Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 تفسير / شرح إنجيل يوحنا الإصحاح  الثامن (يو 8: 21 - 37)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير يوحنا ص1 1: 1-18
فسير إنجيل يوحنا ص 1: 19- 51)
تفسير إنجيل يوحنا ص 2
تفسير إنجيل يوحنا ص 3
تفسير إنجيل يوحنا ص4
تفسير إنجيل يوحنا ص5
تفسير إنجيل يوحنا ص6:1- 40
تفسير إنجيل يوحنا ص6: 41- 71
تفسير إنجيل يوحنا ص 7: 1- 24
تفسير إنجيل يوحناص7: 25- 53
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 1- 20
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 21 37
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 38- 59
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 1- 23
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 24-41
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 1- 21
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 22- 42
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 1-32
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 33- 57
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 1- 26
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 27- 50
تفسير إنجيل يوحنا ص 13
Untitled 8427
تفسير إنجيل يوحنا ص 14
تفسير إنجيل يوحنا ص 15
تفسير إنجيل يوحنا ص 16
تفسير إنجيل يوحنا ص 17
تفسير إنجيل يوحنا ص 18
Untitled 8428
تفسير إنجيل يوحنا ص 19
Untitled 8429
تفسير إنجيل يوحنا ص20
Untitled 8430
تفسير إنجيل يوحنا ص 21
Untitled 8415
ت

تفسير يوحنا الإصحاح  الثامن - فى مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل 19

تفسير / شرح إنجيل يوحنا تقسيم فقرات الإصحاح  الثامن (يو 8: 21- 37)
مخاطبة يسوع لليهود عن نفسه وإرساليته (يو 8: 21- 37)

3. هلاك غير المؤمنين (يوحنا 8: 21- 30)
4. الحرية الروحية (يوحنا 8: 31- 37)

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثامن
3. هلاك غير المؤمنين
(يوحنا 8: 21- 30)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 21)  21 قال لهم يسوع ايضا:«انا امضي وستطلبونني، وتموتون في خطيتكم. حيث امضي انا لا تقدرون انتم ان تاتوا»

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس   

1) " قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً"  مفتاح فهم هذه الآيات كلمة "أيضا" والتى تعنى باليونانية = " ومن أجل ذلك " أى أن هناك سببا متكررا يتكلم من أجل توضيحه  وقد كرر المسيح هذا العبارة تقريبا فى (يو 7: 33 و 34) 33 فقال لهم يسوع:«انا معكم زمانا يسيرا بعد، ثم امضي الى الذي ارسلني. 34 ستطلبونني ولا تجدونني، وحيث اكون انا لا تقدرون انتم ان تاتوا» وفى نفس الموقف حينما أتى جند الهيكل للقبض عليه وهنا أيضا شعر المسيح أن نيتهم تتجه للقبض عليه للمرة الثانية (يوحنا ١٣: ٣٣) 33 يا اولادي، انا معكم زمانا قليلا بعد. ستطلبونني، وكما قلت لليهود: حيث اذهب انا لا تقدرون انتم ان تاتوا، اقول لكم انتم الان." وهنا بدأ المسيح يحذرهم مما يفكرون فيه لأن ما يفعلونه ستؤدى بهم للموت الأبدى وخطيتهم التى سيفعلونها هى خطية لا تغفر وكان السامعون من كل صنوف أعدائه لا فرقة واحدة منهم، بدليل تسمية يوحنا إياهم يهوداً (يو 8: 22) .
2) " أَنَا أَمْضِي " بتسليمي نفسي طوعاً واختياراً وبكل رعبتى وبمحبتى إلى الموت بما يعنى أنه برالرغم من خطيتك وجحودكم فأنا أحبكم وسيسفك دمى لمغفرة خطايا الذين يؤمنون بى  .
3) " سَتَطْلُبُونَنِي" لا بالتوبة والإيمان بل لشعوركم باحتياجكم إليَّ، وفوات فرصة الحصول عليّ، لأنكم رفضتم أني المسيح. ولا تجدون المسيح العالمي الذي تطلبونه لأنه لم يكن ولا يكون (راجع شرح يوحنا ٧: ٣٤).
4) " وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ "
 وردت كلمة خطية بصيغة المفرد فى (يو 8: 21) وبصورة الجمع فى الاية (يو 8: 24) بمعنى أن هؤلاء الجمع أو الكهنة أو الذين يكلمهم يسوع هنا هو رفضهم ليسوع كمسيا (يو 8: 24) هذا الرفض هو رفض الفداء والخلاص من الخطية أى رفض للحياة ما بعد الموت

 (يو 3: 36) 36 الذي يؤمن بالابن له حياة ابدية، والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله». أى يبقون فى وحل الخطية تحت سلطان الشرير  هذا نتيجة رفضهم المسيح كلمة الرب لأنه أتى ليخلصهم من خطاياهم فرفضوا واسطة نجاتهم الوحيدة، فبقوا بلا توبة ولا مغفرة ولا تبرير. ولا إشارة هنا إلى خراب أورشليم بل إلى هلاكهم الجسدى والروحي. ويتبيّن مما قيل هنا أن الموت لا يفصل بين الخطاة وخطيتهم، فإنهم يموتون فيها جسداً، ويقومون فيها، ويقفون قدام المسيح الذى أعطى له أن يكون ديانا غى يوم الدين وهم فيها، ويُعاقَبون عليها في جهنم بالموت الثاني الذي هو المقصود هنا خاصة. ويتبيّن منه أيضاً أن عدم معرفة المسيح والموت في الخطية شيء واحد.فى كل مرة يتركون الرب كان الرب يعاقبهم كما فى (هو 5: 4- 7) 4 افعالهم لا تدعهم يرجعون الى الههم لان روح الزنى في باطنهم وهم لا يعرفون الرب. 5 وقد اذلت عظمة اسرائيل في وجهه فيتعثر اسرائيل وافرايم في اثمهما ويتعثر يهوذا ايضا معهما. 6 يذهبون بغنمهم وبقرهم ليطلبوا الرب ولا يجدونه.قد تنحى عنهم. 7 قد غدروا بالرب.لانهم ولدوا اولادا اجنبيين.الان ياكلهم شهر مع انصبتهم "
5) " حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لا تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا " ويركز المسيح على الفرق الشاسع بينه كإنسان سمائى وبين اليهود كبشر مرتبطين بالأرض هو الفرق بين : " أنا " و ... " أنتم "

هذا كما في (يوحنا ٧: ٣٤ ) ( يو ١٣: ٣٣). ألمسيح كان ماضياً إلى السماء محل القداسة والنور والسعادة. المكان الذى اتى منه وعجزهم عن الذهاب إلى هناك هو عدم سماح الرب به لهم، لأنه ثواب المؤمنين، ولأنهم لا يستحقونه لسوء أعمالهم كيف يتساوى الأشرار مع الأبرار ، ولأن المسيح لا يساعدهم على ذلك لأنهم أنكروه ولم يؤمنوا به ورفضوه قتلوه ، وهو وحده طريق الخلاص. وقول المسيح هنا ينفي كل توبة بعد الموت.


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أى أنكم أيها اليهود بعد أن أسلم نفسى للموت بإرادتى وإختيارى تطلبون مسيحا آخر عالميا وحيث أنكم رفضتمونى انا المسيح الحق فلا بد أنكم "تموتون  فى خطيتكم" فصراركم على كفركم بى وبغضكم لى وستطرحون فى جهنم لأنى الواسطة الوحيدة لخلاصكم وأنتم رفضتمونى فستبقون هكذا لأنكم لم تتوبوا ولن تحصلوا على مغفرة ولا تبرير وقوله : " حيث أمضى أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا" سبق شرحه فى (يو 7: 34)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 22)  22 فقال اليهود:«العله يقتل نفسه حتى يقول: حيث امضي انا لا تقدرون انتم ان تاتوا؟».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) :" فَقَالَ اليَهُودُ: أَلَعَلَّهُ يَقْتُلُ نَفْسَهُ حَتَّى يَقُولُ: حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لا تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا؟"

الإجابة على السؤال فى الآية (يو 8/ 22)  جوابا سلبيا ، سياق النص يخبرنا أنهم فهموا كلامه بصورة حرفية "ألعله يقتل نفسه " أى ينتحر (يو 7: 34- 36)
إحتار اليهود فى تفسير المكان الذى سيذهب إليه المسيح فقالوا هنا : "أَلَعَلَّهُ يَقْتُلُ نَفْسَهُ هذا تفسيرهم لقوله «حيث أمضي لا تقدرون أنتم أن تأتوا» فكأنهم قالوا له: إن كنت قصدت بذلك أن تمضي إلى دار الموتى فنحن لا نريد أن نأتي إليك هناك، ولا يعلم أحد وقت موته إلا من يقتل نفسه  وفى الديانة اليهودية لا يأتي حظر الانتحار من وصية "لا تقتل" (خروج 20: 13 و تثنية 5:17). الانتحار والقتل هما خطايا منفصلة في اليهودية.وفقًا لتصنيفات الحاخامات ، يعتبر القتل جريمة الانتحار هو مجرد جريمة بين الإنسان والرب وبسبب هذا ، يعتبر الانتحار خطيئة خطيرة للغاية. في النهاية ، يُنظر إلى هذا على أنه عمل ينكر أن الحياة الإنسانية هبة إلهية وتعتبر صفعة في وجه الرب لتقصير العمر الذي أعطاه الرب له. بعد كل شيء ، خلق الله (العالم) لتكون مأهولة وان الحياة هى نسمة إلهية (اشعيا 45:18) وقد اعتقد اليهود أن قاتل نفسه يُعاقب في أشر مكان في جهنم، كما جاء في أقوال يوسيفوس المؤرخ اليهودي المشهور، وأن كل أولاد إبراهيم لا بد يذهبون إلى السماء). ويقول المؤرخ اليهودى يوسيفوس أن الذى ينتحر يعاقب بوضعه فى مكان هو أدنى دركات الجحيم ، ويشير سؤالهم هذا أن هذا هو المكان الذى سيذهب إليه يسوع نتيجه لأقواله  وإعتقدوا فى فكرهم  : إن كنت ستغادر العالم  فأنت تقصد قتل نفسك، وهو ما يؤدي بك إلى أشر أماكن جهنم وأبعده عن باقي بني إسرائيل. وهذا استهزاء بالمسيح، كما سبق أن فسروا كلامه بأنه يقصد الذهاب إلى شتات اليونانيين ليبشر الأمم حيث لا يمكنهم الذهاب (يوحنا ٧: ٣٥).35 فقال اليهود فيما بينهم:«الى اين هذا مزمع ان يذهب حتى لا نجده نحن؟ العله مزمع ان يذهب الى شتات اليونانيين ويعلم اليونانيين؟ " وهو تجديف فظيع.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
ولما سمع خدام الرؤساء يسوع يقول "حيث أمضى أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا" قالوا أنه يقصد أن يذهب إلى شتات اليونانيين ليبشر للأمم (يو 7: 25) أما هؤلاء اليهود ففسروا كلامه بما يدل على بغضهم له إذ قالوا : ألعله يقتل نفسه حتى يقول حيث أمضى انا لا تقدرون أنتم أن تأتوا " ومعنى كلامهم أنه أنك إن قصدت ببذلك أن تمضى إلى دار الموتى فنحن لا نريد أن نأتى إليك هنا لك بل نحن سنذهب غلأى السماء من كل بد لأننه أولاد إبراهيم وأولاد إبراهيم جميعهم سيذهبون إلى السماء لا محاله - وتفسير اليهود هذه المرة موافق لرغبة قلوبهم فى قتله مع أن معنى كلامة ظاهر بأنه يعود للسماء حيث لا يمكنهم أن يأتوا كما بينه هو بقولة التالى

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 23)   23 فقال لهم:«انتم من اسفل، اما انا فمن فوق. انتم من هذا العالم، اما انا فلست من هذا العالم.

. ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَقَالَ لَهُمْ: أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ،" المسيح فى هذه ألاية يرد على اليهود ويصحح مفهومهم حول المكان الذى سيذهب إليه وأن سامعيه الذين لم يؤمنوا به لن يستطيعوا ان يكونوا معه التوضيح هنا على أساس إختلاف الطبيعة وإختلاف الوجود بين ما هو أرضى وما هو سماوى هذا الإختلاف أدى إلى قصور فهمهم للمسيح  وقد سبق للمسيح شرحه لهم فى (يو 8: 14 و 15) وبناء على عدم معرفتهم من هو المسيح ولطبيعته ومن أين جاء فبالتالى لن يعرفوا إلى أين يذهب لأنهم لا يريدون أن يؤمنوا به لأسباب عديدة
. وأنتم من أسفل " اسفل " أى من الطبيعة الترابية من الأرض محدودة الزمن وتنتهى للفناء والموت أى أنهم أرضيون أصلاً وطبعاً، مولودون من أرضيين ورثوا منهم طبيعة أرضية خاطئة، محتاجون أن يولدوا ثانية ليستطيعوا دخول ملكوت الله (يوحنا ٣: ٥، ٦) باختيارهم قيدوا أنفسهم بما هو أرضي وفاسد، وسلَّموا بالمبادئ الشريرة المتسلطة على أهل هذه الأرض، وأنهم عرضة للهلاك مع أهل العالم.

 † " انتم من اسفل، اما انا فمن فوق. " ..  هذا مثال آخر للثنائية التى إشترت بها بشارة يوحنا "أسفل .. فوق" (يو 7:  34- 36) يسوع من فوق واليهود هم من أسفل .. وتقارن البشائر الآزائية (متى مرقس ولوقا) بين الدهر الحاضر الشرير وبين البر المستقبلى  ويصنف هذا بالثتائية ألأفقية (فى البشائر الآزائية) والثنائية العمودية (بشارة يوحنا) أى أن هناك إتجاهين فالبشائر الآزائية دونت تعاليم يسوع للجموع بينما دونت بشارة يوحنا تعاليم يسوع للتلاميذ ورؤساء الكهنة " أما أنا فمن فوق " أى من الطبيعة الخالقة من السماء من الامحدود ألأزلى من الخالد الأبدى من الحق القائم بذاته والدائم بكيانه

َنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ... أَنْتُمْ مِنْ هَذَا العَالَمِ هاتان الجملتان بمعنىً واحد، والثانية تفسر الأولى

2) " أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ.." وطبيعة الذى فوق يبقى فوق الجميع وبيعته لم تنزل أبدا إلى " أسفل" ولكن نزوله إلينا كان فقط من أجلنا ومن جهة طبيعته الإلهية فلم يزل هو "فوق" فى السماء حتى أثناء وجوده معنا فى الأرض (يو 3: 13)    13 وليس احد صعد الى السماء الا الذي نزل من السماء، ابن الانسان الذي هو في السماء.  ونزولة للأرض ليجذبنا عه غلى فوق بالقيامة (يو 12: 32) 32 وانا ان ارتفعت عن الارض اجذب الي الجميع»  فَلَسْتُ مِنْ هَذَا العَالَمِ بيّن بهذا الفرق العظيم بينه وبينهم أصلاً وطبعاً وفكراً وفعلاً. وقد مرّ الكلام على مثل هذا في  وما قاله المسيح في الفرق بينه وبين اليهود حينئذ يصدُق على الفرق بين المؤمنين به وغير المؤمنين الآن وإلى الأبد، لأنهم يختلفون في الطبيعة وهم أحياء، ويختلفون بعد الموت في الطبيعة والحال والمكان.
3) " أَنْتُمْ مِنْ هَذَا العَالَمِ، أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هَذَا العَالَمِ" معنى «العالم» وأشار المسيح بقوله «هذا العالم» أالذى يتحكم فيه الشرير رئيس العالم والناس الذين يتبعوه (يوحنا ٣: ٣١.) 31 الان دينونة هذا العالم. الان يطرح رئيس هذا العالم خارجا. " وبالرغم من أن المسيحيين يعيشون فى العالم إلا أنهم ليست لهم سمات أهل العالم (يو ١٧: ١٦) 16 ليسوا من العالم كما اني انا لست من العالم"  فأهل العالم عليهم سمة الوحش المسيح يقول لنا (يوحنا ١٥: ١٩) 19 لو كنتم من العالم لكان العالم .يحب خاصته. ولكن لانكم لستم من العالم، بل انا اخترتكم من العالم، لذلك يبغضكم العالم." (١يوحنا ٤: ٥ ) 5 هم من العالم. من اجل ذلك يتكلمون من العالم، والعالم يسمع لهم. " وعندما يجذبنا المسيح إليه إلى فوق عندئذ يقول (يو 17: 24)  24 ايها الاب اريد ان هؤلاء الذين اعطيتني يكونون معي حيث اكون انا، لينظروا مجدي الذي اعطيتني، لانك احببتني قبل انشاء العالم. 


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
ومعنى هذا القول : " أنتم أرضيون أصلا وطبعا وهمكم فى الرضيات والأمور الجسدية وترغبون فى غنى العالم وكراماته فلا تستطيعون أن تدخلوا السماء مالم تولدوا ثانية ـ وأما أنه فقد نزلت من السماء وعالم السموات ولا أطلب مجد العالم وكراماته وسوف أرجع بعد موتى للسماء

 تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 24)  24 فقلت لكم: انكم تموتون في خطاياكم، لانكم ان لم تؤمنوا اني انا هو تموتون في خطاياكم».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس   

1) " فَقُلتُ لَكُمْ إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ، " تكلم يسوع كثيرا ليشرح رسالته ويوضح من هو جموع اليهود  بجميع أصنافهم ورتبهم من عامة الشعب كرورا بالفريسيين والكتبة وحتى الكهنة ورؤسائهم وحتى مع تلاميذه قال لهم ذات مرة بعد معجزة الخمس خبزات والسمكتين ( مر 8: 21 )  21 فقال لهم: «كيف لا تفهمون؟»  وعبارة فَقُلتُ لَكُمْ فى هذه ألاية يشير إلى قوله في (يو 8: 21) قال لهم يسوع ايضا:«انا امضي وستطلبونني، وتموتون في خطيتكم. حيث امضي انا لا تقدرون انتم ان تاتوا» وذكر سببب ما قاله في (يو 8: 23)  لأنهم من اسفل ... ومن العالم ، هنا يحذر يسوع اليهود بموت الخطية والسببب إرباطهم بالأرض والعالم أى أنهم دنيويّون فاسدون متمسكون بخطاياهم، ولم ينتهزوا الفرصة فى دعوة المسيح لهم بالحياة البدية فى ملكوت السماء  بالمسيح لينجوا من الهلاك وينالوا الحياة. فلم يدركوا معنى مجيئة الأول وخلاصة لم يقبلوه وفدائه سخروا منه لهذا بقيت خطاياهم يئنون تحت حملها فى اعناقهم لا يستطيعون التحرر منها لأن الوحيد الذى يحملها عنهم هو دم المسيح .

2) "  لأنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُما "† "  ان لم  "  جملة شرطية من الصنف الثالث تشير إلى إمكانية التحقيق
إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا الإيمان بالمسيح هو الواسطة الوحيدة للخلاص فباب السماء مفتوحاً لهم بالمسيح لأن المسيح جاء إلى هاصته اليهود ولكنهم رفضوه ودبروا مؤامرة لقتله وتحققت نبوءة أرميا فيهم (أر 2: 13)   لأن شعبي عمل شرين: تركوني أنا ينبوع المياه الحية، لينقروا لأنفسهم أبآرا، أبآرا مشققة لا تضبط ماء "
3) " أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُم " مرة أخرى يعلن يسوع ألوهيته وصرح المسيح فى هذه ألاية  أنه هو ألاب ، فهذا معنى عبارة «أنا هو» عند اليهود من يوم ظهور الله لموسى ولهم في مصر، إذ قال له «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ» (خروج ٣: ١٤).معنى اسم الرب الإله " أهيه الذي أهيه " فهو = أكون الذي أكون (بصيغة المتكلم) = I am Who I am = أنا الذي أنا = أنا هو = الذي أنا هو = أنا هو الكائن = I am Being.  .. وينطق باللغة العبرية " Ani ho " حيث ذكرت نبوة إشعياء «لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا بِي وَتَفْهَمُوا أَنِّي أَنَا هُوَ» (إشعياء ٤٣: ١٠).وفى (تث 32: 39)  39 انظروا الان.انا انا هو وليس اله معي.انا اميت واحيي سحقت واني اشفي وليس من يدي مخلص. "  وجاء بهذا المعنى في (يو 8: 28) (يو 8: 58) لهذا أنتم بلا عذر أيها اليهود لأن المسيح أعلن ذاته الإلهية لكم بالإسم الإلهى "أنا هو " الذين تعرفوه (يو 17: 6) و (يو 17: 26)

أنا هو أى يهوه لمن يؤمنون بأن المسيح هو الإله والدليل أنه كان عندما يقول: ،،أنا هو.،، فكان هذه العبارة تعنى بالآرامية التى تكلم بها المسيح  ،،أنا يهوٰه،،. ¦ لهذا يجب أن نستخدم هذا الإسم المقدس ،،يهوٰه،، بدلاً من ،،اللّٰة اللّاة،،! ألا تذكرون كلام المسيح الذي بالصورة! إذاً لماذا تعتبرون السيد القدوس يهوٰه إلوهيم مجرد اسم عابر في كتب الأنبياء والتوراة المسماة بـــ(العهد القديم) ولا يُفترض أن يُستخدم رغم علمكم بأن المسيح هو يهوٰه إلوهيم وليس اللّٰة اللّٰت؟!؟ أعطوا جوابًا أمينًا بينكم وبين أنفسكم أحبائي

† "  ان لم تؤمنوا اني انا هو تموتون في خطاياكم  " ..  هنا يصرح يسوع أقوى تصريح معبر يشير إلى طبيعته الاهوتية وإسمه الإلهى "أنا هو" ورسالته  الذى يغفر الخطايا   لأنه يخلص العالم يموته على الصليب وهذا هو التصريح هو الوحيد المميز عن تصريحات يسوع السبعة التىى تبدأ بعيارة " أنا هو"  فى هذه الفقرة أو غيرها حيث لا تتبعها صفة أو أسم (يو 4: 26 & 6: 20 & 8: 24 و 25 و 58 & 13: 19 & 18: 5 و 6 و 8) راجع (يو 2: 23)

ومعنى العبارة أن يسوع هو المسيح الإله المتجسد، الحي من الأزل، وواهب الحياة للمؤمنين به.وإذا لم تؤمنوا بغسمه " أنا خو" أى بإعتباره حمل الإسم الإلهى والمتكلم عنه لكى يحمل خطاياهم فستفوتهم فرصة غفران خطاياهم وسيموتون بها

هذه ألايات قالها يسوع فى اليوم الأخير من عيد المظال وجميع من أوا للعيد من جميع انحاء إسرائيل يستعدون للعودة لمساكنهم فى قراهم ومدنهم وعندهم أمل ان يعودوا السنة القادمة ليعيدوا عيد المظال  فمن هذا الإحساس قال المسيح  لهم  : " أنا أمضى وستطلبونى" لأن المسيح يتكلم بروح النبوة ويخبرهم بالأحداث لأنه سيصلب ويموت ويقوم


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أى قد قلت أنكم تموتون فى خطاياكم التى منها الكفر إذ لا غفران  إلا بالإيمان بى فإن لم تؤمنوا " إنى أنا هو " المسيح مخلص العالم وأتى الله المتجسد والحى منذ الأزل وواهب الحياة للمؤمنين والذى قيل عنى فى النبوة أشعيا " لكى تعرفوا وتؤمنوا إنى أنا هو " (أش 43: 10)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 25)  25 فقالوا له: «من انت؟» فقال لهم يسوع:«انا من البدء ما اكلمكم ايضا به.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
 † " انا من البدء ما اكلمكم ايضا به " ..  لا توجد فى مخطوطات الإنجيل اليونانية القديمة مسافات بين الكلمات مما يسمح بتقسيم الكلمات فى عدة مواضع حتى ينسجم سياق النص  وترد كلمة البدء هنا وهى كلمة هامة فى بداية العهد القديم ووردت فى بداية  بشارة يوحنا كبداية للعهد الجديد فكلمة "البدء" وردت فى الترجمة السبعينية فى (تك 1: 1) ووردتأيضا فى (يو 1: 1) بما يعنى انه منذ البدء كان يسوع يكلمهم

1) " فَقَالُوا لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟"  اليهود ينتظرون المسيح ويطلق عليه " المسيا المنتظر " وإشتهر يوحنا  بتعميد اليهود فظن مجلس السنهدرين أنه إما إيليا أو المسيح فأرسلوا إلى يوحنا المعندان رسلا ليسالوه " "من أنت؟"  (يو 1: 19- 26) 19 وهذه هي شهادة يوحنا، حين ارسل اليهود من اورشليم كهنة ولاويين ليسالوه:«من انت؟» 20 فاعترف ولم ينكر، واقر:«اني لست انا المسيح». 21 فسالوه:«اذا ماذا؟ ايليا انت؟» فقال:«لست انا». «النبي انت؟»  فاجاب:«لا».  22 فقالوا له:«من انت، لنعطي جوابا للذين ارسلونا؟ ماذا تقول عن نفسك؟» 23 قال:«انا صوت صارخ في البرية: قوموا طريق الرب، كما قال اشعياء النبي». 24 وكان المرسلون من الفريسيين، 25 فسالوه وقالوا له:«فما بالك تعمد ان كنت لست المسيح، ولا ايليا، ولا النبي؟» 26 اجابهم يوحنا قائلا:«انا اعمد بماء، ولكن في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه.  " وكان رد المعمدان بالنفى ثم حدد شخصة بعمله قائلا : " أنا صوت صارخ" ثم اشار إلى المسيا الذى ينتظرونه قائلا : " ولكن في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه."  أما الطبقة الحاكمة مثل بيلاطس وهيرودس فكان رأى هيرودس هو (مرقس ٦: ١٦) 16 ولكن لما سمع هيرودس قال: «هذا هو يوحنا الذي قطعت انا راسه. انه قام من الاموات!» أما بيلاطس فكان يراه بريئا وقال اؤدبه وأطلقه

ونفس السؤال سألوه للمسيح : "مَنْ أَنْتَ؟" ورد المسيح فى هذه الاية كان إيجابيا أى "نعم أنا من البدء... " قد يكون قصدوا بهذا الاستهزاء أفغذا قال انه المسيح فيكون قاوم قيصر ووإذا قال ا،ه مساوى للآب فيكون جدف وإذا انكر فيكون قد تغلبوا علبه وأرهبوه بانه المسيح  وتوقعوا أن يأخذوا من جوابه ما يمكنهم الشكوى عليه إلى المجلس أنه مجدف أو غيره من الإتهامات ، ولهذا لم يقل لهم صريحاً: أنا المسيح، لكنه ذكر ما يفيد ذلك.
2) " أَنَا مِنَ البَدْءِ مَا أُكَلِّمُكُمْ أَيْضاً بِهِ " بدأ المسيح كلامه بكلمة "أنا" فى هذه ألاية مشيرا إلى نفسه بعد أن أعلن لهم العديد من الإعلانات مثل :  أنا هو "نور العالم " و " الخبز النازل من السماء " و "ينبوع الماء الحى" وأن كلامه الذى يقوله لهم هو : " روح وحياة"

وقد اختلف المفسرون في معنى هذه الجملة، بالسيد المسيح عندما يكام ويرد على اسئلة اليهود لا يرد ردا مباشرا على السؤال ولكنه يجيب إجابة تغطى أسئلتهم المخادعة وترد على عدم فهمهم ةتعطى معلومات صحيحة وجديدة عن شخصه لأنهم لم يريدوا أن يفعموا بل يريدون إتهامه بعبارات يقولها

(1) فرأى بعض المفسرين إن معنى «البدء» هنا أول خدمته، فيكون معناها: أنا أشهد لنفسي الآن كما شهدت لها منذ أول تبشيري وتعليمى لكم ، فلم أغير كلامى ولم أزيد عليه أو أنقص منه فى الصورة الجانبية رأى ألأب متى المسكين فى كتابه شرح إنجيل يوحنا ويرجح أن كلمة من البدء تعنى من بدئ كرازته ، فلم تبق لكم حاجة إلى أن تسألوني ما سألتم، إنما عليكم أن تذكروا ما أوضحته لكم دائماً. ولكن ما هو الذى أوضحه لهم وما كلمهم به منذ البدء أليس هو القائل بعد ذلك مباشرة (يو 8: 58- 56)  56 ابوكم ابراهيم تهلل بان يرى يومي فراى وفرح». 57 فقال له اليهود:«ليس لك خمسون سنة بعد، افرايت ابراهيم؟» 58 قال لهم يسوع:«الحق الحق اقول لكم: قبل ان يكون ابراهيم انا كائن».

(2) ورأى مفسرين آخرين أن معنى «البدء» هنا الأزل (يوحنا ١: ١). وعلى هذا يكون معناها: أنا منذ الأزل ما صرحتُ به الآن أني «أنا هو».

(3) ورأى غيرهم أن معنى «البدء» هنا إتمام الكمال ، فيكون معناها: أوضحتُ لكم الحق تماماً من أول الأمر إلى آخره، فافحصوا شهادتي وتعليمى عن لنفسي تعلموا من أنا. وقد أشار سابقا إلى كلامه وعمله وطبيعته إنه «الماء الحي» وإنه «خبز الحياة» الذي نزل من السماء وإنه «نور العالم». والأرجح أن التفسير الأول هو الصحيح.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأنهم قالوا إننا لم نفهم كلامك ولا ما تقصده فأوضح لنا "من أنت" فقال لهم يسوع "أنا من البدء ما أكلمكم أيضا به" فإننى الأول وألآخر البداية والنهاية وأنا بدء جميع ألشياء وقد أوضحت لكم الحق تماما منذ بدء خدمتى على الأرض وكررت ذلك مرارا وأقول ألآن ودائما وهو أننى المسيح وإبن الله المرسل لخلاص العالم إذ أوضحت لكم أننى الماء الحى ونور العالم وخبز الحياة النازل من السماء لكنكم لم تفهمو لعمى قلوبكم .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 26)  26 ان لي اشياء كثيرة اتكلم واحكم بها من نحوكم، لكن الذي ارسلني هو حق. وانا ما سمعته منه، فهذا اقوله للعالم».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
 † الآيتان (يو 8: 26 و 27)  تكررت هاتين ألايتين بهدف تأكيد الحقائق التالية : (1) الأب ارسل الأبن (يو 3: 17 و 34 & 4: 34 & 5: 36 و 38 & 6: 29 و 44 و 47 & 7: 28- 29 & 8: 16 و 26 و 42 & 19\0: 36 & 11: 42 & 12: 49 & 14: 24 & 15: 21 & 17: 3و 18 و 21 و 23و 25 & 20: 21) .. (2) الآب صادق  (يو 3: 33 & 7: 28)  .. (3) تعاليم يسوع هى  من ألاب ( يو 3: 11 & 7: 16- 17 & 8: 26 و 28 و 40 & 12: 49 & 14: 24 & 15: 15)
1) " إِنَّ لِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةً أَتَكَلَّمُ " قلت لكم إنكم «من أسفل» و «تموتون في خطاياكم» و «حيث أمضي أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا» وعلاوة على ذلك فهناك أشياء كثيرة نحوكم لن تفهموها لجهلكم وقصوركم لأنكم من الأرض مجدودين بالمادة وكلامكم لى خداع ولؤم هدفه إشاعة الأكاذيب عنى وتضليل الشعب ولكنى أعلن الحق الذى سمعته من الآب ليس لكم فقط بل للعالم كله   .
2) " وَأَحْكُمُ بِهَا مِنْ نَحْوِكُمْ " فوق ما حكمت به قبلاً.على اليهود فى هذا الإصحاح ومن تلك الأشياء وردت في (يو 8: 34 و 37 و 40 و 41 و 43 و 44) اجابهم يسوع:«الحق الحق اقول لكم: ان كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية.  37 انا عالم انكم ذرية ابراهيم. لكنكم تطلبون ان تقتلوني لان كلامي لا موضع له فيكم.  40 ولكنكم الان تطلبون ان تقتلوني، وانا انسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله. هذا لم يعمله ابراهيم. 41 انتم تعملون اعمال ابيكم». فقالوا له:«اننا لم نولد من زنا. لنا اب واحد وهو الله». 43 لماذا لا تفهمون كلامي؟ لانكم لا تقدرون ان تسمعوا قولي. 44 انتم من اب هو ابليس، وشهوات ابيكم تريدون ان تعملوا. ذاك كان قتالا للناس من البدء، ولم يثبت في الحق لانه ليس فيه حق. متى تكلم بالكذب فانما يتكلم مما له، لانه كذاب وابو الكذاب. "  هذا الكلام لليهود ولكن هناك كلام آخر لمن يؤمنون بالمسيح  (يو ١٥: ١٥ ) 15 لا اعود اسميكم عبيدا، لان العبد لا يعلم ما يعمل سيده، لكني قد سميتكم احباء لاني اعلمتكم بكل ما سمعته من ابي.
3) " لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ " أي الرب هو الحق الذي هو الإله الحق أرسلني، فتعليمي منه،وهوصادق (يوحنا ٧: ٢٨) 28 فنادى يسوع وهو يعلم في الهيكل قائلا: «تعرفونني وتعرفون من اين انا، ومن نفسي لم ات، بل الذي ارسلني هو حق، الذي انتم لستم تعرفونه.
4) " وَأَنَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ فَهَذَا أَقُولُهُ لِلعَالَمِ"  أى أننى اعلن إرادته  ليعلمه كل إنسان. معنى قوله «ما سمعتم منه» ما أوصاني أن أتكلم به في لأرشدكم لطريق الخلاص من جهنم، ونوال الحياة الأبدية، وما وبختكم به على خطاياكم. ومشيئة المسيح هى مشيئة الآب ولأن الكلمة ظهر فى الهيئة كإنسان أعطاه الآب الحق فى دينونة بنى البشر لأنه عاش الحياة مثلهم  (يوحنا ٥: ٣٠.) 30 انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا. كما اسمع ادين، ودينونتي عادلة، لاني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الاب الذي ارسلني. " وتكلم المسيح هنا باعتبار أنه الكلمة المتجسد إلى البشر فادياً ومخلصاً لا باعتباره ابن الآب الأزلي الذي يعرف كل شيء من تلقاء نفسه، ولا يحتاج إلى أن يخبره الآب بشيء
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأنه يقول أنه فى طاعتى أن أدينكم على أمور كثيرة وخطايا لا تحصى ردا على إهانتكم إياى ومقاومتكم لى فوق ما حكمت به عليكم قبلا ولكن مهما فاتم ومهما قاومتم فالله الذى أرسلنى هو حق وصادق وأنا أتكلم فى العالم وأعلم بما سمعته منه فغذا يكون كل ما اقوله حق وصدقا ويلزم الجميع الإيمان به وبما أنى أتيت لخلاص العالم لا لدينونته فلذلك أكتفى الآن أن أكلمكم عن طريق نوال الخلاص وأدع دينونتكم إلى يوم أجلس على كرسى الدينونة لأدين كل واحد حسب عمله .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 27)  27 ولم يفهموا انه كان يقول لهم عن الاب.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس   

1) " «وَلَمْ يَفْهَمُوا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لَهُمْ عَنِ الآبِ»." يفهموا " : الإيمان فى المسيحية يرتبط بفهم ألإنجيل الذى هو كلمات وتعاليم المسيح وتنفيذها ونذكر هنا سؤال كاتب للمسيح عن ما هى الوصية الأولى فى الكتاب المقدس (مر 12: 29: 30)  29 فاجابه يسوع: «ان اول كل الوصايا هي: اسمع يا اسرائيل. الرب الهنا رب واحد. 30 وتحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك. هذه هي الوصية الاولى. " ولكن اضاف الكاتب عبارة "كل الفهم" إلى هذه الوصية (مر 12: 32- 33) 32 فقال له الكاتب: «جيدا يا معلم. بالحق قلت لانه الله واحد وليس اخر سواه. 33 ومحبته من كل القلب ومن كل الفهم ومن كل النفس ومن كل القدرة ومحبة القريب كالنفس هي افضل من جميع المحرقات والذبائح».  ومن هذا الحديث يتضح أن فهم كلمات المسيح هى أولى الخطوات للإيمان به وبدون فهم كلماته لا يوجد إيمان لهذا تصر الكنيسة القبطية أن يفهم المسلم الذى يريد إعتناق المسيح العقيدة المسيحية قبل تعميده وتتراوح مدة الدراسة من 6 أشهر إلى 5 سنين

 لقد تعجب التلاميذ من أن المسيح يكلم جموع الشعب اليهودى بامثال وسألوه عن السبب و (يو 13: 13: 10) وقالوا له: «لماذا تكلمهم بامثال؟» فقال لهم لأنكم أعطيتم أن تعرفوا أسرار ملكوت السموات أما هم فلم يعطوا  لأنهم لا يريدون أن يفهموا ولهذا (يو 13: 14- 15)  14 فقد تمت فيهم نبوة اشعياء: تسمعون سمعا ولا تفهمون ومبصرين تبصرون ولا تنظرون. 15 لان قلب هذا الشعب قد غلظ واذانهم قد ثقل سماعها. وغمضوا عيونهم لئلا يبصروا بعيونهم ويسمعوا باذانهم ويفهموا بقلوبهم ويرجعوا فاشفيهم." وعن لتلاميذ قال (يو 13: 16)  16 ولكن طوبى لعيونكم لانها تبصر ولاذانكم لانها تسمع. " ثم قال لتلاميذه (يو 13: 51)  قال لهم يسوع: «افهمتم هذا كله؟» فقالوا: «نعم يا سيد»  (مر 8: 17) فعلم يسوع وقال لهم: «لماذا تفكرون ان ليس عندكم خبز؟ الا تشعرون بعد ولا تفهمون؟ احتى الان قلوبكم غليظة؟ (مر 8: 21) فقال لهم: «كيف لا تفهمون؟»وكان التلاميذ أحيانا يخافون أن يسالوه (مر 9: 32) واما هم فلم يفهموا القول وخافوا ان يسالوه." لأن القول مخفى عنهم (لو 9: 45) واما هم فلم يفهموا هذا القول وكان مخفى عنهم لكي لا يفهموه وخافوا ان يسالوه عن هذا القول. " وكان الرب يفتح ذهنهم ليفهموا (لو 24: 45) حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب.

ولكن المسيح كان يتأكد من أن الجمع يفهم ما يقوله (مت 15: 10) ثم دعا الجمع وقال لهم: «اسمعوا وافهموا. " (مر 7: 14) ثم دعا كل الجمع وقال لهم: «اسمعوا مني كلكم وافهموا. "

 وكان فى بع ض الأحيان يؤنب تلاميذه من عدم الفهم (مت 16: 9)  احتى الان لا تفهمون ولا تذكرون خمس خبزات الخمسة الالاف وكم قفة اخذتم " وعندما لم يفهموا كلامه عن خمير الفريسيين  (مت 16: 11) كيف لا تفهمون اني ليس عن الخبز قلت لكم ان تتحرزوا من خمير الفريسيين والصدوقيين؟» (مت 16: 12) حينئذ فهموا انه لم يقل ان يتحرزوا من خمير الخبز بل من تعليم الفريسيين والصدوقيين." وعن يوحنا المعمدان ( مت 17: 13) حينئذ فهم التلاميذ انه قال لهم عن يوحنا المعمدان." وعن نبوة خراب أورشليم التى ستحدث بعد صلبه وقيامته بحوالى 30 سنة (حدثت 70م) كان واضحا فى عبارة "فليفهم القارئ" (مر 13: 14)  (متى 24: 15) «فمتى نظرتم «رجسة الخراب» التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس - ليفهم القارئ - " 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
إن كلام يسوع كان واضحا مفهوما ولو شاء اليهود أن يفهموه لما عسر عليهم فهمه ولكن جهالتهم وكبريائهم طمست اذهانهم "

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 28)  28 فقال لهم يسوع:«متى رفعتم ابن الانسان، فحينئذ تفهمون اني انا هو، ولست افعل شيئا من نفسي، بل اتكلم بهذا كما علمني ابي.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  

1) " فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:"  لم يفهموا كلام المسيح لهذا كرر لهم ما قاله قبلاً وزاد عليه.
2) "  مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ" رفعه وتعليقه على خشبةِ أشار بذلك إلى صلبه (يوحنا ١٢: ٣٢.) وانا ان ارتفعت عن الارض اجذب الي الجميع»  انظر شرح (يوحنا ٣: ١٤)«وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي ان يرفع ابن الانسان"   راجع شرح عبارة " ابن الإنسان " في شرح (يوحنا ١: ٥١.)

† " متى رفعتم ابن الانسان، " ..  هذه إشارة إلى ما ورد فى العهد القديم (عد 21" 4- 9) وأيضا قارن مع (يو 4: 14) وكما هو متبع فى هذه البشارة أورد الوحى معنى مزدوجا لكلمة "رفعتم" والتى تشير إلى ما سيحدث فى المستقبل الرفع على الصليب أو قد تعنى "الرفعه " والتعظيم (أع 2: 33 & 5: 31) (فى 2: 9) كان يسوع يبشرهم ويعلمهم وبقول لهم أنه جاء ليموت حتى يتذكروا كلامه بعد صلبه (مر 10: 45)

† " ابن الانسان، " ..  هذا اللقب أطلقه يسوع على نفسه وهو لقب عام لا يشير إلى مدلولات قومية أو طائفية أو مسيانية أو عشائرية فى الديانة اليهودية للقرن ألول ، وقد ورد هذا التعبير فى العهد القديم (حز 2: 1) (مز 8: 4) حيث يفهم من هذا الأسم "كائن بشرى / كائن حى) وفى (دا 7: 13) حيث يشير إلى الألوهية كما يعنى هذا التعبير إلى أن يسوع إله كامل وإنسان كامل (1يو 4: 1- 3)

 وهنا يذكر المسيح نبوءة عن صلبه المعروف فى التقليد العبرانى الذى يشير إلى الصليب والقيامة  هوان ومجد وقد أستخدم هذا التعبير فى العهد القديم بنفس هذا المعنى فنقرا عن إرتفاع المجد لساقى فرعون  (تك 40: 13)  13 في ثلاثة ايام ايضا يرفع فرعون راسك ويردك الى مقامك، فتعطي كاس فرعون في يده كالعادة الاولى حين كنت ساقيه. " ونقرأ عن الرفع للهوان والموت نبوة عن خباز فرعون (تك 40: 19) 19 في ثلاثة ايام ايضا يرفع فرعون راسك عنك، ويعلقك على خشبة، وتاكل الطيور لحمك عنك».
3) " فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُو"  هذه نبوءة أخرى تنبأ يسوع أنهم سيعرفون بعد صلبه أنه هو المسيح، والمسيح الكلمة الظاهر فى الجسد و"إبن ألإنسان"  لم يتكلم بمجرد سلطانه ككلمة الرب بل بسلطان الآب، ولم يتكلم إلا بما عيَّن الآب له. ووسائط معرفتهم إياه عند صلبه

هذه كلها نطق الآب فيه ومعه وفيه الحق وكل الحق وكل قول وفعل وعمل هو من الآب وإلى الآب والآب "كائن معه" فالكلمة قبل التجسد كان عند الآب كائنا معه إبنا فى حضن الاب اى فى عمق الآب وبعد التجسد صار ألاب عند الإبن كائنا معه لأن الإبن المتجسد لم يفارق الاب فقط (يو 8: 29) " لم يتركنى الآب وحدى لأنى فى كل حين أفعل ما يرضيه "

الفهم يقود للإيمان ولكنهم يفهمون ولا يؤمنون حتى عسكر الرومان قالوا حقا كان هذا الإنسان إبن الله" وقد رأى اليهود شعبا وحكاما وقادة دينيين ما حدث وبعده هي الظلمة، والزلزلة، وانشقاق حجاب الهيكل، وقيامته، وحلول الروح القدس، والمعجزات التي صنعها الرسل باسمه. وبعض الذين لم يعرفوه بهذه عرفوه يوم خراب أورشليم حين تحققت نبوته. وأما الذين لم يعرفوا بكل ذلك فلا بد سيعرفونه يوم مجيئه الثاني، لأنه «هُوَذَا يَأْتِي مَعَ السَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَالَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ» (رؤ١: ٧)
4) " وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي"  أي أني رسول الله كما في (يوحنا ٥: ١٩، ٣٠ ) 20 لان الاب يحب الابن ويريه جميع ما هو يعمله، وسيريه اعمالا اعظم من هذه لتتعجبوا انتم. 30 انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا. كما اسمع ادين، ودينونتي عادلة، لاني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الاب الذي ارسلني." وأن المسيح الكلمة متحد بالآب في كل ما قال وفعل.
5) " َل أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي" كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي قارن هذا بما في (يو 8:  ٧، ١٦، ٢٦.) أشار بذلك إلى الحقائق التي علَّمها منذ الأزل باعتباره كلمة الله الذي كان في البدء عنده، وأتى بها رسالة من الآب ليعلنها للناس متجسداً.
أسماء يهوه التي أتت في الكتاب المقدس هي:
يهوه يرأه= الرب يرى ويرتب.
يهوه نسى= الرب رايتي
يهوه شالوم= الرب يرسل سلاماً.
يهوه صدقينو= الرب برنا.
ولكن أهيه وتعنى : طالكائن بذاته، الأبدي، أكون"وردت فى (خر 3: 14) تشمل كل هذا، فهو كل شئ لنا، أي كل ما نحتاجه نجده فيه وهذا ما قاله المسيح أنا هو نور العالم، أنا هو الراعي.... من قبل إبراهيم أنا كائن وباختصار أنا هو الألف والياء= أي أنا كل شئ. ويسوع المسيح هو هو أمس واليوم وإلى الأبد فهو كائن دائماً.
يهوه باليونانية
ويهوه ترجمت باليونانية أنا هو= إيجو إيمي. لذلك قال المسيح حين ترفعون ابن الإنسان ستعرفون أني أنا هو (إيجو إيمي) (يو28:8) أي ستعرفون أني أنا يهوه. ولذلك حين جاء يهوذا ليسلمه مع العساكر سألهم يسوع من تطلبون قالوا يسوع قال أنا هو فسقطوا على وجوههم فكان المسيح بقوله هذا يعلن لاهوته وأنه هو يهوه. ولكن إذا حاولنا أن نعرف أكثر من ذلك لن نستطيع وسنسمع "لماذا تسأل عن إسمي وهو عجيب".
وأثار موسى بعد ذلك عدة تساؤلات واعتراضات وأعطاه الله آيات تسنده أمام الشعب وحين اعتذر بكونه ثقيل الفم واللسان أفهمه الإله أنه هو الذي خلق الفم واللسان ولما رفض بعد ذلك حمى غضب الإله عليه. ولنلاحظ أنه هناك فرق بين التواضع وبين رفض الخدمة. وما كان لموسى أن يعتذر بعد أن سمع أن الإله معه.
*********************
في اليهودية اسم من يجب عبادته هو يهوَه
(יְהֹוָה لكنها كان اليهود يكتبونها أحياناً أدوناي ومعناه القدير ، هاشِم بالعبرانية الحديثة؛ أدونوي، هاشِيْم بالأشكنزية وشيما بالسامرية). تقول ترجمة العالم الجديد في اشعياء 8:42:‏ «انا يهوَه. هذا اسمي». وذكر هذا الاسم أول مرة في الكتاب المقدس في (سفر الخروج-الإصحاح الثالث )<15وَقَالَ \للهُ أَيْضاً لِمُوسَى: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: يَهْوَهْ إِلَهُ آبَائِكُمْ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هَذَا \سْمِي إِلَى \لأَبَدِ وَهَذَا ذِكْرِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ> وترجمة الكلمة تعني( يسبِّب أن يصير


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
فقال لهم يسوع متى رفعتم إبن الإنسان" أى متى صلبتموه وسمى صلبه إرتفاعا لأن صليبه إرتفع فى الجو ولأن به يرتفع شأن البشر وينال المؤمنون به مجدا وشرفا يعجز القلم عن وصفه / " "فحينئذ تفهمون إنى أنا هو"   وقد تحقق ذلك فعلا فإن كثير من اليهود لما شاهدوا الظلمة والزلزة وإنشقاق حجاب الهيكل وقيامته ثم حلول الروح القدس على التلاميذ وتكلمهم بألسنة غريبه والمعجزات التى رافقت قيامته أخبر عنها التلاميذ عرفوا أنه هو المسيح وأنه متحد مع ألآب فى كل فعل ولا يفعل شيئا من نفسه فلم يتعلم شيئا من ألاب كان  يجهله بل أن جميع الحقائق التى بشر بها وأنذر بها كان يعلمها منذ الأزل

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 29)  29 والذي ارسلني هو معي، ولم يتركني الاب وحدي، لاني في كل حين افعل ما يرضيه».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس   

1) " الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي" ألاية التالة بدأ إنجيل يوحنا وهذا هو عنوان وهدف المسيح من تجسدة  (يو ١: ١ و١٦ ) 1 في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله.  16 ومن ملئه نحن جميعا اخذنا، ونعمة فوق نعمة. "

هذا تكرار لما صرّح به سابقا وأكدة للتلميذ فيلبس عندما قال له : "" أرنا الاب وكفانا" فقال له المسيح ( يوحنا ١٤: ١٠) 10 الست تؤمن اني انا في الاب والاب في؟ الكلام الذي اكلمكم به لست اتكلم به من نفسي، لكن الاب الحال في هو يعمل الاعمال." ، ويتفق الآب والإبن إتفاقا كاملا افي الإرادة والقصد، وأن الابن (الكلمة المتجسد) هو من ينفذ قولاً وعملاً ما أراده الآب حتى سُرَّ به كل السرور. قد يكون من الناحية البشرية أن الإرسال بين الناس يستلزم انفصال الرسول عن مرسِله لأن كل شخص قائما بذاته ، وليس كذلك بين الآب والابن لأن (يوحنا ٤: ٢٤ ). 24 الله روح. والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي ان يسجدوا».وأتى المسيح بدليل وإثبات  هو قوله «الذي أرسلني هو معي».
2
) " وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي"
 شركة يسوع مع الآب حتى فى تجسده (يو 8: 16 & 16: 32) فقد كان الصليب صعبا جدا أن يموت أحد لأجل احباؤه (مر 15: 34)

" الترك " يعنى الرفض فقد رفض رؤساء الكهنة وقاة الشعب الدينيين من كتبة وفريسيين وغيرهم تركوا يسوع ورفضوه (مر 8: 31) وابتدا يعلمهم ان ابن الانسان ينبغي ان يتالم كثيرا ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وبعد ثلاثة ايام يقوم.(لو 9: 22) قائلا: «انه ينبغي ان ابن الانسان يتالم كثيرا ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم».بل ان المسيح قال أنه رفض من جيله ويقصد خاصته أى اليهود " (لو 17: 25) ولكن ينبغي اولا ان يتالم كثيرا ويرفض من هذا الجيل." وفى الآية التالية يقول المسيح لتلاميذه (يوحنا ١٦: ٣٢).32 هوذا تاتي ساعة، وقد اتت الان، تتفرقون فيها كل واحد الى خاصته، وتتركونني وحدي. وانا لست وحدي لان الاب معي. "
3) " لأنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ" هنا يتكلم عن التوافق الكامل بين المسيح الإنسان وكلمة الرب فيه فيقول " أَفْعَلُ" أى المسيح الذى هو "إبن الإنسان" و "إبن الآب"  يتمم المهمة التى أعدها الآب فى السماء بإتمام وإكمال مشيئته فى الأرض بعمل الفداء  . كانت طاعة المسيح للآب كاملة
4) " مَا يُرْضِيهِ"  (يو ٥: ٣٠ ) 30 انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا. كما اسمع ادين، ودينونتي عادلة، لاني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الاب الذي ارسلني. (يو ٦: ٣٨38)  لاني قد نزلت من السماء، ليس لاعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي ارسلني."  

وباعمال "إبن الإنسان كان هناك صوت السرور والرضى يأتى من السماء انظر (متّى ٣: ١٧) 17 وصوت من السماوات قائلا: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت».  وفي (متى ٢: ٨) ، ويوافق ذلك ما قيل في (إشعياء ٥٣: ١٠ - ١٢) 10 اما الرب فسر بان يسحقه بالحزن.ان جعل نفسه ذبيحة اثم يرى نسلا تطول ايامه ومسرة الرب بيده تنجح. 11 من تعب نفسه يرى ويشبع.وعبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين واثامهم هو يحملها. " (متّى ١٧: ٥) 5 وفيما هو يتكلم اذا سحابة نيرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلا: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. له اسمعوا» ولوقا ٣: ٢٢ ) (٢بطرس ١: ١٧).17 لانه اخذ من الله الاب كرامة ومجدا، اذ اقبل عليه صوت كهذا من المجد الاسنى:«هذا هو ابني الحبيب الذي انا سررت به». 


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
قال يوحنا فم الذهب : أن الاب مع الأبن ولم يتركه وحده ليس بالنظر وحده الذات فقط بل بالنظر إلى تدبير الناسوت الذى أخذه الإبن لأن الآب كان مع المسيح فى كل أفعال المسيح سامية وكاملة وإلهية لأنه فى كل حين يفعل ما يرضى ألاب لأن الإتحاد بينهما كامل

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 30)  30 وبينما هو يتكلم بهذا امن به كثيرون.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 

 الإيمان" وردت كلمة إيمان فى ألايتين (يو 8: 30 و 31) فالترجمة العربية أوردت الكلمتين بمعنى واخد هو المعنى اليقينى ويقول الب نتى المسكين فى شرح إنجيل يوحنا ص 54  : " أما فى الصل اليونانى فيأتى الإيمان فى الاية (يو 8: 29) بشكله اليقينى وتأتى ترجمتها الصحيحة بالإنجليزية " يؤمن به"     أما ألإيمان فى الاية الثانية فياـى باللغة اليونانية بمعنى "يصدق" فقط وبهذا يستقيم المعنى

1) " وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا" أراد يوحنا أن يبيّن أن بعض الناس آمنوا بيسوع، مع أن كثيرين قاوموه.بِهَذَا أي بما ذُكر في هذا الخطاب كله، وليس فقط بما قاله في (يو 8: 28)
2) " آمَنَ بِهِ كَثِيرُونَ " كان فى كل مرة بتكلم المسيح يؤمن به كثيرين ففى كلامه أثناء عيد المظال (يوحنا ٧: ٣١) 31 فامن به كثيرون من الجمع، وقالوا:«العل المسيح متى جاء يعمل ايات اكثر من هذه التي عملها هذا؟».,وبعد كلامه للجموع فى عيد التجديد (١٠: ٤٢ ) 42 فامن كثيرون به هناك." وكانوا يؤمنون به بسبب المعجزات ومنها معجزة إقامو إليعازر (  يو 7: 45- 48) 45 فكثيرون من اليهود الذين جاءوا الى مريم، ونظروا ما فعل يسوع، امنوا به. 46 واما قوم منهم فمضوا الى الفريسيين وقالوا لهم عما فعل يسوع. 47 فجمع رؤساء الكهنة والفريسيون مجمعا وقالوا:«ماذا نصنع؟ فان هذا الانسان يعمل ايات كثيرة. 48 ان تركناه هكذا يؤمن الجميع به، فياتي الرومانيون وياخذون موضعنا وامتنا»

وكون بعض من الذين آمنوا به الكنيسة الأولى فى أورشليم بعد قيامته ولكن كثيريين . ولم يكن إيمانهم كاملاً ليؤول إلى خلاص النفس بل كان تصديقاً عقلياً جزئياً، فإنهم صدقوا أنه نبي أو معلم مرسل من الله، وأنه ربما كان المسيح الذي انتظروه. ولكن غيمانهم لم يكن كاملا

† " امن به كثيرون " ..  إن كلمة آمن به كثيرون يبدوا أنها نبعت من إنبهار الساميعين بكلمات يسوع  كلمات يسوع هى روح وحياة .. هى كلمات الزارع الذى خرج ليزرع إنها كلمات حية ستنبت فى أى تربة أو مناخ أو مكان ولكن ما هو نوع الإنسان الذى يسمعها ؟ هذا هو السؤال (مت 13 & مر 4) لقد إقتنعوا انه المسيا  الذى إنتظرته أجيال على رجاء القيامة آمنوا وفق فهمهم كما يظهر من السياق فى (يو 8: 30- 58) هل كان إيمانهم  حقيقى؟ (يو 2: 23- 25) للإيمان مستويات عدة فى بشارة يوحنا وليس كل مستوى يقود صاحبه للخلاص
ولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
يظهر أن إيمان هؤلاء الكثيرين لم يكن كاملا بؤول إلى خلاص نفوسهم

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثامن
4. الحرية الروحية
(يوحنا 8: 31- 37)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 31)  31 فقال يسوع لليهود الذين امنوا به:«انكم ان ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
† "  ان ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي " ..  هنا يفتح يسوع الباب للجميع ليس لمن وضع اليد عليهم وأفرزهم ليكزنوا تلاميذا ورسلا أطلق يسوع التلمذة وحدد التلمذة لمن هو يثبت فى كلامه ويحفظه ويطبقه وينفذه  هو حيلة لها أسلوب الطاعة ليسوع كأسلوب حياة (لو 6: 46 ) (2يو 9)

. يسوع أكد على الطاعة كنمط في الحياة (بوصاياه، يوحنا ٨ :٥١ ,٥٢ ,٥٥؛ ١٤ :١٥ ,٢١ ,٢٣ ,٢٤؛٥ :١٠ ,٢٠؛ ١٧ :٦؛ لو ٦ :٤٦؛ ٢ يوحنا ٩ .(بمعنى ما، الآية دي بتعكس ال shema ،الكلمة العبرية اللي بتعني "يسمع عشان يفعل" (تث ٦ :٤ - .6)
"
1) " فَقَالَ يَسُوعُ لِليَهُودِ" قصد يوحنا «باليهود» رؤساءهم، وأكثرهم أعداء للمسيح، وكان بعضهم قد مال إلى تصديق رسالته با،ه المسيح ألاتى فوجَّه الكلام إليهم.
2) " الَّذِينَ آمَنُوا بِهِ" ظهر مما يأتي أن إيمانهم كان جزئياً إلى حين وظاهراً لا حقيقيا عتدما سمعوا اليهود ورؤسائهم كلام المسيح إقتنعوا إذ را,ا فيه ملامح المسيا فأظهروا أو تظاهروا أنهم يؤمنون ولكن المسيح عرف ما فى ضمائرهم وكشف نياتهم إنهم تظاهروا بتصديق القوال فقط وآمنوا به ليحقق أمانيهم فى الحرية من الإستعمار الرومانى لوطنهم  ويعيد المجد لإسرائيل ولكنهم لم يؤمنوا به إيمانا كاملا فشرطهم الوحيد أن يقودهم ليعيد المجد لإسرائيل فالدين اليهودى عندهم دين ودولة
3) "إِنْ ثَبَتُّمْ " : † .  جملة شرطية من الصنف الثالث تفيد إمكانية التحقيق ، هنا يشير يسوع إلى الإيمان المستمر الذى ينتج ثمار (يو 15) وهذا هو العنصر المفقود فى التبشير والكرازة والذى أسسه يسوع وتلاميذه ورسله تبشير وكرازة بثمار أرنى إيمانك بأعمالك ينبغى أن يؤمن الشخص بالكلمة ولا يحتفظ بها ويدفن درهمة بل ينبغى أن يتاجر بالكلمة التى سمعها والكلمة هو يسوع المسيح (يو 5: 24) 
شف يسوع نيتهم أن غيمانهم هو إعجابا بكلامه ولهذا شجعهم على أفستمرار فى إيمانهم وجعل المسيح ثبوتهم شرطاً لتتلمذهم (راجع شرح يوحنا ٥: ٣٨). والثبوت هو الفضيلة الوحيدة التي يكون الظاهر والباطن فيه واحدا أة ثبات فى المبادئ ولا ثبوت حيث لا إيمان حقيقي أو تجديد قلب.
4) " فِي كلامِي" أى تعاليمى ووصاياى  والسير فى الطريقة الذى أعده المسيح لأتباعه هذا متعلق بقوله «ثبتم» واهذا يعنى  تمسكهم بتعليمه وسيرتهم بموجبه وافيمان هو محبة المسيح ومحبة تنفيذ وصاياه وتعليمه (يو 14 : 23- 25) 23 اجاب يسوع وقال له:«ان احبني احد يحفظ كلامي، ويحبه ابي، واليه ناتي، وعنده نصنع منزلا. 24 الذي لا يحبني لا يحفظ كلامي. والكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للاب الذي ارسلني. 25 بهذا كلمتكم وانا عندكم. " (يوحنا ١٤: ٢١ و١يوحنا ٢: ٤  4 من قال: «قد عرفته» وهو لا يحفظ وصاياه، فهو كاذب وليس الحق فيه.  و٣: ٢٤ 24 ومن يحفظ وصاياه يثبت فيه وهو فيه. وبهذا نعرف انه يثبت فينا: من الروح الذي اعطانا.  (2 يو 3: 6) 6 من قال: انه ثابت فيه ينبغي انه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو ايضا.  "
5) " فَبِالحَقِيقَةِ تَكُونُونَ تلامِيذِي" أشار بذلك إلى أنهم بالرغم من إيمانهم  ليسوا لم يصلوا لمرحلة أن يكونوا تلاميذا للمسيح لأنهم لم يثبتوا بعد وولم يخطوا الهدوة الأولى وهى الثبات فى الإيمان ، وأنهم لم يتبعوه إلا لتأثر وقتي بكلامه، فشابهوا مثل البذار التى وقعت على الأرض الصخرية والأرض التى بها شوك والتى وقعت على جوانب الطريق  فى مثل الزارع فإنها نمت قليلا ولكنها ماتت لأن لم يكن هناك ثبات فى التربة فلم تكن هناك تربة أصلا أو واقعا لتحيا فيه وأنه يجب عليهم تقديم برهان أقوى على صحة إيمانهم لكي يوثق به، وذلك استمرارهم على حفظ كلامه وطاعته فهم كالذين ذُكروا في يوحنا ٢: ٢٣، ٢٤.

التلمذة ليسوع هى : الثبات في الكلمة لمعرفة الحق والحصول على الحرية
يتوجه يسوع الى ''اليهود الذين آمنوا به''، بعد سماعهم القسم الأول من خطابه المتعلق بهويته وسلطته النابعة من بنوّته الإلهية (يو 8: 31). لكن هؤلاء السامعين لا يختلفون كثيرًا عن أعداء يسوع الظاهرين. فمنذ الصعوبة الأولى نراهم ينضمون اليهم (يو 8: 33)، فلا يعود القاريء يعرف الى من يتوجه يسوع، أإلى أعدائه، أم الى هؤلاء الذين ''آمنوا به''؟ من هنا نسمعه يقول لهم في (يو 8: 45) ''أنتم لا تؤمنون بي''.
فهل هم مؤمنون أم لا؟ ولماذا؟ ومن هو المؤمن إذًا؟ المؤمن هو الذى يثبت فى الإيمان وبالتالى سيصير تلميذا للمسيح
في (يو 8: 12) دعا يسوع الانسان الى اتّباعه: ''أَنا نُورُ العالَم، مَن يَتبَعْني لا يَمْشِ في الظَّلام بل يكونُ له نورُ الحَياة''، وها هو الآن يدعوه الى الثبات في كلامه، مما يوضح أن المطلوب هو إذًا قبول كلمة يسوع والرسوخ فيها وحفظها(5).
هذا هو الشرط الذي يسمح للانسان بأن يكون تلميذًا حقًا (وتأتي عبارة التلميذ هنا للمرة الأولى في الانجيل الرابع)، متميّزًا عن اؤلئك الذين تركوا المعلم في(يو 6 :66.) التلميذ الحق هو الذي، على مثال ''التلميذ الذي يحبه يسوع''، لم يكتفِ بـ''اتباع'' يسوع فقط (يو 18: 12) أو بالإيمان به (يو 8: 31)، بل ثبت في كلمته(يو 8: 6).

 يثابر (يعنى فى اللغة العربية داوم أو واظب  عليه ) PERSEVERE: TOPIC SPECIAL

 

 العقائد الكتابية المرتبطة بالحياة المسيحية من الصعب شرحها لأنها هي مقدمة في ثنائيات جدلية مشرقية على نحو نمطي . الثنائيات دي تبدو في الظاهر متناقضة، بس كلها كتابية. المسيحيين الغربيين كان عندهم ميل لان يختاروا حقيقة ويتجاهلوا الحقيقة المقابلة أو ينتقصوا من أهميتها. بما يعنى

: أ- الخلاص هل هو قرار أولي بالإيمان بالمسيح والثقة بيه أو هو تعهد والتزام بالتلمذة طول العمر؟

 ب- هل الخلاص اختيار بواسطة النعمة من ِقبل الرب السيّد أو هو تجاوب من البشر على العرض الإلهي بيتمثل بالإيمان والتوبة؟

 ج- الخلاص، اللي بنحصل عليه مرة، هل من المستحيل اننا نخسره، أو هناك ضرورة لأن نجد ونجتهد باستمرار؟ مسألة المثابرة كانت دافع للنزاع طول تاريخ الكنيسة. المشكلة بتبدا بالمقاطع من العهد الجديد اللي بتبان وكأنها متناقضة مع بعضيها.

أ- نصوص عن اليقين واليقين فى اللغة العربية يعنى زوال الشك فى موضوع ما وزواله بكمال الفهم وثبات الحكم فيه

 1 - أقوال يسوع (يو 6: 37 ) ( يو 10: 28- 29)

 2 - أقوال بولس  (رو 8: 29- 35) ( أف 1: 13) (أف 2: 5 و 8- 9) ) ( فيل 1: 6) (فيل 2: 13) (2تيم 1: 12) ( 2تيم 18: 4)

 3 - أقوال بطرس ( 1بط 1: 4- 5)

 

 ب - نصوص عن الحاجة للمثابرة:

   1 - أقوال يسوع  (مت 10: 22) (مت 13: 1- 9 و 24- 30) (مر 13: 13) (يو 8: 31) (يو 15: 4- 10) (رؤ 2: 7 و 17 و 20) ( يو 3: 5 و 12 و 21)

   2 - أقوال بولس  (رو 11: 22) ( 1كور 15: 2) (2كور 15: 5) ( غل 1: 6) (غل 5: 4) (فيل 2: 12) (فيل 3: 18- 20) (كول 1: 23) 

   3 -  أقوال كاتب الرسالة للعبرانيين

   4 - أقوال يوحنا (١ يو ٢ ؛٦ :٢ يو٩ )

    5 - أقوال الآب   (رؤ ٢١ :٧

 الخلاص الكتابي هو نتيجة محبة ورحمة ونعمة الرب الثالوث القدوس السيّد. من المستحيل أن يخلص إنسان  بدون مبادرة الروح القدس (يو ٦ :٤٤ ، ٦٥ ) الرب ياتى  وبيحط برنامج عمل، بس الموضوع بيتطلب من البشر التجاوب بإيمان وتوبة، بشكل أولي وكمان بشكل مستمر في نفس الوقت. الرب يعمل مع البشر بعلاقة عهد. وفيه امتيازات ومسؤوليات.

الخلاص مقدم لكل الناس. موت يسوع عالج مشكلة خطيئة البشرية الساقطة. والرب أ ّمن الوسيلة ويريد أن جميع الناس يخلصون لأنه خلقهم على صورته انهم يتجاوبوا مع محبته وعنايته وتدبيره في يسوع.

الكتاب المقدس بيتناول مشكلتين مختلفتين في هذا المجال

 (١ ) اتّخاذ اليقين كرخصة لحياة أنانية ليس بها ثمار

و(٢ ) تشجيع هذا الصنف من البشر الذين يتصارعو إلى مقاطع كتابية م مع الخدمة والخطيئة الشخصية. المشكلة هي أن الجماعات الخطأ بتاخذ الرسائل الخطأ وبتبني أنظمة لاهوتية استنادا حدودة.

بعض ً المسيحيين محتاجين بشكل ملح وحاسم لرسالة اليقين، بينما آخرين محتاجين تحذيرات صارمة.  من أي جماعة أنتم فيهم؟


 أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
يظهر أن إيمان هؤلاء الكثيرين لم يكن كاملا بؤول إلى خلاص نفوسهم والدليل على ذلك قول المخلص للذين آمنوا به " أنكم إن ثبتم فى كلامى فبالحقيقة تكونون تلاميذى " أى أنكم إن كان إبمانكم بكلامى ليس إيمانا وقتيا بل إيمانا مستمرا وثبتم على طاعتى تستطيعون أن تتبعونى صابرين فى الإضطهادات والشدائد بصفة تلاميذ حتى تبلغوا السماء فتشاركوننى فى السعادة والمجد وأيضا بواسطة الثبات فى الإيمان بى

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 32)   32 وتعرفون الحق، والحق يحرركم».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  

1) " تَعْرِفُونَ الحَقَّ " † "  وتعرفون الحق، " ..  وردت كلمة "تعرفون" فى بشارة  يوحنا بمعناها الذى ورد فى العهد القديم بمعنى " العلاقة الشخصية" وليس بمعنى " معرفة الحق عقليا" (تك 4: 1) (إر 1: 5)

 أي بإيمانكم أننى المسيا تزيد معرفتكم بأبي، وبحقيقتي، وبعملي، وبملكوتي، وبإنجيلي، . وأوضح بولس معنى ونتيجة الثبوت فقال فى .(رومية ٦: ١٤، ١٨، ٢٢ ) 14 فاثبتوا ممنطقين احقاءكم بالحق، ولابسين درع البر  18 مصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح 22 واما الان اذ اعتقتم من الخطية، وصرتم عبيدا لله، فلكم ثمركم للقداسة، والنهاية حياة ابدية."  وهذا هو الفرق بين ناموس موسى وشريعة الكمال التى للمسيح   (رو ٨: ٢)  2 لان ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد اعتقني من ناموس الخطية والموت. " ( يعقوب ١: ٢٥ ) 25 ولكن من اطلع على الناموس الكامل ­ ناموس الحرية ­ وثبت، وصار ليس سامعا ناسيا بل عاملا بالكلمة، فهذا يكون مغبوطا في عمله."

تعرفون الحق :  تقتضى معرفة الحق أن نعرف يهوه معرفة حقيقية لأن يهوه هو الحقيقة الوحيدة الباقية فى الحياة  وترتبط الحياة فى المسيح بالنور (يو 1: 4)  فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور الناس  لهذا (يو 11: 25)  قال لها يسوع: «أنا هو القيامة والحياة. من آمن بي ولو مات فسيحيا، "  وكان يصعب على اليهود معرفة المسيح لأنهم لم يعرفوا يهوه وكانوا دائم التمرد عليه لهذا قال لهم المسيح "لو عرفتموني لعرفتم أبي أيضًا" (يو8: 19). وخرجوا عن روح الناموس أى شريعة العهد القديم فإستحقوا الويلات التى هى لعنات (متى 23: 23) ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون! لأنكم تعشرون النعنع والشبث والكمون، وتركتم أثقل الناموس: الحق والرحمة والإيمان. كان ينبغي أن تعملوا هذه ولا تتركوا تلك. "

وبعنوان لشهد للحق كتب الأنبا بيشوي فى  كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي (مع حياة وخدمة يسوع) - 164- فقال : [

وعن معرفة الروح القدس قال: "روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله، لأنه لا يراه ولا يعرفه، وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم" (يو14: 17).
وعن معرفة الابن قال هو شخصيًا لتلميذه فيلبس: "أنا معكم زمانًا هذه مدته، ولم تعرفني يا فيلبس! الذي رآني فقد رأى الآب، فكيف تقول أنت: أرنا الآب؟" (يو14: 9). وقال لتلميذه توما: "أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي. لو كنتم قد عرفتموني لعرفتم أبي أيضًا. ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه" (يو14: 6، 7). لهذا قال معلمنا بولس الرسول عن السيد المسيح: "الذي هو صورة الله غير المنظور" (كو1: 15)، أي أننا نستطيع أن نرى الله حينما نرى السيد المسيح.
وعندما أعلن المسيح لليهود أنه نور العالم (يو 8: 12)  12 ثم كلمهم يسوع ايضا قائلا:«انا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة».  فهم اليهود ما يعنى المسيح بانه نور العالم أى أنه نور العالم منذ بدء الخليقة فى الماذى والحاضر وحتى نهاية العالم ويعنى أيضا فى مفهومهم أنه الشكينة والتى تعنى الحضور الدائم فى وسط الشعب كما كان يهوه حاضرا فى كل عامود من السحاب نهارا ومن نور فى الليل ] أ. هـ

من هو الحق : الحق هو يهوه . فالآب في جوهره هو حق، والابن في جوهره هو حق، والروح القدس في جوهره هو حق. لهذا قال السيد المسيح عن الآب السماوي: "الذي أرسلني هو حق" (يو7: 28). وقال عن نفسه: "أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو14: 6). وقال عن الروح القدس: "روح الحق الذي من عند الآب ينبثق" (يو15: 26). فالآب باعتباره هو المصدر أو الينبوع في الثالوث هو "مصدر الحق أو الحقاني" والابن هو "كلمة الحق" المولود منه، والروح القدس هو "روح الحق" المنبثق من الآب. ويشبه ذلك أن نقول عن ألقاب الأقانيم الثلاثة أن الآب هو "الحكيم" (رو16: 27)، (يه25)، والابن هو "الحكمة" (1كو1: 24)، (انظر كو2: 3)، والروح القدس هو "روح الحكمة" (إش11: 2)، (أف1: 17).

 

اليهود يعرفون الكلمة أنه بنوة للرب
قبل أن يتعلق الأمر إذًا بقبول والإيمان ب''الكلمة''،عند اليهود  كانت قد كُشفت في إسرائيل وبطريقة فريدة. فمنذ الوعد لإبراهيم، كُشف للشعب المختار بأن يهوه الواحد هو إله العهد، وأنه يريد الارتباط بشعبه، وكم من مرة عبّر عن هذا الارتباط من خلال صورة علاقة الأب بالإبن وكان اليهود يعتبرون بأن هذه الكلمة التي كُشفت لهم، والتي تلزمهم هي ''الحقيقة'' ( راجع 2 صم 7: 28؛ مز 19: 10؛ 86: 11؛ 111: 7ت؛ 119: 27، 43، 86، 138، 142، 151، 160؛ طو 12: 11؛ حك 6: 22؛ ملا 2: 6 الخ. وفي كتابات قمران 1 .15 :6 ذ8 :5 سر 1 ذَّ26 :7 ) التي يرتبط بها مصيرهم، وطالما تعلّقوا بها وقدّسوها، فما معنى ما يقوله لهم يسوع؟ وهل يريد أن يقول بأنهم خانوها؟
ل كان الأنبياء يؤمنون بأن معرفة الحق كاملاً هي عطية الأزمنة الأخيرة(راجع إر 31: 34 ''لا يكلّم كل واحد قريبه قائلاً اعرف الرب، لأنهم سيعرفوني من كبيرهم الى صغيرهم يقول الرب''؛ أش 54: 13 ''جميع بنيك يكونون تلامذة الرب''؛ حك 3: 9 ''المتوكلون عليه سيدركون الرب''.)، وهو ما يؤكده يسوع بقوله ''تعرفون'' )gnwvsesqe(، بمعنى: إن آمنتم بأن الأزمنة الأخيرة هي هنا الآن. صدق الأنبياء، وها هي الآن الأزمنة الأخيرة التي تؤهل المؤمن لمعرفة الحق. هذه المعرفة مشروطة بـ''الثبات'' في كلامه (آ 31) وليس في الكلمة. إن كلمة يسوع هي من يشرح معنى الكلمة الإلهية التي كُشفت لشعب الوعد، ويسوع هو المفسّر الاسكاتولوجي لإله اسرائيل، يكشف للبشر الى أي شراكة هم مدعوون. وبالتالي فإن في عدم قبول يسوع إعلانًا واضحًا عن الانتماء الكاذب إلى سلالة ابراهيم المؤمنة بالإله الواحد الحق، والمنتظرة الأزمنة الأخيرة ومعرفة الحق(هذا ما أثار حفيظة اليهود الذين دافعوا عن بنوتهم الابراهيمية، التي بعيداً عنها يصبحون في خانة من هو ليس الحق أي ابليس، فلا يبقى في الساحة سوى ابن الله الحق القادر على القول عن نفسه ''أنا هو''.).
يؤكد يسوع في بداية حديثة: ''إذا ثبتم... الحق يحرركم'' (آ 31)؛ وفي معرض خطابه يؤكد: ''إذا حَرَّرَكُمُ الابنُ كُنتُم أَحرارًا حَقٌّا'' (آ 36)، مما يعني بأن الحرية التي يعطيها الحق تعطى للتلاميذ بواسطة يسوع. فما هو الحق، أو بالأحرى من هو الحق؟ وما هو جوهر الحرية؟

إن كلمة "الحق" باليونانية هي alētheia التي تعني حرفياً "كشف شيء مخفي" أو "عدم إخفاء شيء". وهي تحمل فكرة أن الحق موجود دائماً، ومفتوح دائماً، ومتاح لنظر الجميع، دون إخفاء أي شيء. كذلك في اللغة العبرية تحمل كلمة emeth معنى "التماسك" و "الثبات" و "الدوام". هذا التعريف يشير إلى شيء أو كيان أبدي يمكن الإعتماد عليه.

† " الحق " ..  (يو 8: 32 و 40 و 44 و 45 و 46) تعنى هذه الكلمة "موضع الثقة " " الثابت أو المؤكد" أو " الحق" مقابل الباطل - والحق هو إسم للإله ومعنى الحق هو من الحقيقة وليس الوهم والخيال ، وهو الثبات بلا شك ،  ويسوع هو الحق لأنه هو الإله والإله هو الحقيقة الوحيدة الثابة الدائمة فى الحياة الأبدية والأزلية
تقول لأخت باسمة الخوري الأنطونية : [ 'الحق'' )(ajlhvqeia هي بحسب المعجم العبري مرادفة لـ ''إِ مِ تْ'' التي تشير، من جهة، الى ما هو ثابت في الانسان(راجع معجم اللاهوت الكتابي 1329.) ومن جهة ثانية، إلى ما يميّز العلاقة الدائمة والمتعمّقة بين شخصين، أي ''الأمانة''، وهي العبارة التي ميّزت إله العهد عبر الأجيال.
في العهد القديم، وخاصة في الأدب الحكمي، العديد من المراجع حول الحقيقة تتعارض مع المعنى الفلسفي الفكري المحض. فقد فهم العهد القديم الحق بطرق مختلفة، أهمها المعنى الديني (75 مرة من أصل 126 في الكتاب المقدس العبري) حيث الحق هو صفة الله أو صفة شريعته (49 مرة).
صحيــح أن الـحق ajlhvqeia، من حيث كونهـا صفة مسيـحـانية، تصــف الواقع (réalité) الإلهي الذي كُشف بالمسيح، لكن فكرة الـ ''إِ مِ تْ'' تتضمن أيضًا معنى الحقيقة. في هوه ليس واقعًا فقط بل هو أيضًا حق. هذا هو معنى ''إِ مِ تْ'' العميق حيث يترافق المعنى الأخلاقي مع مشروع الله وأعماله الخلاصية. من هنا ترافق النعمة مع الحقيقة cavri" kai ajlhvqeia التي نجدها في العهد القديم في عبارتي ''حِ سِ دْ'' \ ''إِ مِ تْ'' (خر 34: 6) حيث يتلخّص وصف الله لذاته ولمشروعه الخلاصي بأنه العظيم في رحمته وأمانته. ويبدو هذا التجانس بين الشخص والأخلاق واضحًا في 2 صم 7: 28: ''أنت الله حقًا، أي أن كلامك حق''. فكلمة الله حق (2 صم 7: 28؛ 1 مل 17: 24)، وأحكامه حق (مز 19: 9)، ووصاياه حق (مز 119: 151؛ رج آ 86)، وشريعته حق (مز 119: 142)، وقد كُتبت الأمثال لتعرّف سامعيها الحق (أم 22: 21)؛ ويتضرّع المؤمن الى الله ليرسل له الحق (مز 43: 3)، ويسأله أن يقوده بالحق (مز 25: 5)، ويعد بأن يسير بالحق (مز 86: 11). ويشخّص سفر الأمثال الحق ويعرضه للإقتناء (أم 23: 23)، ويصوّره أشعيا متكلّمًا في السوق (أش 59: 14).
في حك 3: 9؛ 6: 22 كما في دا 10: 21 تأكيد على ان الحصول على الحكمة ومعرفة الحق تعني معرفة سر الله والمشاريع الالهية الخلاصية. انطلاقًا من هذه الخلفية، يقول يو 8: 31-32 إن الحق قد تجسّد بيسوع، وأن الحق أخذ وجهًا بتجسد الحكمة الإلهية (يو 8: 40). يتعدى معنى الحق البيبلي إذًا المعنى الهلِّيني عن الواقع الإلهي، ليطال الحكمة الإلهية المتجسدة بيسوع الذي أتى من علُ، ويعود إليه بعد أن يكشف ان خلاص العالم يأتي من الآب بواسطة رسوله، الابن(13). فإن كان اليهود المؤمنون يتوقون، منذ قبل مجيء الابن، الى الحفاظ على الشريعة الالهية والثبات فيها (مز 119: 17، 57 الخ)، فهم مدعوون الآن إلى الثبات في الكلمة التي يقولها الابن الذي خرج من الآب. لقد أخذ الابن المكان الذي كان للحق في آ 32، فهو الحق المتجسّد الذي يحرر (يو 1: 14؛ 14: 6).
يُظهر يوحنا أن يسوع المسيح هو تجسيد لحقيقة الله لأنه بذاته تحقيق وعود الله وشريعته. من هنا استعماله 3 مرات وبشكل مطلق لعبارة ,ejgw eijmiV في هذا النص (8: 24، 28، 58)، التي تُظهر نية الإنجيلي في استعمالها كمقدمة لكشف المسيح عن ذاته: ''ejgw eijmi oJ oJdo" kai hJ ajlhqeia kai hJ zwh," (يو 14: 6).
ليوحنا في الحقيقة أسلوب خاص به يميّز تركيبته الكريستولوجية، ويقضي باستعمال العديد من الألقاب، بحيث تتكامل ويشرح بعضها بعضًا، لإيصال القاريء الى الهدف الذي وضعه لنصّه (يو 20: 31). وهكذا يتضح ان الحق الذي يحرر في يو 8: 32، هو الابن في 8: 36، الذي ليس سوى يسوع في 14: 6.
فيسوع هو إذاً الكاشف (révélateur) والكشف (révélation) في الوقت عينه، به تتحقق مشاريع الله بالكشف والخلاص. ففي حين كانت الشريعة هي الحق، ودراستها هي ما يحرر الانسان (مز 115)، أخذ الايمان بيسوع هذا الدور، لأن يسوع هو الحق بالذات.] أ . هـ

2) " وَالحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ" 

المقصود بالتحرير هنا الإنقاذ من العبودية الروحية أي من تسلط الشهوات الشريرة والأفكار الرديئة، ومن قوة الشيطان، ومن جرم الخطية وعاقبتها، ومن نير تعليم الفريسيين الثقيل أيضاً.

الحرية من عبودية الخطية
ويدل على كون الخاطئ عبداً للخطية ما جاء في رومية ٦: ١٦ - ٢٠ و٧: ٦ و٨: ١١. والإنسان لا يستطيع أن يدرك شر عبودية الخطية ما لم يعرف الحق. ومتى أدرك أنه مستعبد ينال قوة من فوق ليطرح ذلك النير عنه. وتتقدس النفس نتيجة تصديق الحق بدليل قول المسيح في صلاته «قَدِّسْهُمْ فِي حَقِّكَ. كلامُكَ هُوَ حَقٌّ» (يوحنا ١٧: ١٧). والحصول على الحرية الروحية هو في المسيح القائل «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ المُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» (متّى ١١: ٢٨). ووفق قوله في مجمع الناصرة «لأُنَادِيَ لِلمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاقِ» كما تنبأ إشعياء (لوقا ٤: ١٨ وإشعياء ٤٢: ١).
انتظر اليهود أن المسيح الموعود به يحررهم من عبودية الرومان ولكن الحرية التي أتى بها المسيح أعظم من ذلك جداً. وتنال النفس الحرية الروحية حيت تكون أفكارها وإرادتها موافقة لأفكار الله وإرادته. وخدمة الله هي الحرية الحقيقية، وتسلط الشهوات على الإنسان هي العبودية الحقيقية وشر من كل عبودية.

 † " يحرركم  " ..  تعرفون الحق أى نعرف يسوع وهو يحررما من عبودية الخطية ويطلق أرواحنا أحرارا حرية أولاد الإله حرية البنوة فلسنا بعد عبيدا بل احرارا ، ولكن المؤمنون بنون أحرارا ولكنهم يقيدون أنفسهم لأجل الكنيسة التى هى جماعة المؤمنين (يو 14: 1- 15& 6) (1كو 8- 10)

معظم المفسرين إن لم يكن كلهم يفسرون هذه الأية  بمفردها بدون ربطها بالسياق التى أتت فيه والمناقشات التى جرت قبلها مع رؤساء الكهنة والفريسيين وموضوع الحرية والعبودية عند اليهود كأمة موضوع حساس للغاية فهو ألم كامن فى نفوسهم منذ أن كان بنى إسرائيل مستعبدًين في مصر، ثم في بابل وحررهم الرب ، أصبح موضوع الحرية والعبودية جزءًا أساسيًا من عقيدتهم، يتخطّى المعنى التاريخي ويأخذ صفة الرمز حوالي 1250 ق. م الفترة التقريبية للخروج التوراتي أو النزوح من مصر إلى صحراء سيناء حيث عاش هناك بنو إسرائيل حوالى 400 سنة عبيدا فى مصر بحسب السرد الزمني التوراتي (الخروج والعدد). فى سنة 721 ق. م تسقط مملكة إسرائيل الشمالية تحت الجيش الأشوري وقد تم ترحيل عدد من سكانها إلى الأراضي الأجنبية. يندمج المهجرون – ويسمون بالقبائل العشر المفقودة – في أوطانهم الجديدة ويفقدون هويتهم كبني إسرائيل. نجحت مملكة يهودا الجنوبية في البقاء تحت الملك حزقيا. فى سنة 587-586 – يهزم اليهود من البابليين وتسقط أورشليم وتدمر الهيكل. يعدم مسؤولو يهودا أو ينفون إلى بابل مع آلاف آخرين ويستعبدون هناك وتصبح يهودا محافظة بابل (راجع الملوك الثاني، حزقيال، إرميا، والمراثي). فى سنة . 333-323 ق. م يغزو الإسكندر الكبير معظم الشرق الأوسط من مصر إلى الهند بما في ذلك يهودا التي ستزدهر لفترة تحت حكم يوناني غير قاس موت الإسكندر ويتم تقسيم إمبراطوريته على كبار قواده (السلوقيين) فى سنة 63 ق. م يغزو القائد الروماني بومبيوس يهودا، ويدخل إلى حرم الهيكل المقدس ويدنس حرماته. وتصبح يهودا دولة تابعة لروما. ثم للإمبراطورية البيزنطية المسيحية ثم أصبحت تحت الخلافة الإسلامية ثم تحت حكم الإنجليز وأخيرا تحررت بدون نبى أو قاضى أو ملك أو مسيح يقودهم للحرية وأصبحت اليوم دولة إسرائيل .

وهنا يشير المسيح أن الحرية ليست فكرة أو مفهوم فلسفي وحكمي، كما نجده في الحضارة اليونانية، بل الحرية كحدث تاريخي مؤكّد. فالتحرر قد تمّ مرارًا، حدث نتيجة تدخّل يهوه الإله القادر والقوى بأشكال شتى في مراحل تاريخية متعددة من تاريخ الأمة اليهودية ، والآن يتم بالابن في ملء الزمن المسيح كلمة يهوه ولأن عبارة ''الخلاص'' التى يتفوه بها المسيح كثيرا هي التعبير الديني المرادف لعبارات الحرية والتحرر والتحرير التي يستعملها االيهود فى فكرهم اليومى وعقيدتهم الدينية وبرهانا على هذا الخلاص من إستعبداد الأمم لهم هو تاريخهم الطويل فى الخلاص من عبودية الإنسان . من هذا المنطلق لم تذكر الأناجيل عبارتي الحرية والعبودية إلا نادرًا، فالحرية في مفهومها أصبحت خلاصًا وحقيقة متجسدة بيسوع المسيح، وكأن الإنجيليين يقولون إن يسوع هو الحرية في كل مرة يؤكدون أنه الخلاص(أع 4: 12) وليس بأحد غيره الخلاص. لأن ليس اسم آخر تحت السماء، قد أعطي بين الناس، به ينبغي أن نخلص»

يبدأ المشهد فى الهيكل حيث يختبر رؤساء الكهنة والفريسيين وغيرهم من قادة اليهود الدينيين فيحضرون بإمراة زانية أمسكت فى ذات الفعل وحسب مفهومهم وفتواهم فى الشريعة تستحق الرجم  (يوحنا 8: 1-11) وكان قرار يسوع وحكمة (يو 8: 7) ولما استمروا يسألونه، انتصب وقال لهم: «من كان منكم بلا خطية فليرمها أولا بحجر!» وأدانتهم ضمائرهم فإنسح الشيوخ وباقى الذين كانوا يريدون رجم الزانية حيث يبقى يسوع مكانه بعد انسحاب الفريسيين والكتبة، وبعد ذهاب المرأةوسرعان ما يجتمع حولة الجموع الذين كانوا يزورون الهيكل ويتوجه في خطابه الطويل هذا، الفريسيين ( آ 13)، ثم الى اليهود (آ 22) لأن النص يقول في 8: 12 إنه ''كلمهم''،.حيث يبدأ يسوع حد أطول المقاطع المختصّة برسالة يسوع السماوية، وهو نص خطابي يبدأه يسوع في 8: 12 حيث يقدم نفسه على أنه ''نور العالم''، وينتهي مع محاولة رجمه في 8: 59؛ ويندرج في إطار الجدال الكبير الذي ورد فى إنجيل يوحنا (يو 8: 12-59) ينقسم نص كلام المسيح لليهود وقاتهم الدينيين الى قسمين، ويتمحور حول موضوعين أساسيي .. هما: ألأول : أصل يسوع وهويته في القسم الأول (آ 12-30)؛ الثانى : بنوة ''اليهود'' الابراهيمية في القسم الثاني (آ 33-59)... أما  الآيتان (يو 8 31-32 ) فإنهما تشبهان جسرا بين القسمين، لتربط شخص يسوع حامل كلمة الرب يهوه وحقه، بتلاميذه الذين يصلون من خلاله الى الحرية والبنوة الإلهية.

في القسم الأول (متى 8: 12-30) المتمحور حول أصل يسوع وهويته، ينقسم أيضا إلى موضوعان هامّان هما الشريعة والحياة من جهة، وموضوع الكلمة من جهة ثانية. بما يخص الموضوع الأول تبدو المشكلة في كيفية تفسير الشريعة، أبحسب السياق والمنطق، على طريقة فتاوى الفريسيين والكتبة، أم بحسب الرحمة والحق على طريقة يسوع؟ ويأتي حديث يسوع ليحدد شروط الحكم الحق التي لا تتوفّر إلا فيه، مرتكزًا على هويته المتعلقة بالآب أولاً، وعلى الشريعة التي تطلب شهادة اثنين ثانيًا. في ذلك فقط يصل الانسان الى الحياة.

أما الموضوع الثاني فيدور حول موضوع الكلمة، وهو ما يولّد جدلاً حول الحياة والموت، الايمان والخطيئة، فيكثر اللغط وعدم الفهم من قبل اليهود الذين لا يرون الحق ولا يسمعون الكلمة، في حين أن يسوع هو النور وهو الناطق بكلمة يهوه . وهكذا، انطلاقًا من الشريعة يوصلنا الكاتب الانجيلي الى شخص يسوع، الحكم الحق على هذه الشريعة؛ وانطلاقًا من الكلمة، يقودنا الى الناطق باسم يهوه ، كلمة الله يسوع، جاعلاً من يسوع محورًا للنص بكامله

* أما القسم الثاني ( يو 8: 33-59) فيدور حول وضع اليهود محاوري يسوع، ويمكن تقسيمه الى ثلاثة أقسام:
(أ) (يو 8:  31-41)  : تتمحور المسألة حول بنوة اليهود الابراهيمية (من حيث الذرية، ومن حيث السلالة، ومن حيث الرمز). يبدأ الانجيلي باستنتاج أولي يؤدي الى سؤال بديهي. الاستنتاج هو التالي: إن كان اليهود من ذرية ابراهيم ومن سلالته فإنهم أبعد من أن يكونوا أبناءه، لا بحسب المنطق ولا بحسب الرمز، ذلك لأنهم لا يعملون أعماله(3). من هنا السؤال البديهي: إن لم يكونوا أبناء ابراهيم، فأبناء مَن هم إذًا؟
(ب) (يو 8: 41-50) لا يمكن لليهود أن يكونوا بلا أب، فأباهم إما الله وإما ابليس. يعلن يسوع أن من يسمع كلمة الله هو ابن لله، ومن يسمع كلمة ابليس يكون ابنًا له. فالانسان هو ابن لمن يسمع، وعلى كلٍ أن يعرف ابن من هو.
(ج) (يو 8: 51 -58) حياة الانسان تتعلق بصوت من يسمعه. من يسمع صوت الابن لا يذوق الموت لأن الابن هو كلمة الآب.
وفي حين يبدو وكأن القسم الأول قد أدى الى الموافقة على أقوال يسوع، ''كثيرون آمنوا به'' (سو 8:  30)، تسبب القسم الثاني بردة فعل عنيفة تعيدنا الى موقف الفريسيين الأول حين جاؤا بالمرأة ليتهموه(يو 8: 4).
في هذا الإطار (بين هوية يسوع ورفض اليهود الإقرار بما هم عليه فعلاً)، يمكننا فهم الآيتين (يو 8: 31-32: ) ''قال يسوع لليهود الذين آمنوا به: إِن ثَبتُّم في كلامي كُنتُم تلاميذي حَقًا، تَعرِفونَ الحَقّ، والحَقُّ يُحَرِّرُكُم''.


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
"تعرفون الحق" الذى هو أنا لأنى الطريق والحق والحياة وتعرفون الحق الذى هو تعاليمى الإلهية الحقيقية وتكون نتيجة هذه المعرفة أنكم تتحررون من نير وتنقذون من العبودية الروحية أى تسلط الفكار الشريرة والشهوات الردية ومن قوة الشيطان .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 33)  33 اجابوه:«اننا ذرية ابراهيم، ولم نستعبد لاحد قط! كيف تقول انت: انكم تصيرون احرارا؟»

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  

نظرة عامة فى الحوار بين اليهود والمسيح (يو 8: 31- 59)

الثلاث ردود اليهود الأولى على المسيح

فهم اليهود البنوة للرب بطريقة غير صحيحة أى أنهم أولادا لله المفروض أن يتمتعوا بالحرية لكنهم مازالوا تحت عبودبة الخطية لأنه لا توجد ذبائح تكفى لغفران خطايا إنسان خاصة فى الهفوات والزلات الناتجة عن عدم المعرفة فإعتمدوا على إيمان أبيهم

(يو 8: 39) " أبونا هو إبراهيم" أى أولاد إبراهيم الذى إستلم المواعيد من الله وإنهم من نسل إبراهيم أى ولدوا أحرارا وليسوا أولاد عبيد فكيف تقول انت

 (يو 8: 32) "إنكم تصيرون أحرارا" أى أننا أولاد إبراهيم "حسب الجسد"كما 

(يو 8: 41) " إننا لم نولد من زنا لنا أب واحد هو الله"   إتخاذ العلاقة بين يهوه والبشر كعلاقة أبوه وبنوه للتمجيد الذاتى ولكنها فى الواقع الرب يقوم بدوره فى البنوة بينما ينكرونها اليهود بأعمالهم التى ضد وصايا الرب وتاريخهم فى لاتمرد على الرب مسجل عليهم فى العهد القديم

الثلاث ردود اليهود الثانية على المسيح

(يو 8: 48) " إنك سامرى وبك شيطان" إدانتهم للمسيح وإتهامه كذبا بأنه سامرى والسامريين كانت ديناتهم اليهودية أختلطت بالأوثان وأتهموه بأن به شيطان مع أنه كان يفعل لاصلاح ولكن لعدم قدرتهم على الرد عليه أتهموه بأنه يهذى ف كإنسان عليه شيطان فلا داعى للرد عليه

 (يو 8: 53) ألعلك أعظم من ابونا إبراهيم الذى مات ... من تجعل نفسك" وأعلنوا رفضهم لعظمة سلطاانه فى هذا الرب

(يو 8: 57) " أفرأيت إبراهيم"  وهنا تعجبوا وأستنكروا رؤيته لإبراهيم أى ألوهيته

فى هذه الأعداد يكمن هدف المسيح من الحوار للذين أرادوا أن يؤمنوا به من اليهود إن هم ثبتوا فى تعاليمه ولكنهم رفضوه ورفضوا حرية الإبن لأنهم إعتبروا انفسهم أحرارا بنسبتهم إلى مكان الولاده أو نسبتهم إلى النسب الجسدى لأن أفنسان سيحاسب عن أعماله وليس عن أعمال جدوده واليهود يفتخرون بنسبتهم أنهم ذرية إبراهيم  ورثة العهد بينه وبين الرب وأنهم أولاده ينتمون لإبراهيم جسديا أى للشعب اليهودى المختار وأنهم من الناحية الروحية أولادا للرب ولكن كان رد المسيح أنهم ليسوا أحرارا لأن الذى يخطئ فهو عبد للخطية فالخطية تسلب الإرادة وتسلب الإختيار فيصير الإنسان عبدا لها يفعلها ولا يريد أن يفعلها وتصبح الحرية يلوثها العصاين الأخلاقى فهى ليست حرية حقيقية بحسب الحق والبر (راجع يو 33- 36)

وأضاف المسيح أن إمتداد ميراث الآباء للإبناء لا يعنى بالضرورة أن السلوك والأخلاق ينتقل خلال الوراثة لأن كل إنسان له حرية الإختيار بين الخير والشر فى حياته والإنسان يرث التقاليد وألأقوال بالكتب المقدسة أى أن أمامه فرصة أن يسلك فيها أو لا فالبعض يشابه آباؤهم والبعض لا (راجع يو 37- 42)

وكلمة الحق التى قدمها المسيح لليهود هى ميراثا دينيا فكم مرة حذر يهوه إله العهد القديم اليهود وخيرهم بين السير معه أو مخالفة وصاياه بين البركات واللعنات ولكنهم لم يستمعوا إلهخ كما لم يستمعوا ليهوه الذى هو إله العهد الجديد وهذا لأنهم لا يقبلون الحق (راجع يو 43- 47)

وإذا كان المسيح يخكم علهم فحكمة حق لأنه هو الحق (راجع يو 8: 48- 50)  

وكلمة المسيح حى بحد ذاتها محيية فيها روح وحياة ( راجع 51- 53)

والحرية التى أعلن عنها لهم ودعاهم إليها أعلى من الحرية التى ورثوها عن إبراهيم ونوع آخر من الحرية لا تشابه حيتهم الفانية لأنه كائن قبل أن يكون إبراهيم (يو 8: 54- 58)

 

1) " أَجَابُوهُ " أي اليهود المؤمنون بالمسيح (يو 8: 31) إيماناً غير كامل أى غير قلبي  كانت كلمات يسوع تستفز هؤلاء اليهود خاصة عندما جعل نفسه مساويا ليهوه عندما قال (يو 5: 17) «ابي يعمل حتى الان وانا اعمل». وأستفزهم مرة أخرى عندما قال (يو 8: 32) ٣٢ «وَتَعْرِفُونَ الحَقَّ وَالحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ»

2) " إِنَّنَا ذُرِّيَّةُ إِبْرَاهِيمَ "  " إننا ذرية ابراهيم، ولم نستعبد لاحد قط! " .. لم يقصد يسوع الحرية من الإحتلال فهو لم يأتى قائدا يقودهم فى حرب تحرير من الإحتلال الرومانى وقول اليهود لم نستعبد لأحد قط هو  غرور عنصرى وخطأ تاريخى ووهم أمة منهزمة ففى الوقت الذى قالوا فيه هذه العبارة كانوا محتلين من الرومان ثم ماذا عن العبودية فى مصر وسوريا والسبى البابلى وبلاد فارس ومن اليونان فى العصر البطلمى قبل الرومان

أي سلالة إبراهيم من إسحاق الوارث. وإبراهيم لم يكن عبداً، إذاً نحن لسنا عبيداً ولسنا أولاد إسماعيل ابن الجارية (غلاطية ٤: ٢١ - ٢٣). 21 قولوا لي، انتم الذين تريدون ان تكونوا تحت الناموس: الستم تسمعون الناموس؟ 22 فانه مكتوب انه كان لابراهيم ابنان، واحد من الجارية والاخر من الحرة. 23 لكن الذي من الجارية ولد حسب الجسد، واما الذي من الحرة فبالموعد. " أى أنهم كانوا يتفاخرون ب،÷م أولاد الموعد الأموة الموعودة الأمة المختارة خاصة الرب الذى تجسد لأجل خلاصهم (يو 1: 11) الى خاصته جاء، وخاصته لم تقبله.  " وفى قلهم أنهم ذرية غبراهيم يفتخرون بهذا وأظهروا كبريائهم وإفتخروا بنسبتهم الجسدية إلى إبراهيم. ووبخ المعمدان اليهود على ذلك بقوله «ولاَ تَفْتَكِرُوا أَنْ تَقُولُوا فِي أَنْفُسِكُمْ: لَنَا إِبْرَاهِيمُ أَباً» (متّى ٣: ٩). وبهذا رفضوا نسبتهم للمسيح وتلمذتهم وإيمانهم به المفتخرون بذلك هنا أظهروا بكلامهم أنهم ليسوا تلاميذ المسيح بالحق. لأن تلاميذ  المسيح يدعون مسيحيين (أع 11: 26) قد دعي التلاميذ مسيحيين في أنطاكية أولًا " 

3) " وَلَمْ نُسْتَعْبَدْ لأحَدٍ قَطُّ " وكذبوا بقولهم «لم نُستعبد لأحد قط» مع أنهم استُعبدوا لمصر وبابل وأشور واليونان وعندما قالوا هذا القول كانوا تحت حكم الرومان ولكن مع إعطائهم حرية العبادة   ومن العجب أنهم قالوا ذلك وجنود الرومان تحيطهم لأن برج أنطونيوا كان أعلى من الهيكل ليراقب منه الحامية الرومانية وجنود الرومان الهيكل والتدخل عند حدوث تمرد من اليهود وكانوا يؤدون الجزية لقيصر من العملة التي تحمل صورته وكتابته. نعم إن الرومان سلكوا سبيل الحكمة وتركوا لهم شبه الحرية في أمور دينهم، ولعل هذا كان سبب قولهم إنهم «لم يستعبدوا قط». ولعلهم أشاروا بذلك أنهم لا يعتبرون قياصرة الرومان ملوكهم الشرعيين، وأنهم مستعدون لخلع نيرهم عند أول فرصة وحدث تمرد اليهودفقضى عليهم أثناء حكم الإمبراطور الرومانى هادريان فبنى معبد للإله الوثنى جوبيتر واقام تمثالا ضخما مكان أنقاض الهيكل اليهودى
4) "  كَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: إِنَّكُمْ تَصِيرُونَ أَحْرَاراً؟" كَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ الخ هذا يعرب عما في قلوبهم من الغيظ، كأنهم قالوا: إن قولك لا يصدق علينا. قولك ليس من الحقيقة فى شئ


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
لم يدرك اليهود أن المسيح لم يتكلم على العبودية المدنية والحرية الجسدية فقالوا : " إننا ذرية إبراهيم .. ألخ"  وقد ظهر اليهود بهذه الإجابة أنهم فى منتهى الجهل لأنهم أستعبدوا للمصريين والبابليين وللأشوريين ولليونانيين وفى وقت كلام المسيح معهم كانوا مستعبدين للرومان يدفعون الجزية لقيصر ، نعم أن الرومان تركوا لهم بعض الحرية فى امور دينهم ولعل سبب قولهم هذا أنهم : " لم يستعبدوا قط " بمعنى أنهم لم يكونوا أرقاء يجوز بيعهم بل بصفة رعية لها بعض الحرية فى دينها وشخصها .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 34)  34 اجابهم يسوع:«الحق الحق اقول لكم: ان كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 

1) " أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: الحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ لَكُمّْ " الحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ هذا التكرار للتأكيد ولبيان أهمية ما بعده.والحق الذى يقال من فم المسيح هو حقيقة حقيقة ثابتة أبدية ى تتغير ولا تتبدل تشير إلى كلام الحياة وهذا الكلام الحى هو من طبيعة المسيح وعمله وفسّر المسيح الحرية التي قصدها وأراد أن يمنحهم إياها ببيان العبودية التي هم فيها، وهي شر من عبودية ملوك الأرض، لأنها عبودية النفس للشهوات والخطية والشيطان.
2) "  إِنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ الخَطِيَّةَ ِ"  مَنْ يَعْمَلُ الخَطِيَّةَ أي كل من يعتاد الخطية أو يمارسها من أولاد إبراهيم وغيرهم.ويفسر المسيح هنا على ماهية " الحرية الحقيقية " هل هى حررية سياسية تظهر معيار وضع الأمة هل يشعر الإنسان بالحرية سياسيا بالرغم من خطيئته وتعدية على وصايا الرب والحرية السياسية ليست حرية مطلقة بينما حرية البنين من الخطية هى حرية مطلقة لأن العابد للخطية طلق سراحة من قيود إبليس اللعين (1 يو 3: 4- 6)  4 كل من يفعل الخطية يفعل التعدي ايضا. والخطية هي التعدي. 5 وتعلمون ان ذاك اظهر لكي يرفع خطايانا، وليس فيه خطية. 6 كل من يثبت فيه لا يخطئ. كل من يخطئ لم يبصره ولا عرفه. (1 يو 3: 8) 8 من يفعل الخطية فهو من ابليس، لان ابليس من البدء يخطئ. لاجل هذا اظهر ابن الله لكي ينقض اعمال ابليس. "
3) " هُوَ عَبْدٌ لِلخَطِيَّةِ "† "كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية " ..  هنا يرد يسوع على اليهود الذين قالوا له : أننا لم نستبعد لأحد وأوضح لهم يسوع أن كل من يعمل الخطية هو عبد لها  وأظهر لهم الحقيقة الروحية التى قصدها فى قوله " والحق يحرركم" (يو 8: 32) ترتبط هذه ألابة بشدة بإتهامات يسوع لهم فى الايتين (يو 8: 21 و 24) وخاصة فى الآيات (يو 8: 44- 47)  حيث تبلغ هذه ألايات ذروتها - إن عبودية الإنسان ناتجة من محاولته الشخصية ليكون طليقا بفطرته الحيوانية بعيد عن روح الإله الذى نقخه فيه نسمة حياة وبينما يظن أنه يعيش فى حرية فإنه فى الحقيقة يعيش فى عبودية مرة لا يستطيع الفكاك منها إلا بالإيمان بالمسيحية

 لأنه تحت سلطانها كالعبد تحت سلطان سيده والسيد هو إبليس ، وقد سلّم إرادته للشيطان والشهوات، وهذه عبودية أشر من كل عبودية. 

والمسيح فى هذه ألاية يعطى الحرية التى يحصل عليها الإنسان بالولادة الجديدة ثم إلى القداسة ثم إلأى الرب فى الملكوت بينما يتعقب الخطية ويمحو أثرها كم الإنسان ويكسر نير العبدية وقيودها التى وضعها الشيطان فى الإنسان ومن يفقد الحرية يفقد السلام والحب حيث تنتهى حياته كضال فى إشتهاء أكل الخنازير

 وقوله «من يعمل الخطية هو عبد للخطية» هو موضوع عن الحرية والعبودية شرحه بولس في (رومية ٦: ١٦ ، ٢٠) 16 الستم تعلمون ان الذي تقدمون ذواتكم له عبيدا للطاعة، انتم عبيد للذي تطيعونه: اما للخطية للموت او للطاعة للبر؟  لانكم لما كنتم عبيد الخطية، كنتم احرارا من البر."  و(٢بطرس ٢: ١٩) 19 واعدين اياهم بالحرية، وهم انفسهم عبيد الفساد. لان ما انغلب منه احد، فهو له مستعبد ايضا! "

 وهذا يعنى أن كل الخطاة عبيد باختيارهم. وأعمال الناس (نتى 6: 16) من ثمارهم تعرفونهم. هل يجتنون من الشوك عنبا، أو من الحسك تينا؟ " هذه الثمار تبين من مظهرها وشكلها وطعمها ولونها هل جيدة للأكل أم مرة وسامة تؤذى الإنسان خكذا أعمال الإنسان تظهر من تصرفاته وأعماله وسلوكه وكلماته وتعبيرات وجهه من ثمارهم تعرفونهم  تبيّن إن كانوا أحراراً أم عبيداً، فالذين يسيرون في التقوى هم الأحرار، والذين يسيرون في الخطية هم عبيد. وعبيد الخطية لا يمكن أن يكونوا أولاد للرب الأحرار. وبينما يقول اليهود أنهم لم يستعبدوا لأحد فهم كاذبون لأن إبليس جعلهم عبيدا له فهاجوا وماجوا وقتلوا المسيح


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أوضح المسيح بهذا القول نوع الحرية التى قصدها فى كلامه السابق والتى أراد أن يمنحها لهم فقال أن أسوأ انواع العبودية هى العبودية للخطية فهذه العبودية هى أشر من عبودية افنسان لملوك الأرض فكأنه قال أنتم مستعبدون للشيطان وللشهوات وهذه العبودية لا يحرركم منها إلا أنــا فآمنوا    بى تنجون من شرها وإن ظللتم عبيدا للخطية لا يمكن أن تكونوا أولاد الرب أحرارا

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 35)35 والعبد لا يبقى في البيت الى الابد، اما الابن فيبقى الى الابد.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
 † لا تتعلق هذه ألاية مباشرة بالآية (يو 8: 23) بل ترتبط بالآية (يو 8: 36) ويعتقد الربيون  (وهم الجماعات التى تفتى وتحكم بالشريعة الربية أى الإلهية ومنهم الفريسيين والكتبة وغيرهم ) أن موسى هو الإبن وأنه لهذا يجب تنفيذ شريعة موسى وطقوسها بحرفية شديدة بينما يسوع هو الإبن الحقيقى وأن الخلاص بالإيمان بفداء يسوع (يو 8: 32)
ذكر المسيح في هذه الآية أمرين شرعيين معلومين:( غلاطية ٤: ٣٠ ) 30 لكن ماذا يقول الكتاب؟ «اطرد الجارية وابنها، لانه لا يرث ابن الجارية مع ابن الحرة».
1) " العَبْدُ لا يَبْقَى فِي البَيْتِ إِلَى الأَبَدِ " والذى ينكر سلطة الرب على حياته بفعله الخطية أى يصير عبدا لسيد آخر فيسقط الحقوق الشرعية التى له في البيت، فيخرج من نفسه لأنه يحب العالم والأشياء التى فى العالم (1 يو 2: 15) 15 لا تحبوا العالم ولا الاشياء التي في العالم. ان احب احد العالم فليست فيه محبة الاب. "  هذا أوضحه مثل الإبن الضال (لوقا 15 : 11- 32 ) وبقاؤه في البيت من الأمور المشكوك فيها، لأن سيده يمكن أن يبيعه أو يطرده من بيته متى شاء، (مت 22: 12) 12 فقال له: يا صاحب كيف دخلت الى هنا وليس عليك لباس العرس؟ فسكت. 13 حينئذ قال الملك للخدام: اربطوا رجليه ويديه وخذوه واطرحوه في الظلمة الخارجية. هناك يكون البكاء وصرير الاسنان. 14 لان كثيرين يدعون وقليلين ينتخبون».  " كما طرد إبراهيم هاجر وإسماعيل.لأن إسماعيل كان يتلفظ بألفاظ لا تليق  ومعنى «البيت» هنا الأهل والكنيسة والملكوت (عب 3: 5 و 6)  5 وموسى كان امينا في كل بيته كخادم، شهادة للعتيد ان يتكلم به. 6 واما المسيح فكابن على بيته. وبيته نحن ان تمسكنا بثقة الرجاء وافتخاره ثابتة الى النهاية. " والمراد بقوله «إلى الأبد» مدة الحياة. ..  راجع (يو 6: 58)
2) " أَمَّا الابْنُ فَيَبْقَى إِلَى الأَبَدِ " لأن له حقوقاً شرعية في البيت، فهو من دم السيد وورثته، فلا خوف من أن يُباع أو يُطرد منه (غلاطية ٤: ٢٨ - ٣١). 28 واما نحن ايها الاخوة فنظير اسحاق، اولاد الموعد. 29 ولكن كما كان حينئذ الذي ولد حسب الجسد يضطهد الذي حسب الروح، هكذا الان ايضا. 30 لكن ماذا يقول الكتاب؟ «اطرد الجارية وابنها، لانه لا يرث ابن الجارية مع ابن الحرة». 31 اذا ايها الاخوة لسنا اولاد جارية بل اولاد الحرة. " فإذاً بين حال الابن وحال العبد فرق عظيم، فللأول كل الحقوق الشرعية في البيت، وليس للثاني حق فيه.(رو 6: 16- 18)16 الستم تعلمون ان الذي تقدمون ذواتكم له عبيدا للطاعة، انتم عبيد للذي تطيعونه: اما للخطية للموت او للطاعة للبر؟ 17 فشكرا لله، انكم كنتم عبيدا للخطية، ولكنكم اطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلمتموها. 18 واذ اعتقتم من الخطية صرتم عبيدا للبر.(رو 6: 20- 22)20 لانكم لما كنتم عبيد الخطية، كنتم احرارا من البر. 21 فاي ثمر كان لكم حينئذ من الامور التي تستحون بها الان؟ لان نهاية تلك الامور هي الموت. 22 واما الان اذ اعتقتم من الخطية، وصرتم عبيدا لله، فلكم ثمركم للقداسة، والنهاية حياة ابدية. 
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
إن العبد يجوز طرده أو بيعه لأن ليس له حقوق شرعية فى البيت وكذلك عبد الخطية فإنه يمكن طرده من بيت الله وبيعته المقدسة إذ لم يعتق من الخطية ويصير إبنا لله وهذا العتق لا يمكن لإبراهيم ولا لموسى ولا لجميع النبياء أن يمنحوه ولا يوجد من يمكنه إنقاذ النفوس ومن نير السيطان والأثم وجعل المؤمنين به أخوه وورثة معه إلا المسيح فهو الذى يحرر المؤمنين به من عقاب الخطية وعبوديتها لأنه أعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 36)  36 فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون احرارا.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس   
أظهر بما مر أن اليهود في حاجة إلى لمن يحررهم فكانوا ينتظرون مسيا يقودهم فى حرب يقتل فيها مئات الألاف مثل الحروب التى خاضوها مع السلوقيين ومع الرومان ، ولكن المسيح أتى ليبشرهم بالحرية من نوع  آخر ويمنحهم إياها.
1) " فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الابْنُ "
† "  فإن " .. جملة شرطية من الصنف الثالث تفيد إمكانية التحقيق

 وقال المسيح في هذا الموضوع (يو 8: 32) «الحق يحرركم» ومعنى القولين واحد لأن المسيح هو الحق وإنجيله كتاب الحق والابن يسوع المسيح. متكلم بالحق وأعلن يسوع هنا أنه هو واهب الحرية ومتمم نبوة إشعياء القائل «الرَّبَّ مَسَحَنِي.. لأُنَادِيَ لِلمَسْبِيِّينَ بِالعِتْقِ، وَلِلمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاقِ» (إشعياء ٦١: ١).والمسيح لأن كلامه فيه روح وحياة فقد حرر الذينت تحت الناموس  الناموس ايضا ( رومية ٨: ٢ ) 2 لان ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد اعتقني من ناموس الخطية والموت.
طلب اليهود منقذاً لأجسادهم من نير الرومان، فقدم يسوع جسده تحت نير الرومان وظلمهم منقذاً لنفوسهم من نير الشيطان والإثم، لأنه يجعل المؤمنين به إخوة له وورثة معه وأعضاء أهل البيت ، فهم أولاد الرب وخاصته (يوحنا ١٤: ١، ٣ )  1 «لا تضطرب قلوبكم. انتم تؤمنون بالله فامنوا بي. 2 في بيت ابي منازل كثيرة، والا فاني كنت قد قلت لكم. انا امضي لاعد لكم مكانا، 3 وان مضيت واعددت لكم مكانا اتي ايضا واخذكم الي، حتى حيث اكون انا تكونون انتم ايضا، " (أفسس ٢: ١١ - ٢٢).11 لذلك اذكروا انكم انتم الامم قبلا في الجسد، المدعوين غرلة من المدعو ختانا مصنوعا باليد في الجسد، 12 انكم كنتم في ذلك الوقت بدون مسيح، اجنبيين عن رعوية اسرائيل، وغرباء عن عهود الموعد، لا رجاء لكم، وبلا اله في العالم. 13 ولكن الان في المسيح يسوع، انتم الذين كنتم قبلا بعيدين، صرتم قريبين بدم المسيح. 14 لانه هو سلامنا، الذي جعل الاثنين واحدا، ونقض حائط السياج المتوسط 15 اي العداوة. مبطلا بجسده ناموس الوصايا في فرائض، لكي يخلق الاثنين في نفسه انسانا واحدا جديدا، صانعا سلاما، 16 ويصالح الاثنين في جسد واحد مع الله بالصليب، قاتلا العداوة به. 17 فجاء وبشركم بسلام، انتم البعيدين والقريبين. 18 لان به لنا كلينا قدوما في روح واحد الى الاب. 19 فلستم اذا بعد غرباء ونزلا، بل رعية مع القديسين واهل بيت الله، 20 مبنيين على اساس الرسل والانبياء، ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية، 21 الذي فيه كل البناء مركبا معا، ينمو هيكلا مقدسا في الرب. 22 الذي فيه انتم ايضا مبنيون معا، مسكنا لله في الروح. "
2) " فَبِالحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَاراً " هذا شرحه بولس الرسول «لأنَّ نَامُوسَ رُوحِ الحَيَاةِ فِي المَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ الخَطِيَّةِ وَالمَوْتِ» (رومية ٨: ٢). والمسيح حررنا من عقاب الخطية لأنه حمله عنا، وبالتالى عتقنا عبودية الخطية لأنه كتب شريعته على قلوبنا، فأدخلنا إلى حضرته وأنعم علينا بالملكوت أعطانا سلطاناً أن نصير أولاده. وسمح لنا بمناداته يا ابنا الذى فى السموات وقال لليهود «فبالحقيقة» تمييزاً للحرية التي يمنحها عن الحرية التي ادَّعوها لأنفسهم، فدعواه صحيحة ودعواهم كاذبة، وحريته روحية وحريتهم سياسية.
ويحرر المسيح كل المؤمنين به لا ينحصر على الشعب المختار بل حرر من قبيله ومن كل لسان ومن كل لوون ومن كل الأجناس وكانت الحرية تشمل التحرر من قيود الجهل والضلال والأوهام، ويعتقهم من سلطان إبليس  وجرمها، ومن سلطة الشيطان. وهم متحدون مع الله بالمسيح، ولا يقدر أحد غير المسيح أن يمنحهم الحرية والبنوية وبمجرد الدخول فى علاقة البنوة تصير محصنا ما دمت معه وثابت فيه .(يو 10 : 29) أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل، ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  

تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112

إن العبد يجوز طرده أو بيعه لأن ليس له حقوق شرعية فى البيت وكذلك عبد الخطية فإنه يمكن طرده من بيت الله وبيعته المقدسة إذ لم يعتق من الخطية ويصير إبنا لله وهذا العتق لا يمكن لإبراهيم ولا لموسى ولا لجميع الأنبياء أن يمنحوه ولا يوجد من يمكنه إنقاذ النفوس ومن نير السيطان والأثم وجعل المؤمنين به أخوه وورثة معه إلا المسيح فهو الذى يحرر المؤمنين به من عقاب الخطية وعبوديتها لأنه أعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله .  

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 37)  37 انا عالم انكم ذرية ابراهيم. لكنكم تطلبون ان تقتلوني لان كلامي لا موضع له فيكم.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  

1) " أَنَا عَالِمٌ أَنَّكُمْ ذُرِّيَّةُ إِبْرَاهِيمَ" أكد المسيح بأن اليهود هم ذرية إبراهيم أى من نسله ينتمون إليه جسديا وأنكره بالمعنى الروحي، لأن طبيعتهم وأعمالهم ليستا مثل طبيعة إبراهيم وأعماله، فلم يكونوا مستحقين أن يسموا أولاده.لأنهم لو كانوا اولاده لما سلكوا بأسلوب العداء تجاه المسيح الذى أشتهى أن يرى يومه (يوم المسيح) فرأى وفرح (يو 8: 56)  وأوضح الاختلاف بينهم وبين إبراهيم في هذه الآية وآية (يو 8: 39) أليس عؤلاء الذين يدعون أنهم أبناء إبراهيم  والمفروض أن يكونوا على مستوى الوعد إلا أنه عميت بصيرتهم الروحية وإنسدت أذانهم عن سماع كلماته وإن سمعوها لا يصجقوه وبهذا وضعوا أنفسهم كفرباء عن الوعد وأعداء أى ضد المسيح !!!

المسيح هو النبى الآتى "الإبن" ليحقق وعد الرب لإبراهيم ويكمل كل الموعود به وها هم يريد أن يقتلوه وقد اشار إليهم المسيح فى مثل الكرامين (متى 21: 38)  وأما الكرامون فلما رأوا الابن قالوا فيما بينهم: هذا هو الوارث! هلموا نقتله ونأخذ ميراثه! "   ويؤكد الإنجيل فى متى أن المسيح قال هذا المثل عليهم (متى 21: 45- 46)  45 ولما سمع رؤساء الكهنة والفريسيون امثاله عرفوا انه تكلم عليهم. 46 واذ كانوا يطلبون ان يمسكوه خافوا من الجموع لانه كان عندهم مثل نبي. "  وهذا هو الفرق بين العبد الخائن لسيدة "يهوذا الذى  تحول من إبن لعبد قاتل نفس مسلم سيده" والإبن صاحب البيت "باقى التلاميذ"

 (غلاطية ٤: ١٩ الخ) 19 يا اولادي الذين اتمخض بكم ايضا الى ان يتصور المسيح فيكم. 20 ولكني كنت اريد ان اكون حاضرا عندكم الان واغير صوتي، لاني متحير فيكم! 21 قولوا لي، انتم الذين تريدون ان تكونوا تحت الناموس: الستم تسمعون الناموس؟ 22 فانه مكتوب انه كان لابراهيم ابنان، واحد من الجارية والاخر من الحرة. 23 لكن الذي من الجارية ولد حسب الجسد، واما الذي من الحرة فبالموعد. 24 وكل ذلك رمز، لان هاتين هما العهدان، احدهما من جبل سيناء، الوالد للعبودية، الذي هو هاجر. 25 لان هاجر جبل سيناء في العربية. ولكنه يقابل اورشليم الحاضرة، فانها مستعبدة مع بنيها. 26 واما اورشليم العليا، التي هي امنا جميعا، فهي حرة. 27 لانه مكتوب:«افرحي ايتها العاقر التي لم تلد. اهتفي واصرخي ايتها التي لم تتمخض، فان اولاد الموحشة اكثر من التي لها زوج». 28 واما نحن ايها الاخوة فنظير اسحاق، اولاد الموعد. 29 ولكن كما كان حينئذ الذي ولد حسب الجسد يضطهد الذي حسب الروح، هكذا الان ايضا. 30 لكن ماذا يقول الكتاب؟ «اطرد الجارية وابنها، لانه لا يرث ابن الجارية مع ابن الحرة». 31 اذا ايها الاخوة لسنا اولاد جارية بل اولاد الحرة." و( غلا ٥: ١) 1 فاثبتوا اذا في الحرية التي قد حررنا المسيح بها، ولا ترتبكوا ايضا بنير عبودية. "
2) " تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي " † "لكنكم تطلبون ان تقتلوني  " . راجع (يو 5: 18 & 7: 1 و 19 & 8: 37 و 40 & 11: 53)

وهم إذ ينسبون أنفيهم إلأى إبراهيم ويريدون وقتله وينسبون أنفسهم لموسى ويريدون قتله (يوحنا 7: 19 و 40)  19 اليس موسى قد اعطاكم الناموس؟ وليس احد منكم يعمل الناموس! لماذا تطلبون ان تقتلوني؟» 40 «وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي، وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. هَذَا لَمْ يَعْمَلهُ إِبْرَاهِيمُ».وبالرغم من أنهم يريدون قتله إلا أن المسيح كان بتودد إليهم ويكلمهم بعظاته ويشفى كل مرض فى الشعب ويتحنن عليهم ويغفر خطاياهم حتى تلين قلوبهم وإلكنها كانت قلوب حجرية لم تلن .ولم تكن هذه المرة الوحيدة التى يصرح فيها المسيح بأن رؤساء الكهنة ومجلس السنهدرين يريد أن يمسكوه ليقتلوه بل أنه أعلنها عدة مرات حتى إذا حدثت يكون الجميع عندهم خبر لماذا كانوا يريدون قتله (يو ٧: ٣٢).32 سمع الفريسيون الجمع يتناجون بهذا من نحوه، فارسل الفريسيون ورؤساء الكهنة خداما ليمسكوه. " (يوحنا ٥: ١٦ )  16 ولهذا كان اليهود يطردون يسوع، ويطلبون ان يقتلوه، لانه عمل هذا في سبت.   لم يصرح المسيح بأن الذين يناقشهم ويناقشوه  في (يو 8: 30 و 31) هم الذين يريدون قتله، إنما قصد بذلك رؤساء اليهود عامة لأنهم جعلوا أنفسهم في (يو 8: 33)  شركاء هؤلاء، وأنهم وإيّاهم جماعة واحدة. وأظهر بذلك ضعف إيمانهم، وأن الحق في قلوبهم كالزرع في أرض محجرة لا أصل لها (متّى ١٣: ٢١).
3) " لأنَّ كلامِي لا مَوْضِعَ لَهُ فِيكُمْ "† "  لان كلامي لا موضع له فيكم  " ..  ترجمت هذه الآية بعدة معانى فى ترجمات الأناجيل المختلفة ولجأت إلى تفسييرها ففى الترجمة اليسوعية وردت ألآية بمعنى : " لأن كلامى لا يجد إليكم صبيلا "  وفى الترجمة  المشتركة وردت ألآية بمعنى :  لأن كلامى لا محل له فيكم " وفى الترجمة البوليسية  وردت ألآية بمعنى : " لأن كلامى لا ينفذ فيكم" وفى الترجمة التفسيرية وردت ألآية بمعنى : " لأن كلمتى لا تجد لها مكانا فى قلوبكم " وفى الترجمة الإنجيل الشريف وردت ألآية بمعنى : "لأن كلمتى لا مكان لها فى قلوبكم "

 أى لم يستحسنوا كلامه وإعتبروه يهذى أو ياخذوة مأخذ الجد  ما إلى ذلك وهذا يعنى أنهم لم يثبتوا فى كلامه «إنكم إن ثبتم في كلامي» (يو 8: 31) أخبرهم سابقاً أنهم إن ثبتوا في كلامه كانوا بالحقيقة تلاميذه. وأخبرهم هنا أنه لا موضع لكلامه فيهم، فإذاً هم ليسوا تلاميذه، لأن قلوبهم مملوءة أفكاراً دنيوية وأوهاماً فاسدة من جهته وجهة ملكوته، ولأنهم نفروا من تعليمه فأبغضوه لذلك التعليم وأرادوا قتله. وقصد «بكلامه» تعليمه الإنجيلي اللاهوتى والروحى ووصاياه ، فإن تأثيره فيهم كان وقتياً ولم يصل إلى قلوبهم ولم تظهر ثمرته في رد فعلهم وكان رد فعلهم أنهم يريدون قتله ،.


   أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأنه يقول لهم إنى أعلم يقينا أنكم اولاد إبراهيم بالجسد لكنكم لستم أولاده فى الأعمال الصالحة فأنتم إذا لستم مستحقين أن تدعوا أولاده بالمعنى الروحى ، ولكون كلامى "لا موضع له فيكم" لأن قلوبكم مملوءة أفكارا  دنيوية شريرة فأنتم " تكلبون ان تقتلونى" فلو كان إيمانكم ثابتا ما كنتم تشتركون مع الرؤساء فى الرغبة فى قتلى "


This site was last updated 04/23/21