Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

شرح إنجيل مرقس -  تفسير الإنجيل كما رواه مرقس (مر 15: 1- 24)  

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير مرقس (مر 1: 1- 20)
تفسير مرقس(مر 1: 21- 45
تفسير مرقس (مر1:2- 28)
تفسير مرقس (مر 3: 1- 19
تفسير مرقس (مر 3: 20- 35
تفسير مرقس (مر4: 1- 20
تفسير مرقس (مر4: 21- 41
تفسير مرقس  (مر 5: 1-20
 تفسير مرقس  (مر 5: 21- 43
تفسير مرقس (مر6: 1- 29
تفسير مرقس (مر 6: 30- 56
تفسير مرقس (مر7: 1- 37
تفسير مرقس (مر 8: 1- 21
 تفسير مرقس  (مر 8: 22-38
تفسير مرقس  (مر 9: 1- 29)
تفسير مرقس (مر 9: 30- 50)
تفسير مرقس (مر 10: 1- 27
تفسير مرقس (مر 10: 28- 52
تفسير مرقس (مر 11: 1- 31
تفسير مرقس (مر 12: 1- 27
تفسير مرقس (مر 12: 28- 44
تفسير مرقس(مر 13: 1- 20
تفسير مرقس (مر 13: 21- 37
تفسير مرقس (مر 14: 1- 21)
تفسير مرقس(مر 14: 22- 42
تفسير مرقس (مر 14: 43- 72
تفسير مرقس (مر 15: 1- 24
تفسير مرقس (مر 15: 25- 47
تفسير مرقس (مر 16: 1- 20
Untitled 8665
خاتمة إنجيل مارمرقس

تفسير إنجيل مرقس على - مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل27
تفسير إنجيل مرقس الإصحاح الخامس عشر (مر 15: 1- 24)  
1. محاكمه المسيح مدنيًا (مر 15: 1 - 15)
2. الاستهزاء به (مر 15 : 16 - 20)
3. في الطريق إلى الصليب (مر 15: 21 - 22)
4. تقديم خمر ممزوجة مرًا (مر 15: 23) 
5. اقتسام ثيابه (مر 15: 24)

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 15

1. محاكمته مدنيًا (مرقس 15: 1-5) 
تفسير (مرقس 15: 1) 1 وللوقت في الصباح تشاور رؤساء الكهنة والشيوخ والكتبة والمجمع كله فاوثقوا يسوع ومضوا به واسلموه الى بيلاطس

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

اجتماع المجلس ثانية (مرقس 15: 1)
١ «وَلِلْوَقْتِ فِي ٱلصَّبَاحِ تَشَاوَرَ رُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلشُّيُوخُ وَٱلْكَتَبَةُ وَٱلْمَجْمَعُ كُلُّهُ، فَأَوْثَقُوا يَسُوعَ وَمَضَوْا بِهِ وَأَسْلَمُوهُ إِلَى بِيلاَطُسَ».

مزمور ٢: ٢ ومتّى ٢٧: ١ ولوقا ٢٢: ٦٦ و٢٣: ١ ويوحنا ١٨: ٢٨ وأعمال ٣: ١٣ و٤: ٢٦
اجتمع المجلس ثانية لجعل حكمهم موافقاً للشريعة اليهودية لأنها منعت الحكم على أحد بالموت ليلاً ولتثبيت ما حكموا به سابقاً. واقتصر مرقس على ذكر مجرد ذلك الاجتماع ولم يلتفت إلى بيان حوادثه. وسلك متّى هذا المسلك أيضاً (متّى ٢٧: ١).1 ولما كان الصباح تشاور جميع رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب على يسوع حتى يقتلوه 2 فاوثقوه ومضوا به ودفعوه الى بيلاطس البنطي الوالي. "  ولكن لوقا بيّن ذلك تفصيلاً (لوقا ٢٢: ٦٦ - ٧١)66 ولما كان النهار اجتمعت مشيخة الشعب: رؤساء الكهنة والكتبة واصعدوه الى مجمعهم 67 قائلين: «ان كنت انت المسيح فقل لنا». فقال لهم: «ان قلت لكم لا تصدقون 68 وان سالت لا تجيبونني ولا تطلقونني. 69 منذ الان يكون ابن الانسان جالسا عن يمين قوة الله». 70 فقال الجميع: «افانت ابن الله؟» فقال لهم: «انتم تقولون اني انا هو». 71 فقالوا: «ما حاجتنا بعد الى شهادة؟ لاننا نحن سمعنا من فمه». . وعند ذلك صرح المسيح بأنه ابن الله كما صرّح قبلاً. وكذلك كرر المجلس حكمهم عليه بأنه مجدف.
بعد محاكمة حنان ليسوع وبعد محاكمة السنهدرين برآسة قيافا مرتين ليسوع المرة الثانية ذكرت فى (مر 14: 55- 65)

َلِلْوَقْتِ فِي ٱلصَّبَاحِ
 إنجيل مرقس، وكمثل جميع الكتابات اليهودية، لا يركز على عدد المرات بالتحديد. على الأرجح أن اليهود في أيام يسوع كانوا يقسمون كلا من الليل والنهار إلى 12 ساعة (يو 11: 9) حيث يكون هناك لالثة أجزاء كل منها أربع ساعات. اليوم المؤلف من 24 ساعة مصدره هو بابل. اليونانيون واليهود كانوا قد استعاروا ذلك منهم. النظام الشمسي كان مقسما إلى 12 جزء.

في الإصحاح 15 وضع مرقس عدة دلالات زمنية:
-1 شروق الشمس، (مر 15: 1) حوالي الساعة 6 صباحا اعتمادا على التوقيت من السنة
-2 الساعة الثالثة، (مر 15: 25) حوالي الساعة 9صباحا
-3 الساعة السادسة، (مر 15: 33) حوالي الظهيرة
-4 الساعة التاسعة، (مر 15: 33) حوالي الساعة 3 بعد الظهر
-5 المساء، (مر 15: 42) غروب الشمس، حوالي الساعة 6 مسا ء
(لو 22: 66- 71)  تقدم تفاصيل عن هذا اللقاء. هذا اللقاء المبكر كان قد انعقد في محاولة إلعطاء بعض الشرعية على محاكمتهم الليلية غير الشرعية دينيا

 الدلالات الزمنية قد تكون رمزية في كل الأناجيل لأنها تتعلق بـ
(1)  زمن الذبائح اليومية (المستمرة) في الهيكل .. ذبيحة تذبح الساعة 9 صباحا  والثانية تذبح الساعة 3 بعد الظهر (أع 2: 15) ( أع 3: 1)
(2) بعد الظهر تماما حيث التوقيت التقليدي لذبح حمل الفصح في نيسان.14 الكتاب المقدس، وإذ أنه كتا ٌب شرقى قديم لا يركز على التسلسل الزمنى الدقيق للأحداث كما تفعل الروايات التاريخية الغربية المحدثة .  التسلسل الزمني الدقيق لألحداث كما تفعل الروايات التاريخية الغربية المحدثة.
(3) هناك إختلاف بين التوقيت اليومى (تقسيم ساعات الليل والنهار عند اليهود والرومان)

لمزيد من المعلومات أنقر على :   تقسيم ساعات النهار فى التوقيت اليهودى والرومانى فى القرن الأول الميلادى

 

لِلْوَقْتِ
. إنجيل مرقس يتميز بالفعل بكلمات مثل ("عندها"، "و"، "في الحال". يسوع يُعلن بشكل أساسي من خلال تصرفاته وأعماله. تتقدم سرعة السرد إلى الأمام من خلال كلمات الأفعال هذه.
رُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلشُّيُوخُ وَٱلْكَتَبَةُ وَٱلْمَجْمَعُ كُلُّهُ،
 وهم الذين يكونون مجمع السنهدريم / السنهدرين أعلى هيئة قضائية دينية يهودية لمزيد من المعلومات أنقر على : المجمع اليهودى أو المجامع اليهودية - نشأة السنهدرين

«فأوثقوا يسوع»: santej»d
 
َّلأول مرة في إنجيل ق. مرقس ترد هذه الكلمة في رواية الآلام، وهذه هي بـدايات آلام وعـذابات ابـن الإنسان،
لقـد قبــل المسـيح القيــود في يديــه ليسـتطيع بالنهايــة أن يفـك قيــودهم الأبديــة مـن الخطيــة والشــيطان والعالم. فالقيود كانت الخطوة الأُولى على طريق الصليب


وَأَسْلَمُوهُ إِلَى بِيلاَطُسَ
لا نعرف تماما ُاين جرى ذلك ، معظم الدارسين يعتقدون أن بيلاطس كان يمكث فى قصر هيرودس عندما يكون فى أورشليم  ولكن إقامته الإعتيادية  كانت قيصرية عند البحر، (قيصرية مارتينا للتفرقة بينها وبين وبين قيصرية فيلبس) حيث كان يستخدم قصرا آخر لهيرودس مثل الأباطرة الرومان  وجنود الإمبراطورية
آخرون يرون أنه كان يمكث في قصر هيرودس بينما دار الولاية كان فى المقر العسكري، حيث كانت قلعة أنطونيا، بجانب الهيكل.
لا بد أن وقت تسليم المجمع يسوع إلى بيلاطس كان عند انبلاج الصبح، بحسب العادات الرومانية في المحاكمات الباكرة (على األرجح بسبب الحرارة). بيلاطس كان يحكم فلسطين كممثل عن الإمبراطور من عام 25/ 26 حتى عام 36/ 37م  وبعدها أقيل بسبب اتهامات متكررة من قبل Vitellius، والي سوريا.
في وقت باكر من الصباح دعا رئيسُ الكهنة السنهدريمَ إلى الاجتماع، وبموافقتهم أُوثِقَ يسوع واقتيد كمجرم خطير، وحالما صار بيلاطس مستعداً لعقد محكمة أسلموه له لكي يُحاكَم بحسب القانون الروماني ويُعدَم كزعيم عصيان مسلح، لأنهم عرفوا أن تهمة التجديف الملفقة لن يكون لها معنى أو أهمية بالنسبة للوالي الحاكم الذي يتصرف بالنيابة عن الحكومة الإمبراطورية

بِيلاَطُسَ
لمزيد من المعلومتات عن بيلاطس البنطى أنقر على : بيلاطس البنطى والى اليهودية الذى حكم على السيد المسيح بالصلب
.
تفسير (مرقس 15: 2) 2 فساله بيلاطس انت ملك اليهود.فاجاب وقال له انت تقول.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
محاكمة يسوع أمام بيلاطس (أع 15: 2- 5)
 «٢ فَسَأَلَهُ بِيلاَطُسُ: أَأَنْتَ مَلِكُ ٱلْيَهُودِ؟ فَأَجَابَ: أَنْتَ تَقُولُ.

متّى ٢٧: ١١، إشعياء ٥٣: ٧ ويوحنا ١٩: ٩
راجع الشرح متّى ٢٧: ١١ - ١٤.
كلام مرقس على ذلك أقصر من كلام متّى. ولم يذكر موت يهوذا الاسخريوطي. ولا تعرُّض امرأة بيلاطس لأمر المسيح. ولا غسل بيلاطس يديه. ولا قول اليهود «دمه علينا وعلى أولادنا». ولا تكرار بيلاطس مراراً قوله تبرئة المسيح. ولا ما ذكره لوقا من إرسال بيلاطس يسوع إلى هيرودس.
 واقتصر على أنه كان رؤساء الكهنة يشتكون عليه كثيراً. وذكر غيره من المبشرين تلك الشكايات بالتفصيل. ولم يذكر مرقس أن الرؤساء اجتهدوا في أن يحملوا بيلاطس على أن يحكم على يسوع بالموت بدون أن يبينوا ذنبه فذهب ذلك الاجتهاد عبثاً (يوحنا ١٨: ٢٩ و٣١).29 فخرج بيلاطس اليهم وقال:«اية شكاية تقدمون على هذا الانسان؟» 30 اجابوا وقالوا له:«لو لم يكن فاعل شر لما كنا قد سلمناه اليك!» 31 فقال لهم بيلاطس:«خذوه انتم واحكموا عليه حسب ناموسكم». فقال له اليهود:«لا يجوز لنا ان نقتل احدا».


 فَسَأَلَهُ بِيلاَطُسُ:
بأي لغة طرح على يسوع؟ فرص أن يكون بيالطس يتكلم الأرامية هي أقل مما هو محتمل أن يتكلم يسوع اللغة اليونانية السائدة

أَنْتَ مَلِكُ ٱلْيَهُودِ؟
هذه حرفيا هي "أنت تقول أني كذلك"، والتي قد تكون مصطلحا عبرانيا بهدف التأكيد (مت 27: 11 ) 11 فوقف يسوع امام الوالي. فساله الوالي: «اانت ملك اليهود؟» فقال له يسوع: «انت تقول». ( لو 22 70) 70 فقال الجميع: «افانت ابن الله؟» فقال لهم: «انتم تقولون اني انا هو».  (لو 23: 3) 3 فساله بيلاطس: «انت ملك اليهود؟» فاجابه: «انت تقول» " أو طريقة ملغزة للإجابة، تدل على المعنى، "أنت تقول هكذا، ولكن تدل على القول بأني ملك من نوع مختلف". تبدو هذه استشارة خاصة
«أجابه يسوع تعنى : أمن ذاتك تقول هذا، أم آخرون قالوا لك عني؟ أجابه بيلاطس: (في الحال لينفي َّ عـن نفسـه أنـه يـؤمن بـذلك) ألعلـي أنـا يهـودي؟ أُ . َّمتـك ورؤسـاء الكهنـة أسـلموك إلي  (يو 18: 33- 38) 33 ثم دخل بيلاطس ايضا الى دار الولاية ودعا يسوع، وقال له:«انت ملك اليهود؟» 34 اجابه يسوع:«امن ذاتك تقول هذا، ام اخرون قالوا لك عني؟» 35 اجابه بيلاطس: «العلي انا يهودي؟ امتك ورؤساء الكهنة اسلموك الي. ماذا فعلت؟» 36 اجاب يسوع: «مملكتي ليست من هذا العالم. لو كانت مملكتي من هذا العالم، لكان خدامي يجاهدون لكي لا اسلم الى اليهود. ولكن الان ليست مملكتي من هنا». 37 فقال له بيلاطس: «افانت اذا ملك؟» اجاب يسوع:«انت تقول: اني ملك. لهذا قد ولدت انا، ولهذا قد اتيت الى العالم لاشهد للحق. كل من هو من الحق يسمع صوتي». 38 قال له بيلاطس:«ما هو الحق؟». ولما قال هذا خرج ايضا الى اليهود وقال لهم:«انا لست اجد فيه علة واحدة. "
 داخل البالط البريتوري. لا بد أن يسوع كان قد أخبر التلاميذ عنه أو أن يوحنا كان حاضرا . ما كان اليهود ليدخلوا لأن هذا كان سيجعلهم نجسين طقسيا أن يأكلوا الفصح.
رواية استجواب هيرودس أنتيباس ليسوع لا نجدها في إنجيل مرقس، ولكنها توجد في (لو 23: 6- 12)
كلمة "أنت" توكيدية وفيها تهكم.(لو 22: 1- 2) تضع قائمة بالتهم التي وجهها إليه السنهدرين. (يو 19: 8- 19) تضيف َ تفاصيل كثيرة جدا عن الحوار الذى جرى بين يسوع وبيلاطس ، بيلاطس لم يكن مهتما بالجانب الديني من التهمة، بل بالجانب السياسي.
 وسؤال بيلاطس يسوع وهو قوله «أنت ملك اليهود» أظهر ماذا كانت شكاية رؤساء اليهود عليه. وقول مرقس «فلم يجب يسوع أحداً بشيء» (ع ٥) لا ينافي قول يوحنا في شأن المحادثة بين المسيح وبيلاطس (يوحنا ١٨: ٣٤ - ٣٨). لأن ماذ ذكره مرقس من سكوته كان أمام الجموع. وأما محادثته لبيلاطس فكانت عند انفراده به داخل القصر.
هذا أول ســؤال في تحقيق صلب المسيح: هل أنت ملك؟ وهنا واضح أن الذي وضع في فـم بـيلاطس هـذا السـؤال هـو اهتـام اليهـود ً َّ بأن المسـيح يـدعي أنـه «ملـك» أنـه ملـك علـى اليهوديـة. والمقصـود طبعـا ً َّ قضـية سياسـية مؤداهـا أن المسـيح يطالـب بمملكـة اليهـود والحرية والإنفصال عن الإمبراطورية الرومانية ، وبالتـالي يصـير عـدوا لقيصـر ومزاحمـا ًلبـيلاطس. اليهود عرضوا الوجه الآخر لاهتامهم هم بأنه هو المسيا ، فمسيا اليهود يكون بالتالى ملكا ضد قيصر فى المستوى السياسى صانع تمرد ومؤجج ثورة َ
وكانت إجابة المسيح: «أنت تقول»  لا توحي شـكلا ْ بـنعم أو لا، ولكـن فيهـا وفي أعماقهـا كـل الـرد.ِ 
بمعنى هـا أنـت تقـول! لأن المسـيح اعتـاد أن لا يـرد علـى السـؤال إلا بسـؤال، أو بقـول يحـرج السـائل.َ وهنا وضع بيلاطس في هذا الحـرج لأنـه ينقـل عـن آخـرين مـا لا يـؤمن بـه. وقـد أوضـح القـديس يوحنـا هـذا الـرد َ
تفسير (مرقس 15: 3) 3 وكان رؤساء الكهنة يشتكون عليه كثيرا.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 ٣ وَكَانَ رُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ كَثِيراً.

 يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ كَثِيراً.
هذا ماضي ناقص بمعنى أنهم يتهموه مرارا وتكرارا لا بد أن هذا حدث بعد أن تكلم بيالطس إلى يسوع على انفراد (مر 15: 4) . قائمة وتكرارا ببعض الإتهامات نجدها في (لو 23: 2)  2 وابتداوا يشتكون عليه قائلين: «اننا وجدنا هذا يفسد الامة ويمنع ان تعطى جزية لقيصر قائلا: انه هو مسيح ملك».
وضعوا عللى المسيح إتهامات كثيرة لم يخض فيها إنجيل مرقس كثيرا ولم يتحرك المسيح أو يرد بشئ فى مقابل هذه الإتهامات لأنها لو كانت صحيحة لعرف بيلاطس بأمرها قبل شكوى مجلس السنهدرين لم يرد ويدافع عن نفسه لأن المسيح قـادم علـى الصـليب ليحمـل أخطاء وخطايا البشرية  ت «لو لم يكن فاعل شر لما كنا قد ُ أخطاء وخطايا البشرية، قدموا البار بتهمة أنه فاعل شر (يـو 30:18)، 30 اجابوا وقالوا له:«لو لم يكن فاعل شر لما كنا قد سلمناه اليك!»  (إش 6:53)والرب وضع عليه اثم جميعنا. 7 ظلم اما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح فاه.  "(1بط 2: 24) «الـذي حمـل هـو نفسـه خطايانـا في جسـده علـى الخشـبة»
 كان بيلاطس ماكراً، أنانياً، قاسياً بوحشية عادمة الشفقة، سياسياً محنكاً لم يكن ليأخذ بالاعتبار حقوق أي إنسان إن كان ذلك سيشكل إحراجاً له. إذ كان مقتنعاً كلياً براءة يسوع والكراهية وراء الاتهام الذي وجهه له رؤساء إسرائيل، جبن بيلاطس أمام التهديد المتمثل في قولهم له: "إِنْ أَطْلَقْتَ هَذَا فَلَسْتَ مُحِبّاً لِقَيْصَرَ" (يوحنا 19: 12). وإذ خشي أن يقدّم أعداؤه السياسيون صورةً سيئة عنه أمام الإمبراطور، اختار أن يضحّي بالرب يسوع، الذي كان في نظره مجرد حِرَفيّ جليلي بسيط، قد صار معلّماً، وذلك لكي يُبقي على الحظوة التي له في روما. وبنتيجة ذلك، غرق اسمُه في وحل العار عبر القرون والأجيال، كما تمثل في كلمات دستور الإيمان: "تألم على عهد بيلاطس البنطي".
إذ أعلن الرؤساء أن يسوع قد قال أنه الملك الشرعي لليهود وأنه جمع حوله زمرة من الساخطين بهدفٍ معلنٍ صراحةً هو تحرير بني إسرائيل من نير الرومان، طرح بيلاطس السؤال مباشرة على السجين:
"«أََنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟»" فأجاب يسوع: "«أَنْتَ تَقُولُ»"، أي كأنه يقول: "أنت قلت ما هو عين الصواب". فمن ناحية القول أنه ملك اليهود، فقد كان حقاً كذلك، رغم أن الوقت لم يكن قد أتى بعد ليعتلي عرش داود.

باتقاد وحماس أطلق رؤساء الكهنة الاتهام تلو الآخر ضد يسوع، وهو لم يَرُدّ على أي منها.
تفسير (مرقس 15: 4) 4 فساله بيلاطس ايضا قائلا اما تجيب بشيء.انظر كم يشهدون عليك.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٤ فَسَأَلَهُ بِيلاَطُسُ أَيْضاً: أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ اُنْظُرْ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ!

متعجباً من هدوء وسكون هذا الإنسان المتواضع الذي وقف بخنوع وصبر أمامه، سأله بيلاطس: "أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟" ثم أضاف قائلاً: "انْظُرْ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ!". ولكن يسوع، وكما سبق أشعياء وتنبّأ، "لم يفتح فاه".
تفسير (مرقس 15: 5) 5 فلم يجب يسوع ايضا بشيء حتى تعجب بيلاطس.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٥ فَلَمْ يُجِبْ يَسُوعُ أَيْضاً بِشَيْءٍ حَتَّى تَعَجَّبَ بِيلاَطُسُ».

فَلَمْ يُجِبْ يَسُوعُ أَيْضاً بِشَيْءٍ
". قد يكون هذا تحقيقا  للنبوة التى وردت فى أشعيا  (أش 53: 7)  ظلم اما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح فاه.  [ (مر 14: 61) 61 اما هو فكان ساكتا ولم يجب بشيء. فساله رئيس الكهنة ايضا: «اانت المسيح ابن المبارك؟»  (مت 26 : 63) 63 واما يسوع فكان ساكتا. فساله رئيس الكهنة: «استحلفك بالله الحي ان تقول لنا: هل انت المسيح ابن الله؟»  ( مت 27: 12) 12 وبينما كان رؤساء الكهنة والشيوخ يشتكون عليه لم يجب بشيء. (يو 19: 9)  9 فدخل ايضا الى دار الولاية وقال ليسوع:«من اين انت؟». واما يسوع فلم يعطه جوابا. ]

حَتَّى تَعَجَّبَ بِيلاَطُسُ
ولكـن صـمت لمســيح لم يســتطع أن يجــد بــيلاطس لــه حــلاًّ َّ !! لـذلك تعجـب، ولـه أن يتعجـب جـدا ُلأنه عندما يصمت يسوع ســيفقد المــتهم حقــه في أي تبســيط للعقوبــة، وســيفقد القضــية برمتهــا، وتعتبر هذه الاهتامات كلها صحيحة لأن المتهم لم يستطع أن يرد عليها. ولكن ليست الأمور هكذا في مواجهة هذا الـبريء العظـيم في مظهـره، الـذي كـل شـيء فيـه ينطـق لا بـالبراءة بـل بـالبرارة. لـذلك في إنجيـل ق. يوحنـا نسمع أن بيلاطس بدأ أن يخاف منه (يو 8:19). 8 فلما سمع بيلاطس هذا القول ازداد خوفا.  ط بعد أن لاحظ أن
1 -  أن يسوع تكلم على انفراد معه، ولكنه ما كان ليتكلم في حضور المتهمين. .
2 -  أن رئيس الكهنة و جه اتهامات كثيرة ضده وكانت عنيفة شديدة جدا
3 - أن يسوع لم يتصرف كما معظم السجناء الذين يدافعون عن أنفسهم بقوة.
لقد تحير بيلاطس للغاية: « فدخل أيضا إلى دار الولاية وقال ليسوع: من أين أنت؟َّ وأمـا يسـوع فلـم يعطـه جوابا  فقال له بيلاطس :  أمـا تكلمـني؟ ألسـت تعلـم أن لي سـلطانا أن اصلبك وسلطانا  أن أُطلقـك؟ فأجـاب .ً فقال لـه  يسوع: لم يكن لك علي  سلطان البتَّة، لو لم تكن قد أُعطيت من فوق.» (يو :19 11-9) َّ
لعل أقوى إتهام ركز عليه رؤساء الكهنة هو ما سجله ق. لوقا في إنجيله:
:ً+ «وابتدأوا يشتكون عليه قائلين: إننا وجدنا هذا يفسد الأُمة، ويمنع أن تعطى جزية لقيصـر، قـائلا إنه هو مسيح ملك.» (لو 2:23) ٌ ٌ
لكـن هـذا الا تهـام عينـه ذكـره ق. مـرقس مبسطا للغايـة ممـا جعـل بـيلاطس يسـأله:«أأنـت ملـك؟» ـ
والجواب على ذلك جاء في إنجيل ق. يوحنا:  «مملكتي ليست من هذا العالم.» (يو 36:18)
وأخيرا قال بيلاطس كلمته مؤكدا ً «وخرج أيضا إلى اليهود وقال لهم: أنا لست أجد فيه علة واحدة.» (يو 38:18) +
وعاد بعد الحوار الثاني يقول:  «ها أنا أخرجه إليكم لتعلموا أني لست أجد فيه علة واحدة.» (يو 4:19)
وبعدها أيضا : ً حينما علم أنه ابن االله  «ومن هذا الوقت كان بيلاطس يطلب أن يطلقه.» (يو 12:19)

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 15

1. إيثاق يسوع وتسليمه إلى بيلاطس(مرقس 15: 6-15) 
تفسير (مرقس 15: 6) 6 وكان يطلق لهم في كل عيد اسيرا واحدا من طلبوه.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
تفضيل اليهود باراباس على يسوع وتسليم بيلاطس يسوع (مرقس 15: 6-15)
 «٦ وَكَانَ يُطْلِقُ لَهُمْ فِي كُلِّ عِيدٍ أَسِيراً وَاحِداً مَنْ طَلَبُوهُ.

(متّى ٢٧: ١٥ ) (لوقا ٢٣: ١٧ ) ( يوحنا ١٨: ٣٩) ( متّى ٢٧: ٢٠ ) (أعمال ٣: ١٤) ( متّى ٢٧: ٢٦ ) (يوحنا ١٩: ١ و١٦)

انظر الشرح متّى ٢٧: ١٥ - ٢٦.
يبدو أن هذا قد صار تقليدا رومانيا سنويا َ أثناء الإحتلال الرومانى لإسرائيل فى أيام يسوع ليس هناك توثيق تاريخي على هذا سوى ما ذكره المؤرخ اليهودى يوسيفوس  20:9:3 Jews the of Antiquities ,Josephus. بيلاطس كان يحاول أن يجعل الجمع يتعاطف مع يسوع لكي يستطيع أن يطلق سراحه (مر 15: 14) 14 فسالهم بيلاطس: «واي شر عمل؟» فازدادوا جدا صراخا: «اصلبه!» ( لو 23: 14- 16)  14 وقال لهم: «قد قدمتم الي هذا الانسان كمن يفسد الشعب. وها انا قد فحصت قدامكم ولم اجد في هذا الانسان علة مما تشتكون به عليه. 15 ولا هيرودس ايضا لاني ارسلتكم اليه. وها لا شيء يستحق الموت صنع منه. 16 فانا اؤدبه واطلقه».  (يو 18: 38- 39) 38 قال له بيلاطس:«ما هو الحق؟». ولما قال هذا خرج ايضا الى اليهود وقال لهم:«انا لست اجد فيه علة واحدة. 39 ولكم عادة ان اطلق لكم واحدا في الفصح. افتريدون ان اطلق لكم ملك اليهود؟».  (يو 19: 4)  4 فخرج بيلاطس ايضا خارجا وقال لهم:«ها انا اخرجه اليكم لتعلموا اني لست اجد فيه علة واحدة».
حاول بيلاطس أن يتخلَّص من هذه القضية أصلا فقال لرؤساء الكهنة وباقى مجلس السنهدرين «خذوه أنتم واحكموا عليه حسب ناموسكم.» (يو 31:18) َّ
ٍ  وهكذا أراد مرَّتين أن يتخلَّ َ ص من القضية بجملتها، وثلاث مرات يعلن براءة المتهم!!
 كان بيلاطس في قضية المسيح قاضيا َّ  نزيها للغاية ويمثِّـل القضـاء الرومـاني أصـدق تمثيـل! ولكـن تحـت مراوغة اليهود ٍ وتهديداتهم بقيصر مال للظلم كحاكم يحافظ على منصبه لم يتصرف كقاضى عادل 

عِيدٍ
هذا يشير إلى عيد الفصح. الدارسون غالبا ما تجادلوا حول مدة خدمة يسوع العلنية. السبب الوحيد في أن التقليد الكنسي يؤكد على أنها ثلاث سنوات من الخدمة العلنية هو بسبب ذكر ثلاث أعياد فصح في إنجيل يوحنا. ولكن، في يوحنا، هناك ذكر لـ "العيد"، كما الحال هنا، ما يدل على فصحٍ آخر   يعتقد بعض المؤرخين أن مدة خدمة يسوع العلنية كانت حوالي   4 سنوات أو 5 أو .6 من الواضح أن كتاب الأناجيل ما كانوا مهتمين بالتسلسل الزمني كما هو الحال الآن،.  بل باللاهوت. األأناجيل ليست كتب تآريخ غربية، ولكنها روايات لاهوتية شرقية سجلت بعض التواريخ الهامة بقدر الإمكان . وهي ليست سير ذاتية أو سير حياة. إنها نوع من الأدب القائم بحد ذاته. كتاب الأناجيل، تحت الوحي، كان لديهم الحرية بأن يختاروا، ويكيفوا، ويعيدوا ترتيب أقوال وأعمال يسوع لكي يقدموه إلى جمهورهم  المستهدف وإلى أمم وثقافات متعددة .
لو لم يكن لنا سوى بشارة مرقس لظننا أن بيلاطس استغنم فرصة طلب اليهود إطلاق أسير وسيلة إلى إنقاذ يسوع بلا شغب عندما تحقق أنه بار. ولكن نفهم مما أنبأ متّى به أن بيلاطس عرض على الجمع أن يختاروا أي الاثنين يسوع وباراباس يطلقه لهم. وكان يظن أنهم يختارون إطلاق يسوع ويفضلونه على إنسان اشتهر شره. لكنه لم يفكر في شدة بغض الرؤساء للمسيح وحسدهم إياه. ولم يحسب أن الشعب لا يعتبر باراباس شريراً لمجرد مقاومته للحكم الروماني فالذي رآه بيلاطس رذيلة رآه اليهود فضيلة.
تفسير (مرقس 15: 7)  7 وكان المسمى باراباس موثقا مع رفقائه في الفتنة الذين في الفتنة فعلوا قتلا.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٧ وَكَانَ ٱلْمُسَمَّى بَارَابَاسَ مُوثَقاً مَعَ رُفَقَائِهِ فِي ٱلْفِتْنَةِ، ٱلَّذِينَ فِي ٱلْفِتْنَةِ فَعَلُوا قَتْلاً.

بَارَابَاسَ
هذا الإسم هو دمج لـ Bar" =ابن" وAbbas" =أب". إنجيل العبرانيين غير القانوني يحوي بار راباس، "ابن الرابي". عدة مخطوطات يونانية لـ (مت 27: 16- 17)16 وكان لهم حينئذ اسير مشهور يسمى باراباس. 17 ففيما هم مجتمعون قال لهم بيلاطس: «من تريدون ان اطلق لكم؟ باراباس ام يسوع الذي يدعى المسيح؟»   تحوي "يسوع باراباس"، والتي هي محاولة لتقديم سخرية استنادا إلى أن كلاهما كان يدعى "يسوع" والذي كان حقا "ابن آلآب" الاسم "بَارَابَاسَ" يعني "ابن الآب". وبعض المخطوطات القديمة تسمّيه يسوع بَارَابَاسَ. ولقد أصبح رمزاً لضد المسيح.
معنى إسم باراباس :   "ابن الأب" أو "ابن السيد أو المعلم". ولعل كلمة "أبا" كانت تستخدم للتعظيم (مت 23: 9)  9 ولا تدعوا لكم ابا على الارض لان اباكم واحد الذي في السماوات. " ثم أصبحت اسم علم، فيكون "بارباس" معناه "ابن أباس". وقد جاء هذا الاسم في بعض النسخ السريانية "بار – ربان" أي "ابن المربي أو المعلم".
ويذكر أوريجانوس العلامة في شرحه لإِنجيل متي، أنه وجد الاسم في بعض المخطوطات القديمة "يسوع باراباس" في (مت 27: 16، 17)، كما يظهر الاسم علي هذه الصورة في المخطوطة"0 "من القرن التاسع وفي بعض المخطوطات السريانية. ولو صح أن اسمه الأول كان "يسوع" -وهو أمر غير مستحيل في ذاته- فإنه يجعل عرض بيلاطس أقوي وقعًا: "من تريدون أن أطلق لكم: يسوع باراباس أم يسوع الناصري؟". ومع أن كثيرين من العلماء يقبلون هذه الصورة للاسم، إلا أنه لا يمكن الجزم بأصالتها أو صحتها.
وباراباس هو المجرم الذي طلبت الجموع من بيلاطس –في عيد الفصح وبتحريض من الكهنة والشيوخ– أن يطلق سراحه وأن يصلب يسوع الناصري (مت 27: 20، 21) ( مرقس 15: 15، لو 23: 18) ( يو 18: 40) ويقول مرقس إنه كان "موثقًا مع رفقائه في الفتنة، الذين في الفتنة فعلوا قتلًا". ويقول لوقا: "وذاك كان قد طرح في السجن لأجل فتنة حدثت في المدينة وقتل" (لو 23: 19 – انظر أ ع 3: 14). ويقول يوحنا: "وكان باراباس لصًا" أو قاطع طريق (يو 18: 40). ولا نعلم عن باراباس شيئًا أكثر من ذلك، ولا عن الفتنة التي أشترك فيها. ويزعم البعض أن تلك الفتنة كانت حركة سياسية ضد السلطات الرومانية، وهو أمر بعيد الاحتمال جدًا، إذ لا يعقل أن الكهنة (وكانوا من الحزب المؤيد لروما) يحرضون الجموع علي أن يطلبوا إطلاق سراح سجين سياسي من أعداء روما، ويجيبهم بيلاطس إلي طلبهم، بينما هم يقدمون يسوع المسيح للموت بعلة مقاومة روما وقيصر (لو 23: 2)، فالأرجح أن الفتنة كانت عملًا من أعمال عصابات قطع الطريق. أما الزعم بأن اليهود لم يكن يعنيهم إطلاق سراح مجرد لص أو قاطع طريق، ففيه تجاهل لما يمكن أن تنساق إليه جموع الرعاع الهائجة.

مَعَ رُفَقَائِهِ
رجل الذي أراده الجمع أن يُطلق كان متهما   بنفس التهمة التي كانوا يتهمون بها يسوع. يا للسخرية!
تفسير (مرقس 15: 8)  8 فصرخ الجمع وابتداوا يطلبون ان يفعل كما كان دائما يفعل لهم.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٨ فَصَرَخَ ٱلْجَمْعُ وَٱبْتَدَأُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَفْعَلَ كَمَا كَانَ دَائِماً يَفْعَلُ لَهُمْ.

صَرَخَ
الكلمات اليونانية "يصرخ" (anabainō ) و"يصرخ بصوت عا ٍل" (anaboaō )تُهجأ وتُلفظ بشك ٍل متشابه، ما يعني أنه كان يُخلط بينها بسهولة في الطريقة القديمة أو في تكوين نسخ من العهد الجديد عن طريق كاتب يقرأ النص بصوت مرتفع وعديدون آخرون يكتبون النسخ. تقليد
المخطوطات اليونانية منقسم:
-1 "صرخ" اسم فاعل ماضي ناقص مبني للمعلوم في المخطوطات א، B والفولغاتا.
-2 "صرخ بصوتٍ مرتفع" اسم فاعل ماضي ناقص مبني للمعلوم في المخطوطة W,C,A، 
2 א والبسيطة.
"صرخ" ليست موجودة في مرقس في أي مكان آخر، ولكن "رفع" نجدها تسع مرات من أجل:
-1 أشياء تنمو (مر 4: 7)   7 وسقط اخر في الشوك فطلع الشوك وخنقه فلم يعط ثمرا.
-2 تحميل سفينة (مر 6: 51) 51 فصعد اليهم الى السفينة فسكنت الريح فبهتوا وتعجبوا في انفسهم جدا الى الغاية
-3 الصعود إلى لأعلى (مر 15: 8)
على الأرجح أن NASB وNJB صحيحان.


ٱلْجَمْعُ
البعض اعتقد أن أصدقاء باراباس كان ينتظرون هذه الفرصة السنوية. آخرون يشعرون أن الجمع كان مؤلفا  ليس من الحجاج أثثثناء عيد الفصح بل من الشهود الكذبة وآخرين مشتركين في المحاكمات الليلية. هذه ليس بينها أي شيء مشترك سوى أنهم كانوا يريدون إطلاق سراح باراباس، ولكن لأسباب مختلفة تماما
المدينة كانت مليئة بالحجاج، وكثيرون منهم من الجليل، ولكنهم ما كانوا هناك في ذلك الصباح الباكر، ولا في بلاط بيلاطس
تفسير (مرقس 15: 9)  9 فاجابهم بيلاطس قائلا اتريدون ان اطلق لكم ملك اليهود.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٩ فَأَجَابَهُمْ بِيلاَطُسُ: أَتُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ مَلِكَ ٱلْيَهُودِ؟.

إنجيل مرقس، مثل لوقا ( في كٍل من إنجيله وأعمال الرسل) يكتب ليظهر أن المسيحية لم تكن تشكل تهتديدا للسلطات الرومانية
تفسير (مرقس 15: 10)  10 لانه عرف ان رؤساء الكهنة كانوا قد اسلموه حسدا.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
١٠ لأَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ رُؤَسَاءَ ٱلْكَهَنَةِ كَانُوا قَدْ أَسْلَمُوهُ حَسَداً.

 لأَنَّهُ عَرَفَ
لأَنَّهُ عَرَف الخ ومعرفته المذكورة هنا كانت علّة أن شكايات اليهود لم تؤثّر فيه كثيراً وأنّه حوّل أمر يسوع إلى الشعب ليتخلّص من الرؤساء الحساد.

حَسَداً. 
لقد فهم بيلاطس دوافع مجمع السنهدرين اليهودى ولكنه أبى أن يتصرف بظلم.
الغيرة هي حافز ممكن بالتأكيد عند رؤساء اليهود، ولكن المذهل من أن دوافعهم اللاهوتية والسياسية لم تكن أيضا  واضحة لبيلاطس (لو 23: 2)2 وابتداوا يشتكون عليه قائلين: «اننا وجدنا هذا يفسد الامة ويمنع ان تعطى جزية لقيصر قائلا: انه هو مسيح ملك».   ربما كأن بيلاطس قد سمع عن يسوع من خلال جواسيس أو مخبرين (أو حتى من زوجته مت 27: 19)  19 واذ كان جالسا على كرسي الولاية ارسلت اليه امراته قائلة: «اياك وذلك البار لاني تالمت اليوم كثيرا في حلم من اجله».
تفسير (مرقس 15: 11)  11 فهيج رؤساء الكهنة الجمع لكي يطلق لهم بالحري باراباس.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
١١ فَهَيَّجَ رُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ ٱلْجَمْعَ لِكَيْ يُطْلِقَ لَهُمْ بِٱلْحَرِيِّ بَارَابَاسَ.

لقَّنَ رؤساء الكهنة الشعب المحـيط هَّ بـهم، وهـم مـن أتبـاعهم وخـدامهم، لكـي ينـادوا ويصـرخوا أن يطلـق َّ لهـــم بارابـــاس، ولكـــن لـــيس بنـــوع الطلـــب المهـــذب، بـــل بالإثـــارة والهيـــاج كنـــوع مـــن إظهـــار القـــوة والغضب للتخويف. والناظر من بعيد يتهيأ له أن هذا معقول، فاللص بحسب مهنتـه وانحطاطـه أقـرب إلى رؤساء الكهنة والشعب المأجور، أما المسيح فمطلوب التخلص منـه، ولكـن هـل إلى هـذا الحـد؟ أن يقارن المسيح بلص فيربح اللص الرهان؟ َّ" أما هو فتذلَّل ولم يفتح فاه.» (إش 7:53)
 لقـد قاسـى المسـيح مشـقة الفـداء لـيس علـى الصـليب فحسـب، بـل في َّ قلـوب الرؤسـاء والخـدام، وأن  يحسـب كلـص: « ٍّ كأنـه علـى لـص خـرجتم» (مـر 48:14)، ولكـن كـان اللـص أفضـل منـه! أطلـق لنـا باراباس والمسـيح اصـلبه! من ِّ يصـدق؟ِ ولكـن المسـيح وافـق والسـكوت علامـة الرضـى!!  ألم يأت ليشفى أمراش الناس الجسدية ويحمل عن الناس عيوهبم الأخلاقية والنفسية وخطاياهم جملة وتفصيلا ، ألم يأت لينادى للمأسورين بـالإطلاق؟ِ(لو 18:4)  فلماذا لا يطلـق بارابـاس. فطالمـا إطـلاق بارابـاس لا يعطل الصليب فليُطلـق بارابـاس؟  من  يقـيس لنـا هنـا أعمـاق نفـس المسـيح؟ مَـن يكشـف لنـا أغـوار هـذا العمـقم الفـدائي الـذي صـنعه َالمسيح فى نفسه قبل أن يصنعه على الصليب؟ من يصدق ؟ من يحتمل ؟ من يرضى؟  ولكـن المســيح َّصدق واحتمل ورضي!! أما أن نرضى نحن فشاق على النفس جدا أن تقبل هذا العرض إلا إذا كانت على مستوى إستعداد المسيح ، أن تتساوى بلص ويحسب اللص أفضل منها!!
تفسير (مرقس 15: 12)  12 فاجاب بيلاطس ايضا وقال لهم فماذا تريدون ان افعل بالذي تدعونه ملك اليهود.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
١٢ فَسَأَلَ بِيلاَطُسُ: فَمَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ أَفْعَلَ بِٱلَّذِي تَدْعُونَهُ مَلِكَ ٱلْيَهُودِ؟

بِٱلَّذِي تَدْعُونَهُ مَلِكَ ٱلْيَهُودِ؟
 ( يوحنا 19: 15) 15 فصرخوا: «خذه! خذه! اصلبه!» قال لهم بيلاطس: «ااصلب ملككم؟» اجاب رؤساء الكهنة:«ليس لنا ملك الا قيصر!».   يد ون أن التجمعات من الناس تكون دائما منقادة حيث يذوب عقل الفرد وسط الجماعة ويتأثر بالهتافات والكلمات الرنانة فيقال "جمهور بلا عقل " الرعاع (العامة فى العادة يكونون من الجهلة والمنقادين لأى فكر يساقون كما تساق الأغنام بكلمات من اليهود التابعين للكهنة )غير المؤمنين بالقيامة ورؤساء اليهود( كانوا يقولون "ليس لنا ملك إال قيصر". يا للسخرية!
 كان بيلاطس مقتنعاً بأن الحسد وحسب عند رؤساء الكهنة هو الذي قادهم إلى اتهام الرب يسوع أمامه. وعبثاً حاول أن يتجنب أي مسؤولية في هذه المسألة، بل طرح السؤال عليهم بطريقة يجعلهم يشعرون بها أن القرار النهائي يعود إليهم. 
تفسير (مرقس 15: 13)  13 فصرخوا ايضا اصلبه.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 ١٣ فَصَرَخُوا أَيْضاً: ٱصْلِبْهُ!

 فَصَرَخُوا
الكلمة اليونانية palin " تفسر بمعنى "رجوعا , " في الترجمات المعاصرة. كل من "ثانية" و "من جديد" هي خيارات ترجمة معيارية في .Bauer Arndt, Gingrich and Danker, A Greek-English Lexicon of the New Testament, p. 606
 سياق الجملةهنا يتطلب ترجمة الكلمة لـ " من جديد"


ٱصْلِبْهُ

طلب الجمهور من بيلاطس أولا إطلاق باراباس  ثانيا صلب المسيح ..  الصـراخ هنـا لا محـل لـه علـى الإطـلاق، فالصـوت المنـادي بـإطلاق بارابـاس كـان علـى مسـتوى الطلـب ٍّ والرجـاء، وهنـا صـراخ علـى مسـتوى الأمـر بالصـلب. هـذا الأمـر أخـرج بـيلاطس عـن عقلـه فقال لهم : « وأي شـر فأي شر إنـي ٍّ ع؟» َّ صراخ بالمزيد!! أصلبه لثلاث مرات: «اصلبه! اصلبه! فقال لهم ثالثة: عمـل هـذا؟َمل لا أجد فيه علة للموت» (لو :23 21و22)، «أنا لست أجد فيه علـة واحـدة» (يـو 38:18)، « أنا أخرجه إليكم لتعلموا إني لست أجد فيه علة واحدة.» (يو 4:19)
لم يكن الصلب عقاباً يهودياً بل هو روماني. فإن قيل لماذا طلب اليهود صلب المسيح ولم يسألوا رجمه وهو عقاب التجديف عندهم وقد حكم مجلسهم على يسوع بالتجديف. فجواب ذلك أن باراباس حكم عليه بالصلب بمقتضى الشريعة الرومانية وجعل بيلاطس يسوع بمنزلة باراباس رجاء ان يختار الشعب إطلاق يسوع ومعاقبة باراباس. لكنهم اختاروا خلاف رجائه فوقع على يسوع ما كان قد استحقه باراباس وحُكم به عليه. فصار يسوع بصلبه «لعنة من أجلنا» (غلاطية ٣: ١٣ )  13 المسيح افتدانا من لعنة الناموس، اذ صار لعنة لاجلنا، لانه مكتوب: «ملعون كل من علق على خشبة». ( تثنية ٢١: ٢٣). 23 فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم.لان المعلق ملعون من الله.فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا " وحُفظت عظامه من الكسر إتماماً للمشابهة بينه وبين خروف الفصح (خروج ١٢: ٤٦ ) 46 في بيت واحد يؤكل.لا تخرج من اللحم من البيت الى خارج.وعظما لا تكسروا منه.  ( يوحنا ١٩: ٣٦).36 لان هذا كان ليتم الكتاب القائل:«عظم لا يكسر منه»
وفي إنجيل ق. متى هنا بالذات لم يجد بيلاطس وسيلة لإسكاهتم، ولكن أعلن براءة ضميره:
تفسير (مرقس 15: 14)  14 فقال لهم بيلاطس واي شر عمل.فازدادوا جدا صراخا اصلبه.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 ١٤ فَسَأَلَهُمْ بِيلاَطُسُ: وَأَيَّ شَرٍّ عَمِلَ؟ فَٱزْدَادُوا جِدّاً صُرَاخاً: ٱصْلِبْهُ!

وَأَيَّ شَرٍّ عَمِلَ؟
الموازاة في إنجيل يوحنا لهذه العبارة الذي يكررها بيلاطس ثلاث مرات في مرقس (مر 18: 38)ولما قال هذا خرج ايضا الى اليهود وقال لهم:«انا لست اجد فيه علة واحدة.  ( مر 19: 4 و 6)  بيلاطس حاول أن يكسب التعاطف لأجل يسوع وأن يطلق سراحه (يو 18: 38)ولما قال هذا خرج ايضا الى اليهود وقال لهم:«انا لست اجد فيه علة واحدة.  ( يو 19: 6 و 12) 6 فلما راه رؤساء الكهنة والخدام صرخوا قائلين:«اصلبه! اصلبه!».12 من هذا الوقت كان بيلاطس يطلب ان يطلقه، ولكن اليهود كانوا يصرخون قائلين:«ان اطلقت هذا فلست محبا لقيصر. كل من يجعل نفسه ملكا يقاوم قيصر!».  قال لهم بيلاطس:«خذوه انتم واصلبوه، لاني لست اجد فيه علة» ، ولكن هذا الجمع المتحيز ضده ما كان ليسمح له بذلك.
 ٌ ً فلمـا رأى بـيلاطس أنـه لا ينفـع شـيئا َّ وغسـل يديـه قـدام ،ً بـل بـالحري يحـدث شـغب أخـذ مـاء ً أبصـروا أنـتم. : إنـي بـريء مـن دم هـذا البـار. ُ الجميـع قـائلا ُـه َم فأجـاب جميـع الشـعب وقـالوا: د علينا وعلى أولادنا.» (مت :27 24و25) "
«وَأَيَّ شَرٍّ عَمِلَ؟»" لقد كان بيلاطس الوالى الذى يقوم بعمل قاضى روماني هذا يعرف أن يسوع لم يخالف أي قانون من قوانين الإمبراطورية ولذلك لم يكن ليستحق الموت، ولكن بيلاطس كان أيضاً خائفاً من اليهود خشية أن يأخذوا موقفاً سلبياً منه. طالب الغوغاءُ، بتحريض من الكهنة، بصلب ذاك الذي لم يستطيعوا أن يثبتوا أي شر عنده.
تفسير (مرقس 15: 15) 15 فبيلاطس اذ كان يريد ان يعمل للجمع ما يرضيهم اطلق لهم باراباس واسلم يسوع بعدما جلده ليصلب

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
١٥ فَبِيلاَطُسُ إِذْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ لِلْجَمْعِ مَا يُرْضِيهِمْ، أَطْلَقَ لَهُمْ بَارَابَاسَ، وَأَسْلَمَ يَسُوعَ بَعْدَمَا جَلَدَهُ لِيُصْلَبَ».

كان بـيلاطس واليا رومانيا ومن ضمن عمله وظيفة القضاء وهو قـاض غريـب عـن الأُمـة وهـو حـاكم بـآن واحـد، وأهـم مـا يسـعى إليـه في حكمه على هذا الشعب العنيد أن يفعل ما يرضيه ليكفى شـر هـذه الأُمـة الـتي أتعبـت االله إن جـاز ِ هـذا التعبـير. اسمـع تقريـر موسـى اليهـودي وهـو قاضـي، وحـاكم، ونـبي هـذا الشـعب، مـاذا قـال في آخـر أيامه: َّ
مهم ... عنـبهم + «إنهم أُمة عديمة الرأي ولا بصيرة فيهم ... صـخرهم بـاعهم والـرب سـلمهمِ ُ ُّ ُ.. عنبهم عنب سم  ولهم عناقيد مرارة. خمرهم حمة الثعابين الأصلال القاتـل. » (تـث :32 ُم 28و29و32و33) ُ
 َّوأمـا الجلـد فهـو قـانون عقوبـة الـذي يَّقـدم للمـوت. والجلـد يـتم بسـوط مـن الجلـد فيـه قطـع رصـاص أو العظام . .ً  والمحكوم عليه يوثق في عامود قصير ليكون المذنب منحنيا ويضرب على الظهر عاريـا  لقـد قاسـى هـذه أيضـا ً ًِ المسـيح في مشـوار الفـداء ُووافق مقدما ْ َّليكون هـو لكـل إنسـان ظهـرا  مضـروبا ًلينـال بواسـطته الـبراءة. لم يـئن، لم يسـتعف أو يطلـب  الإعفـاء لكـي لا تقـع علـى من يـؤمن بـه ضـربة واحـدة! لقـد وفى َّ العقوبـة بالكامـل حـتى يتقـدم - باسـم المسيح - كل خاطئ لينال عن حق وجدارة غفرانا كانلا  «وبجلدته شفينا.» (إش ،5:53 1بط 24:2)


يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ لِلْجَمْعِ مَا يُرْضِيهِمْ
خاف بيلاطس أن يشتكيه اليهود إلى قيصر فآثر أن يسلم يسوع المسيح إرضاء لهم على أن يحكم بالعدل ويغيظهم. فإن قيل كيف أمكن أن تتغير أفكار الشعب في المسيح ذلك التغيّر العظيم في نحو خمسة أيام فإنهم كانوا يهتفون يوم الأحد قائلين «أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ ٱلآتِي بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ» (مرقس ١١: ٩ و١٠). وصرخوا يوم الجمعة قائلين «اصلبه اصلبه». فالجواب على ذلك أنه من المحتمل أن الجمع الذي طلب صلبه ليس هو الجمع الذي احتفل بدخوله أورشليم وذلك من الممكنات في مدينة كبيرة كأورشليم وقد قصدها جموع كثيرة من الأقطار للاحتفال بالعيد. وعلى فرض أن الجمع الأول هو عين الجمع الثاني لا بدع من أن تتغير أفكاره بسهولة في وقت شغب وهيجان كالذي كان عند محاكمة يسوع. وقد حدث مثل ذلك في لسترة فإن الذين أرادوا أن يعبدوا بولس كإله من السماء رجموه بعد قليل كشر إنسان على الأرض يجب أن يُنزع منها. وأرجح الظن أنهم احتفلوا به يوم الأحد رجاء انه ملك أرضي انتظروا إنقاذه إياهم من حكم الرومانيين. فلما يئسوا من ذلك لما شاهدوه لم يقاوم من قبضوا عليه ومن الحكم عليه كخادع مجدف من أعظم مجلس أمتهم تغيرت أفكارهم ولاموا أنفسهم على ترحيبهم به وسلموا بما أمرهم به الرؤساء وصرخوا قائلين اصلبه.

يَعْمَلَ لِلْجَمْعِ مَا يُرْضِيهِمْ
بالنسبة لبيلاطس، النظام المدني كان أكثر أهمية من العدالة. رؤساء اليهود هؤلاء كانوا قد نجحوا في تخويف بيلاطس والتهويل عليه (يو 19: 12) 12 من هذا الوقت كان بيلاطس يطلب ان يطلقه، ولكن اليهود كانوا يصرخون قائلين:«ان اطلقت هذا فلست محبا لقيصر. كل من يجعل نفسه ملكا يقاوم قيصر!».
كان بيلاطس قد اتُهم بعدة أشياء أمام السلطات في سوريا وروما. ما كان يستطيع أن يتحمل تهما
أخرى. لقد كانوا يعرفون ذلك واستغلوا الأمر. يلاحظ العديد من اللغويين المعاصرين بأن الكلمات اليونانية poiēsai hikanon هي مصطلح لاتيني  مغزى لأن مرقس يحوي الكثير من الكلمات والعبارات والمصطلحات اللاتينية، وعلى الأرجح لأن إنجيل مرقس ُكتب للرومان الذين يتكلمون اللغة اللاتينية


جَلَدَهُ

ذلك حسب عادة الرومانيين فإنهم كانوا يجلدون المحكوم عليه بالصلب قبل صلبه. وكان بيلاطس قد عرض في أول الأمر على اليهود أن يجلده بدلاً من الصلب ويطلقه فقال (لوقا ٢٣: ١٦) 16 فانا اؤدبه واطلقه». بناء على أن ذلك عقاب كاف ولكنه زاد أخيراً الجلد على الصلب.
. هذا تحقيق لـ أ(أش 53: 5)5 وهو مجروح لاجل معاصينا مسحوق لاجل اثامنا تاديب سلامنا عليه وبحبره شفينا. " لجلد كان هو الإجراء الأولي الروماني المعياري لمعاقبة أولئك الذين يُصلبون. لقد كان ضربا مبرحا مؤلما جدا. كان الإنسان ينحني إلى الأمام ويديه تُقيد إلى وتٍد منخفض. ثم يأتي جنديان، واحدٌ من كل جانب، ويضربونه بالسياط ذات سيور جلدية تسعة ترتبط بأطرافها قطع من مواد صلبة قاسية. وغالبا ما كان السجناء يموتون فقط بسبب هذا الضرب.

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 15

2. إطلاق باراباس وتسليم يسوع ليصلب (مرقس 15: 16)
تفسير (مرقس 15: 16)  16 فمضى به العسكر الى داخل الدار التي هي دار الولاية وجمعوا كل الكتيبة.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
هزءُ العسكر بيسوع (مرقس 15: 16)
 «١٦ فَمَضَى بِهِ ٱلْعَسْكَرُ إِلَى دَاخِلِ ٱلدَّارِ ٱلَّتِي هِيَ دَارُ ٱلْوِلاَيَةِ، وَجَمَعُوا كُلَّ ٱلْكَتِيبَةِ.

قد مرّ الكلام على ذلك في الشرح (متّى ٢٧: ٢٧ - ٣١). (يو 19: 2- 3)

فَمَضَى بِهِ ٱلْعَسْكَرُ
هؤلاء الجنود الرومان(مت 27: 27) 27 فاخذ عسكر الوالي يسوع الى دار الولاية وجمعوا عليه كل الكتيبة " لأن الرومان كانوا يبغضون اليهود بسبب مواقفهم الحصرية تجاه الأمميين وفرغوا حقدهم ِ على يسوع. (لو 23: 11) 11 فاحتقره هيرودس مع عسكره واستهزا به والبسه لباسا لامعا ورده الى بيلاطس. "  تدل على أن جنود هيرودس حاكم الربع أيضا سخروا منه كملك.

إِلَى دَاخِلِ ٱلدَّارِ ٱلَّتِي هِيَ دَارُ ٱلْوِلاَيَةِ
كانت هذه تشير إلى مكان إقامة الضباط والموظفين الرومان عندما يكونون في أورشليم. ربما كان ذلك في قلعة أنطونيا، التي كانت إلى جوار الهيكل أو على الأرجح قصر هيرودس الكبير في أورشليم.
 
ٱلدَّارِ  «دار الولاية»: praitèrion وباللاتينية: praetorium
كانت هذه الدار مسكن الوالي الروماني حين يأتي أورشليم وهي قصر بناه هيرودس الكبير على الطرف الشمالي من جبل صهيون فكان مشرفاً على كل دار الهيكل ومتصلاً به بجسر. وكان اليهود يهزأون قبلاً بالمسيح لدعواه أنه نبي (مر ١٤: ٦٥) 65 فابتدا قوم يبصقون عليه ويغطون وجهه ويلكمونه ويقولون له: «تنبا». وكان الخدام يلطمونه. " وهزئ العسكر به هنا لدعواه أنه ملك.

جَمَعُوا كُلَّ ٱلْكَتِيبَةِ.
الكلمة اليونانية speiran (كتيبة) كانت تشير أصلا إلى شيء يُلوى، مثل جديلة أو حبل. وصارت تستخدم مجازيا  للإشارة إلى هصبة من الرجال يعملون معا عادة لأجل هد ٍف معين.
الكتيبة هي كلمة لاتينية أخرى. كانت تستخدم للإشارة إلى عشر اللجئون (فيلق)، والذي كان مؤلفا عادة من 600 شخص ولكن ربما كان يشير أيضا إلى عدد أقل بكثير (يو 18: 3) 3 فاخذ يهوذا الجند وخداما من عند رؤساء الكهنة والفريسيين، وجاء الى هناك بمشاعل ومصابيح وسلاح ". كان الجيش الروماني مؤلف من
(1) فيالق، 6000 جندي؛
(2) كتائب، 600 شخص. ولكن ربما كان يشير أيضا 600 جندي؛
(3) شراذم، 200 عسكري؛ و
(4)  وفرقة مئة، 100 جندي.
 بعد سلوك بيلاطس الرعديد في إذعانه وخنوعه لرؤساء الكهنة وإدانة يسوع، اقتيد الرب من ساحة المحكمة إلى الفناء الخارجي الذي يُدعى دار الولاية، حيث أخضعوا المتألم الصابر إلى فصلٍ من السخرية الوقحة الفظة والتعذيب.

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 15

3. تكليله بالشوك وإستهزاء العسكر (مرقس 15: 17-20)
تفسير (مرقس 15: 17)  17 والبسوه ارجوانا وضفروا اكليلا من شوك ووضعوه عليه.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
١٧ وَأَلْبَسُوهُ أُرْجُواناً، وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَيْهِ،

أُرْجُواناً
سمى متّى ذلك رداء قرمزياً والمعنى واحد. والأرجوان والقرمز مما اعتاد الملوك لبسه فألبسه العسكر يسوع هزءاً بأنه ملك اليهود.

وَأَلْبَسُوهُ أُرْجُواناً،
(مت 27: 28) تقول "ردا ُء قرمزيا " أو لجندي فارس روماني. القرمز كان رمز الملكية. أصلا رداء الجندي الروماني كان قرمزيا، ولكن مع الزمن كان يشحب ليصير أرجوانيا . كانوا يسخرون من يسوع باعتباره الملك المزعوم لليهود (مر 15: 18 و 20) ( يو 19: 2) 2 وضفر العسكر اكليلا من شوك ووضعوه على راسه، والبسوه ثوب ارجوان،  بعد أن أمر بيلاطس بجلد يسوع أسلمه بيلاطس ليصلب وتعنبر الأعداد من (مر 15: 16- 20) عينية خاصة بذاتها ويصف إنجيل يوحنا هذه الأحداث ذاتها فى (يو 19: 2 و 3) غير ان الإستهزاء فى إنجيل يوحنا يأتى قبل النطق بالحكم وهذا بعيد عن الواقع ويعتبر بالنسبة لإنجيل مرقس فى الدرجة الثانية أما إنجيل لوقا يغيب عنه هذا الفصل ويحل محله عرض المسيح لمحاكمة جانبية أمام هيرودس أنتيباس  فى (لو 23: 11) 11 فاحتقره هيرودس مع عسكره واستهزا به والبسه لباسا لامعا ورده الى بيلاطس. "   تدون أن جنود هيرودس اليهود أو هيرودس أنتيباس سخروا من يسوع باعتباره الملك/ المسيا بأن وضعوا عليه ثوبا ملكيا
ولكـن في روايـة ق. مـرقس تقـع إسـاءة معاملتـه مـرة أمولى قبل هذه بيد رؤساء الكهنة والخدم ، وخاصة تسجيل البصق والضرب على الرأس وذلك قبل تقديمة لبيلاطس (مر 14: 65) وهـي توضِّـح شماتـة رؤسـاء الكهنـة وأتباعهم من الرعاع والهمج بـلا حـق، وسـواء كـان في الموقـف الأول أو الثـاني نجـد روايــة ق. مــرقس - بمــا فيهــا مــن حيويــة ويقظــة ودقــائق التفاصــيل - أكثــر واقعيــة، وأكثــر أصــالة، ً بشهادة شهود أوائل. والحقيقـة أن أوقـع مـا فيهـا مـن حيويـة غـير مفتعلـة هـي إسـاءة َّ العسكر إذ تتناسب ا‘مالهم مع ما يوصفون به من موت المشاعر . لذلك فقد حسب العلماء بعد أبحاث كثيرة أن تقليد ق. مرقس في وصف الاستهزاء بالرب قطعة واقعية تاريخية تزيد الآلام أصالة.


إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ
كان يُعتقد تقليديا  أن هذا نوع من التعذيب به تُغرس الأشواك إلى جبهة يسوع. ولكن من المحتمل أيضا تماما أن ذلك كان تاجا متألقا  يُصنع من أوراق النخيل، والتي كانت هي طريقة أخرى للسخرية من يسوع كملك (مت 27: 27- 31) (مر 15: 15- 20) 
الكلمة اليونانية "إكليل" (stephanos ) كانت تستخدم للإشارة إلى إكليل الرياضي الفائز أو إكليل من الغار الذي كان يضعه الإمبراطور.
وكـان إكليــل الشــوك الـذي ضــفروه وضــغطوه فـوق رأســه يدمي جبهتـه وأذنيــه، فــاعتبره الصــورة الحتميــة علــى الأرض لإكليــل المجد المعـد بأيـدي الملائكـة في السـماء. فمجـد االله حولـه الأشـرار إلى شـوك وخـزي وعـار بأيـديهم. ومجـد التجلـي والثيـاب البيضـاء كـالثلج صـارت في أيـديهم ثـوب هـزء َ ٍ لملك مستعار وأعطوه سلام خزيهم. ولكن الذين أسلموه لأيديهم خطيتهم أعظم.
تفسير (مرقس 15: 18)  18 وابتداوا يسلمون عليه قائلين السلام يا ملك اليهود.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
١٨ وَٱبْتَدَأُوا يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ قَائِلِينَ: ٱلسَّلاَمُ يَا مَلِكَ ٱلْيَهُودِ!

كانوا قد سمعوا التهمة الموجّهة إلى يسوع بأنه أعلن نفسه ملكاً؛ ولذلك، وبمرح رديء راحوا يتظاهرون بالاعتراف به هكذا، فألبسوه رداء أرجوانياً كعلامة على الاعتراف الظاهر به ملكاً. وجعلوا على جبينه المقدس إكليلاً صُنِع من الشوك البري الذي كان منتشراً جداً في البراري والريف. وكانوا يحيّونه، منحنين أمامه في إذلال ساخر هازئ، قائلين:
"«ﭐلسَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!»". بالنسبة لهؤلاء الجنود، كان ذلك نوعاً من الدعابة أو المزاح المضحك. ورغم الأعمال الوحشية التي أغدقوها على يسوع، إلا أنهم لا يحملون ولو نصف وزر شعبه خاصته الذين طالبوا بصلبه.
تفسير (مرقس 15: 19) 19 وكانوا يضربونه على راسه بقصبة ويبصقون عليه ثم يسجدون له جاثين على ركبهم.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
١٩ وَكَانُوا يَضْرِبُونَهُ عَلَى رَأْسِهِ بِقَصَبَةٍ، وَيَبْصُقُونَ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَسْجُدُونَ لَهُ جَاثِينَ عَلَى رُكَبِهِم».

هذه الآية تصف سخرية الجنود الرومان.
-1 "تحية"، تحية خاصة لقائد(مر 15: 18)  18 وابتداوا يسلمون عليه قائلين السلام يا ملك اليهود. "
-2 "يضربونه على رأسه بقصبة"، كانت هذه على الأرجح قد ُوضعت في يد يسوع كصولجان بدافع السخرية.
-3 "يبصقون عليه" عالمة ثقافية تدل على الإزدراء أو الإحتقار أو محاولة تقليد القبلة (نوع من التحية).
-4 "يسجدون له جاثين على ركبهم"، رمٌز ساخر آخر على ملوكيته.
-5 ثو ٌب أرجواني وضع على كتفيه، رمز الملوكية
في الماضي. العديد من الجنود فعلوا هذه الأعمال مرارا وتكرارا البنود 2 إلى 4 وربما فعل ذلك كل
هي في الزمن الناقص، ما يعني عملا متكررا ربما فعل ذلك كل جندي حاضر هناك.
والآن بـدأوا يمارسـون مهنـتهم بالضـرب والتعـذيب، والجسـم الغـض والـرأس الكريمـة نالهـا مـا نالهـا: ً الجسـم ترضضـت عظامـه والـرأس غطتهـا الكـدمات. والعجيـب أنـه بقـي رابـط الجـأش صـامتا بوداعـة َّكالنعجة أمام الذي يجز باعتبار أنه مرفوض من االله  فصدقوا  الآية  ،وحسبوه مضروبا حقـًّا من االله ومذلولا ، فأكملوا كيل اليهود! أما هو فرضي بجروحه إذ حسبها ثمن معاصينا، وقبل سحق عظامه إذ قيمها بآثامنا وقبل اسـتهزاء العسـكر كتأديـب ثمنـا لسـلامنا!!   أما دمه الذي كان يسيل على وجهه ورأسه وظهره فكان لشفائنا. والبصاق ثمن خزينا!
تفسير (مرقس 15: 20)  20 وبعدما استهزاوا به نزعوا عنه الارجوان والبسوه ثيابه ثم خرجوا به ليصلبوه.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
صلب يسوع (مر 15: 20- 26)
 «٢٠ وَبَعْدَمَا ٱسْتَهْزَأُوا بِهِ، نَزَعُوا عَنْهُ ٱلأُرْجُوانَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ، ثُمَّ خَرَجُوا بِهِ لِيَصْلِبُوهُ.

(متّى ٢٧: ٣٢ ) (لوقا ٢٣: ٢٦) ( متّى ٢٧: ٢٣ ) (لوقا ٢٣: ٣٣ ) (يوحنا ١٩: ١٧) ( متّى ٢٧: ٣٤) (  مزمور ٢٢: ١٨ ) (لوقا ٢٣: ٣٤ ) (يوحنا ١٩: ٢٣) ( متّى ٢٧: ٤٥ ) (لوقا ٢٣: ٤٤ ) (يوحنا ١٩: ١٤) ( متّى ٢٧: ٣٧ ) (يوحنا ١٩: ١٩)
انظر الشرح (متّى ٢٧: ٣٢ - ٣٧)

ثُمَّ خَرَجُوا بِهِ
 
نزعوا عنه الرداء، ووضعوا ثوبه عليه، وراحوا يدفعونه خارجاً إلى مكان الصلب. ووُضِعَ صليبٌ ثقيل على كتفه ليحمله إلى الجلجثة، أو الجمجمة. يقول التقليد أنه قد وقع تحت وطأة ثقل الصليب، ولكن لا يقول الكتاب المقدس شيئاً عن ذلك،
يسوع، ومثل كل السجناء المدانين، كان عليه أن يحمل عارضة صليبه إلى مكان الصلب خارج أسوار المدينة. كانوا يسيرون في كل ذلك الطريق الطويل عبر طرقات أورشليم لكي يراه الجميع ويخشون من العدالة الرومانية.
اقتياد المجرمين هذا إلى خارج أسوار أورشليم لكي يُقتلوا ربما كان بدافع االحترام للناموس اليهودي (لا 24: 14) 14 اخرج الذي سب الى خارج المحلة فيضع جميع السامعين ايديهم على راسه ويرجمه كل الجماعة. ( عدد 15: 35- 36)35 فقال الرب لموسى قتلا يقتل الرجل.يرجمه بحجارة كل الجماعة خارج المحلة. 36 فاخرجه كل الجماعة الى خارج المحلة ورجموه بحجارة فمات كما امر الرب موسى " . لم يكن الرومان ليرغبون في حدوث شغب خلال أيام الأعياد المكتظة تلك.

لِيَصْلِبُوهُ.
. ابتكر الفينيقيون الصلب. الإسكندر الكبير صلب 2000 بعد سقوط صور. أكمل الرومان التقنية بحيث يجعلون المجرمين المدانين يعانون أياما عديدة قبل أن يموتوا. هذا التعذيب القاسي الوحشي كان يُقصد به أن يكون رادعا ضد الجريمة. وما كان يمكن تنفيذه على أي مواطن   روماني

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 15

4. في الطريق إلى الصليب (مرقس 15: 21-22)
تفسير (مرقس 15: 21)  21 فسخروا رجلا مجتازا كان اتيا من الحقل وهو سمعان القيرواني ابو الكسندرس وروفس ليحمل صليبه.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

٢١ فَسَخَّرُوا رَجُلاً مُجْتَازاً كَانَ آتِياً مِنَ ٱلْحَقْلِ، وَهُوَ سِمْعَانُ ٱلْقَيْرَوَانِيُّ أَبُو أَلَكْسَنْدَرُسَ وَرُوفُسَ لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ.
في الطريق إلى الصليب خَرَجُوا من أورشليم.(مرقس 15: 21-22)  (مت 32:27و33) (لو 32-26:23) (يـو 16:19و17)

يهــتم ق. مــرقس بــذكر اســم الرجــل حامــل صــليب ربنــا يســوع المســيح سمعان القيروانى - وقــد ً أنـه يعرفـه معرفـة شخصـية وأُسـرية قريبـة لـه للغايـة لأن مرقس كان من ليبيا . ولأن ِّ أخذت عنه الأناجيل بدون مناقشة. ويؤكد ضمنا ق. مرقس كان سائرا ِّوراء الموكب الحزين يذرف ً الدمع السخين، يؤكد عن معرفة خاصـة للغايـة أن سمعـان ً   كان قادما ً من الحقل، حيث الحقل هو خارج أُورشليم. وهذا يكشف لنا بأكثر دقـة وبيـان أن هـذا اليـوم  لم يكـن عيـدا الفصح. لأن إنسـانا ً يـدخل مـن أُورشـليم ِ مسـافرا ً  مـن الخـارج يمنـع أن يكـون يومـه هـذا يـوم  للفصـح،

فَسَخَّرُوا  ggareÚousin¢
ولكن يمدنا العالم ألفريد بلومر بمعلومة هنا عن كلمة هامة أوردها ق. مرقس في بدايـة الجملـة لأهميتهـا عالم وهي كلمة « َّسخروه» هذه كلمة فارسية تشير إلى القروض كانت تستخدم في مصادرة الممتلكات الرسمية أو تسخير العمال في خدمة الحكومة بدون أجر (1) وما زالت تستخدم كلمة سخره فى مصر باللغة العامية بنفس المعنى .  وهـي تشـبه الكلمـة الرومانيـة publicus cursus   لخدمة الإنبراطورية والكلمة الفرنسية تقـرأ corvée ولكـن أصـبحت الكلمـة بعـد ذلـك شـائعة لتفيـد الخدمـة الإجباريـة لـدى الحكومـة والملـك، وذلـك حسـب 1(F رأي دايزمـان (2)  ويقـول العـالم  ألفريـد بلـومر إن سمعـان القـيرواني هـذا كـان أحـد الجاليـة القيروانيـة اليهوديـة ) ،الــتي اجتمعــت يــوم الخمســين (أع ،1:2 9:6)،1 ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معا بنفس واحدة، (أع 6: 9)  9 فنهض قوم من المجمع الذي يقال له مجمع الليبرتينيين والقيروانيين والاسكندريين، ومن الذين من كيليكيا واسيا، يحاورون استفانوس. " ويبــدو أن ق. مــرقس نفســه كــان أحــد أعضــاء هــذه ِّالجاليــة بــل وكــان مــن أثريائهــا.
ويلاحظ أن إنجيل مرقس ةحده يعرفنا بان سمعان ألو ألكسندروس وروفس ويقـول ق. لوقـا إن العسـكر وضـعوا الصـليب علـى كتـف سمعـان كنـوع مـن مسـاعدة ألكسندر المسيح لثقل الصليب.
******
 (1) Herodot, viii. 98, cited by Alf. Plummer, op. cit., p. 350.
(2) Deissmann, Bibl. St., pp. 86,87


كَانَ آتِياً مِنَ ٱلْحَقْلِ،
هل تدل هذه على شخص يعيش آنذاك في فلسطين أم إلى زائر جاء إلى أورشليم بسبب الفصح؟ أعتقد أنها تشير إلى أحد الحجاج الذي كان استُقبل في ضواحي أورشليم والذي صادف أنه كان مارا آنذاك من ذلك المكان. ولكن كان هناك كثيرون يهود من قيروان (شمال أفريقيا) الذين كانوا يعيشون في أورشليم. بل وحتى كان هناك مجمع خاص لأجلهم (أع 6: 9) 9 فنهض قوم من المجمع الذي يقال له مجمع الليبرتينيين والقيروانيين والاسكندريين، ومن الذين من كيليكيا واسيا، يحاورون استفانوس.. "  أولاده يُذكرون ومن الواضح أنهم كانوا معروفين من قبل الكنيسة الأولى (ليس في أورشليم، بل في روما)

سِمْعَانُ

 
وصفه مرقس بأنه أبو اسكندروس وروفس كأن هذين الشخصين معروفان عند من كتب إليهم بشارته.

ٱلْقَيْرَوَانِيُّ
. قيروان كانت مقاطعة في شمال أفريقيا. قيرينا كانت عاصمتها. ولكن الإسم سمعان هو اسم يهودي. ونعلم من أعمال ْالرسل أنه كان هناك الكثير من اليهود من هذه المنطقة (أع 2: 10) 10 وفريجية وبمفيلية ومصر، ونواحي ليبية التي نحو القيروان، والرومانيون المستوطنون يهود ودخلاء،  ( أع 6: 9)9 فنهض قوم من المجمع الذي يقال له مجمع الليبرتينيين والقيروانيين والاسكندريين، ومن الذين من كيليكيا واسيا، يحاورون استفانوس.  (أع 11: 20)20 ولكن كان منهم قوم، وهم رجال قبرسيون وقيروانيون، الذين لما دخلوا انطاكية كانوا يخاطبون اليونانيين مبشرين بالرب يسوع.  ( أع 13: 1)  1 وكان في انطاكية في الكنيسة هناك انبياء ومعلمون: برنابا، وسمعان الذي يدعى نيجر، ولوكيوس القيرواني، ومناين الذي تربى مع هيرودس رئيس الربع، وشاول. " هويته العرقية ليست معروفة بشكل مؤكد. كان هناك يهود يعيشون فى الإسكندرية زفى ليبيا  وكان هناك  يهود سود من أيام سليمان وملكة سبأ (أثيوبيا) .

أَبُو أَلَكْسَنْدَرُسَ وَرُوفُسَ
من الواضح أن هذا الوصف المحدد يدل على سمعان و/ أو أن أولاده صاروا معروفين في الكنيسة الأولى. بما أن مرقس يُكتب إلى الرومان فربما كان روفس الذي في ( رو 16: 13) سلموا على روفس المختار في الرب، وعلى امه امي. "  هو نفس الشخص

صَلِيبَهُ.
هناك عدة أشكال محتملة استخدمها الرومان، t ,X,T أو سقالة تحمل عدة عوارض أفقية. كل هذه الأشكال تم اكتشافها ببحوث علم الأثار وتأكد استخدامها الرومان فى إسرائيل في القرن الأول
تفسير (مرقس 15: 22)  22 وجاءوا به الى موضع جلجثة الذي تفسيره موضع جمجمة.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٢٢ وَجَاءُوا بِهِ إِلَى مَوْضِعِ «جُلْجُثَةَ» ٱلَّذِي تَفْسِيرُهُ مَوْضِعُ «جُمْجُمَةٍ».

«جُلْجُثَةَ»
هذه الكلمة آرامية. الكلمة "جلجثة" هي الكلمة الالتينية التي تعني "جمجمة". هذه الكلمات لا تشير إلى الجمجمة الكاملة، بل إلى الجبهة. موضع هذا المكان كان خارج أسوار أورشليم القديمة، وعلى الأرجح على تلة منخفضة جرداء على الطريق العام المؤدي إلى المدينة المقدسة (لا 24: 14) 14 اخرج الذي سب الى خارج المحلة فيضع جميع السامعين ايديهم على راسه ويرجمه كل الجماعة. (عد 15: 35- 36) 35 فقال الرب لموسى قتلا يقتل الرجل.يرجمه بحجارة كل الجماعة خارج المحلة. 36 فاخرجه كل الجماعة الى خارج المحلة ورجموه بحجارة فمات كما امر الرب موسى  ( يو 19: 20)  20 فقرا هذا العنوان كثيرون من اليهود، لان المكان الذي صلب فيه يسوع كان قريبا من المدينة. وكان مكتوبا بالعبرانية واليونانية واللاتينية.
"مَوْضِعُ «جُمْجُمَةٍ»". كانت تلة على هيئة جمجمة تقع خارج أسوار أورشليم القديمة بالقرب من كهف حفر به قبور وكانت محجر يؤخذ منه الأحجار لتشييد السور والمنازل ولكن بطل أستعماله وأستعمل إلى مكان تنفيذ أحكام الإعدام وموضع الجمجمة اليوم فى داخل كنيسة القيامة
وردت إسم الجلجثة فى إنجيل مــــرقس وبعـــده إنجيل مـــتى أما إنجيل يوحنــــا شـــرح اسمهـــا وهــــي «موضــــع جمجمة "  Kran…ou TÒpoj أما إنجيل لوقا فيكتفـي فقـط بالاسـم اليونـاني Kran ..on  الـذي يعـني َّ  ”جمجمـة“. َّ ويبـدو أن أصـل اسمهـا إمـا تقليـد غـير معـروف أو بسـبب شـكل هـذه الصـخرة. ويخبرنـا ق. جيروم (وكان من قاطني أُورشليم فترة طويلة من حياته) بتقليد يقول إن هذا المكان دُعي بهذا الإسم نظرا لدفن جمجمة آدم فى هذا المكان وهكذا صار هو نفس المكان الى صلب عليه ربنا يسوع المسيح
حتى يتقابل معطي الحياة مع م عطى الموت لتنتصر الحياة بالنهاية ويبدوا أن القديس أمبروسيوس إعتقد هذا الإهتقاد غير أن القديس جيروم يقول أنه مجرد إعتقاد شعبى  ، وكذلك يقول ذهـبي الفـم إنـه مجـرد إسم  ، أما الإسم الإنجليزي: Calvary فهو من اللاتينية في الفولجاتا Calvariae وهو ترجمة لكلمة كرانيون، أي جمجمة.
أما طريـق الآلام ُ  Dolorosa Via الذى بإسم شارع فى أورشليم
ـفهـو اسـم دخـل في القـرون الوسطى ويظـن أنـه الطريـق الـذي سـار َعليه الرب حاملا الصليب

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 15

5. تقديم خمر ممزوجة مرًا (مرقس 15: 23)
تفسير (مرقس 15: 23)  23 واعطوه خمرا ممزوجة بمر ليشرب فلم يقبل.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

٢٣ وَأَعْطَوْهُ خَمْراً مَمْزُوجَةً بِمُرٍّ لِيَشْرَبَ فَلَمْ يَقْبَلْ.

أَعْطَوْهُ خَمْراً مَمْزُوجَةً بِمُرٍّ   o smurnismšnon™
. هذا زمن ناقص بمعنى أنهم حاولوا عدة مرات. التقليد التلمودي يقول أن نساء أورشليم كانوا يقومون بذلك  كخدمة للسجناء المدانين. لقد كان بالفعل عقار قويا يخفف الألم ويبلد العقل
أي عرضوا عليه ذلك. وقال متّى بدلاً من ذلك «خلاً ممزوجاً بمرارة» ولا منافاة بين البشيرين لأن العسكر كان يشرب خمراً حامضة يصحّ أن تُسمى خلاً كما صحّ أن تُسمى خمراً مع حموضتها. والمرّ عقار مخدر أو مسكن مرّ الطعم ولذلك صحّ أن يُعبر عنه بالمرارة.
حـاولوا أن يعطـوه هـذا المشـروب الـذي كـان قـد تعـود اليهـود أن يسـقوه لكـل مي يقـدم للصـلب حـتى َـن  ِّيخفف عنه الإحساس بالألم، لأن من المعروف أن المر مع الخمر يضعف الحساسية كمخدر. ُ
ولكـن إنجيـل ق. مـتى يعطـي مـادة المـرارة الحيوانيـة «col =gall بـدل المـر myrrh  وهـو خلاصـة ً نباتيـة، غـير أن مـررة الحيـوان لـيس لهـا أي تـأثير مخـدر سـوى أنهـا مـرة مـذاقا ِّ  فقـط، فقـد كتـب مـن أجـل َّطعمها، ولكن ليس من أجل أثرها الطبي. لذلك فتقليد ق. مرقس هو الصحيح طبيا
وقد سبقت النبوة تصف هذا المر « ويجعلون في طعامي علقمـا َّ (1) ًوفي عطشـي يسـقونني خـلا » (مـز 21:69)) . والمسـيح رَّ فـض أن يشـرب منهـا لـيس لأنهـا مـرة، بـل لأنـه يعلـم أنهـا مخـدرة وتزيـل الإحسـاس  بـالآلام، وإذا أُفـرغ الصـليب مـن الألم مـا عـاد صـليبا ُقـال: إن بعـض النسـوة أخـذن علـى عـاتقهن أن .ً وي ً ِّ يقدمن هذا الشراب المخدر بنوع من المواساة الإنسانية وذلك بناء على وصية سفر الأمثـال: « 6 اعطوا مسكرا لهالك وخمرا لمري النفس. 7 يشرب وينسى فقره ولا يذكر تعبه بعد  » (أم 6:31)
********
(1) َّ في هامش الكتاب المقدس يصف العلقم بأنه خشخاش أي ”أفيون“ وهذا ربما َّة أيضا ،ً وهي مر ، وهو المادة المخدِّرة جدا ِّ يكون أصح تعبير عن إعطاء المتألم هذه المادة لكي لا يعود يحس بالألم.


فَلَمْ يَقْبَلْ.
المسـيح رفـض المخـد ِر لكـي يسـتقبل الصـليب صـاحي العقـل ويقـدم الوديعـة بمنتهـى الـوعي. كـان الألم بالنسـبة للمسـيح رفيـق رحلـة العمـر مـن شـتاء بيـت لحـم القاسـي، لتعاذيـب الخيانـة في بيـت قيافـا رئـيس ً الكهنـة، لتمزيـق الجسـد بجلـدات بـيلاطس، لمسـامير الجنـد فـوق الخشـبة. لقـد خـط الألم في هيكـل جسـد المسيح خطوطه الأبدية التي لن تمُحى، والـتي بهـا وعلـى خلفيتهـا يقـف أمـام الآب يشـفع في المـذنبين. فلـو قدر لنا أن نصف المسيح مـن واقـع حياتـه فـيمكن أن نـدعوه ِّ  ”مسـيح الآلام“! كـأعظم صـفة تربطنـا بـه، ُوتعــزي قلوبنــا في رحلــة العمــر في هــذا الــدهر وعلــى أرض الشــقاء هــذه. بــل إن شــركتنا في آلام المســيح سب لاهوتياً أا مدخلنا الوحيد إلى شركة المجد معه: ً معه.» (رو 17:8) «إ17 فان كنا اولادا فاننا ورثة ايضا، ورثة الله ووارثون مع المسيح. ان كنا نتالم معه لكي نتمجد ايضا معه.

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 15

6. اقتسام ثيابه (مرقس 15: 24)
تفسير (مرقس 15: 24)  24 ولما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها ماذا ياخذ كل واحد.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٢٤ وَلَمَّا صَلَبُوهُ ٱقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ مُقْتَرِعِينَ عَلَيْهَا: مَاذَا يَأْخُذُ كُلُّ وَاحِدٍ؟

 وَلَمَّا صَلَبُوهُ    staurèsantej aÙtÒn  
 كان الرومان يسمرون المصلوب في راحة اليد بل عبر الرسغ بحيث يكون الجسد مثبتا  إلى العارضة عن طريق حبال تربط الأذرع. وكانت الأرجل تنحني قليلا لأن الأقدام تكون مسمرة إلى صندوق صغير مثلث الشكل. كان هذا يُجرى ليضطر الشخص لأن يرفع نفسه بشكل مستمر إلى لأعلى من أجل أن يتنفس. كان هناك أيضا  قطعة صغيرة من الخشب، تدعى المسند، كان يمكن للشخص أن يجلس إليها وأن يستريح قليلا من ثقله معظم النصلوبين كانوا يموتون إختناقا الشخص كان يعلق فوق الأرض على مستوى قليل بحوالي قدم.
لم يعطنا أي إنجيل من الأربعة ولا كلمـة واحـدة غـير مـا نطـق بـه المسـيح علـى الصـليب، ولكـن مقـدار مـا أعطتـه لنـا المـزامير مـن أوصـاف وتعـابير وأحاسـيس وتقـارير طبيـة ونفسـانية وعصـبية وجسـدية، شـيء يفـوق أي واقـع يمكـن أن يتخيَّلـه أي إنسـان. «أن الـروح يفحـص كـل شـيء حـتى وقـد صـدق القـول: أعماق االله.» (1كو 10:2) ُ َّ
 (مز :31 12و13) ً 12 نسيت من القلب مثل الميت.صرت مثل اناء متلف. 13 لاني سمعت مذمة من كثيرين.الخوف مستدير بي بمؤامرتهم معا علي.تفكروا في اخذ نفسي
 وربما يكون مزمور (22) وحده قد أعطى أعظم تقرير عن حالة مصـلوب يعـاني سـكرات المـوت حـتى التراب: َّ (مز :22 18-13)13 فغروا علي افواههم كاسد مفترس مزمجر. 14 كالماء انسكبت.انفصلت كل عظامي.صار قلبي كالشمع.قد ذاب في‏ وسط امعائي. 15 يبست مثل شقفة قوتي ولصق لساني بحنكي والى تراب الموت تضعني. 16 لانه قد احاطت بي كلاب.جماعة من الاشرار اكتنفتني.ثقبوا يدي ورجلي. 17 احصي كل عظامي.وهم ينظرون ويتفرسون في. 18 يقسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون  "
 (مز :88 9-3) ً 3 لانه قد شبعت من المصائب نفسي وحياتي الى الهاوية دنت. 4 حسبت مثل المنحدرين الى الجب.صرت كرجل لا قوة له. 5 بين الاموات فراشي مثل القتلى المضطجعين في القبر الذين لا تذكرهم بعد وهم من يدك انقطعوا. 6 وضعتني في الجب الاسفل في ظلمات في اعماق. 7 علي استقر غضبك وبكل تياراتك ذللتني.سلاه. 8 ابعدت عني معارفي.جعلتني رجسا لهم.اغلق علي فما اخرج. 9 عيني ذابت من الذل.دعوتك يا رب كل يوم. بسطت اليك يدي" 
(مز 11:31) َّ 11 عند كل اعدائي صرت عارا وعند جيراني بالكلية ورعبا لمعارفي.الذين راوني خارجا هربوا عني.
+ « َّ تفكـروا بـأذيتي، يقولـون أمـر رديء قـد انسـكب عليـه، َّ، علـي ً علـي َّ يتنـاجون معـا كـل مبغضـي َّ حيث اضطجع لا عقبـه. ً رجل سلامتي الذي وثقت بـه آكـل خبـزي رفـع علـي يعود يقوم!! أيضا »(مز :41 9-7) 7 كل مبغضي يتناجون معا علي.علي تفكروا باذيتي. 8 يقولون امر رديء قد انسكب عليه.حيث اضطجع لا يعود يقوم. 9 ايضا رجل سلامتي الذي وثقت به اكل خبزي رفع علي عقبه 
+ (مز 69: 1- 4) لان المياه قد دخلت الى نفسي. 2 غرقت في حماة عميقة وليس مقر.دخلت الى اعماق المياه والسيل غمرني. 3 تعبت من صراخي.يبس حلقي.كلت عيناي من انتظار الهي. 4 اكثر من شعر راسي الذين يبغضونني بلا سبب.اعتز مستهلكي اعدائي ظلما.حينئذ رددت الذي لم اخطفه 
+ (مز :69 7و8) َّ7 لاني من اجلك احتملت العار.غطى الخجل وجهي. 8 صرت اجنبيا عند اخوتي وغريبا عند بني امي.
+  (مز :69 14و15) َّ 14 نجني من الطين فلا اغرق نجني من مبغضي ومن اعماق المياه. 15 لا يغمرني سيل المياه ولا يبتلعني العمق ولا تطبق الهاوية علي فاها.
+  (مز :69 20) ْ 20 العار قد كسر قلبي فمرضت.انتظرت رقة فلم تكن ومعزين فلم اجد


 ٱقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ
الجنود الرومان الذين كانوا يصلبون المجرمين كانوا يحصلون على كل ممتلكاتهم كجزء من أجرهم.
يوضحها إنجيل يوحنا هكذا (يو 19: 23- 24) 23 ثم ان العسكر لما كانوا قد صلبوا يسوع، اخذوا ثيابه وجعلوها اربعة اقسام، لكل عسكري قسما. واخذوا القميص ايضا. وكان القميص بغير خياطة، منسوجا كله من فوق. 24 فقال بعضهم لبعض:«لا نشقه، بل نقترع عليه لمن يكون». ليتم الكتاب القائل:«اقتسموا ثيابي بينهم، وعلى لباسي القوا قرعة». هذا فعله العسكر.

 
 مُقْتَرِعِينَ عَلَيْهَا:
كان قد تم التنبؤ بذلك في (مز 22: 18)  18 يقسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون  " هذا المزمور يصف صلب يسوع (الرمزية الخريستولوجية) يسوع يقتبس البيت الأول ِمن هذا المزمور في (مر 15: 34)  وأيضا ( مز 22: 7- 8) 7 كل الذين يرونني يستهزئون بي.يفغرون الشفاه وينغضون الراس قائلين 8 اتكل على الرب فلينجه.لينقذه لانه سر به. " يلقي الظل على التعليقات التي أطلقها أولئك الذين كانوا يمرون بيسوع ويسخرون منه

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 15

7. صلبه بين لصين (مرقس 15: 25-28)
تفسير (مرقس 15: 25)  25 وكانت الساعة الثالثة فصلبوه.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٢٥ وَكَانَتِ ٱلسَّاعَةُ ٱلثَّالِثَةُ فَصَلَبُوهُ.

ٱلسَّاعَةُ ٱلثَّالِثَةُ

في (يوحنا 19: 14)  تقول "الساعة السادسة". الأناجيل الآزائية تستخدم على الدوام التقويم اليهودي، بينما يوحنا غالبا ،ُ ولكن ليس حصريا ، يستخدم التقويم الروماني. والتقويم اليهودى ما زال معمولا به فى  الكنيسة القبطية حتى الآن. فالساعة الثالثة مـن النهـار هـي التاسـعة صـباحا والتاسعة هي الثالثة بعد الظهر.
بعد شروق الشمس وقبل الظهر بثلاث ساعات. الـذي يسـاوي الآن السـاعة التاسـعة صـباحا وذلك وفق قول متّى ولكنه غير حساب يوحنا كما سبق الكلام في الشرح (متّى ٢٧: ٤٥) والأرجح أن متّى ومرقس حسبا النهار حسب الاصطلاح اليهودي يومئذ وهو الحساب الشرقي اليوم. وهو أن اليوم من المغرب إلى المغرب (من غروب الشمس حتى غروبها فى اليوم التالى ) وأن يوحنا جرى على الحساب الروماني يومئذ وهو الحساب الغربي اليوم وهو أن اليوم من نصف الليل إلى نصف الليل. أو أن ناسخ إنجيل يوحنا غلط ببدل الحرف الدال على الثلاثة بالحرف الدال على الستة لأن صورة كل من الحرفين تقرب من صورة الآخر كثيراً.

هذه الساعات الست تُقسم إلى مرحلتين.
أولاً من الساعة الثالثة إلى السادسة- أي كما نقول من الساعة التاسعة صباحاً إلى منتصف النهار،
"وَكَانَتِ السَّاعَةُ الثَّالِثَةُ". هذا يُحتسب بالنسبة إلى التوقيت الروماني، من شروق الشمس، أو ما نعتبره الساعة السادسة.
حيث كانت الشمس لا تزال مشرقة، وأمكن للجميع أن يروا ما كان يجري. خلال هذه الساعات الثلاث كان يسوع المسيح يتألم على أيدي الناس. ما أزال الخطيئة ليس ما أنزله الناس به من عقاب أو عذاب (عبرانيين 9: 26). سيُدان الناس على كل الحقد والبغضاء ما لم تدفعهم التوبة إلى التحول إلى الخلاص بذاك الذي صلبوه (أعمال 2: 23؛ المزمور 69: 20- 28).
ومن الساعة السادسة إلى الساعة التاسعة
انتشرت العتمة في كل أرجاء الدنيا. وما أمكن لعين بشر أن ترى وسط ذلك الظلام. عندها جُعلت روح المسيا تقدمةً كفارية عن الخطية. ما أطلقت عليه إليزابيث باريت براونينغ تسمية "صرخة عمانوئيل اليتيمة"، أي تلك الصرخة:
"«إِلُوِي إِلُوِي لَمَا شَبَقْتَنِي؟» (اَلَّذِي تَفْسِيرُهُ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟)"، عند ربطها بالمزمور 22، الذي منه استُمدت، 
 
تدل على التخلي في الروح الذي مرّ فيه الرب يسوع المسيح عندما صار حامل الخطية العظيم. فعندها تعامل معه الله، القاضي العادل البار، ككفيل يقف بديلاً عن الخاطئ. وبفضل ما احتمله هناك، جُعلت الكفارة للمعصية، والآن أمكن لله أن "يكُونَ بَارّاً وَيُبَرِّرَ مَنْ هُوَ مِنَ الإِيمَانِ بِيَسُوعَ" (رومية 3: 26). ألا فليجعل الله قلوبَنا حساسة رقيقة أبداً، وأرواحنا تتأثر بعمق ونحن نتأمل من جديد موت المخلص في الجلجثة.

صَلَبُوهُ.
ألأناجيل لا تتلاعب بعواطفنا بوصف مراحل الألم الجسدي الفظيعة التي كان الصلب يشتمل عليها. المسألة اللاهوتية هي ليس كيف مات [رغم أن (تث 21: 23) 23 فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم.لان المعلق ملعون من الله.فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا " ذات مغزى هام، (غل 3: 13)  13 المسيح افتدانا من لعنة الناموس، اذ صار لعنة لاجلنا، لانه مكتوب: «ملعون كل من علق على خشبة». ] ، بل من هو ولماذا مات.
تفسير (مرقس 15: 26)  26 وكان عنوان علته مكتوبا ملك اليهود.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٢٦ وَكَانَ عُنْوَانُ عِلَّتِهِ مَكْتُوباً «مَلِكُ ٱلْيَهُودِ».

المعلومات في أن هذا العنوان كان بثلاث لغات يأتي من (يو 19: 20)  20 فقرا هذا العنوان كثيرون من اليهود، لان المكان الذي صلب فيه يسوع كان قريبا من المدينة. وكان مكتوبا بالعبرانية واليونانية واللاتينية.  " لمعلومات على أنها كانت ثبتت بمسامير فوق رأس يسوع تأتي من ا(مت 12: 37)   37 لانك بكلامك تتبرر وبكلامك تدان».
 KJV وNKJV تترجم (مر 15: 26) 26 وكان عنوان علته مكتوبا ملك اليهود. "  بطريقة تدل على أنها تقول بوضوح "من فوق"، ولكن الكلمة "عنوان" تتكرر في الفعل، ما يعني يحفر، ينقش، يدمغ، يكتب على، ولكن ليس "فوق".

عُنْوَانُ عِلَّتِهِ

هذه العلامة الصغيرة كانت تدعى Titulusمن قبل الرومان. كانت عادة أحرف سوداء على خلفية بيضاء. هذه التهمة الرسمية كانت إما
(1) تُحمل قبل الإدانة أو
(2) تعلق  على رقبة المدان. في مكان الصلب كانت قد وضعت فوق رأس يسوع على الصليب (مت 27ك 37) انظر .Manners and Customs of the Bible by James M. Freeman, pp. 395-6
اقتصر متّى على قوله «علته» وقال «هذا هو يسوع ملك اليهود». والذي كتبه مرقس أخصر وهو قوله «ملك اليهود». ولكن العنوان كُتب بثلاث لغات فلعلّ أحدهما ترجم أو نقل من أحدها والآخر عن أخرى.


«مَلِكُ ٱلْيَهُودِ» O BASILEUS TWN IOUDAIWN
من اللافت أن نلاحظ التنوع بين الأناجيل حول ما يتعلق بالكلمات الدقيقة التي وردت في التهمة الموضوعة فوق رأس يسوع على الصليب.
-1 (مت 27: 37) "هذا يسوع، ملك اليهود"
-2 (مر 15: 26)  "ملك اليهود"
-3 (لو 23: 38) "هذا هو ملك اليهود"
-4 (يو 19: 19) "يسوع، الناصري، ملك اليهود"
كل واحدةٍ تختلف عن البقية، ولكن أساسا هي نفس المعنى. هذا يصح على معظم التغايرات في التفاصيل التاريخية بين الأناجيل. كل كاتب دون ذكرياته (ومصادره) مع اختلافات طفيفة، ولكنها تبقى روايات نفس شهود العيان.

إنجيل يوحنا يضـيف قبـل ملـك اليهـود اسم المسيح  الرسمـي: «يسـوع الناصـري» (يـو 20:19). ً 
وهــذه هــي علــة المصــلوب، للتعريــف بالمصــلوب، ً إذ أن هــذا كــان نظامــا رومانيــا وهــو في حقيقتــه العلَّــة الشرعية التي من أجلها صلب ، ولـو أنهـا كانـت موضـع احتقـار بـيلاطس لليهـود، ولكنهـا هـي التهمـة الـتي ُتقدم بها مجلس السنهدرين اليهودى الدينى رسميا للحاكم الرومانى المدنى بيلاطس ووافق عليها الشعب اليهودى  قائلا ليس لنا ملك إلا قيصر رافضين أن يكون المسيح ملك عليهم وحكم عليه من أجلها بالصلب ! وقـد كتـب العنـوان بـالثلاث لغـات العبرانيـة واللاتينيـة واليونانيـة. وعنـدما احـتج قــ دَّموا هبـا رسميـا ً «مـا كتبـت قـد َّ جـاءت للتشـهير بالأمـة اليهوديـة كلهـا، رد علـيهم بـيلاطس: رؤسـاء الكهنـة لأنها فعـلا كتبت» بكبرياء الحاكم (يو 22:19)
.
كان بيلاطس يقصد أن يزعج رؤساء اليهود بوضع نفس اللقب الذي كانوا يخشونه على صليب يسوع (مر 15: 26) 26 وكان عنوان علته مكتوبا «ملك اليهود».
ولكن الحقيقة المـرة - في المنظـور الإلهـي - أن رؤسـاء الكهنـة قتلـوا فعـلا ً ملكهـم وعلَّقـوه علـى خشـبة! َّ وهكـــذا وعفويـــا حمـــل المســـيح عـــار الأُمـــة اليهوديـــة!! ولكـــن بحســـب تـــدبير االله والمســـيح كـــان هـــذا ليحمل عار البشرية ولعنتها التي قبلها آدم وورثها لبني جنسنا.
وهذا واضح لأن الحكم بالصلب إشترك فيه اليهود كسلطة دينية يمثلها مجلس السنهدرين وكشعب صرخ فى المحاكمة أصلبه ووافقت السلطة المدنية المتمثل فى بيلاطس أى أن ألمم واليهود صلبوا المسيح
ولكـن لم يقبـل المسـيح عـارا َّ لصـليب كجـزء مـن روايـة كمـا هـو مقـدم الآن في هـذا الفصـل، بـل إن العـار الذي حمله المسيح كسر قلبه: «العار قد كسر قلبي» (مز 20:69). فأن يحمل المسيح كرامة أبيه ولقبه «أنـا هـو» ِّ الـذي هـو لقـب يهـوه العظـيم، ويؤكـد أنـه جـاء باسـم أبيـه ليعمـل مشـيئته، ويصـنع المعجـزات الـتي ُ َّ  عن أي سلطان يحمل، ثم بعد ذلك يتعـرى ويصـلب علـى خشـبة كمجـرم ويشـهر بـه بـين النـاس، َ هنا يبلغ العار مضادته العظمى: حامل المجد كيف يحمل عارا  ً وهي ليسـت مضـادة مجازيـة أو فكريـة، بـل مضـادة جوهريـة يسـتحيل حـدوثها بـأي حـال مـن الأحـوال. فعـار الابـن يلحـق الآب ولا محالـة!! و العـار لعنة  .ً واللعنـة إن أصـابت الابـن أصـابت الآب حتمـا ً لـذلك لـولا أن المسـيح كشـف لنـا سـر اللعنـة  التى حملها لظل الصليب لغزا لا هوتيا غير مقبول بل عثرة هنا كشف المسـيح السـتار عـن كيـف تحمـل المسـيح تسجله  الأناجيـل والتـاريخ وعلمـاء اللاهـوت ِّ عندما رفع صوته بصـراخ ليسـمعه الجميـع العار وحده، : « إلهي إلهي لماذا تركتني؟» (مر 34:15).
هذا هو الترك الحتمي الذي أجـراه االله علـى المسـيح حـتى يمكـن أن يجـوز اللعنـة وحـده مـن أجـل البشـرية الـتي يحملهـا (4) َّ . فلـولا هـذا التـرك الإلهـي لمـا صـح  الصـليب ولمـا صـارت  اللعنـة لعنـة بـل ضـحكا ا ً!! هنـا صـار الصـلب صــليباً حقـا  الذي ذاقه المسيح بالترك قبل أن يذوقه بالموت على الصـليب. فالمسيح صلب مرتين صلب بترك الآب له عمدا وصلب بيد الأشرار قهرا أو هو صلييب ذو وجهـين، وجـه سماوي قاتم قتام َّ الظلام الحالك لا نور فيه لاختفـاء وجـه الآب، ووجـه أرضـي اظلمـت لـه الـدنيا كرجـع وصـدى لظلمـة السـماء، فـاختفى نـور الشـمس لاختفـاء نـور وجـه الآب عـن الابـن رب الخليقـة ونورهـا، كـرد فعـل للجريمة التي اقترفها الإنسان من نحو الابن!!
******
(4) توضيح لاهوتي: إن ترك الآب للابن لم يتم من جهة الطبيعة، لأننا نؤمن أن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين، وأن ًلاهـوت الابـن ولاهـوت الآب واحـد لا ينقسـم .ولكـن الـترك تم ً ويتم الفداء.فعلا التـدبير أي بانحجـاب وجـه الآب ومعونتـه زمنيا ً ِّ عن المسيح المتجسد حتى يمكن من أن يتقبل الموت واللعنة زمنيا ويتم الفداء
تفسير (مرقس 15: 27)  27 وصلبوا معه لصين واحدا عن يمينه واخر عن يساره.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 «٢٧ وَصَلَبُوا مَعَهُ لِصَّيْنِ، وَاحِداً عَنْ يَمِينِهِ وَآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ.

(متّى ٢٧: ٣٨) ( إشعياء ٥٣: ١٢) (لوقا ٢٢: ٣٧)
راجع الشرح (متّى ٢٧: ٣٨)


لِصَّيْنِ

 الأرجح أنهما من رفقاء باراباس في الفتنة وأنه حُكم على ثلاثة أحدهم باراباس بالصلب وبما أنه أخذ يسوع بدلاً من باراباس فصُلب مكانه لو عُوقب.
يقول أحد العلماء إنهما كانا من ضمن اللصوص الذين وقع في أيـديهم اليهـودي المتغـرب من أورشلسم نازلا إلى أريحا ، وهذا غير منطقى لأن المسيح كان يكرز بمثل عن سامرى صالح  ولكنها تعتبر من قصص مؤلفة لنشر المسيحية وتقول القصة أن اللصين كانا على علم بأن المصلوب معهم يسوع المسيح  وأدرك أحــدهما أنـه ســيد عظـيم ورب. وقــد وضـع تقليــد الكنيسـة اســم ”ديمـاس“ للص التائــب والآخر أعطوه اسم ”جستاس“ (5). وقد داعب العالم ألفريد القارئ بقوله إنهمـا احـتلاَّ اليمـين والشـمال للرب عوض يعقوب ويوحنا. وفي تقليد القديس متى والقديس لوقا تتكرر هذه العبارة «  واحدا والآخـر عـن يسـاره» (مـت ،38:27 لـو 33:23 ِّ ) َّ وكأنهمـا يلمحـان علـى يعقـوب ويوحنـا. ولكـن ق. مـرقس بعـد ذلـك في الآيـة (32) ويقـول: « ِّ واللذان كانا  معـه كانـا يعيرانـه"  لم يـذكر ُ مـرقس قصة اللص التائب.
*******
(5) Alfred Plummer, op. cit., p. 354
 ً


لص : 
هذه الكلمة كانت تعني "لصوص" أو "عصاة مسلحين". هذا تحقيق خاص لـ (أش 53: 12)12 لذلك اقسم له بين الاعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة من اجل انه سكب للموت نفسه واحصي مع اثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين " (المزمزر 22) و (أش 52: 13- 53: 12) 13 هوذا عبدي يعقل يتعالى ويرتقي ويتسامى جدا. 14 كما اندهش منك كثيرون.كان منظره كذا مفسدا اكثر من الرجل وصورته اكثر من بني ادم. 15 هكذا ينضح امما كثيرين.من اجله يسد ملوك افواههم لانهم قد ابصروا ما لم يخبروا به وما لم يسمعوه فهموه  - 1 من صدق خبرنا ولمن استعلنت ذراع الرب. 2 نبت قدامه كفرخ وكعرق من ارض يابسة لا صورة له ولا جمال فننظر اليه ولا منظر فنشتهيه. 3 محتقر ومخذول من الناس رجل اوجاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به 4 لكن احزاننا حملها واوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا. 5 وهو مجروح لاجل معاصينا مسحوق لاجل اثامنا تاديب سلامنا عليه وبحبره شفينا. 6 كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد الى طريقه والرب وضع عليه اثم جميعنا. 7 ظلم اما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح فاه. 8 من الضغطة ومن الدينونة اخذ.وفي جيله من كان يظن انه قطع من ارض الاحياء انه ضرب من اجل ذنب شعبي. 9 وجعل مع الاشرار قبره ومع غني عند موته.على انه لم يعمل ظلما ولم يكن في فمه غش 10 اما الرب فسر بان يسحقه بالحزن.ان جعل نفسه ذبيحة اثم يرى نسلا تطول ايامه ومسرة الرب بيده تنجح. 11 من تعب نفسه يرى ويشبع.وعبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين واثامهم هو يحملها. 12 لذلك اقسم له بين الاعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة من اجل انه سكب للموت نفسه واحصي مع اثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين "
واضحة محددة في بعض تفاصيلها، ولكن ليس في التفاصيل. قراءة هذه الرموز من النبوءات المسيانية أمٌر صعٌب جدا
(1) رمزية
(2) شعرية؛ أو
(3)  تتعلق فقط بالوضع الطبيعى الأصلى
لأن بعض التفاصيل فقط تنطبق على حالة يسوع. وأما التفاصيل الأخرى فال بد أنها كانت )
ي األصلي.
 فقط من خلال وحي العهد الجديد يمكن أن يصبح هذا الرمز إلى اللاهوت الخريستولوجي شرعيا صحيحا بالوضع التاريخ . المؤمنون المحدثون ينقادون بالروح القدس عندما يقرأون الكتاب المقدس  (الإستنارة)، ولكننا نختلف على التفاصيل، والتي تظهر أن الوحي أسمى وأعلى من الإستنارة.
تفسير (مرقس 15: 28)  28 فتم الكتاب القائل واحصي مع اثمة.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٢٨ فَتَمَّ ٱلْكِتَابُ ٱلْقَائِلُ: وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ».

هذه الآية محذوفة من المخطوطات اليونانية الإنشية القديمة، C, B, A ,א وD. وهي غير موجودة في الترجمات NRSV، NJB ,TEV وNIV من الواضح أنها كانت قد أضيفت كتعليق هامشي من قبل كاتب أو ناسخ قديم من (لو 22: 37) .  من النص الأصلي لمرقس. . هي ليست جزءا ومن غير المألوف بالنسبة إلى مرقس، الذي يكتب إلى الأمميين، أن يدخل في إنجيله اقتباسات من العهد القديم (مر 15: 28) هي تلميح إلى (أش 53: 12) 
12 لذلك اقسم له بين الاعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة من اجل انه سكب للموت نفسه واحصي مع اثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين "  UBS4 تعطي احتمال الحذف نسبة أرجحية عالية.

فَتَمَّ ٱلْكِتَابُ

أي تمت نبوءة إشعياء (إشعياء ٥٢: ١٢) 12 لذلك اقسم له بين الاعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة من اجل انه سكب للموت نفسه واحصي مع اثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين " وهي قوله «أحصي مع أثمة». وهذه النبوءة لم يستشهد بها متّى واستشهد بها لوقا أيضاً (لوقا ٢٢: ٣٧). وليس المراد أن الله حسبه أثيماً لكنه عامله كذلك في كل ما هو ضروري للتكفير عن خطايا البشر. وأن الناس اعتبروه أثيماً لأن الرؤساء شكوه بدعوى أنه أثيم وحكموا عليه بذلك في مجلسهم وعوقب بالموت مع أشرار الخطأة. وفي كل ذلك كان سر الفداء وهو «أن البار من أجل الأثمة» وبهذا فتحت السماء للمؤمنين لأنه أحصي مع الأثمة لكي تُحصَى مع الأبرار والقديسين.
ولكـن هـذه النبـوة هنـا تحمـل معـنى فبرفع المسيح على الصليب يكون بحسب قول ق. بطرس قد «حمـل هـو نفسـه خطايانـا في جسـده علـى الخشبة» (1بط 24:2). وبحسب إشعياء: «الرب وضع عليه إثم جميعنـا» (إش 6:53). فلـيس بسـبب ً اللصـين أُحصـي المسـيح مـع أثمـة، بـل مـن أجـل الخطايـا الـتي حملهـا، إذ صـار بالضـرورة محسـوبا ً خاطئـا من الخطاة  . بـل أخطـى الخطـاة جميعـا بـل الحامـل للخطـاة وخطايـاهم معـا فلمـا نضـح مـن جسـده الحامـل الخطايا قوة غفران،ًعلى التو أحس اللص اليمين بالتوبة وطلـب المغفـرة فغفر له ُ فكان كنازفـة الـدم الـتي اختلسـت مـن لمـس ثـوب المسـيح قـوة شـفاء فشـفيت، وهـا هـو اللـص وقـد أحـس بقـوة الغفران تشع من جسد المسيح الدامي فطلبها ونالها. ْ
 وهكذا دخل الصليب والمصلوب عليه إلى العالم ينضح قوة غفران ينالها كل من يطلبها. وقد اعتادت َالكنيسـة القبطيـة أن تـداعب ق. بطـرس وتعـيره بـاللص فيهتـف الكـاهن في ”أمانـة اللـص“ الـتي تقـرأ يـوم ً ” : اذكــرني يــا رب مــتى جئــت في : ً الجمعــة العظيمــة قــائلا التلميــذ (بطــرس) أنكــر واللــص صــرخ قــائلا ملكوتك.“

 

 

 

 

This site was last updated 10/05/24