسوع الذي يفعل ويطبق ما يقول. هذا هو يسوع الذي جاء لكي يقيمنا نحن الخطاة من يد الموت الجسدى والروحي الذي جعلنا ننفصل عنه بعد أن تمردنا وابتعدنا، وحده يسوع يستطيع أن يقيمنا وأن يغفر لنا خطايانا فهل نقبل إليه بروح التوبة والخضوع؟ 3) " أَيها الشَّابُّ، لَكَ أَقُولُ: قُمْ ”. نحويا الفعل أمر حاضر مبنى للمجهول ، المجتمع اليهودى كان المرء يُعتبر شاباً طالما عمره تحت الأربعين. وتكلم يسوع مع الشاب الميت كأنه يسمعه يسوع له سلطة وقوة وعلى الموت وعلى مثوى الأموات (رؤ 1: 18)وعلامه على أنه المسيا )لو 7: 22) |
تفسير (لوقا 7: 15) 15 فجلس الميت وابتدا يتكلم فدفعه الى امه. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي فجلس المييت وعادت إليه الروح على الفور وبدأ يتكلم ، فسلمه لأمه لتفرح وتجفف دموعها ، تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 36 أرجوا أن تلاحظوا بدقة التعبير لأن الإنجيل الإلهى لا يقول فقط أن الإنسان الميت جلس لئلا يهاجم أحد المعجزة بمناقشات زائفة بقوله : " أى أعجوبة هنا لو كان بواسطة حيلة بارعة أو أخرى يجعل الجسد يجلس لأنه لم يتبرهن بعد أنه حى أو تحرر من رباطات الموت ، " لهذا السبب فالإنجيل يسجل بمهارة برهانين واحدا بعد ألآخر كافيتين للإقناع أن الشاب قام بالحقيقة وعاد للحياة فيقول : " فبدأ يتكلم " والجسد الغير حى لا يستطيع الكلام ، وأيضا : " دفعه لأمه " وبالتأكيد فإن المرأة لم تكن لتأخذ إبنها إلى بيتها لو كان ميتا . لذلك فأولئك الأشخاص الذين أعيدوا إلى الحياة بقوة المسيح نتخذهم كعربون للرجاء المعد لنا بقيامة الأموات ، وهؤلاء كانوا هم : هذا الشاب إبن ألأرملة ، ولعازر من بيت عنيا ، وإبنة رئيس المجمع .. وهذه الحقيقة سبق أن بشر بها جماعة الأنبياء القديسين ، لأن إشعياء يقول : " الموتى سيقومون ، واولئك الذين فى القبور سيعودون إلى الحياة ، لأن الطل الذى منك يشفيهم " ( إش 26: 19 س) لأنه يقصد بالظل فاعلية المسيح المعطية للحياة ، التى هى بواسطة الروح القدس ، والمرنم يشهد متكلما بخصوصهم بكلمات موجهة إلى الرب مخلصنا جميعا قائلا : " تحجب وجهك فترتاع ... وإلى ترابها تعود ، ترسل روحك فتخلق ، وتجدد وجه الأرض " (مز 104 : 29 - 30) لأنه بمعصية آدم صارت وجوهنا محجوبة عن الرب وصرنا نعود إلى التراب ، لأن قصاص الرب على الطبيعة البشرية هو : " لأننك تراب وإلى التراب تعود " (تك 3: 19) ولكن فى نهاية هذا العالم فإن وجه الأرض سيتجدد لأن الرب الآب بالإبن فى الروح سوف يعطى حياة لكل أولئك الراقدين فى داخلها . إن الموت هو الذى أتى بالناس إلى الشيخوخة والإضمحلال ، لذلك فالموت كما لو كان صيرنا شيوخا وجعلنا نضمحل ، لأن ما عتق وشاخ فهو قريب من الإضمخلال " كما يقول الكتاب (عب 8: 13) ولكن المسييح يجدد لأنه هو الحياة ، فإن ذلك الذى خلق فى البداية يستطيع أيضا أن يجدد إلى عدم الفساد والحياة لأنه يمكن أن نؤكد أن هذا هو عمل النفس الطاقة والقوة أن يفعل المرين الواحد والآخر (أى الخلق والتجديد) لذلك فكما يقول أشعيا النبى : " إبتلع الموت إذ هو مقتدر " وأيضا : " الرب يمسح كل الدموع عن كل الوجوه ، هو ينزع عار الشعب عن كل الأرض (إش 25: 8 س) ويقصد بعار الشعب الخطية التى تلحق الخزى بالناس وتفسدهم والتى ستباد هى والهلاك ، وسيتلاشى الحزن والموت وتكف الدموع التى تذرف بسببه. لذلك لا تكونوا غير مصدقين لإقامة الموتى ، لأنه منذ زمن بعيد تمم المسيح هذا فى وسطنا بجلال إلهى ، ولا تدعوا أحدا يقول إن من أقام إثنين مثلا أو ثلاثة لا يكون كافيا أيضا لحياتنا جميعا ، مثل هذه الكلمات التى تفوح منها رائحة الجهل المطلق هى كلمات سخيفة مضحكة ، بل هو صواب بالحرى أن نفهم المسيح هو الحياة ومعطى الحياة بالطبيعة ، وكيف يمكن أن تكون الحياوة بالطبيعة غير كافية لجعل الجميع احياء ، إنه يكون نفس الشئ أن يقال بغباوة شديدة ، إن النور أيضا يكفى فقط لإضاءة أشياء صغيرة وليس لإضاءة الكون كله . لذلك فهو أقام ذاك الذى كان ذاهبا إلى قبره ، وطريقة إقامته كانت واضحة لأن الإنجيلى يقول : " ولمس النعش فوقف الحاملون.فقال ايها الشاب لك اقول قم. " ومع ذلك فكيف لم تكن كلمة منه كافية إقامة الشاب الذى كان راقدا فى النعش ، لأن أى شئ يكون صعبا أة يعسر تحقيقه أمام كلمته ؟ فهل يوجد أعظم من كلمة الرب؟ فلماذا إذا لم يتمم المعجزة بكلمة فقط ؟ يا احبائى الرب فعل هذا لكى تعرفوا أن جسد المسيح المقدس فيه فاعلية وقوة لخلاص الإنسان ، لأن الجسد كلمة القدير هو جسد الحياة ، وقد إكتسى بقدرته ، بل لا حظوا كيف ان الحديد حينما يدخل فى النار ينتج تأثيرات النار ويحقق وظائفها ، همذا أيضا لأن الجسد صار جسد الكلمة الذى بعطى الحياة للكل ، لذلك صار له ايضا قوة إعطاء الحياة ، وهو يلاشى تأثير الموت والإضمحلال. ليت ربنا يسوع المسيح يلمسنا أيضا ، وهوذا يخلصنا من الأعمال الشريرة ومن الشهوات الجسدية فإنه يوحدنا مع جماعات القديسين لأتنه معطى كل صلاح الذى به ولد وله مع الرب الآب التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى دهر الدهور آين ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس 1) “جَلَسَ الْمَيْتُ وَابْتَدَأَ يَتَكَلَّمُ ”. الفعل “جلس” نادر ولا يُستخدم إلا في المصطلحات الطبية التي يستخدمها الأطباء في الكتابات اليونانية. ولم يكتب الإنجيلين ماذا قال الذين أقيموا من الموت حتى يقصوا علينا ماذا كان هناك بعد الموت |
تفسير (لوقا 7: 16) 16 فاخذ الجميع خوف ومجدوا الله قائلين قد قام فينا نبي عظيم وافتقد الله شعبه. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي ومن ثم إستولى الخوف على كل الحاضرين ممن كانوا مع مخلصنا من أتباعه ، وممن كانوا يشيعون الجنازة من اهل نايين ، وقد بهرتهم تلك المعجزة العظيمة التى لا يسع من يراها إلا أن يرتجف مما تنطوى عليه من سلطان لا يملكه إلا الرب وحده ، واخذوا يمجدون الرب قائلين : " لقد قام فينا نبى عظيم ، وقد تفقد الرب شعبه " إذ كان ظهور الأنبياء الذين يفعلون آيات عظيمة قد إنقطع منذ مئات السنين ، حتى ظن اليهود - الذين كانوا يعتقدون أنهم شعب الرب - أن الرب غضب عليهم وحجب وجهه عنهم ، ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس 1) “مَجَّدُوا للهَ قَائِلِينَ: قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ ”. معجزة يسوع بيشبه معجزة إيليا وأليشع في نفس المنطقة الجغرافية تماماً. وأطلق هؤلاءالناس على يسوع أسمى لقب كانوا يعرفونه. 2) "افْتَقَدَ للهُ شَعْبَه ”. كان اليهود قد اختبروا افتقاد يهوه عدة مرات. قوة الرب / يهوه كانت ظاهرة فى الحروب وفى معجزات الأنبياء وهذه الظواهر تسمى حلول الرب / يهوه فى وسطهم |
تفسير (لوقا 7: 17) 17 وخرج هذا الخبر عنه في كل اليهودية وفي جميع الكورة المحيطة أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي ففرحوا وتهللوا بظهور ذلك الذى قالوا عنه إنه نبى ، غير مدركين أنه ليس نبيا فحسب ، وغنما هو رب الأنبياء ، ومن ثم ذاع عنه هذا الأمر ، لا فى منطقة الجليل فحسب التى تقع فيها مدينة نايين ، وإنما كذلك فى كل منطقة اليهودية التى تقع فيها إورشليم ، والتى تبعد عن الجليل مسافات شاسعة ، كما ذاع هذا المر فى كل النواحى المحيطة بها * * ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إ إعداد المؤرخ / عزت اندراوس 1) "وخرج هذا الخبر عنه" .. جميع الأناجيل الثلاثة ألأولى تحوي هذه العبارات الموجزة (مر 1 : 28 ) (مت 4: 24 & 9: 31 & 14: 1) ؛31 :9؛24 : 28 ؛ مت 4 : 17 . 7 17 ). لم يصنع يسوع معجزات :7 ؛15 :5 ؛37 ،14 : 1)، ولكن لوقا يحوي معظمھا (لو 4 :14، 37 & 5: 15 & 7: 17) كان يسوع يصنع معجزات (شفاء، طرد أرواح، إحياء ميت) فى العلن وليس سرّاً أو في الخفاء، وقد قصد بها أن تنتشر أخباره بين اليهود فإلى خاصته جاء إلى هؤلاء المترقبين خلاصه لأن هذا قد وَضِعَ لسقوط وقيام كثيرين |
تفسير (لوقا 7: 18) 18 فاخبر يوحنا تلاميذه بهذا كله. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي * وقد بلغت أنباء كل هذه المعجزات التى كان يصنعها مخلصنا أسماع يوحنا المعمدان وهو فى السجن ، جيث ألقى به هيرودس ملك الجليل ، فأخبر يوحنا بها تلاميذه ، تأكيدا للشهادة التى سبق له أن شهد بها أمامهم عن فادينا قائلا لهم :" انا قد رأيت وشهدت أن هذا هو إبن الرب " (يوحنا 1: 34) تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 37 فى هذه الفرصة أيضا ، فإن الكلمة التى ستوجه إليكم والبحث فى التعاليم المقدسة لا يمكن إلا أن يكونا بكل تأكيد لمنفعتكم ، تعالوا إذا لنشترك مع الملائكة القديسين تسبيح مخلص الكل ، لأنه يعبد كما فى السماء ، كذلك أيضا ععلى الأرض ، وله " ستجثو كل ركبة" (فى 2: 10) كما هو مكتوب ، لذلك فليكن معروفا للناس فى كل مكان أن الرب هو الإله ، وحتى رغم أنه ظهر فى هيئو مماثلة لنا ، إلا أنه قد أعطانا الإشارات التى تدل على قوته الإلهية وجلاله فى مناسبات كثيرة ، وبطرق متعددة ، وأخيرا حتى يطرده الموت نفسه من أجساد البشر ، والموت الذى تسلط بقسوة وبدون رحمة من آدم إلى موسى حسب تعبير بولس (رو 5: 14) . قام إبن أرملة نايين بطريقة عجيبة وغير متوقعة ، والمعجزة صارت معروفة لكل أحد فى اليهودية كلها وإنتشرتت فى كل مكان كآية إلهية ، وكان الإعجاب بيسوع هلى كل لسان ، وبعض من أصدقائه الحميميين ، أى تلاميذه أخبروا أيضا يوحنا المعمدان ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس 1) “أَخْبَرَ يُوحَنَّا تَلاَمِيذُهُ بهذا كُلِّهِ ”. نتشبه ما ورد فى (مت 11 :2- 9) |
تفسير (لوقا 7: 19) 19 فدعا يوحنا اثنين من تلاميذه وارسل الى يسوع قائلا انت هو الاتي ام ننتظر اخر. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي ويبدو أن بعض تلاميذه ، كانوا مترددين فى الإيمان بأن هذا هو المسيح الذى تنبأ الأنبياء بأنه سيأتى ليخلص بنى إسرائيل ، بسبب ما راوه من وداعته وتواضعه وبساطة مظهره ، فى حين أنهم كانوا يعتقدون أن المسيح سيأتى فى صورة ملك أو قائد مغوار أو ثائر جبار ، يحيط به كل ما يحيط بالملوك والقواد الفاتحين من فخامة وسلطان وهيلمان ، ومن ثم دعى دعا يوحنا الذين من أولئك التلاميذ وأوفدهم إلى فادينا ليتحققا بنفسيهما مما سبق أن شهد به عنه ، ليتوطد إيمانهما به ، تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 37 فإختار المعمدان إثنين من تلاميذه وارسلهما إلى يسوع يسألاه إن كان هو الآتى أم ينبغى ان ينتظروا آخر غيره ، ماذا فعلت أيها المعمدان الرائع ! ألا تعرف ذلك الذى كرزت عنه إذ كنت أنت نفسك سابقا لظهوره ، كما تسبق نجمة الصبح وتعلن الشمس الآتية ؟ لقد ذهبت امامه مثل مصباح ، وانت أشرت للرسل القديسين عنه قائلا بكل وضوح : " هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم " وفى موضع آخر نسمعك تقول لجموع اليهود " يأتى بعدى رجل صار قدامى لأنه كان قبلى وأنا لم أكن أعرفه ، ولكن الذى أرسلنى لأعمد ذلك قال لى الذى ترى الروح القدس نازلا ومستقرا عليه فهذا هو الذى يعمد بالروح القدس ، وانا قد رأيت وشهدت أن هذا هو إبن الله" (يو 1: 30 - 34) فكيف إذا تسأل إن كان هو الآتى ؟ إذ أنت قلت : " أنا رأيت وشهدت أنه إبن الله" ولكن معمدان المبارك لم يفشل فى أن يعرف كلمة الرب الذى صار إنسانا ، لا تتصوروا هذا ، فقد كان مقتنعا تماما ، وبكل وضوح أنه الآتى ، ولكن ما فعله كان أمرا حكيما ومخططا تخطيطا جيدا ومناسبا بدرجة كبيرة لمنفعة تلاميذه ـ فلأن تلاميذ يوحنا لم يكونوا قد عرفوا المسيح بعد ، إذ أن مجده وجلاله الفائق كان مخفيا عنهم ، قد صدموا عندما رأوه يصنع المعجزات ويتفوق على المعمدان فى عظمة الأعمال التى يقوم بها ، فإنهم فى إحدى المرات إقتربوا من يوحنا المعمدان وهو يحملون حسدا وغيظا فى قلوبهم ، وكان قلبهم لا يزال يحتاج أن يتحرر من الأمراض اليهودية ، وقالوا للمعمدان المبارك عن المسيح المخلص الكل : يا معلم هوذا الذى كان معك فى عبر الأردن الذى أنت قد شهدت له هو يعمد والجميع يأتون إليه" (يو 3: 26) لأنهم لم يكونوا يريدون لأحد آخر أن يعمد بالمرة ويعلوا على كرامة يوحنا المعمدان ، ومع ذلك فقد عرفوا من يوحنا عن علو مجد المسيح وعظمة بهائه التى لا تقارن لأنه سمعوه يجيبهم هكذا : " أنتم أنفسكم تشهدون لى أنى قلت لست أنا المسيح ، بل إنى مرسل أمامه ، من له العروس فهو العريس الذى يقف ويسمعه فيفرح فرحا من اجل صوت العريس ، إذ فرحى هذا قد اكمل ، ينبغى أن ذلك يزيد وأنى أنا أنقص" (يو 3: 28- 30) ومع ذلك فنحن لا نقول إن المعمدان المبارك نقص فى الكرامة فى الوقت الذى فيه مجد السيد المسيح يزداد ، بإستمرار من قبل أولئك الذين آمنوا به .. ولكن المعمدان المبارك إستمر محصورا فى حدود الطبيعة البشرية ، لأنه لم يكن ممكنا له أن يتقدم أكثر من هذه الحدود ، أما الكلمة المتجسد إذ هو بطبيعته الرب ومولود من الرب ألآب بطريقة تفوق الفهم ، فإذا كان يزداد بإستمرار إلى مستوى المجد اللائق به ، وكان الناس يتعجبون منه ، ولهذا السبب قيل : " أن ينبغى أن هذا يزيد وانا أنقص " لأن من يظل فى نفس حالته يبدوا كأنه ينقص بالمقارنة بذلك الذى يتقددم فى المجد بإستمرار ، ولأنه كان على صواب أن الذى كان بالطبيعة الرب ينبغى أن يتفوق فى القدرة والمجد على كل ما هو بشرى ، لذلك شرح لهم المعمدان قائلا : " الذى يأتى من فوق هو فوق الجميع والذى من الأرض هو أرضى ، ومن الأرض يتكلم " (يو 3: 31) فمن هو الذى ياـى من فوق وهو فوق الجميع لأنه هو الرب؟ واضح أن المقصود هو كلمة الرب الوحيد الذى كان مماثلا له ومساويا له ، ولكنه بسبب محبته للعالم وضع نفسه ونزل إلى حالتنا ، لذلك إذ هو هكذا فينبغى أن يتفوق بالضرورة على ذلك الذى من الأرض والذى هو معدود كواحد من بين ألأشياء التى من الأرض ، وهو مثلنا فى الطبيعة ، هكذا المعمدان ، فإنه كان مستحقا للمديح فى فضيلته ، وعظيما جدا فى تقواه ، وقد وصل إلى كمال كل بر ، وكان مكرما وجدير بالإعجاب ، ولأن الرب شهد له قائلا : " لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان" (مت 11: 11) ولكنه لم يكن من فوق ، وانا أعنى ليس من الجوهر الذى يفوق الكل ، بل بالحرى كان من أسفل ، مولود من الأرض كواحد منا . وألان لكى نعود من هذا الإستطراد نقول لأن قلبهم لم يكن حرا من الأمراض اليهودية ، فإنهم يخبرون المعمدان المبارك عن المعجزات الإلأهية التى صنعها المخلص ، وهو إذ كان يعرف من هو ذلك الذى فعل هذه المعجزات ، وأنه ممجد بالحق فى ذاته ، وأن مجد المخلص ينتشر فى كل مكان ، ولأنه يريد أن ينشئ إيمانا راسخا به فى القلوب أولئك الذين لا يزالون يعرجون ولم يكونوا مقتنعين به انه المسيح ، لذلك فإنه يتخذ مظهر الجهل ويرسل إليه تلاميذه ليسأله قائلا : " أنت هو الآتى أم ننتظر آخر ولكن ربما يقول البعض إن هناك إناسا يفكرون أنننا ينبغى أن نفهم شيئا من هذا النوع كما يأتى : إن المعمدان كان مزمعا أن يموت بواسطة هيرودس قبل أن يتم صلب المسيح ، وكان سيسبق المسيح فى موته كسابق ويصل قبله إلى الهاوية ، لذلك فهو يسأل إن كان سيأتى هناك أيضا لكى يفدى الذين فى الظلمة، فىة ظل الموت والمربوطين برباطاته ، ولبكن هذا الرأى يجب أن يرفض تماما ، لأننا لا نجد فى أى مكان فى الكتاب الموحى به من الرب أن المعمدان بشر مقدما بمجئ المخلص للأرواح التى فى الهاوية ، كما أننا بمكن أن نقول بحق ، إنه كما عرف المعمدان مرة واحدة تأثير تدبير تجسد الإبن الوحيد ، فإنه يكون قد عرف أيضا بالإضافة إلى أشياء أخرى ، أنه سيفدى أولئك الذين فى الهاوية ، وسوف يضئ عليهم إذ أنه " يذوق بنعمة الرب الموت لأجل كل واحد " (عب 2: 9) كما يقول بولس ، حتى أنه يسود على الأحياء والأموات" (رو 14: 9) ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس 1) “أَنْتَ هو الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟”. هناك عدة تفسيرات حول سؤال وحنا المعمدان هذا بخصوص يسوع. (أ) التفسير الذى تأخذ به الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وهو أن تلاميذه سألوا يوحنا هذا السؤال فقال لهم أذهبوا وأسألوا يسوع : “أَنْتَ هو الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟”. قال ذلك فقط ليقنع تلاميذه أنفسھم حيث فهم يسوع عندما جاء إليه تلاميذ يوحنا ف( يو 1- 42) التفسيرات التالية تفسيرات للبروتستانت وغيرهم (ب) يوحنا اعتاد على الحياة طليقاً في الخارج، أُغلق عليه في زنزانة، فأصابه التوتر والقلق. (ج) تسرع يوحنا ولم يصبر حتى يعلن يسوع عن كرازته وعهده الجديد (د) لم يكن يسوع يتصرف مثل أنبياء العهد القديم (مت 3 : 12 )( لو 3 : 13) |
تفسير (لوقا 7: 20) 20 فلما جاء اليه الرجلان قالا يوحنا المعمدان قد ارسلنا اليك قائلا انت هو الاتي ام ننتظر اخر. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي وطلب يوحنا المعمدان أن يقولا لللسيد المسيح : " أأنت هو الآتى أم ننتظر آخر؟ " فجاء الرجلان إليه وقالا : " ‘ن يوحنا المعمدان قد اوفدنا إليك لنسألك : " أأنت هو الآتى أم ننتظر آخر؟ " تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 37 فماذا يريد المعمدان أن يفهم بسؤاله : " أنت هو الآتى أم ننتظر آخر؟" لقد قلت إنه يتخذ الجهل عن قصد ، ليس لكى يتعلم هو ، إذ انه كسابق كان قد عرف السر ، وإنما لكى يقتنع تلاميذه بمقدار عظمة المخلص ورفعته ، وأنه كما أعلن الكتاب الموحى به قبل ذلك ، هو الرب وأنه هو الرب الذى كان مزمعا أن ياـى ، وأما كل الباقين فكانوا عبيدا أرسلوا قبل مجئ سيدهم كسابقين لذلك الذى هو فوق الكل ، ومعدين طريق الرب كما هو ممكتوب لذلك فالأنبياء القديسون ، يدعون المخلص ورب المجد بلقب " الآتى" لأن داود النبى يقول فى أحد المزامير " مبارك ألاتى بإسم الرب" (مز 118: 26) وماذا يعنى تعبير بإسم الرب" ؟ إنه يعنى بمجد إلهى ، وبربوبية ، وبكل جلال فائق ، و÷ذا أيضا أوضحة مرة أخرى فى الأية التى تليها إذ يقول : " الرب هو الله وقد انار لنا" (مز 118: 27) لأن موسى فد جاء ، وظهر فى وقته وبواسطته أعطى الناموس للإسرائيلين ، وبعده جاء يشوع بن نون الذى قاد الشعب ، وبعد ذلك جاء الأنبياء المباركون على التوالى ، لقد كانوا بالحقيقة إناس قديسون ومكرمين جدا ، وكانوا مشحونين ومزودين ببهاء روحى فائق ، ولكن ولا واحد فيهم انار على سكان الأرض بإسم الرب ، بالمجد الذى هو خاص باللاهوت والسيادة الإلهية ، أما كلمة الرب الوحيد فقد أنار علينا لكونه فى طبيعته الإلهية وبالحق، وهكذا اسماه الآب بواسطة حبقوق النبى قائلا : " بعد قليل سيأتى الآتى ولا يبطئ " ( حب 2: 2 سبعينية) وايضا بواسطة نبى آخر يتكلم كلمة الرب الوحيد قائلا : ترنمى وإفرحى يا بنت صهيون لأنى هآئنذا آتى وأسكن فى وسطك يقول الرب ، وتحتمى أمم كثيرة بالرب فى ذلك اليوم وأنا اكون لهم إلها وهم يكونون لى شعبا " ( زك 2: 10- 11 سبعينية) ويمكن أن نرى من الحقائق الفعلية أن هذا قد تم فعلا لأن الجماهير من الأمم قد أمسكت فى الشبكة ، والمسيح صائر إلههم وهم صاروا له شعبا . فالمعمدان إذ عرف من الكتاب الموحى به إسم " الآتى " فإنه أرسل بعض أصدقائه ليسأل : إن كان هو ألاتى؟ والمسيح إذ بالطبيعة وبالحق هو الرب لم يخف عنه غرض يوحنا المعمدان ، وإذ عرف سبب مجيئ تلاميذ يوحنا فإنه بدأ فى ذلك الوقت خاصة بعمل معجزات إلهية أكثر بكثير مما كان قد فعلها قبل ذلك ، فهكذا أخبرنا الإنجيل قائلا : " وفى تلك الساعة شفى كثيرين من امراض وأدواء وأرواح شريرة ووهب البصر لعميان كثيرين " وإذ قد صاروا مشاهدين وشهود لعظمته ، فقد صار لهم إعجاب عظيم بقوته وإمكانياته ، وعندئذ قدموا سؤال متوسلين بإسم يوحنا بأن يرد عليسهم إن كان هو الآتى ، وهنا أرجو أن تلاحظوا الطريقة الجميلة فى معاملة المخلص ، لأنه لا يقول ببساطة أنا هوة ، رغم أنه لو قال هذا لكان صحيحا ، ولكنه بالحرى يقودهم إلى البرهان المعطى عن طريق الأعمال نفسها حتى إذا قبلوا الإيمان به على أساس جيد ، يكونون قد تزودوا بالمعرفة مما قد حدث أمامهم ، فإنهم يمكن أن يرجعوا إلى ذلك الذى أرسلهم ، إذ قال لهم الرب إذهبا وأخبرا يوحنا بما رأيتمتاا وسمعتما ، لأنكم قد سمعتم حقا أنى قد اقمت الموتى بكلمة مملوءة قوة وبلمسة يد ، كما انكم رأيتم أيضا وأنتم واقفون أن تلك الأشياء التى تكلم عنها الأنبياء القديسون منذ القديم تتحقق ، فالعمى يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون " كل هذه الأشياء قد سبق الأنبياء المباركين وأعلنوها لكى تتم فى حينها على يدى ، فإن كنت قد أتممت هذه الأشياء التى سبق التنبؤ بها منذ زمن طويل ، وأنتم أنفسكم شهود لهذه الأشياء التى تحدث ، فإرجعوا وأخبروا بتلك ألشياء التى رأيتموها بأعينكم تتحقق بقوتى وقدرتى والتى سبق النبياء المباركين وأخبروا بها فى أوقات مختلفة ، ثم بعد ذلك اضاف بالضرورة قائلا : " وطوبى لمن لا يعثر فى " لأن اليهود قد عثروا ، إما بسبب أنهم لم يعرفوا عمق السر أو بسبب أنهم لم يسعوا أن يعرفوا ، فرعم أن الكتاب موحى به سبق فأعلن فى مواضع كثيرة أن كرمة الرب سينزل نفسه إلى الإخلاء وسوف يرى على الأرض مشيرا بوضوح إلى الوقت الذى صار فيه مثلنا وهو يبرر بالإيمان كل ما هو تحت السماء ، ومع ذلك فإنهم عثروا فيه : " وإصطدموا بصخرة العثرة وسقطوا وسحقوا تماما " (إش 8: 14) فرغم أنهم يرونه بوضوح كتوحشا بالكرامة لا يعبر عنها ومجد يفوق الوصف بواسطة الأعمال العجيبة التى عملها ، فإنهم ألقوا حجارة عليه وقالوا : " لماذا وأنت إنسان تجعل نفسك إلها؟ " وجوابا على هذه الأمور وبخ المسيح ضعف ذهنهم الشديد وقال : " إن كنت لست اعمل أعمال أبى فلا تؤمنوا بى ، ولكن إن كنت أعمل ، فإن لم تؤمنوا بى فآمنوا بالأعمال " (يو 10: 37- 38 ) لذلك فطوبى لمن لا يعثر فى المسيح ، أى طوبى لمن يؤمن به . وما هى الفائدة التى ننالها من هذا وبأيه طريقة تنفع بالوصول إلى الإيمان به؟ كل واحد يعرف بلا شك ولكن هذا لا يمنع أتن نعدد بعض الأمور ، نحن بالحقيقة نحصل على نور معرفة الرب الحقيقية ، ثم بعد ذلك حينما نغتسل من اوساخ الخطية بواسطة المعمودية المقدسة ، وإذ نتطهر لكى نخدمه بطهارة ، فإننا نصير أيضا شركاء طبيعته الإلهية ، ونربحه ليسكن فىى داخلنا بالحصول على شركة الروح القدس ، وايضا نصير أبناء الرب ، ونكتسب الأصدقاء والأخوة مع ذلك الذى هو الإبن بالطبيعة والحق بالإضافة إلى هذه الأشياء فإننا نتمجد ونرتفع إلى ميراث القديسين |
تفسير (لوقا 7: 21) 21 وفي تلك الساعة شفى كثيرين من امراض وادواء وارواح شريرة ووهب البصر لعميان كثيرين. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي وكان مخلصنا فى تلك الساعة التى جاء إليه هذان الرجلان يعلم الجموع التى كانت محتشده حوله ويصنع المعجزات لمن يحتاجونها منهم ، فشفى امامهما كثيرون من المرضى والمعلولين من أمراضهم وعللهم ، وطرد الأرواح الشريرة ممن تمكلكهم تلك الأرواح وعذبتهم ، ووهب البصر لعميان كثيرين ، خدمة الرب مناديا بين الناس فى التوبة عن خطاياهم ، منددا بالأثمة والأشرار ،* ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس 1) " وفي تلك الساعة " الجملة الافتتاحية فى هذه ألآية ومعجزاته التى فعلها خلاصة لخدمة يسوع للجموع. لقد أظهرت تصرفاته بوضوح من يكون، لهذا إستطاع تلاميذ يوحنا أن يروا ويؤمنوا ويعرفوا من هو يسوع ؟ 2) " وهب الْبَصَرَ لِعُمْيَانٍ كَثِيرِينَ ”. وهب يسوع البصر لعميان كثيرين ومن الظاهر أن مرض العيون كان منتشرا فكان تفتيح أعين العميان من أكثر المعجزات التى صنعها يسوع (أش 35: 5- 6 & 51: 1) إذا فى الوقت الذى كان فيه يسوع يهب البصر للعميان (شفاءا جسديا) وبتعاليم يسوع ومعجزاته كبرهان علي قوته الإلهية كانت تنفتح قلوب كثيرون من العمى الروحى الذى كان مسيطرا على اليهود فى ذلك الزمان (يو9) |
تفسير (لوقا 7: 22) 22 فاجاب يسوع وقال لهما اذهبا واخبرا يوحنا بما رايتما وسمعتما.ان العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي ثم إلتفت إلى تلميذى يوحنا المعمدان اللذين كان يساورهما الشك فى أنه هو المسيح الآتى إلى العالم الذى تنبأ عنه الأنبياء ، وقا لهما : " اذهبا واخبرا يوحنا بما رايتما وسمعتما.ان العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون." أى أنهما قد رأيا بنفسيهما أنه هو الذى تحققت فيه نبوءات النبى عن المسيح إذ قال : " هو يأتى ويخلصكم حينئذ تتفتح عيون العمى ، وأذان الصم تتفتح ، حينئذ يقفز الأعرج كالآيل ، ويترنم لسان الأخرس " (إشعياء35: 4- 6) وقال على لسان المسيح : روح الرب على ، لأن الرب مسحنى لأبشر المساكين (إشعياء 61: 1) ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس 1).“اذَهبا وَأَخْبِرَا يُوحَنا”. الفعل “إذهبا” نحويا اسم فاعل (مجهول الصيغة معلوم المعنى ماضي بسيط مبني للمجهولل مستخدم كفعل أمر؛ و"أَخْبِرَا” نحويا أمر ماضي بسيط مبني للمعلوم. ھ ليست هذه أفعال أمر، بل طريقة لتوجيه مندوبي يوحنا (تلاميذه) . لقد جاؤوا من أجل هذا السؤال - “أَخْبِرَا يُوحَنَّا”. أى أنتما أخبرا يوحنا وليس أنا 2) تكملة الآية 22 التى قالها يسوع عن رؤية تلاميذ يوحنا عما فعله من معجزات هى دمج لعدة إقتباسات ورد فى العهد القديم عن المعجزات التى سيفعلها المسيا كنبوات والمدونة فى الآية 21 الإقتباسان الأولان هما من (أش 61: 1) (أو ربما 29: 18- 19 & 32 : 3- 4& 35: 5- 6 & 42: 7- 16) وكذلك جزء من أشعياء (الإصحاحات 56 - 66) 3) " الْبُرْصَ يُطَھّهرون ُ ”. كان البَرَص والعُقْر مرضان يعتقد اليهود أنهما نتيجة لغضب الرب / يهوه وعدم رضاة على الشخص أو أبويه لأنهما أخطءا إلأيه 4) " الْمَوْتَى يَقومُون”. ورد فى الأناجيل ثلاث معجزات إقامة موتى صنعها يسوع ولكن يعتقد أنه ربما تحدث عن هذه الحالات الثلاثة بصيغة الجمع أو أنه أقام موتى آخرين ولم تذكر فى الأناجيل ولم يراها التلاميذ لأنه كثيرا ما كان يجول وحده فى البرارى وعن الموت والقيامة فى العهد القديم والجديد (أ) ارتفاع إلى السماء (بدون وفاة) أخنوخ (تك 5)، مثل إيليا ( 2 مل)، رُفع إلى السماء دون وفاة بالجسد.(ب) إحياء ميت. ويعيش فترة ثم سيموتون ثانية. (ج) القيامة. يسوع ھو أول من اتخذ جسداً في العهد الجديد. وهذا هو الوعد بالحياة الأبدية، جسد 5) " الْمَسَاكِينَ يُبَشَّرُونَ ”. تعتمد المسيحية على التبشير فقد كان عمل يسوع هو "تبشير الميسكين" والمسكين هو المنبوذ والمضطهد والضعيف والفقير والمريض .. ألخ وطبعا جاء يسوع لخاصته وخاصته كانوا الطبقة المنبوذة فى المجتمع اليهودى وكلمة المساكين لا تعنى جنس بذاته فبالرغم من أن يسوع جاء إلى خاصته إلا أنه عندما رأى مساكين من أجناس أخرى صنع لهم معجزات بالرغم من أنهم ليسوا خاصته أى ليسوا يهود ھ |
تفسير (لوقا 7: 24) 24 فلما مضى رسولا يوحنا ابتدا يقول للجموع عن يوحنا.ماذا خرجتم الى البرية لتنظروا.اقصبة تحركها الريح. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي ثم إنصرف رسولا يوحنا ، وأراد مخلصنا أن يمحو ما قد خامر نفوس الحاضرين من الظن بأن السؤال الذى اوفد يوحنا رسوليه ليوجهاه إليه ليدل على أن يوحنا نفسع قد تزعزع إيمانه به وتراجع عن شهادته له ، فأخذ مخلصنا يمتدح يوحنا قائلاً ، ماذا خرجتم إلى البرية لتروا؟ أقصبة تهزها الريح , بل ماذا خرجتم لتنظروا اانسانا لابسا ثيابا ناعمة.هوذا الذين في اللباس الفاخر والتنعم هم في قصور الملوك ماذا خرجتم لتنظروا.انبيا.نعم اقول لكم وافضل من نبي انه بين المولودين من النساء ليس نبي اعظم من يوحنا المعمدان.ولكن الاصغر في ملكوت الله اعظم منه." أى أن يوحنا المعمدان الذى عاش فى البرية متعبدا تقشفا ناذرا نفسه لا يلين فى ذلك أو ينحنى كما تنحنى القصبة الرخوة أمام هبوب الريح ، وإنما كان صلبا جريئا فى توبيخه حتى للكتبة والفريسيين الذين كان اليهود كلهم يخافونهم ويرهبونهم ، بل امام هيرودس نفسه ملك الجليل ، الذى كان من أشرس الملوك واشدهم جبروتا وبطشا وسفكا للدماء وكان يوحنا يعلن عدم رضاه بل ويلومه ويعنفه على ما يرتكب من شرور ، ولا سيما على تلك الفعلة النكراء التى إقترفها إذ إغتصب زوجة أخيه فيلبس وهو حى وإتخذها زوجة له ، فلم يضعف يوحنا أمامه ، ولم يعبأ بتهديده ولم يعبأ بتهديده له وهو عالم بما يمكن أن يؤدى إليه ذلك من عواقب وخيمة تبلغ حد الموت ، وبالفعل قبض هيرودس عليه ثم قتله ، تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 38 أنتم الذين تعطشون لمعرفة التعاليم الإلهية إفتحوا مرة أخرى مخازن عقولكم وأشبعوا أنفسكم بالكلمات المقدسة أو بالحرى لا تستسلموا لأى إحساس بالشبع هنا ، لأن النهم فى ألأمور التى تبنى هى صفة جديرة بالأقتناء ، دعونا إذا نقترب من كلمات المخلص ، ليس بإهمال ولا بدون إستعداد لا ئق ، بل بذلك الإنتباه وتلك اليقظة التى تناسب أولئك الذين يريدون أن يتعلموا ، لأن بهذا يمكن أن تكون موضوعات التأمل هذه التى يصعب فهمها ، تفهم بطريقة صحيحة ، لذلك دعونا نسأل من المسيح أن يعطينا ذلك النور الذى ينزل على العقل والقلب لكى إذ نستطيع بطريقة صائبة أن نفهم قوة ما يقال فغننا نعجب مرة أخرى بالمهارة الجميلة لعمله ، لأنه سئل بواسطة تلاميذ يوحنا إن كان هو الآتى ظ وحينئذ أجابهم بطريقة مناسبة وأمرهم أن يرجعوا إلى الذى أرسلهم ، ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس 1) " .ماذا خرجتم الى البرية لتنظروا.اقصبة تحركها الريح " .. سلسلة أسئلة يسوع هذه تتوقع جواباً بالنفي تركز على حياة يوحنا المعمدان . النبى النارى مثل إيليا |
تفسير (لوقا 7: 25) 25 بل ماذا خرجتم لتنظروا اانسانا لابسا ثيابا ناعمة.هوذا الذين في اللباس الفاخر والتنعم هم في قصور الملوك. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي ولم يكن يوحنا الذى وصفه مخلصنا بأنه ليس من المولودين بين النساء أعظم منه يستمد عظمته مما يرتدى من الثياب الناعمة وما يتمتع به من الترف والنعيم الذى يتمتع به الساكنون فى قصور الملوك إذ كان : " يرتدى لباساً من وبر الإبل ويطوق حقويه بمنطقة من جلد وكان طعامه جرادا وعسلا بريا " (متى 3: 4) تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 38 وبدأ يكلم الجموع عن يوحنا قائلا : " ماذا خرجتم إلى البرية لتنظروا ؟ أقصبة تحركها الريح ؟ وما هو التعليم الذى نأخذه من هذا ؟ أو ما هى الغاية التى تشير إليها كلمات المخلص ؟ إنه أمر جدير بأن نسأل عنه ؟ لذلك دعونا نفتش عن معنى ما قيل ، دعونا نبحث عنه ككنز ، دعونا نفتش عن أسراره ، ونثبت ذهننا على عمق السر ، دعونا نكون مثل الصيارفة الحريصين ، المدققين نمتحن كل شئ ، كما يقول الكتاب (1 تس 5: 21) كان هناك البعض يستكبرون بسبب ممارستهم لما يطلبه الناموس مثل الكتبة والفريسين وآخرين من حزبهم الذين كانوا يعتبرون بحسب مهنتهم حافظين مدققين فى الناموس ، وكانوا على هذا القياس يطلبون أن تزين رؤوسهم بالكرامات ، وهذا هو السبب فى انهم لم يقبلوا الإيمان بالمسيح ، ولا أعطوا تكريما لطريقة الحياة التى بالحق ممدوحة وبلا لوم ، تلك الحياة التى تنظمها وصايا الإنجيل ، لذلك فكان غرض المسيح مخلص الكل أن يبين لهم أن الكرامات الخاصة بالخدمة الدينية والأخىقية التى حسب الناموس هى ذات قسمة صغيرة وليست جديرة بالسعى إليها ، أو حتى ربما هى لا شئ بالمرة وغير نافعة للبنيان ، بينما النعمة التى بواسطة الإيمان به هى عربون البركات الجديرة بالإعجاب ، وهى قادرة أن تزين أولئك الذين يملكونها بمجد لا يقارن . كثيرون كما قلت كانوا حافظين للناموس ومنتفخين جدا لهذا السبب ، بل ويصرحون أنهم قد وصلوا إلى كمال ما هو جدير بالمدح بممارستهم بدقة للبر الذى يتكون من ظلال ورموز ، لذلك فلكى يبرهن أن أولئك الذين يؤمنون به هم أفضل وأعلى منهم وأن أمجاد تابعى الناموس هى بالتأكيد قليلة جدا بالمقارنة بنموذج الحياة الإنجيلية ، لإإنه يتخذ ذالك الذى هو أفضلهم جميعا ولكنه مع ذلك مولود من إمرأة ، وأنا أعنى المعمدان ، وإذ أكد أنه نبى ، أو بالحرى أعلى من درجة الأنبياء وأنه بين أولئك المولودين من النساء ليس هناك من هو أعظم منه فى البر ، أى البر الذى بالناموس /، وهو يعلن أن الذى هو أصغر من مقياسه ، أى أقل منه فى البر الذى بالناموس ، هو أعظم منه ، ليس أعظم من البر الذى بالناموس ، بل أعظم من ملكوت الرب ، أى فى الإيمان والأمجاد التى تنتج عن الإيمان ، لأن الإيمان يتوج أولئك الذين ينالونه بأمجاد تفوق الناموس وهذا أنتم تعلمونه وسوف تؤكدون أنتم بأنفسكم ، حينما تقابلون كلمات بولس الرسول ، لأنه إذ قد أعلن بنفسه أن حر من اللوم فى البر الذى بالناموس ، فإنه أضاف بعد ذلك : " ولكن ما كان لى ربحا فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة ، بل أنى أحسب كل شئ أيضا خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربى الذى من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية لكى أربح المسيح ، وليس لى برى الذى من الناموس ، بل الذى بإيمان يسوع المسيح " (فى 3: 7- 9) وهو يعتبر الإسرائيلين مستحقين للوم عظيم ، ولذلك يقول : " إذ يجهلون بر الله، أى الذى بالمسيح ويطلبون أن يثبتوا بر أنفسهم أى الذى بالناموس " فإنهم لم يخضعوا لبر الله" (رو 10: 3) " لأن غاية الناموس هى المسيح للبر لكل من يؤمن " (رو 10: 4) وأيضا حينما يتكلم عن هذه الأمور يقول : " نحن بالطبيعة يهود ولسنا من الأمم الخطاة ، إذ نعلم أن الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس ، بل بإيمان يسوع المسيح ، آمنا نحن أيضا بيسوع المسيح لنتبرر فيه " (غل 2: 15- 16) لذلك فالتبرير بالمسيح أى بالإيمان به ، يفوق أمجاد البر بالناموس ، لهذا السبب فهو يبرر المعمدان أمام الجميع كواحد قد وصل إلى أعلى مكانة فى البر بالناموس ، لهذا السبب فهو يبرز المعمدان أمام الجميع كواحد قد وصل غلى أعلى مكانة فى البر بالناموس ، وهو مستحق لمديح لا يقارن ، ومع ذلك فإنه يحسب كأقل من الذى هو أصغر منه ، لأنه يقول : " إن الأصغر اعظم منه فى ملكوت الله" ولكن ملكون الرب كما أوضحنا يشير إلى النعمة التى بالإيمان ، التى بواسطتها نحسب مستحقين لكل بركة ، ونحسب أهلا لإمتلاك مواهب غنية التى تأتى من فوق من الرب ، لأن النعمة تحررنا من كل لوم ، وتجعلنا أن نكون أبناء الرب ، وشركاء الروح القدس وورثة الميراث السماوى . وإذ قلنا هذا كمقدمة ، كنوع من التمهيد لذلك لكى نشرح إرتباط الأفكار ـ تعالوا الآن أن ودعونا أن نفحص الكلمات نفسها ، وكما سبق أن قلت هو يرفع المعمدان إلى درجة أعظم ويتوج السابق بكرامات فائقة عن قصد ، وذلك لكى ما يتعجبوا بالإيمان ، الذى يجعل المؤمنين تكون لهمو عظمة تفوق الناس البارزين كالمعمدان ، هو يسأل اليهود بعد ذلك قائلا : : ماذا خرجتم فى البرية لتنظروا أقصبة تحركها الريح ؟ " والآن هو يقارن القصبة التى هى شئ يهتز ذهابا وإيابا بواسطة شدة الريح ، يقارنها بالإنسان الذى يعيش فى كرامات ولذات عالمية ، وهى عظمة سيادة زمنية ، لأنه بالنسبة لهؤلاء الأشخاص لا يوجد شئ راسخ أو ثابت أو لا يهتز ، بل تتتغير الأمور دائما بطريقة غير متوقعة وبصورة لم يكونوا يفكرون فيها مقدما ، " وكل مجد إنسان كزهر عشب ، العشب يبس وزهره سقط" (1 بط 1: 24) ويقول هل تذهبون إذا إلى البرية لتنظروا إنسانا مثل ق القصبة ؟ إن المعمدان ليس هكذا بل هو من نوع مختلف ، وهو ليس من أولئك الذين يحبيون فى الملذات ، أو الذين يرتدون ملابس فاخرة ، ويسرون بالكرامات الصبيانية ، ونحن لا نرى مثل هؤلاء الأشخاص يسكنون فى البرية بل فى قصور الملوك ، أما لباس المعمدان المبارك فكان من وبر الإبل ومنطقة من جلد على حقوية |
تفسير (لوقا 7: 26) 26 بل ماذا خرجتم لتنظروا.انبيا.نعم اقول لكم وافضل من نبي. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي وإنما كان يستمد عظمته من أنه كان نبيا ، بل كان أعظم من نبى ، لأن أنبياء العهد القديم كله لم ينالوا النعمة التى نالها هو ، لأنهم جميعاً لم يكونوا يرون من مجد إبن الرب الذى تنباوا بأنه سيأتى إلى العالم إلا لمحات خافته ، تشبه لمحات النور التى يراها الناس من كوكب بعيد يترائى لهم خلال حلكة الظلام فى أغوار السماء ، واما يوحنا فقد رأى إبن الرب ماشلا قبالته ، ومتجسدا أمام عينيه بكل مجده ، وبكل نوره الذى لا تضاهيه كل الأنوار التى تسطع من كل نجوم السماء وإستحق أن يعمده ويضع يده على رأسه المباركة . تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 38 فماذ إذا ذهبتم لتنظروا ؟ ربما تقولون نبى ، نعم أنا أوافق لأنه قديس ونبى لا بل هو يفوق كرامة النبى ، فهو ليس فقط قد أعلن مسبقا أنى سلآتى ، بل أشار إلى عن قرب قائلا : " هوذا حمل الله الذى يرفع الخطية عن العالم " (يو 1: 29) . |
تفسير (لوقا 7: 27) 27 هذا هو الذي كتب عنه ها انا ارسل امام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي يوحنا المعمدان هو وحده ، دون أنبياء العهد القديم - الذى إختارته الحكمة الإلهية ليجئ مع إبن الرب فى نفس الوقت ليهئ طريقه امامه ، ويمهد نفوس الناس إستقبال ذلك الملك السماوى ، كأولئك الذين كانوا يتقدمون ملوك الأرض ليعلنوا مجيئهم ، وينادوا بدعوة الناس لإستقبالهم الإستقبال اللائق بالملوك ، فكان يوحنا هو الذى تحققت فيه نبوءة ملاخى النبى التى تقول : " هائنذا أرسل ملاكى فيهيئ الطريق أمامى" (ملاخى 3: 1) كما كان هو الذى تحققت فيه نبوءة إشعياء النبى التى تقول : " صوت صارخ فى البرية : أعدو طريق الرب ، قوموا فى القفر سبيلاً لإلهنا .. فيعلن مجد الرب ويراه كل بشر " (إشعياء 40: 3- 5) تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 38 وبالإضافة إلى ىذلك فإن صوت النبى شهد عنه أنه : مرسل أمامى ليعد الطريق قدامى " (ملا 3: 1) " ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس 1) “كُتِبَ ”.. هذه ألاية تثبت أن يسوع كان يعرف من هو يوحنا المعمدان ورسالته وهذه النبوات ( ملا 3: 1 & 4: 5) (أش 40: 3- 4) |
تفسير (لوقا 7: 28) 28 لاني اقول لكم انه بين المولودين من النساء ليس نبي اعظم من يوحنا المعمدان.ولكن الاصغر في ملكوت الله اعظم منه. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي وإن كان يوحنا المعمدان أعظم من كل أنبياء العهد القديم ، بل واعظم من كل المولودين من النساء ، غير أن الأصغر فى ملكوت السماوات أعظم منه ، لذلك فإن الأصغر منه ، إما يشير به مخلصنا إلى من جاءوا بعد يوحنا من مؤمنى العهد الجديد ، الذين حصلوا على إمتيازات بالمسيح اعظم فى جوهرها من تلك التى حصل عليها يوحنا قبل موت المسيح وصلبه ، وفى هذه الحالة تكون العظمة المقصودة هنا عظمة هى عظمة إمتيازات الخلاص ، لا عظمة فضائل ، وأما يكون الأصغر منه هو السيد المسيح ذاته ، فإنه بالجسد من بين مواليد النساء ، وهو أصغر من يوحنا المعمدان سنا لأنه يصغره - فى الجسد بستة شهور (لوقا 1: 26) ولكنه أعظم من يوحنا بقدر ما يكون الخالق أعظم من عبده المخلوق ، والراجح أن هذا هو المعنى القريب لعبارة مخلصنا وفادينا يسوع المسيح تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 38 وأنا أشهد له أنه لم يقم بين المولودين من هو أعظم منه ، ولكن ألأصغر وأعنى الصغر فى الحياة حسب الناموس ، هو فى ملكوت الله أعظم منه ، وكيف وبأى طريقة ؟ ، بأن يوحنا هو وكثيرون من الذين سبقوهم مولودين من النساء ولكن الذين نالوا الإيمان لا يعودون يدعون مواليد النساء ، بل كما يقول الإنجيلى هم مولودين من الرب لأنه يقول : وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أبناء الرب ، أى المؤمنون بإسمه الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل ، بل من الله (يو 1: 12- 13) لأننا قد ولدنا ثانية بالتبنى لنكون بنين (ذ بط 1: 23) فأولئك الذين ليسوا من زرع يفنى ، بل بالعكس قد ولدوا من الرب هم أعظم من أى واحد مولود من إمرأة فتوجد ناحية أخرى أيضا يتفوقون فيها على اولئك المولودين من النساء ، لأن هؤلاء لهم آباء أرضيين ، لما نحن فلنا ذلك الذى هو فوق فى السماء ، لأننا قد نلنا هذا أيضا من المسيح ، الذى يدعونا إلى تبنى البنين والأخوة معه ، لأنه قد قال : " لا تذعندعوا لكم أبا على الأرض ، لأن أباكم وواحد الذى فى السموات وأنتم جميعا أخوة" (مت 23: 8و 9) وبولس الرسول يعطينا تأكيدا لهذا إذ يكتب هكذا : " ثم بما أنكم أبناءه ، أرسل الله روح إبنه إلى قلوبكم صارخا يا ابا الآب" (غل 4: 6) لأنه حينما قام المسيح وأباد الجحيم فحينئذ أعطى روح التبنى لأولئك الذين آمنوا به ، وأول الكل أعطى التلاميذ القديسين ، لأنه نفخ فيهم وقال : " غقبلوا الروح القدس من غفرتم خطياه تغفر له ، ومن أمسكتم خطاياة أمسكت " (يو 20 : 22) ولأنهم صاروا شركاء الطبيعة الإلهية بسبب أنهم توشحوا بغنى بروح السيادة الضابط الكل ، لذلك أعطاهم أيضا قوة إلهية لغفران خطايا البعض ، وإمساك خطايا الآخرين . ويوضح الإنجيلى يوحنا أنه لم يكن هناك روح تبنى قبل قيامة المسيح من الأموات وصعوده إلى السماء حيث يقول : " لأن الروح لم يكن قد أعطى بعد لأن يسوع لم يكن قد مجد بعد" (يو 7: 39) وكيف يمكن أن يكون الروح غير مساو للآب فى الأزلية للآب والأبن؟ فمتى لم يكن هو الذى قبل الكل ؟ لأنه مسالو للآب فى الجوهر للآب والأبن؟ ولكن يقول لأن يسوع لم يكن مجد بعد" أى لم يكن قد قام من الأموات وصعد إلى السموات ، لذلك فروح التبنى لم يكن موجودا بين الناس بعد ، ولكن حينما صعد كلمة الرب الوحيد إلى السماء أرسل المعزى من فوق بدلا عنه ، والذى هو فينا بواسطة المسيح وهذا هو ما علمنا إياه قائلا هكذا : " إنه خير لكم أن أنطلق لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزى ، ولكن إن ذهبت سوف أرسله إليكم " (يو 16: 7) لذلك حتى ولو كما أقل من أولئك الذين تمموا البر الذى بالناموس ، وأنا أعنى أقل فى بر الحياة ، إلا إننا نحن الذين نلنا الإيمان بالمسيح قد تزودنا بإمتيازات أعظم ، وينبغى أن نضع فى أذهاننا أنه رغم أن المعمدان كان عظيما هكذا فى الفضيلة ، إلا أنه إعترف بوضوح أنه محتاج للمعمودية المقدسة ، لأنه قال فى موضع ما متحدثا إلى المسيح مخلصنا جميعا : " أنا أحتاج أن أعتمد منك " (مت 3: 14) ولكنه لو كان غير محتاج للمعمودية المقدسة ما كان قد طلب ان تمنح له ، ولو لم يكن فيها أمر أعظم وافضل من البر الذى بالناموس . لذلك فالمسيح لا يجادل ضد كرامات القديسين الذين قد وصلوا سابقا إلى النصرة ، بل كما قلت إنه الحرى يبرهن أن طريقة الحياة الإنجيلية هى أعلى من العبادة الناموسية ، وأن يتوج بالإيمان بكرامات فائقة ، وذلك لكى ما نؤمن به جميعا ، لأننا هكذا ندخلا بواسطته ومعه إلى ملكوت السموات ، والذى به ومعه الرب الآب كل تسبيح مع الروح القدس إلى دهر الدهور آمين ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس 1) “أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ لَيْسَ نَبِيٌّ أَعْظَمَ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَان”. قول رائع من المسيّا عن السابق الصابغ (راجع مت 11 )! وقد أعلن يسوع فى تعليماته الختامية في الآية 28 أن يوحنا كان آخر أنبياء العهد القديم، وليس أول المبشرين بالإنجيل في العهد الجديد. ومع ذلك يؤكد على قوة كرازة يوحنا ورسالته وشهادته ليسوع لقد كان نبياً مقاداً بالروح القدس. ولكن العهد الجديد أيضاً يوضح أن يوحنا يمهد الطريق ليسوع حتى لكي يجعل العبادة والتفوق يتجھان نحو شخص يسوع وخدمته وسمح لتلاميذة أن يتبعوا يسوع وقال ينبغى أن هذا يزيد وأنا أنقص . وقد ظهرت بعض الجماعات الهرطوقية في القرون الأولى حاولت أن ترفع من شأن يوحنا. 2) " لكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ للهِ أَعْظَمُ مِنْه ”. هل قصد يسوع ذاته بكلمة الأصغر ونلاحظ أنه على مقدار رفع يسوع ليوحنا الجزء الأول من الآية 28 ،لكن العبارة الثانية على نفس السياق صادمة أكثر. - من هو الاصغر في ملكوت الله ولماذا اعظم منه ؟ (أ) ملكوت الله (الملكوت المسياني) هو الذى وعد به يسوع أتباعه المؤمنين به فى بعهد جديد عهد بنوة , فهنا العظمة ليست مكانة المعاصر بل حالته , فنحن نلنا التجديد بينما وقتما قال السيد المسيح جملته عن يوحنا لم يكن الخلاص قد تم بعد بصلب رب المجد , فحالتنا بعد الخلاص هي ولادة جديدة وبهذا يعلن يسوع أن الإنسان الغتيق إنتهى وتحررنا من الخطية وطبيعة اعياها الفساد وتجددنا وصرنا خليقة جديدة فأنت لمجئ مخلص بينما حالة البشر ما قبل التجسد كاننو تحت سلطان مملكة الظلمة وعبادة حرفية تخلو من العلاقة الابوية الالهية بنا , ومن هنا كانت العظمة ليست مننا , بل من فرط محبته ان اعطانا هذا المجد والتتويج بقيامته المجيدة “كان يوحنا مثله مثل الآخرين الذين سبقوه تنسب ولادته إلى امرأة، أمّا أولئك الذين قبلوا الإيمان بالمسيح فليسوا أبناء نساء، بل أبناء الله، كقول الإنجيلي الحكيم: “وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله…” (يو 1: 11-12). لقد أصبحنا أبناء الله العليّ، “مولودين ثانية لا من زرع يفنى، بل ممّا لا يفنى بكلمة الله الحيّة الباقية إلى الأبد” (1 بط 1: 23). إذن كل من ولد لا من زرع فانٍ بل من كلمة الله الباقية يفوق المولود من امرأة… لاحظوا أنه قبيل قيامة المسيح من الأموات وصعوده إلى السماء لم يوجد بين الناس روح التبنّي ولا دُعي أحد ابنًا لله (بالمعني الروحي) (يو 7: 39)… إذن لا ينقص المسيح من مكانة الأنبياء… وإنما أراد أن يظهر ما في الحياة مع المسيح من سموّ أعظم بكثير من سموّ الحياة الناموسيّة. “ القدّيس كيرلّس الكبير ” أما نعمة الإيمان بالمسيح ففيها ضمان البركات والخيرات، فيها من القوّة ما يتوج الهامات بأكاليل لا نهاية لجمالها وحسنها … وعليه فكل من يؤمن بالمسيح يحظى بأمجاد تفوق أمجاد البِرّ الذي يمنحه الناموس، ولهذا اِعتبر المعمدان في موضع من بِرّ الناموس لا يدانيه فيه أحد غيره، ولكن اُعتبر من جهة أخرى أصغر بكثير من أصغر إنسان في ملكوت السماوات، والمراد بملكوت السماوات كما ذكرنا آنفًا نعمة الإيمان بالمسيح، فبها نصبح جديرين بكل بَركة روحيّة تأتي من فوق من الله أبينا، لأنها هي التي تحرِّرنا من كل لوم وتمنحنا حق البنوَّة لله، وتجعلنا شركاء في موهبة الروح القدس ووارثين للكنز السماوي . يصف السيِّد يوحنا أنه بين المولودين من النساء ليس نبي أعظم من يوحنا المعمدان، ولكن الأصغر في ملكوت الله أعظم منه. وكيف كان ذلك؟ إليك الجواب: فإنَّ يوحنا كان مثْل الآخرين الذين سبقوه، تُنسب ولادته إلى امرأة، أما أولئك الذين قبلوا الإيمان بالمسيح فليسوا أبناء نساء بل أبناء الله على حد قول الإنجيلي الحكيم: “وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنين باسمه، الذين ولدوا ليس من دم، ولا من مشيئة جسد، ولا من مشيئة رجل، بل من الله” (يو 1: 12-13). لقد أصبحنا أبناء الله العليّ، “مولودين ثانية لا من زرع يفنَى، بل ممَّا لا يفنَى بكلمة الله الحيّة الباقية إلى الأبد” (1 بط 1: 23). إذن كل من وُلد لا من زرعٍ فانٍ، بل من كلمة الله الباقية يفوق المولود من امرأة. وهناك سبب آخر يجعل المولودين من كلمة الله أرقى من المولودين من النساء، وذلك لأن هؤلاء لهم آباء أرضيِّين، أما أولئك فلهم أب سماوي، لأن المسيح أخ لهم، فأصبحوا بنعمة الأخوة أبناء الله، إذ قال المسيح جهارًا: “ولا تدعوا لكم أبًا على الأرض، لأن أباكم واحد الذي في السماوات” (مت 23: 9). ويقول بولس الحكيم بحق مؤكِّدًا النظرية السابقة: “ثم بما أنكم أبناء أرسل الله روح اِبنه إلى قلوبكم صارخًا يا أبَا الآب” (غل 4: 2). لأنه حالما قام المسيح وحطَّم جهنَّم، مَنح نعمة البنوَّة لكل من آمن “ القديس كيرلس الكبير (ب) كان يوحنا يمثل الملاك الآتي للبشارة بالمسيا المخلص , اذ ان كلمة ملاك كانت تفهم عند اليهود بمعني رسول ايضا , وجات النبوة عنه في العهد القديم المعنى الذي قصده هو أن يوحنا أعظم من كل البشر، إن أردت أن تعرف فهو ملاك (مت 11: 10)، لكن من كان ملاكًا (رسولاً) على الأرض فهو الأقل في ملكوت السماوات، أي أقل من رتبة الملائكة. علاوة على هذا، فمن كان الأصغر في ملكوت السماوات، أي ملاكًا، فهو أعظم ممن هو أعظم من كل البشر على الأرض. “ القدّيس جيروم ” ويقصد بالأصغر في ملكوت السماوات، أي الأصغر بين الملائكة فالأصغر بين السمائيّين أعظم من يوحنا.” القديس اغسطينوس (ج) المقارنة ايضا ممكن ان تتم بين الحالة الاخروية في الملكوت وحالة يوحنا علي الارض في الجسد , فقد كان يوحنا علي الارض يعيش حياة صعبة متعبة للجسد ممتعة للروح , يتلذذ فيها بايمانه بالله , فقد عاش حياة التغصب في اقسي معانيها لئلا تعوقه شهوته عن الشهوة الحقيقية الواجبة لله و يوحنا هذا كان لباسه من وبر الابل و على حقويه منطقة من جلد و كان طعامه جرادا و عسلا بريا (مت 3 : 4) بينما في الملكوت الحالة لا تقارن بالحالة الارضية اذ متعة اللقاء الالهي لا يضاهيها متعة وفي هذا يقول بولس الرسول ” فاننا في هذه ايضا نئن مشتاقين الى ان نلبس فوقها مسكننا الذي من السماء. و ان كنا لابسين لا نوجد عراة. فاننا نحن الذين في الخيمة نئن مثقلين اذ لسنا نريد ان نخلعها بل ان نلبس فوقها لكي يبتلع المائت من الحياة. و لكن الذي صنعنا لهذا عينه هو الله الذي اعطانا ايضا عربون الروح. فاذا نحن واثقون كل حين و عالمون اننا و نحن مستوطنون في الجسد فنحن متغربون عن الرب.” (2 كو 2 – 6 ) فلا وجه للمقارنة بين مجد الحياة الارضية ومجد الحياة السماوية مجد السماويات شيء و مجد الارضيات اخر (1كو 15 : 40) |
تفسير (لوقا 7: 29) 29 وجميع الشعب اذ سمعوا والعشارين برروا الله معتمدين بمعمودية يوحنا. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي فلما سمع جميع الشعب والعشارون إمتداح سيدنا ليوحنا المعمدان ، فرحوا بهذه الشهادة عنه ، وأقروا بأن الرب الذى هداهم للإيمان بيوحنا هو الإله الحق ، لأنهم كانوا قد إعتمدوا بمعمودية يوحنا مدفوعين بذلك الإيمان ، واما الفريسين وعلماء الشريعة الذين كانوا يعرفون الشريعة حق المعرفة ، ويعلمون ما جاء بها من مشيئة الرب ومشورته التى تضمنت مجئ يوحنا المعمدان ليهيئ الطريق للمسيح الفادى ، فقد عصوا تلك المشيئة ورفضوا تلك المشورة ، وانكروا يوحنا لامعمدان وإزدروه ، ومن ثم لم يعتمدوا منه ، تلك المعمودية التى كانت رمزا للتوبة وإلتماسا لغفران الخطايا ، فلم يريدوا التوبة وتمسكوا بخطاياهم . وفد كان الفريسيون ، وعلماء الشريعة هم قادة الشعب ومعلموه فكان الشعب يتبعهم فى طرقهم المعوجة ، ويطيعهم فى تعاليمهم المضللة ، ومن ثم افسدوا الجيل كله بفسادهم ولذلك قال مخلصنا فى سياق كلامه عن يوحنا المعمدان : " فبماذا اشبه اناس هذا الجيل وماذا يشبهون؟.يشبهون اولادا جالسين في السوق ينادون بعضهم بعضا ويقولون زمرنا لكم فلم ترقصوا.نحنا لكم فلم تبكوا.... ألخ ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس 1) فى الآيتين التاليتين رد فعل الناس الذين سمعوا عن يوحنا من يسوع (أ) جميع الشعب والعشارين إعتمدوا وهم أيضا المساكين والمنبوذين إجتماعيا الذين كانوا يتبعون يسوع لأنهم كانوا يشعرون أنهم يحتاجونه فكانوا يقبلون على رسالة التوبة والإيمان (مر1: 15) ولكن رؤساء الدين والكتبة والفريسيين وغيرهم من الطوائف لم بكونوا كذلك فقد كانوا يعتقدون أنهم جماعة مختارة (ب) الفريسين والناموسين رفضوا مشورة الرب ولم يعتمدوا 2) "بَرَّرُوا لله " برّروا نحويا (ماضي بسيط مبني للمعلوم في الأسلوب الخبري) لله”. أولئك المساكين والخطاة الذين كانوا يبحثون عن الإرتواء الروحى ميزوا وأدركوا طرق بر الرب / يهوه وقد كُشفت لهم في رسالة يوحنا. المعمودية العلنية على يد يوحنا كانت اعترافاً بالحاجة الروحية والثقة بقبول لله للناس التائبين. من الملفت لقارئ الإنجيل أنه سيلاحظ مدى محدودية استخدام الإنجيل لكلمة “يبرر” (مت 11 : 19 & 12: 37) (لو 7: 8، 29 & 35: 10 : 29 & 16: 15 & 18: 14) بينما إستخدم بولس هذه الكلمة بكثرة فى رسائلة [ 13 مرة قى رسالة رومية و 8 مرات فى غلاطية] وعندما يذكر بولس كلمة تبرير فهو يعنى كيف يصير الخاطئ بارا أمام الرب / يهوه بينما يسوع يعنى كيف نكون جزءا من ملكوت الرب ومن يكون جزءا من الملكوت فهو بلا شك بكون بارا أمام الرب / يهوه كان يسوع يتكلم إلى اليهود الذين كانوا يعتقدون أنهم مقبولين بفضل إبراهيم وناموس موسى وأنهم أمة مختارة من قِبل الرب / يهوة ، بينما كان بولس يتكلم في معظم الأحيان إلى اليونانيين الذين لم تكن لديھم معرفة بالعهد . يسوع وبولس كلاهما كانا يتكلمان عن الحاجة لأن نكون في شركة مع الرب / يهوه وكيف يجب أن تتجلى تلك الشركة في حياة المؤمنين (أي في لأقوال، والأفعال، والدوافع). 3) " مُعْتَمِدِينَ بِمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا”. يبدوا من الوهلة الأولى أن رسالتا يوحنا ويسوع متشابهتين وخاصة أنهما يشتركان فى المعمودية ، ولكن هناك فرق شاسع بين معمودية يوحنا والمعمودية المسيحية. كان يوحنا يستند إلى العهد القديم، بينما يسوع يستند على ذاته على أساس عهد جديد. ولم يذكر الإنجيل ما إذا كان تلاميذ يوحنا الذين تبعوا يسوع قد اعتمدوا ثانية. ومرحلة المعمودية هى مرحلة الإيمان وهو سر فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ثم تمارس الشعائر الدينية الأعراف الدينية والليتورجيا لأنها تحمل معان وأسرار الحياة المسيحية ، ثم نحترس تماما من شيطان المظاهر فبعض الناس لهم صورة التقوى ولكنهم ينكرون قوتها هؤلاء هم الذين يمارسون هذه الطقوس والشعائر ليظهروا للناس أنهم متدينيين فبصبحون عوائق أمام المؤمنين الحقيقيين حتى أن من يتناول جسد المسيح ودمه بدون إستحقاق يكون مجرما فى جسد الرب كأنه مثل يهوذا الذى سلم يسوع |
تفسير (لوقا 7: 30) 30 واما الفريسيون والناموسيون فرفضوا مشورة الله من جهة انفسهم غير معتمدين منه ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس 1) الآيات السابقة التى تتكلم عن يوحنا المعمدان ويسوع هى أيات ذكرت ايضا فى (مت 11: 16- 19) كان أسلوب يوحنا ويسوع فى الحياة أسلوبين مختلفين فى الخدمة والتبشير(يوحنا كان زاهد متقشف لباسة من وبر الإبل ، ويسوع الاجتماعي المعاشر للناس)، ومع ذلك فقد رفض رؤساء وكل طوائف اليهود كليهما . إن ضيق الأفق والبر الذاتي عند رؤساء اليهود وطوائفهم الدينية منعهم من رؤية الطريق إلى السماء |
تفسير (لوقا 7: 31) 31 ثم قال الرب فبمن اشبه اناس هذا الجيل وماذا يشبهون. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 39 الذين لهم عقل سليم يفحصون كل شئ ، ويرفضون ما هو زائف ، ولكنهم يقبلون ويمدحون ما هو بلا لوم ، وهذا أيضا ما يطلبه منا بولس الرسول حيث كتب قائلا : " كونوا حكماء إمتحنوا كل شئ ، تمسكوا بالحسن ، إمتنعوا عن مل شبه شر" (1 تس 5: 21) لذلك كما قلت ينبغى لنا نحن أيضا أن نفحص بتدقيق ، وبعين العقل المميزة كل ما يفعل ، ونبحث فى طبيعة الأفعال ، لكى نوافق على ما هو بلا لوم بينما نرفض ما هو زائف ، ولكن إذا لم نميز بين ألأشياء فإننا نتعرض لخطورة إصدار حكم ردئ على أشياء مستحقة للمدح جدا ، وأن نحسب ما هو شرير أنه لا ئق للإطراء والتصفيق ، وعندئذ تنطبق علينا كلمات النبى : " ويل للقائلين للشر خيرا والخير شرا ، الجاعلين الظلام نورا والنور ظلاما المر حلو والحلو مرا (إش 5: 20) هكذا كانت صفة الإسرائيلين وخاصة أولئك الذين كالنوا رؤساء لهم ، أى الكتبة والفريسين الذين عنهم قال المسيح : " بماذا أشبه أناس هذا الجيل ؟ " ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس 1) “هذا الْجِيلِ ”.هذه العبارة تُستخدم بمعنى سلبي وتشير إلى المستمعين آنذاك الذين يرون المعجزات ويسمعون تعاليم يسوع ولكن يرفضون أن يتجاوبوا فورا وبحماس ( 7: 31 & 9: 41 & 11: 29 ، 50 & 17: 25) وربما كان يسوع يلمح إلى (تث 32 : 5) (مز 78: 8) (إر 2: 31& 7: 29) قد يكون الذنب أو الكبرياء يسيطر على أولئك الذين يسمعون الحق ولكنهم يرفضون قبوله مثل البذور التى سقطت فى أرض بها شوك أو تلك التى سقطت على الطريق فى مثل الزارع |
تفسير (لوقا 7: 32) 32 يشبهون اولادا جالسين في السوق ينادون بعضهم بعضا ويقولون زمرنا لكم فلم ترقصوا.نحنا لكم فلم تبكوا. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 39 ربما كان هناك نوع من اللعب بين أولاد اليهود فى الأسواق أو شئ من هذا النوع بمجموعة من الشباب كانت تقسم إلى قسمين ، وكانوا يلعبون ويخلطون الأمور بعضها ببعض ، وكانوا ينتقلون سريعا من حالة إلى أخرى مما هو مفرح إلى ما هو محزن ، وكان بعضهم يلعب على آلات موسيقية بينما البعض الآخر كانوا ينوحون ، فالنائحون لم يكونوا يشاركون فرح أولئك الذين يلعبون الموسيقى ويهللون ، ولا أيضا أصحاب الألات الموسيقية كانوا يشتركون فى حزن أولئك الذين يبكون ، وأخيرا لاموا بعضهم بعضا لعجزهم عن التعاطف مع بعضهم البعض أى على غياب الشعور المشترك لأن فريقا منهم يقول " زمرنا لكم فلم ترقصوا " فيرد عليهم الفريق الآخر : " نحنا لكم فلم تبكوا" |
تفسير (لوقا 7: 33) 33 لانه جاء يوحنا المعمدان لا ياكل خبزا ولا يشرب خمرا فتقولون به شيطان. ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس 1) “جَاءَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ لاَ يَأْكُلُ خُبْزًا وَلاَ يَشْرَبُ خَمْرًا”. كان يوحنا المعمدان منذوراً ( عدد 6 ) عاش أيضاً في البرية ولم يكن يختلط بحرّية بأولئك الناس الذين كان يكرز لهم (مثل إيليا). بل كان يعمدهم ثم يذهب إلى البرارى 2) " فَتَقُولُونَ: بِهِ شَيْطَانٌ ”. من الظاهر أن اليهود كانوا يتهمون من يخالفهم بهذه التهمة لأنهم إتهموا يسوع أيضا بنفس التهمة (لو 11: 14- 26) ربما لأنه لم يتبعهم ولم بيتطبعوا أن يفسروا إستخدامه للقدرة الإلهية ولذلك نسبوا هذه القوة إلى قوة الشر الفائقة للطبيعة يونستنتج من هذا الإتهام (أ) مقدار البغضاء عند ارؤساء الكهنة والفريسيين وباقى الطوائف الدينية (ج) الرحمة والحنو عند يسوع ولما كان لوقا يكتب إلى اليونانيين الذين كانوا أيضاً فقراء. مظهرا محبة يسوع وخدمته جسديا وروحيا وإجتماعيا العاديين وعامة الشعب.
|
تفسير (لوقا 7: 34) 34 جاء ابن الانسان ياكل ويشرب فتقولون هوذا انسان اكول وشريب خمر.محب للعشارين والخطاة. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 39 لذلك فالمسيح يعلن أن الجمهور اليهودى وقادتهم كانوا فى حالة من الشعور شبيهو بهذه لأنه يقول : " جاء يوحنا المعدان لا يأكل خبزا خبزا ولا يشرب خمرا فيقولون : " به شيطان" جاء إبن ألإنسان يأكل ويشرب فيقولون هوذا إنسان أكول وشريب خمر ومحب للعشارين " أيها الفريسى الغبى بأى طريقة إذا يمكن أن تربح الإيمان ، وأنت هكذا تلوم كل الأشياء بلا تفريق ، ولا تعتبر أى شئ مستحقا للمديح ؟ فالمعمدان كان سابقا للمخلص ، مناديا قائلا : " توبوا لأ لأنه إقترب ملكوت الله (مت 3: 2) لأنه كان رجلا يستحق أن ينال الثقة ، وهو قادر على الإقناع ، حتى أنهم هم أنفسهم شهدوا له أن حياته كانت نبيلة وجديرة بالإعجاب ، فهمو قد سكن البرارى وكان يرتدى ثيابا فقيرة وخشنة ، وبالكاد كان يلبى ضرورات جسده بالجراد والعسل البرى ، وأنتم قد خرجتم لتروه كشخص قديس ، قد وصل إلى كمال كل ة فضيلة فهل تجرؤ أيها الفريسى بعد ذلك أن تتكلم رديئا عن فعل هذا الشخص وهو شخص ينبغى بالحرى أن يحسب مستحقا لكل إعجاب ؟ هل تقول ان به شيطان وهو الذى كان بالأصوام يميت قانون الخطية الذى فى اعضائنا الجسدية المحارب ضد ناموس ذهننا" ( رو 7: 23) وها هناك ما هو أعظم من حياة التعفف ؟ لأنه كونه قادر أن ينتهر بحكمة تلك اللذات التى تقود إلى الشر وأن يعيش حياة زهد وتعفف ، فميف لا يككون هذا عظيما وباهرا؟ إن المعمدان كان مكرسا كلية فى تقواه نحو المسيح ، ولم يكن يوجد فيه أقل إعتبار للشهوات الجسدية ، أو لمور هذا العالم ، لذلك فهو إذ تخلى تماما عن إرتباكات هذا العالم الباطلة وغير النافعة فإنه عمل فى أمر واحد بكل إهتمام وهو أن يتمم بلا لوم الخدمة التى أؤتمن عليها ، لأنه قد أمر أن يكرز قائلا : " أعدوا طريق الرب" (إش 40: 3) أخبرنى هل أنت تظن أن هذا الإنسان به شيطان ، وهو إنسان ليس للشيطان سلطان عليه وهو ليس أسيرا لأى شهوة شريرة وهو قد قفز فوق كل شراك حب الجسد الوضيع ، وهو قد أمر جموع الشياطين أن تسكت ، وقاوم هجماتهم برجولة ؟ فإنه فى الحقيقة لم يكن ليصل لهذا المجد وتلك الفضيلة إلا بواسطة المسيح ، الذى هو ممجد ومرتفع جدا فوق الشيطان ، الذى يجرب القديسين ويصر بأسنانه على نجاحهم ، ألا تخجل إذا من أن تشتم واحدا قد وصل إلى مثل هذا الصبر العظيم والإحتمال الكبير ، وله حول راسه أكاليل من الفضيلة الرجولية ؟ هل تحرك لسانك ضده وتتجاسر بوقاحة أن تفترى عليه ، بأن تقول إنه إنسان مجنون ، وتافه وليس مالكا لقواة العقلية؟ ثم دعونا نرى من هو على الناحية الأخرى ، وما يبدوا أنه يتبع طريقا مختلفا عن سلوك المعمدان ، فالمسيح لم يكن فى البرية بل بالحرى جعل مسكنه فى المدينة بصحبة رسله القديسين ، وهو لم يأكل جرادا وعسلا بريا ، وثيابه لم تكن من وبر الإبل ، ولم يكن له منطقة من جلد على حقوية وطريقة حياته بالحرى كانت كالطريقة المعتادة فى المدن ، ولم يكن فيها خشونة مثل تلك التى كان يمارسها يوحنا المعمدان القديس ، فهل أنت تمدحة على الأقل ، وهل توافق بشسه على سهولة طريقتة ، وإختلاطه بحررية مع الآخرين وعدم إهتمامه بالمرة من جهة طعامة ؟ ، لا أظن فإن ميلك إلى النقد القاسى يمتد حتى إلى المسيح ، فأنت تقول أيها الفريسى : " هوذا إنسان أكول وشريب خمر ، محب للعشارين والخطاة " فهل بسبب أنه تصادف أنك رأيت يسوع يأكل مثل الناس ، فهو يبدو لك أنه شريب خمر وأكول ؟ كيف يمكنك أن تثبت ذلك حينما قامت مريم ومرثا بإستقباله فى بيت عنيا ، وكانت واحدة منهما منشغلة بخدة كثيرة ، فإننا نرى المسيح يمنع المبالغة والزيادة ، ويدعوا إلى ما هو ضرورى فقط ، لأنه قال : " مرثا مرثا أنت تهتمين وتضربين لأجل أمور كثيرة ولكن الحاجة إلى أشياء قليلة ، أو إلى واحد (لو 10: 31) وهكذا كان هو دائما وفى كل مكان . ولكن هل أنت تتهم المسيح بسبب أنه كان يمشى مع العشارين والخطاة؟ وهل هذا هو سبب إستيائك ؟ ولكن أى ضرر يمكن أن تتخيله اصاب المسيح من ترحيبه أن يكون مع الخطاة؟ فهو لم يسيكن معرضا بأن يتأثر بخطاياهم لأنه كان فوق كل خطية تماما ، حتى أنه قال مرة : " رئيس هذا العالم يأتى وليس له فى شئ" (يو 14: 30) وفى مرة أخرى قال : " من منكم يبكتنى على خطية ؟ " (يو 8: 46) لذلك فهو لا يمكن أن يتلوث من أى ناحية بوجوده مع خطاة لذلك تقول ايها الفريسى ، إن ناموس موسى أمر أننا : " لا ينبغى أن نتكلم مع الأشرار" " دعونا إذا ندرس موضوع الناموس ، دعونى نرى لأى سبب منع الإسرائيلين أن يتحدثوا مع الأشرار ، ويختلطوا مع الخادعين ، والآن فإن الحقيقة بالتأكيد هى : أن ناموس موسى أمر بهذه الأشياء ، ليس لكى يتفاخر ينفسك على ألآخرين ، وتجعل الوصية سببا فى الإنتفاخ ، بل بالحرى بسبب أن ذهنك ضعيف وأنت منجذب إلأى الحماقة ، وبسبب أن قلبك يجرى بإرادته وراء اللذات الشريرة فإن الناموس يحفظك من الرغبة فى أن تكون مع أولئك الذين حياتهم تستحق الإحت اللوم ، لئلا تصير مثلهم فى ذهنك وتقع بغباوة فى فخهم : " لأن المعاشرات الرديئة تفسد ألخلاق الجيدة (1كو 15: 23) لذلك فأنت قد غستلمت الوصية كحارس لضعفك ، فلو أنت كنت قد تأسست فى الفضيلة ، ولو كان عقلك ثابت فى مخافة الرب لما كان الناموس يمنعك من أن تتحدث حديثا نافعا مع أوائك الذين هم ضعفاء ، وذلك لكى ما يصيروا متمثلين بتقواك ويتعلموا أن يتشبهوا بأعمالك ، حتى أنهم إذ يسيرون فى خطوات غيرتك ، يمكن أن يتقدموا إلى ما هو أكثر فضلا وسموا ، لذلك فلا تتخيل تخيلات متكبرة ، إذ أنه حتى فى وصية موسى أنت متهم ة بالضعف. أنت تلوم المسيح لسيره مع الحطاه والعشارين ، هل أنت تفعل ذلك لئلا يتأثر بنجاستهم ؟ لذلك أخبرنى هل انت تتخيل أنه ييشترك ايضا فى ضعفك ؟ هل أنت جاهل تماما بالأسرار الخاصة ب به؟ وهى أن الكلمة إذ هو الرب صار معنا ، أى تجسد لأجلنا ، وأن ألاب ارسله " لا ليدين العالم ، بل ليخلص العالم به " يو 3: 17) ل(يو 3: 17) لأن من يدين ، هو الذى يتحاشى صحبة مثل هؤلاء الذين لا زالوا فى خطاياهم ، أما الذى يريد أن يخلص فإنه يكون معهم ويحثهم ويؤثر عليهم ليتغيروا من مسالكهم المشينة ، ، وأن يختاروا الطريق المستقيم المؤدى إلى الحياة الأبدية بدلا من طريق الشر ، فإنه لم : " يأت ليدعوا أبرارا بل خطاة إلى التوبة " (لو 5: 32) وكما قال هو نفسه ، " لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى " لذلك فلماذا نلومه على محبته للإنسان هكذا وتنتقده على لطفه الإلهى؟ لماذا توبخه على كونه شفوقا بنا وشافيا لمضانا؟ إن كل إنسان يمدح الأطباء ، ليس حينما يتحاشون الإختلاط بالمرضى ، بل حينما يكونون معهم دائما ، وبوسائل فهمهم الخاص يعودون بهم بالتدريج إلى الصحة التامة ، وإذا كان يسوع هو طبيب النفوس والأرواح ، فلماذا نلومه لتخليصه الخطاة ؟ إنه لا يمكن أن يتلوث ، حتى ولو أكل مع الخطاة ، لأن الشمس الساطعة ترسل أشعتها وتدخل إلى كل شئ تحت السماء ، ويحدث ة إذا أن القاذورات تتعرض لتأثيرها ، وأما السشمي التى ترسل إشعاعها فهى لا تتلوث بالمرة رغم أنها تسطع على مواد كريهة جدا ، إن ربنا يسوع المسيح هو شمس البر ولا يستطيع إنسان شرير مهما كان أن يلوثه حتى ولو كان قريبا بجواره ويأكل معه . هذا ما نقوله فيما يخص المسيح مخلصنا جميعا ، ولكن مع ذلك ربما يعترض البعض ويقول أليست أيضا كرازة الإنجيل الجديدة والمخلصة توصينا بوضوح أن نبتعد عن الإتصال بالناس غير الطاهرين ؟ لأن بولس الرسول كتب أيضا للبعض : " كتبت إليكم فى الرسالة أن لا تخالطوا الزناة ، إن كان أحد مدعوا أخا زانيا أو سكيرا أو خاطفا أو عابد وثن فلا تؤاكلوا مثل هذا " (1 كو 5: 9- 11) لذلك فقد كان مناسبا للمسيح أن يكون مثالا لنا فى هذا السلوك لقد فقدت مقياسك الذى تقيس به أيها الأخ المحبوب ! وأنت ترغب ان تنافس الك كرامة سيدك العالية ، وأنت تمسك بما يفوق طبيعتك جدا ، فلاحظ ضعف ذهنك ، فإن المسيح إله وأما أنت فإنسان تتسلط عليك اللذات الجسدية وذهنك ينخدع بسهولة للضلال ، ويصير فريسة سهلة للخطايا ، ومع ذلك فإذا شعرت بثقة فى قدرتك الشجاعة أن تسير فى سلوك بلا لوم ، وأيضا أن تعظ الآخرين ، فمع ذلك ليس هناك ما يستطيع أن يمنحك من أن تشتهى أن تكون مع الأشرار ومحبى الخطية ، فإن نصائح الرجال الروحيين كثيرا ما أفادت أولئك الذين فى الخطية ، وبالعكس فإن كنت أنت نفسك لا تخلص بسهولة حتى حينما تحفظ نفسك بعيدا من رفقة ال الشر ، فإنه يجب أن تمككون حريصا فى هذه الناحية |
تفسير (لوقا 7: 35) 35 والحكمة تبررت من جميع بنيها أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي أى أن الحكمة قد تبين برها لكل أبنائها ، أى أن ابناء ذلك الجيل كانوا لاهيين جاهلين لا يأخذون امراً مأخذ الجد ، ولا يفكرون فى امر تفكيرا ناضجا عميقا ، مشابهين فى ذلك الصبية الذين كان من عادتهم أن يجلسوا فى السوق ينادون بعضهم بعضا ، ويقلدون الكبار فى الفراح فيرقصون ويقلدونهم فى الأحزان فيبكون ، ومن ثم كانوا سريعا ما يتحولون من الفرح إلى الحزن ومن الحزن للفرح ، إذ كانوا ما يفعلونه لعبا فى لعب ، وعبثا فى عبث ، فكان ابناء ذلك الجيل يفعلون مثل هذا حتى فيما يتعلق بديانتهم وعقيدتهم ، إذ جاء يوحنا لامعمدان متقشفا متوحدا لا يأكل الخبز ولا يشرب الخمر ، فكان ينبغى ان يوقروه ويعتبروه نبيا ، لأن سيرته وتعاليمه لو تأملوها لوجدوا أنها تدل على أنه نبى ولكنهم بدلا من ذلك إزدروه وإحتقروه وقالوا فى تسرع وإستخفاف أن به شيطانا ، أى أنه مجنون ، ومن ثم لم يؤمنوا به ، ولم ينتفعوا بتعاليمه ، ثم جاء إبن الإنسان الذى هو إبن الإله منتهجا طريقا غير طريق يوحنا ، فكان يخالط الناس ، حتى الخطاة منهم يشاركهم فيما يأكلون ويشربون ، ليتخذ من ذلك فرصة لتعليمهم وتقويمهم ، وقد برهن لهم بتعاليمه وبمعجزاته على أنه ليس نبيا فحسب ، وإنما هو المسيح إبن الإله العلى الذين كانوا ينتظرونه فكان ينبغى لذلك أن يفكروا فيما قال وفيما فعل ، ويستنتجوا من ذلك حقيقة شخصيته ولكنهم بدلا من ذلك غزدروه أيضا وإحتقروه ، وقالوا : "لا" فى تسرع وإستخفاف فحسب وإنما كذلك فى كيد وتنديد وتجريح وإفتراء قبيح ، إنه رجل أكول وشريب خمر محب للعشارين والخطاة فوصفوا فى كيدهم وحقدهم وظلام عقولهم وسواد فلوبهم ، ما كان يتجلى فيه من خير وفضيلة ، بانه شر ورزيلة ، ومن ثم لم يؤمنوا به هو كذلك ، ولم ينتفعوا بتعاليمه ، بيد ان اولئك الذين كانوا من الحكمة وصفاء الروح ، ونقاء السريرة ، ونور البصيرة ، بحيث تبينوا حقيقة شخصية مخلصنا من أقواله وأعماله ، لأنهم لم يكونوا كالصبية فى تفكيرهم وشعورهم كما كان سائر ابناء ذلك الجيل ، وإنما كانوا من الأبرار الأخيار الناضجين عقلا وروحا ، وشعورا وضميراً ، فكانوا هم صفوة ذلك الجيل ، وكانوا هم الصف الأول من تلاميذ رب المجد . تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 39 ، تذكر كاتب كتاب الأمثال الذى يقول : " المساير الحكماء يصير حكيما ، ورفيق الجهال يضر" (أم 13 : 20) وأيضا يقول داود المبارك : " مع الرجل الكامل تكون كاملا ومع الطاهر تكون طاهرا ومع الأعوج تكون ملتويا" (مز 18: 25- 26) " فلكى تنجو مثل الظبى من الشباك " أنظر أم 6: 5 سبعينية ) وتهرب من الناس الأشرار ، فإبتعد عن أولئك الذين لا يستطيعون أن يمتنعوا عن النجاسة ، وتوسل إلى المسيح أن يظهر أى شئ فاسد فيك ، ويعينك فى كل ضغفاتك البشرية لأن الكلمة الذى جاء من الرب هو إله ، رغم أنه صار جسدا أى صار إنسانا ، الذى به ومعه الرب الآب التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى دهر الدهور آمين ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس 1) "الحكمة تبررت من جميع بنيها" .. أستعمل يسوع مثلا ثقافيا يشبه ما جاء في لو 6: 44) “كُلّ شَجَرَةٍ تُعْرَفُ مِنْ ثَمَرها ”. بما يعنى أن من إعتمدوا من يوحنا بمعمودية تغيرو وعملوا أعمال صلاح (الآية 29 ) وأصبحوا متميزين بشكل واضح عن رؤساء الدين الذين تؤخذ منهم الشريعة (الآية 30 ). غالباً ما كان اليھود يستخدمون العبارة الاصطلاحية “ابن....” من العهد القديم كصفة لوصف شخص. |
تفسير (لوقا 7: 36) 36 وساله واحد من الفريسيين ان ياكل معه فدخل بيت الفريسي واتكا. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي * وكان الفريسيين من أعدى أعداء مخلصنا ، لأنه نزع عنهم قناع الرياء الذى كانوا يتظاهرون به امام الشعب بالورع والتقوى ، ويستأثرون عن طريقه بالتبجيل والإجلال فى المجتمع اليهودى ، ومن ثم زعزع مخلصنا من مكانتهم ، وحط من منزلتهم ، فكانوا دائما يتربصون له ليتصيدوا منه خطأ أو يمسكوا عليه خطيئة لينالوا منه ويعملوا على هلاكه ، وكانوا يفعلون ذلك جهارا وعلانية أحياناً ، كما كانوا يسعون إليه بالحيلة والمكر أحيانا أخرى ، متظاهرين بالتودد إليه ، والرغبة فى تكريمه وتعظيمه ، عسى ان يفلحوا بالمكر فيما لم يفلحوا بالجهر وحدث أن دعاه أحد الفريسيين ليتناول الطعام معه ، وربما اضمر ان يستدرجه إلى قول او عمل يتهمه فيه بمخالفة الشريعة ، أو فى القليل يتخذ من ذلك القول أو العمل ذريعة للتنديد به أو الإنتقاص من قدره أمام الشعب الذى كانت تسحره اقواله وتبهره اعماله ، وربما دعاه لينال بدعوته إلى بيته شرفا أمام الناس وكرامة ، فدخل مخلصنا بيت الفريسى وإتكأ حول المائدة ، فلم تلبث أن حانت الفرصة التى كان الفريسى يترقبها ويتلهف على إقتناصها تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 40 يا جميع الأمم صفقوا بأيديكم ، إهتفوا لله بصوت الإبتهاج والشكر" (مز 47: 1 سبعينية) وما هو سبب هذا الإبتهاج ؟ إنه بسبب أن النخلص هنا أنشأ طريقا للخلاص لم يسر فيه الذين فى القديم ، لأن الناموس الذى وضعه موسى كان لتوبيخ الخطية لإدانة التعديات ، ولكنه لم يبرر مطلقا أى أحد ، لأن بولس الرسول يقول : " من خالف ناموس موسى فعلى فم شاهدين أو ثلاث شهود يموت بدون رأفة " (عب 10 : 28) أما ربنا يسوع المسيح فإذ ابطل لعنة الناموس وجعل الوصية التى تدين بلاى قوة وغير فعالة " صار رئيس كهنتنا رحيم " بحسب كلمات بولس الرسول (عب 2: 17) لأنه يبرر الخطاة بالإيمان ، ويطلق المأسورين بالخطية أحرارا ، وهذا أعلنه لنا بواسطة أحد الأنبياء القديسين قائلا : " فى ذلك الوقت يقول الرب ، سيبحثون عن خطية إسرائيل فلن تكون هناك وعن خطية يهوذا فلا يجدونها ، لأنى سأكون رحيما بأولئك الذين بقوا فى الأرض يقول الرب " (إر 1: 20 سبعينية) ولكن ها إن تحقيق الوعد حدث لنا فى وقت تجسده كما يتأكد لنا من معانى الأناجيل المقدسة. فقد دعى المسيح من أحد الفريسين ، ولأن المسيح شفوق ومحب للبشر ، ويريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون " (1 تى 2: 4) وافق ومنحه ما طلب منه ، ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس هذه قصة تشبه كثيرا قصة ما فعلته مريم في بيت عنيا المذكورة فى (مر 13: 3- 9) (مت 26: 6- 13) (يو 12: 2- 8) ورغم هذا التشابه بينهما إلا أنها تختلف عن قصة الدهن بالطيب التى قامت به مريم فى بيت عينيا والتى تذكرها الأناجيل الأخرى وقد لوحظ أن يسوع كان يقبل الذهاب غلى هذه الوجبات والمأدبات التى يقدمها الفريسيين والعشارين وغيرهم لكى يكرز ويبشر (لو 7: 36 ، 11، 37 & 14: 1) “وَاحِدٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ ”. كان يسوع يقوم بالكرازة والتبشير لكل الجماعات الدينية مثل الفريسيين والكتبة وغيرهم والإجتماعية مثل العشارين والخطاة وغيرهم . 2) "سَأَلَهُ أَنْ يَأْكُلَ مَعَه ”. ما هو عن الدافع وراء طلب الفريسى من الأكل مع يسوع ربما يكون : (أ) الفضول (ب) إشتياقه للتوبة والحصول على الغفران (ج) التفاخر بأن يُرى مع يسوع (د) محاولة الإيقاع بيسوع أو أن يمسك عليه شيئا ضد الشريعة (الآيات 44- 45) وكانت ولائم العشاء عموما مناسبات اجتماعية لكل االناس والجيران فى القرية. رغم أن المدعوين فقط هم الذين يأكلون، إلا أنه كان الجميع موضع ترحيب ليأتوا ويستمعوا إلى أحاديث المائدة. 3) " اتَّكَأَ”.kataklinoō لوقا الإنجيلى الوحيد في العهد الجديد الذي يستخدم كلمة إتكأ (7: 36 & 9: 14 ، 15 & 14: 8 & 24: 30) بقية الإنجيليين فى العهد الجديد يستخدمون كلمة anakeimai كان اليهود مستعمرين من الرومان وكانوا يستخدمون العادات الرومانية فلم يكونوا يستخدمون طاولات وكراسى كما كان يفعل المصريين و أهل فارس (أستير 1: 6 & 7: 8). كان اليهود يتكئون عموماً على كوع الذراع اليسرى إلى وسائد مفروشة حول موائد على شكل حدوة حصان، وعادة ما يجلس ثلاثة أشخاص أو أكثر على كل جانب. |
تفسير (لوقا 7: 37) 37 واذا امراة في المدينة كانت خاطئة اذ علمت انه متكئ في بيت الفريسي جاءت بقارورة طيب أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي إذ حدث أن إمرأة خاطئة فى المدينة حين علمت أن ذلك الإنسان السامى ذا القدرة السماوية جالس فى بيت الفريسى ، جاءت بقارورة طيب تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 40 وإذ دخل بيت الفريسى إتطأ على المائدة ، وفى الحال دخلت إمرأة مدنسة بالخطايا مثل واحد لا يفيق من الخمر والسكر ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس 1) “امْرَأَةٌ فِي الْمَدِينَةِ كَانَتْ خَاطِئَة ”. وكلمة خاطئ أو خاطئة كانت كلمة غير محددة فى معنى واحد . بالنسبة إلى قادة اليهود فقد كان كل من لم يحفظ كل الشعائر والأعراف والقوانين المتوقعة والمطلوبة في التلمود كان يعتبر خاطئاً (مثال، الرعاة والدّباغين).فى ذات المدينة ومعروفة للجميع والمعنى الضمني لكلمة خاطئة هو كانت عاهرة ولبكن يميل مفسروا الإنجيل إلى أن هذه المرأة خاطئة لأنها كسرت الشريعة الموسوية وليست زانية وقد سجلت الأناجيل الأخرى حادثة تسكب فيها امرأةٌ الطيب في بيت سمعان الأبرص قرب أورشليم. إلا أن بقية الأناجيل تدون حادثة سكب الطيب مشابھة على قدمي يسوع وهناك من يخلط بين بين هذه القصة وساكبة الطيب فى ( مت 26: 6- 13) وهذه هى الإختلافات بين القصتين المدينة فى متى 26 قرب أورشليم وفى لوقا7 كانت هذه المدينة في الشمال، الزمن بين القصتين سنتين تقريبا المضيف فى متى26 سمعان ىالأبرص وفى لوقا7 سمعان الفريسى المرأة فى متى 26 مريم القديسة وفى لوقا 7 إمراة خاطئة إعتراض الحاضرين فى متى ثمن الطيب أولى به الفقراء وفى لوقا 7 إقتراب الخاطئة من يسوع الزمن فى متى 26 فى نهاية حياة يسوع فى لوقا 7 فى بداية خدمة يسوع المكان فى كمتى 26 بيت عينيا قرب أورشليم فى لوقا فى الجليل 2) "قَارُورَةِ طِيبٍ ”. الكلمة المترجمة “قارورة” ھنا ھي كلمة الألباستر والتي ھي حجر أصفرٌ “ضاربٌ إلى البياض دُعي بھذا الاسم نسبة إلى بلدة في مصر (الأَلَباسْتَرون) التي إشتهرت به. كان العطر أو الطيب باهظ الثمن جدا جدا . وكانت النساء تحملن هذه القوارير المليئة بالطيب والمقفولة قفلا محكما حول أعناقهن مرتبطاً بسلسلة ليوم عرسهن ليتعطرن به حيث يكسرن القارورة لضيق الفتحة . | |
تفسير (لوقا 7: 38) 38 ووقفت عند قدميه من ورائه باكية وابتدات تبل قدميه بالدموع وكانت تمسحهما بشعر راسها وتقبل قدميه وتدهنهما بالطيب. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي ووقفت من وراءه عند قدميه باكية فى إنسحاق شديد وندم عظيم ، وأخذت تبلل قدميه بدموعها ، وتمسحهما بشعر راسها ، وتقبل قدميه وتضمخهما بالطيب فى صمت أبلغ من الكلام ، فى خشوع عظيم وإيمان عميق وضراعة باكية ، ملتمسة فى صمتها وخشوعها وإيمانها وضراعتها أن يغسلها ذلك الشخص الإلهى من خطاياها ويطهرها من آثامها ، ويمحوا بيده الرحيمة ما تعانى ، وقد إستيقظ ضميرها - من آلامها ، وقد تقبل مخلصنا منها كل ذلك فى رضاء وسماحة وحنان تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 40 ، وإذ شعرت بدنوا ذنوبها وتعدياتها قدمت توسلات للمسيح القادر أن يطهرها ويحررها من كل خطية وينقذها من الخطايا السابقة ، لأنه لا يذكر الخطايا والتعديات (عب 8: 12) وقد فعلت هذا وهى تغسل قدميه بدموعها وتدهنهما بالطيب وتمسحهما بشعر رأسها ، مثل هذه المرأة التى كانت فاسقة وزانية وهى خطية يصعب إزالتها ، لم تفقد طريق الخلاص ، لأنها هربت لاجئة إلى الذى يعرف كيف يخلص ويستطيع أن يرفع أعماق النجاسة . |
تفسير (لوقا 7: 39) 39 فلما راى الفريسي الذي دعاه ذلك تكلم في نفسه قائلا لو كان هذا نبيا لعلم من هذه المراة التي تلمسه وما هي.انها خاطئة. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي أما الفريسى الذى دعاه لما رأى ذلك وجد فيه ضالته التى كان ينشدها لينال من مخلصنا ، فقال فى نفسه : " لو كان هذا نبيا لعلم من هذه المراة التي تلمسه وما هي.انها خاطئة " وكان مخلصنا يعرف بالفعل من هى هذه المرأة ، وانها خاطئة ، ولا يجوز ليهودى أن يلمسها لئلا يتنجس ، ولكنه إذ أنه ما جاء إلى العالم إلا لخلاص الخطاة وتطهيرهم من نجائتهم ، وإذ كان علم ما يدور فى ذهن الفريسى تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 40 فهذه المرأة الخاطئة إذا لم تفشل فى غرضها، ولكن الإنجيلى المبارك يخبرنا أن الفريسى الأحمق قد إستاء وقال فى نفسه ، لو كان هذا نبيا للعلم من هذه المرأة التى تلمسه وما هى ؟ .. إنها خاطئة ، لذلك فالفريسى كان منتفخا وبلا فهم بالمرة ، لأنه كان من واجبه بالأحرى أن ينظم حياته الخاصة ويزينها بكل ألعمال الفاضلة ، وليس أن يحكم على الضعفاء ويدين ألآخرين ، ولكننا نؤكد عنه أنه إذ قد تربى على عوائد الناموس ، فقد أعطى لأوامره سلطانا واسعا وألااد أن يخضع المشرع (المسيح) لوصايا موسى ـ لأن الناموس أوصى أن المقدس يكون بعيدا عن النجس ، لقد وجه اللوم لأولئه اللوم لأولئك الذين كانوا رؤساء مجامع اليهود لعدم رغبتهم فى تتميمذلك ، لأنه تكلم هكذا بواسطة أحد الأنبياء القديسين قائلا : " لم يميزوا بين المقدس والنجس " (مز 22: 26) ولكن المسيح جاء من أجلنا ، ليس لكى يخضع حالتنا للعنات التى بواسطة الناموس ، بل ليفدى أولئك الذين تحت الخطية برحمة أعلى من الناماموس ، لأن الناموس قد تأسس " بسبب التعديات" كما يعلن الكتاب (غل 3: 19) لكى يسد كل فم ويصير كل العالم تحت قصاص من الله ، لأنه بأ‘مال الناموس كل ذى جسد لا يتبرر أمامه " (رو 3: 19 و 10) لأنه لا يوجد هناك متفدم فى الفضيلة الروحانية ، حتى يكون قادر أن يتمم كل ما أوصى به ، ويكون بلا لوم ، ولكن النعمة التى بالمسيح تبرر لأنها إذ تبطل حكم الناموس فهى تحررنا بواسطة الإيمان . لذلك فإن ذلك الفريسى المتكبر الأحمق لم يحسب يسوع قد وصل إلى درجة نبى ، ولكن المسيح جعل دموع المرأة فرصة لكى تعلمه بوضوح عن السر ، لأنه علم الفريسى وكل الذين كانوا مجتمعين هناك أن الكلمة إذ هو الرب ، جاء إلى العالم فى صورتنا " ليس ليدين العالم ، بل ليخلص العالم" (يو 3: 17) لقد جاء لكى يغفر للمديونين كثيرا وقليلا ، ولكى يظهر رحمة على الصغير والكبير ، لكى لا يكون هناك أى واحد مهما كان لا يشترك فى صلاحه ، وكعربون ومثال واضح لنعمته ، خلص تلك المرأة غير العفيفة غير الطاهرة من خطاياها الكثيرة " مغفورة لك خطاياك" إن مثل هذا الإعلان لائق بالرب حقا ، وهى كلمة تبين السلطان المطلق ، لأنه حيث إن الناموس أدان أولئك الذين كانوا فى الخطية ، فمن هو الذى يستطيع ، يعلن أشياء فوق الناموس إلا ذلك الذى وضع الناموس ، لذلك فهو فى الحال اطلق المرأة حرة ، ثم أنه لفت إنتباه الفريسى ، وأولئك الذين كانوا يأكلوا معه إلى أمور عالية جدا ، لأنهم تعلموا أن الكلمة هو الرب ، ولم يكن كواحد من الأنبياء ، بل بالحرى يفوق مستوى البشرية ، وذلك رغم أنه صار إنسانا ، وربما يقول واحد لذلك الذى دعاه ، أنت أيها الفريسى متدرب فى الكتب المقدسة ، وأنت طبعا تعرف الأوامر التى أعطاها موسى الحكيم ، وأنت قد فحصت كلمات الأنبياء القديسين ، فمن هو إذا ذاك الذى يسير فى طريق عكس الوصايا المقدسة ، ويحرر من الخطية؟ من هو هذا الذى أعلن أن الذين كسروا الوصايا قد صاروا أحرارا ؟ لذلك أهلم بواسطة الحقائق نفسها أنه أعلى من الأنبياء والناموس ، تذكر أن واحد من الالأنبياء القديسين بشر بهذه ألشياء منذ القديم عنه وقال : " سوف يأتون بالرعب إلى الرب إلهنا ، ويخافون منك ، من هو إله مثلك غافر الأثم وصافح عن الذنب لبقية ميراثه ؟ لا يحفظ إلى الأبد غضبه ، فإنه يسر بالرأفة" (ميخا 7: 17- 18( لذلك فأولئك الذين كانوا يأكلون مع الفريسى إندهشوا وتعجبوا لرؤيتهم المسيح مخلص الكل يملك مثل هذا السمو الإلهى ويستعمل تعبيرات تعلوا على حق الإنسان ، لأنهم قالوا : " من هو الذى يغفر الخطايا أيضا ؟ هل تريدنى أن أخبرك من هو ؟ إنه هو الذى يملك سلطانا مطلقا وتسجد له كل خليقة فى السماء وعلى الأرض ، وهو قد أخضع نفسه لحالتنا ، وصار رئيس كهنتنا ، لكى يقدمنا إلى الرب طاهرين وأنقياء إذ قد أبطل رائحة الخطية النتنة ، وجعل ىنفسه فينا رائحة طيبة ، لأنه كما يكتب بولس الرسول : " نحن رائحة المسيح الذكية لله" (2كو 2: 15) هذا هو الذى تكلم بصوت النبى حزقيال قائلا : " وأنا أكون لكم إلها وأخلصكم من كل نجاساتكم " (مز 36 : 28 و 29) لذلك انظروا أن ما تحقق يتفق مع ما سبق أن وعد به بواسطة الأنبياء القديسين ، إعترفوا به أنه الرب وهو اللطيف جدا والمحب للبشر ، أمسكوا بطريق الخلاص ، إهربوا من الناموس " ولكن الروح يحى " أى التطهير الروحى الذى فى المسيح - الشيطان قد ربط سكان ألرض بقيود الخطية ، والمسيح قد فك هذه الحبال ، أنه جعلنا أحرارا ، وأبطل طغيان الخطية ، وطرد المشتكى الذى يشتكى على ضعفاتنا لكى يتم الكتاب : " أن كل أثم يسد فاه " (مز 107 : 42) لأن الرب هو الذى يبرر ، فمن هو الذى يدين ؟ " (رو 8: 33) وهذا صلى من أجله المرنم لكى يتحقق ، حينما خاطب المسيح مخلص الكل هكذا : " لتبد الخطاه من الأرض والأشرار لا يكونون فيما بعد " (مز 104: 25) فإنه حقا لا ينبغى أن يقول عن واحد لابس الروح أنه يلعن من هم خطاة وضعفاء ، فإنه غير لائق بالقديسين أن يلعنوا أى أحد بل بالحرى هو يطلب هذا من الرب ، لأنه قبل مجئ المخلص كنا كلنا فى الخطية ، ولم يكن هناك من يعرف أنه هو الرب بالحق والطبيعة ، لم يكن أحد يعمل صلاحا ليس ولا واحد ، بل الجميع زاغوا وفسدوا معا : (رو 3: 12) ولكن بسبب الإبن الوحيد أخضع نفسه للإخلاء وتجسد وصار إنسانا ، فقد تلاشى الخطاة ، ولم يعد هناك خطاة لأن سكان الأرض تبرروا بالإيمان ، وقد غسلوا أدناس خطيتهم بالمعمودية المقدسة ، وقد صاروا شركاء فى الروح القدس ، وخرجوا من تحت يد العدو ، وبعد أن كانوا تحت سيطرة الشياطين صاروا يسكونون تحت سلطان المسيح . لذلك فإن عطايا المسيح ترفع الناس إلى رجاء طال إنتظاره وإلى فرح عظيم جدا ، فالمرأة التى كانت مذنبة بناجاسات كثيرة وتستحق اللوم بسبب أعمال مشينة جدا قد تبررت ، لكى يكون لنا نحن أيضا ثقة أن المسيح سيرحمنا نحن أيضا بالتأكيد ، حينما يرانا مسرعين إليه ، وساعين أن نهرب من شراك الشر ، دعونا نقف امامه ، دعونا نسكب دموع التوبة ، هيا بنا ندهنة بالطيب ، لأن دموع الذى يتوب هى رائحة طيبة للرب .. إذكروا الذى قال : " إصحوا أيها السكارى وأبكوا وولولوا يا جميع شاربى الخمر " (يو 1: 5) لأن الشيطان يسكر القلب ، ويثير العقل باللذات الشريرة ، ويجبر الناس إلى نجاسات الشهوة ، ولكن ما دام هناك وقت فلنستيقظ ، كما يقول بولس الرسول : " لنسلك لا بالبطر والسكر ، لا بالمضاجع والعهر ، بل بالحرى نعمل ما هو صالح ، لأننا لسنا من ليل ولا من ظلمة بل أبناء نور وأبناء نهار " (رو 13: 13 & 1 تس 5: 5) لذلك فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور " (رو 13: 12) لا تنزعج حينما تفكر من عظم خطايامك السابقة ، بل بالحرى إعلم أن نعمة الرب التى تبرر الخاطء وتفك الشرير ، هى أعظم (من خطاياك) إذا فالإيمان بالمسيح هو عربون لنا لهذه البركات العظيمة ، لأنه هو الطريق الذى يقود للحياة ليصل بنا إلى المنازل التى فوق ، وهو الذى يرفعنا إلى ميراث القديسين ، والذى يجعلنا أعضاء ملكوت المسيح ، الذى به ومعه الرب الآب كل تسبيح وسلطان مع الروح القدس إلى ى دهر الدهور آمين ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس 1) “وَوَقَفَتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ مِنْ وَرَائِهِ ”. عند دعوة رجل مشهور للعشاء كان من عادة أهل القرية أن يأتوا ليشاهدوه وهو يأكل وماذا يقول وكانوا يقفون أو يجلسون حول ال الجدران ويطلون من النوافذ والأبواب من خارج المكان إلى داخلة يشاهدون ماذا يحدث بالداخل ويستمعوا إلى المحاورات. وكان كثير من بيوت الأغنياء فى مدن وقرى الشرق الأوسط مكان مجهز لإضافة الغرباء ملحق بالبيت بواسطة جدران وبهما بابان فى الغالب باب يؤدى إلى داخل المنزل لتقديم الطعام من داخل المنزل بواسطة الخدم وآخر يؤدى إلى خارج المنزل يدخل منه المدعويين وآخرين وكان المكان فى الغالب يطل على حديقة وقد يكون له سقف أو لا وقد يكون جزء له سقف والباقى بدون ولما كان يسوع يتكئ على ذراعه اليسرى وقدميه إلى الخلف فوقفت خلفه . 2) "وَابْتَدَأَتْ تَبُلُّ قَدَمَيْهِ بِالدُّمُوعِ، وَكَانَتْ تَمْسَحهما بِشَعْرِ رَأْسها ”. كانت المرأة اليهودية عموما تغطى شعر رأسها بغطاء رأس كبير ينسدل على كتفيها ولكن كان وجهها مكشوفا وبالنسبة إلى المرأة العاهرة فكانت تغطى وجهها بطرف الغطاء الأيمن وتلصقة بالأيسر أو تلفه على الكتف الأيسر ولكن سمعت المرأة (خاطئة وليست عاهرة ) عن يسوع أنه يغفر الخطايا وأنه فى زيارة للفريسى فقامت مسرعة ودخلت وكشفت وجهها للملأ فعرفوا أنها إمرأة خاطئة بل وزادت أنه كشفت عن شعرها بالرغم من أن التقاليد اليهودية الإجتماعية تعتبر شعر امرأة مكشوفاً مرخياً على الملأ، هو علامة على قلة احتشام أو عدم لياقة اجتماعية. 3) " تُقَبِّلُ قَدَمَيْهِ وَتَدَهنهما بِالطِّيبِ ”. إنحنت المرأة تقبل قدمية وتدهنهما بالطيب وفوجئ جميع الحاضرين بما صنعته هذه المرأة وهى تعلن نفسها للجميع بل وتبدى ندمها وتوبتها أمام يسوع أولا وأمام الجميع ما هذه الجرأة إنه لم يكن أمرا مألوفا غير مألوف على الإطلاق كانت تخفى وجهها متسترة بغطاء الرأس واليوم تكشفه على الملأ كأنها تقول اليوم غفرت لى كل ذنوبى وأصبخت مثلكم .. اليوم لم أعد خاطئة .. اليوم ولدت من جديد 4) “لَوْ كَانَ هذا نَبِيًّا”. نحويا جملة شرطية من الفئة الثانية. صيغة هذه الجملة تشير أن الفريسى كان يظن أن يسوع نبى ولكن هذه الجملة غيرت تشير إلى أنه غير رأيه فى يسوع لأنه لو كان نبيا لعرف إنها إمرأة خاطئة ولكن لقد عرف الجميع أن هذه المرأة خاطئة وهم إناس عاديون ولكن الفريسى لم يعرف لماذا تركها يسوع تفعل هذا بالرغم من خطيتها التى تشعر بتأنيبها فى نفسها هذه تركيبة يونانية فريدة تعنى : “لو كان هذا الرجل نبياً، وهو ليس كذلك، لكان سيعرف من وما نوع هذه المرأة التي تلمسه، ولكنه لا يعرف ذلك”. لقد أخطأ هذا الفريسي كلياً في فهم يسوع ودوافعه وأهدافه وأعماله. |
تفسير (لوقا 7: 40) 40 فاجاب يسوع وقال له يا سمعان عندي شيء اقوله لك.فقال قل يا معلم. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي إلتفت إليه وقال له : " يا سمعان عندى شئ اقوله لك.فقال قل يا معلم. كان لمداين مديونان.على الواحد خمس مئة دينار وعلى الاخر خمسون واذ لم يكن لهما ما يوفيان سامحهما جميعا.فقل.ايهما يكون اكثر حبا له" وقال اظن الذي سامحه بالاكثر.فقال له بالصواب حكمت." ثم إلتفت إلى المرأة وقال لسمعان : " أترى هذه المرأة ؟ " لقد دخلت إلى بيتك فلم تعطنى ماء لقدمى ، أما هى فبللتهما بدموعها ، ومسحتهما بشعر رأسها ، أنت لم تقبلنى ، أما هى فمنذ أن دخلت بيتك لم تكف عن تقبيل قدمى ، أنت لم تدهن بالزيت شعرى ، وأما هى فقد ضمخت بالطيب قدمى ، لذلك اقول لك إن خطاياها الكثيرة مغفورة لها ، لأنها أحبت كثيرا ، واما الذى يغفر له القليل ، فإنه يحب قليلاً ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس 1) “سِمْعَانُ ”. كان هذا اسماً شائعاً. في العهد الجديد لعدة أشخاص يُدعون سمعان: 1- سمعان بطرس، (مت 4: 18) 2- سمعان الكنعاني، (مت : 4) (أع 1: 13) 3- سمعان، أخو يسوع، (مت 13: 55) 4- سمعان الأبرص، (مت 26 : 6) (مر 14: 3) 5- سمعان القيرواني، ( مت 27 : 3) 6- سمعان الفريسي، ( لو 7 : 40) 7 - والد يهوذا الإسخريوطي، يو 6 : 71) 8- سيمون (سمعان) الساحر، (أع 8 : 5) 9 - سمعان الدّبّاغ، ( أع 9 : 43)
|
تفسير (لوقا 7: 41) 41 كان لمداين مديونان.على الواحد خمس مئة دينار وعلى الاخر خمسون. ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس 1) مثل كان لمداين مديونان الذي يتكلم به يسوع إلى سمعان الوحيد الذى أورده من الإنجيليين الأربعة هو لوقا ھذا المثل . أما متى ومرقس فكان لديهم سبباً مختلفاً وراء تصرفات المرأة (تهيئة يسوع لموته القادم بتطييبه للدفن). 2) "خَمْسُمِئَةِ دِينَارٍ ”. كان الدينار عملة منتشرة شائعة الاستخدام في تلك الفترة. كانت تمثل أجرة يوم لجندي أو يومية عامل (مت 20: 2) |
تفسير (لوقا 7: 42) 42 واذ لم يكن لهما ما يوفيان سامحهما جميعا.فقل.ايهما يكون اكثر حبا له. ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس 1) “أَيهما يَكُونُ أَكْثَرَ حُبًّا لَهُ؟”. هذا المثل يشير إلى (أ) ذو البر الذاتي الذين كانوا يعتقد أنه لا يحتاج إلى بعض المغفرة أو لا مغفرة على الإطلاق. (ب) المتواضعين والتائبين الذين كانوا يعرفون أنهم في حاجة إلى غفران لله. هذا المثل يوجد فيه عناصر مشتركة كثيرة مع مثل الفريسي والخاطئ/العشار (لو 18: 9- 14) |
تفسير (لوقا 7: 43) 43 فاجاب سمعان وقال اظن الذي سامحه بالاكثر.فقال له بالصواب حكمت. |
تفسير (لوقا 7: 44) 44 ثم التفت الى المراة وقال لسمعان اتنظر هذه المراة.اني دخلت بيتك وماء لاجل رجلي لم تعط.واما هي فقد غسلت رجلي بالدموع ومسحتهما بشعر راسها. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي وقد كان من مظاهر إكرام الضيف والتعبير عن محبته عند اليهود ، أن يغسل المضيف قدمى الضيف بالماء ، وأن يقبله ، وأن يدهن بالزيت شعره ، وقد أثبت ذلك الفريسى أنه على الرغم من أنه قد إستضاف مخلصنا لم يقدم له أيا من واجبات الضيافة هذه التى كان متعارفا عليها ، فدل بذلك على تقصيره المخل نحو ضيفه الإلهى العظيم ، مما يعد ايضاً إهانه لجلاله ، كما دل ايضا على عدم إيمانه به ، وقد ايد بذلك يتقريره بينه وبين نفسه أنه ليس نبيا |
تفسير (لوقا 7: 45) 45 قبلة لم تقبلني.واما هي فمنذ دخلت لم تكف عن تقبيل رجلي.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس تقبيلنا ليد الكاهن عادة ورثناها منذ القدم وتتميز بها شعوب منطقة الشرق الأوسط فقط كثيرون يقبلون يد والديهم وزوجاتهم وكثير من الاباء والامهات يقبلون يد طفلهم وتقبيل يد الكاهن له اساس دينى
1- التقبيل عموما موجود و سأبدأ بالعهد الجديد : +اولا المسيح نفسه لام رجل لأنه لم يقبله"قبلة لم تقبلني و اما هي فمنذ دخلت لم تكف عن تقبيل رجلي (لو 7 : 45)و نلاحظ ايضا أنها تقبل رجله !ولم يقل لها غلط ! بل طوبها لتواضعها ومحبتها أذن لو قبلت يده يبقى بركة ومش غلط ..أيضا بولس قال بالروح القدس"سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة كنائس المسيح تسلم عليكم (رو16:16)(1كو20:16)(2كو12:13)(1تس26:5 )لو قبلت يد أمى التى ترعانى أو يد الكاهن أبى الروحى لا أكون فاعل شر .
2-امثلة للعهد القديم :فركض عيسو للقائه و عانقه و وقع على عنقه و قبله و بكيا (تك 33 : 4)فوقع يوسف على وجه ابيه و بكى عليه و قبله(تك1:50)فخرج موسى لاستقبال حميه و سجد و قبله(خر 7:18)فاخذ صموئيل قنينة الدهن و صب على راسه و قبله و قال اليس لان الرب قد مسحك على ميراثه رئيسا(1صم1:10)هنا صموئيل يقبل ملكا هو مسحه بامر الرب
3- وامثلة كثيرة المهم لماذا نقبل يد الكاهن لاسباب كثيرة اذكر منها : قبل كل شىء هذا أمر شخصي حرية شخصية ثانيا ليس أمرا لازما للخلصا ولكني كتبت عنه لأن الهراطقة يكفروننا و يهاجموننا بسبب هذا فلزم الرد عليهم : 1- الكاهن يوم سيامته الكهنوتية يتلقى نفس السلطان أي سلطان التعليم والأبوة الروحية وربط وحل الخطايا وتكميل الأسرار ومن هنا تتقدس يد الكاهن. 2- الكاهن هو من يجعل الطفل يولد بالماء والروح بالمعمودية المقدسة(يو 5:3)فيد الكاهن هي التي تُبارك مياه المعمودية وتُغطس الأطفال فيها بسلطان من الله 3- ويد الكاهن في مسحة الميرون هي من تجعل الروح القدس يثبت الاطفال في ايمانهم بالمسحة المقدسة(1يو20:2) 4- يد الكاهن هي يد الله في سر الاعتراف والتوبة حين يرسم علامة البركة أي الصليب ومن فمه تخرج كلمات حل التائبين من خطاياهم باسم الاب والابن والروح القدس فتمنحهم التنقية من وسخ الخطيئة من غفرتم خطاياه تغفر له و من امسكتم خطاياه امسكت(يو23:20) 5- يد الكاهن هي التي تُبارك الخبز والخمر في القداس الإلهي بعد أن ينطق بكلمات استدعاء الروح القدس فتتحول إلى جسد ودم الرب، ومن يده نأخذ (جسد الرب ودمه) اذن ناخذ بركة من اليد التى تمسك جسد المسيح ودمه 6- يد الكاهن تُبارك الزيت باسم الرب فيكتسب الزيت قوة وفاعلية كدرع قوي لمغفرة الخطايا وشفاء النفس والجسد، وهكذا يمسح الكاهنالمريض بيده المباركة.امريض احد بينكم فليدع كهنة الكنيسة فيصلوا عليه و يدهنوه بزيت باسم الرب(يع14:5)و صلاة الايمان تشفي المريض و الرب يقيمه و ان كان قد فعل خطية تغفر له(يع15:5) 7- يد الكاهن تضع الإكاليل على رأس العروسين وتباركهما فيصيرا جسداً واحدا 8-يد الكهنوت برتبة اسقف تعطى الروح القدس فى بوضع اليد لرسامة شخص كاهنا "بوضع ايدي الرسل يعطى الروح القدس(اع18:8)(1تي14:4)(2تي6:1) نلاحظ أن يد الكاهن ترافق المؤمن من أول حياته وحتى وفاته ليس شرطا أن يكون الكاهن هو نفسه من البداية للنهاية فعمل الكهنوت مستمر من كاهن لكاهن.ولا ننسى ان الكهنة يقبلون يد بعضهم ايضا إذا تقبيل يد الكاهن يعود للدرجة الإيمانية التي يعيشها المؤمن وهي اختيارية، فالكاهن رجل الله المُقام للحراسة على نفس المؤمن واقتياده نحو الملكوت السماوي بنعمة وقوة الروح القدس الذي سيبقى عملا في الكنيسة حتى مجيء الرب الثاني
4- سؤال: اذا كان المطران اوالكاهن بيغلط واخطأ فى حق أخرين هل نقبل يده؟ علينا ان نميز بين الشخص وبين الرتبة، الشخص يمكن أن يخطئ لأنه بشر ومهما كانت مرتبته ومكانته (كاهن، مطران، بطريرك)، ولكن الرتبة تبقى طاهرة لأن هذه الرتبة الطاهرة تأخذ طهارتها ونقاوتها من رئيس الكهنة يسوع المسيح (عب10:5).فأنت عندما تقبّل يد كاهن أو الاسقف تأخذ بركة اليد الكهنوتية التي أُعطيت لها النعمة أن تُمسك بجسد المسيح فتأخذ البركة من المسيح نفسه ... ثم ان هذا الموقف مفيد لنا روحياً، إذ يعلّمنا التواضع (تقبّل يد الذي اضطهدك) والمسامحة (أن تسامح من أهانك)أخيرا اذكركم ان الرب نفسه غسل ارجل تلاميذه والكاهن والبابا نفسه الذى نقبل نحن يده بيغسل ارجل واقدام الشعب فى يوم خميس العهد"و من اراد ان يصير فيكم اولا يكون للجميع عبدا(مر44:10)مقدمين بعضكم بعضا في الكرامة(رو10:12) اكرم اباك و امك التي هي اول وصية بوعد(اف2:6)ا
|
تفسير (لوقا 7: 46) 46 بزيت لم تدهن راسي.واما هي فقد دهنت بالطيب رجلي.
|
تفسير (لوقا 7: 47) 47 من اجل ذلك اقول لك قد غفرت خطاياها الكثيرة لانها احبت كثيرا.والذي يغفر له قليل يحب قليلا. ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس كان هناك عدة أعمال كان المفروض أن يقوم بها الفريسى ليسوع كمضيف بحسب التقاليد اليهودية وكان يسوع يتوقع منه أن يفعلها وهذا يعلمنا طرق إضافة الغرباء : (أ) لم يغسل له قدميه عندما دخل إلى البيت، الآية 44 (ب) لم يقبّله قبلة ترحيب، الآية 45 (ح) لم يدهنة بالطيب، الآية 46 1) “أَقُولُ لَكَ: قَدْ غُفِرَتْ خَطَاياها الْكَثِيرَة ”. لم يتغاضَ يسوع عن خطايا ھ المرأة، بل غفرها وعبارة غفران الخطايا فى هذه القصة الإنجيلية تظهر بوضوح فى ( إر 31: 31- 34) ( حز 36: 22- 38) فالخلاص من الخطايا يرتكز على الإيمان بيسوع أولا ثم نسلك فى أعمال صالحة ونتممها لأن الرب أعدها لنا مسبقا (أف 2: 10) أى أننا لا نستطيع أن نملك الغفران لو عملنا أعمال صالحة لأن الخطية لن تغفر أو تشطب لأننه عملنا صالحا فلهذا يجب الإيمان بيسوع أولا (رو 3: 21- 30) فليس فى المسيحية شيئا يقول الحسنة تذهب السيئة أو الحسنة بعشرة أمثالها من السيئات أو تساوى كذا من السيئات المسيحية تغفر خطايا ما قبل الإيمان ويولد ألإنسان جديدا ليعمل الأعمال الصالحة فى المسيح ولا يمكن أن نقول لمسيحى هل آمنت بالمسيح؟ أو آمن فقط؟ لأن المسيحى مؤمن به المسيحى يجب أن يسلك فى الروحيات وإن لم يفعل ذلك فقد أهمل عمل الروح القدس فيه يستند القبول عمل الروح القدس الكامل والمكتمل. على البشر أن يتجاوبوا في توبة وإنسحاق ويسلموا ذواتهم لعمله فينا ، |
تفسير (لوقا 7: 48) 48 ثم قال لها مغفورة لك خطاياك. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي واما تلك المراة الخاطئة قد دللت بذلك بما فعلت من مظاهر التكريم التى أبدتها لذلك المعلم العظيم ، على محبتها العظيمة له ، كما دللت بذلك الذى فعلت على توبتها الصادقة بدموعها الكثيرة عن خطياها الكثيرة ، وعلى ضراعتها أن يفبل توبتها ويغفر لها تلك الخطايا ، موقنه ان له هذا السلطان ، فعلى قدر ما أبدت من محبة له بقدر ما برهنت على التوبة عن خطاياها ، فكانت محبتها دليل على توبتها ، ولذلك قبل مخلصنا هذه التوبة منها ، وغفر لها خطاياها قائلا لها : " معفورة لك خطاياك " ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس 1) “مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطَايَاكِ ”. نحويا تام مبني للمجهول في الأسلوب الخبري. كانت هذه العبارة سبب صدمة لليهود خاصة رؤسائهم الدينيين وكانوا يعرفون أنه ما من أحد سوى لله يمكنه أن يغفر الخطايا (لو 5: 21- 24) |
تفسير (لوقا 7: 49) 49 فابتدا المتكئون معه يقولون في انفسهم من هذا الذي يغفر خطايا ايضا. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي أما الجالسين معه إلى المائدة من الفريسيين وجدوا فى هذا القول إتهاما آخرا يوجهونه إليه غير غتهامه بقبول الخطاة وعطفه عليهم ، فأخذوا يقولون : " من هذا الذي يغفر خطايا ايضا" .. فلما قالوا : من هذا الذى يجدف ؟ فمن يقدر أن أن يغفر الخطايا إلا الرب وحده ؟ ولكن لكى تعلموا أن لإبن الإنسان السلطان على الأرض أن يغفر الخطايا ... ثم قال للمفلوج : " لك اقول قم إحمل سريرك وإذهب إلى بيتك ، ففى الحال قام امامهم وحمل ما كان راقدا عليه وذهب إلى بيته وهو يمجد الرب فذهلوا جميعا (لوقا 5: 17- 26) |
تفسير (لوقا 7: 50) 50 فقال للمراة ايمانك قد خلصك.اذهبي بسلام أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي وإذ كان قد سبق فأفحمهم بذلك لم يعبأ هذه المرة بحقدهم وعنادهم ، ولم يشأ ا، يرد عليهم ، وإنما إلتفت إلى المرأة الخاطئة ، وقال لها إن إيمانك خلصك فإذهبى بسلام ، فخرجت مطهرة من آثامها ، مغفورة لها خطاياها ، وقد بدأت منذ تلك اللحظة صفحة جديدة فى حياتها . ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس 1) “إِيمَانُكِ قَدْ خَلَّصَكِ ”. نحويا تام مبني للمعلوم في الأسلوب الخبري. هذه المرأة آمنت بالمسيح فقادها إيمانها لأن يغفر لها يسوع خطاياها السابقة لتبدأ من جديد تفعل فعل الإيمان بالأعمال الصالحة - والأعمال هى ثمر الإيمان فالإيمان بدون أعمال إيمان ميت بينما يقول بعقوب أن التبرير بالايمان والأعمال. حل هذه المعضلة متوافر ان درسنا بعمق ما يقوله يعقوب. اذ أن يعقوب يفسر لنا اتجاهه بأنه ليس من الممكن أن يكون للشخص ايمان ان لم يظهر ذلك من خلال أعماله (يعقوب 17:2 – 18). ويركز يعقوب علي أن الايمان بالمسيح يغير حياة المؤمن ويأتي بثمرا واضحا للعيان (يعقوب 20:2 -26). فهو لا يقول ان التبرير يأتي بالايمان والأعمال، بل أن كنتيجة للايمان تتغير أعمال الانسان لتعكس ايمانه. والعكس صحيح، اي انه ان كان الشخص مؤمنا ولا ينعكس ذلك علي أعماله ففي الغالب هذا يبين لنا عدم حقيقة ايمانه بالمسيح (يعقوب 14:2 و 17 و 20 و 26) 2) " اِذهبى بِسَلاَمٍ ”. نحويا فعل أمر حاضر متوسط (مجهول الصيغة معلوم المعنى) (انظر 8 : 48) |