Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير / شرح إنجيل لوقا الإصحاح السابع عشر

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
Untitled 7225
تفسير إنجيل لوقا ص1
تفسير إنجيل لوقا ص2
تفسير إنجيل لوقا ص3
تفسير إنجيل لوقا اص4
تفسير إنجيل لوقا ص5
تفسير إنجيل لوقا ص6: 1- 16
تفسير إنجيل لوقا ص6: 17- 49
تفسير إنجيل لوقا ص7
تفسير إنجيل لوقا ص8
تفسير إنجيل لوقا ص9: 1-17
تفسير إنجيل لوقا ص9: 18- 62
تفسير إنجيل لوقا ص10
تفسير إنجيل لوقا ص11
تفسير إنجيل لوقا ص12
تفسير إنجيل لوقا ص13
تفسير إنجيل لوقا ص14
تفسير إنجيل لوقاص15
تفسير إنجيل لوقا ص16
تفسير إنجيل لوقا ص17
تفسير إنجيل لوقا  ص18
تفسير إنجيل لوقا ص19
تفسير إنجيل لوقا اص20
تفسير إنجيل لوقا ص21
تفسير إنجيل لوقا ص 22: 1-46
تفسير إنجيل لوقا ص 22: 47- 71
تفسير إنجيل لوقا ص23
تفسير إنجيل لوقا ص24

تفسير إنجيل لوقا - مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل21

تفسير / شرح إنجيل لوقا الإصحاح السابع عشر
1. تجنب العثرات في سلوكنا (لوقا 17: 1-2)
2. اتساع القلب للمخطئين إلينا (لوقا 17: 3-4)
3. زد إيماننا (لوقا 17: 5-10)
4. الشكر والإيمان (العشرة برّص) (لوقا 17: 11-19)
5. متى ياتي ملكوت الله الإيمان بالملكوت الداخلي (لوقا 17: 20-21)
6. بين الملكوت الداخلي والأخروي (لوقا 17: 22-37)

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 17

1. تجنب العثرات في سلوكنا (لوقا 17: 1-2)
فسير (لوقا 17: 1) 1 وقال لتلاميذه لا يمكن الا ان تاتي العثرات.ولكن ويل للذي تاتي بواسطته.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
   وقد كان مخلصنا وفاديبا ومعلمنا جميعآ لا تسننح فرصة يختلى فيها بتلاميذه إلا يعلمهم فيها شيئا مما ينبغى أن يكون عليه سلوكهم نحو الآخرين ونحو انفسهم ، لتهيئتهم للرسالة العظيمة التى اختارهم لأدائها . ولتهيئتهم كنلك ليعلموا سائر الناس ما سبق له أن علمهم هو ، ومن ثم قال لهم: لأبد أن تأتى العثرات ، ولكن الويل لذلك الذى تأتى العثرات بواسطته . كان أجدر له ان يعلق فى عنقه حجر الرحا ويطرح فى البحر من أن يتسبب فى إعثار أحد هؤلاء الصغار . أى أن البشر لضعف طبيعتهم معرضون عى الدوام لأن يعثروا أثناء مسيرة حياتهم فى هذه الدنيا ، فيرتكبوا الخطيئة ويقرفوا الإثم ، ومن ثم يكونون معرضين لدى العدل الإلهى - إن لم يندموا ويتوبوا - لأن ينالوا العقاب الذى يستحقونه عن خطاياهم وآثامهم . بيد أن الذين يستحقون العقاب الأشد والعذاب الأكبر والويل الذى ليس أشد ولا أكبر منه ويل أو هول ، هم أولئك الذين يدفعون غيرهم لأن يعثروا ، بأن يشجعوهم على إرتكاب الخطيئة ، ويدفعوهم إلى إقتراف الإثم ، ولا سيما رجال الدين ومعلميه الذين باسم الدين أوتحت ستاره يضللون للناس عن حقيقة مبادئه وعقائده ، ويؤولون وصاياه وأحكامه لمصلحتهم الذاتية ، فيصورون لهم الشر خيرا ، والفساد برا . أو يجعلون من أنفسهم فى سيرة حياتهم الشخصية قدوة شريرة فاسدة للناس، ولا سيما صغار السن ، أو قليلى المعرفة والخبرة ، الذين سرعان ما يقتدون بهم ، فيتحولون من الخير إلى الشر، ومن البر إلى الفساد ، ومن حياة الفضيلة إلى موت الرذيلة .
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات   113- 116
ما هي العثرات التي يقول عنها المسيح إنها ستحدث بالتأكيد؟ العثرات نوعان: بعض العثرات هي ضد مجد الكائن الأعلى وتهاجم ذلك الجوهر المتعالي على الكل ، وذلك حسب غرض الذين يتسببون فيها ، بينما عثرات أخرى تحدث بين الحين والآخر ضد انفسنا ولا تتعدى أن تكون إيذاء لبعض الاخوة الذين هم شركاؤنا في الإيمان. لأنه أيا كانت الهرطقات التي أبتدعت وكل مجادلة تقف ضد الحق ، فهي في الحقيقة تقاوم مجد الألوهية الفائقة ، باجتذابها أولئك الذين يسقطون فيها بعيدا عن استقامة العقائد المقدسة وسلامتها. وهذه هي العثرات التي قال المخلص نفسه عنها في موضع ما : " الويل للعالم من العثزات، فلابد أن تأتي العثزات، ولكن ويل لذلك الإنسان الذي به تأتى العثرة " (مت ٧:١٨)ا فالعثرات من هذا النوع ، التي يسببها الهراطقة عديمى التقوى ليست موجهة ضد فرد واحد ،. بل هي موجهة بالأكثر ضد العالم كله ، أي ضد سكان الأرض كلها. وبولس المفبوط يوبخ مخترعي مثل تلك العثرات بقوله: "وهكذا إذ تخطئون إلى الإخوة وتجرحون ضميرهم الضعيف تخطئون إلى المسيح (1كو 8: 12 ) ولكي لا تسود متل هذه العثرات على المؤمنين ، تكلم الرب في موضع ما إلى الذين هم سفراء لكلمة الحق المستقيمة ، الماهرين في تعليمها قائلا : " أعبروا بالأبواب ، هيئوا طريقا لشعبى ، أعدوا السبيل ، نقوه من الحجارة " (إش 62: 10) والمخلص قد جعل عقوبة مرة على من يضعون مثل هذه المعاثر في طريق الناس.
وربما لا تكون هذه هي العثرات التي إشار إليها هنا، بل بالحرى هي تلك العثرات التي تحدث كثيرا بسبب الضعف البشرى بين الأصدقاء والإخوة ؛ وهذا الحديث الذي يتبع هذه الملاحظات الافتتاحية مباشرة ، والذي يتحدث عن غفراننا للاخوة عندما يخطئون إلينا ، يقوبنا إلى تلك الفكرة بأن هذه هي العثرات المقصودة هنا . إذن فما هي هذه العثرات؟ أنا اعتقد انها أفعال خسيسة ومزعجة ، مثل نوبات غضب سواء كانت لسبب ما ام كانت بلا مبر ر، إهانات ، اغتيابات كثيرة ، وعثرات كثيرة اخرى قريبة لهذه ومشابهة لها . والرب يقول إن مثل هذه العثرات لابد ان تاتي ، فهل تاتي إذن، لأن الرب ، الذي يضبط الكل ، يجبر الناس على ارتكاب هذه العثرات؟ حاشا للرب ان يصدر منه شيء شرير ، بل بالأحرى فهو ينبوع كل فضيلة ، .فلماذا إذن يتحتم ان تاتي؟ واضح انها - بسبب عجزنا ، كما هو مكتوب:" لأننا فى أشياء كثيرة نعثر جميعنا" (بع ٣؛٢).
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "قَالَ لِتَلاَمِيذِهِ".  هذه الاية والآيات التالية هو تعليم خاص لكل الذين أطلق عليهم أسم يسوع  المسيح  كما أن يسوع كان يقصد بلا شك الفريسيين وباقى قادة اليهود الدينيين الذين أعثروا الناس (لو 15: 2 & 16: 14) ولكنه في هذه اللحظة يخاطب التلاميذ ثانية  (لو 16 : 1 & 17: 5)
(2)  " لاَ يُمْكِنُ". إننا نعيش في عالمٍ متمرد ساقط خاطئ شرير يسيطر عليه إبليس يجعلهم يسرقون ويقتلون ويغتصبون المسيحيين بإسم الله .. . استعدوا. " ◙
(3) "الْعَثَرَاتُ" العثرة هى "ما يوقِعُ الناسَ في الخَطيئَةِ " الكلمة فى اللغة اليونانية (skandalon)  والتى هى فى الترجمة السبعينية، مترجمة عن الكلمة العبرية 430، BDB )  "فخ/شرك" (يش 23 : 13) (قض 2: 3 & 8: 27)
 وتدل على وتد فخ مزود بطعم. ويمكن أن تفهم أيضا على أنه شيئ معثر فى الطريق يجعل الإنسان يسقط  أو حائط عثرة "عائق عثرة" (لا 19: 14) (1صم 25، 31) (مز 119: 165) وتدل على أنه عمل لا يتفق مع الإيمان المسيحى يجعل المسيحى العادى والعامى (يرتد) أو يترك المسيحية أو يصبح مسيحى شكلا بلا غيمان حقيقى
(4) "وَلكِنْ وَيْلٌ لِلَّذِي تَأْتِي بِوَاسِطَتِهِ". وردت ايضا فى (متى 18)  يسوع يخاطب التلاميذ  ويحذرهم (مت 18: 4 - 6، 8_ 10)  وهنا يشير يسوع بكل وضوح  إلى كل من الفريسيين والمؤمنين الذين يخطئون وبسبب خطئهم يعثرون غير المؤمنين وأخوتهم وأخواتهم فى المسيح المسيحى مسئول عن وزناته أى كل من حوله (رو 14: 1 &  15: 13 ) (1كور 8: 10) (غل 6: 1- 4) وقد أكد بولس الرسول فى (1كور 11: 19) أن هؤلاء المعلمين  الكذبة وأتباعھم أظهروا صفاتهم وخصالهم الرديئة لكى يعلن للعالم المؤمنون الحقيقيةن بشكل واضح 
تفسير (لوقا 17: 2) 2 خير له لو طوق عنقه بحجر رحى وطرح في البحر من ان يعثر احد هؤلاء الصغار.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ومن ثم تكون جريمة اولئك الذين تأتى العثرات بواسطتهم اشنع من جريمة القاتل أو المحرض على القتل . وتكون جريرتهم ابشع من جريرة الزانى أو المحرض على الزنى . وتكون أجدر بمن بفعل ذلك منهم ان يكون عقابة اشنع وأبشع من كل جريمة يرتكبها بشر ، إذ يستحق عندئذ أن يطرح فى البحر بعد أن يعلق فى عنقه أثقل الأثقال كحجر الرحا كى يغوص باسرع ما يكون إلى أعمق الأعماق، فيختنق على الفور فى الماء، أو بالأحرى فى اللهيب ، ويهلك بأفظع أساليب الهلاك.
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات   113- 116
وبالرغم من هذا فهو يقول:" ويل للإنسان الذي يضع احجار عثرة في الطريق ، فالرب لا يترك عدم المبالاة في هذه الأمور بدون توبيخ ، بل هو بالأحرى يكبحه بواسطة الخوف من العقوبة ، ورغم نلك فهو يوصينا أن نحتمل الذين يسببونه ا، بصبر. (لو٤:١٧ ):"
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "لَوْ". نحويا : جملة شرطية من الفئة الأولى تؤكّد، في هذا  السياق، حتمية مجيء العثرات، وفى أثرها ً الدينونة.
(2) " حَجَرِ رَحىً". كان القمح يُطحن في االعهد القديم بمطاحن يدوية، تتألف عادة من حجر مسطح (أى 41: 24) .وأخرى هى  حجر للفرك تُمسك باليد (انظر قض 9 : 53)  ولكن فى العهد الجديد كان الطحن يجري باستخدام حجرين مستديرين ( 18 إلى 20 إنشاً). وكانت تُوضع فى الحجر العلى وتد خشبى  بشكل يسمح للحجر العلوية بالدوران. وكان القمح يوضع فى فتحة مستديرة بالحجر العلوى وبعد أن يطحن يأخذ طريقه خارجاً عبر الحواف. وربما كان يسوع يشير إلى زوج أضخم من الحجارة يديرهما رجلان أو دواب (مت 24: 41) أو أحجار كبيرة أضخم بكثير تسحبها الحيوانات  يستعملان عند كبار القوم والأغنياء والتجار(قض 16: 21)
(3)  "طُرِحَ فِي الْبَحْرِ". اليهود اساسا كانوا  سكان البرية، كانوا يخشون دائماً من البحار والمسطحات المائية الضخمة. ومما يذكر أن أسطول سليمان كان يبحر عليه فينيقيون، وليس االيهود  كان الغرق مشهدا فظيعاً وذلك ربما لفقدان الجثة  وكان هذا التحذير من أشد التحذيرات التى قالها يسوع ربما تكون :-
أ) طريقة لإظھار مدى أهمية هؤلاء المؤمنين بالنسبة إلى له  وخاصة أنه قال مثلا عن الضال وذكر أنه إبناً .. ب) طريقة للإشارة إلى أن الارتداد أو إنكار يسوع قد يتسبب فيه مؤمنون أعقروهم .. (ح) إن الغلو الشرقى واضح فى أمثال يسوع ومن الواضح أنه يقصد ذلك حتى يقنع سامعيه وتثبت أقواله وكلماته فى أهانهم لسنين عديدة وأزمنة وقرون متعاقبه
(4)  "أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ". لا تشير هذه ألاية إلى الأطفال، بل إلى المؤمنين سواء أكانوا حديثى العهد بالإيمان أو من العامة أو الذين لا يفرأون الإنجيل
(5)  "أَنْ يُعْثِرَ" بمعنى  "أَنْ يَكُونَ عَثْرَةً" "أنْ يوقِعَ "
البولسية : "أَنْ يُعْثِرَ" كلمة يعثر تعنى باللغة اليونانية (skandalizoō) تعني حرفياً وتد قفص حيوانات فيه طعم  (ورد  الاسم منه في الآية  لو 17: 1) والطعم ما هو الإغواء . وصارت كلمة عثرة تُستخدم استعارياً للإشارة إلى ما يجعل شخصاً ما يقع في شرك الإغواء، والإغواء هو إنيهار رؤية الشخص إنسان معين كان يعتبره مثلا وقامة روحية كبيرة فى المسيحية مما يؤدى إلى ما يعيق النمو الروحي والأخلاقي للمرء، بويسبب الإنفصال الروحى عن علاقته بيسوع .
وقد استخدمت هذه الكلمة  للإشارة إلى من يتهجم على يسوع أو الإنجيل أو يقاومه فى كرازته   (انظر مت 11 : 6 & 13: 57) (1كور 1: 23) (غل 5: 11) ولكن ما ورد فى متى لا يتلاءم مع سياق النصفى هذه ألاية  إذ  كان يسوع يخاطب المؤمنين.ولكن لو كان المستمعون إلى يسوع هم قادة الدين من الفريسيين وغيرهم كان هذا الكلام ينطبق عليهم .(انظر مت 18 & ورسالة إكليمندس الأولى إلى كورنثوس، الفصل 46

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 17

2. اتساع القلب للمخطئين إلينا (لوقا 17: 3-4)
تفسير (لوقا 17: 3) 3 احترزوا لانفسكم.وان اخطا اليك اخوك فوبخه.وان تاب فاغفر له.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ئم قال مخلصنا لتلاميذه . احترسوا لأنفسكم . فإن اخطأ إليك أخوك فوبخه ، فإن تاب فاغفر له
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  "اِحْتَرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ" . نحويا : فعل أمر حاضر مبني للمعلوم، وهو أمرٌ دائمٌ على طول الزمان. على المؤمنين أن يكونوا على حذَر" وينتبهوا لتصرفاتهم فى العالم محاولين إظهار يسوع فى حياتهم مدققين فى خياراتهم الشخصية (عب 2: 1) (2 بط 1: 19)  حيث تقع عليهم مسئولية جذب الغير مؤمنين وإحتواء الضالين بإظهر عمل تعاليم يسوع  فينا  أى نحافظ على إخوتنا (الضالين وباقى المؤمنين).
غالباً ما يستخدم لوقا هاتين الكلمتين حرفياً ، "اِحْتَرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ heautois prosechete (راجع  لو 12: 1& 17: 3 & 21: 34) (أع 5: 35 & 20 28)  كما والفعل نفسه تماماً في (لوقا  20: 46)
(2) "إِنْ .... إِنْ". نحويا : جمل شرطية من الفئة الثالثة، تدل على إمكانية أو احتمال حدوث عمل أو  فعل. إن محتوى تعاليم الإله فى الكتاب المقدس هو وقوع ألإنسان فى الخطية والغفران المقدم منه على الصليب والذى يقترن أيضا بالغفران للآخرين كدليل على حصولنا على المغفرة (مت 6: 12& ، 14- 15 & 18: 21 - 35 ) (لو 6: 38)
(3) " أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَوَبِّخْهُ".  نحويا : فعل أمر ماضي بسيط مبني للمعلوم، والذي يشير إلى  الإلحاح فى كسب ألاخرين والتأنى وعدم الغضب محتملين بعضنا بعضا فى محبة لأننه عائلة يسوع مسئولون أحدنا عن ألآخر فالرجال منا أخوة يسوع والنساء منا أخواته وأمه وحتى أولادنا دعاهم إليه لأن لهم قد اعد ملكوت السموات غذا ينبغى لنا ان نصير بسطاء مسارعين فى رباط الصلح بيننا وبين الاخرين مسلمين على قدر إستطاعتنا  وقد تكررت فى (مت 18: 15- 18) وتناقض فى (غل 6: 1- 5)
(4) " إِنْ تَابَ". نحويا : فعل مبني للمعلوم في الأسلوب الخبري مع " ،ean الذي يشير إلى جملة شرطية من الفئة الثالث.
(5) "اغْفِرْ لَهُ". نحويا : فعل أمر ماضي بسيط مبني للمعلوم، والذي يشير إلى الإلحاح. يجب على  المسيحيين تنفيذ تعاليم يسوع وألا يحملوا أي ضغينة أو كراهية ة نحو بعضھم البعض. نتيجة لتصرف أو كلمة غير مقبولة وحتى الشتيمة لأن المغفرة دائماً تطهر قلب الطرفين. ولنتذكر دائما ما نكرره فى الصلاة الربانية إغفر لنا ذنوبنا كما نغر نحن أيضا لمن أذنب إلينا .. أى إذا كان الرب يغفر لك ذنوبك الكثيرة ألا تغفر لقريبك
تفسير (لوقا 17: 4) 4 وان اخطا اليك سبع مرات في اليوم ورجع اليك سبع مرات في اليوم قائلا انا تائب فاغفر له.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وإن أخطأ إليك سبع مرات فى اليوم ، ثم رجع إليك سبع مرات قائلا اننى تائب فاغفر له ، وهذا درس ثمين فى التسامح والغفران ينبغى للتلاميذ وللناس جميعا أن يسمعوه فى حرص واحتراس حتى لا يقعوا هم أنفسهم فى عثرة اشد شرا هى عثرة الحقد ، وربما فى عثرة أشد شرآ وهى شهوة الانتقام. فإن اخطأ إلى أحدهم اخوه ، سواء أكان من بنى ابيه وامه ، أو كان من بنى الإنسان على العموم ، فلا ينبغى ان يسارع إلى الغضب منه غضبا أعمى ، أو يندفع إلى مقابلة ما لحقه منه من ضرر مادى أو معنوى بضرر مثله أو يخاصمه ويقطع صلته به ، معاديا إياه أو معتديا عليه . وإنما فليوبخه معاتبا إياه على ما بدر منه من خطأ عسى أن يتبين له انه كان واهما وظالما لأخيه ، او كان أخوه غير متعمد ولا قاصد الخطأ إليه ، وعندئذ فليصافحه ويصافيه ويعتذر إليه عن سوء ظنه فيه . فإن تبين له انه كان متعمدا وقاصدا الخطأ بالفعل إليه ثم اعرب عن وندمه على ما بدر منه وتوبته عما أخطأ به إليه فليغغر له وليسامحه وليمسح من نفسه كل أثر للغضب منه أوالحقد أو الضغينة عليه ، عائدا إلى مودته ، حريصا كل الحرص على محبته . وحتي إن أخطأ إليه فى نفس اليوم مرة أخرى أو مرات كثيرة مهما كان عددها ، ثم رجع إليه فى كل مرة نادمأ تائبا ، فليغغر له كما فعل فى المرة الأولى جاعلا قدوته فى ذلك أباه السماوى الذى فتح باب مغفرته على مصراعيه هل من يخطئ إليه من البشر إلى آخر نسمة فى حياته على الأرض على ان فى قوإل مخلصنا , إن أخطأ إليك أخوك فوبخه ، فإن تاب فاغفر له ٠ وإن أخطأ إليك سبع مرات فى اليوم ثم رجع إليك سبع مرات قائلا: اننى تاتب ، فاغفرله . بيانآ للسلوك المسيحى نحو المسيئين بصورة تقطع كل شك فقد أعطى مخلصنا له مجد فى شريعته الحق لمن أسئ إليه أن يوبخ من اساء إليه. والتوبيخ ينطوى على العتاب ، بل اعطاه ما هو أكثر وهو الحق فى توجيه اللوم ٠ فمعلعنا وفادينا الرب يسوع لم يطلب هنا ممن أسئ إليه أن يصفح عمن أساء إليه مباشرة وغير مقابل ، وإنما اعطاه أولا حق العتاب وتوجيه اللوم ، فإذا رجع إليه المسئ واعتذر له عن خطئه إعتذارا صريحا ، قبل اعتذاره وتوبته وغفر له بروح المسيح والمسيحية ، أى أن الغفران هنا مشروط بشرط هو إعتنار المخطئ اوالمسئ وتوبته عن خطئه ٠ أما حق العتاب فأمر مقرر فى الكتاب المقدس ، إذ جاء فى سفر يشوع بن سيراخ ٠ عاتب صديقك فلعله لم يفعل . وإن كان قد فعل فلا يعود يفعل. عاتب صديقك فلعله لم يقل . وان كان قد قال فلا يكرر القول . عاتب صديقك فإن النميمة كثيرة. ولا تصدف كل كلام. فرب زال ليست زلته من قلبه . ومن الذى لم يخطأ بلسانه (ابن سيراخ 19: 13- 17) ولقد مارس مخلصنا نفسه حق العتاب وتوجبه اللوم والتوبيخ عندما صفعه خادم رئيس الكهنة على وجهه ، إذ أجابه يسوع: إن كنت قد أسأت فى الكلام فاشهد بما أسأت ، وإن اصبت فلماذا تضرينى ؟ (يوحنا١٨: ٢٣) ٠ بيد أن رسل مخلصنا بدا لهم ذلك الصفح عن الإسائة وذلك الغفران للمسئ أمرا فوق الطاقة ، إذ أن تعاليمه لهم وللبشر جميعآ تحتاج إلى قدر عظيم عميق من الإيمان لاستيعابها  والعمل بها .
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات   113- 116
وإن أخطأ إليك سبع مرات فى اليوم ورجع إليك سبع مرات فى اليوم قائلا : أنا تائب فإغفر له "
يقول الرب إن كان الذي يخطئ ضدك ، يتوب ويقر بخطئه فاغفر له ، وذلك لبس مرة واحدة فقط ، بل مرات عديدة جدا ، لأننا يجب ألا ئظهر انفسنا ناقصين في المحبة المتبادلة ونهمل الاحتمال . فكلنا ضعفاء ونخطئ مرارا وتكرارا ، لذلك يجب بالأحرى أن نتشبه بأولئك الذين يشتغلون بمعالجة امراضنا الجسدية ، فهؤلاء لا يعتنون بالمريض مرة واحدة فقط ولا مرتين ، بل بعدد المرات التي يمرض فيها . فلننكر اننا نحن أيضا عرضة للضعفات واننا ننغلب من شهواتنا ، وإن كان الأمر هكذا ، فنحن نرجو ان أولئك الذين من واجبهم أن يوبخونا والذين لهم السلطان أن بعاقبونا ، يظهرون أنفسهم عطوفين علينا وغافرين لنا . لذلك فمن واجبنا - إذ لنا شعور عام فيما بيننا بضعفاتنا المشتركة - أن " ٠نحمل أثقال بعضنا البعض ، وهكذا نتمم ناموس المسيح (غل ٢:٦). كما نلاحظ أيضا أنه في الإنجيل بحسب متى، يسأل بطرس قائلا: " كم مرة يخطئ إلى أخى وأنا أغفر له ؟" ويخبر الرب الرسل هذا الأمر قائلا : "وإن أخطأ إليك سبع مرات فى اليوم" ٠٠، أي يخطئ كثيرا، فعلى قدر ما يقر بخطئه اغفر له (انظرمت ٢٦:١٨و٢٢)ا (لو 17: 5) فقال الرسل : زد إيماننا .
ان ما يعطي فرحا اكيدا لأنفس القديسين ليس هو امتلاك الخيرات الأرضية الزائلة ، فهي قابلة للفساد وتفقد بسهولة ؛ بل ما يعطيهم الفرح بالحري هو تلك الخيرات التي تجعل من ينالونها موقرين ومباركين ، أي هي النعم الروحية التي هي عطية الرب . والشيء الذي له قيمة خاصة بين هذه النعم هو الإيمان ، وأعني به أن يكون لنا ثقة بالمسيح مخلصنا كلنا ، والذي يعتبره بولس الرسول أنه أساس كل بركاتنا ؛ لأنه قال:" بدون الإيمان لا يمكن إرضاؤه " (عب ٦:١١) " لأنه فى كل هذا شهد للقدماء" (عب ١ ٢:١)ا لذلك انظروا الرسل القديسين في اقتدائهم بسلوك قديسي العهد القديم ، فما الذي يطلبونه من المسيح؟ "زد إيماننا"هم لم يطلبوا مجرد الإيمان ، لئلا تظنوا انهم بلا ايمان ، بل بالحرى طلبوا من المسيح زيادة لإيمانهم وأن يتقووا في الايمان ، لأن الايمان يتوقف علينا نحن من ناحية، وعلى هبة النعمة الإلهية من ناحية أخرى ، لأن بداءته تعتمد علينا ، وهكذا أيضا استمرار الثقة والايمان في الرب بكل قوتتا ؛ أما الثبات والقوة اللازمة لهذا (الثبات في الايمان) فتأتي من النعمة الالهية٠ ولهذا فلكون كل الأشياء ممكنة لدى الرب. يقول الرب: " كل شئ مستطاع للمؤمن " (مر ٢٣:٩). لأن القوة التي تأتي إلينا بالايمان هي من الرب . والطوباوي بولس إذ يعرف هذا ، يقول أيضا في رسالته الأولى الى أهل كورنثوس " فإنه لواحد يعطى بالروح كلام حكمة ؛ ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد ، ولآخر ايمان بالروح " (1كو 12: 8و 9) أنتم ترون أنه قد وضع الإيمان أيضا في قائمة النعم الروحانية، وهذا ما طلب التلاميذ أن ينالوه من المخإص، مساهمين من جهتهم أيضا بأن يطلبوه ؛ وهو من جهته قد منحهم إياه بعد اكتمال التدبيرر بحلول الروح القدس عليهم . فقبل القيامة كان ايمانهم ضعيفا جدا لدرجة أنهم كانوا معرضين لأن يوصغوا بقلة الإيمان.
فعلى سبيل المثال ، كان مخلص الكل يبحر ذات مرة في بحيرة طبرية مع الرسل الأطهار ، وسمح لنفسه عن قصد بأن ينام ، وعندما هبت ريح شديدة وصدمت الأمواج السفينة بعنف، اضطرب التلاميذ جدا ، حتى انهم ايقظوا الرب من النوم قائلين : "يا معلم تجنا فإننا نهلك" (لو٨ :٢٤) فقام وانتهر الأمواج وحول هياج العاصفة إلى هدوء ، لكنه لام الرسل الأطهار جدا قائلا لهم : " أين إيمانكم ؟" لأنه ما كان ينبغي لهم ان ينزعجوا بأي شكل كان طالما أن السيد المهيمن على الكون والذي ترتعد وتتزلزل أمامه كل خلائقه .— كان حاضرا معهم . وإن كان يجب علينا أن نضيف مثلآ أخر مشابها ، فسأذكر واحدا وهو الآتى : " فقد أمر الرب الرسل القديسين ان يصعدوا إلى السفينة ويسبقوه إلى الجانب الآخر من البحيرة ، وهم بالطبع فعلوا هكذا . وحينما كانوا قد جدفوا نحو ثلاثين غلوة نظروا يسوع ماشيا على البحر فخافوا جدا وظنوا انهم رأوا خيالا ، لكن حينما ناداهم وقال لهم : " أنا هو لا تخافوا " ، قال له بطرس : " إن كنت أنت هو فمرنى أن آتى إليك على الماء ، فقال له : تعال ، فنزل بطرس من السفينة ومشى على الماء ليأتى إلى يسوع ، ولما رأى الريح شديدة خاف ، وإذ إبتدأ يغرق صرخ قائلا : " يارب نجنى " ، فأمسك به ونجاة من هذا الخطر لكنه أيضا وبخه قائلا : " ياقليل الإيمان لماذا شككت ؟ " (مت 14: 22- 31 & يو 6: 19) . ومن المعروف جيدا انه في اسبوع الآلام عندما جاء الجنود والخدام الأشرار ليقبضوا على يسوع ، فإن الجميع تركوه وهربوا ، وان بطرس أيضا انكره لأنه ارتعد امام جارية.
ها فت قد رأيت التلاميذ بينما لم يكن لهم سوى قليل من الايمان ، والآن تعجب منهم بعدما حصلوا من المسيح مخلصنا جميعا على زيادة لايمانهم ؛ لقد اوصاهم ان " لا يبرحوا أورشليم بل ينتظروا موعد الآب " (اع 1: 4) إلى ان يلبسوا قوة من الأعالى ، ولكن حينما حلت عليهم القوة التي من الأعالي فى شكل السنة نارية اي النعمة التي بواسطة الروح القدس ، حينئذ صار التلاميذ بالحق شجعانا وجسورين وحارين بالروح ، حتى إنهم احتقروا الموت ، بل وحسبوا الأخطار التي كانت تهددهم من غير المؤمنين ، كلا شيء ، بل وايضا صاروا قادرين على عمل المعجزات.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ". نحويا : جملة شرطية من الفئة الثالثة. .ويسأل بطرس هذا السؤال الذى ورد فى  (مت 18 : 21- 22)
(2)  "رَجَعَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ قَائِلاً: أَنَا تَائِبٌ". الكلمة الدالة على التوبة (metanoeoō)  تشير إلى الشركة والاستعادة لا علاقة لها  بالأرقام (70  7x سبعين مرة سبع مرات   وردت فى ( متى 18: 21- 22)  بل فى موقف الغفران وقبول التائب حيث لنا الرب يسوع مثلا الذى وضع ذاته فداء ودمه سكبه ذبيحة غفرانا لخطايا البشرية كلها فما اعظم حبه وإصراره على خلاصنا وعلى المسيحيين أن يتمثلوا به ويحملوا نيره (1 يو 3: 16)
(3) "اغْفِرْ لَهُ".نحويا : فعل مستقبل مبني للمعلوم خبري مستخدم بمعنى أمر ماضي بسيط مبني للمعلوم

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 17

3. زد إيماننا (لوقا 17: 5-10)
تفسير (لوقا 17: 5) 5 فقال الرسل للرب زد ايماننا.
 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وإذ كان التلاميذ لا يزالون فى بداية الطريق إلى ذلك الإيمان العظيم العميق، قالوا للرب زدنا إيمانآ , اى حدثنا عن نلك المدى من الإيمان الذى نستطيع به ان نمتلك تلك القدرة التى لا حد لها على الغفران ، وامنحنا من الإيمان القدر الذى يؤهلنا لإمتلاك ذلك القدر ،
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "زِدْ إِيمَانَنَا".نحويا : فعل آخر أمر ماضي بسيط مبني للمعلوم يشير إلى إلحاح التلاميذ على معرفة المزيد من التوضيح بعد أقوال يسوع فى ألايات (لو 17: 1- 4) حيث شعر التلاميذ افثنى عشر  بحاجى إلى زيادة فى إيمانهم بكلماته أى فى المفهوم المسيحى يدخلوا إلى العمق وذلك ليحققوا ما تسلموه من يسوع ليقودوا الكرازة ويربحوا على كل حال قوم   
فسير (لوقا 17: 6) 6 فقال الرب لو كان لكم ايمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذه الجميزة انقلعي وانغرسي في البحر فتطيعكم

تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فقال الرب: لوكان لديكم من الإيمان مثل حبة الخردل ، لقلتم لشجرة التوت هذه إنقلعى من جذورك وانغرسى فى البحر فتطيعكم ، أى أنهم لو كان لديهم من الإيمان الحقيفى الراسخ الصلب الذى لا تشوبه شائبة من الشك او تخالطه ذرة واحدة من الريبة اوالتردد أو التأرجح أو الحيرة ول وقدرآ ضئيلا جدا لا يزيد فى حجمه على حبة الخردل التى هى أصغر البذور حجما . لكان هذا القدر كافيا وكفيلآ بأن يهبهم القدرة على صنع ما يبدو للناس من المعجزات أو المستحيلات . كأن يأمروا شجرة التوت التى كانت أمامهم عند ذاك وأن تنقلع من جذورها وأن تنغرس فى البحر لأطاعتهم وانقلعت من هنا على الفور وانغرست هناك . ولعل هذه المعجزة على غرابتها , وما يبدو من استحالتها لا تساوى شيئا إذا قورنت بالمعجزات التى صنعها التلاميذ بالفعل فيما بعد حين اكتمل إيمانهم ، إذ استطاعوا بقوة ذلك الإيمان بالرب مخلصهم ومخلصنا أن يامروا المقعد الكسيح أن يقوم ويمشى فكان يقوم ويمشى (الأعمال 3: 1- 10).بل استطاعوا أن يأمروا روح الميت بأن تعود إليه بعد أن فارقته فكانت تعود (الأعمال ٩ : ٣٦ - ١ ٤ ) .
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات   113- 116 (بقية)
لأن الذي يثق في المسيح، لا ينكل على قوته الذابة، بل بالأحرى يؤمن أن المسيح يعمل كل الأشياء بقوته. إذ نحن نعرف أن تمام كل الأشياء الحسنة في نفوس البشر يأتي منه ، ومع نلك ينبغي على النفوس أن تعد ذواتها لنوال هذه النعمة العظيمة. لأنه ان كانت قوة الإيمان تنتزع ما هو ثابت ومتأصل في الأرض ، فيمكن للمرء أن يقول بطريقة مطلقة إنه لا يوجد شيء مهما كان راسخا لا يستطيع الإيمان أن يزعزعه لو كان اقتلاعه مطلوبا . ولذلك فإن الأرض تزلزلت عندما كان الرسل يصلون ، كما يخبرنا سفر أعمال الرسل (اع ٤؛٣١). وكذلك، فمن ناحية أخرى، فإن الإيمان يوقف الأشياء المتحركة مثل النهر المئق بسرعة (يش ٣؛١٦) ويوقف الأنوار التي تحرك بلا توقف في السماء (يش ١٣؛. ١)، ومع ذلك يجب علينا أن نلاحظ بعناية ، أن الرب لا يثير إعجابا فارقا أو دهشة باطلة . لأن مثل هذه الأمور هي أبعد ما تكون عن الجوهر الإلهي الذي هو حر تماما من الكبرياء والافتخار ، وهو حق كله ، وهو يعمل كل هذه الأعمال فقط لأجل خير البشر وسلامتهم ، وهذا أقوله لكي لا ينتظر أحد من الايمان المقدس والقوة الإلهية تغيرات غير نافعة للعناصر مثلا، أو ينتظر إزالة الجبل والأشجار ، فلو ان هذه التغيرات لم تحدث ، لا يكون ذلك بسبب أن الكلمة غير صادقة بل بسبب ان الرب لا يريد ان يفسح مجالآ لعدم التقوى . وايضا لا بحسب الايمان ضعيفا لو.انه.لم يستطع أن يتمم مثل هذه .الأعمال . فليكن.للشئء بعض الفائدة الحقيقية وعندئذ فلن يحرم.من القوة اللازمة لاتمامه.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ ". نحويا : العبارة الابتدائية لهذه الجملة الشرطية  هى من الفئة الأولى، والتي يُفترض أن تكون صحيحة، ولكن العبارة الثانية تُستهل بصيغة تنكير ما يشير إلى فئة ثانية المضمون ھو أن يسوع يعرف أن لديهم إيمان، ولكن هل سيستخدمونه بشكل ملائم (أي العلاقات بينهم وبين بعض وبينهم وبين المؤمنين به فى الكرازة وللرعاية)
(2)  "مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل". الحبة التي يشير إليها يسوع  هو نوع من نبات الخردل  الأسود الشائع الانتشار.
في الواقع إن حبة الخردل ليست هى الأصغر فعلياً (الونها أرجواني خفيف)، بل كانت مضرب مثل في الأراضى المقدسة بسبب صغر حجمھا.
(3) "الْجُمَّيْزَةِ". الجميز (Ficus sycomorus) شجرة دائمة الخضره تتطرح فاكهة تسمى الجميز يشبه التين  وشجرة "الجميز البلمي" تثمر سبع مرات في العام وثمارها فى مجموعات بكميات ضخمة وبجودة ممتازة، كما أن أوراقها و ثمارها المجففة تعتبر غذاءا كاملاً للمواشي والأغنام،  وتنشر هذه الشجرة فى مصر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب الصحرا و شمال مدار الجدى و اليمن وبلاد الشام.  والشجرة حجمها كبير و يصل إرتفاعها لـ 20 متر و عرضها لـ 6 متر , فروعها كثيفه واوراقها على شكل قلب و يصل طول الورقه الواحدة الى 14 سم و عرضها الى 10 سم. ثمرة الجميز طعمها حلو وقطرها 2-3 سم , لونها اخضر فى البداية يتحول لونها للاصفر او الاحمر و احيانا بنى غامق.الجميز و يتوفر طول السنه لكن موسمه ما بين شهر أيلول و شهر أغسطس.
وقد كانت شجرة الجميز منتشرة عند قدماء المصريين حيث كانوا يزرعوها من عصر قبل الاسرات كما كانو يقدسوها و بيعتبروها شجرة الحياه اللى تقف بين عالم الاحياء وعالم الاموات لهذا استعمل قدماء المصريين خشب الجميز فى صناعة التوابيت ورسموا صورتها اكتر من مره فى مقابرهم وبالأخص على مقبرة الاميرة تيتى--.ونجد نقوش الجميز مرسومة بصورة واضحة بجدران مقابر بنى حسن --.كما يوجد من تسمى بإسمها مثل  سينوحى ويعنى اسمه ابن شجرة الجميز ووجدت ثمار الجميز فى سلال بتوابيت موتاهم والاوراق ومن المعروف ان الملك اوزوريس دفن بتابوت من خشب الجميز--عالج الفراعنة بالجميز الامراض الجلدية وامراض الكبد والاسقربوط
ذكرت شجرة الجميز فى (سفر عاموس وسفر الملوك الاول وسفر المزامير وانجيل لوقا).  المؤرخ عارف العارف في كتابه (غزة والمسيح عام 1943)، حيث توجد الشجرة الأولي في مدينة أريحا بجوار الكنيسة الروسية ويقدر عمرها أكثر من ألفي عام وما تزال موجودة حتى الآن، والشجرة الثانية  فى حى المطرية القريب من القاهرة شجرة جميز مباركة  تؤكد الوثائق التاريخية أنها الشجرة المفقودة التي استظلت تحتها العائلة المسيحية أثناء رحلتها من مصر وهذه الشجرة ماتت عدة مرات وكانت تخرج تخرج فروعا جديدة  فى كل مرة ويزورها السياح .
ھ (4) "انْقَلِعِي وَانْغَرِسِي فِي الْبَحْرِ".  نحويا : هذان الفعلان كلاھ هما أمر حاضر مبني للمجهول . من الواضح أن هذه  الآية لا يمكن أن تتحقق . فالأشجار لا يمكن أن تنقلع بأمر أو حتى تنغرس بأمر آخر أو حتى من المستحيل أن تنغرس فى البحر التى لا تلائم نمو الأشجار هذه ألاية تشبه ألاية (لو 18: 25) ولكن ما هو مستحيل على البشر مستطاع عند الربت الإله
تفسير (لوقا 17: 7) 7 ومن منكم له عبد يحرث او يرعى يقول له اذا دخل من الحقل تقدم سريعا واتكئ.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ثم تكلم مخلصنا مع تلاميذه عن وجوب خدمتهم لله دون أن يتوهموا إذا خدموه انهم بذلك يداينونه، بل . أن يدركوا انهم مهما خدموا الله فلن يستطيعوا أن يسددوا ما عليهم من دين له يتمثل فيما أغدقه عليهم من نعمة وبركة لا حدود لها . وانهم من ثم سيظلون مدينين له إلى الأبد ، إذ ضرب مخلصنا لهم مثلا يوضح لهم به هذا المعنى قائلا لهم من منكم إن كان له عبد يحرث أو يرعى، إذا عاد من الحقل يقول له من فوره ؛ هلم اجلس إلى المائدة؟
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات   113- 116 (بقية)
وجه الرب لنا في هذه الأعداد حديثا طويلا وهاما لكي يرينا الطرق التي تؤدي إلى المجد والكرامة ، وليظهر أمجاد الحياة التي بلا لوم ، لكي بتقدمنا فيها وبسيرنا قدما وبحماس إلى كل ما هو مثير للإعجاب ، فإننا ندرك جعالة دعوتنا العليا " (في 3: 14). ولكن حيث أن طبيعة ذهن الإنسان تتجه دائما إلى المجد الباطل وتصاب بسهولة بالميل نحو ذلك الافتخار الباطل ، وحيث ان المتميزين أمام الرب يقدمون دائما بعض الفضائل النبيلة جدا كحجة لهذه الخطية ، وحيث إنها خطية خطيرة جدا وكريهو أمام الرب، فالنية مصدر كل شر تقود الناس أحيانا إلى هذه الحالة الذهنية حتى أنهم ربما يتخيلون أن الرب يكون مدينا لهم بأعلى الكرامات ، عندما تكون حياتهم مجيدة وممتازة. فلكي يجتذبنا الرب بعيدا عن هذه الأفكار ، فإنه يضع أمامنا مغزى الدروس التي قرئت علينا حالآ ويعلمنا بواسطتها بمثال ، أن قوة سلطان الملك تتطلب في كل مكان من عبيدها الخضوع، كدين عليهم . ويقول الرب ان السيد لا يعترف بأي فضل للعبد حتى لو فعل كل ما يجب عليه أن يفعل بحسب ما هو لائق بوضع العبد.
أتوسل إليكم ، لاحظوا هنا أن الرب يشجع التلاميذ بل وكل الخاضعين لقضيب ملك المسيح مخلصنا جميعا، على الاجتهاد ، ولكن ليس كأنهم يقدمون خدمتهم له على أنها فضل منهم ، بل كمن يدفعون دين الطاعة الواجب على العبيد ، وبهذا يبطل داء المجد الباطل الملعون. لأنك إن فعلت ما يجب عليك ، فلماذا تتكبر في نفسك ألست ترى أنك ستكون في خطر ان لم تسدد دينك ، وانك حتى لو اوفيته فلا يحق لك الشكر؟ تلك الحقيقة قد تعلمها وفهمها جيدا ذلك الخادم العجيب بولس الرسول الذي يقول: " لأنه إن  كنت أبشر فليس لى فخر إذ الضرورة موضوعة على فويل لى إن كنت لا أبشر" ( ١كو ١٦:٩) وايضا : " أنى مديون لليونانيين والبرابرة ، للحكماء والجهلاء " (رو١ :١٤) لذلك فإن كنت قد فعت حسنا وقد حفظت الوصايا الإلهية وقد أطعت ربك ، فى تطلب كرامة من الرب كأنها حق لك ، بل بالحرى اقترب منه واطلب الهبات من سخائه بتوسل. تذكر أنه . فيما بيننا أيضا ، فإن السادة لا يقرون بأي شكر عما يؤدي اي واحد من عبيدهم الخدمة المعينة لهم ، رغم أنهم بجودهم يكسبون ارتياح عبيدهم الأمناء ، وهكذا يولدون فيهم نشاطا اكبر بفرح . وبالمثل يطلب الرب منا خدمة العبيد ، مستخدمأ حق سلطانه الملوكي ، ولكن لكونه صالحا وجوادا ، فإنه يعد ايضا بالمكافأت لأولئك الذين يتعبون. وعظمة إحسانه تفوق أتعاب عبيده جدا كما يؤكد لكم بولس الرسول إذ يكتب : " ان آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد ان يستعلن فينا" (رو 8: 18) ٠ نعم فرغم اننا عبيد فالرب يدعونا ابناء ويكللنا بالمجد اللائق بالبنين. ولاحظوا ايضا أن كل واحد إذ قد اعتنى اولأ بجسده، هكذا ينبغي عليه ان يهتم بعد ذلك بخير الآخرين، " لأنه إن كان أحد لا يعرف أن يدبر بيته حسنا فكيف يعتنى بكنيسة الله " (1تي3: 59 ).
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) " ومن ... ؟ فهل.. ؟ ":  هذه سلسلة من الأسئلة البلاغية وهو أسلوب إشتهر به يسوع فى التعليم  وسجلته الأناجيل ألازائية (لوق ومتى ومرقس) (لوقا 2: 49 & 5: 21 - 23، 34 & 5: 32- 34 ، 46 & 7: 24- 26 & 9: 25 & 11: 5- 7 & 13: 2- 4& 18: 7- 8)
الأسئلة التى طرحها يسوع على مستمعيه من اليهود توقع جواباً بالنفي.
وإن المخطوطة D   حتى تضيف الأداة  ME
تفسير (لوقا 17: 8) 8 بل الا يقول له اعدد ما اتعشى به وتمنطق واخدمني حتى اكل واشرب وبعد ذلك تاكل وتشرب انت.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ألا يقول له بالأحرى هيئ لى العشاء ، ثم تطوق بحزام واخدمنى حتى آكل وأشرب . ويعد ذلك تأكل أنت وتشرب؟ فهل عليه ان يشكر ذلك الخادم لأنه فعل ما امره به؟ هكذا أنتم إذا فعلتم كل ما تؤمرون به ، فقولوا إننا عبيد لا نستحق الشكر ، لأننا إنما فعلنا ما كان واجبا علينا ان نفعله . وذلك أن الله هو سيد البشر ، وقد كلف كلا منهم بعمل يؤديه . حتى إذا أداه لايحق له بعد نلك أن يظن أنه قدم لله صنيعا يستحق من أجله أن ينال منه المكافأة على الفور، وإنما الواجب عليه أن ينتظر ليتلقى منه أى تكليف بعمل آخر يتضمن خدمة الله فى إستعباد عظيم وتعبد كامل حتى إذا أنجز كل ما كلفه به الله يحق له عندئذ أن يتطلع لأن يجلس إلى المائدة الإلهية لينعم بما تزخر به من بركات روحية وامتيازات سماوية.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) يتوقع الإجابة على السؤال الذى طرحة يسوع بالإيجاب ou
(2) طرح النص  عدة إحتمالات طرحت أمام العبد :
أ)  هل يذهب  العبد ويأكل أولاً قبل أن يخدم وليمة سيده  بعد يوم عمل طويل وشاق فى حقل سيده ، .. ب) هل ينتظر العبد من سيده أن يدعوه ليجلس معه على المائدة عرفانا وشكرا لعمله فى الحقل .. ج) هل يعد العبد وليمة سيده ليأكل بعد الإنتهاء عمله فى الحقل لأن هذا هو عمل العبد فى بيت سيده ثم يأكل هو ، هذه حقيقة غالباً ما تُنسى، وخاصة من قِبل العاملين في الكنيسة.
تفسير (لوقا 17: 9) 9 فهل لذلك العبد فضل لانه فعل ما امر به لا اظن.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ومع نلك لا يحق له أن يظن ان الله مدين له بالشكر لأنه فعل ما أمره به ، ومن ثم يتسلط عليه الغرور أو تسيطر عليه الكبرياء ، متوهما أنه قدم لله بذلك فضلا ، لأن خدمته لله إنما هى واجب عليه باعتبار الله سيده ، ولأنه مهما بذل فى خدمته ، فلن يوازى ذلك شيئا بالنسبة لفضل الله عليه ،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)   يتوقع الإجابة على السؤال الذى طرحة يسوع جواباً بالنفي  ME
تفسير (لوقا 17: 10) 10 كذلك انتم ايضا متى فعلتم كل ما امرتم به فقولوا اننا عبيد بطالون.لاننا انما عملنا ما كان يجب علينا
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وإنما فليعترف بينه وبين نفسه ، وبينه وبين الله ، فى وداعة وتواضع ، أنه لا يستحق الشكر مادام لم يفعل أكثر مما هو واجب عليه أن يفعله ، وأن سماح الله له بالجلوس إلى مائدته الإلهية لا يرجع إلى أنه مدين له بشئ ، وإنما ينبع من محض صلاح الله وجوده ونعمته وحنانه ومحبته ؛ ومن سائر صفات كماله
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  إن العمل الذى أعطاه لنا كعبيد يجب نفعله بدون تذمر أو ملل لتكميل مشيئته هو عمل محبة يشعرنا بالسعادة لمد يد العون للبشرية الساقطة المعذبة بالأتعاب والضيقات والألام والأمراض والملتحفة بالخطايا والمأسورة فى يد الشرير فكم واحد منا أعتق أسيرا واحدا من قبضة الشيطان ولنتذكر أن السماء ومن فيها وأرواحنا تفرح بخاطئ واحد يتوب فهل بعد هذا الفرح الذى لا يوصف نحتاج مكافأة أو شكر بكلمة  إن العطية الوحيدة التى نطلبها ويعطيها لنا يسوع مجانا هو النعمة والبركة فى حياتنا .. ويجب أن ننوه هنا إذا كان العبد المأمور يفعل ما يؤمر به من سيده وهو ليس صاحب الحقل ولا البيت ولا الوليمة فماذا يفعل الأبناء إنهم يعملون أكثر من العبيد لأنهم يملكون ولنا منازل فى الملكوت إننا كنا عبيد فى العهد القديم تحولنا إلى أبناء فى العهد الجديد متى فعلتم كل ما امرتم به فقولوا اننا عبيد بطالون.لاننا انما عملنا ما كان يجب علينا  فماذا عملنا بالوزنات التى أخذناها كأبناء ؟

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 17

4. الشكر والإيمان (العشرة برّص) (لوقا 17: 11-19)
تفسير (لوقا 17: 11) 11 وفي ذهابه الى اورشليم اجتاز في وسط السامرة والجليل.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وفيما كان مخلصنا ذاهبا إلى أورشليم ، مر فى طريقه إليها فى وسط السامرة والجليل .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "وَفِي ذَهابِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ". فى هذه الآية يعلن لوقا بداية رحلة يسوع من الجليل إلى أورشليم  (لو 9: 51 & 19: 28)
(2) "اجْتَازَ فِي وَسْطِ السَّامِرَةِ وَالْجَلِيلِ " تتغير كلمة إجتاز فى المخطوطات  L و ،B نجد "بينَ" أو "عبر" (أي dia  مع الاسم المجرور). والاية تعنى أنه ذهب إلى الجنوب ومَرَّ فِي وَسَطِ مِنْطَقَتَيِ السَّامِرَةِ وَالْجَلِيلِ .. منطقة الجليل تنقسم إلى الجليل الأعلى وهى المنطقة التى كان فيها كفر ناحوم مدينة يسوع وربما سمى بالجليل الأعلى لقربها من الجبال العالية .. والجليل الأسفل   وهى منطقة متاخمة للسامرة ويلاحظ أن اليهود كانوا يمرون فى طريق بجانب نهر الأردن بعيدا عن السامرة لأنهم كانوا يعتبرون السامرين نجسين - ولما كان يسوع يريد أن يكرز فى السامرة فذهب إليها عبر الطريق التقليدى وهو فى طريقة إلى أورشليم أى أنه كان يبشر فى القرى والمدن أى أنه كرز أولا فى منطقة الجليل ثم السامرة
تفسير (لوقا 17: 12) 12 وفيما هو داخل الى قرية استقبله عشرة رجال برص فوقفوا من بعيد.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وإذ دخل إحدى القرى قابله عشرة رجال مصابون بمرض شنييع بشع هوالبرص ، الذى كان منتشرآ انتشارا كبيرا بين اليهود ، وكان يتعذر شفاؤه . وإذ كان اليهود يعتبرون الأبرص نجسا لا يصح له أن يقترب من الناس أو يخالطهم ، ولا يصح للناس أن يقتربوا منه أو يخالطوه ، بل لا يصح لهم أن يلمسوه ، فقد وقف أولئك العشرة من بعيد حين أبصروا مخلصنا ، لا يجرؤون على الإقتراب منه
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 113- 116 (بقية)
يظهر لنا المخلص مرة ثانية مجده بعمله معجزات إلهية لكي يربح إلى الأيمان ، بإسرائيل الأحمق ، رغم عناده وعدم إيمانه . أية حجة سوف يعتذرون بها في يوم الدينونة لرفضهم قبول الخلاص بالمسيح ، لا سيما إذا كانوا هم انفسهم قد سمعوا كلامه وكانوا معاينين لعجائبه التي لا ينطق بها؟ ولهذا السبب قال هو نفسه عنهم : " لو لم أكن قد جئت وكلمتهم لم تكن لهم خطية " ، وايضا لولم. اكن ق عملت بينهم أعمالا لم يعملها احد غيرى لم تكن لهم خطية ، وأما الآن فقد رأوا وابغضوني أنا وابى" (يو 15: 22 و 24) وكما- قلت لكم سابقا ، فإن تطهير الرجال البرص كان برهانا واضحا على قوته العجائبية، فبمقتضى ناموس موسى كان البرص يطردون خارج المدن والقرى لكونهم نجسين.
أظن أن هذا يكفي كملاحظات تمهيدية. لذلك فما أن قابل البرص المخلص حتى طلبوا منه باجتهاد أن يحررهم من بؤسهم داعين اياه سيدا أي معلما.
لم يشفق أحد عليهم عندما كانوا يعانون من هذا المرض ، سوى هذا الذي- ظهر على الأرض خصيصا لأجل هذا السبب بعينه ، - وقد صار إنسانا لكي ما يظهر شفقته على الكل ، فتحرك بالشفقة عليهم ورحمهم.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "اسْتَقْبَلَهُ عَشَرَةُ رِجَال بُرْصٍ، فَوَقَفُوا مِنْ بَعِيدٍ". البرص. الاسم العامي لمرض البهاق ( Vitiligo )  البرص هو مرض جلدي مزمن اي لايمكن علاجه وهو ناتج عن نقص في صبغة الملاني  وقد يكون شاملاً للجسم كله كما قد يكون في مكان واحد.  البَرَص | الأَبَرص   والشريعة اليهودية تحكم على الأبرص أنه نجس ويجب أن ينعزل عن الناس. أما إذا غطّى البرص كل الجسم ولا يرى فيه لحم حي، فيكون الشخص طاهرًا
وكان المرضى بالبرص يعيشوا منعزلين فى مستعمرات أو فى مجموعات ، في بيئات شعبية حيث تنعدم صلاتهم بأقربائهم واصدقاائهم وباقى المجتمع (راجع عدد 5: 1- 3)  وبالرغم من أن اليهود والسامرين كانوا لا يقبلون بعضهم البعض إلا أن هذا المرض وحد بينهم  يوؤكد الرّابّيون كباقى نظرتهم لمن أصيبوا بالأمراض أو العاهات أنهم خطاة مثل الأعمى فى مولدة (أهذا أخطأ أم أبواه ) وكذلك على مرضى البرص فيعتبرونه مرضاً إلهيا ً سببه الإله وابتلى به الخطأة (انظر 2 مل 5: 25 - 27 & 15: 5 ) (2 أخ 26: 16- 23)
تفسير (لوقا 17: 13) 13 ورفعوا صوتا قائلين يا يسوع يا معلم ارحمنا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وإذ كانوا قد سمعوا بقدرته على شفاء الأمراض التى لا سبيل إلى شفائها ، رفعوا أصواتهم فى توسل وضراعة قائلين ، يا يسوع المعلم ارحمنا ، وقد برهنوا بقولهم هذا على إيمانهم بقدرته وعلى إجلالهم له إذ لقبوه بالمعلم ، وقد كان هذا لقبآ جليلا عند اليهود لا يلقبون به إلا كبار علمائهم الدينين . وكان إيمانهم به واجلالهم له يتضمن يقينهم بأنه قادر على أن يرحمهم من الآلام الفظيعة التى يعانونها من جراء مرضهم اللعين . ومن جراء ما يجره عليهم ذلك المرض من نبذ الناس لهم ، ونفورهم منهم ، ومن ثم حرمانهم مما يتمتع به غيرهم من أسباب العيش الكريم ، مماا كان سبب لهم من الآلام النفسية بقدر ما كان يسبب لهم من الالأم الجسدية ، وربما اكثر بكثير،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "يَا مُعَلِّمُ". الكلمة فى اللغة اليونانية هى epistatos) معلم يعنى يفسر التوراة .. لقباً يدل على الاحترام. هل هناك شروطا لإطلاقه على شخص ما .. ولكن كيف ميز هؤلاء المنعزلين بسبب مرضهم يسوع ودعوه بالمعلم .. هل إنتشرت أنباء يسوع وتعاليمه وشفاءه للأمراض حتى فى المجتمعات المنعزلة  أو بالمعنى ألأصح لهؤلاء الذين نبذهم المجتمع فكان يسوع يحررهم من امراضهم ويعيدهم أصحاء ليقفوا امام الكاهن ليفحصهم ويسمح لهم بالعودة لمجتمعهم إنه الطبيب الشافى
تفسير (لوقا 17: 14) 14 فنظر وقال لهم اذهبوا واروا انفسكم للكهنة.وفيما هم منطلقون طهروا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وإذ رأى مخلصنا إيمانهم رحمهم بالفعل من شقائهم وتعاستهم ، وقرر شفاءهم بمجرد إرادته الداخلية وحدها دون أن ينطق كلمة واحدة . بيد أنه إذ كانت الشريعة اليهودية تحتم على الابرص الذى تم شفاؤه ان يذهب إلى الكهنة ليعلنوا شفائه (اللاويين ٤ ١ : ١ - ٤ ١ ) . وإذ كان مخلصنا أثناء حياته على الأرض يعمل باحكام الشريعة ولا يخالفها ، نظر إلى أولئك العشرة وقال لهم , اذهبوا أروا أنفسكم للكهنة . فأطاعوه فى غير شك أو ريبة فى أنه قد استجاب لهم واتجهت إرادته إلى شفائهم وبالفعل فإنهم فيما كانوا ذاهبين برئوا من مرضهم ، ومن ثم طهروا من النجاسة التى كان ذلك المرض يلصقها بهم. ولعل مخلصنا إذ امرهم بأن يذهبوا إلى الكهنة بعد شفائهم اراد - فضلا عن إتمام ما أوصت به الشريعة أن تكون هذه المعجزة شهادة لدى الكهنة بقدرته الإلهي ، عسى أن يكون فى ذلك سبيل إلى إيمانهم، وباب للخلاص الذى كان يفتحه للبشر جميعآ ويدعوهم لأن يدخلوا منه وينعموا بنعمته.
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 113- 116 (بقية)
ولماذا لم يقل بالحري أريد فاطهروا كما فعل في حالة أبرص آخر (لو 5: 13) ، بل امرهم أن يمضوا ليروا أنفسهم للكهنة؟ كان هذا لأن الناموس أعطى توجيهات بهذا الخصوص لأولئك الذين قد تطهروا من البرص، إذ امرهم أن يروا انفسهم للكهنة وان يقدموا ذبيحة لأجل تطهيرهم (لاويين ٢:١٤). لذلك هو امرهم بالذهاب لأنهم شفوا فعلاا ولكي يمكنهم ان يقدموا شهادة للكهنة (قادة اليهود) الذين هم دائما حاسدون لمجده ، إنه بطريقة عجيبة تفوق توقعهم قد تخلصوا من بليتهم بمشيئة المسيح الذي أعطاهم الشفاء. وهو لم يشفهم أولا ، بل أرسلهم للكهنة ، لأنهم (الكهنة) كانوا يعرفون علامات البرص وعلامات شفائه . هو أرسلهم إلى الكهنة وأرسل معهم الشفاء ايضا . لكن ماذا كانت شريعة الزمن ؟ ، وما هي احكام تطهيره؟ ، وما هو معنى كل أوامر الناموس بخصوصه؟ كل هذا قد استوفيناه تمام فى بداءة معجزات مخلصنا بحسب ما كتبه لوقا (انظر لو ٥؛ ١٢)، وكل من هو متعطش للتعلم فليرجع إلى ما سبق أن قلناه ، اما الآن فلنظل إلى ما يلي ذلك : ان تسعة منهم إذ كانوا يهودا سقطوا في نسيان جاحد ، ولم يرجعوا ليعطوا المجد للرب ، وبهذا الأمر يظهر الرب ان إسرائيل كان قاسي القلب وعديم الشكر تماما ، أما العاشر الغريب - فلأنه سامري فقد كان من جنس اجنبي إذ قد جاء من اشور ؛ (لأن عبارة في وسط السامرة والجليل) ليست بلا معنى - هذا الغريب رجع ليمجد الله بصوت عال ، لذلك . يظهر من النص أن السامريين كانوا شاكرين، اما اليهود فكانوا غير شاكرين رغم انتفاعهم منه.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "اذَهبوا وَأَرُوا أَنْفُسَكُمْ لِلْكهنةِ".  نحويا :(اسم فاعل ماضي بسيط مبني للمجهول [مجهول الصيغة معلوم المعنى] أستخدم بمعنى أمر وأمر ماضي بسيط مبني للمعلوم)  ما أمر  به يسوع هو موضوع فى الشريعة ويفعله كل من اصيب بالبرص وشفى منه  وأمرهم يسوع  بالذهاب بالرغم من أنهم لم يتطهروا بعد  وأن بشرتهم كانت لا تزال مصابة بالمرض ولكن بعد طاعتهم لكلامه وهم فى الطريق تطهروا (لا 13: 14 ) (2 مل 5: 8- 14)
لعل يسوع أرسلهم للكهنة تنفيذا للشريعة وتحقيقا للناموس الموسوى ويكونوا شهودا له قبل وصوله اورشليم 
تفسير (لوقا 17: 15)  15 فواحد منهم لما راى انه شفي رجع يمجد الله بصوت عظيم.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وإذ رأى واحد من أولئك العشرة الذين استجاب مخلصنا بضراعتهم أنه برئ من مرضه أحس بالواجب عليه نحو ذلك الذى بمعجزته التى صنعها معه رحمه من تعاسته وأنقذه من محنته ، فرجع بمجد الله بصوت عظيم ،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  كثيرون يستفادوا بغنى الرب وغفرانه ومحبته وعطاياه ولكن قليلون هم من يشكرونة لهذا وضعت الكنيسة القبطية صلاة يومية اسمها صلاة الشكر وبداءتها " فلنشكر صانع الخيرات .. ) عشرة برص شفاهم يسوع وقال لهم اذهبوا اروا نفسكم للكاهن فشفوا وهم فى الطريق ولكن واحدا هو الذى رجع ليقدم الشكر له  قبل أن يذهب ليرى نفسه للكاهن .. كما كان الحال مع نعمان فى (2 مل 5: 15)
تفسير (لوقا 17: 16) 16 وخر على وجهه عند رجليه شاكرا له.وكان سامريا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 وخر على وجهه عند قدمى مخلصنا شاكرا إياه ، مقدما إليه أروع فروض اللتقديس والتبجيل وعرفان الجميل . مع ان هذا الرجل بالذات كان سامريا ممن كان اليهود ينكرون عليهم إنتسابهم إليهم ، ويعتبرونهم ملعونين من الله ، لانهم - على الرغم من أنهم كانوا من اصل يهودى - كانوا لا يقبلون من اسفار التوراة إلاأسفار موسى . وكانوا لا يقدمون قرابينهم فى هيكل أورشليم وإنما فى فى جبل جرزيم . وأما التسعة الباقون الذين شفاهم مخلصنا فمع انهم كانوا يهودا لم يعودوا إلى مخلصنا ليشكروه على نعمة الشفاء التى أنعم بها بها عليهم مما دل على ظلام قلوبهم ونكرانهم للجميل الناشئ عن غلظة مشاعرهم ،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "وَكَانَ سَامِرِيًّا". بدأت الكراهية بين اليهود والسامريين بعد السبي الآشوري للأسباط الشمالية العشر عام 722 ق. م. وفى الأزمنة الاحقة (عصر البطالمة) أستوطن الأراضى المقدسة اليونانيون وتزوج السكان اليونانيون من بقية السكان اليهود وإعتبرهم اليهود  نصف مهجنين ورفضوهم دينيا كما رفضوا أن تقوم بينهم وبين هؤلاء أى علاقات إجتماعية أو دينية من أى نوع ، وقد أشار يسوع  إلى هذا التحيز والتمييز الشديدين فى مثلين مختلفين موضحا أهمية محبة الرب يهوه لكل البشر (لو 10: 25- 37) ولم يفرق يسوع  بين تلاميذه ولم يعطى أحدا رتبه أو رآسة وأكد فى تعاليمه أنه على من تبعوه أن يحبوا بعضهم بعضا وأن يغفروا لبعضهم البعض (لو 17: 1- 6)
تفسير (لوقا 17: 17) 17 فاجاب يسوع وقال اليس العشرة قد طهروا.فاين التسعة.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ومن ثم قال مخلصنا فى عتاب مرير . اليس العشرة قد طهروا ، فأين التسعة الآخرون؟
تفسير (لوقا 17: 18) 18 الم يوجد من يرجع ليعطي مجدا لله غير هذا الغريب الجنس.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
اما من واحد منهم رجع ليمجد الله إلا هذا المختلف الجنس؟ أى هذا السامرى الذى كان اليهود يعتبرونه من غير جنسهم . ثم إلتفت مخلصنا إلى هذا السامرى الذى أبدى من نقاء القلب ورقة الشعور مالم يصدر عن اولئك الذين كانوا يتفاخرون فى زهو وكبرياء بيهوديتهم ،
تفسير (لوقا 17: 19) 19 ثم قال له قم وامض.ايمانك خلصك
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
قائلا انهض وامض فى سبيلك . لأن إيمانك قد خلصك . فبقدر ما ندد مخلصنا يمسلك أولئك اليهود التسعة الذين ذهبوا دون أن يسمع منهم كلمة شكر واحدة على رحمته ولهم ونعمته التى أسداها إليهم ، مجد ذلك السامرى الذى رجع شاكرا إياه معبرا عن أصدق آيات الإيمان به ، وأعمق مشاعر الامتنان والعرفان بفضله والتكريم والتعظيم له ومن ثم أعلن له مخلصنا انه لم يشفه من مرضه فقط وإنما قضى بخلاصه أيضا غافرا بذلك له خطاياه ، مسبغا عليه فضلا فوق فضل ، ونعمة فوق نعمة
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  "قُمْ وَامْضِ، إِيمَانُكَ خَلَّصَكَ". نحويا (اسم فاعل ماضي بسيط مبني للمعلوم مستخدم بمعنى أمر وأمر حاضر متوسط [مجهول الصيغة معلوم المعنى]). ھذه ااسلوب هذه ألاية يشبه الآية (لو 17: 14)
(2) يلاحظ أن يسوع كان يؤكد على الإيمان أولا  قبل فعله المعجزة ثم تأتى المغفرة وهذا هو محور كرازته  (لو 7: 9 ، 50 & 8: 48 & 17: 19 & 18: 42) (مر 5: 34 & 10: 72) ) (مت 9: 22 ، 29 & 15: 28)  إن فعل الإيمان فعل تام مبني للمعلوم في الأسلوب الخبري ما يدل على أن الذي شُفي قد بقي. الفعل (sozoō) من الكلمات المألوفة التى وردت فى العهد الجديد ، ولكن معناها فى هذه الآية يرجع إلى معناها فى العهد القديم وتعنى التحرير البدنى (يع 5: 15) وهذا الرجل  بلا شك خلص جسديا وروحيا بل أنه قدم شكر وهذا يدل على قوة إيمان هذا الرجل السامرى ونحن ننظر اليوم أن إيمان المسلمين بالمسيحية أقوى من إيمان المولودين فيها

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 17

5. متى ياتي ملكوت الله

الإيمان بالملكوت الداخلي (لوقا 17: 20-21)
تفسير (لوقا 17: 20) 20 ولما ساله الفريسيون متى ياتي ملكوت الله اجابهم وقال لا ياتي ملكوت الله بمراقبة.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وقد سأل االفريسيون مخلصنا أثناء تعليمه الجموع قائلين: ٠متى يأتى ملكوت الله؟ا. والراجح أنهم لم يكونوا يقصدون من سؤالهم هذا ان يستفيدوا من تعليم معلمنا وإن تظاهروا بذلك ، لأنهم كانوا -ع لى الدوام قد أغلقوا عقولهم وقلوبهم عن أن يستفيدوا من تعاليمه ، بل لقد كانوا على الدوام معاندين لها متمردين عليها . وإنما سألوه كعادتهم ليتصيدوا من إجابته تهمة يوجهونها إليه    ليهلكوه بمقتضاها وقد كانوا يعتقدون أن ملكوت الله هو ملكوت أرضى يؤسسه المسيح الذى كانوا ينتظرونه ليعيد إليهم مجد مملكة داود ، ويقودهم إلى الحرية والإستفلال من الإحتلال الرومانى لأرض الموعد ومن ثم كانوا يقصدون بالسؤال الذى وجهوه إليه ان يجاهر بأنه هو المسيح الذى ينتظرونه ، وأن يحدد الموعد الذى يقوم فيه على هذا الأساس بثورته ضد الرومان ليطردهم ويجلس هو على عرش إسرائيل) فتكون هذه هى التهمة التى نصبوا هذا الفخ ليلقوا به فى حبائلها ويشوا به لدى الرومان ليقتلوه وقد علم فادينا بحقيقة مقصدهم ،
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 117
مرة ثانية يقاوم الفريسى الرب ، وهو لا يشعر أنه يرفس المناخس ، لأنه بينما هو يتخذ مظهر من هو شغوف بالتعلم، فإنه يسخر من الأسرار الإلهية المقدسة جدأ ، تلك التى : " تشتهي الملائكة أن تطلع عليها " حسب كلام الطوباوي بطرس (١بط ١؛١٢). لهذا السبب فإن العمى (القساوة) حدث جزئيا لإسرائيل والظلمة. أعدك عيونهم (رو 11: 25) أما عن كونهم مظلمين وعميانأ ، لدرجة أنهم كثيرا ما جعلوا سر المسيح مناسبة للسخرية ، فهذا ما يمكن لأي واحد أن يعرفه مما قد قرئ علينا الآن . فقد اقتربوا منه وسألوه قائلين: " متى يأتى ملكوت الله؟ " أيها الفريسى الأحمق خفف من كبريائك ، وتنح عن السخرية التي تعرضك لذنب ثقيل لاخلاص منه. فالكتاب يقول : " " والذى لا يؤمن بإبن الله قد دين ، ۶لأنه لم يؤمن بإسم إبن الله الوحيد " (يو ١٨:٣). لأن موسى سبق فاظهر  بالمثال والظل لن الكلمة هو طريق العالم وبابة الخلاص ، ومع أنه هو الرب ، فقد ظهر في هيئة بشرية واحتمل موت الجسد لأجل الأرض كلها . وتتفق اقوال الأنبياء القديسين ايضا مع ما قاله موسى ، لأنهم سبقوا فأنبأوا إنه سيأتي فى الوقت المعين في صورة مماثلة لنا . وهذا ايضا قد حدث ؛ لأنه أظهر للذين على الأرض ، متخذا هيئة عبد ؛ ولكنه رغم هذا احتفظ لربوبيته الطبيعية وسلطانه ، ومجده الإلهي ، كما برهن بروعة الأعمال التي أجراها.
لكن أنت ايها الفريسى لم تؤمن به ولم تقبل التبرير بواسطته لأنك معاند ومتكبر ، وبعد هذا انث تسأل متى يأتي ملكوت الله؟
لذلك ، فكما قلت ، (فالفريسي) يسخر من سر هكذا مقدس حقا وجدير بالاعجاب. ولأن مخلص الجميع كان يتكلم فى احاديثه العلنية من حين لآخر عن ملكوت الرب ، لذلك فهؤلاء البؤساء، يزدرون به - او ربما حتى قد وضعوا في ذهنهم أن يصطادوه بخبثهم ، فإن عليه ان يحتمل الموت على الصليب -لذلك فهم يسألون في سخرية ، متى يأتي ملكوت الرب؟ وكأنهم يقولون إنه قبل ان يأتي هذا الملكوت الذي تتحدث عنه، فإن الصليب والموت سوف يمسكان بك. لذلك، بماذا أجاب المسيح؟
مرة اخرى يظهر طول أناته وحبه الذي لا يبارى للإذسان لأنه " إذا شتم لم يكن يستم عوضا وإذا تألم لم يكن يهدد " ( ١بط ٢٣:٢). لذلك فلم يوبخهم بشدة، ولكن بسبب خبثهم لم يتلطف لكي يجيب على سؤالهم ، بل يقول ان ما ينفع كل الناس ، هو أن لا يأتي ملكوت الله بمراقبة ، لأن ها ملكوت الله داخلكم (لو ٧ ١ :٠ ٢ و١ ٢). ويقول لا تسألوا عن الأزمنة التي سيظهر فيها ايضا ملكوت السموات ويأتي، بل بالحري اجتهدوا لكي تحسبوا أهلأ له ، لأنه موجود داخلكم ، أي أنه يعتمد على مشيئاتكم الخاصة ، وهو في متناول أيديكم سواء قبلتموه أو رفضتموه . لأن كل إنسان قد حصل على التبرير٠ بواسطة الايمان بالمسيح، وهو متزين بكل فضيلة، فإنه يحسب أهلا لملكوت السموات.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "لَمَّا سَأَلَهُ الْفَرِّيسِيُّون". كان يسوع يعلم وسط الجمع المحتشد الذي  يتبعه من مكان لآخر وكان وسط الجمع فريسيين ومحليين كان يحضر منهم مجموعة فى معظم الأوقات التى كان يسوع فيه ينتقل من قرية لأخرى ليسمعوا ما يقوله ويناقشونه معرضين ويرون المعجزات لعلهم يوقعونه وهذا سؤال من أسئلتهم
(2)  " مَتَى يَأْتِي مَلَكُوتُ للهِ". إهتم الفريسيين بشكل خاص بما هى الحياة بعد المود وكانت لهم مناقشات كثيرة مع الصدوقيون الذين كانوا ينكرونها .. وسؤال الفريسيين هذا مشابه للأسئلة التى طرحها التلاميذ على يسوع فى ( مر 14: 4) وينفرد إنجيل لوقا فى أنه قسم نقاش يسوع عن الآخرة إلى مقطعين منفصلين (لو 17: 20 - 37) (والإصحاح 21) وفى إنجيل متى ومرقص هذا المقطع عن ألاخرة يوردا فى إصحاح واحد (مت 24) (مر 13) وربما كرر يسوع تعاليمه عن الاخرة فى أماكن مختلفة
(3)  " لاَ يَأْتِي مَلَكُوتُ اللهِ بِمُرَاقَبَةٍ".  لا يمكن للأنسان أن يتوقع موته أو ميعادا يأتى فيه الملكوت لأن هذا ألمر أخفى عن معرفة ألإنسان أى أنه أمر ائن فى المستقبل والمستقبل لا يعرفه ألإنسان وكلمة مراقبة تعنى مراقبة متأنية وردت فى إنجيل لوقا للإشارة إلى الكتبة والفريسيين الذين كانوا يراقبون يسوع ليمسكوا عليه أمرا يدينونه عليه (لو 6: 7 & 14: 1 & 20: 20)
تفسير (لوقا 17: 21)  21 ولا يقولون هوذا ههنا او هوذا هناك لان ها ملكوت الله داخلكم
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ففضح - بطريق غيرمباشر- تدبيرهم الذى يضمرونه ، واوضح لهم- بطريق مباشر- أن هذا التدبير إنما نشأ عن جهلهم وعن سوء فهمهم لملكوت الله على حقيقته ، إذ أجابهم قانلأ : إن ملكوت الله لا يأتى بترقب ، فلا يقال هوذا هنا أو هوذا هناك ، لأن ملكوت الله إنما هو فى داخاكم أى أن ملكوت الله ليس مملكة أرضية ليترقبوا قيامها فى اى زمان من الأزمنة او مكان من الأمكنة ، وتطلعوا إلى ما يرتبونه فى فهمهم الخاطئ على قيامها من نتائج وآثار دنيوية ، وإنما هو ملكوت روحى سماوى تسود فيه شريعة الله على الأرض كما هى سإئدة فى السماء، ولوشاءوا ان يفهموه على هذا الوجه ويقبلوه على هذا الاعتبار لو أنهم فتحوا عقولهم وقلوبهم لقبول تعاليمه التى تبشرهم بهذا الملكوت وتدعوهم إليه ، فانهم لن يلبثوا ان يجدوه فى داخلهم فى هذه اللحظة ذاتها التى يوجهون فيها سؤالهم إليه ، بعد أن افضى مخلصنا بهذه الحقيقة إلى الفريسيين ليحبط مكيدتهم هذه ، ويعلمهم ما لم يكونوا يعلمون ، ويوجههم إلى الفهم الصحيح لما لم يكونوا يفهمون استخدم هذه الفرصة ليكشف لتلاميذه على الخصوص بعض جوانب هذه الحقيقة بصدد ذلك الملكوت الإلهى الذى كانوا هم أيضا بتأثير الفهم السائد لدى اليهود يخطئون فهم كنهه ، ويظنون أنه مملكة دنيوية سيقيمها على الأرض معلمهم الذى آمنوا بأنه هو المسيح الذى تنبأ بمجيئه الأنبياء ، وانهم سيكونون هم أمراء هذه المملكة ووزراءها ،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 (1) "وَلاَ يَقُولُونَ: هوذَا هنا ، أَوْ: هوذا هناكَ".هذه الاية مقدمة الآية 23 (مت 24 :23- 26) بمعنى مخبأ هو أن هناك علامات عن اليوم الأخير ( لو 17: 24) (مت 24 : 27)
(2) "مَلَكُوتُ للهِ دَاخِلَكُمْ" .  إستخدم القديسيين ثلاث معانى نفسر كلمة فى داخلكم  أ)  فى داخل كل واحد فيكم أو .. 2)  بينكم / فى وسطكم 3) فى متناول ايديكم .. والمعنى المرجح يبقى فى أ و ب ولكن "أ" لا تنطبق على الفريسيين ربما عنى يسوع أن حضور الملكوت هو برؤية يسوع المسيح وأنهم رأوه عيانا فيسوع كان يجول يصنع خيرا ولا يعرف أحدا متى يأتى ومتى يذهب فى الأرض هكذا هو الملكوت السموات وقد أوضحة يسوع فى الصلاة الربانية عن المشيئة الإلهية فى الملكوت  "لتكن مشيئته على الأرض كما ھي في السماء" (انظر مت 6 : 10)

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 17

6. بين الملكوت الداخلي والأخروي (لوقا 17: 22-37)

أولًا: تشتهون أن تروا يومًا واحدًا - ثانيًا: التحذير من التضليل - ثالثًا: رفض المسيح - رابعًا: اليقظة والسهر - خامسًا: التحذير من النكوص - سادسًا: الاهتمام  بخلاص النفس - سابعًا: اجتماع النسور حول الجثة
تفسير (لوقا 17: 22) 22 وقال للتلاميذ ستاتي ايام فيها تشتهون ان تروا يوما واحدا من ايام ابن الانسان ولا ترون.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فقال لهم : ستأتى أيام تشتهون فيها أن تروا يومآ واحدا من أيام ابن الإسان فلا ترون
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 117
لذلك فبعد أن أوضح هذا الأمر للجميع، فإنه الآن يوجه كلامه إلى تلاميذه القديسين ، لمن هم رفقاؤه القديسون ويقول : ستاتي ايام فيها تشتهون ان تروا يوما واحدا من ايام ابن الانسان ولا ترون . هل الرب بحديثه هكذا يغرس الجبن في تلاميذه؟ هل هو يضعفهم مقدما ويوهن عزيمتهم حتى لا يستطيعوا أن يحتملوا تلك الاضطهادات والتجارب التي يجب عليهم أن يحتملوها؟ ليس هذا هو قصده بل بالأحرى العكس ؛ لأنه يريدهم أن يكونوا مستعدين لكل ما يمكن أن يحزن الناس ويتهيئوا لاحشاله بصبر ، وهكذا إذ ينالون استحسانه يمكنهم أن يدخلوا ملكوت الرب . لذلك فهو ينذرهم مسبقا بأنه قبل مجيئه من السماء عند انقضاء العالم ، فسوف تسبقه تجارب واضطهادات ، حتى إنهم يشتهون أن يروا يوما من أيام ابن الأنسان ؛ أي يوما مثل تلك الأيام التي كانوا فيها لا يزالون يتجولون مع المسيح ويتحادثون معه . ومع هذا فإن اليهود كانوا حتى في ذلك الحين يخطئون ضده بعنف غير قليل ، فقد رجموه بالحجارة واضطهدوه ، ليس فقط مرة واحدة بل مرات كثيرة ؛ واقتادوه إلى حافة الجبل ، لكي يطرحوه على الجرف ؛ وأغاظوه بالتعييرات والافتراءات ، وكل صور الخبث مارسها اليهود ضده . فكيف قال إذا إن التلاميذ سوف يشتهون أن يروا يوما من أيامه؟ قال هذا بسبب أن الشرور الأقل تشتهى عند مقارنتها بالشرور الأعظم.
أما عن نزوله من السماء في أزمنة العالم الأخيرة ، ليس في الخفاء ولا في الستر ، بل بمجد إلهي ، وساكنا في نور لا يدنى منه (١تي ١٦:٦)ء فهذا اعلنه بقوله إن مجيئه سيكون كالبرق . قد ولد حقيقة بالجسد من امراة لكي يتمم التدبير لأجلنا ، ولهذا السبب أخلى نفسه (في ٧:٢) وافتقر، ولم يظهر ذاته في مجد الألوهية ؛ لأن الوقت نفسه ، وضرورة التدبير ، قاده إلى هذا الاتضاع . أما بعد قيامته من بين الأموات — وبعد أن صعد إلى السماء وجلس مع الرب الآب - فسوف ينزل ثانية ، بدون إخفاء لمجده ، وليس في وضاعة الطبيعة البشرية ، بل في عظمة الآب ومجده ، وبرفقة الملائكة المحيطين والواقفين امامه ، كإله  ورب الكل ، لذلك فسوف يأتي ، كالبرق ، وليس في السر .
وايضا لايجب أن نصدق أي إنسان يقول؛ هوذا المسيح هنا أو هوذا هناك" ٠ بل كما قال الرب فإنه : " ينبغي اولا ان يتالم كثيرا ويرفض من هذا الجيل.  (لو 17 : 25) ، والمسيح بقوله هذا ، فإنه يقطع من قلب التلاميذ توقعا آخر لأنهم افترضوا انه بعد ان كان قد تجول في اليهودية وبعد ذلك في اورشليم ، فإنه في الحال سوف يظهر ملكوت الله . فتقدموا إليه وقالوا: يا رب هل في هذا الوقت ترد الملك إلى إسرائيل؟ (اع١ :٦) وأم ابني زبدي ايضا كانت تتوقع ان هذا سوف يحدث ، ولنلك تقدمت إليه وقالت: " قل أن يجلس إبناى هذان واحد عن يمينك والآخر عن اليسار فى ملكوتك" (مت ٠ ٢: ٢١)، فلكي يعرفوا، أنه كان مزمعا اولآ أن يجوز آلامه الخلاصية ، وان يبطل الموت بموت جسده، ويطرح خطية العالم خارجا ويقضي على رئيس هذا العالم ، وان يصعد إلى الآب، وفى الوقت المعين يظهر : " ليدين المسكونة بالعدل" (مز 95: 13 س) لذلك يقول، إنه : " ينبغى أن يتألم كثيرا " ..
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)"سَتَأْتِي أَيَّامٌ فيها تَشْتهونَ أَنْ تَرَوْا يَوْمًا وَاحِدًا مِنْ أَيَّامِ ابْنِ الإِنْسَانِ ". كان يسوع قد جمع حوله مجتمعا من التلاميذ وأسرهم وحمل هو جميع مشكلاتهم المتعلقة بالحياة من أكل وشرب وملابس وغيره وحمى هذا المجتمع من الأفكار الخاطئة وهجوم القادة الدينيين عليهم ولم يمرض أحدهم وإذا مرض يشفيه إنه مجتمع مثالى ولكن يقول لهم فى هذه ألاية  أنه "سَتَأْتِي أَيَّامٌ" ستواجهون العالم ستعانون من التجارب والمحن والاضطھاد والمرض، الخ. ولكنه فى موضع آخر قال "آية (يو 16: 33): قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ»." وأرسل لنا الروح القدس بقوله (وها أنا أرسل لكم موعد أبى) (لو 24: 49)  لنواجه هذا العالم الشرير وفد تحدثت آيات الكتاب المقدس يبدو عن أن أن الأمور ستزداد سوءاً شيئاً فشيئاً قبل عودة الرب (انظر دا 12 : 1) (رو 8: 18: 23)
(2) " ابْنُ الإِنْسَانِ". كان يسوع دائما يطلق على نفسه لقب (إبن ألإنسان" ليؤكد إنسانيتة مع لقبة الإلهى إبن الألاه وكلمة الإله .. والألقاب الأخرى مثل مسيح الرب ... ألخ وإسم إبن الإنسان  تأتي من _حز 2 : 1) (دا 7: 13) وتدل ضمناً على كل من صفات يسوع البشرية والإلهية معا
(3) "وَلاَ تَرَوْنَ". يسوع خاصته الذين إختارهم وهم تلاميذه وكل من تركوا كل شئ وتبعوه التلاميذ (لو 17: 22- 27) ومما رأيناه ما عاناه التلاميذ والمسيحيين بعد صعود يسوع  أ) التلاميذ والمسيحيين يُقتلون ويعانون الاضطهاد (1تس 2: 14- 16)  فانكم ايها الاخوة صرتم متمثلين بكنائس الله التي هي في اليهودية في المسيح يسوع، لانكم تالمتم انتم ايضا من اهل عشيرتكم تلك الالام عينها، كما هم ايضا من اليهود، 15 الذين قتلوا الرب يسوع وانبياءهم، واضطهدونا نحن. وهم غير مرضين لله واضداد لجميع الناس. 16 يمنعوننا عن ان نكلم الامم لكي يخلصوا، حتى يتمموا خطاياهم كل حين. ولكن قد ادركهم الغضب الى النهاية...  ب)  ولا ترون حتى يكون المجئ الثانى Parousia  ( انظر 2 تس 2 ) .. ج)  لأنكم تنتظرون مجيئه ولكنه سيأتي فجأة بدون علامات مسبقة أو تحذير
لقد قال يسوع أن يوم مجيئة أخفى وان ميعاده وتاريخ عودته غير مسموح لأحد معرفته ولكنه أعطى علامات وردت فى (2 تس 2) وراجع (مت 24: 36) 
تفسير (لوقا 17: 23) 23 ويقولون لكم هوذا ههنا او هوذا هناك.لا تذهبوا ولا تتبعوا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وسيقولون لكم إنه هنا أو هناك ، فلا تذهبوا ولا تتبعوهم .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "يَقُولُونَ لَكُمْ: ُهوذَا هنا ! أَوْ: ُهوذَا هناكَ". هذه الآية مرتبطة بالآية (لو 17: 24 ) ، والتي تطمئن المؤمنين إلى أن يسوع سوف يجئ بصورة علنية مرئية منظورة للجميع ولن يخفى عن تلاميذه.
(2) "لاَ تذهبوا وَلاَ تَتْبَعُوا" .. نحويا : هذان الفعلان كلاهما فعل مبني للمعلوم في الأسلوب الخبري مستخدم بصيغة الأمر. الماضي البسيط الاحتمالي الشرطي مع أداة النفي يعني "إياكم حتى وأن تبدأوا".
تفسير (لوقا 17: 24) 24 لانه كما ان البرق الذي يبرق من ناحية تحت السماء يضيء الى ناحية تحت السماء كذلك يكون ايضا ابن الانسان في يومه.

تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
لأنه كما أن البرق الذى يبرق فى ناحية من السماء يضئ فى الناحية الأخرى منها ، هكذا سيكون مجىئ ابن الإنسان فى يومه. لأن مجيئه الحقيقى ، أى انتصار إنجيله ، وسياده ؛ ملكوته الروحى السمائى على الارض ، مهما تاخر ومهما لقى من مقاومة وعناد واضطهاد ، فإنه لن يلبث آن يسطع ضوءه فى أى مكان من الأرض كلها ، كالبرق الذى إذا سطع فى أى ناحية . من أنحاء السماء يمتد ضياؤه على الفور فى الناحية الأخرى منها ,
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 117
ولكي يوضح انه سوف يظهر على غير توقع ، وبدون ان يعرف احد متى يكون هذا ومتى تكون نهاية العالم ، فإنه يقول ان النهاية ستكون كما كان في أيام نوح ولوط. لأنه يقول إنهم كانوا ياكلون ويشربون ويزوجون ويتزوجون ، ويشترون ويبيعون ، ويبنون ؛ لكن مجيء الطوفان قتل الأولين ، بينما كان الآخرون فريسة وطعاما للكبريت والنار٠٠ إذا ، فما معنى هذا؟ هو يطلب منا ان نكون دائما ساهرين ومستعدين لأن نعطي جوابا امام منبر الرب كما يقول بولس ٠٠ لا لأنه لابد أننا جميعا نظهر امام كرسي المسيح لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع خيرا كان ام شرا (2كو 5: 1) ٠
 فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار وبقول للخراف تعالوا يا مباركي ابى رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم " ، لكنه سينطق حكنا مرعبا على الجداء لأنه سيرسلهم : " إلى النار التى لا تطفئ " ٠٠ (أنظر مت25: 33- 41)
لذلك، أيها الفريسى ، إن أردت أن تحسب مستحقا لملكوت الرب ، فصر واحدا من الخراف ، قدم للمسيح ثمرة إيمانك به ، وامدح السلوك المقدس ، الذي بحسب الإنجيل ، أما ان ظللت جديا ، أي غير مثمر ، وخال من الإيمان والأعمال الصالحة معا ، فلماذا تسأل متى يأتي ملكوت الله؟ لأنه لا يهمك ، بل بالأحرى خف من العذاب المقرر لغير المؤمنين ، ومن النار التي لا تطفأ المدنة لأولئك الذين يخطئون ضد المسيح ؛ الذي به ومعه للرب الآب يحق التسبيح والسلطان، مع الروح القدس، إلى دهر الدهور. آمين.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) هذه الآية تشبه ما ورد فى (مت 24: 27) ولكن لا توجد ما يشبهها مع ما ورد من علامة الساعة فى (مرقس13)  إن مجئ يسوع سيكون مرئيا منظورا من كل واحد واضحا ، وليس مجيئاً سرّياً. (مت 24: 40- 41) (لو 17 : 37)
وهذا السياق يشير إلى أولئك الذين يُقتلون في المجئ الثانى ("كَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ نُوحٍ")، وليس لمجموعة منتخبة مختارة من المؤمنين اليونانيين أو الكنيسة المنظورة فقط بل من كل العالم مؤمنين وغير مؤمنين حيث ستكون يوما للدينونة وحسابا  للجميع
(2) " يَوْمِهِ "..هناك تغاير في المخطوطات باللغوة اليونانية يتعلق بخاتمة الآية (لو 17: 24) . بعض النصوص اليونانية القديمة بها عبارة "في أيامهِ" (انظر المخطوطات ! ،W،L،A، والفولغاتا والترجمات السريانية). ولكن مخطوطات عديدة قديمة أخرى لا تحوي هذه الكلمة (المخطوطات 75 ،B،P وبعض الإصدارات  بالقبطية)، نصيّاً يستحيل أن نرجح أيا من هذه المخطوطات، ولكن العبارة نجدها فقط في العهد الجديد
تفسير (لوقا 17: 25) 25 ولكن ينبغي اولا ان يتالم كثيرا ويرفض من هذا الجيل.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ولكنه ينبغى أولأ أن يعانى آلاما كثيرة ، وان يرفضه هذا الجيل . فلئن لقى تلاميذ مخلصنا كل مصنوف العنت والعسف والعنف والآلام والأوجاع من المقاومين لملكوته والمعاندين لانجيله والمضطهدين للمؤمنين به ، فلا ينبغى أن يضعفوا أو يفزعوا أو يتضعضعوا ، لآن مجئ ملكوته بانتصار إنجيله وإن يكن مصحوابا بالنقمة والهلاك على مقاوميه ومعانديه ومضطهديه من أبناء الأمة اليهودية على يد الرومان الذين سيجيئون إليهم ويقضون عليهم . فإنهم هم الذين آمنوا به وصعدوا فى إيمانهم سينجون من هنذه . النقمة والهلاك ، إذ سيمد يده الإلهية وينقذهم باعتبارهم رعيته ومختاريه
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)"وَلكِنْ يَنْبَغِي أَوَّلاً أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا وَ يُرْفَضَ مِنْ هذا الْجِيلِ". لقد أعلن يسوع عن معرفتة الغيب والمستقبل  عدة مرات لتلاميذه (مت 16: 31& 17: 9، 12 ، 22- 23 & 20 : 18- 19) (مر 8: 31 & 9: 12) (لو 9: 22 ، 44 & 12: 50 & 13 : 32 - 33 & 18: 32- 33) لم يتوقع اليهود أن يأتى المسيا ليتألم ولكن اليهود أرادوا مسيا يقودهم فى الإستقلال من الحكم الرومانى (1كور 1: 23) وهذا ما ورد فى العهدين القديم والجديد (تك 3: 15) (مز 22& 118 : 22) (أش 8: 14 ، 52 : 13- & 53: 12) (زك 12: 10) (لو 2: 34) (مت 21: 42- 46) (أع 2: 23)
(2)  " ْهذا الْجِيلِ". يشير يسوع إلى اليهود الذين كان يكلمهم فى  عصرة وفى الأراضى المقدسة ولكنهم لم يؤمنوا به (لو 7: 31 & 9: 41 & 11، 29 & 16: 8 & 17: 25 & 21: 32 ) (أع 2: 40) وقد أعلنها واضحة : "إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْه " (يو 1 : 11) إن الطريقة التى يتفاعل بها الناس مع يسوع هى التى تحدد مصيرهم فى الأبدية .. الملكوت الذى يتواجد فيه يسوع كان معهم وسوف يكمل بمجيئة الثانى 
تفسير (لوقا 17: 26) 26 وكما كان في ايام نوح كذلك يكون ايضا في ايام ابن الانسان.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
وكما كان في ايام نوح ، هكذا سيكون أيضا فى أيام ابن الإنسان .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 (1) "وَكَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ نُوحٍ". وردت حياة نوح فى (تك إصحاحات  6 - 9)  وكان الناس فى أيام نوح يمارسون أعمالهم وحياتهم الطبيعية بشكل يومى لا يهتمون بما يقوله نوح عن الطوفان وبالرغم من أنهم كانوا يعرفون أن الطوفان سيأتى ولكنهم لم يؤمنوا ولم يستعدوا لذلك اليوم الرهيب الذيى سيغرقون فيه  (لو 17: 27- 30) (مت 24: 3- 29)  ھوفى قصة نوح نجد أنه من بين العالم فى ذلك الوقت ثمانية أشخاص فقط أمنوا  بقدوم طوفان واستعدوا له (تك 7: 7، 10)
تفسير (لوقا 17: 27) 27 كانوا ياكلون ويشربون ويزوجون ويتزوجون الى اليوم الذي فيه دخل نوح الفلك وجاء الطوفان واهلك الجميع.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فقد كانوا يأكلون ويشربون ويتخذ الرجال زوجات وتتخذ النساء أزواجا إلى يوم أن دخل نوح الفلك فجاء الطوفان وأهلك الجميع .  وسيحدث عندئذ ما حدث فى ايام نوح ، حين كان الناس تاركين طاعة الله متمردين عليه ، منهمكين كل الانهماك فى إهتمامات الدنيا ، ومنغمسين كل الانغماس فى شهواتها وملذاتها ، يأكلون ويشربون ويتزاوجون ، عابدين الجسد والجسديات ، مهملين الروح والروحيات . حتى إذا غضب الله لذلك عليهم وقضى بهلاكهم اختار الصالحين منهم وفى مقدمتهم نوح وأدخلهم الفلك لينجيهم ، ثم صب طوفانه على من عداهم من اهل الأرض جميعآ فأهلكهم .
تفسير (لوقا 17: 28) 28 كذلك ايضا كما كان في ايام لوط كانوا ياكلون ويشربون ويشترون ويبيعون ويغرسون ويبنون.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وكما كان فى أيام لوط ، إذ كانوا يأكلون ويشربون ويشترون ويبيعون ويغرسون ويبنون،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  "لُوطٌ". حياة لوط التي عاشها في سدوم وردت فى (تك 12: 5، 13- 14 ، 19)
تفسير (لوقا 17: 29)  29 ولكن اليوم الذي فيه خرج لوط من سدوم امطر نارا وكبريتا من السماء فاهلك الجميع.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ثم يدم أن خرج لوط من سدوم أمطرت السماء نارا وكبريتا فاهلكت الجميع ، كما انه سيحدث عندئذ ما حدث فى أيام لوط ، حين كان الناس أيضا فى مدينة سدوم تاركين طاعة الله ، متمردين عليه ، منهمكين كل الانهماك فى إهتمامات الدنيا ومنغمسين كل الانغماس فى شهواتها وملذاتها ، ياكلون ويخربون ويشترون ويبيعون ويغرسون الأشجار ويبنون الديا ر، عابدين هم ايضآ الجسد والجسدبات، مهملبن الروح والروحيات . حتى إذا غضب الله عليهم وقضى بهلاكهم ، اختار الصالحين منهم وفى مقدمتهم لوط وامرهم بالخروج من سدوم ، حتى إذا خرجوا صب نا رأو كبريتا على من عداهم من أهل تلك المدينة فأهلكهم جميعآ. وهذا هو الذى سيفعله مخلصنا حين يسخر الرومان لتنفيذ حكمه بهلاك الأمة اليهودية ، فعندئذ سيعمل على نجاة المؤمنين به من هذا الهلاك
تفسير (لوقا 17: 30) 30 هكذا يكون في اليوم الذي فيه يظهر ابن الانسان
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
هكذا يكون فى اليوم الذى فيه يظهر ابن الإنسان.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "ھ هكَذَا يَكُونُ فِي الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ يظهرُ ابْنُ الإِنْسَانِ". تؤكد هذه الاية عدة أمور عن المجيء الثاني: أ) أنه سيكون منظوراً مرئياً وعلنياً (الآيات لو 17: 23، 24).. ب) أنه سيأتى والناس يقومون بأعمالهم الإجتماعية وحياتهم سائرة كالمعتاد (لو 17: 27) .. ج)  23سيفاجأ به الجميع .. د) سيكون غير متوقع وقد ورد هذا الإعلان ذاته فى (متى 16: 27 & 24: 29- 44) (1كور 1: 7 & 1تس 4: 12- 18) (2تس 1: 7) (1بط 1: 7) (رؤ 11: 15-19 19: 1- 21)
تفسير (لوقا 17: 31) 31 في ذلك اليوم من كان على السطح وامتعته في البيت فلا ينزل لياخذها.والذي في الحقل كذلك لا يرجع الى الوراء.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فمن كان فى ذلك اليوم على السطح وامتعته فى البيت فلا ينزل ياخذها. ومن كان فى الحقل فلا يرتد أيضا إلى الوراء . .. ومن ثم نصح مخلصنا تلاميذه وكل الذين سيكونون قد آمنوا به فى اليوم الذى حدده لهذا الهلاك ، بأنهم متى رأوا الرومان قد حاصروا أورشليم فليهربوا منها على الفور غير مبطئين لأى سبب من الأسباب ، حتى ينزل الذى يكون منهم عندئذ على سطح بيته إلى الطريق مباشرة ولا يفكر حتى فى ان يدخل حجرات بيته ليأخذ معه بعض امتعته ، والذى يكون منهم فى الحقل خارج المدينة لا يفكر فى أن يعود إليها لأى سبب من الأسباب . وإنما ينطلق هاربا فى شعاب الجبال تاركا كل ما له من أمتعة وأموال ، لأن إنقاذ حياته أهم وأثمن من كل أمتعته وأمواله .
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 118
يقول الكتاب. المقدس في موضع ما:" هيئ أعمالك لأجل رحيلك ، وإجعل نفسك مستعدة للحقل بعد تبني بيتك"  (أم 24: 27 س)٠ وأنا أعتقد أن المقصود برحيلنا هو خروجنا من هذا العالم وانتقالنا من هنا . وبالطبع لابد أن تلحق هذه الساعة كل إنسان ، لأنه كما يقول المرنم : " أى إنسان يحيا ولا يرى الموت ، ومن يستطيع أن ينجى نفسه من يد الهاوية ؟ " (مز ٤٨:٨٨ س)٠ لأن طبيعة الإنسان قد أدينت في آدم وسقطت في الانحلال، لأنه تعدى الوصية التي أعطيت له . أما أولئك المهملون والمزدرون فإنهم يعيشون حياة مخزية ومجة للذة ، وهم لا يعطون ذهنهم فرصة للئفكير في العالم الآتي ولا في الرجاء المعد للقديسين ، كما أنهم لا يشعرون بأي انزعاج من العذاب المعد لمن يحبون الشر. أما الذين يعيشون حياة فاضلة فإنهم يفرحون بالأتعاب لأجل الاستقامة ، كما لو كانوا يتركون شهوة السعي وراء الأرضيات ، ولا يعطون سوى انتباها قليلا للضجيج الباطل الذي لهذا العالم.
يدعونا المخلص أن نتمسك بشدة بهنا الهدف الممتاز ، وبالاجتهاد المناسب له فيقول : في ذلك اليوم من كان على السطح وامتعته في البيت فلا ينزل لياخذها.والذي في الحقل كذلك لا يرجع الى الوراء. " ٠ كان المسيح يتكلم عن اليوم الأخير ، اي عن نهاية هذا العالم ويقول: لأنه كما كان فى أيام نوح ولوط ، كانوا يأكلون ويشربون ويزوجون ويتزوجون إلى أن جاء الطوفان، ونزلت نار على سدوم واهلكت الجمبع، هكذا يكون اليوم الذي فيه يظهر ابن الإنسان . لنلك فهو يقويهم ليتذكروا اليوم الأخير ونهاية الزمان ، فيوصيهم الآ يكترثوا بكل الأمور الأرضية والوقتية ، وأن يتطلعوا فقط إلى غاية واحدة ، التي هي اهتمام كل واحد بخلاص نفسه . لنلك يقول: من كان على السطح وأمتعته في البيت فلا ينزل ليأخذها . ومن الواضح أنه بهذه الكلمات يقصد الانسان الذي يعيش رغد وسعة ومجد دنيوي ، لأن أولئك الذين يقفون على السطوح يكونون دائما ظاهرين أمام أعين أولئك المحيطين بالمنزل. وهو يقول: فإن كان هناك أحد فدعه في ذلك الوقت لا يحسب حسابا لأمتعته المخزونة في بيته ، لأن مثل هذه الأشياء تكون حينئذ بلا قيمة ولا نفع منها لحياته ، كما هو مكتوب : الكنوز لا تنفع الشرير ،
أما البر فينجى من الموت" (أم 10: 2 س) ٠ ويقول: وان كان أحد في الحقل ، دعه كذلك لا يرجع إلى الوراء . أي ان وجد أحد منشغلا تماما في فلاحته ومستغرقا في الأشغال ، وهو يرغب في الثمر الروحي وان يجني عاقبة تعب الفضيلة ، فليتمسك بثبات بهذا الاجتهاد ، ودعه لا يرجع إلى الوراء، لأنه كما قال المسيح نفسه أيضا في موضع ما: " ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله " (لو ٦٢:٩) لأنه من واجبنا ان نحافظ على جهاداتنا الروحية بلا تذبذب ، وأن نثابر فيها بإرادة لا تكل ، لئلا نقاسي نفس المصير الذي حل بالمرأة في سدوم ، وإذ يضرب بها المثل فهو يقول: " أذكروا إمرأة لوط" ا لأنها بعد أن أنقذت من سدوم ولكنها لأنها رجعت بقلبها بعد ذلك ، فإنها صارت عمود ملح ، أي صارت حمقاء مثل حجر.
لذلك يقول : في ذلك اليوم وتلك الساعة ، كل من هم معتادون على العيش في بذخ ، يلزمهم أن يمتنعوا تماما عن مثل هذه الكبرياء وأن يجتهدوا بكل استعداد لكي يخلصوا أنفسهم، وبالمثل على من هم كادحون ويقدرون الجهاد النافع ، يلزمهم أن يتمسكوا بشجاعة بالهدف الموضوع امامهم ، لأن ٠" من طلب ان يخلص نفسه يهلكها ، ومن أهلكها يحفظها حية ٠
أما عن الطريقة التى يهلك بها الإنسان نفسه لكي ما يخلصها ، وكيف أن من يتصور أنه يخلصها يهلكها ، فهذا يبينه بولس بوضوح عندما يقول عن القديسين:" الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات" (غل 5: 24) لأن الذين قد صاروا تابعين حقيقيين للمسيح مخلصنا جميعا ، يصلبون جسدهم ويميتونه وذلك بانشغالهم دائما في أتعاب وجهادات لأجل التقوى، وبإماتتهم شهوة الجسد الطبيعية لأنه مكتوب : " أميتوا أعضاءكم التي على الأرض ، الزنا النجاسة الهوى الشهوة الردية الطمع " (كو ٥:٣). أما الذين يحبون سلوك الحياة الشهواني ، ربما يتخيلون أنهم يربحون نفوسهم بالعيش في اللذة والتخنث ، بينما هم يخسرونها بالتأكيد ، لأنه يقول: لأنمن يزرع لجسده فمن الجسد يحصد فسادا  (غل 6: 8) لكن كل من يخسر حياته فهو بالتأكيد سيخلصها ، وهذا ما فعله الشهداء إذ احتملوا الصراعات حتى الدم وبذل الحياة ، ووضعوا فوق رؤوسهم ، محبتهم الحقيقية للمسيح إكليلا لهم. أما أولئك الذين أنكروا الإيمان بسبب ضعف العزيمة وضعف القلب ، وهربوا من موت الجسد في الحاضر، فقد صاروا قتلة لأنفسهم لأنهم سيهبطون إلى الجحيم كي يكابدوا عقوبات جبنهم الشرير . لأن الديان سينزل من السماء ، وهؤلاء الذين أحبوه بكل قلوبهم ومارسوا باجتهاد حياة تقوى خالصة سوف يدعوهم قائلا : تعالوا يا مباركى أبى رثوا الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم" (مت ٣٤:٢٥). وأما الذين سلكوا حياة إهمال وانحلال ، أو من لم يحافظوا على مجد الايمان به ،. فسوف يحكم عليهم بعقوبة صارمة وشديدة جدا ويقول لهم: إذهبوا عنى يا ملاعين لإلى النار الأبدية " (مت ٢٥: ٤١).
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  فى هذا الجزء من الإصحاح يورد ثلاثة امثلة تحث الذين آمنوا بيسوع ألا يكونوا مهتمين بالممتلكات وألا يكونوا مربوطين بالحياة الدنيوية .. ويعتقد أن يسوع أستعمل نفس التعاليم مع مجموعات وبيئات وظروف أخرى وبطرق مختلفة والثلاثة هم : أ)  الشخص الذي على السطح (مت 24 : 17) .. ب) ذاك الذي في الحقل ج) المثال السلبيزوجة لوط التى التفتت إلى الوراء، (تك 19 : 26)
يبدو أن يسوع فى الأصحاح (متى 24 ) وكأنه يدمج الأحداث التي ستكون حاضرة لدى المجيء الثاني مع الأحداث المرتبطة بدمار أورشليم عام 70 م على يد القائد الروماني تيطس ( الذى أصبح إمبراطورا  فيما بعد)،  (لو 17: 31- 32) (وراجع متى 24: 17- 18) آيات تشير إلى دمار اورشليم والذى حدث أن ما قاله يسوع من تحذير فى هذه ألايات أنتشر بين الناس فى الأراضى المقدسة  لم يأخذه البعض بمحمل جد فلم يهربوا كما قال يسوع وقتلوا وهم الذين كانوا ضدا ليسوع وقاوموه ولم يصدقوا كلامه وقالوا عنه أنه مختل  وآخرين سواء سواء أكانوا مؤمنين أو غير مؤمنين
هربوا ونجوا ومن المؤكد أن يسوع قال هذه التحذيرات وأنه يعرف ان المؤمنين به سيصدقون كلامه ويهربوا أثناء الحروب وبه1ذ أستطاع يسوع أن ينقذ تابعيه وحافظ كذلك على إستمرار الكنيسة وأنقذ محبيه من الموت فى حرب معروف نهايتها قبل أن تحدث فى نبوءة فريدة من نوعها  مهما  كان السياق (دمار أورشليم عام 70 م. أم دمار أورشليم) فإن هذه النبوءه دلت على أ) دمار الهيكل ب) دمار مدينة أورشليم والمدن التى فى ألراضى المقدسة ج) قتل عدد كبير من اليهود يقدر بمئات الألاف إنتصار الرومان
تفسير (لوقا 17: 32) 32 اذكروا امراة لوط.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
تذكروا زوجة لوط -  ولأن الذى وهو هارب من المدينة إذا نظر خلفه إلى ما ترك فيها إنما يدل بذلك على أنه لايزال متعلقا باهتمامات الدنيا ومقتنياتها لايريد أن يفارقها ، فيكون مثله نلك مثل زوجة لوط التى وهى هاربة معه بأمر الله من سدوم نظرت خلفها فبرهنت بذلك على انها مازالت متعلقة بتلك المدينة الفاسدة الفاسقة ، ومن ثم عاقبها الله بأن أحالها على الفور إلى عمود من الملح (التكوين 19: 26) . ومن ثم قال مخلصنا لتلامينه محذرا:تذكروا زوجة لوط ، أى تذكروا ما حدث لهذه المرأة حين أبدت تعلقها بما فى مدينتها من فساد وفسق ، وما كان يتضمنه ذلك من رغبة فى الارتداد عن الطريق الذى اراده الله لخلاصها وإنقاذها من الهلاك . ولذلك استحقت أن تهلك هى الأخرى بتلك الطريقة ذات المغزى العميق التى دبرها الله بحكمته وعدالته .
تفسير (لوقا 17: 33) 33 من طلب ان يخلص نفسه يهلكها ومن اهلكها يحييها.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
لأن من سعى لأن يخلص نفسه يهلكها ، ومن أهلكها يحييها .- وإن كان مخلصنا فى هذه العبارات التىى افضى بها إلى تلاميذه ، يعنى ما سيحدث فى يوم هلاك الأمة اليهودية ، وما ينبغى على تلاميذه وسائر المؤمنين به أن يفعلوا فى ذلك اليوم لخلاصهم ، فإنه كان يعنى أيضا ، وربما فى المقام الأول ، ما سيحدث فى يوم الدينونة الأخير الذى سماه يوم ابن الإنسان والذى سيأتى فيه هو ليدين البشر جميعآ فيقضى بخلاص الأبرار وهلاك الأشرار ، طالبا إلى تلاميذه وإلى البشر جميعآ أن يهربوا من الاهتمامات الدنيوية إلى الخلاص الأبدى فى ملكوت السماوات، لأنه سيجى ء بغتة فى ذلك اليوم الذى لا يعلمه أحد  مضيئأ بنوره الالهى الكون كله فى وقت واحد ولحظة واحدة. وسيكون الأشرار من الناس عندئذ تاركين طاعة الله متمردين عليه منهمكين كل الانهماك فى إهتمامات الدنيا ومنغمسين كل الانغماس فى شهواتها وملذاتها ، ياكلون ويشربون ويتزاوجون ويشترون ويبيعون ويغرسون الأشجار ويبنون الديار ، عابدين الجسد والجسديات مهملين الروح والروحيات . فأولئك سيهلكهم المسيح الديان شر هلاك ٠ وأما الأبرار من الناس الذين آمنوا بالمسيح وعملوا بتعاليمه ، تاركين حياة الجسد إلى حياة الروح . ونابذين الإهتمام بالجسديات ، حاصرين كل همهم واهتمامهم فى الروحيات . فأولئك هم مختارو المسيح الذين سينقذهم من الهلاك ويضمهم إلى أحضان ملكوته ليجعلهم رعيته فى ذلك الملكوت ورعاياه . لأن من سعى إلى الخلآص بإنتهاج حياه الروح مهلكا بذلك فى نفسه حياة الجسد، يستحق الخلاص والحياة الأبدية فى ملكوت المسيح الذى هو ملكوت السماوات وأما من إنهمك فى حياة الجسد مهلكا بذلك فى نفسه حياة الروح فإنه لا يستحق إلا الهلاك الأبدى .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)"مَنْ طَلَبَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يهلِكها". الكلمة "يخلّص/ أو بمعنى يحفظ" نحويا : في بنية المبني  للمتوسط تعني يحرز، يكسب، أو يجني. دعوة يسوع إلى التلمذة كانت دعوة إلى التسليم الكامل لمشيئته الإلهية أى التخلي الشخصي لتكون الحاجة إلى واحد (غل 2: 20) (1يو 3: 16) هو قرار جذرى مصيرى أين تقف ؟ داخل السفينة أم خارجها؟ هو دعوه لأن تسير طريق الحق والحياة وفى أى ارض أنت وماذا ستثمر (لو 9: 24) (مت 10: 39 ، 10: 25) (مر 8: 35) (يو 12: 25)
كلمة  " نَفْس/روح"، حرفياً باللغة اليونانية (psuche) تُترجم غالباً  "نفس / روح) ولكنها تشير إلى الشخص بأكملة .. ورد هذا التعليم نفسه فى فى (لو 9: 24) (مت 10: 34- 39& 16: 25)  (مر 8: 35) (يو 12: 25)
تفسير (لوقا 17: 34) 34 اقول لكم انه في تلك الليلة يكون اثنان على فراش واحد فيؤخذ الواحد ويترك الاخر.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
أقول لكم إنه فى تلك الليلة سيكون إثنان فى فراش واحد ، فيؤخذ أحدهما ويترك الآخر ، وبذلك ينقسم الناس فى ذلك اليوم الرهيب المهيب - فى عملية فرز دقيقة إلى فريقين ، ولوكانوا إخوة يعيشون معآ فى بيت واحد أو زملاء يشتركون معأ فى عمل واحد . فربما كان إثنان نائمين معا فى فراش واحد فيهلك الشرير منهما ويخلص البار
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 118
وهذا يعلمنا إياه بقوله : " في تلك الليلة يكون اثنان على فراش واحد فئؤخذ الواحد ويترك الآخر، تكون اثنتان تطحنان معا فتؤخذ الواحدة وتترك الأخرى " ٠ وعن الاثنين اللتين على فراش واحد ، يبدو انه يلمح إلى أولئك الذين يعيشون في راحة ويسر وهم مساوون لبعضهم البعض من جهة امتلاكهم للغنى الدنيوى ؛ لأن الفراش يرمز الى الراحة. ولكنه يقول واحد يؤخذ ويترك الآخر. كيف أو بأي طريقة؟ ذلك أنه ليس كل هن يمتلكون ثروة ويحيون في راحة في هذا العالم، هم اشرار وقساة القلب. فلو أن إنسانا كان غنيا لكنه رحوم ولطيف وليس خاليا من الشفقة الممدوحة على الفقراء ؛ وان كان مستعدا ان يشرك الآخرين في ثروته ، وهو لطيف للمعشر، وسخي ورزين العقل ، ومستقيم الإيمان ، وله غيرة حارة للتقوى ، وإن كان ايضا -بحسب تعبير المخلص - يعمل أصدقاء لنفسه باستخدام مال الظلم ، فمثل هذا الإنسان يؤخذ ، بينما يترك الآخر ، الذي لم يكن اهتمامه هكذا.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  "فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ". تشير إلى ليلة رجوع الرب (الآية لو 17: 30)
(2) "اثْنَانِ عَلَى فِرَاشٍ". العبارة الاصطلاحية فى اللغة اليونانية تعني فى أغلب الأحوال  رجلاً وزوجته.
تفسير (لوقا 17: 35) 35 تكون اثنتان تطحنان معا فتؤخذ الواحدة وتترك الاخرى.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 وستكون إثنتان تطحنان معآ ، فتوخذ إحداهما وتترك الأخرى وربما تكون إثنتان تطحنان معا على رحى واح د؛ فيهلك الشريرة وتخلص البارة .
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 118
ويقول: تكون إثنتان تطحنان معا ، فتؤخذ الواحدة وتترك الأخرى " ويبدو أنه يقصد أيضا بهاتين المرأتين ، من يعيشون في فقر وعناء . ويقول حتى في حالة هؤلاء يوجد اختلاف شاسع لأن البعض احتملوا عبء الفقر بشجاعة وهم يسلكون سيرة حياة رزينة وفاضلة ، بينما آخرون لهم سمات مختلفة ، إذ يحتالون لممارسة كل عمل شرير ويخترعون كل ما هو وضيع . لذلك ففي حالتهم هذه ، سيكون هناك فحص دقيق لأخلاقهم ، ومن هو صالح ، سيؤخذ ، ومن هو ليس كذلك، سيترك.
تفسير (لوقا 17: 36) 36 يكون اثنان في الحقل فيؤخذ الواحد ويترك الاخر.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
سيكون إثنان فى الحقل فيؤخذ أحدهما ويترك الآخر - وريما يكون إثنان يعملان معا فى حقل واحد فيهلك أحدهما لأنه من الأشرار ويخلص الثانى لأنه من الأبرار.
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 118
ولكن عندما استخدم المسيح مخلصنا جميعا تعبير "سيؤخذ" : سأله التلاميذ بطريقة مفيدة وضرورية: اين يا رب؟ فقال لهم: حيث تكون الجثة هناك تجتمع الذسور(ع ٣٧). وماذا يعنى هذا؟ فإنه باستخدامه لحقيقة عامة وواضحة جدا يشير إلى سر عظيم وعميق. وما هو هذا؟ إنه سوف ينزل من السماء ليدين العالم بالعدل (اع 17: 31) . لكن كما يقول هو نفسه: " يرسل ملائكته فيجمعون الأبرار والقديسين من بين الأشرار ويقربونهم إليه " (انظر مت ٢٤ :٣١) أما أولئك الآخرون فيتركونهم كمستحقين للعذاب ومحكوم عليهم بالعقوبة التي بالنار.
وهذا يصرح به أيضا بولس الحكيم جدا حيث يكتب:"فإننا نقول لكم أننا نحن الأحياء الباقين لا نسبق الراقدين" (1 تس 4: 15) ، " في لحظة في طرفة عين عند البوق الأخير ، فإنه سيبوق والأموات فى المسيح سيقومون عديمى الفساد ، ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعا معهم فى السحب لملاقاة الرب فى الهواء  وهكذا نكون كل حين مع الرب " (1كو 15 : 52 & 1 تس 16 و 17) لذلك يقول إنه عندما تنكشف جثة مائتة فإن الطيور الجارحة تجتمع حولها، كذلك عندما يظهر ابن الإنسان. فبالتأكيد فإن النسور حتى تلك التي تطير في علو شاهق وترتفع اعلى من الأشياء الأرضية والدنيوية ، تسارع إليه. وهو يدعو الدينونة " ليل" ، بسبب ان مجيئه الثاني غير معروف وقته وغير متوقع.
لأننا نتذكر ايضا واحدا من الأنبياء القديسين يصرخ إلى من يحبون الخطية ويقول: " ويل للذين يشتهون يوم الرب؟ لماذا لكم يوم الرب؟ هو ظلام لا نور وظلمة كثيفة لا نور فيها " (عا 5: 18 س)  وايضا المسيح نفسه قال في موضع ما لتلاميذه الأطهار: ينبغى أن أعمل اعمال الذى أرسلنى  ما دام نهارا ، ياتى ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل " (يو ٩؛٤). وأيضا كتب واحد من الرسل القديسين يقول: " يوم الرب كلص فى الليل هكذا يجئ " (1 تس 5: 2) أي ، دون ان يكون معروفا مقدما. لذلك، لكي ما يأخذنا المسيح ، لنتخل عن كل هموم ارضية ونكرس انفسنا لكل أنواع العمل الصالح . لأنه سوف يقبلنا ويجعلنا خاصته ، ويكللنا بكرامات من الأعالي ؛ الذي به ومعه يليق الرب الآب التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى دهر الدهور. امين.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) والأمثلة الثلاثة أ) إثنان على سرير واحد .. ب) إثنان على الرحى .. ج) إثنان فى الحقل - هما دليل على إختطاف المؤمنين وفصل الخطاة والضالين عن الأتقياء المؤمنين بيد الملائكة (مت 24: 31) (مر 13: 27) إنها الدينونة التى ستأتى على الكل على المؤمنين وغير المستعدين الذين إستعدوا للإحتفال بالعرس بملابس اللائقة للعرس والذين لم يلبسوا لباس العرس الذين كان فى مصابيحن زيتا والذين لم يضعوا زيتا ويجهزا أنفسهم لهذا اليوم الرهيب  ("كَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ نُوحٍ"، انظر مت 24 : 40- 41) والإختطاف لن يكون سريا بل عاما وعلنيا يراه الجميع  هذه العودة المنظورة للرب لقد أتى متجسدا كإنسان تحت الآلام مثلنا ولكنه سيأتى فى مجدة مرة ثانية وهذا يتوافق مع ما  ورد فى (1تس 4: 13- 18)
 لم ترد الاية (لو 17 : 36) في المخطوطات اليونانية المبكرة ،L،B،A،!،p 75 أو  W ولكنها وردت فى (مت 24: 40) وألحقت فى هذا المكان فى وقت لاحق
تفسير (لوقا 17: 37) 37 فاجابوا وقالوا له اين يا رب.فقال لهم حيث تكون الجثة هناك تجتمع النسور
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
أى ان التلاميذ لا ينبغى أن يتوقعوا - كغيرهم من اليهود - مملكة أرضية ، ولاينبغى أن يتوهموا انهم إذ سيكون هو الملك على هذه المملكة سيكونون هم العظماء فيها ، وإنما فليدركوا أن ذلك الجيل من اليهود الذين كانوا معاصرين له سيرفضونه ، ويعذبونه ألوانا من العذاب يعانى من جرأتها كثيرا من صنوف الآلام ثم إذ يقتلونه ويصعد إلى السماء بعد قيامته ، سيجدون أنفسهم كاليتامى ، يشتهون أن يروا يوما واحدا من الأيام التى كانوا ينعمون فيها بصحبته والاستماع إلى تعاليمه ، والإستمتاع بالنعمة التى يسبغها عليهم ، فلا يرون ذلك اليوم الذى يشتهونه وإنما سيحدث على العكس أن يحاول كثيرون ان يقنعوهم بإنه لم يكن هو المسيح الحقيقى ، وإنما ذلك المسيح الحقيقى قد ظهر هنا أو هناك ليقضوا على إيمانهم به . ومن ثم حذرهم مخلصحا من ان يصدقوهم فيما يقولون اويذهبوا وراءهم حيث يزعمون ، او يتبعوهم إلى حيث يقودونهم ،
 وإذ قال مخلصنا ذلك سأله تلاميذه قائلين اين بارب. أى فى أى مكان ستحدث عملية الفرز هذه بين الأشرار والأبرار؟ فأجابهم الرب قائلا .حينما تكن الجثة فهناك نجتمع النسور، اى أينما يوجد الأشرار فسيهلكون، وأينما يوجد الأبرار فسيخلصون ، لأنه كما أنه حيثما توجد جثة الفريسة ترقبها على الفور أعين الطيور التى هى مضرب المثل فى حدة البصر، فتنقض عليها وتختطفها ، هكذا فإنه حيثما يوجد الأشرار ترقبهم عينا المسيح الديان التى لايحتجب عنها إنسان، فيختطفهم إلى نار جهنم الأبدية، وحيثما يوجدالأبرار ترقبهم عيناه فيختطفهم إلى النعيم الأبدى. 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 (1) ومعنى هذه الآية أن السيد المسيح يعطي علامة النهاية قد تكون لأورشليم أو لنهاية العالم بأنه تجتمع جيوش حول أورشليم الخاطئة. وهذه الآية يمكن تطبيقها مرتين. المرة الأولى سنة 70 م. حين اجتمعت الجيوش الرومانية حول أورشليم ودمرتها. والمرة الثانية في نهاية الأزمة حين تجتمع جيوش حول أورشليم الموجود بها ضد المسيح. .. ولكن من المرجح أن يسوع يتكلم عن نهاية العالم لأنه يوجد إختطاف فلم يحدث إختطاف فى المرة الأولى  دمرتها الجيوش الرومانية وقد فهم التلاميذ ما يقصده يسوع بدليل عدم سؤالهم عن معنى هذه ألاية ويمكن تفسير هذه الآية بأنه : أ) من المؤكد أنه يتكلم على أورشليم الخاطئة والتى شبهها بالجثة الميتة (لو 17: 31- 32) .. ب) وقد تكون هذه ألاية مثلا عاما  ج) وقد تعنى الإنسان الميت روحيا الغارق فى خطاياه الملتف حوله الأشرار الذي يستحق الدينونة ويأتى عليه منفذوا الدينونة يجتمعون عليه كالنسور
كلمة باللغة اليونانية "النسر" (aetos)  تستخدم بطريقة مشابهة لما ورد فى ( لو 24: 28) وقد ورد فى العهد القديم أن النسور الجارحة تنجذب إلى مكان المعارك والمكان التى تذبح فيه الذبائح (أى 39:26- 30) (حز 39: 16) (حب 1: 8) وهذا يشير إلى مشهد الدينونة فى نهاية الأزمنة ولوقا و (متى 24: 3)  ويشير النسر أو النسور إلى الجيوش التى علامتها رجسة الخراب النسور يشيران إلى النسور وهذا ما حدث عندما إجتمع الجيش الرومانى الذى كان شعار النسر على رايتهم وفى النهاية أخرب اورشليم ودمرها ودمر الهيكل 
،
ويلا شك أن الجيش الثانى سيكون علمه فيه النسر لأنه حيث تكون الجثة هناك تجتمع النسور

 

 

 

This site was last updated 08/19/20