Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير / شرح إنجيل لوقا الإصحاح الثانى عشر

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
Untitled 7225
تفسير إنجيل لوقا ص1
تفسير إنجيل لوقا ص2
تفسير إنجيل لوقا ص3
تفسير إنجيل لوقا اص4
تفسير إنجيل لوقا ص5
تفسير إنجيل لوقا ص6: 1- 16
تفسير إنجيل لوقا ص6: 17- 49
تفسير إنجيل لوقا ص7
تفسير إنجيل لوقا ص8
تفسير إنجيل لوقا ص9: 1-17
تفسير إنجيل لوقا ص9: 18- 62
تفسير إنجيل لوقا ص10
تفسير إنجيل لوقا ص11
تفسير إنجيل لوقا ص12
تفسير إنجيل لوقا ص13
تفسير إنجيل لوقا ص14
تفسير إنجيل لوقاص15
تفسير إنجيل لوقا ص16
تفسير إنجيل لوقا ص17
تفسير إنجيل لوقا  ص18
تفسير إنجيل لوقا ص19
تفسير إنجيل لوقا اص20
تفسير إنجيل لوقا ص21
تفسير إنجيل لوقا ص 22: 1-46
تفسير إنجيل لوقا ص 22: 47- 71
تفسير إنجيل لوقا ص23
تفسير إنجيل لوقا ص24

تفسير إنجيل لوقا - مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل19
تفسير / شرحإنجيل لوقا الإصحاح الثانى عشر
1. القطيع الجديد إحذروا من خمير الفرِّيسيِّين (لوقا 12: 1-3)
2. القطيع الجديد والخوف (لوقا 12: 4-5)
3. القطيع الجديد والاتكال على الله (لوقا 12: 6-7)
4. القطيع الجديد والشهادة (لوقا 12: 8-12)
5. االمسيح لا يمارس اختصاصات السلطات الأرضية (لوقا 12: 13-21)
6. القطيع الجديد والزمنيات (لوقا 12: 22-23)
7. القطيع الجديد والسماويَّات (لوقا 12: 24-31)
8. القطيع الجديد ومسرة الآب (لوقا 12: 32)
9. القطيع الجديد والصدقة (لوقا 12: 33-34)
10. القطيع الجديد ومجيء الصديق (لوقا 12: 35-40)
11. القطيع الجديد والأمانة على الوكالة (لوقا 12: 41-48)
12. القطيع الجديد ونار الروح (لوقا 12: 49)
13. القطيع الجديد والألم (لوقا 12: 50-53)
14. القطيع الجديد وروح التمييز (لوقا 12: 54-56)
15. القطيع الجديد والحب الغافر (لوقا 12: 57-59)

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 12

  1. القطيع الجديد 

إحذروا من خمير الفرِّيسيِّين (لوقا 12: 1-3)
تفسير (لوقا 12: 1) 1 وفي اثناء ذلك اذ اجتمع ربوات الشعب حتى كان بعضهم يدوس بعضا ابتدا يقول لتلاميذه اولا تحرزوا لانفسكم من خمير الفريسيين الذي هو الرياء.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)   "فِي أَثْنَاءِ ذَلِكَ إِذِ اجْتَمَعَ رَبَوَاتُ الشَّعْبِ". ربوة يعنى ألف وجمعها " رَبَوَات" ترجمة لكلمة  "myriad" في االعهد القديم وتعني  "عشرات الألوف" (ويقصد أنه "عدد وافر لا يُعَدّ ولا " يُحْصى  ،μυρίας راجع الترجمة السبعينية (تك 24: 60 ) (لا 26: 8 ) (عد 10: 36) (تث 32 : 30) وفى العادة تستخدم الأناجيل الآزائية كلمة "الجموع" بدلا من ربوات من الذين أتوا ليسوع لأغراض مختلفة أ) عامة الشعب لسماع تعاليمه  ب) المرضى ج) الفضوليين د) التلاميذ هـ ) القادة الدينيون الذين أتوا لأغراض مختلفة أيضا .. هذه المجموعات هى التى كانت تلتف حول يسوع وفى العادة قد يكون هناك حدث تحضرة مجموعة معينة ولكن لا يستطيع أحد التأكد من ذلك ولكن عموما يمكن أن نتاخذ مثل الزارع فقد خرج ليرمى بذاره على جموع الشعب ومن له اذنان للسمع فليسمع (لو 8: 4- 15) 
(2)  " تَحَرَّزُوا لأَنْفُسِكُمْ "  نحويا :  أمر حاضر مبني للمعلوم ("احترسوا") من .. كلمة أتسعملت فى الترجمة السبعينية فى (تك : 6) ) (خر 10: 28 & 43: 2) (تث 4: 9) وقد أستخدمها لوقا وحده فى العهد الجديد فى (لو 17: 3 ) (لو 20: 46) (لو 21: 34) (أع 5: 35) (أع 20: 28)
(3) "مِنْ خَمِيرِ الْفَرِّيسِيِّينَ". تشير إلى أنهم أى الفريسيين إتخذوا من المعرفة الدينية ليتكبروا على الشعب ويحملوهم أحمالا عثرة لا يلمسوها بأيديهم كما أنهم يريدون تحطيم من هو أعلى منهم فى المعرفة خوفا على سمعتهم كرآسة دينية ولهذا فهم ينقدون بحثا عن الأخطاء وليس لتصحيح مفهوم أو لكسب معرفة جديدة (لو 11: 37- 52) وفى غرور إعتقدوا أن أبارارا تاريكين البر الحقيقى وهو محبة الفقراء والمحتاجين والعناية بهم لأجل محبتهم فى تنفيذ وصايا يهوه لهم (لو 11: 41 & 12: 33& 18: 22)
 بعد أن شاهد التلاميذ من المعجزات الكثير ومنها معجزة تكثير الخبز والسمك حذرهم يسوع من الخمير حيث أنه دمج كلمة خمير مرة مع الفريسيين وأخرى مع هيرودس   قال لهم يسوع: "إنتبهوا. إياكم وخمير الفريسيين وخمير هيرودس" (8: 15). ومرة مع الصدوقيين (متى 16: 12) واكن كل كاتب إنجيلى يختار من أقوال يسوع وكلماته ومعجزاته وأن ينتقى منها لينقل الإنجيل الذى هو البشارة المفرحة للعالم (لم يكتبوه وفقا للتسلسل الزمنى الكرونولوجى) ينقلوه فهمَ التلاميذ هذا التحذير في المعنى الحرفي. ظنّوا أن يسوع يمنعهم من أن يشتروا خبزاً من  الفريسيين. لهذا تحيّروا، لأنهم لم يأخذوا معهم خبزاً في ذلك اليوم (8 : 16). فذكّرهم يسوع بمعجزتيه: أليس هو الذي يعطي الخبز؟
إذن، هناك تعارض بين خبز الفريسيين وخبز هيرودس وخبز يسوع. خبز يسوع هو الخبز النازل من السماء هو خبز الإفخارستيا وهكذا نفهم أنه لا يجب أن نفسّر الخبز المكسور للجموع في معنى حرفى صرف. ولكن ما هو خبز الفريسيين؟ سمّي باحتقار "خميراً" (الخمير هو مبدأ الفساد، (1 كور 5: 6-8). ا"ن يسلم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد لكي تخلص الروح في يوم الرب يسوع.  ليس افتخاركم حسنا.الستم تعلمون ان خميرة صغيرة تخمر العجين كله. اذا نقوا منكم الخميرة العتيقة لكي تكونوا عجينا جديدا كما انتم فطير.لان فصحنا ايضا المسيح قد ذبح لاجلنا. اذا لنعيد ليس بخميرة عتيقة ولا بخميرة الشر والخبث بل بفطير الاخلاص والحق " هذا الخبز يمثّل تعاليم وممارسات وتقاليد يلقّنها الفريسيون للناس، ويخضعون شعب الله لها. نحن أمام روح الشكليات، روح الرياء الذي يجعلهم يهتمون اهتماماً كبيراً بالأعمال الخارجية (مر 7: 1-23).
لماذا سمّى يسوع خبز الفريسيين؟ "خميراً"؟ الخمير هو خبز رديء، هو ينبوع الشر، ولا يستعمل في الهيكل والممارسات الدينية (خصوصاً عيد الفصح). حين قال يسوع: "إياكم وخمير الفريسيين"، فهو يعني: إحذروا من خبز الفريسيين الرديء.أنظروا الخبز المادى هنا جاء بمعنى تعليم الفريسيين فماذا يقدم الفريسيين؟ وماذا يعلم المسيح ؟ أنه بسلطان يعلم وهؤلاء أثقلوا كاهل الشعب بفرائض بدون تغذية للروح ويتركون شعب الله وحده. وهكذا تنتج عن ذلك أن الشعب أصبح فى حالة فراغ دينى وشقاء مادي أيضاً.وقد شمل يسوع التعليم بإستخدام  الإستعارة. فالخبزات لم يذكرها رمزاً  إلى التعليم فقط. فولكن كلمات يسوع تضعنا  أمام واقع واسع يضمّ كل من التعليم والخبز، وحتى الخبز المادي تحول بالفداء إلى خبزا نازلا من السماء  ولأن تعليم يسوع لم يحمل فرائض ولا تقاليد. جاء يحمل الخبز ويقدمه للناس إحتياجاتا جسدية وروحية . جاء يهتمّ بالحاجات الحقيقية للشعب، ويحاول أن يلبّيها. لهذا، بدأ فأعطى الخبز المادي كان يداوي الجوع الجقيقى فقد تشققت الأرض من قلة المياة وعطش الناس لكلام الحياة الأبدية . واختلافه عن الفريسيين يرتبط بالمسافة التي تفصل قدرة االإله الخلاّقة والمحسنة  وحكمة الكلمة عن أقوال البشر الضعيفة والباطلة. قدّم الفريسيون شروحاً ومجادلات، فقدّم لهم يسوع عمل كلمة يهوه   وهو الإهتمام بالناحية الجسدية والروحية معا  فماذا يريد ألإنسان أكثر مما أعطاه يسوع لنا ؟
" الكلمة "خمير تُستخدم بمعنيين في كل من  العهد القديم والعهد الجديد: (zumeē)
1) معنى الفساد، ولذلك فهى رمز للشر  أ) (خر 12: 15 & 13: 3، 7 & 23: 18& 34: 25) (لا 2: 11& 6: 17) (تث 16: 3)   ب) (مت 16: 6- 11) (مر 8: 15) (لو 12: 1) (غل 5: 9) (1كور 5: 6- 8)
2) بمعنى النفاذ أو الاختراق، ولذلك فإنھا تعني، التأثير، وليست رمزاً للشر  أ) (لا 7: 13& 23: 17) (عا 4: 5) ب) مت 13: 33) (لو 13: 20- 21) هذه
وحدة السياق والحدث والتسلسل فى المعنى هو الذى يحدد معنى الكلمة   وهذا  ينطبق على كل الكلمات).
3(4): الرياء".إنّ كلمة الرياء مأخوذة من الجذر الثلاثي (رأى)، ويُؤخذ من هذا الجذر أيضاً: يرى ورؤية ويرائي ومراءاة، ويقول صاحب لسان العرب: « وراءيت الرجل مراءاةً ورياءً: أريته أني على خلاف ما أنا عليه. » [راجع: لسان العرب]، ويقول صاحب مقاييس اللغة: « وراءى فلانٌ يُراءى، وفعل ذلك رِئاءَ الناس: وهو أن يفعل شيئاً ليراه الناس. » [راجع: مقاييس اللغة]. وهو ما يعنى أنه يفعل شيئا ليكسب مدح الناس له والثناء على كلماته وعمله وإستحسانهم ب(مثل الصلاة فى المجامع والطرق وإظهار الصوم وعمل الصدقة فى العلن) بغض النظر ما إذا يرضى الرب أم لا تعنى هذه الكلمات اليونانية "يدين" و"تحت" (لو 6: 42 & 12: 56 & 13: 15) الكلمة مرتبطة بالممثلين على المسرح وتدل على "ممثلين يلعبون دوراً من وراء قناع"  راجع الترجمة السبعينية ( 2 مكابيين 5: 25 & 6: 21، 24) (2مكابيين 6: 15 ، 17)
كانت قلوب القادة الدينيين محبى أماكن الجلوس الأولى والتحيات فى ألأسواق عند اليهود مليئة  بالرياء  وكشفها يسوع (لو 12: 2- 3)
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 فى هذه الأثناء تزاحمت عشرات الألوف من الشعب عند بيت الفريسى الذى استضاف مخلصنا ، حتى لقد كان بعضهم يدوس بعضا من شدة الزحام. وعلى الرغم من أنه ملن قليل سع٠ه ي حضهم يقول :" إن هناالشعب شرير يطلب آية فلا يعطاها (لوقا ١ ١ ؛ ٢٩) وعلى الرغم مما صبه على رؤوس زعمائهم الدينبين من عبارات غضبه وويلاته، فقد ازداد عددهم جدا، وقد تقاطروا من كل حدب وصوب، لأنهم كانوا لا يزالون معجبين به، محبين له، راغبين فى الإستماع إلى تعاليمه السماوية ورؤية معجزاته الإلهية. وقد كان هو راغبا عندئذ وعلى الدوام فى أن يزودهم بتلك التعاليم ويدعم إيمانهم بتلك المعجزات، بيد انه وجه قبل ذلك حديثا خاصا إلى تلاميذه على مسمع منهم - بعد أن خرج من بيت الفريسى الذى دعاه ٠ محذرا إياهم من رياء الفريسيين الذى رأوا مثلا له منذ قليل فى بيت أحدهم، قائلا واحذروا قبل كل شيء من خمير الفريسيين الذى هو الرياء 
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 86
الذين يفتشون الكتب المقدسة ويعرفون إرادة الرب ، عندما يكونون رجالأ فاضلين ، ومهتمين بما هو نافع للناس ، وماهرين فى قيادتهم باستقامة إلى كل الأمور الممتازة ، سوف يكافأون بكل بركة ، إذا أدوا مهامهم بكل اجتهاد. وهذا ما يؤكده لنا المخلص حيث يقول : " فمن هو إذن العبد الأمين الحكيم الذى يقيمه سيده على خدمه ليعطيهم الطعام فى حينه ، طوبى لذلك العبد الذى إذا جاء سيده يجده بفعل هكذا ، الحق أقول لكم إنه يقيمه على جميع أمواله" (مت 24: 45- 47) ولكن إن كان كسولأ ومهملأ وتسبب فى ضرر من أؤتمن عليهم ، فإنه باسرافه عن الطريق المستقيم ، يكون في بؤس عظيم وفى خطر عقاب محقق ، لأن المسيح نفسه أيضا قد قال: :ومن أعثر أحد هؤلاء الصغار المؤمنين بى ، فخير له ان يعلق فى عنقه حجر حمارا ( يقصد القديس فى نصه هنا حجر الرحى الكبير الذى يدار بحمار، لتمييزه عن حجر الرحى الصغير الذى يدار باليد.) ويغرق فى لجة البحر " (مت١٨: ٦) .
وقد أثبت المسيح أنهم مذنبون بأخطاء فظيعة أولئك الذين يدعون أنهم حاذقون فى الناموس ، أقصد الكتبة والناموسيون ، ولهذا يقول لهم: " ويل لكم أيها الناموسين لأنكم أخذتم مفتاح المعرفة " ، ونحن نعتقد أن مفتاح المعرفة يقصد به الناموس نفسه ، والتبرير بالمسيح وآنا اعني بالإيمان به . لأنه رغم أن الناموس كان ظلا ومثالآ ، إلأ ان هذه الرموز ترسم لنا الحقيقة ، وتلك الظلال تصور لنا بر المسيح بطرق متنوعة. كان يقدم حمل ذبيحة بحسب ناموس موسى ، وكانوا يأكلون لحمه ويدهنون القائمتين بدمه ، وهكذا كانوا يغلبون المهلك. ولكن مجرد دم خروف لا يمكن أن يبعد الموت . لقد كان المسيح هو المشار إليه بمثال في شكل حمل ، هو الذي احتمل ان يكون ذبيحة عن حياة العالم ، وان يخلص بدمه اولئك النين يشتركون فيه . ويمكن للإنسان ان يذكر امثلة اخرى كثيرة ، يمكن بواسطتها ان نميز سر المسيح المرسوم فى نادى الناموس. والمسيح نفسه لما تكلم ذات مرة لليهود قال: " يوجد الذى يشكوكم وهو موسى الذى عليه رجاؤكم ، لأنكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقوننى لأنه هو كتب عنى (يو5: 45- 46) وايضا : " فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية وهى التى تشهد لى ولا تريدون أن تأتوا إلى لتكون لكم حياة (يو 5: 39) ، لأن كل كلمة فى الكتب الإلهية الموحى بها تتطلع نحوه وتشير إليه. وإن كان موسى الذى يتكلم ، فهو على اى حال كان كما راينا مثالا للمسيح ، وان كان الأنبياء القديسون الذين تذكر اسماؤهم ، فإنهم ايضآ اعلنوا لنا سر المسيح مسبقا عن الخلاص الذى بواسطته.
لذلك كان يجب على أولئك الذين يدعون ناموسيون ، بسبب دراستهم لناموس موسى وكانوا على دراية كبيرة باقوى الأنبياء القديسين ، كان ينبغي أن يفتحوا ابواب المعرفة لجماهبر اليهود ، لأن الناموس يوجه الناس إلى المسيح، والإعلانات المقدسة التى للانبياء القديسين تقول — كما قلت لكم - للتعرف عليه. لكن المدعوين ناموسيون لا يفعلون هكذا، بل على العكس أبعدوا مفتاح المعرفة ، والذى ينبغي أن نعرف أنه إرشاد الناموس. أو هو بالحقيقة الإيمان بالمسيح ، لأن معرفة الحق هى بالإيمان ، كما يقول إشعياء النبي في موضع ما : " إن لم تؤمنوا فلا تفهموا " (إش٧: ٣٩ س) وطريقة الخلاص هذه نفسها بالايمان بالمسيح أعلنها لنا سابقا بواسطة الأنبياء القدبسين قائلا : " قليلا بعد قليل سيأتي الآتي ولا يبطئ"(حبقوق 2: 3 س) وإن ارتد لا تسر به نفسي" (عب٠ ١: ٣٧)، والمقصود بارتداد الشخص هو أن يستسلم للتواني ، لذلك يقول إنه لا يجب أن يرتد واحد ، فالمقصود أنه إذا كان يزداد توانيا فى سيره نحو النعمة التى بالايمان فإن نفسي لن تسر به.
أما كون الآباء قد تزكوا بالايمان ، ففحص أعمالهم يوضح ذلك. خذ على سبيل المثال أب الآباء إبراهيم الذى دعي خليل الرب ، ماذا كتب عنه؟ : " آمن إبراهيم بالله ۶فحسب إيمانه له برا ودعى خليل الله" (يع٢: ٢٣). كما كتب أيضا : " بالإيمان نوح لما أوحى إليه عن أمور لم تر بعد خاف فبنى فلكا لخلاص بيته ، الذى فيه خلص قليلون أى ثمانى أنفس بالماء" (عب١١: ٧، ١بط٣: ٢٠). كما أن المبارك بولس قدم لنا تعريفا ، و بالحرى قانونا عاما بقوله: بدون ايمان لا يمكن إرضاء الله" (عب 11: 6) ، لأنه قال إن به نال القدماء، شهادة حسنة " (عب ١ ١ : ٢).
أما هؤلاء - المدعوون ناموسيون فقد أخذوا مفتاح المعرفة ، ولم يسمحوا للناس أن يؤمنوا بالمسيح مخلص الجميع إنه أجرى عجائب بطرق متنوعة، فأقام الموتى من القبور ، وأعاد البصر للعميان الذين فقدوا الرجاء ، وجعل العرج يمشون وطهر البرص ، وانتهر الأرواح النجسة ، أما هم رغم أنه كان من واجبهم أن ينظروا إليه بإعجاب بسبب هذه الأمور، إلا انهم احتقروا آياته الالهية ، وجعلوا الشعب الذى اودع أمانة عندهم أن يعثر فيه ، إذ قالوا : " هذا الإنسان لا يخرج الشياطين إلا ببعلزبول رئيس الشياطين" (مت 12: 24) ها أنت ترى انهم قد أخذوا مفتاح المعرفة. فهو علم في مجامعهم ، وكشف لسامعيه مشيئة الله الآب الصالحة والمرضية الكاملة (رو٢ ١ : ٢)، لكنهم لم يتركوا حتى تعاليمه هذه بدون لوم ، لأنهم صرخوا للجموع ؛ به شيطان ، وهو يهذى لماذا تسمعون له؟" (يو٠ ١: ٢٠). حقا إنهم أخنوا مفتاح المعرفة فما دخلوا هم أنفسهم ومنعوا الآخرين.
وهكذا وقد صاروا ساخطين على هذا التوبيخ ، فإنهم كما يقول الكتاب: " بدءوا  يحنقون عليها والذى يعني أنهم بدأوا يهاجمونه بمكر ويقاومونه، ويظهرون بغضهم له ، بل وتجاسروا أيضا كما يقول: " أن يفحموه على أمور كثيرة. ومره ثانية ما هو المقصود بأن يفحموه (يسكتوه)؟
المقصود هو أنهم طلبوا منه فورا ، أي بدون إعطائه فرصة للتفكير فى الإجابة على أسئلتهم الشريرة ، ومتوقعي بكل تأكيد أن يقع في شباكهم وأن يقول شيئا ما أو شيئا آخر يمكن الاعتراض عليه. ولكنهم لم يعلموا أنه هو الرب ، بل بالحري هم الذين كانوا حقيرين ، مغرورين ، متنفخين . ولذلك قال المسيح لأصدقائه، أعنى لتلاميذه: "تحرزوا لأنفسكم من خمير الفريسين والكتبة " ، وهو يقصد بالخمير تظاهرهم الكاذب ، لأن الرياء أمر ممقوت لدى الرب ومكروه من الناس ولا يجلب مكافأة وهو عديم الفائدة تماما لخلاص النفس بل بالأحرى هو سبب هلاكها . وإن اختبأ ولم ينكشف لفترة قصيرة ، فلابد أن يفضح بعد زمن ليس بطويل ، ويجلب عليهم الاحتقار، مثل النسوة قبيحات المنظر ، عندما تنزع عنهن زينتهن الخارجية التى عملوها بوسائل مصطنعة.
لذلك فالرياء شيء غريب عن أخلاق القديسين ، لأنه من المستحيل أن تلك الأمور التى نفعلها ونقولها ، أن تخفى على عين الرب وهذا ما أوضحه بقوله : " فليس مكتوم لن يستعلن ؛ ولا خفى لن يعرف " ، لأن جميع أقوالنا وأعمالنا سوف تنكشف فى يوم الدينونة . ان الرياء إدن هو عناء لا لزوم له ، ومن واجبنا أن نثبت أننا عابدون حقيقيون ، نخدم الله بوجه طلق مكشوف ، ولا نخضع فكرنا لمن اخذوا مفتاح المعرفة ، بل يجب ان نرى حتى في الناموس سر المسيح ، ونمسك بكلمات الأنبياء القديسين لتثبيت معرفتنا به. وهذا ايضا ما علمنا به تلميذه بفوله : " وعندنا الكلمة النبوية وهى اثبت، التى نثعلون حسئا ان انئبهتم إليها كما الى سراج منير في موضع مظلم الى ان ينفجر النهار ويطلع كوكب الصبح فى قلوبكم (2بط 1: 19)
فنحن الذين في المسيح قد اشرق إذن علينا النهار ، وقد طلع كوكب الصبح العقلي، حاصلين على معرفة صحيحة وبلا لوم لأنه هو نفسه قد وضع في ذهننا وقلبنا المعرفة الإلهية ، إذ هو المخلص ورب الكل ، الذي به ومعه للرب الآب التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى دهر الدهور. آمين.
تفسير (لوقا 12: 2) 2 فليس مكتوم لن يستعلن ولا خفي لن يعرف.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "مَكْتُومٌ". نحويا فعل تام مبني للمجهول في الأسلوب الخبري فيه كناية. كانت خطية البشر (المولود أعمى .. هل أخطأ هذا أم أبواه) وحتى بعذ أمراضهم (نازفة الدم مثلا ) تعتبر عارا وخزيا  وكانوا يحاولون إخفائها حتى لا تسوء صورتهم عند الناس  لقد كانت البشرية تحس بثقل الخطية فحملها عنا يسوع إذا حملنا نيره
(2) "لَنْ يُسْتَعْلَنَ .... لَنْ يُعْرَفَ" نحويا : المستقبل المبني للمجهول في الأسلوب الخبري  يشير إلى دينونة الآخرة (لو 12: 40، 45- 47) كان يسوع يعرف الدوافع الحقيقية والأفكار التي في عقول البشر واذهانهم .. أنه بلا شك سيقف فى لدينونة الإلهية وستعلن النوايا والأفكار الحقيقية في قلب غير المؤمنين.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ما علمهم إياه ولا يكتموا منه شيئا, وينبغى أن يفعلوا ذلك علانية، مادام كل مكتوم سيكشف وكل مخفى سيعلم، إذ قال لهم ٠ فما قلتموه فى الظلام سيسمع فى النور، وما همستم به للاذن فى المخادع سينادى به على السطوح ، .لأنه ما من مكتوم إلا سيكشف، ومامن مخفى إلا يعلم. . فقد كان الفريسيون يتظاهرون بشئ ويضمرون عكسه. وكانوايقولون للناس فى تعليمهم مالا يفعلونه هم أنفسهم فى سلوكهم، مدعين لأنفسهم الصلاح وهم أشرار، زاعمين لأنفسهم التقوى وهم خطاة آثمون، داعين ، الناس إلى إلتزام أحكام الشربعة ، بل إلى وإلتزام أحكام أخرى جاءوا بها من عندهم كدليل على تطرفهم وتدقيقهم فى طاعة الشريعة ، فى حين أنهم هم انفسهم لم يكونوا يلتزمون بهذه أوبتلك من الأحكام٠ فكانوا يسممون عقول الناس بتعاليمهم التى كانت تسرى سمومها فى عقولهم كما يسرى مفعول الخمي رفى العجين حتى يختمر كله وقدحذر مخلصتا تلاميذه من أن يتأثروا هم بتعليمهم أويفعلو فعلهم حين يعلمون الناس. لأن الفريسين كانوا يكتمون عن الناس شرورهم ويخفون عنهم خطاياهم وآثامهم، فى حين انه ما من مكتوم مهما طال كتمانه إلا سيكشف يوم من الأيام. وما من مخفى مهما كانت وسائل الحرص والاحتياط فى إخفائه إلا سيعلمه الناس عاجل أو آجلأ. فالرياء لا جدوى منه لأنه سريعا ما يفتضح أمره ، والمراءون سريعآ ما تضح للناس حقيقتهم، فيفقدون الثقة فيهم ويزدرونهم ويحتقرونهم ويكفرون بما سمعوه منهم من تعليم.
تفسير (لوقا 12: 3) 3 لذلك كل ما قلتموه في الظلمة يسمع في النور وما كلمتم به الاذن في المخادع ينادى به على السطوح.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 (1) تشير إلى خداع ومكر ومكائد وتآمر الفريسيين  (لو 11: 53- 54) والصدوقيين (مت 16: 5)  وربما ايضا الهيرودسيين (مر 15: 8)
(2) "يُنَادَى بِهِ عَلَى السُّطُوحِ". في الأراضى المقدسة والشرق ألوسط بشكل عام البيوت لها اسقف مسطحة كانت تستخدم فى الصيف كأماكن لتناول الطعام والنوم فى الهواء الطلق وكانت مكانا للمقابلات كما كان مكانا ليتكلم الناس مع جيرانهم وهكذا كانت الأخبار تنتقل من مكان لآخر عبر سطوح البيوت 
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 ومن ثم ينبغى على تلاميذ مخلصنا ألا يظهر للناس إلا ما يبطنون، والا يتظاهروا بما ليس فيهم، وألا يطلبوا من غيرهم أن يفعوا إلا ما يفعلونه هم أنفسهم. كما أنه ينبغى أن يصارحوا الناس بكل ما قاله لهم معلمهم وبكل٠، 

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 12

  2. القطيع الجديد والخوف (لوقا 12: 4-5)
تفسير (لوقا 12: 4) 4 ولكن اقول لكم يا احبائي لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون اكثر.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "يَا أَحِبَّائِي"*.هذه الكلمة هى الاستخدام الوحيد لبداية هذه ألاية العبارة في الأناجيل الإزائية (متى ومرقس ولوقا)  وقالها ثلاث مرات فى (يو 15: 14- 15) غالباً ما  يتكلم يسوع عن "صديق" وهذه كلمة (أحبائى هى كلمة شائعة فى الشرق الأوسط  ولا تقال إلا للصديق الوفى ) ولكن هنا فقط يقول يسوع "أصدقائي/أحبائي". إن قول يسوع لتلاميذه هذه الكلمة تدلل على مدى محبة يسوع لهم  وهذه الكلمة إمتداد للحب الإلهى  "هكذا أحب الله (الأب) العالم حتى بذل ابنه الوحيد" (يو 3: 16) أليس هو كلمة الإله الذى  أظهر للعالم هذا الحب وكان المقابل هو أنه .. حتى لا يهلك كل من يؤمن به
(2) " لاَ تَخَافُوا". "لاَ تَخَافُوا" نحويا : فعل ماض بسيط (مجهول الصيغة معلوم المعنى) احتمالي. "  و"خَافُوا" (في الآية 5) نحويا :  فعل آخر ماض بسيط (مجھول الصيغة معلوم المعنى) احتمالي. وأما فِعلا "خَافُوا" الثاني والثالث في الآية 5 ، فھما فعلا أمر ماض بسيط (مجهول الصيغة معلوم المعنى). من الواضح أن هناك فارق بين هاتين ألايتين  ويتضح الفرق بين الشكلين يمكن إستنتاجه بسهولة  من خلال علامة التشكيل.
وييتكلم يسوع هنا بأسلوب الإحتمالات  حيث يشير إلى احتمال أو إمكان حدوث شيء. على ضوء الخيارات التى تختارها النفس البشرية ويتبعها  فعل الأمر حيث يوضح يسوع لنا لماذا .. لانخاف؟ " 
لقد ورد فى الكتاب المقدس آيات عن مخافة الرب  وهذا لا يعني  ألإنسان بالرعب من الإله ولكن تعنى فى المقام الأول عدم تنفيذ تعاليمه ووصاياه وقد وردت هذه ألايات بمعنى من تبجيل ومهابة  فالإنسان يشعر بصغره بالنسبه للإله بالنسبة لمحدوديته وعمره الزمنى فالرب غير محدود  ويمتد وجوده من الإزل إلى الأبد ومع ذلك فإنه يصلى الإنسان له وما هى الصلاة إلا صلة والصلة لا تحدث بين إنسان فى خوف مع إلهه هكذا تحدث أنبياء العهد القديم إلى يهوه بدون خوف أو رعب أما الخوف المذكور في الكتاب المقدس الذى تنهى عنه المسيحية هو "روح الخوف" وهذا النوع من الخوف يؤدى إلى الفشل والمذكور في ( 2 تيموثاوس 1: 7 ) "فإن الله لم يعطنا روح الجبن، بل روح القوة والمحبة والبصيرة."  إن رسالة يسوع هى الحب ونحن فعلا نحب يسوع والمحبة تطرد الخوف غنحن لا نخاف من يسوع بل نحيه  "ليس في المحبة أي خوف. بل المحبة الكاملة تطرد الخوف خارجاً. فإن الخوف يأتي من العقاب. والخائف لا تكون محبة الله قد إكتملت فيه." (1 يوحنا 4: 18) الخوف هو شعور طبيعى عندما يشعر الإنسان بأن هناك شيئا أكبر من أن يتعامل معه ولكن إذا إتكل على الرب فهو ينجيه ولكن بالنسبة للإيمان فليس هناك خوف نحن نحب المسيح فى الأرض فلن يسقط حبنا بالخوف ممن يكرهوننا على إنكار إيماننا  لأنه كما أن حبيبنا موجود فى ألرض ونحبه فيها هكذا نراه فى السماء بعد الإستشهاد إلى الأبد . ولنتذكر أن يسوع هو الديان فى االمسيحية وألإسلام أيضا لله ودينوناته دائمة وتؤثر على الجسد (مادياً وزمنياً ودنيوياً) والروح (روحياً وأبدياً) ولنتذكر أنه سيديننا بما قاله هو من تعاليم فى الإنجيل وليس ما أتى به القرآن من تعاليم تخالف ما تعاليمه بل هى ضد تعاليمه
(3) " يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ". أعداء  المسيح المسلمين القائلين بأننا كفرة ويخيروننا بين القتل أو إنكار يسوع  يمكن أن يينهوا على حياتنا الجسدية، ولكن لله وحده هو فقط الذي يمنح الحياة الأبدية (انظر مت 10: 28) " ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون ان يقتلوها بل خافوا بالحري من الذي يقدر ان يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم."  
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 كان مخلصنا يعلم أن مجاهرة تلاميذه بالتبشير به وبتعاليمه سيدفع بخصومه إلى اضطهادهم والتنكيل بهم وسفك دمهم، اراد التهوين عليهم وتشجيعهم على مراصلة أداء رسالتهم ، غير خائفين أوهيابين أو. مضطربين ، فقال لهم ٠بيد اننى أقول لكم يا احبائى: لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد٠ ثم لا يستطيعون بعد ذلك شيئا أكثر من هذا. وإنما أريكم ممن تخافون. خافوا من ذلك الذى بعد أن يقتل، يملك السلطان أن يلقى فى جهنم» نعم أقول لكم من هذا خافوا أليست خمسة عصافير تباع بمليمين، ومع نلك فواحد منها ليس منسيا أمام الله ؟ بل إنه حتى شعور رؤسكم معدود كله ٠ فلا تخافوا إذن فإنكم أثمن من عصافير كثيرة ٠ كما أقول لكم إن كل من يعترف بى أمام الناس، سيعترف به ابن الإنسان امام ملائكة الله. أما من ينكرنى أمام الناس فسوف أنكره أنا كذلك أمام ملائكة الله ٠ ومن قال كلمة ضد ابن الإنسان يغفر له. أما من جدف على الروح القدس فلن يفغر له. فمتى ساقوكم إلى المجامع والحكام وذوى السلطان فلا يهمكم كيف وبماذا تجيبون، أو ماذا تقولون، لأن الروح القدس سيلهمكم فى تلك الساعة ما ينبغى أن تقولوا. ٠ ومن ذلك يبدو مدى ما كان يكن مخلصنا لتلاميذه من محبة، إذ خاطبهم قائلا: " يا أحبائى. ٠ كما يبدو مدى ما كان يغمرهم به من عناية ورعاية وحب وحنان ، لا يغمر به إلا الأب أبناءه حين يرسلهم لأداء مهمة مقدسة وفها خطيرة وخطرة ، فهو لا يفتأ يذودهم من وصاياه بما يطمئنهم ويهدئ من روعهم ويقوى من عزائمهم، مؤكدا لهم أنه سيظل دائما بروحه معهم يشد من أزرهم ويعاونهم على إحتمال ما سيتعرضون له من آلام، ولو ادت بهم إلى الموت، إذ يمسك بهم أعداؤه وأعباؤهم ويقتلونهم، قائلا لهم لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ثم لا يستطيعون بعد ذلك شيئا أكثر من هذا- وانما أريكم ممن تخافون . خافوا من نلك الذى بعد أن يقتل. يملك السلطان أن يلقى فى جهنم. نعم أقول لكم من هذا خافوا. . فإن أقصى ما يملكه أعداء السيد المسيح هوأن يقتلوا رسله وللمؤمنين به ، اى تنزع أرواحهم من أجسادهم، ثم لا يستطيعون بعد ذلك شيئا. لأنه إن كانت الأجساد تضمحل، وفى رقادها راحتها مما تلاقى فى الحياة من المتاعب والآلام، فإن الأرواح تظل حية، لا يملك أن يمسها إنسان بسوء، بل إنها تنتقل من حياة السجن التى هى فيه، والعذاب الذى تعانيه على الأرض، إلى حياة الحرية والإنطلاق والنعيم الأبدى فى السماء، فليس فى الموت من أجل غاية سامية او رسالة سماوية مايبعث على أى خوف، أويتضمن فى ذاته أى شر، وإنما فيه الخير كل الخير، والسلامة كل السلامة، والسلام كل السلام  "
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 87
الذهن الصبور المحتمل الشجاع ، هو سلاح القديسين الذى لا يمكن اختراقه ، لأنه يجعلهم مزكين ومتألقين بمدائح التقوى. أخبرنا أحد الرسل القديسين مره قائلا: " بصبركم إقتنوا أنفسكم" (لو ١ ٢: ١٩) وفى مره أخرى: " لأنكم تحتاجون إلى الصبر حتى إذا صئعتم مشيئة الله تنالون الموعد" (عب ٠ ١ : ١٦). بمثل هذه الفضائل الرجولية نصير. مشهورين وجديرين بالثناء ، ولنا صيت بين الناس فى كل مكان ، ومستحقين لكل الكرامات والبركات المعدة للقديسين ، وحتى تلك البركات التى " لم ترها عين ولم تسمع بها أذن (١كو٢: ٩) كما يقول الحكيم بولس ، وكيف لا يجب أن تكون تلك الأشياء جديرة بالاعجاب والإقتناء ، وهى تفوق كل فهم وكل عقل؟ لهذا كما قلت، فإن المسيح يهيئ [ حرفيا "يمسح " وهى استعارة ماخوذة من معهد المصارعة (الجمنزيوم) حيث كان المصارع يدهن بالزيت قبل ان بدا االمعركة مباشرة ، فصار معنى يمسح إنن هو الإعداد للجهاد المرتقب] الذين يحبونه للثبات الروحى فيقول: " أقول لكم يا احبائى ..." ان حديث المسيح الحالى ، كما يتبين ، لا يخص كل أحد حتما بل على العكس إنه فقط لمن يحبونه بوضوح بكل قلبهم ، ويستطيعون أن يقولوا بحق : " من سيفصلنى عن محبة المسيح، أشدة أم ضيق أم اضطهاد ام جوع ام عري ام خطر ام سيف"(رو8: 35) لأن هؤلاء الذين ليست لهم محبة وثيقة للمسيح وأكيدة ومؤسسة جيدا، من الممكن أن يحتفظوا بينهم بالمسيح في الأوقات الهادئة ، ولكن متى أزعجتهم الضيقة أو اضطهاد قليل فإنهم يعرضون عنه ويهجرونه ويفقون إيمانهم كما يفقون الدافع الذى حركهم لمحبته. وكما آن النباتات الصغيرة النى أينعت حديثا لا تقدر أن تحتمل عنف الريح العاصفة لأنها لم تكن قد ضربت جنورها في العمق ، بينما تلك النى ثبتت بمتانة وتأصلت جنورها تظل آمنة فى الأرضى حتى ولو هزتها عاصفة من الرياح الشديدة، هكذا أيضآ هؤلاء الذين لم تثبت عقولهم بمتانة في المسيح ، فإنهم يتركونه بسهولة، ويهجرونه بسرعة. أما الذين يختزنون ويمتلكون في عقلهم وقلبهم حبا متينا ثابتا غير متزعزع للمسيح ، هؤلاء يكونون غير متغيرين في عقلهم ولهم قلب ثابت غير متذبذب إذ يصيرون أعلى من كل تراخ ، وينظرون بازدراء إلى أعظم المخاطر النى لا نحتمل ، ويسخرون من الأهوال ، كما لو كانوا يهزأون برعبة موت. فالوصية هنا إذن تخص هؤلاء الذين يحبونه.
ولكن من هم هؤلاء الذين يحبونه؟ إنهم المشابهون له في فكرهم وهم مشتاقون أن يتبعوا خطواته . ولهذا فإن رسوله يشجعنا بقوله: " إذا قد تألم المسيح من أجلنا بالجسد ، تسلحوا أنتم أيضا يهذه النية " (١بط٤: ١) إنه وضع نفسه عنا : " وكان بين الأموات غير مقيد " (انظر مز87: 5 س) لأن الموت لم يهاجمه مثلما هاجمنا بسبب الخطية ، لأنه منفصل بعيدا عن كل خطية ، وهو بلا اثم ولكن بإرادته وحده إحتمل الموت لأجلنا، بسبب حبه غير المحدود لنا ، فلننصت إليه وهو يقول بوضوح: ٠: " ليس لحد حب أعظم من هذا ٠أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه " (يو15: 13) فكيف لا يكون إذن أمرا رديئا جدا الا نرد إلى المسيح - كدين ضروري علينا — ما قد نلناه منه؟ ولكى أضع الموضوع في ضوء آخر ، فإنه يجب علينا ، كأحبائه، ألا نخاف الموت ولكن بالحرى نتمثل بإيمان الآباء- القديسين فإن أب الآباء إبراهيم لما جرب ، فإنه قدم ابنه الوحيد إسحق : " حاسبا أن الله قادر على الإقامة من الأموات " (عب١١: ١٩).فلذلك اي رعبة من الموت هذه التى يمكن ان تهجم علينا؟ بعد ان " أبطلت الحياة الموت " (أنظر ٢تي١: ١٠). فالمسيح هو" القيامة والحياة " (يو١١: ٢٥).
ويجب أيضا ان نضع فى ذهننا أن الأكاليل يظفر بها بالجهاد . إن بذل الجهد الشديد متحدا مع المهاره هو الذى يكمل أولئك المصارعين اقوياء في المباريات. إنها االجرأة والذهن الشجاع هما النافعان جدا لهؤلاء الماهرين في المعارك ، بينما الرجل الذى يلقى عنه ترسه ، فحتى اعداؤه يسخرون منه ، وان عاش الهارب فإنه يعيش حياة ملؤها الخزي ، ولكن الذي يصمد في المعركة ويقف بجرأة وشجاعة وبكل قوته ضد العدو ، فإنه يكرم إذا نال النصرة ، وان سقط فإنه ينظر إليه بإعجاب . وهذا ما يجب أن نحسبه لأنفسنا ، لأنه عندما نحتمل بصبر ونواصل المعركة بشجاعة فهذا يجلب لنا مكافأة عظيمة . وهو أمر مرغوب فيه جدا ، وننال منه البركات الممنوحة من الرب . اما إذا رفضنا مكابدة الموت فى الجسد من اجل محبة المسيح ، فهذا سوف يجلب علينا عقابا دائما أو بالحري لا نهاية له ، لأن غضب الانسان إنما يصيب الجسد على الأكثر ، وموت الجسد هو أقصى ما يمكن أن يدبروه ضدنا ، ولكن عندما يعاقب الرب ، فإن الخسارة لا تصيب الجسد فقط ، ولكن النفس التعيسة أيضا تلقى معها في العذابات . ليت نصيبنا إذن يكون بالأحرى هو الموت المكرم ، لأنه يجعلنا نرتقى إلى بداءة حياة أبدية ، والذى يلحق بها بالضرورة تلك البركات أيضا التي تاتي من الجود الإلهى وليتنا نهرب من حياة الخزى ونحتقرها ، تلك الحياة الملعونة ، قصيرة الأجل ، وحتي تهبط بنا إلى عذاب أبدى مرير.
تفسير (لوقا 12: 5)  5 بل اريكم ممن تخافون.خافوا من الذي بعدما يقتل له سلطان ان يلقي في جهنم.نعم اقول لكم من هذا خافوا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "الَّذِي بَعْدَ مَا يَقْتُلُ، لَهُ سُلْطَانٌ أَنْ يُلْقِيَ فِي جَھَنَّمَ". " الذى" إشارة إلى لله الآب. فى العهد القديم كان كان بنسب كل السببية إلى الرب (تث 32 : 39) "  انظروا الان.انا انا هو وليس اله معي.انا اميت واحيي سحقت واني اشفي وليس من يدي مخلص "  راجع أيضا (1صم 2: 6) أى 5: 18) (أش 30: 26) (هو 6: 1) وكان يهوه أحيانا يسمح بالشر لينتهى بخدمة مقاصده كما حدث مع أيوب  ولكن من المؤكد  أن الرب يهوه يأخذ الإنسان فى أحسن حالاته وفى أقرب نقطة بقربه منه ولكن أحيانا يموت الإنسان فى شره لأنه لا فائدة يرجى منه لأن الرب علام الغيوب  والرب لا يرسل أحدا إلى جهنم ولكن أعمال الإنسان الشريرة تدفعه إليها  وبعدم إيمانهم  بسر التعيين السابق وإرادة الإنسان الحرة. الناس مسؤولون عن إختيارهم طريقهم فى الحياة إن خيرا أم شرا مستقيمة أم ملتوية  والنتيجة هى التى سيجنونها فى يوم الدينونة الرهيب
(2) " جهنمَ". تشير إلى العبارة الواردة فى العهد القديم  ھ "وادي هنوم  (Gehenna) وكان هذا الوادى مكاناً تقدّم فيه العبادة لإله النار الفينيقي " مُولَكَ" وهذا الاسم تحويرٌ لكلمة العبرية التي تعني ملك، "م ل ك"، ) Molech .  وعبادة ألإله  " مُولَكَ"  تُذكر غالباً في كل العهد القديم.(BDB ) (لا 18: 12) (1مل 11: 7) (2مل 23: 10) (2 أخ 28: 3& 33: 6) (أر 32: 35) (حز 16: 20) ومكان  عبادته كان يُدعى (Topeth)  (احتراق) ويُوصف في( 2 مل 16 : 3& 21: 6& 23: 10 ) (إر 7: 23 & 19: 4- 6) (23: 34- 35)  ( وكانوا يقدمون أطفالھم كأضاحي لخصب المحاصيل والقطعان والناس)
حول اليهود منطقة عبادته جنوب أورشليم إلى مكب للنفايات للمدينة من بقايا الذبائح والمحرقات وكانت فى الغالب دهون فكانت هذه المنطقة بها نار مستمرة ويتصاعد منها الدخان بإستمرار  وكانت البقايا تسقط بعيدا عن النار أو قريب منها وتمتلئ بالدود (فكانت العبارةنار لا تطفئ ودود لا يموت)
وكتب
قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية
شرح كلمة " الإله مولك"
اسم كنعاني معناه "ملك" (لا 18: 21) مولوك (أع 7: 43) ويسمى ملكوم أي ملككم (1 مل 11: 5 وصف 1: 5) هو إله للعمونيين وكانوا يذبحون له ذبائح بشرية ولا سيما الأطفال. يقول الربيون أن ضمنه كان من نحاس جالسًا على عرش من نحاس وكان له رأس عجل عليه إكليل وكان العرش والصنم مجوفين وكانوا يشعلون في التجويف نارًا حامية جدًا حتى إذا بلغت حرارة الذراعين إلى الحمرة وضعوا عليها الذبيحة فاحترقت عاجلًا. وفي أثناء ذلك كانوا يدقون الطبول لمنع سماع صراخها. ومع أن الأنبياء نددوا تنديدًا شديدًا بهذه العادة الشنيعة سقط اليهود مرارًا في عبادة هذا الصنم ومارسوا عبادته هذه في توفة في وادي بني هنوم (2 مل 23: 10) وفي أماكن أخرى (خر 20: 26) وربما كانت لفظة الملك (اش 30: 33) حيث يقال "لان تفتة مرتبة منذ الأمس مهيأة هي أيضًا للملك" تشير إلى مولك وعبادته. وكذلك في (اش 57: 9) "وسرت إلى الملك (مولك) بالدهن" وقد سمي هذا الإله أيضًا "بعل" (ار 32: 35). وظن البعض أن مولك وملكوم كراهة بني عموم مختلفان إذ يقال عن الأول أن عبادته كانت في وادي هنوم وفي الثاني أنها كانت على جبل الزيتون (2 مل 11: 7). ومما تقدم يستدل على امتداد عبادة هذا الصنم الخبيث واستمراريتها بين العبرانيين-الأمر الذي جلب عليهم غضب الله الشديد. ويظهر أن مولك كان ملك جهنم حسب رأي الكنعانيين الوثنيين.
(3) مِنْ هذَا خَافُوا". نحويا فعل أمر ماض بسيط (مجهول الصيغة معلوم المعنى) (االفعل يتكرر لتأكيد المعنى)  هذا الفعل يُستخدم بمعنى تبجيل وخشية لله لكونه الخالق/الفادي/الديّان العلي والقدوس.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 أما الذى ينبغى أن يخاف الإنسان منه حقا، فهو الذى بعد أن يقتل الجسد ويهلك فى الدنيا ، قادر ان يهلك الروح ويلقى بها فى جهنم. وبذلك يقضى لا على العنصر الفانى فى الإنسان فحسب ، وإنما يهلك العنصر الخالد فيه أيضأ. وذلك ه والله وحده الذى فى يده حياة الإنسان فى الدنيا وفى الآخرة على السواء - والذى كما يملك أن يحيى الإنسان ويميته فى الأرض، يملك كنلك أن يحيى الإنسان فى السماء لو كان هنا الإنسان بارا. ويميته لو كان شريرآ. مانحا الحياة لأبدية لذلك فى النعيم الذى أعده لراحة الأبرار، وقاضيا بالموت الأبدى على هذا فى جهنم التى أعدها لهلاك الأشرار- فلئن كان هذا هو ما لله من سلطان، إن منه وحده ينبغى ان يخاف الإنسان. وإياه وحده ينبغى ان يراعى فى كل ما يقول وكل ما يفعل، وكل ما يصدر عنه من مشاعر أو خواطر، أو نوايا أو أفكار. ولئن كان الأشرار من الناس يعادونه او يعتدون عليه لأنه يراعى الله فى كل نلك ، فلا ينبغى أن يخاف منهم. أو يخشى غضبهم. لأنهم مهما فعلوا به ولو قتلوه ، فلن يوازى ذلك مقدار ذرة مما يفعل الله بهم جزاء شرورهم ٠ ثم إنه مهما حدث له من الناس فإن الله لن ينساه ، لأن الله يسبغ عنايته وحمايته على أصغر مخلوقاته وأقلها شأنأ ، فكم بالآحرى يسبغها على الإنسان الذى جعله سيد مخلوقاته، ولا سيما إن كان صالحا بارآ مؤمنا به ٠ مضحيا بكل شئ فى سبيل ولائه له وحبه إياه ، وتبشيره بالخلاص الذى انعم به على البشر بفداء ابنه الحبيب- ومن ثم قال فادينا لتلاميذه .أليست خمسه عصافير ئباع بمليمين ومع نلك فواحد منها ليس منسيا أمام الله ؟ يل إنه حتى شعور رؤسكم معدود كله ٠ فلا تخافوا إذن فإنكم أثمن من عصافير كثيرة. ٠ فإن كان الله لا ينسى حتى العصافير التى هى من اضعف المخلوقات وأزهدها ثمنا، وإنما يحفظ حياتها٠ ويوفر لها طعامها٠ وإن كان يحصى كل شعرة فى الإنسان ويشملها برعايته، فهل يجدر بالإنسان - إذ يعرف ذلك - أن يخاف كائنا غير الله وهل يجدر به إن هدده اى خطر مهما كان مصدره لو كانت جسامته أن يرتاب فى عناية الله وحمايته له ورعايته إياه ؟٠
وقد وهب مخلصنا تعزية أخرى لتلاميذه وهو يشجعهم على التبشير به والمناداة باسه مهما لاقوا من صنوف الضيفات وعانوا من الوان العناب وشربوا من كؤوس الموت، قائلا' لهم : " كما أقول لكم إن كل من يعترف بى أمام للناس، سيعترف به ابن الإنسان أمام ملائكة الله. ٠ أى انهم إذا اعترفوا أمام الناس - هم أو سواهم من المؤمنين - بأنه هو المسيح ابن الله مخلص العالم الذى تنبأ الأنبياء بانه سيتخذ جسدا لإنسان وصورة ابن الإنسان ويحل بين الناس ليفديهم بدمه ويرفع عنهم عقوبة الهلاك المحكوم بها عليهم من اجل شرورهم، سيعترف هو بهم فى يوم الدينونة امام ملائكة الله الماثلين حول عرشه، فينالون باعترافه بهم الكرامة والمجد اللائقين بالقديسين
المستحقين لبنوة الله ورعوية ملكوت السماوات. وتلك هى قمة الكرامة التى لا قمة بعدها، وذروة المجد دالتى لاذروة تعلوها٠ وأما من يفعل عكس نلك، يكون نصيبه عكس نلك ايضا، إذ قال مخلصنا.أما من ينكرنى أمام الناس فسوف أنكره أنا كذلك أمام ملائكة الله٠. لأن الذى ينكر ان هذا هو المخلص لن ينال الخلاص، إذ سينكره . صانع الخلاص ومانحه فى يوم الدينونة أمام ملائكة الله، فلا يكون نصييه إلا الخزى والهوان والهلاك.
وقد كان مخلصنا يعلم أن كثيرين من الناس السطحيين الذين تستهويهم مظاهر العالم الكاذبة، وتبهرهم أمجاده الباطلة ، يزدرون بمخلصنا لبساطة مظهره الإنسانى، وتواضع مركزه الإجتماعى، فيستكبرون أن يكون هذا هو ابن الله ، ويذكرون ٠) أن هذا هو المسيح الذى ينتظرونه ، فيتكلمون عنه فى هزء وسخرية بيد أن موته وقيامته وصعوده إلى السماء، ثم نزول الروح القدس على تلاميذه وما يؤدى إليه ذلك من آيات ومعجزات تجرى على أيدى التلاميذ لا تجعل لأولئك المنكرين المستنكرين عذر ولا مبرر فى الاستمرار فى إنكارهم ، أو التمادى فى انكارهم ، بعد أن اكتملت الأدلة على أ'ن هذا الإنسان البسيط المتواضع الذى كانوا يهزاون به ويزدرونه هو ذاته المسيح ابن الله، ومن ثم ٠ستكون جريمتهم فادحة ويكون هلاكهم أكيدا ، ولذلك قال مخلصنا إن ومن قال كلمة ضد ابن الإنسان يفغرله. أما من جدف على الروح القدس، فلن يغفرله ، أى ان الذين أنكروا مخلصنا قبل اكتمال البراهين على حقيقة شخصيته يكون باب الغغران مفتوحا أمامهم إذاعادوا فأمنوا. وإما الذين أنكروه بعد اكتمال تلك البراهين ، فقد دللوا على فساد عنصرهم وعناد قلوبهم وعمى بصائرهم وسيطرة الكبرياء عليهم وتاصل الشر فيهم بحيث شابهوا الشيطان نفسه فى كل صفاتهم وتصرفاتهم، ومن ثم استحقوا ما استحق الشيطان من سقوط وهلاك أبدى، فلن تكون ثمة مغغرة لهم. وهذا هو ما يصنع الفارق دائما بين من يخطأ إلى الله عن جهل، وبين من بخطأ إليه عن علم وعن عمد. فإن ذلك يفغر الله له وإذا عاد تائبا. وأما الآخر الذى يجدف على الرغم من معرفته بالله وبالمسيح وحقيقته، فإنه يجدف عن علم وعن قصد شرير، وخبث قلب وليس لهذا الأخير مغفرة لأنه فقد نور البصيرة ، وصار معاندا للروح القدس الذى يهب البصيرة ويمنح القدرة على التمييز بين الخير والشر- إنه لن يفغر له، لانه هو نفسه لن يطلب الغفزان بعد أن فارقه الروح القدس الذى ينخس القلب للتوبة، ولايفارق الروح القدس إنسان  إلا بعد ان يمسى رافضا ومقاوما لنداء الروح-

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 12

  3. القطيع الجديد والاتكال على الله (لوقا 12: 6-7)
تفسير (لوقا 12: 6) 6 اليست خمسة عصافير تباع بفلسين.وواحد منها ليس منسيا امام الله.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) " عَصَافِيرَ " ويمارس الأبرص الذى تطهر من مرضه طقس خاص يسمى طقس التطهير يستمر لمدة ثمانية أيام : وما يهمنا فى هذا الطقس هو إستخدام العصفور  كذبيحة حيث يأمر الكاهن أن يؤخذ للمتطهر عصفوران (طائران) حيان طاهران وخشب أرز وقرمز وزوفا" عند إعلان تطهير أبرص يقدم عنه عصفوران أو طائران حيان طاهران، وقطعة من خشب الأرز طولها حوالي قدم ونصف تقريبًا متوسطة السمك، وقطعة نسيج من الصوف المصبوغ باللون القرمزي مع باقة من نبات الزوفا. لعل العصفورين هنا يقومان بنفس الدور الذي كان يقوم به التيسان في طقس يوم الكفارة العظيم (لا 16) حيث يذبح الواحد ويطلق الآخر حيًا في البرية إشارة إلى السيد المسيح الذي من جانب ذبح على الصليب عن خطايانا ومن الجانب الآخر قد انطلق إلى برية حياتنا قائمًا من الأموات ليُقيمنا معه ويدخل بنا إلى أحضان أبيه السماوي. هكذا في تطهير الأبرص يُذبح عصفور في إناء خزفي على ماء حيّ "ويأمر الكاهن أن يُذبح العصفور الواحد في إناء خزف على ماء حيّ" الماء الحيّ هو الماء الذي يؤخذ من نهر جارٍ أو من ينبوع مستخدم غير راكد، هذا الماء الحيّ يرتبط بالدم كسرّ للتطهير إشارة إلى ذبح السيد المسيح الذي حمل ناسوتنا كإناء خزفي، مقدمًا لنا فيه دمه الثمين والماء اللذين فاضا من جنبه لتطهيرنا. أما العصفور الآخر الحّي الذي يُغمس في دم العصفور المذبوح ويطلق حيًا على وجه الصحراء فيُشير إلى السيد المسيح القائم من الأموات حاملًا لنا دمه المقدس للتكفير عنا.
(2) "أَلَيْسَتْ خَمْسَةُ عَصَافِيرَ تُبَاعُ بِفَلْسَيْنِ". "فَلْس"  الكلمة اليونانية  ،assarion والتي تأتي من الكلمة اللاتينية .as  أنتشرت هذه الكلمة فى اللغة العربية وأتت منها كلمة "فلوس" و"فلس" يعنى لم يعد معه مال .. وفلس عملة  صغيرة من النحاس الأصفر تعادل عشر دينار. كانت هذه العصافير رخيصة السعر يقدر على شراؤها البرص الذين تطهروا لأن من كان يصاب بالبرص كان يطرد من بين أهله إلى خارج المدينة فيعيشون على التسول راجع أيضا (مت 10 : 24- 33)  وإشتهرت المرأة الفقيرة  عندما جلس يسوع تجاه خزانة الهيكل فــ عطت كل ما عندها فى الخزانة وكان فلسين
(3) "
وَوَاحِدٌ مِنها لَيْسَ مَنْسِيًّا أَمَامَ للهِ". نحويا : فعل تام مبني للمجھول في الأسلوب الخبري فيه كناية. (مت 10: 29- 30)  " اليس عصفوران يباعان بفلس؟ وواحد منهما لا يسقط على الارض بدون ابيكم. " كانت العصافير عادة تُباع كل أربعة عصافير بفلسين ويمكنك أن تأخذ عصفوراً خامساً مجانى  .. وسواء أشترى الأبرص عصفوران بفلس واحد أو أربعة عصافير وواحد مجانى فممن يشتريه البرص ويقدمه لتطهيرة واحد منهم سيرحع حرا طليقا ففى العادة يقدم الأبرص عصفورين يذبح واحد منهم فى قليل من الماء ويخضب جناحى الآخر ويطلق حرا
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 87 

ولكي يمنح وسيلة أخرى بها يسعف عقولنا، فإنه يضيف بقوة: " أليست خمسة عصافير بالكاد. ربما تساوى فلسين ، ومع ذلك فحتى واحد منها ليس منسيا قدام الله٠." ويقول فضلا عن ذلك: " أيضا شعور رؤوسكم محصاة" تامل إذن ما أعظم العناية التى يخلعها على هؤلاء الذين يحبونه لأنه ان كان حافظ الكون يمد معونته إلى أشياء تافهة بهذا المقدار ، ويتنازل — ان جاز القول — إلى أصغر الحيوانات فكيف يمكنه أن ينسى هؤلاء الذين يحبونه ، لاسيما إذا كان يعتنى بهم عناية عظيمة ، ويتنازل ليفتقدهم لكي يعرف بالضبط أصغر الأشياء عن حالتهم ، بل وحتى كم عدد شعور رؤوسهم. أين إذن هو تفاخر الوثنيين وثروتهم الفارغة الحمقاء؟ أين الحكيم ؟ أين  الكاتب ؟ أين مباحث هذا الدهر ألم يجهل الله حكمة العالم" (1كو 1: 20) . لأن -منهم ينكر تماهأ العناية الإلهية ، بينما آخرون يجعلونها تصل إلى القمر فقط ، ويضعون عليها قيودا كما لو كانت هذه السلطة قد خولت لهم. لمثل هؤلاء نقول : "هل عناية الرب اضعف من. ان تمتد الى ما هو أسفل بل وحتى أن تبلغ الينا، أم أن خالق الكل متعب لهذه الدرجة حتى أنه لا يرى ما نفعل؟ ان قالوا إذن إن العناية ضعيفة جدا، فهذا هو الغباء بعينه ليس إلا. أما إذا صوروا الطبيعة الإلهية أنها خاضعة لكسل ، فإنهم يجعلونها أيضا قابلة للحسد وهذا أيضا هو تجديف وجرم لا يوجد أعظم منه. ولكنهم يجييون أنه إزعاج للإرادة الإلهية والفائقة أن تثقل بالعناية بكل هذه الأمور الأرضية ، لأنهم لا يعلمون كم هي عظيمة هذه الطبيعة الإلهية التي لا يمكن للعقل أن يفهمها أو للنطق ان يصفها ، والتي تملك على الكل ، لأنه بالنسبة لها فإن جميع الأشياء صغيرة، وهكذا يعلمنا النبي المبارك إشعياء حيث يقول:" إنما جميع ألأمم كنقطة من دلو وتحسب كغبار الميزان ، وتعد كبصاق ، فبمن تشبهون الرب؟ " (إش ٠ ٤ :٥ ٦ ، ٨ ٦ س) فماذا تكون نقطة واحدة من دلو؟ وماذا يكون غبار الميزان؟ وماذا يكون البصاق؟ اي تفلة واحدة؟ فإن كان هذا هو وضع جميع الأشياء أمام الله ، فكيف يكون اي أمر عظيما عليه ، أو يكون أمرا يسبب له إزعاجا أن يعتني بكل الأشياء؟ إن مشاعر الوثنيين الضارة إنما هي عديمة العقل.
ليتتا إذن لا نشك ، بل نؤمن أنه بيد سخية سوف يمنح نعمته لهؤلاء الذين يحبونه.لأنه إما أنه لن يسمح لنا ان نقع في تجربة ، او إذا سمح — بقصده الحكيم — ان نؤخذ فى الشرك لأجل أن نربح المجد بالآلام ، فإنه بكل تأكيد سيمنحنا القوة أن نحتملها. وبولس المبارك هو الشاهد لنا ويقول:" الله أمين ، الذى لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون ، بل سيجعل مع التجربة ايضا المنغذ لتستطيعوا ان تحتملوا "(1كو 10 : 13) لأن الذي هو المخلص وهو ربنا جميعا هو رب القوات، الذي به ومعه للرب الآب التسبيح والسلطان مع الروح القدس إفى أبد الآبدين آمين."
تفسير (لوقا 12: 7) 7 بل شعور رؤوسكم ايضا جميعها محصاة.فلا تخافوا انتم افضل من عصافير كثيرة.
 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "بَلْ شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ أَيْضًا جَمِيعُھَا مُحْصَاةٌ". نحويا : فعل تام مبني للمجهول في الأسلوب الخبري. شعر الرأس ورد فى العهد القديم فى عبارة  إستعارية بمعنى " لا تسقط شعرة من رأسه"  ( 1 صم 14 ؛45 )   فقال الشعب لشاول ايموت يوناثان الذي صنع هذا الخلاص العظيم في اسرائيل.حاشا.حي هو الرب لا تسقط شعرة من راسه الى الارض لانه مع الله عمل هذا اليوم.فافتدى الشعب يوناثان فلم يمت (2صم 14: 11) فقالت اذكر ايها الملك الرب الهك حتى لا يكثر ولي الدم القتل لئلا يهلكوا ابني.فقال حي هو الرب انه لا تسقط شعرة من شعر ابنك الى الارض (1مل 1: 52) اولكن ذكر يسوع عن أن شعوررنا جميعها محصاة أى أن الرب يعرف عددها ويهتم بها فبالأولى يهتم بمن يؤمنون به
(2) " لاَ تَخَافُوا". نحويا : أمر تام متوسط (مجهول الصيغة معلوم المعنى) مع أداة نفي، ما يعني عادة التوقف عن عمل آخذ لتوه في الحدوث. الخوف صفة للبشرية الساقطة الآثمة ،
(3) أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَةٍ". هناك عصفوران يقدمهما الأبرص فى طقس التطهير أحدهما يذبح ويطلق الآخر سراحه بعد تخضيب جناحه بدم الآخر فالعصفور الذى ذبح .. ذبح لأجل تطهير إنسان وخلاصه من عجزه من مرضه وخطيته وإطلاق سرحه من أسر الشيطان ويشبهنا يسوع بالعصفور الذى أطلق حرا .. اليس يسوع هو ذلك العصفور الذى قتل على الصليب وصفيت دمائه قطرة قطرة لأجل خلاصنا نحن الذين تخضبنا بدمائه فأطلقنا أحرارا من عجزنا فى مقاومة خطايانا ألم يقل يسوع ذاته إن حرركم الإبن فبالحقيقة تكونون أحرارا

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 12

  4. القطيع الجديد والشهادة (لوقا 12: 8-12)
تفسير (لوقا 12: 8) 8 واقول لكم كل من اعترف بي قدام الناس يعترف به ابن الانسان قدام ملائكة الله.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "كُلُّ مَن". نحويا : من الضمائر الشاملة المستخدمة لوصف االكرازة  ("كُلُّ مَنْ").كما ورد فى (يو 3: 15- 16)  ("كُلُّ الَّذِينَ") وردت فى (يو : 15- 16) وأيضا "كُلُّ مَنْ") فى (رو 10 : 9- 13)  إن عبارة " كُلُّ مَن" تعبارة تشجيعية قصد بها يسوع جمع المؤمنين به "جنوده "( 1 تيم 2 : 4) ليس احد وهو يتجند يرتبك باعمال الحياة (تى 2: 11) لانه قد ظهرت نعمة الله المخلصة لجميع الناس  (2بط 3: 9)  لا يتباطا الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ لكنه يتانى علينا وهو لا يشاء ان يهلك اناس بل ان يقبل الجميع الى التوبة " إلا أن "كُلُّ مَن" تقتصر على أولئك الذين يؤمنون حقاً وينفذون ويعملون بوصايا وتعاليم يسوع لأنه ليس كل من قال يارب يدخل ملكوت  الموات ولا من تنبأ ولا من أخرج شياطين ولا من صنع قوات لأن كل هذه يعطيها يسوع لمجد أسمه لأن كثيرون بدأوا بداية جيده وأنهوا حياتهم  بغعل الإثم  فيقول لهم يسوع إذهبوا هنى يا فاعلى الإثم (مت 7: 21- 23) ..وكثيرون يعبدون بشفاههم ولكن ليس ذلك من قلوبهم (أش 29: 13)  فقال السيد لان هذا الشعب قد اقترب الي بفمه واكرمني بشفتيه واما قلبه فابعده عني  ":
(2) " كُلُّ مَنِ اعْتَرَفَ بِي قُدَّامَ النَّاسِ".  نحويا :كلمة "اعترف" (فعل مبني للمعلوم في الأسلوب لخبري)  كلمة "اعترف" ترجمة للكلمة اليونانية .(homolegeo) تستخدم الكلمة نفسها بمعنى الإعتراف عن الخطايا فى (1يو 1: 9)  "ان اعترفنا بخطايانا فهو امين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل اثم.  " عن الإعتراف  ( يع 5: 16) "إعترفوا بعضكم لبعض بالزلات وصلوا بعضكم لاجل بعض لكي تشفوا.طلبة البار تقتدر كثيرا في فعلها." أنه بلا شك كل من يعترف بيسوع المسيح إلها يقر ويعترف عن خطأه لأخوته إذا كان أساء لهم أو للكاهن أو للأسقف لأنه تلميذ يسوع  (يش 7: 19) فقال يشوع لعخان يا ابني اعط الان مجدا للرب اله اسرائيل واعترف له واخبرني الان ماذا عملت لا تخف عني."
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 88
هنا أيضا يا من تحبون أن تسمعوا ، املأوا نفوسكم بكلمات القداسة ، اقبلوا في داخلكم معرفة التعاليم المقدسة لكي إذ تتقدمون بنجاح في الإيمان ، فإنكم تحصلون على أكليل المحبة والثبات في المسيح ، لأنه يمنحه ليس لضعاف القلوب التي تهتز بسهولة ، ولكن بالأولى لأولئك الذين يستطيعون ان يقولوا بحق : " لى حياة هى المسيح والموت هو ربح"(فى١؛ ٢١). لأن هؤلاء الذين يعيشون بقداسة ، يعيشون للمسيح ، وأولئك الذين يحتملون الأخطار لأجل التقوى يربحون الحياة غير الفاسدة ، إذ يكللون معه أمام منبر قضائه . هذا هو ما يعلمنا إياه بقوله : " كل من اعترف بي قدام الناس يعترف به ابن الأنسان ايضأ قدام ملائكة الله "
 إذن فهو شيء يعلو فوق كل الأشياء الأخرى وهو جدير بانتباهنا ، ان نفحص من هو الذي يعترف بالمسيح ، وبأية طريقة يمكن أن يعترف بالمسيح ، بأية طريقة يمكن ان يعترف به بحق وبلا لوم ، لذلك فإن بولس الحكيم جدا يكتب لنا : " لا تقل في قلبك من يصعد الى السماء؟ أي ليحدر المسيح ، او من يهبط بى الهاويه؟ أي ليصعد المسيح من الأموات ، لكن ماذا يجول الكتاب؟ الكلمة قربية منك ، في فمك وفي قلبك ، اي كلمة الأيمان التي نكرز بها ، لأنك ان اعترفت بفمك بأن يسوع هو الرب وآمنت بقلبك ان الله اقامه من الأموات فسوف تحيا ، لأن بالقلب يؤمن الأنسان للبر وبالفم يعترف للخلاص " (رو10: 6- 10) ٠ يشرح الرسول بهذه الكلمات سر المسيح بطريقة ممتازة جدا. فاول كل شيء يجب أن نعترف أن الابن المولود من الرب الآب ، هو الابن الوحيد -لجوهره ، وانه هو الرب الكلمة، وهو رب الكل ، وليس كمن وهبت له الربوبية من الخارج بالانتساب ، بل هو الرب بالطبيعة وبالحق مثل الآب تماما ، ويجب بعد ذلك أن نؤمن أن " الله أقامة من الأموات" ، أي أنه عندما صار إنسانا ، فإنه قد تألم من اجلنا بالجسد ، ثم قام من الأموات.
فالابن إذن كما قلت هو رب ، ولكن لا يجب أن يحسب بين أولئك الأرباب الآخرين الذين يعطى لهم وينسب إليهم اسم الربوبية ، لأنه — كما قلت — هو وحده الرب بالطبيعة ، لكونه الله الكلمة ، الذى يفوق كل شيء مخلوق ، وهذا ما يعلمنا إياه الحكيم بولس بقوله: " لأنه وإن وجد ما يسمى آلهة فى السماء أو على الأرض — كما يوجد آلهة كثرون وأرباب كثيرون - لكن لنا إله واحد الآب الذى منه جميع الأشياء ونحن منه، ورب واحد يسوع المسيح الذى به جميع الأشياء نحن به " (١كو٨: ٦٠).
ولكن رغم انه يوجد إله واحد الذى اسمه الآب ، ورب واحد الذى هو الابن ، ولكن لا الآب كف عن ان يكون ريا بسبب كونه الرب بالطبيعة ، ولا الابن توقف عن أن يكون هو الرب بسبب كونه ربا بالطبيعة ، لأن الحرية الكاملة هى صغة الجوهر الإلهي الغائق وحده ، وأن يكون بعينا عن نير العبودية ، أو بالأحرى فإن الخليقة تكون خاضعة تحت قدميه. لذلك ، رغم أن كلمة الرب الوحيد الجنس صار مثلنا ، وإذ اتخذ قياس الطبيعة البشرية ، فإنه وضع تحت نير العبودية ، لأنه دفع عن قصد — الدرهمين لجباة الضرائب اليهود بحسب ناموس موسى ، إلا انه لم يخبئ المجد الذي سكن فيه ، لأنه سأل المغبوط بطرس : " ممن يأخذ ملوك الأرض الجباية او الجزية ، امن بنيهم ام من الأجانب؟ ولما قال من الأجانب، عندئذ اجابه؛ إذن البنون !حرار " ١مت18: 25- 26) كذاك فالابن في طبيعته الذاتية هو رب لأنه حر ، كما يعلمنا الحكيم بولس أيصا ويكتب؛ ونحن جميعا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما فى مرآه نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد  "كما من الرب الروح "(2كو 3: 18) "و!ما الرب فهو الروح ، وحيث روح الرب فهناك حرية"(2كو 3: 17) . لذلك لاحظ كيف يؤكد ٠ أن الروح هو رب . لا كمن يملك البنوة إذ أنه هو الروح وليس الابن، بل لكونه واحدآ مع الابن في الجوهر ، الذي هو رب وحر، وقد تبرهن بهذه المساواة الطبيعية معه أن له تلك الحرية التى تليق بالرب .
إذن ، فمن يعترف بالمسيح أمام الناس أنه إله ورب ، فسوف يعترف به المسيح أمام ملائكة الرب ولكن متى؟ واضح أنه في الوقت الذي سوف ينزل فيه من السماء في مجد أبيه مع الملائكة القديسين عند نهاية هذا العالم ، وعندئذ .سوف يكلل المعترف الحقيقي به ، الذي له إيمان غير متزعزع وأصيل ، وهكذا يقدم اعترافه ، وهناك أيضا سوف يضيء جماعة الشهداء القديسين الذين احتلملوا الضيقات كل الحياة وحتى الدم ، وكرموا المسيح باحتمالهم وصبرهم ، لأنهم لم ينكروا المخلص ، ولا كانوا يجهلون مجده ، بل احتفظوا بولائهم له٠ مثل هؤلاء سوف يمدحون من الملائكة القديسين الذين أيضا سوف يمجدون المسيح مخلص الجميع ، لأنه منح القديسين تلك الكرامات التى تحق لهم بنوع خاص ، وهذا ما يعلنه المرتل أيضا ، : " وتخبر السموات بعدله ، لأن الله هوالديان " (مز٦:٤٩ س)، وهذا سوف يكون نصيب أولئك الذين يعترفون به.أما الباقون ، الذين انكروه واحتقروه ، فسوف ينكرهم ، عندما يقول لهم الديان ، كما تكلم أحد الأنبياء القديسين فى القديم: " كما فعلت سيفعل بك ، وعملك يرتد على رأسك " (عوبديا15) وسوف ينكرهم بهذه الكلمات:"إذهبوا عنى يا فاعلى الاثم، إننى لست أعرفكم " (لو 13: 27) من هم هؤ لاء الذين سوف ينكرهم؟ أولأ: هم أولئك الذين عندما ضغط عليهم الاضطهاد ولاحقتهم المحن، تركوا الإيمان. إن رجاء مثل هؤلاء سوف يفارقهم تماما من جذوره، ولمثل هؤلاء لا تكفي كلمات بشرية لوصف حالتهم ، لأن الغضب والدينونة والنار التى لا تطقأ سوف تبتلعهم.
تفسير (لوقا 12: 9)  9 ومن انكرني قدام الناس ينكر قدام ملائكة الله.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 88
وبطريقة مماثلة ، فإن معلمي الهراطقة وتابعيهم ينكرونه لأنهم يجترئون ويقولون ان كلمة الرب الوحيد الجنس ليس هو الرب بالطبيعة وبالحق ويطعنون في ولادته التي لا ينطق بها ، بقولهم إنه ليس من جوهر الآب ؛ بل وبالأحرى يحسبون من هو خالق الكل ضمن الأشياء المخلوقة. ويصنفون ذلك الذى هو رب الكل مع أولئك الذين هم تحت نير العبودية ، رغم أن بولس يؤكد أننا يجب أن نقول إن " يسوع رب" (في: ١١).
كما أن تلاميذ " ثرثرة نسطوريوس. الباطلة" أيضآ ينكرونه بقولهم بابنين، واحد زائف، والآخر حقيقي: الحقيقي هو كلمة الآب، والزائف هو الذى يملك كرامة واسم ابن بالانتساب فقط. وهو بأسلوبهم هذا فقط هو ابن ، ونبت من نسل المبارك داود بحسب الجسد. إين دينونة هؤلاء ايضنا هى ثقيلة جدا ، لأنهم " ينكرون الرب الذى إشتراهم" (٢بط٢:. ١) ولم يفهموا سر تدبيره فى الجسد، لأنه يوجد " رب وإيمان واحد" كما هو مكتوب (أف 4: 5) ٠
فنحن لا نؤمن بإنسان وبإله ، ولكن برب واحد الكلمة الذي هو من الرب .الآب، الذى صار إنسانا واتخذ لنفسه جسدنا. فلذلك فإن هؤلاء ايضا يحسبون ضمن من ينكرونه.
تفسير (لوقا 12: 10) 10 وكل من قال كلمة على ابن الانسان يغفر له.واما من جدف على الروح القدس فلا يغفر له.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) " ابْنُ الإِنْسَانِ .... ابْنُ الإِنْسَانِ".  يعتقد بعض المسيحيين إن لم يكن كلهم أن أى إنسان  يتكلم كلاما غير صحيح أو يجدف على يسوع (إبن الإنسان) هى خطية تغفر له  وأن الذى يجدف على الروح القدس هى "الخطيئة التي لا تُغتفر" (لو12: 10) فكيف هذا و يسوع نفسه حبل به من الروح القدس (متى 1: 20 ) "وَلكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هذِهِ الأُمُورِ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ." نحن نؤمن أن الآب (الذات) والإبن (يسوع المسيح الكلمة) والروح القدس إله واحد فكيف يكون أن الذى يجدف على الروح القدس خطية لا تغتفر والذى يجدف على يسوع تغتفر وهم(الثلاثة يسوع الكلمة والروح القدس الآب إله واحد ) فالذى يخطئ على الروح القدس خطية لا تغفر له ويخطئ ايضا ضد الآب ويسوع خطية لا تغفر له  إذا هذا الفكر الذى يخص الروح القدس فقط بعدم المغفرة فكر خاطئ ونقول : لقد أتى يسوع إبنا للإنسان فمن الطبيعى ألا يعرفه أحد وقد يتقولون عليه كلاما عن جهل وبدون معرفة ولكن من قال كلمة على الروح القدس والذى من أسمه يعرفه الناس انه روح الرب يهوه  فهو يتكلم ويجدف عن معرفة ضد الرب فهذه هى الخطية التى لا تغتفر إذا الفيصل والحكم النهائى حول الخطية التى تغتفر والتى لا تغتفر هو "المعرفة " ومن هذا المنطق نقول أنه يوجد نوعين من الناس يقعون تحت قانون صنعهم خطية لا تغتفر .. الأول: يعرف أن يسوع هو كلمة الله  وصلب وقام من بين الأموات مثل المسلم ولكنه لا يؤمن به أى أنه لا يؤمن أن يسوع له القدرة على غفران خطاياه ويستمر فى خطاياه فكيف يغفرها يسوع له وهو لم يؤمن بأنه يغفرها له هذه هى "الخطيئة التي لا تُغتفر"  لأنها تفتقر للإيمان " آمن فقط فتخلص ولأنه ليس بأحد غيره الخلاص .. كما أنه فى إصرارهم وإستمراريتهم لفعل الخطية لم يتـــوبوا عنها فلم يفرحوا السماء بتوبتهم (لو 15: 10) والثانى آمن ببيسوع ثم أنكره  :: إنسان  آمن فعلا ولكنه أنكر إيمانه به  فصنع بإنكاره خطية لا تغتفر لأن يسوع قال :(مت 10: 33): مَنْ يُنْكِرُني قُدَّامَ النَّاسِ أُنْكِرُهُ أَنَا أَيْضًا قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ." و لأن يسوع المسيح كان واضحا فوضع شرط ألإيمان لمغفرة الخطايا لأنه الوحيد الذى يقدر أن يغفر الخطايا هو يسوع كلمة الله  هو ذبيحة لا نهائية على الصليب عن  جميع خطايا بنى البشر فقال "(يو 8: 24) "فقلت لكم إنكم تموتون في خطاياكم، لأنكم إن لم تؤمنوا إني أنا هو تموتون في خطاياكم".  وهذا أمر طبيعى خطايا إنسان غير مؤمن بالفداء والصلب مثل المسلم لن تغفر له  ويدان بعدم ألإيمان بيسوع ربا ومخلصا وفاديا ولأن يسوع هو الديان (رو 8 : 34) "من هو الذي يدين؟ المسيح هو الذي مات، بل بالحري قام ايضا، الذي هو ايضا عن يمين الله، الذي ايضا يشفع فينا. " فسوف الإنسان عن عدم إيمانه لأنه عرف عنه كل شئ من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ومن الإنترنت ومن القرآن نفسه أن المسيحيين يقولون أن يسوع المسيح هو كلمة الإله وتجسد من العذراء مريم وصلب ومات على الصليب وقام من بين الأموات  ويسوع المسيح كإله هو الذات والكلمة والروح القدس وبإختصار الذى يحدد الخطيئة التى لا تغتفر هو معرفة الإنسان وجهلة بيسوع المسيح فإذا قال كلاما بغير معرفة وعن جهل تغفر له ولكن كل المسلمين يعرفون عما يقوله المسيحيين من القرآن ذاته لهذا فهم يخطئون خطية لا تغتفر إذا فعل أى مسلم خطايا  مثل السرقة والكذب والقتل والزنى والإجرام .. وغيرها من الشرور ولمحبته لهذه الشرور لا يريد أن يؤمن بالخير والطهارة والعفة فى المسيحية التى نادى بها يسوع فى تعاليمه  فهذه الخطايا لن تغفر له من لا يؤمن لا تغفر له خطاياه ويموت بخطيته ويستحق الدينونة  ونختم هذه الفقرة أن محمد ذاته مدان فى القرآن وشريعة الإسلام والأفعال التى فعلها من شرور لأنه أزاغ أمة العرب ليس فقط فى جيله ولكن لأجيال عديدة  عن الطريق الصحيح الذى فيه تعاليم يسوع عن الحب والسلام والخير الذى أنشأه يسوع للبشرية  لهذا نجد كل مسلم يطلب مغفرة من الله بصلاته عليه حتى يغفر الديان  الذى هو يسوع كل ذنب له تقدم وتأخر  فكيف يغفر يسوع لمحمد خطاياه ؟ أن محمد لم يؤمن بيسوع مخلصا وفاديا لأنه هرطق وخرج ببدعة أن يسوع شبه به  ، محمد لم يؤمن بيسوع ربا وإلها محمد فعل كل الخطايا والشرور ويسوع يقول  "(يو 8: 24) "فقلت لكم إنكم تموتون في خطاياكم، لأنكم إن لم تؤمنواإني أنا هو تموتون في خطاياكم". إن ما فعله محمد يقع تحت قانون الخطيئة التى لا تغتفر  فأين هو الآن
ھ(2) " قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ للهِ". تدل هذه العبارة على حضور لله (لو 15 : 7، 10) هكذا اقول لكم يكون فرح قدام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب».  هنا يظهر تأكيد لاهوتى  على قوة شفاعة يسوع لأنه فدى المؤمنين به فتابوا عن خطاياهم  (رو 8 : 34) من هو الذي يدين؟ المسيح هو الذي مات، بل بالحري قام ايضا، الذي هو ايضا عن يمين الله، الذي ايضا يشفع فينا.  (عب 7: 25) (عب ): 24) (1 يو 2: 1)
(1) "أَنْكَرَنِي". نحويا كلمة أنكرنى (صيغة تمنّي في الأسلوب الخبري [مجهول الصيغة معلوم المعنى]) تعني "ينكر"، "يتبرّأ من"، أو "يرفض". تُستخدم بنفس المعنى ايضا في الترجمة السبعينية (راجع تك 18: 15) ( مكابيين الرابع  8: 7 & 10: 15) (الحكمة 12: 27 & 16: 16) هذه الكلمة تشير إلى رفض يسوع .. تعتبر اليوم رفض دنيوى  لرسالة يسوع وتعاليمه فى الإنجيل وله عواقب أبدية رهيبة
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 88
وقد علمنا الرب أن التجديف هو جريمة عظيمة جدا يرتكبها الناس ، بقوله ايضا " كل من قال كلمة على إبن الإنسان يغفر له ، وأما من جدف على الروح القدس فلا يغفر له " فبآية طريقة يجب ان نفهم هذا ايضا ، إذا كان المخلص يقصد هذا، وهو انه إذ استعملت كلمة احتقار من اي إنسان منا تجاه إنسان عادي فإنه سوف يحصل على الغفران إذا ما تاب ، فإن الأمر يكون خاليا من اي صعوبة ، لأن الرب إذ هو صالح بالطبيعة ، فإنه سوف يبرئ من كل لوم جميع الذين يتوبون . ولكن إن كان التجديف موجه إلى المسيح نفسه ، مخلص الكل ، فكيف يمكن ان يتبرأ أو ينجو من الدينونة ذلك الذى يتكلم ضده؟ فما نقوله إذن هو هذا: اي شخص ، لم يتعلم بعد معنى سر المسيح ، ولم يفهم أنه إذ هو بالطبيعة الرب ، وقد وضع نفسه ونزل إلى حالتنا ، وصار إنسانا، ثم يتكلم هذا الإنسان ، اي شيء ضده (المسيح)، ويجدف لحد ما ، ولكن ليس بدرجة الشر التى تفقده الغفران ، فالله سوف يغفر لأولئك الذين أخطأوا عن جهل ولكى أوضح ما أعنيه بمثال ، فإن المسيح قال في موضع ما : " أنا هو الخبز الحي النازل من السماء والمعطي الحياة للعالم " (يو6: 51)
لذلك فبسبب ان البعض لم يعرفوا مجده، بل ظئوا أنه إنسان ، فإنهم قالوا " أليس هو ابن النجار الذى نحن عارفون بأبيه وامه ، فكيف بقول اني نزلت من السماء؟ " وفى مرة اخرى بينما كان واقفا يعلم في المجمع حتى تعجب منه الجميع ، لكن البعض قالوا: "كيف هذا يعرف الكتب وهو لم يتعلم " (يو٧: ١٥)، لأنهم لم يكونوا يعرفون طبعا أن " فيه مذخر كل كنوز الحكمة والعلم"(كو٢: ٣). مثل هذه الأمور يمكن أن تغفر ، إذ قيلت بتهور عن جهل.
أما من جهة أولئك الذين قد جدفوا على اللاهوت نفسه فإن الدينونة محتمة والعقاب أبدي في هذا العالم وفي الآتى . لأنه يقصد بالروح هنا ليس فقط الروح القدس ولكن كل طبيعة الألوهة ، وكما هو معروف إنها هي طبيعة الآب والابن والروح القدس . والمخلص نفسه يقول فى مكان ما: "الله روح"(يو٤: ٢٤). فالتجديف على الروح هو على كل الجوهر الفائق ، لأنه كما قلت ، إن طبيعة الألوهة كما أعلنت لفهمنا هي الثالوث القدوس المسجود له الذي هو واحد. ليتنا إذن كما يقول يشوع ابن سيراخ في حكمته: " نضع بابا ومزلاجا للسان" (يشوع إبن سيراخ 28: 25) ونقترب بالأكثر نحو الله ولنقل:" ضع يارب حافظا لفمى وبابا حصينا لشفتى ، ولا تمل قلبى إلى كلام الشر (مز 140: 3 س) لأن تلك التجادبف هى كلمات رديئة ضد الرب. وهكذا إن كنا نخاف الرب حقا فالمسيح سوف يباركنا ، الذي به ومعه للرب الآبت التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى دهر الدهور آمين....
تفسير (لوقا 12: 11) 11 ومتى قدموكم الى المجامع والرؤساء والسلاطين فلا تهتموا كيف او بما تحتجون او بما تقولون.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "كُلُّ مَنْ". يكرر يسوع هذه العبارة  لتأخذ معنى تأكيد وشمولية وتُستخدم في كل من الآيتين 8 و 10 . الإنجيل واسع يشمل البشرية كلها أى تشمل كل من يقول "لا" (لو 12: 11)  الأفعال في الآية 11 لها احتمالية شرطية (احتمال أو إمكان حدوث شيء)، ما يدل ضمناً على أن الإضطهاد قد يصيب البعض فى بعض الأوقات ولكنه قد يصيب الكل فى أوقات الإضطهاد الشديد  .
(2) " لاَ تهتَمُّوا". نحويا : فعل مبني للمعلوم في الأسلوب الخبري مع أداة نفي ما يدل على المعنى أن إياكم حتى وأن تبدأوا بالاهتمام أو القلق.
(3) "كَيْفَ أَوْ بِمَا تَحْتَجُّونَ أَوْ بِمَا تَقُولُونَ". لا يمكن أن يكون القصد من هذه الآية ألا تكون نتعمق فى افنجيل وخاصة الكهنة والمعلمين فى مدارس الأحد أنه بالرغم من التلاميذ كان غالبيتهم من الصيادين والبسطاء إلا من يطلع على ما كتبوه مسوقين بالروح القدس يتأكد أن توجد خلفية دينية كبيرة إستخدموها فى كتاباتهم حتى يسوع نفسه قاوم الشيطان بآيات من الكتاب المقدس وفى الغالب أن يسوع يقصد أن الروح القدس سيعلمكم ما تقولون ويضع العبارات المناسبة على لسانكم فى التعليم والإضطهادات كما وعظ بطرس الرسول (أع 2 :41 ) فقبلوا كلامه بفرح و اعتمدوا و انضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة الاف نفس  
ليس ت هذه ألاية  دليل نصي على نقص الدراسة الشخصية والاستعداد للكارز ليكرز في أيام الآحاد. وبطرس يقول   (1 بط 3: 15): بَلْ قَدِّسُوا الرَّبَّ الإِلهَ فِي قُلُوبِكُمْ، مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِمُجَاوَبَةِ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِيكُمْ، بِوَدَاعَةٍ وَخَوْفٍ، ".
 
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وقد كان ثمة مشجع آخر ساقه مخلصنا إلى تلاميذه ليدعوهم إلى الجرأة فى أداء الرسالة التى كلفهم بها مهما لاقوا فى سبيل نلك من عنت وعسف وطغيان، إذ قال لهم:" فمتى ساقوكم إلى المجامع والحكام وذوىى السلطان فلا يهمكم كيف أو بماذا تجيبون، او ماذا تقولون، لأن الروح القدس سيلهمكم فى تلك الساعة ما ينبغى ان تقولوا. ، اى انهم متى ساقوهم بسبب تبشيرهم باسم المسيح ليحاكموهم أمام المجامع التى هى معابد اليهود، والتى هى فى الوقت نفسه محاكمهم، أو امام ذوى السلطان من الملوك أو الولاة أو رؤساء الكهنة أوأعضاء مجلس السنهدريم الذى هو السلطة الدينية والمدنية العليا لليهود،
تفسير (لوقا 12: 12) 12 لان الروح القدس يعلمكم في تلك الساعة ما يجب ان تقولوه

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "لأَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ يُعَلِّمُكُمْ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مَا يَجِبُ أَنْ تَقُولُوهُ". في وقت :الإضطهاد ينشط الروح القدس فينا حيث يقدم للمؤمنين دعم خاص للشهادة ولعمل الرب فى الشهداء (لو 21: 15) ( مت 10: 16 - 20) 
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فلا يساورهم الهم بشأن ما عسى أن يدافعوا به عن أنفسهم، اويدفعوا الاتهامات التى سيوجهونها إليهم، لأن الروح القدس الذى سينزل عليهم بعد صعود ٠مخلصنا فيمتلؤن من نعمته وقوته سيضع فى فمهم عند ذلك الكلام الذى يقولونه، ولن يستطيع بشر مهما بلغ من سطوته وسلطته وقوة حجته أن يناقض ذلك الكلام أوينقضه، لأنه كلام الله ذاته فليتشجع التلاميذ إذن فى اداء رسالتهم، ولايهابوا احدأ. لأنه إن كان الله معهم فمن عليهم؟

 تفسير انجيل لوقا الاصحاح 12

  5. االمسيح لا يمارس اختصاصات السلطات الأرضية  (لوقا 12: 13-21)
تفسير (لوقا 12: 13) 13 وقال له واحد من الجمع يا معلم قل لاخي ان يقاسمني الميراث.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "قَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ الْجَمْعِ". من الواضح أن هذا الرجل إما أنه جاء إلى يسوع خصيصا أو أنه اقتحم جلسة التعليم التي كان يعظ فيها يسوع ليطلب منه هذا المطلب الذى يؤرقه ولمتعلق بإرث عائلي ويجوز أن الطرف الآخر كان يحب يسوع ويحترمه ويبجله . وهذا يفسر أن هذه الأسئلة كانت عامة وتوجه إلى الربانيين، ويبدو أنھا مرتبطة ببـ  (تثنية 21 : 15- 17)
(2) "يُقسّم" نحويا : صيغة فعل
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وقد كانت رسالة مخلصنا على الأرض رسالة روحية خالصة. كما كان سلطانه سلطانآ روحيأ خالصا، فلم يضع للناس تشريعا ارضيا ، ولم يشأ أن يكون له سلطات المشرع الأرضى ، ولم يقض بين الناس فى شئون أرضية، ولم يشأ أن يكون له سلطان القاضى، ومن ثم لم يتعرض للتشريعات المدنية للدولة ولم يتدخل فى المنازعات القضائية بين الأفراد ، لأن هذا - كلها أمور ارضية زائلة، فى حين كان تعليمه هوتعليما سماويا خالدا يتعلق لا بالحياة الدنيوية فى الأرض، وإنما بالحياة الروحية فى السماء، هادفا لأن يدعو الناس لأن يخضعوا فى الأرض ، لا لشريعة الأرض، وإنما لشريعة السماء. ولذلك حدث أن قال له واحد من الجمع ٠يا معلم قل لأخى أن يقاسمى الميراث، . ٠معتقدا أن مخلصنا بما له من هيبة وسلطان سيقضى فى النزاع الناشب على الميراث بينه وبين أخيه بيد أن مخلصنا أوضح له أنه لايتعرض لمثل هذه الأمرر التى تتعلق بالمنازعات المالية ولا شأن له بها
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 89
يوصي القديس بولس كإنسان حكيم بمدوامة الصلاة فيقول: "صلوا بلا إنقطاع " (١تس5: 17) وهذا بالحقيقة أمر مليء بالفائدة ، ولكني أقول هذ ا، إن كل من يقترب من الرب يجب عليه أن لا يفعل هذا بإهمال ، ولا أن يقدم توسلات غير لائقة ، فيمكن للواحد منا أن يؤكد بحق أنه يوجد عديد من التوسلات غر المناسبة ، ومثل هذه لست مناسبة للرب أن يعطيها ، كما أن نوالها غير نافع بالنسبة لنا ٠ إذا وجهنا نظرة فاحصة من عقلنا إلى الفقرة التى أمامنا سوف نرى بدون صعوبة صدق ما قلته ، فقد اقترب من المسيح مخلصنا جميعا واحد من الجمع وقال له:" يامعلم قل لأخى أن يقاسمنى الميراث " ولكن الرب قال له: " با إنسان من أقامنى عليكما قاضيا أو مقسما ؟ " إن الابن فى الحقيقة عندما ظهر وصار مثلنا ، فقد أقيم من الرب الآب " كرئيس وملك على صهيون جبل قدسه " بحسب كلمات المرتل (انظر مز2: 6) وطبيعة وظيفته أعلنها هو نفسه بوضوح بقوله : " لأني جئت لأكرز بأمر الله" وما هو هذا؟ ان سيدنا المحب للفضيلة يريدنا ان نبتعد من كل الأمور الأرضية والزمنية، وأن نهرب من
محبة الجسد، ومن هم انشغال الرح الباطل ، ومن الشهوات الدنيئة ، ولا نلقي بالا لما فى الخزائن ، وأن نحتقر الثروة وحب الربح ، وأن نكون صالحين ومحبين بعضنا لبعض ، وألا نكنز كنوزآ على الأرض ، وان نسمو فوق النزاع والحسد، ولا نتشاجر مع الاخوة ، بل بالحري نفسح لهم المجال ، حتى ولو كانوا يسعون لكسب فرصة أكثر منا ، لأن الرب يقول: "ومن أخذ الذى لك فلا تطالبه " (لو٦: ٢٩)، بل بالأحرى نسعى وراء تلك الأمور النافعة والضرورية لخلاصن النفس.
فبالنسبة لأولئك الذبن يعيشون هكذا ، يضع المسيح لهم قوانين يصيرون بها لامعين وجديرين بالمسيح ، لأنه قال : " لا تقتنوا ذهبا ولا فضة ولا ثوبين ٠٠ ولا مزودا ولا نحاسا فى مناطقكم" (أنظر مت 10: 9- 10) . وبقول أيضا : " إعملوا لكم أكياسا لا تفنى ، كنزا لا ينفد فى السموات " (لو١٢: ٣٣). وعندما اقترب منه شاب يسأله؟ " يا معلم ماذا أعمل لأرث الحياة ألأبدية " أجابه : " أذهب.بع كل املاكك واعط الفقراء فبكون لك كنز في السماء وتعال وأتبعنى " (مت19: 16- 21)
لذلك، فلهؤلاء الذين يحنون رقاب أذهانهم المطيعة ، يعطي وصايا ويعين لهم قوانين ، ويضع لهم تعاليم ، ويوزع عليهم الميراث السماوي ، ويعطيهم بركات روحية ، ويكون لهم مستودع لمواهب لا تنقص أبدا . بينما لأولئك، الذين يفكرون فقط فى الأمور الأرضية ، وقد وضعوا قلوبهم على الثروة ، ولأولئك الذين تقسى ذهنهم ، وصاروا بلا رحمة ، بلا لطف أو محبة للفقراء، فإنه لمثل هؤلاء سوف يقول بعدل: " من أقامنى عليكم قاضيا أو مقسما ؟ لذلك فهو يرفض ذلك الانسان لأنه مزعج ولأنه لا يملك رغبة فى أن يتعلم ما يناسبه.
ولكنه لا يتركنا بدون تعليم ، لأنه إذ قد وجد فرصة مواتية ، فإنه يضع حديثا نافعا وخلاصيا، ويعلن محذرا تجاهم:"أنظروا وتحفظوا من الطمع " ، إنه يرينا فخ الشيطان، أي الطمع، وهو أمر مكروه من الرب ، والذى يدعوه الحكيم بولس " عبادة ألأوثان " (كو٠:3: 5) ربما لأنه يتناسب فقط مع أولئك الذين لا يعرفون الرب ، او كأئهم متساوون في الدنس مع أولئك الناس الذين يختارون عبادة الأصنام والحجارة . إنه فخ الأرواح الشريرة ، الذى بوسطته يحدرون نفس الانسان إلى شباك الهاوية . لهذا السبب فهو يقول بحق تماما ، محذرا إياهم: " أنظروا وتحفظوا لأنفسكم من كل طمع " ، أي من الطمع كثيره وقليله ، ومن الاحتيال على أي إنسان ايا كان ، لأنه كما قلت، هو شيء بغيض عند الرب والناس.
لأنه من ذا الذى لا يهرب ممن يستخدم العنف وهو سلاب وطماع ، ومستعد للظلم في تلك الأشياء التى لا حق له فيها ، والذى بيد جشعه يجمع ما ليس له؟ أي وحش مفترس لا يفوقه مثل هذا الانسان المحتال في وحشيته؟ وأية احجار لا يكون هو أكثر قساوة منها؟ لأن قلب الذي يتم الاحتيال عليه يتمزق ، بل إنه احيانا يذوب من الألم الحارق كما لو كان الألم نارا ولكن المحتال يسر بهذا ويبتهج ، ويجعل آلام الذين يعانون سببا لفرحه . ولأن الانسان المساء إليه هو بالضرورة وبصفة عامة لا حول له ولا قوة ، فإنه لا يستطيع شيئا سوى أن يرفع عينيه إلى هذا الذي هو وحده قادر أن يغضب لأجل ما قد تألم به، وهو (الرب)، لأنه عادل وصالح ، يقبل توسلاته وبتشفق على دموع المتألم ويعاقب أولئك المخطئين.
وهذا يمكنك أن تتعلمه مما يقوله هو بنفسه بفم الأنبياء القديسين: " لذلك من اجل أنكم تسحقون رؤوس المساكين وتأخذون منهم هدايا مختارة، وبنيتم بيوتا من حجارة منحوتة لكنكم لن تسكنوا فيها ، وغرستم كرونا شهية ولن تشربوا خمرها، لأني علمت ذنوبكم الكثيرة وخطاياكم الثقيلة"(عا 5: 11و 12س)٠ وأيضا : " ويل للذين يصلون بيتا ببيت وحقلا بحقل ، حتى يأخذوا ما لجارهم. أتسكنون وحدكم فى الأرض؟ لأن هذه الأشياء قد بلغت أذني رب الجنود، لأنه مع أن بيوتكم كثيرة فإنها تصير خراتا ، ومع أنها كبيرة وحسنة
فإنها ستصير بلا ساكن، لأن الأرض التي يفلحها عشرة فدادين بقر تصنع بثا واحدا ، والذي يزرع ستة ارادب سوف يجمع ثلاثة مكاييل"(إش 5: 8- 10) ، لأن البيوت والحقول هي ناتجة عن ظلم الآخرين ، لهذا يقول عنها انها تتبدد وتصير مهجورة (بلا ساكن)، وسوف لا تأتي بأية فائدة لمن يعملون بظلم ، لأن غضب الرب العادل منسكب عليهم ، لذلك فلا فائدة في الطمع من كل ناحية.
ولكي ننظر إليه بمنظار آخر، فإن الطمع لا يفيد شيئا ، لأنه كما يقول الرب، " متى كان لأحد كثير فليست حياته من أمواله " وهذا واضح انه حقيقي، لأن سنى حياة الانسان لا تزداد بنسبة ثرائه ، كما أن محصلة حياته لا تسير متوازية مع ارباحه الظالمة ، وهذا قد اظهره المخلص وكشفه لنا بوضوح بأن اضاف بمهارة شديدة المثل الذي امامنا مرتبطا بحجته السابقة فيقول؛ " رجل ٠
أخصبت كورته وأغلت ثمارا كثيرة " تمعن بدقة ، وتعجب من جمال فن الحديث ، لأنه لم يشر لنا إلى مقاطعة أعطى جزء منها فقط حصادا وفيرا ، بل كلها كانت خصبة ومثمرة لصاحبها ، مما دلل على اتساع ثروته . وهذا يشبه قول احد الرسل القديسين: " هوذا أجرة الفعلة الذين حصدوا حقولهم المبخوسة منكم تصرخ وصياح الحصادين قد دخل الى أذنى رب الجنود" (يع5: 4) لذلك يقول المخلص إن كل كورته قد أغلت محاصيل وفيرة.
لذلك فما الذى فعله الرجل الغني ، وهو محاط بوفرة من بركات كثيرة جدا تفوق كل إحصاء؟ إنه ينطق في ضيق وقلق بكلمات الفق ر، فهو يقول: " وماذا أعمل؟" ، إن الانسان الذي في احتياج إلى الضروريات يبث باستمرار هذه اللغة البائسة ، ولكن انظر هنا! إن واحدا من ذوى الأموال غير المحدودة يستخدم تعبيرات مشابهة . لقد قرر أن بيني مخازن أكثر اتساعا ، وعزم ان يمتع نفسه بمفرده فقط بتلك الموارد التى كانت تكفي مدينة مكتظة بالناس . إنه لا ينظر إلى المستقبل ، ولا يرفع عينيه نحو الرب ، ولم يحسبه امرا جديرا بان ينفق ماله من اجله ليربح لقلبه تلك الكنوز التى هى . فوق فى السماء، ولا يهتم بمحبة الفقير، ولا يرغب فى التقدير الذي يحصل عليه من جراء هذا؛ ولا يتعاطف مع المتألمين ، فهذا أمر لا يؤلمه ولا ينهض فيه الشفقة . وما هو أكثر من ذلك مما هو غير معقول ، إنه يقرر لنفسه سني حياته ، وكأنه سوف يحصد هذا أيضا من الأرض لأنه يقول : " أقول لنفسى ، يانفسى لك الخيرات موضوعة لسنين كثيرة كلى وأشربى وأفرحى " ولكن أيها الإنسان الغبي ، يمكننا أن نقول لك ، أنت فعلا تملك مخازن كثيرة لغلالك ، ولكن من أين تحصل على سنين عديدة لنفسك؟ لأنه بحكم من الرب قد قصرت أيامك. لأن الرب قال له : يا غبى هذه الليلة سوف تطلب نفسك منك ، فهذه اتلى أعددتها لمن تكون؟ "
لذلك، فإنه أمر حقيقي أن حياة الانسان ليست من ممتلكاته ، أي ليست بسبب أن له أموالآ كثيرة . بل يكون مغبوطا جدا وله رجاء مجيد ذلك الانسان الذي هو غبي نحو الرب . من هو هذا إذن؟ من الواضح أنه هو الذي لا يحب الثروة بل بالأحرى يحب الفضيلة ، والذي يكفيه القليل، (انظر لو٠ ١؛ .٤٢)، وهو الذي يده مبسوطة لاحتياجات المعوزين ، والذي يريح الفقراء ويعزيهم بحسب إمكانياته وبأقصى ما في طاقته . إنه هذا الذى يجمع في المخازن التي هي فوق ، ويكنز كنوزا في السماء، مثل هذا سوف يجد أرباح فضيلته ، ومكافأة حياته المستقيمة
والتى بلا لوم ، والمسيح سوف يباركه ، الذي به ومعه للرب الآب التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى بد الآبدين أمين.
تفسير (لوقا 12: 14) 14 فقال له يا انسان من اقامني عليكما قاضيا او مقسما.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  "فَقَالَ لَهُ: يَا إِنْسَانُ". وهذا توبيخ لطيف يدعوه إنسانا بإسم الإنسانية أى إرجع لإنسانيتك (انظر 22  : 58 ، 60) (رو 2: 3 & 9: 20)
(2) " مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِيًا أَوْ مُقَسِّمًا؟". يسوع يرفض فكرة أن يكون مجرد رباني آخر  أو صاحب فتوى 
أو لاوي محلّي. رسالته في إعلان زمن ملكوت السماوات  ما جاء لأجله أخذ  الأولوية على كل قضايا الحياة لأنه أتى بشريعة الكمال
(3) "مقسّم" أستخدمت هنا فقط في كل العهد الجديد ولا توجد هذه الكلمة أبداً في الترجمة السبعينية اليونانية للعهد القديم ، ولكنھا شائعة الاستخدام في الأدب اليوناني.
بسبب ندرة الكلمة فإن هناك كلمات أخرى عديدة موجودة في المخطوطات اليونانية.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ولم يزعم انه مختص بالقضاء فيها، قائلا له أيها الرجل من أقامنى قاضيأ عليكما ، أو ٠مقسما بينكما؟! ٠ بيد أن القول الصادر عن الرب يسوع المسيح هنا لا يهدم القضاء ولا يلغيه ولا يبطل الحاجة إليه، بل يؤكده، ولكنه يحيله إلى المختصين به من اهل القضاء وفى نفس الوقت يكشف عن دعوة السيد السيح الروحية وإلى حياة الكمال التى تعلو على مستوى الاختصام إلى القضاء الأرضى فالذين نذل مستواهم الروحى إلى حد الاختصام، لهم القضاء المدنى يفصل فى خصوماتهم. ولهم ايضا شريعة العهد القديم التى أعطيت لمن يتنازعون فيما بينهم على شؤن الميراث، أما أتباع السيد المسيح فلهم شريعة الكمال التى تسمو بهم على الاهتمام بالمنازعات على المال والأرض وما إليها من أمور فانية زائلة
تفسير (لوقا 12: 15) 15 وقال لهم انظروا وتحفظوا من الطمع.فانه متى كان لاحد كثير فليست حياته من امواله.
.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  "انْظُرُوا وَتَحَفَّظُوا مِنَ الطَّمَعِ". قول فيه قرار حازم جازم للغاية في اللغة اليونانية  ( نحويا : أمر  حاضر مبني للمعلوم وأمر حاضر متوسط، وكلاهما جمع). الجشع (أو الطمع) ھو نمط حياة من يريد المزيد وبأى ثمن لم يحكم يسوع بأى حكم وربما كانت القضية  محسومة وتتعلق بميراث على الأرض التى كانت تقسم حسب الشريعة (رو 1: 29) مملوئين من كل اثم وزنا وشر وطمع وخبث، مشحونين حسدا وقتلا وخصاما ومكرا وسوءا، (أف 4: 19 & 5: 3) (كول 3: 5) " فاميتوا اعضاءكم التي على الارض: الزنا، النجاسة، الهوى، الشهوة الردية، الطمع الذي هو عبادة الاوثان " إن الطمع ثمرة  من ثمار معرفة الخير والشر  ونتيجتها القتل (1 تيم 6: 9- 10) "لان محبة المال اصل لكل الشرور، الذي اذ ابتغاه قوم ضلوا عن الايمان، وطعنوا انفسهم باوجاع كثيرة "
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ولربما كان ذلك الرجل الذى طلب من مخلصنا أن يقسم الميراث بينه ببين أخيه يهدف من طلبه هذا ألى الجور على نصيب أخيه فى الميراث بدافع من الجشع لينإل أكثر مما يستحق ٠ كما كان كل اهتمامه متجها إلى المال والإكثار منه. وإذ كان مخلصنا يعلم هذا إلتفت إلى تلاميذه وإلى غيرهم ممن كانوا واقفين يستمعون إليه ؟ وقال لهم : "انتبهوا واحذروا من الجشع، لان حياة الإنسان ليست فى كثرة ما يملك.
تفسير (لوقا 12: 16) 16 وضرب لهم مثلا قائلا.انسان غني اخصبت كورته.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "وَضَرَبَ لَھُمْ مَثَلاً". كان يسوع يعلمهم بأمثال لأنهم كانوا يتناقلون أخباره وقصصه من قرية لأخرى ومن مكان لمكان فكانت أمثاله كلمات حية تنتقل من مكان لآخر عبر الأفواه وكانت أمثاله تشير إلى تعاليم كثيرة ويستنبط منها الكثير من الوصايا والتأملات النافعة .. والناس دائما يكنزون المال لأسباب عديدة منها الأمان الزائف فى  المستقبل أو محبة للمال فى ذاته أو محبة الممتلكات كأن الإنسان سيعيش مخلدا وهناك مثل رومانى يقول " المال مثل مياه البحر كلما غطست فيه أكثر كلما طلبت المزيد"  وهؤلاء الذين يحبون المال يجعلونه أولوية عندهم مثل الفلاح المصرى الذى يمتلك بقرة يضعها فى منزلة أعلى من زوجته وأولاده  ، مشكلة محبة المال فى أنها تشعر الإنسان بالإكتفاء الذاتى فلا يحتاج حتى إلى إله ليعبده
(1)  "فَكَّرَ فِي نَفْسِهِ". نحويا : ماضي متصل مبني للمتوسط (مجهول الصيغة معلوم المعنى) في الأسلوب الخبري. تفهم بأحد الطريقتين: أ) أن الرجل الغني في مثل يسوع بدأ يفكر في نفسه ب)  أن الرجل الغني فكّر في نفسه مراراً وتكرار
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ثم ٠ضرب ٠مخلصنا لهم ٠مثلا يوضح لهم فيه ما يعنى قائلا : " إن رجلا٠ غنيا أخصبت أرضه،
تفسير (لوقا 12: 17) 17 ففكر في نفسه قائلا ماذا اعمل لان ليس لي موضع اجمع فيه اثماري.
.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) " نفس" الكلمة اليونانية psuche التي تقابل الكلمة فى اللغة العبرية nephesh ē  وتعنى هذه الكلمة إلى كياننا ، ونفسنا ، وشخصنا (أع 2: 41 & 3: 23) (يو 13: 1)
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ففكر فى نفسه قائلا : ماذا أفعل فإننى لا مكان عندى أجمع فيه ثمارى؟. ثم قال هذا ما أفعل . أهدم مخازنى وأبنى أكبر منها، وهناك أجمع ثماري وخيراتى، واقول لنفسى يا نفس إن لك خيرات وفيرة مدخرة لسنين كثيرة فإستريحى وكلى واشربى وتنعمى
تفسير (لوقا 12: 18) 18 وقال اعمل هذا.اهدم مخازني وابني اعظم واجمع هناك جميع غلاتي وخيراتي.
تفسير (لوقا 12: 19) 19 واقول لنفسي يا نفس لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة.استريحي وكلي واشربي وافرحي.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) : اِسْتَرِيحِي". يضع  البشر مخططات لحياتهم وبعد تحقيقها يظنون أنهم خالدون البعض فقط يكتشغ أنه سيترك كل ما حققه من نجاح وجمع أموال وممتلكات لأنه لكل إنسان نهاية  (أم 27 : 1) (يع 4: 13 ، 15)  إن حياة الإنسان أعظم من أنها تضيع فى جمع المال ت "أما التقوى مع القناعة فھي تجارة عظيمة . إننا لم ندخل العالم بشئ وواضح اننا لن نقدر أن نخرج منه بشئ  فإن كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بھما " (1تيموثاوس 7،8 : 6)  بحسب اللغة العربية فالمادي عكس الروحي ، وهذا لا يقلل من شأن العالم المادي لحساب  العالم الروحي ، إن خالق الإثنين (الروحي والمادي) هو الله ، لذا نجد في العبادة وفى عمل  روحي استخدام أشياء مادية ، ففي العهد القديم استخدموا الذبائح الحيوانية ، واستخدموا المال ،  واالذهب ، والفضة ، وفي العھد الجديد يمكن أن نقدم أجسادنا المادية كذبيحة للرب ، كما
نقدم أعضاءنا آلات بر في يد الله ، كذلك نقدم عطايانا المادية للرب كجزء أصيل ومكون  رئيسي من مكونات العبادة المسيحية ، وكتعبير عن تكريس الحياة بجملتها له سواء اكانت مادية أو روحية  ولكن يجب أن تكون الأولوية لحياتنا الروحية 
تفسير (لوقا 12: 20) 20 فقال له الله يا غبي هذه الليلة تطلب نفسك منك.فهذه التي اعددتها لمن تكون.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "يَا غَبِيُّ". كلمة يا غبى  هنا مختلفة
aphron) (لو 11: 40 & 12: 20 ) )( 1كور 15: 36) وليست كلمة "غبى (moros) التى وردت فى (مت 5: 22) والتى هى الكلمة الآرامية raca) يسوع نفسه .قد أستخدم كلمة
(moros) والتى وردت فى (مت 23: 16، 19) .ليشير إلى الشعب الغبي”، (لو 11: 40)
(2) "تُطْلَبُ". نحويا جمعٌ وهذا أمر عجيب لأنها تعني حرفياً "يطلبون نفسك". "
 يستخدم لوقا غالباً هذه الصيغة بدون التركيز على "ھ هم" ( لو 6: 38 & 12: 11 ، 20 ، 16: 9 & 23: 31)  وربما يستخدم لوقا هذه الصيغة حتى يتجنب ذكر أسم الجلالة أو يعتقد أنها تشير إلى الملائكة
(3) " فهذه ِ الَّتِي أَعْدَدْتها لِمَنْ تَكُونُ؟". هنا سؤال ذكي  يُطرح على الرجل المادى والماديين الذين يعشقون المادة فينسون أنهم زوار على الأرض سيتركونها يوما ما  (مز 39 : 6) (مز 49: 10) (جا 2: 18: 23)
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
ولكن الله قال له: أيها الغبى، فى هذه الليلة تسترد نفسك منك. فلمن يكون هذا الذى أعددته؟ هكذا الذى يكنز لنفسه. ولا يكون غنيا فيما لله. ، أى أن إهتمامات الانسان لا ينبغى أن تنصب على إهتمامات ما فى الدنيا من متاع مادى وأرضى زائل، يحصر كل آماله فيه، ويجعل كل إتكاله عليه، لأنه مهما أكثر وإدخر منه فيموت فى أى لحظة ويتركه فيخرج من الدنيا خاوى الوفاض صفر اليدين، وقد خسرها وخسر الآخرة معها، وإنما ينبغى أن تنصب اهتماماته على تقوى الله فى اعماله وفى كل أحواله. وعلى إقتناء المواهب والبركات الروحية والسمائية التى لا يمكن أن ينتزعها الموت منه ٠ وإنما تظل كنزاً خالدا مدخرا له لينعم به إلى آخر الدهر فى الحياة الأبدية.
تفسير (لوقا 12: 21) 21 هكذا الذي يكنز لنفسه وليس هو غنيا لله
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) " غنيا لله "  من الصعب جداً أن تحافظ على الحياة المادية مع الروحية فالأولى وقتية والثانية ابدية في توازن ملائم في عالم  ساقط مع ع الآثار الناجمة عن السقوط فينا جميعاً (مت 6 : 19 -34)
 من االمدهش أن المخطوطة D القرن الخامس) (وبعض الإصدارات اللاتينية القديمة ) تحذف الآية 21  إلا أن UBS يعطي نسبة احتمال كبيرة لها  لأنها موجودة في المخطوطات ،W،L،B،A،!،75،p  45وعدة إصدارات لاتينية قديمة.

 تفسير انجيل لوقا الاصحاح 12

  6. القطيع الجديد والزمنيات (لوقا 12: 22-23)
تفسير (لوقا 12: 22) 22 وقال لتلاميذه.من اجل هذا اقول لكم لا تهتموا لحياتكم بما تاكلون ولا للجسد بما تلبسون.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "وَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ". لقد وجه وجهه إلى تلاميذه بمعنى أن أهتموا بما أقول ومن الواضح أن يسوع كان يوجه تعاليمه إلى جماعات مختلفة وسط جمع كبير محتشد حوله (المرضى، والفضوليين، ورؤساء الدين، والتلاميذ). راجع أيضا (مت 6: 25- 33) وهى جزء من العظة على الجبل
(مت 5حتى 7)
ضمير الغائب "الهاء" لا يوجد في بعض المخطوطات الأولى الباكرة B،75،p  45  واثنتين من الإصدارات اللاتينية القديمة .e و c  ولكن التضمين فيها يتبع أسلوب كتابة لوقا وهو موجود في المخطوطات  W،L،D،A،!
(2) "لاَ تهتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ". نحويا : فعل أمر حاضر مبني للمعلوم مع أداة نفي، والذي يعني عادة التوقف عن عمل آخذٍ في الحدوث للتو. كان التلاميذ فى وقتها مهتمين بالحاجات المادية (لو 12: 11 ، 22، 25، 26) وراجع (مت 6: 25، 27، 28، 31، 34)
 كلمة "حياة" pschus)  كما في الآيات 19 و 23 ، التي تشير إلى النفس.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ثم قال مخلصنا لتلاميذه ،لذلك أقول لكم لا يشغلكم الهم لأجل حياتكم بشأن ما. عساكم أن تأكلوا أو لأجل جسدكم بشأن ما عساكم أن تلبسوا، فإن الحياة أهم من الطعام، والجسد أهم من اللباس.
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 90
إن ناموس موس قد رتبه الرب للإسرائيليين لكى يرشدهم إى ما كان واجبا عليهم يفعلوه، ولكى يضع أمامهم بوضوح كل ما كان لمنفعتهم. وهذا جعلوه أمرا ذا بهجة عظيمة فقالوا: " طوبى لنا نحن أبناء إسرائيل لأن الأمور التى ترضى الرب قد صارت معروفة لدينا " (باروخ٤: ٤). ولكني أؤكد لكم أنه يناسبنا نحن ويلا ئمنا بالأكثر أن نستخدم هذه الكلمات ، لأن الذى كلمنا لس نبيا ولا حتى ملاكا ، بل هو الابن في شخصه الذاتي ، الذي هو رب الملائكة القديسين والأنبياء . وهذا ما يعلمنا إياه بوضوح الحكيم بولس خادم أسراره، فيكتب هكذا:" الله بعدما كلم ألاباء بالأنبياء قديما بأنواع وطرق كثيرة، كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه، الذي جعله وارثا لكلشيء ، الذي به ايضا عمل العالمين" (عب 1: 1- 2) لذلك، فطوبى لنا نحن ، فقد تعلمنا منه هو ذاته ارادته الصالحة والمخلصة ، والتي بها يرشدنا إلى كل سعي فاضل ، وهكذا إذ نكمل حياة جديرة بالمحاكاة ، التى تليق بالمختارين ، فإننا سنملك معه.

تفسير (لوقا 12: 23) 23 الحياة افضل من الطعام والجسد افضل من اللباس.
أ

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 (1)  (الحياة والجسد أفضل من الطعام واللباس .. لقد خلق الرب آدم فى جنة  لا يتعب من أجل الحصول على طعام أو ملابس أو غيرها وكان المفروض أن يتمتع بعشرة الرب فى حياة روحية لا مثيل لها وحدث أنه لم يطع الرب وأكل من شجرة معرفة الخير والشر أى انه عرف ما هو الخير وما هو الشر فطرده الرب من الجنة وقال  "بعرق جبينك تأكل خبزك" (تكو 19:3)  وقال بولس الرسول "من عرق جبينك تاكل خبزك. إن كان أحد لا يريد أن يشتغل، فلا يأكل أيضًا " ( 2تس 3: 10 )  إذا يجب علينا السعى الدؤوب للعمل للحصول على الطعام واللباس وإحتياجاتنا الأخرى وهذا أمر إلهى ولكن بعض الناس  يبالغون فى الإهتمام بهذه الأمور  بل أنهم يضعونها فى الدرجة الأولى فى حياتهم وربما هو الإهتمام الوحيد لحياتهم والرب يسوع يحذرنا   من تفضيل الحياة على الطعام فقد كان الجنود الرومان يأكلون حتى يتقيئون من إمتلاء أمعائهم  وبعض النساء يتزنين  بأفخر أنواع الملابس حتى يظهرن فى أجمل صورة  وفى الغالب أن يسوع يتكلم هنا على الإهتمام بالحياة الروحية  وقد فهم  بولس معنى هذه ألاية فقال : "لي الحياة هي المسيح" (فى1: 21).
ولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 90

لذلك، لاحظ كيف أنه بعناية وبمهارة فائقة يصوغ الرب حياة الرسل القديسين نحو ٠ الرفعة الروحية ، ولكنه يفيدنا نحن ابضتا معهم ، لأنه يريد ان جميع البشر يخلصون ، وأن يختاروا الحياة الحكيمة والأكثر امتبارا. لأجل هذا السبب فهو يجعلهم يتخلون عن الاهتمام غير الضروري ، ولا يسمح لهم ان يمارسوا عملا ما بقلق وباستعجال لأجل الرغبة في جمع ما يزيد عن ضرورياتهم ، ففي هذه الأمور ، فإن الزيادة سوف لا تضيف شيئا لمنفعتنا ، لذلك يقول " لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون ، ولا جسدكم بما تلبسون لأن الحياة أفضل من الطعام والجسد افضل من اللباس" فهو لم يقل ببساطة "لا تهتموا " بل اضاف " لحياتكم "، ويقصد بذلك لا تنشغلوا باهتمام في هذه الأشياء ، بل أعطوا اهتمامكم لأشياء ذات اهمية اعلى بكثير ، لأن الحياة فى الواقع هي أكثر اهمية من الطعام والجسد اكثر اهمية من اللباس . لذلك ، حيث ان هناك خطر يحيط بنا بخصوص الحياة والجسد كليهما ، وهناك الم وعقاب مقضيا بهما على اولئك الذين لا يعيشون باستقامة، فلنطرح عنا جانبا كل هم من جهة اللباس والطعام.
وبجانب هذا ، كيف لا يكون امرا دنيئا بالنسبة لأولئك الذين يحبون الفضيلة ، والساعبن باجتهاد نحو الفضائل السامية والمقبولة من الرب ، ان يسكروا مزينين بزينة انيقة مثل الصبية الصغار ، وان يسعوا وراء الموائد الفاخرة ! لأن هذه يتبعها للتو حشد متوحش من الشهوات الأخرى أيضآ ، وتكون النتيجة الارتداد عن الرب ، لأنه مكتوب: لا تحبوا العالم ولا ألأشياء التى فى العالم (١يو٢: ١٥)، وأيضا: " ألا تعلمون أن محبة العالم هى عداوة لله"
(يع٤ : ٤ ) ٠ فواجبنا إذن ان نحفظ أقدامنا بعيدا عن جميع الشهوات، وان نجعل بالأحرى لذاتنا في الأمور التي ترضي الرب .
تفسير (لوقا 12: 24) 24 تاملوا الغربان.انها لا تزرع ولا تحصد وليس لها مخدع ولا مخزن والله يقيتها.كم انتم بالحري افضل من الطيور.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "تَأَمَّلُوا الْغِرْبَانَ". تعتبر الغربان من الطيور النجسة (لا 11: 13- 15)  وهذه تكرهونها من الطيور.لا تؤكل.انها مكروهة ..  وكل غراب على اجناسه " الله يزود مخلوقاته بالطعام (مز 147: 9) "الْمُعْطِي لِلْبَهَائِمِ طَعَامَهَا، لِفِرَاخِ الْغِرْبَانِ الَّتِي تَصْرُخُ  " وذكرت الغربان فى العهد القديم  وكان الرب يستخدمها (تك 8: 7)   وَأَرْسَلَ الْغُرَابَ، فَخَرَجَ مُتَرَدِّدًا حَتَّى نَشِفَتِ الْمِيَاهُ عَنِ الأَرْضِ.  وقصة إيليا مع الغربان مشهورة وكانت معتمة بإطعام إيليا  (1مل 17: 4، 6)  فتشرب من النهر وقد امرت الغربان ان تعولك هناك ..
(2) " كَمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلُ مِنَ الطُّيُورِ!".للمرة الثانية ايقول فيها يسوع هذه العبارة  راجع (مت 15: 31)
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
تأملوا الغريان فإنها لا تزرع ولاتحصد وليس لها مخادع ولا مخازن ومع ذلك فإن الله يقوتها٠ فكم أنتم بالحرى أفضل من الطيور
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 90
ولكن ربما تجيب على هذا وتقول :" من سيعطينا غذا ضروريات الحياة". وجوابنا على هذا كالاتي؛ إن الرب جدير بأن يصدق، وهو وعدك بوضوح بهذه الأشياء، وبواسطة الأمور الصغيرة يعطيك تأكيذا كاملا انه سيكون صادقا أيضآ في الأمور العظيمة، فهو يقول:" تأملوا الغربان إنها لا تزرع ولا تحصد وليس لها مخدع ولا مخزن والله يقيتها " كذلك ايضا عندما كان يقوينا نحو الثبات الروحي ، فإنه علمنا أن نحتقر حتى الموت ذاته بفوله : " لا تخافوا من الذس يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها " (لو12: 4، مت. ٦: ٢٨). وبنفس الطريقة لكى يظهر لك عنايته، فإنه استخدم أشياء بلا قيمة تماما لكى يثبت بها كلامه فيقول : البس عصفوران بياعان بفلس ، وواحد منها لا يسقط بدون أبيكم ، وأما أنتم فحتى شعور رؤوسكم جميعها محصاة ، فلا تخافوا انتم افضل من عصافير كثيرة (مت 10: 29- 31)٠ هكذا أيضا بواسطة العصافير وزهور الحقل فإنه يغرس فيك إيمانا ثابتا غير متزعزع. وهو لا يسمح لنا مطلفا بالشك ، بل بالتأكيد إنه سيعطينا مراحمه ، ويمد يده المريحة ليهبنا كفاية في كل الأشياء . وبالإضافة الى ذلك ، إنه أمر رديء جدا ، أنه بينما أولئك الذين هم تحت نير العبودية الجسدية يعتمدون على سادتهم كمصدر كاف لتزويدهم بالطعام واللباس ، لا نضع نحن ثقتنا في الرب ضابط الكل ، عندما يعدنا أن يعطينا ضروريات الحياة.
وأي فائدة توجد على الإطلاق في حياة الترف الا تجلب معها بالأحرى الدمار الكامل؟ لأنه سريعا ما يدخل مع لذت التنعم ، مخازي الشهوانية الوضيعة والحقيرة -الأشياء التي عندما تقترب منا ، تكون مقاومتها صعبة . وأيضا أن نكتسى بلباس فخم أمر لا.فائدة له بالمرة ، لأنه يقول: ٠: " تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو لا تتعب ولا تغزل ، ولكن أقول لكم ولا سليمان فى كل مجده كان يلبس كواحدة منها" وهذا أيضا حقيقى  لأن كلا من الزنابق والزهور الأخرى التي تبت في الحقول ، فإن بهاء ألوانها يحوي جمالأ بارعا بسبب تتوع درجات الألوان ، وبسبب. اختلاف ترتيبها ، فتتألق في لونها الأرجواني الطبيعي ، أو تضيء بلمعان ألوان أخرى ، ومع ذلك فإن كل ما يفعله الإنسان بفنه لبحاكى جمالها ، إما عن طريق مهارة الرسام أو بفن الزخرفة والتطريز ، فانه يعجز تماما عن الوصول إلى الحقيقة ، وحتى ولو كان العمل ناجحا كإنتاج فني، فإنه نادزا ما يقترب من الحق.
لذلك فإن كانت هذه الإيضاحات عن طريق الفن ، هي أدنى كثيرا من مجد الزنابق وجمال ألوان الزهور الأخرى ، فكبف لا يكون صوابا أنه ولا سليمان، رغم أنه كان ملكا عظيمأ جدا ، فإنه في كل مجده لم يكن يلبس كواحدة منها؟ فباطل إذن تعبنا لأجل اللباس الجميل . يكفي الناس العقلاء أن يكون لباسهم كما تقتضيه الضرورة ، محتشما، ويسهل اقتناؤه ويصاحب هذا قليل من الطعام الضروري الذي يكفى حاجات الطبيعة . ولتكن وليمتهم فى المسيح كافية للقديسين ، فتكون وليمة روحية ، إلهية ، وعقلية بالإضافة للمجد الذي سوف يأتي بعد ذلك. لأنه سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده ٠٠ (أنظر في٣: ٢١)، وكما يقول الرب نفسه: ٠٠" سيضيئون كالشمس فى ملكوت أبيهم ٠وي " (أنظر مت٣ ١: ٤٣). إذن فأي ثياب مهما كانت فإن العظمة التي في المسيح تفوقها جدا في البهاء.
وبنظرة أخرى ، لا يليق بأولئك الذين سيصيرون قدوة ومثالا للآخرين في السلوك المقدس ، أنهم بإهمالهم يسقطون هم أنفسهم في تلك الأمور ، التى بمجرد أن يصيروا معلمين للعالم ، سيكون واجبا عليهم أن يحثوا الآخرين على تركها . لأن تثل التلاميذ بالاهتمام بالانشغالات العالمية سيكون له ضرر غير قليل يصيب غيرتهم وحماسهم، يؤثر على فائدة كرازتهم المقدسة. بل على العكس من واجبهم أن يهملوا تماما بعقل ثابت هذه الأمور، وأن يهتموا بحماس وببساطة بالانتصارات الرسولية . ولهذا السبب فهو يشجب بحق تماما وصراحة الانشغال بالأمور الزمنية، فهو يقول:" إن هذه كلها تطلبها أمم العالم" وينهضهم إلى الإقتناع الراسخ الذى لا يهتز إنه بالتأكيد وفى جميع الأحوال سيكون عندهم ما يكفيهم ، لأن أباهم الذي في السماء يعلم جيدا ما يحتاجون إليه. وفي مناسبة ملائمة جدا يدعوه ٠٠ الآب ٠٠ حتى يعلموا أنه لن ينسى أولاده، بل هو شفوق ومحب لهم.
إذن فلنطلب ليس ذلك الطعام غير الضروري والزائد عن اللزوم ، بل كل ما يؤدي إلى خلاص للنفس ، وليس ملابس كثيرة الثمن ، بل أن نخلص جسدنا من النار ومن الدينونة. وليتنا نفعل هذا طالبين ملكوته ، وكل ما يساعدنا على أن نصير شركاء ملكوت المسيح، الذي به ومعه للرب الآب التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى ابد الآبدين. آمين.

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 12

  7. القطيع الجديد والسماويَّات (لوقا 12: 24-31)
تفسير (لوقا 12: 25)  25 ومن منكم اذا اهتم يقدر ان يزيد على قامته ذراعا واحدة.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "مَنْ مِنْكُمْ إِذَا إهتم يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعًا وَاحِدَةً؟". الكلمة  اليونانية  (pechus) تعني حرفياً "ذراع". وهو  المسافة بين كوع الإنسان وأطول أصابعه. أى بطول 18 إنشاً. تُستخدم
بطريقتين مختلفتين في اللغة اليونانية.
أ)  يمكن أن تستخدم للحجم (يو 21 : 8) (رؤ 21: 25) .. ب)  يمكن أن تستخدم للدلالة على الزمن (مت 6 : 27) (لو 12: 25) ونجد أيضا هذا المعنى المزدوج في الكلمة اليونانية .(helikia)  يمكن أن تشير إلى الحجم (لو 19  : 3) (أف 4: 13) أو الوقت (يو 9: 21 ، 23) (عب 11: 11) وكلتا الكلمتين فى اللغة اليونانية تشيران إلى الزمن فى سياق الجمل
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ومن منكم إذا أقلقه الهم يستطيع ان يضيف إلى قامته ذراعا واحدا ؟ وماذا يجدى الإنسان همه أو إهتمامه إن كان الله لا يدبر شئونه ايستطيع ان يزيد فى قامته ذراعا واحدآ، أو يزيد فى عمره يومآ واحدأ؟ فإن كان عاجزا- مهما اهتم- عن ان يحقق للنفسه ذلك الذى هو من أهون الأمور عند الله، فلماذا يربك نفسه - ,هو يدرك عجزه ٠ بالاهتمام الذى يبلغ درجة الهم فى تدبير حياته بأكملها، ناسيت تدبير الله القدير، أوناسيا إياه ؟٠
تفسير (لوقا 12: 26) 26 فان كنتم لا تقدرون ولا على الاصغر فلماذا تهتمون بالبواقي.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  "إِنْ". نحويا  : الجملة شرطية من الفئة الأولى
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فإن كنتم لا تسطيعون ان تفعلوا هذا الذى هو أقل الأمور، فلماذا تهتمون بما عداه؟٠
تفسير (لوقا 12: 27) 27 تاملوا الزنابق كيف تنمو.لا تتعب ولا تغزل.ولكن اقول لكم انه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها.
أ
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) تَأَمَّلُوا".  نحويا : أمر ماضي بسيط مبني للمعلوم. الكلمة مركبة من حرف الجر kata)
إضافة إلى الفعل ليعني "يفهم" أو "يدرك" (اراجع مت 7 : 3) والذى يسير إلى تفكير عميق جدا يصل لدرجة التأمل إستخدم لوقا هذه الكلمة غالباً في كتاباته  (لو 6: 41 & 12: 24 ، 27 & 20: 23 )( أع 7: 31 &  27 : 39)
(2) "الزَّنَابِقَ". نباتات بعضها ينموا قى البرية قد تكون  شقائق النعمان التى تنموا فى ألأراضى المقدسة أو السوسن (نش 5: 13) وهذه الأزهار تُستخدم لتلوين شفاه المرأة.
(2) "كَيْفَ تَنْمُو: لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ " هذه تتوافق مع المخطوطاتW،L،A،!،P75،P45  وقد وردت فى (مت 6: 28)
(3)  " وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ منها ِ". إن ما وضعه الرب فى النباتات وزهورها شيئ فوق الخيال هو جزء من إعلان قدرته لإنسان  (مز 19: 1- 6)  ."السموات تحدث بمجد الله.والفلك يخبر بعمل يديه. " إن الطبيعة والسماء والنباتات والطيور وكل ما حولنا هو تأكيد لوجود صانع (رو 1: 19)  إِذْ مَعْرِفَةُ اللهِ ظَاهِرَةٌ فِيهِمْ، لأَنَّ اللهَ أَظْهَرَهَا لَهُمْ، "(رو 2: 14) لأَنَّهُ الأُمَمُ الَّذِينَ لَيْسَ عِنْدَهُمُ النَّامُوسُ، مَتَى فَعَلُوا بِالطَّبِيعَةِ مَا هُوَ فِي النَّامُوسِ، فَهؤُلاَءِ إِذْ لَيْسَ لَهُمُ النَّامُوسُ هُمْ نَامُوسٌ لأَنْفُسِهِمِ"

Papaver dubium بابافير دوبيوم ( شقائق النعمان)، الديدحان، الشقشقية تزهر  في شهر مارس وابريل. وتسمى بالانجليزية (كورن بوبي) أي خشخاش الذرة، وهي سامة للماشية لكن يمكن استعمال بذورها كمقو أو منشط للخيل، ومنقوع فاكهتها يفيد في معالجة السعال. كما يمكن استعمالها كغسول لعيون الحيوانات. ويمكن استخراج حبر أحمر اللون من تويجاتها. إنها زهرة شديدة القابلية للإنكسار، إذ أن التويجات تسقط عادة قبل منتصف الصباح وتسمى بالعربية (شقائق النعمان). وهى الزهرى التى فى منتصفغها صليب ةالصورة الجانبية إلتقطها بنفسى من منطقة آثار سبسطية وكانت على جانب الطريق
ولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 انظروا إلى الزنابق كيف تنمو لاتكد ولا تغزل ، ومع ذلك اقول لكم إن سليمان نفسه فى كل مجده لم يلبس كواحدة منها.
تفسير (لوقا 12: 28) 28 فان كان العشب الذي يوجد اليوم في الحقل ويطرح غدا في التنور يلبسه الله هكذا فكم بالحري يلبسكم انتم يا قليلي الايمان.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  "إِنْ". نحويا  : جملة شرطية من الفئة الأولى
(2) "الْعُشْبُ الَّذِي يُوجَدُ الْيَوْمَ فِي الْحَقْلِ وَيُطْرَحُ غَدًا فِي التَّنورِ".هذه عبارة 
􀍿 اصطلاحية وردت القديم  (تك 3: 18) "وشوكا وحسكا تنبت لك وتأكل عشب الحقل" هذا العشب الفائق الجمال الذى خلقه الرب والذى لم يلبس سبيمان فى كل مجده واحدا مثلها  الذى ينموا فى الحقل بلا رعاية  يجمع بقاياه ويطرح للحريق فى التنور وعبارة " الذى يوجد اليوم تدل على أن فترة نموه وظهور زهوره قصيرة العمر فزهرة شقائق النعمان لا تستمر إلا أيام قلائل وهذا يدل على أن الطبيعة السريعة الزوال للعشب (الذى يمثل حياة الإنسان والتى لا تتجاوز المائة بقليل التى إذا قارنت بالزمن بين الأزل والأبد  فإن عمر الإنسان لا يزيد عن أقل من جزء من الثانية   وكذلك بالمقارنه بالرب أيضا) (أش 40: 6- 8)  صَوْتُ قَائِل: «نَادِ». فَقَالَ: «بِمَاذَا أُنَادِي؟» «كُلُّ جَسَدٍ عُشْبٌ، وَكُلُّ جَمَالِهِ كَزَهْرِ الْحَقْلِ.  يَبِسَ الْعُشْبُ، ذَبُلَ الزَّهْرُ، لأَنَّ نَفْخَةَ الرَّبِّ هَبَّتْ عَلَيْهِ. حَقًّا الشَّعْبُ عُشْبٌ!  يَبِسَ الْعُشْبُ، ذَبُلَ الزَّهْرُ. وَأَمَّا كَلِمَةُ إِلهِنَا فَتَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ». (أى 8: 12 & 14: 1- 2) (مز 37: 2 ، 20  & 103: 15- 17) (يع 1: 10- 11) (1بط 24- 25)
(2) "كَمْ بِالْحَرِيِّ يُلْبِسُكُمْ ". أحيانا يكرر يسوع فكرة ليثبتها فى العقول فكررها فى في الآية 24 ب. وهذه الفكرة التى قامت عليهتا الحضارة الغربية ومبادئ حقوق الإنسان أن الإنسان وحياته  أكثر أهمية من العشب وبالتالى أكثر أهمية من أى شئ آخر . "
(3) " كَمْ بِالْحَرِيِّ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟ِ". نحويا :  عبارة مركبة من "قليلي" إضافة إلى "الإيمان". إستخدمها متى أيضا بشكل خاص فى (متى 6: 30 & 8: 26& 14: 31) وأستعملها لوقا هنا فقط ، ولم ترد هذه العبارة فى الترجمة السبعينية للعهد القديم على الإطلاق أو البردية المصرية المكتوبة باليونانية السائدة.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فإن كان العشب الذى يوجد اليوم فى الحقل وفى الغد يطرح فى التنور يلبسه الله هكذا ، فكم بالأحرى يلبسكم أنتم ياقليلى الايمان؟.  إن الأعشاب وهى أضعف نبات الأرض يبث الله فيها الحياة، فتتنمو دون أن تبنل أى مجهود تكسوها زنابق بديعة التكوين رائعة الألوان، حتى ان اعظم الملوك وهو سليمان الذى احاط نفسه بكل أمجاد الملوك وفخامة ارديتهم لم يكن لبستطيع ان يصنع لنفسه رداء يلبسه ابدع من واحدة من تلك الزنابق او أروع جمالأ. فإن كانت تلك الأءشاب الدقيقة الرقيقة التى تنمو فى الحقل ثم سرعان ما تذبل وتجف وتغدوا وقودآ يحترق فى التنور، يكسوها الله بذلك الرداء الذى ليس ابدع ولا اروع منه . فكم هو قادر أن يكسو الإنسان الذى أعده لملكوته ووعده إن أطاعه - بأن يكون آخر الأمر معه فى الملكوت؟. بيد أن الإنسان بسبب قلة (إيمانه ، ولعدم اتكاله لذلك على الله،
تفسير (لوقا 12: 29)  29 فلا تطلبوا انتم ما تاكلون وما تشربون ولا تقلقوا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فلاتطبوا أنتم ماتأكلون أو ماتشربون ولاتقلقوا، فإن هذا كله يطلبه الوثنيون فى العالم - واما أنتم فأبوكم يعلم أنكم تحتاجون إلى هذا ولكن بالأحرى اطلبوا ملكوت الله، فيعطى لكم فوق هذا ذلك كله.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "لاَ تَطْلُبُوا أَنْتُمْ مَا تَأْكُلُونَ". نحويا : أمر حاضر مبني للمعلوم مرتبط بالعبارتين التاليتين، "مَا تَأْكُلُونَ" و"مَا تَشْرَ بُونَ " (كلاهما ما فعل مبني للمعلوم في الأسلوب الخبري). وضمير
المخاطب هنا "أنتم" وفى اللغة اليونانية يُوضع أولاً في الجملة للتأكيد على تدبير الرب  للمؤمنين/التلاميذ.
(2) "لاَ تَقْلَقُوا". نحويا :  فعل حاضر متوسط (مجهول الصيغة معلوم المعنى) مع أداة نفي، ما يعني عادة إيقاف فعلٍ أخذٍ في الحدوث فى هذه اللحظة للتو (انظر لو: 12: 11 ) (مت 6 : 31) القلق كلمة يونانية :أستخدمت فى هذه الآية فقط فى العهد الجديد وشائعة فى الأدب اليونانى وهذه الكلمة أستخدمت عدة مرات فى الترجمة السبعينية  الترجمة اليونانية للعهد القديم
تفسير (لوقا 12: 30) 30 فان هذه كلها تطلبها امم العالم.واما انتم فابوكم يعلم انكم تحتاجون الى هذه.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "فَإِنَّ هذه كلها تطلبها أُمَمُ الْعَالَمِ". الإله الذى خلقنا يعرف ما نحتاجه وسيعطيىنا كل إحتياجاتنا فى الوقت المناسب وحسب رؤيته (مت 6 : 23)  وهذا ما يسمى فى المسيحية بالعناية الإلهية "فانه يشرق شمسه على الاشرار و الصالحين و يمطر على الابرار و الظالمين" (متى 5 : 45) ويسوع هو الوسيط بين الرب والإنسان (كولوسى 1: 17) 17 الذي هو قبل كل شيء و فيه يقوم الكل (عب 1: 3)  الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، .
(2) "  أَبُوكُمْ". بنوة بنى البشر للرب هو مفهوم موجود فى العهد القديم ولكن ظهر واضحا فى العهد الجديد فى الصلاة الربانية (لو 11: 2، 13) ولا حظ أيضا (لو 6: 36)
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
لا يفتأ الإنسان أن يكون مهمرمآ مهتما بما عساه أن يأكل، وما عساه ان يشرب، بما عساه أن يلبس. ومن ثم أوصى مخلصنا تلاميذه وأوصى المؤمنين جميعا بألا يقلقوا بشأن ذلك كله، كما يقلق الوثنيون فى هذا العالم، لعدم إيمانهم بالله، فلا تفتأ تلك الاهتمامات الأرضية تسيطر عليهم وتستعبدهم- وأما تلاميذ مخلصنا وكل المؤمنين به فلتطمئن قلوبهم ، واثقين كل الثقة، وموقنين كل اليقين بأن أباهم الذى فى السماء يعلم أنهم محتاجون إلى تلك الأمور كلها٠  وليس معنى ذلك بطبيعة الحال أن يقعد الإنسان عن العمل طلبا لمأكله ومشربه وملبسه، وإنما معناه ألا يجعل من تلك غايه التى لاغاية له فى الحياة سواها، وإنما فليجعله وسيلته إلى تقوى الله ، وإلتزام ما ينبغى نحوه من خضوع وخشوع وولاء، وليجعله سبيله فى الأرض إلى بلوغ ملكوت السماء٠ ١٢؛٣٢-٤٠
تفسير (لوقا 12: 31) 31 بل اطلبوا ملكوت الله وهذه كلها تزاد لكم
أ
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "بَلِ اطْلُبُوا مَلَكُوتَ للهِ". نحويا : فعل أمر حاضر مبني للمعلوم. عندما يكون لدينا يسوع
فلدينا كل شيء، ولكن بدونه حتى الحياة الجسدية المادية تصبح مخيفة ومثيرة للقلق.
ھناك عدة مخطوطات يونانية مبكرة   بها عبارة "ملكوت لله" (المخطوطات W،D1،A،p45
ومعظم االمخطوطات اللاتينية القديمة، وأيضاً الفولغاتا والترجمات السريانية)، ،وفى بعض المخطوطات نجد العبارة "ملكوته" ( المخطوطات ،L،D*،B،!  والطبعة القبطية)  السياق يجعل المُحالَ عليه واضحاً. المخطوطة البردية  p 47 تحذف كلتا العبارتين.
ولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فلو انهم اتجهوا إليه وطلبوا ملكوته السماوى قبل أى شئ من تلك المطالب الأرضية ، لأسبغ عليهم نعمته فأعطاهم ملكوته السماوى، أعطاهم كذلك أثناء حياتهم على الأرض ما هو ضرورى لحياتهم الأرضية.

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 12

  8. القطيع الجديد ومسرة الآب (لوقا 12: 32)
تفسير (لوقا 12: 32) 32 لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سر ان يعطيكم الملكوت.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  "لاَ تَخَفْ". نحويا : أمر آخر حاضر مبني للمعلوم مع أداة نفي، ما يعني التوقف عن عملٍ آخذٍ في الحدوث. كان يسوع يكرر العبارة غالباً (انظر مت 17 : 7 & 28: 10) (مر 6: 50) (لو 5: 10) (يو 6: 20) (رؤ 1: 17)  17): فَلَمَّا رَأَيْتُهُ سَقَطْتُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ كَمَيِّتٍ، فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَيَّ قَائِلاً لِي: «لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ "
(2) " الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ". هذه العبارة هى المرة الوحيدة التى ذكرت فيها فى العهد الجديد  وهى تؤكد على أهمية الجماعة المسيحية والتى تعتبر الكنيسة الأولى بالنسبة ليسوع (لو 13: 18- 21) وقد أستخدمت هذه االعبارة فى العهد القديم  فى (أش 40: 11) : كَرَاعٍ يَرْعَى قَطِيعَهُ. بِذِرَاعِهِ يَجْمَعُ الْحُمْلاَنَ، وَفِي حِضْنِهِ يَحْمِلُهَا، وَيَقُودُ الْمُرْضِعَاتِ». (فى أش 40: 14 فى الترجمة اليونانية السبعينية )  إذا  يسوع هو الراعى ولما صعد أصبح راعى الرعاة .. والراعى العام (الأعلى)  للرعاة والقطيع معا .. وإذا كان يسوع هو الراعى فهو الرب أيضا طبقا لما ورد فى العهد القديم مزمور لداود (مز23: 1) " الرب راعي فلا يعوزني شيء " وفى (زك 13) المسيا (المسيا "راعى" "رفيقى" ) تصف الراعى الذى أرسله الرب بالمبتلى (زك 13: 7)   "استيقظ يا سيف على راعي وعلى رجل رفقتي يقول رب الجنود.اضرب الراعي فتتشتت الغنم وارد يدي على الصغار " وويسوع قال عن نفسه  فى (يو 10: 11- 18)  " انا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف " فماذا يفعل الراعى الصالح مع خرافه ؟ بقية مزمور 23 : "في مراع خضر يربضني . إلى مياه الراحة يوردني 3 يرد نفسي. يهديني إلى سبل البر من أجل اسمه 4 أيضا إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرا، لأنك أنت معي. عصاك وعكازك هما يعزيانني 5 ترتب قدامي مائدة تجاه مضايقي. مسحت بالدهن رأسي. كأسي ريا 6 إنما خير ورحمة يتبعانني كل أيام حياتي، وأسكن في بيت الرب إلى مدى الأيام "
(3)  " لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ". الكلمة  اليونانية سُرَّ (eudokeoō) هذا الفعل فعل يوناني يهودى مميز". في السبعينية. ولوقا كان يعرف السبعينية جيداً. وردت في الأناجيل الإزائية  (متى ولوقا ومرقس) وفى الغالب تشير إلى الآب وقد "رضي" عن ابنه لأجل عمله الخلاصى  (مت 3 : 17 & 12: 18 & 17: 5) (مر 1: 11) (لو 3: 22) (2 بط 1: 17) وإذا كان الرب أبونا فمن نكون نحن ليسوع ؟   لقد اصبحنا أبناء بالتبنى (أف 1: 5، 9) " اذ سبق فعيننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته  ..    اذ عرفنا بسر مشيئته حسب مسرته التي قصدها في نفسه "
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ثم أخذ مخلصنا يشجع تلاميذه على أن يتكلوا على الله كل الإتكال فيما يعانون من الضيق والعوز وشظف العيش فى هذا العالم ، قائلا لهم ، لا تخف أيها القطيع الصغير، فإنه حسن لدى أبيكم أن يعطيكم الملكوت» بيعوا ما تملكون وتصدقوا. أعدوا لأنفسكم أكياسآ لا تبلى، وكنزا فى السماء لا ينفد، حيث لا يقربه سارق ولا يفسده سوس، لا تخف أيها القطيع الصغير فإنه قد حسن لدى أبيكم أن يعطيكم الملكوت.  فقد كان تلاميذ مخلصنا الذى آمنوا به وتبعوه حفنة قليلة جدا من القوم للبسطاء المتواضعين المسالمين وسط أعداد ضخمة من الأغنياء والأقوياء والبغاة والعتاة والأشرار وسافكى الدماء الذين أنكروه ورفضوه ، كأنهم القطيع الصغير من الخراف الوديعة بين أفواج هائلة من الذئاب الشرسة وكل انواع الوحوش المفترسة، فإنهم على الرغم من قله عددهم قد نالوا نعمة عظيمة ارتفعت بهم إلى مرتبة لايمكن أن يصل إليها أغنى الأغنياء أو أقوى الأقوياء، أو أعتى العتاه مهما بلغ شرهم او وبلغت شراستهم. ومع ذلك فإن إيمان أولئك التلاميذ القلائل بمعلمهم ابن الله، وولاءهم له قد جعلهم أهلا لرضى ابيهم السماوى عنهم،
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 91
يتنازل المخلص مرة أخرى لينعم علينا بطريق يؤدي إلى الحياة الأبدية، ويفتح لنا باب الخلاص بسبعة ، حتى عندما نسافر على هذا الطريق، ونزين النفس بكل فضيلة، يمكننا أن نصل إلى المدينة التي هي فوق ، والتي شهد عنها النبي إشعياء ايضنا قائلا : وستنظر عيناك اورشليم، المبينة الغنية، الخيمة التي لا تقلع أوتادها إلى الأبد" (إش 33 : 20 س) لأن تلك الخيمة التي في السماء هي غير متزعزعة ، والفرح الذي لا ينتهي هو نصيب اولئك الذين يسكنون فيها . والرب يرينا طبيعة الطريق الذي يقودنا إلى هناك بقوله:" لا تحف أيها القطيع الصغير ، لأن اباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت " هذا،
إذن هو حدا العزاء الروحاني ، والطريق الذي يقودنا الى الأيمان اليقيني.
لذلك، أظن انه يجب على قبل كل شيء ان أوضح لكم السبب الذي لأجله تكلم المخلص بكلمات مثل هذه ، لأنه بذلك يصير المعنى الكامل للفقرة التى أمامنا أكثر وضوحا للسامعين. لذلك عندما يعلم المخلص تلاميذه أن لا يكونوا محبين للمال ، فهو ايضنا يحولهم عن القلق البنيوي ، وعن الأتعاب الباطلة والترف وأبهة الملابس الفاخرة ، وكل العادات الرديئة التى تتبع هذه الأمور ، ويحثهم بالحري أن يكونوا جادين
 بشجاعة في السعي وراء الأمور التى هي صالحة وممتازة جدا، بقوله:: " لا تهتموا  لحياتكم بما تأكلون ولا للجسد بما تلبسون. لأن الحياة أفضل من الطعام والجسد أفضل من اللياس " وأضاف ايضا إلى هذا:" إن اباكم الذى فى السماء يعلم انكم تحتاجون إلى هذه (لو٢٢:١٢و٢٣و٣٠) فقد أعلن كقاعدة عامة — نافعة وضرورية للخلاص - ليس فقط للرسل القديسين ،بل لكل الساكنين على الأرض، أن الناس يجب أن يطلبوا ملكوته ، وهم متيقنون أن ما يعطيه هو سيكون كافيا لهم ، حتى أنهم لن يكونوا فى احتياج إلى أي شيء بالمرة. لأنه ماذا يقول؟ " لا تخف أيها القطيع الصغير " وهو يعنى بـ " لا تخف" ، أنهم ينبغي أن يؤمنوا بكل يقين، وبلا أدنى شك أن أباهم السماوي سيعطي وسائل الحياة للذين يحبونه. وهو لن يهمل خاصته، بل بالحري سوف يفتح يده لهم (انظر مز٤ ٠ ١: ٢٨) وهى التي تشيع دائما الكون كله بالخير.
وما هو البرهان على هذه الأمور؟ هو يقول إن " مسره اييكم الصالحة أن يعطيكم الملكوت " وذلك الذي يعطي أشياء عظيمة وثمينة بهذا المقدار ، ويعطي ملكوت السموات ، فكيف يمكن أن تكون إرادته غير مستعدة للشفقة علينا ، أو كيف لا يزودنا بالطعام واللباس؟ لأن أي خير أرضي يتساوى مع الملكوت السماوي؟ أو ما هو الذي يستحق أن نقارنه بتلك البركات ، النى سيعطيها الرب لنا ، والتي لا يستطيع الفهم أن يدركها ، ولا الكلمات أن تصفها " ما لم تره عين ، وا لم تسمع به اذن ولم يخطر على قلب إنسان ،
الأمور التى أعدها الله للذين يحبونه (كو٢: ٩). فحينما تمدح الغنى الأرضي ، وتعجب بالسلطان العالم ي، فإن هذه الأشياء ليست سوى العدم بالمقارنة بتلك التي أعدها الرب لنا. لأنه مكتوب:" لأن كل جسد كعشب ، وكل مجد إنسان كزهر عشب(1بط1: 24). وإن تكلمت عن الغنى الزمنى واسباب الترف وعن الولائم ، فهو يقول: " العالم يمضى وشهوته" (١يو٢: ٦٧)، لذلك فأمور الله تفوق بدرجة لا تقارن ما يمتلكه هذا العالم ، لذلك فإن كان الرب يعطي ملكوت السموات لأولئك الذين يحبونه، فكيف يمكن أن يكون غير راغب أن يعطى اللباس؟ وهو يدعو الذين على الأرض لا "القطيع الصغير" .لأننا أقل من جموع الملائكة، الذين لا يحصون ويتفوقون بغير قياس في القوة على أمورنا المائتة . وهذا أيضآ قد علمنا اياه المخلص نفسه ، في ذلك المثل الوارد في الأناجيل ، والذي صيغ ببراعة ممتازه لأجل تعليمنا ، لأنه قال : أى إنسان منكم له مئة خروف وأضاع واحدا منها ألا يترك ، التسعة والتسعين على الجبال ، ويذهب ليطلب ذلك الذى ضل ، وإذا وجده 
فالحق أقول لكم ، فإنه يفرح به أكثر من التسعة والتسعين الذين لم يضلوا " (لو15: 4- 5). لاحظوا إذن أنه بينما عدد المخلوقات العقلية يصل إلى مئة ، فإن القطيع الذى على الأرض ليس سوى واحد من مئة . ولكن رغم أنه صغير ، فى الطبيعة كما في العدد والكرامة ، بالمقارنة بجماعات وفرق الأرواح غير المحصاة التى هي فوق ، إلأ أن صلاح الآب الذى يفوق كل وصف قد أعطى له أيضا نصيبا مع تلك الأرواح المتعالية ، وأعني نصيبا في ملكوت السموات ، لأنه قد أعطى الأذن بالدخول لكل من يريد أن يصل إلى هناك.
ونحن نتعلم من كلمات المخلص ، الوسائل التي نصل بواسطتها إلى الملكوت.، لأنه يقول:" بيعوا مالكم وأعطوا صدقة " هذه ربما تكون وصية قاسية ويصعب على الأغنياء أن يحتملوها ، لأنه هو نفسه قد قال فى موضع ما: ما أعسر دخول ذوى الأموال إلى ملكوت الله " (لو18: 24). ومع نلك فالوصية ليست مستحيلة بالنسبة للذ.ين لهم قلب كامل . فهيا بنا ، واسحوا لي ان أوجه كلمات قليلة لأولئك الأغنياء . حول انتباهك قليلا عن تلك الأمور الزمنية. كف عن مثل هذا الفكر الدنيوي جدا ، وثبت عين عقلك على العالم الآتي فيما بعد، لأنه بلا نهاية . أما هذا العالم فهو محدود وزمنه قصير وفترة حياة كل فرد هنا محدودة بمقياس ، أما حياته فى العالم الآتي فهي غير فانية ، بل هي دائمة. لذلك فليكن سعينا هو الجري وراء الأمور الآتية، بلا تذبذب أو تردد ، ولنختزن ككنز لنا ، الرجاء فيما سيكون فيما بعد ، فلنجمع لأنفسنا مقدما تلك الأمور ، التي بواسطتها سنحسب عندئذ جديرين بالهبات الش يمنحها الرب لنا.

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 12

  9. القطيع الجديد والصدقة (لوقا 12: 33-34)
تفسير (لوقا 12: 33) 33 بيعوا مالكم واعطوا صدقة.اعملوا لكم اكياسا لا تفنى وكنزا لا ينفد في السموات حيث لا يقرب سارق ولا يبلي سوس.
أ
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "بِيعُوا مَا لَكُمْ". نحويا  فعل أمر ماضي بسيط مبني للمعلوم. يتكلم يسوع  عن أولويات المادة والأشياء فى حياتنا .. الممتلكات أم الرب .. المال أم يسوع  (لو 14: 33 & 18: 22) (مت 19: 21) (1كور 13: 3) إن لم يكن  يسوع   فكل شيء وأي شيء آخر يجب أن يزال من الدرجة الأولى في حياتنا (مت 5: 29- 30) هذا الموضوع ههو الجانب الأساسى فى المسيحية ويسمى عند الأقباط حياة التسليم
ھ يجب أن تكون محبتنا ليسوع  أولاً. أما إذا أحببنا أى شئ آخر أكثر منه فهذه تندرج تحت عنوان العبادة الوثنية  على كل حال، أناس كثيرين في الكتاب المقدس كانوا أغنياء - إبراهيم ، واسحق، ويعقوب ، وأيوب ، والملوك اليهود ، وزكا ، ويوسف الرامى .. الثروة ليست المشكلة ، بل أولوية الثروة هى المشكلة
(2) " وَأَعْطُوا صَدَقَةً". الفقراء والمحتاجين  يسميهم الأقباط أخوة الرب .. وطبيعى إذا كنا نحب الرب يسوع ألا نحب أخوته ونعطيهم إجتياجاتهم وعلى الأرجح تشير هذه العبارة إلى (لو 11: 41) يسوع جاء للجميع عامة وخاصة الضعفاء الذين هم : للمرضى ، الحزانى ، الفقراء ، المحتاجين ، المتعبين ، من فى السجون ، .. وغيرهم من الفئات المنبوذة والمستعبدة من باقى البشر
(3) " اِعْمَلُوا لَكُمْ أَكْيَاسًا". نحويا : فعل آخر أمر ماضي بسيط مبني للمعلوم. الوحيد الذى أستخدم  كلمة "أَكْيَاسًا" (ballantion)  فى العهد الجديد هو لوقا (لو 10: 4 & 12: 33 & 22: 35- 36)  وأستخدمت فى الترجمة السبعينية بمعنى حقيبة أو كيس (أى 14: 17) (أم 1: 14)
وقد أستخدم يوحنا كلمة مختلفة (glosskomon,) للإشارة إلى صندوق المال للتلاميذ  (يو 12: 6 & 13: 29) وفى اللغة اليونانية تشير إلى صندوق يُستخدم لتخزين القصبة الموسيقية أو المِبسم.
وقد أستخدم متى ومرقص كلمة (zoneē)  للإشارة إلى: أ) المنطقة (مت 3: 4) (مر 1: 6) (أع 21: 11) (رؤ 1: 13& 15: 6) وفى الترجمة السبعينية تستخدم للإشارة إلى النطاق الكهنوتى فى (خر 28: 4 ، 39، 40 ) ( تث 23: 19) أو  ب) حزام النقود (مت 10: 9) (مر 6: 8)
وبقية الآية تستعرض مواصفات كيس المال الخاص بالمسيحيين (مت 6: 19- 20) أ) لا تتمزق ب) لا تفنى ج) لا تبلى بالسوس .. وكانت الموارد القديمة للغنى أ) المعادن والأحجار اوالمجوهرات لثمينة  ب) الثياب الباهظة الموشاة بالذهب والفضة والمجوهرات (تعظم المعيشة ج) مخازن الطعام
ولكن مع كل هذه الثروة لم يكن هناك أماناً فقد كان اللصوص يستطيعوا أن ينقبوا البيوت ويسرقوها ، كما أن العفن والحشرات والقوارض منتشرة كانت تأكل الطعام والملابس المخزنة  وهذا يعنى ما فائدة ما تفعله لتخزين وتكديس وشراء هذه الأشياء ويمكن أن تفقدها فى نفس الوقت  أما الممتلكات وتوريثها فينبغى أن يكون ميراثنا فى السماء لا الأرض (1بط 1: 4- 5)   لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السموات لاجلكم 5 انتم الذين بقوة الله محروسون بايمان لخلاص مستعد ان يعلن في الزمان الاخير.
ولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
بيعوا ما تملكون وتصدقوا اعدوا لأنفسكم أكياسا لا تبلى وكذزا في السماء لا ينفد. حيث لا يقربه سارق ولا يفسده سوس، لأنه حيث يكون كنزكم هناك يكون قلبكم أبضا ذلك أنه مادام الإنسان لايفيده ما يكنز من مال، لأنه سيموت ويتركه على اى حال 
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 91
إنه يحثنا أن نعتني بأنفسنا العناية الواجبة ، لذلك هيا بنا ئفكر في الأمر بيننا وببن انفسنا بالرجوع إلى الحسابات البشرية العادية. لنفترض أن واحدا منا أراد أن يبيع مزرعة خصبة وفيرة الانتاج ، او إن شئت فعندما يكون هناك بيت جميل جدا في بنائه ، فإن واحدا منكم ٠ الذي يملك كثير من الذهب ووفرة من الفضة - تكون له الرغبة فى شرائه ، أفلا يشعر بالسعادة عندما يشتريه ، ويقدم في الحال النفود التي كانت موضوعة فى خزائنه، بل وقد يضيف إلى ما يمتلكه نقودا أخرى يقترضها؟ لا أظن أنه يمكن أن يكون هناك شك فى هذا الأمر، بل سوف يشعر بالسعادة في تقديم أمواله، لأن الصفقة لن تعرضه للخسارة بل بالحري فئ توقعه للأرباح المستقبلة ستجعله فى نشوة فرح. والآن فئ ما أقوله هو مشابه لهذا إلى حد ما٠ فإله الكل يقدم لك الفردوس لتشتريه ، وهناك سوف تحصد حياة أبدية ، وفرحا لا نهاية له ، ومسكئا مكرما ومجيدا، ولمجرد وجودك هناك سوف تكون مباركا بحق وسوف تملك مع المسيح. لذلك تعال واقترب ، بحماس واشتياق ، واشتر المملكة ، واحصل على الأمور الأبدية بهذه الأشياء الأرضية. أعط ما هو فان ، واربح ما هو ثابت ومضمون ، أعط هذه الأشياء الأرضية واربح تلك التى فى السماء ، أعط ما لابد أن تتركه ولو كان ضد إرادتك ، لكى لاتفقد الأمور الآتية . أقرض الرب أموالك ، حتى تكون غنيا بالحقيقة.
تفسير (لوقا 12: 34)  34 لانه حيث يكون كنزكم هناك يكون قلبكم ايضا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُمْ هناك يَكُونُ قَلْبُكُمْ أَيْضًا".قول يسوع هذا هو عبارة منطقية تشير إلى  أن طبيعة الإنسان هو إهتمامه الشديد بما جمعه من مال أو ممتلكات أو حتى أقارب  فى حياته فكنز الإنسان لا يبعد كثيرا عن قلبه بل أنه فى قلبه . وهو قول موجز  ولكن هل يعتبر الإنسان أن علاقته بيسوع كنزا  يجب أن يهتم به  ويكون فى قلبه أم أنه إختار الأشياء المادية كنزا له .. والكنز هنا ليس هو الأشياء المادية فقط  بل أن الكنز أيضا هو الزمن وأقصد به حياة الإنسان فقد حصل الإنسان على زكم كعين يعيشه فى حياته على الأرض فكم أعطى من هذا الزمن ليجلس ويستمتع ويتحدث مع يسوع المسيح  .. القلب والكنز مترابطان قلبك سيجر جسمك كله لمكان كنزك وسيشغل فكرك  ليهتم به
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
لانه حيث يكون كنزكم ، هناك يكون قلبكم أيضا.
فلئن تمتع به متعة جسدية فى الأرض فترة من الزمن مهما طالت، إنه إذ يبذل فى جمعه كل همه، ويركز فى الاحتفاظ به كل إهتمامه، ويعلق عليه كل آماله، ويجعل عليه كل اتكاله ، يصرفه ذلك عن التطلع إلى أى متعة روحية، تنتقل به من الأرضيات الفانية إلى السمائيات الخالدة . كما يصرفه الاتكال على المال الزائل عن الاتكال على الله الأزلى فيخسر حياته الأبدية ويستوجب غضب الله عليه غضبآ أبديا ، لا يجدى معه كل ما فى الدنيا من أموال، ولاينقده منه كل ما فيها من مقتنيات ومشتهيات . لذلك لا ينبغى أن يدور كل اهتمام ، الإنسان حول حياته الجسدية، حاصرا كل همه فيما عساه ان يأكل؛ أوما عساه أن يلبس ٠ وإنما فليهتم قبل كل شئ بحياته الروحية التى هى الحياة الحقيقية، لأنها أهم مما يأكله الجسد من طعام اويرتديه من لباس، ولأن الله هو الذى خلق الجسد وهو الذى يدبر له طعامه ولباسه. ويكفى الإنسان أن يتأمل فيما حوله من خليقة الله من أعلاها مكانة إلى أدناها شأنأ، فإنه سيجد حتى الغربان التى لاتزرع كالإنسان ولاتحصد، وليس لها كالإنسان مخادع تأوى إليها أو مخازن تضع فيها محاصيلها، يدبر لها الله القوت فتأكل وتشبع بغيرأن تجعل لذلك هما، أوتبدى نحوه إهتماما. فإن كان الله يدبرهكذا شئون الغربان التى هى من أدنى مراتب الأحياء٠ أفلآ يدبر شئون الإنسان الذى خلقه على صورته، وأعطاه السلطان على كل خليقته !
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 91
والطريقة التى تقرض بها تعلمنا إياها بقوله: " بيعوا ما لكم وأعطوا صدقة ، أعملوا لكم أكياسا لا تفنى وكنزا لا ينفذ (أى كنزا ابديا ) فى السموات ونفس هذا الكلام يعلمنا إياه أيضا داود المبارك في المزامير، حيث يتكلم بالوحي عن كل رجل صالح ورحوم: " فرق أعطى المساكين ، بره يبقى للأبد" (مز111: 9 س)}. لأن الغنى الدنيوي له أعداء كثيرون ، فاللصوص عديدون ، وعالمنا هذا مليء بالظالمين الذين اعتاد - أن يسلبوا بوسائل خفية ، بينما البعض الآخر يستعملون العنف لينتزعوا المال حتى من اصحابه عندما يقاومونه م، اما الكنز الذى يوضع فوق في السماء فلا يسرقه أحد لأن الرب هو حافظه، وهو الذي لا ينام. وبجانب هذا ، فهو أمر سخيف جدا ، أنه بينما نحن نائمن عادة الأشخاص المستقيمين على ثروتتا الأرضية ولا نشعر بالخوف من أي خسارة قد تنتج من ثقتنا ني استقامة أولئك الذين إستلموها منا، فإننا لانأتمن الرب عليها وهو الذى يستلم منا هذه الأمور الأرضية ، كأنها قرض وهو يعدنا أنه سوف يعطينا امورا ابدية مضافا إليها الأرباح. لأنه يقول: " كيلا جيدا ملبدا مهزوزا فائضا يعطون فى أحضانكم " (لو٦: ٣٨). وكون الكيل فائضا ، فهذا برهان مباشر على وفرتها (الأشياء الأبدية) العظيمة جدا.
اهربوا إذن بعيدا عن هذا الغنى المحب للذة ، الذي هو والد الشهوات الوضيعة، وهو المحرض على الدنس الجسدي ، وهو صديق الطمع وصانع الافتخار الباطل ، فهو بربط الذهن البشري بأغلال لا تنفك مؤيا به إلى التخئث والتراخي من جهة كل ما هو صالح ، وهو يمد عنقا متصلبة ومتعالية ضد الله ، لأنه لا يخضع لذلك النير الذي يقود إلى التقوى.
كن رقيقا ، ورحيما ، وراغبا فى التواصل مع الآخرين ، وبشوشا . لأن الرب صادق، وهو الذى يقول: " حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضا " لأن كل أشواق أولئك الذين يقدرون تلك الأشياء الزمنية هي موضوعة فيها ، بينما أولئك الذين يشتهون نلك الأشياء التي في ألسماء فإنهم يوجهون عين ذهنهم إلى هذاك لذلك ، فكما قلت : كن صديقا لرفقائك ورحوما بهم. وبولس المبارك يجعلني أتحدث إليك حيث يكتب: " أوص الأغنياء في الدهر الحاضر ألا يستكبروا، ولا يلقوا رجاءهم على الغى غير اليقينى فى الدهر بل على الله الحى الذى يمنحنا كل شئ بعنى للتمتع وأن يصنعوا صلاحا وأن يكونوا أغنياء في أعمال صالحة، مدخرين لأنفسهم كنوزا سوف تكون أساسا للمستقبل ، لكى يمسكوا بالحياة الأبدية (١تي٦: ١٧ و١٨ و١٩). هذه هي الأشياء التي إن مارسناها بجدية ، فسوف نصير ورثة لملكوت السموات ، بالمسيح يسوع ، الذي به ومعه للرب الآب يليق التسبيح والسلطان مع الروح القدس، إلى دهر الدهور. آمين

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 12

  10. القطيع الجديد ومجيء الصديق (لوقا 12: 35-40)
تفسير (لوقا 12: 35) 35 لتكن احقاؤكم ممنطقة وسرجكم موقدة. 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  "لِتَكُنْ أَحْقَاؤُكُمْ مُمَنْطَقَةً وَسُرُجُكُمْ مُوقَدَةً" نحويا : الفعل فيه فعل رئيسي واسمي فاعل مترابطين (فيهما كناية). أ) الأمر الحاضر  eimi لتكن" . ب)  أداة التام المبني للمجهول، "أَحْقَاؤُكُمْ مُمَنْطَقَةً" (رمز الاستعداد الدائم للقيام بعمل). ج) اسم الفاعل المضارع المبني للمجهول ، "مُوقَدَةً"، (ولكنه مستخدم في بنية المبني للمتوسط إشارة إلى مصابيح الزيت).
هذه ألاية  لها معانى تأمليه كثيرة ومجازية ولكنها فى الحرفى معناها " "كونوا على اَستِعدادٍ، فى أى لحظة أوساطُكُم مَشدودَةِ بِالأَحْزِمَةِ ومَصابيحُكُم مُوقَدَةِ " (ألاية 36 و (مت 25: 1- 13)  وھتعلق ببساطة بنشاط التمؤمنين الخدام الذين ينتظرون أمر الروح القدس بالعمل والتوجه للكرازة والتبشير والخدمة بجميع فروعها كما ينتظرون عودة سيدهم ، كمؤمنين ننتظر عودة المسيح  وتكون مصابيحهم مملوءة زيتا مثل العذارى الحكيمات (الآيات لو 37: 38 , 43)
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
لتكن احقاؤكم مشدودة ومصابيحكم موقدة ٠ وكونوا كإناس يترقبون عودة سيدهم من العرس حتى إذا جاء وقرع يفتحون له على الفور. سعداء أولئك الخدام الذين متى جاء سيدهم يجدهم يقظين. الحق أقول لكم إنه يتمنطق ويجلسهم إلى المائدة ثم يقف ويخدمهم. وإذاجاء فى الهزيع الثانى اوجاء فى الهزيع الثالث وجدهم يفعلون هكذا. فطويى لأولئك الخدام- ولكن اعلموا أنه لوعرف رب البيت فى أية ساعة يأتى اللص لظل ساهرا، فلم يسمح لأح دبأن يقتحم بيته. فكونوا أنتم أيضا مستعدين، لأنه فى ساعة لاتتوقعونها يأتى ابن الإنسان. ومستعدين فى نفس الوقت بأرواحهم بحيث تكون مضيئة كالمصابيح الموقدة لتسير فى موكب ضيائه ، وتستقبل بها طلعته ٠
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 92  (الإستعداد للسهر)
يخاطب المرنم المسيح مخلص الجميع في موضع ما قائلا: ٠" وصيتك واسعة .جدا" (مز١٨ ١: ٩٦ س)ا ويمكن لأي إنسان ان يرى إن اراد - من الوقائع ذاتها أن هذا القول صحيح ، فإن الرب لكي يقودنا إلى الخلاص يهيئ لنا سبلأ لا حصر لها غير محصاة ، وهو يجعلنا نتعرف على كل عمل صالح ، حتى إذا ما ربحنا إكليل التقوى لتتويج رؤوسنا ، وتمثلنا بسلوك القديسين السامي ، فإنه .يمكننا أن نصل إلى ذلك النصيب الذى أعد لهم بحسب ما هو ملائم . لهذا فهو يقول: "لتكن أحقائكم ممنطقة ومصابيحكم موقدة " ، فهو يكلمهم كاشخاص لهم اهتمام روحاني ، ومرة اخرى يصف الأمور العقلية بتشبيهات ظاهرة ومرئية.
لا يقل أحد إنه يريد أن تكون أحقاؤنا الجسدية ممنطقة ، ولنا مصابيح موقدة نى أيدينا. مثل هذا التفسير يناسب الغبا. اليهودي فقط، ولكن قوله لتكن احقاؤكم ممنطقة يعني به استعداد الذهن ان يعمل باجتهاد فى كل امر جدير بالمديح. مثل أولئك الذين ينكبون على الأتعاب الجسدية ، وينشغلون باعمال شاقة يلزم أن تكون أحقاؤهم ممنطقة. والمصباح حسب الظاهر يمثل، يقظة القلب والفرح العقلي . ونقول إن الذهن البشري يكون يقظا عندما يطرد (عنه) كل ميل إلى الكسل الذى هو غالبا الوسيلة التى تؤدي إلى الاستعباد لكل انواع
الشرور، فحينما يستغرق فى السبات، فإن النور السماوي الذي في داخله يتعرض للخطر ، بل وقد يكون قد وقع فى الخطر فعلا بسبب عاصفة ريح عنيفة ، لذلك يأمرنا المسيح أن نسهر ، فلهذا تلميذه أيضا ينهضنا بقوله:" اصحوآ وإسهروا (1بط5: 8)، وأكثر من نلك فإن بولس الحكيم جدا أيضا يقول؛ أستيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضئ لك المسيح (أف 5: 14) .
لذلك، فمن واجب أولئك الذين يريدون أن يكونوا مشتركين في الحياة الأبدية، وهم يثقون بصورة يقينية أن المسيح سوف ينزل فى الوقت المعين من السماء كديان ، من واجب هؤلاء ألأ يكونوا متراخين وينوبون متحللين في الملذات ، ولا يكونون كأنهم منسكبون ومنصهرون بانغماسهم فى الشهوات العالمية ، بل الأحرى لتكن إرادتهم ممنطقة بشدة ، وأن يكونوا متميزين بغيرتهم في الاجتهاد في نلك الواجبات التي يسر بها الرب كثيرا، ويجب أكثر من ذلك أن يكون لهم ذهن ساهر ويقظ ويتميزون بمعرفة الحق وأن يكونوا موهوبين بغنى بإشعاع رؤية الرب ، حتى يحق لهم ان يفرحوا بهذا قائلين:" لأنك أنت يا رب ستضي ء سراجي، أنت يا إلهي ستنير ظلمتي " (مز17: 28 س)٠
ان مثل هذا التعبير غير مناسب بالمرة ؛ للهراطقة، سواء كانوا من المتشيعين او من معلميهم، لأن المسيح نفسه قال : " الظلمة أعمت عيونهم " (يو١٢: ٤٠) ، وهذا ما يشرحه لنا بولس بقوله إن: " إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم إنارة إنجيل مجد المسيح" (2كو 4: 4)لذلك فمن الواجب علينا ، أن نتحاشى بحرص كلماتهم الزائفة ، وألأ نحيد عن تعاليم الحق ، والا نفسح مجالأ في أذهاننا لظلمة الشيطان ، بل بالأحرى نقترب من النور الحقيقى ، الذي هو المسيح ، ونسبحه بمزامير ونقول: أنر عينى لئلا أنام إلى الموت" (مز١٢: ٣ س)ء لأنه في حقيقة الأمر فإن السقوط من استقامة التعاليم الصحيحة واختيار الكذب بدلأ من الحق، هو موت - ليس موت للجسد - بل هو موت للنفس ٠ فلتكن إذن أحقاؤنا ممنطقة ومصابيحنا موقدة بحسب ما قد قاله لنا الرب هنا . فلنعرف أيضآ أن ناموس موسى الحكيم جدا قد أمر الإسرائيليين . بشيء من هذا القبيل ، فقد كان يذبح فى اليوم الرابع عشر من الشهر الأول حمل كمثال للمسيح (خر ١٢: ٦) "لأن فصحنا أيضا ، المسيح قد ذبح لأجلنا " (١كو٥: ٧)، بحسب شهادة المقدس جدا بولس ، و" معلم الأقداس"  { ٠معلم الأقداس هى ترجمة للكلمة اليونانية Hierophant وهى لقب للكاهن الإغريقي القديم (ويستعملها القديس كيرلس ليعبر عن سمو قدر موسى كوسيط للعهد القديم ومعلم الشعب فيما يخص اقداس الرب وعبادته).} موسى ، بل بالحري الرب نفسه بواسطته ، أمرهم عندما يأكلون لحم الخروف قائلا : " لتكن احقاؤكم ممنطقة وأحذيتكم فى أرجلكم وعصيكم في أيديكم " (خر١٢: ١١). لذلك أنا أؤكد أنه من الواجب على الذين هم شركاء المسيح ، أن يحذروا الكسل العقيم بل بالحري ألا تكون أحقاؤهم غير ممنطقة وسائبة ، ولكن أن يكونوا مستعدين بابتهاج أن يقوموا بكل الأعمال والأتعاب اللائقة بالقديسين، وإلى جوار ذلك أن يسرعوا بنشاط وفرح إلى حيثما يقودهم ناموس الرب. ولهذا السبب فقد أوصى بما هو مناسب جسدا لهم أن يلبسوا ثياب المسافرس (في الفصح){  يقصد القديس كيرس أن شركاء السيح يجب آن يمنطقوا احقائهم بشدة وأن يلبسوا ثاب المسافرين أي كأناس عابرين في طريقهم إلى السماء، وهذا هو معنى كلمة في الفصح اي لأن كلمة فصح تعني العبور من الموت إلى للحياة ومن الهلاك الى الخلاص ومن العبودية إلى الحرية ومن الأرض إلى السماء.}.
تفسير (لوقا 12: 36) 36 وانتم مثل اناس ينتظرون سيدهم متى يرجع من العرس حتى اذا جاء وقرع يفتحون له للوقت.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 92  (الإستعداد للسهر)
فقد علمنا المسيح أن ننتظر مجيئه ثانية من السماء لأنه سيأتي في مجد الآب مع الملائكة القديسين ، ولذلك قال لنا: وأنتم تشبهون أناسا ينتظرون سيدهم متى برجع من العرس ، حتى متى جاء وقرع يفتحوت له الوقت" ٠٠ لأن المسيح سوف يرجع كما من عرس ، ومن هذا يظهر بوضوح أن الرب يسكن فى بهجة دائمة كما يليق به . لأنه لا ئوجد في السماء أي.أحزان بالمرة ، حيث لا يستطيع شيء أن يحزن تلك الطبيعة التى لا تقبل التألم ، أو التأثر بأي نوع من الأوجاع بالمرة .
تفسير (لوقا 12: 37) 37 طوبى لاولئك العبيد الذين اذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين.الحق اقول لكم انه يتمنطق ويتكئهم ويتقدم ويخدمهم.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ".
(2) " إِنَّهُ يَتَمَنْطَقُ". يتمنطق أى يلبس حزاما فى وسطه إستعدادا لعمل خدمة لشعب يسوع إنها علامة على  أن القلب يتجه لكنزه اوهذا التمنطق يذكرنا بأعمال يسوع في العلية عندما غسل أقدام  التلاميذ (يو 13: 4)
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 وليداوموا السهر وهم مستعدون متأهبون هكذا بحيث لا تستأثر بانتباههم الدنيا فتشغلهم عن إستعدادهم أو يدفع بهم الفتور فى الإيمان إلى الاستسلام للنوم الذى هو إنطفاء جذوة الروح. وإنما ليكونوا كأناس يرقبون عودة سيدهم من العرس، حتى إذا جاء وقرع يفتحون له على الفور. مهما أبطأ فى مجيئه، ومهما كان ذلك فى ساعة متأخرة من الليل، فيعلم عندئذ أنهم كانوا ساهرين فى انتظاره. متأهبين لاستقباله، ومن ثم يفرح بهم ويكافئهم على محبتهم وخلاصهم وولائهم، إذ يتمنطق ويجلسهم إلى المائدة ثم يقف ويخدمهم. فيملأ ذلك بالسعادة قلوبهم ٠وهذا هو ما يفعله مخلصنا بخدامه الذين يظلون ساهرين ٠ وقد تعلقت به أرواحهم - فى إنتظار مجيئه ، فإنه يحبهم كما احبوه ، ويخدمهم كما خدموه ، ويكرمهم كما أكرموه . فيالها من غبطة عندئذ جوانحهم، ويا له من نعيم تسبح فيه عندئذ أرواحهم،
تفسير (لوقا 12: 38) 38 وان اتى في الهزيع الثاني او اتى في الهزيع الثالث ووجدهم هكذا فطوبى لاولئك العبيد.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "الهزِيعِ الثَّانِي". كان الرومان يقسمون الليلة إلى أربعة أهزعة وهذا هو النظام  ( من الساعة 6- 9 & 9- 12 & 12- 3 & 3- 6)  راجع ( مت 14: 25 ) (مر 13: 25)، ولكن كان اليهود أيضا فى عصر يسوع يقسمون الليل إلى ثلاثة أهزعة (من الساعة إلى .. 6- 10 & 10- 2 & & 2- 6) راجع (قض 7: 19)
(2) "  إِنْ.... أَوْ".  نحويا : جملة شرطية من الفئة الثالثة "مرتين، ،kai + ean" تشير إلى عمل محتمل الحدوث
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
لذلك فعندما يأتي ويجدنا ممنطقبن وساهرين وقلبنا مستنير ، عندئذ فإنه فى الحال سوف يجعلنا مباركين ، لأنه " يتمنطق ويخدمهم " ، ومن هذا نتعلم أنه سوف يكافئنا على أتعابنا ، وبسبب أننا نبدو مجهدين من التعب ، فإنه يريحنا ويضع أمامنا موائد روحانية ، ويبسط المائدة السخية لمواهبه الخاصة .
ويقول : " وإن اتى في الهزيع الثاني أو أتى في الهزيع الثالث فطوبى لهم" أرجوكم ان تلاحظوا هنا ، إتساع الكرم الإلهى وسخاء لطفه من نحونا ، لأنه يعرف حقا طبيعنا ، والاستعداد الذي به ينحرف عقل الإنسان نحو الخطية . إنه يعلم ان قوة الشهوة الجسدية تستبد بنا ، وان ارتباكات هذا العالم - كما لو كانت - تجرنا ضد ارادتنا بالقوة ، وتقود الذهن إلى كل ما هو غير لائق ، ولكن لأنه هو صالح ، فإنه لم يتركنا لليأس بل على العكس ، يشفق علينا ، وقد اعطانا التوبة كدواء للخلاص ، لهذا فطوبى لهم والآن لابد انكم نريدون فهم معنى هذه الكلمات بوضوح إن الناس عادة يقسمون الليل إلى ثلاث أو اربع فترات (اهزعة). لأن حراس أسوار المدينة ، الذين يراقبون تحركات العدو ، بعد قيامهم بالحراسة ثلاث أو. أربع ساعات، يسلمون السهر والحراسة إلى آخرين. هكنا بالنسبة لنا ، فإنه يوجد ثلاث مراحل: الأولى ، هي التي نكون فيها أطفالا والثانية هي التي نكون فيها شبابا، والثالثة هي التي نصل فيها إلى الشيخوخة. والآن فأول هذه المراحل التى فيها كنا لا نزال اطفالا ، لا نحاسب عنها أمام الرب ، بل هي مرحلة تحسب مستحقة للعفو ، بسبب أن العقل يكون فيها ناقصا ، والفهم ضعيفا . أما الثانية والثالثة ، اللتان هما مرحلتا الرجولة والشيخوخة ، فنحن يكون علينا فيهما واجب الطاعة للرب والعيشة بالتقوى ، بحسب مسرته الصالحة . لذلك ، فكل من يوجد ساهرا متمنطقا حسنا ٠ سواء كان لا يزال شابا أم قد صار شيخا فإنه سوف يكون مغبوطا ، لأنه سوف يحسب مستحقا للحصول على مواعيد المسيح.
تفسير (لوقا 12: 39) 39 وانما اعلموا هذا انه لو عرف رب البيت في اي ساعة ياتي السارق لسهر ولم يدع بيته ينقب.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) " لَوْ".  نحويا جملة شرطية من الفئة الثانية (  ei + an + احتمالي شرطي) تعمل على تأكيدا زائداً للتركز على استنتاج زائف. تسمى فى العادة "النقيض لحالة الواقع".  مثال: "لَوْ عَرَفَ رَبُّ الْبَيْتِ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي السَّارِقُ (أي أنه لم يعرف مسبقا)،لَمْ يَدَعْ بَيْتَهُ يُنْقَبُ (أي أنه نُقب وسرق فعلاً )". وقد أورد لوقا أمثلة أخرى بعضها فى )لو 4: 26& 7: 39 & 17: 6& 19: 36)
(2) " فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي السَّارِقُ". نحويا استعارة شائعة وردت فى العهد الجديد فيما يتعلق المجئ الثانى ليسوع  فى أى لحظة  (1 تس 5: 2) (2بط 3: 10) (رؤ3: 3 & 16: 15) هناك إختلاف فى الاراء حول المجئ الثانى وعوددة الرب  وعموما وجت المجئ الثانى وقت مختوم أى لا يعرفه أحد  إلا الآب وحده (مت 24: 36) (مر 13: 32) (أع 1: 6)
(3) " لَمْ يَدَعْ". وردت إضافة لبضعة كلمات من األايات المشابهة لهذا لقول في (مت 24 : 43) موجودة فى المخطوطات 1،! W،L،B،A،2. القراءة الأقصر نجدھا في المخطوطات 75 D،!،p.  يعطي . UBS4 القراءة الأقصر احتمالاً متوسطاً (شبه أكيد).
(4) "يُنْقَبُ". تعني حرفياً "يصنع فتحة بالحفر". كان اللصوص يُدعون "منقبو الطين" لأنھم كانوا " يسرقون بحفر جدران البيوت والمحلات التجارية المصنوعة من الطين والقش
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
حتى لقد شاءت مسرته أن يسبغ عليهم أسمى نعمة يمكن ان يتطلع إليها إنسان فى الأرض. إذ وهبهم ملكوت السماء ، ومن ثم ينبغى عليهم إزاء تلك الهبة السامية السمائية، لا أن يتخلوا عن الخوف والقلق بصدد المقتنيات الدنيوية التى يهتم الناس بتوفيرها للمستقبل فحسب، وإنما أن يتخلوا حتى عن مقتنياتهم التى يمتلكونها فى الحاضر من خزائن مال ومخازن قمح وغير ذلك من ممتلكات الدنيا ، وتصدقوا بها على الفقراء، كعلامة من علامات نبذهم للإهتمامات الأرضية وتطلعهم بعمل الخير الى الإهتمامات السمائية وحدها٠ لأن المال قد يسرقه اللصوص ، والقمح قد يفسده السوس، وكل ما هو ارضى مصيره إلى الفناء، وأما ما يصنعونه من خير لوجه الله فيظل محفوظا فى السماء بمثابة كنز ثمين ثمين خالد، لا يسرقه سارق ولا يفسده سوس ولا. يلحق به فناء، ولأنهم إن كان كنزهم فى الأرض لا تفتأ قلوبهم متشبثة بالأرض التى بها كنزهم. فيظلون ابناء الأرض ؛ ومن ثم يكون مصيرهم كمصير الأرض وهو الهلاك. وأما إن كان كنزهم فى السماء فإن قلوبهم لا نفتأ تتطلع إلى حيث ذلك الكنز فى السماء، فيصبحون أبناء السماء ، ومن ثم يكون مصيرهم فى ذلك الموطن الخالد هو الحياة الأبدية الخالدة٠
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وبوصيته لنا أن نسهر ، فإنه يضيف أيضا لأجل سلامتنا ، مثلا واضحا بسيطا ، وهذا (المثل) يرينا بطريقة رائعة جدا ، أنه من الخطر أن نسلك بغير ذلك لأنه يقول : " ؤإنما اعلموا هذا أنه لو عرف رب البيت في أية ساعة باتي السارق لسهر ولم يدع بيته ينقب ، فكونوا أنتم إذن مستعدين لأنه فى ساعة لا تظنون يأتى إبن الإنسان " . وكما قال تلميذه : "سيأتي كلص في الليل بوم الرب الذى تزول السمواتبضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض  والمصنوعات التى فيها ، ولكننا ننتظر بجسب وعده سموات جديدة وأرضا جديدة (2 بط 3: 10 و 13) ويضيف  إلى هذا : " فبماأن هذه كلها تنحل ، فأى إناس يجب أن تكونوا أنتم فى سيرة مقدسة وبلا لوم أمامه؟ " (2 بط 3: 11)
. لأنه لا يعلم أحد أبدا وقت انحلال كل الأشياء ، الذى فيه سيظهر المسيح من فوق ، من السماء، ليدين المسكونة بالعدل ، عندئذ سوف يعطى أكليلا لا يفنى للذين يسهرون ، لأنه هو المعطى ، وموزع وواهب العطايا الإلهية ، الذي به ومعه للرب الآب االتسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى دهر الدهور. آمين.
تفسير (لوقا 12: 40) 40 فكونوا انتم اذا مستعدين لانه في ساعة لا تظنون ياتي ابن الانسان

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "فَكُونُوا أَنْتُمْ إِذًا مُسْتَعِدِّينَ". نحويا  أمر حاضر متوسط (مجهول الصيغة معلوم المعنى)  هذا أمر لنا بالإستعداد (لو 21: 36) (مر 13: 33)
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
كما أنهم بنبذهم الأرضيات وتطلعهم إلى السمانيات يكونون مستعدين دائما ليوم الدينونة الرهيب الذى سيجى ء فيه المسيح إلى الارض مجيئه الثانى ليدين الاحياء والأموات. وينبغى ان يكونوا حالة الاستعداد هذه دائمة لا تتوقف، مستمرة لا تنقطع، وأن يكونوا على الدوام يقظين ومتأهبين لإستقباله ءوأحقاؤهم مشدودة ومصابيحهم موقدة. أى أن يكونوا مستعدين بأجسادهم، بحيث تكون جاهزة رهن إثارته لتنفيذ مشيئته،

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 12

  11. القطيع الجديد والأمانة على الوكالة (لوقا 12: 41-48)
تفسير (لوقا 12: 41) 41 فقال له بطرس يا رب النا تقول هذا المثل ام للجميع ايضا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) سؤال دائم يطرحه المفسرون حول تعاليم يسوع، "لمن توجه كلمات يسوع؟"  فالجموع التى تبعت بها عدة جماعات مختلفة  منهم التلاميذ والمؤمنين بيسوع والذين عندهم أمراض والذين أخرج منهم شياطين والذين يريدون أن يأكلوا ويشبعوا ومن الذين سمعوا عن يسوع ويريدون أن يروه وقادة اليهود  (الكتبة والفريسيين والصدوقيين والهيرودسيين والشيوخ) والمتطفلين  وغيرهم "إلى أي مجموعة يتوجه يسوع بكلامه؟" والإجابة  يسوع يرمى البذار وألأرض الجيدة هى التى تنموا فيها وتثمر وعموما قال يسوع (يو6: 44) " لا يقدر أحد أن يقبل إلي إن لم يجتذبه الآب الذي أرسلني ،"
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وعندئذ قال بطرس لمخلصنا«يارب أتقول لنا نحن هذاالمثل أم للجميع؟،، اى هل توجه لنا نحن نلاميذك فقط هذا المثل الذى يتعلق برب البيت الذى يظل ساهرا لئلا يقتحم اللص بيته، وهل توجه لنا وحدنا ما سبق هذا المثل من تعاليم، أم توجه هنا المثل وهذه التعاليم للناس جميعآ؟. وقد أجاب مخلصنا عن هذا السؤال فى موضع آخر إجابة صريحة واضحة، إذ قال لتلاميذه ,ما اقوله لكم أقوله للجميع، (مرقس ١٣؛ ٣٧) . فلا ريب ان تعاليم مخلصنا موجهة للناس جعيعأ، وإن كانت موجهة إلى تلاميذه بصفة خاصة. لأنه أراد منهم ان يستوعبوا هذه التعاليم استيعابا كاملأ٠ لينشروها بعد نلك لسائر الناس ، وليكونوا فى ذلك هم للطليعة والقدوة فى الانتفاع بتلك التعاليم، ونيل ما تنطوى عليه من نعمة جزيلة ، وما تؤدى إليه من نعيم ابدى، وكذلك فى إتباع سائر الناس بها لينتفعوا هم أيضا بها وينالوا نعمتها ونعيمها. بيد أن مخلصنا حين أجاب عن سؤال تلميذه بطرس كان يوجه تعليمه هذه المرة لتلاميذه بصفة خاصة،
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 93
إنه أمر صالح ويؤدي إلى خلاصنا أن نوحه نظرة سريعة نفاذة من عقلنا إلى كلام الرب ، لأنه مكتوب عن الكلمات التى يقولها الرب :" من هو حكم حتى يفهم هذه الأمور ، او فهيم حتى يعرف معناها (هو٤ ١: ٩س)، لأن مجرد السماع وقبول الكلمة المنطوقة في الأذن ، هو أمر مشترك بين الناس : للحكماء ولغير الحكماء ، لكن عادة النفاذ العميق إلى الأفكار النافعة يوجد فقط لدى من هم بالحق حكماء لذلك فلنطلب هذا الأمر من المسيح ، لنقتدى بالطوباوي بطرس ذلك التلميذ المختار ، ذلك الوكيل الأمين ؛ والؤمن الحقيقى ، الذي عندما سمع المسيح يقول كلاما له منفعة عظيمة لهم ، طلب أن يشرح له (الرب) ما قاله ، ولم يذع الأمر يعبر بدون فهم ، لأنه لم يكن قد أدرك معناه بوضوح بعد ، لأنه قال : " يارب ألنا تقول هذا المثل أم للجميع أيضا ا؟" (لو 12 : 14) أنه يسأل ٠٠ هل هذا قانون عام يسري على الكل بالتساوي ، أم هو يناسب فقط اولئك الذين هم اعلى من الباقين؟ فما الذي ازعج التلميذ الحكيم ، او ما الذى جعله يرغب ان يتعلم امورا كهذه من المسيح؟ لذلك فسوف نناقش هذه النقطة أولأ.
إذن وجد بعضى وصايا تناسب فقط اولئك الذين قد وصلوا إلى الكرامات
الرسولية ، أولئك الذين امتلكوا معرفة أكثر من المعتاد وامتلكوا فضائل روحية أعظم ، بينما هناك وصايا أخرى تخص من هم فى حالة أدنى ، ويمكننا أن نرى مما كتبه المغبوط بولس إلى بعض تلاميذه أن هذا الكلام الصحيح - بحسب ما قلته:: سقيتكم لبئا لا طعاما لأنكم لم تكونوا بعد تستطيعون ، بل والآن أيضا لا تستطيعون ، أما الطعام القوي فللبالغين الذين بسبب التمرن قد صارت لهم الحواس مدربة على التمييز بين الخير والشر " (كو٣؛ ٢)، (عب 5: 14). فمثلا كما أن الأحمال الثقيلة جدا يمكن أن يحملها أشخاص لهم بنية قوية جدا ، وهذا ما لا يقدر عليه ذوو البنية الضعيفة، هكذا يمكننا أن نتوقع بصواب من أصحاب الذهن القوي أن يتمموا الوصايا البسيطة والسهلة جدا والخالية من كل صعوبة ، فإنها تناسب أولئك الذين لم يصلوا بعد إلى هذه القوة الروحية. لذلك فإن الطوباوي بطرس إذ فكر في نفسه في قوة الكلام الذي قاله المسيح ، سأل بصواب ، هل يشير كلام الرب إلى كل المؤمنين ، أم هم وحدهم أي الذين دعوا ، وخاصة أولئك الذين شرفوا بعملية السلطات الرسولية؟
تفسير (لوقا 12: 42) 42 فقال الرب فمن هو الوكيل الامين الحكيم الذي يقيمه سيده على خدمه ليعطيهم العلوفة في حينها.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) وردت هذه ألاية فى (مت 24: 45- 51) ولكنها ليست موجودة في مرقس. اقوال يسوع هذه وتعاليمه (التى وردت فى متى ولوقا فقط ولم نرد فى مرقس) التي يفترض أن تكون محتواة ي لائحة بأقوال يسوع يسميھا الدارسون الكتابيون المعاصرون بـ "Quelle" من الكلمة الألمانية "مصدر". ھذه لم توجد أبداً، ولكنھا ضرورية منطقياً على الأقل من أجل أحد النظريات الحالية (نظرية المصدرين) هناك علاقة بين الأناجيل الإزائية.(متى ولوقا ومرقس)
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 لأنه جعلهم وكلاء له على الأرض وخدااما لكلمته ولكنيسته ٠ كما كان يوجه ذلك التعليم لكل من يتسلمون من التلاميذ تلك الوكالة لينهضوا بها من بعدهم إلى نهاية الزمان. إذ قال الرب له المجد , من نراه ذلك الوكيل الامين الحكيم الذى يقيمه سيده على عبيده ليقدم لهم ما يخصهم من الطعام فى حينه ؟. مغبوط نلك العبد الذى متى جاء سيد. وجده يفعل هكذا. الحق أقول لكم إنه سوف يقيمه على كل أمواله. أما ان قال نلك العبد فى قلبه إن سيدى سيبطئ فى مجيئه وراح يضرب العبيد والإماء ويأكل ويشرب ويسكر، فإن سيد نلك العبد يأتى فى يوم لم يكن يتوقعه وفى ساعة لم يكن يعلمها ، فيشطره نصفين، ويجعل نصيبه مع الكافرين. إن ذلك العبد الذى علم مشيئة سيده ، فما استعد وما عمل بمشيئته سيضرب كثيرا. اما ذلك الذى لم يعلم وارتكب ما يستوجب الضرب فسيضرب قليلا. فكل من أعطى كثيرا يطلب منه الكثير، ومن أودع كثيرا يطالب بما هو أكثر ، أى أن مخلصنا يريد من تلاميذه الذين منحهم الوكالة عنه أن يكونوا أمناء حكماء فى أداء العمل الموكول إليهم، وهو أن يقدموا للناس الغناء الروحى الذى يحتاجون إليه فى الوقت المناسب لذلك، والذى يتمثل فى دعوتهم إلى الإيمان، وتعليمهم مبادئه.
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 93
وماذا كان جواب ربنا؟ إنه استخدم مثالا واضحا صريحا جدا ، ليظهر أن الوصية موجهة بنوع خاص إلى أولئك الذين يشغلون مركزا أكثر كرامة ، وقد صلوا في رتبة المعلمين لأنه يقول: "فمن هر الوكيل الأمين الحكيم الذى يقيمه سيده على خدمه ليعطيهم الطعام فى حينه " (لو١٢: ٤٢). إنه يقول: " لنفترض رب بيت كان مزمعا أن يسافر في رحلة، اوكل لواحد من عبيده الأمناء مهمة تدبير كل بيته ، لكى يعطي أهل البيت (أي خدمه)، الطعام المستحق لهم في حينه. ويقول، لذلك عندما يعود إلى بيته، ان وجده يفعل هكذا كما أمره ، سيكون ذلك العبد مغبوطا جدا ويقول إنه سوف يقيمه على جميع أمواله . ولكن إن كان مهملا وكسولأ ويسر بضرب العبيد رفاقه ويأكل ويشرب مستسلما لأهوائه وشهواته، فحينما يأتي سيد ذلك العبد في يوم لا ينتظره، وفي ساعة لا يعرفها فإنه سيشقه من وسطه، أي أنه سيعاقبه بأشر عقوبة٠.
تفسير (لوقا 12: 43) 43 طوبى لذلك العبد الذي اذا جاء سيده يجده يفعل هكذا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) يصف يسوع الخادم فى المثل بأنه :
أ) الأَمِينُ ب) الْحَكِيمُ ج) الَّذِي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ - أى أن هذه الصفات ما يجب أن يكون عليه تلاميذ يسوع وقادة الكنيسة بعدهم - ولكن يسوع ايضا يعطى مواهب للمؤمنين به من داخل رعيةتهم وهذه المواهب  التى تعمل كل فى موقعه يتم بها البناء الإيمانى للكنيسة كما أسسها يسوع بفعل الروح القدس الذى أرسله بعد صعوده للعمل
(2) نحويا : تأكيد متكرر على ما ورد في الآيات (لو 35 - 38)
(3)  " طُوبَى".  التطويبات ، makarios)  (لو 6: 20- 22) (مت 5: 3- 11) كلمة معناها يا لسعادة  وهى كلمة إستخدمها يسوع  ليعلن ليعلن أو يلفظ أشخاص متميزين، حصلوا على السعادة والغبطة (لو 1: 45 & 6: 20- 22 & 7: 23 & 14: 14 ، 15 & 23: 29)
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ومن ثم فليظل تلاميذ السيد المسيح ويظل كل المؤمنين به مستعدين على الدوام فى حياة القداسة والشخوص بعقولهم وقلوبهم السمائيات إذا وجدوهم متشبثين بالأرضيات، جاعلين من أنفسهم قدوة لهم يقتدن بها، ومثالا يحذون حذوه فى . محبتهم ووداعتهم وتقواهم وقداستهم، لأنه سعيد ومغبوظ ومبارك ذلك الذى متى جاء مخلصنا فى يوم الدينونة فوجده يفعل هكذا، فإنه سيفرح به ويكافئه على أمانته وحكمته، بأن يرفع من مكانته، ويسبغ عليه مزيدا من نعيمه ونعمته يهبنا من نعمته فى السماء وأروا حهم إلى ملكوت السماوات، متأهبين لمجيئه الثانى فى يوم الدينونة، لأنه سيجئ فى ساعة لا يعلمها أحد ابدا من الناس. فإن توانوا أو تهاونوا أوتضعضعوا أوتراجعوا ، يجيء بغتة فيجدهم غير مستعدين ولا متاهبين، فيكون نصيبهم النقمة بدل النعمة، والهلاك الابدى بدل الحياة الأبدية. فكما أنه ،لوعرف رب البيت فى أية ساعة يأتى اللص، لظل ساهرا ، فلم يسمح لأحد بأن يقتحم بيته ٠ اما إن غغل اونام يأتى اللص فيجرده من كل مايملك ٠ فليكونوا هم ايضآ مستعدين، لأنه فى ساعة لا يتوقعونها يأتى مخلصنا ابن الإنسان الذى هو فى نفس الوقت ابن الله، ويجلس عندئذ على عرش مجده ، وتجتمع أمامه كل الشعوب، فيفرز بعضهم من بعض كما يفرز الراعى الخراف من الجداء ، ثم يقيم الخراف عن يمينه، واما للجداء فعن يساره ٠
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 93
هذا هو المعنى البسيط والواضح للفقرة ، والآن إن ثبتنا ذهننا بدقة في النص، سنرى ما هو المقصود به، وكيف أنه نافع لأولئك الذين دعوا فى الرسولية ، أي إلى  وظيفة المعلم. لقد أقامهم المخلصى كوكلاء على خدمته ~ أي على أولئك الذين تم ربحهم بواسطة الإيمان لكى يعرفوا مجده — أناس أمناء ولهم فهم عظيم ومتعلمين جيدا في التعاليم المقدسة وقد أقامهم وأمرهم أن يعطوا العبيد رفقاءهم ما يحق لهم من الطعام ، وذلك ليس اعتباطا وبدون تمييز ، بل بالأحرى فى الوقت المناسب وأقصد به الطعام الروحي كما يكفي لكل فرد ويناسبه. لأنه لا يليق أن نقدم تعليما عن كل النقاط لكل للنين قد آمنوا بالمسيح ، لأنه مكتوب:" معرفة أعرف نفوس عبيدك "(أم 27: 23 س)٠ لأن الطريقة التى بها نثبت في طريق الحق من قد بدأ الآن أن يصير تلميذا هي مختلفة تماما ، إذ أننا نستعمل فيها تعليما بسيطا لا يكون فيه شيء عميق أو صعب الفهم ، ناصحين إياه أن يهرب من ضلال تعدد الآلهة ، وبطريقة مناسبة نقنعه أن يعرف بواسطة جمال الأشياء المخلوقة ، الصانع والخالق العام الذي هو واحد بالطبيعة ، وهو الرب بالحقيقة. وتلك الطريقة تختلف عن الطريقة التي ئعلم بها أولئك الذين هم أكثر ثباتا فى الذهن ، ويقرون أن يفهموا ما هو العلو والعمق والطول والعرض ، وأن يدركوا تعريفات اللاهوت الفائق. لأنه كما سبق وقلنا: " وأما الطعام القوى فللبالغين ".
تفسير (لوقا 12: 44) 44 بالحق اقول لكم انه يقيمه على جميع امواله.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "بِالْحَقِّ". الكلمة alethos)  المستخدمة بالمعنى العبري "آمين" وجه لوقا كلمات الإنجيل  رسالة بشارة سارة المعروف بأسمه إلى اليونانيينوهؤلاء اليونانيين لا يفهمون معنى كلمة ىمين العبرية لهذا أستبدلها بالحق
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 حينذ يقول الملك للذين عن يمينه؛ تعالوا ايها المباركون من أبى رثوا الميرت المعد لكم منذ إنشاء العالم .. ثم يقول أيضا لأشرار الذين عن يساره اذهبوا عنى يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته ., فيمضى هؤلاء إلى العذاب الأبدى. واما الأبرار فالى الحياة الأبدية. ( متى ٢٥؛ ٣١ - ٤٦). بيد ان هذا القول يمكن ان ينسحب من حيث المبدأ على مجئ الموت. فجأة، ومن ثم فإن على كل إنسان - فضلا عن رجال الدين ٠ أن يكونوا دائما مستعدين لملاقاة المرت وساعة الانطلاق من هذا الحالم بالاستعداد اللائق بالخدام اليقظين الساهرين، لتلبية دعوة سيدهم للخروج من دار الزوال والفناء إلى دار الخلود والبقاء. مكافأة الوكيل الأمين ومجازاة الوكيل الشرير؛
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 93
لذلك فمن يقسم لرفقائه في العبودبة بحكمة ، في الوقت المناسب نصيبهم بحسب احتياجهم أي طعامهم ، فإنه يكون مغبوطا جدا بحسب كلمة المخلص ، لأنه سيحسب مستحقا لأمور أعظم ، وسوف ينال مكافأة مناسبة لأمانته . إنه يقول " لأنه يقيمه على جميعا أمواله " وهذا قد علمنا إياه المخلص في موضع آخر، حيث يمتدح العبد الأمين والنشيط بقوله : :" نعما أيها العبد الصالح والأمين ، كنت أمينا في القليل فأقيمك على الكثير، ادخل الى فرح سيدك " (مت 25: 21)
تفسير (لوقا 12: 45) 45 ولكن ان قال ذلك العبد في قلبه سيدي يبطئ قدومه.فيبتدئ يضرب الغلمان والجواري وياكل ويشرب ويسكر.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "إِنْ".نحويا : جملة شرطية من الفئة الثالثة تفيد معنى الاحتمال والشرط.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
أما إن تكاسل ذلك الوكيل وتواكل بحجة ان السيد سيبطئ فى مجيله لمحاسبته ، فيتخذ من نلك سبب لأن يسئء إلى أولئك الذين أقامه سيده وكيلا لرعايتهم ؛ فيروح يضطهدهم بدلا من أن يرعاهم ، ويعاديهم بدلأ من أن يحبهم، ويعتدى عليهم بدلأ من ان يدافع عنهم ، ويجعل من نفسه قدوة لهم فى الشر والشرة والفسق والفساد . فيحصر كل همه وإهتمامه فى أن يأكل ويشرب ويسكر متكالبا على الجسديات والأرضيات , بدلاً من ان يجعل من نفسه قدوة لهم فى الخير والزهد والقداسة والصلاح، واضعأ نصب عينيه كل ما هو روحى وسماوى ٠ بيد أن سيد نلك الوكيل الشرير لا يلبث أن يجئ فجاة وفى يوم لم يكن يتوقعه وفى ساعة لم يكن يعمها، فيشطره نصفين. ، قاضيا عليه باشد انواع العقاب والعذاب، وجاعلا جزاءه هر جزاء الكافرين الذى هو الهلاك الأبدى. ومما يزيد فى مسئوليه ذلك الوكيل أن يكون قد تلقى عن مخلصنا السيد المسيح اوعن تلاميذه مبادئ العقيدة المسيحية، وعلم بها وتعلمها وفهمها وأدرك ما تنطوى عليه من وصايا وأحكام وفروض وواجبات ومع ذلك لم يعمل بها ولم يأبه لها ، بل خالفها وتمرد عليها وارتد عنها. فإن عقابه فى يوم الدينونة يكون شديدا ، وعذابه سيكون أليما مستديما،
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 93
ويقول الرب إنه لو أهمل واجبه في أن يكون مجتهدا وأمينا ، وازدرى بالسهر في هذه الأمور كأن السهر ليس مهما ، وجعل ذهنه يسكر بالاهتمامات الدنيوية ، وسقط في سلوك غير لائق ، فيتسلط بالقوة ، ويظلم أولئك الخاضعين له ، ولا يعطيهم نصيبهم ، فإنه سيكون في قمة التعاسة . لأني أظن أن هذا هو المقصود بأنه يقطع ٠ ويقول ؟ ويجعل نصيبه مع الخائنين " . لأن كل من أساء إلى مجد المسيح، أو تجاسر أن يستخف بالقطيع المؤتمن على رعايته ، فإنه لا يختلف من اي ناحية عن اولئك الذين لم يعرفوا الرب ابدا ، ومثل هؤلاء الأشخاص سيحسبون بحق ضمن أولئك الذين لم يعرفوا الرب ابدا. ومثل هؤلاء الأشخاص سيحسبون بحق ضمن أولئك الذين ليس لهم محبة نحو الرب، لأن المسيح ايضا قال ذات مرة للمغبوط بطرس: " يسمعان بن يونا ، أتحئبي إرع خرافى ، وأرع غنمى" (يو٢١: ١٦، ١٧). لذلك إن كان من يرعى خرافى يحبها ، هكذا بالطبع فمن يهملها ويترك الخراف التى قد اؤتمن عليها بدون رعاية ، فإنه يبغضها ، وان ابغضها فسيعاقب ، ويكون عرضة للدينونة المحكوم بها على غير المؤمنين (الخائنين) ، لأنه يدان بسبب إهماله وازدرائه ، وهكذا كان ذلك الذي نال الوزنة ليتاجر بها في الروحيات ولم يفعل ، بل بالعكس أحضر ما قد أعطي له بدون ربح قانلا : " ياسيد عرفت أنك إنسان قاس تحصد حيث لم تزرع، وتجمع من حيث لم تبذر ، فخفت ومضيت وأخفيت وزنتك فى ألأرض ، هوذا الذى لك " ( مت 25: 24 - 25 ). لكن الذين أخذوا الخمس وزنات أو اكثر منه ا، وتعبوا واحبوا الخدمة ، قد شرفوا بكرامات مجيدة لأن واحدا منهم سمع القول: " ليكن لك سلطان على عشر مدن " (لو١٩: ١٧—١٩) بينما نلك العبد المستهر والكسول لاقى أقصى دينونة. لذلك فهو خطر أو بالحري يسبب هلاك الناس ، أن يكون الإنسان مهملا في تأدية واجبات الخدمة ، ولكن تاديتها بغيرة لا تكل يجلب لنا الحياة والمجد . وهذا يعني ان نتكلم مع العبيد رفقائنا بطريقة سليمة وبدون خطآ في الأمور التي تخص الرب ، وكل ما من شأنه ان ينفعهم فى الوصول إلى المعرفة والمقدرة على السلوك باستقامة . والمغبوط بطرس ايضا يكتب إلى بعض الأشخاص قائلا :" ارعوا رعية الله التى بينكم ، ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون ٠مكافأتكم " (أذظر 1 بط 5: 2- 4)  ولأن بولس ايضا يعرف أن الكسل هو باب الهلاك ، يقول: " ويل لى إن كنت لا أبشر " (١كو٩: ١٦).
تفسير (لوقا 12: 46) 46 ياتي سيد ذلك العبد في يوم لا ينتظره وفي ساعة لا يعرفها فيقطعه ويجعل نصيبه مع الخائنين.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 (1) "فَيَقْطَعُهُ".كلمة يقطعة تعنى عقوبة الحرمان من المال فى العهد القديم  ،  ويقصد بها العقوبة القصوى راجع الترجمة السبعينية (2صم 12: 31) (1 أخ 20: 3) وتستخدم هذه الكلمة حرفيا فى الترجمة اليونانية (السبعينية) فى (هر 29: 17) (حز 24: 4) وتستخدم هذه الكلمة هنا فى صورة إستعارية  للتشديد على الدينونة حتى لأولئك الذين يزعمون ويدّعون أنهم يعرفون يسوع بل ويخدمونه  وهم المراؤون الذين لهم صورة التقوى ولكن ينكرون قوتها
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 على خلاف ذلك الذى لم يعلم من مبادئ تلك العقيدة شيئا ولم يتعلمها ، ولم يفهمها، ولم يدرك متطلباتها ومقتضياتها ، فان هذا سيكون عذرا يخفف عقابه وعنابه عما ارتكب من شرور ، فيكون عقابه أقل شدة ، ويكون عذابه أقل إيلامآ. وذلك لأن الذى اعطاه الله كثيرآ من المواهب وأودعه كثرا من وسائل المعرفة والفهم والإدراك . ومن ثم ألقى على عاتقه كثيرأ من المسئوليات التى هو قادر بمواهبه على النهوض بها ، والتى هو مستطيع بمعرفته وفهمه وإدراكه أن يؤديها على أفضل صورة وعلى خير وجه ؛ مطلوب منه عند الحساب فى يوم الدينونة أنه بقدر ما أخذ يكون قد أعطى ٠ بل إنه مطلوب منه أن يكون من الحماس والإخلاص وشدة الأمانة وعمق الايمان فى أداء رسالته التى أؤتمن عليها ، بحيث يكون قد أعطى أكثر مما أخذ، كالمدين الذى لا يسدد ما عليه من الدين فحسب، وإنما يسدد. مع ربحه، لأن مواهب الله وعطاياه لنا دين فى أعناقنا لله ، ينبغى أن نبذل كل ما فى طاقتنا واستطاعتنا من جهد كى نستثمره ، ونطرح بين يدى الله مع ذلك الدين ثمره ٠ وبقدر ما نضع بين يدى الله من ثمر حياتنا على الأرض ،
تفسير (لوقا 12: 47) 47 واما ذلك العبد الذي يعلم ارادة سيده ولا يستعد ولا يفعل بحسب ارادته فيضرب كثيرا.
تفسير (لوقا 12: 48) 48 ولكن الذي لا يعلم ويفعل ما يستحق ضربات يضرب قليلا.فكل من اعطي كثيرا يطلب منه كثير ومن يودعونه كثيرا يطالبونه باكثر
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 93
 
وكون نلك العقوبة المرة والحتمية تهدد كل من هم كسالى في هذا الواجب ، هذا ما اظهره المخلص في الحال بإضافة مثالين واحدا بعد الآخر فقال: " لأن العبد الذى يعلم  إرادة سيده ولا يستعد ولا يفعل بحسب إرادته فيضرب كثيرا ، ولكن الذى لا يعلم ويفعل ما يستحق ضربات يضرب قليلا " والآن فإن الذنب لا جدال فيه في حالة من عرف إرادة سيده لكنه أهملها بعد ذلك ، ولم يفعل ما كان يجب عليه أن يعمله . فإن هذا ازدراء واضح ، لذلك يستحق ضربات كثيرة ، لكن لأي سبب أوقعت ضربات قليلة على من.لم يعرف إرادة سيده ولم يفعلها! لأنه ربما يسأل أحد ، كيف يمكن لمن لم يعرف إرادة سيده أن يكون مذنبا؟ السبب، هو لأنه لم يعرفها رغم أنه كان في مقدوره أن يتعلمها لكن إن كان الذي توقع عليه ضربات كثير بعدل وهو الذي عرف إرادة سيده وإحتقرها ؟ " فكل من أعطي كثيرا يطلب منه كثيرا ، ومن يودعونه كثيرا يطالبونه بأكثر " (لو 12: 48)
لذلك ، فمن يعلمون دينونتهم كبيرة جدا ، وهذا أوضحه تلميذ المسيح، بقوله: " لا تكونوا معلمين كثيربن يا إخوتي عالمين أننا نأخذ دينونة أعظم (يع 3: 1) لأن إعطاء المواهب الروحية يكون بسخاء لأولئك الذين هم رؤساء الشعب ، لأنه هكذا كتب بولس الحكيم أيضا فى مكان ما إلى تيموثاوس المغبوط : " ليعطك الرب فهما فى كل شئ " (٢تى٢: ٧) و" لا تهمل الموهبة التى فيك التى أعطيت لك بوضع يدى " (انظر ٢تى١: ٦). فهؤلاء الذين أعطاهم مخلص الكل كثيرا هكذا، يطالبهم بكثير . وما هى الفضائل التي يطلبها؟ الثبات فى الإيمان ، سلامه التعليم ، أن يكونوا راسخين جدا في الرجاء، صابرين بلا تزعزع ولهم قوة روحية لا تغلب ، فرحين وشجعان فى كل إنجاز ممتاز جدا ، لكي بذلك نكون أمثلة للاخرين في الحياة الإنجيلية لأننا إن عشنا هكذا ، فالمسيح سوف ينعم علينا بالإكليل ، الذي به ومعه يليق للرب الآب التسبيح والسلطان ، مع الروح القدس، إلى ابد الآبدين. آمين

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 12

  12. القطيع الجديد ونار الروح (لوقا 12: 49)
تفسير (لوقا 12: 49)49 جئت لالقي نارا على الارض.فماذا اريد لو اضطرمت.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "جِئْتُ لأُلْقِيَ نَارًا عَلَى الأَرْضِ". فى الغة اليونانية كلمة نار توضع أولاً في الجملة التدل على التأكيد تقول الآيات أن يسوع لم يأتِ في أول مرة كديان بل كمخلّص. فى وسط بشر موتى فى خطاياهم  ساقطين فى آثامهم أسرى فى يد الشيطان ، أتى يسوع وحرر هؤلاء الساقطين وفتح طريقا للنجاة الطريق للحياة وبعد القداء وضعت الفأس على أصل الشجرة فمن أثمر نجى فى يوم الدينونة ومن لم يقمر ستقطع شجرته من أرض الأحياء لتلقى فى النار (الآية 49 ب). الذين سمعوا وقرأوا وصايا وتعاليم يسوع فى الإنجيل ونفذوها  يُقسمون إلى فئتين فقط، وذلك استناداً على طريقة تجاوبھم مع يسوع ورسالته (لو 24: 44- 49)
(2) " مَاذَا أُرِيدُ لَوِ اضْطَرَمَتْ؟". نحويا :  إما جملة شرطية من الفئة الثانية  أو عبارة اصطلاحية سامية
في ترجمة George M. Lamsa للمخطوطات السريانية (الآرامية) القديمة تأتي  العبارة على الشكل "وإني أرغب في أن أفعل ذلك، لو أنھا لم تشتعل للتوها ". يريد يسوع أن يتجلى ملكوت لله على الأرض (مت 6 : 10) حتى وإن كانت هناك تكلفة كبيرة لذلك نتيجة الإضطهاد وحتى الإستشهاد والموت له على الصليب وللآخرين والنحصلة هى (خسارة الذين لا يؤمنون للحياة البدية وإضطهاد المؤمنين وحصولهم غلى الملكوت )

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وقد تكلم ٠مخلصنا فى العبارة السابقة عن الجزاء العظيم والكريم الذى يناله الوكيل الآمين الحكيم حين يأتى سيده فيجده يتصرف بأمانة وحكمة. ولعل تلاميذه فهموا هذه العبارة على غير وجهها المصحيح. إذكانوا لايزالون يعتقدون أنه قريبا سيجلس على عرش مملكة اليهود الأرضية ؛ فتوهموا أنه- إذ جعلهم وكلاء . - سيكافئهم على إخلاصهم له بأن يجعلهم امراء. ووزراء. فى مملكته التى لابد.وهو الذى طالما نادى بالسلام- سيجعل السلام يسودها ، فيحيون حياة سؤدد وسلام. ومن ثم أراد مخلصنا ان يصحح لهم فهمهم الخااطئ، ويبدد أوهامهم الدنسة الزائفة ،ويعلن لهم الحقائق القاسية المريرة التى سيصدمون بها قريبا ليعوها ويذوقوها ويكونوا على استعداد لاستقبالها واحتمالها، فقال لهم لقد جئت لألقى على الأرض نارا، فلماذا أريد إلا أن تكون قداضطرمت؟ ولى معمودية لأصطبغ بها٠ وما اشد ماأعانى حتى تتم  كالنار بين الأفكار التى جاء هو بها ، بين الأفكار التى غرسها الشيطان فى اهل الأرض، وبعد صراع عنيف مخيف يضطرم كالنار ايضا بين الذين يعتننون الأفكار التى جاء هو بها ويؤمنون به وبها ، بين الذين يتشبثون بالأفكار التى غرسها الشيطان فيهم ويدافعون عنها دفاع الوحوش الشرسة المفترسة التى يشمها الشيطان فينفث فيها كل ما فيه هو من وحشية وشراسة وشهوة للافتراس . وكلما إزداد عدد المؤمنين بمخلصنا، إزداد عدد المقاومين لهم من جنود الشيطان، وازدادت نار الصراع بين الجانبين اضطراما واحتداما. وهذا هو بالذات ما أراده مخلصنا ليقاوم الشر بالخير حتى يفنيه، ويقاوم الأشرار بالأخيار حتى يقضى عليهم .
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 94
الله الآب أرسل لنا الابن من السماء لأجل خلاص الكل. لأنه قد أعطى للإسرئيليين الناموس كمعين لهم وذلك بحسب الكتاب ، وأيضا تحدث إليهم بواسطة الأنبياء القديسين عن تلك الأشياء التى كانت نافعة لخلاصهم ، وقد وعدهم بالخلاص الذي بواسطة المسيح. لكن عندما جاء الزمان الذي كان ينبغي أن تتم فيه الأشياء التى نتبأ بها الأنبياء منذ القديم ، أشرق علينا الرب الذى هو الله. وهو يخبرنا سبب ذلك بهذه الكلمات:" جئت لالقي نارا على الارض.فماذا اريد لو اضطرمت " . لذلك تعالوا لنفحص ما هى طبيعة هذه النار التي يتحدث عنها هنا. هل هي نافعة لمن هم على الأرض؟ هل هي لأجل خلاصهم؟ أم أنها تعذب الناس وتسبب هلاكهم هل تلك النار المعدة لإبليس وملائكته ؟
لذلك نحن نؤكد أن النار التى أرسلها المسيح هي لأجل خلاص البشر ونفعهم. وقد تفضل الله ومنحنا ان تمتلئ قلوبنا بها . لأن النار هنا هي رسالة الإنجيل المخلصة وقوة وصاياه. فنحن الذين على الأرض الذين كنا باردين وأموات بسبب الخطية ، ونجهل ذاك الذي هو الله بالطبيعة وبالحق ، تضرم فينا هذه النار حياة التقوى ونصير " حارين فى الروح" ، بحسب تعبير الطوباوي بولس . وبالاضافة إلى هذا نصير نحن شركاء الروح للقدس الذي هو كنار داخلنا ، لأننا قد اعتمدنا بالنار والروح القدس ، لأننا قد عرفنا الطريق إلى هذا بما يقوله المسيح لنا، فى هذه الكلمات:" الحق الحق اقول لك ان كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله ٠ (يو3: 5) علاوة على هذا ، فمن عادة الكتاب الموحى به من الرب أن يعطي أحيانا اسم النار للكلمات الإلهية والمقدسة وللفاعلية والقوة التي بالروح القدس ، والتي بها نصير كما قلت: خارين فى الروح " لأن احد الأنبياء القديسين تكلم الرب فيه من جهة المسيح مخلصنا هكذا: " يأتى بغته إلى هيكله السيد الذى تطلبونه أو من يثبت عند ظهوره ، لأنه مثل  نار الممحص ، ومثل أشنان القصار ، فيجلس كمن هو منقيا وممحصا ... كالفضة وكالذهب " (ملا ٣: ١-٣ س) وهو هنا يقصد الجسد المقدس بالحق وغير الدنس ، الذى قد ولد من العذراء القديسة بواسطة الروح القدس بقوة الآب ، لأنه هكذا قيل للعنراء المباركة:" الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك " (لو١: ٣٥). وهو دعاه "ملاك العهد " لأنه يعرفنا مشيئة الآب الصالحة ، ويخدم هذه المشيئة بالنسبة لنا. لأنه هو نفسه قال لنا: لأنى أعلمتكم بكل ما سمعته من أبى " (يو 15: 15) . وأيضا إشعياء النبى يكتب هكذا من جهته : " لأنه يولد لنا ولد ونعطى أبنا وتكون الرياسة على كتفه ، ويدعى أسمه ملاك المشورة العظمى (إش٩: ٦س}٠ لذلك كما أن الذين يعرفون كيف ينقون الذهب والفضة.، فإنهم يذيبون الشوائب الىى فيهما باستخدام النا ر، كنلك أيضا مخلص الكل ينقى قلوب كل الذين قد آمنوا به ، بواسطة تعاليم الإنجيل بقوة الروح.
وفضلا عن ذلك قال إشعياء النبي أيضا إنه : " رأى رب الجنود جالسا على كرسى عال ومرتفع ، وحوله إنسان نجس الشفتين وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين ، لأن عينى قد رأتا الملك رب الجنود" (إش 6: 1 و2 و3 و 5) . ولكنة يضيف إلى هذا أنه " طار إلى واحد من السيرافيم وبيده جمرة قد أخذها بملقط من على المذبح ، ومس بها فمى وقال إن هذه قد مست شفتيك فإنتزع إثمك وكفر عن خطيتك " (إش٦:٦و٧)، فأي تفسير إذن يجب أن نضعه للجمرة التي مست شفتي النبي وطهرته من كل خطية؟ من الواضح أنها رسالة الخلاص، وإقرار الإيمان بالمسيح ، فإن كل من يعترف به بفمه يتطهر تماما  وفي الحال. وهذا الأمر يؤكده لنا بولس قائلا : " لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وامنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت" (رو٠ ١: ٩).
لذلك نحن نقول ان قوة الرسالة الإلهية تشبه جمرة حية وتشبه النار. ورب الكل قال في موضع ما لارميا النبي : " هأنذا جاعل كلامى فى فمك نارا" " وهذا الشعب حطبا فتأكلهم" (إر5: 49) وأيضا : "أليس كلامى هكذا نارا على الأرض ، فماذا أريد لو إضطرمت (لو12 : 49)  لأن بعضا من الجمع اليهودى آمنوا به ، وباكورة هؤلاء كانوا التلاميذ القديسين . والنار إذ تشتتعل مرة فإنها حالأ ما تمسك بكل العالم ، وفي الحال يصل التدبير إلى كماله سريعا ، أي أنه قد احتمل آلامه الثمينة على الصليبب وأمر رباطات الموت أن تتوقف. لأنه قام في اليوم الثالث من بين الأموات.
وهو يعمنا هذا بقوله: " ولى صبغة أصطبغها وكيف أنحصر حتى تكمل! " (لو١٢12 : 50) ويقصد بصبغته ، موته. بالجسد، ويقصد بكونه ينحصر بسببها، أنه كان حزينا ومضطربا إلى أن اكتملت ، لأنه ما الذي كان سيحدث حينما تكتمل؟ الذي كان سيحدث هو أن رسالة الانجيل المخلصة يكرز بها ليس ني اليهوبية فقط. وهو يقارن هذا بالنار عندما يقول: ٠٠ جئت لألقى نارا على الأرض " ، بل ينبغي ان تنتشر الآن إلى العالم كله ، لأن الكرازة بوصايا وبمجد معجزاته الإلهية كان منحصرا في اليهودية فقط قبل صليبه الثمين وقيامته من الأموات ، ولكن بسبب ان إسرائيل اخطأوا إليه ، إذ قتلوا رئيس الحياة فإنه قام سالبا - القبر - الغنيمة التي كان قد اغتمها. وفى الحال اعطى وصية لرسله القديسين قائلا : " إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم بإسم الآب والأبن والروح القدس ن وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيكم به"(مت 28: 119 - 20) لذلك ها انتم نرون ان تلك النار الإلهية والمقدسة قد انتشرت في كل الأمم بواسطة الكارزين القديسين. وقد تحدث المسيح عن الرسل القديسين والبشيرين ، بواسطة أحد الأنبياء في موضع ما فقال : " وسيحدث فى ذلك اليوم أنى أجعل رؤوس الألوف ليهوذا  كمصباح   نار بين الحطب وكمشعل نار ببن الحزم ، فيأكلون كل الشعوب حولهم عن اليمين وعن اليسار (زك ٦٢: ٦). وكأنهم أكلوا الشعوب كنار واغتذوا بالأرض كلها ، واشعلوا كل سكانها، الذين — كما قلت ٠ كانوا باردين وكانوا يعانون من موت الجهل والخطية.
هل نريد ان نرى تأثيرات هذه النار الإلهية والعقلية؟ اسمع إذن مرة أخرى كلماته: : " اتظنون اني جئت لأعطي سلاما على الأرض، كلا أقول لكم، بل انقساما"(لو 12: 51) ومع ذلك فالمسيح هو سلامنا بحسب الكتب: " أنه نقض حائط السياج المتوسط ، ... لكى يوحد الشعبين في إنسان واحد جديد صانعا سلاما، ويصالح الاثنين فى جسد واحد مع الأب.. (اف2: 4 و 15) لقد وحد الأشياء السفلى بالأشياء العليا ، فكيف يكون انه لم يات ليعطي سلاما على الأرض؟ فماذا نقول إذن عن هذه الأشياء؟ ذلك السلام هو مكرم ، وهو بالحق أمر سامي جدا ، ذلك انه معطى لنا من الرب لأن الأنبياء ايضا يقولون: يا رب اعطنا سلامك لأن كل شيء قد اعطيتنا ١١" (إش 26: 12 س) لكن ليس كل سلام هو بالضرورة  يخلو من العيوب. لأنه يوجد أحيانا سلام غير مضمون ، مثل هذا السلام يفصل عن محبة الرب أولئك الذين لا تمييز لهم ولا فحص عندهم بل هم يرضون من قيمة هذا السلام أكثر مما يستحق ومثلا فإن التصميم على تحاشى الأشرار، وعلى ان نرفض ان تكون فى سلام معهم واعني به ان لا نقبل ان نشاركهم فى نفس عواطفهم - هو شيء مفيد ونافع لنا. وبنفس الطريقة فإن الإتجاه المضاد هو مؤذي لأولئك الذين آمنوا بالمسيح وأدركوا معرفة سره ، فمن غير النافع لمثل هؤلاء ان يرتضوا اتباع نفس المشاعر مثل اولئك الذن ابتعدوا عن الطريق المستقيم ، وسقطوا فى شبكة : الضلال الوثنى ، او أمسكوا فى حبائل الهرطقات الخبيثة ، إنه لأمر كريم ان نقاوم مثل هؤلاء، وان نتهبأ للحرب ضدهم وان نفتخر بالتمسك بمشاعر عكس مشاعرهم . وحتى ان كان ذلك الذي لا يؤمن هو اب، فيكون الان غير ملام عندما يناقضه ويقاوم آراءه.
وبنفس الطريقة ايضا لو كان الأب مؤمنا ومخلصا للرب ، لكن له ابن عاصي وله دوافع شريرة - وهو يقاوم مجد المسيح ، فإن الأب يكون ايضا غير ملام لو تجاهل العواطف الطبيعية من الأبوة له. ونفس الوضع يكون من جهة الأم والابنة ، والكئة والحماة . لأنه من الصو اب أن أولئك الذين هم فى ضلال ينبغي ان يتبعوا ذوي التفكير الصحيح ، وليس العكس ، إن أولئك النين اختاروا أن تكون لهم مشاعر صحيحة ولهم معرفة سليمة بمجد الرب يجب ألايستسلموا للأشرار.
وهذا أعلنه المسيح لنا أيضا بطريقة أخرى فقال:" من احب أبا أو أما اكثر منى فلا يستحقنى ومن أحب أبنا أو أبنة أكثر منى فلا يستحقنى (مت ٠ ١ : ٣٧) ٠ لذلك عندما تنكر أباك بالجسد لأجل تقواك تجاه المسيح ، فإنك ستقتنى لك أبا اي الآب الذي هو في السموات . ولو أنك تخليت عن اخيك لأنه أهان الرب برفضه أن يخدمه ، فالمسيح سيقبلك كأخ له ، لأنه مع إنعاماته الأخرى قد أعطانا هذه العطية أيضآ قائلا: " اخبر بإسمك إخوتى" (مز٢١: ٢٢ س) اترك أمك بحسب الجسد واتخذ لك تلك التي هي فوق، اورشليم السماوية " التى هى امنا جميعا" (غلا٤: ٢٦). وهكذا سوف تجد نسبا مجيدا وعاليا في أسرة القديسين. ومعهم ستصير وارثا لمواهب الرب ، التي لايمكن للعقل ان يدركها ولا للسان أن يخبر بها ، التي يمكن أن نحسب أهلا لها بنعمة ورأفة ومحبة المسيح، مخلصنا كلنا، الذي به ومعه للرب الآب يليق التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى دهر الدهور آمين.

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 12

 13. القطيع الجديد والألم (لوقا 12: 50-53)
تفسير (لوقا 12: 50)  50 ولي صبغة اصطبغها وكيف انحصر حتى تكمل.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "لِي صِبْغَةٌ أَصْطَبِغها ". النص اليوناني يقول "معمودية أعتمد بها ". من (مر 10 : 38)  واضح أن يسوع لا يشير إلى معمودية الماء ، بل إلى: أ) الاضطھهاد والرفض الذي لاقته كرازته ب) اختباره في جثسيماني  ج)  صلبه على جبل الجلجثة .. لقد عرف يسوع رسالته ونهايتها الأليمة ولكنه لم يتردد فى أن يحقق ما قاله فى سفر التكوين (تك 3: 15) (النسل الموعود)
 وأشعياء 53 (العبد المتألم). : لقد رأى يسوع نفسه في المزمور 22 إيذاناً بقرب االخطوات إلى الصليب
(2) " كَيْفَ أَنْحَصِرُ".   وكتبت  زيزى جاسبرجر  تقول *** كيف انحصر الوعد فى اسحق وانحصرت البركة فيه وفى نسله ؟؟؟ *** فى قصة الذبح يقول الوحى الالهى " خذ ابنك وحيدك الدى تحبه اسحق " تك 22 : 2 ..  بينما لابراهيم ابن اخر هو اسماعيل , وبالتالى فلم يكن اسحق وحيدا ...  وكذلك عندما وعد الله ابراهيم " تكثيرا اكثر نسلك فلا يعد من الكثرة " تك 16 : 10 ..  فانه لم يكن له نسل سوى اسماعيل ..  فكيف انحصر الوعد فى اسحق وانحصرت البركة فيه وفى نسله ؟  اولا : بحسب الموعد والنبوه , فان الله كان قد وعد ابراهيم بأبن من سارة قبل ان يتزوج من  هاجر , وفى اسحق قيلت المواعيد كلها بما فيها البكورية , ولم يكن اسماعيل الا حلآ  بشريا اقترحته سارة .  قبل ان يكون اسماعيل كانت المواعيد لاسحق , وقبل ان يتزوج ابراهيم من هاجر ,  كانت سارة هى الموعودة بأبن تتحقق فيه النبوات .  ثانيا :  العهد الجديد يوضح كل ذلك , ففى الرسالة الى العبرانييين " بالايمان تغرب فى ارض  الموعد كأنها غريبة ساكنا فى خيام مع اسحق ويعقوب , الوارثين معه لهذا الموعد  عينة " - عب 11 : 9 ......  وفى الرسالة نفسها " بالايمان قدم ابراهيم اسحق وهو مجرب , قدم الذى قبل  المواعيد , وحيده الذى قيل له انه باسحق يدعى لك نسل " عب 11 : 17 - 18 .  ثالثا :  يقطع الوحى الالهى الطريق على كل تصور خاطىء : " فقال الله لابراهيم لايقبح فى  عينيك من اجل الغلام - اسماعيل - ومن اجل جاريتك - هاجر - فى كل ماتقول لك  سارة اسمع لقولها لانه باسحق يدعى لك نسل .. وابن الجارية ايضا سأجعله امة  لانه نسلك " تك 21 : 12 - 13 .  رابعا :  يقول الرب " ويتبارك فى نسلك جميع امم الارض " تك 22 : 18 .. ونعلم ان هذا النسل  الذى تتبارك به جميع امم الارض هو السيد المسيح له المجد .  كما نعلم ان تسلسل نسب السيد المسيح من جهة الناسوت مر من ادم الى ابراهيم  فاسحق فيعقوب ابن اسحق .. بمعنى انه وان كان اللله قد وعد هاجر بتكثير نسل  اسماعيل , الا انها كثرة منزوع منها البركة .. وسلسلة وان كانت ذات كثرة بوعد الرب  الا انها مقطوعة الذكر من ناحية المواعيد .. فلا نجد لها ذكرا فيما تلى سفر التكوين  بالكتاب المقدس , الا حينما ذكرهم الرسول بولس فى العهد الجديد كرمز للاولاد  ابراهيم حسب الجسد وايس حسب الروح .....  وهم يضطهدون ابناء الموعد - اى المسيحيين - فانه مكتوب انه كان لابراهيم ابنان ,  واحد من الجارية والاخر من الحرة .. لكن الذى من الجارية ولد حسب الجسد .. اما  الذى من الحرة فبالموعد .....  اما نحن ايها الاخوة فنظير اسحق .. ابناء الموعد ... ولكن كما كان حينئد الذى ولد  حسب الجسد يضطهد الذى حسب الروح ... هكذا الان ايضا .. لكن ماذا يقول  الكتاب ؟؟ اطرد الجارية وابنها لانه لايرث ابن الجارية مع ابن الحرة ..
اذن ايها الاخوة  لسنا اولاد جارية ... بل اولاد حرة - غل 4 : 22- 24 ... 28 - 31 . 

صبغة = أرامي مشتق من «صبَع» أي بَلّ بالماء وغمس ويراد به عندنا المعمودية ، و«الصابغ» هو يوحنا المعمدان. 

 المصددر : *كتاب تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية مع ذكر أصلها بحروفه. طبعة ثانية لسنة 1932  المؤلف/ القس طوبيا العنيسي الحلبي اللبناني.  طُبع بإذن الأب العام / جبرائيل العشقوتي ، لسنة 1929

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ولابد أن يسقط فى حومة هذا الصراع كثيرون من الشهداء المدافعين عن الخير المقاومين للشر. وسيكون مخلصنا اول شهيد٠ لأنه سيقدم نفسه ذبيحة لتكفير خطايا البشر. فيصطبغ بدمه والذى سيغوص فيه ويصطبغ به ، كما يغوص المعمد فى مياه المعمودية ويصطبغ بها . وما اشد ما سيعانى من الإهانات والإعتدائات والآلام والأوجاع قبل تلك المعمودية التى سيعتمد فيها، لا بالماء الرائق الصافى، وإنما بالدم الأحمر القافى، وتلك هى معمودية الدم . ثم يتوالى بعد نلك استشهاد الشهداء ، وسيكون تلاميذه أوائلهم .
تفسير (لوقا 12: 51) 51 اتظنون اني جئت لاعطي سلاما على الارض.كلا اقول لكم.بل انقساما.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ؟ كَّلاَّ". وردت هذه الآية فى إنجيل متى  (مت 10 : 34- 39)  «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا. " إن مجرد إيمان أى شخص بيسوع يثير الشيطان من حوله المشاكل والإضطرابات والإضطهادات بينه وبين المجتمع الغبر مؤمن اليهودى فى عصر يسوع والإسلامى فى عصرنا هذا  حتى العلاقات الأسرية القريبة اللصيقة في البيت ستشهد انقساماً حول يسوع.  وسيحدث إنفصال وسيظهر عائلة جديدة فى المجتمع هم عائلة يسوع أمه وأخوته وأخواته هذه العائلة أى المؤمنون بإسمه التى يملأها الحب ستكون ظاهرة جديدة متميزة فى المجتمع (لو 8: 21 & 11: 27- 28)
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
أتظنون أنى جئت لأجلب على الأرض سلامآ؟ أقول لكم: كلا، بل انقساما منذ الآن..سيكون خمسة فى بيت واحد منقسين ثلاثة ضد إثنين، واثنان ضد ثلاثة، فيعادى الأب ابنه، والابن اباه ، وتعادى الأم ابنتها ، والابنة أمها، والحماه زوجة ابنها ، وزوجة الابن حماتها.، أى أنه إن كان قد جاء لينعم بالسلام على أهل الأرض. فإن نلك لن يكون إلا بعد صراع عنيف مخيف ويضطرم
تفسير (لوقا 12: 52) 52 لانه يكون من الان خمسة في بيت واحد منقسمين ثلثة على اثنين واثنان على ثلثة.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 مجيئه لن يؤدى على الفور إلى السلام الذى يحلمون به ، ويتوهمونه ليعيشوا فى ظله آمنين هانئين ، وإنما سينقسم الناس فى أمره ، فيؤمن به البعض إلى حد الاستشهاد والفداء ، وينكر٠ البعض الآخر ويناصبون المؤمنين به أقبح الوان العداء ، ويلاحقونهم بآقسى صنوف الإعتداء ، ويبلغون فى ذلك حدآ لايتورعون معه عن الخيانة والدسيسة والغدر، ولا يشبعون من سفك الدماء . وسيبلغ هذا الانقسام من الشناعة والبشاعة حدا يؤلب فيه الشيطان أفراد الأسرة الواحدة بعضهم ضد البعض الآخر، حتى إنهم لو كانوا خمسة وآمن منهم إثبان ينقلب ضدهم الثلاثة الآخرون الذين يرفضون الإيمان٠ أو آمن منهم ثلاثة ينقلب ضدهم الإئنان ٠الأخران الرافضان .
تفسير (لوقا 12: 53) 53 ينقسم الاب على الابن والابن على الاب.والام على البنت والبنت على الام.والحماة على كنتها والكنة على حماتها

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) قد تكون هذه الآية قصيدة أو ترنيمة حزينة. أو قد تكون تلميحاً إلى (ميخا 7 : 6)  الذي إقتبس من  (ميخا 7 : 6) ومن العهد القديم الكثير

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ويعنى هذا أن الاب المنكر إبنه المؤمن، وقد انعدم فى قلبه حنان الأبوة الذى لا ينعدم حتى فى قلب الحيوان - ويعادى الابن المنكر أباه المؤمن وقد نسى ما ينبغى على الابن نحو ابيه من حب واحترام وإكرام٠ وتعادى الأم المنكرة ابنتها المؤمنة، وقد فقدت عاطغة الأمومة التى هى غريزة من غرائز حتى الوحوش المفترسة، وتعادى الابنه المنكرة أمها المؤمنة ، فتغدو. بعد أن رضعت من لبنها وشبعت من حنانها - أقسى عليها من أى غريمة حاقدة شرسة. وتعادى الحماة زوجة ابنها وهى بمثابة ابنتها، وتعادى زوجة الابن حماتها وهى بمثابة أمها٠ وعلى هذا المنوال يعادى كل منكر لمخلصنا كل مؤمن به ، ولو كان من أقرب أقربائه وأحب أحبانه ٠ بل لو كان من ذات لحمه ودمه لأن الشيطان الذى جاء مخلصنا ليقضى على مملكته لايتورع فى سبيل مقاومته عن أن يصيطرعلى أولئك الذين يستسلمون لسلطانه ويرتضون ان يكونوا من جنده وأعوانه ، فيحرضهم حتى على اقرب أقربائهم واحب أحبانهم ، بل على آبائهم وأبنائهم٠ وأما مخلصنا فقد أعلنها حربا على الشيطان لن تنطفئ نارها أو يخمد أوزارها حتى يقضى عليه القضاء الأخير ، مهما اقتضت هذه الحرب من جهد وعناء، ومهما سقط فى ساحتها من شهداء-

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 12

 14. القطيع الجديد وروح التمييز (لوقا 12: 54-56)
تفسير (لوقا 12: 54)  54 ثم قال ايضا للجموع.اذا رايتم السحاب تطلع من المغارب فللوقت تقولون انه ياتي مطر.فيكون هكذا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "ثُمَّ قَالَ أَيْضًا لِلْجُمُوعِ". اشار لوقا إلى أن يسوع وجه كلامه للجموع مخاطبا إيها ومن الظاهر أنهم غالبا من طبقة الصيادين الذين يتنبأون بالطقس كجزء من عملهم فى الصيد 
(2)  إِذَا رَأَيْتُمُ". يقدم يسوع سلسلة إشارات يستخدمها الصيادين غالبا لمعرفة الطقس (لو 12: 54- 55) ولكن كان هذه التنبؤات مدخل للتننبؤ عن الدينونة والحياة الأبدية ومع معرفتهم بالطقس فلم يعرفوا من النبؤات فى العهد القديم من هو المسيا الذى يكلمهم (لو 12: 56)
(3) "  مُرَاؤُونَ".
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وبعد أن خاطب مخلصنا تلاميذه بتلك الإنذارات والتحذيرات، وصحح فهمهم الخاطئ لرسالته وما سيترتب عليها ، إلتفت إلى الجموع من عامة اليهود الذين على الرغم مما سمعوا من تعاليمه وما رأوا من معجزاته لم يؤمنوا بأنه هو المسيح ابن الله الذى تنبأ بمجيئه أنبياؤهم ، والذى كانوا بالفعل ينتظرونه، وخاطبهم قائلآ لهم متى رأيتم سحابة تطلع من المغرب قلتم على الفور إن المطر سيأتى ، فيكون كذلك.
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 95
اولئك الأطباء المدققون في عملهم والذين صاروا ماهرين بالممارسة الكثيرة، يشفون المرضى من أمراضهم باستخدام أنواع متعددة من الأدوي ة، والتي بواسعلتها يسكنون الآم الناس المبرحة ، جامعين من كل الأصقاع كل ما من شأنه أن يفيدهم. وهذا ما يفعله المسيح مخلص الكل هنا ايضا ، لأنه طبيب الأرواح وهو يخلصنا من أمراض النفس ، لأنه قال أيضا بواسطة واحد من الأنبياء القديسين : " إرجعوا ابها البنون العصاة فأشفى عصيانكم " (ار٣: ٢٢). وإذ قد عرف النبى إرميا هذا الأمر، قدم توسلاته إليه بهذه الكلمات: " اشفنى يا رب فأشغى خلصنى فأخلص لأنك أنت مجدي (ار١٤:١٧س).
لذلك لاحظوا كيف يعد لنا دواء النصح ، ليس كما اعتاد أن يوجه كلاما مباشرا، بل إن جاز القول يخلطه ، وكما لو كان ينسج معه صورا توصيحبة اذا مأخوذة من أمثلة ، ليجعل الحديث أكثر نفعا جدا، لأنه يكلم الجموع قائلا: " إذا رأيتم السحاب تطلع من المغرب فللوقت نقولون إنه يأتي مطر فيكون هكذا ، وإذا رأيتم ريح الجنوب تهب تقولون إنه سيكون حر فيكون" لأن الناس يركزون انتباههم على أشياء من هذا النوع، وبمداومة الملاحخلة والممارسة يخبرون مقدما متى سيسقط المطر أو بحدوث
عواصف شديدة.
تفسير (لوقا 12: 55) 55 واذا رايتم ريح الجنوب تهب تقولون انه سيكون حر.فيكون.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ومتى هبت ريح الجنوب قلتم سيكون حر فيكون. يا مراؤون، تعرفون ان تميزوا وجه السماء والأرض ، واما هذا الزمان فكيف لا تعرفون ان تميزوه ؟ ولماذا لا تحكمون بالحق من تلقاء أنفسكم؟. ٠ وذلك أن اليهود كانوا أذكياء وبارعين فى التنبؤ بما سيكون عليه الجو ، وبما إذا كان سيغدو مطيرآ أو حارا ، مستنبطين ذلك من العلامات التى تدل عليه . وكانوا يرتبون على تلك التنبؤات حياتهم الزراعية والاجتماعية٠
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 95
 ويلاجظ المرء أن البحارة على الأخص ماهرون جدا في هذا الأمر. لذلك فهو يقول ،ألا يليق حسنا بأولئك الذين يمكنهم أن يحسبوا أشياء من هذا النوع ، ويتنبأون إن كانت العواصف على وشك الحدوث ، أن يثبتوا نظرة ئفاذة من عقولهم على الأمور ذات الأهمية ايضا وما هي هذه الأمور؟ ان الناموس أظهر مقنتا سر المسيح، وأنه بالتاكيد سوف يشرق في الأزمنة الأخيرة على سكان الأرض، وأنه سيصير نبيحة لأجل خلاص الجميع. لأن الناموس قد اوصى ايضنا مقدما بذبح حمل كمثال له نحو المساء ، وعند إضاءة المصابيح (خر١٢: ٦) نفهم
- أنه عندما يميل العالم إلى نهايته مثل النهار - فإنه ستتم الآلام العظيمة والثمينة والخلاصية حقا ، وينفتح باب الخلاص على مصراعيه لأولئك الذين يؤمنون به ، ويكون نصيبهم سعادة غامرة . لأننا نجد ايضا المسيح يدعو العروس في نشيد الأنشاد والتي تمثل شخصية الكنيسة ويصفها بتلك الكلمات : " قرمي، تعالي يا حبيبتى يا جميلتي ، لأن الشتاء قد مضى والمطر مر وزال ، الزهور ظهرت في الأرض وبلغ /و/ن القضب " (نش٢: ١-١٢)ا لذلك كما قلت ، إن سلاما كالنهر الهادئ كان على وشك ان يظهر بالنسبة لمن يؤمنون به . لكن ضد هؤلاء الذين في عظم خبثهم ازدروا بصلاحه ورفضوا المخلص ، هناك غضب وشقاء مقضي به ، وكما لو كان شتاء من العذاب والعقوبة ، وذلك من العاصفة التى سيكون من العسير الأفلات منها ، لأنهم كما يقول المزمور:" نار وكبريت ، وريح السموم نصيب كأسهم (مز٠ ١: ٦س)ا ولماذا هذا؟ لأنهم كما قلت رفضوا النعمة التى هي بالأيمان ، ولذلك فننب خطاياهم لا يمكن ان يمحى، وينبغي لهم ان يتحملوا - كما يستحقون - العقوبة اللائقة لمن يحبون الخطية . لأنه هكذا عندما يكلم اليهود يقول: " الحق أقول لكم إن لم تؤمنوا بى إنى أنا هو تموتون فى خطاياكم  (يو٨؛ ٢٤)..
وكون الأنبياء الطوباويون ايضا بشروا بسر المسيح بطرق متنوعة ، فهذا ما لا يمكن لأحد ان يتشكك فيه . لأن واحدا منهم هكذا يتكلم باسم شخص الرب الأب قائلأ: " ها نا واضع في صهيون حجر صدمة وصخرة عثرة وكل من يؤمن به لا يخزى.(رو٩: ٣٣، اش٨: ٤ ١). لأن أولئك الذين هم في خطاياهم ، هم مملوؤن حزيا ، لأنه هكذا قيل في موضع ما عن الاسرائيليين الذين انتهكوا ناموس موسى ؛" كخزى السارق إذا وجد هكذا يكون خزى بنى إسرائيل" (ار٢: ٢٦). لكن الذين هم في المسيح بالايمان، ويفلتون من دنس الخطية هؤلاء يكونون ليس فقط غير مملوءين بالخزي ، بل تكون لهم تلك الدالة التى تليق بالأحرار.
لذلك يقول، كان من واجبهم، نعم من واجبهم، لكونهم يملكون الفهم ويقدرون أن يميزوا وجه السماء والأرض أن يفحصوا الأمور المستقبلة أيضا ، والا يدعوا تلك العواصف التي تاتي على هذا العالم ان تفلت من ملاحظتهم ، لأنه ستكون ريح جنوبية ومطر ، اي عذاب ناري لأن ريح الجنوب ساخنة وإنزال ذلك العقوبة شديدة وحتمي، مثل المطر النازل على من يباغتهم فجاة . لذلك لا ينبغي لهم أن يدعوا زمن الخلاص يعبر عليهم دون ان ينبهوا له ، ذلك الزمن الذى جاء فيه مخلصنا ، الزمن الذي فيه وصلت معرفة الحق الكاملة إلى البشرية ، واشرقت النعمة التي. نطهر الخطاة . وذلك، ليس بواسطة الناموس ، لأن : " الناموس لا يكمل شيئا" (ءب٧: ١٩)، إذ له فقط الأمثلة والظلال ، بل بالأولى بالايمان بالمسيح ، غير رافضين الناموس بل متممينه بعبادة روحية . لأن الحكيم جدا بولس الرسول كتب يقول؛"أفنبطل الناموس بالإيمان ، حاشا " ذلك الذي قد أعلن عنه بطرق عديدة مسبقا بواسطة موسى والأنبياء.
لذلك فمن واجبنا ان نسهر ونسعى بسرعة كي نصل إلى الخلاص من خطايانا ، اما الوسيلة للإفلات من اللوم قبل ان نصل إلى نهاية حياتنا الطبيعية ، فإنه اظهرها بقوله ؛ " ولماذا الجهد وأنت فى الطريق لتتخلص منه ، لئلا يجرك إلى القاضى ، ويسلمك إلى الحاكم ٠، أبذل الجهد وأنت فى الطريق لتتخص منه، لئلا يجرك إلى القاض ، ويسلمك إلى الحاكم فيلقيك الحاكم في السجن. افول لك لا تخرج من هناك حتى توفي الفلس الأخير" (لو١٢: ٥٧_٥٩).
ربما يتخيل البعض ان معنى هذا النص عسير الفهم ، لكنه سيصير سهلا جدا لو فحصنا هذا التشبيه بما يحدث بيننا. وهو يقول، لنفترض ان احدهم قدم ضدك شكوى أمام أحد المسئولين إلى المحكمة ، وجعلك تؤخذ إلى هناك. لذلك بينما أنت " فى الطريق. أي قبل أن تصل للى القاضى " اجتهد. أي لا تمل من استخدام كل جهدك حتى تتخلص منه، وإلأ سيسلمك للقاضي ، وآنذاك ئعبما ست أنك مدين له، فإنك ستسلم إلى الحاكم ، والحاكم سيلقي بك في السجن حتى نوفى الفلس الأخير.
نحن كلنا بلا استثناء الذين على الأرض مدانون بالآثام ، والذي له قضية ضدنا ويلومنا هو الشيطان الخبيث ، لأنه هو " العدو والمنتقم" (مز٨: ٢). لذلك بينما نحن في الطريق أي لم نصل بعد إلى نهاية حياتنا .هنا (على الأرض)، لنخلص نفوسنا منه، لنتخلص من الخطايا التي نحن قد أذنبنا بها، فلنغلق فمه، ولنتمسك بالنعمة، أي بالمسيح. هذه التي تحزرنا من كل دين وعقوبة ، وتخلصنا من الخوف والعذاب ، لئلا إن لم نتطهر .من دنسنا ، فإننا نقف أمام القاضي ونسلم إلى الحاكم ، أي المعذبين الذين لا يمكن لأحد أن يفلت من قساوتهم ، بل بالحري سيينتقمون إنتقاما دقيقا عن كل خطية، سواء كانت كبيرة ام صغيرة.
ان الذين يفتشون عن زمن مجيء المسيح ولا يجهلون سره بل يعرفون جيدا ان الكلمة مع انه إله ، أشرق على سكان الأرض وأنه صار مثلنا كواحد منا ، هؤلاء هم بعيدن تماما عن هذا الخطر ، فالمسيح يحررهم من كل لوم. وهو ييارك بغبطة زائدة اولئك الذين يومنون به ويعترفون به كإله وإبن الرب ، الذي به ومعه للرب الآب التسبيح والسلطان، مع الروح القدس إلى دهر الدهور امين.
تفسير (لوقا 12: 56) 56 يا مراؤون تعرفون ان تميزوا وجه الارض والسماء واما هذا الزمان فكيف لا تميزونه.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ومع نلك عميت أبصارهم وبصائرهم امام اقوال مخلصنا وأعماله وتصرفاته وكل تفاصيل حياته ، فلم يدركوا أن هذا هو المسيح الذى ينتظرونه ، على الرغم من أن كل تلك الأقوال والأعمال والتصرفات ، وكل نفاصيل تلك الحياة السامية السماوية التى عاشها ، كانت مطابقة كل المطابقة لما تنبأ به أنبياؤهم عن المسيح ٠ وقد حددوا فى نبوئاتهم تحديدا دقيقا موعد مجيئه . حتى إذا جاء فى الموعد المحدد بالضبط لم يشأ لهم وياؤهم ولم تشأ لهم كبرياؤهم إلا أن يصطنعوا الغفلة والغباء ، فأنكروا ٠ وتنكروا له٠ غيرة منه وحسد له وحقدا عليه، وقد ناصبوه العداء ثم صلبوه. فى حين أنهم لوكانوا قوما فاضلين عادلين يفكرون بالمنطق ويحكمون بالحق ، دون أن تتحكم فيهم الأهواء والأغرض العمياء يعرفوا من تلقاء انفسهم واعترفوإ بأن هذا هو المسيح إبن الله الذى ينتظرونه.

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 12

 15. القطيع الجديد والحب الغافر (لوقا 12: 57-59)
تفسير (لوقا 12: 57) 57 ولماذا لا تحكمون بالحق من قبل نفوسكم.
أ
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) الآيات (لو 12: 57- 59) هو تعليم مختصر ونلاحظ أن لوقا يختار وينتقى ويرتب كلمات يسوع من مصادر هى : أ) مرقس ب) Quell ج) مصادرة التى ينفرد بها (لو 1: 1- 4) د) بولس
ليست الأناجيل سيراً ذاتية مرتبة وفقاً للتسلسل الزمني الكرونولوجي، بشكل متعاقب، والسبب أنها كتبت للتبشير وهدفت لخلاص الناس
ولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
من ثم وبخهم مخلصنا بتلك العبارات التى يصفهم فيها بالرياء ، ويصفهم بالظلم ، إذ يغمضون اعينهم عن الحقيقة ويحكمون بغير الحق٠
تفسير (لوقا 12: 58) 58 حينما تذهب مع خصمك الى الحاكم ابذل الجهد وانت في الطريق لتتخلص منه.لئلا يجرك الى القاضي ويسلمك القاضي الى الحاكم فيلقيك الحاكم في السجن.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 وإذ أخطأوا إلى الله بذلك ، كما أخطأوا إليه قبل ذلك ، وجعلوا من أنفسهم خصوما له، نصحهم مخلصنا قائلا:" ٠إذا ذهبت مع خصمك إلى الحاكم، فاجتهد وأنت فى الطريق أن ترضيه كى تتخلص منه، لئلا يسوقك إلى القاضى ، فيسلمك القاضى إلى الشرطى ، ويلقى بك الشرطى فى السجن - اقول لك إنك لن تخرج من هناك حتى توفى آخر مليم . وذلك أن الإنسان الحكيم إذا كان فى طريقه مع خصمه إلى القاض ، وكان يعلم أنه هو المخطئ يجتهد أن يتصالح مع ذلك الخصم وهو فى الطريق ، مرتضيا تنفيذ كل طلباته وإشتراطاته ليتخلص من خصومته له ٠ لانه إن لم يفعل ذلك ساقه الخصم إلى القااضى فيحكم ضده ٠ ويسلمه إلى الشرطى ليلقى به فى السجن تنفيذأ للعقوبة التى حكم بما القاضى عليه فيظل فيه حتى يستوفى عقوبته كاملة ٠ وهكذا فإن اليهود وقد اخطأوا إلى الله إذ رفضوا٠ قبول ابنه ٠ وإذ أخطأوا إليه كثير قبل ذلك، فلينتهزوا فرصة حياتهم على الأرض ويتصالحوا مع الله ٠ مرتضين تتنفيذ كل أحكامه ووصاياه قبل أن يعملوا إلى يوم الدينونة الذى يقفون امام الديان، فيدينهم٠ وبسلمهم إلى ملائكته فيلقون بهم فى جهنم النار الابدية، حيث بستوفون العقوبة التى يحكم بها عليهم . وهى الهلاك الأبدى. وإذ كانت هذه هى وصية .مخلصنا لليهود وللعالم كله  قال بولس الرسول إنه بذلك .كان الله فى المسيح مصالحا العالم لنفسه (2 . كورنثوس 5 ؛ 19 ) .
تفسير (لوقا 12: 59) 59 اقول لك لا تخرج من هناك حتى توفي الفلس الاخير

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 (1) "الْفَلْس". هى كلمة lepton  كانت أصغر عملة ييستعملها اليهود وكانت مصنوعة من النحاس (مر 12: 42) وكانت تساوى 1/ 64 من الدينار
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 وفى قول مخلصنا ٠إنك لن تخرج من هناك حتى توفى اخر مليم . بيان لكمال العدل الإلهى ٠ هكذا أن الله لا حد لرحمته ٠ كذلك لا حد لعدله ٠ وان رحمته . لن تكون على حساب عدله، فلا رحمة فى يوم الحساب لمن لا يستحق الرحمة ٠ ولمن لم يكن أهلا لنيل كفاره المسيح عن خطاياه ثم إن تصريح مخلصنا له المجد بهذا النطق القدسى لن تخرج من هناك حتى توفى آخر مليما دليل على أن عذاب الآشرار أبدى

 

 




 

This site was last updated 04/05/23