Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير / شرح إنجيل لوقا الإصحاح الثانى والعشرون

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
Untitled 7225
تفسير إنجيل لوقا ص1
تفسير إنجيل لوقا ص2
تفسير إنجيل لوقا ص3
تفسير إنجيل لوقا اص4
تفسير إنجيل لوقا ص5
تفسير إنجيل لوقا ص6: 1- 16
تفسير إنجيل لوقا ص6: 17- 49
تفسير إنجيل لوقا ص7
تفسير إنجيل لوقا ص8
تفسير إنجيل لوقا ص9: 1-17
تفسير إنجيل لوقا ص9: 18- 62
تفسير إنجيل لوقا ص10
تفسير إنجيل لوقا ص11
تفسير إنجيل لوقا ص12
تفسير إنجيل لوقا ص13
تفسير إنجيل لوقا ص14
تفسير إنجيل لوقاص15
تفسير إنجيل لوقا ص16
تفسير إنجيل لوقا ص17
تفسير إنجيل لوقا  ص18
تفسير إنجيل لوقا ص19
تفسير إنجيل لوقا اص20
تفسير إنجيل لوقا ص21
تفسير إنجيل لوقا ص 22: 1-46
تفسير إنجيل لوقا ص 22: 47- 71
تفسير إنجيل لوقا ص23
تفسير إنجيل لوقا ص24

تفسير إنجيل لوقا على - مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل25
 تفسير / شرح إنجيل لوقا الإصحاح الثانى والعشرون  ص 22: 1-46
1. اقتراب عيد الفصح (لوقا 22 : 1-2)
2. خيانة يهوذا (لوقا 22 : 3-6)
3. تآمر رؤساء اليهود على المسيح ليقتلوه  الإعداد للفصح (لوقا 22 : 7-13)
4. الفصح الجديد (لوقا 22 : 14-23)
5. مناقشة حول الأعظم (لوقا 22 : 24-30)
6. تحذيره لبطرس (لوقا 22 : 31-34)
7. تحذير عام (لوقا 22 : 35-38)
8. صلاته على جبل الزيتون (لوقا 22 : 39-46)

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 22

1. اقتراب عيد الفصح (لوقا 22 : 1-2)
تفسير (لوقا 22: 1) 1 وقرب عيد الفطر الذي يقال له الفصح.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ولم يلبث أن اقترب موعد عيد الفطير ، المسمى الفصح ، والفصح لفظ عبرى معناه العبور وقد سمى العيد بهنا الاسم لأنه تقرر تذكار العبور الملاك المهلك عن أبواب البيوت الملطخة عتباتها العليا وفائمتاها بالدم (الخروج 12: 22- 27) ثم عبر اليهود البحرالأحمرأثناء خروجهم من مصر(الخروج 14: 15- 22و 29) وسمى كنلك بعيد الفطيرلأنهم اكلوا خبزهم ليلة الخروج فبل أن يختمر، أى أكلوه فطيرا . وكانوا أثناء الاحتفال بهذا العيد يأكلون فطيرا كذلك . وكانت الاحتفالات بهذا العيد تستمر سبعة أيام ، وتبدا من اليوم الخامس عشر من الشهر الأول من شهور السنة العبرية وهو شهر أبيب ، الذى أصبحوا يسمونه بعد السبى نيسان. وكان ذلك اليوم هو الذى خرج اليهود فيه من مصر ، وتنتهى فى مساء اليوم الحادى والعشرين من الشهر المذكور . وكان اليهود يقيمون فى أول أيام هذا العيد محفلا مقدسا يمتنعون فيه عن العمل ، وفى آخر أيامه محفلا مقدسا يمتنعون فيه عن العمل كنلك وكانوا طوال السبعة الأيام يأكلون فطير بدلا من الخبز المختمر ، ويمارسون الطقوس المقررة لنلك العيد إبتداء من عشية اليوم السابق عليه ، وكانوا يسمونه يوم الاستعداد ، وهو اليوم الرابع عشر من شهر ابيب او نيسان ، وهو الذى نسميه اليوم ابريل . وكان أول هذه الطقوس واهمها أن تذبح كل عانلة يهودية فى عشية يوم الاستعداد خروفا ، وتلطخ قائمتى باب البيت وعتبته العليا ، وتشويه بأكمله دون أن تكسر عظمة منه ، نم تأكل لحمه داخل البيت مع الفطير وبعض الأعشاب المرة ، وما بقى منه إلى الصباح تحرقه بالنار . ويرمز ذلك إلى الخروف الذى ذبحته كل عائلة يهودية ليلة خروح اليهود من مصر ولطخت بدمائه فائمتى باب بيتها وعتبتة العليا حتى إذا اهلك ملاك الله فى تلك الليلة أبكار المصريين تجاوز بيوت اليهود الملطخة بالدماء فلم يهلك أبكارهم وكان اليهود يأكلون لحم ذلك الخروف ليلة الفصح فى عجلة ، وأحقاؤهم مشدودة ، واحذيتهم فى أرجلهم ، وعصيهم فى أيديهم ، كما فعلوا ليلة خروجهم من مصر ، وكان ذبح ذلك الخروف هو محور طقوس ذلك العيد كلها حتى لقد أصبحوا يسمون الخروف نفسه بالفصح . ويرمز دم الخروف إلى الفداء والخلاص الذى أنعم الله به على اليهود فى تلك الليلة وترمز الأعشاب المرة إلى ما كان اليهود يلقونه من عبودية فى مصر . وأما الفطير فكان المقصود به تذكير اليهود بعبوديتهم فى مصر وخروجهم منها، إذ جاء فى سفرالخروج فحمل الشعب عجينهم قبل ان يختمر ومعاجنهم مصرورة فى ثيابهم على أكتافهم وخبزوا العجين الذى أخرجوه من مصر خبز مله فطيرا ، إذ لم يختمر، لأنهم طردوا ، من مصر ولم يقدروا ان يتاخروا ، فلم يصنعوا لأنفسهم زادا . (الخروج 12: 34- 39) كما يرمز الفطير إلى طهارة القلب التى يريد الله من المؤمنين به ان يكونوا متصفين بها ، مبتعدين عن الفساد الذى يرمز إليه الخمير . وقد إهتمت الشريعة اليهودية إهتماما كبيرآ بعيد الفصح وشرحت طقوسه شرحا ددقيقا مفصلا كى يلتزمها اليهود إلتزامآ كاملا ، إذ جاء فى سفر الخروج كلم الرب موسى وهارون فى ارض مصر قالا:" هذا الشهر (الذى خرج فيه اليهود من مصر) يكون لكم راس الشهور هو لكم أول شهور السنة. كما كلم
جما
عة إسرائيل قائلا : فى العإشر من هذا الشهر يأخذون لهم كل واحد شاة بحسب بيوت الآباء -شاة للبيت تكون لكم شاة صحيحة ذكرأ ابن سنة ، تأخذونه من الخربان او من الماعز ، ويكون عندكم تحت الحفظ إلى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر ثم يذبحه كل جمهور جماعة إسرانيل فى العشية ويأخذون من الدم ويجعلونه على القائمتين ، مشويا بالنار مع فطير ، على اعشاب مرة ويأكلونه لا تأكلوا منه نيئا او طبيخآ مطبوخا بالماء بل مشويآ بالنار راسه مع أكارعه وجوفه ، ولا تبقوا منه إلى الصباع . والبافى منه فى الصباح تحرقونه بالنار. وهكذا تأكلونه ، احقاؤكم مشدودة ، واحذيتكم فى أرجلكم ، وعصيكم فى ايديكم ، وتأكلونه بعجلة ، هو فصح للرب. ويكون لكم هذا اليوم تذكارا تعيدونه عيدا للرب فى اجيالكم تعيدونه فريضة ابدية سبعة أيام نأكلون فطيرا اليوم الأول تعزلون الخمير فى بيوتكم . فإن كل أكل خميرا فى اليوم الأول إلى اليوم السابع تقطع تلك النفس من إسرائيل ويكون لكم فى اليوم الاول محفل مقدس . وفى اليوم السابع محفل مقدس ٠ لا يعمل فيهما عمل ما إلا ما تأكله كل نفس فذلك وحده يعمل منكم .. فى بيت واحد يؤكل لا تخرج من اللحم من البيت إلى الخارج وعظما لا تكسروا منه كل جماعة إسرائيل يصنعونه، (الخروج 12: 1-7) وجاء فى سفر التثنية لا يحل لك أن تذبح الفصح نى أحد أبوابك التى يعطيك الرب إلهك ، بل فى المكان الذى يختاره الرب إلهك ليحل اسمه فيه. هناك تذبح الفصح مساء نحو غروب الشمس فى ميعاد خروجك من مصر (التثنية ٦ ١ : ١ - ٦) . هكذا نرى أن الشريعة كانت تقضى أولا بأن تذبح كل عائلة خروف الفصح فى بيتها . ثم قضت بعد ذلك بأن يكون ذلك فى المكان الذى يختاره الرب . أى فى خيمة الاجتمإع ، أو فى هيكل أورشبم بعد إقامة ذلك الهيكل غير أن اليهود ظلوا ، ولاسيما فى نهاية عهد أمتهم - يذبحون الفصح فى بيوتهم وقد غيروا بعض الطقوس التى نصت عليها الشريعة ، فأصبحوا يأكلونه متكئين لا واقفين(متى١٧:٢٦-٢٠)؛(مرقس١٤؛١٢-١٩)ا(لوقا٢٢؛٧-١٤)؟ (يوحنا ١٣ : ١و٢ ٦) . فكان رب البيت يأخذ كأس خمر يمزجها بقليل من الماء ويقول .فليكن الرب مباركا الذى أبدع ثمر الكرمة ، ثم يأخذ منها رشفة ، وهكذا يفعل مثله كل أهل البيت. وكانوا يسمون هذه الكأس كأس المرارة رمزا لما ذاقه الإسرائيليون من مرارة العبوبية قبل أن يعبروا إلى الأراضى المقدسة . حتى إذا فرغوا من ذلك جاءوا بطست من الماء فيغسلون أياديهم وينشفونها بالمنشفة ، وذلك إشارة إلى عبور الإسرائيليين البحر الاحمر ، ثم يضعون على المائدة خروف الفصح مشويآ وعلى جوانبه الأعشاب المرة والفطير والمرق المصنوع من البلح واللوز والزبيب والتين والخل والقرفة وغيرها من الأفاويه ، يسمونه "الشاروسيت" ثم يغرس رب البيت بعض الأعشاب المرة فى صحفة من الشاروسيث ويأكلها ، وهو يبارك الرب على خيراته ، ثم يوزع منها على الجميع . وبعد ذلك يتناول كأسا أخرى من الخمر يسمونها كأس الفرح . ثم يتجه اصغر الموجودين سنا إلى رب البيت ويساله عن معنى الفصح ، فيشرحه له كما ورد في الشريعة ، مبينا له أن الأعشاب المرة ترمز إلى مرارة العبودية التى عانوها فى مصر ، وأما المرق فيرمز بلونه إلى طين فيثوم ورعمسيس المدينتين اللتين اجبر فرعون مصر الإسرائيليين على بنائهما بالقهر والقسر ، واما الصحفة بشكلها وطلولها فتشير إلى طوب اللبن الذين كانوا يصنعونه ويستعملونه فى البناء . ثم يترنمون بصلاة يسمونها التهليل .. وكانت تتضمن المزمورين 113و 114 ، ثم يشرب رب البيت كأسأ ثالثة من الخمر يسمونها كأس البركة ، يتلوها بصلاة وترتيل قاتلين .ليس لنا يارب ، ليس لنا ولكن لاسمك أعط مجدا ثم يكسر رب البيت الفطير ويباركه ويوزعه على آهل الييت ، فيأكل كل منهم كسرة منه بعد أن يغمسها فى صحفة الأعشاب المرة ، ئم يتناول رب الببت خروف الفصح ويوزع منه على الجميع بحيث لايبقى منه شئ ثم يشرب كاسأ رابعة يسمونها كأس التهليل . ثم يترنم الجميع بباقى صلاة التهليل ، وكانت تضمن المزامير من ١١٥ إلى ١١٨، ٧ذلك ينهى الحفل ٠ وكان اليهود فى أواخر عهد أمتهم قبل خراب أورشليم يحتفلون بهذا العيد إحتفالآ صاخبآ زاخرا بالرقص والغناء والموسيقى ، حيث يحتشد مئات الألوف منهم فى هيكل اورشليم من جميع انحاء العالم المعروف فى ذلك الحين . وقد كانت ذبيحة الفصح يكل طقوسها التى وردت فى الشريعة ، رمزا لفادينا الحبيب الرب يسوع المسيح الذى كان مقررآ فى التدبير الإلهى أن يقبم نفسه ذبيحة على الصليب لخلاص البشر وفداء عنهم ، بنفس الطريقة المقررة لذبيحة الفصح وفى نفس الموعد وفى نفس المكان وعلى مقتضى كل التفصيلات المرسومة لتلك الذبيحة، خطوة خطوة ، ومرحلة بعد مرحلة ، كما سيتبين لنا فيما يلى مما وقع من أحداث سبقت تقديم فادينا الحبيب نفسه ذبيحة على الصليب ، لو صاحبت ذلك ، اوجائت بعده .
 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "عِيدُ الْفَطِيرِ، الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْفِصْحُ".هذان العيدان وردا  في خروج 12 ... الفصح: (خر 12: 1- 14& 12: 21- 36)  والفطير، : (خر 12: 15- 20) كان هذان عيدان مستقلان منفصلان، ولكن تم دمجھما لاحقاً وأصبحا فى  عيد واحد هو اليوم الثامن راجع (عد 28: 16- 21) الذى يبدأ فى يوم 14 نيسان (ذار / نيسان) وأصبح عيدا واحدا هو الفصح وهو الإحتفال  لعبور ملاك الموت على بيوت اليهود الذين كانوا عبيدا فى مصر وإبتهاجا بتحرير يهوه لشعبه اليهودى من ذل المصريين كما وعد فى (تك 15: 12- 21)
تفسير (لوقا 22: 2) 2 وكان رؤساء الكهنة والكتبة يطلبون كيف يقتلونه.لانهم خافوا الشعب
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وقد كان رؤساء اكهنة والكتبة قد ملأهم الغيظ من ربنا يسوع ، واستبد بهم الحقد عليه بسبب إلتفاف الشعب حوله وتعلقهم بالإستماع إلى تعليمه وهو لايفنآ كل يوم من الأيام السابقة على العيد يعظ فى الهيكل فيفتن القلوب بحديثه الرقيق ، ويخلب الالباب بمنطقه العميق ، وحكمته السماوية السامية. فكان أولئك الأعداء لاينقطعون عن التشاور والتآمر فيما بينهم ، باحثين عن الوسيلة التى يقتلونه بها بعيدآ عن أعين ذلك الشعب الذى كانوا خائفين من ثورته عليهم وفتكه بهم لو أنهم تعرضوا علانية لمعلمه الذى يحبه . وزعيمه الروحى الذى ينضوى تحت لوائه ، متطلعا لأن يكف هو الملك الموعود به لينقذه من ربقة الرومان أعداقه الألداء ، ويعيد إليه مملكة داود ، على مقتضى فهمه لنبوءات الأنبياء.
 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)"رُؤَسَاءُ الْكهنَةِ وَالْكَتَبَةُ". يشير هذا الجزء من الآية وما بعدها أنهم قادة مجمع السنهدرين والمحكمة العليا الدينية لليهود فى أورشليم   حيث ورد فى متى (مت 26: 3- 5)  "حينئذ اجتمع رؤساء الكهنة والكتبة وشيوخ الشعب الى دار رئيس الكهنة الذي يدعى قيافا 4 وتشاوروا لكي يمسكوا يسوع بمكر ويقتلوه. 5 ولكنهم قالوا: «ليس في العيد لئلا يكون شغب في الشعب».
(2) "كَيْفَ يَقْتُلُونَهُ". شعر رؤساء الكهنة والكتبة بالغيرة فقد حاولوا مناقضة يسوع والجدال معه حول مالمعلومات الدينية ولكنه كان يخرج فائزا فى كل مرة إعترضوا على شفائه للناس يوم السبت أو أن تلاميذه ياكلون القمح وغيرها من المناقشات ولما لم يتغلبوا عليه إتهموه بانه مختل العقل أو انه بعلزبول وفشلت جميع محاولاتهم ومؤامراتهم فى النيل من سمعته أو تحقيرة وزاد إعتقاد الناس فى يسوع فهو الذى شفى أمراضهم وفتح عيونهم وأطعمهم وأخرج الشياطين من أجسادهم لأن يهوه أرسله ليبشر للمساكين ب وللمأسورين بالعتق والإطلاق وذهب اليهود وراءه حتى انه فى أيامه الأخيرة إلتف الناس حوله ليتعلموا منه فى الهيكل وتركوا معلميهم رؤساء الكهنة والكتبة والفريسيين ولم يتبقى أمام الرؤساء إلا التخلص منه هائيا بالقتل لأنه أخذ موقعهم فى نظر الشعب ويشير هذا الجزء إلى وصول هؤلاء الكهنة إلى مرحلة أنهم حقدوا على يسوع وكرهوه لدرجة أنهم صمموا على الخلاص منه بالقتل وساروا فى طريق المؤامرات والتخطيط المسبق لينهى حياة يسوع ويجعلهم بعيدين خلف الرومان وكانت هناك تهم يلفقونها تؤدى به إلى الموت وهما : أ)   مجدف (هرطوقى) وهذه التهمة عقوبتها الرجم ولكن لم تكن لهم سلطة رجمة فى ذلك الوقت بالرغم من أنهم رجموا فيما بعد أسطفانوس  رئيس شمامسة الكنيسة الأولى  .. ب) أنه يقول عن نفسه ملك ويحرض الناس ألا يدفعوا الجزية وسيسبب مشاكل للإحتلال الرومانى .. ألخ
يذكر إنجيل يوحنا عدة مؤامرات لقتل يسوع (يو 7: 30 ، 44 & 8: 59 & 10 : 31، 39 & 11: 53)
(3) "يَقْتُلُونَه".فى اللغة اليونانية الموت (anaireoō)ھ  تشير هذه الكلمة بإنهاء حياة شخص بطريقة غير طبيعية ووردت فى لوقا بمعنى يقتل (لو 22: 2، 23) (أع 2: 23 & 5: 33 & 7: 28 & 10: 39 & 22: 20 & 26: 10) وتستخدم أيضا فى الترجمة السبعينية للعهد القديم (تك 4: 13) (خر 15: 9) (2صم 10: 18)
الأناجيل الإزائية الأخرى (مرقص ومتى) تُستخدم كلمات  يونانية مثل  apokteiniō) أو (apollumi) 
 للإشارة إلى مؤامرة القتل الذى دبرها قادة اليهود من رؤساء الكهنة والكتبة وباقى أعضاء مجلس السنهدريم
(4) " لأَنهمَّھُمْ خَافُوا الشَّعْبَ". تكرر موضوع خوف رؤساء اليهود من الشعب فى (مت 21: 26 ، 44) (مر 11: 18 ، 32) & 12: 12) (لو 20 : 19)

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 22

2. خيانة يهوذا (لوقا 22 : 3-6)
تفسير (لوقا 22: 3)  3 فدخل الشيطان في يهوذا الذي يدعى الاسخريوطي وهو من جملة الاثني عشر.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وقد كان الذى حدث بعد ذلك لايمكن أن يخطر على بال أعداء فادينا ، بل لا يمكن ان يخطر على خيال احد من أعدائه أو احبائه على السواء . إذ فيما كان رؤساء الكهنة وقواد الجند يتباحثون معا فيما يمكن ان يفعلوه ليقبضوا على المخلص فى الخفاء بعيدا عن أعين الرقباء تقدم إليهم واحد من أقرب الناس إليه ، وألصقهم به ، لأنه كان واحدا من تلاميذه الاثنى عشر الذين اصطفاهم دون الناس جميعا ليكونوا هم صفوة خلصائه والصف الأول من مريديه ؛ وأسبغ عليهم عطفه وحنانه ، وعنايته ورعايته ، وخصهم بما يخص به الوالد ابناءه من حب وحدب ، وما يخص به المعلم تلاميذه من تعليم وتقويم ؛ وأشركهم معه فى أخص خصوصيات حياته ، بإعتبارهم أسرته ، ينامون ويصحون معه حيث ينام ويصحو ، ويأكلون ويشربون معه مما يأكل ويشرب ، ويصلون معه حين يصلى ، ويصومون معه حين يصوم ، ويفرحون معا ويحزنون معآ ، ويقيمون معا ويرحلون معآ ، ويقتسمون معأ سراء الحياة وضراءها ، شأن أحب الأحباء ، وأصدق الأصدقاء ، وأخص الأخصاء ، ومع ذلك خانه بغير سبب على الاطلاق
 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "فَدَخَلَ الشَّيْطَانُ فِي يهوذَا".  وردت كلمة إبليس فى إنجيل لوقا (لو 4: 13 & 10: 18 & 13: 16 & 22ك 3، 31) إختار يسوع يهوذا من ضمن تلاميذه الأثنى عشر وكان مسئولا مهما يشرف على الصندوق يعنى أنه كان مسئولا على كل ما يخص فى حياة التلاميذ الأثنى عشر والرسل والأتباع فجميعهم تركوا كل شيئ وتبعوا يسوع أى تركوا مصادر رزقهم وعاش فى شركة معه وسمع تعاليمه وراقبة عن كثب ما يقرب من ثلاث سنين ولكن من الواضح أنه لم تكن له مع يسوع علاقة إيمان شخصية (مت 7 : 21 - 25) وهناك جوانب كثيرة بحثها المفسريين لتحليل خيانة يهوذا ودوافعه لهذا العمل الشائن منها أ) دوافع مالية (يو 12: 6) ... ب) كانت سياسية .. ج) كانت روحية (يو 13: 27) لقد كان هناك تلميذين من تلاميذ يسوع وقعا فى تجربة هما يهوذا وبطرس هزم إبليس يهوذا وإستطاع أن يدخل فى فكره ويستعمله كأداه فى القضاء على يسوع تنفيذا لمؤامرة رؤساء الكهنة أما بطرس فقد سقط فى تجربة الإنكار ولكنه بكى نادما بكاءا مرا   إبليس أثر أيضا على بطرس لكي يغوي يسوع بنفس الطريقة تماماً- لكي يتجنب موته . إبليس مثابر. إنه يحاول بكل الوسائل أن يعرقل عمل يسوع الفدائي لأجلنا. أ) تجربة إبليس ليسوع (لو 4) (مت 4) ... ب) بطرس (مت 16) ... (ج)  يصف يسوع يهوذا بالشيطان في (يو 6 : 70) حينما يقول الكتاب دخل الشيطان فى يهوذا معناه أن الفكر الشيطانى فكر الخيانة دخل فى عقل يهوذا وسيطر عليه وإستعمله كأداه لتنفيذ هدفه فى قتل يسوع  المؤمن بيسوع له الخيارات فى الإنسياق وراء الفكار الشيطانية او هزيمتها وقد أعطانا يسوع سأسلحة عديدة ولكن سقوط يهوذا هو ميل شخصى نحو الشر فكان من السهل القوقوع فى براثين الشيطان فأصبح عبدا له وأسيرا وآداه طيعة شريرة
تفسير (لوقا 22: 4) 4 فمضى وتكلم مع رؤساء الكهنة وقواد الجند كيف يسلمه اليهم.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ومضى يهوذا يتحدث مع أولئك الرؤساء والقواد من اعدائه بشأن الوسيلة التى بها يسلمه إليهم ليقلتوه وكان ذلك هو يهوذا الملقب بالإسخريوطى ، وقد دخل الشيطان قلبه فى لحظة من لحظات الحقد الأسود والغيرة القاتلة ، مبرهنا بذلك على ما يمكن أن ينطوى عليه قلب الانسان من شر حتى نحو أولنك الذين يقدسونه إليه كل الخير ، ومن كراهية حتى نحو اولئك الذى يكنون له كل الحب ، ومن غدر حتى نحو أولنك الذين يضمرون له كل الوفاء ، ومبرهنا بذلك كذلك على انه بين أقدس القديسين وأبر الأبرار يمكن أن يظهر أخطر الخاطئين وأشر الأشرار وقد تحققت بهذه الخيانة الشنيعة البشعة نبوءة داود النبى حين صرخ فى ألم ومرارة بلسان السيد المسيح قائلا :" رجل سلامتى الذى وثقت به ، أكل خبزى رفع على عقبه (مزمور 41: 9)
 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) "قُوَّادِ الْجُنْدِ ". هم الجنود المتولون حراسة وحفظ النظام فى اروقة الهيكل الخارجية وتنفيذ العقوبات كانوا بمثابة شرطة اليوم ولكنهم شرطة دينية . كانوا أحد أقسام اللاويين (سبط لاوى)  وأما الهيكل وداخله فقد كان الكهنة وهم من سبط لاوى أيضا يحرسونه  [ حسب ما كتب فيلو (Loeb 7, 1.156) De Specialibus Legibus ] ومهمة جنود الهيكل نهارا هى : أ) فتح وإغلاق الأبواب الخارجية لمنطقة الهيكل (باب الجميل مثلا ) .. ب)  حراسة المنطقة الواقعة بين ساحة اليونانيين وساحة النساء لأن من يتخطاها توقع عليه عقوبة ( الإعدام) القتل ... ج) خفر المنطقة التجارية المعروفة باسم ساحة اليونانيين
ومهمة جنود الهيكل فى الليل كان هناك 21 حارساً يتمركزون حول محيط منطقة الهيكل . كان جنود الهيكل تحت سلطة المجمع يتحركون طبقا لأوامر المجمع أو رئيس الكهنة ، ورد ذكرهم فى العهد الجديد عدة مرات  : 1)  قُوَّادِ الْجُنْدِ  (يو 7: 32 ، 45 ، 46 & 18: 18) ... 2) إعتقل يسوع بواسطة جند الهيكل (يو 18: 3، 12) .. 3) ورد ذكرهم عند محاكمة يسوع فى بيت قيافا (يو 18: 18 ، 36) 4) فى نكران بطرس (مت 26: 58) (مر 14: 45- 56) (يو 18: 18) .. 5) عندما أصدر بيلاطس الحكم على يسوع (يو 19: 6)  .. 6) فى (أع 4: 1 & 5: 22- 26 & 21 : 30)
فسير (لوقا 22: 5) 5 ففرحوا وعاهدوه ان يعطوه فضة.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
قد فرح أعداء فادينا بهذا الخائن الذى لم يكن ليخطر لهم على بال ، بل لم يكن ليخطر لهم على خيال ، وقد ساقه إليهم الشيطان حليفه فى مؤامرتهم ضد عدوه وعدوهم ومن ثم اتفقوا معه على أن يعطوه مبلغا من النقود الفضية ، يذكر لنا الإنجيل للقديس متى أنه كان ثلاثين قطعة من العملة اليهودية المسماة بالشاقل  وقد كان هذا هو الثمن المتعارف لشراء عبد حسب الشريعة اليهودية (الخروح ١ ٢ : ٣٢) وهكذا ارتضى ذلك الخائن الخسيس أن يبيع ربه وسيده ومعلمه وصاحب الفضل عليه الذى اختاره ضمن آعظم الرسل فى تاريخ البشرية واصطفاه ليكون سيدأ من ارفع وأسمى السادة فى كل الأرض ، نظير قدر من المال ياليته كان كبيرا تنهار أمام إغرائه عزيمة الرجال ، ولكنه كان تافها ضئيلا لا يتعدى ثمن عبد فما أدنأ وأحقر الخيانة وما أدنأ وأحقر الخائن وبئس ما إقترف على مر العصور والأجيال .
 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "فَرِحُوا". لقد إبتهج رؤساء الكهنة لأنه صار في مقدورهم أن يقبضوا على يسوع فى هدوء وتكتم وسرية دون أن يعرف زوار المدينة الذين يعيدون الفصح أو سكان المدينة شيئاً عن الأمر (لو 22: 6)
(2) وَعَاهدوهُ أَنْ يُعْطُوهُ فِضَّةً". وورد فى (مت 26: 15) أن ثمن تسليم يسوع لليهود كان ثلاثين قطعة من الفضة وهكذا تحققت نبوءة وردت فى العهد القديم فى (زك 1: 12)
تفسير (لوقا 22: 6) 6 فواعدهم.وكان يطلب فرصة ليسلمه اليهم خلوا من جمع
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وقد فرح الخائن الخبيث بالقدر الضليل الذى عرضه عليه أعداء سيده من المال ، فواعدهم ، وآخذ بترقب فرصة ليسلمه إليهم تحت جنح الظلام فى المكان الذى كان يعرف أنه يختلى فيه بتلاميذه ، بعيدا عن أعين الشعب الذى كان أولئك الأعداء يخافونه ويخشون ثورته عليهم وفتكه بهم لو انهم قبضوا على معلمه وزعيمه البار علانية على رؤوس الأشهاد وفى وضح النهار.
 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "وَكَانَ يَطْلُبُ فُرْصَةً لِيُسَلِّمَهُ". ليلة حفظ (عيد) الفصح كانت فرصة ملائمة لأن الجميع كانوا فى بيوتهم مشغولين بفرائض العيد مع عائلاتهم فى أمسية خاصة مقدسة وتقاليد أتبعوها قرون عديدة حيث تخلوا الطرق تماما ويعه الهدوء على المدينة
(2) "خِلْوًا مِنْ جَمْعٍ".حظى يسوع بشعبية كبيرة جداً في الجليل، وخلال هذا العيد مئات من الناس من الجليل كانوا في أورشليم. ليس الجليليين فقط بل أن كل الشعب ذهب ورائه لهذا السبب جعل رئيس الكهنة يقرر في (مر 14: 2) يتريث، ولكنھم غيروا رأيهم عندما عرض أحد تلاميذه أن يسلّمه لهم

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 22

3. تآمر رؤساء اليهود على المسيح ليقتلوه

 الإعداد للفصح (لوقا 22 : 7-13)
تفسير (لوقا 22: 7)  7 وجاء يوم الفطير الذي كان ينبغي ان يذبح فيه الفصح.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ثم جاء يوم الفطير الذى كان ينبغى أن يذبح فيه الفصح ، وكان فى تلك السنة يرافق يوم الخميس الثالث عشر من شهر نيسان اى أبريل ، وهوالذى درج المسيحيون بعد ذلك على تعينه بخميس العهد ، لأن فيه كما سنرى أعطى السيد المسيح تلاميذه وسائر المؤمنين به العهد الجديد الذى حل محل العهد الجديد الذى أعطاه الله موس النبى وللشعب اليهودى فى صحراء سيناء بعد خروجهم من مصر . واذ كان فادينا قد أخصع نفسه بإرادته لكل طقوس للشريعة اليهودية ؛ خضع لهذا الطقس الذى كان أهم تلك الطقوس بيد أنه بخضوعه له هذه للمرة قد ختمه وانهاه ، لأن ذبيحة الفصح التى كان ينبغى تقديمها لم تكن إلارمزا للذببحة الحقيقية وهى الرب يسوع نفسه وإذ كان يعلم أنه سيصلب فى اليوم التالى باعتباره ذبيحة كفاره ، فقد تحقق بذلك المرمو زإليه، وحل المرموز إليه محل الرمز.
وفد احتفل الرب يسوع بالفصح قبل إحتفال اليهود به بيوم واحد ، بدليل قول الإنجيل للقديس يوحنا وهو يتحدث عما حدث فى اليوم التالى الذى صدر فيه الحكم بالصلب على مخلصنا ثم جاءوا بيسوع من عند قيافا إلى داخل دار الولاية ، وكان ذلك فى الصباح وأما هم فلم يدخلوا دار الولاية مخافة أن يتنجسوا ، فيأكلون الفصح " (يوحنا ١٨ ؛ ٢٨) أى أن اليهود فى صباح يوم الجمعة الذى صلبوا فيه السيد لم يكونوا قد أكلوا الفصع بعد٠ كما يدل على ذلك قول هذا
الانجيل وهو يتحدث عن محاكمة فادينا امام بيلاطس .وكان نلك اليوم يوم تهيئة الفصح ، والساعة نحو السادسة. (يرحنا19: 14) اى ان يوم الجمعة كان هو يوم الاستعداد والتهيئة للفصح ولم يكن هو عيد الفصح ، ويدل على نلك أيضا قول هذا الإنجيل بعد أن تحدث عن تنفيذ حكم الصلب فى مخلصنا ثم اذ كان ذلك اليوم يوم التهيئة ، فلكى لا تبقى الأجساد على الصليب فى السبت ، لأن يوم السبت ذاك كان عظيما ، سال اليهود بيلاطس أن تكسر سيقانهم ، (يوحنا ١٩؛ ٣١) مما يدل على أن يوم الجمعة الذى صلب فيه الفادى كان سابقا على عيد الفصح عند اليهود ، ولذلك سمى بيوم التهيئة أو الاستعداد ويدل قوله إن يوم السبت ذاك كان عظيما ، على أن عيد الفصح وقع فى يوم السبت ، فأضاف إلى أهمية يوم السبت سببا جديدا لأن يجعله عظيما أكثر من أى يوم سبت آخر كما يدل على ذلك أيضا قول هذا الإنجيل بعد أن تحدث عن دفن المخلص فى القبر وكان فى الموضع الذى صلب فيه بستان ، وفى البستان قبر جديد لم يدفن فيه أحد قط ، فوضعا يسوع فيه ، لأن القبر كان قريبا منهم ، لأنه كان يوم التهينة لليهود،(يوحنا 19: 41- 42)
أى أن يوم الجمعة كان يوم التهيئة للفصح وللعيد . فإذا كان عيد الفطير قد وقع تلك السنة فى يوم السبت ، وكان يوم ذبح الخروف هو مساء الجمعة ، فلماذا باشر الرب يسوع الفصح فى مساء الخميس ، أى قبل موعده بيوم واحد؟ الواقع أن هذا كان فى ظاهر الأمر فقط ، والحقيقة أن الرب يسرع قد باشر الفصح فى موعده الحقيقى ، وفى نفس اليوم الذى كان ينبغى على اليهود ان يذبحوا فيه خروف الفصح ويأكلوه ، ولكنهم لمكرهم وغدرهم قد تعمدوا فى تلك السنة آن يؤخروه عن موعده الحقيقى يوما واحدآ حتى يفرغوا من قتل المسيح وقد قال بهذا عدد من المؤرخين منهم يوسيفوس اليهودى ، كما قال به بعض آباء الكنيسة منهم القديس يوحنا ذهبى الفم (المقال ٨٣ من تفسيره لانجيل يوحنا) ، ومنهم مار أفرآم وهيبرليطوس ، وأوسابيوس . ويوحنا أسقف دارا وأكثر المعلمين . (أنظر كتاب الدر الفريدفى تفسير العهد الجديد للعلامة مار ديونيسيوس يعقوب ابن السيبى الصليبى مطران مدينة أمد وهى ديار بكر. الجزء الثانى) ٠
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 141  [  يوصى القديس كيرلس أن تقرأ هذه العظة يوم خميس العهد الذى تم فيه تأسيس سر الشكر ولذلك يسميه خميس السر ويقصد الأسبوع الذى تم فيه سر الخلاص بالصليب والقيامة.] (لو 22: 7- 16)
إن الناموس بظلاله سبق فأشار منذ القديم إلى سر المسيح ؛ والمسيح نفسه يشهد عن هذا عندما قال لليهود : لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقوننى لأنه هو كتب عنى " (يو 5: 46) ، ففي كل موضع (في الناموس) توضح الظلال والمثالات لنا ، المسيح مذبوحا لأجلنا كالحمل الذي بلا عيب حقا ، كما توضحة مقدسا إيانا بواسطة دمه المعطى الحياة ، وبالاضافة إلى ذلك فإننا
نجد كلمات الأنبياء القديسين في توافق تام مع كلمات موسى الحكيم جدا ، كما يقول بولس " لكن لما جاء ملئ الزمان " . (غل٤:٤)، الزمان الذي كان فيه كلمة الرب الوحيد على وشك أن يخلى ذاته ، وأن يحتمل الولادة بالجسد من امرأة  ويخضع للناموس ، بحسب القياس المناسب للطبيعة البشرية ، وبعد ذلك قدم نفسه ذبيحة لأجلنا ، مثل الحمل الذي بلا عيب حقا ، في اليوم الرابع عشر من الشهر الأول . وهذا العيد كان يدعى " فصح: " . (بصخة Pascha) .وهى كلمة باللغة العبرية وتعنى العبور ، لأنهم هكذا يفسرونها ويقولون ان هذا هو معناها.
إذن يجب أن نشرح ما هو هذا الشيء للذي نعبر منه وما هو البلد الذي نسير نحوه ، وبائ طريقة ئحقق مسيرتنا ، فهه كم ا- أن إسرلئيل قد أنقذ من طغيان المصريين وفك عنقه من نير العبودية وصار حرا ، وإذ هرب من عنف الطاغية ، فإنه عبر باقدام جافة - بطريقة عجيبة يعجز اللسان عن وصفها — وسط البحر ، وارتحل تجاه الأرض الموعود بها ؛ هكذا نحن ايضا الذين قبلنا الخلاص الذي في المسيح ، يجب علينا الأ نرضى بالبقاء بعد في اخطائنا السابقة ، وألا نعثر في طرقتا الشريرة بل بشجاعة نعبر بحر إضطراب هذا العالم الباطل ، وعواصفه . وهكذا فإننا نعبر من محبة الجسد إلى التعفف ؛ من جهلنا السابق إلى معرفة الرب الحقيقية ؛ من الشر الى الفضيلة ؛ ونعبر بالرجاء من لوم الخطية إلى أمجاد البر ؛ ومن الموت إلى عدم الفساد . لذلك فإن العيد الذي حمل فيه عمانوئيل صليب الخلاص لأجلنا يسمى الفصح٠
لكن لننظر إلى الذي هو الحق والذي لا يزال يكرم بالرموز التي كانت تشير إليه ، وهو لا يزل يسمح للظلال بان تكون صادقة ، إذ يقول النص " ولما جاء يوم الفطبر الذى كان ينبغى أن يذبح فيه الفصح " ، فارسل للمدينة تلميذين مختارين من الرسل القديسين ، وهما بطرس ويوحنا قائلا: " يستقبلكما انسان حامل جرة ماء.اتبعاه الى البيت حيث يدخل  وقولا لرب البيت يقول لك المعلم اين المنزل حيث اكل الفصح مع تلاميذي؟ "
لكن ربما يقول أحدهم، لماذا لم يذكر لهما بوضوح اسم الرجل الذي أرسلهما إليه؟ لأنه لم يقل: عندما تمضون إلى فلان أو فلان — وهنالك أعدا الفصح في بيته، لكن فقط أعطاهما علامة - " إنسان حامل جرة ماء " فبماذا نجيب على هذا الكلام؟ انظرو فإن يهوذا الخائن كان قد سبق فوعد اليهود أن يسلمه لهم، وكان مستمرا في صحبته (للمسيح) يرقب فرصة ليسلمه ، وبينما كان لا يزال يعلن الحب الواجب من التلميذ لمعلمه فإنه قد سمح للشيطان أن يدخل قلبه، وكان يتمخض بجريمة القتل ضد المسيح مخلصنا جميغا . لذلك أعطى المسيح علامة (للتلميذين) لكي يمنعه من معرفة من هو ذاك الشخص ، فيسرع يهوذا ليخبر أولئك الذين استأجروه . لذلك قال: يستقبلكما إنسان حامل جرة ماء "
أو ربما يتكلم المسيح هكذا ليشير بهذا إلى سر مهم ، لأنه حيث تدخل المياه - أي المعمودية المقدسة - فهناك ايسكن المسيح ، كيف أو بأية طريقة؟ ذلك لأنها تحررنا من كل نجاسة ، ونغسل بواسطتها من أدناس الخطية ، ولكي نصير أيضا هيكلا مقدسا للرب وشركاء في طبيعته الإلهية بشركة الروح القدس . لذلك فلكي يستريح المسيح ويقيم فينا ، فلنقبل المياه الخلاصية معترفين أيضا بالإيمان الذي يبرر الأثيم . ولكي يرفعنا عاليا لكي ما نحسب علية ، لأن أولئك الذين يسكن فيهم المسيح بالايمان لهم ذهن مرتفع عاليا ، يبغض الزحف على التراب، ويرفض الالتصاق بالأرض ، وفى كل شيء يطلب ما هو سام في الفضيلة ، لأنه مكتوب : " لأن أعزاء الله قد ارتفعوا عاليا (فوق الأرض)" (مز٩:٤٦س)، لأن ليس لهم هنا مدينة باقية لكنهم بطلبون العتيدة (انظرعب 13: 14 )  وبينما هم يسيرون على الأرض ، فإنهم يفكرون فى تلك الأمور التي فوق، وسيرتهم (مدينتهم) هي في السماء (انظر فى٣:.٢).
يمكننا أيضا أن نلاحظ أمرا صحيحا وعجيبا ، يحدث دائما بيننا ؛ وأعنى به أن من يقدرون حياتهم الجسدانية كثيرا ، عادة يكونون منتفخين وقلوبهم مملوءة من الكبرياء الملعونة والمكروهة من الرب ؛ لكن مع ذلك ربما يؤتى بهم إلى الانكسار (فيما بعد) وهم لا يزالون على الأرض؛ بينما أولئك المساكين  بالروح ينالون الرفعة بواسطة الكرامة والمجد اللذين يأتيان من الرب . كما يكتب تلميذ المسيح قائلا : " لبفتخر الأخ المتضع بارتفاعه، وأما الغنى فباتضاعه لأنه كزهر العشب يزول " (يع١ :٩و٠ ١)ء لذلك لا يخطئ من يقول إن نفس كل قديس هي " علية" .
بعد ذلك لما أعد التلاميذ الفصح ، أكل المسيح معهم ، ولكونه طويل الأناة مع الخائن ، فإنه تفضل بقبوله على المائدة (معه) بدافع شفقته المملوءة حبا وغير المتناهية ؛ لأن يهوذا كان قد سار خائنا إذ أن الشيطان كان ساكنا فيه. وقال المسيح أيضا لرسله القديسين: " شهوة أشتهيت أن آكل هذا الفصح معكم " !ا. لتفحص المغزى العميق لهذا التعبير ، ولنفتش عن المعنى المختفى فيه، وما الذي كان يقصده المخلص .
لذلك حيث إنني سبق أن قلت ان التلميذ الطماع كان يطلب فرصة ليسلمه، ولكي لا يسلمه لقاتليه قبل عيد الفصح ، فإن المخلص لم يعلن لا عن البيت ولا عن الشخص الذي سيحتفل عنده بالعيد ، ولكي يشرح لهم سبب عدم رغبته في أن يصرح له عامة باسم من سيذهب عنده، قال لهم: " شهوة أشتهيت أن آكل هذا الفصح معكم " وكأنه يقول: إنني اجتهدت بكل حذر لكي أتمكن من الإفلات من خبث الخائن ، لكيلا أحتمل آلامي قبل وقتها.
" ولكنى لا آكل منه بعد حتى يكمل فى ملكوت الله" وبهذا الكلام أيضا ينطق المسيح بحقيقة عميقة وسرية ، لكن هو نفسه يكشف معناها لنا لأن من عادته أن يطلق اسم )! ملكوت السموات ا على " التبرير بالإيمان " ، وعلى التطهير الذي يتم بالمعمودية المقدسة وشركة الروح القدس وعلى تقديم العبادة الروحية التي صارت الآن ممكنة بالدخول في وصايا الإنجيل . لكن هذه الأشياء هي الوسائط التي تجعلنا شركاء في المواعيد وفى الملك مع المسيح ؛ لذلك يقول: لن اقترب من مثل هذا الفصح بعد ذلك، أي ذلك الفصح الذي يتكون من أكل رمزي — لأن حملا من القطيع ذبح ليكون مثالأ للحمل الحقيقي (ويكمل) حتى يكمل في ملكوت الله ، أي إلى حين مجيء الوقت الذي فيه يكزز بملكوت السموات ، لأن هذا يتحقق فينا نحن الذين نكرم العبادة التي هي أعلا من الناموس والتي هي الفصح الحقيقي ، فالذي بقدس الذين هم في المسيح ليس خروفا من القطبع ، بل بالحري المسيح نفسه (هو الذي يقدسهم)، الذي جعل ذبيحة مقدسة٠ لأجلنا، " بتقديم قرابين " غير دموية، وتقديم الشكر* السري،
الذي به ننال .البركة. ونعطى الحياة بالحياة . لأنه هوصار لنا الخبز الحى الذي نزل من السماء والذي يعطى الحياة للعالم (انظر يو6: 33 و 50) ، الذي به ومعه للرب الآب يليق التسبيح والسلطان ، مع الروح القدس إلى دهر الدهور. آمين.
(1) "وَجَاءَ يَوْمُ الْفَطِيرِ الَّذِي كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُذْبَحَ فِيهِ الْفِصْحُ".   رؤساء الكهنة زاليهود قد أكلوا الفصح فى مساء يوم الجمعة ، وكان يوم السبت هو أول أيام الفطير ،  وهذا واضح مما كتب فى البشائر الأربعة حول أحداث محاكمة السيد المسيح وصلبه  . . . . مع ملاحظة أن اليوم اليهودى بحسب الشرع يبدأ من الغروب ( الغسق) وينتهى قبل الغروب التالى (تك 1) ، ولهذه التوقيتات أهمية كبيرة عند دراسة أحداث الفصح والمحاكمة والصلب .... ألخ . 
وفى انجيل معلمنا لوقا البشير يقول : وجاء يوم الفطير الذى كان ينبغى أن يذبح فيه الفصح . ( لو 22 : 7 ) .... وواضح من مضمون هذا الكلام أن يوم الفطير عند اليهود قد تأجل ، لماذا ؟ 
وفى يوحنا 18 : 28 يقول البشير ( ثم جاءوا بيسوع من عند قيافا إلى دار الولاية وكان صبح ...  ( أى صبح يوم الجمعة الذى تمت فيه المحاكمة ..الخ ) ولم يدخلوا هم إلى دار الولاية لكى لا يتنجسوا فيأكلون الفصح ) .. وذلك لأن من يأكل الفصح يجب أن يكون طاهرا عد 8 : 6 – 11 ومعنى ذلك أنه حتى صباح الجمعة لم يكونوا أكلوا الفصح بل كانوا يستعدون له محترسين لكى لا يتنجسوا بالدخول إلى دار الولاية الوثنية ليمكنهم أكل الفصح طاهرين فى غروب اليوم نفسه .
وفى يوحنا 19 : 13 ، 14 يقول ( فلما سمع بيلاطس هذا القول أخرج يسوع وجلس على كرسى الولاية ... وكان استعداد للفصح  ، ونحو الساعة السادسة ( أى الظهر ) فقال لليهود ... ألخ ) . ومن النصوص الواردة فى متى 26 : 3 – 5 ، مر 14: 1 ، 2 .. نفهم أن رؤساء الكهنة والكتبة وشيوخ الشعب تآمروا على أن تكون محاكمة السيد وصلبه ليس فى يوم عيد الفصح ، وعليه لا يكون يوم الجمعة الذى تمموا فيه مؤامرتهم هو عيد للفصح بل هو استعداد كما ذكر يوحنا . وفى يو 19 : 31 يقول [ ثم إذ كان استعداد (راجع خر 12: 6 ) (يو 13: 1 & 18: 28) فلكى لا تبقى الأجساد على الصليب فى السبت لأن يوم ذلك السبت كان عظيما سأل اليهود بيلاطس ان تكسر سيقانهم ويرفعوا ] ومن هذا نفهم أن الفصح كان يوم السبت الذى يبدأ من مساء الجمعــــة . نفهم أيضا من مسألة مشترى حقل الفخارى (متى 27 : 3 – 7 )، ومشترى الكتان (مر 15 : 26 )،(ولو 23 : 53 ) ، وتسخير سمعان لحمل الصليب بعد رجوعه من عمله بالحقل (متى 27 : 32 ومر 15 : 21 ، ولو 23 : 26 ) وذلك لأنه لو كان يوم الجمعة هو عيد الفصح لما جاز فيه العمل والبيع والشراء .....الخ . أما إذا قيل كيف جاز للسيد المسيح أن يصنع الفصح اليهودى قبل ميعاده الذى عينته الشريعة ؟ فنجيب عليه : حاشا للسيد أن يخلف مواعيد الشريعة التى هو ربها . وإنما رؤساء اليهود هم الذين اتفقوا فيما بينهم على تأخير الفصح عن ميعاده القانونى حتى يتمكنوا من محاكمة السيد وقتله قبل حلول العيد لئلا يكون هناك شغب فى الشعب متى 26 : 3 – 5 إن يوسيفوس المؤرخ اليهودى يقول أن سيدنا أكل الفصح فى تلك السنة ليلة الجمعة فى الميعاد . أما اليهود فأخروه إلى ليلة السبت بسبب إئتمارهم على صلبه . والخلاصة من كل هذا أن السيد اكل الفصح اليهودى فى ميعاده القانونى حسب الشريعة واليهود هم الذين أخروه لثانى يوم لسبب فى أنفسهم .
كانت تقضى الشريعة أن يشتريه اليهود فى اليوم العاشر من الشهر ويحفظونه حتى اليوم الرابع عشر منه ويذبحونه فى مساء ذلك اليوم بين العشائين أى بين المغرب والعتمة خر 12 : 3 ، 6 هكذا ربنا جاء إلى أورشليم فى العاشر من الشهر يوم أحد الشعانين وقبله أهلها مخلصا لهم ، وبقى فيها وفيما جاورها من القرى إلى يوم الخميس الرابع عشر من الشهر . وفى الميعاد الناموسى أى بعد غروب الخميس قدم خروف الفصح هو وتلاميذه وحدهم كأنما ذلك بحالة سرية وخفية عن مجموع الأمة اليهودية . وبتقديمه إياه ختم لشريعة اليهودية شريعة الظل والرمز الآخذة فى الأختفاء عب 8 : 13 وشرع حالا فى شريعة النور والحق الآخذه فى الأستقرار والظهور عب 9 : 8 – 23 فضحى بجسده ودمه بوجه سرى وغيرمنطوق بعظمته مسلما إياه لتلاميذه الأطهار تحت شكل الخبز المختمر والخمر الممزوج بالماء فى سر الأفخارستيا المجيد ، حيث كان لا بد للضحية التى أشارت إليها الطقوس اليهودية الأحقاب الطويلة أى جسده ودمه من أن تقدم وتضحى فى ميعادها الشرعى تماما . لأنه مهما كان شر البشر وتلاعبهم بمواعيده فإن ذلك لا يعيقه عن إتمام إرادته المقدسة فى ميعادها بكل إحكام . فما أدق وأرهب هذا التوافق العجيب ؟ ! بل لنتأمل أيضا كيف أنه فى الميعاد الذى كان اليهود يستعدون فيه لذبح خروف الفصح علنا وجهرا ، كانوا هم أيضا يقتلـــون المرموز إليه بذلك الخروف ... معلقا على الصليب جهرا وعلنا . وكما لم يكسروا عظم ذاك لم يكسروا عظم هذا أيضا وفى نهاية ذلك النهار عينه .... ( الجمعة ) كما ذبحوا الخروف كذلك يسوع أسلم الروح فى يدى الآب وبعدها طعنوه بالحربة فخرج منه دم وماء ودفنوه فى قبر جديد فى نفس المساء مت 27 : 57 حينما كانوا يدفنون خروف الفصح فى بطونهم . 

في التقويم اليهودي يعتبر شهر نيسان أول أشهر الربيع وعيد الفصح نفسه يسمى أحيانا بـ"عيد الربيع"، ولكن لكون الأشهر اليهودية قمرية، يجب في بعض السنوات مضاعفة الشهر الذي يسبق نيسان، أي شهر آذار، كي لا يتراجع شهر نيسان إلى موسم الشتاء.
يحل عيد الفصح في منتصف شهر نيسان اليهودي، أي عند اكتمال القمر الأول بعد الاعتدال الربيعي (20 أو 21 مارس) ولكن في بعض الأحيان يحل في نهاية أبريل عند اكتمال القمر الثاني بعد الاعتدال الربيعي، لأن حساب التلاؤم بين السنة القمرية والشمسية ليس دقيقا بشكل تام.
الشريعة اليهودية يكون اليوم الأول واليوم الآخر من العيد يومي عطلة يحظر فيهما القيام بأي عمل، أما الأيام الخمسة بينهما فيوصى بها الاستراحة دون حظر كامل على العمل.
تفسير (لوقا 22: 8) 8 فارسل بطرس ويوحنا قائلا اذهبا واعدا لنا الفصح لناكل.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وإذ لم يكن للرب يسوع بيت يسكنه على مقتضى الفقر الاختيارى الذى إرتضاه فى حياته بطبيعته الناسوتية على الأرض رأى أن يحتفل الفصح فى منزل أحد أحبائه ، فأرسل تلميذيه يطرس ويوحنا قائلا لهما ، اذهبا أعدا لنا الفصح لنأكله .
 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "فَأَرْسَلَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا". إنجيل لوقا الوحيد الذى يذكر اسم بطرس ويوحنا اللذين يعدّان العشاء.عادة كان يعقوب من ضمن الحلقة الداخلية من الرسل، ولكن ليس هنا
(2) "اذْهبا وَأَعِدَّا". نحويا : الاستخدام الاصطلاحي لاسم الفاعل قبل الأمر، حيث يُستخدم كلاھ هما كفعل أمر (مت 28: 19) هذا الإستعداد للعشاء لا بد أنه جرى بعد الظهر في 14 نيسان.
تفسير (لوقا 22: 9) 9 فقالا له اين تريد ان نعد.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فقالا له اين تريد أن نعده ،
 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّ؟". لم يكن التلاميذ يعرفون أين المكان بالضبط، ربما لأن يسوع لم يرد ليهوذا الخائن أن يعرف المكان قبل الوقت .
تفسير (لوقا 22: 10) 10 فقال لهما اذا دخلتما المدينة يستقبلكما انسان حامل جرة ماء.اتبعاه الى البيت حيث يدخل
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
قال لهما حينما تدخلان المدينة يلقاهما رجل يحمل جرة ماء فإتبعاه إلى البيت الذى يدخله
 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "يَسْتَقْبِلُكُمَا إِنْسَانٌ حَامِلٌ جَرَّةَ مَاءٍ". عادة ما تحمل النساء جرار الماء، بينما
الرجال يحملون الماء أحياناً بزقٍّ من جلد الحيوان. وما قاله يسوع من علامات يدل على معرفته الغيب والمعرفة الفائقة للطبيعة فى ترتيب مسبق وكان من عادة أهل أورشليم أن يفتحون بيوتهم فى الأعياد والمناسبات فقضى يسوع الفصح فى بيت مار مرقس وفى أيام أخرى كان فى بيت عنيا
تفسير (لوقا 22: 11) 11 وقولا لرب البيت يقول لك المعلم اين المنزل حيث اكل الفصح مع تلاميذي.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وقولوا لرب البيت يقول لك المعلم اين القاعة التى فيها سآكل الفصح مع تلاميذى
 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "وَقُولا لِرَبِّ الْبَيْتِ". هذا الجزء من ألاية يدل على أنه منزل يوحنا مرقس الرسول ، الذي صار مكان لقاء التلاميذ في أورشليم المعروف بالعلّية (أع 12:/ 12)
(2) "الْمَنْزِلُ". ترجم الكلمة ب "نزْل".
تفسير (لوقا 22: 12) 12 فذاك يريكما علية كبيرة مفروشة.هناك اعدا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ولسوف يريكما قاعة عليا مؤثثة فأعداه هناك ،
تفسير (لوقا 22: 13)  13 فانطلقا ووجدا كما قال لهما.فاعدا الفصح
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 وما من شك فى أن فادينا كان يعرف مكان ذلك البيت وكان يمكنه أن يحدد مكانه تلميذيه . بل إن الراجح ان تلميذيه كانا يعرفان مكان ذلك البيت لو ان معلمهما ذكر لهما اسم صاحبه الذى كان ضمن السبعين رسولا . ولكن الرب يسوع إذ كان يعلم بالمؤامرات التى تجرى فى الخفاء للقبض عليه وقتله ، اراد لكى لا يتم ذلك قبل الموعد المقرر فى التدبير الإلهى ان يظل ذلك البيت سرا إلى اللحظة الأخيرة . حتى بالنسبة لباقى تلاميذه . لأنه كان علم أن أحدهم وه ويهوذا الاسخريوطى متواطئ مع أعدائه على تسليمه إليهم فى أول فرصة تسنح له . وقد كان الرب يسوع يشاء ألا يتم تسليمه لليهود قبل أن يتمم الفصح القديم ، ويتمم الفصح الجديد ، وما صحب كل ذلك من إجراءات ووصايا ونصائح وتعاليم . بيد أن الوسيلة التى اوضح بها له المجد لتلميذيه كيف يهتديان إلى البيت الذى لم يحدد لهما مكانخ ، هى دليل واضح من الأدلة الكثيرة التى مرت بنا على علمه الإلهى بالغيب ، لأن يطرس ويوحئا حين اطاعا امره وانطلقا إلى أورشليم ودخلاها لقيا بالفعل رجل يحمل جرة ماء فتبعاه إلى البيت الذى دخله ، وهناك قالا لرب البيت ما طلب إليهما معلمهما أن يقولاه ، فأراهما بالفعل قاعة مؤثثة فأعدا الفصح هناك على مقتضى ما تقضى به الشريعة من ترتيبات وإجراءات وطقوس.

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 22

4. الفصح الجديد (لوقا 22 : 14-23)
تفسير (لوقا 22: 14) 14 ولما كانت الساعة اتكا والاثنا عشر رسولا معه.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ولما حان الوقت الذى ينبغى فيه بدء الاحتفال بالفصح جلس الرب يسوع إلى مائدة مع تلاميذه الاثنى عشر . ونلاحظ أنه على الرغم من أنه كان يعلم أن يهوذا الاسخريوطى قد خانه وقد اتفق مع أعدائه على تسليمه إليهم ليقتلوه ، سمح له أن يجلس معه على المائدة مع باقى تلاميذه ،معتبرا إياه حتى ذلك الحين واحدا منهم ، ربما ليفتح له باب الندم والتوبة إلى آخر  لحظة ، او ربما لأن خيانته كانت فى الخفاء فلم يشأ أن يدينه عنها إلا بعد أن تتحقق علانية ، او بعد أن يعترف بها الخائن بنفسه أمام زملائه ، كى يعلمنا بذلك نحن المؤمنين به - ونحن بشر. ألا ندين أحدا عن أمور منسوبه إليه ولكنها مازالت فى طى الخفاء ، عسى أن يرجع عنها او أن يكون بريئا منها فلا نحرمه قبل الأوان شركته ومحبتنا له ومحبته لنا أو لعله له المجد سمح للخائن له أن يأكل معه لكى تتحقق نبوءة داود النبى عن نلك بحذافيرها حين هتف بلسان فادينا قائلا .آكل خبزى رقع على عثبه. (مزمور41: 1) ٠
 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "لَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ". لا بد أن هذه كانت الشفق  لقد حانت الساعة التي حددها رب المجد ليؤسس سرّ الإفخارستيا، مقدمًا للعالم سرّ الخلاص والحياة والشبع الداخلي. اعتاد اليهود بحسب الطقس الموسوي أن يأكلوا الفصح وهم واقفون (خر 12: 11)، إذ يذكرهم بالانطلاق من العبودية التي عاشها آباؤهم في مصر،
(2) "اتَّكَأَ". أمّا يسوع إذ قدّم لنا فصحه الجديد اتكأ ومعه الرسل ليُعلن انتقالنا إلى حالة "المجد". فصحه عبور إلى الحياة السماوية، لكي نتكئ معه في حضن أبيه، وننعم بشركة أمجاده. تذكروا أن عشاء الرب قد جرى كما العادة في كل ولائم االيهود ، بالاتكاء إلى كل كوع اليد اليسرى حول مائدة منخفضة (المائدة لها شكل حدوة الحصان.) ومن يقدم الطعام يسير فى الوسط
تفسير (لوقا 22: 15) 15 وقال لهم شهوة اشتهيت ان اكل هذا الفصح معكم قبل ان اتالم.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وقد بدأ مخلصنا الحديث مع تلاميذه حين جلسوا معه جميعآ إلى المائدة قائلا لهم :" شهوة إشتهيت أن آكل فصحى هذا معكم قبل أن اتألم ، لأنى اقول لكم إنى لن آكله بعد الآن حتى يتم فى ملكوت الله ، أى أنه تاقت نفسه لفرط محبته لتلاميذه أن يأكل هذا الفصح اليهودى الذى يأكله لآخر مرة معهم ، والذى دعاه فصحه هو ، لأنه سيكون بعد ذلك هو نفسه ذبيحة الفصح التى سيقدم فيها نفسه بنفسه بعد أن يذوق أشد الآلام وأفظعها وأبشعها ثم لن يأكله بعد هذه المرة حتى يتم فى ملكوت الله ، اى أن هذا هو الفصح الأخير الذى يأكله الرب يسوع تلاميذه قبل ان يذهب عنهم ويصلب فهذا الفصح لن يتكرر لأنه هو الفصح الذى ختم به رب ملكوت الله ، فقد كان مثل هذا التعبير مألوفا فى اللغة العبرية لتوكيد حكم ما بعد لفظ "حتى" لما هو قطعا ، كقول الكتاب المقدس " لم تلد ميكال حتى ماتت (٢ صموئيل 6: 23)،أى أنها لم تلد أبدا ، وكقوله "لا يغفرن لكم هذا الإثم حتى تموتوا. (إشعياء ٢٢: ٤ ١) أى أنه لن يغغر لكم هذا الاثم أبدا .
 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) تحوى هذه ألاية كلمتين لهما معنى واحد وهى عبارة اصطلاحية أ) في شهوة "epithumia) ،) وإشتهيت (epethumesa) وتعنى فى الترجمة السبعينية  "رغبتُ بشدة".
ب) الفصح paschō)  و"الألم pascha )
كان يسوع قد أخبر تلاميذة عدة مرات ( لو 9: 22= 27) (مر 8: 31 & 8: 1
) (مت 16: 21- 28 & 17: 9 & 12: 22- 23 & 20: 18- 19)  بآلامه التى ستحدث في أورشليم بمؤامرة من رؤساء الكهنة والمجمع السنهدرين والمحتلين الرومان القساة
تفسير (لوقا 22: 16) 16 لاني اقول لكم اني لا اكل منه بعد حتى يكمل في ملكوت الله.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 وأما إنه يتم فى ملكوت الله ، فمعنا أنه يصير تمامه أو وفاؤه فى العهد الجديد بموت المسيح لأنه هو الفصح الحقيقى . والمعنى الشامل لهذه العباره أن هذا هو الفصح الأخير الذى آكله معكم ولن آكل غيره معكم ، لأنه بإتمامه يصير وفاؤه وإنقضاؤه وإنتهاؤه . ويعد ذلك أدخل معكم فى العهد الجديد بدمى، وهذا هو ملكوت الله- ثم تتاول - له المجد-كأسا وشكر على مقتضي الطقوس المعمول بها فى الاحتفال بالفصح بإعتباره هو رب البيت . وقال لتلاميذه الذين هم أسرته , خذوا هذه اقتسوها بينكم ، فأنى أقول لكم إنى لن اشرب من عصير الكرمة بعد الآن حتى يأتى ملكوت الله ، أى أن هذه آخر مرة يشرب فيها - له المجد - الخمر الارضية التى هى نتاج الكرمة المادية ، كجزء من ممارسات وطقوس الفصح القديم ٠ وبهذا يختم السيد المسيح العهد القديم ، ويفتح العهد الجديد فى ملكوت الله بفصح جديد هو سر جسد المسيح ودمه . ولهذا سمى اليوم الذى تم قيه هذا فى المصطلح الكنسى خميس العهد . أى العهد الجديد الذى أعطاه الرب يسوع.:
 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  "إِنِّي لاَ آكُلُ مِنْهُ بَعْدُ حَتَّى يُكْمَلَ فِي مَلَكُوتِ للهِ". نحويا نفي مزدوج قوي، يشير إلى وليمة الفصح الإلهى بتقديم جسده ودمه فدءا عنا . وستكمل فى ملكوت السموات بعد إنتهاء العالم (الآيات من لوقا  18: 30 & 14: 15 ) (مت 8: 11& 26: 29) (رؤ 19: 9)
هذه ألاية تأكيد الشركة  فى جسد ودم يسوع الذى تطلق عليه الكنيسة سر الإفخارستيا  أنها وليمة ستمتد فى الأرض وفى السماء .. ولكن ستؤجل عند موت الإنسان حتى يقوم الكل وحينئذ ستكتمل فى ملكوت السموات شعوبا وأمم حول يسوع فى صلاة مشتركة الأجس فى العالم تحتاج إلى طعام مادى وروحتى الذى هو جسد ودم كريميين والأجساد القائمة لا تحتاج إلى طعام مادي ولكن إلى هذا الطعام الروحى  (1كور 2: 9) " بل كما هو مكتوب ما لم تر عين ولم تسمع اذن ولم يخطر على بال انسان ما اعده الله للذين يحبونه " (أش 64: 4 ) "ومنذ الازل لم يسمعوا ولم يصغوا لم تر عين الها غيرك يصنع لمن ينتظره " ..(أش 65: 17)    "لاني هانذا خالق سموات جديدة وارضا جديدة فلا تذكر الاولى ولا تخطر على بال. ""
تفسير (لوقا 22: 17) 17 ثم تناول كاسا وشكر وقال خذوا هذه واقتسموها بينكم.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وقد كان ما قاله الرب يسوع لتلاميذه عقب ان ناولهم الكأس ختامآ للاحتفال بالفصح اليهودى على مقتضى العهد القديم . وقد أكل فيه معهم ذبيحة ذلك العهد التى لم تكن إلا رمزا لذبيحة العهد الجديد .
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 142   ( تأسيس سر الإفخارستيا )
إنه امر يملأنا بكل بركة أن نصير شركاء المسيح بالذهن وبالحواس معا، لأنه يحل فينا ، أولأ، بالروح القدس ، فنصير نحن مسكنه ، بحسب ما قاله في القديم احد الأنبياء القديسين : " لأنى سأسكن فيهم وأقودهم وأكون لهم إلها وهم يكونون لى شعبا (حز 37: 27 س) ٠
لكنه هو ايضا يحل داخلنا بطريقة اخرى بواسطة مشاركتنا في قربان التقدمات غير الدموية التي نحتفل بها في الكنائس ؛ إذ قد تسلمنا منه النمونج الخلاصي للطقس مثلما يرينا بوضوح الإنجيلي المبارك في النص الذي قراناه منذ قليل ، فهو يخبرنا أنه:" تناول كأسا وشكر وقال : خذوا هذه وأقتسموها بينكم " وبتقديمه الشكر - الذي يقصد به التحدث مع الرب الآب في صيغة صلاة ، فإنه يعنى بالنسبة لنا أنه إن جاز القول - يشارك ويساهم مع الآب في مسرته الصالحة في منحه لنا البركة المحيية التي أسبغت علينا حينئذ ، لأن كل نعمة وكل موهبة تامة تأتى إلينا من الآب بالابن في الروح القدس . وإذن فهذا العمل كان نمونجا لنا لكي نستخدمه في الصلاة التي ينبغي أن تقدم ، كلما بدأنا أن نضع أمامه نعمة " التقدمة السرية المحيية [ يستخدم الآباء التقدمة المحيية  كثيرا للتعبير عن الإفخارسبا ٠] ": ، وتبعنا لذلك فإننا اعتدنا أن نفعل هذا ، لأننا إذ نقدم أولأ تشكراتنا ، مقدمين تسابيحنا للرب الآب ومعه الابن والروح القدس ، فإننا نقترب هكذا من الموائد المقدسة مؤمنين أن ننال حياة وبركة ؛ روحيا وجسديا ، لأننا نستقبل في داخلنا كلمة الآب الذي صار إنسانا لأجلنا ، والذي هو الحياة ومعطي الحياة.
لذلك فلنسأل على قدر استطاعتنا ، ما هو الرأي الذي نعتقد به عن هذا السر؟ لأنه واجب علينا أن نكون " مستعدين لمجاوبة كل من يسألنا عن سبب الرجاء الذى فينا كما يقول الحكيم بطرس (1بط3: 15) لأن " إله الكل خلق كل الأشياء للخلود ، وبدايات العالم كانت حياة ، لكن بحسد إبليس دخل الموت إلى العالم (حكمة٢٤:٢)، فقد كانت تلك الحية المتمردة هي التي قادت الأنسان الأول إلى تعدى الوصية وإلى العصيان ، والتي بواسطتها سقط تحت اللعنة الإلهية، وفى شبكة الموت ، فقد قيل له: " لأنك تراب وإلى التراب تعود " (تك٣؛١٩). فهل كان من الصواب أن ذلك الذي خلق للحياة والخلود ، يصير مائتا ومحكوما عليه بالموت بدون أية إمكانية للهروب؟ هل ينبغي أن يكون حسد إبليس أكثر حصانة وثبائا من إرادة الله؟ ليس الأمر هكذا ؛ بل إن حسد إبليس قد أخفق تماما؛ ورحمة الخالق قد فاقت النتائج الشريرة لخبثه ، فقد أعطى الله معونة لأولئك الذين على الأرض . فماذا إذن كانت الطريقة التي ساعدهم بها؟ إنها طريقة عظيمة بالحق ورائعة وجديرة بالرب ، نعم ، جديرة لأقصى درجة بالعقل الأعلى (بالرب) ، لأن الرب الآب هو حياة بطبيعته ؛ ولكونه هو وحده حياة ، فقد جعل الابن الذي هو نفسه أيضا حياة ، أن يضيء ويشرق ، لأنه لا يمكن أن يكون الأمر بخلاف ذلك مع ذاك الذي هو الكلمة الذي صدر جوهريا من الحياة ، لأنه يلزم - أقول يلزم — أن يكون هو نفسه أيضا حياة، لكونه هو ذاك الذي نبع من الحياة، نبع من ذاك الذي ولده.
لذلك فإن الرب الآب يعطى الحياة لكل الأشياء بالابن في الروح القدس ؛ وكل ما يوجد ويتنفس في السماء وعلى الأرض ، إنما يأخذ وجوده وحياته من الرب الآب بالابن في الروح القدس . لذلك ، لا طبيعة الملائكة ولا اي شيء آخر مهما كان ، مما هو مخلوق ، ولا اي شيء جاء من عدم الوجود إلى الوجود، يمتلك حياة (في ذاته) كثمرة لطبيعته الخاصة ؛ بينما على العكس ، فالحياة تنشأ - كما قلت — من الجوهر الذي يفوق الكل ، وهو أمر خاص به وحده أن تكون له القدرة على إعطاء حياة ، وذلك بسبب انه هو بالطبيعة الحياة.
إذن، فكيف يمكن للانسان على الأرض ، الذي هو ملتحف بالموت ان يعود إلى عدم الفساد (عدم الانحلال) اجيب بأنه يلزم لهذا الجسد المائت أن يصير شريكا للقوة المحيية التي تاتى من الرب لكن قوة الرب الآب المحبية هي الكلمة الوحيد الجنس ، وهو الذي ارسله لنا (الآب) كمخلص ومحرر. أما كيف ارسله لنا ، فهذا ما يخبرنا به بوضوح يوحنا الإنجيلي المبارك عندما يقول: " والكلمة صار جسدا وحل فينا (يو1: 14) . لكنه صار جسدا دون أن يخضع لأي تغيير او تحول إلى ما لم يكونه ، ودون ان يتوقف عن ان يكون هو الكلمة - لأنه لا يعرف ما معنى ان يعاني ظل تعيير ، بل بالحري بكونه ولد بالجسد من امراة واخذ لنفسه ذلك الجسد منها ، لكيما إذ قد غرس نفسه فينا باتحاد لا يقبل الانفصال ، يمكنه أن يرفعنا. فوق سلطان الموت والانحلال كليهما معا . وبولس هو الشاهد لنا ، حيث يقول عنه وعنا: " فإذ تشارك الأولاد فى اللحم والدم أشترك هو أيضا كذلك فيهما ، لكى يبيد بالموت ذاك الذى له سلطان الموت أى إبليس، ويعتق اولئك الذين خوقا من الموت كانوا جميعا كل حياتهم تحت العبودية ، لأنه حقا ليس يمسك الملائكة بل يمسك نسل إبراهيم ، ومن ثم كان ينبغى أن يشبه أخوته فى كل شئ  (عب 2: 14- 17 ) لأنه صار مثلنا وكسى ذاته بجسدنا ، لكيما بإقامته إياة (الجسد) من الموت ، يعد — من الآن فصاعدا — طريقا يمكن به للجسد الذي وضع (أذل) حتى الموت، ان يعود من جديد إلى عدم الفساد (الانحلال). لأننا متحدون به مثلما كنا أيضا متحدين بآدم ، عندما جلب على نفسه عقوبة الموت . وبولس يشهد لهذا ، إذ كتب هكذا في أحد المرات : " فإنه إذ بالموت بإنسان ، بإنسان أيضا قيامة الأموات " (1كو 15: 21) ويقول أيضا: " لأنه كما فى آدم يموت الجميع ، هكذا فى المسيح سيحيا الجميع " (1كو 15: 22) لذلك فإن الكلمة  ، إذ وحد مع ذاته ذلك الجسد الذي كان خاضعا للموت ، فلكونه الرب والحياة ، فقد طرد منه الفساد (الانحلال)، وجعله أيضا يصير هو مصدر الحياة ؛ لأنه هكذا ينبغي أن يكون جسد (ذاك الذي هو) الحياة.
ولا تكونوا غير مصدقين لما قلته، بل بالحري اقبلوا الكلمة بإيمان بعد أن جمعت براهين من أمثلة قليلة. عندما تطرحون قطعة خبز في خمر أو زيت أو أي سائل أخر ، فستجبون أنها صارت تحمل خاصية ذلك السائل الخاص ، وعندما يوضع الحديد في النار ، فإنه يصير ممتلئا بكل فاعليتها ؛ وبينما هو بالطبيعة حديد ، لكنه يعمل بقوة للنار. وهكذا كلمة الرب المحيى، إذ قد وحد نفسه بجسده الخاص بطريقة معروفة لديه (فقط) ، فقد منحه قوة إعطاء الحياة وهو نفسه يؤكد لنا هذا بقوله: " الحق أقول لكم من يؤمن بى فله حياة أبدية ، أنا هو خبز الحياة " (يو٤٧:٦و٤٨) وأيضا :أنا هو الخبز الحى الذى نزل من السماء إن أكل أحد هذا الخبز يحيا إلى الأبد ،  والخبز الذى أنا أعطى هو جسدى الذى ابذله من أجل حياة العالم ، الحق أقول لكم إن لم تأكلوا جسد إبن الإنسان وتشربوا دمه ، فليس لكم حياة فيكم من يأكل جسدى ويشرب دمى  فله حياة أبدية وأنا أقيمه فى اليوم الأخير لأن جسدى مأكل حق ودمى مشرب حق من يأكل جسدى ويشرب دمى  يثبت فى وأنا فيه ، كما أرسلنى الآب الحى وأنا حى بالآب ، فمن يأكلنى فهو يحيا بى " (يو6: 51 , 53- 57) لذلك عندما نأكل الجسد المقدس الذي للمسيح مخلصنا جميعا، ونشرب دمه الثمين ، تكون لنا حياة فينا، بكوننا جعلنا واحدا معه ، كائنين فيه ومقتنين له أيضا فينا.
لا تدعو أحدا من أولئك الذين اعتادوا عدم التصديق أن يقول ؛ إذن، حيث ان كلمة الرب لكونه بالطبيعة الحياة ، وهو يقيم ايضا فينا ، فهل.جسد كل واحد مئا سيمنح أيضا القوة لاعطاء الحياة؟ من يقول ذلك فليعلم بالأحرى أنه شيء مختلف تماما ، بين ان يكون الابن فينا بمشاركة نسبية ، وبين أن يصير هو نفسه جسدا ؛ أي أن يجعل ذلك الجسد الذي اخذ من العذراء القديسة خاصا له (أي يجعله جسده الخاص). لأنه لا يقال عنه إنه صار متجسدا ، أو صار جسدا ، بوجوده فينا ، بل بالحري فإن هذا حدث مرة واحدة عندما صار إنسانا دون أن يتوقف عن أن يكون إلها ٠ لذلك فإن جسد الكلمة كان هو ذاك الذي اتخذه لنفسه من العذراء القديسة . وجعله واحدا معه ؛ أما كيف او بأية طريقة حدث هذا ، فهو أمر آخر لا يمكننا ان نخبر به ، لأنه امر غير قابل للشرح ويفوق تماما قدرا ت العقل وكبفية هذا الإتحاد هي معروفة له هو وحده فقط.
لذلك ، كان يليق به أن يكون فينا إلهيا بالروح القدس ، وكذلك ايضا - إن جاز القول ٠ يمتزج بأجسادنا بواسطة جسده المقدس ودمه الثمين ، اللذين نقتنيهما ايضا كإفخارستيا معطية للحياة في هيئة الخبز والخمر ، إذ ، لئلا نرتعب برؤيتنا جسدا ودما (بصورة حسية) فعلية ، موضوعين على الموائد المقدسة في كنائسنا، فإن الله إذ وضع (انزل) ذاته إلى مستوى ضعفاعتنا ، فإنه يسكب في الأشياء الموضوعة امامنا قوة الحياة ، ويحولها إلى فاعلية جسده ، لكيما نأخذها لشركة معطية للحياة ، وكي يوجد فينا جسد (ذاك الذي هو) الحياة ، كبنرة تنتج حياة . ولا تشك في أن هذا حقيقى ، حيث إنه هو نفسه قال بوضوح : " هذا هو جسدي، هذا هو دمي" بل بالحري اقبل كلمة المخلص بإيمان ، لأنه هو لكونه الحق ، فلا يمكنه أن يكذب . وهكذا سوف تكرمه، لأنه كما يقول يوحنا الحكيم جدا : " من قبل شهادته فقد ختم أن الله صادق لأن الذى أرسلخ الله يتكلم بكلام الله "  (يو 3: 33: 34) . لأن كلام الله هو طبغا صادق ولا يمكن ابدا أن يكون كاذبا ؛ لأنه و‘ن كنا لا نفهم بأية طريقة يعمل الرب مثل هذه  الأعمال، لكن هو نفسه يعرف طريقة (عمل) أعماله. لأنه عندما لم يفهم نيقوديموس كلمات الرب المختصة بالمعمودية المقدسة وقال بجهل: ٠" كيف يمكن أن يكون هذا" (يو٣؛٩)، فإنه سمع المسيح يجيب قائلا : " الحق أقول لك إننا إنما نتكلم بما نعلم ونشهد بما رأينا ولستم تقبلون شهادتنا  إن قلت لكم الأرضيات ولستم تؤمنون ، فكيف تؤمنون إن قلت لكم السماويات؟ " (يو١١:٣و١٢)، لأنه كيف يمكن لأنسان أن يعرف تلك الأشياء التي تعلو على قدرات إدراكنا وعقلنا؟ لذلك، فلنكرم سرنا الإلهي هذا ، بالأيمان.
أما يهوذا الخائن، الذي كان يأكل معه، فقد توبخ بتلك الكلمات التي قالها المسيح: " ولكن هوذا يد الذى يسلمنى هى معى على المائدة " ٠ لأنه ربما تخيل في حماقته العظيمة ، أو ربما بالأحرى لكونه إمتلأ بكبرياء إبليس ، أنه يمكنه أن يخدع المسيح ، مع أنه الإله لكن كما قلت، إنه أدين لكونه بالأجمال شريرا ومبغفضا للرب وخائنا ؛ ومع هذا فقد سمح له الرب وتنازل ودعاه إلى المائدة، وقد حسب أهلا للطف الإلهي حتى النهاية ؛ لكن بهذا صارت عقوبته أكثر شدة. لأن المسيح قال عنه في موضع ما بصوت المرنم :لو كان عدو يعيرنى لإحتملت ، ولو كان الذى يكرهنى يتكلم على بكبرياء لإختبأت منه  بل أنت إنسان عديلى ، أليفى وصديقى ، الذى معه كانت تحلو لنا العشرة ، إلى بيت الرب كنا نذهب بإتفاق "  (مز 54: 12- 14 س) لذلك، فبحسب كلماتة المخلص: ويل له؟ لأن المسيح - في الحقيقة - بذل نفسه عوضا عنا ، بحسب مشيئة الله الآب الصالحة، لكيما يخلصنا من كل شيء. أما الأنسان الذي خان مخلص ومنقذ الكل وسلمه إلى أيدي القتلة ، فسيكون نصيبه الدينونة ، التي هي العقاب المناسب لأبليس . لأن ذنبه ليس ضد واحد مثلنا ، بل ضد رب الكل ؛ الذي به ومعه يليق للرب الآب التسبيح والسلطان، مع الروح القدس، إلى دهر الدهور. آمين.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
كان اليهود يستعملون أوانى الطعام والأوانى التى يشربون منها من الحجارة لأنهم كانوا يعتقدون أن ألأوانى الفخارية نجسة
الصورة الجانبية كأس حجري ، لا يزال يحتوي على محتوياته الأصلية ، مؤرخ بنهاية فترة الهيكل الثاني قبل تدمير القدس. تم اكتشاف الكأس الحجري في أعمال التنقيب الحجرية في مدينة داود التي أجراها علماء الآثار في سلطة الآثار الإسرائيلية الدكتور جو أوزييل ونحشون زانتون وموران حاجبي وآري ليفي.Dr. Joe Uziel, Nachshon Zanton, Moran Hajbi and Ari Levy
(1) الآيات (لو 22: 17- 20) مخطوطات القراءة الطويلة تدونها عدة إصدارات للكتاب المقدس هى غير موجودة في المخطوطة ،D  ولكنها موجودة فى المخطوطات الأربعة الأخرى والتى تشكل أقدم شهادة عليها (المخطوطات 75 B،A،!،p ) ومن الأخيرة يقتبس يوستينوس الشهيد في حوالي العام 150 م.
في النص القصير الآيات (لو 22: 17- 20)
19 أ)، يأتي الخمر أولاً قبل الخبز، وھذا يتوافق مع الترتيب فالذى ورد فى (1كور 10: 16)  (والذيذاخية Didache  3:1: 9). وإذا تتبعنا القراءة الأطول، فإن الترتيب يكون الخبز أولا ثم الخمر أى بالعكس وھذا ما ورد فى متى ومرقس و 1 كور 11: 23 - 27) وهناك آراء مطروحة كثيرة حول أى الأول قدم يسوع جسده أم دمه وهو موضوع نقاش بيزنطى لا تؤثر على أي عقيدة مسيحية (بفضل ما ورد في متى ومرقس)،
(2) "كَأْسًا". يحتسى (يشرب) اليهود أربعة كؤوس للبركة  فى وليمة الفصح .(Seder) بعض المفسرين قال : " أعتقد أن يسوع استخدم الكأس الثالثة للبركة كنقطة انتقال من وليمة إسرائيل إلى الوليمة الجديدة للكنيسة." ولكن لا يوجد دليل على ذلك
موضوع
تفسير (لوقا 22: 18) 18 لاني اقول لكم اني لا اشرب من نتاج الكرمة حتى ياتي ملكوت الله.
تفسير (لوقا 22: 19) 19 واخذ خبزا وشكر وكسر واعطاهم قائلا هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم.اصنعوا هذا لذكري.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ثم بدأ بعد ذلك العشاء الربانى الذى افتتح به الرب العهد الجديد، إذ أخذ خبزا وشكر وقسمه وناولهم قائلا:" هذا هو جسدى الذى يبذل عنكم ، اصنعوا هذا لذكرى .. وقد كان تقسيمه للخبز فى هذه المرة تعبير عن تقسيم جسده هو ، بإعتباره الذبيحة المرموز لها ، التى بذل بها فادينا نفسه عن تلاميذه وعن كل الذين بؤمنون به فى كل العصور . وقد منح الرب لهم أن يتناولوا من هذه الذبيحة التى هى جسده هو ذاته لتكتمل بذلك الشركة الروحية التى كانت لهم معه كى يكون هو واحدآ معهم ؛ ويكونوا هم وكل الذين يؤمنون به واحدا معه ومع ابيه السماوى الذى هو واحد معه ، مصداقآ لقوله كما ورد فى الإنجيل للقديس يوحنا وهو ويرفع صلاته فى تلك الليلة إلى الآب السماوى لست أسأل من أجل هؤلاء فقط ، بل أيضا من أجل الذين يؤمنون بى بكلامهم ، ليكون الجميع واحد كما أنك أنت أيها الآب فى وأنا فيك ليكونوا هم أيضا واحدا فينا وأنا قد أعطيتهم المجد الذى أعطيتنى ، ليكونوا واحدا كما أننا نحن واحد - أنا فيهم وانت فى ليكونوا مكملين إلى واحد (يوحنا 7:20- 22) ثم طلب - له المجد -إلى تلاميذه وإلى كل الذين يؤمنون به ان يفعلوا فى كل حين ما فعله هو فى تلك الليلة . فليأخذ خدامه من الكهنة الذين أنابهم عنه فى الأرض خبزا ، وليتلوا عليه الصلوات لاستدعاء الروح القدس عليه فيتحول إلى ذات جسد الرب يسوع - ويناولوه للمؤمنين به كما فعل هو ، فيمتزج بهم روحآ وجسدا ، وتمتزج أرواحهم به ويصيروا بفعل السر التقدس- سرالتناول - واحدا معه . وفعلا لقد درج تلاميذه على ممارسة هذا السر بعد إنسكاب الروح القدس عليهم (الأعمال ٢ : ٢ ٤و ٤٦)
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
(1) "خُبْزًا". لاحظوا أن يسوع لم يأخذ حمل بل خبزا إن هذه الوليمة الروحية هى أساس كنيسة العهد الجديد وهى الصلة بين شعب المسيح والمسيح ذاته .. لقد قضى يسوع الفصح فى آخر إشارة له إتمام العهد القديم مع تلاميذهوبإتمامه الفصح أكمل فصلا مثقلا بالناموس والفرائض الرمزية التى تشير إلى يسوع المسيا الذى اسس عهدا جديدا كما ذكر أرميا ثم بعد ذلك أعد سر العهد الجديد  ألإفخارستيا" ليكون الركيزة الأساسية فى كنيسته والعلاقة بينه وبين شعبه (أنتم تكونون لى شعبا وأنا أكون لكم إلها" من خلالها لقد كان عيد الفصح تذكارا لملاك العهد الذى لطخ بيوت اليهود فى أرض مصر بالدم فى العهد القديم تحريرا من العبودية الجسدية ولكن بلم يتحرر أحدا من العبودية من اليهود من الخطية وسلطان الشيطاان جائم عليهم وظلوا يقدمون خروفا فى شريعة الدم وظلوا يقدمون الذبائح الدموية فى مناسبات عديدة .. لأنه بدون سفك دم لا تحدث مغفرة .. إن الصلاة على الخبز والخمر  إليست للذكرى فقط أو هى مجرد تمثيلية إنما هى صلاة تنتهى بتحول الخبز والخمر إلى جسد ودم حقيقيين وهذا ما قررة يسوع ذاته حينما أشار إلى الخبز وقال هذا هو جسدى وإلى الخمر وقال هذا هو دمى فى الأيات التالية  هذا هو الإيمان الذى تسلمته الكنيسة من يسوع وسار عليه الآباء الأوائل وإنتشر فى المسكونة كلها فى الكنائس
(2) " هذا هو جَسَدِي". بارك يسوع الخبز وكسر فحدث تحول أشار يسوع إلى الخبز وقال : " هذا هو جسدى"  هذا هو الإيمان الذى تسلمه التلاميذ من يسوع وسار عليه ألاباء فى الكنيسة الأولى حتى يومنا هذا وتؤمن به جميع كنائس العالم التى تسلمته من تلاميذ يسوع أنفسهم والذى يؤمن بتحول الخبز والخمر إلى جسد ودم حقيقيين حتى ظهر البروتستانت والإنجيليين  فيما يلى إيمان الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية فى العالم :  "الاستحالة الجوهرية"، الذي تقول به الكنيسة الكاثوليكية الرومانية والكنائس الأرثوذكسية ، بمعنى أن هذا هو الدم والجسد الحقيقي ليسوع المسيح. وهناك آيات كثيرة تدل على تحول الخبز والخمر إلى جسد ودم حقيقى منها (يو 6: 43 - 58) "41 فكان اليهود يتذمرون عليه لانه قال:«انا هو الخبز الذي نزل من السماء». 42وقالوا: «اليس هذا هو يسوع بن يوسف، الذي نحن عارفون بابيه وامه؟ فكيف يقول هذا: اني نزلت من السماء؟» 43 فاجاب يسوع وقال لهم:«لا تتذمروا فيما بينكم. 44 لا يقدر احد ان يقبل الي ان لم يجتذبه الاب الذي ارسلني، وانا اقيمه في اليوم الاخير. 45 انه مكتوب في الانبياء: ويكون الجميع متعلمين من الله. فكل من سمع من الاب وتعلم يقبل الي. 46 ليس ان احدا راى الاب الا الذي من الله. هذا قد راى الاب. 47 الحق الحق اقول لكم: من يؤمن بي فله حياة ابدية. 48 انا هو خبز الحياة. 49 اباؤكم اكلوا المن في البرية وماتوا. 50 هذا هو الخبز النازل من السماء، لكي ياكل منه الانسان ولا يموت. 51 انا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. ان اكل احد من هذا الخبز يحيا الى الابد. والخبز الذي انا اعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم».
وفيما يلى العقيدة التى إستحدثتها الكنائس البروتستينية والإنجيلية وغيرها :
أ) "التواجد في الجوهر"، قال به مارتن لوثر، .
ب) "الحضور الروحي"، قال به جون كالفن،
ج) الفھم الرمزي، عند زوينغلي.
(2) اِصْنَعُوا هذا لِذِكْرِي". نحويا: فعل أمر حاضر مبني للمعلوم. هذا الجزء من الآية ينفرد به إنجيل لوقا.إن كلمة ذكرى اليونانية anámnēsis وبالإنجليزية anamnesis  تعنى remembrance  ولما كان لوقا طبيبا فكان يستعمل بعض المصطلحات الطبية - وكلمة ذكرى هى كلمة تستعمل طبيا حتى هذا اليوم بمعنى التاريخ الطبي للمريض . وتعنى طبيا أيضا فى القواميس الإنجليزية  Immunology. a prompt immune response to a previously encountered antigen, characterized by more rapid onset and greater effectiveness of antibody and T cell reaction than during the first encounter, as after a booster shot in a previously immunized person.وترجمتها " علم المناعة استجابة مناعية سريعة مستضد واجهتها سابقا في السابق، والتي تتميز أكثر بداية سريعة وفعالية أكبر من الأجسام المضادة وخلايا T رد الفعل من خلال أول لقاء، وبعد جرعة منشطة في شخص سبق تحصينهم." إذا فهذه الكلمة الطبية تعنى فى المسيحية أن التناول يعطى مناعة ضد الخطايا وعفرانا للخطايا  والصلاة في خدمة الإفخارستيا حسب أمر الرب "إصنعوا" تحول الخبز والخمر هو جسد ودم الرب يسوع لغفران الخطايا الذى نلناه بدم ذكى وكريم وفداء بذبح عظيم على الصليب ونتذكر إنتصار يسوع على الموت بالقيامة، والصعود . وكان بولس الرسول واضحا أنه عندما أورد كلمة ذكرى وضحها قائلاكل من يتناول جسد الرب ودمه بدون إستحقاق يكون مجرما في جسد الرب ودمه.وليقرأ القراء ما قاله بولس الرسول ويحكمون هل البروتستانت على الطريق الذى وضعه الرب (1كور 11: 23- 29) لانني تسلمت من الرب ما سلمتكم ايضا ان الرب يسوع في الليلة التي اسلم فيها اخذ خبزا 24 وشكر فكسر وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لاجلكم.اصنعوا هذا لذكري. 25 كذلك الكاس ايضا بعد ما تعشوا قائلا هذه الكاس هي العهد الجديد بدمي.اصنعوا هذا كلما شربتم لذكري. 26 فانكم كلما اكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكاس تخبرون بموت الرب الى ان يجيء. 27 اذا اي من اكل هذا الخبز او شرب كاس الرب بدون استحقاق يكون مجرما في جسد الرب ودمه. 28 ولكن ليمتحن الانسان نفسه وهكذا ياكل من الخبز ويشرب من الكاس. 29 لان الذي ياكل ويشرب بدون استحقاق ياكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب "
(3)العهد الْجَدِيدُ بِدَمِي".العهد الجديد عهد الفداء بدم يسوع على الصليب وقد تنبأ به إرميا فى (إر 31: 31- 34) "ها ايام تاتي يقول الرب واقطع مع بيت اسرائيل ومع بيت يهوذا عهدا جديدا. 32 ليس كالعهد الذي قطعته مع ابائهم يوم امسكتهم بيدهم لاخرجهم من ارض مصر حين نقضوا عهدي فرفضتهم يقول الرب. 33 بل هذا هو العهد الذي اقطعه مع بيت اسرائيل بعد تلك الايام يقول الرب.اجعل شريعتي في داخلهم واكتبها على قلوبهم واكون لهم الها وهم يكونون لي شعبا. 34 ولا يعلمون بعد كل واحد صاحبه وكل واحد اخاه قائلين اعرفوا الرب لانهم كلهم سيعرفونني من صغيرهم الى كبيرهم يقول الرب.لاني اصفح عن اثمهم ولا اذكر خطيتهم بعد " (جز 36: 22- 36) (زك 9: 11) "وانت ايضا فاني بدم عهدك قد اطلقت اسراك من الجب الذي ليس فيه ماء "
14 ) . لقد كان أمراً مقيتاً عند الإسرائيليين أن يفكروا بشرب الدم (انظر لا 17: 14) وها هو ملك ساليم يقدم خبزا وخمرا
تفسير (لوقا 22: 20) 20 وكذلك الكاس ايضا بعد العشاء قائلا هذه الكاس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وكذلك ناول ربنا تلاميذه الكأس بعد ان ناولهم من الخبز السماوى ، قائلا لهم :" هذه الكأس هى العهد الجديد بدمى الذى يسفك عنكم ، وقد تحولت الخمر التى فى الكأس عندئذ إلى الدم الحقيقى الذى لا يتم التكفير عن خطايا البشر إلا به ، لأن الدم يكفر عن النفس (اللاويين ١٧ : ١١) ومن ثم كانت هذه الكأس التى تحول - ما بها من الخمر إلى دم الفادى الإلهى الذى سفكه عن البشر لمغفرة خطاياهم ، إذ كان الدم فى كل العصورهو اصدق ما يكرس به مانح العهد عهده . وفى كل مرة يتلو خدام السيد المسيح من الكهنة وهم وكلاؤه على الأرض ، الصوات على الخمر ويستدعون الروح القدس عليها تتحول إلى ذات دمه ، ويناولونها للمؤمنين به، يكون ذلك تجديدا وتثبيتا لذلك العهد الجديد الذى قطعه فادينا بدمه مع البشر ، ليكونوا واحد معه ويكون هو واحدا معهم ، وحدة روحية خالدة أبديه موشحة بكل ما لدم المسيح من نعمة وبرك٠هو مجد سماوى خالد ابدى -
تفسير (لوقا 22: 21) 21 ولكن هوذا يد الذي يسلمني هي معي على المائدة.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ثم لم يلبث فادينا أن أماط اللثام عن السر المؤلم المرير الذى لم يكن يعلمه أحد إلا هو ، إذ قال فى ألم ومرارة : " إلا أن يد الذى سيسلمنى هاهى ذى معى على المائدة
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
(1) "يَدُ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هى مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِ". في لوقا، يشارك يهوذا في كل عشاء  الفصح ولكن يترك يهوذا الجماعة قبل أن يبدأ العشاء الربانى ا السر الذى أسسه الرب  سر الإفخارستيا خبانة يهوذا هو تحقيق لنبوة داود فى المزامير (مز 41: 9) (بو 13: 18)
تفسير (لوقا 22: 22) 22 وابن الانسان ماض كما هو محتوم.ولكن ويل لذلك الانسان الذي يسلمه.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 إن ابن الإنسان ماض كما هو مقرر ولكن الويل لذلك الذى يسلمه وعلى الرغم مما فى هذه الخيانة الخسيسة التى ارتكبها أحد تلاميذه من الشناعة والبشاعة ما يدعو إلى فضح صاحبها والتشهيربه ، فإن المخلص لم تشأ له وداعته وسمآحته أن يعن اسم مرتكبها ، وإن كان قد أعلن رأيه فيه وحكمه عليه إن كان تعليم الرب يسوع وموته على الصليب قد تقرر فى التدبير الإلهى ، لأنه سلم ومات على الصليب بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق (الاعمال ٢ : ٢٣) فإن هذا لا يعفى الذى خانه وسلمه من عقوبة جريمته النكراه ، لأنه أرتكبها لا بإرادة الله حتى يعفيه الله من جريرتها وإنما بمحض إرادته هو ، وبكامل إختياره ، عمدا ومع سبق) الإصرار والترصد على حد تعبير القوانين الحديثة فيما يتعلق بجرائم القتل ، ولم يفعل ما فعل بقصد نبيل او نافع للناس ، وإنما إشتهاء للمال الذى أعطاه اليهود إياه . ولما كانت عقوبة القاتل فى هذه الحالة هى الهلاك فى القوانين السمائية والأرضية على السواء ، حقت على نلك الخائن القاتل تلك العقوبة التى تتضمن الويل فى أشد درجاته رعلى مقتضى أقوى مبرراته . وقد جزع التلاميذ من ذلك التصريح المفزع المروع الذى فاجأهم به معلمهم ، فيما عدا يهوذا الإسخريوطى بطبيعة الحال ، وإن كان الغالب أنه قد تظاهر بالجذع هو أيضآ .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
(1) "ابْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هو مَحْتُومٌ".  نحويا : الفعل هو اسم فاعل تام مبني للمجهول من كلمة ،(horizoō) والتي تعني تخم أو حد.
إن موت القربانى البدلى على الصليب أخبرنا به أنبياء العهد القديم هو جزء من مخطط إلھي سابق تصميمه (تك 3 : 15) (أش 52: 13 & 53: 12) (أع 2: 23& 3: 18 & 4: 28 & 10: 42 & 13: 29 & 17: 26، 31)  إن موت يسوع على الصليب لم يكن حدثا عارضا أو فكرة  طارئة ولكنه أمرا مدبرا مسبقا منذ خطأ آدم ومعصيته وتم عندما جاء ملئ الزمان لقد أتى يسوع ليموت (مر 10: 45) (لو 3: 16) (2كور 5: 21)
(2)  وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي يُسَلِّمُهُ!". إنجيل يوحنا هو الذي يذكر تسليم يهوذا فى وقت مبكر أثناء كرازته((يو 6: 70)  اجابهم يسوع:«اليس اني انا اخترتكم، الاثني عشر؟ وواحد منكم شيطان!» يو 12: 4 & 13: 2 ، 26 ، 27 & 17: 12 & 18: 2- 5) 
تفسير (لوقا 22: 23) 23 فابتداوا يتساءلون فيما بينهم من ترى منهم هو المزمع ان يفعل هذا
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وأما الباقون فقد أخذوا يتساءلون فيما بينهم ؛ من منهم الذى سيفعل ذلك . وقد بدأ كل منهم يشك فى نفسه ، خشية ان تخور عزيمته فى لحظة من لحظات الضعف البشرى فيرتكب هذه الجريمة النكراء بيد أن يهوذا - على الرغم من تظاهره أولا بالجزع - لم يلبث أن أدرك أن سره قد انكشف لدى معلمه الذى لا يخفى عليه شئ وقد أراد أن يتأكد من ذلك ، فقال له كما جاء فى الإنجيل للقديس متى : " هل انا هو يا معلم؟ فقال له: نعم أنت هو". (متى ٢٦ : ٢٥) وقد كانت الفرصة عندئذ وحتى هذه اللحظة متاحة ليهوذا ليخجل ويندم ويرجع إلى صوابه وينكص عن إرتكاب جريمته ، ولكن الشر كان قد أعمى بصره وأغلظ قلبه وآنام ضميره ، فخرج فى التو لينفذ تلك الجريمة التى أصبح بها مضرب الأمثال فى الخيانة والخسة على مر العصور
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
(1) تظهر هذه ألاية التشوش والخلط وعدم التأكد الذي وقع فيه الاثني عشر. لقد إنزعجوا من كلمات يسوع لقد كانوا مع يسوع عدة سنين سمعوا تعاليمه وراوا معجزاته بل أنه قاموا بعمل معجزات وإخراج شياطين بقوة سلطانه ومع ذلك لم يفهوا كلماته لقد كانوا متأكدين من تسليم أحدهم له لأنهم لا بد وان يصدقوا كلمات يسوع ولكنهم لم يكونوا متأكدين أو مصدقين ان يجرؤ واحد منهم أن يخونه 

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 22

5. مناقشة حول الأعظم (لوقا 22 : 24-30)
تفسير (لوقا 22: 24) 24 وكانت بينهم ايضا مشاجرة من منهم يظن انه يكون اكبر.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وقد ظل تلاميذ الرب يسوع حتى هذه اللحظة التى أوشك فيها أن يتم رسالته الخلاصية التى جاء من أجلها إلى العالم ، يتوهمون أنه سيقيم مملكة أرضية ، يكونون هم فيها الأمرإء والوزراء ولذلك فإنهم فيما هم مجتمعون معه بعد العشاء ، حدث بينهم نزاع فيمن ينبغى أن يعد الأعظم فيهم ، ليحتل المنصب الأعلى فى المملكة التى يتوهمونها .
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 143   ( من هو الأعظم)
ينادينا أحد الرسل الأطهار قانلأ:" /سهروا وإصحوا " (اذظر١ذشه:٦)؛ لأن شبكة الخطية منتشرة منصوبة في كل مكان ، والشيطان يجعلنا فريسة له بطرق متنوعة ، مقيدا إبانا بأهواء عديدة ، وهكذا يؤدي بنا إلى ذهن مرفوض. لذلك فأولئك الذين لا يرتضون عن طيب خاطر آن يخضعوا لسلطانه ، ينبغي أن يستيقظوا ، لأنهم بهذا سينالون النصرة بمعونة المسيح ، الذي يهتم بنفوسهم ويخلصهم من كل هوى ، لكيما يمكنهم بذهن سليم ونشيط أن يركضوا في الطريق المملوء ربحا والجدير بالمديح الخاص بنمط الحياة الذي يسره. والدروس الموضوعة أمامنا تعلن لنا مرة أخرى ، كم عظيمة هي رحمته من نحونا ! لأن التلاميذ استسلموا لاحدى الضعفات البشرية ، وكانوا يتشاجرون مع بعضهم البعض ، من منهم يكون الأعظم وأعلا من الباقين ؛ فربما أن الذين كانوا يشغلون المركز الثاني بينهم ، كانوا لا يريدون أن يفسحوا مجالآ لأصحاب المركز الأول . لكن حتى هذا حدث بينهم وتم تسجيله لمنفعتنا ، إذ أن ما حدث للرسل الأطهار يمكن أن يكون سببا للتواضع فيما بيننا . لأن المسيح يزجر في الحال هذا الداء ، ومثل طبيب قوي قطع الهوى الذي نشا بينهم بوصية حاسمة وخارقة إلى العمق.
والآن، فإن هذا الطموح الباطل والأحمق قد ظهر فيهم بسبب محبة المجد الباطل غير النافعة النابعة من الكبرياء ، لأن مجرد رغبة المرء في أن يتفوق على الآخرين ، وان يصارع لأجل هذه الغاية ، يجعل الإنسان عرضة للوم بعدل ، وإن كانت من ناحية اخرى لا تخلو تماما مما يستحق المديح . لأن كون الانسان يسمو في الفضيلة ، فهذا أمر جدير بكل اعتبا ر، لكن يلزم لأولئك الذين يبلغونه ان يكونوا ذوي عقل متضدع ، وان يكون لهم شعور التواضع هذا .لكي يستبعد كل تفكير في التفوق وذلك بسبب المحبة للإخوة ، وهذا هو ما يريدنا المبارك بولس ان نكون عليه ، إذ يكذنب هكذا قائلا : متقدمين بعضكم بعضا في الكرامة " (رو١٢؛١٠) لأن هذا الشعور هو لائق تماما بالقديسين ، ويجعلهم متألقين بالمجد ، ويجعل تقوانا من نحو الرب جديرة بكرامة اكثر ؛ فهي تمزق شبكة خبث الشيطان وتكسر فخاخه المتنوعة وتنقذنا من شراك الفساد . وفي النهاية تكملنا على مثال المسيح مخلصنا جميعا . اسمع كيف يضع الرب امامنا نفسه كنمونج للفكر المتضع وكإرادة غير منشغلة بالمجد الباطل ، فيقول لنا: : " تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب " (مت 11: 29) وهنا ، في الفقرة التي قرئت علينا للتو يقول : " لان من هو اكبر.الذي يتكئ ام الذي يخدم.اليس الذي يتكئ.ولكني انا بينكم كالذي يخدم."
فعندما يتحدث المسيح هكذا، فمن يمكنه ان يكون عنيدا هكذا وغير مطيع حتى لا يهتم بأن يطرد عنه كل رغبة في المجد الباطل ، ويبعد عن فكره محبة الكرامة الغارغة؟ لأن ذاك الذي تخدمه المخلوقات العاقلة والكائنات المقدسة ، والذي يسبحه السارافيم وتتجه إليه خدمات (صلوات) الكون كله ، والذي هو مساو للرب الآب في عرشه وملكوته ، إذ أخذ مكان العبد ، فإنه غسل أرجل الرسل القديسين. -وعلاوة على ذلك ، فهو بطريقة اخرى يأخذ وظيفة العبد ، بسبب التدبير في الجسد. ويشهد لهذا بولس المبارك عندما يكتب قائلا : " وأقول إن يسوع المسيح قد صار خادم الختان
 حتى يثبت مواعيد الآباء ، وأما الأمم فمجدوا الله من اجل الرحمة (رو 15: 8و 9) إذن فالذي تقدم له الخدمة صار خادمآ، ورب المجد افتقر لأجلنا " تاركا لنا مثالا " كما هو مكتوب (١بط٢؛٢١).
لذلك ليتتا نتحاشى محبة المجد الباطل، ونخلص أنفسنا من اللوم المرتبط بشهوة الرئاسة ، لأننا بتصرفنا هكذا نصير مشابهين له هو ، الذي أخلى ذاته لأجلنا ، بينما التشامخ وعجرفة العقل يجعلاننا نشبه تماما رؤساء الأمم الذين يميلون للغطرسة دائما، وهذه السمة محببة لديهم بل ربما مناسبة لهم.

ويقول " لأنهم يدعون محسنين" : اي إن مرؤوسيهم يتملقونهم ويدعونهم
محسنين. ولكونهم خارج نطاق النواميس المقدسة ، وغير خاضعين لمشيئة الرب ، لذلك فهم ضحايا لهذه الأمراض . لكن الأمر لا ينبغي ان يكون هكذا معنا ، بل بالحري ليكن مجدنا هو في التواضع ، وفخرنا هو في علم محبة المجد (الباطل)، ولتكن شهوتنا هي في تلك الأشياء التي تسر الرب وترضيه ، واضعين في اذهاننا ما يقوله لنا الحكيم ؛ " بقدر ما تتعظم ، لإخفض ذاتك بالأكثر ، فتنال حظوة عند الرب " (ابن سيراخ١٩:٣) لأنه يرذل المستكبرين ، ويعتبر المتعجرفين كأعداء له ، اما الودعاء ومتواضعو القلب فيكللهم بالكرامات.
لذلك يدفع المخلص عن رسله القديسين داء المجد الباطل ، لكنهم (التلاميذ) ربما بفكرون بينهم وبين انفسهم — ويقولون ؛ ماذا ستكون مكافأة الأمانة، إذن؟ أو ما المنفعة التي ينالها الذين تعبوا في تلمذتهم له ، عندما تداهمهم التجارب من حين لآخر؟ لذلك فلكي يثبتهم في رجاء البركات المذخرة ويطرد من اذهانهم كل تكاسل في المساعي الفاضلة ، بل ان يختاروا بالأحرى ان يتبعوه بجد وحماس، ويسروا بالأتعاب لأجله ، ويسروا هذا العمل سبب ربح ، وسبيلآ للفرح ووسيلة للمجد الأبدي ، (لأجل كل هذه)، يقول لهم بالضرورة
: "انتم الذين ثبتوا معي في تجاربي. وانا اجعل لكم كما جعل لي ابي ملكوتا. لتاكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي وتجلسوا  على كراسي تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر"
أرجو أن تلاحظوا أنه لم يتخل بعد عن حدود البشرية ، بل الآن يحدد نفسه داخل هذه الحدود (البشرية) ، لأنه لم يكن بعد قد احتمل الصليب الثمين ؛ لأنه يتكلم كواحد من ا: ولكنه بعد القيامة من الأموات كشف مجده ، إذ أنه قال لهم: دفع إلى كل سلطان ٠فى السماء وعلى الأرض " (مت 28: 18) لذلك — كما قلت - فهو يتكلم بطريقة بشرية ، لكونه لم يرتفع بعد فوق قياس تواضعه . لهذا السبب فهو يقول: كما جعل لى أبى عهدا لمملكة هكذا أنا أيضا سوف أجعل معكم عهدا لتأكلوا وتشربوا دائما على مائدتى فى ملكوتى " . فهل سيكون الحال أنه بعد القيامة من الأموات ، عندما يحين الوقت الذي فيه سنكون مع المسيح، ينعم علينا بمشابهة جسده الممجد ، هل معنى هذا أنه حتى بعد أن نكون قد لبسنا عدم الفساد ، أقول هل سنكون في حاجة آنذاك - من جديد — لطعام وموائد؟ أليس من الحماقة التامة أن نقول أو نرغب في أن نتخيل شيئا من هذا القبيل؟ لأنه عندما نكون قد خلعنا الفساد، فما هو القوت الجسدي الذي سنكون في احتياج إليه؟ فإن كان الأمر هكذا ، فما هو معنى العبارة : لتأكلوا وتشربوا على مائدتى فى ملكوتى " ؟ أجيب إنه مرة أخرى يعلن لنا الأمور الروحية من خلال أمور الحياة العادية . فأولئك الذين يستمتعون بأعظم الكرامات مع الملوك الأرضبين يشتركون في الوليمة معهم ويأكلون في صحبتهم ، وهذا أمر يعتبرونه قمة المجد ، وكذلك يوجد آخرون يعتببرهم أصحاب السلطان أنهم جديرون بالكرامة ، ومع ذلك لا يسمحون لهم أن يأكلوا معهم على نفس المائدة . ولذلك ، فلكي يبين (الرب) أنهم سينعمون معه بأعلى الكرامات ، فإنه يستخدم مثالا مأخوذا من الحياة العادية ، فيقول لهم : وأنا أجعل معكم عهدا (عهد ملكوت) لتأكلوا وتشربوا على مائدتى في ملكوتي ، وتجلسوا أيضا على اثنى عشر كرسيا تدينون أسباط إسرائيل.
كيف وبأية طريقة (يفعل ذلك)؟ إنه يقصد أن التلاميذ الذين هم من الجنس الإسرائيلي ، حصلوا على أقصى الأمجاد مع المسيح - مخلص الكل ، لأنهم بالإيمان والثبات أمسكوا بالهبة، الذين نسعى نحن ايضا للاقتداء بهم ، لأنه هكذا سيقبلنا المخلص ورب الكل في ملكوته، الذي به ومعه يليق التسبيح والسلطان لربه الآب ، مع الروح القدس ، إلى دهر الدهور. آمين.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
(1) "وَكَانَتْ بَيْنهمْ أَيْضًا مُشَاجَرَةٌ مَنْ منهمْ يُظَنُّ أَنَّهُ يَكُونُ أَكْبَرَ". كل مرة كان يسوع يتنبأ فيها عن موته، كان التلاميذ يبدأون بالجدال حول من سيكون خليفة له حتى هذه اللحظة كان بعض التلاميذ يشتهون المناصب يعتقدون أن يسوع ملك أرضى (مت 18: 1- 5 & 20 : 24- 28) (مر 9: 33- 37& 10: 41- 45) ( لو 9: 46- 48)  الكلمة اليونانية التي ترجمتها "يتشاجر" تعنى أن المرء يتناقش والجدال فيتناول يوحنا 13 هذا الموضوع نفسه وبالرغم من أن يسوع تنبأ كثيرا عن موته إلا ما حدث هنا السياق الأعم أثناء الحوار في "المنزل/غرفة الضيوف" خلال الفصح  حيثكان لا يزال في أذهانهم مملكة أرضية حسب الفكر اليهودى (أع 1: 6) لقد كانوا يتشاجرون ويتجادلون حول من سيأخذ مكانة يسوع كقائد حربي يقودهم للتحرر من الرومان
تفسير (لوقا 22: 25) 25 فقال لهم.ملوك الامم يسودونهم والمتسلطون عليهم يدعون محسنين.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 فقال لهم فادينا إن ملوك الوثنيين يسودونهم المتسلطين عليهم يحسبون ذوى الفضل فيهم .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
(1) إستخدم يسوع عدة كلمات تشير إلى أناس أقوياء: "ملوك"، "أولئك الذين لديهم سلطان ونفوذ وقوة"، "محزنين" (أستخدمت مع ملوك آرام). ھ
وهذا هو الفرق بين القائد ألأرضى والقادة فى المسيحية فى المسيحية القادة خدام للشعب وقد علمهم يسوع هذا عندما إنحنى وغسل أرجل تلاميذه فى (يو 13: 3- 5) وعندما إرتفع بالسمو بالصلب على الصليب القادة فى المسيحية يجب أن يكونوا إناس الملكوت إناس يقودون شعوبهم فى طريق الحق والحياة والنور يتمتعون بروحانية عالية  .. السقوط تغلّفه الأنانية؛ والإيمان بيسوع يحض ويقدّم الغيرة (انظر غل 2: 20) نحن نخدم لنقدم الخلاص الذى عرفنا به يسوع نحن نخدم يسوع فى شعبه ولا يتعلق الأمر بنا فى أى حال من الأحوال هو حالة من إنكار الذات لكى يظهر يسوه فينا للعالم فنخلص على كل حال قوم (لو 9: 48) نخلص لكي نخدم؛ نحن نحيا لكي نخدم. وھذا كله يتعلق بيسوع، ولا يتعلق بنا على الإطلاق
تفسير (لوقا 22: 26) 26 واما انتم فليس هكذا.بل الكبير فيكم ليكن كالاصغر.والمتقدم كالخادم.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
أما أنتم فلا ينبغى أن يكون هكذا فيما بيتكم وإنما الأعظم فيكم فليكن كالأصغر ،
تفسير (لوقا 22: 27) 27 لان من هو اكبر.الذي يتكئ ام الذي يخدم.اليس الذي يتكئ.ولكني انا بينكم كالذي يخدم.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
والرئيس كالذى يخدم لأنه من هو الأعظم أهو الذى يجلس إلى المائدة ام الذى يخدم اليس الذى يجلس إلى المائدة ولكننى بينكم كالذى يخدم وقد اوضح . المخلص بذلك لتلاميذه مفهوما جديدا العظمة صحح به المفهوم الخاطئ الذى كان يسود المجتمع الإنسانى كله حتى ذلك الحين . فقد كان الناس يعتبرون العظيم هو الذى يسودهم ويتسلط عليهم ويستذلهم ويستغلهم ويستولى لنفسه على جهدهم وثمرة تعبهم ، معتبرا نفسه مالكا ، لا يملكون إزاء . إلا السمع والطاعة واما فى المفهرم المسيحى فعظيم القوم هوخادمهم الذى يقوم على رعايتهم والعناية بهم وبذل كل مايملك من جهد لإسعادهم وتوفير اكبر قدر من الراحة والطمانينة لهم ، بحيث يعيشون فى محبه وسلام وقد ضرب الرب يسوع فى المثل بنفسه فى ذلك فكان بين تلاميذه وهو سيدهم يبدو كأنه خادمهم ، من فرط رعايته لهم وعنايته بهم وسهره على راحتهم وطمأنينتهم وسلامهم
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
(1) السؤال الثاني في الآية 27 يتوقع الجواب عليه بـ  "نعم". هذا أسلوب نمطي كتابي عن قلب الأدوار". طرق لله ليست طرقنا (أنظر أش 55: 8)لان افكاري ليست افكاركم ولا طرقكم طرقي يقول الرب. 9 لانه كما علت السموات عن الارض هكذا علت طرقي عن طرقكم وافكاري عن افكاركم
عَشَرَ
تفسير (لوقا 22: 28)  28 انتم الذين ثبتوا معي في تجاربي.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ثم قال له المجد لتلاميذه ، أنتم الذين ثبتم معى فى تجاربى ،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
(1) "الَّذِينَ ثَبَتُوا مَعِي فِي تَجَارِبِي" نحويا اسم فاعل تام مبني للمعلوم.
كان يسوع يشير إلى الأحداث والصراعات والخدمة المضنية في السنين التي عاشوا فيھا معاًمن السير فى الطرق أو الإبحار بالسفن فى بحر طبرية  وخدمة. الجموع الكثيرة  كانت تأتي وتذھب، وبالرغم من المجهود المضنى بلا راحة وأحيانا النوم تحت الأشجار وفى البرارى ومضايقات الفريسيين والكتبة وغيرهم وأحيانا رفضت بعض القرى دخولهم إليها وفى النهاية محاولات لقتل يسوع ! ((يو 7: 19) لماذا تطلبون ان تقتلوني؟ ولعازر وكانت المجموعة التابعة ليسوع تشمل بعض النساء وكن يرتحلن معه وبعض من المئة والعشرين في العلية الذين كانوا في يوم الخمسين (أع 1: 13- 15)
تفسير (لوقا 22: 29) 29 وانا اجعل لكم كما جعل لي ابي ملكوتا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 فد عينت لكم ملكوتا ، كما أن أبى عين لى ملكوتا ،
تفسير (لوقا 22: 30) 30 لتاكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي وتجلسوا على كراسي تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
لتأكلوا وتشربوا على مائدتى فى ملكوتى وتجلسوا على عروش لتدينوا أسباط إسرانيل الإثنى عشر . أى أنهم ان كانوا لن يبالوا المناصب العليا التى يتطلعون إليها فى المملكة الارضية التى يحلمون بها على مقتضى فهمهم الخاطئ ، فانه سيكافئهم على إيمانهم به وتخليهم عن كل ما يملكون ليتبعوه ويشاركوه فى آلامه ، مكأفاة تفوق فى المجد كل ما فى الأرض من امجاد ، إذ لهم لا مناصب فى مملكة أرضية زائله ، وانما مناصب خالدة فى ملكوت السماوات ، الذى هو ملكوت أبيه ، والذى هو ملكوته وفى نفس للوقت لأنه واحد مع أبيه فكما يملك هو فى ذلك الملكوت مع الآب ، هكذا سيجعلهم شركاء له فى ذلك الملكوت ، يتناولون معآ تزخر به مائدته من اطايب لا تمثل فى طعام وشراب مادى ، ما فى فيض من النعمة الروحية التى لاحدود لها ، ويجلسون حول المسيح الديان فى يوم الدينونة على عروش تمثل القوة والسلطان ، ليشاركوا فى إصدار الحكم بالإدانة على اسباط إسرائيل الاثنى عشر ، وهم الآباء الأوائل باليهود الذين نقضوا عهد الله وخالقوا شريعته وقتلوا أنبياءه وأنكروا خلاصه الذى جاءهم به ابنه الحبيب يسوع المسيح . وتنكروا له وصلبوه ، فحق عليهم غضب الله واستحقوا حكمه عليهم بالهلاك الأبدى.
ولا بد أن يكون قوله وتأكلون وتشربون على مائدتى فى ملكوتى الإشارة الى مائدة الرب ، فى العهد الجديد ، وملكوت السماوات على لأرض وهى الكنيسة ، تلك للمائدة التى منها يأكلون ويشربون غذاء لأرواحهم وقوتا لنفوسهم ، لأنها بعينها المائدة السماوية التى سلمها إليهم فى خميس العهد ، وليلة الامه وهى سر القربان والتناول وفصح العهد الجديد . ولعلها هى المائدة التى تنبأ عنها داود النبى بقوله ، هيأت قدامى مائدة قبالة الذين يحزنوننى، (المزمور ٢٢ : ٥) والتى تحدث عنها بولس الرسول فى رسالته إلى العبرانيين إذ قال لنا مذبح لا يحق للذين يخدمون المسكن ان ياكلوا منه. (العبرانيين 13: 10)
وأما قوله وتجلسون على عروش لتدينوا اسباط إسرائيل الإثنى عشر فليس المقصود أن الرسل الإثنى عشر سيشاركن المسيح له المجد فى الدينونة الأخيرة ، فالمعروف والمقرر ان المسيح وحده هو الديان لأن آلآب لا يدين أحدا ، بل جعل القضاء كله للابن. (يوحنا ٥ :٢٢ ، ٢٧، ٣٠) ؛(متى٢٧:١٦) ؛(٢٥؛٣١-٤٦) ؛(الأعمال ٤٢:١٠) ؛(١٧ : ٣١) ؛ (رومية ٢؛ ١٦)؛(14: 10)؛(٢. كورنثوس ٠ : ٠ ١) * (٢ . تيموثاوس ٤ ؛ ١) ؛ (١ . بطرس ٤ : 5) ؛ (الرؤيا٢ ؛ ٢٣) ؛ (٢٢؛١٢)ولكنه بقوله له المجد لتلاميذه .وتجلسون على عروش لتدينوا أسباط إسرائيل الإثنى عشر . يؤكد على السلطان الذى منحه إياهم فى كنيسته التى هى ملكوته على الأرض ، وبهذا السلطان يدبرون الكنيسة ويحكمون المؤمنين ، فقد جعلهم ملوكآ وكهنه لله (الرؤيا 1: 6) وجعلهم يملكون على الارض (الرؤيا٥؛ ٠ ١) بما وهبهم من سلطان روحى ، وملكوتهم هو الكنيسة . وبهذا السلطان عينه يدينون اليهود أيضا من أسباط إسرانيل الإثنى عشر ، لأن رسل المسيح مع أنهم أصلا من بين اليهود ، ولكنهم إذ آمنوا بالمسيح وتبعوه سيوبخون اليهود ويخجلونهم وحكمون على قلة إيمانهم وسوء معاملتهم للمسيح له المجد ولقد قال الرب عن ملكه الجنوب وأهل نينوى إنهم سيدينون اليهود ايضا ، بمعنى أن ملكة الجنوب ستقوم فى يوم الدينونة مع إناس هذا الجيل وتدينهم ، لأنها أتت من أقاصى الأرض لتسمع حكمة سليمان، وهوذا اعظم من سليمان هنا وأهل نينوى سيقومون فى يوم الدينونة مع هنا الجيل ويدينونه ، لأنهم تابوا عندما أنذرهم يونان . وهوذا أعظم من يونان هنا. (لوقا ١١؛٣١و٣٢) ؛ (متى ١٢ : ١ ٤و٢ ٤) غير. أنه له المجد خص الرسل الإثنى عشر بانهم يجلسون على عروش ليدينوا فى حين انه لم يقل ذلك عن ملكة الجنوب ولا عن اهل نينوى . وذلك بيانا لما للرسل من مكانة وسلطان خاص فى كنيسة المسيح ، يإعتبارهم وكلاء أسرار الله وسفراء عن المسيح . ورؤساء كهنة العهد الجديد . وقد ورد هذا التعبير عينه عن الرسل فى الإنجيل للقديس متى ، إذ قف لهم مخلصنا .الحق أقول لكم إنكم أنتم يا من تبعتونى متى جلس ابن الإسان عى عرش مجده عند تجديد كل ثىء ستجلسون أنتم أيضا على اثنى عشر كرسيآ ، وتدينون أسباط إسرانيل الاثنى عشر، (متى ٩ ١ : ٢٨) وقد يثور التساؤل: كيف يكون يهوذا لإسخريوطى معدودا بين الرسل وهو الذى خان سيده ومعلمه وارتكب أشنع جريمة وأبشعها إذ باع مخلص العالم بثلاثين من الفضة؟ بيد ان الحقيقة أن هذا التصريح من رب المجد يدل على الكرامة التى كان قداعطاها ليهوذا ، إذ جعله بين تلاميذه ورسله، ثم إذ برهن يهوذا على أنه لم يكن مستحقا لهنه الكرامة ، سحبت منه واعطيت للرسول الآخر الذى حل محله وهو مقياس الرسول (الأعمال ١ : ٢٦) .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
(1) مائدة الإفخارستيا الروحية
(2) من هذه الآية نعرف أن يسوع يعرف لماذا جاء وما هو مرتب ومخطط وفى علم الغيب ولديه السلطة ليس فقط فى الأرض ولكن فى السماء (مت 28: 18) وليعين أتباعه ويشجعهم ويشرف عليهم من قبل الآب  كما أنه أعد مكانا لتلاميذه أُعطي له من قِبل الآب (ويجلسهم فى أمكنة الشرف على رأس المائدة) 
(3) "وَتَجْلِسُوا عَلَى كَرَاسِيَّ تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ". التلاميذ الأثنى عشر سيدينون الأسباط الأثنى عشر إنها كراسى القضاء والعجيب أن هؤلاء التلاميذ سيدينون سبط لاوى سبط الكهنة (مت 19: 28) (2 تيم 2: 11- 12) (رؤ 3: 21) هذه العبارة تربط بالتأكيد إسرائيل العهد  القديم وكنيسة العهد الجديد لقد أصبح بعد يسوع اشعب العهد القديم تحت الدينونة لأنه بمجيئة حقق النبوءات فأصبح اليهودى بلا عذر لأن يسوع بدمه أبطل الذبائح الدموية

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 22

6. تحذيره لبطرس (لوقا 22 : 31-34)
تفسير (لوقا 22: 31) 31 وقال الرب سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ثم قال الرب لتلميذه بطرس سمعان سمعان هوذا الشيطان قد سعى جاهدا لأن يغزيلكم كالحنطة .
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 144 (المسيح ينبئ عن إنكار بطرس)
يدعو النبي إشعياء أولئك الذين يحبون حياة التقوى في المسيح أن يتوجهوا إلى إعلانات الإنجيل بقوله: " هلموا إلى المياة أيها العطاش " (إش 55: 1) هذه المياه ليست هي مياه الأرض المادية ، بل هي بالأحرى مياه إلهية وروحية ، منسكبة علينا من المسيح نفسه ، لأنه هو نهر السلام ، وسيل المسرة الغزير ونبع الحياة . وهكذا سمعناه هو نفسه يقول بوضوح : " إن عطش أحد فليقبل إلى ويشرب " ٠ (يو 7: 37) . تعالوا إذن لكي نمتع أنفسنا هنا أيضا بالأنهار الإلهية التي تتدفق منه٠ فماذا يقول لبطرس؟ "سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة ولكني طلبت من اجلك لكي لا يفنى ايمانك.وانت متى رجعت ثبت اخوتك"
وأظن الآن أنه من الضروري والنافع لنا أن نعرف ما المناسبة التي جعلت مخلصنا يتجه بكلماته إلى هذا الموضوع . كان التلاميذ المباركون يتجادلون فيما بينهم من منهم يكون أكبر ، أما مخلص الكل الذي حصلوا منه على كل ما هو مفيد وضروري لخيرهم ، فقد أنقذهم من شر الطموح ، بأن نزع عنهم العراك على أشياء مثل هذه ، كما حثهم على الهروب من شهوة التعالي على الغير لأنها شرك للشيطان . لأنه قال: " الكبير فيكم ليكن كالآصغر والمتقدم كالخادم " ثم علمهم أيضا أن وقت التكريم ليس في هذا الزمان الحاضر بل سيكون عند مجيء ملكوته، لأنهم هناك سوف ينالون مكافأة إخلاصهم
، ويكونون شركاء مجده الأبدي ، ويلبسون إكليل كرامة فائقة جا، ويأكلون على مائدته ، ويجلسون أيضا على اثنى عشر كرسيا يدينون أسباط إسرائيل الاثنا عشر.
ولكن أنظر ها هو يقدم لهم مساعدة ثالثة كما قرأنا في الدروس التي أمامنا.
إنه يعلمنا أنه يجب علينا أن نفكر باتضاع عن أنفسنا ، فنحن في الواقع لا شيء من كلتا الناحيتين : من ناحية طبيعة الإنسان ، وأيضا من ناحية ميل ذهننا للسقوط في الخطية . فنحن نتقوى ونكون على ما نحن عليه (في القداسة) بواسطته هو فقط ومنه هو فقط . لنلك ، إن كنا قد أخذنا خلاصنا منه ، ومنه أيضا أخننا ما يجعلنا ذوي شأن في الفضيلة والتقوى فلأي سبب تكون عندنا أفكار كبرياء؟ لأن كل ما عندنا إنما هو منه ، ونحن لا نملك شينا من أنفسنا ، واي شيء لك لم تأخذه وإن كنت قد أخذت ، فلماذا تفتخر كأنك لم تأخذ "(١كو٤؛٧). هكنا تكلم الحكيم جدا بولس ، ويقول المبارك داود أيضا؛ " بالله نصنع بأس " (٠ز١٢:٥٩س) وفى مرة أخرى يقول : " إلهنا هو ملجأنا وقوتنا " (مز 45: 1 س) وأيضا يقول إرميا النبي في موضع ما : " يارب أنت قوتى وعونى وملجأى فى أيام الشدة "  (إر 16: 19 س) ويمكن أن نبرز هنا المبارك بولس أيضا الذي يقول بكل وضوح : " أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى " (فى 4: 13) ، بل المسيح نفسه أيضا يقول لنا في موضع ما : " بدونى لا تقدرون إن تفعلوا شيئا " (يو 15: 5)
ليتنا إن لا نفتخر بأنفسنا بل بالحري نفتخر بعطاياه. أى كان كل واحد منا يفكر بهذه الطريقة ، فلن تجد شهوة التعالي على الآخرين أي مكان لها فينا، وهكذا نكون كلنا شركاء في نفس النعمة الواحدة ، وأيضا كلنا لنا نفس رب الجنود كخالق ، وأيضا كمعطي للقدرة على فعل الصلاح لذلك ، ولكي يكسر ميلنا إلى التشامخ ، ولكي يكبح المشاعر الطامحة ،. فإنه يببن أنه حتى من يبدو عظيما فهو لا شيء ويتسم بالعجز والضعف. لذلك ترك بقية التلاميذ الآخرين واتجه إلى الذي هو متقدم بينهم والمقام قائدنا لرفقائه ، وقلل له : " إن الشيطان طلبكم عدة مرات لكى يغربلكم كالحنطة " أى  أن يمتحنكم ويجربكم ويعرضكم لضربات لا تحتمل. لأنه من عادة الشيطان أن يهاجم الممتازين جدا من الناس ، ومثل بربري عنيف ومتغطرس ، فإنه يتحدى أولئك الذين لهم شهرة عظيمة في طرق التقوى لينازلهم في معركة فردية. وبهذه الطريقة تحدى أيوب ، ولكنه انهزم من صبره وسقط المتشامخ إذ قهر بواسطة احتمال ذاك البطل المنتصر . ولكن الفريسة التي يريد اصطيادها هي الطبيعة البشرية لأنها طبيعة عاجزة ، ومن السهل قهرها . وهو قاس وعديم الشفقة وهو في أعماقه لا يهدأ أبدا. لأن الكتاب المقدس يقول عنه: " قلبه قاس كالحجر وهو يقف مثل سندان الحداد الصلب " (أى 41: 15 س) . ولكن القديسين وطئوه تحت أقدامهم بقوة المسيح ؛ لأنه قال : " ها أنا أعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب  وكل قوة العدو ولا يضركم شئ " (لو 10: 19) لذلك يقول المسيح : " الشيطان طلبكم لكى يغربلكم كالحنطة ولكنى طلبت لكى لا يفنى إيمانك "
لاحظ أنه ينزل (يوضع) نفسه إلينا ، ويتكلم بحسب حدود الحالة الإنسانية، ومع ذلك فهو الرب بالطبيعة ، رغم انه صار جسدا ، ومع أنه هو قوة الآب ، الذي به تقوم كل الأشياء وتحغظ، والذي منه ننال الفدرة على الاستمرار في الصلاح ، إلا انه مع ذلك يقول إنه يقدم طلبات كإنسان ، لأنه كان من الضروري ، نعم ، من الضروري لذلك الذي - من اجل التدبير ٠ صار مثلنا ، ان يستخدم ايضا كلماتنا حينما تستدعى المناسبة بحسب ما يتطلبه التدبير نفسه. إنه يقول : " ولكنى طلبت من أجلك لكى لا يفنى إيمانك " والآن إذن هو يبين بهذا ، انه لو كان بطرس قد سلم للشيطان ليجربه ، لكان قد برهن على عدم امانته تماما ؛ حيث إنه حتى حين لم يسلم للشيطان ، فإنه (أي بطرس) أثبت انه ضعيف بسبب العجز البشري ، لأنه لم يحتمل الخوف من الموت، لأنه أنكر المسيح بسبب كلمة فتاة صغيرة في دار رئيس الكهنة عندما قالت له: " وانت أيضا واحدا من تلاميذه " (يو 18: 7) .
وبعد أن حذره المخلص عما كانت ستكون النتيجة لو أنه سلم لتجربة الشيطان؛ فإنه في نفس الوقت يقدم له كلمة عزاء بقوله: " وأنت متى متى رجعت ثبت إخوتك " ، أي كن سندا وموجها ومعلما لأولئك الذين يأتون إلئ للإيمان٠ وتعجب بالأكثر من هذا ، أعني من المهارة الرائعة لهنه العبارة ، ومن العظمة التي لا تجارى للطف الإلهي! فلئلا تؤدي سقطة التلميذ الوشيكة إلى اليأس، كما لو كان سيطرد من أمجاد الرسولية ويفقد مكافأة تلمذته السابقة للمسيح، بسبب أنه أثبت عدم مقدرته أن يحتمل الخوف من الموت وهكذا أنكره ؛ فإن المسيح في الحال يملأه بالرجاء الصالح ، ويمنحه يقينا أكيدا أنه سوف يحسب أهلا للبركات الموعود بها ، ويحصد ثمار الثبات ، لأنه يقول له:وأنت متى رجعت ثبت إخوتك " يا للشفقة العظيمة التي لا مثيل لها! إن التلميذ وهو لم يكن قد أصيب بعد بداء عدم الإيمان قد نال دواء الغفران ؛ وقبل أن يرتكب الخطية نال الصفح ، وقبل أن سقط فإن اليد المخلصة امتدت إليه ، وقبل أن يتداعى فإنه حفظ ، فإن الرب قال له: " متى رجعت ثبت اخوتك" . ومثل هذا الكلام هو كلام ذلك الذي (أي الرب) يصفح عنه ويعيده مرة أخرى إلى الصلاحيات الرسولية.
أما بطرس ، ففي حماس غيرته ، قدم اعترافه بثبات وباحتماله إلى المنتهى قائلا إنه سوف يجابه بشجاعة أوجاع الموت ، وسوف لا يحسب حسابا للقيود. إلأ أنه بهذا قد جانب الصواب لأنه حينما أخبره المخلص بأنه سيضعف ، ما كان يجب عليه أن يعارضه بصوت عال؛ لأن الحق (المسيح) لا يمكن أن يكذب ؛ بل بالحري كان يجب على بطرس أن يطلب منه القوة حتى إما أنه لا يتعرض لهذا (السقوط) أو ينقذ في الحال من الأذى. ولكن كما سبق أن قلت، إذ كان بطرس حارا في الروح ، وملتهبا في حبه للمسيح ، وفى غيرته غير المقيدة من جهة عمل تلك الواجبات التي تليق بتلميذ في ملازمته لمعلمه ، فإنه يعلن أنه سوف يحتمل إلى النهاية.
إلأ أنه وبخ لأنه تكلم بجهل ضد ما كان معروفا سابقا ، وأيضا بسبب تسرعه غير المتزن في الاعتراض على كلمات المخلص . ولهذا السبب يقول له الرب : " الحق أقول لك ؛ لا يصيح الديك هذه الليلة حتى نتكرني ثلاث ٠مرات وهذا تبرهن أنه صحيح . لذلك ، ليتنا لا نفكر بتعال عن انفسنا ، حتى ولو رأينا أنفسنا متميزين جدا بسبب فضائلنا ؛ بل بالأحرى فلنقدم تسابيح تشكراتنا للمسيح الذي يفتدينا ، وهو نفسه أيضا الذي يمنحنا الرغبة في أن نكون قادرين على فعل الصلاح ، هذا الذي به ومعه يليق التسبيح والسلطان للرب  الآب مع الروح القدس إلى دهر الدهور آمين.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
(1) "سِمْعَانُ، سِمْعَانُ". فىى الشرق الأوسط كان ذكر اسم الشخص مرتين تعتبر طريقة تُستخدم في التوبيخ بلطف (لو 6: 46  & 10: 41 & 22: 31) (أع 9: 4 & 22: 7 & 26: 14) وعندما أراد يسوع أن يوبخ بطرس ناداه بإسمه القديم سمعان ولم يستخدم يسوع بطرس (صخر). سوف لن يكون أبداً كصخرة في بضعة الساعات القليلة الآتية.
(2) "ھ هوذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ"
نحويا : ضمير المخاطب في حالة الجمع. وهذا يعنى أن طلب الشيطان سيغربل جميع التلاميذ  يشبه طلب الشيطان ليجرب أيوب (أى 1: 12 & 2: 6)، يجب على إبليس أن يطلب إذن لله قبل أن يتصرف. ونلاحظ استخدام صيغة الفعل (exaiteoō) صيغة تمنّي في الأسلوب الخبري) كما الحال في البردية.
يسوع ينبئهم عن وقت التجربة والإختبار والفرز بمعنى إحترسوا
وكانت تنقية القمح من الشوائب قديما تتم على مرحلتين 
الأولى : فصل الحنطة عن القش بالتذرية.   فى الحقل بذرى القمح فى الريح بإستعمال آداة خشبية تسمى المذراه فينفصل قش القمح والتراب والحصى الصغيرة  عن القمح ذاته لأن القمح أثقل من القش والشوائب الأخرى  فعند قذفهما بالمذراة فى الريح يسقط القمح قريبا والقش بعيدا
ثانيا : فى المنزل حيث كانت المراة تقوم بغربلة القمح بوضعه فى منخل به ثقوب تسمح بنزول حبات القمح وتبقى الحصى والأحجار الكبيرة

تفسير (لوقا 22: 32) 32 ولكني طلبت من اجلك لكي لا يفنى ايمانك.وانت متى رجعت ثبت اخوتك.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ولكنى دعوت الا يفنى إيمانك. فمتى اهتديت فشجع إخوتك وقد كان المخلص يعلم أن تلاميذه فى تلك الليلة نفسها سيتركونه جعيعا حين يرون الخطر يهدده ويهريون كما كان يعلم أن بطرس بالذات سينكر . وينكر أنه يعرفه ، إذ سيحاول الشيطان ان يهزهم هزا عنيفا كالحنطة فى الغربال ، يطيح بالشجاعة من قلوبهم ، ويتركهم فريسة الفزع والجذع ، عسى أن يطيح ذلك بإيمانهم ، فلايعود للمسيح الرب أح ديؤمن به أبدا . ومن ثم اراد فادينا أن يشجع تلاميذه لكى لا ييسقطوا فى هذه التجربة ، وأراد أن يشجع بطرس بالذات لأنه سيكون أشدهم خوفآ وسيكون إيمانه أشد تعرضا للإهتزاز والتزعزع والإنهيار ، فأنبأه بأنه صلى من اجله لكى لا يفنى يمانه ، وطلب اليه متى اهتدى وهدأت عاصفة فزعه وجزعه أن يشجع زملاءه . ولكن بطرس وهو لا يعلم مدى ضعفه قد ساءه أن يقول عنه معلمه ذلك
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
(1) "لكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ". صلى يسوع كــ إبن للإنسان من أجل تلاميذه آنذاك (يو 17) والآن وصلى بشكل خاص من أجل بطرس.  ويسوع هو الشفيع وهو الواسطة بين الناس والإله (عب 7:  25 & 9: 24) (1 يو 2: 1)  لهذا يأمرنا بالصلاة والتضرع (لو 21: 36)
(2) " لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ". ھهذه نبوءه عن ما سيفعله بطرس فى المستقبل حيث سينكر بطرس أي معرفة له بيسوع لثلاث مرات ، مع حلف وسُباب.  ولكن بطرس يتوب ويندم ندما شديدا ويعيد تأسيس حياته مرة أخرى  بالإيمان (أما يهوذا فإستحق الويلات وعصفت به التجربة ). وهذه التجربة التى حدثت لبطرس توضح لنا شبئا مهما أن الكنيسة لا تبنى على إنسان لأنها بنيت على الدم والجسد للفداء وعلى الروح القدس وأى إنسان آخر عرضة للسقوط وهذا هو بطرس فى هذه ألاية  يسقط فى التجربة ويجامل اليهود الذين آمنوا بيسوع عندما وبخه بولس الرسول لهذا لم يختار يسوع أحدا من تلاميذه ليكون رئيسا من بعده ولكنه ترك بطرس ليتقدم جماعة التلاميذ والرسل
(3) مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ". حتى وسط التجربة، يسوع يقوّي بطرس بهذاالقول. ومن المعتقد أنه فى (يوحنا 21 ) هو إعادة رسمية لبطرس إلى مركزه السابق كمتقدم لجماعة التلاميذ بعد نكرانه ليسوع. كان بطرس يتميز بالشجاعة ورد الفعل الفورى ومن المدهش
 أنه سيكون هو من يكرز أول عظة مسيحية في يوم الخمسين التى وردت في (أعمال 2)
تفسير (لوقا 22: 33) 33 فقال له يا رب اني مستعد ان امضي معك حتى الى السجن والى الموت.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فقال يارب إننى مستعد أن امضى معك ولو إلى السجن وإلى الموت ،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
(1) تظهر هذه الآية بوضوح صراع الجسد والروح . لقد كان بطرس يريد حقاً أن يتبع الرب ويخدمه فى أى مكان أو زمان، ولكنهكان ھهناك جسدا وفكرا بشريا ونفسية تتأثر بالخوف إنه صراعاً فظيعاً في قلب البشرية بين الرغبة فى الخدمة وعدم تحقيقها  (أف 6: 10_- 19) بطرس كان مستعداً لأن يمت عن المسيح لدى القبض عليه في بستان جثسيماني، لكن لم يكن كذلك عندما يصطلى حول  النار الموقدة في الخارج في بيت رئيس الكھنة (مت 26 : 41) (مر 14: 38)
تفسير (لوقا 22: 34) 34 فقال اقول لك يا بطرس لا يصيح الديك اليوم قبل ان تنكر ثلاث مرات انك تعرفني
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 فأجابه الرب قائلا: أقول لك يا بطرس إنه لن يصيح الديك اليوم حنى نكون قد أنكرت ثلاث مرات انك تعرفنى . اقول ذلك لنعلم أى انه يقول ذلك لبطرس ليتذكر. حين يتحقق بالفعل ، فيعينه ذلك على إسترداد صوابه واستعادة إيمانه بمعلمه.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "لاَ يَصِيحُ الدِّيكُ". وقت صياح الديك فى الفجر فى العادة قبل الساعة الثالثة فجراً  وعدد الصيحات وردت فى (مر :14: 30) وهذه الآية تبين معرفة يسوع لما يجرى فى المستقبل وهى المعرفة الفائقة الطبيعة عند يسوع.
(2) " أَنَّكَ تَعْرِفُنِي". نحويا : الفعل "يعرف" هو مصدر تام مبني للمعلوم يشير إلى عمل ماضٍ وصل إلى حالة مستقرة من الكينونة. دلالة المعنى وفى اللغة العبرية للفعل "يعرف" ليس معرفة الحقائق عن شخص، بل علاقة شخصية حميمة (تك 4: 1) (إر 1: 5) إنه أمر عجيب أن يسوع حذر بطرس أنه سينكره قبل صياح الديك حتى لا يقع بطرس فى خطيئة إنكار يسوع والى كانت تعاليمه من ينكرنى قدام الناس أنكره قدام أبى .. ومع تحذير يسوع هذا .. ومع ذلك وقع بطرس فى خطية الإنكار هذه

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 22

7. تحذير عام (لوقا 22 : 35-38)
تفسير (لوقا 22: 35) 35 ثم قال لهم حين ارسلتكم بلا كيس ولا مزود ولا احذية هل اعوزكم شيء.فقالوا لا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ثم خاطب الرب تلاميذه قائلا لهم :" عندما ارسلتكم بغير كيس ولا حقيبه زاد ولاحذاء ، هل أعوزكم شئ؟ا. قالوا "لا"
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 144 (أعداد التلاميذ لمواجة الصعاب )
غرس موسى المبارك خوف الرب في بنى إسرائيل بقوله لهم : " مخوف هو الوقوع في يدي الله الحي ، لأن ألهنا نار آكلة " ( تث 4: 24& عب10: 31) كما قال نبي آخر عنه : "ان غضبه يأكل الرؤساء والصخور تذوب منه " (ناحوم 1: 6) ، وبالأكثر يقول عنه داود المبارك في موضع ما من المزامير : انت مخوف ، فمن يقف قدامك حال غضبه (مز 75: 7 س) . لأنه ما هي قوة الاسان أو كيف يمكن لأية قوة مخلوقة مهما كانت أن تقف مقابل قوة الرب الإله القدير التي لا تقهر؟ ولكن غضبه لا ينزل إطلاقا على الرجل البار ، لأن الرب لا يمكن أن بظلم ، إنما غضبه بالأحرى على أولئك النين خطياهم عديدة وغير محتملة.، وشرورهمم تفوق الحدود ٠
وكمثل لما قلناه فلنأخذ ما حدث مع جموع اليهود بعد أن قام المسيح من الأموات وصعد بإلى السماء . إن الرب الاب أرسل لهم إبنه يدعوهم إلى خدمة أسمى من الناموس ، وإلى معرفة كل صلاح ، وهو أرسله ليحررهم من كل إثم ، ويخصهم من وصمة الخطية ، وليأتى بهم إلى تبنى البنين ، وإلى المجد ، وإلى الكرلمة ، وإلى شركة الروح القدس ، وإلى الحياة التى لا تفنى ، إلى مجد لا ينتهى ، وإلى ملكوت السموات  ومع أنه كان من واجبهم أن يسرعوا بلهفة  إلى هذه النعمة ويكرموا بتسابيح الشكر لمن أتى ليساعدهم ، وأن يقبلوا بفرح النعمة التي بالإيمان ، إلأ أنهم في الواقع لم يفعلوا شينا من هذا ، بل فعلوا العكس تماما ، لأنهم قاموا ضده ، واعتبروه كلا شيء بعدم طاعتهم ، وحتى آياته الإلهية كانوا يغارون منها ، وبعد أن عملوا وقالوا كل شيء رديء عليه ، فإنهم صلبوه في النهاية . وهكذا. صار نصيبهم أن يقاسوا تلك الأمور التي صرح بها جماعة الأنبياء القديسين من قبل، فإن واحدا منهم يقول : " سيطرحهم الله بعيدا لأنهم لم يسمعوا له  ، فيكونون تائهبن ببن الأمم" (هو 9: 7) وأيضا : " لأن أورشليم مرفوضة ويهوذا قد سقطت ، وألسنتهم تنطق بالإثم ، وهم لا يطيعون الرب ، لذلك فإن مجدهم ينخفض وخزي وجوههم يقف ضدهم" (إش 3: 8و 9). وفى موضع آخر يخاطبهم الرب الذي . فوق الكل هكذا: " وألان من اجل عملكم هذه الأعمال بقول الرب وقد كلمتكم مبكرا ومكلما فلم تسمعوا ودعوتكم فلم تجبيوا ، اصنعوا بالبيت الذي دعي باسمي عليه الذي أنتم متكلون عليه وبالموضع الذي أعطيتكم وآبائكم اياه كما صنعت بشيلوه وأطرحكم من أمامي كما طرحت كل أخوتكم كل نسل افرايم" (إر 7: 13- 15)لأنهم سلموا - كما قلت - إلى خراب، وتشتتوا في الأرض كلها، والتهمت النيران هيكلهم، وسبى جميع اليهود.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "حِينَ أَرْسَلْتُكُمْ بِلاَ كِيسٍ وَلاَ مِزْوَدٍ وَلاَ أَحْذِيَةٍ". يشير إنجيل لوقا إلى رحلات التلاميذ الأثنى عشر والرسل السبعين التبشيرية والكرازية التي كلفهم بها يسوع (لو 9: 3 & 10: 4) وياليت ترجع الكنيسة إلى هذه الأيام  حيث تتكل كلياً على لله لأجل المعيشة والحماية والتدبير.
(2) "هلْ أَعْوَزَكُمْ شَيْءٌ؟". سؤال يسوع هذا يتوقع جواباً بالنفي. " ◙
تفسير (لوقا 22: 36) 36 فقال لهم لكن الان من له كيس فلياخذه ومزود كذلك.ومن ليس له فليبع ثوبه ويشتر سيفا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فقال لهم:"أما الآن فمن منكم له كيس فليحمله . وكذلك حقيبة زاد. ومن منكم ليس لديه سيف فليبع ثوبه ويشتر سيفا ، لأنى اقول لكم إنه ينبغى أن يتم فى هذا المكتوب؛ قد أحصى مع أثمه ولأن كل ما يخص بى لابد أن يتم ، أى أنه حين كان معهم لم يكونوا يحتاجون إلى أى شئ ، مع أنهم كانوا بغير كيس للنقود ، ولاحقيبة للزاد وحذاء للقدمين ، لأن مجرد وجوده معهم كان كافيا لأن يشعرهم بالطمأنينة وعدم الحاجة إلى اى شئ ، ولكن الأمر لن يلبث منذ تلك اللحظة أن يتغير ، لأنه سيؤخذ منهم ، ليتم فيه كل ماورد فى النبوءات التى جاعت فى الكتب المقدسة عنه ، والتى ينبغى أن تتم بحذافيرها ، ولا سيما نبوءة إشعياء النبى التى تتحدث عن موته وهو معلق على الصليب بين لصين فتقول: " إنه قد أحصى مع أثمة (إشعياء٣ه ؛١٢).
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 144 (أعداد التلاميذ لمواجة الصعاب )
كان هذا هو الحال الذي سبق المسيح وأعلنه للتلاميذ، أما عن المناسبة التي جعلته يتكلم عن هذا الموضوع هو تحنيره المسبق لبطرس العجيب أنه سوف ينكره ثلاث مرات، وبالتحديد. في وقت القبض عليه ، عندما أحضره جنود بيلاطس وخدام اليهود إلى رؤساء الكهنة للمحاكمة، فهناك أنكره بطرس، وعند ذكر القبض عليه وإحضاره أمام قيافا كان من الطبيعي أن يتبع هذا الإشارة إلى ما كان سيحدث بعد نلك أي إلى آلامه على الصليب ، عندئذ أشار وتنبأ عن الحرب التي كانت ستندلع على اليهود، والتي انتشرت مثل نهر بعنف لا يحتمل على كل أرضهم . وبخصوص هذا يقول: حين أرسلتكم بلا كيس ولا   منود ولا أحذية هل أعوذكم شيئا ؟ فقالوا لا " لأن المخلص أرسل رسله القديسين وأوصاهم  أن يكرزوا لسكان كل قرية ومدينة بإنجيل ملكوت السموات ، وان يشفوا كل ضعف وكل مرض في الشعب ، ومنعهم من ان يشغلوا انفسهم بالأمور التي تخص الجسد ، بل بالأحرى الأ يحملوا كيسا ولا اي شيء يعوقهم ، بل ان يضعوا كل اتكالهم فيما يخص طعامهم ، عليه وهذا ما فعلوه ، فجعلوا انفسهم مثالا للسلوك الرسولي الممدوح . ويقول " ولكن الآن من  كيس فليأخذه ومزود كذلك " (لو 22: 36) . اخبرني إذن ، هل كان هذا بسبب أن الرب غير كلامه فابتكر أفكارا أكثر نفعا لهم؟ وهل كان من الأفضل. في الظروف الأولى ان يكون لهم كيس ومزود ؟ وهل كان لا، فما الداعي إلى هذا التغيير المفاجئ؟ وما هو احتياج الرسل القديسين للكيس وللمزود ؟ أية إجابة نعطيها عن ذلك؟ إن القول كما ييبو ظاهريا يشير للتلاميذ ، ولكنه في الواقع ينطبق على اليهود ، فهؤلاء هم الذين كان المسيح يوجه إليهم الخطاب ، لأنه لم يقل إنه ينبغي على الرسل القديسين ان ياخذوا كيسا ومزودا ، ولكن من له كيس مزود فلياخذه ، ويعنى بنلك أن من له ممظكات خاصة في إقليم اليهودية ، فعليه ان يجمع كل شيء ويهرب ، حتى يمكنه باي طريقة ان ينجى نفسه اما من لهى له الوسائط لتجهيز نفسه للرحيل ، بسبب شدة فقره ، فيلزمه ان يبقى في الأرض. فيقول ان مثل هذا : " فليبع ثوبه ويشتر سيفا " ، لأن السؤال لهؤلاء الذين سوف يبقون في الأرض لن يكون؛ إن كانوا يمتلكون شيئا ام لا ، بل بالحري يكون السؤال هو هل يمكنهم الابقاء على حياته م، لأن الحرب سوف تحل بهم بعنف لا يحتمل، حتى لا يستطيع احد ان يقف ضدها.
وبعد ذلك يخبرهم عن سبب المصيبة ويخبرهم عن ضيقة عظيمة جدا لا نجاة منها سوف تحل بهم قائلا إنه بحسب الكتب: " سوف يحصى مع الأثمة " . وهو يقصد هنا بوضوح تعليقه على الصليب مع اللصين اللنين صلبا معه. وهكذا سوف يحتمل عقاب الأثمة ، وعندما يبلغ التدبير هذا الحد، سوف يكون  الانقضاء. لأنه بالفعل احتمل آلامه المخلصة لأجلنا ، وهكذا ٠ وإلى هذا الحد - قد كمل شر اليهود المتجاسر ، وهذا هو اكتمال غضبهم الشديد الجامح. ولكن بعد الآلام على الصليب، صارت جميع الأيدي بلا قوة ، لأن : " العدو لا يرغمه ، وإبن ألإثم لا يمكنة أن يؤذيه فيما بعد " (مز٨٨؛٢٢س). وذلك لأنه قام وداس الموت ، وصعد إلى السموات ، وجلس عن يمين الرب الآب ، وسوف يأتي بعد ذلك ليس في حالة وضيعة كما جاء سابقا ، ولا بقياس الطبيعة البشرية، إنما في مجد الآب، مع الملائكة القديسين كحراسا له يحفون به ؛ وسوف يجلس أيضا على عرش مجده ، ليبين المسكونة بالعدل كما هو مكتوب (أنظر إش١ ٤:١). وكما يقول النبي : " سينظرون إلى الذى طعنوه " (زك 12: 10 س). فالذي سخرت منه هذه المخلوقات البائسة عندما رأوه معلقا على الصليب الثمين ، سوف ينظروه وهو مكلل بالمجد الإلهي ، وبسبب شرهم نحوه ، سوف يسقطون في هاوية الهلاك إن قوله : " ما هو من جهتى له إنقضاء" أي ما يصل بمعاناتي للموت في الجسد ، وبعد هذا سوف تحدث تلك الأشياء التي تتنبأ عنها الأنبياء القديسون في القديم عن أولئك الذين قتلوه.
وبخصوص التنبؤ عن هذه الأشياء ، فالمخلص كان يتكلم عما كان وشيكا أن يحدث لبلاد اليهود لكن التلاميذ الإلهيين لم يفهموا المعنى العميق لما قيل، بل ظنوا بالحرى أنه يقصد أن السيوف ضرورية بسبب الهجوم الوشيك أن يعمله التلميذ الذي خانه وأولئك الذين اجتمعوا للقبض عليه ، لذلك قالوا : يارب هوذا سيفان "  وماذا كانت إجابة للسيد؟ يكفي. لاحظ كيف أنه سخر من قولهم ، إذ كان يعرف جيدا أن التلاميذ إذ لم يفهموا معنى ما قيل ، فإنهم ظنوا أنه يوجد إحتياج للسيوف بسبب الهجوم الوشيك أن يحدث عليه هو نفسه. أما هو ، وقد ثبت نظره على تلك الأمور المزمع أن تقع وشيكا على اليهود بسبب سلوكهم الشرير تجاهه ، فإن المخلص — كما قلت — سخر من قولهم وقال ؛ "يكفي " نعم بالحق، هل يكفي سيفان لاحتمال وطأة الحرب العظيمة والوشيكة أن تحدث لهم، هذه التى لم تكن تنفع بها آلاف السيوف؟ إن كبرياء. اليهود جعلهم يقاومون مقاومة عنيفة ضد قوات أغسطس قيصر ، ولكنهم لم ينتفعوا شينا، لأنهم قد حوصروا بقوة فتاكة، وقاسوا كل بؤس ، كما يقول إشعياء النبى: "  ما قضى به الإله القدوس من يبطله ؟ ويده عندما ترفع من يردها " ٠٠(إش٢٧:١٤س) لذلك ليتنا نحترس لئلا نثير غضب الرب ، لأنه أمر مخيف هو الوقوع فى يديه  . اما الذين يؤمنون بالمسيح فهو رحيم بهم اي اولئك الذين يسبحونه ، والذين يدعونه فاديا لهم ومخلصا ، وهم الذين يخدمونه خدمة روحية بكل سلوك فاضل لأننا إن تصرفنا وتكلمنا هكذا ، فإن المسيح سيجعلنا خاصته ، الذي به ومعه للرب الآب يليق التسبيح والسلطان مع للروح القدس إلى دهر الدهور، أمين.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفًا". من الواضح أن بطرس أخذ قول يسوع هذا حرفيا حرفياً كما الحال مع بقية التلاميذ (الو 22: 38 ). ومن المرجح  أن هذه الاية هى التى دفعت بطرس لقطع أذن عبد رئيس الكهنة , هذه الآية، والتي تحتوي على ثلاثة أفعال أمر ماضي بسيط مبني للمعلوم، تظهر أنه لا يجب أخذ كل الوصايا والأوامر فى الكتاب المقدس بشكل حرفي. اللغة البشرية فيھا علاقة معقدة ترتبط بخلفيات تاريخية معينة وسياقات أدبية.
فالمسيح يوضح لهم ان الزخيره التي وفروها اثناء حياتهم مع المسيح سيحتاجوا الان ان يعيشوا عليها فتره اثناء صلب المسيح وموته حتي قيامته ثم يقول من ليس له والسؤال هو ما هو الذي ليس له ؟ ويكمل المسيح موضحا فليبع ثوبه ويشتري سيفا والثوب هو رمز الاملاك العالميه فمعني يبيع ثوبه اي لا يتمسك بالامور العالمية بل يتمسك بالسيف وكلمة سيف يقصد به السكينه او المشرط وتعني حرب او عقاب وسيف ولغويا في اليوناني اتي كلمتين مختلفتين في اليوناني بمعني سيف الاولي ( مكايرا ) والثاني هو( رومفايا ) وهو سيف افكار الشيطان فسيف الذي يقصده هنا هو سيف كلمة الرب رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 4: 12 لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ. رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 6: 17 وَخُذُوا خُوذَةَ الْخَلاَصِ، وَسَيْفَ الرُّوحِ الَّذِي هُوَ كَلِمَةُ اللهِ. سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 1: 16 وَمَعَهُ فِي يَدِهِ الْيُمْنَى سَبْعَةُ كَوَاكِبَ، وَسَيْفٌ مَاضٍ ذُو حَدَّيْنِ يَخْرُجُ مِنْ فَمِهِ، وَوَجْهُهُ كَالشَّمْسِ وَهِيَ تُضِيءُ فِي قُوَّتِهَا. سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 2: 16 فَتُبْ وَإِّلاَّ فَإِنِّي آتِيكَ سَرِيعًا وَأُحَارِبُهُمْ بِسَيْفِ فَمِي. سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 19: 15 وَمِنْ فَمِهِ يَخْرُجُ سَيْفٌ مَاضٍ لِكَيْ يَضْرِبَ بِهِ الأُمَمَ. وَهُوَ سَيَرْعَاهُمْ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ، وَهُوَ يَدُوسُ مَعْصَرَةَ خَمْرِ سَخَطِ وَغَضَبِ اللهِ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. فالرب يتكلم عن سيف الكلمة وهو تعاليم الرب الذي اطاهم اياه خلال فترة خدمته معهم فالان يجب ان يستعدوا بكلمة الرب ان يواجهوا حرب ابليس والذي يؤكد ذلك ان المسيح قال لهم 22: 37 لاني اقول لكم انه ينبغي ان يتم في ايضا هذا المكتوب و احصي مع اثمة لان ما هو من جهتي له انقضاء وهذا يؤكد ان المعني الحرب الروحية مع ابليس اثناء صلب المسيح وبعده ولكن التلاميذ في هذه الفتره كانت خبرتهم الروحية ضعيفة ففهموا خطأ مثل المشككين واعتقدوا ان الرب يسوع المسيح يتكلم عن السيف المادي فقالوا 22: 38 فقالوا يا رب هوذا هنا سيفان فقال لهم يكفي فقالوا له انهم عندهم سيفان فهم يتكلموا عن السيوف الماديه ولكن المسيح حاول تصحيح مفهومهم المادي الخاطئ فقال لهم يكفي وهي باليوناني ايكانون وهي تعني في اليوناني هذا كثير او اكثر من المطلوب ولكن المعني المقصود هو المعني بالعبري ديير كما قال ابونا انطونيوس فكري و (دَيّير) التي كان معلمو اليهود يستخدمونها ليسكتوا بها جهالة بعض تلاميذهم. وكأن السيد المسيح أراد أن يسكت تلاميذه الذين إنصرفت أفكارهم إلى السيف المادي لا سيف الروح.ولا تعني يكفي بالمعنى المباشر فماذا يعمل سيفان في مقابل جماهير اليهود وجنود الرومان الآتين للقبض عليه. وايضا ما يؤكد ذلك ان بطرس لما اخطأ واستخدم سيف لقطع اذن عبد رئيس الكهنه السيد المسيح وبخه إنجيل متى 26: 52 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ! ولوقا البشير في نفس الاصحاح يقول 48 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «يَا يَهُوذَا، أَبِقُبْلَةٍ تُسَلِّمُ ابْنَ الإِنْسَانِ؟» 49 فَلَمَّا رَأَى الَّذِينَ حَوْلَهُ مَا يَكُونُ، قَالُوا: «يَا رَبُّ، أَنَضْرِبُ بِالسَّيْفِ؟» 50 وَضَرَبَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ فَقَطَعَ أُذْنَهُ الْيُمْنَى. 51 فَأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ: «دَعُوا إِلَى هذَا!» وَلَمَسَ أُذْنَهُ وَأَبْرَأَهَا. فالرب يرفض استخدام السيف المادي ولم يقصد هذا ولكن يتكلم عن السيف بمعني كلمة الرب ولهذا لايوجد تناقض بين وصية الرب يسوع المسيح بعدم مقاومة الشر بمعنة عدم مقابلة الشر بالشر مع كلام انجيل لوقا البشير الذي يطلب فيه الرب يسوع المسيح من تلاميذه ان يتمسكوا بسيف الكلمة
تفسير (لوقا 22: 37) 37 لاني اقول لكم انه ينبغي ان يتم في ايضا هذا المكتوب واحصي مع اثمة.لان ما هو من جهتي له انقضاء.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ولسوف يعانى تلاميذه منذ تلك اللحظة من ألوان الضيق والعنت والعمق والهوان والمطاردة من مكان إلى مكان . مالم يسبق لهم أن راوه من قبل وهو معهم . فعندئذ سيشعر من ليس له كيس للنقود منهم بأنه محتاج فى هربه إلى كيس .للنقود ومن ليست له حقيبة للزاد بانه محتاج فى غربته إلى حقيبة للزاد ، ومن ليس له سيف يدافع به عن نفسه ضد قوات الشر التى تطارده بأنه محتاح لأن يبيع ثوبه ويشترى يثمنه سيفا ولم يكن فادينا يتحدث هنا عن السيف المعدنى ، فإنه لم ينصح بإستعماله قط ، وإنما عن سيف الروح الذى هو كلمة الله (افسس ٦ : ٧) ، والذى هو اقوى وامضى من كل السيوف المعدنية وكل اسلحة الأرض. غير ان تلاميذه لم يفهموا حقيقة قصده فقالوا :" يارب هوذا هنا سيفان" - ويقول القدبس يوحنا ذهبى الفم إنهما لم يكونا سيفين عاديين وإنما كانا سكينتين كبيرتين من سكاكين الفصح حملهعا التلاميذ معهم . للدفاع عن أنفسهم وعن معلمهم بعد آن سمعوا أن اليهود آتون لقتالهم .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ فِيَّ أَيْضًا هذا الْمَكْتُوبُ". نحويا: الفعل "مكتوب" هو عبارة اصطلاحية تشير إلى كتابات العهد القديم الموحى بها ، هو اسم فاعل تام مبني للمجهول، تشير هذه الآية إلى المكتوب فى نبوءة فى العهد القديم (أش 53: 12)  . حياة يسوع وتعاليمه وأعماله ذكرت كلها فى صورة نبوءات فى كتابات (أسفار) العهد القديم
فى العهد القديم والعهد الجديد  يظهر الرب الإله فى علاقة قزية مع الإنسان وقوي مع مخلوقاته إنه يعلن نفسه للبشرية من خلال الكتابات المقدسة.
والوحى هو أحد الطرق القوية ليثبت فيها الرب صحة وموثوقية إعلانه (الكتاب المقدس) ووضع فى الكتاب المقدس نبوءات ستحدث فى المستقبل ، هذه النبوءات قد تحدث حرفية [مثل النبوءات التى قيلت عن يسوع فى العهد القديم وحدثت (مز 22 ) ( هو 11: 1) وأحداث تاريخية مختصة بالمسيا وحده (أش 53:) (ميخا 5: 2) ] والأخر رمزية   (بعضها يصيب إسرائيل أو قادتها وبعضها  تاريخية ) ولا يوجد كتاب دينى فى أى دين آخر فى العالم يحتوى على نبوءات نبوية .. وهذا يظهر بشكل واضح إنفراد كتابنا المقدس بطبيعة فائقة للطبيعة وسيطرة إلهنا على مجريات الأمور والتاريخ من الماضى مرورا بالحاضر إلى المستقبل ومعرفته به ..
(2)"لأَنَّ مَا هُوَ مِنْ جهھَتِي لَهُ انْقِضَاءٌ "
وتعنى هذه الآية أن ما هو مكتوب فى نبؤات العهد القديم يجب أن تحدث
ھوهو يشير إلى ( 1) الكتابات المقدسة النبوية عن المسيا أو ( 2) عمل يسوع خلال حياته في تحقيق إرادة لله ومخططه الفدائي وتعاليمه  ومعجزاته ، الذي على وشك أن يُنجز. لقد أتت ساعة تحقيقها
(3) " أُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ".  هذه ألاية اقتباس من نشيد العبد في (أش 52: 13) (53: 12 ) وهذه النبؤة هى الأكثر تحقيقا فى العهد لاقديم التى تشير إلى رفض الإسرائيليين للمسيا وموته اللاحق وتألم المسيا الذى ورد فى (تك 3: 15)
تفسير (لوقا 22: 38)  38 فقالوا يا رب هوذا هنا سيفان.فقال لهم يكفي
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وإذ وجد مخلصنا أن تلاميذه قد أخطأوا الفهم قال لهم :"كفاكم" أى كفوا عن هذا الفهم الخاطئ ، فما تكلمت عن هذا النوع من السيوف.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "يَكْفِي". تشير هذه الكلمة إلى ( 1) أنه ليس هناك سيوف كافية أو ( 2) يكفي كلاماً على هذا النحو أى اننى لا أريد أن اتكلم عن السيوف التى تقصدونها .. لقد كان يسوع يتكلم مجازيا وإستعاريا لأن يسوع لم يكن يريد فى ذلك الوقت يقول ما يدور فى ذهننة وما رتب له من قبل الآب كما أن التلاميذ حتى هذه اللحظة كانوا يعتقدون أنه سيقودهم للحرب وقد سمح ليكون مع بطرس سيف حتى تحدث معجزة قطع أذن عبد رئيس الكهنة ويصحح مفهومهم حول كلمة السيف التى إستعملها مجالزيا وغستعاريا .

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 22

8. صلاته على جبل الزيتون (لوقا 22 : 39-46)
تفسير (لوقا 22: 39) 39 وخرج ومضى كالعادة الى جبل الزيتون.وتبعه ايضا تلاميذه.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ئم خرج الرب يسوع ومضى إلى المكان الذى إعتاد أن يختلى فيه بتلاميذه وهو بستان يقع عند سفح جبل الزيتون ، يدعى بستان جثسيمانى (متى ٢٦ ؛ ٣٦) . وتبعه تلاميذه إلى هناك.
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 145
يطلب ربنا يسوع المسيح من الذين يحبونه أن يكونوا باحثن مدقين بخصوص كل ما كتب عنه ، لأنه يقول : "يشبه ملكوت السموات كنزا مخفى فى حقل " (مت١٣؛٤٤)، لأن سر المسيح مودع - إن جاز القول - على عمق عظيم ، وهو ليس واضحا للكثيرين ، أما الذى يرفع الغطاء عنه بواسطة المعرفة الدقيقة فهو يجد الغنى المخبأ هناك . وهذا يشبه المراة الحكيمة ، أعنى مريم ، التى قال عنها المسيح إنها: إختارت النصيب الصالح الذى لن ينزع منها " (لو١٠ :٤٢). لأن هذه الأمور الأرضية والمؤقتة تذبل مع الجسد ، أما الأمور الإلهية والعقلية والتى تنفع حياة النفس ، فهى ثابتة تماما ، ولا يمكن أن تتزعزع لذلك هيا بنا نتطلع إلى معنى الدروس الموضوعة أمامنا .
كان المخلص يقيم نهارا في اورشليم يعلم الاسرائيليين ويكشف لهم طريق ملكوت السموات ، ولكن عندما كان يأتى المساء كان يستمر مع التلاميذ القديسين على جبل الزيتون عند بقعة تسمى جشيمانى ، فهكذا يخبرنا متى البشير بخصوصه ٠
ولما جاء إلى هناك - كما يخبرنا أيضا متى نفسه - فإنه أخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنا وابتدأ يحزن ويكتئب ، فقال لهم : " نفسى حزينة جدا حتى الموت، ثم تقدم قليلآ وخر على وجهه وكان يصلي قائلآ؛ يا أبتأه ، إن أمكنك فلتعبر عنى هذه الكأس ، ولكن لبس كما أريد أنا بل كما تريد أنت" (مت٣٧:٢٦_٣٩). ارجوكم أن تنظروا هنا إلى عمق التدبير في الجسد، وإلى سمو تلك الحكمة التى لا يمكن لكلمات ان تخبر بها، ثبتوا عليها عين العقل الثاقبة ، وإن لم تستطيعوا رؤية جمال السر، فأنتم أيضا ستقولون: يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه ما ابعد احكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء" (رو ٣٣:١١). يقول الكتاب إنه ابتدأ يحزن ويكتئب لأى سبب ايها الرب؟ هل أنت ايضا ترتعب من الموت؟ هل أنت أيضا يستولى عليك الخوف وتتراجع عن الألم؟ وايضا ألست انت الذى علمت الرسل القديسين ألا يبالوا باهوال الموت بقولك: " لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها " (مت 10 : 28) واكثر من هذا ، إن قال احد إن نعمة الثبات الروحي هي عطيتك للمختارين ، فلا يكون قد حاد عن الصواب ؛ لأن كل قوة هى من عندك وكذلك ايضا كل ثقة وكل شجاعة في كل مواجهة ضارية . أنت الحياة بالطبيعة ، انت علة الحياة ، ونحن نتطلع إليك كمخلص ومنقذ ومحطم للفساد، منك يقتبل الجميع حياتهم ووجودهم انت خلقت كل ما يتنفس . الملائكة لك ومنك وبك ، وهكذا ايضا جميع الخليقة العاقلة. يتحدث إليك الطوباوى داود بخصوصنا:" ترسل روحك فيخلقون ، وتجدد وجه ألأرض " (مز103 : 30 س) . كيف إذن تحزن وتكتئب وتتأسئى حتى الموت؟ فمن الواضح انك تعلم انك انت هو الرب بالطبيعة ، وتعلم كل ما هو مزمع ان يحدث ، وانك باحتمالك الموت في الجسد سوف تحرر سكان الأرض كلها من الموت ، وسوف تهزأ بالشيطان، وسوف تقيم نصبا للنصرة على كل قوة شريرة ومقاومة ، وانك سوف تكون معروفا لكل شخص وتعبد كإله وكخالق للجميع. انت تعرف انك سوف تبيد  الهاوية، وانك سوف تخلص الذين هناك من الرباطات التى كابدوها لأجيال عديدة، وانك سوف تجذب إلى نفسك كل من هم تحت السماء هذه الأمور انت اعلنتها بنفسك لنا منذ القديم بواسطة الأنبياء القديسين٠ ونحن قد سمعناك تقول بوضوح عندما كنت مثلنا : ٠الآن دينونة هذا العالم ، ألان يطرح رئيس هذا العالم خارجا " (يو١٢ :٣١) وايضا : الحق اقول لكم إن لم تقع حبة الحنطة أجذب إلى الجميع " (يو١٢ :٣٢)، وايضا:" الحق أقول لكم إن لم تقع حبة الحنطة فى الأرض وتمت فهى تبقى لوحدها ولكن إن ماتت تأتى بثمر كثير " (يو٢٤:١٢).
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 144 (أعداد التلاميذ لمواجة الصعاب )
لأي سبب إذن تحزن وتكتئب؟ إنه يقول: نعم ، ليس دون مناسبة ان أوجد هكذا في هذا الكرب ، لأنني اعرف حقا انه بقبولى ان اقاسي الألم على الصليب ، فإننى سوف اخلص كل الذين تحت السماء من كل شر ، واكون سببا لبركات لا تحصى لجميع سكان الأرض . انا لا اجهل اني سأحل وثاقات الموت وسأبطل اضمحلال الأجساد، وسأهزم طغيان الشرير واهب غفران الخطايا. ولكن، ما يحزننى هو بخصوص البكر إسرائيل ؛ لأنه من الآن فصاعدا ، لن يعود يحسب ، حتى ولا بين الخدام. إن نصيب الرب وحبل ميراثى سوف يصهر نصينا لبنات آوى - كما هو مكتوب (هز٦٢ذ١٠س)ء المحبوب سوف يكره بشدة ، الذى له المواعيد سوف يجرد تماما من جميع مواهبي ، والزم المختار مع عنبه الجيد سوف يصير من الآن فصاعذا ارضا جرداء، مكانا مقفرا بلا ماء لأني سوف آمر السحب بألا تمطر عليه (إش 5: 6 س) وسوف انزع سياجه فيصير للنهب ، واهدم جدرانه فيصير للدوس (إش 5: 5 س) . اخبرنى إنن الا يشعر صاحب الكرم بالكرب ، بسبب ذلك عندما يصير كرمه خربا وقفرا؟ اي نوع من الرعاة يكون هذا من القسوة والشدة فلا يتأثر عندما يتلف قطيعه؟ كيف لا يتألم لأجله؟ ان هذه الأشياء مجتمعة هي سبب حزني ، لأجل هذه الأمور انا حزين ، لأنني انا هو الرب اللطيف الرحيم الذي بحب الصفح والإنقاذ ، والذي ليست لى مسرة بموت الخاطئ مثلما يرجع  عن طريقه الشرير فيحيا (حز٨ ١ :٢٣س)٠ فبالصواب، حقا بالصواب جدا ، إذ أننى صالح ورحوم، فإنني لا أكون فقط فرحا بما هو مسر ، بل وأشعر أيضا بالأسى لكل ما هو محزن.
أما بخصوص شفقته على أورشليم ، فهو يدرك جيدا ما هو مزمع أن يحدث لها ، وأنها سوف تكابد كل شقاء بسبب جرائمها ضده . وهذا يمكنك أن تعرفه من الآتى؛ فالبشير يقول أنه فيما كان ذاهبا من اليهودية إلى أورشليم ، فإنه ؛ ئظر إلى المدينة وبكى عليها قائلا : " إنك لو علمت أنت أيضا حتى في يومك هذا ما هو لسلامك، ولكن الآن قد أخفى عن عينيك " (لو 19: 41 و 42) فكما بكى على لعاز اشفاقا بكى على كل الجنس البشري الذي صار فريسة للفساد والموت ، هكذا نقول أنه حزن وهو يرى إورشليم وقد تورطت في تعاسات شديدة جدا ، وهي معرضه لكوارث مفجعة لا خلاص منها.
ولكي نعرف منا كانت رغبته بخصوص إسرائيل ، قال لتلاميذه إنه في حزن وكرب شديدين ، لأنه كان من المستحيل عليهم أن يعرفوا ما هو مخبأ داخله إن لم يكشف مشاعره بواسطة الكلام.
وأظن أنه من الضروري أن أضيف لما قيل لا أوجاع الحزن ، والكآبة، لا يمكن إرجاعها إلى طبيعة الكلمة الإلهية التى هى غير قابلة للالم، لأنه من المستحيل أن تتألم ، إذ لا هذه الطبيعة تعلو على كل ألم ، ولكننا نقول لا الكلمة المتجسد شاء أن يخضع نفسه فى قياس الطبع البشري ، بأن فرض على. نفسه لا يقاسى ما يخصه (أي الطبع البشري)، وحيث أنه قيل إنه جاع مع أنه الحياة وسبب الحياة والخبز الحي، وقيل إنه تعب من رحلة طويلة مع إنه رب القوات، هكذا قيل ايضا أنه حزن وبدا أنه قادر أن يتألم ، لأنه لم يكن من المناسب أن هذا الذي أخضع نفسه للاخلاء ألأ يشترك في معاناة الأمور البشرية. فكلمة الله الآب إذن هو خال تماما من كل ألم، ولكن بحكمة ولأجل التدبير، فإنه أخضع ذاته للضعف البشري حتى لا يظهر أنه يرفض ما يتطلبه التدبير (تدبير التجسد). حقا، إنه قد استسلم تماما للطاعة للعوائد البشرية والنواميس مع أنه - كما قلت — لا يوجد أي شيء من هذه الأمور في طبيعته الخاصة.
ومع ذلك فيوجد كثير يضاف على ما قيل ، ولكن نكتفى في عظتنا بهنا الحد في الوقت الحاضر، ونستبقى ما هو أكثر إلى لقاء آخر إن شاء المسيح مخلصنا كلنا أن يجمعنا هنا مره أخرى، هذا الذي به ومعه يليق التسبيح والسلطان لله الآب مع الروح القدس إلى دهر الدهور آمين.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "كَالْعَادَةِ إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ". من الواضح أن يسوع تعود أن يستخدم هذا المكان غالباً لأجل الصلاة. وكان اليهود ينصبون خيامهم على هذا الجبل فى موسم عيد الفصح لأن المدينة كانت تمتلئ بمئات الألاف من اليهود الذين يعيدون عيد الفصح فلا تسعهم  فكانوا يوقدون النار ويجتمعون فى صلوات وتراتيل داود النبى فكان منظر الجبل وعليه النيران فى مواقع مختلفة يرنمون ترانبم داود النبى ومزاميره ومن ضمنها [(مزمور 137 : 5- 7) "إن نسيتك يا أورشليم ، تنسى يميني  ليلتصق لساني بحنكي إن لم أذكرك، إن لم أفضل أورشليم على أعظم فرحي" ] إنه منظر يفوق الوصف  إنها حفلة سماية على الجبل المقدس وكانوا يرنمون وهم يرون أورشليم والهيكل من على الجبل ثم ينامون قى خيامهم تحت أشجار الزيتون على جبل الزيتون الذى في يقع إلى الشرق من أورشليم طوله حوالي 5،2 ميلاً. يبلغ إرتقاعه ما بين 300 - 440 متر أعلى من المدينة المقدسة  والهيكل . من الواضح أن يسوع كان يخيّم فى ذات الموقع كل سنة عندما كان يذهب لأورشليم ليعيد عيد الفصح (لو 21: 37) أورشليم هى قبلة اليهود وكانت أورشليم قبلة المسلمين ومحمد رسول الإسلام يصلون تجاهها سنين عديدة حتى أقنع عمر بن الخطاب محمد صاحب الشريعة الإسلامية من تحويل قبلة المسلمين إلى مكة
تبعه تلاميذه ما عدا يهوذا الذى كان يعرف المكان 
تفسير (لوقا 22: 40) 40 ولما صار الى المكان قال لهم صلوا لكي لا تدخلوا في تجربة.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فلما وصل إلى ذلك الموضع قال لهم صلوا لئلا تدخلوا فى تجربة ، إذ كان يعلم أية محنة قاسية سيتعرضون لها بعد لحظات ققصيرة ، فكانت الصلاة هى العاصم الوحيد لهم من أن يفشلوا فى مجابهة هذه المحنة فيتبدد إيمانهم واما هو فإذ كان يعلم اية محنة أشد قسوة سيتعرض لها هو نفسه ٠
 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(2) "لَمَّا صَارَ إِلَى الْمَكَانِ". لم يرد بستان جثسيماني فى إنجيل لوقا مطلقاً ولكنها وردت فى إنجيل مرقس (مر 14: 32) ( مت 26: 36)
(3) صَلُّوا لِكَيْ لاَ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ". نحويا : كلمة "صَلُّوا" هى فعل أمر حاضر متوسط (مجهول الصيغة معلوم المعنى)، وهذا يشير إلى أمر مستمر دائم.
الكلمة "تجربة" هى صيغة الاسم من الفعل(peirazoō)
ولم يذكر الإنجيل الكثير عن حياة يسوع قبل سن الثلاثين  ولكنه إنطلق بعدها للكرازة والتبشير  فكان على إتصال دائم مع ألاب فى فكان ينعزل فى البرارى والأماكن المنعزلة ويصلى كإنسان إلى الإله ونراه يتحدث معه فى بستان جسثيمانى حيث حان الوقت ليسوع ليواجه ساعة محنته  وإنجيل لوقا من بين الأناجيل يركز على حياة الصلاة عند يسوع
تفسير (لوقا 22: 41) 41 وانفصل عنهم نحو رمية حجر وجثا على ركبتيه وصلى
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
منذ هذه اللحظة ، نأى عن تلاميذه نحو رمية حجر ،
 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) وبدأ يصلّي نحويا : (أمر ماضي متصل مبني للمتوسط [مجهول الصيغة معلوم المعنى]  ما يشير إلى بداية عمل في الماضي أو تكرار عمل (مت 26: 39 ، 42 ، 44) جاء يسوع إلى جثسيماني مع جميع التلاميذ (ما عدا يهوذا ) لكي يصلّوا من الواضح أنه ترك المجموعة الأكبر وأيضاً الحلقة الداخلية من التلاميذ، بطرس ويعقوب ويوحنا ثم تركهم ومضى إلى مبعدة
(1) " جَثَا".  ورد فى إنجيل متى ومرقس  أن يسوع "خَرَّ عَلَى وَجهه " (مت 26 : 39) ) ( مر 14: 35) ولكن ورد فى إنجيل لوقا أن يسوع جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ.الوضع العادى لليهودى عندما يصلى كانت أن يقف وعيناه ويداه مرفوعتان إلى السماء. الوضع الذى كان يصلى به يسوع لم يكن عاديا  بالنسبة لليهودى
تفسير (لوقا 22: 42) 42 قائلا يا ابتاه ان شئت ان تجيز عني هذه الكاس.ولكن لتكن لا ارادتي بل ارادتك.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وخر على ركبتيه وصلى قائلا : يا أبتاه إن شئت فجنبنى هذه الكأس لكن لتكن لا مشيئتى بل مشيئتك فعلى الرغم من أنه بلاهوته بإعتباره ابن الله قد ارتضى بمحض إختياره أن يموت فداء عن البشر لمغفرة خطاياهم، لم يلبث حين اقتربت اللحظة التى يزمع أن يقدم فيها نفسه ذبيحة ، أن ثقلت عليه بناسونه لأعئباره ابن الإنسان وطأة الألم من عار الصليب ومن ثم تضرع إلى أبيه السماوى أن يعفيه من وصمة ذلك العار التى لا يمكن أن يحتملها إنسان ، فبرهن بذلك - له المجد. على أنه إنسان كامل كما انه إله كامل . فضلا عن أن بقوله ذلك على وطأه تلك الآلام التى كابدها ، انها كانت آلامأ شديدة وحقيقية وفى هذا رد كاف على بعض الهراطقة الذين أنكروا أن المسيح قد جاء فى الجسد (٢ . يوحنا ؛٧)، ومنهم الغنوسيين ، كما أن منهم إتباع اوطاخى الذين أنكروا
حقيقة ناسوت المسيح . وأنكروا بالتالى أن تكون آلامه حقيقية بدعوى أن ناسوته قد ذاب فى لاهوته ، وأن اللاهوت قد امتص الناسوت ، فضاع الناسوت فى اللاهوت كما تضيع نقطة من الخل فى المحيط . بيد أن فادينا حتى بناسوته أظهر خضوعه التام لمشيئة الله الآب ، ففوض أمره إليه ، ولوأدى ذلك إلى تجرعه تلك الكأس المريرة التى تفيض يأقسى ألوان الألم والعذاب . وهنا -فيما يبدو - بيان لمشيئتين ، هما مشيئه الابن ومشيئة الآب ، ولكن فى قول المسيح له المجد .لتكن لامشيئتى بل مشيئتك ، إيضاح للوحدة بين أقنومى الآب والابن فى المشيئة ، فهما واحد معا ومع الروح القدس فى الجوهر وفى الطبيعة وفى المشيئة المقدسة وسائر الكمالات الإلهية . كما يبدو فى قول السيد المسيح تصريح بإختلاف بين مشيئتين فى طبيعة الإله المتجسد ، هما مشيئة إلهية ومشيئة إنسانية ، إذ قد يدل على ذلك ظاهر اللفظين "مشيئتى .. ومشيئتك ، وهذا ما يستند إليه القائلون بآن فى السيد المسيح طبيعتين ومشيئتين وأما الواقع والحق فهو أن السيد المسيح هنا ينفى الإثنيتية مبينا الوحدة التامة فى المشيئة بين الناسوت واللاهوت- فالناسوت وإن كان طبيعيا أن ينفر من الألم ، لكله قبل مشيئة اللاهوت فى الخلاص ، ولم يفترق عنها ، ومن ثم صارت مشيئة الناسوت هى بعينها مشيئة اللاهوت ، فهى مشيئة واحدة بغير إفتراق، وذلك بطبيعة الإتحاد الحقيقى التام بين الباسوت واللاهوت فى الطبيعة ، وبالتالى فى المشيئة . على أننا نجد فى صلاة الرب يسوع فى بستان جشيمانى صورة مثالية للانسان المؤمن الذى يخضع خضوعا تامأ لمشية الآب السماوى ، ومهما بددت له رغبته الخاصة قوية ، ومهما كان إقتناعه بها ، فإنه لفرط إيمانه بصلاح الله ، وثقته فى حكمته ، يسقط رغبته امام مشيئة الله ، عن رضى وتسليم مطلق عالما . أنه إذ يسقط منه الرغبة يلحقه عن هذه الفضيلة خير عظيم . فهو إذن بإرادته يسقط إرادته ، ويبمشيئته يسلم لله مشيئته وهنا ما يعرف بإتحاد الإرادة بين الإنسان والله ، وهو أسمى ما يبلغ اليه المؤمن الحقيقى فى مراحل الروحانية العالية ، إذ تصبح إرادة الله إرادته ، ومشيئة الله مشيئتة اى يصبح مع الله إرادة واحدة ومشيئة واحدة..
 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) " يَا أَبَتَاهُ".
(2) "إِنْ". نحويا :  جملة شرطية من الفئة الأولى، ما يعني ضمناً أن مطلب يسوع ممكن. وردت هذه الكلمة في كل الأناجيل الإزائية الثلاثة (مت 26 : 29) (مر 14: 35)
(3) "أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذهِ الْكَأْسَ ". نحن على أرضية مقدسة للغاية ھنا إذ أن جسد ايسوع سيواجه آلام شديدة تحملها صعب للغاية وهو برئ  وهو عارف بها لتنفيذ إرادة الآب فى الفداء
هذه الآية استعارة من العهد القديم وتدل على مصير المرء (مز 16 : 5 & 23: 5) (إر 51 : 2) (مت 20: 22) كانت تُستخدم عادة في حالة حكم إلھي (بمعنى سلبي)، (مز 11: 6 & 75: 8) (أش 51: 17 ، 22)  (إر 25: 15- 16 ، 27 : 28 & 49: 12) ( مرا 4: 21) (حز 23: 31- 33) (حب 2: 16) هذه العبارة شائعة دائما للتعبير عن حالات السكر والتى هى إستعارة أخرى من العهد القديم للإشارة إلى الدينونة  (أى 21: 20) 0أش 29: 9 & 63: 6) (إر 25: 15- 16 ، 27- 28 ) إن ما سيواجهه يسوع كان يفوق طاقة البشر نفسيا وجسديا وطلب أن يجيز هذا الكأس ولكن كما قال أرميا فى مراثيه أن الرب إلتحف بالغمام حتى لا يسمع صلاته وأخيرا قال لتكن إرادتك
(4) " وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ". نحويا : الفعل "لتكن" أمر حاضر متوسط (مجهو الصيغة معلوم المعنى). كانت التجربة ھي فى هذه الآية يظهر ناسوت يسوع بشكل واضح .. الطبيعة البشرية تصلى مطالبة الإنعتاق من هذا المصير رغم أنه يشعر فى ذات الوقت  بأهمية وحتمية إتمامه  الخلاص يدفع طاعته للآب التى لا حدود لها  إلا أن قلبه مصمم على تحقيق مخطط الآب الأبدي في الكفارة البدلية ، يبدوا أن صلاته  لها عدة أهداف منها لينال قوة ليجتاز فى هذه الألام  وفى النهاية كان لا بد منه أن ينفذ مخطط الفداء ( الكفارة البدلية) الذى شارك فيه وتممه حتى للنهاية  (تك 30: 15) ( أش 53) (مر 10: 45)  (لو 22: 22) ) (أع 2: 23 & 3: 18 & 4: 28 & 13: 29) (2كور 5: 21) أف 2: 11& 3: 13)
تفسير (لوقا 22: 43) 43 وظهر له ملاك من السماء يقويه.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وفى هذه اللحظة التى رفع مخلصنا إلى أبيه السماوى صلاته ، ظهر له ملاك من السماء يقول له "لك القوة" ممجدا بذلك لاهوته ، ليتقوى بذلك ناسوته أمام تلك المحنة الطاحنة ; وإذ كان يكابد آلاما عنيفة تحت وطآة خطايا البشر التى جعلها فى تلك للحظة كلها ليطهرها بدمه ، مصداقا لنبوءة إشعياء للنبى إذ قال إن "الرب وضع عليه إثم جميعنا، (إشعياء ٥٣ : ٦) ،
 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) الآيات (لو 22: 43- 44)  هذه الآيات وردت فى المخطوطة اليونانية القديمة المكتوبة بالأحرف الكبيرة X،L،K،D،!2!،* والدلتا. ووردت أيضاً في اقتباسات يوستينوس الشهيد، وإيريناوس، وھيبوليتوس، وأفسافيوس، وجيروم. ولكنها محذوفة في المخطوطات،P  69 [وعلى الأرجح] W و T،N،B،A،!1،75 وأيضاً محذوفة في المخطوطات التي استخدمها إكليمندس الإسكندري ،وأوريجانوس. يؤكدUBS 4 حذقها ويعطيه نسبة تأكيد قوية.
بعض إصدارات الكتاب المقدس، وكذلك UBS 4 تضع هذه الآيات ضمن قوسين، وبعضها الآخر يضع حاشية تقول "بعض المخطوطات القديمة تحذف الآيتين 43 و 44 ".
تفسير (لوقا 22: 44) 44 واذ كان في جهاد كان يصلي باشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الارض.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
أخذ يصلى بأشد حرارة وهو جاث على ركبيه ، وكان عرقه كقطرات الدم يتساقط على الأرض ، مما يدل على أنه قد بدأ يموت منذ تلك اللحظة ، لأن الحزن العنيف قد أفسد دمه فتسمم وقد عبر له المجد عن ذلك بقوله إن نفسى حزينة حتى الموت. (متى ٢٦ ؛ ٣٨) ٠ ولولا مساندة اللاهوت للناسوت لكان المسيح قد مات فى بستان جشيمانى قبل صلبه .
تفسير (لوقا 22: 45) 45 ثم قام من الصلاة وجاء الى تلاميذه فوجدهم نياما من الحزن.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 حتى إذا نهض من الصلاة جاء إلى تلاميذه فوجدهم نائمين من فرط الحزن ، بعد ان استمعوا إلى كلمات الوداع الموثرة التى ودعهم بها معلمهم ،
 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "نِيَامًا مِنَ الْحُزْنِ". وحده لوقا يضيف هذا التعليق ليفسّر سبب عدم قدرة التلاميذ على البقاء يقظين
تفسير (لوقا 22: 46) 46 فقال لهم لماذا انتم نيام.قوموا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فقال لهم :" ما بالكم نائمين؟ انهضوا وصلوا لئلا تدخلوا فى تجربة ، وهكذا كانت نصيحته الدائمة لهم لكى لا يدخلوا فى تجربة ، او بالأحرى لكى لا يسقطوا فى الخطية وإذا دخلوا فى تجربة ، هى أن يصلوا مبتهلين إلى الآب السماوى أن يساندهم ويعضدهم ويقويهم أمام المحن ويأخذ بأيديهم ليجتازوا التجارب ويتغبوا على الصعاب ويحتملوت كل الوان الألم والعذاب.





This site was last updated 08/19/20