Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

شرح إنجيل مرقس -  تفسير الإنجيل كما رواه مرقس (مر 3: 1- 19)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير مرقس (مر 1: 1- 20)
تفسير مرقس(مر 1: 21- 45
تفسير مرقس (مر1:2- 28)
تفسير مرقس (مر 3: 1- 19
تفسير مرقس (مر 3: 20- 35
تفسير مرقس (مر4: 1- 20
تفسير مرقس (مر4: 21- 41
تفسير مرقس  (مر 5: 1-20
 تفسير مرقس  (مر 5: 21- 43
تفسير مرقس (مر6: 1- 29
تفسير مرقس (مر 6: 30- 56
تفسير مرقس (مر7: 1- 37
تفسير مرقس (مر 8: 1- 21
 تفسير مرقس  (مر 8: 22-38
تفسير مرقس  (مر 9: 1- 29)
تفسير مرقس (مر 9: 30- 50)
تفسير مرقس (مر 10: 1- 27
تفسير مرقس (مر 10: 28- 52
تفسير مرقس (مر 11: 1- 31
تفسير مرقس (مر 12: 1- 27
تفسير مرقس (مر 12: 28- 44
تفسير مرقس(مر 13: 1- 20
تفسير مرقس (مر 13: 21- 37
تفسير مرقس (مر 14: 1- 21)
تفسير مرقس(مر 14: 22- 42
تفسير مرقس (مر 14: 43- 72
تفسير مرقس (مر 15: 1- 24
تفسير مرقس (مر 15: 25- 47
تفسير مرقس (مر 16: 1- 20
Untitled 8665
خاتمة إنجيل مارمرقس

تفسير إنجيل مرقس على - مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل8
تفسير وشرح  إنجيل مرقس الإصحاح  الثالث
1. شفاء ذي اليد اليابسة (مر 3: 1 - 6 )
2. خدمته خلال سفينة صغيرة (مر 3: 7 - 11)
3. إقامة التلاميذ للعمل (مر 3: 12 - 19)  

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 3

1. شفاء ذي اليد اليابسة فى يوم السبت (مرقس 3: 1-6)
تفسير (مرقس 3: 1) 1 ثم دخل ايضا الى المجمع.وكان هناك رجل يده يابسة.

  التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
شفاء يابس اليد ومؤامرة الأعداء على يسوع (مر 3: 1- 6) ووردت أيضا فى (مت 12: 9- 14)  و (لوقا 6: 6- 11)
 
  *** (1)  ثُمَّ دَخَلَ أَيْضاً إِلَى ٱلْمَجْمَعِ،
إِلَى ٱلْمَجْمَعِ : المجمع المذكور هنا هو مجمع كفرناحوم، لأنها كانت موضوع الحديث في الأصحاح السابق مباشرة (مر 2: 1- 7). وكان رؤساء المجامع يضجون من عادة المسيح الذي كان يلاحقه المرضى ويزدحمون حوله مع أقاربهم وأصدقائهم في يوم السبت، فيضطر أن يشفيهم رغماً عن العرف اليهودي الجاري بعدم العمل يوم السبت وهو يوم الراحة . وقد صرح بهذا أحد رؤساء المجامع صارخاً في الشعب والمرضى الذين تزاحموا حوله في المجمع يوم السبت : (لو 13: 15,14) «فأجاب رئيس المجمع، وهو مغتاظ لأن يسوع أبرأ في السبت وقال للجمع: هي ستة أيام ينبغي فيها العمل، ففي هذه ائتوا واستشفوا، وليس في يوم السبت. فأجابه الرب وقال: يا مرائي، ألا يـحـل كـل واحـد منكم في السبت ثوره أو حمـاره مـن المـذود ويمضي به ويسقيه؟»
المجمع فى المجتمع اليهودى هو مكانا للتعليم والصلاة والعبادة والشركة.  تطور المجمع خلال فترة السبي البابلي.  لقد كان االإمتداد المحلي للديانة اليهودية بتعليم أجيال جديدة يحملون العقيدة اليهودية من جيل لجيل ويتدربون فى الشعائر الطقسية اليهودية بالإضافة إلى الهيكل هو النقطة المركزية القومية.
كما يحرص أى يهودى بالحضور للمجمع حرص يسوع بالحضور إلى المجامع يوم السبت كأى معلم يهودى بشكل منتظم. وقد تعلم الكتب والتقاليد في مدرسة المجمع في الناصرة. وكان يشارك بشكل كامل في  العبادة اليهودية في القرن الأول.
 من اللافت أيضا أن يسوع كان عن عمد يتصرف بطر ٍق استفزازية يفعل معجزاته فى المجامع وفى يوم السبت يوم الراحة ،
هذه هي القصة الخامسة التي يذكرها إنجيل  مرقس تباعاً، وتجمع معاً أنواع الصدام مع الكتبة والفريسيين. لقد كان ينتهك التقاليد الشفهية (التلمود) (والفتاوى الناشئة عنها) عن قصد التي للشيوخ وكأنه يريد أن يدخل في مواجهٍة/ نقاش لاهوتي مع رؤساء الدين (المحليين والقوميين؛ الفريسيين وأيضا الصدوقيين ). وأفضل نقاش مطول عن لاهوته الذي يختلف عن المعايير التقليدية هو العظة على الجبل
  
*** (2) وَكَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ يَدُهُ يَابِسَةٌ.
يَدُهُ يَابِسَةٌ. :  هذا اسم فاعل تام مبني للمجهول. (لوقا 6: 6)6 وفي سبت اخر دخل المجمع وصار يعلم. وكان هناك رجل يده اليمنى يابسة "  يقول أن تلك كانت هي يده اليمنى، وبالتالي كانت تؤثر على قدرته على العمل.
أظر شرح وتفسير معجزة شفاء المسيح ذلك الإنسان في المجمع يوم السبت بكلمة أمام عيون مبغضيه المقاومين في شرح بشارة متّى (متّى 12: 9- 14). ولم ترد ما ذكره متّى عن سقوط الخروف في السبت في حفرة. فى مرقس وذكر ما لم يذكره متّى في هذا الشأن وهو أنه نظر حوله إليه بغضب حزيناً على غلاظة قلوبهم. وأن الهيرودسيين وافقوا الفريسين في المؤامرة على المسيح.
تفسير (مرقس 3: 2) 2 فصاروا يراقبونه هل يشفيه في السبت.لكي يشتكوا عليه.

  التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   ***(1)  فَصَارُوا يُرَاقِبُونَهُ:
. هذا زمن ناقص. إنه يشير إلى الحضور الدائم من موقف مراقبة عند رؤساء الدين.
«يراقبونه»: الكلمة اليونانية تفيد التربص والملاحظة الدقيقة مع تحفز لضبطية بالنسبة لعدو. وقد أوردهـا ق . مرقس هنا ليوضح حال الكتبة والفريسيين المعتادة تجاه المسيح، الأمر الذي تماماً . حرمهم مـن الفـهـم الصحيح التلقائي لأعمال المسيح. كان هذا داخل المجمع، وقد جلسوا متربصين وهم على يقين أن المسيح لابد سيجري عمل الشفاء، مما يعطينا نحـن إحساساً بقدرة المسيح على الشفاء بصورة دائمة وتلقائية.
 والعجيب أن التربص بالمسيح كان على أساس جمع الأدلة لتقديم التهم التي تصلح للشكوى ضده. هنا بدأ معلمى اليهود الإنزعاج من تعليم المسيح وإنتشار أقواله وإتساع شعبيته والعقدة المستعصية التي أصابت نفوس الكتبة والفريسيين بالعمى من جهة رؤية أعمال المسيح التي تشير لقوة الرب هي الناموس والسبت، كما قال بولس الرسول عن خبرة شخصية: «فوجدت الوصية التي للحياة نفسها للموت» (رو 10:7). فالسبت ـ وهو الوصية التي جعلت للإنسان للحياة السعيدة والراحة من العمل – صار هو العائق الخطير في عقول الكتبة والفريسيين: كيف يعمل فيه المسيح للخير ويشفي المرضى. إذن، بذلك يكون قد كسر الناموس، إذن، هو ليس من الرب، إذن، ينبغي أن يقتل.

وإذ كانوا يعرفون قلب يسوع الحنون وعادته أنه ن يمتنع من شفاء مريض لأنه أتى (إش 1:61)."جاء يبشر المساكين، يعصب منكسرى القلوب. ينادى للمسبيين بالعتق، وللمأسورين بالإطلاق" (مت 9: 13)."فاذهبوا وتعلموا ما هو: إني أريد رحمة لا ذبيحة، لأني لم آت لأدعو أبرارا بل خطاة إلى التوبة»." (لو 5: 32)."لم آت لأدعو أبرارا بل خطاة إلى التوبة»."
 عرف منتقدوا المسيح أنه لن يتردد أن سيهتم لأمر هذا الرجل المشلول؛ وبدلاً من أن يبتهجوا بهذا الدليل على المحبة الإلهية والمراعاة، راحوا يراقبونه بعيون مليئة بالغيرة والحسد ليروا إن كان سيستخدم قدرته الشفائية في يوم السبت، وفي قرار أنفسهم كانوا يودون لو يفعل ذلك ليستطيعوا أن يكيلوا له تهمة انتهاك تقليد الشيوخ. هكذا هو قلب الإنسان، يكون خارجياً أو ظاهرياً تقياً ومتديناً، عندما يكون غريباً عن نعمة الله.

  
*** (2) هَلْ يَشْفِيهِ فِي ٱلسَّبْتِ؟
هذه جملة شرطية فئة أولى، يفترض أنها صحيحة. يسوع شفى في يوم السبت في المجمع تماما أمام أعينهم
 
  ** (3) لِكَيْ يَشْتَكُوا عَلَيْهِ.
هذه هي كلمة hina، أو هدف أو جملة هدف. ما كانوا مهتمين بالرجل ذي اليد اليابسة. لقد كانوا يريدون أن يمسكوا يسوع بانتهاك مشهود لكي يدينوه ويرفضوه. يسوع يتصرف بدافع الحنو واإلشفاق على الرجل، ويستمر في تعليم تلاميذه، ويواجه رؤساء الدين المستعبدين للقوانين والتقليد وذوي البر الذاتي.
 وهـي هنـا تنتهي بأنهم بلغـوا الـذروة في الهياج حتى وضعوا خطة مع جماعة الهيرودسيين ‘‘لإهلاك’’ يسوع. وتمتاز هذه الرواية بأن المسيح هو الذي يبادرهم بالسؤال والتحدي ويفحمهم بعمل المعجزة وفي يوم السبت، واضعاً هنا مبدأ جديداً يختص بالسبت وهو عمل الخير وتخليص النفس.
تفسير (مرقس 3: 3) 3 فقال للرجل الذي له اليد اليابسة قم في الوسط.

  التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس  

   *** فَقَالَ لِلرَّجُلِ ٱلَّذِي لَهُ ٱلْيَدُ ٱلْيَابِسَةُ: قُمْ فِي ٱلْوَسَطِ! ثُمَّ قَالَ لَهُمْ

هذه هي حرفيا "انهض وقف في الوسط". هذا أمر مضارع مبني للمعلوم. كان الهدف منه أن يراه الجميع.
علم المسيح ما يدور في صدور الكتبة والفريسيين فقبل التحدي، والذي خططوا له بالصمت أخرجه علانية. فدعا الرجل ذا الذراع اليابسة (المشلولة) أن يقوم ويقف في وسط المجمع لكي يكون ظاهراً أمام الجميع بيده المدلاة المشلولة. منظر يكسر القلوب الرحيمة ويستدر الدمع من العيون الوديعة، فما ألعن الشلل وما يعمله في صحة الإنسان ليحوله إلى عاطل حزين كئيب لا حول له ولا قوة، له حياة وهو فاقد نضارتها، وكل هذا لا يحرك قلب هؤلاء الكتبة والفريسيين، إنهم يوافقون على أن يبقى هذا الإنسان مشلولاً ويموت بشلله ولا يكسر السبت. هنا المسيح دخل ليكسر هذا الجحود الديني ويقلب موازين الرياء والتدين الفاسد والمفسد.
يسوع، الذي لم يكن من شيء خفي عليه والذي كان يقرأ أفكارهم ككتاب مفتوح، (مر 4: 22). "لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ خَفِيٌّ لاَ يُظْهَرُ، وَلاَ صَارَ مَكْتُومًا إِلاَّ لِيُعْلَنَ." (لو 8: 17)."لأنه ليس خفي لا يظهر، ولا مكتوم لا يعلم ويعلن." أمر الرجل المشلول جزئياً بأن "«قُمْ فِي الْوَسَطِ!»". يمكن للمرء أن يتخيل كم كان هذا الرجل ليطيع بتوق ولهفة ورجاء، وهو ينظر إلى يسوع مرتقباً شفاء عجزه.

تفسير (مرقس 3: 4) 4 ثم قال لهم هل يحل في السبت فعل الخير او فعل الشر.تخليص نفس او قتل.فسكتوا.

  التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

   فى هذه الاية يطرح المسيح سؤالا على الرابيون معلمى اليهود .. هل يحل؟.. ويخيرهم بين بين أربعة إختيارات يختار من الأول إختيار واحد ومن الثانى إختيار للإجابة عليه هما .. أولا : فعل الخير أم فعل الشر و ثانيا: تخليص نفس أو قتل نفس

من جديد نرى الرب في خلاف مع الفريسيين فيما يتعلق بمسألة السبت. إن إعلانه بأن السبت كان تدبيراً مُنعماً من الله لأجل راحة الإنسان ولم يكن يُعنى به أن يزيد من الأثقال عليه بل أن يريحه، لم يأخذ بعين الاعتبار الانطباع الذي سيخلفه هذا عند أولئك الناموسيين التشريعيين الصارمين المتزمتين والماكرين.

لا يتكلم المسيح هنـا عـن حالة هذا المريض فقط، لأنه يمكن أن يرضي الكتبة والفريسيين بأن يؤجل عمل الشفاء للغد أو ليوم آخر غير السبت . ولكن المسيح هنا يطرح مبدأ شاملاً في الحال الواقع: هل يمكن عمل الخير في السبوت عامة أم لا؟ هل يمكن تخليص النفوس في السبوت أم لا؟ وطرح المسيح هذا السؤال على ضمير الربيون وعقولهم أما الرد الذى يتوقعه المسيح منهم ليكون قانون الخير والسبت والحياة. فالسبت والناموس بأجمعه يستحيل أن يعارض ويقاوم خلاص النفس.

وبهذا أنقذ المسيح الناموس والسبت وكل الوصايا من تحت وصاية الكتبة والفريسيين ليعطيها معناها الجديد لخدمة خلاص النفس. وهكذا سيوظف المسيح الناموس كله بكل وصاياه لخدمة خلاص النفس؛ بل وسيقدم نفسه وحياته فدية لخلاص نفس الإنسان. وهكذا يطوع المسيح عظمة السبت وكرامته لخلاص نفس الإنسان.
*** (1) ثم قال لهم: هل يحل في السبت .

التوراة والتلمود : التوراة هي الشريعة المكتوبة أما الشريعة الشفوية هو "التلمود" معلمى اليهود الرابيون كان يمارسون الشريعة المكتوبة فى التوراة بـ تقليد شفهي متطور رفيع عالي المستوى والتمود وظيفته التعامل مع تطبيقات وتطويرات معاني المكتوبة (التلمود) كان يفسر الناموس الموسوي وفيه ما يجب وما لا يجب ( وبصورة أخرى ما يحل وما لا يحل عمله) أن يفعله اليهودى فى يوم السبت (مرقس2: 24).24 فقال له الفريسيون: «انظر. لماذا يفعلون في السبت ما لا يحل؟»  لقد كانوا قد وضعوا يمكن فعله شرعيا وما يُمنع القيام به في يوم السبت. يمكن للمرء أن يسعف رجال جريحا تحديدات صارمة حول ما في حالة طوارئ، ولكن ما كان بمقدوره أن يحسن وضعه أو حالته. سؤال يسوع كشف مشكلة أولوية تقاليدهم البالية التي يضعونها فوق اعتبار حاجات البشر. وهذا هو الحا ل دائما مع الذين يتقيدون بالنواميس بشكٍل دقيق

   ***  (2) فعل الخير أو فعل الشر؟
الجميل في اللغة اليونانية أن عبارة فعل الخير وعبارة فعل الشر تأتي ككلمة واحدة لكل منهما:
فعل الخير = gaqopoiAsai¢، فعل الشر = kakopoisai.

   *** (3) تخليص نفس أو قتل؟ فسكتوا»

تخليص نفس = yucan sisai ولكن القتل ليس قتل نفس بل مجرد قتل poktenai حيث خلاص النفس تفيد أيضاً الخلاص من المرض أو المحن. ولكـن أقـوى معنى لها هو خلاص من الدينونة المزمعة .

. تخليص : هذه هي الكلمة اليونانية sōzō. تستخدم بطريقتين متمايزتين في العهد الجديد:

(1)  تتبع استخدام العهد القديم بمعنى الإنعتاق من المشاكل الجسدية و

(2) تستخدم للدالاة على الخلاص الروحي.

في الأناجيل يكون لها عادة المعنى الأول (مر 3: 4)ثم قال لهم: «هل يحل في السبت فعل الخير او فعل الشر؟ تخليص نفس او قتل؟»  (مر 8: 35أ) 35 فان من اراد ان يخلص نفسه يهلكها (مر 15: 30- 31) 30 خلص نفسك وانزل عن الصليب!» 31 وكذلك رؤساء الكهنة وهم مستهزئون فيما بينهم مع الكتبة قالوا: «خلص اخرين واما نفسه فما يقدر ان يخلصها. 

وحتى الشفاء, (مر 5: 23 و 28 و 34) 23 وطلب اليه كثيرا قائلا: «ابنتي الصغيرة على اخر نسمة. ليتك تاتي وتضع يدك عليها لتشفى فتحيا». 28 لانها قالت: «ان مسست ولو ثيابه شفيت» 34 فقال لها: «يا ابنة ايمانك قد شفاك. اذهبي بسلام وكوني صحيحة من دائك».  (مر 6: 56)56 وحيثما دخل الى قرى او مدن او ضياع وضعوا المرضى في الاسواق وطلبوا اليه ان يلمسوا ولو هدب ثوبه. وكل من لمسه شفي!  (مر 10: 52) 52 فقال له يسوع: «اذهب. ايمانك قد شفاك». فللوقت ابصر وتبع يسوع في الطريق. ولكن في (مر 8: 35 ب)ومن يهلك نفسه من اجلي ومن اجل الانجيل فهو يخلصها.   ( مر 10: 26) 26 فبهتوا الى الغاية قائلين بعضهم لبعض: «فمن يستطيع ان يخلص؟» (مر 13: 13) 13 وتكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي. ولكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص.  "

 قد تشير إلى المعنى الثاني. هذا المعنى المزدوج نفسه نجده في رسالة يعقوب  .. البند (1) فى (مر 5: 15 و 20) 15 وجاءوا الى يسوع فنظروا المجنون الذي كان فيه اللجئون جالسا ولابسا وعاقلا فخافوا. 20 فمضى وابتدا ينادي في العشر المدن كم صنع به يسوع. فتعجب الجميع. " ... ولكن البند (2) فى (مر 1: 21) 21 ثم دخلوا كفرناحوم وللوقت دخل المجمع في السبت وصار يعلم ( مر 2: 14) 14 وفيما هو مجتاز راى لاوي بن حلفى جالسا عند مكان الجباية فقال له: «اتبعني». فقام وتبعه. ( مر 4: 12)12 لكي يبصروا مبصرين ولا ينظروا ويسمعوا سامعين ولا يفهموا لئلا يرجعوا فتغفر لهم خطاياهم»
 نفس :  . هذه الكلمة اليونانية psuchē. من الصعب جدا تحديد معناها الصعوبة في ترجمة هذه الكلمة تأتي من استخدامها الفلسفي اليوناني، فالبشر لديهم نفس، بدال من الفكرة العبرية بأن البشر هم نفس (تك 2: 7) 7 وجبل الرب الاله ادم ترابا من الارض، ونفخ في انفه نسمة حياة. فصار ادم نفسا حية. " ولكن يمكن معرفة معناها من خلال السياق . ويمكن أن تدل على

1- حياتنا الجسدية الأرضية (مر 3: 4) ثم قال لهم: «هل يحل في السبت فعل الخير او فعل الشر؟ تخليص نفس او قتل؟»  ( مر 8: 35) 35 فان من اراد ان يخلص نفسه يهلكها ومن يهلك نفسه من اجلي ومن اجل الانجيل فهو يخلصها ( مر 10: 45) 45 لان ابن الانسان ايضا لم يات ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين».

2 - مشاعرنا وإدراكنا لذاتنا (مر 12: 30) 30 وتحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك. هذه هي الوصية الاولى. ( مر 14: 34) 34 فقال لهم: «نفسي حزينة جدا حتى الموت! امكثوا هنا واسهروا». 

3 - إدراكنا الروحي والأبدي (مر 8: 36- 37) 36 لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ 37 او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه؟
 
فسكتوا» : هنا المسيح أوقع الكتبة والفريسيين في حيرة من أنفسهم وواجههم بعمى قلوبهم وتعصبهم الأعمى ضد الخير والحق والصلاح والحياة.

 

 تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside

وهنا طرح الرب السؤال: "«هَلْ يَحِلُّ فِي السَّبْتِ فِعْلُ الْخَيْرِ أَوْ فِعْلُ الشَّرِّ؟ تَخْلِيصُ نَفْسٍ أَوْ قَتْلٌ؟»". ولم يُجِبْ أحدٌ. وإذ كان عارفاً بريائهم، نظر حوله إليهم بغضب. لقد كان غضباً مقدساً بسبب ادّعائهم تكريم الله ولا مبالاتهم بحاجات الناس. لقد أحزنت غلاظةُ قلوبهم روحَ يسوع الحانية. ثم أمر الرجل أن يبسط يده. وفي الحال، وإذ نظر بإيمان إلى يسوع، شعر بحياة جديدة تدب في ذلك الطرف المشلول، ومدّها ووجد أنها صارت سليمة وقوية مثل اليد الأخرى.

لعل المرء يفكر أن هكذا إظهار للنعمة والقوة التي كانت في المسيح كانت لتملأ كل قلب بالسرور وتؤدي إلى مديح الله وشكره لافتقاده شعبه على ذلك النحو الرائع؛ ولكن كان لهذا تأثير معاكس على هؤلاء المدافعين الغيورين عن التقاليد البشرية إزاء الإعلان الإلهي.

مظهرين انعدام الضمائر نحو الله، ومع أنهم حريصون جداً على الشكليات المتعلقة بحفظ تقاليدهم ومفاهيمهم المغلوطة عن مشيئة الله فيما يتعلق بحفظ يوم السبت من كل أسبوع، فإن الفريسيين، أنصار التقليد القويم المتزمتين الصارمين، تحالفوا مع الهيرودوسيين، السياسيين الفاسدين في عصرهم، في كيفية القبض على يسوع وإزاحته من الطريق. فهذان الفريقان اللذان هما على طرفي نقيض، التقوا هناك، كما يحدث غالباً عند البشر ذوي وجهات النظر المختلفة، فاتفقوا كلياً في رفضهم للمسيح وتشاوروا فيما بينهم على إهلاكه. هذا هو الشر المحتوم ومقاومة الله في القلب الطبيعي.

تفسير (مرقس 3: 5) 5 فنظر حوله اليهم بغضب حزينا على غلاظة قلوبهم وقال للرجل مد يدك.فمدها فعادت يده صحيحة كالاخرى.

  التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

   *** (1) «فنظر حوله إليهم بغضب،

يتميز إنجيل مرقس بأنه الإنجيل االمعبر عن مشاعر يسوع (مر 1: 40- 42 و 43)40 فاتى اليه ابرص يطلب اليه جاثيا وقائلا له: «ان اردت تقدر ان تطهرني!» 41 فتحنن يسوع ومد يده ولمسه وقال له: «اريد فاطهر». 42 فللوقت وهو يتكلم ذهب عنه البرص وطهر. (مر 3: 1- 5) (مر 10: 13- 16 و 17- 22) 13 وقدموا اليه اولادا لكي يلمسهم. واما التلاميذ فانتهروا الذين قدموهم. 14 فلما راى يسوع ذلك اغتاظ وقال لهم: «دعوا الاولاد ياتون الي ولا تمنعوهم لان لمثل هؤلاء ملكوت الله. 15 الحق اقول لكم: من لا يقبل ملكوت الله مثل ولد فلن يدخله». 16 فاحتضنهم ووضع يديه عليهم وباركهم. 17 وفيما هو خارج الى الطريق ركض واحد وجثا له وساله: «ايها المعلم الصالح ماذا اعمل لارث الحياة الابدية؟» 18 فقال له يسوع: «لماذا تدعوني صالحا؟ ليس احد صالحا الا واحد وهو الله. 19 انت تعرف الوصايا: لا تزن. لا تقتل. لا تسرق. لا تشهد بالزور. لا تسلب. اكرم اباك وامك». 20 فاجاب: «يا معلم هذه كلها حفظتها منذ حداثتي». 21 فنظر اليه يسوع واحبه وقال له: «يعوزك شيء واحد. اذهب بع كل ما لك واعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني حاملا الصليب». 22 فاغتم على القول ومضى حزينا لانه كان ذا اموال كثيرة. ( مر 14: 33- 34)33 ثم اخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنا وابتدا يدهش ويكتئب. 34 فقال لهم: «نفسي حزينة جدا حتى الموت! امكثوا هنا واسهروا». ( مر 15: 34) 34 وفي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا: «الوي الوي لما شبقتني؟» (الذي تفسيره: الهي الهي لماذا تركتني؟) "  الصمت المطبق واألعلوية الأخالقية عند قادة الدين ذوي البر الذاتي كانت تُغضب يسوع. هذا الحادث يستمر ويوضح (مر 2: 27- 28) 27 ثم قال لهم: «السبت انما جعل لاجل الانسان لا الانسان لاجل السبت. 28 اذا ابن الانسان هو رب السبت ايضا»

  بغضب :  لم يذكر كل من إنجيل  متى وإنجيل  لوقا شعور المسيح نحو معلمى اليهود تحاشياً من ذكر هذا الشعور بالنسبة للمسيح؛ ولكن إنجيل مرقس ركز عليها ولم يستكثر أو يستصغر على المسيح أن ينظر بغضب. أليس هو الرب والحمل، ومن يطيـق غضبه؟ فغضب الحمل سيكلفه دمه على الصليب، والمسيح لا يغضب لنفسه ولا هـو متأثر بداخله؛ ولكن غضبه على الخطاة والمعاندين الممقاومين لتعليمه ووصاياه الإلهية  الذين لو سمعوا وأطاعوا ما كلّفوه عناء الجلجثة ولخلصوا هـم وربحوا الحياة. فالمسيح غضب غضب الله نفسه (رو 18:1) «لأن غضب الله معلن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم الذين يحجزون الحق بالإثم.» أن بعض أنواع الغضب جائز وهو الغضب على الخطيئة إذا كان ممزوجاً بالحزن والشفقة على الخاطئ. فالمسيح لم يرد بغضبه أذى من غضب عليهم ولا الانتقام منهم.

   *** (2) حزيناً على غلاظة قلوبهم،

هذه صيغة مكثفة من كلمة الحزن lupē مع حرف الجر sun. تستخدم هنا فقط في العهد الجديد. يسوع تعاطفِ مع مشكلة هذا الرجل وحاجته إذ تفاعل بشكل سلبي نحو عناد وتصلب رؤساء الدين. لقد كانوا غير مستعدين لرؤية حقيقة حاجة الرجل المرضية الجسدية والنفسية والإجتماعية بسبب عدم قدرته على العمل لعائلة عائلته بسبب التزامهم بالتقليد (أش 29: 13)13 فقال السيد لان هذا الشعب قد اقترب الي بفمه واكرمني بشفتيه واما قلبه فابعده عني وصارت مخافتهم مني وصية الناس معلمة  (كول 2: 16- 23) 16 فلا يحكم عليكم احد في اكل او شرب، او من جهة عيد او هلال او سبت، 17 التي هي ظل الامور العتيدة، واما الجسد فللمسيح. 18 لا يخسركم احد الجعالة، راغبا في التواضع وعبادة الملائكة، متداخلا في ما لم ينظره، منتفخا باطلا من قبل ذهنه الجسدي، 19 وغير متمسك بالراس الذي منه كل الجسد بمفاصل وربط، متوازرا ومقترنا ينمو نموا من الله. 20 اذا ان كنتم قد متم مع المسيح عن اركان العالم، فلماذا كانكم عائشون في العالم؟ تفرض عليكم فرائض: 21 «لا تمس! ولا تذق! ولا تجس!» 22 التي هي جميعها للفناء في الاستعمال، حسب وصايا وتعاليم الناس، 23 التي لها حكاية حكمة، بعبادة نافلة، وتواضع، وقهر الجسد، ليس بقيمة ما من جهة اشباع البشرية. " وكم يحدث هذا لنا؟

  غلاظة : كلمة "غلاظة" تعني تفى اللغة العربية : " فظاظةٌ وقسوة " الكلمة تفيد عدم الحساسية وعمى القلب حسب كثرة العلماء المتخصصين في اللغة.( رو 11: 25) 25 فاني لست اريد ايها الاخوة ان تجهلوا هذا السر، لئلا تكونوا عند انفسكم حكماء: ان القساوة قد حصلت جزئيا لاسرائيل الى ان يدخل ملؤ الامم، (أف 4: 18)  18 اذ هم مظلمو الفكر، ومتجنبون عن حياة الله لسبب الجهل الذي فيهم بسبب غلاظة قلوبهم." انظر الموضوع : القلب على (مرقس 2: 6)

«حزيناً على غلاظة قلوبهم»:  هنـا حـزن المسيح يعبر عنه بالكلمة اليونانية ما يفيد بالإنجليزية utterly distressed وترجمتها متضايق ومكروب للغاية أو مغتم للغاية. وحزن المسيح حزنان، حزن على المرضى الذين لا يقابلون قلوباً رحيمة من رجال الدين، وحزن على رجال الدين الذين فقدوا الرحمة في سبيل ممارسات طقسية لا تشفي ولا تغني عن موت. هنا حزن المسيح بهذا القدر وعلى هذا المستوى يشرح لنا غضبه، فغضبه ارتد على نفسه حزناً من أجل وعي الإنسان الذي أفسده عدم فهـم مقاصد الله . ناموسه. وهكذا انسدت قلوبهم عن قبول التعليم والعمل الذي لخلاصهم.
 
غلاَظَةِ قُلُوبِهِمْ أظهروا تلك الغلاظة بعدم تأثرهم من البراهين القاطعة على صحة لاهوته وعدم شعورهم بتخطئة بعضهم إياه وقصدهم قتله وعدم انتباههم لدعوة المحبة وإنذارات الدينونة. والذي يقسي ويغلظ هو الاستمرار على الخطيئة ومقاومة الضمير والروح القدس. فغلاظة القلب من أشد الأخطار على صاحبها فيجب أن نحترس منها كل الاحتراس.

   *** (3) وقال للرجل: مد يدك. فمدها، فعادت يده صحيحة كالأخرى».
هذه الكلمة (يرد إلى حالته الأصلية) تدل على المعنى الضمني بأن اليد اليابسة كانت بسبب حادثة، وليس خلل خلقى منذ الولادة. الكتاب غير القانوني Hebrews of Gospel وهو من الأناجيل المنحولة الغير معترف بها وهو إنجيل العبرانيين يدون تقليدا يقول أنه كان عامل بناء قد جاء ليطلب من يسوع أن يشفي يده لكي يستطيع أن يعود إلى عمله.

 فعادت يده صحيحة كالأخرى فلما مدّ الرجل يده وعادت صحيحة، شرح المسيح عملياً ما هو عمل الخير في السبت وما هو خلاص النفس. وبهذا أعلن عن فكر الله كيف نكرم سبت الله بإدخال الفرح والحياة في قلوب الناس. كما أثبت أنه أحكم وأحق من الناموس وأقوى وأقدر !!

والمعجزة المذكورة هنا هي إحدى سبع صنعها المسيح في السبت. الأولى ما ذُكرت هنا. والثانية شفاء المجنون في كفرناحوم (ص ١: ٢١). والثالثة شفاء حماة بطرس (ص ١: ٢٩). والرابعة شفاء إنسان في بيت حسدا في أورشليم (يوحنا ٥: ٩). والخامسة شفاء امرأة بها روح ضعف ثماني عشرة سنة (لوقا ١٣: ١٤). والسادسة إبراء إنسان مستسق (لوقا ١٤: ٢). والسابعة فتح عيني إنسان وُلد أعمى (يوحنا ٩: ١٤). وصنع المسيح تلك المعجزات في السبت ليظهر أن عمل الرحمة في ذلك اليوم جائز ومُرض لله وليوبخ الفريسيين على ما استعبدوا الناس به من تقليداتهم المتعلقة بذلك اليوم.

إنجيل العبرانيين: إنجيل منحول مؤلف ولا يعرف به المسيحيين ولا يوجد له نصوص أو مخطوطات له وهو إنجيل ضائع توجد له مقتطفات في كتاب إبيفانوس الذي عاش في القرن الرابع. ولكن الإنجيل أقدم من ذلك حيث أكد إريانوس أن الإبيونيين استعملوا إنجيل شخص اسمه متى (يسمى إنجيل الإبيونيين) في أواخر القرن الثاني، واقتطف إريانوس بابياس الذي قال إن متى كتب إنجيله بالخط العبري. لم يكن إنجيل العبرانيين معروفا كثيرا في الكنائس التي أنشأها بولس ، فقليل من أتباعه المتعلمين عرفوا الآرامية التي كانت تكتب بالأحرف المربعة نفسها التي استعملتها العبرية.

يبدو أن الاسم استعمل عنوان لأنجيل متى الذى كتب لليهود المسيحيين مما أدى للخلط بين الإنجيليين إنجيل متى الذذى هو بين أيدى المسيحيين الآن ويسمى بالإنجيل العبرانى لأنه كتب باللغة العبرانية وإنجيل النصارى الذى هو إنجيل الإبيونيين والإنجيل وأسموه ايضا إنحيل العبرانيين ويسمى اليوم إنجيل متى الآرامي الضائع. وبسبب الأجزاء القليلة الباقية لهذه الأناجيل فمن الصعب تحديد هوياتها وعلاقاتها ببعضها البعض إلا من خلال تعليقات آباء الكنيسة. لكن من الواضح أن عامة الكتاب المسيحيين لم يقبلوه بل أسموه نسبة للطوائف التي استعملتها.
تعتبر الموسوعة الكاثوليكية (1908) الإنجيل أصلا آراميا لإنحيل متى معدلا قليلا كتب بالأحرف العبرية، وذلك اعتمادا على أقوال جيروم. لكن من المعروف أن جيروم خلط بينه وبين إنجيل الإبيونيين وإنجيل الناصوريين الشبيهين به. يعتقد أن كلمة العبرانيين تشير لليهود المسيحيين الساكنين في مصر، حيث يحتوي النص مواضيع ميثولوجية بأسلوب كتابة مشهور في مصر في ذلك العصر.

تفسير (مرقس 3: 6) 6 فخرج الفريسيون للوقت مع الهيرودسيين وتشاوروا عليه لكي يهلكوه

  التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

   *** (1) فخرج الفريسيون للوقت مع الهيرودسيين .
«فخرج الفريسيون للوقت»:  لقد امتلأ الفريسيون سخطأ وهياجاً لأن تحدي المسيح لهم أوقعهم في ضيق ومأزق إذ انتهت هيبتهم بين الشعب.

خرجوا للوقت : ويقول ق. مرقس إنهم خرجوا للوقت equj أي في الحال، أي لم يتركوا فرصة للانتظار، خرجوا وهم ممتلئون غضبا (لو 6" 11)  11 فامتلاوا حمقا وصاروا يتكالمون فيما بينهم: ماذا يفعلون بيسوع؟   وكلمة حمق فى اللغة العربية : " حمِق فلانٌ :حمُق، قلَّ عقلُه، فسَد عقلُه "  (2تيم 3: 8- 9) 8 وكما قاوم ينيس ويمبريس موسى، كذلك هؤلاء ايضا يقاومون الحق. اناس فاسدة اذهانهم، ومن جهة الايمان مرفوضون. 9 لكنهم لا يتقدمون اكثر، لان حمقهم سيكون واضحا للجميع، كما كان حمق ذينك ايضا. "انظر التعليق على الفريسيين (مر 2: 16) و للوقت أنظر (مر 1: 10)

فقد صمّموا على الخطة التي ملأت ذهنهم، فلابد من هلاكه، وبخروجهم اتصلوا بالهيرودسيين ليدبروا الخطة.
«مع الهيرودسيون»: لم يكن الهيرودسيون شيعة ولا نظاماً خاصاً، ولكـنـهـم أتباع هيرودس أنتيبـاس. عادة الفريسيين المحافظين والقوميين ما كانت لهم علاقة مع الهيرودسيين المكيفين سياسيا والذين كانوا يؤيدون حكم ِهيرودس والإحتلال الروماني. ولم يكـن بـين الهيرودسيين والفريسيين صـداقة، ولكن جمعهما الحقد على المسيح. فالعداوة تجمع القلوب الساخطة لعمل الشر والنقمة. وكانوا ذا مركز مرموق بسبب عميدهم، ولكن كانت خطورتهم وقوتهم الغاشمة راجعة إلى صلتهم بالرومان واعتمادهم على سلطان روما.

ٱلْهِيرُودُسِيِّينَ راجع أيضا شرح وتفسير بشارة (متّى ٢٢: ١٦) .
  
*** (2) «وتشاوروا عليه لكي يهلكوه»:
 وتشاوروا عليه :  هذا ناقص مبني للمعلوم إشاري مستخدم بمعنى البدء بعمل في زمٍن ماض. في (مرقس 11: 2- 3) 2 وقال لهما:«اذهبا الى القرية التي امامكما، فللوقت وانتما داخلان اليها تجدان جحشا مربوطا لم يجلس عليه احد من الناس. فحلاه واتيا به. 3 وان قال لكما احد: لماذا تفعلان هذا؟ فقولا: الرب محتاج اليه. فللوقت يرسله الى هنا» هناك ثلاثة أفعال ناقصة تستخدم لإظهار عمل متكرر في الزمن الماضي. هذان الإستخدامان هما الوظيفة اللغوية الرئيسية لهذا الزمن
الكلمة اليونانية تفيد اتحدت إرادتهم، وهي تفيد أكثر من المشاورة؛ بل هي مشاورة انتهت إلى إرادة واحدة. وهكذا تكثفت السحب القائمة فوق مسيرة المسيح في الخدمة. وإنجيل مرقس يقدم هذه المعجزة التى حدثت فى داخل مجمع كفرناحوم كآخر أعمال المسيح في الجليل، بعد أربعة مواقف أخرى مماثلة في تمسك الفريسين من جهة جهــة النــــــاموس الشــــــــفاهي ويتركـز في مراعــاة السبت. والخطأ الشنيع الذي وقع فيه الكتبة والفريسيون أنهم ظنـوه كأحد الكتبة وصاحب آراء حرة في المبادئ والقوانين الثابتة والتقليدية الدهرية عندهم. وبذلك اعتبروه مركز تهديد مباشر وخطير للعقيدة والتقليد والديانة اليهودية بأكملها، مع أن المسيح كان يعترف بالناموس اعترافاً عملياً وقوياً، غير أنه كان يوضح بتعاليمه مشيئة الله الأساسية في الناموس ويستعرض عملياً المعنى الحقيقي للناموس مؤيداً تعاليمه الإلهية بالمعجزة الباهرة حتى يصدق الفريسيون تفسيره المنحاز للحق والمعرفة الإلهية الصحيحة للناموس. ولكن لما لم يخضع المسيح للتخريجات التي بناهـا الكتبـة والفريسيون خصوصاً بالنسبة للسبت، التي كادت تشل معرفة الناس لقصـد الله الحقيقي من السبت، اعتبروا أنه قد كسر الناموس نفسه وألغى التقاليد الموروثة وعارض السلطة الروحية بسلطة من عنده تقف ضدها وفي مواجهتها.
وهكذا تولد الصدام بين المسيح ومعلمى اليهود الربيين كحقيقة يومية، فلمّا صمّم الفريسيون بالاستعانة بالهيرودسيين لإهلاكه أى الإستعانة بالدين المسيس "السياسى" كان الهدف الأساسي التخلص من التهديد الذي يواجه الناموس والتقليد والسلطان الديني معاً.
وهكذا انتهت خدمة المسيح في الجليل بهذه الصورة الحزينة والكئيبة، لذلك أعطى المسيح الويل لكفرناحوم قائلاً إنها بقدر ارتفاعها (ليس بمعنى أنها مبنية على ربوة بل لإرتفاع معلمى اليهود فيها فى الرياء والنفاق والتمسك بتفسير شفاهى للشريعة من صنعهم لم يوحى به الرب ) فستهبط إلى الجحيم، كذلك أيضاً بقية مدن الجليل التي عمل فيها معجزاته وتعاليمه ككورزين وبيت صيدا.
وهكذا ترك المسيح مجمع كفرناحوم على أن لا يعود إليه مرة أخرى.
لِكَيْ يُهْلِكُوهُ : هؤلاء رؤساء ومعلمى اليهود الدينيين من غريسيين وهيرودسيين وغيرهم  انزعجوا من الشفاء الذي أجراه يسوع في يوم السبت، ولكن ما كانوا يجدون مشكلة في ارتكاب جريمة متعمدة. على الأرجح أنهم كانوا يستندون في قرارهم هذا على (خر 31: 13- 17) أمور غريبة كانت تُبرر باسم الرب . بالتأكيد هذا تنبؤ عن موت يسوع على يدي رؤساء اليهود.

قصدوا ذلك لأن يسوع قدوس وهم خطاة ولأن قداسته كانت توبيخاً دائماً لهم على خطيئتهم ولأنه كشف الحجاب عن ريائهم ولأنه علّم ما ينافي تقاليدهم وبذلك نقص سلطانهم على الناس واعتبار الناس إياهم وأفحمهم قدام الشعب. ففضلوا قتل موبخهم على ترك آثامهم التي وبخهم عليها.
********

الهـــلاك - DESTRUCTION (APOLLUMI) - APOLLUMI

 

المعنى الحرفي كلمة "الهلاك" الأساسي هو من كلمة )apo )إضافة إلى )ollumi)، يمعنى يدمر، يهلك.
هذه الكلمة لها مجال سامي واسع، سبب تشوشا  كبيرا
فيما يتعلق بالمفاهيم اللاهوتية للدينونة الأبدية.

المشكلة تأتي في هذه االإستخدامات الإستعارية المجازية للكلمة. هذا يمكن أن نراه بشكل واضح في كتاب  English-Greek Lexicon Based On Semantic Domains،of the New Testamentk

 .ص30 ، المجلد2 للمؤلفين ، ،Nidaو Louw

يصنع لائحةبالمعاني المتعددة لهذه الكلمة:
(1)  يهلك (مت 10: 28) (لو 5: 37) (يو 10: 10) (يو 17: 12) (أع 5: 37) (رو 9: 22) من المجلد 1 ص 232

(2)  يخفق في تحقيقي : (مت 10: 42) المجلد 1 ص 566

(3)  يفقد (لو 15: 8) : المجلد 1 ص 566

(4) غير مدرك للمكان : (لو 15: 4) المجلد 1 ص 330

(5) يموت : (مت 10: 25) المجلد 1 ص 266
يحاول Kittel Gerhard، في كتابه Testament New the of Dictionary Theological، المجلد ،1 ص. ،394 أن يحدد بدقة  لإستخدامات المختلفة بوضع قائمة بأربعة معان

(1) يهلك أو يقتل : (مت 2: 13) ( مت 27: 20) ( مر 3: 16) (مر 9: 22) ( لو 6: 9) (1كور 1: 19)

(2) يفقد أو يعاني خسارة : (مر 9: 41) ( لو 15: 4 و 8)

(3) يهلك :  (مت 26: 52) (مر 4: 38) ( لو 11: 51) (لو 13: 3 و 5 و 33) (يو 6: 12 و 27) (1كور 10: 9- 10)

(4) يُضل (مت 5: 29- 30) (مر 2: 22) (لو 15: 4 و6 و24 و32) (أع 27: 34)
ويقول Kittel عندها: "عموما يمكننا القول أن البند 2 و4 يشكلان أقوالا أساسية فيما يتعلق في هذا العالم كما الأناجيل الأزائية، بينما البندين 1 و3 يش كلان أساس تلك المتعلقة بالعالم التالي اآلتي، كما في بولس ويوحنا" (ص. 394).
هنا يكمن الإختالط. الكلمة لها استخدام سامي واسع لدرجة أن الكتاب المختلفين في العهد الجديد يستخدمونها بطرق مختلفة. يروق لي كتاب
Testament Old the of Synonyms، للكاتب Girdlestone .B Robert، الصفحات -275 .277 إنه ينسب الكلمة إلى أولئك الناس الذين يهلكون أخلاقيا  وينتظرون االنفصال األبدي عن الرب مقابل أولئك الناس الذين يعرفون المسيح ولديهم حياة أبدية فيه. المجموعة الأخيرة "مخلصون"، بينما المجموعة السابقة هم "هالكون".
يوضح Girdlestone .B Robert، في كتابه Testament Old the of Synonyms، ص. 276 أن هناك عدة أماكن لا يمكن فيها ترجمةهذه الكلمة لـ "بطالن"، "بل بمعنى تعرض الشيء لإصابة تجعله عمليا بلا فائدة إذ تبطل الهدف االأصلي منه".
1 - إتلاف الطيب(مت 26: 8)

2 - تلف زقاق الخمر العتيقة، (مت 9: 17)
3 - هلاك شعر الرأس، (لو 21: 18)

4 تلف الطعام، يو :6: 27)
5 - فناء الذهب، 1 بط 1: 7)
-6 هلاك العالم، 2 بط 3: 6)
-7 هلاك الجسد المادي، (/ت 2: 13) ( مت 8: 25) ( مت 12: 14) ( مت 26: 52) (مت 27: 20) ( رو 2: 12) ( رو 14: 15) ( 1كور 8: 11)
الاتشير هذه أبدا إلى بطلان الشخص، بل إلى نهاية الوجود الجسدي. وهي تستخدم أيضا عموما بمعنى معنوي أخلاقي. "كل الناس يعتبرون هالكين روحيا

 أي أنهم أخفقوا في تحقيق القصد الذي ُخلق الجنس البشري ألجله" (ص. 276) رد الرب على هذه المشكلة كان يسوع المسيح (يو 3: 15- 16) (2 بط 3: 9)

أولئك الذين يرفضون الإلنجيل خاضعون اآلآن لهلاك أكبر، يشمل الجسد والروح (1كور 1: 18) (2كور 2: 15) (2كور 2: 15) (2كور 4: 3) (2تس 2: 10)

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 3

2. خدمته خلال سفينة صغيرة (مرقس 3: 7-11)
تفسير (مرقس 3: 7) 7 فانصرف يسوع مع تلاميذه الى البحر وتبعه جمع كثير من الجليل ومن اليهودية

التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
انتشار صيت يسوع وازدحام الناس في معتزله (مر 3: 7- 12)  
 
*** (1) «فَٱنْصَرَفَ يَسُوعُ مَعَ تَلاَمِيذِهِ إِلَى ٱلْبَحْرِ،
«فانصرف يسوع مع تلاميذه»:  كلمة انصرف لا تفي بإعطاء الصورة التي قصدها إنجيل مرقس من هذه الكلمة باليونانية، لأنها كلمة لغوية يندر استخدامها إلا في حالات الخطر، فهي تعني ‘‘انسحب”، لأن الفريسيين والهيرودسيين بدأوا يخططون لقتله، فترك المسيح كفرناحوم هو وتلاميذه والتجأ إلى البحيرة ليتقي مؤامراتهم. وهذا يوضحه إنجيل متى : (مت 15:12- 16) 15 فعلم يسوع وانصرف من هناك. وتبعته جموع كثيرة فشفاهم جميعا. 16 واوصاهم ان لا يظهروه  " شعبية يسوع المتنامية كانت سببا آخر لمعارضة طوائف معلمى اليهود الربيين من فريسيين وكتبه وغيرهم (لو 6: 17- 19)  17 ونزل معهم ووقف في موضع سهل هو وجمع من تلاميذه وجمهور كثير من الشعب من جميع اليهودية واورشليم وساحل صور وصيداء الذين جاءوا ليسمعوه ويشفوا من امراضهم 18 والمعذبون من ارواح نجسة. وكانوا يبراون. 19 وكل الجمع طلبوا ان يلمسوه لان قوة كانت تخرج منه وتشفي الجميع. "
 إلى البحر : أي بحر الجليل ( ويسمى أيضا بحر طبرية أو بحيرة جينسارت)  والمراد هنا البراري المجاورة لذلك البحر سواء أكانت هذه البرارى فى شرق البحر الجليل أو غربه وقصدها المسيح توارياً عن مراقبة أعدائه ومؤامراتهم عليه لأن وقت موته لم يكن قد أتى وكان تجنبه الخطر من باب الحكمة.
 
  *** (2)  وَتَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ ٱلْجَلِيلِ وَمِنَ ٱلْيَهُودِيَّةِ».
أنظر الخرائط التى توضح بحر الجليل وكفر ناحوم وإقليم الجليل واليهودية فى مجمل الأناجيل الأربعة الفصل 18
وذكر إنجيل مرقس لأنواع هذه المجموعات التي تبعته من كل البلاد يوضح القصد، وهو الكشف عن اتساع خدمة المسيح في كل هذه النواحي وانتشار الكرازة والأخبار السارة في كافة أرجاء البلاد من شمال إسرائيل حتى جنوبه : «إذ سمعوا كم صنع أتوا إليه» وهنا يذكر إنجيل مرقس اليهودية وأورشليم لأول مرة،
مِنَ ٱلْجَلِيلِ : أنظر شرح / تفسير بشارة متّى (متّى ٢: ٢٢).
ٱلْيَهُودِيَّةِ : هي الجزء الجنوبي من الأرض المقدسة.
**********

  تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
  
ونعلم أن يسوع انصرف من تلقاء ذاته، ومضى مع تلاميذه إلى شاطئ بحر الجليل. وإذ علم الناس بوجوده احتشد جمعٌ غفير، ليس فقط في الجليل نفسها، بل أيضاً من اليهودية ومن مناطق جنوبية شرقية كأدومية، أرض أدوم، وآخرون من الشمال الغربي من مناطق صور وصيداء. لقد انتشرت سمعة يسوع على نطاق واسع. لقد كان أوان ترقب واهتياج تحزري وسط الشعب اليهودي في كل مكان، الذين كانوا يبحثون بثقة عن الظهور الذي سبق التنبؤ به لابن داود الذي طال انتظاره والذي كان ليأتي بالانعتاق والخلاص لإسرائيل. من الواضح أن الأمل بأن يكون يسوع النبي الذي من الناصرة هو المسيا في قلب الحشود الوافرة العدد التي أتت من القريب والبعيد لتسمع كلماته وتعاين أعمال قوته.

تفسير (مرقس 3: 8) 8 ومن اورشليم ومن ادومية ومن عبر الاردن.والذين حول صور وصيدا جمع كثير اذ سمعوا كم صنع اتوا اليه.

التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** (1) وَمِنْ أُورُشَلِيمَ وَمِنْ أَدُومِيَّةَ وَمِنْ عَبْرِ ٱلأُرْدُنِّ. وَٱلَّذِينَ حَوْلَ صُورَ وَصَيْدَاءَ،
الخريطة الجانبية توضح إنتشار أخبار المسيح فى بقعة كبيرة من البلاد والمدن والشعوب حتى أن
هؤلاء الناس سافروا آلاف الأميال الأميال لكى يشاهدوا يسوع ويروا أعماله وسماع عظاته وكرازته فمن الشعوب  أتى أه اليهودية وأهل ألأدوميين وأهل الجليل ومن المدن أتى أهل أورشليم وصور وصيدا ومن الإردن أتى سكان بيريه والمدن العشرة
المسيح يقابل خاصته اليهود والأمميين أى الذين من سائر الأمم  فى إشارة مبكرة إلى أن المسيحية ليست قاصرة على اليهود بل للعالم كله وهذاا يشير إلى امر المسيح لتلاميذة "فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس." (مت 28: 19).  فلم يقتصر فى معجزاته على اليهود فقط بل للأمم فذهب إلى نواحى قيصرية ليقاب المرأة الكنعانية وشفى عبد رئيس المائة القائد الرومانى فى كفر ناحوم وشفى الأبرص السامرى وغيره
أُورُشَلِيمَ : ذكرها بخصوصها مع أنها من اليهودية ليبين أن الذين أتوا إلى المسيح لم يكونوا من القرى فقط بل من قاعدة البلاد عينها والساكنيين فى أورشليم وبها الهيكل اليهودى قبلة اليهود كما أنها وهي مركز العلم والغنى والسلطة.
أَدُومِيَّةَ : هي إلى الجنوب الشرقي من الأراضى المقدسة وجنوبي بلاد موآب وإسم آدوم ورد فى العهد القديم ويعنى الأحمر  لقب عيسو ابن إسحاق لأنه كان أحمر عند ولادته (تك 25: 25) ولأنه باع بكوريته لأجل طعام أحمر اللون (تك 25: 30). 30 فقال عيسو ليعقوب: «اطعمني من هذا الاحمر لاني قد اعييت». لذلك دعي اسمه «ادوم» " أى أن آدوم تعنى الأحمر أى "العدس" الذى طبخه يعقوب وإشتهاه عيسوا وباع البكورية بطبق من العدس  وكانت عائلة هيرودس الكبير منها. وكانت في أيام المسيح تحت حكم الحارث حمي هيرودس أنتيباس أي أبي زوجته الأولى.
كذلك إلى أقصى الجنوب : أدومية التي كان سكانها من اليهود منذ يوحنا هركانوس، ومن مناطق بيريه التي هي عبر الأردن، كذلك في أقصى الشمال الغربي للبلاد حول صور وصيدون وهي المتاخمة لأعلى الجليل. ولم تذكر هنا السامرة والمدن العشر التي ذكرت فيما بعد في (مر 20:5). 20 فمضى وابتدا ينادي في العشر المدن كم صنع به يسوع. فتعجب الجميع. "
لإقليم الذي كان يسكنه أبناء عيسو أو أدوم. وكان يُطْلَق على هذا الإقليم اسم أرض سعير (تك 32: 3) وهو إقليم جبلي وعر. وجبل هارون الذي يقع في تلك البقعة يرتفع إلى 4780 قدمًا فوق سطح البحر. ويمتد الإقليم مسافة مائة ميل بين البحر الميت وخليج العقبة، على جانبي غور العربة (تك 14: 6) والجزء السفلي من سلسلة الجبال مكوَّن من صخور حمراء رملية ممتزجة ببعض حجر الجرانيت الأحمر مع بعض الأحجار الرخامية الحمراء. ولذا فلون الصخور في البتراء (بيترا Petra) جميل للغاية.
عَبْرِ ٱلأُرْدُنِّ أي بيرية وهي شرقي الأردن وتسمى في الكتاب المقدس غالباً بعبر الأردن لأن كتبة الأناجيل كانوا ساكنين غربيهُ.
حَوْلَ صُورَ وَصَيْدَاءَ : . تشير هذه إلى مملكة فينيقية القديمة. انظر شرح بشارة متّى (متّى ١١: ٢١) 21 «ويل لك يا كورزين! ويل لك يا بيت صيدا! لانه لو صنعت في صور وصيداء القوات المصنوعة فيكما لتابتا قديما في المسوح والرماد.  ". ويتبين من ذلك أن الذين أتوا إلى المسيح لم يكونوا من اليهود فقط بل كان بعضهم من الأمم. وأوضح إنجيل مرقس في هذين العددين أكثر من سائر البشيرين إلى أي بعد بلغ صيت المسيح وأقاليم ومدن تلك الجموع التي أتت إليه.
 عَبْرِ ٱلأُرْدُنِّ. :  تشير هذه إلى منطقة تدعى بيرية في منطقة عبر الأردن. كانت هذه أحد المناطق الثالث التي تعتبر مسؤولة عن الناموس الموسوي ) اليهودية، والجليل، والأرض على الجانب اآلخر من الأردن [ (بيرية, 2 3: Bathra Baba)]. لقد كانت تعرف بشكل رسمي على أنها األرض بين نهري جبوك وعرنون ] في العهد القديم، عمون وموآب
  
*** (2)  جَمْعٌ كَثِيرٌ، إِذْ سَمِعُوا كَمْ صَنَعَ أَتَوْا إِلَيْهِ».
 جَمْعٌ كَثِيرٌ، :  . من الواضح أن هؤلاء كانوا مزيج من اليهود والأمميين.
وواضح أن هذا الجمع الغفير قد جذبته أخبار معجزات المسيح وخاصة الأعمال المقتدرة فجاءوا من قريـب ومـن بعيد. أعظم دعاية للمسيح والمسيحية والإنجيل: الوصول إلى قلب الفقير وجسمه وعقله بالعمل والحب .

   تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
 
لقد كان الحشد الذين ازدحموا حول يسوع وهو واقف على شاطئ ضيق كثيفاً جداً. ولذلك طلب من أحد تلاميذه (نعلم من روايات أخرى أنه بطرس) أن يمنحه الإذن باستخدام قارب الصيد خاصته، الذي كان قد ثبت مرساته بعيداً عن الشاطئ، كمنبر. وإذ وقف في هذه السفينة الصغيرة راح يخاطب الشعب الذين كانوا مشدودين بتوق إلى كلماته. ارتفعت التلال عند الشاطئ في ذلك الجزء من الساحل ذي البحر الصغير الداخل إلى اليابسة كمدرج كبير واسع وهكذا أمكن لصوت المتكلم أن يُسمع بيسر وسهولة لآلاف الناس.
تفسير (مرقس 3: 9) 9 فقال لتلاميذه ان تلازمه سفينة صغيرة لسبب الجمع كي لا يزحموه.

التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   ** * «فَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ أَنْ تُلاَزِمَهُ سَفِينَةٌ صَغِيرَةٌ لِسَبَبِ ٱلْجَمْعِ، كَيْ لاَ يَزْحَمُوهُ».
تُلاَزِمَهُ سَفِينَةٌ : . تشير هذه إلى قارب تجديف صغير. الأرجح أن هذه السفينة كان يمتلكها بعض تلاميذه طلبها المسيح ليبعد فيها قليلاً عن الشعب لكي يخاطبهم بدون أن يزدحموا عليه. والظاهر هذا القارب كان قريبا من المكان ودائما متوافرا لأنهم كانوا ينتقلون بالقوارب من مكان لمكان عبر بحر الجليل   أنه لم يأت ذلك إلا بعد ما احتمل مشقّة ازدحامهم طويلاً وهو يعلمهم ويشفي مرضاهم.(مر 1: 45) 45 واما هو فخرج وابتدا ينادي كثيرا ويذيع الخبر حتى لم يعد يقدر ان يدخل مدينة ظاهرا بل كان خارجا في مواضع خالية وكانوا ياتون اليه من كل ناحية. " وبسبب هذا التزاحم الشديد لجأ المسيح إلى مركب صغير يجري بجوار الشاطئ حتى يستطيع أن يتعامل مع المرضى بالكلمة دون أن يزحموه .
تفسير (مرقس 3: 10) 10 لانه كان قد شفى كثيرين حتى وقع عليه ليلمسه كل من فيه داء.

التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** (1)«لأَنَّهُ كَانَ قَدْ شَفَى كَثِيرِينَ،
شَفَى كَثِيرِينَ،: ذكر البشير هذا بياناً لعلة ازدحامهم عليه فلو علّمهم كسائر الربانيين لاكتفوا أن يسمعوه بلا ازدحام لكنه شفى مرضاهم أيضاً. والذين شفوا بقوا هنالك ليسمعوا أقواله والذين لم يشفوا حينئذ كانوا يبذلون ما في وسعهم ليدنوا منه رغبة في الشفاء وعلى ذلك لم تبق فرصة للتعليم ولا للشفاء.
 
  *** (2) حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهِ لِيَلْمِسَهُ كُلُّ مَنْ فِيهِ دَاءٌ».
 وَقَعَ عَلَيْهِ :  هذه حرفيا "وقع على". كل مريض كان يريد أن يلمسه (مر 5: 25 - 34) هذا الجمع يبدوا كمرضى فى قرية سمعوا أن هناك طبيبا ماهرا يشفى جميع الأمراض مجانا قادم من مكان بعيد ولن تتكرر زيارته مرة أخرى فهم يستغلون الفرصة للشفاء بإندفاع جماهيرى لا وعى لهم مندفعين بالإزدحام حولة حتى ولو لمسوه أو أو لمسوا ثيابه
لِيَلْمِسَهُ الظاهر أنهم أتوا ذلك لاعتقادهم أنه لا ينال الشفاء إلا بالاتصال التام به.
دَاءٌ : المراد بالداء هنا مطلق المرض. والمرض أو الداء أو العلة هو حالة غير طبيعية تصيب الجسد البشري أو العقل البشري محدثة انزعاجاً، أو ضعفاً في الوظائف، أو إرهاقاً للشخص المصاب مع إزعاج

 إذ لم تكن الرغبة في الشفاء فقط بل كانت القوة الخارجة منه لشفاء السقماء ذات جذب شديد للقلوب أيضاً. فقد تعدت معجزات الشفاء التي كان يعملها بنفسه للمرضى بأن ينتهر المرض أو الحمى أو الشياطين، فصارت مجرد أن يرمي الإنسان نفسه عليه ليلمسه يشفى «فللوقت التفت يسوع بين الجمع شاعراً في نفسه بالقوة التي خرجت منه وقال: من لمس ثيابي؟» (مر 30:5).30 فللوقت التفت يسوع بين الجمع شاعرا في نفسه بالقوة التي خرجت منه وقال: «من لمس ثيابي؟»  كان يحيط بالمسيح مجال قوة إلهية كل من دخلها تعاملت مع مرضه وتعبه وهمه وآلامه، فشفته وأفرحته وأعطته قوة تبقى معه. لذلك فكل من شفي جرى وراءه، وكان عامل الإيمان به في قلوبهم والرجاء والحب العامل في أنفسهم هو الدافع الذي جعلهم يتدافعون نحوه، لأنه يقيناً إن أي إنسان لم يكن يؤمن به في قلبه ما كان يمكن أن يشفى. فقوة المسيح لا تتعامل أبداً إلا مع الإيمان والحب .
****
  تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
 
كان هناك كثير من المرضى وسط تلك الجموع، وبع إنهاء خطبته شفى يسوع جميع الذين أتوا إليه. لقد كان إيمانهم كبيراً جداً في قدرته على الشفاء لدرجة أنهم كانوا يمدون أيديهم بلهفة إليه مؤمنين أن لمسة من ردائه ستجلب لهم الانعتاق الذي كانوا يتوقون إليه.

تفسير (مرقس 3: 11) 11 والارواح النجسة حينما نظرته خرت له وصرخت قائلة انك انت ابن الله. 12 واوصاهم كثيرا ان لا يظهروه


التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
    هناك سلسلة من ثالثة أفعال ناقصة في هذه اآلية تظهر مواجهة يسوع المستمرة مع األرواح الشريرة. انظر (مر 1: 25)
*** (1) «وَٱلأَرْوَاحُ ٱلنَّجِسَةُ 
 َٱلأَرْوَاحُ ٱلنَّجِسَةُ أي الناس الذين دخلتهم الشياطين.
  
*** (2) حِينَمَا نَظَرَتْهُ خَرَّتْ لَهُ وَصَرَخَتْ 
خَرَّتْ لَهُ الخ : استخدم الشياطين لهذا أعضاء الذين سكنوهم. وهدفهم من ذلك كان شريرا هو خداع الناس  وإساءة صورة المسيح بأنه يفعل المعجزات بالسحر أو لأنه بعلزبول فهو يأم الشياطين أن تخرج من الناس

    *** (3)   قَائِلَةً: إِنَّكَ أَنْتَ ٱبْنُ ٱللّٰهِ!».

  ٱبْنُ ٱللّٰهِ!» :

وتكلمت الشياطين على لسان الذين سكنوهم وإيهام جموع المستمعين أن المسيح شريك إبليس يفعل معجزاته بواسطته.

 والأرواح النجسة إذا دخلت إنساناً تسوقه، كما يسوق الإنسان البهيمة، ليسير إلى ما لا يريد أن يذهب ويعمل ما لا يريد أن يعمل ويقول بغير ما يشاء أن يقول، يضحك ويبكي بغير هواه لأنها ذات طبيعة متسلطة أقوى من طبيعة الإنسان . فالروح النجس إذا دخل إنساناً يمتلك كل ملكاته، لذلك يقال عن الذي به روح نحس إنه مسكون، وهي باللغة الإنجليزية Possessed أي مملوك، فهـو محسوب ضـمن مال وحوزة” الشيطان. وهذا نسمعه من قول المسيح في تعريفه لعمل الشيطان وكيفية ربطه ونصرة المسيح عليه كما سيجيء في الآية (27) من هذا الأصحاح: «لا يستطيع أحد أن يدخل بيت قوي وينهب أمتعته إن لم يربط القوي أولاً وحينئذ ينهب بيته» (مر 27:3). هنا الشيطان معبر عنه ب‘‘القوي’’ ولكن المسيح هو الأقوى «حينما يحفظ القوي (الشيطان) داره متسلحاً تكون أمواله في أمان، ولكن متى جاء من هو أقوى منه (المسيح) فإنه يغلبـه وينـزع سلاحه الكامل الذي اتكـل عليـه ويوزع غنائمه (الإنسان الذي اغتنمه» (لو21:11) سبى ســـــبـياً وأعطــى النــــاس عطايـــــــاه (أف 8:4).
هذه الأرواح الشريرة ما كانت تشهد لمصلحة يسوع، بل لكي تفسر تفسيرا شريرا للحشود المغلوطة للإجابة على سبب القوة الإعجازية التى يمتلكها المسيح .

تحير الشيطان من قوة وسلطان يسوع الذى كان يقول عن نفسه أنه إبن الإنسان فكيف لإنسان أن تكون له هذه القوة فشك فى أن يكون يسوع هو المسيح إبن الله وكلمته فكان يشيع هذا الفكر لكى يتأكد من أنه كلمة الرب قدوس الله (مر ١: ٢٣ و٢٤ ) 23 وكان في مجمعهم رجل به روح نجس فصرخ 24 قائلا: «اه! ما لنا ولك يا يسوع الناصري! اتيت لتهلكنا! انا اعرفك من انت قدوس الله!» 25 فانتهره يسوع قائلا: «اخرس واخرج منه!» 26 فصرعه الروح النجس وصاح بصوت عظيم وخرج منه." ( لوقا ٤: ٤١) 41 وكانت شياطين ايضا تخرج من كثيرين وهي تصرخ وتقول: «انت المسيح ابن الله!» فانتهرهم ولم يدعهم يتكلمون لانهم عرفوه انه المسيح.

والشعب اليهودى كان يريد أن يعرف هل يسوع هو المسيح (يو 10: 24) "فاحتاط به اليهود وقالوا له: «إلى متى تعلق أنفسنا؟ إن كنت أنت المسيح فقل لنا جهرا»." ولكن عمل الشيطان وخداعه للجماهير من اليهود أدى إلى التهمة التى أتهمه بها معلمى اليهود الربيون في (مر 3: 22) 22 واما الكتبة الذين نزلوا من اورشليم فقالوا: «ان معه بعلزبول وانه برئيس الشياطين يخرج الشياطين». " بأن سلطة يسوع كانت من إبليس (مت 11: 18)  18 وسمع الكتبة ورؤساء الكهنة فطلبوا كيف يهلكونه، لانهم خافوه، اذ بهت الجمع كله من تعليمه. " رؤساء اليهود ما كانوا يستطيعون مجابهة سلطة وقوة يسوع، ولذلك فقد طعنوا في مصدر سلطته.

 أعلن المسيح عن سلطته قوته للجميع فقام بعمل معجزات شفاء وتحكم فى الطبيعة وأخرج شياطين وكان يعرف الغيب وأيضا المستقبل حينما أعلن لبطرس أنه سينكرة وأعلن لتلاميذة أنه سيموت وسيقوم فى اليوم الثالث إلى آخره  التى تؤكد بالدليل أنه كلمة الرب وقوته وأخفى المسيح أنه قدوس الله عن الشياطين ولكنهم عرفوه فكان يمنعهم من إعلان  أنه المسيح قدوس الله  وان الشيطان يشك فى إستنتاجه لأنه يرى المسيح فى ضعفه الإنسانى وتحير متسائلا كيف يكون هذا الإنسان الضعيف إلها ؟ ولكن لم ينتهر تلاميذة عدما قالوا أنه إإبن الله بعد معجزة السير على الماء وإنتهاره للرياح ( متّى ١٤: ٢٣ ) 33 والذين في السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين: «بالحقيقة انت ابن الله!» وكذلك أعلن مرقس فى بداية الإنجيل أن المسيح  إبن الله ( مر ١: ١ و٢٤) 1 بدء انجيل يسوع المسيح ابن الله:  ولم ينتهر المسيح بطرس حينما اعلن أنه المسيح إبن الله   "فأجاب سمعان بطرس وقال: «أنت هو المسيح ابن الله الحي!»" (مت 16: 16).
*****
   تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside

 ولم يخب أمل أحد. وحتى أولئك الممسوسين بالأرواح النجسة كانوا يتحررون من عبوديتهم، وكانت الأرواح الشريرة تعلن حقيقة ألوهيته. "«إِنَّكَ أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ!»". ولكنه ما كان يستحسن الاعتراف المسموع من تلك القوى الشريرة، ولذلك كان يأمرها أن تكف عن الاعتراف به على ذلك النحو.

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 3

3. إقامة التلاميذ للعمل (مرقس 3: 12-19) 
CHART OF APOSTLES' NAMES
أسماء الرسل الأثنى عشر كما وردت فى العهد الجديد
 
قائمة التلاميذ الأثنى عشر الذين  يُذكرون في العهد الجديد أربع مرات [ ( مت 10: 2- 4) و (مر 3: 16- 19) و (لو 6: 14- 16) و (أع 1: 12- 18) ] والقائمة تظهر دائما ضمن ثلاث مجموعات يتألف كل منها من أربع  أشخاص. المجموعة (1) بها ثلاثة تلاميذ يكونون الحلقة الضيقة المحيطة بيسوع وقد أخذهم معه وشاهدوه يتجلى على جبل طابور
 الترتيب غالبا ما يتغير ويتبدل بين المجموعات ولكن بطرس يأتي في البداية دائما ويهوذا الإسخريوطي في آخر القائمة دائما  ، ربما كانت هذه التجمعات تعكس طريقة دورية تسمح لهؤلاء الرجال بأن يعودوا إلى بيوتهم من وقت لآخر لكي يتفقدوا عائالتهم ويقوموا بمسؤولياتهم تجاههم.

(أع 1: 12- 18) (لو 6: 14- 16)(مر 3: 16- 19) (مت 10: 2- 4) 
سمعان (بطرس)
يوحنا
يعقوب (إبن زبدى)
أندراوس (أخو بطرس)
سمعان (بطرس)
أندراوس (أخو بطرس)
يعقوب (إبن زبدى)
يوحنا
سمعان (بطرس)
أندراوس (أخو بطرس)
يعقوب (إبن زبدى)
أندراوس
سمعان (بطرس)
أندراوس (أخو بطرس
يعقوب (إبن زبدى)
يوحنا (أخو يعقوب)
المجموعة (1)
فيلبس
توما 
برتلماوس
متى (جابى الضرائب)
فيلبس
برتلماوس
متى (جابى الضرائب)
توما
فيلبس
برتلماوس
متى (جابى الضرائب)
توما
فيلبس
برتلماوس
توما 
متى (جابى الضرائب)
المجموعة (2)
يعقوب (إبن حلفى)
 سمعان الغيور
يهوذا (اإن يعقوب )
يعقوب (إبن حلفى)
سمعان الغيور
يهوذا (اإن يعقوب )
يهوذا (الإسخريوطى )
يعقوب (إبن حلفى)
تداوس
سمعان (القانوى)
يهوذا (الإسخريوطى )
يعقوب (إبن حلفى)
تداوس
سمعان (القانوى)
يهوذا (الإسخريوطى )
المجموعة (3)

تفسير (مرقس 3: 12)    12 واوصاهم كثيرا ان لا يظهروه.


  التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

   *** «وَأَوْصَاهُمْ كَثِيراً أَنْ لاَ يُظْهِرُوهُ».
 َأَوْصَاهُمْ : معنى وصى فى معاجم اللغة العربية هو : " طلب منهم"  أحيانا كان المسيح يوصى بأن الأرواح النجسة ةالمسكونين بأن لا يعلنوا عن أنه إبن الله  (متّى ١٢: ١٦ )  16 واوصاهم ان لا يظهروه " وأحيانا كان يأمر الأرواح النجسة بالصمت قائلا (مر 1: 25 و 34)  25 فانتهره يسوع قائلا: «اخرس واخرج منه!» 34 فشفى كثيرين كانوا مرضى بامراض مختلفة واخرج شياطين كثيرة ولم يدع الشياطين يتكلمون لانهم عرفوه.

 هذا تأكيد إنجيلى مستمر على "السر المسياني" في مرقس. يسوع، بالقول والفعل، هو إعلان كامل عن المسيا بشكل مبكر في إنجيل مرقس، ولكن بسبب سوء فهم (1) رؤساء اليهود : المسيا كبطل قومي يعيد إلسرائيل السيادة على العالم و(2) الحشد / الجموع  : المسيا كصانع معجزات ،

 فإن يسوع يطلب من عدة أشخاص مختلفين ألا يذيعوا الاخبار عنه. اإلنجيل اكتمل فقط بعد حياته، وموته، وقيامته، وصعوده.
لم يذكر مرقس هنا شفاء هؤلاء المسكونينبالأرواح النجسة  ولكن نعلم أنهم شفوا من قول متّى «فَشَفَاهُمْ (أي المرضى) جَمِيعاً» (متّى 12: 15- 16). 15 فعلم يسوع وانصرف من هناك. وتبعته جموع كثيرة فشفاهم جميعا. 16 واوصاهم ان لا يظهروه "  ولم يظهر من كلام مرقس هنا من الذين أوصاهم المسيح بأن لا يظهروه الأرواح النجسة أم الذين شفوا فإن كانوا الأرواح فقصده بوصيته منع الضرر الذي ينتج من شهادتهم وإن كانوا الذين شفاهم وعرفوا أنه ابن الله من شهادة الشياطين واختبارهم قوته فقصده أن لا ينتشر صيته في إبراء الأمراض لئلا يعاق عن عمله الروحي لأنه كان يرغب في إثبات دعواه بكلامه أكثر مما يرغب في إثباتها بأعماله.
 جاء المسيح بسلطته الإلهية القوية الذي يستطيع أن يربطه ويخرجه مرغماً صارخاً منهزماً ويسوقه حيث لا يشاء، إلى الظلمة والمصير المشئوم. فالأرواح النجسة عندما كانت تنظر إلى المسيح كانت ترتعب وتقع على الأرض وتصرخ معترفة بقوته وسلطانه «أنت ابن الله» الأمر الذي كان يشعر به ق. مرقس وهو يدون هذا الاعتراف الخطير في مبدأ إنجيله: «إنجيل يسوع المسيح ابن الله» وشهادة الأعداء من واقع الحال تحت إرغام واضطرار. ولكن المسيح لم يكن في حاجة إلى شهادة الشياطين، لأن أعماله وأقواله كانت تشهد له، لذلك فكان يتحتّم عليهم أن لا يظهروه لئلا يفسدوا طريقته في الكرازة بأعماله وأقواله، وهكذا أخرسها بسلطانه.

تفسير (مرقس 3: 13)  13 ثم صعد الى الجبل ودعا الذين ارادهم فذهبوا اليه.

  التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
تعيين اختيار المسيح اثني عشر تلميذا / رسولاً (مر 3 : 13- 15) ذكره  (مت 10: 1-14)، وأيضا (لو 6: 12-16)،

  
*** (1)  ثُمَّ صَعِدَ إِلَى ٱلْجَبَلِ
يمكن فهم هذا بطريقتين: (1) أن يسوع غادر المنطقة القريبة من بحر الجليل وصعد إلى تلٍة في الريف أو (2) هذا تمهيد إلى بيئة ومكان العظة على الجبل ويذكر إنجيل لوقا أن سبب إنعزال المسيح عن العالم وصعوده الجبل هو الصلاة من أجل تعيين تلاميذا له ( لوقا ٦: ١٢ ) 12 وفي تلك الايام خرج الى الجبل ليصلي. وقضى الليل كله في الصلاة لله."
 إنجيل مرقس يستوحي التقليد القديم الذي فيه كانت كل العمليات الإلهية الكبرى تتم على الجبال. موسى تلقى الشريعة ن على جبل  فالجبل في العهد القديم والجديد أيضاً مكان الإلهام والوحي بالفداء. هكذا يعطينا إنجيل مرقس في اختيار وتعيين التلاميذ إيحاء إلهياً أنها عملية إلهام وفداء تمت مع الاثني عشر، واستعلان المسيح كمشرع العهد الجديد. وإنجيل مرقس يستمر في نظرته إلى الجبل نفس النظرة على مدى إنجيله : + «وبعدما ودعهم مضى إلى الجبل ليصلي.» (مر 46:6) + «وفيما هو جالس على جبل الزيتون تجاه الهيكل.» (مر 3:13)
  
*** (2) وَدَعَا ٱلَّذِينَ أَرَادَهُمْ فَذَهَبُوا إِلَيْهِ.
 دعوة التلاميذ للعمل فى الخدمة
 تعيين الرسل في أنظر تفسير / شرح إنجيل متّى (متّى ١٠: ١ - ٤). وشغل يسوع الليلة التي قبل هذا التعيين بالصلاة (لوقا ٦: ١٢).13 ولما كان النهار دعا تلاميذه واختار منهم اثني عشر الذين سماهم ايضا «رسلا»:  "  وعينوا قبل إرسالهم للتبشير بمدة. ولكن متّى جمع التعيين والإرسال في خبر واحد.وإعطاؤهم القوة والسلطان لشفاء المرضى وإخراج الأرواح الشريرة  (متّى ١٠: ١ ) 1 ثم دعا تلاميذه الاثني عشر واعطاهم سلطانا على ارواح نجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرض وكل ضعف.  ( لو ٩: ١)  1 ودعا تلاميذه الاثني عشر واعطاهم قوة وسلطانا على جميع الشياطين وشفاء امراض"
تفسير (مرقس 3: 14)  14 واقام اثني عشر ليكونوا معه وليرسلهم ليكرزوا.

  التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** (1) وَأَقَامَ ٱثْنَيْ عَشَرَ لِيَكُونُوا مَعَهُ،
ٱثْنَيْ عَشَرَ : سبب إختيار الرسل اثني عشر ثلاثة أمور:
تماثل لعدد أسباط إسرائيل الأثنى عشر . والدليل على لقب ‘‘الاثني عشر ’’ ما جاء على لسان ق. بولس: « وإنه ظهر لصفا ثم للاثني عشر» (1كو 5:15). فكانوا اثني عشر تلميذاً اختارهم يسوع. وقد اختارهم الرب اثني عشر ليكونوا على مستوى الاثني عشر سبطاً، بمعنى أن يكرزوا لإسرائيل جميعاً: « فقال لهم يسوع الحق أقول لكم إنكم أنتم الذين تبعتموني، في التجديد متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضاً على اثني عشر كرسياً تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر» (مت 28:19). وهكذا يمثلون خدمة المسيح نفسه لكل شعبه.
هنا كلمة “أقام باللغة العربية ليست مطابقة للكلمة اليونانية التي تميل أكثر إلى عملية ‘‘الصنع – he made أو he created twelve” وذلك حسب رأي العالم الألماني ج. شنيوند. ويستقرئ هذا العالم من هذا الاصطلاح أن المسيح قام بالفعل بعملية تحديد لرؤوس الاثني عشر سبطأ القدامى، أو تجديد شعب الاثني عشر سبطاً بواسطة هذه الرؤوس الجديدة. وترددت مرة أخرى: «فأجعلكما صيادي الناس» (مت 19:4). أي أجدد لكم مهنة صيد جديدة.

 أن يكون عددهم كافياً لنشر تعاليمه وأعماله الجوهرية مدة خدمته وبقيامته بعد موته.
أن يكونوا عندهم إيمانا قويا للذهاب إلى جهات مختلفة ونشر إنجيله في كل المسكونة التي كانت معروفة يومئذ وتنظيم ملكوته الجديد في العالم بين اليهود أولاً ثم بين كل الناس.
واختار المسيح أولئك الرسل في أول خدمته ليقفوا على كل تعاليمه ويشاهدوا كل أعماله وليثقفهم كما شاء. وذكر مرقس ثلاثة أسباب لانتخاب المسيح إياهم.
الأول: أن يكونوا معه (أي أن يتعلموا منه). .. والثاني: أن يرسلهم للكرازة. .. والثالث: أن يصنعوا المعجزات. وخص بالذكر منها إخراج الشياطين كأنه أوضح الأدلة على قدرته ولاهوته.
  
*** وَلْيُرْسِلَهُمْ لِيَكْرِزُوا،
الفرق بين الرسول والتلميذ .. سؤال: ما هو الفرق بين التلميذ والرسول؟
التلميذ
التلميذ هو من يدرس أو يتعلم، وتستعمل عادة للدلالة على من يتبع معلما معينا تمييزا له عن المعلم نفسه (مت 10: 24، لو 6: 40)، وهي لا تعني قبول التعليم فحسب، بل والسير بمقتضاه في الحياة. وكان لإشعياء تلاميذ (أش 8: 16)، وليوحنا المعمدان (مت 9: 14، لو 7: 18، يو 3: 25)، وكذلك للفريسيين (مت 22: 16، مرقس 2: 18، لو 5: 33) ولموسى (يو 9: 28). ولكنها أكثر ما تستخدم للدلالة على اتباع يسوع:
(أ) ــ بالمعنى الواسع (مت 10: 42، لو 6: 17، يو 6: 66) وهي اللقب الوحيد لإتباع يسوع في الأناجيل.
(ب) ــ تستخدم بشكل خاص للدلالة على الاثني عشر (مت 10: 1، 11: 1، 12: 1.. إلخ.).
(ج) ــ تطلق بعد صعود المسيح على كل من يعترفون بيسوع ربًا ومسيحًا (أع 6: 1 و2 و7، 9: 36). وقد "دُعِيَ التلاميذ مسيحيين في إنطاكية أولًا" (أع 11: 26).
الرسول
الكلمة اليونانية المترجمة "رسول" في العهد الجديد هي "أبوستولوس" (apostolos) وهي مشتقة من الفعل أبو ستِّلين (apostellein) بمعنى "يرسل" فمعناها: "رسول مرسل، مبعوث" وقد استعملت الترجمة السبعينية للعهد القديم نفس الكلمة اليونانية لترجمة كلمة "أرسل" (انظر تك 45: 4-8، 1 مل 14: 6).
استخدمت كلمة "رسول" في العهد الجديد عن الرب يسوع نفسه: "رسول اعترافنا ورئيس كهنته " (عب 3: 1)، فهو الذي أرسله الآب "مخلصنا للعالم" (1يو 4: 14). ويُذكر كثيرًا في إنجيل يوحنا أن "الآب أرسل الابن" (يو 7: 28 و29، 8: 42) (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا) " ليتكلم بكلام الله " (يو 3: 34) " وليعمل أعمال الله " (يو5: 36، 6: 29) ويتمم مشيئة الله (يو 6: 38)، وليعلن الله (يو 5: 37-47) وليعطى حياة أبدية (يو 17: 2 و3).
وكل رسول بعد ذلك، إنما هو مرسل من الرب يسوع المسيح (يو 7: 18-26، 20: 21-23)، ومن يقبله المسيح (مت 10: 40)، ومن يسمع منه يسمع من المسيح (لو 10: 16).
فقد استخدمت الكلمة بمعناها المطلق في قول المسيح: " ليس عبد أعظم من سيده، ولا رسول أعظم من مرسله " (يو 13: 16) واستخدمت الكلمة في الإشارة إلى مبعوثين من الكنائس (2 كو 8: 23، في 2: 25) كما استخدمت للدلالة على الذين أرسلهم الله إلى شعبه قديما، إذ " قالت حكمة الله إني أرسل إليهم أنبياء ورسلًا فيقتلون منهم ويطردون" (لو 10: 49).
وترد كلمة "رسول" أو رسل عشر مرات في الأناجيل، وثماني وعشرين مرة في سفر أعمال الرسل، وثماني وثلاثين مرة في الرسائل، وثلاث مرات في سفر الرؤيا، وفي معظم هذه المرات، تشير إلى أشخاص دعاهم المسيح بخدمة معينة في الكنيسة.
وأول ما يتبادر إلى الذهن عند ذكر كلمة " رسول " أسماء الاثني عشر رسولا وبولس الرسول، ولكن الكلمة أطلقت على غير هؤلاء أيضا، فيبدو أن يعقوب أخا الرب كان يعتبر رسولًا (غل 1: 19، 2: 9، انظر أيضًا 1 كو 15: 7)، كما كانت كلمة " رسول " تطلق على برنابا (اع 14: 4 و14)، ويجمع الرسول بولس بينه وبين برنابا في قوله: أم أنا وبرنابا وحدنا ليس لنا سلطان أن لا نشتغل " (1 كو 9: 6) رغم أنهما لم يكونا من الاثني عشر (اع 9: 27) كما يمكن اعتبار سلوانس وتيموثاوس رسولين (1 تس 1: 1، 2: 6)، وكذلك " أندونكوس ويونياس.. اللذين هما مشهورين بين الرسل" (رو 16: 7) ويبدو أن الرسول بولس يضم إليه "أبلوس" ضمن الرسل اللذين "صاروا منظر للعالم للملائكة والناس" (1 كو 4: 6 و9) . ويوصى في رسالته الثانية إلى الكنيسة في كورنثوس، بأخوين -لم يذكر اسميهما- يقول عنهما إنهما "رسولا الكنائس ومجد المسيح" (2 كو 8: 23). وقد وجد من الضروري أن يكشف بعض الأشخاص باعتبار أنهم: " رسل كذبة فعلة ماكرون مغيرون شكلهم إلى شبه رسل المسيح " (2 كو 11: 13)، وفي هذا دليل على أنه في الكنيسة الأولى، لم تكن فكرة الرسولية قاصرة على الاثني عشر أو الثلاثة عشر، "إذ لو كان عدد الرسل محددًا، لبطلت من ذاتها دعوى أولئك المتطفلين" (كما يقول ليتفوت Lihgfoot في تعليقه على الرسالة إلى غلاطية).
****
  تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
من بين الكثيرين الذين صاروا تلاميذ ليسوع اختار اثني عشر كانوا على صلة وثيقة به، وكانوا، مع استثناء وحيد، قد قُدِّرَ لهم أن يكونوا شهوداً له بعد موته وقيامته.
"وَأَقَامَ اثْنَيْ عَشَرَ لِيَكُونُوا مَعَهُ وَلْيُرْسِلَهُمْ لِيَكْرِزُوا" (الآية 14).
ليس الناس هم من يختارون أنفسهم أو يقيمون أنفسهم خداماً للمسيح. هو الذي يختار ويعيّن خاصته (يوحنا 15: 16). يمكننا القول أن جميع الرسل الاثني عشر هم "أناسٌ قد اختيروا بعناية" (حتى يهوذا)، لأنهم موضع اهتمام الله الخاص. "سُلْطَانٌ عَلَى شِفَاءِ الأَمْرَاضِ وَإِخْرَاجِ الشَّيَاطِينِ" (الأرواح النجسة). لقد كان الاثنا عشر عاجزين بأنفسهم، ولكن الرب قوّاهم ليصنعوا أعمالاً مقتدرة ليثبتوا مصداقية الرسالة التي كانوا سيحملونها إلى إسرائيل
.
تفسير (مرقس 3: 15)  15 ويكون لهم سلطان على شفاء الامراض واخراج الشياطين.

  التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** (1) وَيَكُونَ لَهُمْ سُلْطَانٌ عَلَى شِفَاءِ ٱلأَمْرَاضِ
 أعطى السيد المسيح لتلاميذه السلطان قائلا لهم : "اِشْفُوا مَرْضَى. طَهِّرُوا بُرْصًا. أَقِيمُوا مَوْتَى. أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ" (مت 10: 8) وأخذ التلاميذ الاثني عشر جميعًا هذا السلطان بما فيهم يهوذا، ولم يكن عندئذ قلب يهوذا قد مال للشر والخيانة، وبلا شك أن يهوذا مارس هذا السلطان مع من خرج معه للكرازة، لأن السيد المسيح أرسلهم اثنين اثنين، ونجحت كرازتهم
عندما قال السيد المسيح لتلاميذه: "اِشْفُوا مَرْضَى. طَهِّرُوا بُرْصًا. أَقِيمُوا مَوْتَى. أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ" لم يقصد المعنى المجازي  ولما هذا تم فعل "فَرَجَعَ السَّبْعُونَ بِفَرَحٍ قَائِلِينَ يَارَبُّ حَتَّى الشَّيَاطِينُ تَخْضَعُ لَنَا بِاسْمِكَ. فَقَالَ لَهُمْ رَأَيْتُ الشَّيْطَانَ سَاقِطًا مِثْلَ الْبَرْقِ" (لو 10: 17، 18)وحدث أن أن شفاء بطرس الرسول لإينياس المفلوج منذ ثمان سنوات (أع 9: 32 - 35) وإقامة بطرس لطابيثا بعد أن مرضت وماتت حتى أنهم غسَّلوها (أع 9: 36 - 41)
 وكانوا يحملون المرضى ويضعوهم على فرش وأسرة حتى لو خيم عليهم بطرس فأنهم يشفون " وَاجْتَمَعَ جُمْهُورُ الْمُدُنِ الْمُحِيطَةِ إِلَى أُورُشَلِيمَ حَامِلِينَ مَرْضَى وَمُعَذَّبِينَ مِنْ أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ وَكَانُوا يُبْرَأُونَ جَمِيعُهُمْ" (أع 5: 16) وقال بولس الرسول لروح العرافة الذي كان ساكنًا في الجارية في فيلبي: "أَنَا آمُرُكَ بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنْ تَخْرُجَ مِنْهَا!». فَخَرَجَ فِي تِلْكَ السَّاعَة" (أع 16: 18)
وقال الكتاب: "وَكَانَ اللَّه يَصْنَعُ عَلَى يَدَيْ بُولُسَ قُوَّاتٍ غَيْرَ الْمُعْتَادَةِ حَتَّى كَانَ يُؤْتَى عَنْ جَسَدِهِ بِمَنَادِيلَ أَوْ مَآزِرَ إِلَى الْمَرْضَى فَتَزُولُ عَنْهُمُ الأَمْرَاضُ، وَتَخْرُجُ الأَرْوَاحُ الشِّرِّيرَةُ مِنْهُمْ" (أع 19: 11، 12) وأقام أفتيخوس من الموت (أع 20: 9 - 12)
وصلى بولس الرسول واضعًا يده على أبي بوبليوس الذي كان مصابًا بالحمى فشفاه " فَلَمَّا صَارَ هذَا، كَانَ الْبَاقُونَ الَّذِينَ بِهِمْ أَمْرَاضٌ فِي الْجَزِيرَةِ يَأْتُونَ وَيُشْفَوْنَ" (أع 28: 9)
 
 *** (2) وَإِخْرَاجِ ٱلشَّيَاطِينِ».
الشياطين : يوضح لنا الكتاب المقدس بأن الشيطان (إبليس) وجنوده (الشياطين) هم ملائكة ساقطين. لوسيفر (زهرة بنت الصبح) كان احد ملائكة الرب الاعلى مرتبة لكن اسقطه الله من السماء مع اتباعه بسبب عصيانه وكبرياءه الذي جعله يتحدى الله
والفقرة التالية عن سلطة المسيح على الشياطين في إنجيل مرقس من كتاب :   كتاب ناظر الإله الإنجيلي مرقس الرسول القديس والشهيد لقداسة مثلث الرحمات : البابا شنودة الثالث
ذكر مار مرقس أن الرب كان يأمر الأرواح النجسة بسلطان فتطيعه، حتى أنذهل الناس وتحيروا من سلطانه (مر 1: 27)، وأنه أخرج شياطين كثيرة (مر 1:34)، وأن الشياطين كانت تصرخ منه قائلة " مالنا ولك.. أتيت لتهلكنا" (مر 1: 24)، وأنها كانت تسجد له (مر 3: 11؛ 5: 6).
وأنه أخرج منها حالات خطيرة مثل حالة لجيئون الذي كانت فيه فرقة شياطين"، وكان يقطع السلاسل ويكسر القيود، فلم يقدر أحد أن يذلله" (مر 5: 4)، ومثل الروح الأخرس الأصم (مر 9: 16-29). وبلغت القوة بمعجزات إخراج الشياطين أن السيد المسيح كان يخرج الشيطان دون أن يري المريض، مثلما للمرأة الفينيقية " اذهبي قد خرج الشيطان من أبنتك. فذهبت إلي بيتها ووجدت الشيطان قد خرج" (مر 7: 24-30). ولم يكتف بهذا، بل أعطي هذا السلطان لتلاميذه (مر 3: 15؛ 6: 7). ولم يمنع شخصًا يخرج الشياطين باسمه (مر 9: 39).
 
تفسير (مرقس 3: 16)  16 وجعل لسمعان اسم بطرس.

  التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   ***  وَجَعَلَ لِسِمْعَانَ ٱسْمَ بُطْرُسَ.
معظم يهود الجليل كان لديهم اسم يهودي  : ( سمعان أو شمعون، بمعنى "يسمع") واسم آخر يوناني فى وقت واحد وما زالت هذه العادة مستمرة فى مصر يطلق عليه إسم الشهرة  وهكذا يبدو المسيح أعطاهم أسماء جديدة مستمدة من طباعهم.
يسوع يعطيه اسم أو لقب "صخرة". في اليونانية هذه هي كلمة petros وفي اآلرامية هي كلمة cephas( يوحنا 1: 42) ; (كت 16: 16) . بطرس هو شاهد عيان، ومصدر رسولي وراء إنجيل مرقس .

 
  *** الأول: «وجعل لسمعان اسم بطرس»:
وفي بعض المخطوطات تُقرأ: الأول سمعان (وجعل لسمعان اسم بطرس = mwni Pstron…) سمعان وحدها ثم بين قوسين سمعان بطرس. وكلمة ‘‘ بطرس” تجيء هنا في إنجيل مرقس لأول مرة، إذ ذكرت سابقاً سمعان فقط، مما يبدو أن المسيح لما جمعهم معاً بعد أن اختارهم بدأ يعطيهم أسماءهم الجديدة: «وجعل لسمعان اسم بطرس» واسم بطرس مذكور في إنجيل مرقس 19 مرة باسم بطرس فقط، ما عدا في (مر 37:14): «فقال لبطرس: ياسمعان أنت نائم؟!!» وبطرس هي أصلاً بالأرامية Khf£j وتعني: ‘‘ صخرة’’، ونقرأها في إنجيل يوحنا هكذا: (يو 12:1)«وقال أنت سمعان بن يونا (حمامة) أنت تُدعى صفا الذي تفسيره بطرس» .  ( يوحنا ١: ٤٢ ) 42 فجاء به الى يسوع. فنظر اليه يسوع وقال: «انت سمعان بن يونا. انت تدعى صفا» الذي تفسيره: بطرس. " وغرف بطرس بين التلاميذ باسم صفا، كما علمها بولس هكذا: «فأنا أعني هذا: أن كــــل واحـــد مـــــكـم يقـــول: أنـا لبـــولس، وأنـا لأبلـس، وأنـا لصـفا، وأنـا للمسيح …» (1كو 12:1)، وكذلك: «ألعلّنا ليس لنا سلطان أن نحول بأخت زوجة كباقي الرسل وإخوة الرب وصفا؟» (1كو 5:9)، كذلك: «وأنه ظهر لصفا ثم للاثني عشر.» (1كو 5:15). ولكن عاد ق. بولس وأعطى اسم بطرس بوضوح: «ثم بعد ثلاث سنين صعدت إلى أورشليم لأتعرف ببطرس، فمكثت عنده خمسة عشر يوماً.» (غل 18:1). ولكنه عاد يذكر اسم صفا: «فإذ علم بالنعمة المعطاة لي يعقوب وصفا ويوحنا، المعتبرون أنهم أعمدة، أعطوني وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للأمم، وأما هم فللختان.» (غل 9:2). وهكذا ندرك أن إنجيل ق. مرقس لم يذكر اسم صفا ولا كيفا (مترادفاً) على الإطلاق. والمعتقد بحسب العلماء أن اسم كيفا أو صفا يقال له عندما يراد التلميح إلى أخلاقه.

 تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
يظهر اسم سمعان، الذي أعطاه الرب لبطرس، متمايزاً وحده في الآية 16.لقد كان بشكل من الأشكال رئيساً للرسل. طبيعة شخصيته المتقدة النشطة وتوهج روحه أهّلتْه بطريقة خاصة للزعامة والقيادة بعد أن مُنِحوا الروح القدس في العنصرة. وكما نعلم، فقد كانت خدمته لليهود بشكل خاص، رغم أنه هو الذي فتح باب الإيمان أمام الأمميين بكرازته بالإنجيل في بيت كورنيليوس. لقد أعطاه يسوع لقب "الصخرة".
تفسير (مرقس 3: 17)  17 ويعقوب بن زبدي ويوحنا اخا يعقوب وجعل لهما اسم بوانرجس اي ابني الرعد.

  التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
    *** (1) وَيَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَا يَعْقُوبَ،
 راجع تفسيرنا فى شرح بشارة متّى (متّى ١٠: ٢ - ٤).
  وَيَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي :  هذا هو الإسم العبري "يعقوب" (784 BDB)، الذي معناه "الذي يخلف أو يعقب"، انظر (تك 25: 26)  هناك شخصان يحملان نفس الإسم يعقوب في لائحة الإثني عشر. أحد منهم هو أخو يوحنا (مر 3: 17) 26 وبعد ذلك خرج اخوه ويده قابضة بعقب عيسو، فدعي اسمه «يعقوب». وكان اسحاق ابن ستين سنة لما ولدتهما. " وهو من الحلقة الداخلية (بطرس، يعقوب، ويوحنا). وهم الذن كان يصحبهم المسيح أكثر من غيرهم من التلاميذ  كما ذكرهم في عدة مواضع (مر37:5)، 37 ولم يدع احدا يتبعه الا بطرس ويعقوب ويوحنا اخا يعقوب (مر 2:9)، 2 وبعد ستة ايام اخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا وصعد بهم الى جبل عال منفردين وحدهم. وتغيرت هيئته قدامهم (مر 33:14).33 ثم اخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنا وابتدا يدهش ويكتئب.  
 وَيُوحَنَّا أَخَا يَعْقُوبَ :  كان هذا أخو يعقوب وأحد أعضاء حلقة التالميذ الداخلية. يوحنا كتب خمس أسفار في العهد الجديد وعاش أكثر من جميع الرسل.
 
  *** (2) وَجَعَلَ لَهُمَا ٱسْمَ بُوَانَرْجِسَ (أَيِ ٱبْنَيِ ٱلرَّعْدِ).
بُوَانَرْجِسَ ... ٱبْنَيِ ٱلرَّعْدِ :   اسم سرياني معناه ابنا الرعد لم يذكره سوى إنجيل مرقس. يترجم مرقس الإسم الأرامي لأن الإنجيل مكتوب للأمميين وعلى الأرجح أنهم رومان

«بوانرجس» الاسم هنا بهجاء يوناني ويعتقد البعض أنه منقول مغلوطاً من الأرامية التي تقرأ Banhregej وبمعنى اختلف فيه العلماء، ولكن أصحهم هو العالم توري الذي يعطي المعنى بالعاصفة الرعدية thunderstorm فتكون ابن الرعد.
(هذان األأخوان يعقوب ويوحنا) كانا يعيشان وفق الإسم المصغر لهما والصفة التى يشتهران بها والأرجح أن المسيح سمى به ذينك التلميذين إشارة إلى ما في طبيعتهما من الغيرة والحدة وعلامات ذلك ظهرت فيهما في في (لو 9: 54)  54 فلما راى ذلك تلميذاه يعقوب ويوحنا قالا: «يا رب اتريد ان نقول ان تنزل نار من السماء فتفنيهم كما فعل ايليا ايضا؟»
( مر ٩: ٣٨ )38 وقال يوحنا: «يا معلم راينا واحدا يخرج شياطين باسمك وهو ليس يتبعنا فمنعناه لانه ليس يتبعنا».  (مر ١٠: ٣٧ ) 27 فنظر اليهم يسوع وقال: «عند الناس غير مستطاع ولكن ليس عند الله لان كل شيء مستطاع عند الله». وهذا ما أعدّ يعقوب ليكون الشهيد الأول بين الرسل ويوحنا أن يكتب سفر الرؤيا. وظن بعضهم أن المسيح سماها بذلك إيماء إلى ما سيظهر منهما من الفصاحة والقدرة على الوعظ.
********

 تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
يلي بطرس في الترتيب "يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَا يَعْقُوبَ وَجَعَلَ (يسوع) لَهُمَا اسْمَ بُوَانَرْجِسَ (أَيِ ابْنَيِ الرَّعْدِ)". عندما كان يسوع اسماً جديداً لأي شخص، فإنه كان يشير إلى صفة معينة مميزة كان يراها فيه أو كان على وشك أن يخلقها فيه في الأيام اللاحقة. "بُوَانَرْجِسَ" ترجمتها "ابْنَيِ الرَّعْدِ". من الواضح أن هذين الشابين كانا ذوي مزاج انفعالي، تسهل إثارتهما إلى أحكان انفعالية متسرعة، وعلى الأرجح أنهما كانا سرعان ما يلتزمان بقرارات قاطعة حاسمة. كان يعقوب أول واحد بين الاثني عشر الذي وقّع شهادته بدمه. وأما يوحنا، الذي من الواضح أنه كان أصغر واحد في المجموعة، قد عمّر طويلاً بعدهم جميعاً، وبعد معاناة لا تصدق، مات ميتة طبيعية في أفسس في العقد الأخير من القرن الأول في التاريخ المسيحي.
تفسير (مرقس 3: 18)  18 واندراوس وفيلبس وبرثولماوس ومتى وتوما ويعقوب بن حلفى وتداوس وسمعان القانوي.

  التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
  التلميذ الأول سمعان بطرس ...
 التلميذ الثاني والثالث: «ويعقوب بن زبدي ويوحنا أخا يعقوب وجعل لهما اسم بوانرجس»:
  
  
  *** التلميذ الرابع: «وأندراوس» Andrew = ‘Andršan
     وَأَنْدَرَاوُسَ : هذه الكلمة اليونانية تعني "رجولي". نعلم من (يو 1: 29- 42)  أن أندراوس  كان تلميذ ليوحنا المعمدان وأنه هو الذي عرف أخوه  بطرس على يسوع المسيح
نجد في الترتيب هنا أن أندراوس يأتي مباشرة بعد يعقوب ويوحنا، وهـذا مـوافـق لما جاء في سفر الأعمال ( أع 13:1). ولكن في إنجيلي ق. متى ولوقا يأتي أندراوس بعـد بطرس. ولكـن المقبـول لـدى العلماء هو ترتيب إنجيل مرقس حيث تقرر وضع أندراوس بعد يعقوب ويوحنا. ونقصد إنجيل مرقس ذلك أن يجمع الثلاثة تلاميذ الأساسيين بطرس ويعقوب ويوحنا معاً بالترتيب، كما ذكرهم في عدة مواضع (مر37:5)، 37 ولم يدع احدا يتبعه الا بطرس ويعقوب ويوحنا اخا يعقوب (مر 2:9)، 2 وبعد ستة ايام اخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا وصعد بهم الى جبل عال منفردين وحدهم. وتغيرت هيئته قدامهم (مر 33:14).33 ثم اخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنا وابتدا يدهش ويكتئب.  ومن هنا يفهـم القارئ أن مرقس الرسول منسق إنجيله على مبادئ قوية وثابتة.

 
التلميذ الخامس: «وفيلبس»: 
 الإسم اليوناني هذا يعني "المولع بالخيول". دعوته نراها مكتوبة في  (يو 1: 43- 51)
كـل مـن اسـم أندراوس وفيلبس أسماء يونانيـة صـرف، وبالرغم من أن اسم فيلبس تكرر في إنجيـل ق. يوحنا، إلا أننا لا نعثر على هذا الاسم إلا في مجموعة الأسماء للاثني عشر فقط في الثلاثة أناجيل وسفر الأعمال، ولكن اسم فيلبس الرسول هنا غير اسم فيلبس الذي جاء في سفر الأعمال بين أسماء السبعة شمامسة (أع 5:6) فحسن هذا القول امام كل الجمهور، فاختاروا استفانوس، رجلا مملوا من الايمان والروح القدس، وفيلبس، وبروخورس، ونيكانور، وتيمون، وبرميناس، ونيقولاوس دخيلا انطاكيا. " الذي بشر في السامرة (أع 7: 5-40) والمعتبر تحت لقب “إنجيلي” في (أع 8:21). 8 ثم خرجنا في الغد نحن رفقاء بولس وجئنا الى قيصرية، فدخلنا بيت فيلبس المبشر، اذ كان واحدا من السبعة واقمنا عنده. "  ويلزم أن نحترس من اختلاط الاسمين كما حدث بين الكتاب الأوائل.

التلميذ السادس: «برثولماوس»: وبالإنجليزية Bartholomew
الإسم يعني "ابن بطليموس". يمكن أن يكون هو نَثَنَائِّيَل الذي يتكلم عنه إنجيل يوحنا  (يو 1: 46) فقال له نثنائيل:«امن الناصرة يمكن ان يكون شيء صالح؟» قال له فيلبس:«تعال وانظر».(يو 1: 47) وراى يسوع نثنائيل مقبلا اليه، فقال عنه:«هوذا اسرائيلي حقا لا غش فيه»(.يو 1: 48) قال له نثنائيل:«من اين تعرفني؟» اجاب يسوع وقال له:«قبل ان دعاك فيلبس وانت تحت التينة، رايتك».(يو 1: 49) اجاب نثنائيل وقال له:«يا معلم، انت ابن الله! انت ملك اسرائيل!» (يو 21: 2) كان سمعان بطرس، وتوما الذي يقال له التوام، ونثنائيل الذي من قانا الجليل، وابنا زبدي، واثنان اخران من تلاميذه مع بعضهم.
واسمه ‘‘أبوي’’ بمعنى ‘‘ابن فلان” كما في العربية، فهو ابن ثالماي Qalmai مشابه لاسم Bart”makoj بارٹیماوس ‘‘ابن طيما’’ الأعمى (مر 46:10). وبارثولماوس يظن ربما خطأ أنه هو أيضـاً نثنـائيـل المذكور في إنجيـل يوحنـا (يو 45:1) فيلبس وجد نثنائيل وقال له:«وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والانبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة». ويميـل لهـذا الـرأي العـالم سويت والعـالم وستكوت أيضاً.

ا
لتلميذ السابع: «متی»: 
الإسم العبري الذي معناه "عطية الرب". والإسم هذا يشير إلى لاوي  (مر 2: 13- 17)
والكلمة اختصار للنطق الصحيح Mattaq…a كما جاءت بهذا الهجاء في سفر أخبار الأيام الأول (21:15) ‘‘متاثيـا’’   الإسم العبري من Mattithiah (1 أخ 9: 31) (1 أخ 15: 18) (1 أخ 16: 5) ( 1أخ 25: 3 و 21) (نح 8: 4) ومعناها هدية أو عطية. وفي إنجيل متى أضاف إلى اسم متى كلمة العشار (مت 3:10)  3 فيلبس وبرثولماوس. توما ومتى العشار. يعقوب بن حلفى ولباوس الملقب تداوس. ، وهكذا جاء الاسم ليوضح به اسم لاوي عند إنجيل مرقس (14:2) 14 وفيما هو مجتاز راى لاوي بن حلفى جالسا عند مكان الجباية فقال له: «اتبعني». فقام وتبعه. " بلا أي لبس: «وفيما يسوع مجتاز من هناك رأى إنساناً جالساً عند مكان الجباية اسمه متى فقال له اتبعني فقام وتبعه» (مت 9:9)، 9 وفيما يسوع مجتاز من هناك راى انسانا جالسا عند مكان الجباية اسمه متى. فقال له: «اتبعني». فقام وتبعه.  وهكذا نعرف أن متى الرسول هو لاوي.

ا
لتلميذ الثامن: «توما (توماس)»:
وهو المدعو في إنجيل ق. يوحنا (16:11) 16 فقال توما الذي يقال له التوام للتلاميذ رفقائه: «لنذهب نحن ايضا لكي نموت معه!». (يو 20: 24) 24 اما توما، احد الاثني عشر، الذي يقال له التوام، فلم يكن معهم حين جاء يسوع (يو 21: 2) 2 كان سمعان بطرس، وتوما الذي يقال له التوام، ونثنائيل الذي من قانا الجليل، وابنا زبدي، واثنان اخران من تلاميذه مع بعضهم. "  «الذي يقال له التوأم D legomenoj D…dumoj الإسم العبري يعني "التوأم" أو ديديموس »واسمه وارد في إ(يوحنا (5:14) 5 قال له توما:«يا سيد، لسنا نعلم اين تذهب، فكيف نقدر ان نعرف الطريق؟» " مع فيلبس (يو 8:14) 8 قال له فيلبس:«يا سيد، ارنا الاب وكفانا» ويهوذا ليس الإسخريوطي (يو 22:14) 22 قال له يهوذا ليس الاسخريوطي:«يا سيد، ماذا حدث حتى انك مزمع ان تظهر ذاتك لنا وليس للعالم؟»  " ضمن الذين سألوا الرب أثناء أحاديث الوداع .

التلميذ التاسع: «ويعقوب بن حلفی»:
هناك رجلين لهم الإسم يعقوب في قائمة التلاميذ الأثني عشر. أحدهم هو أخو يوحنا ◙ "انظر (لو 6: 15)15 متى وتوما. يعقوب بن حلفى وسمعان الذي يدعى الغيور "  واالآخر هو من الحلقة الداخلية (بطرس، يعقوب، ويوحنا). وهذا معروف باسم "يعقوب الصغير"  أنظر (مر 3: 17)
وأعطاه هذا اللقب حتى يفرق بينه وبين يعقوب بن زبدي. وهو المذكور هنا في إنجيل مرقس وفي (مت 3:10)،3 فيلبس وبرثولماوس. توما ومتى العشار. يعقوب بن حلفى ولباوس الملقب تداوس. (لو 15:6)، (أع 13:1).13 ولما دخلوا صعدوا الى العلية التي كانوا يقيمون فيها: بطرس ويعقوب ويوحنا واندراوس وفيلبس وتوما وبرثولماوس ومتى ويعقوب بن حلفى وسمعان الغيور ويهوذا اخو يعقوب  " وهـو يعرف أحياناً بيعقوب الصغير كما جاء في (مر 40:15): «وكانت أيضـاً نساء ينظـرن مـن بعيد، بينهن مريم المجدلية، ومريم أم يعقوب الصغير ويوسي، وسالومة»
ويقول العالم ترنر : إنه ربما يكون أخا «لاوي بن حلفى» الذي ذكره في (مر 14:2). وقـد عرف مـرات كثيرة باسم كلوبـاس KIwp©j كما جاء في (يو 25:19) وكذلك كليوباس Kleopaj كما في (لو 18:24) حسب أبحاث العالم ليتفوت(12). ويقـول ليتفـوت أيضاً إن اسمه الحقيقي كـان كـلوبـاس بالأرامية ولمها تحولت إلى اليونانية أخذت رنة اليوناني فصارت كليوباس.
****
 
التلميذ العاشر: «وداوس»:
وجاء في إنجيل متى: «لباوس الملقب تداوس» (مت 3:10). أو "يهوذا" (يو 14: 22) 22 قال له يهوذا ليس الاسخريوطي:«يا سيد، ماذا حدث حتى انك مزمع ان تظهر ذاتك لنا وليس للعالم؟» "   وإسم تداوس قريب في النطق مـن ثـوداس الوارد في (أع 36:5)،36 لانه قبل هذه الايام قام ثوداس قائلا عن نفسه انه شيء، الذي التصق به عدد من الرجال نحو اربعمئة، الذي قتل، وجميع الذين انقادوا اليه تبددوا وصاروا لا شيء. "  وهـو مختصـر لاسـم ثيؤدوسيوس وثيؤدوتوس وأحياناً ثيؤدوروس وذلك بحسب تحقيق العالم دالمان. ويقول التقليد الكنسي: إن أعمال هذا التلميذ القديس كانت في نواحي أديسا Edessa (الرها)، وهـو المذكور في (لو 16:6)  16 يهوذا بن يعقوب ويهوذا الاسخريوطي الذي صار مسلما ايضا ، (أع 13:1) 13 ولما دخلوا صعدوا الى العلية التي كانوا يقيمون فيها: بطرس ويعقوب ويوحنا واندراوس وفيلبس وتوما وبرثولماوس ومتى ويعقوب بن حلفى وسمعان الغيور ويهوذا اخو يعقوب  " باسـم يـهـوذا أخـي يعقوب، وأيضـاً ذكـر بـاسـم لـبـايوس Lebbaoj في إنجيل القديس مرقس في بعض المخطوطات، ووجد في إنجيل ق. متى باسـم لبايوس (مت 3:10).
أما الكتاب الكنسيون المتأخرون نوعاً فيجعلون تداوس ولبايوس ويهوذا أخـا يعقوب اسماً واحـداً متبادلاً. ويقول العلامة أوريجانوس في ذلك: إن اليهود اعتادوا أن يعطوا للشخص الواحد اسمين أو ثلاثة مثل هذا التلميذ. ويقول العالم ستريتر: إن في إنجيل مرقس جاء إما لبايوس أو تداوس كقراءة أصيلة، حيث يقول البحاثة إن اسم لبايوس يعني القلب (اللب باللغة العربية).

ا
لتلميذ الحادي عشر: «وسمعان القانوي»:
وهو المدعو بالغيور وواضح أن اسم كانيناوس من ‘‘قانون’’ أي المتمسك بالناموس، لذلك دعـاه ق. لوقا مباشرة بالغيور. وهـو ليس له علاقة بقانا الجليل كمـا يخطئ بعض العلماء. والغيورون أو الزيلوتيـون هـم الذين اشتهروا بعد ذلك بتحريض الشعب لحمل السلاح للثورة ضد الرومان حسب تاريخ يوسيفوس، وهـم الـذين تبعـوا يـوداس الجليلـي وكـان مـنهم الفريسيون أتباع الجناح اليساري بتشددهم الوطني. ولكن في سمعان القانوي هنا فإن الغيرة محصورة في الدين وحسب.
النص اليوناني في إنجيل مرقس يحوي "القانوى" إنجيل مرقس، الذي كتب للرومان، على االأغلب أنه لم يحب استخدام الكلمة السياسية الحساسة، غيور، الذي كانت تشير للحركة اليهودية المخيفة المناوئة للرومان. لوقا لا يسميه بإسم "الغيور "  أو "الوطنى الغيور "
االكلمة قانوى لها احتمالات اشتقاق متعددة:
-1 من منطقة في الجليل معروفة باسم قانا
-2 من استخدام في العهد القديم لكلمة كنعاني كتاجر
-3 من تسمية عامة تشير لشخص من سكان كنعان األصليين
لو كانت هذه التسمية عند لوقا صحيحة، فهذا يعني أن كلمة غيور هي من أصل آرامي الذي معناه "المتحمس" أو " المتشدد"  التالايذ االأني عشر
الذين اختارهم يسوع كانوا من مجموعات عديدة متنوعة متنافسة. سمعان كان من جماعة قومية تدافع عن فكرة قلب السلطة الرومانية باستخدام .
العنف. وفي العادة لم يكن ممكن أن سمعان ده والوي )أي، متى، جابي الضرائب( يلتقوا في نفس الغرفة أبدا

شرح كلمة "غيور | الغيورون"  من قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية
يُطْلَق اسم "الغيورين" على حِزْب من اليهود الوطنيين الذين ظهروا في القرن الأول الميلادي، وكان استعمال العنف مقبولًا عند غالبيتهم طالما أنه لهدف شريف، وهو التخلص من الحكم الأجنبي، وكانوا يتخذون من فينحاس بن ألعازار بن هارون الكاهن، مثلهم الأعلى، فقد رضي الرب عن عمله، وقال عنه فينحاس بن ألعازار بن هارون الكاهن، قد رد سخطي عن بني إسرائيل بكونه قد غار غيرتي في وسطهم حتى لم أفن بني إسرائيل بغيرتي. لذلك قل: هأنذا أعطيه ميثاقي، ميثاق السلام، فيكون له ولنسله مكن بعده، ميثاق كهنوت أبدي لأجل أنه غار لله وكفَّر عن بني إسرائيل" (عد 25:7-13). وقد أصبحت هذه الغيرة المتقدمة مثالًا للكثيرين من القادة العظام والأنبياء والكهنة والحكماء . فقد اقتدى به متتيا بن يوحنا، وغار للشريعة كما فعل فينحاس بزمري بن سالو" (1 مك 1: 24-28)، وهكذا بدأت ثورة المكابيين.
وقد أطلقت الكلمة على أعضاء حزب من المتطرفين بدأ ظهوره في 6 م. عندما قام يهوذا الجليلي (أع 5:37) وحرض على مقاومة إجراء الرومان للاكتتاب بعد أن أصبحت اليهودية ولاية رومانية خاضعة للإمبراطور مباشرة. وقد جعل يهوذا الجليلي شعاره: أن لا يدفع يهودي الجزية لروما. أو يقدم الولاء للإمبراطور لأنه مجرد إنسان. وكان يهوذا ينادي بأن أرض إسرائيل هي الأرض المقدسة، ويجب ألا يُعطي إنتاجها ومواردها لحاكم أجنبي، لأنها للرب، كما أن إسرائيل دولة ثيوقراطية وأي خروج عن الشريعة يعتبر ارتدادًا. وانضم إليه كثيرون، وكوَّنوا حزب الغيوريين، الذين كثيرًا ما لجأوا للعنف، بل للاغتيالات في بعض الأحيان، وسبَّبوا الكثير من المتاعب للرومان.
ويزعم البعض أن المسيح كان يؤيد الغيوريين، وأنه اختار سمعان من بينهم لإبداء موافقته على أفكارهم، ولكن هذا زعم خاطئ، وأبعد ما يكون عن الحقيقة. فكل أقوال يسوع وتصرفاته كانت تدعو للسلام، بل والمحبة للأعداء (انظر مثلًا مت 5: 43 -46) ولابد أن سمعان الغيور تغير قلبه وأفكاره وتعلَّم للوداعة وحب السلام من المسيح رئيس السلام، وإن ظل يلَّقب بـ"الغيور" لبيان ما كان عليه قبلًا.وقد استولى الغيورون على أورشليم في 66 م.، مما أدى في النهاية إلى سقوط اليهودية كلها في أيدي الرومان، وخراب أورشليم وتدمير الهيكل في 70 م، فأصبحوا في نظر الكثيرين، سبَّب الحرب وخراب أورشليم وتدمير الهيكل، حتى إن يوسيفوس -المؤرخ اليهودي الذي كان معاصرًا للحرب بل واشترك فيها- لم يعتبرهم "غيورين" لله حقيقة، ويسميهم "حملة الخناجر" أي "القتلة". وقد سقط آخر حصونهم في "مسادا" في مايو 73 م. في أيدي الرومان.

  تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
   
وكان أندراوس شقيق بطرس، وهو الذي أرشد الأخير إلى المسيح، كما نعلم من يوحنا 1: 40- 42. الأسماء َفِيلُبُّسَ وَبَرْثُولَمَاوُسَ (الذي يُدعى نثنائيل أيضاً) مرتبطين معاً. لقد كانا صديقين قبل أن يلتقيا بيسوع، وفيلبس هو من عرّف الآخر على المخلص. ومتى، المعروف أيضاً باسم لاوي، كان جابي ضرائب في دار جباية الضرائب للرومان في كفرناحوم، ولكنه ترك كل شيء ليتبع المسيح. ولا نعرف شيئاً عن حياة توما الباكرة. أنه معروف كثيراً في ذاكرتنا بسبب إعلانه الذي صرّح به عن شكّه في هوية ذاك الذي قال الآخرون أنه المسيح القائم، ولكن- مع ذلك- اعترف به وعبده رباً وإلهاً عندما ظهر يسوع لهم بعد أسبوع. يَعْقُوب وَتَدَّاوُس (أو يهوذا، غير الإِسْخَرْيُوطِيَّ)، كانا أخوين، وهما ابنا حَلْفَى، ومن الواضح أنهما كانا من أقارب يسوع بحسب الجسد. وسِمْعَانَ الْقَانَوِيَّ، الذي يُعرف في مكان آخر باسم "الغيور"، كان ينتمي إلى جماعة يهودية متطرفة مخرِّبة كانت تعمل بشكل سري، وأحياناً بشكل علني، لأجل تحرير فلسطين من نير الرومان.
تفسير (مرقس 3: 19)  19 ويهوذا الاسخريوطي الذي اسلمه.ثم اتوا الى بيت.

  التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** (1)  وَيَهُوذَا ٱلإِسْخَرْيُوطِيَّ ٱلَّذِي أَسْلَمَهُ. 

التلميذ
الثاني عشر: يوداس (يهوذا) الإسخريوطي:
وإسخريوطي تُفهم على أنها ويتعجب العلماء أن مرقس الرسول ترك كلمة الإسخريوطي دون تعليق . ويتعجب جميع العلماء كيف صار يذكر يهوذا الإسخريوطي هنا بين التلاميذ حتى بعد الخيانة دون کشف شخصيته، مما يعطي لتاريخ إنجيل مرقس أصالة فائقة في أمانة النقل والتدوين والتقليد الإنجيلي.

هنالك شخصان اسمهم سمعان، وشخصان آخران اسمهم يعقوب، وشخصان اسمهم يهوذا.
الإسم إسحريوطى له احتمالين من ناحية أصل الكلمة:
(1)  رجل من قريوت (مدينة) في يهوذا أى  رجل من بلدة قريوت Kerioq وهي إما قريوت حصرون المذكورة في (يش 25:15) 25 وحاصور وحدتة وقريوت وحصرون.هي حاصور. " على بعد 12 ميلاً جنـوب حـبرون، أو قريـوت مـواب المذكورة في (إر 24:48). 24 وعلى قريوت وعلى بصرة وعلى كل مدن ارض مواب البعيدة والقريبة. 
 أو (2) "رجل الخنجر" أو القاتل، الذي ال بد أن يعني أنه كان أيضا رين، مثل سمعا

وإذا جمعنا الأسماء بحسب الأناجيل الثلاثة المتناظرة
الأولى (متى ومرقس ولوقا) مع ما جاء مبكراً جداً في سفر الأعمال عنهم (أع 12:1)، نجد أن الأسماء متفقة بالنسبة لأحد عشر منهم، ولكن إنجيل ق. متى ينفرد بإعطاء اسم لاوس Lebbaeus ويقول عنه إنه ملقب تداوس Thaddeus الذي جاء أيضاً في إنجيل ق. مرقس هكذا. ولكن ق. لوقا ليس فيه هذان الاسمان ولكنه يتفق مع الإنجيل الرابع للقديس يوحنا في إعطاء اسم يهوذا لآخر غير الإسخريوطي الخائن (يو 16:6، ثم 22:14)، كما يزيد الإنجيل الرابع بين أحباء يسوع الأخصـاء جـداً اسـم نثنـائيـل Nathanael الـذي كـان صـديقاً لفيلبس Philip (يو 45:1 ثم 2:21)، مع أنه لم يظهر هذا الاسم على الإطلاق في أي من الأناجيل الثلاثة المتناظرة .

التلاميذ الأثنى عشر والتلمذة فى المسيحية
«ودعا الاثني عشر وابتدأ يرسلهم اثنين اثنين، وأعطاهم سلطاناً على الأرواح النجسة، … فخرجوا وصاروا يكرزون أن يتوبوا 6: 12-7). ومع أن إنجيل مرقس يركز على الاثني عشر هنا، ولكننا من نفس الكلام نستطيع ان نتصور بسهولة عدداً كبيراً آخر كان يتبعه، والذي ألمح إليه بأنه اختار منهم الاثني عشر ليبقوا معه. التلاميذ الآخرون الذين كانوا يأتون إليه ويسيرون معه فإنه لم يذكر منهم أحداً، ولكن هؤلاء الاثني عشر الذين تبعوه منذ الابتداء. وإنجيل مرقس ركز على الاثني عشر في إنجيله حوالي عشر مرات، علماً بأن كلاً من  إنجيل متى وإنجيل. لوقا أخذ بما سجله إنجيل. مرقس، ولكنهما معاً ذكرا الاثني عشر ست مرات فقط وق. يوحنا أربع مرات، ومرة واحدة في سفر الأعمال، وفي رسائل ق. بولس الرسول ذكروا مرة واحدة. ومن ذلك نفهم أن تقليد إنجيل مرقس من جهة التلاميذ هو أقدم وأصل كل ما جاء عنهم في الأناجيل وذلك بحسب العالم ر. ب. مايي الذي يقول: إن إنجيل ق. مرقس هو أول من سجل عبـارة يسوع المسيح على أنه ابن الله في إنجيله، وأول من شدد على عبـارة الكنيسة وعمل الاثـني عشر.
أما قصد المسيح من العدد اثني عشر فهو قائم أساساً على مفهوم العهد الجديد وشعب المسيح، فهو المقابل للاثني عشر سبطاً، بل والمقابل لكل شعب إسرائيل في العبادة الجديدة القائمة على استعلان ملكوت الله. وبينما كان الاثنا عشر رأساً للأسباط مجرد نسل ليعقوب المبارك، إذ بالاثني عشر تلميذاً محسوبون الاثني عشر باباً لأورشليم السماوية، وهم أيضاً الاثنا عشر أساساً المحسوبون رسل الخروف (رؤ 21: 12و14). وهم أيضاً المحسوبون في أورشليم السماوية الاثني عشر لؤلؤة واثني عشر حجراً كريماً بألوانها السمائية. الذين سيجعل لهم المسيح أن «يجلسوا على كراسي يدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر» (لو 28:22)، وهم الذين فتح المسيح ذهنهم ليفهموا المكتوب، الذين تنبأ عنهم دانيال بأنهم الفاهمون الذين يضيئون كضياء الجلد، الذين ردوا كثيرين إلى البر، ويضيئون كالكواكب إلى أبد الدهور (دا 3:12)، كما سبق يوسف حبيب يعقوب أبيه أن رآهم في الرؤيا (تك 9:37).
بدأوا حياتهم ملتصقين بمعلمهم كتلاميذ، وظل يكشف عن أعينهم أسرار ملكوت الله بسعة: « فقال لهم: قد أعطـي لـكـم أن تعرفـوا سـر ملكوت الله» (مر 11:4)، إلى أن اشتد عـودهـم وتعبـوا معه في تجاربه، فكانوا أول مين ظهر لهم بعد قيامته ونفخ فيهم من روحه القدوس وأرسل لهـم المعزي ثم أرسلهم ليضيئوا المسكونة وليملّحـوا كـل الأرض! وعلى أساسهم نحن مبنيون الآن ولنا شركة مع الآب والمسيح: «مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية. »(أف 20:2)

  
*** (2) ثُمَّ أَتَوْا إِلَى بَيْتٍ .

ثُمَّ أَتى إِلَى بَيْتٍ أي رجع إلى مسكنه في مدينة كفرناحوم التى تقع على شاطئ بحر الجليل  ذُكر قبلاً أنه كان في جوار البحر (مر 3: 7) 7 فانصرف يسوع مع تلاميذه الى البحر وتبعه جمع كثير من الجليل ومن اليهودية  " وذُكر بعدئذ أنه صعد إلى الجبل (مر 3: 13) 13 ثم صعد الى الجبل ودعا الذين ارادهم فذهبوا اليه. " وذُكر هنا انه رجع إلى المسكن.
لا بد أنه يشير إلى نفس البيت الذى ورد فى (مر 2: 1) 1 ثم دخل كفرناحوم ايضا بعد ايام فسمع انه في بيت. " وربما فى (مر 7: 17) ولما دخل من عند الجمع الى البيت ساله تلاميذه عن المثل. ( مر 9: 28)  ولما دخل بيتا ساله تلاميذه على انفراد: «لماذا لم نقدر نحن ان نخرجه؟» (مر 9: 33) وجاء الى كفرناحوم. واذ كان في البيت سالهم: «بماذا كنتم تتكالمون في ما بينكم في الطريق؟»  (مر 10: 10)  ثم في البيت ساله تلاميذه ايضا عن ذلك

 تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
آخر تلميذ في القائمة هو يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيّ (الذي من خريوط) الذي حُكِمَ عليه بالخزي إلى الأبد. لقد بدا على أنه "الجنتلمان" من بين التلاميذ الاثني عشر، رجل ثقافة، وقد عُيّنَ ليكون مؤتمناً على صندوق الجماعة الصغيرة، ويكون هكذا، بالتالي، موضع تقدير خاص من قِبَلِ الآخرين، ولكنه، بالحري، كان كاذباً ومنافقاً من البداية. وهو من قال يسوع عنه فيما بعد: "وَاحِدٌ مِنْكُمْ شَيْطَانٌ!".

 

This site was last updated 11/06/23