Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير / شرح إنجيل لوقا الإصحاح التاسع ص9: 1- 17   

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
Untitled 7225
تفسير إنجيل لوقا ص1
تفسير إنجيل لوقا ص2
تفسير إنجيل لوقا ص3
تفسير إنجيل لوقا اص4
تفسير إنجيل لوقا ص5
تفسير إنجيل لوقا ص6: 1- 16
تفسير إنجيل لوقا ص6: 17- 49
تفسير إنجيل لوقا ص7
تفسير إنجيل لوقا ص8
تفسير إنجيل لوقا ص9: 1-17
تفسير إنجيل لوقا ص9: 18- 62
تفسير إنجيل لوقا ص10
تفسير إنجيل لوقا ص11
تفسير إنجيل لوقا ص12
تفسير إنجيل لوقا ص13
تفسير إنجيل لوقا ص14
تفسير إنجيل لوقاص15
تفسير إنجيل لوقا ص16
تفسير إنجيل لوقا ص17
تفسير إنجيل لوقا  ص18
تفسير إنجيل لوقا ص19
تفسير إنجيل لوقا اص20
تفسير إنجيل لوقا ص21
تفسير إنجيل لوقا ص 22: 1-46
تفسير إنجيل لوقا ص 22: 47- 71
تفسير إنجيل لوقا ص23
تفسير إنجيل لوقا ص24

تفسير إنجيل لوقا - مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل16
تفسير / شرح إنجيل لوقا الإصحاح التاسع  ص9: 1- 17
1. المسيح يرسل تلاميذه للتبشير ويزودهم بوصاياة (لوقا 9: 1-6)
2. اضطراب هيرودس (لوقا 9: 7-9)
3. التلاميذ وإشباع الجموع (لوقا 9: 10-17)

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 9

 1. المسيح يرسل تلاميذه للتبشير ويزودهم بوصاياة (لوقا 9: 1-6)
تفسير (لوقا 9: 1) 1 ودعا تلاميذه الاثني عشر واعطاهم قوة وسلطانا على جميع الشياطين وشفاء امراض.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
*   ثم دعا معلمنا تلاميذه الثنى عشر رسولا وبعث بهم كى يبشروا فى الأراضى المقدسة التى لم يكن هو قد ذهب إليها ليمهدوا عقول أهلها لبشارته ، وقد أعطى التلاميذ قوة من قوته وسلطانا من سلطانه على كل الشياطين بجميع مراتبها وطغماتها وقوتها وقدرتها ، وعلى شفاء المراض بكل أنواعها من أهونها إلى أعصاها على الشفاء ، ليصنعوا مثلما كان هو يصنع معجزات إخراج الشياطين ممن تسلطت عليهم وشفاء المرضى من كل أمراضهم
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 47
إنه قول صادق، أن ثمر الأعمال الصالحة مشرف ، لأن أولئك الذين يريدون أن يحيوا حياة نقية وغير مدنسة علي قدر ما هو ممكن للناس، هؤلاء يزينهم المسيح بمواهبه ، ويمنحهم مكافأة مجزية وافرة ، لأجل كل أعمل تقواهم ، يجعلهم شركاء مجده، لأنه من المستحيل أن يكذب ذاك الذي يقول:" حى أنا ، يقول الرب ، فإنى أكرم الذين يكرموننى "  (1 صم 2: 30 سبعينية)
وكبرهان بسيط وواضح علي هذا فإني استشهد بصحبة الرسل القديسين ، المجيدة والنبيلة ، انظروا كيف أنهم ممتازون جدا ومتوجون بما هو أكثر من المجد البشري ، أي بهذه العطية الجديدة ؛ التي منحها لهم المسيح . لأن الإنجيل يقول : " إنه أعطاهم قوة وسلطانا علي جميع الشياطبن وشفاء أمراض"
وأرجو أن تلاحظوا أيضا ، أن كلمة الله المتجسد يفوق مستوي البشرية ، وهو يشع بأمجاد اللاهوت ، لأنه أمر يفوق حدود الطبيعة البشرية ، أن يعطي سلطانا علي الأرواح النجسة لكل من يريد ، كما أنه يعطيهم القدرة أيضا أن يشفوا من الأمراض أولئك المصابين بها ، لأن الرب ، ينعم علي من يرد بقوات من هذا النوع ، لأن الأمر يتوقف علي قراره هو وحده - أن يتمكن أى أشخاص بحسب مسرة الله الصالحة - أن يعملوا معجزات إلهية ، وأن يكونوا خداما للنعمة التي تعطى من فوق ، واما أن يعطوا للاخرين ، نفس الهبة التي من فوق التي وهبت لهم ، فهذا أمر مستحيل تماما . لأن جلال ومجد الطبيعة الفائقة لا يوجدان جوهريا في أي كائن من الكائنات ، سوي في ذلك الطبيعة نفسها ، وفيها هي وحدها . لذلك فسواء كان ملاك او رئيس ملائكة أو من العروش والسيادات ، او السيرافيم ، التي هي أعلي في الكرامة ، فينبغي ان نفهم هذا بحكمة، أنهم في الواقع يملكون سلطانا متفوقا بواسطة القدرات المعطاة لهم من فوق مما لا تستطيع اللغة أن تصفه ولا الطبيعة ان تمنحه ، ولكن العقل يمنع كلية الافتراض أنهم يستطيعون ان يمنحوا هذه القدرات لآخرين . أما المسيح فهو يمنح هذه القدرات لكونه الرب ، ونلك من ملئه الخاص ، لأنه هو نفسه رب المجد ورب القوات.
إذن ، فالنعمة الممنوحة للرسل القديسبن هي جديرة بكل إعجاب ، ولكن سخاء المعطي يعلو علي كل مديح وإعجاب ، لأنه يعطيهم كما قلت ، مجده الخاص ، فالإنسان ينال سلطانا علي الأرواح الشريرة ويختفى الكبرياء ؛ الذي كان عاليا جدا ومتعجرفا ، اي كبرياء الشيطان ، يخفضه حتى العدم ويجعل شره عديم الفائدة ، وبواسطة قوة الروح القدس وفاعليته يحرقه كما بنار ، ويجعله يخرج مع أنات وبكاء من أولئك الذين كان متسلطا عليهم . ومع ذلك ففي القديم قال الشيطان : " إنى سأمسك كل العالم فى يدى كعش وسأجمعة كبيض مهجور ، وليس هناك أحد يهرب منى أو يتكلم ضدى " (إش 10 : 14 سبعينية)
لقد فقد (الشيطان) الحق، إذن ، وسقط من رجائه ، رغم أنه كان متكبرا ومتهورا ومتبجحا علي ضعف الجنس البشري ، لأن رب القوات أقام ضده خدام الكرازة الإلهية وهذا قد سبق التنبؤ به حقا بواسطة أحد الأنبياء القديسين حينما تكلم عن الشيطان والمعلمبن القديسين ، ألا يقوم بغتة مقارضوك ويستيقظ مزعزعوك تكون غنيمة لهم " (حب٢: ٧) فكأنهم يمزقون الشيطان بالهجوم على مجده .. ويجعلون الذين سبق فاقتناهم، غنيمة ، وياتون بهم الى المسيح بواسطة الايمان به، لأنهم هكنا قد هجموا علي الشيطان نفسه . لذلك فكم هي عظيمة تلك القوة التي أعطيت للرسل القديسين بقرار المسيح مخلصنا جميعا وإرادته لأنه أعطاهم قوة وسلطانا علي الأرواح النجسة : وبعد ذلك، تبحث أيضا، من أين هبطت هذه النعمة الرائعة جدا والممتازة جدا ، علي جنس البشر . إن كلمة الله الوحيد ، قد توج الطبيعة البشرية بهذا الشرف العظيم بواسطة تجسده ، متخذا شكلنا، وهكذا بدون أن يفقد أي شيء من أمجاد جلاله - إذ أنه عمل أعمالا تليق بالرب ، رغم أنه كما قلت ، قد صار مثلنا من لحم ودم - قد سحق قوة الشيطان بكلمته الكلية القدر ة. وبانتهاره للأرواح الشريرة، فإن سكان الأرض أيضا صاروا قادرين علي أن ينتهروهم.
وأما كون ما أقوله صحيحا فهذا ما سأسعى لكي أجعله أكيدا ، لأنه، كما قلت، فإن المخلص كان ينتهر الأرواح النجسة ، ولكن الفريسين إذ فتحوا أفواههم عليه ليسخروا من مجده كان عندهم من الوقاحة أن يقولوا: هذا لا يخرج الشياطين إلا ببعلزبول رئيس الشياطين "  (مت١٢: ٢٤). ولكن المخلص وبخهم لأنهم تكلموا هذا كأناس ميالين إلى السخرية ويتخذون موقفا معاديا منه وهم عديمي الفهم تماما لذلك قال لهم : " ان كنت ببعلزبول أخرج الشياطبن فأبناؤكم بمن بغرجون ؟ لذلك هم يكونون قضاتكم " (مت١٢: ٢٧)، لأن التلاميذ المباركين، الذين كانوا أبناء اليهود حسب الجسد ، كانوا سبب رعب للشيطان وملائكته ، لأن التلاميذ حطموا قوة الشيطان باسم يسوع المسيح الناصري. وأضاف ربنا قائلا: ولكن إن كنت أنا بروح الله أخرج الشياطين فقد أقبل عليكم ملكوت الله  (مت١٢: ٢٨). لأنه ، إذ هو ابن الآب الوحيد ، وهو الكلمة ، فقد كان ولا يزال كلي القدرة ، وليس هناك شيء غير مستطاع لديه . ولكن ، إذ قد انتهر الأرواح الشريرة حينما صار إنسانا فإن الطبيعة البشرية صارت ظافرة فيه ، ومكللة بمجد إلهي، لأنها صارت قادرة علي انتهار الأرواح الشريرة بقوة. لذلك،  فبطرد المسيح للشياطين ، قد أقبل علينا ملكوت الرب ، لأنه يمكننا أن نؤكد ان القدرة علي سحق الشيطان رغم مقاومته هي كمال الجلال الإلهي.
لذلك، قد مجد المسيح تلاميذه بإعطائهم سلطائا وقوة علي الأرواح الشريرة وعلي الأمراض . فهل كرمهم هكنا بدون سبب ، وهل جعلهم مشهورين بدون سبب مقنع؟ ولكن كيف يمكن أن يكون هذا صحيحا؟ لأنه كان من الضروري، ومن الضروري جدا ، وقد أقيموا علانية خداما للبشارة المقدسة ، أن يكون لهم القدرة علي عمل المعجزات ، وبواسطة ما يعملونه ، يقنعون الناس انهم خدام الرب ، ووسطاء لكل الذين تحت السما ء، داعين اياهم جميعا إلى المصالحة والتبرير بالإيمان ، وموضحين طريق الخلاص والحياة التي بواسطته . لأن الأتقياء والأذكياء يحتاجون عموما إلى النفكير فقط لكي يجعلهم يدركون الحق ، اما أولئك الذين انحرفوا بدون ضابط إلى العصيان ، فهم غير مستعدين أن يقبلوا الكلام الصحيح من نلك الذي يسعى ان يربحهم لأجل منفعتهم الحقيقية ، مثل هؤلاء يحتاجون للمعجزات وعمل الآيات، ورغم نلك فناددا ما يصلون إلى اقتناع شامل.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) “دَعَا تلاَمِيذَهُ الاثْنَيْ عَشَرَ ”. تشير هذه العبارة على أنه ربما كل الاثني عشر لم يكونوا مع يسوع طوال الوقت. قد تكون مجموعات أو أفراد مختلفة منهم لديهم مسئوليات خاصة أو مع عائلاتهم أو أرسلوا إلى مهمات (1تيم 5: 8) ويعتقد أن (أربع جماعات أو ثلاث) كانوا يذھبون إلى بيوتھم في أوقات مختلفة لفترات قصيرة.
ويبدو أن لوقا يتبع (مر 6 : 7) لأنه أول إنجيل وضع في العهد الجديد وقام بـ دعوة التلاميذ بـ “الاثْنَيْ عَشَرَ :dodeka  المخطوطات( 75 W،D،B،A،P ا ولكن بعض المخطوطات اليونانية تدعوهم : ،
(أ)  تَلاَمِيذَه - في عدة فصول
(ب) تَلاَمِيذَهُ الاثْنَيْ عَشَر (مر 10: 1) المخطوطات ( H، F، E،C 3)
(ج) الرسل الاثْنَيْ عَشَر- المخطوطات L، C*،! -3
(2) ” أَعْطَاهمْ قُوَّةً وَسُلْطَانًا “  .. Dunamis .تعني القدرة على الانتصار Exousia ؛تعني سلطاناً أي  الحق الشرعي بالسلطة. استُخدمت ھاتان الكلمتان قبلاً في (لو 4: 36) وأيضاً في ما يتعلق بطرد يسوع : للأرواح أو الشياطين
(3) "عَلَى جَمِيعِ الشَّيَاطِينِ وَشِفَاءِ أَمْرَاضٍ ”. لاحظوا التمييز الموضوع بين المس بالشياطين والمرض الجسدي.
غالباً ما تسبب الشياطين أعراضاً جسدية، ولكن في طرد الأرواح يوجد تمييز واضح في العهد الجديد بين النشاط الشيطاني والأمراض الجسدية.
تفسير (لوقا 9: 2) 2 وارسلهم ليكرزوا بملكوت الله ويشفوا المرضى.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
*   كى يرى الناس ذلك منهم فيهابوهم ويصدقوهم فيما أرسلهم معلمنا من اجله ، ، وهو أن يبشروا بملكوت الرب الذى جاء هو ليفتح ابوابه للناس جميعا ويدعوهم للدخول فيه ويشفوا المرضى .    *
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 47
لأننا كثيرا ما نجد أن كرازة الرسل قد ازدهرت بهذه الطريقة، فبطرس ويوحنا مثلأ، انقذا الرجل الأعرج الذي كان يجلس عند باب الهيكل الجميل ، من مرضه ، فدخل الهيكل معهما وقدم شهادة للعمل العظيم الذي حدث معه. وتكلما بكل جراة عن .المسيح مخلصنا جميعا رغم أنهما رايا أن رؤساء مجمع اليهود كانوا لا يزالون مشحونين بعداوة مرة ضد المخلص ، لأنهما قالا: " أيها الرجال الآسرائيليون، ما بالكم تتعجبون من هذا، ولماذا تشخصون إلينا كاننا بقوذتا او تقوانا قد جعلنا هذا يمشي؟ ان اله إبراهيم، وإله إسحق، وإله يعقوب، اله آبائنا، مجد فتاه يسوع ، الذي لسلمتموه انتم وأنكرتموه أمام وجه بيلاطس وهو حاكم بإطلاقه، ولكن انتم انكرتم القدوس البار ، وطلبتم ان بوهب لكم رجل قاتل. ورئيس الحياة قتلتموه، الذي اقامه الله من الأموات ونحن شهود لذلك. وبالإيمان باسمه شدد إسمة هذا الذى تنظرونه وتعرفونه والإيمان الذى بواسطته أعطاه هذه الصحة أمام جميعكم  (اع٣: ١٢-١٦). ولكن رغم أن كثيرين من لليهود شعروا بمرارة من مثل هذا الحديث الرفيع؛ ألا أنهم كبحوا -رغما عن إرادتهم إذ أنهم خجلوا من عظمة المعجزة. 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) “أَرْسلهم ”. تعنى كلمة ا“أرسلَ  .(apostolos) ” وترتبط بكلمة “الرسول (apostellō) وكانت تعنى فى زمن يسوع من الربانيين (المعلمين والفريسيين .. ألخ)  كان “أن تُرسل أحد اً” كممثل رسمي يتمتع بسلطة. أرسل الرسل ليكرزوا بأن ملكوت لله قد جاء بيسوع الناصري وأن يؤكدوا رسالتھم آنذاك بآيات وعجائب قوة وسلطة يسوع وأعطاهم هذه القوة التى عنده . بالتأكيد شارك الاثني عشر بقوة وفرح فى تقديم هذه الرسالة للشعب ،. أين هى القوة في يومنا هذا الآن؟ يبدو أن آيات القوة بالآيات والعجائب وإخراج الشياطين تُستخدم لتأكيد رسالة الإنجيل وإعطاء مصداقية للكارز
بالإنجيل. لا يزال هذا علامة صحيحة وحقيقية اليوم. إلا أنه بمضى الزمن وتأصلت رسالة الإنجيل وأصبح الإيمان يورث ، كان لا يتطلب معجزات (يو على المؤمنين آنذاك أن يسلكوا بالإيمان، وليس بالآيات ؛  ولكننا رأينا فى أيامنا البابا كيرلس يفعل معجزات لا حصر لها ورأينا ابونا مكارى يونان يخرج الشياطين  ما زال الرب يعمل فى كنيستنا القبطية بالقوة والسلطان الذى أعطاه للرسل والتلاميذ منذ القدم
ويمكن مقارنة بين رواية لوقا ورواية متى 10: 5)  هؤلاء الاثنا عشر ارسلهم يسوع واوصاهم قائلا: «الى طريق امم لا تمضوا والى مدينة للسامريين لا تدخلوا. 6 بل اذهبوا بالحري الى خراف بيت اسرائيل الضالة." قال يسوع بشكل محدد واضح ألا يذهبوا إلى اليونانيين أو السامريين، بل فقط إلى
“الخراف الضالة من بني إسرائيل”. وتُطرح الأسئلة أن: ما الذي قاله يسوع بالضبط؟ لماذا لم يذكر لوقا كلمات يسوع الذى ذكرها متى فى إنجيله
هذا نمط من الإسئلة لا يمكن الإجابة عليه. وبمكن إجابة هذا السؤال بالآية أنه "إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله. وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه " (يو1 :11). وخاصته الذين لم يقبلوه هم اليهود  ومن وجهة النظر الأخرى يمكن القول  أن  كل إنجيلي (كاتب إنجيل) كان لديه جمهور فإنجيله يذهب لشعب أو شعوب معينة لها ثقافتها وفكرها الخاص  (متى- ابهود ، لوقا- اليونانيين). لقد اختاروا ورتّبوا وكيّفوا كلمات يسوع لتلائم الجمھور الذي يتوجهون إليه  وهذا لا يتناقض مع الوحي؛ بل ھو جزء منه ويرجخ أنه الوحى هو الذى أملاهم هذا .
(2) "مَلَكُوتِ لله ”.   إن المعنى اللغوي- في اللغة العبرية "مالكوت" أو الآرامية "مالكوتا" - هو سلطان الله وحكمه.
باللغة اليونانية "فاسيليا": تعني "مَلَكية" (أسم مجرد = abstract name) أو "مملكة" أو ملكوت (أسم حي) أو المُلك (مصدر فعل). هنالك مجموعة من النظريات أو المحاولات التي جَربت تفسير معنى "ملكوت الله" أو "ملكوت السموات".
كلمة ملكوت في العبرية هي "مالكوت" وفى الآرامية التي كتبت بها بعض أجزاء العهد القديم والتي كان يتحدث به اليهود في زمن السيد المسيح "مالكوتا" وتعنيان في العهد القديم والكتاب المقدس كله : "حكم الله وسلطانه الشامل وسيادته على الناس والأمم والزمن في الماضي والحاضر والمستقبل، أي التاريخ الذي يحدد مساره ويحقق فيه إرادته، والطبيعة والكون كله، في السماء وعلى الأرض، فهو خالق الكون ومدبره والمهيمن عليه".
ھ الملكوت هو الهدف المركزي من تعاليم يسوع. إنه يعني ملك لله على قلوب البشر “ عندما بدأ التلاميذ بالخدمة . لم يعرفوا بعد كل تفاصيل الإنجيل، ولكن عرفوا بالتأكيد أن يسوع الذي يتمحور حوله الإنجيل - يسوع. فبه (بالمسيح) يكرزون.
تفسير (لوقا 9: 3) 3 وقال لهم لا تحملوا شيئا للطريق لا عصا ولا مزودا ولا خبزا ولا فضة ولا يكون للواحد ثوبان.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وقد أوصى سيدنا المسيح تلاميذه قائلا : " لا تحملوا شيئا للطريق ، لا عصا ، ولا حقيبة زاد ، ولا خبزا ، ولا مالا , ولا يكون لواحد منكم ثوبان ، وذلك لأن رحلتهم كانت قصيرة لن يحتاجوا أثنائها إلى شئ من ذلك ، فضلا عن أنهم لا ينبغى أن يهتموا فى رحلتهم تلك بمظهرهم الخارجى ، وإنما فليقنع كل منهم بالثوب الذى هو مرتديه مهما كان قديما أو باليا ، فلا يهتم بأن يأخذ معه ثوبا آخر يلبسه أمام الناس ليحترموه ، لأن إحترام الناس لهم جميعا لا ينبغى أن يكون صادرا عما يرتدونه من ثياب ، ، وإنما عما ينادون به بينهم من تعاليم ، وما يصنعونه أمامهم من معجزات ، وما يؤدون لهم من خير ، ثم أنهم مهما إبتعدوا عن معلمهم فإنه سيكون مع ذلك بقوته الإلهية معهم ، يحميهم مما عسى أن يتعرضوا له من مخاطر ،
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 47
وهناك نقطة أخرى لا ينبغي أن ننساها ، وهي أن المسيح إذ وشح أولأ للرسل القديسين بقوات عظيمة هكذا، فإنه يدعوهم بعد نلك أن ينطلقوا بسرعة، ويبدأوا عملهم في إعلان سره إلى سكان الأرض كلها . لأنه كما أن القواد المقتدرين بعد أن يزودوا جنودهم الشجعان بأسلحة الحرب، يرسلونهم ضد كتائب العدو ، هكذا أيضا يفعل المسيح مخلصنا وربنا جميعا ، ويرسل معلمى  أسراره القديسين ، موشحين بالنعمة التي يمنحهم إياها ، ومجهزين كلية بالسلاح الروحاني ، ضد الشيطان وملائكته ، لكي يكونوا غير مغلوبين ومقاتلين  أشداء . لأنهم كانوا علي وشك أن يدخلوا في معركة مع أولئك الذين سيطروا علي سكان الأرض في الزمن القديم . أي أن يحاربوا ضد قوات الشريرة المضادة، الذين كانوا قد قسموا فيما بينهم كل من هم تحت السماء ، وجعلوا البشر الذين قد خلقوا على صورة الرب ، يتعبدون لهم . هذه الأرواح الشريرة ، بدأ التلاميذ حينئذ يسببون لها غيظا بدعوتهم اولئك الذين كانوا في الضلال إلى معرفة الحق ، وبإنارتهم لأولئك الذيين  كانوا في الظلمة . وجعلوا اولئك الذين يتعبدون لهم في القديم، أتباعا مخلصين للسعي في طريق القديسين.
ولأجل هذا السبب فقد كان مناسبا جدا أن يوصيهم الا يحملوا معهم أي شيء، وهو يريد بذلك أن يكونوا أحرار من كل هم عالمي ، وبذلك يعفيهم من الأتعاب التي تجلبها الأمور العالمية ، حتى أنهم بذلك لا يلقون بالأ حتى لخبزهم الضروري والذي لا غنى عنه. ولكنه من الواضح أن الذي يأمرهم أن يمتنعوا عن مثل هذه الأشياء، فإنه بذلك يقطع كلية كل محبة للمال وشهوة الربح والإقتناء . لأنه يقول ، إن مجدهم ، أي اكاليلهم ، هو ألأ يمتلكوا شينا. وهو يصرفهم عن الأشياء ألتي هي ضرورية لاستعمالهم إذ أنه أمرهم ألأ يحملوا شيئا بالمره٠٠ " لا عصا، ولا مزودا، ولا خبزا، ولا فضة، ولا يكون للواحد ثوبان ٠. لنلك، فكما قلت، لاحظوا، إنه يصرف أنظارهم عن الارتباكات الباطلة، وعن القلق من جهة الجسد، ويوصيهم ألأ يكون لهم أي اهتمام من جهة الطعام. وكأنه يكرر عيهم تلك العبارة التي في المزمور؛ إلق علي الرب همك وهو بعولك (مز 55: 22). لأنه حق أيضا هو ما قاله المسيح : " لا تقدرون ألأن تخدموا الله والمال " (مت٦: ٢٤). وأيضا : " لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضا " (مت٦: ٢١).
لذلك فلكي يعيشوا حياة لائقة وبسيطة ، وأن يكونوا أحرارا من كل قلق باطل لا لزوم له، ولكي يكرسوا أنفسهم كلية لواجب الكرازة بسر الملكوت ، ويجاهدوا بلا توقف في نشر أخبار الخلاص للناس في كل مكان ، فإنه يوصيهم ألأيعطوا اهتماما بل يكونوا بلا هم من جهة اللباس والطعام . وتكلم المخلص عن هذا الغرض ذاته في موضع حينما قال : " لتكن أحقائكم ممنطقة وسرجكم موقدة " (لو 12: 35) وهو يعني ببقوله "أحقائكم ممنطقة" استعداد العقل لكل عمل صالح، وبقوله " وسرجكم موقدة " أن يكون قلبهم مملوءا بالنور الإلهى وبنفس الطريقة يأمر ناموس موسي بوضوح أولئك الذين أكلوا من خروف الفصح قائلآ: ٠٠ وهذا تأكلونه ، وأحقائكم مشدودة وعصيكم فى أيديكم وأحذيتكم فى أرجلكم (خر١٢: ١١)
لذلك لاحظوا ، أن اولئك الذين يسكن فيهم المسيح الحمل الحقيقى يجب ان يكونوا ٠ مثل اناس متمنطقين لرحلة ، لأنهم بجب ان ٠يحذوا ارجلهم بإستعداد إنجيل السلام ، كما كتب لنا بولس المبارك (اف٦: ١٠)، وان يتوشحوا بما هو لائق بالمحاربين . لأنه ليس مناسبا لأولئك الذين بحملون الرسالة الإلهية إن أرادوا ان ينجحوا في عملهم - أن يظلوا غير متحركين ، بل ينبغي ان يتحركوا دائما. إلى الأمام ، ويركضوا ليس نحو امر غير يقيني ، بل ليربحوا رجاء مجيدا . لأنه حتى اولئك الذين سقطوا مرة تحت يد العدو، فإن كانوا بإيمان يجاهدون لأجل المسيح مخلصنا جميعا فسوف يرون إكليلآ لا يفنى .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) “لاَ تَحْمِلُوا شَيْئًا لِلطَّرِيقِ: لاَ عَصًا”. قد يبدو أن هناك تناقض بين هذه الآية والآية في (مر 6 :8) ويلاحظ أنه تكلم عن حمل العصا فالعصا دائما هى التى بتكئ عليها الإنسان لتساعده فى المشى وبلا شك أن يسوع يقصد العصى التى توضع على الكتف ويربط بها الزاد والثياب وقد يكون بالعصا مكانا سريا للنقود وغيره من مستلزمات الطريق فى طرفها خلف الكتف بينما يمسكها المسافر من طرفها الآخر من الأمام
ومن الواضح أن االهدف الأساسي من هذه الآية ھو وجوب أن يتكّلوا على تدبير لله  لهم خاصة فى التبشير والكرازة داخل الأراضى المقدسة لليهود
لا على ذواتهم . ومن الواضح أيضاً أن هذا لم يكن مبدءاً عمومياً يُفترض إتباعه في كل العصور (لو 22: 35- 36) ھ
تفسير (لوقا 9: 4) 4 واي بيت دخلتموه فهناك اقيموا ومن هناك اخرجوا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 *     وحتى إذا إحتاجوا فلا ينبغى أن يتحرجوا من أن يقبلوا - كما فعل هو - مساعدات الذين يؤمنون بكلامهم ، ويستضيفونهم فى منازلهم ، ويقدمون لهم ما يلزم من مأوى وطعام ، لأنهم إنما يعملون فى خدمة كلمة الرب ، ومن ثم فإن الرب سيهيئ لهم من بتكفل بإحتياجاتهم لأن : " العامل مستحق أجرته كما قال مخلصنا فى هذا المعنى (لوقا 10: 7) ويوفر لهم ما عسى أن يحتاجوا إليه من ضرورات ، فليكن إتكالهم عليه كاملاً ، فلن يعوزهم إذا فعلوا ذلك شئ ، وسينالون منه نعمة ، إذ تقول المزامير عن مخلصنا إبن الإله : " قبلوا الإبن لئلا يغضب ، طوبى لجميع المتكلين عليه " (المزمور 2: 12)
ثم زود مخلصنا تلاميذه بمزيد من إرشاداته قائلاً لهم : " واي بيت دخلتموه فهناك اقيموا ومن هناك إمضوا " *

تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 47
ولكن يمكنني ان اتخيل واحد يقول ، يا رب ، انت قد أوصيت خدامك الأ يحملوا اي زاد من أي نوع مما هو ضروري للطعام واللباس، فمن أين إذن يحصلون علي ما هو ضروري وما لا غني عنه لاستعمالهم؟ هذا ما يشير إليه الرب ، في الحال قائلا : " وأى بيت دخلتموه ، فهناك أقيموا ، ومن هناك اخرجوا " وهو بذلك يقول ، إن الثمر الذي ستحصلون عليه من الذين تعلمونهم ، سيكون  كافيا ، لأن أولئك الذين يحصلون منكم علي الروحيات ، وينالون الزرع الإلهي في نفوسهم، سيعتنون باحتياجاتكم الجسدية . وهذا امر لا يستطيع احد ان يلوم عليه ، لأن بولس كتب فى الرسالة : " إن كنا قد زرعنا لكم الروحيات ، أفعظيم ان حصدنا منكم الجسديات؟ هكذا أيضا أمر الرب، ان الذين ينادون بالإنجيل من الإنجيل يعيشون (١كو٩: ١١، ١٤). ويبين بوضوح ان هذه الحقيقة نفسها يشير إليها موسى إذ يقول: مكتوب ٠فى ناموس موسى لا تكم ثورا دارسا " (تث25: 4). وهو يبين ايضا ما هو قصد الناموس بقوله : ألعل الله تهمة الثيران؟ أم يقول ، مطلقا من أجلنا ، لأنه ينبغى للحراث أن يحرث على الرجاء ، أن يكون شريكا فى رجائه؟ " (1كو9: 9و 10)  . لذلك فأن يحصل المعلمون علي هذه الأشياء التافهة وسهلة المنال من اولئك الذين يتعلمون منهم ليس أمرا ضارا من أي ناحية.
ولكن المسيح امرهم ان يقيموا في بيت واحد ومنه يخرجون، لأنه من الصواب ان اولئك النين قبلوهم في بيتهم مرة ، لا ينبغي ان تسلب منهم الهبة او العطية. هذا من ناحية ، ومن الناحية الأخرى لكي لا يضع الرسل القديسون أنفسهم اي عائق في طريق غيرتهم واجتهادهم في الكرازة برسالة الرب ، بأن يدعوا انفسهم يحملون بالقوة إلى بيوت عديدة بواسطة أولئك الذين يهدفون لا ان يتعلموا منهم درسا ضروريا، بل ان يعدوا امامهم مائدة فاخرة، متجاوزين ما هو معتدل وسروري.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  “أَيُّ بَيْتٍ دَخَلْتُمُوهُ فهناك أَقِيمُوا”.   كان يجب على التلاميذ ألا يتنقلوا من بيت لبيت طلبا طعاماً أفضل أو وسائل راحة وتسلية، بل كان عليھم أن يبقوا حيث يتم استقبالھم أولاً. حتى لا يشعر صاحب البيت الذى استضافهم أولا بالنقس والخزى كم أنه إنتقالهم من بيت لآخر يظهر للمجتمع أنهم ما كانوا يسعون وراء ملذاتهم الشخصية. وحتى لا يكون قلاقل فى المدينة بالنسبة لغرباء فقدموا إليها من الخارج 
تفسير (لوقا 9: 5) 5 وكل من لا يقبلكم فاخرجوا من تلك المدينة وانفضوا الغبار ايضا عن ارجلكم شهادة عليهم.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
*     ومن لا يقبلكم فاخرجوا من تلك المدينة وانفضوا الغبار ايضا عن ارجلكم شهادة ضدهم " أة أنهم فى جولاتهم التبشيرية إذ وجدوا فى أى مدينة يدخلونها إنسانا صالحاً يؤمن ببشارتهم وبستضيفهم فى بيته ، فليقيموا فى ذلك البيت ولا ينتقلوا منه إلى اى بيت آخر ، إلى ان يزمعوا الرحيل من تلك المدينة ، ليكون ذلك البيت بمثابة كنيسة يعرف الناس مكانها ويقصدون إليها ليسمعوا كلمة الرب فيها ، وفعلا حدث أن تلك البيوت التى اقام فيها الرسل وصلوا وبشروا تحولت من بعدهم إلى كنائس تدشنت بكلمة الرب وصلوات قديسيه ، كما اوصى معلمنا تلاميذه بذلك لئلا يكون تنقلهم من بيت غلى بيت ما يثير شبها اهل المدينة ، ولا سيما رؤسائها فى حقيقة مقصدهم فيتهموهم بما هم منه أبرياء ، واما غذا لم يجدوا فى تلك المدينة من يقبلهم أو يستمع إلى بشارتهم أو يؤمن برسالتهم فليخرجوا منها ، ولينفضوا حتى ما علق بأقدامهم من غبارها ، إعلانا عن رفض أهلها لكلمة الرب التى بعث بها إليهم ، وكفرانهم بها ، وإزدرائهم بمن جاءوا ليبلغوهم إياها ، فيكون ذلك شهادة ضد اهل تلك المدينة فى يوم الدينونه ، يحاسبهم الديان عليها ويدينهم بمقتضاها ،   *
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 47
ونتعلم من كلمات مخلصنا ان إكرام القديسين له مكافأته ، لأنه قال لهم: " من  يقبلكم يقبلنى ، ومن يقبلنى يقبل الذى أرسلنى" (مت 10: 40) لأنه يأخذ لنفسه — عن قصد — الإكرامات المقدمة للقديسين، ويجعلها خاصة به ، لكي يكون لهم أمان من كل جهة. فهل هناك ما هو أفضل أو ما يمكن أن يقارن بالكرامة والمحبة الواجبة نحو الله؟ ولكن هذا يتحقق بإعطاء الإكرام للقديسين، وإن كان ذلك الذي يقبلهم هو مغبوط حقا ، وله رجاء مجيد ، فكيف لا يجب أن يكون العكس أيضا صحيحا بصورة كلية ومطلقة، لأنه ينبغي أن يكون مملوءا من التعاسة التامة ، ذلك الذي لا يبالى بواجب إكرام القديسين . لهذا السبب قال الرب : " حينما تخرجون من ذلك البيت ، انفضوا الغبار عن أرجلكم شهادة عليهم"(مت 10 : 14 و لو 9 : 5)
وبعد ذلك ينبغي أن نري ماذا يعني هذا الكلام؟ يعني أنهم ينبغي أن يرفضوا أن ينالوا أي شيء بالمرة من أولئك الذين لا يقبلونهم ، ولا يحفظون الوصايا التي يسلمونها لهم ولا يطيعوا الرسالة المقدسة ، ولا يقبلوا الإيمان . لأنه أمر بعيد الاحتمال أن أولئك الذين يحتقرون رب البيت يكونون كرماء مع خدامه ، وأن أولئك الذين — بعدم التقوى — يتجاهلون الدعوة السماوية يطلبون بركة من كارزيها بأن يقدموا لهم أشياء لا قيمة لها ، ومثل هذه الأشياء يستطيع التلاميذ أن يحصلوا عليها بدون تعب من الذين يرعونهم . لأنه مكتوب " زيت الخاطئ لا يدهن رأسى " (مز141 : 5 سبعينية)، وإلى جانب ذلك ينبغي أن يشعروا أنهم مدينين بالحب ، فقط لأولئك الذس يحبون المسيح ويمجدونه ويتجنبون كل الآخرين الذين هم علي خلاف ذلك .لأنه مكتوب : " ألم أبغض مبغضيه ، يا رب، وأمقت أعداءك٠ بغضا تاما ابغضتهم. صاروا لى أعداء (مز١٣٩: ٢١، ٢٢). هكذا  يكون حب الجنود الأرضيين لملكهم: لأنه ليس ممكنا لهم أن يحبوا الغرباء بينما يقدمون الاهتمام الواجب لمصالح ملكهم , ونحن نتعلم هذا أيضا، مما قاله المسيح : " من ليس معي فهو على ومن لا يجمع معى فهو يفرق" (مت 12 : 30)
لذلك فكل ما أوصي به المسيح رسله القديسين كان مناسبا بالضبط لنفعهم وفائدتهم، الذي به ومعه الرب الآب التسبيح والربوبية مع الروح القدس، إى دهر الدهور آمين.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) “انْفُضُوا الْغُبَارَ أَيْضًا عَنْ أَرْجُلِكُمْ شهادَةً عَليهھِمْ ”.  ونفض الغبار له عدة معان أولًا ـ نفض الغبار عن الأرجل لا للنظافة بل كعلامة لترك كل شيء قد يعلق بالإنسان بعد أن يترك مكانًا ما إلى مكان آخر شهادة وعلامة على رفض المكان بمل ما فيه حتى ذرات التراب يجب أن يبقى فى المكان المرفوض ، سواء أكان المكان بيتًا أم بلدة أم بلادًا. فكان اليهودي وخاصة الربانيون (الفريسين والكتبة .. أأخ) ينفض غبار حذائه بعد أن يغادر بلدًا وثنيًا حتى يتخلص من باقي آثار الوثنية. وهذا ما فعله بولس وبرنابا بعد أن غادرا إنطاكية بيسيدية إلى ايقونية (أع 13: 51). وحول يسوع نفض الغبار من مجرد عادة إلى أمر لتلاميذه إلى الخروج من أي بيت أو مدينة ترفضهم، ونفض غبار أرجلهم من ورائهم (مت 10: 14 ومر 6: 11). ولا تزال هذه العادة تحمل المظهر ذاته في بلاد الشرق إلى اليوم. ويفعل ذلك من يخرج من بيت ما فاشلًا في تحقيق مشروع له.
ثانيًا ـ تذرية الغبار (والتراب) في الهواء، كمظهر للغضب والثورة والتهديد، وهو ما يحصل، عفوًا، بمجرد تجمع عدد من الثائرين أو المتوعدين.وقد ذرى الغبار في الجو لما تجمع اليهود حول بولس في القدس وسلموه إلى المعسكر (أع 22: 23) وذراه أيضًا شمعي، وهو يسير مقابل داود ويشتمه (2 صم 16: 13).
ثالثًا ـ الغبار الذي تحمله الزوابع ويبدو كأنه ينزل من السماء كالمطر. وهو أمر شائع في المناطق الصحراوية أو القريبة من الصحاري. ولذلك هدد موسى العبرانيين، في خروجهم من مصر إلى فلسطين بأن الله يجعل المطر غبارًا وترابًا ينزل عليهم من السماء إن هم لم يسمعوا صوت الرب إلههم ولم يعملوا وصياه وفرائضه (تث 28: 24).
تفسير (لوقا 9: 6)  6 فلما خرجوا كانوا يجتازون في كل قرية يبشرون ويشفون في كل موضع
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
*   وقد اطاع التلاميذ معلمهم ، فراحوا يطوفون فى المدن والقرى ، ويبشرون بالإنجيل ، ويشفون المرضى فى كل مكان يذهبون إليه ، عاملين بوصايا مخلصهم ومسترشدين بإرشاداته ، فكان ذلك ، على مقتضى قصد معلمنا فيما قصد ، خير تدريب لهم على التبشير بعد ذلك ، لا فى الأراضى المقدسة وحدها ، وإنما فى العالم أجمع .     *  

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 9

 2. اضطراب هيرودس (لوقا 9: 7-9)
تفسير (لوقا 9: 7) 7 فسمع هيرودس رئيس الربع بجميع ما كان منه وارتاب.لان قوما كانوا يقولون ان يوحنا قد قام من الاموات.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وقد سمع هيرودس أنتيباس ملك الجليل بكل ما يجرى على يدى مخلصنا ، ولا سيما بعد ان إنتشر تلاميذه فى كل أرجاء البلاد يبشرون به ، فإرتبك ذلك الملك الطاغية السافك للدماء من كل ما سمع عنه من معجزات يصنعها بنفسه او بواسطة تلاميذه ، حتى لقد ذاعت شهرته بين اليهود جميعا ، وراحوا يفكرون فيما بينهم فيما عساه أن يكون : فقال قوم منهم ..  ان يوحنا قد قام من الاموات بعد ان قتله هيرودس ،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) “ھ هيرودُسُ رَئِيسُ الرُّبْع ”. هو هيرُودُسُ أَنْتِيبَاسُ. هو الذي قطع رأس يوحنا المعمدان وكان حاكماً على الجليل وبيرية. حكم بعد والده هيرودس الكبير، عام 4 ق.م. وحكم حتى عام 39 م.
غالباً ما يذكر لوقا هيرودس على أنه  : (أ) ارتيابه ورغبته في أن يرى يسوع، (لو 9 : 7- 10) (ب) محاولته قتل يسوع، (لو 13: 31- 33) (ج) استجوابه ليسوع بناءً على طلب بيلاطس، (لو 23 : 8- 12)
(2) " ارْتَابَ ”. نحويا  فعل ماضي متصل مبني للمعلوم في الأسلوب الخبري، يشير إلى عمل متكرر في الماضي. إستخدم لوقا  وتعتبر كلمة إرتاب  (diaporeō) عدة مرات فى  (لو 9: 7 ) ( أع 2: 12 & 5: 24 & 10: 17 &  ) تعتبر كلمة إرتاب كلمة خاصة بلوقا لم يستخدمها أى كاتب من كتبة العهد الجديد
(3) " يُوحَنَّا قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ ”.  يخبرنا متى ( 14 : 2) ومرقس ( 6 :  14)  أن هيرُودُسُ أَنْتِيبَاسُ. كان فى الغالب ضميرة يؤنبه من قتل يوحنا المعمدان فأصابه القلق عندما اعتقد أن يسوع ھو المعمدان القائم من الأموات.
تفسير (لوقا 9: 8) 8 وقوما ان ايليا ظهر.واخرين ان نبيا من القدماء قام.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 *    وقال قوم آخرون : انه إيليا النبى قد ظهر ثانية ، وقال فريق ثالث : أنه أحد الأنبياء الولون غير هذا وذاك قد قام ، وهكذا قد إعتقدوا جميعا ان مخلصنا ليس إنسانا عاديا ، وإنما هو نبى من انبيائهم السابقين ، قد عاد إلى الحياة بعد موته بمئات السنين ، وعلى الرغم من أنهم لم يدركوا أن هذا هو المسيح غبن الرب الذى تنبأت به كل أسفارهم المقدسة بمحبته ،   *
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) “لأن قَوْمًا كَانُوا يَقُولُونَ: إِنَّ إِيلِيَّا ظهرَ ”.  تتحدث التوراة عن مجيء إيليا مرة أخرى  مجيئُه يسبق مجيءَ المسيح إلى عالم البشر. وقد تنبأ أنبياء التوراة أن الحالة قبل مجيء المسيح ستكون في غاية السوء من الناحية الدينية والسياسية ، فيجيء إيليا ليهيّئ الطريق لمجيء المسيح الذي يصلح الأحوال السيئة.   ولما لم يعترف اليهود بالمسيح حتت هذا اليوم فهم ما زالوا ينتظرون إيليا  وفى عيد الفصح يدعوا رب البيت أحد أطفاله بفتح باب البيت وينادى على إيليا لعله يأتى
وقد ظهر يوحنا المعمدان قبل مجيء المسيح مباشرة، يعظ الناس بالتوبة مبكّتاً إياهم على خطاياهم  وكان يعمدهم بمعمودية التوبة ، فأخذ كثيرون يتساءلون إن كان هذا هو المسيح الآتي الذي ينتظرونه، أو إن كان هو النبيّ إيليا الذي سيجهّز الطريق لمجيء المسيح (يوحنا 1:21). وبعد أن قطع هيرودس رئيس الربع رأس يوحنا المعمدان، سمع بمعجزات المسيح، فملأت نفسه المخاوف، لأن قوماً كانوا يقولون إن يوحنا المعمدان قد قام من الأموات، وقوماً إن النبي إيليا قد ظهر (لوقا 9:7 ، 8). وقبل ظهور إيليا على جبل التجلي مع موسى، سأل السيد المسيح تلاميذه: »مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الْإِنْسَانِ؟« فَقَالُوا: »قَوْمٌ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ، وَآخَرُونَ إِيلِيَّا« (متى 16:13 ، 14). إذا وحتى فى عصر يسوع كانوا يعتقدون فى المسيح أنه إيليا وبعد أن رأى ثلاثةٌ من تلاميذ المسيح أمجاد التجلّي على الجبل - أوصاهم المسيح وهم نازلون من الجبل قائلاً: »لَا تُعْلِمُوا أَحَداً بِمَا رَأَيْتُمْ حَتَّى يَقُومَ ابْنُ الْإِنْسَانِ مِنَ الْأَمْوَاتِ«. وَسَأَلَهُ تَلَامِيذُهُ: »فَلِمَاذَا يَقُولُ الْكَتَبَةُ إِنَّ إِيلِيَّا يَنْبَغِي أَنْ يَأْتِيَ أَوَّلاً؟« فَأَجَابَ يَسُوعُ: »إِنَّ إِيلِيَّا يَأْتِي أَوَّلاً وَيَرُدُّ كُلَّ شَيْءٍ. وَلكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ جَاءَ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ، بَلْ عَمِلُوا بِهِ كُلَّ مَا أَرَادُوا. كَذلِكَ ابْنُ الْإِنْسَانِ أَيْضاً سَوْفَ يَتَأَلَّمُ مِنْهُمْ«. حِينَئِذٍ فَهِمَ التَّلَامِيذُ أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ عَنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ« (متى 17:9-13). من هذا كله يتضح لنا أن اليهود كانوا يتوقَّعون مجيء إيليا قبل مجيء المسيح، وقد بنوا كلماتهم هذه على ما جاء في نبوة ملاخي: »هَئَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا النَّبِيَّ قَبْلَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ وَالْمَخُوفِ، فَيَرُدُّ قَلْبَ الْآبَاءِ عَلَى الْأَبْنَاءِ، وَقَلْبَ الْأَبْنَاءِ عَلَى آبَائِهِمْ« (ملاخي 4:5 ، 6). وقد توقَّع اليهود أن يجيء إيليا نفسهُ. ولكن تفسير السيد المسيح أظهر لنا أن إيليا الذي كان يجب أن يجيء ليهيّئ الطريق لمجيء المسيح، هو إيليا روحي، إيليا آخر، ولقد جاء يوحنا المعمدان بنفس روح إيليا، وبنفس طريقة  كان إيليا ويوحنا المعمدان كلاھما نبيان، متشابھان في نمط
حياتھما ولباسھما.
(2) “يُوحَنَّا أَنَا قَطَعْتُ رَأْسَه ”. الرواية الأكمل توجد في (مرقس 6 :
14- 26)
تفسير (لوقا 9: 9)  9 فقال هيرودس إن يوحنا انا قطعت راسه.فمن هو هذا الذي اسمع عنه مثل هذا. ؟
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
*    فإن كلامهم عنه فى إجلال وإكبار بأنه نبى أغاظ هيرودس وأفزعه وبلبل فكره ومن ثم راح يقول : "  يوحنا انا قطعت راسه.فمن هو هذا الذي اسمع عنه مثل هذه الأمور وكان يطلب ان يراه ولعله خاف بالفعل من أن يكون هذا هو يوحنا الذى سبق له أن قطع رأسه وقد عاد إلى الحياة لينتقم لنفسه منه ، على أى حال خاف هيرودس أن يكون هذا أى نيى من ألنبياء غير يوحنا ، لأن أى نبى سيوبخه كما سبق ليوحنا أن وبخه - على شروره وىثامه وجرائمه التى إرتكبها ، وسينقص من مهابته وسطوته لدى الشعب ، وربما ادى إلتفاف الشعب حول ذلك النبى إلى زعزعة مكانته    *

 تفسير انجيل لوقا الاصحاح 9

 3. التلاميذ وإشباع الجموع (لوقا 9: 10-17)
تفسير (لوقا 9: 10) 10 ولما رجع الرسل اخبروه بجميع ما فعلوا.فاخذهم وانصرف منفردا الى موضع خلاء لمدينة تسمى بيت صيدا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 *   ولما رجع رسل فادينا من جولتهم التبشيرية فى بلاد اليهود أخبروه بكل ما فعلوا ، فأخذهم معه على إنفراد إلى موضع قفر عند مدينة تدعى بيت صيدا ليستريحوا من عناء رحلتهم بعيدا عن الجموع التى كانت دائما تتزاحم حوله فى كل مكان ، فلا تترك له ولا لتلامييذه فرصة ليستريحوا لحظة واحده ، إذ كان ذلك الموضع الذى أخذهم إليه برية بعيده تقع على الشاطئ الشرقى من نهر الأردن قرب مصبه ،    *
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 48
٠٠ ان اليهود، في رايي، ليس لهم ولا حجة واحدة يمكن ان تنفعهم امام منبر الله ليبرروا بها عدم طاعتم، لأن مقاومتهم لا تبدو معقولة . ولماذا الأمر هكذا؟ لأن ناموس موسى يمكن ان يقودهم - بواسطة الظلال والرموز - إلى سر المسيح. لأن الناموس او بالحري الأشياء التي يحتويها ٠ كان رمزيا ، وكان سر المسيح مصورا فيه بواسطة المثل والظل كما في رسم . وقد سبق الأنبياء المباركون ايضآ فتنبأوا انه في الوقت المعين ينبغي ان يأتى واحد ليفدي كل الذين تحت السماء ، بل اعلنوا عن مكان ميلاده بالجسد ، والآيات التي سيعملها ولكن اليهود كانوا معاندين جدا ، وكان عقلهم متشبثا بما يتفق فقط مع تحيزاتهم حتى انهم لم يقبلوا كلمات التعليم ولم ينقادوا للطاعة ولا بواسطة المعجزات الرائعة والمجيدة جدا.
هكذا إذن كان سلوكهم ، ولكن دعونا نحن الذين قد اعترفنا بحقيقة ظهوره ، ان نقدم له تسبيحنا لأجل اعماله الإلهية مثلما هو مسجل في الفقرة التي امامنا ،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) “لَمَّا رَجَعَ الرُّسُلُ أَخْبَرُوهُ بِجَمِيعِ مَا فَعَلُوا”. كان يسوع فيما يبدوا يحاول أن يحظى ببعض الوقت للصلاة ولكن من الآية 11 يتضح أن
الجموع قد تبعته. إنه لأمر مذهل كيف كان يستطيع يسوع دائماً أن يجد وقتاً للصلاة ولعامة الشعب (يرحب بهم ، ويستقبلھم ويكلّمهم عن الملكوت، ويُعنى بأولئك المحتاجين). ولكنه كان أيضا في حاجة لأن يمضي بعض الوقت على انفراد مع الاثني عشر. إذا فقد كان يصرف وقته فى ثلاث محاور رئيسية أولا فى علاقته مع الله والإنفراد فى البرارى والقفار ثانيا : فى تدريبه لتلاميذه ليحملوا مشعل التبشير والخدمة والرعاية  ثالثا : فى إستقباله وتعليمه للجموع وشفاء أمراضهم وإخراج الأرواح النجسة وما إلى ذلك من معجزات
(2) " لِمَدِينَةٍ ”. توجد عدة اختلافات نصية جزئية طفيفة. فى المخطوطات (أ) "مدينة"- المخطوطات 75 X، L، B،!،P -1  (ب) "بلدة"- المخطوطة D   (ج) "مَوْضِعٍ خَلاَءٍ في مَدِينَةٍ"- المخطوطات W، C،A   (د) "مَوْضِعٍ خَلاَءٍ"- المخطوطة ! (ما يشابه مت 14: 13) ( مر 6: 32)
(3) "بَيْتَ صَيْدَا”. ھ مدينة تقع على الضفة الشمالية لبحر طبرية [على بحر الجليل أو بحيرة جينسارت ] (يو 6 :1)
وبيت صيدا معناه “بيت الصيد”. وكانت فى هذه المدينة بيت بطرس ، وأندراوس، وفيلبس (يو 1 : 44 & 12 : 21)  قبل ان ينتقل إلى كفر ناحوم  ھ
كان فيلبس رئيس الربع قد وسّع هذه القرية إلى مدينة وأعاد تسميتها باسم يوليا نسبة إلى ابنة أغسطس قيصر (انظر يوسيفوس: 18.2.1.Antiq.)
تفسير (لوقا 9: 11) 11 فالجموع اذ علموا تبعوه.فقبلهم وكلمهم عن ملكوت الله.والمحتاجون الى الشفاء شفاهم.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
*   غير أن جموع الناس الذين كانوا يتلهفون على رؤيته ويبحثون عنه اينما ذهب لم يلبثوا بمكانه البعيد فتبعوه إليه  فلم يغضب من ذلك اة يتضجر وغنما إستقبلهم ، واخذ يكلمهم كعادته عن ملكوت الرب ، والمحتاجون إلى الشفاء شفاهم ، وقد مكثوا معه اليوم كله ،    *
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 48
 لأننا نتعلم من هذه الفقرة ان مخلصنا كان يخرج من وقت إلى أخر إلى اورشليم والمدن والبلدان الأخرى ، وكانت الجموع تتبعه ، فكان البعض منهم يطلبون التحرر من طغيان الشياطين ، أو الشفاء من المرض ، ولكن البعض الآخر كانوا يرغبون أن ينالوا منه التعليم، وكانوا يلازمونه على الدوام بإخلاص عظيم وبجدية ، لكى يتعرفوا تماما على تعاليمه المقدسة .
تفسير (لوقا 9: 12) 12 فابتدا النهار يميل.فتقدم الاثنا عشر وقالوا له اصرف الجمع ليذهبوا الى القرى والضياع حوالينا فيبيتوا ويجدوا طعاما لاننا ههنا في موضع خلاء.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
حتى إذا بدأ النهار يميل ، تقدم إليه تلاميذه الإثنا عشر ، وقالوا له : "  اصرف الجمع ليذهبوا الى القرى والضياع حوالينا فيبيتوا ويجدوا طعاما لاننا ههنا في موضع قفر " وقد كان مخلصنا يعلم ما هو مزمع ان يفعل ،
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 48
حينمإ بدأ النهار يميل كما يقول البشير ، وكان المساء قد أقبل أعطى التلاميذ اهتماما بالجموع وإقتربوا من المخلص يسألونه من أجلهم . لأنهم قالوا : أصرف الجموع ليذهبوا إلى القرى والحقول حوالينا فيبيتوا ويجدوا طعاما، لأننا هنا موضع خلاء ٠.
ولكن دعونا نبحث بعناية عن معني عبارة : " أصرف الجموع " لأننا سنري بواسطتها الإيمان العجيب الذى للرسل القديسين ، وأيضا سنرى القوة الفائقة للطبيعة والمدهشة التي للمسييح مخلصنا ، فقد كانوا يتبعونه طالبين منه أن ينقذهم من الأرواح الشريرة التي تعذبهم ، بينما آخرون كانوا يطلبون الشفاء من أمراض متنوعة . لذلك حيث إن التلاميذ عرفوا أنه بمجرد رضا مشيئته يستطيع أن يتمم لأولئك المرضى ما كانوا يطلبونه ، لذلك قالوا له أصرفهم ، وهم لا يتكلمون هكذا كما لو كانوا منزعجين من الجموع أو كانوا يعتبرون أن الوقت قد مضى، بل إذ كانوا مأخونين بالمحبة نحو الجموع ، بدأوا يهتمون بالشعب كما لو كانوا يمارسون مقدما وظيفتهم للرعوية ، لكي نتخذ منهم قدوة لأنفسنا . لأن الاقتراب (من الرب) والتوسل إليه نيابة عن الشعب ، هو فعل لائق بالقديسين ، وهو واجب الآباء الروحيين ، ودليل علي قلب له اهتمام ليس بالموضوعات. الشخصية وحدها، بل أعتبر مصالح الآخرين -هي مصلحته الشخصية وهذا مثل واضح جدا علي هذه المحبة الفائقة. وان كان يسمح لنا أن نمتد بتفكيرنا فوق مستوى الأمور البشرية، فإننا نقول: لأجل منفعة الذين يناسبهم هذا ، إننا حينما نواصل الصلاة بحرارة ، مع المسيح ، سواء كنا نسأله الشفاء من أمراض ارواحنا ، او أن يخلصنا من أي أمراض أخرى ، أو كنا نرغب أن نحصل على اي شيء لأجل فائدتنا ، فليس هناك أدنى شك أنه حينما نسأل في الصلاة أي شيء صالح لنا ، فإن القوات العقلية ، وكذلك أولئك الرجال القديسين الذين لهم دالة أمامه، يتضرعون لأجلنا.
ولكن لاحظوا اللطف غير المحدود لذلك الذي يتوسلون إليه ، فهو لا يهب فقط كل ما يسألون منه أن يمنحه لأولئك الذين تبعوه ، بل أيضا يضيف خيرات من يده اليمنى السخية ، منعشا بكل طريقة أولئك الذين يحبونه ، ويرعاهم ويغذيهم بالشجاعة الروحية . هذا ما يمكن أن نراه مما نقرأ الآن ، لأن التلاميذ القديسين طلبوا من المسيح أن يصرف أولئك الذين كانوا يتبعونه ليتفرقوا بقدر ما هو مستطاع ، ولكنه أمرهم أن يزودوهم بالطعام . ولكن هذا الأمر كان مستحيلا في نظر التلاميذ ، لأنه لم يكن معهم أي شيء سوي خمس خبزات وسمكتين ، وهذا ما اعترفوا به له حينما اقتربوا منه لذلك ، فلكي يوضح عظمة المعجزة ، ويجعلها تظهر بكل طريقة أنه هو الرب بطبيعته الخاصة ، فقد أكثر هذه الكمية الصغيرة أضعافا مضاعفة ، ونظر إلى فوق إلى السماء ليطلب بركة من فوق قاصدا بهذا أيضا ما هو لخيرنا . لأنه هو نفسه الذي يملأ كل الأشياء ، إذ هو نفسه البركة التي تأتى من فوق ، من الآب ، ولكي نتعلم نحن أننا حينما نبدأ في الأكل ونكسر الخبز ، فمن واجبنا أن نقدمه إلى الرب ، واضعين إياه علي أيدينا الممدودة ونستزل عليه بركة من فوق ، ولنلك فقد صار هو سابقا لنا، ومثالآ ، وقدوة في هذا الأمر.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) كان الشعب يتابعه ويتابع أعماله ويريد أن يرى ذلك الذى يصنع المعجزات ويقيم الموتى فكان يكرز في الريف والبرارى وحول بحيرة طبرية ؛ ما من مبنى كان كبيراً بما يكفي للأعداد المتزايدة من الشعب التى تلتف حوله ففى إحدى المرات وقف فى السفينة ووعظ الناس وهم على الشاطئ من كثرتهم وكان فى البداية يدخل المجامع ويعلم ولكن ما كان  رؤساء اليهود يريدونه أن يكرز في المجامع. المشكلة أنه لم تكن هناك إمكانيات في هذه المناطق البعيدة لتسد حاجات الجموع (طعام، مأوى، مراحض، الخ.). كان الرسل يبدون إهتماما وكانوا يخدمون ويفخرون بهذه الجموع ، ولكن يسوع كان يريدهم أن يروا الإيمان.
تفسير (لوقا 9: 13) 13 فقال لهم اعطوهم انتم لياكلوا.فقالوا ليس عندنا اكثر من خمسة ارغفة وسمكتين الا ان نذهب ونبتاع طعاما لهذا الشعب كله.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
* ولكن أراد سيدنا المسيح أن يختبر مدى إيمان تلاميذه به وبقدرته فقال لهم : " اعطوهم انتم لياكلوا" فقالوا : "  ليس عندنا اكثر من خمسة ارغفة وسمكتين الا ان نذهب ونبتاع لهذا الشعب كله طعاما"  إذ كانوا نحو خمسة ألاف رجل ، فبرهن تلاميذه بقولهم هذا على أنهم حتى ذلك الحين ، وعلى الرغم من كل ما صنع معلمهم أمام أعينهم من معجزات تفوق مدارك البشر وقدرتهم ، لم يكونوا بعد قد ادركوا كل الإدراك حقيقة شخصيته الإلهية القادرة على كل شئ ، "     
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 48
ولكن ماذا كانت نتيجة المعجزة إنها كانت إشباع جمع كبير وذلك بحسب ما أضافه واحد آخر من البشيرين القديسين إلى رواية المعجزة . والمعجزة لا تنتهي هنا ، إذ انه جمعت أيضا "إثنتا عشر قفة من الكسر " وما هو الذي نستتجه من هذا؟ إنه تأكيد واضح أن كرم الضيافة ينال مكافأة جزيلة من الرب فالتلاميد قدموا خمس خبزات ، ولكن بعد أن تم إشباع جمع كبير هكذا، فقد جمع لكل واحد منهم قفة مملوءة من الكسر . لذلك ، فلا يجب أن يكون هناك شيء يعوق أولئك الذين يريدون ان يستضيفوا الغرباء، مهما كان هناك ما يمكن ان يهم إرادة وإستعداد الناس لذلك ، ولا يقول أحد" إني لا املك الوسيلة المناسبة، وما أستطيع أن افعله هو تافه تماما لا يكفي كثيرين . يا أحبائي استضيفوا الغرباء ، وتغلبوا على عدم الاستعداد الذي لا يربح أي مكافأة لأن المخلص سيضاعف القليل الذي لكم مرات أكثر من أي توقع ورغم انك لا تعطي إلأ القليل ، فسوف تنال الكثير " لأن من يزرع بالبركات فبالبركات أيضا يحصد (٢كو٩: ٦) حسب كلمات بولس المبارك.
لذلك، فإن إشباع الجموع في البرية هو جدير بكل اعجاب ، ولكنه نافع بطريقة أخرى . لأننا يمكن ان نري بوضوح ان هذه المعجزات الجديدة تتوافق مع تلك المعجزات التي في العهد القديم ، وأنها اعمال ذات القوة الواحدة التي للشخص المقتدر الذي صنع المعجزات في العهد القديم. فقد أمطر على الإسرائيلين منا في البرية وأعطاهم خبزا من السماء ، اكل الإنسان خبز الملائكة حسب كلمات التسبيح في المزامير (مز٧٧: ه٢٤،٢ س)٠ ولكن يا للعجب! فإنه في البرية أيضا أشبع بسخاء ووفرة أولئك المحتاجين إلى الطعام ، أتى به كأنه من السماء . لأن إكثاره للقليل مرات مضاعفة ، وإطعامه جمع كثير كهذا بالقليل الذي هو كالعدم ، إنما يشبه تلك المعجزة السابقة (إعطاء المن). وأوجه حديثي مرة أخري إلى حشد اليهود قائلا: إنكم كنتم في حاجة إلى الماء الطبيعي ، حينما كنتم تسيرون في تلك البرية الشاسعة، وأعطاكم الله رغبتكم بما يفوق كل التوقعات، وذلك من مكان لم تكونوا تطلعون إليه ٠ لأنه كما يقول المرنم ; هو شق الصخرة في البرية ، واعطاهم شرابا كأنه لجج عظيمة، واخرج مياها من الصخر، وجعل المياة . تفيض كالأنهار " (مز 77 : 15 و 16 س) فأخبرني إذن: هل سبحت صانع المعجزة حينما شربت؟ هل تحرك لسانك بالشكر؟ او هل دفعك ما . قد حدث للاعتراف بقوة الرب التي لا ينطق بها؟ الأمر ليس كذلك ، لأنك تتذمر علي الرب قائلا: هل يقدر الرب أن يرتب مائدة في البرية؟ انه ضرب الصخرة فتفجرت المياه، وفاضت الأودية، فهل يستطيع  أيضا أن يعطى خبزا;أو يهيئ مائدة لشعبه ٠ (مز٧٧: ٩ ١و ٠ ٢س)٠ أنت لم تندهش لرؤيه الصخر الصواني يصير ينبوعا لأنهار غزيرة ، والينابيع تخرج بطريقة عجيية من داخل الأحجار ، والوديان تجري بقوة سريعة ، ولكنك تنسب الضعف للقادر عني كل شيء . ومع ذلك فكيف لا يكون واجئا عليك بالحري أن تلاحظ وتدرك انه هو رب القوات ؟ فكيف يكون غير قادر علي ان يهيئ مائدة، وهو الذي جعل الصخر الصواني ينبوعا ونهرا يفيضان علي ذلك الجمع؟
  *
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) “أَعْطُوهم أَنْتُمْ لِيَأْكُلُوا”. نحويا (أمر ماضي بسيط مبني للمعلوم)  معجزة إطعام الخمسة آلاف مدونة في كل الأناجيل الأربعة (مت14 : 13- 31) (مر 6: 32- 41) (يو 6: 1- 4) 
هذه المعجزة من الإطعام المعجزي كانت أدلة هائلة على أن يسوع هو المسيا الموعود استناداً إلى التفسير الرباني لوعود العهد القديم عن المسيا الذي يؤمن الغذاء لليهود أليس الرب يهوه هو الذى كان يقوت الشعب فى البرية أربعين سنة فى زمن موسى ( تث 18: 13 ، 18) (مز 132 : 15)  (أش 49: 15)  ولكن لم يظهر الرب يهوه فى هذه المعجزة فظهر يسوع بقوته اللاهوتية لأنه قوة الرب وقدرته فالإله ظهر فى الجسد وشخصة كنبيى بدلا من موسى ولما كان يسوع يعرف ما يفكر فيه الإنسان ( لو 4: 3- 4) غالباً ما كانت الجموع تسيء دوافع يسوع لفعل المعجزة وتتبعه للأسباب الخطأ لأنهم يريدون أن يأكلوا .. أو رؤية معجزة للفرجة مثلا (يو 6 : 14 ، 15)
(2)  : لَيْسَ عِنْ عندنا أَكْثَرُ مِنْ خَمْسَةِ أَرْغِفَةٍ وَسَمَكَتَيْنِ ”.  نعلم من (يوحنا 6 : 9) خمسة أرغفة وسمكتين كان طعام غداء أحد الأولاد ربما كان من أقارب أحد من التلاميذ أو ولده . أهذه المناقشة تدل على أن يسوع كان يدفعهم للعمل بالقوة التى أخذوها منه فى هذا الوقت ولكنهم كانوا بعيدين  فى تفكيرهم عن إستخدام القوة والسلطان ربما لأنهم كانوا يعتمدون عليه كصاحب القوة والسلطان عنه بالرغم من أنه أعطاهم قوة وسلطانا . وكان تفكيرهم العقلى المنطقى لا يقدر أن يحل هذه المشكلة
(3) "إِلاَّ أَنْ ”. نحويا جملة شرطية من الفئة الثالثة تدل على إمكانية أو احتمال حدوث عمل. راجع (1 كور 14 : 5) ( فيل 3: 12)
تفسير (لوقا 9: 14)  14 لانهم كانوا نحو خمسة الاف رجل.فقال لتلاميذه اتكئوهم فرقا خمسين خمسين.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
*  من ثم قال لهم : " إجلسوهم جماعات خمسين خمسين " ففعلوا ذلك وأجلسوهم جميعا ،     * و
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) “لأَنهم  كَانُوا نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُل”. غير معروف  بالتأكيد مدى حجم ذلك الحشد، ولكن حضور بعض النسوة والأطفال على الأقل أمر محتمل، كما يشار إلى وجود أناس آخرين كثيرين ويقدر المؤرخين العدد فيما بين 15- 20 ألفا
(2) " أَتْكِئُوُهم فِرَقًا خَمْسِينَ خَمْسِينَ ”. إلهنا إله نظام وليس تشويش قام يسوع بتنظيم هذا العدد الكبير  فكّروا كم عدد الجماعات المؤلفة من
50 التي يشكلها ال 5000 وأكثر. حتى مع وجود التلاميذ الاثني عشر لخدمتھم، كانت تلك مهمة صعبة للغاية ومرهقة لهؤلاء التلاميذ الأثنى عشر
تفسير (لوقا 9: 15)  15 ففعلوا هكذا واتكاوا الجميع.
تفسير (لوقا 9: 16) 16 فاخذ الارغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وباركهن ثم كسر واعطى التلاميذ ليقدموا للجمع.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
*  وعندئذ أخذ الخمس خبزات والسمكتين ، ثم رفع نظرة للسماء وباركها وكسر واعطى تلاميذه ليقدموا للجمع ، فأكلوا وشبعوا جميعا ، 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) “رَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ ”. فى وحدانية مع الآب رفع يسوع نظرة إلى السماء ولكنه لم يتكلم ويطلب شيئا ولكنه وقف فى وضع صلاة اليهودى جسديا ورفع نظره للسماء  : (أ)  واقفاً (ب) رافعاً يديه إلى الآب فى السماء (ج) رافعاً نظره نحو السماء وهذا فى كونه علامه على أن الآب فى الإبن والإبن فى الآب
(2) " باركهن َّ، ثُمَّ كَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ ”. نحويا الفعلان الأولان هما في الماضي البسيط المبني للمعلوم في الأسلوب الخبري، ما يدل على صلاة وكسر، ولكن الفعل الثالث ماضي متصل مبني للمعلوم في الأسلوب الخبري، ما يدل على عطاء متواصل. المعجزة استمرت في الحدوث مع استمرار تكسيره للطعام ومناولته لهم . فكّروا ثانية بحجم  هذه الجموع. لقد إنذهل التلاميذ من جديد.
تفسير (لوقا 9: 17) 17 فاكلوا وشبعوا جميعا.ثم رفع ما فضل عنهم من الكسر اثنتا عشرة قفة
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 *   ثم رفعوا من الكسر التى تبقت عنهم إثنتى عشر قفة ممتلئة ، وقد برهن مخلصنا بهذه المعجزة الفذة على سلطانه على عالم المادة الجامدة ، كما برهن بمعجزة تهدئة البحر والريح على سلطانه على المادة السائلة وعلى الهواء ، بل لقد برهن بذلك كله على أنه هو الخالق ، كما صرح بذلك القديس يوحنا إذ قال فى بشارته ، " كل شء به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان" (يوحنا1: 3) لأنه إذ أوجد من  العدم طعاما لتلك الألاف من الناس ، إنما خلقه خلقا ، كما خلق فى البدء كل شئ ، وغير المؤمنين والمنكرين لإلوهيته يعللوا معجزات الشفاء التى صنعها بأسباب نفسية لدى المرضى أدت كما يزعمون إلى شفائهم ، فلن يمكنهم ذلك أمام هذه المعجزة التى أعطى الناس بها طعاماً منظورا وملموسا أكلوا منه ختى شبعوا ، ثم فاض من هذا الطعام مقدار كبير إحتفظوا به كما إحتفظ موسى فى القديم بمقدار من الخبز الذى أعطاه الرب بمعجزة لبنى غسرائيل حتى جاعوا وهم هائمون فى صحراء سينا بعد أن نفذ ما لديهم من طعام ، حتى إذا راوا بأعينهم فيما بعد أو راى أحفادهم هذا المقدار من الخبز الذى إحتفظ به موسى ، تذكروا تلك المعجزة التى صنعها الرب ، فإستمروا فى إيمانهم ، وإستقر ذلك الإيمان فى قلوبهم ، كما برهن مخلصنا بتلك المعجزة التى صنعها على أنه مستعد فى كل حين لأن يسد بقدرته الإلهية إحتياج المؤمنين المحتاجين إلى أة شئ مهما بدا له مستبعدا أو مستحيلاً   
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 48
ولكن حيث إنك قد أدخلت نفسك إلي هذه الحماقة العظيمة التي تتصور أنه ليس هناك شيئا مستطاعا عند الرب ، ونقول بثرثرة فارغة انه لا يستطيع أن يرتب مائدة لشعبه في البرية ، فأجب علي السؤال الذي نوجهه معك الآن، هل تقبل الإيمان الآن حينما تري المسيح قد رتب مائدة في البرية ، وقد أشبع بوفرة وسخاء جمعا لا يحصي بالطعام ، حنى تم جمع اثنتي عشر قفة من الكسر المتبقية بعد أن شبعوا؟ أم هل لا تزال ترفض أن تؤمن ، وتطلب آية أخرى؟ لذلك، فمتى تصير مؤمنا؟ متى ستكف عن الإعتراض علي قوة المسيح التي لا ينطق بها ؟ متى ستضع بابا ومزلاجا للسانك ومتى تخلص لسانك من لغة التجديف، وتغيره هى استعمال أفضل بأن تسبحه لكي يمكنك أن تصير شريكا في البركات التي يمنحها؟ لأن مراحمه تستعلن لأولئك الذين يحبونه وهو يخلصهم من كل مرض . هو يغذيهم ايضا بالطعام الروحاني ، الذي بواسطته يستطيع كل واحد ان يصل إلي الشجاعة في كل شيء جدير بالمديح.
أما عديمي الأيمان والمذدرين به فهو لا يمنحهم مل هذه الهبات ، بل بالحري يجلب عليهم تلك الدينونة التي يستحقونها عدلا لأنه قال لهم بواسطة احد أنبيائه القديسين : ٠٠ هوذا الذين يخدموننى يأكلون وأنتم تجوعون . هوذا الذين يخدموننى يشربون وأنتم تعطشون ،  هوذ الذين يخدموننى يفرحون فى سعادة وأنتم تبكون من حزن القلب وتولون من إنكسار الروح (إش 65: 13 و 14 سبعينية)، ومكتوب أيضا : الرب يقتل نفس الصديق بالجوع ولكنه يبيد حياة الشرير (أم 10 : 3 سبعينية)
لأن جماعات المؤمنين، لهم في الكتب المقدسة، مرعى مملوء يأواع مختلفة من النباتات والزهور، تلك الكتب هي مرشدهم الحكيم ، ولن يمتلئ
المؤمنون بالفرح الروحاني . بسبب التعاليم المجيدة والإرشادات التى تحتويها هذه الكتب ، لذلك فهم يأتون كثيرا قى المجالس الملكية المقدسة التى توفرها لهم هذه الكتب المقدسة ، وهذا هو ما سبق الأنبياء به منذ زمن بعيد بكلمات إشعياء: ويكون على كل جبل عال وعلى كل أكمة مرتفعة سواق ومجاري في ذلك اليوم (إش ا٠٣٠: ٢٥). وأيضا : " ويكون فى ذلك اليوم أن الجبال تقطر حلاوة والتلال تفيض لبنا " (يو٣: ١٨). لأنه من عادة الكتب الإلهية أن تشبه بالجبال والتلال ، أولئك النين أقيموا علي الآخرين ، أولئك الذين عملهم ان يعلموا الآخرين إذ أنهم مرتفعون جدا ، وذلك الارتفاع أقصد به سمو أفكارهم المنشغلة بالأمور السماوية ، وابتعادهم عن اللأمور الأرضية ، بينما المياه والحلاوة واللبن تشير إلى التعاليم التى تفيض منهم كما تفيض المياه من الينابيع ويقول الكتاب: ويكون حينئذ فى ذلك الوقت أن مياها متدفقة وعصيرا ولبنا تجرى من كل جبل عال ومن كل أكمة مرتفعة" وهذه هي التعزيات الروحية التىي للمعلمين القديسهن، التى يقدمونها للشعب للذى يتولون مسئولية رعايته. ان الجماعات اليهودية محرومة من هذه التعزيات ، لأنهم لم يقبلوا المسيح ، رب الجبال والتلال ، ومعطي التعزيات الروحانية ، وهو الذى يقدم نفسه كخبز الحياة لأولئك الذين يؤمنون به ، لانه هو الذى نزل من السماء ، وأعطي الحياة للعالم الذي به ، ومعه ، الرب الآب يليق التسبيح والسلطان مع الروح القدس ، إلى دهر الدهور. امين.
   *

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) “اثْنَتَا عَشْرَةَ قُفَّة ”.،إثنى عشر قفة بعدد أسباط إسرائيل الذين كانوا يأكلون المن والسلوى فى البرية
 توزّعت الأرغفة والسمك على الخمسة آلاف. فرفعوا 12 قفة تحقّق التلاميذ بعملهم هذا من بركة الله التي لا تنضب لأنهم لمسوا بأيديهم الكسر التي فضلت عن آلاف الآكلين . أظهر الآتي إلى العالم بعمله هذا، جانبًا جديدًا من هويته ألا وهي قدرته على تكثير الخبز جماد والسمك وهو كائن حى الخلق. أليس الرب الإله خالق كل شئ  ( فى البدء خلق الله السموات والارض ( تك 1:1 ) وفى سفر اشعياء يقول الله ( انا الرب صانع كل شىء ناشر السموات .... باسط الارض ( اش 44 : 24 ) ( انا الرب صانع كل هذا ( اش 45 : 7 ) وهذا هو يسوع المسيح  خالق ( يو 1 : 3 ) حيث يقول يوحنا الانجيلى عن السيد المسيح ( كل شىء به كان وبغيره لم يكن شىء مما كان وهنا لا يذكر فقط انه خالق انما ايضا بغيره ما كانت هناك خليقه ويقول ايضا ( كان فى العالم وكون العالم به ( يو 1 : 10 ) وبكلمة خلق الرب العالمسن ( عب 1:1 ) الذى به عمل العالمين ) وفى ( كو 1 : 16 ) ويقول ايضا ( فان فيه خلق الكل ما فى السموات وما على الارض ما يرى وما لا يرى سواء كانوا عروشا ام سيادات ام رياسات ام سلاطين الكل به وله قد خلق " "به جميع الاشياء ونحن به "  ( 1كو 8 : 6 )
 تُذكر “القفف” أيضاً في حادثة إطعام الأربعة آلاف، التي  في (مر 8: 8) بحجم السَّبَت (spuris). بينما القفف في إنجيل لوقا بحجم صغير (kophinos)   أكثر الرب يسوع الخبز والسمك بشطل أكثر من إحتياجات الجموع حتى يفضل كسر وسمك للذين لم يأكلوا عندما يرجع التلاميذ إلى بيوتهم أو يأكلوا فى الطريق
يتبع لوقا نفس التسلسل الزمني للأحداث عند مرقس، ولكن لسبب ما، يُحذف قسم كبير من بين الآيتين 17 و 18 . ، ولكن معظم المفسرين والدارسين يفترضون أن ذلك له علاقة برغبة لوقا بأن يبقي نشاط يسوع في الجليل. وإنجيل مرقس يتناول نشاط يسوع خارج الجليل ( 6 : 14 & 8: 30) 30 ). وإنجيل لوقا تشتمل على رحلة يسوع إلى أورشليم. للحفاظ علىتبشيره فى الجليل الذى معظم سكانه من ألأمم  لأن إنجيله خاص بالأمم ولكن اختار مرقس أن يضعها في إنجيله.
   *

 

 

This site was last updated 08/19/20