Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير إنجيل مرقس - مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل25

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير مرقس الفصل2
تفسير مرقس الفصل4
تفسير مرقس الفصل6
تفسير مرقس الفصل7
تفسير مرقس الفصل8
تفسير مرقس الفصل9
تفسير مرقس الفصل14
تفسير مرقس الفصل15
تفسير مرقس الفصل16
تفسير مرقس الفصل17
تفسير مرقس الفصل18
تفسير مرقس الفصل21
تفسير مرقس الفصل22
تفسير مرقس الفصل23
تفسير مرقس الفصل24
تفسير مرقس الفصل25
تفسير مرقس الفصل26
تفسير مرقس الفصل27
تفسير مرقس الفصل28
تفسير مرقس الفصل29
خاتمة إنجيل مارمرقس

تفسير إنجيل مرقس على- مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل25

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 14

4. وليمة الفصح (مرقس14: 12-16)
تفسير (مرقس 14: 12) 12 وفي اليوم الاول من الفطير حين كانوا يذبحون الفصح قال له تلاميذه اين تريد ان نمضي ونعد لتاكل الفصح.


تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside

عندما جاء اليوم الذي كان يجب تقريب حمل الفصح فيه سأل التلاميذ عن المكان الذي سيأكلون فيه الفصح مع معلمهم. لكونهم زائرون في أورشليم فلم يكن لهم منزل خاص بهم يقيمون فيه شعائر هذا العيد المقدس. ولكن جرت العادة أن يقدم العديد من العائلات غرفة للضيوف يستطيع الغرباء عن أورشليم أن يستخدموها بحرية ليحتفلوا بالعيد بحسب التعاليم الناموسية المتعلقة بهذه الخدمة.

تفسير (مرقس 14: 13) 13 فارسل اثنين من تلاميذه وقال لهما اذهبا الى المدينة فيلاقيكما انسان حامل جرة ماء.اتبعاه.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
كان يسوع قد توقع مسبقاً كل ذلك، وأرسل اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ إلى المدينة مع تعليمات محددة بأن يبحثوا عن رجل معين ينبغي أن يلاقيهم، وهو يحمل جَرَّةَ مَاءٍ. لقد كان في هذا تحديد أدق بكثير مما نتصور، إذ عادة ما تحمل النساء الماء في جرار خزفية أو أكواز على رؤوسهن أو أكتافهن. فرؤية رجل يفعل ذلك سيكون بلا ريب أمراً غريباً. عندما سيقابلهما الرجل، عليهما أن يتبعاه إلى أي منزل يدخله، وكان عليهما أن يقولا لصاحب ذلك البيت:
 "إِنَّ الْمُعَلِّمَ يَقُولُ: أَيْنَ الْمَنْزِلُ حَيْثُ آكُلُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي؟"
 وسيريهما المضيف في الحال حجرة علوية كبيرة مفروشة ومعدة وفيها سيعدّان وليمة الفصح.
وإذ اتبع التلميذان التعليمات المعطاة، مضى الاثنان إلى المدينة ووجدا كل شيء تماماً كما قال يسوع، فَأَعَدَّا الْفِصْحَ.
تفسير (مرقس 14: 14) 14 وحيثما يدخل فقولا لرب البيت ان المعلم يقول اين المنزل حيث اكل الفصح مع تلاميذي.
تفسير (مرقس 14: 15) 15 فهو يريكما علية كبيرة مفروشة معدة.هناك اعدا لنا.
تفسير (مرقس 14: 16) 16 فخرج تلميذاه واتيا الى المدينة ووجدا كما قال لهما.فاعدا الفصح

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 14

5. إعلان عن الخيانة (مرقس14: 17-21)
تفسير (مرقس 14: 17) 17 ولما كان المساء جاء مع الاثني عشر.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
في المساء، الذي كان في بداية الرابع عشر من نيسان (نفس اليوم الذي كان يسوع سيموت فيه لأنه المرموز إليه بالحمل الفصحي)، جاء مع تلاميذه الاثني عشر، بمن فيهم يهوذا الخائن،
تفسير (مرقس 14: 18) 18 وفيما هم متكئون ياكلون قال يسوع الحق اقول لكم ان واحدا منكم يسلمني.الاكل معي.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
وجلس أو اتكأ معهم جميعاً إلى المائدة التي وضعوا عليها مختلف الأطباق كما حدد الناموس، إضافة إلى كؤوس معينة من الخمر الذي كان شيئاً مألوفاً معتاداً.

وإذ راحوا يحتفلون بالعيد بصمت وإجلال تكلم يسوع فقال:

"ﭐلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِداً مِنْكُمْ يُسَلِّمُنِي. اَلآكِلُ مَعِي".

تفسير (مرقس 14: 19) 19 فابتداوا يحزنون ويقولون له واحدا فواحدا هل انا.واخر هل انا.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside

أجفل التلاميذ لسماعهم ما كان من الممكن أبداً أن يعقل أو يصدق، وسأله الأحد عشر بقلوب صادقة: "هَلْ أَنَا؟" وطرح يهوذا المنافق نفس السؤال.

تفسير (مرقس 14: 20) 20 فاجاب وقال لهم.هو واحد من الاثني عشر الذي يغمس معي في الصحفة.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside

فأجاب يسوع وَقَالَ لَهُمْ:

"هُوَ وَاحِدٌ مِنَ الاِثْنَيْ عَشَرَ الَّذِي يَغْمِسُ مَعِي فِي الصَّحْفَةِ".

ثم أضاف قائلاً ما يعتقد المرء أنه كان ليمس أقسى القلوب، عندما أعلن:

تفسير (مرقس 14: 21) 21 ان ابن الانسان ماض كما هو مكتوب عنه.ولكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الانسان.كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside

"إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ ابْنُ الإِنْسَانِ. كَانَ خَيْراً لِذَلِكَ الرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ!".

ماذا كان شعور يهوذا وهو يسمع هذه الكلمات؟ لا نعلم، ولا فائدة من التفكير في ذلك. ولكن بعد قليل، وكما يخبرنا يوحنا، التفت يسوع إليه وقال له: "«مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ»" (يوحنا 13: 27)، فنهض وخرج في الحال تحت جنح الظلام.

يبدو واضحاً أنه بعد خروج يهوذا مباشرة تأسس عشاء الرب.

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 14

6. تأسيس الأفخارستيا (مرقس14: 22-26)
تفسير (مرقس 14: 22) 22 وفيما هم ياكلون اخذ يسوع خبزا وبارك وكسر واعطاهم وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
إذ يوشك عيد الفصح، التذكار السنوي لتحرير بني إسرائيل من عبودية مصر، على أن ينتهي، يدشّن يسوع عيداً آخر ليكون تذكاراً طوال العصر المسيحي ابتداء من موته والفداء الذي أُنجز بفضل ذلك.
فقد أخذ إحدى أرغفة الفصح المسطحة الفطير، وبعد الشكر، كسره وأعطاه للتلاميذ ليشارك الجميع في تناوله، قائلاً: "«خُذُوا كُلُوا هَذَا هُوَ جَسَدِي»". بالتأكيد لم يخطر في ذهن أحد منهم آنذاك ولو لوهلة أنه يحيل الخبز إلى جسده الفعلي. ورغم أنهم لم يفهموا كل ما عناه بذلك الفعل البسيط، إلا أنهم على الأقل عرفوا أنه يرمز بالخبز إلى جسده.
تفسير (مرقس 14: 23) 23 ثم اخذ الكاس وشكر واعطاهم فشربوا منها كلهم.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
ثم أخذ الكأس الذي كان من ثمر الكرمة، عصارة العنب، وبعد الشكر على ذلك أيضاً، مرره على الأحد عشر، وشرب الجميع منه.
تفسير (مرقس 14: 24) 24 وقال لهم هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من اجل كثيرين.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
وشرح معنى ذلك بقوله: "هَذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ".
الكلمة اليونانية المستخدمة هنا بمعنى "عهد" تعني أيضاً "وعد وميثاق".
لقد كانوا يعرفون أن الله قد وعد أن يقيم عهداً جديداً مع إسرائيل ويهوذا- عهداً من النعمة الخالصة. العهد الأول في سيناء كان قد تم تصديقه برش الدم. الكأس التي اشترك التلاميذ في الشرب منه كان يرمز إلى الدم الذي كان ليُختمَ به العهد الجديد.
تفسير (مرقس 14: 25) 25 الحق اقول لكم اني لا اشرب بعد من نتاج الكرمة الى ذلك اليوم حينما اشربه جديدا في ملكوت الله.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
وأضاف قائلاً: "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ أَشْرَبُ بَعْدُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ إِلَى ذَلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ جَدِيداً فِي مَلَكُوتِ اللَّهِ". لم يستطيعوا فهم معنى هذا القول آنذاك، ولكن كل شيء سيصبح واضحاً فيما بعد.
تفسير (مرقس 14: 26) 26 ثم سبحوا وخرجوا الى جبل الزيتون

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
"ثُمَّ سَبَّحُوا". على الأرجح أن هذا التسبيح هو ما كان يعرف آنذاك باسم "التهليلة الصغرى" المؤلفة من المزامير 113- 118. لنفكر في يسوع، والصليب على مقربة، بل وحتى منظور ليسوع، وهو يؤمُّ التسابيح مع الجماعة الصغيرة.
عندما انتهى كل شيء غادرت الجماعة الصغيرة العلية واتخذوا سبيلهم إلى جَثْسَيْمَانِي.

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 14

7. إعلان عن شك التلاميذ فيه (مرقس14: 27-31)
تفسير (مرقس 14: 27) 27 وقال لهم يسوع ان كلكم تشكون في في هذه الليلة.لانه مكتوب اني اضرب الراعي فتتبدد الخراف.


وبينما هم يسيرون في تؤدة على طول الطريق من البيت الذي تناولوا فيه الفصح، خارجين من بوابة المدينة عبر الجسر إلى جبل الزيتون، حذّر يسوع التلاميذ من الارتداد القادم. فهو، الراعي، سيُضرب، كما تنبّأ زكريا (13: 7). وأما هم، خِرَافُ قطيعه، فسوف يتبددون، لأنهم سيترددون ويرتبكون من جراء ما سيصيبه.
تفسير (مرقس 14: 28) 28 ولكن بعد قيامي اسبقكم الى الجليل.


إلا أنه أعطاهم من جديد الوعد بقيامته، وذكّرهم أنه بعدئذ سيسبقهم إلى الجليل ليلقاهم هناك.
تفسير (مرقس 14: 29) 29 فقال له بطرس وان شك الجميع فانا لا اشك.


إذ كان واثقاً من نفسه ويجهل ضعفه، أعلن بطرس قائلاً:
"وَإِنْ شَكَّ الْجَمِيعُ (ترددوا) فَأَنَا لاَ أَشُكُّ".
تفسير (مرقس 14: 30) 30 فقال له يسوع الحق اقول لك انك اليوم في هذه الليلة قبل ان يصيح الديك مرتين تنكرني ثلاث مرات.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
فقال له يسوع أنه وقبل أن يصيح الديك مرتين سوف ينكر ثلاث مرات أية معرفة بذاك الذي كان يعترف به معلماً له. في أناجيل أخرى يرد القول أن "قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ".
ليس من تناقض في هذا. فصياح الديك كان في وقت محدد- الساعة الثالثة صباحاً. من هنا نعلم أنه كان يشير أيضاً إلى صياح ديك معين مرتين.
تفسير (مرقس 14: 31) 31 فقال باكثر تشديد ولو اضطررت ان اموت معك لا انكرك.وهكذا قال ايضا الجميع

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
وإذ كان لا يزال منفعلاً قال بطرس باحتدام: "وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ". وأكد العشرة الآخرون نفس الأمر.

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 14

8. ذهابه إلى جثيسيماني (مرقس14: 32-42)
تفسير (مرقس 14: 32) 32 وجاءوا الى ضيعة اسمها جثسيماني فقال لتلاميذه اجلسوا ههنا حتى اصلي.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
وأخيراً وصلوا إلى ضَيْعَة جَثْسَيْمَانِي، البستان الذي كان يسوع غالباً ما يذهب إليه ليصلي ويتواصل مع أبيه. فترك ثمانية تلاميذ قرب المدخل وأمرهم أن يمكثوا هناك بينما ذهب هو إلى الصلاة. و
تفسير (مرقس 14: 33) 33 ثم اخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنا وابتدا يدهش ويكتئب.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
لكنه الآن أخذ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا مَعَهُ إلى البستان، وإذ نظروا رأوا تغيراً كبيراً يطرأ عليه. فهدوء نفسه المعتاد استحال إلى اضطراب في الروح، فأدركوا أنه كان يمر بمحنة شديدة.
تفسير (مرقس 14: 34) 34 فقال لهم نفسي حزينة جدا حتى الموت.امكثوا هنا واسهروا.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
ولكنهم لم يستطيعوا أن يفهموا حتى عندما أعلن لهم قائلاً:
"نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ".
لقد طلب إليهم أن يبقوا في مكانهم وأن يسهروا في حين أنه توغل في بستان الزيتون.
تفسير (مرقس 14: 35) 35 ثم تقدم قليلا وخر على الارض وكان يصلي لكي تعبر عنه الساعة ان امكن.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
في استباق لشرب كأس الغضب الذي ملأتْه خطايانا صلى يسوع وهو في كرب أن تجوز عنه تلك الكأس في تلك الساعة. لقد انقبضت النفس المقدسة من رهبة وخشية أنه جُعِل خطيئة على عود الصليب. لم يكن الموت، بل الغضب الإلهي ضد الخطيئة، إلصاق كل تعدياتنا به هو ما ملأ نفسه بالرعب. لم يكن هناك صراع إرادات.
تفسير (مرقس 14: 36) 36 وقال يا ابا الاب كل شيء مستطاع لك.فاجز عني هذه الكاس.ولكن ليكن لا ما اريد انا بل ما تريد انت.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
لقد كان في حالة خضوع تام (لله) في كل الأشياء وهو يصلي قائلاً: "يَا أَبَا الآبُ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَكَ فَأَجِزْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِيَكُنْ لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ".
في هذا الامتحان، وهو الامتحان الأصعب والأهم لخضوعه لإرادة الآب، أثبت أنه، كما دائماً، الابن المطيع الذي يقوم بكل تلك الأشياء التي ترضي أبيه. ولكنه ما كان ليمكن أن يكون ذلك الإنسان القدوس لو كان فكر بالصليب وكأس الدينونة المر على الخطيئة برباطة جأش. فالأكثر قداسة هو من يتحمل أكثر تبعات حمله لخطيئة الآخرين.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
أب | أبونا
القبطية: apa - "الأب" هو الوالد أو المربى، وجمعة "أباء"، أما "الآب" بمد الألف فهي في أصلها سريانية، دخلت اللغة العربية بمعنى الأصل أو الأساس، واختصت بالأقنوم الأول من الثالوث القدوس، وليس لها جمع.
و"أبا" Abba بتشديد الباء، أرامية معناها "أب - father" أو "آب" وقد ورد ثلاث مرات في كتاب العهد الجديد (مرقس 14: 36؛ رومية 8: 15؛ غلاطية 5: 6) حيث اقترنت الكلمة في كل مرة بمرادفها اليوناني، فجاءت "أبا الاب" ومنها "أباس" في اليونانية.
أما "أبوت" Abott, Abbé فهو رئيس أي رهبانية غربية؛ حيث يُعطى هذا اللقب لبعض الشخصيات الرهبانية كرؤساء الأديرة أو من له تلاميذ في الحياة الرهبانية(1). ورتبة الأبوت في الكنيسة الغربية تقابل رتبة "الإيغومانوس - القمص" الحالية، أو رتبة "الأرشمندريت - رئيس المتوحدين"، في بعض الرهبانيات الشرقية، وهى رتبة قد اندثرت في الرهبنة القبطية.
و"الأبا" (آبا) بدون تشديد الباء فهي قبطية بمعنى "أب" ولازالت الكلمة "أبا" هي النداء الذي يوجه للوالد في صعيد مصر. أما "الأباتي" فهي دخيلة من الإيطالية، وقد تخفف فتقال "أباتي" وهى تطلق في الكنيسة المارونية على رئيس الرهبانية العام.
أما "أنبا" فهي ترجمة للكلمة القبطية المأخوذة أصلا من اليونانية وهو لقب اختص في الكنيسة القبطية بالآباء الأساقفة.
ومشاهير النساك الأوائل الذين أسسوا الحياة الرهبانية، أو أثروها بسيرتهم الصالحة، حتى ولو لم يحملوا أي درجة كهنوتية.
وآباء الكنيسة هم معلمو الإيمان كما تسلموه من الذين سبقوهم بحسب التسلسل الأسقفي رجوعا إلى الآباء الرسل القديسين. وفي الكنيسة القبطية يدعى الرهبان والكهنة والأساقفة بلقب "آباء".
والعلمانيون الأتقياء يدعون أيضا في الليتورجية القبطية "آباء"، وهم الأراخنة أي مقدمو الشعب. وفي الكنائس الشرقية، إن كان يلزم أن يكون "أب الاعتراف" من الآباء الكهنة، إلا أن "الأب الروحي" أو "المرشد الروحي" يمكن أن يكون من العلمانيين أيضا، وهو ما نراه بأكثر وضوح في كنيسة روسيا وذلك فيمن يدعى "ستارتس - Startz".
والكلمة في الروسية تعنى: "رجل متقدم في السن - an old man"، وهو بمثابة قائد ديني يتسم بتقوى شخصية وموهبة روحية تؤهله للإرشاد الروحي وقيادة النفوس للتوبة والخلاص. وليست له رتبة كنسية إذ يكون عادة واحدا من الرهبان، ولكن يمكن أن يكون أيضا أحد العلمانيين سواء كان رجلا أو امرأة.
وكلمة "أبونا" تعني نفس المعنى في جمع كلمة "أبي".
تفسير (مرقس 14: 37) 37 ثم جاء ووجدهم نياما فقال لبطرس يا سمعان انت نائم.اما قدرت ان تسهر ساعة واحدة.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
إذ رجع إلى الثلاثة وجدهم نياماً. وفي حديثه إلى بطرس الذي كان قد أبدى كل تأكيدات الولاء تلك، وبّخه بلطف، سائلاً إياه:
"أَمَا قَدَرْتَ أَنْ تَسْهَرَ سَاعَةً وَاحِدَةً؟"
تفسير (مرقس 14: 38) 38 اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة.اما الروح فنشيط واما الجسد فضعيف.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
 ثم طلب منهم جميعاً أن يسهروا ويصلوا لئلا يدخلوا في تجربة، إذ بينما الرُّوحُ نَشِيطٌ، أو مستعدٌ، كان الْجَسَدُ ضَعِيفاً.
تفسير (مرقس 14: 39) 39 ومضى ايضا وصلى قائلا ذلك الكلام بعينه.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
ومن جديد عاد إلى الظلمة وصلى كما في السابق، ورجع أيضاً للمرة الثانية إلى الثلاثة لوحدهم ليجدهم نياماً من جديد. وفي المرة الثالثة صلى وجاء إليهم من جديد، وكانت المحنة قد زالت عنه،
تفسير (مرقس 14: 40) 40 ثم رجع ووجدهم ايضا نياما اذ كانت اعينهم ثقيلة فلم يعلموا بماذا يجيبونه.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
وإذ نظر بحزن إلى التلاميذ قال: "نَامُوا الآنَ وَاسْتَرِيحُوا!".
تفسير (مرقس 14: 41) 41 ثم جاء ثالثة وقال لهم ناموا الان واستريحوا.يكفي.قد اتت الساعة.هوذا ابن الانسان يسلم الى ايدي الخطاة.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
ثم أضاف: "يَكْفِي! قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ! هُوَذَا ابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي الْخُطَاةِ". ثم قال لهم أن ينهضوا لأن الَّذِي يُسَلِّمُه قَدِ اقْتَرَبَ.
تفسير (مرقس 14: 42) 42 قوموا لنذهب.هوذا الذي يسلمني قد اقترب

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
وفي الحال ظهر جمعٌ غفيرٌ يشقون طريقهم بين أشجار البستان يبحثون عنه.

 

    



 
 

 

This site was last updated 05/12/19