تفسير (مرقس 3: 4) 4 ثم قال لهم هل يحل في السبت فعل الخير او فعل الشر.تخليص نفس او قتل.فسكتوا.
تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark / Henry A. Ironside
وهنا طرح الرب السؤال: "«هَلْ يَحِلُّ فِي السَّبْتِ فِعْلُ الْخَيْرِ أَوْ فِعْلُ الشَّرِّ؟ تَخْلِيصُ نَفْسٍ أَوْ قَتْلٌ؟»". ولم يُجِبْ أحدٌ. وإذ كان عارفاً بريائهم، نظر حوله إليهم بغضب. لقد كان غضباً مقدساً بسبب ادّعائهم تكريم الله ولا مبالاتهم بحاجات الناس. لقد أحزنت غلاظةُ قلوبهم روحَ يسوع الحانية. ثم أمر الرجل أن يبسط يده. وفي الحال، وإذ نظر بإيمان إلى يسوع، شعر بحياة جديدة تدب في ذلك الطرف المشلول، ومدّها ووجد أنها صارت سليمة وقوية مثل اليد الأخرى.
لعل المرء يفكر أن هكذا إظهار للنعمة والقوة التي كانت في المسيح كانت لتملأ كل قلب بالسرور وتؤدي إلى مديح الله وشكره لافتقاده شعبه على ذلك النحو الرائع؛ ولكن كان لهذا تأثير معاكس على هؤلاء المدافعين الغيورين عن التقاليد البشرية إزاء الإعلان الإلهي.
مظهرين انعدام الضمائر نحو الله، ومع أنهم حريصون جداً على الشكليات المتعلقة بحفظ تقاليدهم ومفاهيمهم المغلوطة عن مشيئة الله فيما يتعلق بحفظ يوم السبت من كل أسبوع، فإن الفريسيين، أنصار التقليد القويم المتزمتين الصارمين، تحالفوا مع الهيرودوسيين، السياسيين الفاسدين في عصرهم، في كيفية القبض على يسوع وإزاحته من الطريق. فهذان الفريقان اللذان هما على طرفي نقيض، التقوا هناك، كما يحدث غالباً عند البشر ذوي وجهات النظر المختلفة، فاتفقوا كلياً في رفضهم للمسيح وتشاوروا فيما بينهم على إهلاكه. هذا هو الشر المحتوم ومقاومة الله في القلب الطبيعي.