Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير  / شرح إنجيل لوقا الإصحاح السادس عشر

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
Untitled 7225
تفسير إنجيل لوقا ص1
تفسير إنجيل لوقا ص2
تفسير إنجيل لوقا ص3
تفسير إنجيل لوقا اص4
تفسير إنجيل لوقا ص5
تفسير إنجيل لوقا ص6: 1- 16
تفسير إنجيل لوقا ص6: 17- 49
تفسير إنجيل لوقا ص7
تفسير إنجيل لوقا ص8
تفسير إنجيل لوقا ص9: 1-17
تفسير إنجيل لوقا ص9: 18- 62
تفسير إنجيل لوقا ص10
تفسير إنجيل لوقا ص11
تفسير إنجيل لوقا ص12
تفسير إنجيل لوقا ص13
تفسير إنجيل لوقا ص14
تفسير إنجيل لوقاص15
تفسير إنجيل لوقا ص16
تفسير إنجيل لوقا ص17
تفسير إنجيل لوقا  ص18
تفسير إنجيل لوقا ص19
تفسير إنجيل لوقا اص20
تفسير إنجيل لوقا ص21
تفسير إنجيل لوقا ص 22: 1-46
تفسير إنجيل لوقا ص 22: 47- 71
تفسير إنجيل لوقا ص23
تفسير إنجيل لوقا ص24

تفسير إنجيل لوقا - مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل20 

تفسير / شرح إنجيل لوقا الإصحاح السادس عشر
1. مثل وكيل الظلم (لوقا 16 : 1-13)
2. الصداقة الإلهيَّة ومحبَّة المال (لوقا 16 : 14-15)
3. الصداقة الإلهيَّة والوصيَّة الصعبة (لوقا 16 : 16-18)
4. مثل لعازر والغني (لوقا 16 : 19-31)

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 16

1. مثل وكيل الظلم (لوقا 16 : 1-13)

تفسير (لوقا 16: 1) 1 وقال ايضا لتلاميذه كان انسان غني له وكيل فوشي به اليه بانه يبذر امواله.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وقد كان مخلصنا دائم التعليم لتلامينه ، ليجعل منهم طليعة المعلمين لتعاليمه وكان مما لقنهم من تعليم أن يحسنوا استخدام كل ما تحت ايديهم من ممتلكات هذا العالم ، لأنها غير مملوكة فى الحقيقة لهم وإنما هى كلها مملوكة لله ، وما هم إلا وكلاء عليها ، فليستخدموها إستخدام الوكلاء الحكماء الأمناء. ولكى يوضع لهم هذا المعنى ضرب لهم مثلا كعادته فى التعليم ، قائلا لهم ، كان لنجل غنى وكيل ، وقد بلغته وشاية عنه أنه يبدد أمواله ، 
ويرمز الرجل الغنى هنا إلى الله المالك لكل شئ بينما يرمز الوكيل إلى كل إنسان٠ لأن الناس جميعا لا يملكون فى العالم شيئا مما فيه ، انما هم وكلاء من الله فى إدارته وتدبيره واستغلاله وإستثماره . بيد أن كل إنسان ، او فى القليل الغالبية العظمى منهم لايتصرفون كما ينبغى فى إدارة ما استودعه الله إياهم من ممتلكات فى هذا العالم أو فى تدبيره أو استغلاله أو إستثماره . وإنما هم يبددونه كله، أو يبددون بعضه ، كأنه مملوك لهم ، فى شهواتهم الأرضية وملذاتهم الدنيوية ؛ غير حاسبين حسابا للغد حتى فيما يتعلق بمصلحة أنفسهم

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

(1)  "تَلاَمِيذ". الكلمة  اليونانية mathetes) تعني "تلاميذ / متعلّمين"   يركز العهد الجديد على التلمذة   (متى 28: 19)  [فتقدم يسوع وكلمهم قائلا: «دفع الي كل سلطان في السماء وعلى الارض  فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس.  وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به. وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر». امين. ] تبدأ المسيحية عند الإنسان بالإيمان والتوبة  (مر1: 15 ) (أع 3: 16 ، 19 & 20: 21) ثم يدخل الإنسان إلى العمق فى الفضائل والروحانيات إنها سماء ثانية وهذه الفضائل هى التى تميز نمط الحياة المسيحية فلا يصح أن يؤمن إنسانا ويظل كما هو بلا تغيير قبل الإيمان الأعمال تظهر الإيمان ولهذا حذر يسوع تلاميذه من المواقف والتصرفات التى لا تدل على إيمانهم " خمير الفريسيين" (لو 12: 1) والذى هو البر الذاتى عند رؤساء الدين (لو 12: 1)

(2)  "كَانَ" إستخدم لوقا الكلمة اليونانية (ti) أو (tis)  قبل أن يسرد االأمثال (لو 7: 41 & 10: 30 & 14: 16 & 15: 11 & 16: 1 ، 19 & 19: 12 & 20: 9) ويلاحظ أنه أستخدم كلمة  (tis) فى ثلاثة من الأمثال الخمسة الواردة فى الإصحاحات (لو 15 حتى 16)   .

(3) "وَكِيلٌ " . الكلمة اليونانية التى تعنى وكيل (oikonomos)  يمكن أن تشير إلى  : أ) شخص يوظف لإدارة مزرعة (لو 12: 42 & 16: 1 ، 3 ، 5)  ب) مدير أو وكيل ( 1 كور 4: 1- 2) (تي 1: 7) (1 بط 4: 10)  ج)  خازن المدينة (رو 16 : 23) قد يكون هذا الوكيل  عبداً مثقفاً أو شخصاً محرراً مستأجراً. (4)  "وُشِيَ بِهِ " . تعني حرفياً "يلقي على" أو استعارياً "يتهم ".

(5) " يُبَذِّرُ".  أستخدمت نفس هذه الكلمة (diaskorpizō)  لتعبر عما فعله الأبن الضال (لو 15: 13)

(6) " أمواله" .  أستخدمت هذه الكلمة نفسها فى (لو 14: 33)

تفسير (لوقا 16: 2) 2 فدعاه وقال له ما هذا الذي اسمع عنك.اعط حساب وكالتك لانك لا تقدر ان تكون وكيلا بعد.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فدعاه إليه وقال له ؛ ما هذا الذى أسمعه عنك؟ قدم الحساب عن وكالتك ، لأنك لا يمكن أن نجون وكيلا بعد الآن
بيد ان الرجل الغنى فى هذا المثل الذى ضربه مخلصنا لم يلبث ان بلغته الأنباء بآن وكيله يبدد امواله، فاستدعاه وطلب إليه أن يقدم الحساب عن وكالته ، لأنه قرر عزله، إذا ثبت أنه غير امين فى وكالته 
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة   108(وكيل الظلم)
ان ربنا يسوع المسيح إذ يظهر مجده لجموع اليهود أو بالأحرى لكل من آمنوا به، يقول: " أنا هو نور العالم " (يو 8: 12) وأيضا : " أنا قد جئت نورا إلى العالم" (يو ٤٦:١٢) لأنه هو يملأ ذهن من يخافونه بنور إلهي وعقلي لكي لا يضلوا عن
الطريق الصحيح بالسير في الظلمة والكآبة ، بل لكي بالأحرى يعرفون كيف يتقدمون باسنقامة في كل عمل صالح ، وفى كل ما من شأنه أن يعين الإنسان ليحيا حياة القداسة . لذلك هو يريدنا أن نكون صالحين . ومستعدين أن نتصل ببعضنا وأن نحب بعضنا البعض ، وأن نكون رحومين ومتزينين بمكارم الاحسان.
لذلك فإنه أعد لنا بمنتهى الحكمة المثل الحاضر ، ولأننا مشتاقون أن نشرحه بأقصى ما عندنا من قدرة ، لذلك فنحن بالضرورة نتكلم كما يلي لأولئك الذين يحبون التعلم . وهكذا فإن الأمثال تشرح لنا بطريقة غير مباشرة ومجازية الكثير مما هو لبنائنا،
على شرط أن نتأمل معناها بطر يقة مختصرة ومخلصة ، لأنه ليس لنا أن نفحص كل
عناصر المثل بتدقيق وتطفل ، لئلا تتسبب المجادلة الطويلة جدا بإفراطها الزائد ، في تعب حتى أولئك المغرمين بالاستماع وتنهك الناس بازدحام الكلمات . لأبه لو ان واحدإ مثلآ يأخذ على عاتقه أن يشرح ، من الذي يجب أن نعتبره الإنسان الذى كان له وكيل ، وهو الذي وشي به إليه ، أو من هو الذي يمكن أن يكون قد وشي به ، وأيضا هم المدينون له ثم خصم جزء من ديونهم ، ولأي سبب قيل إن واحدا مدين بالزيت والآخر بالقمح ، فإنه سيجعل حديثه غامضا وفى نفس الوقت مطولآ بغير داع و أيضآ يجعله غامضئا بأن واحد. لذلك فليست كل أجزاء المثل هي بالضرورة ومن كل جهة نافعة لشرح ما تشير إليه الأشياء ، بل هي قد أخذت لتكون صورة لأمر هام معين وهو يقدم درسا لأجل منفعة السامعبن
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "أَعْطِ حِسَابَ وَكَالَتِكَ". نحويا : فعل أمر ماضي بسيط مبني للمعلوم. من سياق الكلام ربما كان هذا الوكيل أساء الحكم فى التصرف فى مال سيده وربما كان عن قصد أو عير قصد بإقراض مال أو تأجير ممتلكات "بالربا" (خر 22: 25) 0 لا 25: 36) (تث 23: 19) لقد حدد التلمود مقداراً معيناً يمكن للمُقرِض أن يستفيد منه بشكل لا يتنافى مع الشريعة ولكن هذا الوكيل تجاوز هذا المقدار، بل أنه تجاوز حتى المقدار الذي أنقصه فيما بعد في الصك.
(2) "لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَكُونَ وَكِيلاً بَعْدُ". لاحظوا أن هذا الرجل لم يُسجن أو يُجلد بالسياط، بيستدل من ذلك أنه ربما أرجع ما أخذه منهم سابقا بهذه الطريقة وأرضى المديونين  وأقام العدل فإستحق الرحمة من سيده
.
تفسير (لوقا 16: 3)  3 فقال الوكيل في نفسه ماذا افعل.لان سيدي ياخذ مني الوكالة لست استطيع ان انقب واستحي ان استعطي.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
. فقال الوكيل فى نفسه : ماذا أفعل؟ ، فإن سيدى سيعزلنى عن وكالتى ، ولست قادرا على الفلآحة ، كما أننى اخجل ان استعطى؟.  وعندئذ تصرف ذلك الوكيل تصرفا ذكيا ، إذ وجد نفسه عاجزا عن ان يكسب عيشه من سبيل آخر. وقد أبت عليه كبرياؤه ان يتسول أو يستعطى ،
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة   108(وكيل الظلم)
لذلك فإن مغزى المثل الحالي هو شيء مثلما يأتي: " الله يربد ان جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون"(1تى 2: 4)فمن أجل هذا السبب هو أعطى " الناموس عونا " بحسب تعبير النبي (بش ٢٠:٨) والناموس في مثل هذه المقاطع التي نقولها لا يعني بالطبع ما جاء بواسطة موسى فقط ، بل بالحري كل الكتاب الموحى به الذي بواسطته نتعلم الطريق الذي يؤدي باستقامة إلى كل شيء صالح وخلاصى . لذلك فإن رب الكل يريدنا أن نكون راسخين تماما في سعينا نحو الفضيلة ، وأن نثبتت رغباتنا نحو الحياة المقدسة الأفضل وأن نحرر أنفسنا من ارتباكات العالم ومن كل محبة للغنى ومن اللذة التى تجلبها الثروة ، لكي ما نخدم الرب باستمرار ، وبعواطف غير منقسمة ، لأنه يقول أيضا بقيثارة المرنم: " ثابروا وأعلموا أنى أنا هو " (مز ٤٦:. ١) وأيضا فإن مخلص الكل يقول بفمه لكل من يقتنون ثروات دنيوية .بيعوا ما لكم وأعطوا صدقة، اعطوا لكم أكياسا لا تفنى وكنزا لا ينفد في السموات" (لو 12: 33) . ان هذه الوصية هي في الواقع لأجل خلاصنا، لكن ذهن الإنسان ضعيف جدا أو مثبت باستمرار على أمور أرضية وهو غير راغب في الابتعاد بنفسه عن لذة الغنى . إنه ذهن يحب المجد الباطل وبرتضى جدا بمديح المنافقين ، ويتوق إلى التجهيزات. الجذابة ، ولا يحب شيئا أفضل من الكرامة المؤقتة . والمخلص نفسه لأنه يعرف هذا ، فقد قال عنه في موضع ما: " ما أعسر دخول ذوى الأموال إلى ملكوت الله (لو18: 24) وايضا الأن دخول جمل من ثقب أبره أيسر من أن يدخل غنى الى ملكوت الله " (لو ١٨ :٢٥). لأنه طالما أن الأنسان يعيش في غنى ولذة فإنه يهمل التقوى من نحو الرب ، لأن الثروة تجعل الناس متكبرين وتزرع في أذهان من يمتلكونها بذار كل شهوانية.
اذن أليس هناك طريق لخلاص الأغنياء؟ وألا توجد وسيلة لجعلهم شركاء في رجاء القديسين؟ هل هم قد سقطوا تماما من نعمة الله؟ هل جهنم والنار معدة لهم بالضرورة مثلما هي نصيب إيليس وملائكته؟ لا ليس الأمر هكذا ، انظر فهوذا المخلص قد أظهر لهم وسيلة - في المثل الحاضر فقد جعلهم الله موكلين على ثروة عالمية بسماح ورحمة من الرب القدير ، لكن بحسب قصده فقد جعلوا وكلاء لأجل الفقراء ، لكنهم لم يقوموا بوكالتهم بطريقة صائبة فهم يبعثرون ما قد أعطي لهم من الرب ، لأنهم يبددونه على ملذاتهم فقط ، واشتروا به كرامات مؤقتة غير متذكرين الرب الذي يقول : أبسط مراحمك لأخيك ، ذلك الذى يحتاج إليك " (تث 15: 8 -9 س)  ولا متذكرين ايضا المسيح نفسه مخلصنا جميعا والذي يقول: " كونوا رحماء كما أن أباكم أيضا رحيم" (تو ٦؛٣٦)
تفسير (لوقا 16: 4) 4 قد علمت ماذا افعل حتى اذا عزلت عن الوكالة يقبلوني في بيوتهم.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فعمل على إسترضاء الناس واكتساب صداقهم ومحبتهم حتى إذا عزله سيده عن وكالته استضافوه فى بيوتهم، فيتجنب بذلك الفاقة والعوز .
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة   108(وكيل الظلم)
لكنهم كما قلت لا يعملون أي اعتبار لأظهار الرحمة لإخوتهم ، بل يغذون فقط كبرياءهم . هذه هي التهمة التي توحه إليهم أمام رب الكل ومن الطبيعي أنهم عند اقتراب الموت يلزمهم أن يتوقفوا عن وكالتهم ، بانتهاء الأعمال البحرية ، لأنه لا يمكن لأحد أن يفلت من شبكة الموت. فماذا يريدهم المسيح أن يفعلوا إذن؟ إنهم بينما هم لا يزالون في هذا العالم ، حتى ولو كانوا غير راغبين في إعطاء كل ثروتهم للفقراء ، فعلى الأقل عليهم أن يقتنوا لهم اصدقاء بجزء منها ، وان يقتتوا لهم شهودا كثيرين لأحسانهم أي أولئك الذين نالوا خيرا على أيديهم ، حتى إذا انقطعت عنهم ثروتهم الأرضية ، يمكنهم ان يقتنوا لهم موضعا في مظالهم ، لأنه من المستحيل أن تكون محبة الفقراء بلا مكافأة. لذلك سواء أعطى الإنسان كل ثروته أو أعطى جزء منها، فإنه بالتأكيد سوف ينفع روحه.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  راجع الوكيل في نفسه خياراته في الوظيفة.
(2) "قَدْ عَلِمْتُ مَاذَا أَفْعَلُ" عبارة اصطلاحية تدل على تبصر مفاجئ وجائته فكرة لإصلاح موقفه ليرضى سيده . تغير سيره  مثل الابن الضال (لو 15: 17)   رجع إلى نفسه واختار أن يتصرف بشكل غيه تصحيح لأخطائه .
(3) "يَقْبَلُونِي". تشير إلى أولئك الدائنين للسيد (الآية 4)، الذين أنقص لهم الالتزامات (المديونية) في العقد  نحو السيد مالك الأرض.
تفسير (لوقا 16: 5) 5 فدعا كل واحد من مديوني سيده وقال للاول كم عليك لسيدي.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة   108(وكيل الظلم)
لذلك فهو عمل يليق بالقديسين وجدير بالمديح الكامل والذي يؤدي إلى ربح الأكاليل التي فوق ، أن لايكنز الانسان ثروة ارضية، بل أن يوزعها على من هم في احتباج لكي يكنز بالأحرى ما هو في السموات ، ويحصل على أكياس لا تفنى (انظر لو٣٢:١٢)، ويقتنى كنزا لا يفنى ، ويلي ذلك أن يستخدموا نوعا من التحايل ليكسبوا القريبين من الرب كأصدقاء لهم، بأن يعطوهم جزء من ثروتهم ، ويريحوا كثيرين من الفقراء ، لكي بهذا يمكنهم أن يشاركوهم فيما هو لهم . وينصح الحكيم جدا بولس الرسول بشئ من هذا النوع قائلا للذين يحبون الثروة:" لكى تكون فضالتكم لأعوازهم ، كي تصبر فضالتهعم لأعوازكم " (٢كو ٨ :٤ ١).
لذلك فمن الواجب علينا، ان كان لنا قلب مسنقيم ، وإذا ثبتنا عين الذهن على ما سوف يكون فيما بعد ، وإذا تذكرنا الكتاب المقدس الذي يقول بوضوح:" إننا جميعا سنظهر أمام كرسي المسيح لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع خيرا كان ام شرا (2 كو 5: 10) ،
تفسير (لوقا 16: 6) 6 فقال مئة بث زيت.فقال له خذ صكك واجلس عاجلا واكتب خمسين.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وقداستدعى إليه كلا من مدينى سيده ، وقال للأول : كم عليك لسيدى؟ قال: مائة مكيال من الزيت . فقال له ؛ خذ صك واجلس سريعا واكتب خمسين .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "مِئَةُ بَثِّ زَيْتٍ".  كانت مقياساً للسوائل عند العبرانيين فى هذا العصر .  ولا نعرف المقدار بالضبط ولكن البث كان يعادل حوالي 8 - 9 غالونات. وقد كانت هناك معايير مختلفة للقياس فى زمن يسوع كما أنه  غالباً ما يستخدم أرقاماً مبالغاً فيھا (الغلو) في أمثاله للتأكيد أو لإحداث تأثيرا قويا  على مستمعيه  فيما يتعلق بالقيمة.

تفسير (لوقا 16: 7) 7 ثم قال لاخر وانت كم عليك.فقال مئة كر قمح.فقال له خذ صكك واكتب ثمانين.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ثم قال لآخر: وأنت كم عليك؟ قال؛ مائة مكيال من القمح. فقال له: خذ صك واكتب ثمانين فأثنى السيد عى الوكيل غيرالأمين ، إذ تصرف بفطنة ، لأن أبناء هذا الدهر أكثر فطنة فى زمانهم من أبناء النور.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "مِئَةُ كُرِّ قَمْحٍ" كان الكر  يقيس الحجم للمواد الجافة عند العبرانيين. لا بعرف المقدار تماماً ولكن الكُر الواحد كان يساوي تقريباً 10 - 12 مكيالا
تفسير (لوقا 16: 8) 8 فمدح السيد وكيل الظلم اذ بحكمة فعل.لان ابناء هذا الدهر احكم من ابناء النور في جيلهم.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ومن ثم إستدعى كلا من مدينى سيده ، وخفض لكل منهم الدين المستحق لسيده عليه وقد استحق هذا الوكيل الثناء على تصرفه هذا، لا لأنه بدد أموال سيده ، أو لأنه خدعه فيما له من استحقاق عند مدينه ، وإنما لانه كان ذا فطنة فى تأمين مستقبله ، لا فطنة أبناء السماء التى تنطوى على الأمانة الكاملة والصدق الكامل ، وإنما فطنة أبناء الأرض الذين يفكرون تفكيرا دنيويا فيما يلجأون إليه من أساليب وسبل لاجتناب إنقطاع سبل العيش أمامهم ، فى حيت أن أبناء السماء حتى وهم على الأرض لا يمكن ولا ينبغى ان يلجاوا إلى مثل هذه الأساليب أو السبل ، لأن أساليبهم ذا ثمار روحية وسبلهم دائما سماوية . وهذا هو معنى قول مخلصنا إن أبناء هنا الدهر أكثر فطنة فى زمانهم من أبناء النور .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  "السَّيِّدُ " الشخص الذى أشار إليه يسوع بأسم  بلقب "السيد" كان موضع نقاش كبير بين المفسرين والشراح وقد يكون  أ) يسوع الذي يشار إليه بلقب "السيد/الرب" أو ب) صاحب الأرض أو الوكالة  الذي يُشار إليه فى هذا المثل باسم "السيد". أى صاحب الأرض (الآيات  لو 16: 3- 5)
(2) " بِحِكْمَةٍ فَعَلَ".  هذه العبارة من ألاية هى مفتاح المثل أى تفسير المثل. العمل االذى قام به الوكيل لحل مشكلته  في مواجهة الأزمة الوشيكة ھ هو الذي يُطرى عليه ولكن ليس طريقة تصرفاته.
السيد نفسه الذي طرد الوكيل في الآية (لو 16: 2)  امتدحه في الآية (لو 16: 8) . هذه بيت القصيد (النقطة الرئيسية) للمثل.
فى العادة كان المزارعين المستأجرين القرويين  يمتدحون السيد على كرمه وسماحته، وهو بدوره علّق على تصرفات الوكيل. لقد امتُدح الوكيل لأنه أدرك الكارثة الآتية وعرف ذنبه. لقد تصرف بسرعة مقامراً برحمة ( 1) الدائنين (الآيات لو 16: 4- 5) أو ( 2) السيد مالك الأرض.  هذا هو حالة الخطأة الذين يدركون إثمهم والدينونة الآتية ويتجاوبون بسرعة مع .( عرض يسوع بالمغفرة والرحمة (الآية 16: 16)
(3) "أَبْنَاءَ هذا  الدهر  .... أَبْنَاءِ النُّورِ". مصطلح عبري.فى اللغة العبرية القديمة التى كان فيها  بضعة صفات فقط، ولذلك فقد كانوا يستخدمون عبارة "ابن...." كمصطلح وصفي. بعد أن تجسد الكلمة فى يسوع  عاين اليهود دهرين (مت 12: 32) (مر 10: 30) (لو 20: 34- 35) دهر  الشر الحالي (غل 1: 4) ( 2كور 4: 4) (أف 2: 2) والدهر الآتى (مت 28: 20) (عب 1: 3) (1 يو 2: 15- 17) يعيش المسيحيون في زمن مليء بالمصاعب والمناقشاد والمشادات يتداخل فيه هاذان الدهران (مجيئا المسيح). يعيش المسيحيون فى دهرين متداخلين ملكوت لله في أنه "الآن وللمستقبل أيضاً" وغالباً ما لا يتناولون الموضوع بشكل صحيح.
(4) "أَحْكَمُ فِي جِيلهم ْ"  تعبر هذه الاية  عن طريقة تصرف المؤمنين في حالة الأزمة والمأزق وبين الطريقة التي يجب أن يتصرفوا  وقتها (لو 16: 1)
(5)  يريد يسوع من المؤمنين به أن يعيشوا بحكمة (مت 10 :16)   ولكنھم غالباً ما يكونون حمقى أغبياء.
تفسير (لوقا 16: 9) 9 وانا اقول لكم اصنعوا لكم اصدقاء بمال الظلم حتى اذا فنيتم يقبلونكم في المظال الابدية.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
بيد أن مخلصنا يوضح فى هذا المثل لتلاميذه وللبشر جميعا أنهم ينبغى أن يستخدموا ما هم وكلاء عليه من أموال وأملاك ائتمنهم عليها فى هذا العالم فى لتخفيف من أعباء غيرهم من الناس الذين هم مدينون لله وعاجزون عن سداد ديونهم . لأنهم بذلك يكسبون صداقة اولئك الناس أو محبتهم ، حتى إذا غضب الله عليهم وسلبهم ما أئتمنهم عليه من أموال وأملاك فى هذه الدنيا ، وجدوا لدى أولئك الناس عونا لهم فيما بقى لهم من حياتهم على الأرض كما أن ما يفعلونه إنما يحتسبه الله صدقة يكافئهم عليها فى السماء وقد أوضح مخلصنا مغزى هذا المثل قائلا لتلاميذه . وأنا أقول لكم : اجعلوا لأنفسكم أصدقاء بالمال الذى لايحق لكم ،
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة   108(وكيل الظلم)
ان كنا نخاف اللهيب الشديد الذي لا يخمد ، أن نتذكر الرب الذي يريدنا أن نظهر رحمة نحو إخوتنا ، وأن نتألم مع المرضى ، ولن نبسط أيدينا لمن هم في احتياج ، وان نكرم القديسين الذين يقول المسيح عنهم: " من يقبلكم يقبلنى ومن يقبلنى يقبل الذى أرسلنى" (مت 10: 40) ولأن الرحمة للأخوة إنما هي ليست بدون فائدة أو نفع، لذلك يعلمنا المخلص نفسه ويقول:" من يعطى كأس ماء بارد بإسم تلميذ لن يضيع اجره (مت 10: 42) لأن مخلص الجميع هو سخي في العطاء : الذي به ومعه للرب الآب التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى أبد الآبدين.آمين
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)" اصْنَعُوا لَكُمْ أَصْدِقَاءَ بِمَالِ الظُّلْمِ" . نحويا :  فعل أمر ماضي بسيط مبني للمعلوم يشير إلى الإصرار  والحاجة  التى يستعمل فيها المال و"الغنى" (Mammon)  وهى كلمة آرامية تدل على "الثروة"، والتي كانت تُجسد على أنها إله في التلمود البابلي وفي بلاد آرام. كانت هذه الكلمة تعني فى لأصل "أن تأتمن شخصاً على شيء ما".هذا هو ما فعله الوكيل لقد أصبح وكيلا ظالما .
هذا هو المثل .. هذا الوكيل أستعمل أموال سيده فى الظلم ولكن هناك يوم للحساب سيجئ سيده ويدينه فماذا فعل هذا الوكيل عندما أقترب يوم الحساب  لقد فكر بحكمة وأصلح موقفه وأرضى الذين ظلمهم ليصبحوا اصدقاء له المدين بمائة بث زبت خفضهم إلى خمسين والمدين بمائة كر قمح خفضهم إلى ثمانين وبهذا العمل صالح من كانوا فى ضيق ثقيل منه  بسبب ظلمه  وقد مدح سيده عمله ليس لأنه بدد امواله أو أنه ظلم لقد مدحه لأجل حكمته ولهذا قال يسوع  " اصْنَعُوا لَكُمْ أَصْدِقَاءَ بِمَالِ الظُّلْمِ" فماذا يشير المال فى المثل ؟ إنه يشير إلأى المال إلى المنح والعطايا والقروات وألأملاك وحتى المواهب المعطاه لنا من الرب الإله كيف نستغل هذه العطايا فى صنع أصدقاء عن طريق مساعدة ألآخرين من الفقراء وضعاف القلوب والمساكين  والمرضى والمساجين والمحتاجين حتى لكلمة أو حكمة .. ألخ  إن هذه العطايا منحها الرب للجميع بدون تحيز أو تمييز فإنه يشرق شمسه على الأشراروالصالحين، ويمطر على الأبرار والظالمين»(مت ٤٥:٥)  ولكن شمس عطايا ومنحه ستغرب يوما ما مع غروب حياتنا فماذا سنفعل إذا كان السيد المعطى سيحاسبنا إذا ما جاء أوان الرحيل ونهاية حياتنا بالموت هناك من يصرخ من الجوع وهناك من يحتاج إلينا لنقيمة من شدته أو ضيقه وهناك من هم فى السجون والمرضى والبؤساء .. ألخ ولم نمد لهم ايدينا بالعون سواء باموالنا أو بوقتنا أو بحكمتنا هل يقبولنا فى بيوتهم فى وقت إحتياجنا إليهم فى عالمنا هذا أو فى الملكوت ألم يقل فى بيت أبى منازل كثيرة !!  أنهم بلا شك سيكونون شفعاء لنا فى يوم الدينونة
ولكن من هم  هؤلاء المديونيين قد يكونوا :  أ) شعب المسيح ب) الملائكة ج) الرب الإله نفسه الذى أعمال هذا الوكيل صعدت كرائحة زكية لما فعله فى مصالحة إخوته وإرضائهم
(2) " يَقْبَلُونَكُمْ فِي الْمَظَالِّ الأَبَدِيَّةِ". كلمة مظال هى جمع مَظَلّة  أى شمسيَّة ، ما يُستتر ويُستظلّ به من الشّمس أو المطر وغيرهما  والمعنى هو اخذ ساتر من عمل نبيل وصالح يختبئ وراؤه الشخص بعد الحياة  وفى يوم الدينونه
ويحتفل اليهود بعيد يسمى عيد الحصاد ربما اشار يسوع بكلمة مظال الأبدية كإستعارة لعيد المظال الذى يحتفل فيه اليهود بعيد الحصاد فالمظال الأبدية هو عيد حصاد أعمال الإنسان فى يوم الدينونة فهل سيكون هناك إحتفال وفرح أم بكاء وصرير الأسنان إنه جهاد الإنسان وكل أعماله تتبعه إذا كانت خيرا أم شرا .. (أى 14: 14- 15 & 19: 25- 27) إن مات رجل أفيحيا ؟ كل أيام جهادي أصبر إلى أن يأتي بدلي تدعو فأنا أجيبك. تشتاق إلى عمل يدك & أما أنا فقد علمت أن وليي حي، والآخر على الأرض يقوم 26 وبعد أن يفنى جلدي هذا، وبدون جسدي أرى الله  الذي أراه أنا لنفسي ، وعيناي تنظران وليس آخر. إلى ذلك تتوق كليتاي في جوفي (مز 11: 7 & 17: 15 & 140 : 13) (أش 25: 8) (دا 12: 2)   وَكَثِيرُونَ مِنَ الرَّاقِدِينَ فِي تُرَابِ الأَرْضِ يَسْتَيْقِظُونَ، هؤُلاَءِ إِلَى الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، وَهؤُلاَءِ إِلَى الْعَارِ لِلازْدِرَاءِ الأَبَدِيِّ.
تفسير (لوقا 16: 10) 10 الامين في القليل امين ايضا في الكثير.والظالم في القليل ظالم ايضا في الكثير.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
حتى إذا فنى يقبلونكم فى المساكن الأبدية ان الأمين فى القليل امين أيضا فى الكثير، وغير الأمين فى القليل غير امين أيضا فى الكثير ، فإن كنتم غير أمناء فى المال غي رالحق، فمن يأتمنكم على المال الحق؟ وان كنتم غير أمناء فيما هو للغير ، فمن يعطيكم ماهو لكم؟ ٠
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة   10
9
المعلمون الأكثر خبرة وامتيازا عندما يرغبون في تثبيت أي تعليم هام في عمق أذهان تلاميذهم ، فإنهم لا يغفلون أي نوع من التفكير يستطيع أن يلقي ضوءا على الغرض الرئيسي لأفكارهم . فمرة ينسجون الحجج معا ، ومرة أخرى يستخدمون أمثلة مناسبة ، وهكذا يجمعون من كل حدب وصوب اي شيء يخدم غرضهم . وهذا ما نجد أن المسيح أيضا يفعله بفغله في أماكن كثيرة ، وهو الذي يعطينا كل حكمة. لأنه كثيزا ما يكرر نفس الحجج بعينها حول الموضوع أيا كان لكي ما يرشد ذهن سامعيه إلى الفهم لكلماته بدقة . لذا أتوسل إليكم ان تنظروا ثانية إلي مغزى الدروس الموضوعة أمامنا. لأنه هكذا ستجدون أن كلماتنا صحيحة ، وهو يقول : " الامين في القليل امين ايضا في الكثير.
والظالم في القليل ظالم ايضا في الكثير.
لكن قبل أن أسترسل ، أعهد أنه من المفيد أن نتأمل في ما هي مناسبة مثل هذا الحديث ، ومن أي أصل نشأ ، لأن بهذا سيصير معنى الكلام واضحا جدا . كان المسيح آنذاك يعلم الأغنياء أن يشعروا ببهجة خاصة في إظهار الشفقة والعطف نحو الفقراء،
وفى مد يد العون لكل من هم في احتياج ، وهكذا يكنزون لهم كنوزا في السماء، ويتفكرون مقدما في الغنى المذخر لهم، لأنه قال:" اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم حتى إذا فنيتم يقبلونكم في المظال الأبدية" (لو 16: 9) لكن إذ هو إله بالطبيعة ، فهو يعرف جيدا كسل الذهن البشرى من جهة كل عمل جاد وصالح . ولم يغب عن معرفته ، أن البشر في طمعهم في المال والثروة يسلمون ذهنهم لحب الربح ، وإذ تتسلط عليهم هذه الشهوة ، فإنهم يصيرون قساة القلوب ولا يبدون مشاركة وجدانية في الألم ، ولا يظهرون أي شغقة أيا كانت للفقراء رغم أنهم قد كدسوا ثروات كثيرة في خزائنهم . لذلك فأولئك الذين يتفكرون هكذا ليس لهم نصيب في هبات الرب الروحية، وهذا ما يظهره (الرب) بأمثلة واضحة جدا إذ يقول: " الامين في القليل امين ايضا في الكثير. والظالم في القليل ظالم ايضا في الكثير يا رب اشرح لنا المعنى ، وافتح عين قلبنا . لذلك أنصتوا إليه بينما هو يشرح بوضوح ودقة ما قاله : " إن لم تكونوا أمناء فى مال الظلم ، فمن يأتمنكم على الحق ؟" (لو ٦ ١: ١ ١)، فالقليل إذن هو مال الظلم ، أي الثروة الدنيوية التي جمعت في الغالب بالابتزاز والطمع. أما من يعرفون كيف يعيشون بالتقوى ، ويعطشون الى الرجاء المكنوز لهم ، ويسحبون ذهنهم من الأرضيات ، ويفكرون بالأحرى في الأمور التي فوق ، فإنهم يزدرون تماما بالغنى الأرضي ، لأنه لا يمنح شيئا سوى الملذات والفجور والشهوات الجسدانية الوضيعة ، والأبهة التي لا نتفع ، بل هي أبهة مؤقتة وباطلة وهكذا يعلمنا أحد الرسل الأطهار قائلا:" لأن كل ما فى العالم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة " (١يو٢ :١٦).
لكن مثل هذه الأشياء هي لا شيء بالمرة لمن يحيون حياة رزينة وتقية ، لأنها أشياء تافهة ، ومؤقتة ، ومملوءة بالنجاسة وتؤدى إلى النار والدينونة ، ونادرا ما تستمر إلى نهاية حياة الجسد ، وحتى إن استمرت ، فإنها تزول على غير توقع عندما يحل أي خطر بأولئك الذين يمتلكونها . لذلك يوبخ تلميذ المسيح الأغنياء بقوله:" هلم ألان أيها الأغنياء ابكوا مولولين على شقاوتكم القادمة ، غناكم قد تهرأ وثيابكم قد اكلها العث ، وذهبكم وفضتتكم قد صدئا وصدأهما يكون شهادة عليكما " (يع 5: 1- 5) فكيف صدأ الذهب والفضة؟ بكونهما مخزونين بكعيات هائلة، وهذا بعينه هو شهادة ضدهم أمام منبر الدينونة الإلهى ، لكونهم غير رحومين ، لأنهم جمعوا في كنوزهم كميات كبيرة لا يحتاجون إليها ، ولم يعملوا أي اعتبار لمن كانوا في احتياح ، مع أنه كان في استطاعتهم - لو هم رغبوا - أن يصنعوا خيرا بسهولة لكثيرين ، ولكنهم لم يكونوا أمناء في القليل.
لكن بأي طريقة يمكن للناس أن يصيروا أمناء؟ هذا ما علمنا إياه المخلص نفسه بعد ذلك، وأنا سأشرح كيف ... طلب أحد الفريسيين منه أن يأكل خبرا عنده في يوم السبت ، وقبل المسيح دعوته،
ولما مضى إلى هناك جلس ليأكل ، وكان كثيرون آخرون أيضا مدعوين معه ، ولم يكن أحد منهم تظهر عليه سمات الفقر ، بل على العكس كانوا كلهم من الوجهاء وعلية القوم ومحبين للمجالس الأولى ومتعطشين للمجد الباطل كما لو كانوا متسربلين بكبرياء الغنى . فماذا قال المسيح لمن دعاه: " /ذ/ صنعت عداء او عشاء فلا تدع أصدقائك ولا إخوتك ولا أقربا ئك ولا الجيران الأغنياء لئلا يدعوك هم أيضا فتكون لك مكافأة ، بل إذا صنعت ضيافة فادع المساكين الجدع والعرج والعمي، فيكون لك الطوبى إذ ليس لهم حتى يكافئوك، لأنك نكافئ في قيامة الأبرار"(لو 14: 12- 14) هذا إذن ما اعتقد أنه معنى أن يكون الإنسان أمينا في القليل ، أي أن تكون له شفقة على من هم في احتياج ، ويوزع مساعدة مما لديه لمن هم في ضيق شديد . لكن نحن بارادتنا بالطريق المجيد والذي له مجازاة أكيدة، فإننا نختار طريقا معيبا وبلا مكافأة، وذلك بأن نعامل باحتقار من ٠ هم في فقر مدقع ، بل ونرفض أحيانا أن نسمح لكلماتهم أن تدخل آذاننا ، بينما نحن من ناحية أخرى نقيم وليمة مكلفة وبيذخ شديد إما لأصدقاء يعيشون في رغد ، أو لمن اعتادوا أن يمدحوا أو يداهنوا جاعلين كرمنا فرصة لإشباع حبنا للمديح.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  "الْقَلِيلِ". ربما يشير إلى الخدمة أو الغنى الأرضيين اللذان نلناهم على الأرض بالمقياس الزمنى فمهما جنينا وكسبنا وربحنا من أموال فى حياتنا من الإستحالة أن يقاس بما سنناله بالمقياس الأبدى . فى تصرف الإنسان بالأرض يكشف شخصيته الحقيقية من خلال خياراتهم وتصرفاتھم اليومية.
(2) "فِي الْكَثِيرِ". تُستخدم هذه العبارة مرتين في هذه الآية. لكى تشير إلى الغنى السماوي (انظر مت " 6: 19- 34)
تفسير (لوقا 16: 11) 11 فان لم تكونوا امناء في مال الظلم فمن ياتمنكم على الحق.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ما من خادم يستطيع أن يخدم سيدين ، فإنه إما ان يبغض أحدهما ويحب الآخر، وما ان يتعلق بأحدهما وينبذ الآخر. لا يمكنكم أن تخدموا الله والمال معآ. أى ان عليهم أن يجعلوا لأنفسهم أصدقاء بالمال غير الحق الذى هو مال هذا العالم المادى الدنيوى الفانى ، للذى لا يمثل البركة الحقيقية التى يتمنع بها الإنسان ، والذى لا يلبث ان يفقده بموته فيصبح بالنسبة إليه كالعدم . وإنما البركة الحقيقية هى النعمة الروحية السماوية الخالدة التى يتمتع بها الإنسان فى الحياة الأخرى ولا يفقدها أبدا ، وإنما يظل ينعم بها إلى الأبد . وأما المال غير الحق، إما لأن مالكه الحقيقى هو الله ولكن الانسان مجرد وكيل ، فإذا اغتصبه لنفسه ، أو ادعاه له، فقد صار بالنسبة له مالأ غير حق٠ وإما لأن المال فى الحياة الدنيا اختلط بالسلب والسرقة والاغتصاب فصار غير حق بهنا المعنى .
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة   109
لكن هذا لم يكن هو قصد الرب من سماحه لنا أن نمتلك ثروة ، لذلك فإن كنا غير أمناء في القليل بعدم تكييف أنفسنا وفقا لمشيئة الرب ، وبإعطاء أفضل قسم من أنفسنا لملذاتنا وافتخارنا ، فكيف يمكننا أن ننال منه ما هو حق؟ (أو ما هو حقيقي). وماذا يكون هذا الحق؟ هو الإنعام الفائض لتلك العطايا الإلهية التي نزبن نفس الإنسان،
وتجعل فيها جمالا شبييها بالجمال لآلهي . هذا هو الغنى الروحي ، وليس الغنى الذي يسمن الجسد الممسك بالموت ، بل هو بالأحرى ذلك الغنى الذي يخلص النفس ويجعلها جديرة بأن يتقدى بها ، ومكرمة أمام الرب ، والذي يكسبها مدحا وأمجاا حقيقية. لذلك فمن واجبنا ان نكون امناء للرب ، انقياء القلب ، رحومين وشفوقين ، أبرارا وقديسين، لأن هذه الأمور طبع فينا ملامح صورة الرب ، وتكملنا كورثة للحياة الأبدية ، وهذا إذن هو "الحق" .. وكون ان هذا هو مغزى ومقصد كلمات المخلص ، فهذا هو ما يمكن لأي شخص أن يعرفه بسهولة مما يلي ، لأنه يقول :" إن لم تكونوا أمناء فيما هو للغير فمن يعطيكم ما هو لكم " وأيضا نحن نقول إن
" ما هو للغير" هو الغنى الذي نمتلكه ، لأننا لم نولد أغنياء بل على العكس ، فقد ولدنا عراة ، ويمكننا أن نؤكد هذا عن حق بكلمات الكتاب: ٠٠" لأننا لم ندخل العالم بشئ ، وواضح أننا لا نقدر أن نخرج منه بشئ" (١تي ٧:٦) لأن أيوب الصبور قد قال أيضا شيئا من هذا القبيل: " عريانا خرجت من بطن أمى وعريانا اعود إلى هناك" (أي ١: ٢١). لذلك، فلا يملك أى إنسان بمقتضى الطبيعة أن يكون غنيا ، وان يحيا في غنى وفير ، بل إن الغنى هو شيء مضاف عليه من خارجه، فهو مجرد إمكانية (اى يمكن ان يوجد او لا يوجد)، فلو باد الغنى وضاع فهذا أمر لا يخل بأي حال بخصائص الطبيعة البشرية ، فإنه ليس بسبب الغنى نكون كائنات عاقلة وماهرين في كل عمل صالح ، بل إن هذه هي خاصية للطبيعة البشرية أن نتمكن من عمل هذه الأشياء . لذلك كما قلت فإن " ما هو للغير" لا يدخل ضمن خصائص طبيعتنا ، بل على العكس فمن الواضح أن الغنى إنما هو مضاف إلينا من الخارج. ولكن ما هو لنا ، وخاص بالطبيعة البشرية هو أن نكون مؤهلين لكل عمل صالح ، كما يكتب الطوباوى بولس: " قد خلقنا لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها" (أف٢ :١٠).
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "إِنْ". نحويا جملة شرطية من الفئة الأولى، والتي يفترض أن تكون صحيحة من وجھة  نظر الكاتب أو لأجل أغراضه الأدبية. يجب على المسيحيين إستعمال ادوات هذا العالم والتى تشير إلى مال الظلم لكى أ) للتبشير والكرازة لأسم يسوع ب) يساعدوا المؤمنين روحيا وماديا وأدبيا ونفسيا وطبيا .. الأخ.
(2) و"يأتمن" ،هناك خلط بين كلمة "أمين " اليونانية ، pistos) ألايات (لو 10 ، 11، 12) وكلمة  " يَأْتَمِنُ".pisteuo)ō)  مستقبل مبني للمعلوم خبري). ،
كثيرا ما أورد يسوع كلمة وكلاء فى إشارة واضحة للمسيحيين الذين يتبعونه  راجع (1كور 4: 1- 5) (1تى 1: 7) (1بط 4: 10) والسؤال هو أي نوع من الوكلاء هم ؟ (مت 5: 13- 15) 
السؤال البلاغي في الآية (لو 16: 11) يتوقع أن تكون إجابته بالسلب كما الآية (لو 16: 12)  ومن المعروف أن الناس الذين لا يدينون بالمسيحية  لا يمكن أن يكونوا أمناء حتى في الأمور الصغيرة.ومثل وكيل الظلم له دلالات كثيرة  قد يكون القصد منه الناس الأذكياء يمكنھم أن يصادقوا الآخرين الذين يرشونھم كي يساعدونھم في هذه
الحياة الآية (لو16: 4)، ولكن من الطبيعى أنه لا أمل لهم في الحياة التالية ("مَظَال أَبَدِيَّةِ").
تفسير (لوقا 16: 12) 12 وان لم تكونوا امناء في ما هو للغير فمن يعطيكم ما هو لكم.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فإذا تصدق الإنسان بهذا المال غير الحق على المحتاجين إليه فى الدنيا يجعل لنفسه أصدقاء٠ لا بين ابناءا لأرض أثناء حياته فى الدنيا فحسب، كنلك من أبناء السماء الذين يحيون فى مملكتهم السماوة الأبدية حياة أبدية - ومن ثم إذا انتهت حياتهم فى الأرض ففنيت بذلك حياتهم الأرضية وفنيت بالنسبة لهم أموالهم الأرضية ، قبلوهم هناك فى تلك المساكن الأبدية فى السماء، فتمتعوا فيها بما يتمتع به أولئك من حياة أبدية مثلهم. وذلك لأن الذى برهن على انه أمين فيما أودع لديه فى الدنيا من مال دنيوى يعتبر قليلا مهما بدا للناس كثيرأ ، يبرهن بذلك على أنه خليق بأن يكوت امينأ فيما يودع لديه من نعمة سماوية كثيرة جدا لا يساوى كل مال الأرض شيئا بالنسبة إليها وإنما الذى ييرهن على انه غير أمين فى ذلك المال الدنيوى القليل الذى أودع لديه فى الدنيا ، فإنما يبرهن بذلك على انه سيكون غير أمين إذا أودع لديه من النعمة السماوية الكثيرة ، ومن ثم يبرهن على أنه غير خليق بتلك النعمة ، لأنه إن كان غير امين فى المال غير الحق الذى هو زانف وزائل وفان ، فكيف يؤتمن على المال الحق الذى هو . النعمة الحقيقية الباقية الخالدة؟ وإن كان غير امين فى المال الدنيوى الذى لا يملكه هو وإنما يملكه الله، فكيف يكون خليقا بالنعمة السماوية التى إذا نالها إنسان تصبح مملوكة له هو لا ينتزعها أحد منه إلى الأبد؟ ذلك انه إذا تشبث إنسان بالمال الدنيوى واستأثر به لنفسه هو وحده ، غير متصدق منه على احد سواه ، وغيرمستخدم إياه فى الأوجه التى أرادها الله - وعو المالك الحقيقى لذلك المال - أن يستخدمه فيها،
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة   109
لذلك فعندما يكون البعض غير أمناء فى " ما هو للغير" أي في تلك الأشياء التي هي مضافة إليهم من الخارج ، فكيف سينالون ما هو لهم؟ كيف سيصيرون شركاء الخيرات التي يعطيها الرب والتي تزين نفس الإنسان وتطبع فيها جمالا إلهيا ، يتشكل افيها روحيا بواسطة البر والقداسة ، وبتلك الأعمال المستقيمة التي تعمل في مخافة الرب .
لذلك ليت من . يمتلكون منا ثروة أرضية ، بفتحون قلوبهم لأولئك الذين هم في احنياج وعوز ، ولنظهر أنفسنا أمناء ومطيعين لوصية الرب ، وتابعين لمشيئة ربنا في تلك الأشياء التي هي من خارج وليست هي لنا لكي ما ننال ما هو لنا ، الذي هو ذلك الجمال المقدس والعجيب ، الذي يشكله الله في نفوس الناس إذ يصوغهم على مثاله، بحسب ما كنا عليه في الأصل.
أما أنه شيء مستحيل لشخص واحد بعينه أن يقسم ذاته بين متناقضات ويمكنه مع ذلك أن يحيا حياة بلا لوم ، فالرب يوضح هذا بقوله: " لا يقدر خادم أن يخدم سيدين لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر أو يكرم الواحد ويحتقر الآخر." (لو16: 13)
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "إِنْ". نحويا : جملة شرطية من الفئة الأولى. السؤال البلاغي منفي. بما يعنى أن غير المؤمنين يكونون غير أمناء في كل الأشياء.
(2) "فِي مَا هو لِلْغَيْرِ". يرى  معظم من المفسرين أن هذا الجزء من ألاية يشير  إلى ملكية لله لكل الأشياء التى حولنا سواء ملكنا أو نستعملها . المؤمنون وكلاء على كل شيء ولا يملكون أي شيء. هذه هى الحياة المسيحية عريانا خرجت من بطن أمى وعريانا أعود!!!
(3) " مَا هو لَكُمْ". هناك في المخطوطات فيما يتعلق بالضمير . إن النص في  UBS   يعطي نسبة أرجحية عالية للضمير المخاطب "أنتم  (humeteron)
مؤكد، انظر المخطوطات W،D،A،!،P75 والفولغاتا، والترجمات السريانية والقبطية والأرمينية). ، وهناك نصوص إلكترونية يونانية حديثة أخرى، مثل طبعة  Nestles
الحادية والعشرين، تحوي ضمير المتكلم "نحن hemeteron)  أي أن النص يقول "ما هو لنا"] بمعنى ما هو للآب وما هو للابن، انظر المخطوطتين (L و B ] ، إن التأثير على المعنى ليس ذا قيمة كبيرة ، ولكنه يشير إلى أن العهد الجديد كان يُنسخ وهذا  سبب وجود اختلافات جزئية طفيفة مثل هذه التي تحدث في الأناجيل. وقد حدثت غالبا أنه  كان شخص يقرأ نصاً يونانياً بينما يكون عدة آخرون يدونون ما يقرأ.
ولذلك فإن الأصوات التي تبدو متشابھة كان غالباً ما يتم الخلط بينھا. لفظ هذين الضميرين كان متشابھاً جداً، ومن هنا أتى الاختلاف الطفيف.
تفسير (لوقا 16: 13) 13 لا يقدر خادم ان يخدم سيدين.لانه اما ان يبغض الواحد ويحب الاخر او يلازم الواحد ويحتقر الاخر.لا تقدرون ان تخدموا الله والمال
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
أصبح بذلك عبدا لذلك المال وخادما له وحاصرأ كل إهتمامه فيه ، فأنساه الله وما يجب له من عبادة ومن خدمة ومن إهتمام. لأن عبادته للمال تتعارض مع عبادته لله ، ولأن خدمته للمال تلهيه عن خدمته لله ، ولأن إهتمامه بالمال يصرفه عن إهتمامه بالله إذ أنه لا يمكن لإنسان أن يخدم سيدين فى وقت واحد ، ولا سيما إن كان هاذان السيدان متناقضين كل التناقض فى طبيعتهما ، فكان أحدهما سماويا ساميا ، وكان الآخر أرضيآ وضيعا . فإنه إما ان يبغض هذا ويحب ذاك ، وأما أن يتعلق بهذا وينبذ ذاك ومن ثم لا يممكن عبادة المال وعبادة الله معا ، ولايمكن خدمة المال وخدمة الله فى وقت واحد . ويخلص من ذلك كله ان حب الإنسان للمال يبعده عن الل ه، فيبعد الله عنه وواضح ان نتيجة هذا هى غضب الله عليه ، وفضاؤه بهلاكه.
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة   109
وهذا في الواقع مثال واضح وصريح ومناسب جدا لشرح الموضوع الذي أمامنا ، لأن الذي يترتب على هذا هو خلاصة المناقشة كلها : " لأنكم لا تقدرون أن تخدموا الله والمال " وهو يقول: لأنه لو كان لإنسان أن يكون خادما لسيدين لهما مشيئتان مخظفتان ومتضادتان ، وفكر كل واحد منهما غير قابل للتصالح مع الآخر، فكيف يمكنه أن يرضيهما كليهما؟ لأنه بسبب كونه منقسما في سعيه أن يعمل ما يوافق عليه كل منهما ، يكون هو نفسه في تعارض مع مشيئنيهما معا ، وهكذا فإن نفس الشخص يلزمه حتما أن يظهر أنه شرير وصالح ، لذلك يقول (الرب)، إنه لو قرن أن يكون أميئا للواحد فإنه سيبغحض الآخر ، وهكذا سيعتبره طبعا كلا شيء ، لذلك يستحيل أن نخدم الله والمال٠ فمال الظلم ، الذي يقصد به الغنى ، هو شيء يسلم للشهوانية ، وهو مرض لكل لوم ، ويولد الافتخار ومحبة اللذة ، ويجعل الناس غلاظ الرقبة وأصدقاء للأشرار ومتكبرين ، نعم ، أية رذيلة دنيئة لا يسببها في أولئك الذين يمتلكونه؟ لكن مسرة الرب الصالحة تجعل الناس لطغاء هادئين متواضعين في أفكارهم ، طويلي الأناة، رحومين، ولهم صبر نمونجي، غير محبين للربح ، غير راغبين في الغنى وقانعين بالقوت والكسوة فقط، ويهربون على الأخص من محبة المال الذي هو أصل لكل الشرور (١تي ٦ :١٠) ويباشرون بفرح الأتعاب لأجل التقوى ، ويهربون من محبة اللذة ، ويتحاشون باجتهاد كل شعور بالتعب والكلل في الأعمال الصالحة ، ودائما يقدرون السعي إلى الحياة باسنقامة وممارسة كل اعتدال باعتبار أن هذه الأشياء هي التي تربح لهم المكافأة . هذا هو "ما هو لنا" وما "هو الحق " هذا هو ما سيسبغه الرب على من يحبون الفقر ، ويعرفون كيف يوزعون — على من هم في احتياج — ما هو للغير ٠٠ وياتي من الخارج ، أي غناهم الذي يعرف أيضآ باسم المال . فليته يكون بعيدا عن ذهن كل واحد منا ان نكون عبيدا له (المال)، لكي بهذا يمكننا بحرية وبنون عائق أن نحني عنق ذهننا للمسيح مخلصنا كلنا، الذي به ومعه للرب الآب يحق التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى أبد الآبدين أمين.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "لاَ يَقْدِرُ خَادِمٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ". لا يستطيع المرء أن تكون لديه أولويتان (أي  الإنجراف فى الحياة بالعالم ناسيا أن هناك إلها خلقنا لمجده  على المرء أن يختار بين الإنغماس فى أعمال العالم كلية أو الكنوز الروحية (انظر مت  6: 19- 34& 10: 34- 39) (1يو 2: 15- 17)  "لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا للهَ وَالْمَالَ".
(2) : يُبْغِضَ.... يُحِبَّ ". هذه عبارة اصطلاحية عبرية تُستخدم للمقارنة (تك 29 : 31) (تث 21: 15) (ملا 1: 2- 3) (لو 14: 26& 16: 13) (يو 12: 25) (رو 9: 13) 

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 16

2. الصداقة الإلهيَّة ومحبَّة المال (لوقا 16 : 14-15)
تفسير (لوقا 16: 14) 14 وكان الفريسيون ايضا يسمعون هذا كله وهم محبون للمال فاستهزاوا به.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
توبيخ الفريسيين على محبتهم للمال ٠٠ وحين كان مخلصنا يلقن تلاميذه هذه التعاليم عن وجوب الابتعاد عن محبة المال التى تؤدى إلى الايتعاد عن محبة الله ، ومن ث تؤدى إلى الهلاك الأبدى . كان الفريسيون - كعادتهم مختلطين بالذين يسمعونه ليمسكوا عليه تهمة يتهمونه بها ، فكانوا هم أيضا يسمعون هذا كله وقد كانوا على رغم من أنهم معلمى الدين وعلماؤه والمتظاهرين بالتمسك به والعمل فى تزمت بمقتضاه محبين للمال ، شرهين فى جمعه ، حريصين عر إكتنازه ، مسرفين فى استخدامه لشهواتهم الجسدية وملذاتهم الدنيوية . ومن ثم إسستهزأوا بتعليم مخلصنا فى هذا الشأن ،
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة   110
يا إخوتي إن محبة المال هي داء شرير جدا وليس من السهل التحرر منه ، لأنه بعد أن يزرع الشيطان هذا المرض في نفس الإنسان فإنه يبدأ أن يعميه ولا يسمح له أن ينصت إلى كلمات الوعظ لكي لا نجد لأنفسنا سبيلا للشفاء يستطيع أن يخلص من البؤس أولئك للذين . وقعوا في شراكه . وارجوكم أيضا ان تلاحظوا مدى صدق كلامي في هذا الموضوع من مثال الفريسيين ، لأنهم كانوا محبين للمال ومغرمين بالربح وينظرون باحتقار إلى مجرد الاكتفاء ، لأنه يمكن للمرء ان يري أنهم ملومون لهذا السبب نفسه عندما يرجع إلى الكتب الإلهية الموحى بها . إذ قيل بصوت إشعياء لأورشليم أم اليهود: " رؤساؤك متمردون وشركاء اللصوص ، كل واحد منهم يحب الرشوة ويتبع العطايا ، لا يقضون لليتيم  ولا يلتفتون إلى دعوى الأرملة " (إش 1: 23 س) وايضا قال حبجوق النبى : " حتى متى يا رب أدعو وأنت لا تسمع ، أصرخ إليك من الظلم وأنت لا تختص؟ القضاء امامي والقاضي أخذ رشوة ولذلك فالشريعة لا تنفع ولا بصل الحكم إلى الإكتمال لأن الشربر ببتصر على الصديق ، لذلك يخرج الحكم معوجا " (حب 1: 2-4 س) لأنه كما قلت بسبب كونهم محبين للربح ، فإنهم يحكمون باستمرار في الأمور التي أمامهم ليس حسب ما يوافق شرائع الرب ، بل على العكس يقضون بالظلم وبما يتناقض مع مشيئة الرب .
ثم إن المخلص نفسه وبخهم هكذا قائلا : " ويل لكم أيها الكتبة والغربسون المراءون، لأنكم تعشرون النعنع والشبث والكمون وتركتم أثقل ما في الناموس، الحق والرحمة والإيمان" (مت ٢٣:٢٣). لأنه إذ قد أعطاهم الناموس حق قبول العشور ، فإنه امتدوا ببحثهم وراء العشور بتدقيق حتى وصلوا لأتفه النباتات وأقلها أهمية ، بينما لن يعطوا سوى اعتبار قليل لأمور الشريعة الأثقل ، أي لتلك الوصايا التي كانت واجبة وضرورية وكانت لخير الناس.
لذلك يقول الإنجيل : " لأن الفريسين كانوا محبين للمال " فإنهم استهزأوا بيسوع لأنه كان يوجههم بتعاليمه الخلاصية إلى طريقة سلوك جديرة بالمدح ، وجعلهم راغبين في أمجاد القديسين . وهو يخبرهم بأنه كان يجب عليهم أن يبيعوا ممتلكاتهم ويوزعوا على الفقراء . لأنهم بهذا يقتنون لهم كنزا في السماء لا يمكن أن يسرق ، وأكياس لا تبلى ، وغنى لا يضيع ولا يفنى ، إذن فلماذا سخر منه الفريسيون؟ لأن التعليم كان خلاصيا بالتأكيد وطريقا للرجاء في الأمور الآتبة وبابأ يؤدي إلى الحياة غير الفانية. لأنهم كانوا يتعلمون منه أساليب النجاح الحقيقي ، ويتعلمون كيف ينبغي أن يمسكوا بإكليل الدعوة السماوية ، وأيضا كيف يصيرون شركاء مع القديسين ، وأبناء المدينة التي فوق ، أي أورشليم التي في السماء والتي هي حرة حقا وأم الأحرار . ولأنه هكذا يكتب بولس المبارك : " وأما أورشليم العليا التي هي أمنا جميعا فهي حرة" (غل 4: 26) فلماذا استهزأوا به إذن؟
لننظر إلى سبب شرهم . لقد تملك ٠ داء الطمع على قلبهم ، وإذ صار ذهنهم مستعبدا للطمع فإنه أصبح خاضعا له حتى ضد إرادته ، ومذلولأ تحت قوة الشر ، ومقيدا بقيود لا فكاك منها.
يقول كاتب سفر الأمثال ان: " كل /إنسان مقبدا بحبال خطاياة " (أم 5: 22س) فكما أن اكثر أمراض الجسد خبثا لا تقبل علاجات الطب ، وكأنها تهرب من الشفاء وحتى إن استخدم أحدهم ذلك العلاج الذي يؤدي إلى الشفاء بطبيعته، فإنها تهيج أكثر وتثور مهما كان اللطف الذي يعاملها به فن الطب ، هكذا أيضا تلك الشهوات التي تتعرض لها نفوس الناس ، فإنهم يكونون أحيائا معاندين ويرفضون الإنصات للنصح ، ولا يسمعون كلمة واحدة تدعوهم لترك الشر وتوجههم إلى طريق أفضل . وكما أن الخيول الجامحة والمشاكسة والزائدة النشاهد لن تطيع اللجم ، كنلك أيضا ذهن الإنسان عندما يكون تحت تأثير الشهوة ، وميالأ تماما للانقلاب الى الشر ، فإنه يكون عاصيا وعنيدا ويرفض الشفاء بكراهية شديدة٠
لذلك بعد أن كلمهم مخلص الجميع بكلمات كثيرة ، ورأ.ى أنهم لم يتغيروا عن شهواتهم ومقاصدهم الماكرة ، بل فضلوا بالأحرى أن يظلوا في حماقتهم الغريزية ، فإنه لجأ أخيرا إلى توبيخات أشد . لنلك ففي هذه المناسبة يظهر أنهم مراءون وكذابون يستغلون المذبح طلبا للمديح ويتلهفون على الكرامة التي يستحقها الأبرار والصالحون دون أن يكونوا كذلك فعلا وهم غير جادين في طلب رضا الرب ، بل على العكس يفتشون بحماس عن المجد الذى من الناس . لذلك، يقول: " أنتم الذين تبررون أنفسكم قدام الناس. ولكن الله يعرف قلوبكم، ان المستعلي عند الناس هو رجس قدام الله"(لو 16: 15)
وهذا ما يقوله لهم أيضا في موضع آخر:" كيف تقدرون أن تؤمنوا ٠,انتم تقبلون مجدا بعضكم من بعض والمجد الذى من الله الواحد لستم تقبلونه " (يو ٤:٥ ٤) لأن إله الكل نكلل بالمديح للبر ، التين هم صالحون حقيقة ؛ أما أولئك الذين لا يحبون الفضيلة ، بل هم مراءون ، فإنهم يخشون بأنفسهم وحدهم شهرة الكرامة . وربما يقول البعض، ولكن أيها السادة المحترمون ، ليس أحد يكلل نفسه ، لأن الإنسان الذي يصطنع المديح لنفسه يستهزئ به بعدل ، لأنه مكتوب:" ليمدحك القريب لا فمك أنت ألجنبى لا شفتاك أنت " (أم ٢:٢٧ س) لكن رغم أن المرائين يمكن أن يظلوا دون اكتشاف ، ويأخنوا الكرامات التي من الناس ، إلا أنه يقول هنا :" لكن الله يعرف قلوبكم " فالديان لا يمكن أن يخدع ؛ " فهو يري أعماق ذهننا ؛ ويعرف تئ هو المجاهد الحقيقي ، ومن الذي يسرق بالاحتيال ، الكرامة التي يستحقها غيره بحق ، وبينما هو يكرم من هو بار حقا فهو " يبدد عظام الذين يسعون إرضاء الناس " بحسب تعبير المرنم (مز 52: 5 س) ، لأن شهوة إرضاء الناس هي دائما أم الكبرياء الملعونة ورأسها وجذرها ، وهي التي يبغضها الرب والناس على السواء . لأن من يقع ضحية لهذا الداء فإنه يشتهي الكرامة والمديح ؛ وهذا الأمر كريه لدى الرب ؛ لأنه يبغض المتكبر ، لكنه يقبل ويرحم ذاك الذي لا يحب المجد (لنفسه) والذي هو متواضع القلب.
وعندما سحقهم المسيح بهذه التوبيخات ، أضاف أيضآ شيئا أكثر ، وأعني به، ما كانوا مزمعين أن يعانوه بسبب عصيانهم وشرهم إذ يتول: " كان الناموس والأنبياء إلى يوحنا ، ومن ذلك الوقت يبشر بملكوت الله  وكل واحد يغتصب نفسه إليه ، ولكن زوال السماء والأرض أيسر من أن تسقط نقطة واحدة من الناموس " فهو يخفى أيضا أيضا وفي غموض ما سوف يسبب لهم ألما ويحجب تنبؤه بخصوص تلك الأشياء التي كانت عتيدة أن تحدث لكل الذين لن يطبعوه ، وهو يقول: إن موسى ومعه جماعة الأنبياء القديسين أعلنوا من قبل مضمون السر الخاص بسكان الأرض. فالناموس يعلن بالظلال والمثالات أنه من أجل خلاص العالم ينبغي أن احتمل موت الجسد ، وابيد الفساد بالقيامة من الأموات ، كذلك أيضا تكلم الأنبياء بنفس المعنى من كتابات موسى، لذلك يقول: إنه ليس غربيا أو ليس غير معروف من قبل أنكم تزدرون بكلامي وتحتقرون كل ما هو نافع لخيركم ، لأن كلمة النبوة عني وعنكم تمتد إلى القديس يوحنا المعمدان ، ولكن " من أيام يوحنا يكرز بملكوت السموات كل و/حد يغتصب تفسه إليه" ويقصد هنا بملكوت السموات: التبرير بالإيمان ، وغسل الخطية بالمعمودية المقدسة ، التقديس بالروح ، العبادة بالروح ، الخدمة التي هي أعلى من خدمة الظلال والرموز ، كرامة تبني البنين ، ورجاء المجد العتيد أن يعطى للقديسين.
لذلك يقول: ملكوت السموات يكرز به ، لأن يوحنا المعمدان وقف فى وسطهم وقال: " أعدوا طريق الرب " (لو ٣ :٤) وقد أظهر قائلا : ها هو قد اقترب، وكأنه داخل الأبواب وهو الحمل الحقيقي للرب ، الذي يحمل خطية العالم ، لذلك فكل من يسمع ويحب الرسالة المقدسة فإنه يغتصبها ، وهو ما يقصد به : أنه يستخدم كل اجتهاده وكل قوته في رغبته للدخول داخل نطاق الرجاء. لأنه كما قال في موضع آخر " ملكوت السموات يغصب والغاصبون يختطفونة " ٠٠ (مت ١ ١ : ٢ ١ )٠ وهو يقول:" إن " زوال السماء والأرض قبل اليوم الذى يأمر به الله فيه بهذا ، أيسر من أن تسقط نقطة واحدة من الناموس " ويشير أحيانا بكلمة الناموس إلى الكتب الإلهية الموحى بها معا، أي كتابات موسى والأنبياء .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "وَكَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ، وهمْ مُحِبُّونَ لِلْمَالِ".وبالرغم من أن التلاميذ ورغم  أنهم هم المخاطبون في ألإصحاح  16 ولكن هنا يصور الإنجيلى لوقا رد فعل الفريسيين ورأى الناس فيهم  ,ان هؤلاء الفريسيين هم المستهدفين لهذه الحقيقة (لو 15: 2) والمثل التالى (لو 16: 19- 31)
(2)   "فَاسْتهزَأُوا بِهِ" نحويا : فعل ماضي متصل مبني للمعلوم في الأسلوب الخبري، يتضمن أ) عملاً متكرراً أو : ب) بداية عمل في زمن ماضٍ. إنه مركب من عبارة اصطلاحية "يتشامخ بأنفه (ازدراءً)" ( لو 23: 35) وقد أستخدمت هذه الكلمة نفسها فى الترجمة السبعينية فى (مز 2: 4 & 21: 1 & 34 : 16)  وهذه الآيات تمهد السبيل المستمع أو القارئ ليفهم المثل فى ألآيات (لو 16: 19- 31) لقد سمع الفريسيون تعاليم يسوع حول المال وفهموها ، وللكنهم رفضوها إعتبارات عديدة منها محبتهم للمال ومركزهم الإجتماعى فى ا‘ين الناس على أنهم مفسرى الشريعة ومعلميها وفهمهم التقليدى والشفوى للتوراة وقد كانوا يعتقدون أن حصولهم على المال هو بركة من يهوه (تث 28)
تفسير (لوقا 16: 15) 15 فقال لهم انتم الذين تبررون انفسكم قدام الناس.ولكن الله يعرف قلوبكم.ان المستعلي عند الناس هو رجس قدام الله
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
لأنهم وهم معلمى الشريعة كانوا يفسرون الشريعة لا على حقيقتها ، كما وضعها الله ، وإنما على مقتضى مصلحتهم هم، وبما يتفق مع أهدافهم واهوائهم . فلم يكونوا يرون تعارضا بين عبادة الله وعبادة المال . مما يدل على أن عبادتهم لله كانت شكلية وسطحية وزائفة وكاذبة ، ومنطوية على النفاق والرياء والتظاهر والغش . ولذلك وبخهم مخلصنا قائلا لهم ,أنتم تظهرون أنفسكم أمام الناس أبرارا ، ولكن الله يعرف قلوبكم ، لأن التعالى بين الناس مكروه عند الله .
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة   110
فما الذي أنبأت به الكتب والذي يجب بالضرورة أيضا أن يكتمل؟ إنها تتبأت أنه بسبب ضلال إسرائيل الشديد وفجوره المفرط سيسقط من كونه من عائلة الرب ، رغم أنه الابن الأكبر، وأن أورشليم ستطرح بعيدا عن إمهال الرب ومحبته، لأنه هكذا تكلم عنها بصوت إرميا:" ها أنذا سأسيج طريقها بالشوك وأسد طرقها وهي لن تجد مسلكها " (هو 2: 6 س) لأن من يخشون الله فطريقهم مستقيمة ولا يوجد فيها أي موضع شديد الانحدار ، بل كلها مستوية وممهدة جيدا. ولكن طريق أم اليهود ، مسيج بالشوك لأن طريق التقوى قد صار متعذرا السير فيه بالنسبة لهم.
وكونهم مظلمي الذهن ولا يقبلون نور مجد المسيح — لأنهم لم يعرفوه - فهذا ما سبق أن أعلنه بقوله لجموع اليهود: " أنا أشبهت أمك بالليل ، هلك شعبى من عدم المعرفة لأنك رفضت المعرفة أرفضك انا حتى لا تكهن لى ، ولأنك نسيت شريعة إلهك أنا أيضا بنيك " ( هو 4: 5و 6) أنت تسمع أن جموع العصاة يشبهون عن حق بالظلمة والليل . لأن كوكب الصبح العقلي، وشمس البر، يشرق ويضيء في ذهن وقلب من يؤمنون ،. اما ذهن أولئك الذين يزدرون بالنعمة العظيمة والتي يشرق ان نقتنيها ، فقد اسود في الظلمة ، والعتمة العقلية ، فكثير إذن مما يختص . بتلك الأشياء ، سبق أن اعلنه جماعة الأنبياء القديسين من جهة إسرائيل.
ولكن الذين يعترفون باستعلان مجد المسيح مخلص الجميع ، فإن الله الآب وعد بواسطة أحد الأنبياء القديسين هكذا قائلا :" وسأقويهم فى الرب إلههم ، وبإسم إلههم يثبتون " (زك10: 12 س) ويقول المرنم مخاطبا ربنا يسوع المسيح بالروح:." يارب بنور وجهك يسلكون، باسمك بيتهجون اليوم كله ، لأنك أنت فخر قوتهم ، وبيرك يرتفع قرننا" (مز 88 : 15- 17 س) . لأننا نفتخر في المسيح ، لأننا تبررنا بواسطته فإننا قد ارتفعنا ، وإذ طرحنا عنا ذل الخطية ، ونحن نحيا في امنياز كل الفضائل فقد اغتنينا أيضا بالمعرفة الصحيحة والثقة لتعاليم الحق . لأن هذا ما وعدنا الرب به حيث يقول بصوت إشعياء: " وسأقود العمى في طريق لا يعرفونه ا. وسأجعلهم يمشون في مسالك لم يعرفوها. أجعل ظلمتهم نورا، وكل مواضعهم المحدرة أجعلها ممهدة" (إش 44: 16 س) نحن الذين كنا مرة عميانا قد استنرنا ونحن نسير في مسلك جديد من البر ؛ بينما الذين افتخروا بالناموس كمعلم لهم ، قد اطلموا كما قال المسيح نفسه:قد أعمت الظلمة  عيونهم (انظر يو٦٢ :٤) والعمى قد حصل جزئيا لإسرائيل (رو11: 5) لأنهم مبصرين ولا يبصرون، وسامعين لا بسمعون (مت١٣: ١٣). لأنهم أخطأوا ضد الأنبياء القديسهن بل وتجاسروا أن يرفعوا أياديهم ضد الذي كان يدعوهم إلي الخلاص والحياة. لذلك يقول، ولو أنكم عصاة ، ورغم أنكم بحماقة تزدرون بكلماتي التي ستقودكم إلى بلوغ ما هو نافع ولائق ، إلا أن المسيح سبق فأعلن بواسطة الناموس والأنبياء أمرا يستحيل أن لا تكتمل فيه كلمات الرب ، لأنه اعلن ما علم انه ينبغي حتما وبالضرورة ان يحدث.
لذلك ، فعدم الايمان يجلب الهلاك على البشر ، مثلما يفعل ايضا عنق الذهن المتعالي في تصلبه بسبب الكبرياء الزائد ضد المسيح مخلصنا جميعا الذي به ومعه للرب الآب يحق التسبيح والسلطان مع الروح القدس ، إلى ابد الآبدين. أمين.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "أَنْتُمُ الَّذِينَ تُبَرِّرُونَ أَنْفُسَكُمْ قُدَّامَ النَّاسِ". يمكن أن يشير ھذا إما إلى تقديمهم  الصدقات العلني الأسبوعي أو تقديم المال فى الهيكل علنا قدام الناس  بغاية التباهى ولفت الأنظار (مر 12: 41- 44) وقد دون لوقا معظم تعاليم يسوع حول هذا النوع من البر الذاتي ( لو 10: 29 & 16: 15 & 18: 9 ، 44) وكانت هذه المشكلة التى أبتلى بها الفريسيين هى العائق لقبولهم يسوع
(2) " للهَ يَعْرِفُ قُلُوبَكُمْ". يجب أن يعرف الجميع أن الرب فاحص القلوب والكلى ولهذا فهو  يعرف الدوافع الكامنة في قلب البشر، والتي تحدد لائمة أو عدم ملائمة كل عمل نقوم به  (1صم 2: 7 ) (1مل 8: 39) (1أخ 28: 9) (2 أخ 6: 30 ) (مز 7: 9 & 44: 21) (أم 15: 11 ) (إر 11: 20 & 20: 12) (16 : 15) (أع 1: 24& 15: 8) (رو 8: 27)
(3) "إِنَّ الْمُسْتَعْلِيَ عِنْدَ النَّاسِ هو رِجْسٌ قُدَّامَ للهِ". لقد أضاع يسوع فكر الناس عن الفريسيين  كانوا ينظرون إلى الفريسيين على أنهم أفضل الأفضل فهم خدام الكلمة ومعلمى الشريعة ، ولكن لله يحكم ويدين بمعيار مختلف  (مت 5: 20 ، 48)  لله نفسه هو المقياس والكل مقصّرون وناقصون أمامه (رو 3 ،23 )  الخلاص هو عطية مجانية إنه درة ثمينة وجوهرة لا تقدر بثمن يجب أن يبيع الإنسان شهواته وأخلاقه الرديئة وتعظم المعيشة حتى يسير طبقا لتعاليم يسوع فينال الحياة الأبدية (رو 3: 21 - 31) (غل 3) لقد جعل يهوه طريقا للوصول إليه هذا الطريق أسمه يسوع المسيح ولكنه طريق ضيق كله متاعب ولكن يشعر الإنسان فيه انه فى السماء لأنه يراها بعيون يسوع كما أن هذه المتاعب يحملها يسوع لأنها نيره الجميع مرحب بهم فى هذا الطريق حيث ستسير مع يسوع خطوة خطو فى الحياة وحينما تصل إلى السماء فعلا فستجد أنه لا فرق بين ألأرض والسماء
(2)  "رِجْسٌ " .  هذه كلمة اصطلاحية تدل على ما يجر البشرية الساقطة بعيداً عن الرب تؤدى بالإنسان إلى عبادة ذاته ، وتلاحظ حينما يملك أنسان قوة أو سلطة أو رآسة خاصة إذا كان عنده هذا الإستعلاء وحكم دولة  ، إنه يظن نفسه إلها . هذه الكلمة تدل فى الترجمة السبعينية على :  أ) الوثنية (الأصنام وعبادتها ) ب)  حدث أو شخص أخروي (دانيال)

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 16

3. الصداقة الإلهيَّة والوصيَّة الصعبة (لوقا 16 : 16-18)
تفسير (لوقا 16: 16) 16 كان الناموس والانبياء الى يوحنا.ومن ذلك الوقت يبشر بملكوت الله وكل واحد يغتصب نفسه اليه.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
لقد قامت الشريعة والأنبياء حتى زمن يوحنا . ثم منذ ذلك الحين بدأت البشارة بملكوت الله وكل واحد يشق طريقه عنوة إليه . اى أن الفريسيين كانوا يتظاهرون امام الناس بانهم اتقياء أبرار . بل إنهم متزمتون فى تقواهم وبرهم ليمتدحهم الناس ويحترموهم ويكرموهم ويجعلوا منهم أولياء وائمة ومطيعين لهم - ولكن الله العارف بما تخفيه القلوب يعرف ما تمتلئ به قلوبهم من شرور وفجور وأدناس وأرجاس واستعلاء وكبرياء ومن ثم فهم مكرهون لديه لأن كل هذه الصفات الذميمة التى يتصفون بها إنما هى مكروهة لديه . وقد كانوا يفسرون الشريعة تفسيرا لفظيا ظاهريا لمنفغتهم ، متغاضين فى سبيل تلك المنفعة عن روح الشريعة ، متغافلين عن جوهرها . وقد ظلوا يفعلن ذلك فى أيام انبياء العهد القديم كله ، حتى بدأ يوحنا المعمدان يبشر بطلوع فجر العهد الجديد الذى يأتى فيه ملكوت الله ، والذى لا يسود فيه لفظ الشريعة وإنما روحها ، ولا ظاهرها وإنما جوهرها ، ولا يأخذها الناس فيه -على ضوء تعاليم ذلك العهد الجديد -مأخذا سهلآ، وإنما يعرفون ما تتطلب عقولهم لفهمها وقلوبهم للعمل بها على حقيقتها من جهد وجهاد، ومشقة وكفاح ، ومعاناة ومكابدة ، فلا يستطيعون أن يشقوا طريقهم إليها وإلى ملكوت الله الذى لا تسود فيه إلا بالعزيمة الصادقة والارادة الصلبة التى لا تلين ولا تتزعزع .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) ألايات من (لو 16: 16- 18)  قد لا يفهم بعض المفسرين  معنى هذه الآيات. أو أنها تبدو لهم غير مترابطة وخارجة عن مكانها ، ولكن كل ما فى الأمر أن الإنجيل قاله يسوع لشعب كان يعيش فى وسطهم كما كان يحادث الجموع كان يتكلم خاصة لأفراد أو مريض أو حتى لشخص واحد ولهذا يجب أن نضع فى إعتبارنا أن يسوع ربما كان  يتحدث عما يدور بفكر واحد من الفريسيين أو آخر من الجموع
(2)  "النَّامُوسُ وَالأَنْبِيَاءُ". هاذان اثنان من أقسام القانون العبري. ولذلك، فإن ھذه العبارة  شملت كل العهد القديم كونه فاعلا بقوة (لو 16: 29 & 24: 44) (مت 5: 17 & 7 12 & 22: 40 ) ( أع 13: 15 & 28: 23)
(3) "إِلَى يُوحَنَّا". كان يوحنا آخر أنبياء العھد القديم وأول كارز في االدهر الجديد (مت 11 : 13) لقد كان يوحنا هو نهاية القديم وبداية الجديد والعهد القديم فيه موسى والشريعة والجديد فيه يسوع يظهر لاهوتيا  وزمنيا ودنيويا
(4) " يُبَشَّرُ بِمَلَكُوتِ للهِ". المقصود بذلك التبشير بإنجيل ملكوت لله كما نفهم ضمنيا من الفعل اليوناني"(euangelizoō) الذي يعني "يبشر" أي "يعلن النبأ السار" (لو 4: 18 & 9: 6) أى نشر ملكوت السماء على ألأرض
(5) "كُلُّ وَاحِدٍ يَغْتَصِبُ نَفْسَهُ إِلَيْهِ "  نحويا : الفعل حاضر متوسط خبري [مجهول الصيغة معلوم المعنى])
وتعنى "كُلُّ وَاحِدٍ يَشُقُّ طَرِيقَهُ بِاجْتهادٍ لِلدُّخُولِ إِلَيْهِ" إن من يحب يسوع يجاهد ليكون معه فى الطريق والملكوت 
(6) "كُلُّ وَاحِدٍ" فيها غلو ، ولقصد بيها يسوع أن تكون كذلك حتى يدخل من طبقوا تعاليمه وجاهدوا الدههاد الجسن دخول ملكوت السموات إنه يدفعهم للحماس  عند المنبوذين دينياً (في قبول تعاليم يسوع مقابل موقف النفور والرفض لدى رؤساء الدين. هذا القول ليسوع يُستخدم بمعنى مختلف كلياً في (مت 11: 12) ربما لا يكون الفعل مبنياً للمتوسط بل مبنياً للمجهول، في إشارة إلى أن أولئك الذين يسمعون
الإنجيل يُحثّون بالروح (يحثهم الروح القدس) ليتجاوبوا معه بالتوبة والإيمان فيجنوا ثمر الإيمان .
 تستخدم الترجمة السبعينية هذا الفعل نفسه بصيغة مبني للمجهول في (تك 33: 11) (قض 19: 7)
12. : يستخدم بمعنى مبني للمجهول في مت 11 : 12)
تفسير (لوقا 16: 17) 17 ولكن زوال السماء والارض ايسر من ان تسقط نقطة واحدة من الناموس.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وإنه لأيسر أن تزول السماء والأرض من أن تسفظ نقطة واحدة من الشريعة ٠ لأن تلك الشريعة فى روحها وجوهرها ستظل أبدية خالدة ،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) مع أن يسوع أكد على أنه جاء عهدا جديدا بإعلان إنجيله إلا أنه يؤكّد على رسوخ وثبات وأبدية العهد القديم (مت 5: 17- 20) وأنه بعهده الجديد أكمل العهد القديم ولم ينقضه أو يرفضه بل صحح مفاهيم الناس عنه رافضا التقليد الشفهى لليهود وتفسيراته (مت 5: 21- 48) وأكمل متطلبات العهد القديم (مر 7: 9) فى نواميس الطعام (مت 19: 7- 8)  والطلاق والزواج ثانية)، وبذلك أظهر أعلوية شخصه، لأنه هو قائل هذه الكتابات المقدسة.
(1) "نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ" كلمة (kepaia) تعني حرفياً "قرن"، والتي تشير في هذا السياق إلى النقاط أو الخطوط  الصغيرة التي تميز الأحرف العبرية عن بعضھا (انظر مت 5: 18)  وعموماً  كان يسوع يستخدم أسلوب الغلو فى ألأرقام حتى يجذب المستمع إليه . هذا  يعني على الأرجح أن كل نقطة أى اصعر تعليم فى العهد القديم هو إعلان لله وسيبقى كذلك.
تفسير (لوقا 16: 18) 18 كل من يطلق امراته ويتزوج باخرى يزني وكل من يتزوج بمطلقة من رجل يزني
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
كل من طلق زوجته وتزوج اخرى فقد زنى . وكل من تزوج التى طلقها زوجها فقد زنى .   حتى إنه لأيسر أن تزول السماء والأرض من أن تسقط نقطة واحدة من أحكام الناموس ولئن كانت تلك الشريعة مثلا تسمح فى ظاهرها بأن يطلق الرجل زوجته ، إنها على حقيقتها وفى جوهرها - كما علم بذلك الرب يسوع المسيح ، لا تسمح بذلك أبدآ، وإنما تعتبر كل من طلق زوجته وتزوج أخرى زانيآ ، كما تعتبر كل من تزوج التى طلقها زوجها زانيآ ويستحق كل من هذا وذاك جزاء الزناة وهو الهلاك وهذا هو الشأن أيضا بالنسبة لمحبة المال التى كان مغلمى العهد القديم يعتبرونها حقا وحلالا ، فى حين أنها فى حقيقتها ليست إلا باطلا وضلالا ، فلا يحق للفريسيين أن يتظاهروا إذن بأنهم أتقياء أبرار لمجرد أنهم نفذوا احكام الشريعة كما فهموها فهما خاطئا ، او تعمدوا أن يفهموها على هذا النحو لإستغلالها فى شهواتهم وملذاتهم لأن نور العهد الجديد قد طلع عليهم ففضح نفاقهم وريائهم ، واوضح خبث نفوسهم وحقيقة شرهم ومكرهم.
على أن نص ما يقوله السيد المسيح له المجد فيما يتصل بالطلاق يضع علامة على الطريق هامة فى فهم العلاقة بين الرجل وزوجته كما يريدها الله ان تكون . وهذه هى شريعة السيد المسيح فى العهد للجديد. حيث رفع هذه العلاقة بين الرجل وزوجته إلى درجة رباط إلهى مقدس . وإلى مرتبة سر من أسرار الروح القدس فى الكنيسة عرف بسر الزيجة المقدس٠ ولما كان الروح القدس ، روح الله ، هو الذى يجمع بين الرجل وزوجته ، لذلك يصير الاثنان جسدأ واحدآ ، فلا يكونان بعد اثنين إذن وإنما جسدا واحدأ. (متى 19: 5- 6) ٠
ومن هنا فإن الزواج فى المسيحية لا يقبل الانحلال بطبيعة الرباط الإلهى الذى ربط بين الرجل وزوجته .ومن ثم فما جمعه الله لا ينبغى ان يفرقه الإنسان. (متى 19: 6) . فإذا طلق الرجل زوجته بإرادته المنفرده لم يستطع طلاقه لها أن يحل الرباط المقدس بينهما . ولذلك فإنه إذا طلقها بغير حكم كنسى وتزوج بامراة اخرى صار زانيا ، لأنه مازال مرتبطآ بزوجته الأولى بالرباط الإلهى الذى ربطه الروح القدس ، وبالتالى فإن زوجته التى طلقها بإرادته المنفردة لا تزال مرتبطة به فى الواقع على الرغم من طلاقه لها، فإذا تزوجها رجل آخر ، صار هذا الآخر. بزواحه منها زانيا ، لأنها مازالت مرتبطة بزوجها الأول . ولذلك يقول بولس الرسول إن " المرأة تظل مرتبطة شرعا بزوجها فى الرب فقط " ( ١ كورنثوس ٧ : ٣٩) : ولاتصير المراة طالقة من زوجها بإرادة زوجها أو بإرادتها هى ، وإنما بحكم الكنيسة ، لأن الكنيسة هى التى ربطت بينهما بالسلطان الممنوح لها من الله . فالكنيسة هى وحدها التى تملك ان تفصل بينهما إذا كانت هناك اسباب تقتضى فصم العلاقة المقدسة بين الزوجين فما جمعه الله لا ينبغى أن يفرقه الإنسان. ٠
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "كُلُّ مَنْ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ وَيَتَزَوَّجُ بِأُخْرَى يَزْنِي". هذا تكميل للناموس لتوضيح لرؤساء الدين اليهودي أنهم يراوغون ويتحايلون على الهدف الواضح من الناموس الموسوي (الآيات لو16:  16- 17) والمقدع فى (تث : 1- 4) بتفسيرات تقاليدھم التلمودية والربّانية  (هِلِّيل، متحررة جداً وشَمّاي، محافظة جداً).
(2) "يَزْنِي". كتب موسى فى سفر التَثْنِيَة | تثنية الاشتراع  ( تث 24: 1- 4) وجاء فى موقع الأنبا تكلا  "  ما جاء في سفر شريعة موسى (تث 24: 1-4) لم يُنشئ ولم يُوجِد الطلاق، فالطلاق كان قائمًا ومنتشرًا حينذاك، وما فعلته الشريعة هو خطوة في الحد من هذه الظاهرة، وحفظ كرامة الزوجة على قدر الإمكان، وعندما ذكر سفر التثنية أن سبب الطلاق " لأنه وجد فيها عيب شيء " كان يقصد عيبًا غير محتمل، حتى أن بعض المفسرين قالوا أن المقصود بالعيب هنا هو الزنا، وساروا على هذا المنوال، رغم أن هذا أمر مستبعد، لأن عقوبة زنا المرأة المتزوجة ليس الطلاق إنما القتل. وجاء في دائرة المعارف " قد نتج عن عدم تحديد المقصود " بالعيب " هنا، ظهور مدرستين، هما مدرسة " شمعي " التي قصرت هذا العيب على الخيانة الزوجة أي الزنا، ومدرسة "هليل" التي توسعت في مفهومها فجعلت "العيب" يتسع ليشمل أي شيء لا يرضى عنه الزوج. وإعطاء الزوجة " كتاب طلاق".. يضفي على هذا الأمر صبغة شرعية أو رسمية.. وكان ذلك الإجراء يتم على يد كاهن أو لاوي على الأقل.. وكان هناك بعض حالات لم يكن يُسمح فيها بالطلاق: (أ) متى اتهم رجل عروسه بأنه عندما دخل عليها لم يجد لها عذرة، وثبت أنه كاذبًا.. (تث 22: 13 - 19). (ب) إذا اغتصب رجل فتاة عذراء غير مخطوبة.. (تث 22: 28، 29) أما في حالة ارتكاب الزنا مع امرأة متزوجة أو مخطوبة، فكانت عقوبتهما - الرجل والمرأة - القتل رجمًا بالحجارة (لا 20: 10، تث 22: 22 - 24، أنظر أيضًا يو 8: 5) وكذلك كانت عقوبة الفتاة التي يثبت أنها فقدت عزرتها قبل الزواج (تث 22: 20، 21) ومعنى هذا أنه في حالة الزنا لم تكن العقوبة الطلاق بل القتل، مما يهز مفهوم مدرسة شمعي.. ولكن يبدو أن بني إسرائيل أساءوا استغلال الأذن بالطلاق وغدروا بزوجاتهم حتى وبخهم الرب على لسان ملاخي النبي بالقول {من أجل أن الرب هو الشاهد بينك وبين امرأة شبابك التي أنت غدرت بها وهي قرينتك وامرأة عهدك.. فاحذروا لروحكم ولا يغدر أحد بامرأة شبابه. لأنه يكره الطلاق قال الرب إله إسرائيل.. فاحذروا لروحكم لئلا تغدروا} (ملا 2: 14 - 16)"

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 16

4. مثل لعازر والغني (لوقا 16 : 19-31)
تفسير (لوقا 16: 19) 19 كان انسان غني وكان يلبس الارجوان والبز وهو يتنعم كل يوم مترفها.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وإذ رى مخلصنا غلظة قلوب الفريسيين وإغلاقهم إياها دون الاستماع إلى تعاليمه ، ولا سيما بشأن محبة المال وعاقبتها٠ بل إنهم رفضوها واستهزأوا بها . وإذ لم تقنعهم التعاليم التى نادى بها صراحة ، كما لم تقنعهم التعاليم التى ضرب لهم الامثال على سبيل الرمز والتشبيه ليتغلبوا بها على غبائهم او تغابيهم ، ويدركوا مغزاها ، كشف لهم النقاب عن مشهد من مشاهد السماء التى تتضح فيها عاقبة الاشرار الذين ينحصر همهم واهتمامهم فى التنعم والرفاهية وأكتناز المال كما تتضح فيها عاقبة الأبرار الذين يعانون فى الحياة ويلاتها ونكباتها فى وداعة وقناعة وصبر وطول إحتمال . فقال لهم كان ثمة رجل غنى يرتدى الأرجوان والبز ، ويتنعم كل يوم مترفها . وكان رجل فقير اسمه لعازر مذطرحا عند بابه ، وقد إمتلأ جسمه بالقروح وكان يشتهى أن يشبع من الفتات الذى يسقط من مائدة ذلك الغنى ، فلم يكن يعطيه أحد ، وإنما كانت الكلاب تأتى وتلحس قروحه ٠ ثم مات الفقير فحملتله الملائكة إلى حضن إبراهيم . ومات الغنى أيضا ودفن ٠ وفى الجحيم رفع عينيه وهو يقاسى العذاب ، فرأى إبراهيم من بعيد ولعازر فى حضنه ، فنادى وقال : يا أبى إيراهيم ارحمنى وأرسل لعازر ليغمس فى الماء طرف إصبعه ويبرد لسانى ، لأننى أتعذب فى هذا اللهيب . فقال ابراهيم: تذكر يا بنى أنك فى حياتك قد استوفيت مسراتك . وأما لعازر فقد استوفى بلاياه . ومن ثم فهو الآن يتعزى وأنت تتعذب ومع ذلك كله فان بيننا وبينكم هوة عظيمة راسخة، بحيث إن الذين يريدون العبور من هنا إليكم لا يستطيعون . كما لا يستطيع ذلك الذين يريدون العبور من عندكم إلينا . فقال: أتوسل إليك إذن يا أبتاه أن ترسله إلى بيت أبى ، حيث لى خمسة إخوة حتى ينذرهم لئلا يجيئوا هم ايضا إلى مكان العذاب هذا . فقال له إبراهيم: إن لديهم موس والأنبياء ، فليسمعوا إليهم. قال: كلا يا أبى ابراهيم ، لكنهم إذا ذهب إليهم أحد موتى يتوبون . فقال له : إن كانوا لم يستمعوا إلى موسى والأنبياء فإنهم .إن قام أحد الموتى لا يقتنعون
وندرك من هذا المشهد السمائى الذى وصفه مخلصنا أن ذلك الرجل الغنى ، كان عظيم الثراء ، يرتدى رداء الملوك وهو الأرجوان ، ولايرتضى لنفسه إلا افخر وافخم الأردية واكثرها نعومة فى عصره وهو البز ، ويتنعم كل يوم باطايب المأكل وللمشرب ، ويترفه بكل ما تتيح له أمواله الكثيرة من الوان الرفاهية .
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة   111
عندما كان سليمان يقدم صلوت عن مملكته ، فإنه قال للرب في موضع ما: " أعطنى الآن حكمة ، تلك الحكمة التى تسكن فى عرشك " (انظر ٢أي٠:١ ١). فمدحه بسبب رغبته الجادة في مثل هذه البركات ، لأنه لا يوجد شيء أنفع للناس أكثر من العطايا المقدسة، وإحدى هذه البركات التي تستحق أن نقبلها — والتي تجعل أولئك الذين قد حسبوا أهلا لها كاملين في الغبطة ؛ هي الحكمة التي يعطيها الرب . لأن الحكمة هي بصيرة الذهن والقلب، ومعرفة كل ما هو صالح ونافع.
وإنه من واجبنا أيضا أن نفتن بعطايا مثل هذه، حتى عندما نحسب مستحقين لها فإنه يمكننا أن نفهم كلمات المخلص باستقامة وبدون خطأ لأن هذا نافع لنا لأجل تقدمنا الروحي، ويقودنا الى حياة بلا لوم وتستحق المديح. لذلك فإذ قد صرنا شركاء في الحكمة التي من فوق، هيا بنا لنفحص معنى المثل الموضوع أمامنا الآن.
ومع ذلك، أظنه من الضروري أن نذكر أولأ ماذا كانت المناسبة التي قادته (المسيح) للكلام عن هذه الأمور ، أو ماذا قصد أن يوضح وهو يصور ويصف بطريقة رائعة المثل الموضوع أمامنا . لذلك فالمخلص كان يكملنا في فن فعل الصلاح ويوصينا أن نسلك باستقامة في كل عمل حسن ، وان نكون جادين في تزيين انفسنا بالأمجاد التي تأتى من السلوك في الفضيلة . لأنه يريدنا أن نكون محبين ومستعدين للإتصال بعضنا مع بعض ، مسرعين في العطاء ، ورحومين ، ومعتين بعمل المحبة للفقراء . ومثابرين بشجاعة في تأدية هذا الواجب باجتهاد . وهو بنصح أغنياء العالم خاصة أن يكونوا حريصين على فعل هذا . ولكي يرشدهم إلى الطريق الذي يليق تماما بالقديسين فإنه يقول : " بيعوا أمتعتكم واعطوا صدقة، اصنعوا لأنفسكم اكياسا لا تبلى وكنزا في السمو/ت لا يفنى" (لو ٢ ١ :٣٣). فالوصية بالحقيقة صالحة وحسنة ومخلصة ومفيدة ، ولكن لم يغب عن علمه أنه من المستحيل للغالبية ان يمارسوها . لأن ذهن الإسان قد صار منذ القديم عاجرا عن تأدية ذلك الواجبات الثقيلة والصعبة، وأن التخلي عن الثروة والممتلكات والمتع التي تعطيها، ليس أمزا مقبولأ تماما لأي واحد يكون مغلقا ومقيدا كما بحبال لا تنحل ، تلك التي تربط الذهن بشهوة اللذة.
ولأنه صالح ومحب للبشر، لذلك فإنه امدهم بمعونة خاصة لئلا يأتي بعد الثروة هنا، فقر ابدى لا نهاية له ، ولئلا بعد ملذات الزمان الحاضر بأتيهم العذاب الأبدي. لذلك يقول لهم: " اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم حتى إذا فنيتم يقبلونكم فى المظال الأبدية (لو٩:١٦).
هذه إذا هي نصيحة ذلك الذي يرشدهم إلى ما يمكنهم أن يعملوه لأنه يقول ، إن كنتم لا تقتنعون بالتخلي عن الغنى الميال للذة وتقتنعوا ببيع مالكم ، وتقتنعوا بالتوزيع لمن هم في احتياج ، فعلى الأقل اجتهدوا في ممارسة الفضائل الصغرى. " اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم" أي لا تعتبروا ثرواتكم هي ملك لكم وحدكم ، بل ابسطوا أيديكم
لأولئك المحتاجين وساعدوا الفقراء والمتألمين ، عزوا أولئك النهن قد سقطوا في ضيق شديد ، عزوا الحزانى ، والمضغوطين بأمراض جسدية والمحتاجين للضروريات ، وعزوا أيضآ القديسين الذين يعتنقون الفقر الاختياري حتى يمكنهم أن يخدموا الرب بدون ارباك. ان فعكم هذا لن يكون بغير مكافأة لأنه عندما تفارقكم الثروة الأرضية ببلوغكم إلى نهاية حياتكم ، عندئذ فإن هؤلاء سيجعلونكم شركاء في رجائهم ، وشركاء في العزاء المعطى لهم من الرب . ولأنه صالح ومتعطف على البشر فإنه بمحبة وسخاء سوف يسكب فرحه على اولئك الذين تعبوا في هذا العالم ، وخصوصأ أولئك الذين بحكمة واتضاع وهدوء ، حملوا حمل الفقر الثقيل . ويقدم بولس الحكيم نصيحة مماثلة لأولئك الذهن يحيون في غنى ووفرة ، من جهة اولئك الذين يعيشون في بؤس: "
تكون فضالتكم لإعوازهم. كي تصير فضالتهم لإعوازكم٠ " 2١كو8: 14) ولكن هذه إنما هي نصيحة من يأمر ببساطة بما نطق به المسيح: " أصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم " لكى بذلك تكون الوصية مستحقة جدا لإعجابنا.
ولكي يوضح اننا ان رفضنا ان نتعترف هكذا فهذا سيؤدي إلى دمارنا ، وسيهبط بنا إلى النار التي لا ثطغأ وإلي حسرة لا نتفع ، فإنه يرسم لنا المثل الحاضر. لأنه يقول. .كان إنسان غنى يلبس الأرجوان والبز وهو يتنعم كل يوم مترفها . وكان مسكبن إسمه لعازر الذي طرح : عند بإبه مضروبا بالقروح " ...ارجوكم ان تلاحظوا هنا وأن تنتبهوا بعدة إلى كلمات المخلص ، لأنه بينما كان سهلا عليه ان يقول: كان هناك إنسان غنى اسمه كذا كذا، اي من كا ن، إلآ انه لا بقول هذا ، بل يدعوه فقط *إنسان غنى* ، بينما ينكر الأنسان المسكين بالاسم. .ماذا نستتج من هذا؟ ان هذا الأنسان الغني بسبب كونه غير رحوم ، لم يكن له اسم في حضرة الرب ، لأنه قد قال في موضع ما بصوت المرتل بخصوص اولئك الذين لا يخافونه: لا أذكر أسماءهم بشفتى " (مز 15: 4 س) ، بينما المسكين - كما قلت — يذكر بالاسم بلسان الرب . ولكن فلننظر إلى كبرياء الغني المنتفعخ بأمور ليست لها اهمية حقيقية ، إذ يقول إنه كان يلبس الأرجوان والبز ، اي ان اهتمامه كان ان يتأنق بملابس جميلة، وهكذا فإن ثيابه كانت ذات ثمن غال ، وكان يعيش في ولائم مستمرة لأن هذا هو معنى " يتنعم كل بوم " ، وبجانب هذا يضيف انه كان ٠٠" يتنعم مترفها " أي بإسراف. لذلك، فكل ابهة ذلك الأنسان الغنى كانت من اشياء من هذا القبيل كارتداء ملابس نظيفة ورقيقة ، ومطرزة بالبز ، ومصبوغة بالأرجوان ، لكي يلنذ عيون الناظرين، وماذا كانت النتيجة إنه لا يختلف إلآ قليلا عن الأشكال التي في التماثيل المنحوتة ، والصور الزيتية . فالذين يعجبون بالرجل الغني هم عديمو الحس الخالون من المشاعر ، واما قلب الغني فمملوء بالكبرياء والعجرفة ، ويفكر أفكارا عالية ومننفخة عن نفسه ، ورغم انه لا يملك في ذهنه اي امتياز ، فإنه يجعل من الالوان المتدرجة والمتنرعة سببا لكبريائه الفارغ . ولذته هي في الولائم الغالية ، وفى الموسبقى والعربدة ، ولديه عديد من الطهاة ، الذين يجتهدون في إثارة النهم بالأطعمة المجهزة باهتمام كبير . والسقاة متزينون بملابس مزخرفة ، وعنده مغنون ومغنيات واصوات المتملقين. هذه هي الأشياء التي كان يعيش فيها الغني . إذ أن تلميذ المسيح يشهد لنا بهذا قائلا " كل ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة" (1يو 2: 16) .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ". مثل الغنى ولعازر هو المثل الخامس ضمن سلسلة الأمثال التى قالها يسوع وكتبها لوقا فى الإصحاحين لو 15 و لو 16 ◙ويختلف عن الأمثال الآخرين للأسباب التالية: أ) ليس فيه مقدمة ب) ليس فيه تطبيق واضح ج) يُذكر اسم شخص معين بشكل محدد
ويُفسر هذا المثل على ضوء الآيات ل(لو16: 8 - 13) . إنه مثل واضخ لا يستطيع المرء أن يُحمل التفاصيل ما لا تطيق حمله كما أن التامل والمجاز فيه قليل وهذا المثل يعطي المسيحيين إجابات لاهوتية حول حالة الميت المتوسطة المتحرر من الجسد أو وصف الجحيم (لأن النص يقول مثوى الأموات، وليس جهنم).
(2) "إن" . غالباً ما يبدأ لوقا الأمثال باستخدام (tis) راجع (لو 15: 11 & 16: 1، 19)  وراجع ايضا التعليق على (لو 16: 1)
(3) " إِنْسَانٌ غَنِيٌّ". التقليد اللاتيني ييطلق عليه رجل "موسر " ◙(Dives)  والتي هى الكلمة اللاتينية التي تعني "غني". هناك أسماء عديدة مختلفة تطلق على هذا الرجل الغني نجدها في أماكن جغرافية مختلفة وفترات مختلفة
(4) "يَلْبَسُ الأَرْجُوانَ وَالْبَزَّ". نحويا : (ماضي متصل مبني للمتوسط خبري). الأرجوان  هو صبغة لونها أحمر يستخرج من المحار. وكان باهظ الثمن جدا وكان يلبسه كبار الأغنياء والملوك  كان هذا الرجل◙
تفسير (لوقا 16: 20) 20 وكان مسكين اسمه لعازر الذي طرح عند بابه مضروبا بالقروح.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ولكنه كان هذا الغنى أنانيا قاسى القلب عديم الرحمة ، إذ كان يرى ذلك الرجل المقعد الفقير المسكين منطرحا عند بابه ، وقد إبتلاه الزمان فضلا عن فقره وعن بلواه التى أقعدته ببلوى اخرى أفظع وأبشع تجعل جسمه كله ممتلئا بالقروح التى لا تفتأ تنضح بالدماء ، ولاتفتأ تؤلمه وتعذبه أشد عذاب . 
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة   111
ويقول إنه في اثناء ذلك كان لعازر المضروب بالمرض والفقر ، مطروحا عند باب الغني ، وكان الغني يسكن في قاعات عالية ومساكن واسعة فخمة البنيان ، بينما كان المسكين مطروحا ، ملقى هناك ومهملا ولا يعطى له اي اعتبار . وإذ كان محروما من اي شغقة أو عناية ، كان يشتهي ان يجمع الفتات الساقط من مائدة الغني ليشبع جوعه .
كان المسكين علاوة على ذلك يتعذب من مرض خطير وعديم الشفاء ، وبقول إن الكلاب تأتى وتلحس قروحه " ، وإنها ، كما يبدو ، لم تأق لتؤذيه بل بالحري كأنها تتعاطف معه ، وتعتنى به، لأنها كانت تسكن الآلام بالسنتها ، وويل المعاناة المصاحبة لها، وتهدئ القروح وتلطفها .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "لِعَازَرُ".  أصل هذا الأسم هو عبرى "الِعَازَارَ " ( 46  BDB) ومعناه  "لله  معيني".  ماذا عنى يسوع بإستخدام هذا الإسم لهذا الفقير البائس فى هذا المثل ؟ وماذا قصد؟ أنه قصد بلا شك  أن يثبت فى عقل المستمع  أنه ما من أحد يعين هذا الإنسان الفقير البائس سوى يهوه.  لقد ذكر يسوع لأول مرة أسما فى مثل فهل هذه قصة حقيقية ؟ أم أنه قصد تعليم الجموع بعض المفسرين يقولون أنه ليس شخصا حقيقية والآخرين يقولون : أنه مثل وهو ليس شخصا حقيقيا
(2)  " طُرِحَ".  نحويا : فعل ماضي تام مبني للمجهول في الأسلوب الخبري، الذي يشير إلى الاستجداء  العادي. كان الفقراء والمرضى مطروحين يستعطون دائماً في الأحياء الغنية أو الأماكن العامة (أع 3 : 2)  ◙
(3) " مَضْرُوبًا بِالْقُرُوحِ". نحويا : اسم فاعل تام مبني للمجهول  من  اللغة اليونانية (helkos) " ◙راجع الترجمة السبعينية (خر 9، 10 ، 11) (لا 13: 18)
تفسير (لوقا 16: 21) 21 ويشتهي ان يشبع من الفتات الساقط من مائدة الغني.بل كانت الكلاب تاتي وتلحس قروحه.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وكان جائعا يشتهى ان يسد رمقه، لا مما تزخر به مائدة ذلك الغنى من أشهى ألوان الطعام ، وإنما من الفتات الذى يتساقط من تلك المائدة ، والذى لا تاكله إلا الكلاب ، فلم يكن ذلك الغنى - لفرط انانيته وقسوة قلبه وأنعدام رحمته - يلقى إليه بشئ حتى من تلك الفتات أو يأمر عبيده وخدمه بأن يلقوا إليه منه شيئا ، تاركا إياه تحت سمعه وبصره يتلوى من الجوع الذى كان ينهش أحشاءه ٠ وياليت عناء هذا التعس الشقى كان يقف عند هذا الحد ، وإنما كان يزيد من تعاسته وشقاته وما يكابد من كرب وعذاب أن الكلاب كانت تأتى وتلحس قروحه فتزيده كربا على كرب ، وعذبا فوق عذاب . وهكذا مضت الأيام بذلك الرجل الغنى الذى لم تكن تزيده الأيام إلا ثراه وكبرياء ، كما مضت بذلك الرجل الفقير الذى لم تكن شدة إلا ألما وعناء ، وإحتمالآ وصبر ، على ما أصابه من بلاء .
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة   111
أما الغني فكان أكثر قسوة من الوحوش ، لأنه لم يشعر بأي تعاطف مع المسكين أو أية شفقة عليه ، بل كان مملوءا من عدم الرحمة ، وماذا كانت النتيجة؟ إن موجز المثل يعلمنا الآتي ، ولكنه أطول من أن أتحدث عنه الآن . ولئلا يكون حديثي أكثر مما يلزم لمستمعى ، ومرهقا فوق الطاقة لمن يتحدث فإني أتوقف الآن لخيري وخيركم على أن أحدثكم مرة أخرى عن هذه الأمور في اجتماعنا القادم ان منحني المسيح مخلصنا جميعا المقدرة على فعل هذا ، وهو الذي به ومعه للرب الآب يحق التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى أبد الآبدين آمين .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "يَشْتتهى أَنْ يَشْبَعَ". هذه نفس العبارة التى أستخدمها يسوع فى مثل الابن الضال عندما كان مع الخنازير في (لو 15: 16) لم يرد ذكر ما إذا كان لعازر قد أخطأ وأصيب بالقروح أم أن هذه تجربة من يهوه مثل أيوب مثلا
(2) " مِنَ الْفُتَاتِ السَّاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ الْغَنِيِّ". كان الناس جميعاً في ذلك العصر يأكلون بأيديھم.  ◙وكان ألأغنياءً يستخدمون خبزاً أبيض ليمسحوا به أيديھم ثم يرمونه على الأرض (مت 15 :  27).
كلمة "فتات" ليست موجودة في النص اليوناني ولكن تُفھم ضمناً من سياق المثل . وتظهر هذه الكلمة فى (متى 15: 27) «صَحِيحٌ يَا سَيِّدُ؛ وَلكِنَّ جِرَاءَ الْكِلاَبِ تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَوَائِدِ أَصْحَابِهَا " وتوجد في المخطوطا 12 W،D،A،!
ولكنها مفقودة في لمخطوطات 75. L،B،!*،p ا
 27 ونجدھا  2 : الكلمة في الموازاة عند متى 15
(3) " بَلْ كَانَتِ الْكِلاَبُ تَأْتِي وَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ". تشير هذه الاية أن القروح تسببت فى عجز لعازر لدرجة أنه كان ضعيفاً جداً  لدرجة أن كان يعجز حتى أن يبعد عنه هذه  الكلاب ، لم تكن الكلاب فى ذلك الوقت حيوانات منزلية أليفه بل كانت وحشية تعيش فى الطرق والبرارى تتغذى بالقاذورات والجيف.
تفسير (لوقا 16: 22) 22 فمات المسكين وحملته الملائكة الى حضن ابراهيم.ومات الغني ايضا ودفن.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
حتى جاءت النهاية المحتومة بالنسبة للغنى وللففير على السواء ، وهى الموت . فماذا كانت النتيجة؟ لقد مات لعازر الفقير فحملت الملائكة روحه الطاهرة فى موكب نورانى إلى حضن إيراهيم فى السماء ، حيث اشترك فى وليمة رب المجد جئبا إلى جئب مع أبى الأنبياء . ومات ذلك الرجل الغنى أيضا فدفن ذووه جسده فى الأرض التى طالما عشقها وحصر كل اشتياقه وإشتهائه فيها ، فتعفن وانتهى إلى تراب ٠ وأما روحه الأثيمة فلم تحملها ملائكة ، وإنما هوت مع الشياطين إلى الجحيم الذى يتلظى بكل نيران العذاب .
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة   112(لو١٦: ١٩-٣١)
يقدم إشعياء النبي المبارك في موضع ما ، أولئك الذين بواسطة الإيمان بالمسيح تم ربحهم للحياة ، على أنهم يدعون — ان جاز التعبير - بعضهم بعضا وبقولون ؛ " هلم نصعد إلى جبل الرب وإلى بيت إله يعقوب ، فيعلمنا طريقه ونحن سنسلك فيها " (انظر إش ٣:٢). ونحن نؤكد أن الجبل المقصود هنا ليس هو اي جبل أرضي ، لأنه من الحماقة أن نتخيل هذا ، بل المقصود بالأحرى هو الكنيسة التي خلصها لنفسه . لأنها عالية وواضحة جدا للناس في كل موضع ، وهى ممجدة ، لأنه لا يوجد فيها شيئ يهبط بالناس إلى الأرض. لأن الذين يسكنون فيها لا يهتمون ابدا باي شيء من الأرضيات ، بل بالأحرى يشتهون نلك الأشياء التي فوق ، وكما يقول المرنم : لأنهم قد إرتفعوا جدا فوق الأرض " (مز 46: 9 س) ، بسبب شجاعتهم الكاملة وبسالتهم ، ويسعون بلا توقف وراء كل ما يرضي الرب .
ونحن نعتقد أنكم مثل هؤلاء ، وأن رغبتكم الجادة في التعلم هي برهان واضح على هذا ، لأنكم قد أتيتم طبعا تطلبون تحقيق للوعد الذي أعطي لكم ؛ لكننا لم ننس ما وعدناكم به ، ولكننا نوفى ديننا بأن ئضيف ما لا يزال ناقصا من كلام إلى ما سبق أن قيل عن مثل لعازر والغنى  فالرب يقول : " مات لعازر وحملته الملاتكة إلى حضن إبراهيم ومات الغنى /يضا ودفن " لاحظوا كلمات المخلص بعناية كبيره لأنه يقول عن المسكين إن الملائكة حملته إلى حضن إبراهيم ، ولكنه لم يقل شيئا من هذا القبيل عن الغنى ، بل قال فقط إنه مات ودفن . فإن أولئك الذين لهم رجاء في الله يجدون في رحيلهم من العالم خلاصا من الكرب والألم ويعلمنا سليمان أيضا شيئا مثل هذا بقوله : " " وفى ظن الناس يبدون !نهم (أي الأتقياء) يموتون ، وان خروجهم يعتبر شقاء عنا ضياعا ، بينما هم فى في سلام والرجاء فى الخلود يملأهم " (حكمة ٢:٣_٤).
إذ يعطى لهم هناك قدر من العزاء يتناسب مع أعمالهم ، أو ربما يفوق أتعابهم ويزيد عليها ، لأن المسيح قال في موضع ما : " كيلا جيدا ملبدا مهزوزا فائضا سيعطون فى أحضانكم " (لو ٦؛٣٦). لأنه كما أن السفن التي تمخر في البحر تصمد أمام الأمواج العاتية وتقاوم عنف الرياح الشديدة ، وفيما بعد عندما تصل إلى موانئ هادئة صلح لراحتها ، تكف هناك عن الاهتزاز . كذلك بنفس الطريقة أظن أن نفوس البشر ، حينما تخرج من دوامة الأرضيات ، فإنها ندخل فى المنازل التي فوق ، كما في ميناء خلاص .
وهو يقول إن لعازر حملته الملائكة القديسون إلى حضن إبراهيم. أما عن الغني فيقول إنه مات ودفن ، لأنه بالنسبة لذلك الغني الذي. أظهر نفسه قاسيا وعديم الرحم ة، فإن الانفصال عن الجسد هو موت . فقد خرج من التنعم إلى العذاب ، ومن المجد إلى الخزي ، ومن النور إلى الظلمة . هذه هي الأشياء التي كان على الغني ان يعانيها ، وهو الذي كان شهوانيا وبخيلا وغير ميال للرحمة . وما كان يعذبه أكثر وهو في الجحيم أنه راى لعازر فى حضن إبراهي م؛ وتوسل إليه لكي يرسل نقطة ماء عر لسانه لأنه كان معذبا كما فى لهيب مستعر . فبماذا أجابه رئيس الآباء إبراهيم؟: يا إبنى اذكر أنك أستوفيت خيراتك فى حياتك وكذلك لعازر البلايا "
وكأنه يقول له: إنك كنت شغوفا بهذه الأمور الزمنية ، وكنت متسريلا بالبز والأرجوان ، وكنت متفاخرا ومتكبرا ، وكنت تصرف كل وقتك في ترف ، وخصصت ثروتك لملذاتك وللمتملقين لك، ولم تتذكر مرة واحدة المرضى والحزانى ، ولم تشفق على لعازر عندما رأيته مطروحا عند أبوابك . لقد كنت تراه يعاني من بؤس شديد ، وكان فريسة لبلايا لا تحتمل ، لأنه كان مصابا بببليتين بآن واحد، وكل واحدة أسوا من الأخرى
وهما: الم قروحه الشديد ، وعوزه إلى ضروريات الحياة . بل إن الحيوانات اراحت لعازر لأنه كان في الم ، وكانت الكلاب تلحس قروحه . ولكنك كنت قاسي القلب اكتر من الحيوانات . لذلك فأنت استوفيت خيراتك في حياتك ، ولعازر استوفى بلاياه ، والآن هو يتعزى وأنت تتعذب، وكما يقول الكتاب المقدس: "الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة " (يع٢ :٣ ١).. .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  لاحظوا المفارقات فى هذه الآية أ) أحدهما لم يدفن ولم يذكره أحد بعد الموت  والثانى دفن  وسط تكريم الناس لغناه
ب) الملائكة حملت جسد لعازر بعد موته والغنى لم ذكر فى السماء خبر إنتقاله
ج) لعازر مع إبراهيم فى الفردوس، والثاني في العذاب بعيداً عن إبراهيم والأبرار
أما العناصر المشتركة بين الغنى ولعازر  : أ) كلاهما يموت ب) كلاهما واع ومستيقظ
مثل باقى الأمثال لم يوضح المثل: لماذا يُقبل الفقير ويُرفض الغني؟ ولكن من الواضح أن أمر القبول والرفض مرتبط بالطريقة التى هاشها الأثنين فالغنى عاش حياته طولا وعرضا ولم يهتم بالآخرين بالرغم من الرب اعطاه مالا وكان يلبس البز والأرجوان ولم يتذكر أنه يوما ما سيموت وسيحاسب على وكالته التى أئتمنها عليها الرب أما لعازر فإحتمل آلام القروح والإهمال وكلاب تلحس قروحه جوعانا يشتهى فتات ولا يجده .. ألخ  (تث 28 مقابل أيوب ومز 73 ).
(2) "حِضْنِ إِبْرَاِهيم َ " . هذا مثل ويستخدم مفهوم العهد القديم والذى يفهمه  اليهود السامعين لـ sheol - لـ  (BDB 982)  أو مثوى الأموات (المكان الذي يُحفظ فيه الأموات والذي كان الربانيون يقولون أنه يُقسم إلى مكان
للأبرار يُدعى الفردوسparadise.ومكان للأشرار يُدعى الجحيم " " (tartarus)
حضن إِبْرَاِهيم  عبارة اصطلاحية تدل على تناول الطعام إلى جوار إِبْرَاِهيم في وليمة حيث  جرت العادة أن يجلسون متكئين فى الولائم بجوار بعضهم البعض . وهذه إشارة إلى وليمة ترحيب باليهود  في قسم الأبرار في مثوى الأموات (الفردوس،لو 23: 43)
تفسير (لوقا 16: 23) 23 فرفع عينيه في الهاوية وهو في العذاب وراى ابراهيم من بعيد ولعازر في حضنه.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وهناك رفع الغنى عينيه وهو يتقلب فى لهيب تلك النيران ويكتوى بها ، فرآى إبراهيم من بعيد وهو فى نعيم السماء . وفد استولت عليه الدهشة ولا شك ، إذ رأى فى حضنه لعازر الذى كان يراه كل يوم ملقى كالحيوان الجائع الجريح عند بابه فلم يكن يأبه له او يتنازل بالنظر إليه أو يتفضل عليه ولو بكسرة جافة فائضة عن مائدته الضخمة الفخمة الحافلة بيد أنه فيما هو يعانى من عقاب جسيم وعذاب آليم إستحقه بعدل نسى كبرياءه ، وصرخ فى مذلة .
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة   112(لو١٦: ١٩-٣١)
فلو كنت قد قيلت لعازر ليكون شريكك في ثروتك لكنت الآن شريكا له ، ولكان قد اعطاك الرب نصيبا من عزاء لعازر ، ولكنك لم تفعل هذا ولذلك انت وحدك نتعذب ، لأن هذا هو العقاب المناسب لعديمي الرحمة ، ولمن لا يشعرون بأي تعاطف مع المرضى . لذلك فلنصنع لأنفسنا اصدقاء بمال الظلم ، ولننصت إلى موسى والأنبياء وهم يدعوننا إلى المحبة المتبادلة والمودة الأخوية ، ليتنا لا ننتظر ان يعود احد ممن هم في الهاوية ليخبرنا بالعذابات التى هناك ، إذ ان الكتاب المقدس صادق بالتاكيد ، ونحن قد سمعنا ان المسيح سوف يجلس على كرسي مجده ليدين المسكونة بالعدل وانه سوف يتيم الخراف عن يمينه والجداء عن يساره ، وسوف يقول لمن هم عن يمينه: " تعالوا يا مباركى أبى ، رثوا الملك المعد لكم قبل تاسيس العالم ، لأني كنت جوعانا فاطعمتموني ، وكنت عطشائا أيضا فسقيتمونى ، وكنت عريانا فكسوتمونى ، مسجونا فأتيتم إلى " . لكن لمن هم عن يساره سوف يقضي بدينونة ثقيلة قائلا : ٠٠" إذهبوا إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته " ، والتهمة الموجهة لهم هو انهم فعلوا عكس ما قد امتدح القديسون من اجله تماما ، لأنى جعت فلم تطعمونى ، عطشت فلم تسقونى .. وبما انكم لم تفعلوه باحد هؤلاء الأصاغر فبي لم تفعلوا " (مت 25: 31- 45) ٠ وربما يعترض البعض على هذا ، ويقولون إنه توجد طرق كثيرة للحياة الحسنة ، لأن الفضيلة متنوعة ومتعددة ، فلماذا حذف تلك الأنواع الأخرى ، وينكر فقط محبة الفقراء؟ نجيب بأن هذا العمل هو افضل من اي نوع أخر من اعمل الخير ، لأنه يجعل في نفوسنا مماثلة للرب وهذه المماثلة هي التي  تشكلنا وتصوغنا حسب صورة الرب ، لأن المسيح أيضآ قال : " كونوا رحماء كما أن أباكم الذى فى السموات أيضا رحيم " (لو٦ :٣٦). لأن من يسارع إلى إظهار الرحمة ، وهو شقوق وعطوف ، فهو يحسب مع الساجدين الحقيقيين ، لأنه مكتوب أن : " الديانة الطاهرة النقية عند , الله الآب هي هذه ، افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم (يع 1: 27)  والحكيم بولس كتب أيضآ في موضع ما : " ولكن لا تنسوا فعل الخير والتوزيع ، لأنه بذبائح مثل هذه يسر الله " (عب ١٣؛١٦) فهو لا يحب بخور العبادة الناموسية بل يطلب بالأحرى عذوبة الرائحة الروحية الحلوة . ولكن الرائحة للروحية الحلوة لدى الله هي أن نظهر شفقة تجاه الناس وأن نحتفظ لهم بالمحبة ، وهذا ايضآ ما ينصحنا به بولس بقوله:" لا تكونوا مديونين لأحد بشئ إلا بأن يحب بعضكم بعضا " (رو 13: 8) ، فإن الشفقة على الفقراء هي وليدة المحبة.
لذلك هلموا أيها الأغنياء كفوا عن اللذة المؤقتة وجدوا نحو الرجاء الموضوع أمامكم ، اكتسوا بالرحمة واللطف ، ابسطوا أيديكم لمن هم في احتياج ، وأريحوا اولئك الذين هم في عوز ، واعتبروا احزان من هم في ضيق شديد هى احزانكم...
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "فِي الجَحِيمِ".  الهاوية Hades كانت مرادفا لمثوى ألأموات  Sheol فى العهد القديم كانت تشير إلى عالم الأموات. لقد كانت متميزة عن جهنم - وقد إستخدم يسوع كلمة جهنم فى العقاب الأبدى ـ و كلمة جهنم " Gehenna " مركبة من كلمتين  عبريتين (وادي  – ge )  و  (henna" هنوم ) ترخيم من "أبناء ھنوم" ( 2 مل: 23: 10 ) (2أخ 28: 3 & 33: 6) (أر 7: 31) هذا الوادى الواقع في جنوب أورشليم حيث كان يُعبد إله النار الفينيقي  ( BDB 574،Molech )  بتقديم الأطفال كقرابين وأضاحي. وحول اليهود مكانه مكان للنفايات والزبالة وبواقى أضاحيهم فى الهيكل فكان الدود يعيش على هذه النفايات بينما الحرائف لا تنتهى نتيجة إحتراق شحم بواقى الأضاحى  ودهونها   ولم تستخدم كلمة الهاوية إلا مرة واحدة خارج أحاديث يسوع فى (يع3: 6)
(2)  " رَفَعَ عَيْنَيْهِ".  كان العهد القديم يستخدم التشبيه البشرة للحواس الخمس راجع  سفر أنوخ الأول 22 -23)  وعزرا الرابع 7" 75 - 78) الكلمات التى تشير لما سيحدث بعد الموت هو توثيق يهودى بين العهدين حيث يعتمد على وجود قسم يسمى مثوى الأموات (Sheol)   قبل يوم الدينونة 
(2) " وهو فِي الْعَذَابِ". استخدم كثيرون هذه الايات ليؤكدوا أنهناك  عذاب للأشرار الآن "(لو 16: 25، 28) ◙حتى قبل يوم الدينونة  (مت 25: 31- 46) (رؤ 20: 4- 15)  وتوجد بعض مقاطع وآيات فى العهد القديم تذكر النار المرتبطة بمثوى الأموات ،(Sheol) ويعتقد بعض المفسرين أنه لا يجب أن يحمل هذا المثل تأويلات لأنه ليس إلا مثلا ولا ينقل حقيقة عقائدية ما لم يفسر يسوع المثل على مستوى رمزي (مثل الترب أو الكرّامين الأشرار). وأنه ما من نص آخر فى العهد الجديد يذكر هذه الحقيقة  أما الغالبية العظمى من المفسريين يعتقدون أن كل ما جاء فى المثل عن مثوى ألأموات صحيحا
تفسير (لوقا 16: 24) 24 فنادى وقال يا ابي ابراهيم ارحمني وارسل لعازر ليبل طرف اصبعه بماء ويبرد لساني لاني معذب في هذا اللهيب.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
متوسلا إلى إيراهيم ملقبا إياه بأنه أبوه ، لأن اليهود جميعا كانوا يتفاخرون دائما بأنهم أبناء إبراهيم . وعلى الرغم من انه ولا ريب كان على يقين من أنه لم يعد الآن مستحقا لتلك لأبوة من ناحية الروح ، فإنه قد تشبث بها ولو من ناحية الجسد وتضوع إليه ان يرسل لعازر الذى كان من قبل يزدريه ويحتقره ولم يتصدق عليه قط فى اشد حالات عوزه ومحنته ليتنازل ويعمل معه معروفا فيغمس فى الماء طرفا أصبعه ويبرد لسانه وهويتعذب فى ذلك اللهيب ، ولو كان هذا قد حدث أثناء حياته على الأرض وإحتاج ذلك الغنى إلى معونة لعازر المنطرح أمام بابه على الرغم من قسوته عليه لكان لعازر البار قد إستجاب له بدافع من صلاحه وبره ، وقدم إليه بقدر استطاعته ما احتاح إليه ، ولكن الموت يغلق امام الاشرار باب الرحمة إلى الابد ، وقد كان مفتوحا أمامهم طوال حياتهم فى الدنيا على مصراعيه ، وكان يمكنهم فى أى لحظة أن يطرقوه وأن يدخلوه ولكنهم لم يفعوا بسبب كبريائهم وفساد نفوسهم وسواد قلوبهم وسيطرة الشر عليهم .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  "يَا أَبِي إِبْرَاهيمَ، ارْحَمْنِي". إستخدم هذا الرجل الغنى يهوديته ليحصل على ما يطلب ونسى وهو حى يهوديته ليرحم أخاه لعزر المسكين الذى كان راقدا على باب بيته وكان لاهوت الربانيين يؤكد على اأنهم يستحقون أن يكونوا مميزيين عن سائر البشر لكونهم من ذرية إبراهيم  وكان يُقال أن إبراهيم كان يحرس عالم العقاب حرصاً منه على ألا يدخل يهودى إليه بدون إستحقاق .
(2) "أَرْسِلْ لِعَازَرَ". لا يزال الغنى يتعالى حتى فى أبديته .., لا يزال الغني يعتقد أن لعازر  المسكين  هو عبداً خادماً ينفذ أوامره بمجرد طلبها من إبراهيم . " ◙
تفسير (لوقا 16: 25) 25 فقال ابراهيم يا ابني اذكر انك استوفيت خيراتك في حياتك وكذلك لعازر البلايا.والان هو يتعزى وانت تتعذب.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ومن ثم رفض إبراهيم طلب الغنى مبررا ذلك الرفض بسببين عظيمين فى مغزاهما ، رهيبين فى مدلولهما ، إذ قال له إنه فى حياته على الارض كان مهتما كل الإهتمام بالمسرات الأرضية مهملا كل الإهمال البركات السمائية قنال كل ما يشتهيه من مسرات على الأرض وبذلك إستوفى كل استحقاقه الذى طلبه هناك ، فلم يعد له أى حق يطلب استيفاءه هنا فى بركات السماء. فى حين ان لعازر قد استوفى بلاياه على الأرض ، وقد كان على الرغم من كل تلك البلايا وقسوتها صالحآ بارا ، يتطلع إلى بركات السماء ، فنال ما طلب ، وتعزى هنا بقدر ما تعذب هناك ، فى حين انه هو- ذلك الغنى الأنانى الشرير- يتعذب هنا بقدر ما تمتع هناك
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  وحتى عندما إنقلبت الأوضاع وأصبح الغنى فى مكان سئ ولعازر فى الفردوس وكان المفروض أن يصنع الغنى شيئا جيدا بثروته ليعين بها ألآخرين حتى تكون هناك علامة على محبة الرب (تث 28)
تفسير (لوقا 16: 26)  26 وفوق هذا كله بيننا وبينكم هوة عظيمة قد اثبتت حتى ان الذين يريدون العبور من ههنا اليكم لا يقدرون ولا الذين من هناك يجتازون الينا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
بيد أن ثمة سببا آخر اعظم وأرهب لرفض إبراهيم إلتماس ذلك الغنى ، يجعل الإستجابة لذلك الإلتماس متعذرا بل مستحيلا ، وهو أن بين الصالحين البررة وهم فى فردوس النعيم ، والأنانيين الأشرار وهم فى نار الجحيم ، فاصلا لا يمكن تخطيه أو إجتيازه ، وهو هوة عظيمة عميقة راسخة لا يمكن ان تتزحزح أبدا من مكانها أبد الدهر بحيث إن الذين يريدون العبور من فردوس النعيم إلى نار الجحيم يستحيل عليهم ذلك . كما يستحيل ذلك على الذين يريدون العبور من الجحيم إلى النعيم ، لأن هذه الهوة العظيمة هى بمثابة باب ضخم إذا اغلقه رب البيت بعد أن أدخل خاصته معه ، لا يستطيع خاصته ، أو بالأحرى لا يريدون أو يرغبون ان يخرجوا منه . كما لا يستطيع أعداؤه الذين رفضهم ورفض دخولهم معه أن يدخلوا منه مهما طرقوا الباب ، ومهما توسلوا وتضرعوا . لأن هذا الباب ظل مفتوحا أمامهم إلى آخر لحظة من لحظات حياتهم على الأرض ، وكان لا يفتأ يدعوهم فى كل لحظة ليلا ونهارآ إلى دخوله ، فكانوا يرفضون، ومن ثم كان الجزاء العادل بعد ذلك ألا يدخلوه أبدآ ، لأنهم برهنوا أثناء حياتهم الأرضية على أنهم غير جديرين بدخوله ، أو التمتع بالنور الإلهى الذى يغمر الداخلين منه بالنعمة الأبدية وإنما الأجدر بهم أن يظلوا هائمين فى الظلمة الخارجية ، معذبين بما يؤدى إليه البعد عن نو رالله من العذاب الأبدى .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) تشير هذه الاية إلى ديمومة التقسيم عند الموت ("ثابت راسخ"، حاضر تام مبني للمجهول [فاعله لله] خبري) ولا توجد فرصة اخرى .  تعبر هذه الآية عن الألم واإلإندهاش  الذي سيشعر به كثيرون عندما يكتشفون من مع لله ومن ليس معه. ليس من فرصة أخرى. بالتأكيد يسوع يوجه كلامه إلى الفريسيين الذين كانوا على ثقة كبيرة بموقفهم الديني مع الإله الذى يعتمد على البر الذاتى .
(1) "هھُوَّةٌ عَظِيمَةٌ" . كلمة هوة (chasma) وردت فى الترجمة السبعينية بمعنى حفرة عميقة (راجع 2صم 18: 17) وهى المكان الذى دفن فيه أبشالوم 
تفسير (لوقا 16: 27) 27 فقال اسالك اذا يا ابت ان ترسله الى بيت ابي.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
وإذ عرف ذلك الرجل الغنى تلك الحقيقة التى لا تقبل مزيدا من الجدل ، والتى تجعل طلبه ضربا من المحال ، تقدم إلى إبراهيم بالتماس آخر ظن أنه ممكن الإستجابة . إذ أنه وقد اكتشف بعد فوات الأوان ما تمتلئ به نفسه من شر ، وعرف ما استوجبه ذلك الشر لدى العدل الإلهى من عقاب ،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 (1)  "عِنْدهمْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءُ، لِيَسْمَعُوا مِنهمْ".  نحويا : "ليسمعوا منھم"، أمر ماضي بسيط مبني للمعلوم" . لاحظوا أن أخوة الغنى لم يدانوا بسبب ثروتهم وغناهم فقد كان أيوب أغنى أهل الأرض ويهوه هو الذى أعطاه غناه إن هذا الغنى وأخوته أدينوا بسبب رفضھم الإعلان الكتابي ومطالبه في حياتھتهم اليومية وتنفيذ روح الشريعة التى كتبها موسى البشر مسؤولون روحياً عن النور الذي عرفوه من خلال تعاليم الكتب المقدسة  (مزمور 19 ) رو 1-2 )  والإعلان الخاص (مز 19 : 7- 13 ، 119) (مت 5: 17- 18) (لو 12: 48) (2 تيم 15- 17)
تفسير (لوقا 16: 28) 28 لان لي خمسة اخوة.حتى يشهد لهم لكي لا ياتوا هم ايضا الى موضع العذاب هذا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
أراد الغنى أن يبعث بتحذير إلى إخوته الخمسة الذين كانوا لا يزالون على قيد الحياة فى الدنيا والذين كانت تتصف نفوسهم بمثل ما تتصف به نفسه هو من شر ، عسى أن يتوبوا فلا يكون مصيرهم هونفس مصير ولايلاقوا بعد موتهم من العذاب ما يلاقى هو . فتوسل إلى إبراهيم أن يرسل لعازر إلى أولئك الإخوة فينذرهم بما ينتظرهم .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "يَشْھَهدَ ".كلمة يونانية مركبة من  (marturomai)  (dia) ھ   وتعنى  تحذير جدي خطير أو إنذار أو شهادة   راجع الترجمة السبعينية  (خر 19: 10) (تث 4: 26) (زك 3: 7) وهذه الكلمة لا تستخدم فى الأناجيل إلا هنا فقط : ولكن إستخدمها لوقا غالبا ليصف الشهادة فى المسيحية فى أعمال الرسل (أع 2: 40 & 8: 25 & 10: 42 & 18: 5 & 20: 21 ، 23 ، 24 & 23: 11 & 28: 23)
(2) "مَوْضِعِ الْعَذَابِ هذَا". في السياق يشير هذا المكان إلى االجحيم الذى ينتظر فيها هذا الغنى حتى يحين يوم الدينونة ، وليس إلى جهنم  " Gehenna إنه مكان حالي وليس مستقبلي. هذا هو المكان الوحيد في العهد  الجديد الذي يتكلم عن العذاب للأموات الذين سمعوا التعاليم الكتابية ولم ينفذوها  قبل يوم الدينونة.
(2) كلمة "عذاب" هى استعارة من التعدينHarold K. Moulton .  في كتابه ، Greek Lexicon Revised, , Analytical  كتب  تعليق شيق على مصدر  إستعارة كلمة عذاب من التعدين  : كاسم  lapis Lydius، "
هو نوع من الحجارة المستخرجة من ليديا، وكان هذا الاسم يُطلق على كل سبيكة معدنية يُعتقد أن تلك الحجارة محتواة فيها ، ولذلك كانت تُستخدم في اختبار المعادن؛ ومن هذا المعنى كان "تمحيص" أو "اختبار" الشخص، خاصة بالتعذيب؛ في العهد الجديد تأتي بمعنى "عذاب"، "تعذيب"، "ألم شديد"، (مت 4: 24) (لو 16: 23 ، 28)  تماما مثل ، تطبيق اختبار المعادن أو الاختبار بمحك الذهب؛ وهذا يعني "يختبر"، "يتمحص"، "يتفحص"، "يجرّب"، إما بالكلمات أو التعذيب؛ في العھد الجديد: "يبلي"، "يعذّب"، "يبتلي"، "يتعذب"،  "يتألم" بالأوبئة أو الأمراض، (مت 8 : 6، 29) وغيرها ؛ " يهز"  "يُخض"،  كما بالأمواج،(مت 14: 24)  (الصفحات 66 - 67)  
تفسير (لوقا 16: 29) 29 قال له ابراهيم عندهم موسى والانبياء.ليسمعوا منهم.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
ولكن إبراهيم رفض هذا الطلب ، لأن إخوته وقد نادى موسى وسائر الأنبياء بينهم بتحذيرلت وإنذارات من الله كافية جدا لأن تجعلهم - إن كانوا يريدون التوبة حقا - يتوبون . ولو أنهم استمعوا إليها لما أعوزهم بعد ذلك اى تحذير او نذير . ولكنهم صموا آذانهم عنها قاصدين وعامدين ، وتجاهلوها معاندين لها ، ومتمردين عليها .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "لِيَسْمَعُوا". نحويا : جملة شرطية من الفئة الثالثة، ما يشير إلى إمكانية أو احتمال حدوث عمل أو حادث ما.
تفسير (لوقا 16: 30) 30 فقال لا يا ابي ابراهيم.بل اذا مضى اليهم واحد من الاموات يتوبون.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
بيد أن الغنى الشرير أخذ فى هذه للمرة يجادل إبراهيم قائلا له إنهم وإن كانوا لم يستمعوا إلى موسى والانبياء، فإنهم إذا ذهب إليهم احد الموتى ووصفا لهم ما رآه بعينيه وسمعه باذنيه فسيكون ذلك كفيلا بتوبتهم . وقد كانت هذه حجة واضحة البطلان ، لأنه كان معلوما لدى اليهود جميعا أن أقوال موسى والأنبياء إنما هى أقوال الله نفسه. والله اعلم بما بعد الموت من أى أحد من الموتى . وأصدق منهم جميعا .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "يَتُوبُونَ". الكلمة العبرية التي تُستخدم للتوبة تعني تغيير السلوك. والكلمة اليونانية  لنفس الكلمة تعني تغيير الذهن . التوبة هى استعداد للتغير والتمسك الشديد بهذا التغير . قد يسقط أفنسان وهو فى طريق التوبة ولكنه يقوم حتى يتوقف الإنسان توقفاً كاملاً مطلقاً عن الخطية،  رغبة
فى إنهائها والعيش كاملا مع يسوع . لقد آمنا سواء بالمولد أو فى أى عمر فى حياتنا لهذا ينبغى لنا أن نسلك فى حياة التوبة بالإصرار مكملين متطلبات هذا ألإيمان بتطبيق تعاليم يسوع فى حياتنا تى يكتمل  ھما طلبه كله فى ألإنجيل حتى نستحق الخلاص (مر 1: 15) (أع 3: 16 ، 19 & 20: 21) قال يسوع: "إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ تهْلِكُونَ " (لو 13 : 3- 5)  التوبة هو الطريق الذى وضعه يهوه لنصل إلى الحياة معه  (حز 18 : 23 ، 30 ، 32) (2بط 3: 9)
يهوه كسيد لا يحتاج إلى عبوديتنا بل نحن المحتاجين إلى ربوبيته هذه العلاقة حولها الرب إلى علاقة بنوة  هذه البنوة هى علاقة حب بين الإنسان وإلهه  وله مطلق الحرية فى أن يطيعه ويسير فى تعاليمه أو يرفضها كما حدث مع الغنى وأشقاؤه  وأمام هذا أفنسان حياته كلها  ليتوب عن خطاياه كمطلب للخلاص  كعطية من يهوه الذى سفك دمه على الصليب (أع 5: 31 & 11: 18) (2 تيم 2: 25)
هناك دائماً مشادة في التقديم الكتابي لمبادرة لله بالنعمة بعد التوبة وتجاوب البشر المطلوب. بالعهد الجديد، كما العهد القديم، فيه البنية "إن - فعندها ". هناك عدة كلمات وردت في العهد الجديد ترتبط بمفھوم التوبة. النص الكلاسيكي ورد فى (2 كور7: 8- 11)   الكلمات هى :
أ) "ألم "lupe] ألآيات (لو 16:  9 ،  10 ، 11) والتي هى محايدة معنوياً.
ب) "ندم" .  metamelomai]  ألآيات (لو 16: 8، 10 )  والتي تعني "الألم بسبب أفعال وخطايا ماضية ، سابقة". أستخدمت مع يهوذا (مت 27  : 3) وعيسو (عب 12 : 16- 18)
ج) "توبة " metanoeō]  ألآيات (لو 16 : 9 ـ 10 ، 11) والتي كانت تعني تغيير الذهن ، ويصبح أفنسان شخصية جديدة وتوجها جديدا فى الحياة
قد يصاحب التوبة ألم وتعب نتيجة لضعف البشرية وإنجرافها نحو الشهوات وتعظم المعيشة وشهوة عين هذا الضعف يكمله يسوع لنا لأنه هو القائل قوتى فى الضعف تكمل
تفسير (لوقا 16: 31) 31 فقال له ان كانوا لا يسمعون من موسى والانبياء ولا ان قام واحد من الاموات يصدقون
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ومن ثم اجاب إبراهيم قائلا أنهم إن كانوا لم يستمعوا إلى موسى والأنبياء الذين كانوا ينطقون بأقوال الله العالم بكل شئ ، والصادق فى كل ما قال ، فإنهم بالأحرى وإن قام احد الموتى الذين ليسوا إلا بشرا لا يقتنعون او يتوبون ، وإنما سيظلون فيما هم غارقون فيه من شر وضلال والمعروف ان مقال ربنا يسوع عن الغنى ولعازر الوارد فى هذا الفصل هو واحد من أمثاله الجميلة المشحونة بالتعاليم الروحانية السمائية . وهذا لا ينفى أن المثل هو فى نفس الوقت قصة حقيقية وواقعه تاريخيه ، إذ أن مخلصنا يفتتحه بما يدل على أنه يحكى قصة وقعت بالفعل فيقول كان ثمة رجل غنى يرتدى الأرجوان والبز ، كما يذكر أشخاص القصة بأسمائهم ، ومنهم لعازر الفقير ، وإبراهيم الخليل أبو المؤمنين ، كما يذكر وقائع حدثت فعلا ، ومنها لعازر المطروح على باب الغنى يشتهى الفتات المتساقط من مائدة الغنى والكلاب تلحس قروحه ، والغنى الذى له خمسة إخوة فى العالم يشفق عليهم أن يكون مصيرهم كمصيره . اما الغنى فحقا أن الرب مخلصنا لم يذكر اسمه ، ولعل السبب فى ذلك أنه شرير ، وفى هذا ، تعليم لنا حتى لا نقع فى خطيئة إدانة الأشرار ، وأما الأبرار فنذكرهم ، ولا سيما الذين انتقلوا إلى العالم الآخر، تكريما لهم،ولكى ننسج على منوالهم .
وفى هذا المثل اوالقصة الواقعية نلاحظ
(اولا) أن لعازر حمله ملائكة إلى حضن إبراهيم،مما يبين معه ان من بين مهام الملائكة وخدماتهم للناس، انهم يحملون ارواح القديسيين إلى النعيم ، ولم يذكر الرب يسوع عن الغنى أنه حملته الملائكة بعد موته إلى حضن إبراهيم الذى يرمز إلى مواضع الراحة والنعيم المخصصة للأبرار والصديقين ، فتحت كنف إبراهيم أبى المؤمنين يلتقى الأبرار والصديقون .
(وثانيا) أن الجحيم هو مقر العناب لأرواح الأشرار . ولذلك فإن العذاب فيه عذاب مؤقت للروح دون الجسد لأن الجسد يبقى فى التراب إلى يوم القيامة العامة والحساب العظيم . والجحيم هو عربون العذاب الأبدى الذى يشقى به الأشرار كاملا فى جهنم النار الآبدية التى ستفتح للاشرار ولإبليس وملائكته بعد يوم الحساب وإلدينونة العظيم.
 (ثالثا) ان مخلصنا يوضح فى المثل عذاب الأشرار فى الجحيم لأن وقبل يوم الدينونة، لأنه جاء على لسان الغنى الشرير ان له خمسة إخوة فى العالم ما زالوا أحياء . وهو يريدهم آلا يأتوا إلى مكان العذاب الذى ذهب إليه هو ..
 (رابعا) أن قول إبراهيم للغنى ان لديهم موسى والأنبياء . دليل على ان المنتقلين إلى العالم الآخر، على علم بما حدث وما يحدث فى الأرض ، إذ أن موس والأنبياء جاءوا بعد إبراهيم بمئات السنين.
(خامسا) أن الحوار بين الغنى الشرير وابينا إيراهيم برهان على التعارف بين الأرواح فى العالم الآخر ، فالغنى عرف إبراهيم الخليل مدركا أنه ابوه ، كما عرف لعازر بإسمه
(سادسا) ان نفكير الغنى فى إخوته الذين فى العالم دليل على أن المنتقلين. ولو كانوا أشرارا - لا يفقدون بالموت ذاكرتهم وذكرياتهم ، كما لا يفقدون بالموت عواطفهم ومشاعرهم والروابط الإنسانية والتاريخية التى تربطهم باقربائهم واصدقائهم وإذا كان الغنى الشرير لم ينس إخوته الذين فى العالم ، وطلب ان يذهب إليهم لعازر لينذرهم بالتوبة حتى لايكون لهم مثل مصيره ٠ فكم بالأحرى تكون مشاعر القديسين من المنتقلين نحو إخوتهم الذين فى العالم ، وكيف بالأولى تكون رغبتهم فى خلاصهم ونجاتهم ، والصلاه : عنهم وبذل الجهود فى سبيل !نفاذهم من الملاك الأبدى. ومن ثم فإن هنا العند ٠ن فم مفا بليل عر ان افتلف يسعون بالحياة اعظم ما تكون الحياة ، بكل الذكريات والمشاعر والعواطف والإهتمامات الروحية .
(سابعأ) أن المثل نفسه دليل على عدالة الجزاء الأخروى ، وان ما يزرعه الإنسان فإياه يحصد أيضا ، وأن المظلوم سيجد فى العالم الآخر إنصافآ وعدلا وجزاء صالحآ . وأما الظالم فله عند الله عقابه. ولا رحمة فى العالم الآخر لمن لم يعمل رحعة فى دنياه

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  نحويا : جملتان شرطيتان في هذه الآية: أ)  الأولى هى من الفئة الأولى، تشير إلى أن موسى والأنبياء يتكلمون. ب)  الثانية ھي من الفئة الثالثة، وتشير إلى أن إخوة الغنى كان يجب أن يصغوا إلى الإعلان الإلهى الموجود فى كتب ائلأنبياء الموحى بها من الرب . هذه هى بالضبط من الفكرة من مثل الوكيل الظالم.هؤلاء الإخوة لالذين يعيشوون فى العالم لم يفهموا أنه يجب عليهم أن يقوموا بعمل يتمم مشيئة الرب فى حياتهم
يفھموا الحاجة إلى عمل حاسم وفوري. إنھم محور التركيز في المثل.
لعازر الذي أُقيم من بين الأموات كان يجب أن يكون مثلا لقوة الرب يسوع لم يُقنع رؤساء الدين قساة القلوب في أورشليم. بل إن إقامته حرضتهم أكثر على أن يخططوا للقتل يسوع (يو 11: 46 &  12: 9- 11)
11 ). الأعجوبة ليست فى الرد االمباشر على حاجة البشر الروحية (انظر مت 7 : 21 - 23 & 24: 24) (مر 13: 22 ) ( 2تس 2: 9- 12) ( رؤ 13: 13- 14)




This site was last updated 08/19/20