تفسير (مرقس 16: 20) 20 واما هم فخرجوا وكرزوا في كل مكان والرب يعمل معهم ويثبت الكلام بالايات التابعة.امين
تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark / Henry A. Ironside"فَخَرَجُوا .... وَالرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُمْ".
في الواقع إن كل ما عمله خدامه لأجله كان قد تم بواسطته لأنه يعمل فيهم ومن خلالهم بقوة روح قدسه. ونعلم من الإنجيل أنهم "خَرَجُوا وَكَرَزُوا فِي كُلِّ مَكَانٍ". نعرف من سفر أعمال الرسل أنهم كانوا بطيئين في القيام بذلك. لقد مضى بعض الوقت إلى أن استطاعوا أن يحرروا أنفسهم من الميول اليهودية والتحيّز لليهود لكي يتجهوا إلى كل العالم ويعرّفوا الأمميين ببشرى الإنجيل السارة. ولكن مع مرور الوقت دخلوا أكثر وبشكل أكمل إلى فكر الرب وهكذا حملوا البشارة إلى كل مكان كما أمرهم.
هذا العمل في تبشير العالم لا يزال مستمراً، ولن يكتمل إلى يسمع كل الناس في كل مكان رسالة نعمة الله وقد خرجت إلى العالم الضال. إن الاهتمام بالإرساليات التبشيرية ليس مادة اختيارية في جامعة كلية الله للنعمة. إنها مادة يجب على كل تلميذ فيها أن يدرسها كمادة أساسية اختصاصية. نحن الذين خلصنا مؤتمنون من قِبَلِ ربنا القائم على الامتياز المجيد بأن ننقل الإنجيل إلى العالم بأسره. ولهذا السبب بالذات قد أُبقينا في هذا العالم. وبالنسبة لخلاصنا، فإنه أكيد ومضمون لنا من الله كما في اللحظة الأولى التي آمنا فيها بالمسيح. لعله كان يمكن أن نؤخذ إلى موطننا السماوي فوراً. ولكن الله بحكمته اللا متناهية أبقانا هنا على الأرض لكي نكون شهوداً على نعمته المخلِّّصة ولكي يأتي آخرون كثيرون بواسطتنا إلى مشاركتنا النعمة التي لنا في المسيح. لو كانت الكنيسة مخلصة للتفويض الموكل إليها، لكان جسد المسيح قد أُكمل منذ زمن بعيد ولكانت عودة الرب قد تحققت، إلا أنه كان يؤجل، على ما يبدو، وذلك لاهتمامه بخلاص الناس (2 بطرس 3: 9).
لم أسهب في المسألة الحاسمة المتعلقة بموثوقية وصحة نسبة الجزء الأخير من هذا الأصحاح، الآيات 9 إلى 20. فهذه لا ترد في مخطوطتين أقدم ما تكونان، ولكنها تحمل توقيع الوحي، ويشهد سفر أعمال الرسل وتاريخ الإرساليات على موثوقيتها، ولذلك لا أرى سبباً للافتراض أنها ليست جزءاً من الكتاب المقدس الموحى به من الله الذي لتعليمنا وبركتنا.
لا يتابع مرقس الحديث ليصف الصعود، بل ينهي إنجيله بالرب القائم كخادم لا يزال يعمل مع أتباعه وهم يسيرون في إطاعة كلمته.