Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير / شرح إنجيل يوحنا الإصحاح  الثانى عشر (يو 12: : 28- 50) 

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير يوحنا ص1 1: 1-18
فسير إنجيل يوحنا ص 1: 19- 51)
تفسير إنجيل يوحنا ص 2
تفسير إنجيل يوحنا ص 3
تفسير إنجيل يوحنا ص4
تفسير إنجيل يوحنا ص5
تفسير إنجيل يوحنا ص6:1- 40
تفسير إنجيل يوحنا ص6: 41- 71
تفسير إنجيل يوحنا ص 7: 1- 24
تفسير إنجيل يوحناص7: 25- 53
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 1- 20
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 21 37
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 38- 59
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 1- 23
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 24-41
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 1- 21
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 22- 42
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 1-32
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 33- 57
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 1- 26
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 27- 50
تفسير إنجيل يوحنا ص 13
Untitled 8427
تفسير إنجيل يوحنا ص 14
تفسير إنجيل يوحنا ص 15
تفسير إنجيل يوحنا ص 16
تفسير إنجيل يوحنا ص 17
تفسير إنجيل يوحنا ص 18
Untitled 8428
تفسير إنجيل يوحنا ص 19
Untitled 8429
تفسير إنجيل يوحنا ص20
Untitled 8430
تفسير إنجيل يوحنا ص 21
Untitled 8415
ت

 
تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثانى عشر (يو 12: 27- 50)
4. تمجيد السماء ليسوع (يوحنا 12:  27- 36)
5. شهادة الأنبياء لمجده (يوحنا 12:  37- 41)
6. تمجيد بعض الرؤساء له (يوحنا 12:  42- 43)
7. شهادة المسيح لنفسه (يوحنا 12:  44- 50)

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثانى عشر
4. تمجيد السماء ليسوع
(يوحنا 12:  27- 36)

  تفسير وشرح (يوحنا 12:  27)  27 الان نفسي قد اضطربت. وماذا اقول؟ ايها الاب نجني من هذه الساعة؟. ولكن لاجل هذا اتيت الى هذه الساعة

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " ٱلآنَ نَفْسِي قَدِ اضْطَرَبَتْ "

 فعل تام مبنى للمجهول فى الأسلوب الخبرى

«نفسي» = ( ) وباللاتينية anima: نفس المسيح هي المركز الذي يجمع فيه ملء الحياة البشرية, وقاعدة المشاعر الإنسانية. أما الروح ( ) وباللاتينية spiritus. فهي، في المسيح ، قاعدة التأثرات الروحية، استقبالا وانعكاسا؛ استقبالاً بالحديث مع الله، وانعكاساً للتعبير والتأثير.

الإنسان هو جسد ونفس وروح (1 تس5: 23) "ولتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح".معنى النفس هنا مركز الانفعالات.  كلمة النفس أخذت من النفس (في التنفس). النفس هي التي تعطي الحياة للجسد.. والروح هي التي تعطي حياة للإنسان مع الله لذلك فللحيوانات أنفس، وليست أرواح كالبشر.  أرواحنا خالدة، والحيوانات ليست لها أرواح خالدة.  وما دامت النفس تعطي الحياة للجسد، لذلك قيل في سفر اللاويين: "نفس الجسد في دمه" (لا 17: 11، 14). وهكذا يقول الرب "لأن نفس الجسد هي في الدم، فأنا أعطيتكم إياه على المذبح للتكفير عن نفوسكم. لأن الدم يكفر عن النفس" (لا 17: 11). وهكذا كان يرش دم الذبيحة مستديرا حول المذبح أو على حوائطه (لا1: 5،11،15) (لا 3: 2،8)، (لا4: 29،30،34). وما كانوا يأكلون منه إطلاقًا.

حصول المسيح على تمجيدهيمر عبر بذل نفسه  وبالتالى سفك دمه، وهو احتمال عقاب عالم الإثم بموته على الصليب. واضطراب نفسه هنا كاضطرابها في بستان جثسيماني في الليلة التي أُسلم فيها، والصلاة التي قدمها هنا كالصلاة التي قدمها حينها ، والنتيجة واحدة هي التسليم إلى مشيئة الآب ( متّى ٢٦: ٣٨، ٣٩ ) 38 فقال لهم: «نفسي حزينة جدا حتى الموت. امكثوا ههنا واسهروا معي». 39 ثم تقدم قليلا وخر على وجهه وكان يصلي قائلا: «يا ابتاه ان امكن فلتعبر عني هذه الكاس ولكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت» (لوقا ٢٢: ٣٩ - ٤٤ فانظر الشرح هناك). وأشار الرسول إلى ذلك الاضطراب في (عبرانيين ٢: ١٨ )  18 لانه في ما هو قد تالم مجربا يقدر ان يعين المجربين. ( عب ٤: ١٥ ) 15 لان ليس لنا رئيس كهنة غير قادر ان يرثي لضعفاتنا، بل مجرب في كل شيء مثلنا، بلا خطية.  ( عب ٥: ٧)  7 الذي، في ايام جسده، اذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر ان يخلصه من الموت، وسمع له من اجل تقواه، "

والنفس في المسيح جاءت بهذه الصور:
+ «الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف.» (يو11:10)
+ «ابن الإنسان لم يأت ليُخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين.» (مت28:20)
+ «نفسي حزينة جداً حتى الموت.» (مت38:26)
+ «لأنك لن تترك نفسى في الهاوية.» (مز10:16 و أع27:2)
‏أما الروح فجاءت في:
+ «ونكس راسه وأسلم الروح.» (يو30:19)
+ «يا أبتاه، في يديك أستودع روحي.» (لو46:23‏)
‏والموت في المسيح تم هكذا:
1- بانفصال النفس عن الجسد، ولكن اللاهوت لم ينفصل قط، لا عن النفس التى باشرت نزولها إلى عالم الأرواح المحبوسة, ولا عن الجسد الذى بقى مسجى فى القبر ميتاً ينتظر عودة النفس.
2- وبتسليم الروح ليد الآب.
‏ المسيح، رداً على طلب اليونانيين، طرح ثلاثة افتراضات يتحتم أن تتم أولاً، حتى يستطيع لا اليونانيون فقط بل وكل الناس أن يروه ‏ويتعرفوا عليه ويقبلوه ويتحدوا به!
‏أولاً: أن يموت هو، هنا أعطى لصورة موته وقيامته المثل من الطبيعة في حبة الحنطة.
ثانيا: أن يموت الإنسان بإرادته (الإماتة) عن الذات ومتعلقاتها المادية والدنيوية.
‏ثالثاً: أن يكون الإنسان مستعدأ لأن يخدم المسيح بأن يتبعه أينما سار، للآلام، ثم الموت، وبالتالي القيامة والمجد.
‏وأخيراً يكشف المسيح لتلاميذه واليونانيين وكل العالم, أن الموت الذي جازه لم يكن سهلاً, ولا كأنه بدون مجاهدة، فكشف عن رعدة الموت التي بدأت تداهم نفسه البشرية, عندما قرر, وانتهى من قراره, قبول الموت، وجاءت ساعته فعلاً.
‏وهذا أوضحه إنجيل يوحنا من عنده، بصورة تكشف عن قدرة هذا القديس في فهم حركات النفس داخل المجال الإلهي بصورة مبدعة: «قال هذا مشيراً إلى اية ميتة كان مزمعاً أن يموت» (يو33:12). إنجيل يوحنا هنا يرى أن كلام المسيح مهو كشف عن حقيقة وعنف وطريقة الموت الذي سيواجهه. فالنفس البشرية, وهي قاعدة المشاعر ومجتمع ملء الحياة البشرية فيه, بدأت تنوء تحت ثقل قبوله الدخول في تجربة الموت. وهذه هي غصة الموت!! التي هي بعينها المعروضة علينا دائماً حيننا نقرر ونباشر عملية الإماتة عن العالم, بقمع النفس, وبغضة ميولها وشهواتها التي تبدو لها كأنها حيوية بنوع من خداع البصر.
‏«نفسي قد اضطربت»: «اضطربت» باليونانية , وباللاتينية Turbata‏، والاضطراب لا يعني الخوف وإضطرب تعنى فى اللغة العربية :" أحسَّ بقلق وحيرة، تردَّد وارتبك" أو إنزعج وقد وردت هذه الكلمة فى ( يو33:11 ) 33 فلما راها يسوع تبكي، واليهود الذين جاءوا معها يبكون، انزعج بالروح واضطرب،" وأيضا فى  ( يو 21:13)،21 لما قال يسوع هذا اضطرب بالروح، وشهد وقال:«الحق الحق اقول لكم: ان واحدا منكم سيسلمني!».  بل هو انفعال عاطفي شديد داخل النفس.
.  ، لم تذكر البشارة بحسب يوحنا الأسباب التى أدت إلى الإضطراب وقد وردت كلمة إضطراب فى العهد الجديد لتشير إلى .. (1) هيرودس (مت 2: 3) .3 فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجميع اورشليم معه.  . (2) التلامبذ (مت 14: 26) 26 فلما ابصره التلاميذ ماشيا على البحر اضطربوا قائلين: «انه خيال». ومن الخوف صرخوا!  .. (3) يسوع (يو 12: 26 & 13: 21)  (4) الكنيسة فى أورشليم (أع 15: 24) 24 اذ قد سمعنا ان اناسا خارجين من عندنا ازعجوكم باقوال، مقلبين انفسكم، وقائلين ان تختتنوا وتحفظوا الناموس، الذين نحن لم نامرهم .. (5) المعلمين الكذبة فى غلاطية (غل 1: 7) 7 ليس هو اخر، غير انه يوجد قوم يزعجونكم ويريدون ان يحولوا انجيل المسيح.
القديس يوحنا هنا يقدم نفس الوصف الذي قدمه الإنجيليون الثلاثة عن المجاهدة التى عاناها الرب في جثسيماني. ولكن لاهوت المسيح عند القديس يوحنا يستحيل أن يتداعى أمام سطوة الموت، حتى وان تداعت النفس البشرية فيه نحو الاضطراب، بل يقدم القديس يوحنا لاهوت المسيح دائماً دائماً منتصراً وساحقاً للعدو. لذلك يسجل القديس يوحنا القول المقابل لهذا الاضطراب النفسي من الموت من جهة الرب, بالرعبة والانحدار اللذين أصابا الشيطان بالمقابل: «الآن دينونة هذا العالم، الآن يٌطرح رئيس هذا العالم خارجاً.» (يو31:12)

 لأن المسيح إنسان حقيقي كما أنه إله حقيقي، نفرت طبيعته البشرية  النقية التى لم تخطئ من ألم نفسه المقدسة لحلوله محل الخطاة واحتماله الموت وعقاب الإثم عنهم.( لوقا ٢٢: ٥٢ ) 42 قائلا: «يا ابتاه ان شئت ان تجيز عني هذه الكاس. ولكن لتكن لا ارادتي بل ارادتك» وكما بيّن هذا الاضطراب ناسوت المسيح، برهن أيضاً عظمة ثقل الحمل الذي حمله للكفارة.


2) " وَمَاذَا أَقُولُ؟ "

 خاطب يسوع نفسه بذلك ودلّ به على شدة اضطرابه، فكأنه قال: بماذا أعبر عن خوفي من الألم الروحي ورغبتي في طاعة إرادة أبي؟ فتنازعه أمران: غرائزه الطبيعية، ورغبته الروحية.

«وماذا أقول؟»: ‏يعتقد بعض المفسرين أنه سؤال استنكاري، بالطبع لا ولكن الحقيقة أن المسيح هنا لا يسأل أحداً, ولكنه ينبه السامع ليدرك معنى الانفعال الناتج عن اضطراب النفس إزاء التجربة. فهو ليس موتاً عادياً، بل أعنف موت ماته إنسان في الوجود. فهو ليس حكم موت واقع عليه، بل صراع مع الموت ذاته ومع من له سلطان الموت (عب14:2)، والذي سينتهي بموت الموت ذاته، واستعلان الغلبة على الموت بالقيامة التي ستضاف إلى حقوق الإنسان. نعم، سيموت المسيح بكل معنى الموت، ولكن في المقابل سيندحر الشيطان, وتنكسر شوكة أو سيف الخطية في يده. علماً بأن ما جاء بعد سؤال: «وماذا أقول», لم يكن بالسلب بل بالايجاب، فهو يطلب، والطلب اسُتجيب بالفعل.
«أيها الآب نجني من هذه الساعة»: والجواب جاء من الآب بعد ذلك: «مجدتُ وأُمجد أيضاً». هذه صلاة وتوسل لدى الآب، ليس لإلغاء هذه الساعة من حياة المسيح، لأنه من أجلها جاء, ولكنه يطلب النجاة من التجربة الآتية عليه فيها, بمعنى أن يخرجه منها سالماً ومنتصراً.
‏والتعبير اليوناني أكثر توضيحاً؛ فهو يطلب الخروج خارج هذه السامة سالماً وهنا تفيد خارجاً، وباللاتينية تجيء بأكثر وضوح أيضاً، فتعنى الخلاص خارج، أو الخروج من، وليس الخلاص من.

 

3) " أَيُّهَا الآبُ نَجِّنِي مِنْ هَذِهِ السَّاعَةِ "

.  هناك كثير من النقاش ووجهات نظر مختلفة للمفسرين حول هذا الجزء من ألآية .. إن الشعور بالظلم شئ غير محتمل يسوع يعرف أنه سيقدم ذاته البشرية للموت وهو كلمة الإله فى ذات الوقت الإضطراب هو صراع إجتياز حالة الموت وفى الغالب انه يعنى إبن الإنسان يطلب أن يخرج منتصرا بالمعونةالإلهية ابلكلمة  وهنا يظهر صراع يسوع البشرى وهو يعرف أنه سيصلب وهو لم يخطئ فداءا للبشرية (يو 14: 32 وما بعدها)  وكان هناك صراعا آخر فى بستان جسثيمانى ولكن لم تسجله البشارة بحسب يوحنا

أي ساعة الألم (مرقس ١٤: ٣٥). 35 ثم تقدم قليلا وخر على الارض وكان يصلي لكي تعبر عنه الساعة ان امكن. " هذه الكلمات تابعة للسؤال السابق "وَمَاذَا أَقُولُ؟" غير مستقلة عنه. فكأن المسيح قال: ماذا أقول؟ هل أقول أيها الآب الخ؟ فلو طلب ذلك لاستجاب الرب له ونجّاه من الموت، وكانت عاقبة نجاته من الموت هلاك البشر إلى الأبد (متّى ٢٦: ٥٣، ٥٤). 53 اتظن اني لا استطيع الان ان اطلب الى ابي فيقدم لي اكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة؟ 54 فكيف تكمل الكتب: انه هكذا ينبغي ان يكون؟».

«أيها الآب نجني من هذه الساعة»: والجواب جاء من الآب بعد ذلك: «مجدتُ وأُمجد أيضاً». هذه صلاة وتوسل لدى الآب، ليس لإلغاء هذه الساعة من حياة المسيح، لأنه من أجلها جاء, ولكنه يطلب النجاة من التجربة الآتية عليه فيها, بمعنى أن يخرجه منها سالماً ومنتصراً.
‏والتعبير اليوناني أكثر توضيحاً؛ فهو يطلب الخروج خارج هذه الساعة سالماً وهنا تفيد خارجاً، وباللاتينية تجيء بأكثر وضوح أيضاً، فتعنى الخلاص خارج، أو الخروج من، وليس الخلاص من.


4) " وَلَكِنْ لأجْلِ "

هَذَا أي لتمجيد أبي بخلاص البشر الذي لا يكون إلا بآلامي وموتي. ولم يرد يسوع أن يطلب إلى الآب النجاة من تلك الساعة، لأن تلك النجاة تنافي غاية مجيئه إلى العالم، فإنه قدم نفسه باختياره ليحتمل لعنة الإثم عن الأثمة، لأن خلاص العالم متوقف على موته (لوقا ٢٤: ٢٦). 26 اما كان ينبغي ان المسيح يتالم بهذا ويدخل الى مجده؟»  "  فهنيئاً لنا بأن المسيح لم يسأل أباه النجاة من تلك الساعة.

هذا واضح في قول سفر العبرانيين: «الذي في أيام جسده، إذ قدم بصراخ شديد ودموع، طلبات وتضرعات (في جثسيماني) للقادر أن يخلصه من الموت, وسمع له من أجل تقواه.» (عب7:5)
‏إذا، فالمسيح كان محقاً في توسله: «نجني من هذه الساعة» أي نجني من تجربة الصراع مع الموت, بأن أخرج منها منتصراً. التي جاءت هنا في سفر العبرانيين «أن يخلصه من الموت» والنتيجة جاءت كما توقع المسيح وكما كلب, «وسُمع له»!!


5) "  وَلَكِنْ لأجْلِ هَذَا أَتَيْتُ إِلَى هَذِهِ السَّاعَة»."

هذا هو الوقت المحدد الذى هو سببا لتجسده  كانت خطة الفداء معدة منذ خلق آدم  تمت فى المكان والميعاد والعصر المحدد وفق خطة إلهية محكمة (لو 22: 22) 22 وابن الانسان ماض كما هو محتوم ولكن ويل لذلك الانسان الذي يسلمه».  (أع2: 23) 23 هذا اخذتموه مسلما بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق، وبايدي اثمة صلبتموه وقتلتموه.  ( أع  3: 18 ) 18 واما الله فما سبق وانبا به بافواه جميع انبيائه، ان يتالم المسيح، قد تممه هكذا. ( أع 4: 28) 28 ليفعلوا كل ما سبقت فعينت يدك ومشورتك ان يكون.  فهما يسوع مليا وحققها كإنسان (مت 20/ 28) 28 كما ان ابن الانسان لم يات ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين». (مر10: 48)( لوقا ١٢: ٥٠ ) 50 ولي صبغة اصطبغها وكيف انحصر حتى تكمل؟ " أَتَيْتُ إِلَى هَذِهِ السَّاعَةِ من السماء إلى الأرض، ومن المذود في بيت لحم إلى الصليب على تل الجلجثة. وقد اشار إنجيل لوقا إلى هذا الأمر في سَفَر يسوع الأخير من الجليل إلى أورشليم منذ ستة أشهر حين تمت الأيام لارتفاعه «ثبَّت وجهه لينطلق إلى أورشليم» (لوقا ٩: ٥١).

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
إن إضطراب نفس يسوع هنا كإضطرابها فى بستان جسيثمانى والصلاة التى قدمها هنا كالصلاة التى قدمها هناك / وإضطرابه هناا ليس مكرها كما يحدث لنا بل إضطراب مريدا ومتشوقا ، وقال يوحنا فم الذهب : أن المسيح حرض تلاميذه على إتباعه بالموت قائلا يقولوا ان الكلام فى الموت والتحريض عليه سهل على من كان عنه بعيدا فأظهر المسيح أنه سيموت قريبا لنفدى به ، ومعنى قوله " ماذا أقول"  إن إضطرابى من الموت لكى أحقق التأنس فلا يليق حينئذ أن أقول " أيها ألاب نجنى من الموت" لأنى كيف أطلب نجاتى من الموت فإنى لو طلبت من ابى ينجينى منه لنجانى وكانت نتيجة ذلك أن يبقى العالم فى الهلاك إلى الأبد وأنا " لأجل هذا" أى لأجل فداء البشر بموتى " أتيت إلى هذه الساعة " من السماء ولدت فى مزود ومن المزود إلى الصليب لأموت ولذا ت أتجرع كأس الموت راضيا ومختارا

  تفسير وشرح  (يوحنا 12:  28)  28 ايها الاب مجد اسمك!». فجاء صوت من السماء:«مجدت، وامجد ايضا!».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " أَيُّهَا الآبُ مَجِّدِ اسْمَكَ"
كأنه يقول مَجِّدِ اسْمَكَ بموتي وكل الآلام التى سيعانيها جسدى بإرادتك لأني أريد أن يتمجد اسمك مهما لحقني من ألم زمهما نزفت من دماء (متّى ٢٦: ٣٩). 39 ثم تقدم قليلا وخر على وجهه وكان يصلي قائلا: «يا ابتاه ان امكن فلتعبر عني هذه الكاس ولكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت»  فهذه الصلاة تدل على تسليم يسوع كل شيء إلى مشيئة الآب في وقت كان ينتظر فيه أشد الآلام النفسية والجسدية . لقد كان تمجيد الآب غاية المسيح العظمى،
‏فالمسيح هنا يطلب من الآب أن يمجد اسمه الذي منحه للمسيح, بأن يمجد الآب نفسه في المسيح, وبالمسيح. فاسم الآب «أنا هو»، قد أُعطي للمسيح أن يعمل به، ويستعلن نفسه فيه، ويبرهن به أنه والآب واحد، كيان واحد؛ و«أنا هو» يعني «أنا الكائن بذاتي»، قد صار كاسم المسيح. وذلك بأن يمجد المسيح من خلال تجربة الموت, فيقوم منتصراً على الموت, وبهذا يتمجد اسم الآب في المسيح. وحينئذ يدرك الناس من قيامة المسيح من الموت أن الاسم الإلهي «أنا هو», قد صار اسم المسيح لمجد الآب حقاً، وأن «المسيح هو رب لمجد الله الآب» (في11:2)، وهذا ما سبق أن نبه عليه المسيح لندركه في حينه. «فقال لهم يسوع: متى رفعتم ابن الإنسان (الصليب وبعده القيامة)، فحينئذ تفهمون أني أنا هو» (يو28:8). «لأنكم إن لم تؤمنوا أني أنا هو تموتون في خطاياكم» (يو24:8)، أي «اني أنا حامل لاسم الآب».( متى ١٦: ١٦، ١٧) 16 فاجاب سمعان بطرس: «انت هو المسيح ابن الله الحي». 17 فقال له يسوع: «طوبى لك يا سمعان بن يونا ان لحما ودما لم يعلن لك لكن ابي الذي في السماوات.
‏أي أن القيامة من الموت ستكون بمثابة إعلان مجد الله في المسيح, على أساس غلبة المسيح على الموت والخطية، وبالتال تكميل التكفير عن الخطايا الأمر الذي من أجله جاء إلى العالم وجاء إلى هذه الساعة.
‏واضح إذاً كل الوضوح، أن المسيح يطلب االخروج منتصرا من الموت وليس إلغاءه, والخروج بصورة تمجد «اسم الآب» الذي عليه. وهذا هو الرد على السؤال الذي سبق أن سأله: «والآن ماذا أقول (أطلب)» نعم هذا هو الذي يطلبه.


2) " فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ "

وهو قولٌ فهم بعضهم معناه وبعضهم لم يفهمه. قيل في الإنجيل إن الله تكلم من السماء بصوت مسموع على الأرض ثلاث مرات: (١) في معمودية يسوع  ( متّى ٣: ١٧ ) 17 وصوت من السماوات قائلا: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت». و(٢) حين التجلي (متّى ١٧: ٥) 5 وفيما هو يتكلم اذا سحابة نيرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلا: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. له اسمعوا». و(٣) هنا، وهي قرب زمان صلبه.(يو 12: 28)

«صوت من السماء»: يلاحظ قارىء إنجيل يوحنا أن حادثة «التجلي» لم يذكرها هذا الإنجيل كحادثة قائمة بذاتها. ولكنه هنا يكشف بهذا الصوت العلني الآتي من السماء، والذي سمعه كل التلاميذ والجمع وهم يهود ومن اليونانيون من الأمم ، ثم يضيف الآب أنه «يمجد أيضاً» في زمن المستقبل بمعنى الاستمرار. والمعنى يشمل «الساعة» بكل مشتملاتها حتى النهاية, وما بعد الساعة من قيامة. ففي حادثة التجلي ناداه الآب من السماء: «هذا هو ابني الحبيب له اسمعوا» (مر7:9)، وتكلم معه موسى وإيليا عن الخروج المزمع أن يكمله في أورشليم (لو31:9)؛ وهنا، وقد أصبح بالفعل ميعاد خروجه على الأبواب، فهوذا صوت الآب من السماء يؤكد استمرار تمجيده لاسمه في المسيح على طول المدى، وعلى مستوى العالم أجمع.

 

3) " مَجَّدْتُ" 

وهنا رد الآب على سؤال: «مجد اسمك»، جاء كموافقة كاملة من الآب لقبول الابن الكأس التي أعطاه الآب ليشربها، ورأى الآب عمل الكلمة أنه عمل حسن كما قال الرب فى سفر التكزيم ليكن نور فكان نور (تك 1: 4) 4 وراى الله النور انه حسن "

بما مضى من خدمتك قولاً وفعلاً. هذه شهادة الآب بمسرته بعمل ابنه وهي ختم له. وتصميم الآب على استمرار تمجيد اسمه, في المسيح, إلى مستوى المجد؛ سواء في الماضي الذي يشمل كل حياة المسيح منذ أن أعلن عن ميلاده بيد ملاك، ثم بواسطة جمهور من جند الملائكة, ثم بالملائكة التي جاءت لتخدمه في تجربة صومه الأربعين يوماً وغلبته على الشيطان، وبعد ذلك بالآيات المستمرة واخرها إقامة لعازرعن الموت، والتي سجلها المسيح على أنها «لأجل مجد الله، ليتمجد ابن الله به» (يو4:11)، على أن المجد متبادل.

 وهذه الشهادة الصوت السمائى بالمجد على عمل المسيح في الأرض من تجسده واحتماله التجربة وصنعه المعجزات وتعليمه، كما يمكننا أن نطلقها على كل عمل الفداء منذ سقوط آدم. فمجَّد الله اسمه بإعلاناته للآباء القدماء، ولأنبياء العهد القديم، وبكل ذبائح الشريعة الموسوية ورسومها وشعائرها في خيمة الاجتماع والهيكل. نعم أن اسم الله تمجد قبل إتيان المسيح بالجسد في كل حوادث الكنيسة الإسرائيلية، لكنه تمجد أكثر بعد مجيئه..


4) " وَأُمَجِّدُ أَيْضاً "

مع وعد باستمرار تمجيد عمل المسيح حتى النهاية: «مجدت وأمجد أيضاً» ذلك بموت المسيح، وقيامته، وسكب الروح القدس بناءً على ذلك، وبتأسيس الكنيسة المسيحية ودخول الأمم إليها.

 أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأنه قال : بما أنى أتيت لخلاص البشر فإنما أقول " أيها ألاب مجد إسمك" بموتى الذى هو مشورة محتومة منذ الأزل والذى أتجرعه طوعا وإختيارا لأنى أريد أن أسمك يتمجد مهما لحقنى بذلك من آلام وتقديم نفسى ضحية عن خطايا العالم كله لأرد الناس الهالكين بالخطية إلى حياة النعمة وإقتادهم إلى السماء ليمجدوك إلى الأبد وقال يوحنا فم الذهب : " فجاء صوت من السماء مجدت وأمجد ايضا "أى مجدت إسمى بإعلاناتىللآباء والأنبياء وبكل ذبائح الشريعة وقال أغسطينوس مجدت إسمى لأن إبنى معى بمجدى وعزى ولاهوتى منذ الأزل وبخلقى به العالم وكل ما وجد فى الزمان ، ومجدته بالصوت أولا عند عماده (مت 3: 17) وثانيا حين التجلى(مت 17: 5) وأمجده الآن بهذا الصوت وسأمجده فى موته وبعد موته وصعوده وحلول الروح القدس وإنذار الرسل فإنه حينشذ يؤمن جميع الأمم بان المسيح هو إبن الله حقا ويمجدونه ويمجدون الآب

   تفسير وشرح  (يوحنا 12:  29)  29 فالجمع الذي كان واقفا وسمع، قال:«قد حدث رعد!». واخرون قالوا: «قد كلمه ملاك!».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " «فَالجَمْعُ الَّذِي كَانَ وَاقِفاً وَسَمِعَ، قَالَ: قَدْ حَدَثَ رَعْدٌ. وَآخَرُونَ قَالُوا: قَدْ كَلَّمَهُ ملاكٌ»"
 لم يسمع إسرائيل (الشعب اليهودى ) صوتا من السماء منذ أيام ملاخى ، وهذه هى إحدى إعلانات السماء لإظهار موافقة المشيئة الإلهية وتسجل البشائر أن يهوه تكلم ثلاث مرات .. (1) فى معمودية يسوع (مت 3: 17) .. (2)  على جبل التجلى (مت 17: 5) .. (3) وفى هذه الآية (يو 12: 28)
سمع الجمع هذا الصوت وإنبهروا وفسروا هذا الصوت بأمرين .. (1) "رعد" : وهو ما ورد فى العهد القديم عندما تكلم يهوه من السماء (2صم 22: 14) (أى 37: 4) (مز 29: 3& 104: 7) .. (2) "ملاك من السماء يكلم يسوع" : ويشبة هذا الموقف من الناس هنا مع ما حدث لبولس فى (أع 9: 7 & 22: 9)
اتفق كل السامعين على أنهم سمعوا صوتاً غريباً عالياً من السماء، ولكن إختلفوا من تحديدة فظن بعضهم أنه رعد. واختلفوا في حقيقته لاختلافهم في القرب والبعد من المكان الذي فيه يسوع وتلاميذه، ولاختلاف انتباههم له واهتمامهم بأمور متنوعة، وباختلاف استعدادهم لقبول التأثيرات السماوية. ومثل ذلك أن بعض الناس الذين سمعوا الرسل يتكلمون بألسنة يوم الخمسين حسبوهم سكارى   وأن آخرين قالوا إنهم يتكلمون بعظائم الله.(أع 2: 12- 13) نسمعهم يتكلمون بالسنتنا بعظائم الله!». 12 فتحير الجميع وارتابوا قائلين بعضهم لبعض:«ما عسى ان يكون هذا؟». 13 وكان اخرون يستهزئون قائلين:«انهم قد امتلاوا سلافة».  ولعل اليونانيين ظنوا ذلك الصوت رعداً لأنهم لم يفهموا اللغة العبرانية الذي كان الكلام بها. وفى العصر الحديث عندما ظهرت العذراء مريم على قباب كنيسة الزيتون بالقاهرة مصر إختلف الناس فى رؤيتها كل حسب إيمانه الغالبية العظمى رآها والبعض لم يراها  وإختلفوا فى مععنى ظهورها
هذا الصوت يعلن لليهود ولليونانيين الذين يمثلون الأمم مدى علاقة المسيح بالسماء وإستجابة السماء له ولم يكن هذا الصوت لتقوية المسيح, أو استجابة شخصية له، لأن المسيح سبق وأعلن بصوت مسموع وفي خطابه للآب: «وأنا علمت أنك في كل حين تسمع لى» (يو42:11). بل إن هذا الصوت العلني، والشديد كالرعد، قد كان ليسمعه جميع الواقفين, وليس المسيح, ومفاده هو إعلان الآب لقبوله طاعة الابن وخضوعه, وموافقته على دخول التجربة مع وعد علني بالمجد! وهذا من ضمن الأدلة  التى يسهد بهاالآب لإبنه الكلمة«الشهادة التي قد شهد بها الله عن ابنه» (ايو10:5). (يو 5: 37) والاب نفسه الذي ارسلني يشهد لي. لم تسمعوا صوته قط، ولا ابصرتم هيئته،(يو 8: 18)  انا هو الشاهد لنفسي، ويشهد لي الاب الذي ارسلني» وأقنوم الروح القدس يشهد للمسيح أيضا (يو 15: 26) «ومتى جاء المعزي الذي سارسله انا اليكم من الاب، روح الحق، الذي من عند الاب ينبثق، فهو يشهد لي..  تماما كما جاء صوت الآب من السماء في التجلي ليسمعه التلاميذ، وليس المسيح: «هذا هو ابني الحبيب. له اسمعوا» (لو35:9). لأن الموت الذي سيكمله المسيح هو لأجلهم, ولأجل العالم كله.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112

فلما سمع الجمع الذين كانوا واقفين هذا الصوت ألاتى من السماء إختلفوا فى مصدره فقال بعضهم "هذا رعد" ولعل الذين قالوا هذا هم اليونانيون الذسن لا يفهمون اللغة العبرانية أما الذين فهموها فقالةا "قد كلمه ملاك " لأن ثوته كان أشجى من كل الأصوات البشرية .     

  تفسير وشرح  (يوحنا 12:  30)   30 اجاب يسوع وقال:«ليس من اجلي صار هذا الصوت، بل من اجلكم.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " أَجَابَ يَسُوعُ: لَيْسَ مِنْ أَجْلِي صَارَ هَذَا الصَّوْتُ،"

 هذه الآية تشير إلى المقارنة ، بمعنى أن الصوت الذى سمعتموه قيل خصيصا لكم بالدرجة ألأولى حتى تصدقون
لَيْسَ مِنْ أَجْلِي صَارَ هَذَا الصَّوْتُ لم يكن ذلك الصوت لتعزية المسيح وإزالة شكوكه في مسرة الله به، لأنه متيقن من ذلك (يوحنا ١١: ٤١، ٤٢). 41 فرفعوا الحجر حيث كان الميت موضوعا، ورفع يسوع عينيه الى فوق، وقال:«ايها الاب، اشكرك لانك سمعت لي، 42 وانا علمت انك في كل حين تسمع لي. ولكن لاجل هذا الجمع الواقف قلت، ليؤمنوا انك ارسلتني».

وهناك وعد آخر مترتب على هذه العلاقة  الآب يسمع للمسيح ويحقق طلباته وأن مسرة المسيح أن يحقق طلبات المؤمنين به وهذا الوعد الإلهى جميع طلباتنا تجاب إذا كانت بإسم المسيح : (يو 16: 23) "وَفِي ذلِكَ الْيَوْمِ لاَ تَسْأَلُونَنِي شَيْئًا. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ مِنَ الآبِ بِاسْمِي يُعْطِيكُمْ."  (يو 14: 13) "ومهما سألتم باسمي فذلك أفعله ليتمجد الآب بالابن."

بعد أن سمع اليهود واليونانيين والتلاميذ الصوت وإختلفوا فى تفسيره  أسرع المسيح لكي يصحح ما فهمه الجمع خطأ، وقال لهم: «ليس من أجلي صار هذا الصوت بل من أجلكم»، فهو شهادة علنية مسموعة من الآب للمسيح، وموافقة علنية أمام الجميع بقبول طاعة الابن للدخول في مواجهة العدو من داخل الموت. وبذلك يعتبر موت المسيح تكليفاً من الآب السماوي، ووعداً علنياً أيضاً بالمجد المتبادل، الآب بالابن والابن بالآب، بالقيامة العتيدة أن يكملها المسيح بسلطانه وتدبير الآب.
‏ولكن المسيح، بسماعه صوت الآب من السماء بتهلل وأدرك في الحال انهزام الشيطان وسقوط مملكته من السماء.


2) " بَل مِنْ أَجْلِكُمْ"
بَل مِنْ أَجْلِكُمْ إن الله علم أفكارهم وكلامهم، فكان ذلك الصوت لتعليمهم وإزالة شكوكهم وإعلانا أن يسوع إبن الإله وكلمته ، وأنه سُرّ به. فإن كانوا لم يفسروا أو يفهموا ذلك الصوت وقتئذٍ فلهم أن يستفيدوا كذلك بعدئذ عندما يذكرونه وهذا الصوت هو نبوءة سمعها التلاميذ ومنهم يوحنا وسجلها فى الإنجيل بينما سمعها الجمع من اليهود واليونانيين ولم يفهموها حينئذ

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112

كأنه يقول أن هذا الصوت لم يصدر لتعزيتى أو لإزالة الشك عندى لأنى أنا والآب واحد بل صدر لأجلكم حتى تؤمنوا أننى إبن الله وتطرحوا كا ريب بأننى مرسل لخلاص العالم إنى أعلم أنكم لا تستيفيدون الآن من هذا الصوت ولكن ستأتى أيام فيها يتذكرون هذا الصوت وتستيفيدون منه      

  تفسير وشرح  (يوحنا 12:  31)  31 الان دينونة هذا العالم. الان يطرح رئيس هذا العالم خارجا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " ٱلآنَ "

وهنا يقف الزمن عند كلمة الآن, وهي التي عرفها المسيح هكذا: «قد أتت الساعة» وحددها فى الآيات التالية بكلمة "الآن"  (يو 5: 25) "الحق الحق أقول لكم: إنه تأتي ساعة وهي الآن، حين يسمع الأموات صوت ابن الله، والسامعون يحيون." (يو 16: 32) "هوذا تأتي ساعة، وقد أتت الآن، تتفرقون فيها كل واحد إلى خاصته، وتتركونني وحدي. وأنا لست وحدي لأن الآب معي." 

 الآن أى فى وقت حدوث ثلاثة أمور هي: طلب اليونانيين رؤية المسيح وسماعه ، والصوت من السماء، وموته. ونجمت عن هذه الأمور ثلاث نتائج ذكرها على الأثر، وهي: دينونة العالم، وطرح رئيسه، وجذب المسيح للجميع."

الآن : هذه الكلمة وضعت حدا فاصلا مما كان قبلها وما سيجئ بعدها «الآن دينونة ... الآن يُطرح»: تكرار كلمة «الآن» يوضح الحد الذى يفرق بين العالم الكاذب اللاهي عن الرب والحق، ويفرق بين حكم الشيطان في استغلال النفوس الخاضعة له، والقوة الإلهية الرادعة للاثنين.

 وهناك آيات كثيرة بها هذه الكلمة منها ( مت 23: 39) لاني اقول لكم: انكم لا ترونني من الان حتى تقولوا: مبارك الاتي باسم الرب!».(مت 24: 21) لانه يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم الى الان ولن يكون.( مت 26: 4) قال له يسوع: «انت قلت! وايضا اقول لكم: من الان تبصرون ابن الانسان جالسا عن يمين القوة واتيا على سحاب السماء». (لو 1: 48) لانه نظر الى اتضاع امته. فهوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبني (لو 2: 15) ولما مضت عنهم الملائكة الى السماء قال الرعاة بعضهم لبعض: «لنذهب الان الى بيت لحم وننظر هذا الامر الواقع الذي اعلمنا به الرب».(لو 2: 29) «الان تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلاملو 3: 9والان قد وضعت الفاس على اصل الشجر فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار».

 لهذا فلا يبحث الإنسان عن عذرا لأنه "الآن"  (لو 3: 9) "والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجر، فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار»." (متى 3: 10) "والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجر، فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار."


2) " دَيْنُونَةُ هَذَا العَالَمِ"

 لم يقل المسيح كلمة «الدينونة» المعرفة بالألف واللام والتى تعنى الصورة النهائية للقيامة العامة وإنقضاء العالم  بل «دينونة» بدون تعريف، كدينونة أولى بالنسبة لدينونات قادمة مثل دينونة القضاء ودينونة الحكام ودينونة تربية الأبناء وغيرها , كل في ميعادها. ولكن هنا دينونة حاسمة أيضاً وذات مفعول خطير، لأن آلام المسيح التي بدأ يدخلها، يقع وزرها الخطأ فيها على الإنسان وبالتالى على نظام العالم القضائي من جهة العدالة المذبوحة, والتي يمسك زمامها الشيطان، ويحركها ضد الأتقياء والضعفاء، لذلك تعتبر هذه الدينونة الأولى للعالم جزاء جرم القضاة والرؤساء، الذين يميلون لإرضاء رئيس هذا العالم فأسلموا ذواتهم وأعمالهم للحقد والكراهية لكل ما هو حق وعدل. وهذه هي الدينونة التي ألمح إليها الروح القدس على فم سمعان الشيخ, الرجل البار الذي تكلم بروح النبوة للقديسة مريم، والمسيح كان ما زال رضيعاً في حضنها: «وباركهما سمعان، وقال لمريم أمه: ها إن هذا قد وُضع لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل, ولعلاهة تقاوم» (لو34:2), حيث بدأ هنا السقوط الفعلي لرأس الحية المدبرة لهلاك الإنسان منذ البدء.

وهكذا, ومنذ صلب المسيح وقيامته, قد نُصبت على الأرض محكمة الله العليا من داخل ضمير الإنسان المستنير بنور المسيح, أي كل المؤمنين, لمحاكمة كل أعمال الشيطان وأعوانه، «كتبت إليكم أيها الأحداث لأنكم أقوياء، وكلمة الله ثابتة فيكم، وقد غلبتم الشرير» (ايو14:2)، «لأن كل من وٌلد من الله يغلب العالم, وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم, إيماننا.» (1يو5:4‏)
‏«هذا العالم»: ‏لم يفرق المسيح بين عالم اليهود أو اليونانيين، فهو عالم الشر المستحوز على الرؤوس والرؤساء بلا تفريق، المسيطر عليه الشيطان رئيس هذا العالم الذى يديره ويحكمه (يو 14: 30) "لا أتكلم أيضا معكم كثيرا، لأن رئيس هذا العالم يأتي وليس له في شيء."

ويتكلم المسيح عن دينونة الضمير وليس عن الدينونة العامة فى اليوم الأخير(يوحنا ٣: ١٧ - ١٩).17 لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم، بل ليخلص به العالم. 18 الذي يؤمن به لا يدان، والذي لا يؤمن قد دين، لانه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد. 19 وهذه هي الدينونة: ان النور قد جاء الى العالم، واحب الناس الظلمة اكثر من النور، لان اعمالهم كانت شريرة. "  العالم هنا عموم الناس على الأرض، وقد دِين العالم لأنه ملكوت الشيطان فإن «العالم كله قد وُضع في الشرير» يتكلم عن دينونة الإنسان الذى يفعل الشر ولا يدرك أنه شرا الذى لم يكن يعرف الحدود بين الخير والشر وبين الظلم والعدل وتجسد المسيح أعلن للبشرية ما هو الخير والعدل والرحمة والسلام والحب والحق
  وكل إنسان لا يؤمن بالمسيح يأخذ دينونة على نفسه لأنه علم بتعاليمه ولم يؤمن لهذا فهو يشترك مع من صلب رب المجد.وسببا آخر هو ان المسيح ربط الشيطان فلا توجد حجة لأى إنسان بعد ذلك ( متّى ١٢: ٢٩ )29 ام كيف يستطيع احد ان يدخل بيت القوي وينهب امتعته ان لم يربط القوي اولا وحينئذ ينهب بيته؟  والشرير يستخدم أتباعه فى إضطهاد المؤمنين بالمسيح والدينونة هنا ليست حساب اليوم الأخير، بل إعلان الرب للبشرية أن العالم أثيم بميوله للشرير، والمسيح أخذ في إزالة كل ما يغيظه فيه، ولا سيما عبادة الأوثان، وما طرأ على الدين اليهودي من الفساد والرياء، واستيلاء الشيطان على قلوب الناس. وأعظم مغضبات الله رفض العالم لابنه. وأظهر الله هذا الحكم في العالم بعد موت ابنه أكثر مما أظهره قبلاً بما فعله من دعوة الأمم من الأوثان إلى الخلاص بابنه.(١يوحنا ٥: ٩)، 9 ان كنا نقبل شهادة الناس، فشهادة الله اعظم، لان هذه هي شهادة الله التي قد شهد بها عن ابنه. "


3) " ٱلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا العَالَمِ خَارِجاً"

أي الشيطان، وسُمي رئيس هذا العالم لخضوع أكثر العالم له وطاعته إياه. وهذا واضح من طلب اليهود قتل المسيح على الصليب وإطلاق باراباس الذى كان لصا وقاتلا وقاطع طريق «أنتم أنكرتم القدوس البار, وطلبتم أن يوهب لكم رجل قاتل, ورئيس الحياة قتلتموه, الذي أقامه الله من الأموات ونحن شهود لذلك.» (أع14:3-15)

وحيث تسود الخطية يملك الشيطان (يوحنا ١٤: ٣٠ )  30 لا اتكلم ايضا معكم كثيرا، لان رئيس هذا العالم ياتي وليس له في شيء.  ( يو ١٦: ١١ ) 11 واما على دينونة فلان رئيس هذا العالم قد دين. وأصبح "الآن" «رئيس هذا العالم» هو الآن في مواجهة علنية أمام «رئيس الحياة» صاحب الموت رفع قرنه على حامل جوهر الحياة! وأصبح المؤمنين بالمسسيح فى مواجهة مع رئيس هذا العالم وتابعيه (٢كورنثوس ٤: ٤ ) 4 الذين فيهم اله هذا الدهر قد اعمى اذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم انارة انجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله. ( أفسس ٦: ١٢). 12 فان مصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء، مع السلاطين، مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر، مع اجناد الشر الروحية في السماويات " فطُرح رئيس العالم على أثر دينونة العالم.

"  رئيس هذا العالم خارجا.  " ..  تشير هذا الجزء من ألاية أن العالم وضع فى يد الشرير (يو 14: 30 )30 لا اتكلم ايضا معكم كثيرا، لان رئيس هذا العالم ياتي وليس له في شيء. ( يو  16: 11)11 واما على دينونة فلان رئيس هذا العالم قد دين. "  عرفت باللغة العبرية بإسم "الشيطان" (أى 1- 2) وباللغة اليونانية عرف بإسم "الشرير؟ أو "المشتكى" أو " المجرب" (مت 4: 1و 5و 8 و 11) 1 ثم اصعد يسوع الى البرية من الروح ليجرب من ابليس. 5 ثم اخذه ابليس الى المدينة المقدسة واوقفه على جناح الهيكل 8 ثم اخذه ايضا ابليس الى جبل عال جدا واراه جميع ممالك العالم ومجدها   11 ثم تركه ابليس واذا ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه. " ( متى 13: 38 )  38 والحقل هو العالم. والزرع الجيد هو بنو الملكوت. والزوان هو بنو الشرير. 39 والعدو الذي زرعه هو ابليس. والحصاد هو انقضاء العالم. والحصادون هم الملائكة.  ( متى  25: 41) 41 «ثم يقول ايضا للذين عن اليسار: اذهبوا عني يا ملاعين الى النار الابدية المعدة لابليس وملائكته (يو 6: 70) 70 اجابهم يسوع:«اليس اني انا اخترتكم، الاثني عشر؟ وواحد منكم شيطان!»  ( يو  8: 44 )  44 انتم من اب هو ابليس، وشهوات ابيكم تريدون ان تعملوا. ذاك كان قتالا للناس من البدء، ولم يثبت في الحق لانه ليس فيه حق. متى تكلم بالكذب فانما يتكلم مما له، لانه كذاب وابو الكذاب. ( يو 13: 3) 2 فحين كان العشاء، وقد القى الشيطان في قلب يهوذا سمعان الاسخريوطي ان يسلمه، 3 يسوع وهو عالم ان الاب قد دفع كل شيء الى يديه، وانه من عند الله خرج، والى الله يمضي (2كو 4: 4) 4 الذين فيهم اله هذا الدهر قد اعمى اذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم انارة انجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله. (أف2: 2)2 التي سلكتم فيها قبلا حسب دهر هذا العالم، حسب رئيس سلطان الهواء، الروح الذي يعمل الان في ابناء المعصية، " يظهر هذان الإسمان مترادفان فى (مت 4: 1- 11) 1 ثم اصعد يسوع الى البرية من الروح ليجرب من ابليس. 2 فبعد ما صام اربعين نهارا واربعين ليلة جاع اخيرا. 3 فتقدم اليه المجرب وقال له: «ان كنت ابن الله فقل ان تصير هذه الحجارة خبزا». 4 فاجاب: «مكتوب: ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله». 5 ثم اخذه ابليس الى المدينة المقدسة واوقفه على جناح الهيكل 6 وقال له: «ان كنت ابن الله فاطرح نفسك الى اسفل لانه مكتوب: انه يوصي ملائكته بك فعلى اياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك». 7 قال له يسوع: «مكتوب ايضا: لا تجرب الرب الهك». 8 ثم اخذه ايضا ابليس الى جبل عال جدا واراه جميع ممالك العالم ومجدها 9 وقال له: «اعطيك هذه جميعها ان خررت وسجدت لي». 10 حينئذ قال له يسوع: «اذهب يا شيطان! لانه مكتوب: للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد». 11 ثم تركه ابليس واذا ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه. (يو 13: 2و 27) 2 فحين كان العشاء، وقد القى الشيطان في قلب يهوذا سمعان الاسخريوطي ان يسلمه، 27 فبعد اللقمة دخله الشيطان. فقال له يسوع: «ما انت تعمله فاعمله باكثر سرعة». 

 † " يطرح   " ..  فعل مستقبلى مبنى للمجهول فى الإسلوب الخبرى ، لم يذكر الكتاب المقدس إلى أن هناك وقتا محددا لسقزط الشيطان من السماء ، ويشير الحديث عن الشيطان بصورة ثانوية فى )أش 41) (حز28) حيث تشير الايات النبوية فيهما إلى غرور وكبرياء ملك بابل وصور (إش 14: 12 و 15) (حز 28: 16) وقل يسوع أنه رأى سقوط الشيطان عندما ذهب السبعين رسولا للتبشير (لو 10: 18)  

«يُطرح خارجاً»: وقد جاءت في اليونانية بصيغة المستقبل «سيطرح». الطرح هو السقوط أو الإسقاط إلى أسفل بعنف نتيجة لطمة قاضية، أخرجت الشيطان من دائرة نفوذه وخارج حلقة مصارعيه، والتي كسب فيها سابقاً كل الجولات ضد الإنسان، ولكن هنا: «رئيس هذا العالم يأتي وليس له في شيء» (يو30:14)، وهكذا خسر كل جولاته مع المسيح.

وتعنى عبارة " طرحه «الآن»" لأن موت المسيح هو سبب خراب مملكته «إِذْ جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسّلاطِينَ أَشْهَرَهُمْ جِهَاراً، ظَافِراً بِهِمْ فِيهِ» (كولوسي ٢: ١٥).15 اذ جرد الرياسات والسلاطين اشهرهم جهارا، ظافرا بهم فيه. "  وفي ذلك إتمام للنبوة الأولى بالمسيح ونصها «هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ» (تكوين ٣: ١٥) انظر تفسير( لوقا ١٠: ١٨ ) 19 ها انا اعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شيء. (أعمال ٢٦: ١٨ ) 18 لتفتح عيونهم كي يرجعوا من ظلمات الى نور، ومن سلطان الشيطان الى الله، حتى ينالوا بالايمان بي غفران الخطايا ونصيبا مع المقدسين. ( رومية ١٦: ٢٠ )20 واله السلام سيسحق الشيطان تحت ارجلكم سريعا. نعمة ربنا يسوع المسيح معكم. امين.  ( ١بطرس ٥: ٨ ) 8 اصحوا واسهروا. لان ابليس خصمكم كاسد زائر، يجول ملتمسا من يبتلعه هو. ( رؤيا ١٢: ٧ - ١٢ ) 7 وحدثت حرب في السماء: ميخائيل وملائكته حاربوا التنين، وحارب التنين وملائكته 8 ولم يقووا، فلم يوجد مكانهم بعد ذلك في السماء. 9 فطرح التنين العظيم، الحية القديمة المدعو ابليس والشيطان، الذي يضل العالم كله، طرح الى الارض، وطرحت معه ملائكته. 10 وسمعت صوتا عظيما قائلا في السماء:«الان صار خلاص الهنا وقدرته وملكه وسلطان مسيحه، لانه قد طرح المشتكي على اخوتنا، الذي كان يشتكي عليهم امام الهنا نهارا وليلا. 11 وهم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم، ولم يحبوا حياتهم حتى الموت. 12 من اجل هذا، افرحي ايتها السماوات والساكنون فيها. ويل لساكني الارض والبحر، لان ابليس نزل اليكم وبه غضب عظيم! عالما ان له زمانا قليلا». ( رؤ ٢٠: ٢). ه. 2 فقبض على التنين، الحية القديمة، الذي هو ابليس والشيطان، وقيده الف سنة، " وهذه النتيجة لا تحصل دفعة بل تدريجياً.
 «الآن صار خلاص إلهنا وقدرته وملكه وسلطان مسيحه. لأنه قد طرح المشتكي على إخوتنا، الذي كان يشتكي عليهم أمام إلهنا نهاراً وليلاً. وهم غلبوه بدم الخروف، وبكلمة شهادتهم، ولم يحبوا حياتهم حتى الموت.» (رؤ10:12-11)

  
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112


قال يوحنا فم الذهب ليس المقصود بالدينونة هنا الحساء الآثر بل المقصود شجب اليهود وإنتقام الرب مننهم لحكمهم على المسيح بالموت وهو برئ وقيل ان الدينونة هنا يراد بها وقت إنقاذ العالم من عبودية الشيطان وإعلان العالم أثيم برذائله وأن الرب قد أقدم على إزالة كل شروره فيه سيما عبادة الأوثان وما دخل الدين اليهودى من الفساد والرياء وإستيلاء الشيطان على قلوب الش الناس ، ولهذا قال " الآن يطرح رئيس العالم خارجا" أى أن قوة الشيطان تضعف وتضائل فلا يستطيع أن يجرب الن س بالقوة القوة التى كانت له قبل أن يمنحهم المسيح نعمته الفعالة التى بها يقاومون تجارب إبلييس وحيله فلا يكون له سلطان عليهم إلا أن يفتحوا قلوبهم ويقبلوا شروره  طوعا وإختيارا

  تفسير وشرح  (يوحنا 12:  32)  32 وانا ان ارتفعت عن الارض اجذب الي الجميع».

انيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 

1) " وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ عَنِ الأَرْضِ"

وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ عَنِ الأَرْضِ جملة شرطية من الصنف الثالث تشير إلى إمكانية التحقق .. كلمة "إرتفعت تشير إلى رفعه على الصليب (يو 8: 28) والتمجيد (أع 2: 23 & 5: 31) والرفعة السامية (قى 2: 9)  أى إرتفعت على الصليب لأموت كفارة عن خطايا العالم، وقد فُسر ذلك في الآية التالية. وبمثل ذلك عبّر عن موته لنيقوديموس ولليهود (يوحنا ٨: ٢٥).25 فقالوا له: «من انت؟» فقال لهم يسوع:«انا من البدء ما اكلمكم ايضا به.  "  ونتيجة ارتفاع يسوع على الصليب ووصف إنجيل يوحنا هذا الإرتفاع بأنه يتضمن القيامة بالموت أو الحياة من داخل الموت. فالحية النحاسية المرفوعة بواسطة موسى، كان مجرد النظر إليها يحيي من الموت أولئك الذين عضتهم الحية وسكبت سمها في أجسادهم.( يو 3: 14) «وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي ان يرفع ابن الانسان،" ارتفاعه إلى عرش المجد، وصف المسيح أن إرتفاعه سواء أكان على الصليب أو إلى السماء سيفهم منه أنه هو أى أنه يهوه إله اليهود ( يو 8: 28) فقال لهم يسوع:«متى رفعتم ابن الانسان، فحينئذ تفهمون اني انا هو، ولست افعل شيئا من نفسي، بل اتكلم بهذا كما علمني ابي." اُستعلنت قيامته «وتعين ابن الله، بقوة، من جهة روح القداسة، بالقيامة من الأموات.» (رو4:1) إنجيل يوحنا دائمأ على أن لا يفصل الموت عن القيامة عن المجد, ويجعل مفهوم «الارتفاع» على الصليب هو«ارتفاع» القيامة أيضاً، بل «ارتفاع» الصعود!

أنه يرتفع ويرفع الخطية عن العالم ( يو 1: 29) وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه، فقال:«هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم!" واستيلاؤه على كل سلطان في السماء وعلى الأرض، وارتقاؤه إلى يمين الله شفيعاً لنا. ومن نتائجه أيضاً إتيان الأمم إليه بالإيمان، وهدم ملكوت الشيطان.

وقد تعنى كلمة إرتفعت بمعنى القيامة   (مر 2: 20) ولكن ستاتي ايام حين يرفع العريس عنهم فحينئذ يصومون في تلك الايام." (لو 5: 35) ولكن ستاتي ايام حين يرفع العريس عنهم فحينئذ يصومون في تلك الايام».


2) " أَجْذِبُ إِلَيَّ الجَمِيعَ"

† " اجذب الي الجميع " ..  هذه غشارة أنه لن يدخل الملكوت إلا من جذبه يسوع إليه هذا هو عهد يهوه المحب لإسرائيل (إر 31: 3) حيث نقرأ أيضا فى العهد الجديد (إر 31: 31 - 34)  وطريقة جذب يسوع  هى الحب ويستعمل هذا التشبيه فى (يو 6: 44) ويتم شرحه فى (يو 6: 65) وهى دعوة عامة وشاملة الجميع إن فتح ألإنسان باب قلبه وإستقبل يسوع .. وردت كلمة "الجميع" بصيغة المذكر فى المخطوطات اليونانية  P75 (VID), B, L, W ، א 2 بينما وردت بصيغة الحياد (للجماد) بمعنى "كل شئ " فى المخطوتين  , P66 ، א. وتتحدث الصيغة الحيادية عن الفداء الكونى ليسوع (كو 1: 16- 17) وهذا ردا على البدعة الغنوصية (ذيو)
أَجْذِبُ إِلَيَّ الجَمِيعَ : بعد الصلب والقيامة أصبح   قوتين للجذب الجاذبية للعالم الأرضى وجاذبية المسيح نحو السماء وهناك ممالك أرضية متخصصة لجذب الإنسان نحوها يحركها الشيطان وقد يلجأ الشيطان للعنف والقتل وسفك الدماء والإجبار لفرض سيطرته على الأرض ولكن جذب المسيح يعتمد على التبشير والتعليم لأن المسيح بببساطة هو "الكلمة"  وملكوت السموات المكان الذى يملك فيه المسيح على القلوب وهنا المسيح يجذب االمؤمنين به للسماء ‏ولا يعنى الارتفاع فوق الأرض المعنى الموضعي فقط، بل وبالمعنى الروحي، فهو ارتفاع عن مستوى الفكر الأرضي والجذب الأرضي، الذي يتضمن, ليس معنى الصلب فقط بل والقيامة بمفهومها الروحي العالي.وقول المسيح هنا: ووأنا إن ارتفعت ... أجذب إلى الجميع»، يشير إلى الموت على الصليب وما يتبعه بالضرورة من قيامة وصعود ومجد، والذي يتضمن جذب المؤمنين واتحادهم بجسده.
أجذب : أي الذين يطيعون جذبي ويرضون بالخلاص على يديَّ، لا كل إنسان مطلقاً، بل بشرط الإيمان. ويتضمن قوله «الجميع» كل صنوف البشر من يهود وأمم في كل عصر وبلاد. وهؤلاء اليونانيون هم باكورة حصاد الأمم. وقوله «أجذب» يفيد أنه لا يجبرهم على المجيء بجيوش من الملائكة أو من الناس، بل إنه يقنعهم بالبراهين المقنعة لأذهانهم وضمائرهم، ويضع أمامهم أفراح السماء تشويقاً لهم إليها وأهوال جهنم ترهيباً لهم منها. والجاذب الأعظم لهم تأثير روحه القدوس فيهم. وصار الصليب هو مركز الجذب الأقوى والأعلى للانسان. وهذا هو المعنى المباشر الذي يتضمنه موت المسيح «مرتفعاً» على الصليب, مرتفعاً عن الأرض، ومرتفعاً فوق هامة الشيطان.
‏‏وألغى المسيح  على الصليب فعل الحية، أي الشيطان، وأبطل الموت المتحصل منها؛ إذ عوض سم الحية المميتة، أعطانا دمه ترياق الحياة الأبدية. فكل من نظر، نظرة الإيمان, إلى المسيح مرفوعاً على الصليب، تبطل فيه قوة الخطية التي هي سم الموت أو مشوكته القاتلة: «لأنه هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد (على الصليب)، لكي لا يهلك كل من يؤمن به, بل تكون له الحياة الأبدية.» (يو16:3)

والدليل على وجود قوة جذب المسيح للمؤمنين به  هو أن المسيح بعد صلبه كان له تأثير التبشير به يوم الخمسين، وذلك بعد صلبه.

وأشار بقوله «إليَّ» إلى أنه قصد جذب قلوب الناس إليه في كل الزمن المستقبل، لا في الساعات القليلة التي كان معلقاً فيها على الصليب. وذلك يستلزم أن المسيح يكون حياً بعد الموت بقيامته ، وحاضراً بروحه بين شعبه رئيساً له. وفيه تصريح أنه يجذب الجميع إلى نفسه، لا إلى دينه، ولا إلى كنيسته، ولا إلى رسله أو إلى أي مخلوق آخر.

«الجميع»: وتأتي بدون تخصيص، فهو «الكل»، حتى ما في السموات والأرض: «وأن يصالح به الكل لنفسه عاملاً الصلح بدم صليبه بواسطته سواء كان ما على الأرض أم ما في السموات.» (كو20:1) ‏ولكن ليس الكل كمجموع كلي، ولكن «الكل» بالمعنى الفردي واحداً واحداً: «ولكن الذي وُضع قليلاً عن الملائكة، يسوع، نراه مكللاً بالمجد والكرامة، من أجل ألم الموت، لكي يذوق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد.» (عب9:2)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112

كأنه يقول " وإذا إرتفعت على الصليب لأموت كفارة عن خطايا العالم ثم قمت وصعدت إلى السماء أجذب إلى أى إلى الإيمان بى كل العالم من اليهود والأمم فى كل الأزمان ومكان لكن ليس غصبا أو قسرا بل بالحرية والإختيار وقوة الإقناع سواء بالعجائب أو البراهين أو تشويقهم إلى أمجاد السماء وأفراحه الدائمة .

  تفسير وشرح  (يوحنا 12:  33)  33 قال هذا مشيرا الى اية ميتة كان مزمعا ان يموت.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " قَالَ هَذَا مُشِيراً إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعاً أَنْ يَمُوتَ "
 تشير هذه ألاية إلى ما ورد فى (سفر التثنية 21: 22) «وإذا كان على إنسان خطية حقها الموت، فقتل وعلقته على خشبة،" حيث أعتبر الصلب لعنة من يهوه ،
هذ ه الآية تحمل تفسير يوحنا لقول المسيح «ارتفعتُ» بياناً لنوع موت المسيح، وهو الصلب  وكررها فى (يوحنا ١٨: ٣٢).32 ليتم قول يسوع الذي قاله مشيرا الى اية ميتة كان مزمعا ان يموت. "
 وهذا لا يمنع من أن المقصود ارتفاعه إلى السماء بعد موته لأن الصلب يعقبه الموت ثم الدفن ثم القيامة ، وارتفاعه باحترام الناس له بإيمانهم به وعبادتهم له.
..  ولهذا السبب أراد القادة اليهود موت يسوع صلبا وليس رجما بالحجارة لأنه جدف ، لهذا حمل يسوع لعنة الناموس لأجلنا (غل 3: 13)
    

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112

كان يسوع دائما يقول أنه سيموت وسيصعد ولكن بطرق مختلفة ولكن هذا كان مختوما أى صعب على التلاميذ إدراك وفهمه فى ذلك الوقت إن معظم إن لم يكن كل نبوئات الأنبياء كانت مختومة وتصدق فقط عندما تحدث . 
 

   تفسير وشرح (يوحنا 12:  34)  34 فاجابه الجمع: «نحن سمعنا من الناموس ان المسيح يبقى الى الابد، فكيف تقول انت انه ينبغي ان يرتفع ابن الانسان؟ من هو هذا ابن الانسان؟»

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَأَجَابَهُ الجَمْعُ: نَحْنُ سَمِعْنَا "
بدأ إعتراض الجمع على قول المسيح  بما يعنى إذا كنت يا يسوع تدعى أنك المسيح، وأنك ترتفع ما تقوله عن نفسك مخالف لظن الجمع أن موت المسيح يعنى إنتهاء مملكته وأن موته يعنى إنقطاع وجوده فى أرض الأحياء ( إش ٥٣: ٨ ) 8 من الضغطة ومن الدينونة اخذ.وفي جيله من كان يظن انه قطع من ارض الاحياء انه ضرب من اجل ذنب شعبي" .وموتك هذا لا ينطابق مع المسيح الذى سمعنا عنه من الناموس أى سمعنا عنه من العهد القديم والنبوات في المسيح الموعود به.
نَحْنُ سَمِعْنَا لم تكن كتب العهد القديم متوفرة لكل إنسان كما فى ايامنا هذه فكان اليهود يعتمدون على سماع أجزاء فن العهد القديم فى المحامع والمناسبات ومن فتاوى الفريسيين والكتبه وباقى طوائف اليهود فهم يتفاخرون بمعرفتهم الناموس وتفسيره


2) " من النَّامُوسِ"

 أي من النبوات الخاصة بالمسيا كابن داود كانت محفوظة في قلوب اليهود، حفظاً يتجدد كل صباح وكل مساء, بانتظار تحقيق الوعد. بظهور المسيا المنتظر الذى سيملك عليهم إلأى الأبد لذلك كانت كلمات الرب يسوع توزن في أذهانهم عليها كلمة كلمة، بل وحرفاً حرفاً، بطريقة يستحيل معها مصالحة الحرف الناموسي مع الروح الذي يتكلم به المسيح؛ حيث الكهنوت كهنوت سماوي، ومملكته ليست أرضية تنتهى بزوال الذى أنشأها وحيث المملكة هي الملكوت السماوي، وحيث كرسي داود هو العرش السماوي والرئاسة هي من واقع أنه «رئيس الحياة وملك الدهور»» غير الزمنية.
‏ولكنهم فهموا، على كل حال، أن الارتفاع يعني الموت والانقطاع عن الوجود في الأرض، ولكن كان معنى الصليب غير مفهوم، وكان على كل حال عائقا لإيمانهم وكان العائق هو معرفتهم وتفيرهم الخاطئ لنبوات الكتاب المقدس التى وردت عن المسيا ، إذ كانوا ينتظرون المسيا بوضعه السياسي، مما ألهذا لم يرحبوا بالمسيح ويؤمنوا به .

ناموس : اسم يوناني الأصل معناه  "شريعة" أو "قانون"

تستخدم أحيانًا كلمة ناموس -في العهد الجديد - للدلالة على كل أسفار العهد القديم (يو 1: 24، يو 12: 34، 15: 25، 1 كو 14: 34).    

ناموس موسى:
وهو الشريعة التي وضعها موسى، بوحي من الله، في الحقول المدنية والاجتماعية والأدبية والطقسية (مت 5: 17 ويو 1: 17 ورو 10: 1-18 واف 2: 15). وسميت شريعة موسى ناموسًا لان فيها صفات الناموس، أي أنها تكون مجموعة قوانين للسلوك تضعها سلطة عليا منفذة وتشرف على تطبيقها ومعاقبة من يخرج عنها. ولما كان من الطبيعي أن تنشأ بعض العادات والتقاليد ضمن المجتمع الواحد وتقوى مع الأيام حتى تصبح من تراث ذلك المجتمع المقدس ويصبح تطبيقها أمرًا ضروريًا والخروج عنها أمرًا مخالفًا لمصالح المجتمع. وضمن ناموس موسى الكثير من العادات التي كانت معروفة من قبل موسى، والتي أعطاها موسى الصيغة الرسمية، وجعلها من ضمن القانون، ومن ضمن الشريعة والناموس، مثل قصاص القاتل (تك 9: 6) والزانية (تك 38: 24) وزواج الأخ من أرملة أخيه (تك 38: 8) والتمييز بين الحيوانات الطاهرة والنجسة (تك 8: 20) وحفظ السبت يومًا للرب (تك 2: 3).
في الحقل الأدبي تختصر شريعة موسى في الوصايا العشر، وهي الوصايا التي انزلها الله على موسى في جبل سيناء في لوحين من حجر (خر ص 20 و24: 12 و31: 18 و32: 15 و16).
الناموس الموسوي في الحقل الطقسي فهو مجموعة الشعائر التي دعا موسى إلى أتباعها في التقرب إلى الله في علاقات البشر مع الله. وقد وضعت هذه الشعائر في سيناء أيضًا. وتليت على أسماع الشعب كله، لأنها كانت للشعب كله. وقصد منها تنظيم العبادات والذبائح والتقدمات والمواسم والأعياد والصلوات والصيام والتطير. وكانت هذه الشعائر الطقسية عرضة للتعديل، حسب تطورات الحياة. وموسى نفسه وضع بعض تعديلاتها، بعد ثمان وثلاثين عامًا من وضعها، أمام الجيل الجديد من الخارجين من مصر. وهذا فرق أساسي بين الجانب الطقسي من الناموس وبين الجانب الأدبي. فالوصايا العشر ثابتة لا تتبدل لأنها صالحة لكل زمان ومكان. أما الطقوس فمعرضة للظروف إلى حد بعد. ذلك أن مجيء المسيح ألغى الشعائر، لان الشعائر لم توضع إلا إشارة لمجيئه (رو 6: 14 و15 و7: 4 و6 وغل 3: 13 و24 و25 و5: 18). لقد وضع يسوع عهدًا جديدًا بدل الناموس الموسوي غير الحالي من العيب (عب 8: 7 و8). ولذلك أوقف الرسل فرض الناموس على المؤمنين من الأمم (أع 15: 23-29)


3) " أَنَّ المَسِيحَ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ "

..  يشير هذا الجزء من ألاية إلى (مز 89) حيث نبأ العهد القديم إلأى مجيئا واحدا للمسيا يؤسس فيه السلام فى ربوع إسرائيل (مز 110: 4) (إش 9: 7) (حز 37: 25) (دا 7: 14)  

لقب إبن الإنسان هو لقب عام يستعمله الأمم واليهود أما لقب إبن الله فيستعمله اليهود فقط ولقب ابن الإنسان إستعمله المسيح عندما تجسد لأنه ظهر فى الهيئة كإنسان فأصبخ إبن الإنسان لقبا خاصا يميزه عن جميع البشر ذكرته النبوات أما لقب إبن الرب فهو لقب خاص لأنه كلمته وأطلق على لقبه هذا "وحيد الجنس" هو الإبن الحقيقى الخارج من الرب (يو 1: 18)  18 الله لم يره احد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الاب هو خبر. " وكلمة خبر تعنى أعلن أو أظهر أى يراه الناس لهذا لم يفهم الجمع ماذا يقصد المسيح  لأن المسيا هو إبن الإنسان هو ابن داود،  وابن داود سيأخذ مملكة أبيه ليحكم إلى الأبد: «أقسم الرب ولن يندم، أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق» (مز4:110)، «قطعت عهداً مع مختاري. حلفت لداود عبدي، إلى الدهر أثبت نسلك، وأبني إلى دور فدور كرسيك. سلاه» (مز3:89-4)، «لنمو رياسته وللسلام لا نهاية، على كرسي داود وعلى مملكته، ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الآن إلى الأبد» (إش7:9)، «ويسكنون فيها هم وبنوهم وبنو بنيهم إلى الأبد، وعبدي داود رئيس عليهم إلى الأبد.» هذا حق باعتبار أن ملك المسيح روحي وليس جسدى وقتى ينتهى بموته بل هو روحى يحيا إلى الأبد ( مزمور ٨٩: ٢٩، ٣٦، ٣٧ ) 29 واجعل الى الابد نسله وكرسيه مثل ايام السموات.  36 نسله الى الدهر يكون وكرسيه كالشمس امامي. 37 مثل القمر يثبت الى الدهر.والشاهد في السماء امين.سلاه  ( حزقيال ٢٧: ٢٥ ) 25 ويسكنون في الارض التي اعطيت عبدي يعقوب اياها التي سكنها اباؤكم ويسكنون فيها هم وبنوهم وبنو بنيهم الى الابد وعبدي داود رئيس عليهم الى الابد."

الصعوبة التي واجهت الجمع في فهم معنى «ارتفاع ابن الإنسان»، مزدوجة.نبوخذ نصر رأى المسيح كصخرة قطعت بلا يد فهو ملك وثني، أما دانيال المحبوب من الله فقد رآه هنا شخصيًا "مثل ابن إنسان" . والمسيح وجد في الهيئة كإنسان ليصبح وسيطًا بين الله والناس ليقترب الناس في المسيح من الآب. وهذا معنى قربوه قدامه = فبه تمت المصالحة "وَلكِنَّ الْكُلَّ مِنَ اللهِ، الَّذِي صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ" (2كو5: 18). وكلمة قربوه تعني قدموه ذبيحة أي تقدمة (ومنها كلمة قربان) (لا2:1 + 1:2 + 1:3.. إلخ) فالمسيح قُدِّم ذبيحة ليصالح الله مع الناس. وتأتى هنا كلمة قرَّبوه عن ابن الإنسان في مشهد الدينونة  ( دانيال ٧: ١٣، ١٤ ) 13 كنت ارى في رؤى الليل واذا مع سحب السماء مثل ابن انسان اتى وجاء الى القديم الايام فقربوه قدامه. 14 فاعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والامم والالسنة.سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض  ( ميخا ٤: ٧ )44 وفي ايام هؤلاء الملوك يقيم اله السموات مملكة لن تنقرض ابدا وملكها لا يترك لشعب اخر وتسحق وتفني كل هذه الممالك وهي تثبت الى الابد.  "  ولكنهم أخطأوا من وجهين: الأول أنهم حسبوا ملكه زمنياً، وأنه يملك على الأرض إلى الأبد ملكاً منظوراً مجيداً يحرر بني إسرائيل من عبودية الرومان، وينشئ فردوساً أرضياً لا نهاية له. والثاني أنه يملك ولا يموت، والحق أنه يتواضع أولاً بالموت ثم يرتفع بالملك الروحي.


4) " كَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَفِعَ "

فهمت الجموع الارتفاع الآلام والموت، وأنه قصد نفسه بقوله «ابن الإنسان» بناءً على قوله قبلاً (ع ٢٣ وكثير من المواضع) وفهموا أن كلامه مخالف ومناقض لما فهموه من نبوات العهد القديم كقول دانيال «كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى القَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. فَأُعْطِيَ سُلطَاناً وَمَجْداً وَمَلَكُوتاً لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلسِنَةِ. سُلطَانُهُ سُلطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لا يَنْقَرِضُ» (دانيال ٧: ١٣، ١٤) ولكنهم لم يفهموا النبوات الأخرى التي بيّنت أن المسيح يكون مرذولاً ومتألماً مثل قول إشعياء «ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ، كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ» (إشعياء ٥٣: ٧ ومثله دانيال ٩: ٢٦). ولم يدركوا ما تشير إليه ذبائح العهد القديم. وخلاصة ذلك أنهم سمعوا بأبدية المسيح وهو يقول بموته.


5) " مَنْ هُوَ هَذَا ابْنُ الإِنْسَانِ ؟

أي من هو هذا الذي يموت؟ إنه ليس مسيح النبوات الذى نعرفه ومن علاماته التى نعرفها به أنه مجيد يحيا إلى الأبد، وهذا هو الذي نعتقده ونريده . وأما الذي ذكرته فلا نعرفه ولا نريده. فأنت ليت المسيا اى لست المسيح  وفي كلامهم استغراب وإنكار. فالذين قالوا  «أوصنا! مبارك الآتي باسم الرب» قالوا يوم «من هو هذا ابن الإنسان؟» ثم  قالوا «اصلبه! اصلبه!». وقالوا القول الأول حين افتكروا في معجزاته. وقالوا الثاني حين ظهر لهم ما في قوله من المنافاة لأقوال الأنبياء. وقالوا الثالث حين سمعوا اتهام الفريسيين له.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112

ظن اليهود أن المسيح المنتظر يملك  ملكا أرضيا زمانيا إلى الأبد ملكا ينظرونه يكون له جيوش ووزراء وحكام وأنه ينقذهم من عبودية أعدائهم وأنه يستمر هكذا ملكا إلى ألبد فلا يذوق الموت الموت مطلقا فساقهم هذا الخطأ إلى الإعتراض بقولهم "نحن سمعنا فى الناموس " أى العهد القديم " أن المسيح يبقى إلى الأبد بإعتبار ملكه روحى الذى فهموه أرضيا " كيف تقول انت أنه ينبغى أن يرتفع" " أى يتألم ويموت على خشبة الصليب فقل  لنا " من هو هذا إبن الإنسان" أى فإن كنت أنت إبن الإنسان كما صرحت بذلك مرارا فكيف تريد أن نعتبرك المسيح المنتظر وقد تعلمنا من الكتب أن المسيح يبقى إلى الأبد وإن كان إبن الإنسان الذى سيرتفع هو غيرك فقل لنا من هو ذلك

   تفسير وشرح (يوحنا 12:  35)  35 فقال لهم يسوع:«النور معكم زمانا قليلا بعد، فسيروا ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام. والذي يسير في الظلام لا يعلم الى اين يذهب.

انيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

لم يجب يسوع على سؤال الجمع جوابا مباشرا لأننهم لم يدركوا ويعرفوا المسيح لأسباب عديدة منها المعرفة الخاطئة والناقصة عن المسيح أو الجهل او الخوف أو لأنهم سيفقدون شيئا أما سلطة أو أمة أو ابا أو أخا أو أختا أو زوجة أو أما .. وغيرها من الأسباب التى تجعلهم بعيدين عن معرفة المسيح  ( يوحنا ١: ٩ ) 9 كان النور الحقيقي الذي ينير كل انسان اتيا الى العالم. 10 كان في العالم، وكون العالم به، ولم يعرفه العالم. " إنما أنذرهم من فوات الفرصة لنوال الخلاص بالإيمان به حتى ولو ظنوا أن المسيح لن يمكث معهم زمانا طويلا ، وفي هذا إجابة ضمنية لسؤالهم، وهو أنهم إذا استناروا بنور الحق وفهموا معنى النبوات المتعلقة بالمسيح وأنها تنطبق عليه وتشير إليه  ، وخلصوا من خطاياهم.


1) " فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: النُّورُ مَعَكُمْ زَمَاناً قَلِيلاً بَعْدُ " 

والمسيح هنا يتكلم عن نفسه أنه النور وأنه يمكث فى الأرض معهم زمانا قليلا وفى الاية التالية يركد لتلاميذه هذا الأمر (يو 13: 33) "يا أولادي، أنا معكم زمانا قليلا بعد. ستطلبونني، وكما قلت لليهود: حيث أذهب أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا، أقول لكم أنتم الآن."
النُّورُ مَعَكُمْ زَمَاناً قَلِيلاً بَعْدُ قصد بالنور هنا نفسه لأنه نور العالم والمسيح فيه الحياة (يوحنا ١: ٤ ) . 4 فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور الناس، 5 والنور يضيء في الظلمة، والظلمة لم تدركه ( يو ٨: ١٢ )  12 ثم كلمهم يسوع ايضا قائلا:«انا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة».( يو ٩: ٤). وأشار بقوله «معكم زماناً قليلاً» إلى قرب موته .


2) " فَسِيرُوا مَا دَامَ لَكُمُ النُّور"

 هنا ترد كلمة "سيروا" بمعنى مجازى ,, ويشير الفعل بصيغة ألمر المستمر تأكيد يسوع على أهمية إستمرار العلاقة معه وليس مجرد الإكتفاء بالقرار الأولى (يو 12: 44- 46)      

فهو يذكرهم بعمود النور الذي قاد آباءهم في سيناء وأضاء لهم ظلمة القفر, لو يتذكرون!...يقوموا ليجمعوا المن السلوى لياكلوه - مقال ذبيحة الخبز والخمر

وكلامه هنا جار مجرى المثل، وقد بُني على أمر معلوم، وهو أن الذي يريد السفر يجب أن يسير في النهار. والمعنى أن تستفيدوا من الوقت الحاضر لأنه وقت ونجاة سائر أمتهم من الحروب وهدم الهيكل ،  أنه وقت نوال أعظم البركات.ه وفى هذه الآية نصيحة متشكك أومرتبك من جهة من هو المسيح. وتتلخص في أن انتهز الفرصة القليلة التي أمامك, ( أفسس ٥: ٨ ) . 8 لانكم كنتم قبلا ظلمة، واما الان فنور في الرب. اسلكوا كاولاد نور. " وبالقدر الضئيل الذي يملأ فكرك وقلبك، عن صحة وصلاحية المسيح  فى أن يقودك فى الطريق الصحيح إلى السماء ان سلمت للنور قلبك ورجليك، صرت ابنا للنور وقائداً لغيرك. وكل صوت يأتيك من الخلف ليشككك في النور، فهو صوت الظالم وأبي الظلمة، وهو حتماً للضلال والتضليل.

السفر والعمل يكثر فى النهار حيث يكون النور ( إرميا ١٣: ١٦ ) 16 اعطوا الرب الهكم مجدا قبل ان يجعل ظلاما وقبلما تعثر ارجلكم على جبال العتمة فتنتظرون نورا فيجعله ظل موت ويجعله ظلاما دامسا.( يو ٩: ٥، ٤ )4 ينبغي ان اعمل اعمال الذي ارسلني ما دام نهار. ياتي ليل حين لا يستطيع احد ان يعمل. 5 ما دمت في العالم فانا نور العالم». وإذ كان نور العالم على وشك الغروب كان يوم خلاص اليهود على وشك الانتهاء.

ُاليوم فرصة لأنكم ترون النور فرصة لمعرفة الحق ونوال الخلاص ما دام المسيح نور العالم هو المنارة التى تنير السفن وترشدهم إلأى بر الأمان وإلى طريق الحياة.(2كو 6: 2) "لأنه يقول: «في وقت مقبول سمعتك، وفي يوم خلاص أعنتك». هوذا الآن وقت مقبول. هوذا الآن يوم خلاص."


3) " لِئلا يُدْرِكَكُمُ الظّلامُ "

( يوحنا ١١: ١٠ ) 10 ولكن ان كان احد يمشي في الليل يعثر، لان النور ليس فيه». وإدراك الظلام بفوات فرصة وجود النور والظلام يعنى أن الرب ينزع  نعمته منكم ويخفى وسائط معرفة الحق منكم ويترككم إلى جهالتكم وعماكم وشقائكم (يوحنا ٨: ١٢ ) 12 ثم كلمهم يسوع ايضا قائلا:«انا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة». ( رومية ١: ٢١ ) 21 لانهم لما عرفوا الله لم يمجدوه او يشكروه كاله، بل حمقوا في افكارهم، واظلم قلبهم الغبي. ( ١يوحنا ٢: ١١) 11 واما من يبغض اخاه فهو في الظلمة، وفي الظلمة يسلك، ولا يعلم اين يمضي، لان الظلمة اعمت عينيه.  وتم ذلك على أكثر اليهود، إذ هُدمت مدينتهم وتبدد شملهم وبقيت قلوبهم قاسية مظلمة. ويصيب ما أصابهم كل الخطاة الذين يرفضون الإنجيل. وهذا الظلام يدرك بعض رافضي الحق في هذا العالم، ويدرك البعض الآخر في العالم الآتي، وهم الأكثر.

 

4) " وَالَّذِي يَسِيرُ فِي الظّلامِ لا يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَذْهَبُ"
لا يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَذْهَبُ ظن اليهود أنهم ذاهبون إلى السماء، وجهلوا أنهم برفضهم المسيح عرضوا أنفسهم لخطر السقوط في جهنّم التي لا يعرف أحد شدة ما فيها من الظلام واليأس والشقاء. وما قاله المسيح هنا نبوة إلى ما صار إليه اليهود من ذلك الوقت إلى الآن، فإنهم تائهون في الظلام بلا مرشد ولا غاية.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112

قيل أن ما معناه : أننى لا أبقى فى الموت أبدا إننى كالنور الذى يفج ناره ويغيب تاره وهذا حسب الإحتياج إليه فسأضع نفسى مدة يسيرة من الزمان ثم استعيدها بقوتى وسلطانى ويبقى جسمى غير فاسد وأظهر فى الوقت الذى يصلح للدينونه فيجب عليكم أن تفهموا قولى ما دمت فى هذا العالم وتتصرفوا حسب شريعتى الفضلى لئلا يدرككم الموت فيفوتكم إدراك الحق وقال يوحنا فم الذهب : إن المسيح اجابهم على سؤالهم أنه سوف يموت إلا أنه سيقوم ويبقى غلى الأبد وشبه نفسه بالنور لأنه كما أن نور الشمس لا يظلم بل يحجبه الليل فيختفى زمانا يسيرا ثم يهود للظهور هكذا المسيح وإن مات فسييقوم ويدوم إلى الأبد
وقيل أن معناه : أننى المسيح نور العالم المنير له بالتعليم ومعرفة الأمور الخلاص وسابقى معكم "زمانا قليلا" بالجسد إذ إقترب موتى "فسيروا ما دام لكم نور" فإغتنموا فرصة وجودى معكم بالجسد هذا الزمان الوجيز وآمنوا بى " وإسمعوا لى فأرشدكم إلى طريق الحياة وأعلمكم كيف أموت وكيف أبقى إلى الأبد وإياكم أن تتفلت هذه الفرصة من أيديكم "لئلا يدرككم الظلام "  فأنزع نعمتى منكم فتغشى عيونكم عن معرفة الحق وأترككم فى جهلكم وأحجب عنكم النور فتتسكعون فى ظلام الأضاليا والغواية وأخيرا يكون مصيركم جهنم حيث ظلام اليأس والشقاء الحالك وقد تم هذا القول على اليهود فإنهم يرفضون المسيح فترونهم تائهيم فى الظلام  بلا مرشد ولا غاية

   تفسير وشرح  (يوحنا 12:  36)  36 ما دام لكم النور امنوا بالنور لتصيروا ابناء النور». تكلم يسوع بهذا ثم مضى واختفى عنهم.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 

 قضى يسوع إسبوع الفصح الأخير بنظام معين ( لوقا ٢١: ٣٧ ) 37 وكان في النهار يعلم في الهيكل وفي الليل يخرج ويبيت في الجبل الذي يدعى جبل الزيتون. 38 وكان كل الشعب يبكرون اليه في الهيكل ليسمعوه.
1) " مَا دَامَ لَكُمُ النُّورُ"

مَا دَامَ لَكُمُ النُّورُ يعنى هذا أمرين: (١) أن يسوع هو النور.( متى 17: 2) وتغيرت هيئته قدامهم واضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور.  (٢) أنه على وشك أن يرتفع عنهم أى تركهم. ومعناه بالنظر إلى اليهود يومئذ أن وقت وجود المسيح بينهم وقت قليل وقصير بالنسبة لألآف السنين ولكنه وقت وجود النور وسكب النعمة لهم. ومعناه بالنظر إلينا أن زمن حياتنا على الأرض هو وقت نعمتنا. وفي هذه الآية جواب لليهود على قولهم «من هو هذا ابن الإنسان؟» (ع ٣٤) وهو أنه نور العالم. (يو 8: 12) ثم كلمهم يسوع ايضا قائلا:«انا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة»
وكعادة المسيح دائماً، فهو لم يجب على سؤالهم، بل قطع طريق الشك عليهم بإلقاء شعاع من النور بدعوة مملوءة رقة وشفقة ومحبة، كقوله «تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم».أما آمالهم في مسيا يبقى معهم إلى الأبد، فاختزلها المسيح إلى «زمان قليل بعد». وحينما قال لهم: «سيروا في النور ما دام لكم النور» (يو 12: 36)

 

2) " آمِنُوا بِالنُّورِ "

هأنتم ترون أننى النور لهذا آمنوا وسيروا في النور،( أفسس ٥: ٨ ) 9 لان ثمر الروح هو في كل صلاح وبر وحق ( ١تسالونيكي ٥: ٥ )  5 جميعكم ابناء نور وابناء نهار. لسنا من ليل ولا ظلمة.  ( ١يوحنا ٢: ٩ الخ ) 8 ايضا وصية جديدة اكتب اليكم، ما هو حق فيه وفيكم: ان الظلمة قد مضت، والنور الحقيقي الان يضيء. 9 من قال: انه في النور وهو يبغض اخاه، فهو الى الان في الظلمة. 10 من يحب اخاه يثبت في النور وليس فيه عثرة. 11 واما من يبغض اخاه فهو في الظلمة، وفي الظلمة يسلك، ولا يعلم اين يمضي، لان الظلمة اعمت عينيه."  أى أننى سأرشدكم كما أرشد نور النجم للمجوس  ّ م فذلك الإيمان يجعلكم أبناء النور. وهو ليس النظر إليَّ مرة بل دائماً، نستطيع إذا كنا مثبتين نظرنا عليه أن نسير على الماء وهذه هى الحكمة كما سار أخنوخ ونوح مع الله.

 

3) " لِتَصِيرُوا أَبْنَاءَ النُّور"

"ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا قَائِلاً: «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. " (يو8: 12)  يسوع هو نور العالم موضوع كرره كثيرا يسوع (يو 1: 4 و5 و 7و 8 و9 & 3: 19 و 20 و21 & 8: 12 & 9: 5 & 11: 9 و 10 & 12: 35 و 36 و 46) أوردت البشارة بحسب يوحنا حقيقة هى أن الظلمة والنور حقيقيتان  روحيتان متضاتان وردت كذلك فى مخطوطات البحر الميت
أَبْنَاءَ النُّورِ قصد المسيح بذلك أن يكونوا مثله، (مت 5: 14 و 16) انتم نور العالم. لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل 16 فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة ويمجدوا اباكم الذي في السماوات " لأنه هو النور، وأن يتعلموا منه لأن النور هو كل علم حق، ، ومنيرين لغيرهم لأن النور مضيء وهو صفة مملكة النور وورثتها (أفسس ٥: ٨).8 لانكم كنتم قبلا ظلمة، واما الان فنور في الرب. اسلكوا كاولاد نور. " وردت عبارة أبناء النور فى مثل وكيل الظلم فى ( لوقا ١٦: ٨ ) 8 فمدح السيد وكيل الظلم اذ بحكمة فعل لان ابناء هذا الدهر احكم من ابناء النور في جيلهم." (انظر شرح لوقا ١٦: ٨).

 

4) " تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهَذَا ثُمَّ مَضَى وَاخْتَفَى عَنْهُمْ"
مَضَى وَاخْتَفَى .. والأرجح أنه ذهب إلى بيرية (انظر شرح لوقا ٢١: ٣٧). ثم أتى أيضاً وعلّم في أورشليم ما سيأتي. وظن بعضهم أنه اعتزل الجمع الذي كان حوله وذهب إلى موضع آخر من المدينة وخاطب آخرين.

بمعنى إختفاء النور وسيادة الظلمة على عقولهم والسبب أنهم يبغضونه ويحيكون المؤامرات لقتله ، ولكن وقته لم يأت بعد إذ هو في عيد الفصح،هذه هى إحدى الحالات العديدة التى إحتفى يسوع وسط الجموع  (( لو 24: 31) فانفتحت اعينهما وعرفاه ثم اختفى عنهما  وكان اختفاؤه أيضا في ( يوحنا ٨: ٥٩ )  56 ابوكم ابراهيم تهلل بان يرى يومي فراى وفرح». 57 فقال له اليهود:«ليس لك خمسون سنة بعد، افرايت ابراهيم؟» 58 قال لهم يسوع:«الحق الحق اقول لكم: قبل ان يكون ابراهيم انا كائن». 59 فرفعوا حجارة ليرجموه. اما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازا في وسطهم ومضى هكذا. ( يو ١١: ٥٤) 53 فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه. 54 فلم يكن يسوع ايضا يمشي بين اليهود علانية، بل مضى من هناك الى الكورة القريبة من البرية، الى مدينة يقال لها افرايم، ومكث هناك مع تلاميذه. " 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112

كأنه يقول  آمنوا بى أنا النور الحقيقى وإتكلوا على وإتخذونى مرشدا ومخلصا فإذا فعلتم ذلك تصيرون "ابناء نور" أى أطهارا لا غش فيكم فتكونوا أمناء ليس فيكم رياء ولا خداع فتنيرون على غيركم بقدوتكم الصالحة وتكونون مثلى لأننى أنا النور الحقيقى - أما سبب إختفاء المسيح بعد هذا القول فهو لأنه رأى أعداءه يريدون القبض عليه وأن وقته لم يأت بعد .

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثانى عشر
5. شهادة الأنبياء لمجده
(يوحنا 12:  37- 41)

   تفسير وشرح  (يوحنا 12:  37)  37 ومع انه كان قد صنع امامهم ايات هذا عددها، لم يؤمنوا به،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَمَعَ أَنَّهُ كَانَ قَدْ صَنَعَ أَمَامَهُمْ "
أَمَامَهُمْ أي أمام الجموع من اليهود وغيرهم من اليونانيين ويهود الشتات وغيرهم

برهن المسيح على صدق دعونه بآيات وقوات وعجائب كثيرة سواء من الآيات أو الأعمال والتعاليم.

2) " آيَاتٍ هَذَا عَدَدُهَا "

الآيات والمعجزات التى صنعما المسيح لا تعد ولا تحصى أي كثيرة، ويحتمل الأصل اليوناني أنها عظيمة أيضا،ً ويدل هذا على أن يسوع صنع معجزات كثيرة

اآيات : هى آيات معجزية كتابية فعلها المسيح ويقال على ما تكلم به يسوع أنه آيات لأن المسيح قال الكلام الذى أكلمكم به هو روح وحياة "اَلرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي. أَمَّا الْجَسَدُ فَلاَ يُفِيدُ شَيْئًا. اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ،" (يو 6: 63). وقد أعطى تلاميذه سلطانا لفعلها  مثل التكلم بألسنة، الرؤى، الشفاء، إقامة الموتى، والنبوة. لا يشك المؤمنين في وجود هذه المعجزات، لأن الكتاب المقدس المقدس يصفها بوضوح. ولكن يختلف المؤمنين حول الهدف منها، وكذلك حول ضرورة أن نختبرها اليوم. يقول البعض أن هذه المواهب هي علامة الخلاص، بينما يقول الآخرين أنها علامة معمودية الروح القدس، في حين يقول آخرين أن الهدف منها هو تأكيد رسالة الإنجيل.
كانت خدمة يسوع مصحوبة بآيات وعجائب عديدة. ماذا كان الهدف من معجزاته؟ في يوحنا 10: 37-38 كان يسوع يجيب اليهود الذين أرادوا أن يرجموه بنهمة التجديف فقال: "إِنْ كُنْتُ لَسْتُ أَعْمَلُ أَعْمَالَ أَبِي فلاَ تُؤْمِنُوا بِي. وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَعْمَلُ فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ". الهدف من معجزات المسيح هو لتأكيد يد الله على رسوله.
عندما طلب الفريسيين من يسوع أن يريهم آية قال يسوع: "جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ. لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ هَكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ. رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ فِي الدِّينِ مَعَ هَذَا الْجِيلِ وَيَدِينُونَهُ لأَنَّهُمْ تَابُوا بِمُنَادَاةِ يُونَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ هَهُنَا!" (متى 12: 39-41). كان يسوع واضح جداً أن هدف المعجزة هو أن يعترف الناس برسالة الله ويتجاوبون معها. وبالمثل في يوحنا 4: 48 قال لخادم الملك: "لاَ تُؤْمِنُونَ إِنْ لَمْ تَرَوْا آيَاتٍ وَعَجَائِبَ!" كانت الآيات لمساعدة أولئك الذين يجاهدون للإيمان، ولكن رسالة الخلاص بالمسيح كانت هي الهدف.
يحدد بولس رسالة الخلاص في كورنثوس الأولى 1: 21-23 "...اسْتَحْسَنَ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ الْمُؤْمِنِينَ بِجَهَالَةِ الْكِرَازَةِ، لأَنَّ الْيَهُودَ يَسْأَلُونَ آيَةً وَالْيُونَانِيِّينَ يَطْلُبُونَ حِكْمَة، وَلَكِنَّنَا نَحْنُ نَكْرِزُ بِالْمَسِيحِ مَصْلُوباً: لِلْيَهُودِ عَثْرَةً وَلِلْيُونَانِيِّينَ جَهَالَةً!" الآيات لها هدفها ولكنها وسيلة لغاية أعظم – خلاص النفوس من خلال الكرازة بالإنجيل. في كورنثوس الأولى 14: 22 يقول بولس بوضوح أن "الأَلْسِنَةُ آيَةٌ لاَ لِلْمُؤْمِنِينَ بَلْ لِغَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ". إستخدم الله الآيات المعجزية مثل التكلم بألسنة لإقناع غير المؤمنين أن رسالة المسيح صادقة، ولكن كما يبين باقي النص، إن إعلان رسالة الإنجيل بوضوح هو الأهم.
يوجد أمر كثيراً ما يتم إغفاله في الحديث عن المعجزات والآيات وهو توقيت حدوثها ومكانها في الكتاب المقدس. على عكس الإعتقاد الشائع، لم يكن الناس في أيام الكتاب المقدس يشهدون المعجزات طوال الوقت. في الواقع، إن معجزات الكتاب المقدس عامة تتركز حول احداث خاصة في معاملات الله مع البشر. في الكنيسة الأولى، كانت الآيات والعجائب تتركز أساساً عند تقديم الرسالة لأول مرة بين المجموعات المختلفة من الناس. نقرأ أنه في يوم الخمسين كان هناك: "وَكَانَ يَهُودٌ رِجَالٌ أَتْقِيَاءُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ تَحْتَ السَّمَاءِ سَاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ" (أعمال الرسل 2: 5). لقد أعطيت معجزة الألسنة أولاً لهؤلاء اليهود الذين نشأوا في بلاد مختلفة وكانوا يتكلمون بلغات مختلفة (الآيات 6-11). لقد أدركوا أنهم كانوا يسمعون عن أعمال الله العجيبة كل بلغته الأصلية، وقال لهم بطرس أن الإستجابة الوحيدة المناسبة هي التوبة عن خطاياهم (الآية 38). عندما قدم الإنجيل لأول مرة بين السامريين صنع فيلبس آيات وعجائب (أعمال الرسل 8: 13).وأيضاً، عندما أرسل بطرس إلى كرنيليوس، الأممي، أعطى الله آية معجزية ليؤكد عمله. "فَانْدَهَشَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ مِنْ أَهْلِ الْخِتَانِ كُلُّ مَنْ جَاءَ مَعَ بُطْرُسَ لأَنَّ مَوْهِبَةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ قَدِ انْسَكَبَتْ عَلَى الْأُمَمِ أَيْضاً — لأَنَّهُمْ كَانُوا يَسْمَعُونَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ وَيُعَظِّمُونَ اللهَ" (أعمال الرسل 10: 45-46). عندما سأل الرسل بطرس عن هذا الأمر قدم هذا كدليل على قيادة الله "فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ سَكَتُوا وَكَانُوا يُمَجِّدُونَ اللهَ قَائِلِينَ: إِذاً أَعْطَى اللهُ الْأُمَمَ أَيْضاً التَّوْبَةَ لِلْحَيَاةِ!" (أعمال الرسل 11: 18).

«آيات هذا عددها»: يشير إنجيل يوحنا إلى أن لمسيح فعل معجزات كثيرة جدا لا يمكن ذكرها بالتفصيل فقال "هذا عددها" وأشار إلى كثير منها (يوحنا ٢: ٢٣ ) ( يو ٧: ٣ ) ( يو ٩: ١٦) ( يو ١١: ٤٧ ) ( يو ١٦: ٢٤).، ولكنه اكتفى بذكر بعض منها، وهي سبعة على وجه التحديد ، رآها كافية لنؤمن على ضؤئها أن المسيح هو إبن العلى :
‏الأولى: تحويل الماء إلى خمر_ الأصحاح الثاني.
الثانية: شفاء ابن خادم الملك - الأصحاح الرابع.
الثالثة: شفاء مقعد بيت حسدا - الأصحاح الخامس.
‏الرابعة.:إشباع الجموع من الخمس خبزات _ الأصحاح السادس.
الخامسة: السير على الماء _ الأصحاح السادس.
‏السادسة: شفاء المولود أعمى _ الأصحاح التاسع.
‏السابعة: إقامة لعازر من الموت بعد أربعة أيام _ الأصحاح الحادى عشر.
‏وفي ختام الكل أية قيامته من الأموات، مع علامات وآيات في السماء والأرض والبحر، لم يقصد بها المسيح أن يؤثر على إيمان الناس،  تلك المعجزات كانت برهاناً كافياً لإثبات دعوى يسوع، وصُنعت أمام عيونهم، فكان يجب على اليهود أن يقتنعوا بها ولكن لتُعلن فقط عن رسالته.

 

3) " لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ " أي اليهود إجمالاً. ذكر يسوع كفرهم في معرض الاستغراب لقوة البراهين من كثرة المعجزات وعظمتها. وجمع في هذا العدد نتائج كل خدمة يسوع مدة ثلاث سنين ونصف سنة من أولها إلى آخرها من غلظة رقاب اليهود وعدم إيمانهم  إندهش ألإنجيلى يوحنا وإندهش المسيح من عدم إيمانهم وإندهاشهم مسجل فى الإنجيل فى كل رحلات المسيح التبشيرية حيث قاومة قادة طوائف اليهود الدينية ورؤساء الكهنة وبالرغم من أن مدن مثل كفر ناحوم وبيت صيدا وكوروزين صنع فيها معظم معجزاته إلا أنهم لم يؤمنوا به فجازت لعنته عليهم وعلى الهيكل وعلى اورشليم وسكانها , بل وحتى إشعياء النبي لم يصدق ما يقول. والحقيقة كذلك، فإنه لا يوجد شعب في العالم قاوم رسالة الخلاص، كما قاومها اليهود في شخص المسيح نفسه، مع أنهم خاصته!! (يو 1: 11)  11 الى خاصته جاء، وخاصته لم تقبله."

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112

فى هذه ألاية أوضح البشير يوحنا قساوة قلوب اليهود وكيف أغمضوا عيونه عن رؤية الحق ومعرفته ورفضوا البراهين والأدلة التى فعلها المسيح وتدل على لاهوته فقال " ومع أن" أى المسيح "كان قد صنع أمامهم آيات" ومعجزات "هذا عددها" أى لا تحصى كلها على مثال المعجزات التى ذكرت من البداية من تحويل الماء إلى خمر وفتح عينى الأعمى من بطن أمه وإقامة المقعد وإقامة لعازر من الموت ، مع كل هذه المعجزات "لم يؤمنوا به"    

   تفسير وشرح (يوحنا 12:  38)  38 ليتم قول اشعياء النبي الذي قاله:«يارب، من صدق خبرنا؟ ولمن استعلنت ذراع الرب؟»

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 

1) " ِليَتِمَّ قَوْلُ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ:"

 «ليتم» تعنى في اللغة اليونانية  «ليكمل للملء». هنا لا يأتي يوحنا بالنبوة ليعلل بها تصرف بيت إسرائيل من نحو المسيح رجائهم، ولكن النبوة أتت لتغطي الفراغ المخيف الذي يتركه تصرف اليهود، في تفكير أي إنسان، من نحو معاملتهم للمسيح باعتباره أنه طابعهم وسلوكهم منذ القديم، وهذا لا غرابة فيه، فهو استمرار لتكميل مكيالهم (مت32:23).32 فاملاوا انتم مكيال ابائكم. 33 ايها الحيات اولاد الافاعي كيف تهربون من دينونة جهنم؟  "

ويعود القديس يوحنا إلى أسفار العهد القديم، عهد النبوات والإشارات المتكررة التي أرسلها يهوه من بمن أزمنة الغعد القديم ليظهر بها ويمهد لما سيكون؛ حتى إذا كان، سهل الإيمان.لمن يريدون ويكون حجر الزاوية ويضع الفأس على الشجرة التى لا تثمر

نبوات إشعياء كثيرة فيها ما يكفي، سواء بالنسبة للمسيح من هو، وما هو عمله, أو بالنسبة لليهود، عن ما هو رد الفعل عندهم.لهذا يطلق المفسرين على أشعيا النبى الإنجيلى فإن يهوه أنبأ بذلك منذ القديم. وتمت تلك النبوة على اليهود في أيام إشعياء كما تمت عليهم في أيام المسيح.
‏النبوة في الواقع تصور ما سيكون، ولكن لا تتحكم في مجريات الأمور، ولا تعفي المجرم من إجرامه، أو الخاطىء من خطيته، فسبق العلم عند الله لا يؤثر في حرية وارادة من سيعمل، ولا تقلل من العقوبة المحتمة عليه. ولكن القصد الإلهي في الإعلان السابق عما سيكون، فوق أنه يمهد به الطريق والأذهان لقلوب المؤمنين، فهو يوضح مدى الإحاطة التي يشملها تدبيراته، ومدى العناية الإلهية التي تسبق وتعد المتكلم والسامع معاً، الآية، وصانعها, ورائيها معاً؟

والنبوة تقول أنه بقدر ما كان يعمل المسيح بحسب تدبير الآب قولاً وعملاً، بقدر ما كان اليهود المعاندون يزدادون عدم إيمان. ولكن حتى عنادهم ورفضهم هذا كان واقعاً تحت سبق المعرفة، ولم يخرج عن التدبير. فكل ما قالو وعملو، سبق أن كشفه إشعياء, ليدرك به القديس يوحنا، وندرك نحن معه، أن العناية الإلهية تحيط بقصة الإنجيل. ولكن عدم إيمان اليهود لم يوقف تدبير الله للخلاص، بل دخل فيه كعنصر مكمل؛ فعدم إيمانهم وعنف رفضهم لم يزد عن أن يكون عثرة لهم وحدهم. فالصليب صار عثرة لليهود، ولكن اليهود لم يستطيعوا أن يكونوا عثرة للصليب.


2) " يَا رَبُّ، مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا "

تكلم إشعياء عن نفسه وعن غيره من المنادين بكلمة الرب في أيامه وفي الأيام الآتية. وهذا الكلام بدء أصحاح ٥٣ من نبوته. ومعناه: لم يصدِّق خبرنا أحد. والمقصود بالخبر هنا شهادته بآلام المسيح فداءً لشعبه.

 هذه آية إشعياء النبي (1:53),«من صدق خبرنا؟ ولمن استعلنت ذراع الرب؟»: وهنا يجمع إنجيل يوحنا تعاليم الرب يسوع مع الآيات التي صنعها معاً، و«الخبر» هو التعليم بالكلمة بمعنى أن الكل عرف وعلم الحقيقة من المسيح ومقصده هو الإيمان» ، وجاءت على مستوى الآيات أي بصفة إشارات تشير إلى لاهوت صانعها. والاثنان معاً كانا شهادة الله المنطوقة والمعمولة بواسطة ابنه. والاثنان أيضاً رُفضا، فالخبر لم يُصدق, والآية لم تفهم باعتبارها استعلاناً للمجد الإلهي لصاحبها.

والإنجيل يفسر بعضه وبولس الرسول فسر هذه الاية فى ( رومية 10: 16- 21)16 لكن ليس الجميع قد اطاعوا الانجيل، لان اشعياء يقول:«يا رب من صدق خبرنا؟» 17 اذا الايمان بالخبر، والخبر بكلمة الله. 18 لكنني اقول: العلهم لم يسمعوا؟ بلى! «الى جميع الارض خرج صوتهم، والى اقاصي المسكونة اقوالهم». 19 لكني اقول: العل اسرائيل لم يعلم؟ اولا موسى يقول:«انا اغيركم بما ليس امة. بامة غبية اغيظكم». 20 ثم اشعياء يتجاسر ويقول:«وجدت من الذين لم يطلبوني، وصرت ظاهرا للذين لم يسالوا عني». 21 اما من جهة اسرائيل فيقول:«طول النهار بسطت يدي الى شعب معاند ومقاوم»

3) " وَلِمَنِ اسْتُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبِّ؟"
اسْتُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبِّ ذراع الرب كناية عن قوته بإقامة فادٍ لشعبه، وإعداد خلاصهم على يده. وو«ذراع الرب» كناية عن القوات التي صنعها المسيح ظهرت ذراع الرب في أعمال يسوع ومعجزاته وتعليمه وقيامته وصعوده، ولم يرها أحد (إشعياء ٥١: ٩ ) 9 استيقظي استيقظي البسي قوة يا ذراع الرب.استيقظي كما في ايام القدم كما في الادوار القديمة.الست انت القاطعة رهب الطاعنة التنين  ( إش ٥٢: ١٠). 10 قد شمر الرب عن ذراع قدسه امام عيون كل الامم فترى كل اطراف الارض خلاص الهنا " (اي 40: 9)هل لك ذراع كما لله وبصوت مثل صوته ترعد.( مز 71: 18) وايضا الى الشيخوخة والشيب يا الله لا تتركني حتى اخبر بذراعك الجيل المقبل وبقوتك كل ات‏.(مز 77: 15) فككت بذراعك شعبك بني يعقوب ويوسف.سلاه. "

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112

 وقد تمردوا وفقا لنبوة أشعياء القائل " يارب من صدف خبرنا ولمن إستعلنت ذراع الرب " ومعناها ما أقل اليهود الذين آمنوا وبقوة الله التى  ظهرت أنهم لا يؤمنون وزاد النبى على ذلك وضحا أسباب رفضهم للمسيح     

   تفسير وشرح  (يوحنا 12:  39)  39 لهذا لم يقدروا ان يؤمنوا. لان اشعياء قال ايضا:

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " لِهَذَا لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُؤْمِنُوا.  "
 فعل غير تام متوسط فى السلوب الخبرى وفعل أمر حاضر مبنى للمعلوم ، كلمة الرب يسوع كلمة حية فعالة ولكنها تحتاج قبول من الإنسان  أرادوا أن يسمعوه وسمعوا ورأوا معجزاته وأعماله التى كلها خير ولكن القلب القاسى الشرير الذى يحب الخطية ويعيش فى الظلام لا يحب أن يرى النور لأنه سيريه أعماله القبيحة لهذا لم يريدوا أن ينقادوا للإيمان العامل بيسوع
 السبب الذى بسببه لم يقدروا أن يؤمنوا ستُذكر في الآية التالية، وذكر هذه النبوة إنجيل متى وهي عمى بصيرتهم وغلاظة قلوبهم ( متّى ١٣: ١٤)  14 فقد تمت فيهم نبوة اشعياء: تسمعون سمعا ولا تفهمون ومبصرين تبصرون ولا تنظرون."   ، فوتعذَّر عليهم الإيمان لأن اذهانهم ممتلئة بأفكار عن المسيح بأنه قائد وملك سيقودهم فى حرب وينتصر ويملك عليهم للأبد . فمعنى عدم القدرة هنا كمعناه في قوله «ولم يقدر (أي يسوع) أن يصنع هناك (في الناصرة) ولا قوة واحدة لعدم إيمانهم» (مرقس ٦: ٥). وسبب عدم إبمانهم ليس قضاء الرب ، ولا نبوة إشعياء، بل إرادتهم واختيارهم لأنهم إعتقدوا ان المسيح سيأخذ سلطتهم الدينية لأن الجموع كانت تلتف حولة وتبهر من تعاليمه ، فلم يقدروا أن يؤمنوا لأنهم لم يريدوا. وبهذا المعنى قوله «لَمْ يَسْتَطِيعُوا (أي إخوة يوسف) أَنْ يُكَلِّمُوهُ (أي يوسف) بِسلامٍ» (تكوين ٣٧: ٤) وقوله «لا يَقْدِرُ العَالَمُ أَنْ يُبْغِضَكُمْ» (يوحنا ٧: ٧). وقوله «لَنْ يَقْدِرَ (أي الله) أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ» (٢تيموثاوس ٢: ١٣).
وإنجيل يوحنا يظهر استحالة أخلاقية عند اليهود، موروثة عبر تذمرات بلا عدد أعلنوها في وجه إلههم يهوه، منذ أن كانوا في مصر، ثم في خروجهم من مصر، وفي وجه موسى. وكل قاض ونبي أتى بعد ذلك لم ينج من هياجهم م مقاومتهم: «قد تركوا عهدك، ونقضوا مذابحك، وقتلوا أنبياءك بالسيف، فبقية أنا وحدي، وهم يطلبون نفسي ليأخذوها» (امل10:19). هذا كان صراخ إيليا، و يرد عليه القديس استفانوس الشهيد الأول: «يا قساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب والآذان، أنتم دائمأ تقاومون الروح القدس. كما كان اباؤكم، كذلك أنتم. أي الأنبياء لم يضطهده اباؤكم؟ وقد قتلوا الذين سبقوا فأنبأوا بمجيء البار الذي أنتم الآن صرتم مسلميه وقاتليه، الذين أخذتم الناموس بترتيب ملائكة ولم تحفظوه» (أع51:7-53‏) واخيرا أطلق الرب عنوانا على أورشليم قائلا عنها "قانلة الأنبياء"   †

2)   لان اشعياء قال ايضا  " ..  تشير الآيات المقتبسة من أشعيا إلى قساوة قلب اليهود فيما يتعلق بالعلاقة من يهوه التىنقلها إلى إشعيا (إر 5: 21) (حز 12: 2) (تث 29: 2- 4)

   تفسير وشرح  (يوحنا 12:  40)  40 «قد اعمى عيونهم، واغلظ قلوبهم، لئلا يبصروا بعيونهم، ويشعروا بقلوبهم، ويرجعوا فاشفيهم».
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 

1) " قَدْ أَعْمَى عُيُونَهُمْ، وَأَغْلَظَ قُلُوبَهُمْ، لِئلا يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ، وَيَشْعُرُوا بِقُلُوبِهِمْ، وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُمْ "
هذا نبوة وردت فى ( إشعياء ٦: ١٠) وإإقتبسها الإنجيليين ووردت هذه العبارة في العهد الجديد ست مرات إثباتا وبرهانا لرفض اليهود أن يسوع هو المسيح أكد خدوثه الرب فى العهد القديم بعين النبوة والكشف عن المستقبل  (متّى ١٣: ١٤ و١٥ ) ( مرقس ٤: ١٢ ) ( لوقا ٨: ١٠ ) ( أعمال ٢٨: ٢٦، ٢٧، ٢٨ ) ( رومية ١١: ٨). فراجِع تفسيرها في بشارتي متّى ومرقس. واقتُبست بشيء من التصرف مع حفظ المعنى. فجاء في بعض المقتبسات نسبة الأغلاط إلى الناس أنفسهم كما في بشارة متّى، وفي بعضها إلى الرب كما في هذه الآية، وهو في الأصل منسوب إلى إشعياء نفسه. والحقيقة أن السبب فِعل الناس أنفسهم لأنهم أغمضوا عيونهم عن الحق وقسوا قلوبهم عن قبوله بإرادتهم واختيارهم، وأن الله قضى أن يتركهم في الحالة التي اختاروها اتباعاً لشهواتهم، كعقاب على ما فعلوه، ولم يمنعهم بروحه القدوس من إغماض عيونهم، ولم يليّن قلوبهم ليحملهم على الإيمان والتوبة. ونُسب ذلك إلى النبي لأن الله بيّن قضاءه بفمه بناء على قساوتهم.
‏«لأن إشعياء قال أيضاً: قد أعمى عيونهم, واغلظ قلوبهم, لئلا يبصروا بعيونهم, ويشعروا بقلوبهم, ويرجعوا فأشفيهم»: النص هنا من إشعياء (9:6-10)، ولكنه بالفحص، استقر دارسين ومفسرى الكتاب المقدس على أنه غير منقول لا من ‏النسخة السبعينية ولا من النسخة العبرانية الماسورتيك، والتي لجأ إليها كتاب الأسفار الأخرى.
فأما النسخة السبعينية والتى يتبعها كل من إنجيل متى وكاتب سفر الأعمال فهى ترد كالآتي: «فقد تمت فيهم نبوة إشعياء القائلة تسمعون سمعاً ولا تفهمون. ومبصرين تبصرون ولا تنظرون. لأن قلب هذا الشعب قد غلظ, واذانهم قد ثقل سماعها، وغمضوا عيونهم، لئلا يبصروا بعيونهم, ويسمعوا بآذانهم، ويفهموا بقلوبهم، ويرجعوا فأشفيهم.» (مت14:13-15)
‏أما إنجيل القديس مرقس فجاءت فيه كالآتي: «لكي يبصروا مبصرين ولا ينظروا, ويسمعوا سامعين ولا يفهموا, لئلا يرجعوا فتُغفر لهم خطاياهم» (مر12:4)
‏والاختصار والتصرف هنا واضحان, ويرى العلماء أن النص يقترب من النسخة العبرية المأسورتيك.
‏النسخة العبرية الماسورتيك: «اجعل قلب هذا الشعب غليظاً، وثقل آذانهم، وأغمض عيونهم، لئلا ينظروا بعيونهم، ويسمعوا بآذانهم، ويفهموا بقلوبهم، فيعودوا ويُشفوا».
‏أما في سفر الأعمال، فإن كاتبه يتبع النسخة السبعينية حرفياً تقريباً: «حسناً كلم الروح القدس آباءنا بإشعياه النبي قائلاً: اذهب إلى هذا الشعب وقل ستسعون سمعاً ولا تفهمون، وستنظرون نظراً ولا تبصرون، لأن قلب هذا الشعب قد غلظ، وبأذانهم سمعوا ثقيلاً، وأعينهم أغمضوها، لئلا يبصروا بأعينهم ويصغوا بأذانهم ويفهموا بقلوبهم، ويرجعوا فأشفيهم». (أع25:28-27).
‏أما إنجيل القديس يوحنا فيبدو النص حراً لا يتبع السبعينية, وقد حول ما جاء في النسخة العبرية بصيغة الأمر الموجه للنبي، إلى تأكيد مخيف بعمل يضطلع به الرب نفسه. فبدل «إغمض عيونهم» كأمر صادر للنبي، في النسخة العبرية، يأتي «غمضوا عيونهم»، كعمل قاموا به في أنفسهم؛ وما جاء في السبعينية جعله القديس يوحنا «قد أعمى عيونهم»، حيث الله هنا هو الذي يصنع بهم هذا كرد فعل لعصيانهم، «وأغلظ قلوبهم ... لئلا يرجعوا فأشفيهم.
‏ويلاحظ هنا أن إنجيل يوحنا أنهى النص على أساس أن المسيح هو الذي يشفيهم، وبذلك انتقل بالنبوة إلى الواقع بالنسبة للتاريخ الذي أُكمل على يديه! ومعناها: أني أعطيتكم فرصة لتروا وتشعروا بحقيقتي بكل الطرق فلم تستجيبوا، بل عاندتم، وقاومتم، وأسأتم إلى بلا سبب؛ ها أنا أطمس عيونكم، وأسد قلوبكم، وأقطع الرحمة عليكم فلا تعردون بعدد.
وهذه النبوة تشير إلى فكر واحد بالرغم من إختلاف معناها فى الغعد الجديد وهو أن أسلوب تعامل الشعب اليهودي وملوكه مع الرب يهوه اديا إلى انغلاق أعينهم عن رؤية استعلانات الله، وأصابا آذانهم بالثقل, فلم تعد تميز صوت الرب أو تسمعه أصلاً. وانتهى الأمر بهم إلى أن قلوبهم فقدت الاحساسات والمشاعر التي يمكن أن تتفاعل مع محبة الرب بالرغم من طول أناته عليهم ، وانتهى الأمر بأن حجز الرب صوته عنهم. وهنا يبدو الرب وكأنه هو الذي أغمض عيونهم وسد آذانهم وقسى قلوبهم, بينما في الحقيقة أنهم هم الذين بعميانهم المستمر حرضوا أن يغلق عليهم فيما أغلقوا هم على أنفسهم من جهالة وحماقة. فستان أن يُقال أنهم أغمضوا عيونهم, أو أن الله أغمض عيونهم. فالذي لا يريد أن يرى الله او يسمعه لا يستطيع الله أن يظهر لهم ذاته أو يتكلم معه: «لماذا لا تفهمون كلامي. لأنكم لا تقدرون أن تسمعوا قولي.» (يو43:8)
‏وهكنا انقلبت عدم الرغبة المستمرة في السماع لكلمة الله إلى عدم قدرة: «لا تقدرون أن تسمعوا».

قَدْ أَعْمَى عُيُونَهُمْ، وَأَغْلَظَ قُلُوبَهُمْ لكي لا تدرك عقولهم الحق ولا تشعر قلوبهم بقوته. وهذا نتيجة مناداة إشعياء وعنى النبوة أن الرب يرسل لبنى إسرائيل علامة أن يسوع الذى سوف يرفضونه هو المسيح وعلامة صحة ذلك هو أنهم سيرون معجزاته ولكنهم يتظاهرون بالعمى وسيسمعون أقواله وسيتظاهرون بالصمم  ومع معرفة المسيح بهذا الأمر إلا أنه فعل كل شئ ليؤمنوا ولكنهم لأمور دنيوية رفضوه ورزلوه وقتلوه كما ذكر المسيح ذاته فى مثل إبن صاحب الكرم

    أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112

فقال " قد أعمى عيونهم" أى فسمح الله أنهم يغمضون عيونهم عن الحق " وأغلظ قلوبهم" أى أن يقسوا قلوبهم عنه بإرادتهم وإختيارهم فإن الله عقابا لهم على ذنوبهم وإصرارهم على الشر سمح أن يتركهم فى هذا الحال التى إختاروها لأنفسهم حتى ينالوا جزائهم فلا يعودوا إلى الله فيشفيهم من امراض ذنوبهم وآثامهم بل يموتون ويطرحون فى جهنم

  تفسير وشرح  (يوحنا 12:  41)  41 قال اشعياء هذا حين راى مجده وتكلم عنه.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
† "  قال اشعياء هذا حين راى مجده وتكلم عنه. " ..  هذا تأكيد أن الوحى أخبر أنبياء العهد القديم بنبوات عن مجئ يسوع المسيا المنتظر بجميع تفاصيل حياته )لو 24: 27) (يو 1: 14)




أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112

"قال اشعياء هذا حين رأى مجده وتكلم عنه" وأشار بذلك إلى قوله " رأيت السيد جالسا على كرسى عال ومرتفع وأذياله تملأ الهيكل ، والسيرافيم واقفون فوقه لكل واحد ستة أجنحة ، بإثنين يغطى وجهه وبإثنين يغطى رجليه وبإثنين يطير وهذا نادى ذاك وقال قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء الأرض (أش 6: 1- 3) وقد أجمع آباء الكنيسة أن المجد الذى رآه أشعياء هو مجد الأقنوم الثانى لأن الله الآب لم يراه أخد قط (يو 18) ولم يره احد ن الناس ولا يقدر أن يراه " (تى 6: 16) فأشعيا رأى منذ مئات السنين المسيح أما اليهود فكان بينهم متجسدا فتعاموا عن رؤيته - وقال يوحنا فم الذهب إن المجد الذى رآه أشعيا هو مجد الله الآب ولكن الرأى الأول أرجح

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثانى عشر
6. تمجيد بعض الرؤساء له
(يوحنا 12:  42- 43)
 تفسير وشرح (يوحنا 12:  42)  42 ولكن مع ذلك امن به كثيرون من الرؤساء ايضا، غير انهم لسبب الفريسيين لم يعترفوا به، لئلا يصيروا خارج المجمع،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
† "  ولكن مع ذلك امن به كثيرون من الرؤساء ايضا، " ..  أثمرت رسالة يسوع بإيمان كثير من اعامة اليهود ورؤساء السنهدرين (يو 12: 11) (أع 6: 7)
† "   لم يعترفوا به، " ..  لم يعترفوا به فى العلن لأنهم خافوا أن يطردوا من مجمع السنهدرين راجع (يو 9: 22 & 16: 2)



أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112

قال الإنجيلى فيما سبق أن اليهود أصروا على عدم إيمانهم بالمسيح بالرغم من كثرة المعجزات التى صنعها أمامهم وإستدرك الان أنه قد " آمن به كثيرون من الرؤساء " أى إقتنعوا بان هذا هو المسيح المنتظر إقتناعا عقليا ولكن لم يؤمنوا به إيمانا قلبيا ولم يجاهروا بإيمانهم علنا لأنه لو كان إيمانهم قلبيا ما كانوا يخافون من طردهم من المجمع أى حرمانهم من الحقوق المدنية والدينية
    

   تفسير وشرح (يوحنا 12:  43)  43 لانهم احبوا مجد الناس اكثر من مجد الله.

انيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
† "  لانهم احبوا مجد الناس اكثر من مجد الله. " ..  كثيرا ما يغلب إرادة الإنسان الخوف والمظاهر والسلطة وتعظم المعيشة  ولكن كل هذه العوامل تتلاشى إذا أحب الإنسان يسوع ، والإيمان مستويات حسب مثل الزارع ولكن ليس كل من يقبل الإيمان يثمر فى النهاية  



أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112

وما كانوا يحبون "مجد الناس" أى مدحهم ورضاهم "أكثر من مجد الله" فخالفوا بذلك أحكام عقولهم وشهادات ضمائرهم فأهلكوا نفوسهم إن كانوا قد بقوا على تلك الحال ولم يجاهروا بإيمانهم فيما بعد .
ث     

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثانى عشر
7. شهادة المسيح لنفسه
(يوحنا 12:  44- 50)
   تفسير وشرح  (يوحنا 12:  44)  44 فنادى يسوع وقال:«الذي يؤمن بي، ليس يؤمن بي بل بالذي ارسلني.


ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
† " الذي يؤمن بي، ليس يؤمن بي بل بالذي ارسلني " ..  الإيمان بيسوع المسيح هو الإيمان برسالته بأنه ربا وإلها ومخلصا  هو الإيمان بالآب (1كو 15: 25- 27) وهذا الموضوع متكرر (مت 10: 40 & 5: 24) لأن من يعرف الإبن يعرف الآب (1يو 5: 10- 20)



أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112

إن كلام السيد المسيح فى هذا الفصل مكرر لما قاله سابقا ومختصره  فإن قوله " الذى يؤمن بى ليس يؤمن بى بل بالذى أرسلنى " ورد مثله فى (يو 5: 36 & 7: 16 و 29&  8: 19 & 10 : 35) وفى هذه الآية تصريح بان الإيمان بالمسيح يتضمن الإيمان بالله ألاب وهذا دليل على الإتحاد التام بين المسيح وابيه

      

  تفسير وشرح  (يوحنا 12:  45)  45 والذي يراني يرى الذي ارسلني.


ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112

وقوله " والذى يرانى يرى الذى أرسلنى " ورد مثله فى (يو 5: 17) والمراد منه أن الذى يرى يسوع يرى كل ما يمكن من معلنات الآب وهذا دليل واضح على مساواة الإبن للآب 

    

   تفسير وشرح  (يوحنا 12:  46)   46 انا قد جئت نورا الى العالم، حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112

 وقوله " أنا قد جئت نورا إلى العالم  حتى كل من يؤمن بى لا يمكث فى الظلمة " ورد مثله فى (يو 8: 12) والقصد منه أن يسوع لنفوس الناس مثل الشمس لأجسادهم فهو أصل التنوير والبركة والسعادة ووسيلة الوقاية من الخطر ، والمراد بالظلمة الجهالة والضلال الذى يقود صاحبه إلى جهنم

    

   تفسير وشرح  (يوحنا 12:  47)  47 وان سمع احد كلامي ولم يؤمن فانا لا ادينه، لاني لم ات لادين العالم بل لاخلص العالم.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
† "  وان سمع احد كلامي ولم يؤمن  " ..  جملة شرطية من الصنف الثالث تفيد إمكانية التحقق ، اليقين المسيحى مبنى على الإيمان بكل الكلام الذى قاله يسوع يعيش فى طاعة ينفذ وصايا يسوع (رسالة يعقوب & ورسالة يوحنا الأولى)     



أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112


وقوله " وإن سمع أحد كلامى ولم يؤمن فانا لا أدينه ، لأنى لم آت لأدين العالم بل لأخلص العالم" ورد مثله فى (يو 8: 15 ) (يو 3: 17) والمراد منه ان المسيح اتى المجئ الأول ليعد الخلاص للجميع وليس للدينونة التى ستكون الغرض من المجئ الثانى

    تفسير وشرح  (يوحنا 12:  48)  48 من رذلني ولم يقبل كلامي فله من يدينه. الكلام الذي تكلمت به هو يدينه في اليوم الاخير،


ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112



وقوله " من رذلنى ولم يقبل كلامى فله من يدينه الكلام الذى تكلمت به هو يدينه فى اليوم الأخير " ورد مثله فى (يو 3: 18) (يو 5: 45 ) ( 8: 30) ( 5: 25- 27) والمراد منه أن كلامه الذى سمعه اليهود ولم يؤمنوا به هو يشكوهم فى اليوم الأخير ويهتف أنهم مستحقون جهنم ويشهد بعدل الله الديان -

    
 تفسير وشرح    (يوحنا 12:  49)  49 لاني لم اتكلم من نفسي، لكن الاب الذي ارسلني هو اعطاني وصية: ماذا اقول وبماذا اتكلم.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 † "  لاني لم ات لادين العالم بل لاخلص العالم.  " ..  أتى المسيح ليفدى العالم ويخلصهم من الخطية وهذا المجئ الإلهى يعنى عهدا جديدا مكتوب بدمه وعلى الإنسان أن يتخذ قرار بالموافقة على أن يرفع يده معترفا بالمسيح ذبيحة أو يخفض يده رافضا ذبيحة يسوع عنه وفى حال رفض يسوع سيمكثون فى خطاياهم ويدينون أنفسهم لأن كل شحص مولود يحتاج إلى ذبيحة عن الخطية الموروثة من آدم من ناحية وعن كل خطية يفعلها فى حياته من ناحية أخرى فاللإيمان ثم المعمودية التى تخلصنا من خطية آدم الموروثة بولادة ثانية بتناول ذبيحة الجسد والدم "ألإفخارستيا " يخلصنا من خطايانا التى نفعلها بقصد أو غير قصد (يو 3: 17- 21)



أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112

وقوله ، "لأنى لم أتكلم من نفسى لكن ألاب الذى أرسلنى هو أعطانى وصية   ماذا أقول وبماذا أتكلم " ورد مثله فى (يو 5: 30 ( (يو 7: 16- 18) (يو 8: 26 و 28 و37) والمراد منه أن الذين رفضوا كلام المسيح رفضوا كلام الله الآب ،

   تفسير وشرح  (يوحنا 12:  50)  50 وانا اعلم ان وصيته هي حياة ابدية. فما اتكلم انا به، فكما قال لي الاب هكذا اتكلم».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 † "  الاب الذي ارسلني هو اعطاني وصية: ماذا اقول وبماذا اتكلم.  " ..  يلاحظ أن كلام يسوع لا يتلاشى ولكنه يوح وحياة لكل من ينفذه لأنه متفق عليه مسبقا يسوع والآب وسلطان يسوع وكلماته هى كلمات يسوع لأن ألاب بيسوع يتكلم فينا لأنه الإله الظاهر فى الجسد     



أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112

 وقال يوحنا فم الذهب : أن المسيح تكلم هنا بمنزلة فاد ووسيط وناسوته تام ولذا إرتضى أن يكون رسولا يأخذ وصية من الآب - " وأنا أ‘لم" علما ذاتيا جوهريا إختياريا " إن وصيته هى حياة أبدية " لأنه سبب الحياة الأبدية ومصدرها لكل من يقبلها ويطيعها وقوله " فما اتكلم أنا به فكما قال لى الآب هكذا أتكلم" ورد مثله فى (يو 7: 16- 18) والمراد أن اليهود الذين رفضوا كلام وتعاليم المسيح إنما رفضوا كلام إله آبائهم إبراهيم وإسحق ويعقوب 
  

 


 

This site was last updated 05/07/21