Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 شرح إنجيل مرقس -  تفسير الإنجيل كما رواه مرقس (مر 14: 22- 42)

Home
Up
تفسير مرقس (مر 1: 1- 20)
تفسير مرقس(مر 1: 21- 45
تفسير مرقس (مر1:2- 28)
تفسير مرقس (مر 3: 1- 19
تفسير مرقس (مر 3: 20- 35
تفسير مرقس (مر4: 1- 20
تفسير مرقس (مر4: 21- 41
تفسير مرقس  (مر 5: 1-20
 تفسير مرقس  (مر 5: 21- 43
تفسير مرقس (مر6: 1- 29
تفسير مرقس (مر 6: 30- 56
تفسير مرقس (مر7: 1- 37
تفسير مرقس (مر 8: 1- 21
 تفسير مرقس  (مر 8: 22-38
تفسير مرقس  (مر 9: 1- 29)
تفسير مرقس (مر 9: 30- 50)
تفسير مرقس (مر 10: 1- 27
تفسير مرقس (مر 10: 28- 52
تفسير مرقس (مر 11: 1- 31
تفسير مرقس (مر 12: 1- 27
تفسير مرقس (مر 12: 28- 44
تفسير مرقس(مر 13: 1- 20
تفسير مرقس (مر 13: 21- 37
تفسير مرقس (مر 14: 1- 21)
تفسير مرقس(مر 14: 22- 42
تفسير مرقس (مر 14: 43- 72
تفسير مرقس (مر 15: 1- 24
تفسير مرقس (مر 15: 25- 47
تفسير مرقس (مر 16: 1- 20
Untitled 8665
خاتمة إنجيل مارمرقس

 تفسير إنجيل مرقس الإصحاح  الرابع عشر (مر 14: 22- 42)
6. تأسيس الأفخارستيا (مر 14: 22-26)

7. إعلان عن شك التلاميذ فيه (مر 14: 27-31)
8. ذهابه إلى جثيسيماني (مر 14: 32-42) 

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 14

6. تأسيس الأفخارستيا (مرقس14: 22-26)
تفسير (مرقس 14: 22) 22 وفيما هم ياكلون اخذ يسوع خبزا وبارك وكسر واعطاهم وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٢٢ وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ، أَخَذَ يَسُوعُ خُبْزاً وَبَارَكَ وَكَسَّرَ، وَأَعْطَاهُمْ وَقَالَ: خُذُوا كُلُوا، هٰذَا هُوَ جَسَدِي.

أَخَذَ
هـذا االآية نص إفخارسـتي ورد في جميـع الأناجيـل وحـتى عنـد بـولس كتب عنه  في ميعـاد مبكـر،
بدليل وروده في الرسالة الأُولى لأهل كورنثوس التي كتبت في ربيع سنة 57م هكذا (كو 11: 23- 25)  23 لانني تسلمت من الرب (هنا القـديس بـولس يعتمـد علـى إنجيـل ق. مـرقس المرافـق لـه، معتـبرا :تسليم ق. مـرقس مـن الـرب يكـون هـو هـو تسـليم بـولس مـن الـرب) ما سلمتكم ايضا: ان الرب يسوع في الليلة التي اسلم فيها، اخذ خبزا 24 وشكر فكسر، وقال:«خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لاجلكم. اصنعوا هذا لذكري». 25 كذلك الكاس ايضا بعدما تعشوا، قائلا: «هذه الكاس هي العهد الجديد بدمي. »
ولكـن هنـا يزيـد تقليـد ق. بـولس المسـلم إليـه بإضـافة «فـي الليلـة التـي أُسـلم فيهـا». ِّ ويؤكـد ا لعـالم فنسنت تايلور بعد فحص الكلمات والحروف أن روايـة ق. مـرقس مترجمـة حرفيـا وأنهـا ذات أسلوب آرامى بلهجة محلية . وكذلك ورود كلمة: «أخذ » labènهي ترجمة عن الأرامية عـن الأراميـة، (10)
(10)Vincent Taylor, op. cit., p. 543, citing J. Jeremias, op. cit., p. 88 f


أَخَذَ يَسُوعُ خُبْزاً
الإجابة على سؤال هل قدم السيد المسيح في الإفخارستيا خبزًا مُختمرًا أم فطيرًا (مت 26: 26)؟ من
كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد الجديد من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب (نشر فى موقع الأنبا تكلا )

ج: 1- هل قدم السيد المسيح في الإفخارستيا خبزًا مُختمرًا أم فطيرًا (مت 26: 26)؟ ومن أين جاء بالخبز المختمر الذي تخلو منه كل البيوت اليهودية في عيدي الفصح والفطير؟ ... يقول القديس متى: "وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى" ومعنى " وَبَارَكَ" أي أنه بارك الخبز عندما بارك اللَّه قائلًا: "مبارك أنت أيها الرب إلهنا إله الكون الذي أخرجت لنا خبزًا من الأرض". وتقول "الدسقولية": "إن السيد المسيح الذي هو رأس جسده الكنيسة يضمنا في جسده كما تضم الخبزة حبات كثيرة من القمح وأيضًا يضم العصير حبات من العنب". والكلمة التي جاءت في الأناجيل "خبز" في الأصل اليوناني "أرتوس artoj" أي خبزًا مختمرًا وليس فطيرًا، ونفس الكلمة استخدمها سفر الأعمال للتعبير عن الإفخارستيا: "وَكَانُوا يُواظِبُونَ عَلى تَعْلِيمِ الرُّسُلِ، وَالشَّرِكَةِ وَكَسْرِ الْخُبْزِ وَالصَّلَوَات" (أع 2: 42).. " وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ إِذْ كانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِيَكْسِرُوا خُبْزًا.." (أع 20: 7)، ونفس كلمة "الخبز" التي تعبر عن الخبز المختمر (أرتوس) هيَ التي استخدمها بولس الرسول: "الْخُبْزُ الَّذِي نَكْسِرُهُ أَلَيْسَ هُوَ شَرِكَةَ جَسَدِ الْمَسِيحِ" (1 كو 10: 16).. " إِنَّ الرَّبَّ يَسُوعَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي أُسْلِمَ فِيهَا أَخَذَ خُبْزًا" (1 كو 11: 23) (راجع أيضًا 1 كو 11: 27، 28).لكلمة اليونانية هنا artos، والتي تستخدم عادة للإشارة إلى خبز عادي مختمر (مر 3: 20) (مر 6: 8 و 16 و 36 و 37) ( مر 7: 2 و 5 و 27) (مر 8: 4 و 14 و 16 و 17)  لكنها تستخدم أيضا نادرا للدالالة على الخبز الفطير في موازاةٍ مع (مت 26: 26) (لو 22: 19)

متى ينتزع (يخلى) اليهود منازلهم من الخبز المختمر والخميرة

وكان اليهود ينزعون الخمير من بيوتهم في اليوم الأول من عيد الفطير يوم 15 نيسان، وهو اليوم التالي لعيد الفصح 14 نيسان، وإن كان اللَّه قد أمر بأكل الفطير مع الفصح: "وَيَأْكُلُونَ اللَّحْمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَشْوِيًّا بِالنَّارِ مَعَ فَطِير" (خر 12: 8) إلاَّ أنه لم يأمر بنزع الخمير ولا الخبز المختمر من المنزل في يوم أكل الفصح، إنما أمر بنزعه في اليوم الأول من الفطير: "سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فَطِيرًا. الْيَوْمَ الأَوَّلَ تَعْزِلُونَ الْخَمِيرَ مِنْ بُيُوتِكُمْ فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَكَلَ خَمِيرًا مِنَ الْيَوْمِ الأَوَّلِ إِلَى الْيَوْمِ السَّابعِ تُقْطعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ إِسْرَائِيلَ" (خر 12: 15).. " وَلاَ يُرَ عِنْدَكَ خَمِيرٌ فِي جَمِيعِ تُخُومِكَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ" (تث 16: 4).. " فِي الْيَوْمِ الرَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، مَسَاءً تَأْكُلُونَ فَطِيرًا إِلَى الْيَوْمِ الْحَادِي وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ مَسَاءً" (خر 12: 18)، واليوم الرابع عشر مساءًا يعني الدقائق الأولى من اليوم الخامس عشر، فعيد الفصح يقع يوم 14 نيسان، وعيد الفطير سبعة أيام من 15 إلى 21 نيسان. وكما أوضحنا في إجابة س417 فإن السيد المسيح من المرجَّح أنه صنع الفصح قبل موعده بيوم كامل، ولذلك كان ما زال في البيت خبز مختمر، وهذا ما قصده السيد المسيح، لأن الخميرة تشير للشر، والسيد المسيح هو البار الذي لم يصنع شرًا قط ولكنه حامل شرور وخطايا العالم كله، لذلك قصد أن يقدم جسده من الخبز المختمر.

الخمر
في العهد القديم كان معروفا  بأنه عصارة العنب وكان غالبا ما يستخدم بمعنى إداني (عناقيد الغضب). والآن هو الذبيحة التي تعطي الحياة الأبدية. المجاز نراه بشكٍل واضح في يوحنا .
وَبَارَكَ كان هناك إجراءات معينة لوليمة الفصح. مهما كانت احتمالية الرمزية في الخبز المكسور والخمر التي جرت في الطقس المسمى "كأس البركة الثالثة" (1كور 10: 16) 16 كاس البركة التي نباركها، اليست هي شركة دم المسيح؟ الخبز الذي نكسره، اليس هو شركة جسد المسيح؟
 خُذُوا كُلُوا، هٰذَا هُوَ جَسَدِي
(يو 6: 22 وما تلاها) (كور 10: 16) 16 كاس البركة التي نباركها، اليست هي شركة دم المسيح؟ الخبز الذي نكسره، اليس هو شركة جسد المسيح؟ " تظهر المجاز اللاهوتي القوي في هذا الطقس. كلمات يسوع عن جسده ودمه كانت لتصدم هؤلاء اليهود. أكل لحوم البشر ومص الدماء كانا انتهاكاتٍ في (لا .11 ) هذه الأقوال من الواضح أنها كانت رمزية، ولكنها كانت لا تزال مجفلة.

يسوع كان يرمز إلى الصلب بكسر الخبز. كما أن لون الخمر كان مشابها للدم، فإن لون الخبز كان مشابها  للجسد البشري. يسوع كان خبز الحياة (المن الحقيقي يوحنا 6: 31- 33 و 51)31 اباؤنا اكلوا المن في البرية، كما هو مكتوب: انه اعطاهم خبزا من السماء لياكلوا». 32 فقال لهم يسوع:«الحق الحق اقول لكم: ليس موسى اعطاكم الخبز من السماء، بل ابي يعطيكم الخبز الحقيقي من السماء، 33 لان خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم». 34 فقالوا له:«يا سيد، اعطنا في كل حين هذا الخبز»  51 انا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. ان اكل احد من هذا الخبز يحيا الى الابد. والخبز الذي انا اعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم».  الفصح الحقيقي، والخروج الجديد
ولكـن ق. بـولس في رسـالتة الأُولى إلى أهـل كورنثـوس (1كـو 23:11) أضـاف عبارة : «المكسـور لأجلكـم " أُعتـبر هـذه الإضـافات علـى سـبيل الشـرح، وهـي موازيـة للجملـة الأصـلية فى إنجيل  ــرقس. والعجيــب حقـــًا أن علمــاء الأراميــة بعــد دراســة دقيقــة وجــدوا أن الأصــل المــترجم:  «هــذا هــو ّجسـدي» هـو ”gûphi hû dên ”وتعـني: ”هـذا هـو أنـا“ (14)  ، ولكـن باضـطرار الترجمـة لوجـود بعـد  ذلك «هذا هو دمي» جعلوها: «هذا هو جسدي»
ً وقـد أحيـاه الفـن القبطـي بوضـع رسـم سمكـة في طبـق القربـان باعتبارهـا الرمـز الإفخارسـتي السـر ى  واسـم السـمكة باليونانيـة:”إخثـوس Icquj ”تشـير إلى الحـروف الأُولى مـن عبـارة وهذا التعبـير صـادق جـدا ”يسوع المسيح ابن االله مخلِّص“ َّ ، بمعنى أن المقدم في الإفخارستيا هو نفس يسوع المسيح ابـن االله = ”أنـا هو“. وهكذا تشرح الأيقونة القديمة جدا سر الإفخارستيا بمنتهى البساطة اللاهوتية.
(14) G. Dalman, op. cit., p. 141.
«خـذوا كلـوا»
 أن قـول المسـيح عـن جسـده «خـذوا كلـوا» فهـذا َّ يعـني مباشـرة أنهـا ذبيحـة، وأنهـا مقدمـة الله،
وأُعطــي لهــم أن يــأكلوا منهــا. فهــذا هــو الوضــع الأصــلي القــديم في مفهــوم الذبيحــة المقدســة في العبــادة
الأُولى. وهنــا يلــزم أن نرتفــع بمفهــوم الذبيحــة مــن وضــعها الطقســي إلى وضــعها الإلهــي الفــائق الفهــم، كممارسة روحية صرف على خبز حقيقي يحمـل سـر الجسـد الإلهـي وخمـر حقيقـي يحمـل سـر الـدم الإلهـي الكريم. هذا يرفع من الأفق الروحي في فهم «كسر المسيح الخبز وتوزيعه» إذ يعني أن الآكلـين يشـتركون الحق في الذبيحة الإلهية أكـلاً!! وبالتـالي في قوهتـا لاجتيـاز المـوت الفـدائي، وبالتـالي في القيامـة الكائنـة في كَيان الذبيحة الإلهية المقد َّسة التي هي ذات المسيح التي قدمها الله.
وهنا تكون طبيعة الخبز والخمر صارت بالتقديس من جهة المسيح والإيمان من جهة التناول هي ذاتالمسيح المذبوحة الله دون إقحام الحواس.
************

إذ يوشك عيد الفصح، التذكار السنوي لتحرير بني إسرائيل من عبودية مصر، على أن ينتهي، يدشّن يسوع عيداً آخر ليكون تذكاراً طوال العصر المسيحي ابتداء من موته والفداء الذي أُنجز بفضل ذلك.
( وليمة الفصح العشاء الأخير يسوع مع تلاميذة كما يمارسها اليهود حتى يومنا هذا ) ترتيب الخدمة 
PASSOVER (ORDER OF SERVICE

أ. الصلاة
ب. كأس النبيذ
ج. غسل الأيدي من قبل المضيف وتمرير الطست إلى الجميع
د. الغمس في أعشاب م رة وصلصة التوابل
هـ. الحمل والوليمة الرئيسية
و. الصلاة والغمس لثاني مرة في الأعشاب المرة وصلصة التوابل
ز. الكأس الثاني من الخمر مع وقت للسؤال والجواب من أجل الأطفال (خر 26: 12- 27)
ح. إنشاد مزامير التهليل 113 و 114 والصلاة
ط. قائد الطقس يقدم غميسة لكل واحد بعد غسل يديه
ي. الجميع يأكلون حتى الشبع؛ وينتهون بقطعة من الحمل
ك. الكأس الثالثة من الخمر بعد غسل األيدي
ل. إنشاد مزامير التهليل من مزمور 110 حتى مزمور 118
م. الكاس الرابع من الخمر، والذي كان يشير إلى مجيء الملكوت
يعتقد كثيرون أن تأسيس عشاء الرب حدث عند المرحلة الواردة في البند "ك".
Kadesh—Reciting Kiddush
U’Rechatz—Washing the hands
Karpas—Eating a vegetable dipped in salt-water
Yachatz—Breaking the middle matzah
Maggid—Reciting the Haggadah
Rachtzah—Washing the hands a second time
Motzi—Reciting the blessing HaMotzi
Matzah—Reciting the blessing al achilas matzah and eating the matzah
Maror—Eating the bitter herbs
Korech—Eating a sandwich of matzah and bitter herbs
Shulchan Orech—Eating the festive meal
Tzafun—Eating the afikoman
Beirach—Reciting grace
Hallel Nirtzah—Reciting Hallel, psalms of praise; the promise that G‑d will accept our service
 المعلومات اتالية منقوله من موقع هولى بايبل : وباختصار في عشاء يشربون كأس نبيذ ممزوجاً بماء، هذه كانت أول كأس.
وبعد ذلك كانوا يغسلون أيديهم، ثم يشكرون الله، ثم يضعون على المائدة أعشاباً مُرَّة والفطير والحمل ومرقةً من بلحٍ وتين وزبيب، ثم يأخذون قليلاً من الأعشاب ويقدمون شكراً لله، ثم يأكلونها ويرفعون الصحون، ويضعون أمام كل محتفل كأس نبيذ كما فعلوا في أول الأمر.
وسبب رفع الصحون هو حمل الأولاد على الاستفهام عن سبب هذا، فيشرع رئيس العائلة في توضيح ما قاساه اليهود في مصر من الذل والعبودية، وكيفية إنقاذهم، وأسباب الاحتفال بعيد الفصح.
ثم يؤتى بالصحون ثانية، ويقول هذا هو الفصح الذي نأكله، لأن الرب عبر عن بيوت آبائنا في مصر. ثم يمسك الأعشاب ويقول إنها تشير إلى مرارة الذل. ويمسك الفطير ويقول إنه يشير إلى سرعة ارتحالنا من مصر لانه لم يوجد وقت يتوفر لتخمير العجين .
ثم يغسلون أيديهم ويأكلون. ويقرأ رب العائلة مزموري 113 و 114 ويصلي، ثم يشربون ما يكون أمامهم، وهي الكأس الثانية. ثم يغسلون أيديهم ثانية ويأكلون الطعام. ثم يغسلون أيديهم ويشربون كأساً ثالثة تسمى »كأس البركة« لأن رئيس العائلة يقدم الشكر لله. وكانوا يشربون كأساً رابعة قبل انصرافهم تُسمَّى »كأس التهليل« لأنهم كانوا يرتلون مزامير 115-118 وهي اضيفة بعد دخول ارض الموعد. وقد حافظ المسيح على هذه الطقوس لأنها كانت تدل عليه
فالاربع كؤوس هم
1 كاس الشكر علي عبور المهلك ( الغضب )
2 كاس الفصح المذبوح لاجل الخلاص ( الكفارة )
3 كاس البركه ( الخلاص )
4 كاس التهليل ( الملكوت )
فالمسيح شرب ثلاث كوؤس في عشاء الفصح والرابع علي مرحلتين الاولي وهو ما قاله

******************
  THE LORD'S SUPPER IN JOHN 6
عشاء الفسح أو وليمة الفصح الأخير يسوع مع تلاميذة فى يوحنا 6

أ- إنجيل يوحنا لا يدون عشاء الرب نفسه، رغم أن األصحاحات 13- 16 - تدون الحوار في الصلاة في العلية. هذا الحذف قد يكون مقصودا ، الكنيسة التي في نهاية القرن االأول بدأ ترى الترتيبات بمعنى أسراري. كانوا يرونها على أنها قنوات للنعمة. يوحنا ربما كان يبدي هنا ردة فعل على هذه النظرة األسرارية التي تطورت وذلك بألا يدون أحداث معمودية يسوع أو عشاء الرب.
ب- يوحنا 6 هو في سياق إطعام الخمسة آلاف. ولكن الكثيرين يستخدمونه لتعليم نظرة أسرارية للآفخارستيا. هذا هو مصدر عقيدة الإستحالة في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية (يو 53: 6- 56) .
السؤال حول إذا ما كان الإصحاح 6 يتعلق بالإفخارستيا يظهر الطبيعة المزدوجة في الأناجيل. من الواضح أن الأناجيل تتعلق بأقوال وحياة يسوع، ومع ذلك فإنها كتبت بعد عقود وكانت تعبر عن جماعة الإيمان المتحلقة حول كل كاتب. ولذلك فإن لدينا ثلاث مستويات من المحتوى الكتابي:
-1 الروح القدس
-2 يسوع والمستمعين الأصليين
-3 كتاب الأناجيل وقرائهم
كيف للمرء أن يفسر؟ الطريقة المؤكدة الوحيدة يجب أن تكون استنادا إلى المقاربة مفرداتية نحوية سياقية مضافا إليها البيئة التاريخية.
ج- علينا أن نتذكر أن الجمهور كان يهوديا والخلفية الثقافية كانت هي التوقعات الرابية للمسيا لكونه موسى فائق القدرات (يو 30: 6- 31)
وخاصة فيما يتعلق بخبرات الخروج كمثل تقديم "المن". كان الرابيون ليستخدموا (مز 72:16)  كدليل نصي. أقوال يسوع غير المألوفة (يو 60: 6- 62 و 66) كان يقصد بها أن تواجه التوقعات المسيانية الزائفة للجموع (أنظر يو 14: 6- 15)
د- آباء الكنيسة الأولى لم يتفقوا جميعا على أن هذا المقطع يشير إلى عشاء الرب. Origen ,Alexandria of Clement, وEusebius لم يذكر أبدا عشاء الرب في نقاشاتهم حول هذا المقطع.
هـ- الإستعارات في هذا المقطع مشابهة جدا لأقوال يسوع المستخدمة في حادثة "المرأة عند البئر" التي في يوحنا .4 الماء والخبز الأرضيين الدنيويين يستخدمان كاستعارات تشير إلى الحياة الأبدية والحقائق الروحية.
و- هذا التكثير من الخبز هو المعجزة الوحيدة التي تدونها الأناجيل الأربعة جميعا
**********

الخمر
في العهد القديم كان معروفا  بأنه عصارة العنب وكان غالبا ما يستخدم بمعنى إداني (عناقيد الغضب) والآن هو الذبيحة التي تنعطي الحياة الأبدية. المجازاه نراه بشكل واضح في (يوحنا 6)
تفسير (مرقس 14: 23) 23 ثم اخذ الكاس وشكر واعطاهم فشربوا منها كلهم.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٢٣ ثُمَّ أَخَذَ ٱلْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ، فَشَرِبُوا مِنْهَا كُلُّهُمْ.

أَخَذَ ٱلْكَأْسَ
هنـا «الكـأس» سمَّـاه القـديس بـولس: «كـأس البركـة »   (1كو 10: 16)16 كاس البركة التي نباركها، اليست هي شركة دم المسيح؟ الخبز الذي نكسره، اليس هو شركة جسد المسيح؟  " اليهود يشربون عموما اربعة كؤوس كطقس فى عشاء الفصح يمارسون بعد كل كأس طقوسا والكأس الأخير يسمى كأس البركة 
 ولأن إنجيل . مــرقس لا يــذكر إلا  كأســا  واحــدا عامــا فبهــذا يتعــذر أن يكــون كــأس الفصــح ُشرب مع لحم الخروف.


فَشَرِبُوا مِنْهَا كُلُّهُمْ
 
لا تعنى هذه العبارة بالضرورة أن يهوذا كان حاضرا لأنه خرج بعد الكأس الثالثة من وليمة الفصح ولا يعنى بالضرورة أن يهوذا كان حاضراً معهم وشرب بل أن الذين كانوا حاضرين شربوا كلهم.
هنـا يؤكـد أنـه كـأس واحـد فقـط قـد قد َسـه المسـيح وهو الكأس الأخير فى طقس وليمة الفصح  لعمـل معـين ولـيس مـن أجـل طقـس، فهنـا مفهـوم الفصـح الطقسـي يتلاشـى ويبـدأ الطقـس السـري الإلهـي . فعـراك العلمـاء والمفسـرين علـى أي كـأس هـذا؟ ِّ
وهل هذا عشـاء فصـحي أو قدوشـاه؟ هـو عـراك خـارج الموضـوع. هنـا المسـيح بصـدد تأسـيس طقـس فريـد َّ من نوعه، أسسه على أن يحمل أو يحتوي حقيقة موته بجسده المكسور على الصـليب ودمـه المسـفوك مـن أجلنـا، فـلا الخبـز خبـز خمـير، ولا هـو بـلا خمـير، لأن هـذا خـارج عـن مفهـوم الخبـز الإفخارسـتي أصـلا. ولا  الكأس هو واحد أو ثلاثة يحمل خمرا شامل. ،ً بل هو كأس يحمل دما
 ليعبر عن فداء شامل
كـذلك فبقولـه: «اشـربوا منـه كلكـم» لا يقصـد الاثـني عشـر وبيـنهم يهـوذا، بـل يقصـد شموليـة الفـداء الذي يشمل الخطاة قبل الأبرار، بل والخاطئ هـو أُولى بالـدم مـن البـار، والـدليل هـو أنـه لم يسـتثن يهـوذا، ولكن يهوذا لأنه أكل اللقمة بـدون اسـتحقاق، لأنـه لم يكـن يـؤمن بالمسـيح، لـذلك عنـدما تنـاول اللقمـة دخلـه الشــــيطان. كــــان ذلــــك بــــدون اســــتحقاق فصــــار مجرمــــا ً في جســــد الــــرب، بمعــــنى أنــــه أجــــرم في حق المسيح قبل أن يجرم في حق اللقمة َّ . فغياب الإيمان سهل للشيطان عملـه فيـه. لـذلك فالخـاطئ الـذي يؤمن على أساس التوبة أحق بكأس الرب.
ولكن مـا هـو الاسـتحقاق بالنسـبة لأكـل الإفخارســتيا؟ الإجابة : فأجبتهـا هـو ”الإيمـان“. فالمسـيح مـات مـن أجـل الخطـاة، ودمـه علـى المـذبح أصـبح فرصـتهم الوحيـدة في  فالمسـيح مـات مـن أجـل الخطـاة، ودمـه علـى المـذبح أصـبح فرصـتهم الوحيـدة في ً بالإيمان:

وَشَكَرَ
الكلمة اليونانية من أجل "الشكر" هي eucharistē، والتي منها نحصل على الكلمة الإنكليزية التي تشير إلى عشاء الرب، الإفخارستيا. .
تفسير (مرقس 14: 24) 24 وقال لهم هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من اجل كثيرين.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٢٤ وَقَالَ لَهُمْ: هٰذَا هُوَ دَمِي ٱلَّذِي لِلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ، ٱلَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ.

هٰذَا هُوَ دَمِي ٱلَّذِي لِلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ،
 
قالهـا المسـيح وهـو مطمـئن أن الـذين اختـبروا بركـات العهـد القـديم في سـيناء، يـدركون قـوة البركـة بـدم العهـد الجديـد، دم ابـن االله. وهـو قـائم علـى أسـاس لا بركـات الحيـاة في سـيناء بـل بركـات ملكـوت االله. ”فالعهد“ في مضمون العهـد القـديم هـو عهـد التصـاق الشـعب بيهـوه بالإيمـان والعبـادة والحـب والمخافـة، ً .ً
فالعهد بالدم كان يقوم أساسـا المقصود بعهد الدم، دم المسيح، في العهد الجديد، فالذي يشـربه يتحـد بالمسـيح بالإيمـان،« من التصـق بـالرب فهـو روح واحـد » (1كـو 17:6)، وهنـا لـيس جسـدا لأن دم ابـن االله هـو حياتـه!! ودم العهـد الجديـد لا يعـود بمفهـوم العهـد القـديم أنـه علامـة، بـل علاقـة ربـط بربـاط إلهـي يحـدث خلالـه تبـادل خطيـة بـبر، وجهالـة بحكمـة، ومـوت بحيـاة، فيتسـرب كل م فينا من ضعفات ويحتل مكانهاا تقديس. فالرباط يتحول إلى اتحاد، أي شركة، في ميراث االله وملكوته.

لون الخمر كان يشبه لون الدم البشري. هذه العبارة لها ثلاثة أصول محتملة من العهد القديم.
-1 تدشين سفر العهد بدم العهد(خر 24 : 6- 8) 6 فاخذ موسى نصف الدم ووضعه في الطسوس.ونصف الدم رشه على المذبح. 7 واخذ كتاب العهد وقرا في مسامع الشعب.فقالوا كل ما تكلم به الرب نفعل ونسمع له. 8 واخذ موسى الدم ورش على الشعب وقال هوذا دم العهد الذي قطعه الرب معكم على جميع هذه الاقوال "  
-2 النص الوحيد في العهد القديم الذي يذكر "العهد الجديد" (إر 31: 31- 34) 31 ها ايام تاتي يقول الرب واقطع مع بيت اسرائيل ومع بيت يهوذا عهدا جديدا. 32 ليس كالعهد الذي قطعته مع ابائهم يوم امسكتهم بيدهم لاخرجهم من ارض مصر حين نقضوا عهدي فرفضتهم يقول الرب. 33 بل هذا هو العهد الذي اقطعه مع بيت اسرائيل بعد تلك الايام يقول الرب.اجعل شريعتي في داخلهم واكتبها على قلوبهم واكون لهم الها وهم يكونون لي شعبا. 34 ولا يعلمون بعد كل واحد صاحبه وكل واحد اخاه قائلين اعرفوا الرب لانهم كلهم سيعرفونني من صغيرهم الى كبيرهم يقول الرب.لاني اصفح عن اثمهم ولا اذكر خطيتهم بعد "
-3 (زك 9: 11) 11 وانت ايضا فاني بدم عهدك قد اطلقت اسراك من الجب الذي ليس فيه ماء.  " والتي هي في الوحدة الأدبية فى الإصحاحين  9 ،14 مصدر الكثير من النبوءات (الرمز الخريستولوجي) لحياة يسوع.
هناك تغايران في تقاليد المخطوطات اليونانية.
  -1" العهد" تتماشى مع (مت 26: 28)  والتي نجدها في المخطوطات اليونانية 2D א, C ,B, وأيضا *D وLوW ( مع إختلاف بسيط  4UBS  تعطي هذه القراءة األقصر نسبة أرجحية عالية.
-2 "العهد الجديد" تتماشى مع (لو 22: 20) ( 1كور 11: 25)  والتي توجد في المخطوطات A وE والفولغاتا والترجمات السريانية والقبطية والأرمينية (NKJV). على الأرجح أن هذه كانت إضافة لربط كلمات يسوع بالعهد "الجديد" الذي في (إر 31: 31- 34)
في كل هذا النقاش أمر واحدٌ  واضح. موت يسوع كان أمرا أساسيا حاسما لأجل استعادة شركة الجنس البشري الساقط مع الآب (مر 10: 45) 45 لان ابن الانسان ايضا لم يات ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين».
-3  يسوع أتى
(1) ليكشف الآب
(2)
نتبعه و
(3) ليعطينا مثالا ليموت بدلا عنا بسبب خطيئتنا. ليس هناك طريقة أخرى للفداء(يو 10: 14)14 اما انا فاني الراعي الصالح، واعرف خاصتي وخاصتي تعرفني،  " . كان هذا هو الجانب المركزي المحوري من مخططه
إلهى أبدى (اع 2: 23)23 هذا اخذتموه مسلما بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق، وبايدي اثمة صلبتموه وقتلتموه.   (أع 3: 18) 18 واما الله فما سبق وانبا به بافواه جميع انبيائه، ان يتالم المسيح، قد تممه هكذا.  (أع 4: 28) 28 ليفعلوا كل ما سبقت فعينت يدك ومشورتك ان يكون.  ( أع 13: 26)26 «ايها الرجال الاخوة بني جنس ابراهيم، والذين بينكم يتقون الله، اليكم ارسلت كلمة هذا الخلاص.  "


«اصنعوا هذا لذكري»

وهي الإضافة التي اشترك فيها إنجيل لوقا لوقا مع نص رسالة بولس إلى أهل كورنثوس. ويمتاز تقليد بـولس أنـه أعطـى في الــنص مسـافة طويلـة بــين تقـديس الخبـز وإعطائــه، وبـين تقـديس الكــأس، إذ جعلهـا بعــد العشاء. وبعدها أعطى هذا النص: «اصنعوا هذا لذكري» وقد أخذها إ. لوقا كما هي.
وقوله: اصنعوا، يعني هنا ”فعلا"  وليس ”فكرا" للذكري، والمعنى أن نصنع ونفعل ما عمله المسيح في الإفخارسـتيا علـى رسـم الصـليب ومـا تم ّ فيـه. فهنـا الصـنع بالفعـل يعـني تكـرار فعـل الـذبح وسـفك الـدم، وليس مجرد الـذكر أو الـذكرى، بـل التكـرار الفعلـي للاشـتراك في ذات السـر. وهـذا نحسه ونفهمـه مـن قولـه: «جسدي المكسـور»، «دمـي المسـفوك»، فهنـا في اليونانيـة فعـل دائـم خـارج عـن الـزمن. فكلمـا أكلنـا الخبــــــز الإفخارســــــتي وشــــــربنا الكــــــأس فــــــنحن نمــــــارس الكســــــر الحقيقــــــي والســــــفك الحقيقــــــي بالضرورة، أي الصليب بكـل أسـراره الإلهيـة، فهـو يقولهـا بوضـوح: «فـإنكم كلمـا أكلـتم ... وشـربتم هـذه الكأس» (1كو 26:11)، أي الفعل المتكرر بلا اسـتثناء ”كلمـا“، يحـدث التخبـير الفعلـي بمـوت الـرب إلى أن يجيء.
فخبز الإفخارستيا فعل وليس فكـرا أكـل جسـد ممـزق مـع أنـه كـان في يـده خبـزا وشـرب دم مسـفوك
مـع أنـه كـان خمـرا في كـأس، فهـو إعـلان واسـتعلان لسـر مـوت الـرب الـدائم بالإيمـان دون الاعتمـاد علـى الحواس بالتمزيق والسفك، مستمرا بطول الزمان إلى أن يأتي ليجمع جسده ودمه المأكول والمشروب على وجه الأرض كلها، بجمع المختارين في أقصى الأرض وأقصى السماء. حيث الجسد والدم الواحـد للواحـد ويؤحذ حتما  وبالضــرورة كــل الآكلــين والشــاربين بالإيمــان بســر ابــن االله الوحيــد! لأنــه إن كــان بأكــل ِّ الإفخارسـتيا ننـال سـر المسـيح - أي سـر الخـلاص والفـداء الـذي أكملـه - فيتحـتَّم أن يكـون الأكـل هـو سرِّي بالدرجة الأُولى.
 
*********
العهد
Covenant


العهد هو ميثاق بين طرفين فى المسيحية واليهودية عهد بين الرب والأنسان يسمى فى اليهودية عهد قديم وفى المسيحية عهد جديد
  ليس من السهل تعريف كلمة "عهد" berith - من العهد القديم، أو تحديدها.157 KB 136, BDB ليس هناك فعل مقابل لها في العبرية.
تبين بالبرهان أن كل المحاولات التى إستخرجت تعريف أتيمولوجي غير مقنعة. ربما كان أفضل تخمين هو "أن يقطع" (144 BDB)، للإشارة   إلى الذبيحة الحيوانية التي كانت ترافق قطع العهود (تك 15: 10 و 17) . ولكن تمركزية واضحة  للمفهوم قد اضُطرت العلماء والدارسين إلى التمحص في استخدام الكلمة لمحاولة تحديد معناها الوظيفي.
العهد هو الوسيلة التي بها يتعامل  الرب الحقيقي الأوحد ( انظر الموضوع الخاص: التوحيد) مع مخلوقاته البشرية. مفهوم العهد أو الميثاق أو الإتفاقية أساسي وحاسم في فهم الإعلان الكتابي. المشادة بين سيادة الإله المطلقة وإرادة الإنسان الحرة تتبدى بشكل واضح في مفهوم العهد.
بعض العهود تستند حصريا على شخص الرب وأعماله.
-1 الخلق نفسه - انظر تكوين 1- 2
-2 دعوة إبراهيم  - انظر تكوين 12
-3 العهد مع إبراهيم  -تكوين 15
-4 الإستمرارية والوعد مع نوح - تكوين 6- 9

مهما يكن من أمر، إن طبيعة العهد نفسها تتطلب تجاوبا
-1 بالإيمان ينبغي على آدم أن يطيع الرب وألا يأكل من الشجرة التي في وسط عدن.
-2 بالإيمان يتوجب على إبراهيم أن يترك عائلته، وأن يتبع الرب ، وأن يصد ق وعد الرب له بنسل في المستقبل.
-3 بالإيمان يجب على نوح أن يبني فلكا كبيرا بعيدا عن الماء وأن يجمع الحيوانات فيه.
-4 بالإيمان أخرج موسى بني إسرائيل من مصر إلى جبل سيناء وتلقى إرشادا محددا لأجل حياة دينية واجتماعية مع وعود بالبركات واللعنات (أنظر لا 26) ( تث 27- 28)
نفس المشادة الذي بين علاقة الرب مع البشر نجده في "العهد الجديد“ (أر 31: 31- 34) ( عب 7: 22) ( عب 8: 6و 13) ( عب 12: 24)  المشادة يمكن أن تُرى بشكل واضح بمقارنة (حزقيال 18 ) مع (حز 36: 27- 37) عمل يهوه(. هل يستند العهد على أعمال الرب السمحة أم على تجاوب البشر الإرادي؟ تلك هي القضية المركزية في العهدين القديم والجديد. إن غاية كليهما هي نفسها:
-1 استعادة الشركة مع يهوه، هذه الشركة التي فُقدت في تكوين .3
-2 تأسيس شعب بار يعكس شخصية الرب للأخرين
العهد الجديد الذي في  (أر 31: 31- 34) يحل مشكلة المشادة بإزالة الآداء البشري كوسيلة للحصول على القبول. شريعة الرب تصبح رغبة داخلية بدلا من قانون شرعي خارجي. هدف خلق شعب تقي وبار يبقى نفسه، ولكن المنهج يتغير. لقد أثبت الجنس البشري الساقط أنه غير أهل أو وا ٍف ليعكس صورة الرب . لم تكن المشكلة هي عهد الرب ، بل خطيئة وضعف البشر انظر (تكوين 3) (رومية 7) (غلاطية 3).
المشادة نفسها التي في عهود الزمن القديم الشرطية وغير الشرطية يبقى نفسه في العهد الجديد. الخلاص مجاني تماما من خلال العمل الُمنجز ليسوع المسيح، ولكنه يتطلب التوبة والإيمان مبدئيا ، وبشكل مستمر انظر الموضوع الخاص: يؤمن في العهد الجديد(. يسوع يسمي علاقته  الجديدة هذه مع المؤمنين "عهدا جديدا " (مت 26 : 28) (مر 14: 24) ( لو 22: 20) (1كور 11: 25) إنه بيان وقرار شرعي ودعوة إلى التشبه بالمسيح بآن معا (مت 5: 48) (رو 8: 29- 30) (2كور 3: 18) (غل 4: 19) (أف 1: 4) (1تس 3: 13) (1تس 5: 24) (1بط 1: 15)  عبارة دلالية إلى القبول (رو 4) وأمر بالقداسة (مت 5: 48). المؤمنون لا يخلصون بإنجازاتهم، بل بالطاعة انظر (أف 2: 8- 11) (2كور 3: 4- 6)
6(. الحياة التقية تصبح البرهان على الخلاص، وليس وسيلة الخالص انظر (يع - 1يو) على كل حال، الحياة الأبدية لها مواصفات يمكن ملا ظتها أو رؤيتها. هذه المشادة نراها بشكل واضح في التحذيرات في العهد الجديد
********
ٱلَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ.
موت يسوع، الذي يُرمز إليه بدمه المسفوك، كان ذبيحة عن الخطيئة (مر 10: 45)  45 لان ابن الانسان ايضا لم يات ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين». ( مت 26: 28) 28 لان هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من اجل كثيرين لمغفرة الخطايا.  ( 1كور 15: 3)3 فانني سلمت اليكم في الاول ما قبلته انا ايضا: ان المسيح مات من اجل خطايانا حسب الكتب،  ( 2كور 5: 21) 21 لانه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لاجلنا لنصير نحن بر الله فيه ( عب 9: 11- 15) 11 واما المسيح، وهو قد جاء رئيس كهنة للخيرات العتيدة، فبالمسكن الاعظم والاكمل، غير المصنوع بيد، اي الذي ليس من هذه الخليقة، 12 وليس بدم تيوس وعجول، بل بدم نفسه، دخل مرة واحدة الى الاقداس، فوجد فداء ابديا. 13 لانه ان كان دم ثيران وتيوس ورماد عجلة مرشوش على المنجسين، يقدس الى طهارة الجسد، 14 فكم بالحري يكون دم المسيح، الذي بروح ازلي قدم نفسه لله بلا عيب، يطهر ضمائركم من اعمال ميتة لتخدموا الله الحي! 15 ولاجل هذا هو وسيط عهد جديد، لكي يكون المدعوون ­ اذ صار موت لفداء التعديات التي في العهد الاول ­ ينالون وعد الميراث الابدي.  "
« سفك من أجل كثيرين" ِّ السفك هنا له هدف حي يساوي الموت ويزيد ألف مرة، ويصورها إشعياء النبي باختصار: ّ
+ «أنـه سـكب للمـوت نفسـه وأُحصـي مـع أثمـة، وهـو حمـل خطيـة كثـيرين وشـفع في المـذنبين. »(إش 12:53)
مـن أعـز خصـائص كلمـات التأسـيس للإفخارسـتيا أن الأفعـال تـأتي في الحاضـر غـير المحـدود في اللغـة اليونانية، أي بعد أن نتناول منه يبقى كما هو بعد ذلك، لأن الانسـكاب قـائم لمسـتقبل لا ينتهـي. بمعـنى أنـه لا يمكـن أن تضـيع علـى إنسـان الفرصـة مـن التنـاول مـن الجسـد والـدم مـن المسـيح، فهـو حاضـر كلمـا طلبتـه. لـذلك وصـفه صـاحب سـفر الرؤيـا بأنـه، حمل قـائم كأنـه مـذبوح، بمعـنى أن دمـه عليـه يتقطر بلا نهاية
هذه الكلمة "كثيرين" لا تشير إلى جماعٍة محددةٍ معينٍة، بل هي استعارةٌ عبرية (أو سامية) تدل على "جميع الذين يتجاوبون". هذه يمكن أن تُرى في الموازاة في(رو 5: 18) 18 فاذا كما بخطية واحدة صار الحكم الى جميع الناس للدينونة، هكذا ببر واحد صارت الهبة الى جميع الناس، لتبرير الحياة. ( رو 5: 19) 19 لانه كما بمعصية الانسان الواحد جعل الكثيرون خطاة، هكذا ايضا باطاعة الواحد سيجعل الكثيرون ابرارا "  وأيضا كما أتت في (أش 53: 6)6 كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد الى طريقه والرب وضع عليه اثم جميعنا. "  "جميع" مقارنة مع (53: 11- 12)11 من تعب نفسه يرى ويشبع.وعبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين واثامهم هو يحملها. 12 لذلك اقسم له بين الاعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة من اجل انه سكب للموت نفسه واحصي مع اثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين "
 كَثِيرِينَ : أنظر تعليقنا على (مر 10: 45)
**********
يُسفَك - في العهد الجديد 
Poured out - in the New Testament


الكلمة اليونانية الكلاسيكية cheō تعني "يسكب" (وعادة في معنى أدبي). الصيغة المشددة ekcheō، لها معنيين في داللة المعاني:
-1 دم بريء يهرق، (تك 9: 6) (تك 37: 22) ( ـث 19: 10) (مت 23: 35) ( أع 22: 20) (رو 3: 15)
-2 ذبيحة قربانية مقدمة، (قض 6: 20) ( 1صم 7: 6) ( 2صم 23: 16) ( مت 16: 18) ( مر 14: 24) (لو 22: 20)
فى يسوع يلتقى المعنيان على الجلجثة أنظر
Colin Brown, ed., The New International Dictionary of New.)Testament Theology vol. 2, pp. 853-855
يستخدم الكتاب المقدس هذا الفعل أيضا مرتبطة مع:
-1 الروح القدس كونه ُمسكب (يؤء 2: 28- 29) (حز 39: 29) (زك 12: 10) (أع 2: 17-  18) (أع أع 10: 45) ( تي 3: 6)
-2 محبةالرب (رو 5: 0) لاحظوا الموازاة الالهوتية في (غلا 4: 6)
-3 غضب الرب (رؤ16)  الفعل مستخدم ثماني مرات
تفسير (مرقس 14: 25) 25 الحق اقول لكم اني لا اشرب بعد من نتاج الكرمة الى ذلك اليوم حينما اشربه جديدا في ملكوت الله.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٢٥ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ أَشْرَبُ بَعْدُ مِنْ نِتَاجِ ٱلْكَرْمَةِ إِلَى ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ جَدِيداً فِي مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ. ثُمَّ سَبَّحُوا

إِنِّي لاَ أَشْرَبُ بَعْد
ليتورجيا عشاء الفصح تشتمل على أربع كؤوس من البركة. أسس الرابيون هذا الإجراء استنادا إلى (خر 6: 6-7) 6 لذلك قل لبني اسرائيل انا الرب.وانا اخرجكم من تحت اثقال المصريين وانقذكم من عبوديتهم واخلصكم بذراع ممدودة وباحكام عظيمة. 7 واتخذكم لي شعبا واكون لكم الها.فتعلمون اني انا الرب الهكم الذي يخرجكم من تحت اثقال المصريين.  "
الكأس الثالثة كانت ترمز إلى الفداء. هذا هو الذي يشكل أساس عشاء الرب. يسوع رفض أن يشرب الكأس الرابع من البركة لأنه كان يرمز إلى الإكتمال أو التحقيق. يسوع ربط هذا بالوليمة المسيانية في نهاية الزمن (أش 25: 60 .. 55) (مت 8: 11)  11 واقول لكم: ان كثيرين سياتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع ابراهيم واسحاق ويعقوب في ملكوت السماوات ( لو 13: 29) 29 وياتون من المشارق ومن المغارب ومن الشمال والجنوب ويتكئون في ملكوت الله.  ( لو 14: 15 و 24) 15 فلما سمع ذلك واحد من المتكئين قال له: «طوبى لمن ياكل خبزا في ملكوت الله».  24 لاني اقول لكم انه ليس واحد من اولئك الرجال المدعوين يذوق عشائي». ( لو 22: 30) 30 لتاكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي وتجلسوا على كراسي تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر». ( رؤ 19: 9 و 7) 9 وقال لي:«اكتب: طوبى للمدعوين الى عشاء عرس الخروف!». وقال:«هذه هي اقوال الله الصادقة».  7 لنفرح ونتهلل ونعطه المجد! لان عرس الخروف قد جاء، وامراته هيات نفسها. 


 إِلَى ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ
من الواضح أن هذا يشير إلى مجيء مستقبلي ليسوع في المجد والقوة بطريقة مختلفة جدا عن وضعه الراهن الذي واجه فيه الخزي، واأللم، والرفض، والموت. مجيئا المسيح يفرقان بينما مهماته كفاٍد(كفارة بدلية نيابية) ومنتصر/ قاض. هذا المجيء المضاعف الجوانب كان قد أدهش اليهود. ربما كان يسوع نفسه، وعلى الأرجح على طريق عمواس، هو الذي أظهر المغزى الكامل من المقاطع الرئيسية في العهد القديم (تك 3: 15) ( مز 22) (أش 53) (زك 9- 14)

أَشْرَبُهُ جَدِيداً

  وعد المسيح بهذا الشراب الحسن قد أعطي إلى القديسين، في قولهم: "كأسي ريَّا" (مز 23).ومعنى ريا فى اللغة العربية  ونقرأ أشياء مماثلة في العديد من مقاطع الكتاب المقدس الأخرى، على سبيل المثال: "يروون من دسم بيتك ومن نهر نعمتك تسقيهم" (مز 36). وفي سفر إرميا، يقول الرب: "وتكون نفسهم كجنة رَيَّا .. وأروي نفس الكهنة من الدسم" (إر 31). وإشعيا يقول: "هوذا عبيدي يشربون وأنتم تعطشون" (أش 65).
وثقول مثلث الرحمات  فى كتاب سلسلة محاضرات تبسيط الإيمان - الأنبا بيشوي مطران دمياط 130- أشربه معكم جديدًا في ملكوت أبي :
[ فما الذي سيشربه الرب معهم جديدًا في ملكوت أبيه؟! إن الملكوت السمائي ليس فيه كروم للعنب ولا حنطة للخبز. وتفسير قول السيد المسيح هو أننا سنشرب من محبة الله إلى الأبد.. فهو يقول سوف "لا أشرب من نتاج الكرمة هذا" مرة أخرى؛ حيث إنه ذاق وأعطاه لتلاميذه في هذا العشاء، ولذلك فهو يسمى بـ"العشاء الأخير" حيث إنه آخر مرة يشرب الرب فيه من نتاج الكرمة. لأننا سنشرب من محبة الله إلى الأبد في ملكوت السماوات..  التعبير مجازي ، في الدلالة علي النعيم الأوثق ، الخمر الجديد الذي للعالم المجيد ، أو الذي لملكوت السماوات   ايضا الكتاب المقدس واضح جدا في موضوع ملكوت السموات انه ملكوت روحي وليس مادي  فقد شرح السيد المسيح هذا  فى العديد من الآيات
وهذا يرجعنا إلى سفر نشيد الأناشيد عندما تقول "أدخلني إلى بيت الخمر وعَلَمُه فوقى محبة" (نش2: 4) وأيضًا "ليقبّلني بقبلات فمه لأن حبك أطيب من الخمر" (نش1: 2) ليس المقصود "ببيت الخمر" بيت السُكر والخلاعة لأن الكتاب يقول "ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح" (أف5: 18) لكن المقصود هنا: الكنيسة المقدسة .. أدخلني إلى كنيسته المقدسة لكي أتناول من هذه الكأس التي للعهد الجديد. ليس بالمعني الحرفي ،بل يتم فهمها وإدراكها بالمعني الروحي ، والتي تعني أفراح وأمجاد السماء  حيث يقدم كل واحد كأس الآلام الذى تجرعه "لأن ليس ملكوت الله أكلا وشربا، بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس." (رو 14: 17).
"علمه فوقى محبة" حيث إننا لا زِلْنَا في هذا العالم، فنشرب من الكأس ونتمتع بحب الله، أما في الحياة الأبدية سوف نرتشف من هذا الحب، لكن ليس هناك عصير عنب، بل سوف تسقينا وتروينا محبة الله المتدفقة "وأقول لكم إني من الآن لا أشرب من نتاج الكرمة هذا إلى ذلك اليوم حينما أشربه معكم جديدًا في ملكوت أبي" (مت26: 29).]  أ. هـ

مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ.
ورد فى العهد القديم والجديد عبارتين الأولى ملكوت السماوات وهى فى السماء أما عبارة ملكوت الله فهى تعنى أن الله يملك على القلوب فى الأرض بمجرد الإيمان وبعد الموت ينتقل الإنسان لنفس الملكوت فى السماء فى ملكوت السماوات  أنظر تفسيرنا على (مرقس 1: 15)
تفسير (مرقس 14: 26) 26 ثم سبحوا وخرجوا الى جبل الزيتون

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٢٦ ثم سبحوا وَخَرَجُوا إِلَى جَبَلِ ٱلّزَيْتُونِ».

 ثم سبحوا .
هذا الفعل اليوناني هو مصدر الكلمة الإنكليزية "تسبيح". على الأرجح كان هذا جزءا من مزامير تهليل (مز 113- 118)(مت 26: 30)  ، والتي كانت آخر جزء من طقس الفصح. هذه المزامير كانت تعبيرات عن الفرح ولإمتنان لفداء يهوه. هي تُتلى أو تُغنى ككل أو جزء منها، في جميع أيام الإحتفاالت الرئيسية، ما عدا يوم الكفارة. (المزامير 113- 114) تُغنى باكر في وليمة الفصح و( المزامير 115- 118) تقريبا في نهاية الوليمة.

جَبَلِ ٱلّزَيْتُونِ
لا بد أن يسوع والتلاميذ كانوا عادة يستخدمون هذا كأرض تخييم أو مكان للصلاة خلال فترة الفصح (ثمانية أيام)
ثم ذهبوا إلى جبـل الزيتـون، الفصح يجب ان يأكله اليهود فى أورشليم وأكله المسيح فى العلية فى أورشليم ثم ذهب لجبل الزيتون أقل مسيرة سبت وجبل الزيتون مواجه لجبل الهيكل فى أورشليم بمعـنى أنهـم لم يخرجـوا عـن دائـرة أُورشـليم بمـا يحفـظ لقـانون الفصـح حـدوده، حيـث لا يخـرج إنسـان عـن دائـرة أُورشـليم. ً َّ ، وبعد ذلك يروي ق. مرقس حديث المسيح مـع نبـوات عـن كيـف سـيتركونه جميعـا ُ َّ ومقطـع مـن نبـوة زكريـا َّ ليجعل هذا الترك جزئا حيا من تحقيق ماسيانيته ثم يعطي نبوة عن ما بعـد القيامـة، كيـف سيسـبقهم إلى الجليل، وكأن الموت والقيامة جزء من المسيرة. ولكن الغريب أن يعـترض بطـرس ومعـه الكـل أنهـم لا يمكـن ن يتركوه. مما اضطر المسيح أن يعطي نبوَّة إنكارهم وهروبهم الجماعي

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 14

7. إعلان عن شك التلاميذ فيه (مرقس14: 27-31)
تفسير (مرقس 14: 27) 27 وقال لهم يسوع ان كلكم تشكون في في هذه الليلة.لانه مكتوب اني اضرب الراعي فتتبدد الخراف.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

إنباء بإنكار بطرس (مر 14: 27- 31)
«٢٧ وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: إِنَّ كُلَّكُمْ تَشُكُّونَ فِيَّ فِي هٰذِهِ ٱللَّيْلَةِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنِّي أَضْرِبُ ٱلرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ ٱلْخِرَافُ.

وبينما هم يسيرون في تؤدة على طول الطريق من البيت الذي تناولوا فيه الفصح، خارجين من بوابة المدينة عبر الجسر إلى جبل الزيتون، حذّر يسوع التلاميذ من الارتداد القادم. فهو، الراعي، سيُضرب، كما تنبّأ زكريا (13: 7). وأما هم، خِرَافُ قطيعه، فسوف يتبددون، لأنهم سيترددون ويرتبكون من جراء ما سيصيبه.
 ( يوحنا ١٢: ٣٦ - ٣٨).36 ما دام لكم النور امنوا بالنور لتصيروا ابناء النور». تكلم يسوع بهذا ثم مضى واختفى عنهم. 37 ومع انه كان قد صنع امامهم ايات هذا عددها، لم يؤمنوا به، 38 ليتم قول اشعياء النبي الذي قاله:«يارب، من صدق خبرنا؟ ولمن استعلنت ذراع الرب؟» 
راجع تفسير متّى ٢٦: ٣١ - ٣٥.
هذا تحذير ثان لبطرس من أن ينكر المسيح وحذّره المسيح وهم ذاهبون إلى جثسيماني. وسبق المسيح إلى مثل ذلك قبل أكل الفصح (لوقا ٢٢: ٣١ و٣٢ ) 31 وقال الرب: «سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة! 32 ولكني طلبت من اجلك لكي لا يفنى ايمانك. وانت متى رجعت ثبت اخوتك». (يوحنا ١٣: ٣٧ و٣٨)  37 قال له بطرس:«يا سيد، لماذا لا اقدر ان اتبعك الان؟ اني اضع نفسي عنك!». 38 اجابه يسوع:«اتضع نفسك عني؟ الحق الحق اقول لك: لا يصيح الديك حتى تنكرني ثلاث مرات.

إِنَّ كُلَّكُمْ تَشُكُّون
هذا إشاري مستقبلي مبني للمجهول. هذا دليل آخر على أن يسوع يعرف الأحداث المستقبلية ويتحكم بها.
من المؤلم حقا أن يحس الإنسان أن من حوله سيشكون فيه
فكرة المبني للمجهول آسرةٌ في ترجمة ASV" كلكم ستتضايقون"( skandalizō، والتي كانت تستخدم لإلشارة إلى عصي الفخ ذي الطعم)
هناك مبني للمجهول مستقبلي ثاني، "ستُبعثرون"، من (زك 13: 7) 7 استيقظ يا سيف على راعي وعلى رجل رفقتي يقول رب الجنود.اضرب الراعي فتتشتت الغنم وارد يدي على الصغار. "
هذه الكلمة نفسها هي التي تشير إلى عدم الإيمان "تسقطون" استُخدمت للإشارة إلى الآخرين الذين يرفضون المسيح  (مت 11: 6)6 وطوبى لمن لا يعثر في»  ( مت 13: 21 و 57) 21 ولكن ليس له اصل في ذاته بل هو الى حين. فاذا حدث ضيق او اضطهاد من اجل الكلمة فحالا يعثر.57 فكانوا يعثرون به. واما يسوع فقال لهم: «ليس نبي بلا كرامة الا في وطنه وفي بيته»  ( مت 24: 10) 10 وحينئذ يعثر كثيرون ويسلمون بعضهم بعضا ويبغضون بعضهم بعضا. ( مت 26: 31)31 حينئذ قال لهم يسوع: «كلكم تشكون في في هذه الليلة لانه مكتوب: اني اضرب الراعي فتتبدد خراف الرعية. " إيمان التلاميذ سوف يخفق. نكران بطرس كان مثلا عن كل مخاوفهم

مَكْتُوبٌ:
حرفيا هذه هي "لقد ُكتب"، والتي هي تام إشاري مبني للمجهول. لقد كانت عبارة مميزة مصطلح عبري يشير إلى العهد القديم الملهم. 

أَضْرِبُ ٱلرَّاعِيَ
 
هذا اقتباس من(زك 13: 7)  7 استيقظ يا سيف على راعي وعلى رجل رفقتي يقول رب الجنود.اضرب الراعي فتتشتت الغنم وارد يدي على الصغار. "
وكلمة «أضـرب» هنـا تـأتي في الأصـل العـبري وفي السـبعينية بـالأمر، ولكـن القـديس مـرقس جعلهـا في صيغة المستقبل ”سأضرب“ لأن الأمر كان وشيك الوقوع.ُّ والمســيح يقولهــا علــى ضــربة المــوت علــى الصــليب وتبــدد التلاميــذ فزعــا وهربــا، وأمــا صــغار المــؤمنين فيتعقــبهم الخــوف والشــك والتشــتُّت معــا  َّ ! كمــا تقــول النبــوة: وأرد يــدي علــى الصــغار. هــذه هــي عثــرة الصليب التي هي عند العالم جهالة.
لقد كان مخطط الآب أن يسوع يقدم حياته كذبيحة عن الخطيئة   (أش 53: 4و 6 و10)4 لكن احزاننا حملها واوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا. 6 كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد الى طريقه والرب وضع عليه اثم جميعنا.  10 اما الرب فسر بان يسحقه بالحزن.ان جعل نفسه ذبيحة اثم يرى نسلا تطول ايامه ومسرة الرب بيده تنجح.  (مر 10: 45) 45 لان ابن الانسان ايضا لم يات ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين». (لو 22: 22) 22 وابن الانسان ماض كما هو محتوم ولكن ويل لذلك الانسان الذي يسلمه».  (أع 2: 23) 23 هذا اخذتموه مسلما بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق، وبايدي اثمة صلبتموه وقتلتموه.  ( أع 3: 18)  18 واما الله فما سبق وانبا به بافواه جميع انبيائه، ان يتالم المسيح، قد تممه هكذا. ( أع 4: 28)  28 ليفعلوا كل ما سبقت فعينت يدك ومشورتك ان يكون. ( أع 13: 29) 29 ولما تمموا كل ما كتب عنه، انزلوه عن الخشبة ووضعوه في قبر. ( 2كور 5: 21)  21 لانه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لاجلنا لنصير نحن بر الله فيه
تفسير (مرقس 14: 28) 28 ولكن بعد قيامي اسبقكم الى الجليل.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٢٨ وَلٰكِنْ بَعْدَ قِيَامِي أَسْبِقُكُمْ إِلَى ٱلْجَلِيلِ.

يسوع أخبر التلاميذ عدة مرات بأنه سيلتقي بهم على جبل في الجليل (مت 26: 32) 32 ولكن بعد قيامي اسبقكم الى الجليل». 33 فقال بطرس له: «وان شك فيك الجميع فانا لا اشك ابدا». (مت 28: 7 و 10 و 16)  7 واذهبا سريعا قولا لتلاميذه انه قد قام من الاموات. ها هو يسبقكم الى الجليل. هناك ترونه. ها انا قد قلت لكما» 10 فقال لهما يسوع: «لا تخافا. اذهبا قولا لاخوتي ان يذهبوا الى الجليل وهناك يرونني».16 واما الاحد عشر تلميذا فانطلقوا الى الجليل الى الجبل حيث امرهم يسوع. " .  هذا اللقاء الخاص كان فرصة للمأمورية العظمى (مت 28: 16- 20) 16 واما الاحد عشر تلميذا فانطلقوا الى الجليل الى الجبل حيث امرهم يسوع. 17 ولما راوه سجدوا له ولكن بعضهم شكوا. 18 فتقدم يسوع وكلمهم قائلا: «دفع الي كل سلطان في السماء وعلى الارض 19 فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس. 20 وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به. وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر». امين. " ، والتي هي على الألأرجح الظهور بعد القيامة الذي يتم الحديث عنه في 1(1كور 15: 16) 16 لانه ان كان الموتى لا يقومون، فلا يكون المسيح قد قام. " هذا لا يشير إلى الصعود، الذي جرى من جبل الزيتون بعد أربعين يوما . من القيامة (أعمال1: 12) 11 وقالا:«ايها الرجال الجليليون، ما بالكم واقفين تنظرون الى السماء؟ ان يسوع هذا الذي ارتفع عنكم الى السماء سياتي هكذا كما رايتموه منطلقا الى السماء». 12 حينئذ رجعوا الى اورشليم من الجبل الذي يدعى جبل الزيتون، الذي هو بالقرب من اورشليم على سفر سبت.  "
ولكن إنجيل . لوقـا يتبـع تقليـدا آخر «سمعـان سمعـان، هـوذا الشـيطان طلـبكم لكـي يغـربلكم كالحنطـة! ولكني طلبت من أجلك لكـي لا يفـنى إيمانـك. وأنـت مـتى رجعـت ثبِّـت إخوتـك » (لـو :22 31و32). وهـذا هــو تقليــد كنيســة أُورشــليم. ولكــن تقليــد إنجيل. مــرقس (مر 7:16) َّ 7 لكن اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس انه يسبقكم الى الجليل. هناك ترونه كما قال لكم» مــرة أخــرى وبـنفس الألفـاظ. مـا قالـه المسـيح قبـل الصـلب قالـه بعـد القيامـة.
وفي قـول المسـيح: «بعـد قيـامي أسـبقكم إلى الجليـل» توكيـد للمـوت والصـليب، وبـآن واحـد إلغـاء لسطوهتما معا ً! من أجل ذلك قالها المسيح ليستقبلوا خبر الموت برجاء وثقة أن وراء الموت ستكون قيامـة حتمـا . ولكـن المـدهش أن بطـرس كأنـه لا يفهـم ولا يسـمع ولا يفكـر:«ألكـم آذان ولا تسـمعون ولا ً ِّ تذكرون» (مر 17:8). ومرمى الكلام جيد، لأنه وإن تشتَّتت الغنم فبعد قيامي أجمعهم هناك في الجليل في حضــني حيــث جبــال الحــب ومراعــي خضرة . ولا تــزال لغــة الراعــي وكلماتــه في فــم المســيح، فقولــه: ”أسبقكم“ هي كالعادة كما يسبق الراعي غنماته! ولكن ولأن في القيامة لا زمن ولا مسيرة ولا أسبقية، أصبحت الأسبقية لزاما عليهم هم لأنهـم في الجسـد يعيشـون:
«اذهبـا قـولا لإخـوتي أن يـذهبوا إلى الجليـل ً وهناك يرونني» (مت 10:28)، بمعـنى أنـا أسـبقهم بقيـامتي ولكـن علـيهم وبـآن واحـد أن يسـبقوا هـم إلى هناك حيث يرونني.

كان هذا تنبؤا الفداء إلى كل عن قيامته، ولكنهم لم يفهموا مغزاه. هذه العبارة هي فرصة رائعة لإظهار أن العهد القديم غالبا ما ينسب أعمال الفداء إلى كل الأقانيم الثلاثة الإلهية.
(1)  الاب أقام يسوع (اع 2: 24)24 الذي اقامه الله ناقضا اوجاع الموت، اذ لم يكن ممكنا ان يمسك منه.   ( أع 3: 15) 15 ورئيس الحياة قتلتموه، الذي اقامه الله من الاموات، ونحن شهود لذلك.  ( أع 4: 10) (أع 5: 30) ( أع 10: 40)  10 فليكن معلوما عند جميعكم وجميع شعب اسرائيل، انه باسم يسوع المسيح الناصري، الذي صلبتموه انتم، الذي اقامه الله من الاموات، بذاك وقف هذا امامكم صحيحا. ( أع 13: 30و 33 و 34 و 37)  30 ولكن الله اقامه من الاموات. 33 ان الله قد اكمل هذا لنا نحن اولادهم، اذ اقام يسوع كما هو مكتوب ايضا في المزمور الثاني: انت ابني انا اليوم ولدتك. 34 انه اقامه من الاموات، غير عتيد ان يعود ايضا الى فساد، فهكذا قال: اني ساعطيكم مراحم داود الصادقة   37 واما الذي اقامه الله فلم ير فسادا. ( أع 17: 31) 31 لانه اقام يوما هو فيه مزمع ان يدين المسكونة بالعدل، برجل قد عينه، مقدما للجميع ايمانا اذ اقامه من الاموات» ( رو 6: 4 و 9) 4 فدفنا معه بالمعمودية للموت، حتى كما اقيم المسيح من الاموات، بمجد الاب، هكذا نسلك نحن ايضا في جدة الحياة؟ 9 عالمين ان المسيح بعدما اقيم من الاموات لا يموت ايضا. لا يسود عليه الموت بعد. ( رو 10: 9) 9 لانك ان اعترفت بفمك بالرب يسوع، وامنت بقلبك ان الله اقامه من الاموات، خلصت.  ( 1كور 6: 14) 14 والله قد اقام الرب، وسيقيمنا نحن ايضا بقوته. ( 2كور 4: 14) 14 عالمين ان الذي اقام الرب يسوع سيقيمنا نحن ايضا بيسوع ويحضرنا معكم.  (غل 1: 1)1 بولس، رسول لا من الناس ولا بانسان، بل بيسوع المسيح والله الاب الذي اقامه من الاموات،  (أف 1: 20) 20 الذي عمله في المسيح، اذ اقامه من الاموات، واجلسه عن يمينه في السماويات، (كول 1: 12) 12 شاكرين الاب الذي اهلنا لشركة ميراث القديسين في النور،  ( 1تس 1: 10)  10 وتنتظروا ابنه من السماء، الذي اقامه من الاموات، يسوع، الذي ينقذنا من الغضب الاتي. "
(2) الإبن أقام نفسه (يو 2: 16- 22) 16 وقال لباعة الحمام:«ارفعوا هذه من ههنا! لا تجعلوا بيت ابي بيت تجارة!». 17 فتذكر تلاميذه انه مكتوب:«غيرة بيتك اكلتني». 18 فاجاب اليهود وقالوا له:«اية اية ترينا حتى تفعل هذا؟» 19 اجاب يسوع وقال لهم:«انقضوا هذا الهيكل، وفي ثلاثة ايام اقيمه». 20 فقال اليهود:«في ست واربعين سنة بني هذا الهيكل، افانت في ثلاثة ايام تقيمه؟» 21 واما هو فكان يقول عن هيكل جسده. 22 فلما قام من الاموات، تذكر تلاميذه انه قال هذا، فامنوا بالكتاب والكلام الذي قاله يسوع. ( يو 10: 17- 18)  17 لهذا يحبني الاب، لاني اضع نفسي لاخذها ايضا. 18 ليس احد ياخذها مني، بل اضعها انا من ذاتي. لي سلطان ان اضعها ولي سلطان ان اخذها ايضا. هذه الوصية قبلتها من ابي».
(3) الروح القدس أقام يسوع (رو 8: 11) 11 وان كان روح الذي اقام يسوع من الاموات ساكنا فيكم، فالذي اقام المسيح من الاموات سيحيي اجسادكم المائتة ايضا بروحه الساكن فيكم. "
هذا التأكيد على التثليث نفسه يمكن أن نراه في مرقس :(مر 1: 9- 10) 9 وفي تلك الايام جاء يسوع من ناصرة الجليل واعتمد من يوحنا في الاردن. 10 وللوقت وهو صاعد من الماء راى السماوات قد انشقت والروح مثل حمامة نازلا عليه. 11 وكان صوت من السماوات: «انت ابني الحبيب الذي به سررت!». " انظر الموضوع الخاص: الثالوث القدوس على مرقس 1: 11)
تفسير (مرقس 14: 29) 29 فقال له بطرس وان شك الجميع فانا لا اشك.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

٢٩ فَقَالَ لَهُ بُطْرُسُ: وَإِنْ شَكَّ ٱلْجَمِيعُ فَأَنَا لاَ أَشُكُّ!
"إِنْ.
هذه حرفيا نعنى "حتى ولو" ( NKJV وNJB). إنها جملة شرطية فئة أولى، ما يفترض أنها حقيقية من وجهة نظر الكاتب أو ألأجل أهدافه الأدبية. بطرس كان يستطيع أن يتخيل الآخرين يهربون، ولكن ليس هو بنفسه. 
لاَ  
هذا هو حرف الإستدراك القوي alla. بطرس كان يؤكد على أنه لن يترك يسوع (لو 22: 33) ( يو 13: 37- 38)  بطرس كان قد أعلن علانية ولا ء  لن يحققه ولن يستطيع أن يحققه. رغبته كانت تفوق قدرتهإذ كان واثقاً من نفسه ويجهل ضعفه، أعلن بطرس قائلاً: "وَإِنْ شَكَّ الْجَمِيعُ (ترددوا) فَأَنَا لاَ أَشُكُّ". 
فَأَنَا لاَ أَشُكُّ!

شخصية بطرس تميزت بالشجاعة المندفعة ظهرت من إعلانه أن المسيح إبن الله الحى فى نواحى قيصرية فيلبس وفى سيره على الماء وفى حمله سيف للدفاع عن المسيح  ليلة القض عليه فى بستان جسثيمانى  ولكن عندما تغيرت الظروف كان يسوع يحاكم فى بيت قيافا رئيس الكهنة خاف وأنكر أنه يعرف يسوع أمام جارية وكانت علامة شكه صياح الديك مرتين  وعندما دفن يسوع وقام عاد بطرس لمهنة الصيد وفيما يلى أوقول بطرس وشجاعته التى عدما أختبرت ظهرت أنها نتيجة لعاطفة مندفعة
قال بطرس  فى شجاعة (لو 22: 33) قال له يا رب اني مستعد ان امضي معك حتى الى السجن والى الموت." فعاد بطرس يسأل (يو 13: 37) : «ياسيد، لماذا لا أقدر أن أتبعك الآن؟ إني أبذل حياتي عوضا عنك!» (مت 26: 35) فقال له بطرس: "ولو لزم الأمر أن أموت معك، فلا أنكرك أبدا." وقال التلاميذ كلهم نفس هذا الكلام." أى أن بطرس ليس الوحيد الذى شك وخاف بل التلاميذ كلهم

هذا ما قاله بطرس للرب فهو لا يشك به أبدا, و لا يتراجع, بل أنه مستعد ان يذهب للسجن,لا ينكره أبدا, ولدية الاستعداد ان يبذل حياته عوضا عنه, ولو لزم الأمر أن يموت معه..
وهذا كان كلام التلاميذ وموقفهم أيضا ... إن كلمات بطرس نيابه عن جميع التلاميذ المتكلم بإسمهم
وإذا كان هذا هو كلام التلاميذ كلهم, فليس من المستغرب ان يكون هذا كلام المسيحيين كلهم..
وهذا الكلام دليل على الشجاعة والرجولة والثبات وفوق كل هذا دليل على الثقة بالنفس وبالإمكانيات البشرية.. هذا عندما تجرى الأمور والإنسان فى راحة وقوة لكن للأسف في الواقع وفي المواقف الصعبة عندما تتغير الظروف تتحول هذه الكلمات إلى مجرد شعارات حماسية للكثيرين ولكن هناك من يثبت فى موقفه ويفعل اعمالا حسنة مثل يوسف الرامى ونيقوديموس ومثل يوحنا الحبيب التلميذ الذى رافق المسيح فى بيت قيافا وحتى انه كان تحت الصليب
وهذا ما حصل مع بطرس فقد أنكر المسيح أمام جارية بسيطة لا تملك سلطة لكنه خاف من أن يعرف الجميع انه من أتباع المسيح يسوع.. وحصل أيضا مع التلاميذ أذ جميعهم هربوا ولم يبقى احد مع الرب يسوع حين مسكوه..
فحين نعتمد على الثقة بالنفس وعلى كلاماتنا العاطفية الحماسية تكون النتيجة المؤكدة مثل ما فعل التلاميذ.. عندما تبنى موقفنا وكلماتنا على إيماننا واتكالنا على الرب ستختلف النتيجة فهو يعلمنا أن لا نقلق ولا ننشغل ولا نفكر لنتخذ المواقف المسبقة المبنية على ذواتنا وعواطفنا (مر 13: 11) فَمَتَى سَاقُوكُمْ لِيُسَلِّمُوكُمْ، فَلاَ تَعْتَنُوا مِنْ قَبْلُ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ وَلاَ تَهْتَمُّوا، بَلْ مَهْمَا أُعْطِيتُمْ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَبِذلِكَ تَكَلَّمُوا. لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلِ الرُّوحُ الْقُدُسُ. "
كان إيمان بطرس أن يسوع هو المسيح رجل حرب جاء ليخلص الأمة اليهودية من الإحتلال الرومانى لهذا حمل سيفا ليلة القبض على يسوع
تفسير (مرقس 14: 30) 30 فقال له يسوع الحق اقول لك انك اليوم في هذه الليلة قبل ان يصيح الديك مرتين تنكرني ثلاث مرات.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

٣٠ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ، إِنَّكَ ٱلْيَوْمَ فِي هٰذِهِ ٱللَّيْلَةِ، قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ ٱلدِّيكُ مَرَّتَيْنِ، تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.
قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ ٱلدِّيكُ مَرَّتَيْنِ، تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.

"أنت، نفسك" توكيدية. هذا مستقبل إشاري مبني للمتوسط. رواية لوقا أطول (مر 22: 31- 34) . التفصيل بأن الديك يصيح مرتين هو ذكرى من شاهد عيان وهو بطرس. وهي مدونة فقط في إنجيل مرقس

يسوع المسيح إله حق فاحص القلوب والكلى يعرف المستقبل وما تخبئة الأيام ، فواجه بطرس بحقيقة حاله بنـوع مـن التأكيـد الحـزين غير القابل للمزايدة: «الحق أقول لك» َّ ثم عـين لـه اليـوم والوقـت والسـاعة (حـوالي السـاعة 3 فجـراً) الـتي  سينكره فيها ثلاث مر   َّات. ولكن هي المكابرة المستهترة وعدم الاتزان والثقة الكاذبة في الـنفس َّ واسـتعراض الأمانة المطلقة المؤسسة على لا شيء. وذكر إنجيل  مرقس في الآية (مر 14: 72) 72 وصاح الديك ثانية فتذكر بطرس القول الذي قاله له يسوع: «انك قبل ان يصيح الديك مرتين تنكرني ثلاث مرات». فلما تفكر به بكى. ." من هذا الأصحاح ليسـتعرض لنـا َّ  كيــف صــاح الــديك َّمرتين تين وكيــف أنكــر بطــرس ثــلاث مــرات مــع لعــن!! وحلفــان!! إني لســت أعــرف الرجل!! فقال له يسوع أنه وقبل أن يصيح الديك مرتين سوف ينكر ثلاث مرات أية معرفة بذاك الذي كان يعترف به معلماً له. في أناجيل أخرى يرد القول أن "قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ". ليس من تناقض في هذا. فصياح الديك كان في وقت محدد- الساعة الثالثة صباحاً. من هنا نعلم أنه كان يشير أيضاً إلى صياح ديك معين مرتين.
تفسير (مرقس 14: 31) 31 فقال باكثر تشديد ولو اضطررت ان اموت معك لا انكرك.وهكذا قال ايضا الجميع

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٣١ فَقَالَ بِأَكْثَرِ تَشْدِيدٍ: وَلَوِ ٱضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ. وَهٰكَذَا قَالَ أَيْضاً ٱلْجَمِيعُ».
فَقَالَ بِأَكْثَرِ تَشْدِيدٍ:

هذه الكلمة تشديد ( perisseia ) بغاية المبالغة أو التشديد الكبير تُستخدم غالبا بأشكالها المختلفة فى العهد الجديد (مت 5: 20)20 فاني اقول لكم: انكم ان لم يزد بركم على الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السماوات.  ( مت 27: 23) 23 فقال الوالي: «واي شر عمل؟» فكانوا يزدادون صراخا قائلين: «ليصلب!»  ( أع 26: 11) 11 وفي كل المجامع كنت اعاقبهم مرارا كثيرة، واضطرهم الى التجديف. واذ افرط حنقي عليهم كنت اطردهم الى المدن التي في الخارج. ( فيل1: 9) 9 وهذا اصليه: ان تزداد محبتكم ايضا اكثر فاكثر في المعرفة وفي كل فهم ( 1تس 4: 1) 1 فمن ثم ايها الاخوة نسالكم ونطلب اليكم في الرب يسوع، انكم كما تسلمتم منا كيف يجب ان تسلكوا وترضوا الله، تزدادون اكثر. "الصيغة المشددة التي يسبقها حرف الجر ek نجدها فقط في مرقس. على الأرجح أنها كانت من بطرس نفسه. لقد تذكر كم كان إنكاره ليسوع عنيفا شديدا

وَلَوِ "
. هذه جملة شرطية فئة ثالثة تعني عملا محتملا  . حرفيا "حتى وإن حدث هذا ولا بد".

لاَ أُنْكِرُكَ
. كان بطرس يشعر فعلا على هذا النحو. لقد كان عازما من كل قلبه وكل قدرته أن يقف إلى جانب يسوع. مثل خطايا داود والمغفرة اللاحقة التي عملت على تشجيع مؤمنين لاحقا كذلك أيضا ، تأكيدات بطرس وإخفاقاته. البشر الضعفاء الخطأة يريدون أن يفعلوا الأمر الصواب ،  (رو 7) ، يجدون أنفسهم للتو عاجزين. يسوع يستطيع أن يعالج الفشل، ولكن ليس عدم الإيمان الذي تنعدم فيه التوبة.

 كلمات بطرس فى هذه الآية  ليست هـي محاولـة لتأكيـد صـدقه السـابق بـل هـي تكـذيب قول المسيح له «للحـق أقـول لـك» . ارده هنا بحماس واندفاع وتشديد لا يؤيده الإيمان أو استعداد حقيقي لدفع الثمن، بل ويزيـد ِّعلى ذلك التطاول على التلاميذ كلهم أنهم لو خانوا وأنكروا فهو لن يسـلك مسـلكهم بمعنى انه أكثر ولاء منهم وأنه أكثر إيمانا به وأشد محبة للمسيح أكثر منهم جميعا . ولكن وللأسف أخذ الآخرون عدوى المكابرة والصوت العالي وقالوا ما قال أول التلاميـذ، فأهانوا التلمذة وأهانوا تعليم المعلِّم!
 ولم يعلق مرقس تعليقا واحدا على رد بطرس والتلاميذ على معلمهم مع أنه كتب هذه الأحداث بعدها بمدة ليجكم القارئ بنفسه على بطرس والتلاميذ وترك الحـوادث تـرد ِّ على هذه السقطة الجماعية المخزية. وقد حرص ق. مرقس بعد ذلك علـى إبـراز الـرد علـى مكـابرة بطـرس والآخرين: أولا كيف تركوه جميعا وهربوا عنـد القـبض عليـه، وثانيـا  كيـف أنكـر بطـرس أيضـا بشـدة وحمـاسا وزاد الإنكار حلفانا ولعنا لمن ْ؟ لجارية ارتعب منها مقررا ً أنه لا يعرف هذا الرجل!
 من خلال الرواية وسرد أحداث هذه الفترة الزمنية من حياة يسوع يقدِّم لنا إنجيل مرقس درساً مرا للكنيسة عـنً مـا يسـتلزمه الإيمـان بالمسـيح مـن صـلابة الحـق والتمسـك بـه، والشـهادة للاسـم بإصـرار وثقـة حـتى المـوت، ُّ على أساس العون الإلهي الذي لا يمكن أن يحيا الإنسان بدونه.
كذلك لا ننسى دور الشيطان الذي اسـتطاع أن يـدبر هـذه المأسـاة كلهـا علـى أيـدي رؤسـاء الكهنـة،
ً والسـنهدريم والتلاميـذ صـاروا أدوات فعالة فى مأساة الصليب ممــا اضــطر المســيح أن يصــلِّي مــن أجــل التلاميــذ ومــن أجــل بطــرس بالـذات، لأن الشـيطان كقـول إنجيـل ق. لوقـا «طلـبهم لكـي يغـربلهم كالحنطـة» فالصـليب لم يبـدأ مـن فوق الخشبة ولا من قلب قيافا الحقود، بل بدأ بخيانة تلميذ من الاثني عشر.

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 14

8. ذهابه إلى جثيسيماني (مرقس14: 32-42)
تفسير (مرقس 14: 32) 32 وجاءوا الى ضيعة اسمها جثسيماني فقال لتلاميذه اجلسوا ههنا حتى اصلي.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
اكتئاب المسيح في جثسيماني (مر 14: 32- 42)
 «٣٢ وَجَاءُوا إِلَى ضَيْعَةٍ ٱسْمُهَا جَثْسَيْمَانِي، فَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: ٱجْلِسُوا هٰهُنَا حَتَّى أُصَلِّيَ.
وردت أحداث بستان جسيثمانى فى (مت 26: 36- 46) و (لو 22: 40- 46)
   (متّى ٢٦: ٣٦ ) ( لوقا ٢٢: ٣٩ ) ( يوحنا ١٨: ١) ( يوحنا ١٢: ٢٧) ( رومية ٨: ١٥ ) (غلاطية ٤: ٦) ( عبرانيين ٥: ٧) ( يوحنا ٥: ٣٠ و٦: ٣٨ ) ( ورمية ١٥: ٣) ( رومية ٧: ٢٣ ) (غلاطية ٥: ١٧ ) ( يوحنا ١٣: ١) ( متّى ٢٦: ٤٦ ) ( يوحنا ١٨: ١ و٢)

انظر شرح بشارة متّى، (متّى ٢٦: ٣٦ - ٤٦).

الفرق بين أنباء متّى وأنباء مرقس بهذه الحادثة أن متّى قال أن المسيح ابتدأ يحزن ويكتئب ومرقس قال ابتدأ يدهش ويكتئب (مر 14: 32) وهذا يدلنا على أن المسيح مع أنه توقع حدوث ذلك الاكتئاب دهش وقت وقوعه باختباره إياه أو أن ذلك استنتجه التلاميذ مما شوهد على وجهه من إمارات الاضطراب.
ومتّى ذكر قول المسيح «إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس» ومرقس قال أنه صلى لكي تعبر عنه الساعة إن أمكن (مر 14: 35). والمراد بكل من الكأس والساعة هنا واحد وهو آلام المسيح التي كان مزمعاً أن يحتملها تكفيراً عن آثام الناس وهي تتضمن علاوة على الموت ترك أصحابه وحجب وجه الآب عنه وحمله خطايا العالم وغضب الله الذي أوجبه الإثم على الناس.
وتكلم المسيح بذلك باعتبار كونه إنساناً ولو رغب في تلك الآلام لم يكن إنساناً لأن الطبيعة البشرية تنفر من الألم. وسلم باعتبار كونه إنساناً بكل خضوع وطاعة أن يحتمل تلك الآلام لأنها الواسطة الوحيدة لخلاص البشر.
وذكر متّى قول المسيح يا «أبتاه» ومرقس ذكر لفظ المسيح بعينه وترجمه لمن كتب لهم من الأمم وهو قوله «يا أبا» وهو لفظ المسيح و «الآب» وهو ترجمته. وزاد قوله «كل شيء مستطاع لك». وذكر مرقس أنه عندما رجع المسيح ووجد التلاميذ الثلاثة نياماً وبخ بطرس وناداه باسمه القديم أي سمعان (مر 14: 37) وذلك كما فعل مرات في وقت توبيخه إياه على ضعفه وتسلط طبيعته العتيقة عليه. وهذا من الأدلة على أن مرقس كتب بشارته بإرشاد بطرس. وزاد مرقس على متّى أيضاً أنه لما رجع المسيح ثانية ووجد أولئك التلاميذ نياماً لم يعلموا بماذا يجيبونه أي انه لم يجدوا عذراً يحتجون به على نومهم (مر 14: 40)
يَكْفِي (مر 14: 41) أي لم يبق حاجة إلى أن تسهروا وتصلوا معي إذ لم يبق من فائدة لي من السهر والصلاة.


جَثْسَيْمَانِي،

"جثسيماني" وبالعبرية shemanim g وتعني في العبرية."معصرة الزيت"  وبالطبع زيت الزيتون  
ويســميها ق. يوحنــا بســتان (حديقــة) garden = kÁpoj. ويقــول ق. يوحنــا إن المســيح كــان يـذهب إليهـا مـع تلاميـذه كثـيرا(يـو 2:18). ويقـدر العلمـاء أنها تقع في نهايـة السـفح الغـربي ً لجبل الزيتون مواجهة لأُورشليم. وكما قلنا في المقدمة أن صـاحب العليـة هـو أبـو ق. مـرقس وقـد كـان مـن أغنيـــــــــاء كيريـــــــــني (في شمـــــــــال أفريقيـــــــــا في ليبيـــــــــا الآن)، وقـــــــــد جمـــــــــع ثروتـــــــــه ونـــــــــزح إلى أُورشـليم واشـترى بيتـا  وعـاش هنـاك مـع زوجتـه مـريم وابنـه مـرقس وبعـض مـن عائلتـه ربمـا سمعـان أبـو الكسندروس وروفس، ثم اشترى حديقة جثسـيماني ليعيشوا من بيع زيتـون أي الزيـت. والمسـيح كـان كلمـا ذهـب إلى أُورشـليم نـزل ضـيفا ً علـى بيـت ق. مـرقس وأمضـى لياليـه يصـلِّي في جبـل الزيتـون في ديقتــه هنــاك. وهبـذه الحقـائَق تتمشـى معنـا حـوادث جثسـيماني بسـهولة، وبـدخول المسـيح مـع تلاميـذه البستان دخلوا البيـت، وقـال لتلاميـذه أن «يجلسـوا هنـا» وخـر ي وأخـذ معـه بطـرس ويعقـوب ويوحنا. وطلـب مـنهم أن يحرسـوا (بـدلا ً مـن أن يسـهروا) ربمـا تحـت ظـل شـجرة زيتـون كبـيرة بقصـد حراسـة
الجماعة والمسيح، لأنه كان يعلـم تمامـا ً أن يهـوذا يعـرف المكـان ولابـد أنـه سـيأتي. والقصـد مـن الحراسـة أن أن لا يؤخوا وهم نائمون وبالأكثر يستطيع التلاميذ الهرب في اللحظة الحرجة. وطلب منهم المسيح أن ُيصلوا لينالوا كرامة الاشتراك في آلامه.

من الواضح أنها كانت بستانا خاصا خارج حدود مدينة أورشليم على جبل الزيتزن لقد كان من غير القانوني أن تكون لديك حدائق أو حقول داخل المدينة بسبب أن السماد الذي تحتاجه النباتات سيجعل المدينة نجسة طقسيا الزيتون.
من الواضح أن يسوع كان يأتي إلى هذا البستان في معظم الأحيان. وكان يسوع يخيم هناك مع تلاميذه خلال أسبوع اآلالم. وقـد قـدم إنجيـل ق. يوحنـا معلومـة هامـة وهـي أن يهوذا كان يعرف المكان جيدا (يـو 2:18).2 وكان يهوذا مسلمه يعرف الموضع، لان يسوع اجتمع هناك كثيرا مع تلاميذه. " والقـديس مـرقس شاهد عيان عن كل ما حدث في العلية وفي حديث التلاميذ وبطرس مع المسيح، وكان مرقس مـع  لمسيح وبقية التلاميذ في خروجهم وذهاهبم لبستان جثسيماني، وهو الذي أخبر عن نوم التلاميـذ وتـوبيخ المسيح لهم مرتين وهو الشاب الذي حاول خـدام الهيكـل مسـكه لأنـه تجـرأ وذهب وراء المعلم فى الوقت الذى هرب فيه كل التلاميذ  منهم تاركا إزاره وهو الذى ذكر ترك التلاميذ وهروبهم
 وعاد إلى بيته في جثسيماني ولبس ملابسه وأسرع وحصل جماعة القبض ولم يترك المسيح قـط، وقـد انضـم إليه القديس يوحنا. وهو الذي كان مع بطـرس في الـدور الأرضـي، وهـو الـذي سمـع وشـاهد الإنكـار وذكره بدقة متناهيـة، وهـو الـذي لمـح المسـيح وهـو ينظـر إلى بطـرس النظـرة الأخـيرة الـتي فهمهـا بطـرس وخـرج بكى بعدها بكاءً مرًّا. وليكن في علم القارئ أن كل بيانات آلام المسيح وصلبه كانت عن شـاهد عيـان مرافق وهو ق. مرقس حتى إلى الصليب.

ويــرى معظــم العلمــاء (17)  أن العشــاء الأخــير قــد تم َّ في بيــت أم القــديس مــرقس، وأنــه هــو الشــاب  الذي تبع المسيح وتلاميذه حتى بستان جثسيماني. ويتساءل العالم لاجرانج (18) : لماذا هذا الشاب كان لابسا آزارا فقـط علـى عريـه في مثـل هـذه الليلـة القارسـة في هـذا الموسـم في أفى أورشليم ؟ ويقول : إن التعليل الوحيد أنه كان نائما حينئذ فى مبنى موجود فى بستان جصثيمانى ،  ورى العالم ألفريـد بلـومر (1926-1841 َ) وكـان عميـد الجامعـة دورهـام في إنجلـترا: إن [ الـذي أيقـظ هـذا الشـاب هـو ضـجة الحملـة الـتي جـاءت للقـبض علـى المسـيح فهـي الـتي جعلتـه يـدخل في صـميم الموقـع (19) ، وإن كان ق. بطرس قد أضاف شـيئا في كل هذه الرواية فهو الذي لم يكن قد عاينه ق. مرقس. لأن رواية الآلام مـن بعـد جثسـيماني والقـبض لم يكن أحد من التلاميذ ولا ق. يوحنـا موجـودا فيهـا. فـالبلاغ واضـح وصـريح: «فتركـه الجميـع وهربـوا »(مر 50:14 َّ ). أما دخول ق. يوحنا بيت رئيس الكهنة فهذا بدالة كهنوته وكان معروفا عندهم
ومـن هـذه المعلومـات يتضـح أمامنـا أن ق. مـرقس اقتصـر روايـة إنجيلـه علـى السـنة الأخـيرة مـن خدمـة المسـيح، وهـي السـنة التي يبدو أن ق. مرقس تعرف فيها على المسيح منذ أن بدأ يزور أُورشليم وينزل عندهم في العلية..
 ويقول العالم راولنسن (20) [إن القصة تاريخية مؤك َّ دة ومنزهة عن أي تلفيق].
ويقول العالم مونتيفيور (21)
[إن الإنسان لا يملك إلا أن يتعجب على النعمـة المدهشـة والجمـال والحصـافة الرائعـة والتمييـز
التي تكشفها القصة].ِ
أما العالم كلوزنر (22)
وهو عالم يهودي فيقول باختصار شديد:
[هذه القصة تمثِّل الختم الذهبي على الصدق البشري].
ويعود كلوزنر ليقول:
ً [إن الحزن والآلام التي جازها ابن الإنسان، بقدر ما هـي عميقـة لهـا وقـع شـديد الوطـأة
وحيدا  على كل إنسان ذي قلب رقيق حساس، سـواء كـان ذلـك القلـب لمـؤمن أو حـتى لغـير مـؤمن بصـورة يستحيل أن يمحوها الزمن]..
********
مراجع
(17) Zahn, Burkitt, Plummer, Rawlinson, Allen, Turner, Bartlet, J. M. C. Crum, cited by Vincent Taylor, op. cit., p. 562
(18) M. J. Lagrange, Evangile selon S. Marc, Paris, 1929, p. 397.
(19) Alfred Plummer, op. cit., p. 327.
(20) A. E. J. Rawlinsen, op. cit., p. 210.
(21) C. G. Montefiore, I, 342, cited by Vincent Taylor, op. cit., p. 551.
(22) J. Klausner, Jesus of Nazareth, London, 1929, p332, cited by Vincent Taylor, op. cit., p. 551


ٱجْلِسُوا هٰهُنَا حَتَّى أُصَلِّيَ

". في المتوازيات في(مت 26: 41)  41 اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة. اما الروح فنشيط واما الجسد فضعيف». ( لو 22: 40) 40 ولما صار الى المكان قال لهم: «صلوا لكي لا تدخلوا في تجربة».   يطلب يسوع منهم أن يصلوا لئلا يدخلوا في تجربة.
تفسير (مرقس 14: 33) 33 ثم اخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنا وابتدا يدهش ويكتئب.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٣٣ ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا، وَٱبْتَدَأَ يَدْهَشُ وَيَكْتَئِبُ.

 أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا،

كانت هذه الحلقة الداخلية المؤلفة من القادة بين التلاميذ. لقد كانوا حاضرين مع يسوع في عدة  مناسبات خاصة عندما لم يكن بقية التلاميذ كذلك. من الواضح أن هذا أدى إلى تدريب خاص وبآأٍن معا غيرة من جهة بقية التلاميذ. لا نعرف بالضبط  لماذا كن ليسوع تلك الحلقة الداخلية. قائمة التلاميذ الإثني عشر دائما كانت المجموعات تأتي في أربع مجموعات لتكون كال منها في ثلاثة. المجموعات لا تتبدل  قد ُشكلت ليقوم التلاميذ بشكٍل دوري بالخدمة وفي نفس الوقت لكي يطمئنوا على عائلاتهم.

وَ
ٱبْتَدَأَ يَدْهَشُ وَيَكْتَئِبُ

تعنى كلمة دهش فى اللغة العربية حيرة وذهول ، وذلك من أمر غريب يواجه المسيح فوق الإحتمال فهو الذى بلا خطية يحمل خطايا العالم كله وأعراض الإكتئاب التى تصيب الإنسان  حزن عميق وشعور بالوحدة يالشعور بانعدام القيمة أو الذنب،  أفكار متكررة أو مستمرة عن الموت
يسوع كان في حالٍة عميقة من القلق والإضطراب. هذه كلمات قوية في اللغة  اليونانية. ونحن كقراء معاصرين نحن على أر ٍض مقدسة هنا في البستان إذ نرى ابن الإله يعاني أكثر لحظات حياته البشرية شدة وإجهادا. لا بد أن يسوع قد روى ذلك لتلاميذه بعد قيامته. من الواضح أنه كان يقصد بها أن تكون ُمعينة لأولئك الذين يواجهون المحنة وأولئك الذين يسعون إلى فهم الألم والتكلفة التي دفعها يسوع في خبرة الجلجثة.
ويعطينـا إنجيل . مـرقس أول اصـطلاحاته الخطـيرة « وَٱبْتَدَأَ يَدْهَشُ وَيَكْتَئِبُ " مرحلة دخول النفس لتأهيلها للساعات القادمة ومدى قدرتها على تحمل الألالام النفسية والجسدية فقد أصبح يسوع يواجه هذه الألام بدون الإستعانة بقوة إلهية وفى هذا ييعبر عن هذه اللحظات مقتبسا آية من المزامبر  ويقول (مر 15: 34) إلهى إلهى لماذا تركتنى "  إنها التجربة الأخيرة من الشيطان وكل قواته وخططة وخداعة وأكاذيبه
وقف حقا كابن آدم! الإنسان الجديد عـوض آدم تمامـا حيـث تعـين أن يكـون هـو ابـن الإله بالقيامة من الأموات
ً االله بالقيامــة مــن الأمــوات، مــع اســتعادة كــل مجــد لاهوتــه إن خــاض هــذه المعركــة باســم ابــن االله وحيــدا كإنسان بلا معونة. لينتقم لآدم أولا َ الذي كان قد دخل في مواجهة الشيطان أعزل وبغواية امرأة، فلطمـه الشيطان لطمة أسقطته إلى الأرض، وأخذ حكم الموت. وها هوذا الإنسان الجديد يدخل نفـس المواجهـة ّ مـع العـدو بـلا أي معونـة خارجيـة، ولا يملك إلا قداسته وبره  الشخصـي غـير ممسـوك بـأي خطيـة ولا أي مدخل للعدو، غير قابل للغواية وقد أخرس العدو في أول تجربة له على جبل التجربة. والمسيح هنا داخل وهـو يعلـم أن العـدو يشـهر عليـه سـلاح المـوت آخـر قـوة يمتلكهـا وأقـوى سـلطان لـه إزاء كـل إنسان تتحكم فيه غرائزة وشهواته وأطماعه فالمسيح عالم أنه داخل فى صراع ليتقبل ضربة الموت  ولكنـه يعلـم تمامـا أنها لن تصيبه إلا بموت موقوت ومحدد مسبقا بمدة ثلاثة أيام ليحطم أسوار الجحيم وينقذ الذين ماتوا على رجاء القيامة فهو المنقذ والمهلص الإنسان من ماضية وحاضرة ومستقبله وبعد موته يقوم ومعه البشرية كلها التي فيه والتي جاء ليمثلها كرأس أمام هذا العدو. لذلك رضي بالمعركة ورضي أن يشـرب كـأس المـوت، لا كأنه عـن عقوبـة لشخصـه، بـل لم ْ جـاء ليحمـل العقوبـة مـن أجلهـم. والآن وفي جثسـيماني وعلـى خلفيـة من الصلاة أمـام االله وكـل قـوات السـماء يـدخل هـذه الأهـوال، أهـوال المـوت والهاويـة بكـل آلامهـا وعارهـا بإرادتـه قبـل أن تصـلبه أيـادي الأثمـة. المسـيح قبل التحدى على أساس أنه موته سيحطم سلطان الموت الروحى الذى بيد الشيطان 

 الكلمات «ابتدأ يـدهش ويكتئـب» كلمـات وصفها داود النبى فى إحدى مزاميره »(مز 3:55)3 من صوت العدو من قبل ظلم الشرير.لانهم يحيلون علي اثما وبغضب يضطهدونني. 4 يمخض قلبي في داخلي واهوال الموت سقطت علي. 5 خوف ورعدة اتيا علي وغشيني رعب. "
هـذا الوصـف الخطـير هنـا للقـديس مـرقس يغيـب في إنجيـل ق. لوقـا، ويختزلـه ق. مـتى حـتى جعلهـا: «وابتـدأ يحـزن ويكتئـب» (مـت 37:26). ولكـن في تقليـد ق. مـرقس هـذا تعتـبر أي محاولـة لتبسـيط هـذه الحالة النفسية التي دخلها المسيح بإرادته إنمـا تسـيء بحسـب الحـق إلى عدالـة االله، الـتي رضـي ابـن الإنسـان أن يتحمـل ثقلهـا دفاعـا ّ عـن الخطـاة بـأن يحملهـا معهـم. لأن المسـيح يعلـم أنـه جـاء ليتـألم َّ ويتحمـل هـذه  لعقوبة بالعدل، وكان كلما تتـزاحم فوقـه قـوات الظلمـة بمرعباهتـا كـان ينسـحب قلـيلا ويسـأل عـن تلاميـذه لماذا لم يسهروا معه ساعة ؟ .
تفسير (مرقس 14: 34) 34 فقال لهم نفسي حزينة جدا حتى الموت.امكثوا هنا واسهروا.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٣٤ فَقَالَ لَهُمْ: نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى ٱلْمَوْتِ! اُمْكُثُوا هُنَا وَٱسْهَرُوا.

 
نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى ٱلْمَوْتِ!.
هذا قو ٌل توكيدٌي بشكل مدهش يدل على القلق، والخوف، والحزن من جهة يسوع. رغم أن النص نفسه لا  يذكر السبب، لكن يبدو أن ما كان يسوع يخشاه هو انقطاع الشركة الحميمة التي كان يعيشها دائما  مع الآب. هذا يتميز بكلمات يسوع في (مر 15: 34)  هذه أحد اللحظات الشديدة التي سمحت بأن نرى يسوع يصارع بشريا في موضوع الإيمان.
+ « غمر ينادي غمرا عند صوت ميازيبك. كل تياراتك ولججك طمت علي ً (مز 7:42) ً
وفي ظاهر الكلام يبدو أن المسيح يخاطب الثلاثة تلاميذ: «نفسي حزينة جدا حـتى المـوت» الحقيقـة يخاطـب االله ويعيـد الخطـاب لتلاميـذه كالصـدى!! لقـد أراد المسـيح أن ينفـرد بـالموقف وحـده فـترك  تلاميـذه للصـلاة والسـهر ومـا سـهروا ومـا صـلوا، فالـذي كـان يـراه المسـيح لم يـروه ولـن يـروه أما دعوة المسيح لهم للصلاة والسهر فلذلك حتى لا يقبض عليهم وهم نياما .
 كان هذا مصطلحا أقتبس من العهد القديم (مز 42: 5) 5 لماذا انت منحنية يا نفسي ولماذا تئنين في.ارتجي الله لاني بعد احمده لاجل خلاص وجهه "  والذي كان يعبر عن الشدة والإجهاد العظيم الذي استلزمه فداء الجنس البشري الساقط. كل  (المزمور 42 ) يعكس خبرة يسوع بالرفض والموت كما الحال مع (المزمور .22 ) شيء من الصراع يمكن أن نراه في الموازاة في(لو 22: 34- 44)
رغم أن مخطوطات UBS4 تعطي احتمال حذفها نسبة أرجحية عالية، والتي تدون أن ملاكا جاء لخدمته وكانت قطرا ٌت من العرق تتساقط كالدم منه. النصر على الشرير تم هنا في البستان. المكر في تجربة إبليس في متى 4 وتعليقات بطرس التي يُفترض أن تكون مساعدة ولكنها مدمرة للغاية في (مت 16: 22) 1 من ذلك الوقت ابتدا يسوع يظهر لتلاميذه انه ينبغي ان يذهب الى اورشليم ويتالم كثيرا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم. 22 فاخذه بطرس اليه وابتدا ينتهره قائلا: «حاشاك يا رب! لا يكون لك هذا!» تُعلن بشكل كامل في هذا المقطع.

اُمْكُثُوا هُنَا وَٱسْهَرُوا. 
هذا أمر ماضي ناقص مبني للمعلوم يليه أمر مضارع مبني للمعلوم. لقد كانوا في نوبة حراسة يترقبون يهوذا والرعاع، ولكنهم ناموا.
تفسير (مرقس 14: 35) 35 ثم تقدم قليلا وخر على الارض وكان يصلي لكي تعبر عنه الساعة ان امكن.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

٣٥ ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى ٱلأَرْضِ، وَكَانَ يُصَلِّي لِكَيْ تَعْبُرَ عَنْهُ ٱلسَّاعَةُ إِنْ أَمْكَنَ.

وَخَرَّ عَلَى ٱلأَرْضِ، وَكَانَ يُصَلِّي
هذان فعلان ناقصان. عادة هذا الزمن يعني عملا مستمرا ولكن من الواضح أن هذا لا يمكن أن يكون هو المقصود هنا. مقطع نمطي آخر عن فعل الزمن اليوناني هذا هو بدء عمل في الزمن الماضي. الصلاة ساجدا تظهر عاطفة  وانفعالا شديدا
بعد أن اطمئن يسوع أنه وحده سـجد سـجود الصـلاة، وكـان يصـلِّي وهـو في حالـة السـجود وتركـزت صـلاته حسب ما وصل لآذان تلاميذة الثلاثة أن تعبر عنه الساعة، ساعة المـوت المحتومـة fatalis hora.


إِنْ أَمْكَن
هذه جملة شرطية من الدرجة الأولى والتي يُفترض أنها حقيقية من منظور الكاتب. يسوع عرف أن يهوه كان قادرا على أن يصنع أي شيء (مر 14: 36) "كل شيٍء مستطاع عندك"
*******************
 الساعة :
THE HOUR (hōra) hōra


تُستخدم كلمة "ساعة" بطرق متعددة في الأناجيل، كما يلي:
-1 إشارة إلى الوقت (مت 8: 13) (لو 7: 21) ( يو 11: 9)
-2 استعارة تدل على وقت امتحان وتجربة (مت 10: 19) (مر 13: 11) (لو 12: 12)
-3 استعارة تدل على بدء يسوع لخدمته (يو 2: 4) ( يو 4: 23)
-4 استعارة تدل على يوم الدينونة - أي المجيء الثاني، (مت 24: 36 و 44) ( مت 25: 13) ( مر 13: 32) ( يو 5: 25 و 28)
-5 استعارة تدل على آالم يسوع (مت 26: 45) (مر 14: 35و 41) (يو 7: 30) ( يو 8: 20) ( يو 13: 1) ( يو 17: 1)

******
لِكَيْ تَعْبُرَ عَنْهُ ٱلسَّاعَةُ  
هذا ماضي ناقص شرطي مبني للمعلوم. يسوع يؤكد أن يهوه قادٌر على أن يصنع أي شيء ويسوع يأمل أنه سيتفادى الصليب (مر 14: 36)كانت هذه هي تماما تجربة إبليس له في البرية،
  ,Christ Jesus of Teaching and Life The s'Stewart James
من (مت 26: 39 و 42 و44) (مر 14: 39و 41) نعلم أن يسوع صلى نفس هذه الصلاة ثلاث مرات، وكانت هذه طريقة اليهود في إظهار الشدة والكثافة. وقـد إقتربت ساعة المواجهة و بـدأ عـدها التنـازلي عنـد بـدأ القـبض عليـه إذ كررهـا: «نـاموا الآن واسـتريحوا! (وأي راحـة هـذه) يكفـي! قـد أتــت َّالسـاعة!» (مـر 41:14)، وأضـاف: «إن أمكـن» ولكـن كيـف يمكـن أن تجـوز عنـه السـاعة: «ولكـن لأجل هذا أتيت إلى هذه الساعة» (يو 27:12 ِّ ). هي إرادة بشرية طلبت أن تـنفس ـن إرادهتـا، ولكـن لم يعطها المسيح الكلمة الأخيرة «ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك.» (لو 22: 42)
 
تفسير (مرقس 14: 36) 36 وقال يا ابا الاب كل شيء مستطاع لك.فاجز عني هذه الكاس.ولكن ليكن لا ما اريد انا بل ما تريد انت.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٣٦ وَقَالَ: يَا أَبَا ٱلآبُ، كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَكَ، فَأَجِزْ عَنِّي هٰذِهِ ٱلْكَأْسَ. وَلٰكِنْ لِيَكُنْ لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا، بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ.

يَا أَبَا ،
هذه كلمة آرامية للكلمة المألوفة التي ينادي بها الاولاد أبيهم في البيت، "بابا ". يسوع كان يعرف الحميمية العائلية مع يهوه (عب 1: 2)  2 كلمنا في هذه الايام الاخيرة في ابنه، الذي جعله وارثا لكل شيء، الذي به ايضا عمل العالمين،  ( عب 3: 6)  6 واما المسيح فكابن على بيته. وبيته نحن ان تمسكنا بثقة الرجاء وافتخاره ثابتة الى النهاية. ( عب 5: 8)  8 مع كونه ابنا تعلم الطاعة مما تالم به.  ( عب 7: 28)28 فان الناموس يقيم اناسا بهم ضعف رؤساء كهنة. واما كلمة القسم التي بعد الناموس فتقيم ابنا مكملا الى الابد. " موته سيضمن هذه الحميمية لنا.
هذا السياق هو المرة الوحيدة التي ترد فيها الكلمة اآلآرامية Abba ( في النص اليوناني) وعناها "أبى" والتي يستخدمها يسوع. يسوع يظهر الصراع الشديد الذي واجهه في هذه اللحظة من التجربة الجسدية (إنه يصف مشاعره القوية الشديدة؛ لقد سقط على الأرض؛ وصلى ثلاث مرات ). هنا ألقى يسوع الورقةالرابحة، أفضل فرصة له بتغيير فكر الآب عن الجلجثة. إنه يدعو يهوه بأكثر كلمة عائلية حميمية. ولكن كل مرة صلى فيها كان يختم صلاته بالقول "ولكن ال تكن مشيئتي، بل مشيئتك". يهوه الآب  يظهر محبته لبشرية ساقطة بأن لا يتجاوب مع إرادة يسوع كما عبر عنها. كان هناك حاجة إلى ذبيحة نهائية عن الخطيئة، ولكن لم يكن ذلك ممكنا بدون دفع ثمن عظيم، عاطفيا وجسديا ، بالنسبة ليسوع وبالنسبة للآب.
يسوع يعرفنا لأنه يعرف كل تجارب البشرية (ومع ذلك فقد كان بلا خطيئة ). الخوف والذعر والتثبط وخيبة الأمل ليست خطيئة. النصر تم إحرازه في جثسيماني.

ٱلآبُ
"آلآب". إنجيل مرقس غالبا ما يستخدم الكلمات والعبارات الآرامية (مر 3: 17) 17 ويعقوب بن زبدي ويوحنا اخا يعقوب وجعل لهما اسم بوانرجس (اي ابني الرعد). (مر 5: 41)41 وامسك بيد الصبية وقال لها: «طليثا قومي». (الذي تفسيره: يا صبية لك اقول قومي).   ( مر 7: 34) 34 ورفع نظره نحو السماء وان وقال له: «افثا». اي انفتح.  ( مر 14: 36) َقَالَ: يَا أَبَا ٱلآبُ، كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَكَ، فَأَجِزْ عَنِّي هٰذِهِ ٱلْكَأْسَ. وَلٰكِنْ لِيَكُنْ لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا، بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ. ( مر 15: 34) 34 وفي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا: «الوي الوي لما شبقتني؟» (الذي تفسيره: الهي الهي لماذا تركتني؟)   الآرامية كانت اللغة التي كان يتكلم بها يسوع والتلاميذ. مرقس يترجم كل من هذه العبارات، ما يظهر أنه لم يكن يكتب إلى القراء اليهود، بل إلى قراء أمميين، وعلى الأرجح الرومان بسبب كل الكلمات والعبارات الالتينية التي نجدها في مرقس. انظر الموضوع الخاص: الآب على مرقس :13: 32)

«يا أَبا الآب»: 
 
المسيح قال "نطق" هذه العبارة «يـا أبـا الآب» باللغتين الكلمة الأولى "أبا" باللغة الآرامية  ©bb¢ والكلمة الثانية "الآب" باليونانية  باتير  ο πατηρ لأن يسوع كلن يعرف اللغة اليونانية لأن اليونانيين كانو منتشرين فى الجليل
كلمة أبا αββα هي كتابة يونانية لكلمة آرامية أي هي كلمة آرامية مكتوبة بحروف يونانية ولأنها ارامية يتبعها في النص اليوناني ترجمة او باتير ο πατηρ التي تعني اب في اليوناني
 عبارة يا أبا الآب مكتوبة فى الإنجيل  باللغة اليونانية وتعنى ان المسيح يقول يا ابي الاب وهذا يعني بمفهوم بسيط أيها الاب ابي وهو يعبر عن علاقة خاصة فهو لا يلقب الاب فقط بلقبه واسمه العام بل يلقبه بدالة علاقة خاصة ومعرفة بمعنى أن كلمة " أبى" تحوى ياء الملكية أى أبوة خاصة للمسيح فقط
 ويسـتبعد العلماء أن يكون ق. مرقس هو الـذي وضـع الترجمـة لهـا، لأن هـذا النـداء دخـل الكنيسـة كتقليـد
أما إنجيل متى  فقالهـا: «يـا أبي» ووضـعتها المترجمين للإنجيل باللغـة العربيـة: «يـا أبتـاه » mou ter£P  .. ولكـن جعلهـا إنجيل . لوقـا: «أيهـا الآب » Ð pat»r
 وفي الـثلاث حـالات (فى الثلاث أناجيل  مرقس ومتى ولوقا)  واضـح أن النـداء يحمـل توسـلا عاطفيا شديدا ويتعلق بالصلة التى بينهما  ومجيئهـا في إنجيـل ق. مـرقس  «يا أَبا الآب»: bb © Ð pat»r¢   كانت المرة الوحيدة فى إنجيله ولم تأت قط فى بقية ألأناجيل

أب | أبونا
القبطية: apa - "الأب" هو الوالد أو المربى، وجمعة "أباء"، أما "الآب" بمد الألف فهي في أصلها سريانية، دخلت اللغة العربية بمعنى الأصل أو الأساس، واختصت بالأقنوم الأول من الثالوث القدوس، وليس لها جمع.
و"أبا" Abba بتشديد الباء، أرامية معناها "أب - father" أو "آب" وقد ورد ثلاث مرات في كتاب العهد الجديد (مرقس 14: 36؛ رومية 8: 15؛ غلاطية 5: 6) حيث اقترنت الكلمة في كل مرة بمرادفها اليوناني، فجاءت "أبا الاب" ومنها "أباس" في اليونانية.
أما "أبوت" Abott, Abbé فهو رئيس أي رهبانية غربية؛ حيث يُعطى هذا اللقب لبعض الشخصيات الرهبانية كرؤساء الأديرة أو من له تلاميذ في الحياة الرهبانية(1). ورتبة الأبوت في الكنيسة الغربية تقابل رتبة "الإيغومانوس - القمص" الحالية، أو رتبة "الأرشمندريت - رئيس المتوحدين"، في بعض الرهبانيات الشرقية، وهى رتبة قد اندثرت في الرهبنة القبطية.
و"الأبا" (آبا) بدون تشديد الباء فهي قبطية بمعنى "أب" ولازالت الكلمة "أبا" هي النداء الذي يوجه للوالد في صعيد مصر. أما "الأباتي" فهي دخيلة من الإيطالية، وقد تخفف فتقال "أباتي" وهى تطلق في الكنيسة المارونية على رئيس الرهبانية العام.
أما "أنبا" فهي ترجمة للكلمة القبطية المأخوذة أصلا من اليونانية وهو لقب اختص في الكنيسة القبطية بالآباء الأساقفة.
ومشاهير النساك الأوائل الذين أسسوا الحياة الرهبانية، أو أثروها بسيرتهم الصالحة، حتى ولو لم يحملوا أي درجة كهنوتية.
وآباء الكنيسة هم معلمو الإيمان كما تسلموه من الذين سبقوهم بحسب التسلسل الأسقفي رجوعا إلى الآباء الرسل القديسين. وفي الكنيسة القبطية يدعى الرهبان والكهنة والأساقفة بلقب "آباء".
والعلمانيون الأتقياء يدعون أيضا في الليتورجية القبطية "آباء"، وهم الأراخنة أي مقدمو الشعب. وفي الكنائس الشرقية، إن كان يلزم أن يكون "أب الاعتراف" من الآباء الكهنة، إلا أن "الأب الروحي" أو "المرشد الروحي" يمكن أن يكون من العلمانيين أيضا، وهو ما نراه بأكثر وضوح في كنيسة روسيا وذلك فيمن يدعى "ستارتس - Startz".
والكلمة في الروسية تعنى: "رجل متقدم في السن - an old man"، وهو بمثابة قائد ديني يتسم بتقوى شخصية وموهبة روحية تؤهله للإرشاد الروحي وقيادة النفوس للتوبة والخلاص. وليست له رتبة كنسية إذ يكون عادة واحدا من الرهبان، ولكن يمكن أن يكون أيضا أحد العلمانيين سواء كان رجلا أو امرأة.
وكلمة "أبونا" تعني نفس المعنى في جمع كلمة "أبي".

 كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَكَ
في إنجيـل مـتى «إن أمكـن» وفي إنجيـل لوقـا يقولهـا: «إن شـئت» لـذلك تظهـر هنـا في إنجيــل مــرقس وكأنهــا نطــق لاهــوتي ضــمن درس لاهــوتي. فالإمكانيــة والاســتطاعة لــلآب مطلقــة،لذلك فتقليدها الكنسي قوي ومتمكن كحقيقة قائمة  ipso facto

هٰذِهِ ٱلْكَأْسَ. .
كانت هذه استعارة من العهد القديم للدلالة على مصير الإنسان بمعنى إداني سلبي (مز 11: 6) 6 يمطر على الاشرار فخاخا نارا وكبريتا وريح السموم نصيب كاسهم. (مز 75: 8) 8 لان في يد الرب كاسا وخمرها مختمرة.ملانة شرابا ممزوجا.وهو يسكب منها.لكن عكرها يمصه يشربه كل اشرار الارض (أش 51: 17و 22) 17 انهضي انهضي قومي يا اورشليم التي شربت من يد الرب كاس غضبه ثفل كاس الترنح شربت مصصت.  22 هكذا قال سيدك الرب والهك الذي يحاكم لشعبه.هانذا قد اخذت من يدك كاس الترنح ثقل كاس غضبي (إر 25: 15- 16 و 27- 28) 15 لانه هكذا قال لي الرب اله اسرائيل.خذ كاس خمر هذا السخط من يدي واسق جميع الشعوب الذين ارسلك انا اليهم اياها. 16 فيشربوا ويترنحوا ويتجننوا من اجل السيف الذي ارسله انا بينهم  27 وتقول لهم.هكذا قال رب الجنود اله اسرائيل.اشربوا واسكروا وتقياوا واسقطوا ولا تقوموا من اجل السيف الذي ارسله انا بينكم. 28 ويكون اذا ابوا ان ياخذوا الكاس من يدك ليشربوا انك تقول لهم.هكذا قال رب الجنود تشربون شربا.  (إر 49: 12) 12 لانه هكذا قال الرب.ها ان الذين لا حق لهم ان يشربوا الكاس قد شربوا فهل انت تتبرا تبرؤا.لا تتبرا بل انما تشرب شربا.  (مرا 4: 21) 21 اطربي وافرحي يا بنت ادوم يا ساكنة عوص.عليك ايضا تمر الكاس.تسكرين وتتعرين (حز 23: 31- 33) 31 في طريق اختك سلكت فادفع كاسها ليدك. 32 هكذا قال السيد الرب.انك تشربين كاس اختك العميقة الكبيرة.تكونين للضحك وللاستهزاء تسع كثيرا. 33 تمتلئين سكرا وحزنا كاس التحير والخراب كاس اختك السامرة. (حب 2: 16) 16 قد شبعت خزيا عوضا عن المجد.فاشرب انت ايضا واكشف غرلتك.تدور اليك كاس يمين الرب.وقياء الخزي على مجدك. "  استخدمت عادة هذا المصطلح غالبا ما يترافق مع السكر، والذي هو استعارة أخرى من العهد القديم للدلالة على الدينونة(أيوب 21: 20)  20 لتنظر عيناه هلاكه ومن حمة القدير يشرب.  ( أش 29: 9) 9 توانوا وابهتوا تلذذوا واعموا.قد سكروا وليس من الخمر ترنحوا وليس من المسكر.  ( أش 63: 6) 6 فدست شعوبا بغضبي واسكرتهم بغيظي واجريت على الارض عصيرهم (إر 25: 15- 16 و 27- 28) 15 لانه هكذا قال لي الرب اله اسرائيل.خذ كاس خمر هذا السخط من يدي واسق جميع الشعوب الذين ارسلك انا اليهم اياها. 16 فيشربوا ويترنحوا ويتجننوا من اجل السيف الذي ارسله انا بينهم  27 وتقول لهم.هكذا قال رب الجنود اله اسرائيل.اشربوا واسكروا وتقياوا واسقطوا ولا تقوموا من اجل السيف الذي ارسله انا بينكم. 28 ويكون اذا ابوا ان ياخذوا الكاس من يدك ليشربوا انك تقول لهم.هكذا قال رب الجنود تشربون شربا. " يسوع يريد أن يتجنب هذه الكأس. الخوف ليس خطيئة. لقد واجه الخوف بإيمان؛ وعلينا أن نفعل ذلك نحن أيضا

فَأَجِزْ عَنِّي هٰذِهِ ٱلْكَأْسَ.
هي إعادة مساومة كـان أتفق عليهـا في الأزليـة لمـا كـان الابـن في حضـن الآب في مـلء الطاعـة الروحيـة،  ولكن الآن وقد صار متغربا  علـى أرض شـقاء الإنسـان ولابسـا ما ليس له لا بسا شكل العبد وولكـن الآن وقـد أتـت ِّالساعة، فالأمر يحتاج لإعادة مساومة أو على الأقل تفهـم جديـد بـين الآب والابـن المتجسد، فالجرعـة شـديدة ـ الوطـأة علـى أحاسـيس الابـن المرهفـة، والموقـف واضـح أمامـه أنـه يتحـتَّم أن يجـوزه وحـده وبـدون أي معونـة مـن ً الآب. فإن كان كل شيء ممكن لدى الآب، فهل يمكن أن تجوز ساعة المحنة التي جاء إليها الابـن خصيصـا ً ً ؟!
وإلا فها ضعفى مجدنى إن أردت حتى أريد  مـا تريـد أنـت. حكـم المـوت الرهيـب قاسـه المسـيح طـولا َّ وعرضا وجزع من رعبته لأنها عقوبة وليس مجرد موت   لعنة وليس مجرد صلب، وإن كان قـد جـاء ليحملهـا مـع إخوتـه َّفي البشـرية الـتي لبسـها مـن أجلهـم  إلا أن شـدة وطـأة العقوبـة واللعنـة لم يتهيـأ لهـا الابـن، وهـو نـازل مـن حضـن الآب. الجســد يهــون أمــره ولكــن تــرك الآب لــه تركــا كاملا ولو للحظة أمــر رهيب ومرعــب، وهــوذا قــد اقتربــت ً لحظتها والآن قاس مرارتها فارتعب، وهناك على الصليب تجر عها كأسا  بيد الاب فلم يظقها وصرخ : "إلهي إلهي لماذا تركتني؟» لأنـه لكـي يمـوت الابـن علـى الصـليب يتحـتَّم أن يتركـه الآب لتكمـل العقوبـة بـلا ً رحمة !! لتحل عليه اللعنة وحده بعيدا عن الآب!!!!
المسـيح يعلـم أنـه لـيس أصـلا ّ هو مووضع العقوبة ولعنتها بل أخذها وعا مع اخوته فى البشرية التي حملها لنفسه، ولكن يحل له  له باسم ابـن الإنسـان أن يطلـب رفعهـا، ولكـن اسـتحالة أن يطلـب ذلك بعيدا َّ عن إرادة الآب، فهـو بعـد أن نفـس عـن بشـريته عـاد وأخضـع نفسـه تمامـا ِّ ونهائيا عن إرادة الآب مهما كان العذاب ومرارة ترك الآب. وفي هذا نرى وكأن المسيح يروض نفسه على قبول عقوبة الموت مع ً اللعنة في حضـرة الآب قبـل أن يقبلهـا وحيـدا عن وجهة إنها قراءة لاهوتية فى قوة ومعنى الفداء مطروحـة علـى ضـعف البشـرية الـتي فيـه لكـي تتقـوى بقـوة إرادة االله وتخضـع ليـتم الفـداء بـإرادة حاضـرة مـن خلال كأس مرارة الموت والتخلي من الآب.
إنه أروع مقطع لاهوتي في حوار الابن مع الآب بخصوص موته!!


وَلٰكِنْ لِيَكُنْ لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا، بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ.  

: الضمائر "أنا" و"أنت" هي في موضع توكيدي في اليونانية. كانت هذه طريقة خضوع يسوع المستمرة لإرادة اآلآب. في هذا السياق البشرية الحقيقة وإيمان يسوع يشرقان بشكٍل ظاهر. رغم أن طبيعته البشرية تصرخ طلبا للنجاة، إال أن قلبه مصمٌم على تحقيق إرادة الآب في كفارةٍ بدلية (مر 10: 45) 45 لان ابن الانسان ايضا لم يات ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين». (مت 26: 39)  39 ثم تقدم قليلا وخر على وجهه وكان يصلي قائلا: «يا ابتاه ان امكن فلتعبر عني هذه الكاس ولكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت». 
تفسير (مرقس 14: 37) 37 ثم جاء ووجدهم نياما فقال لبطرس يا سمعان انت نائم.اما قدرت ان تسهر ساعة واحدة.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٣٧ ثُمَّ جَاءَ وَوَجَدَهُمْ نِيَاماً، فَقَالَ لِبُطْرُسَ: يَا سِمْعَانُ، أَنْتَ نَائِمٌ! أَمَا قَدَرْتَ أَنْ تَسْهَرَ سَاعَةً وَاحِدَةً؟

وَوَجَدَهُمْ نِيَاماً،
ه
ؤلاء التلاميذ كانوا قد غفوا خلال التجلي ايضا  (مت 26: 42)  42 فمضى ايضا ثانية وصلى قائلا: «يا ابتاه ان لم يمكن ان تعبر عني هذه الكاس الا ان اشربها فلتكن مشيئتك».  (لو 9: 32) 32 واما بطرس واللذان معه فكانوا قد تثقلوا بالنوم. فلما استيقظوا راوا مجده والرجلين الواقفين معه. " لم يكونوا أشرارا أو حتى بلا تفكير بل بشر. قبل أن نكون سريعين إلى إدانة التلاميذ، دعونا نلاحظ أنه في (لوقا 22: 45) عبارة "كانوا نائمين من الحزن" هي التي تصف عدم قدرتهم على تحمل نبوءة يسوع عن موته بالذات وعن تبعثرهم الذي سيلي ذلك. رغم أن يسوع كان يتوق إلى أن تكون له شركة بشرية وشفاعة في هذا الوقت من الأزمة العصيبة في حياته، إلا أنه كان عليه أن يجابه هذه اللحظة لوحده، وأن يواجهها من أجل كل المؤمنين.

يَا سِمْعَانُ  

فى بستان جشثيمانى حينما يبلغ التوتر مـداه في الصـلاة، قطعهـا المسـيح لـيرى تلاميـذه وطمئن عليهم كراعى صالح ، لأن في وجـودهم بجـواره كـان عـزاء لهـم هـم، ولكـن للأسـف لم يكونـوا أبـدا عنـد حسـن ظنـه. وطبيعـي أن ينـادي بطـرس الـذي وثـق ٌ بنفسه وكأنه مستعد أن يموت معه وهو غير مستعد أن يصلِّي معه ساعة واحدة. ولكـن هنـا ٌ هـام حـدث شـيء مع بطرس، فقد سحب منه المسيح اسم «الصخرة» وعاد به إلى «سمعان» من هذه اللحظة. يناديه يسوع باسم "سمعان" ألنه كان قد أعطاه اسما آخر في ( مرقس 3: 16)  16 وجعل لسمعان اسم بطرس.  " الصخرة (بطرس) كان دلالة على الرسوخ واليقين والموثوقية. لا بد أن بطرس تذكر هذا التغير "المعكوس" في الإسم بألٍم شديد. أنا على يقين بأن الرسالة قد وصلته.
تفسير (مرقس 14: 38) 38 اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة.اما الروح فنشيط واما الجسد فضعيف.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٣٨ اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا ٱلرُّوحُ فَنَشِيطٌ، وَأَمَّا ٱلْجَسَدُ فَضَعِيفٌ.

 اِسْهَرُوا وَصَلُّوا هذا أمر مضارع مبني للمعلوم وأمر مضارع مبني للمتوسط. السياق التالي يكشف العدو.

 لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ..

كانت هناك نظريات عديدة حول ما تشير إليه كلمة "تجربة" في هذا السياق:
-1 نبوءة يسوع المباشرة في (مر 14: 27)
-2 نوم التلاميذ بدلا من صلاتهم، م(مر 14: 37 و 40)
-3 هجران التلاميذ ليسوع في (مر 14: 56)
-4 إنكار بطرس في (مر 14: 69- 75)
-5 المحن الدينية والحكومية (مت 5: 10- 12) (يو 9: 22) (يو 16: 20)


كلمة "تجربة" peirasmos  كان لها دلالة "يجرب أو يختبر مع رغبة في التدمير" (مت 6: 13)  13 ولا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير. لان لك الملك والقوة والمجد الى الابد. امين.  ( لو 11: 4) 4 واغفر لنا خطايانا لاننا نحن ايضا نغفر لكل من يذنب الينا ولا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير».  (يعقوب 1: 13) 13 لا يقل احد اذا جرب: «اني اجرب من قبل الله»، لان الله غير مجرب بالشرور، وهو لا يجرب احدا.  " غالبا ما تتغاير مع كلمة يونانية أخرى تدل على الإختبار dokimazo ) والتي كانت لها دلالة "يجرب أو يختبر مع نزعة إلى التقوية". ولكن هذه الدلالات ليست دائما موجودة في كل سياق. لاهوتيا يمكن القول أن الرب لا يختبر أو يجرب أولاده لكي يهلكهم، بل يؤمن لهم فرصا لنمٍو روحي من خلال التجارب والمحن (تك 22: 1) 1 وحدث بعد هذه الامور ان الله امتحن ابراهيم، فقال له: «يا ابراهيم!». فقال: «هانذا». ( خر 16: 4) 4 فقال الرب لموسى ها انا امطر لكم خبزا من السماء.فيخرج الشعب ويلتقطون حاجة اليوم بيومها.لكي امتحنهم ايسلكون في ناموسي ام لا ( خر 20: 20) 20 فقال موسى للشعب لا تخافوا.لان الله انما جاء لكي يمتحنكم ولكي تكون مخافته امام وجوهكم حتى لا تخطئوا. (تث 8: 2 و 16) 2 وتتذكر كل الطريق التي فيها سار بك الرب الهك هذه الاربعين سنة في القفر لكي يذلك ويجربك ليعرف ما في قلبك اتحفظ وصاياه ام لا. (مت 4) ( لوقا 4) ( عب 5:8)  5 الذين يخدمون شبه السماويات وظلها، كما اوحي الى موسى وهو مزمع ان يصنع المسكن. لانه قال:«انظر ان تصنع كل شيء حسب المثال الذي اظهر لك في الجبل». ولكنه دائما يضمن طريقة (1كور 10: 13) 13 لم تصبكم تجربة الا بشرية. ولكن الله امين، الذي لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون، بل سيجعل مع التجربة ايضا المنفذ، لتستطيعوا ان تحتملوا. " ليخرجوا منها . انظر الموضوع الخاص:  الكلمات اليونانية المستخدمة للدلالة على التجربة على مرقس :1 .13
تجربـة الإنسـان بالمحنـة لاختبـار إيمانـه. لـذلك أن نصـلِّي فى الصلاة الربانية  لكـي لا نـدخل في تجربـة نكـون أثبتنـا إيماننـا ًوسلحنا أنفسنا ضد المجرب فالصلاة كفيلة بأن تضيع كل الفرص على العدو أن يجد مدخلا لأن أى تجربة تصيب الإنسان يكون خو مسئول عنها إذ لم يكن يصلى وصلاته تدوم  فالمسـيح أعطانـا هنـا كما أعطانا في صلاته «أبانا الذي» َّ الـدرع الـواقي مـن سـهام الشـيطان. أمـا الإنسـان الـذي لا يسـهر ولا يصلِّي فالعدو له قدرة أن يقتحم بابه ويلقي المعثرة أمامه. وهذه النصيحة التي يقولها المسيح لسمعان والتلاميـذ لا تنتمـي إلى حـال معـين، بـل هـي نصـيحة إلهيـة ً للعمر كله. أما المناسبة فخطيرة، فالمسيح في مواجهة صريحة مع الشيطان، وهـو حتمـا كان الآن أو فيما بعد جولات، ولكـن الآن واضـح خطـورة النـوم والعـدو علـى الأبـواب، فالسـاعة ليسـت .ً ساعة نوم بل ساعة أعظم محنة دخلها إنسان من أجل الإنسانية حاملا ً لقب ابن االله وابن الإنسان معا فهـو يجوزهـا باسـم االله وباسـم البشـرية بـآن واحـد. وهـي محسـوبة أنهـا أعظـم وأخطـر تجربـة جازهـا إنسـان لحساب االله ولحساب البشرية التي يمت إليها بالجسد.

 أَمَّا ٱلرُّوحُ فَنَشِيطٌ، وَأَمَّا ٱلْجَسَدُ فَضَعِيفٌ.".

قد تكون هذه تعليقا على كلمات بطرس والتلاميذ الآخرين في (مر 14: 29و 31)  يسوع يفهم هذه المشاد ة بشكل كامل (مر 14: 36) .
استخدام "الروح" فيما يتعلق بالروح البشرية للإنسان تدل على حياتنا وأفكارنا الداخلية (مز 51: 10 و 11 و 17)
في كتابات بولس، "الروح" غالبا  ما تتغاير مع "الجسد" (رو 8: 1- 11)
هذه حقيقة تلميذ المسيح، فهو قد تدرب أن يكون صاحيا روحيا حتى وإذا نام الجسد أو المرض أو انكسـر، هـذه هـي نعمـة الإنجيـل: «أنـا نائمـة وقلـبي مسـتيقظ» (نـش 2:5). الإنسـان المسـيحي سـريع َّ الانصـياع للـروح وسمـاع الإنجيـل وطاعـة المسـيح، لأن الـروح فيـه تـدربت علـى قيـادة الـروح القـدس ونخسـه المسـتمر لليقظـة المسـتمرة لـئلاَّ يبتلعنـا العـدو لأنـه يجـول يبحـث عـن النـائمين والمتـوانيين والمهملـين ليبـتلعهم  أحياء والنائم هو الذي يغفل عن نداء الروح القدس والحديث مع المسيح ليل �ار: « سيفصـلنا عـن  محبة المسيح (رو 8: 35)
 الروح الـذي أسـكنه االله في قلوبنـا يشـتهي ضـد الجسـد وهـو بالنهايـة غالـب باسـم الرب.
تفسير (مرقس 14: 39) 39 ومضى ايضا وصلى قائلا ذلك الكلام بعينه.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٣٩ وَمَضَى أَيْضاً وَصَلَّى قَائِلاً ذٰلِكَ ٱلْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ.

عاد المسـيح إلى مكانـه للصـلاة مكـررا الكلام بعينه بحسب ما سمع أحد التلانميذ الثلاثة
تفسير (مرقس 14: 40) 40 ثم رجع ووجدهم ايضا نياما اذ كانت اعينهم ثقيلة فلم يعلموا بماذا يجيبونه.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٤٠ ثُمَّ رَجَعَ وَوَجَدَهُمْ أَيْضاً نِيَاماً، إِذْ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ ثَقِيلَةً، فَلَمْ يَعْلَمُوا بِمَاذَا يُجِيبُونَهُ.

ولثانى مرة يذهب المسيح لتلاميذه فيجدهم نياما ويعلل إنجيل مرقس   سبب تثقلهم بالنوم بسبب تثقل عيـونهم بـالنوم، وهـي غالبـا ِّ تأتي من حالة سهر بإعياء وحزن وعدم وجود ما ينشط الفكـر وينبه الأعصاب وغالبا من اليأس وخيبة الأمل . وهــم بهـذا الحــال لم يجــدوا مــا يــردُّون بــه. وكانــت هــذه المهزلــة مثــار خجــل التلاميــذ طــول حيــاتهم، َّ وحتى لنا لأنها حسبت إستخفافا عند كل القارئين دون أن يجد الإنسان لها أى معنى إلا أن  الشـيطان ً قد طمس عيونهم  بمـادة الجهالـة ولـذة النـوم. أمَـا في تقليـد إنجيل لوقـا فحـذفها جملـة، وأمـا في تقليـد إنجيل متى  فأضــاف عليهــا مــرَّة ثالثــة للعــودة إلى الصــلاة  والمجئ لحث التتلاميذ على السهر فزادها خجلا على خجل

لم يكن لديهم سبب يفسرون به سلوكهم (مر 9: 6) 6 لانه لم يكن يعلم ما يتكلم به اذ كانوا مرتعبين.  " سوى ضعف الجسد (لو 9: 32) 32 واما بطرس واللذان معه فكانوا قد تثقلوا بالنوم. فلما استيقظوا راوا مجده والرجلين الواقفين معه.  "

  من الصعب أن نفسر هذا المصطلح اليوناني. هل هو سؤال؟ هل هو سخرية؟ هل هو قول؟ رغم أن المعنى غير مؤكد، فمن الواضح أن يسوع قد نال النصر وها هو الآن يقف منتصبا ، مستعدا لمواجهة محن الليلة، والضربات والصلب في الصباح.
تفسير (مرقس 14: 41) 41 ثم جاء ثالثة وقال لهم ناموا الان واستريحوا.يكفي.قد اتت الساعة.هوذا ابن الانسان يسلم الى ايدي الخطاة.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٤١ ثُمَّ جَاءَ ثَالِثَةً وَقَالَ لَهُمْ: نَامُوا ٱلآنَ وَٱسْتَرِيحُوا! يَكْفِي! قَدْ أَتَتِ ٱلسَّاعَةُ! هُوَذَا ٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي ٱلْخُطَاةِ.

يقـل المسـيح نـاموا الآن واسـتريحوا استصـغارا ولكـن قولـه: «يكفـي» يشـرح أن العمليـة ً للتلاميـذ، َّ ُسـلَّم لأيـدي الخطـاة، ومـا علـى التلاميـذ الآن إلا انتهت وأن ساعة القـبض قـد أتـت وهـوذا ابـن الإنسـان ي الهرب فقد ضرب الراعي.
" يَكِفي". هذا سبب عدة تغييرات من قبل الناسخين في تقليد المخطوطات اليونانية. هل هذه العبارة تشير إلى نوم التالميذ؟ يمكن ترجمتها بـ
(1) "يكفي"؛ (2) "انتهى الأمر"؛ أو )(3) "قد انتهى" )NJB" لقد انتهى كل شيء". لقد استخدمت في البردية اليونانية السائدة الموجودة في مصر عن شئ يدفع بشكل كامل
Moulton and Milligan, The Vocabulary of the Greek New Testament, pp. 57-58
" أو "قد دُفع بشك ٍل كامل". ربما تشير إلى يهوذا وخيانته، والتي لا بد أنه كان لها تأثير مؤلم على
يسوع. يسوع نال النصر الروحي في جثسيماني.
تفسير (مرقس 14: 42) 42 قوموا لنذهب.هوذا الذي يسلمني قد اقترب

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٤٢ قُومُوا لِنَذْهَبَ. هُوَذَا ٱلَّذِي يُسَلِّمُنِي قَدِ ٱقْتَرَبَ».
لقد سل ح بـإرادة الرضـى واسـتعد َّم المسيح بالأمر الو بحزم لمد يديه لوضع الرباط.

 

 

This site was last updated 09/21/24